Professional Documents
Culture Documents
إن المحاسبة الدولية مفهوم عام يغطى جميع المداخل الخاصة بتدويل مفاهيم وطرق المحاسبة ،حيث توجد
أربعة مداخل عنيت بتحديد مفهوم المحاسبة الدولية ومجال اهتمامها سنبينها على النحو اآلتي:
-1المحاسبة العالمية:
يعد مفهوم المحاسبة العالمية من أوسع المفاهيم وأكبرها من حيث المجال ،فهو يوجه المحاسبة الدولية إلى
تشكيل ودراسة مجموعة مبادئ محاسبية تكون مقبولة عالميا .
يركز هذا المفهوم على عملية حصر جميع طرق ومبادئ ومعايير المحاسبة في مختلف دول العالم ،فهو يوجه
المحاسبة الدولية إلى دراسة وفهم االختالفات في األنظمة المحاسبية للدول من خالل دراسة وتحليل المبادئ
والطرق المحاسبية لكل دولة على حده.
بعد هذا المفهوم من أضيق وأقدم مفاهيم المحاسبة الدولية ،إذ يشير إلى دور محدود للمحاسبة الدولية يهتم إلى
حد كبير بالمشاكل المحاسبية المهمة لهذه الشركات مثل ترجمة القوائم المعدة بعملة أجنبية إلى عملة الشركة
القابضة ومراعاة التضخم والضرائب ،وأسعار التحويل.
يتعلق هذا المفهوم بالممارسات المحاسبية التي تحتاجها منظمات األمم المتحدة لمساعدتها في قرارات منح
القروض والمساعدات.
يتبين من المفاهيم المختلفة للمحاسبة الدولية بأنها مجال معرفة واسع تهدف بدرجة أساسية لتطوير الممارسات
المحاسبية على المستوى الدولي من خالل دراسة المشكالت المحاسبية ذات الصلة باألعمال الدولية ومن ثم
تضع حلوالً لها تختلف عن تلك الحلول المعتمدة على الصعيد المحلي ،ونظرا ً لتعدد مداخل المحاسبة الدولية
تعددت تعريفاتها ،فمن أبرز تلك التعريفات ما يلي:
-10توحيد المعايير :تعزز المحاسبة الدولية توحيد المعايير المحاسبية ،مما يسهم في تحقيق توازن واستقرار
في األسواق المالية العالمية.
-11شفافية ومقارنة :تساهم في زيادة شفافية المعلومات المالية وتيسير عمليات المقارنة بين الشركات
والمؤسسات عبر الحدود.
-12جذب االستثمارات :تعزز المحاسبة الدولية جاذبية .3الدول كوجهة لالستثمارات ،حيث يشعر
المستثمرون بالثقة في النظام المالي والمحاسبي
-13تحقيق الثقة :تساهم في بناء الثقة بين األطراف المختلفة مثل المستثمرين البنوك والشركات ،مما يعزز
االستقرار االقتصادي.
-14تحسين إدارة المخاطر :توفر المحاسبة الدولية أدوات لتقييم وإدارة المخاطر المالية بشكل فعال ،مما يحد
من التقلبات في األسواق المالية.
-15تعزيز االمتثال :تسهم في تعزيز مستوى االمتثال بما في ذلك االمتثال للقوانين واللوائح المالية الدولية.
-1التحليل المالي للمقارنة على المستوى الدولي ,حيث يتم المقارنة بين تحليل نتائج اعمال الشركات العاملة في
الدول المختلفة.
-2مشاكل قياس واعداد التقارير المحاسبية التي تنشأ نتيجة العمليات التجارية الدولية ونشاط الشركات الدولية
(شركة قابضة وشركات تابعة في عدة دول مختلفة).
-3توفير البيانات المحاسبية التي تحتاجها االسواق المالية العالمية.
-4التوحيد والتنسيق بين المبادى والتقارير المحاسبية المختلفة على مستوى العالم عن طريق االنشطة السياسية
والمنظمات المهنية والبيانات المختصة بوضع المعايير المحاسبية.
-1المشاكل الداخلية:
تتمثل المشاكل الداخلية التي تدخل في مجال اهتمام المحاسبة الدولية في المشاكل المتعلقة بتوصيل المعلومات
المالية للمستفيدين الخارجيين لغرض اتخاذ القرارات ،وتشمل المشاكل اآلتية:
-1-1أسعار التحويل:
من يشير مصطلح العمليات المتبادلة إلى الصفقات التي تتم فيما بين الشركة األم والشركات التابعة لها ،أو فيما
بين الشركات التابعة وبعضها البعض ،ويستخدم مصطلح أسعار التحويل للتعبير عن األسعار المستخدمة في
تقييم السلع والخدمات المتبادلة بين شركات المجموعة ،فهناك طرق متعددة لتحديد أسعار التحويل :فقد يتحدد
سعر التحويل باستخدام سعر السوق ،أو سعر التكلفة ،أو سعر التكلفة ،مضافا ً إليه هامش ربح ،فكلما كانت حجم
الصفقات بين شركات المجموعة كبيرا ً كلما زادت الحاجة إلى وجود اتساق في الطريقة المستخدمة لتحديد
أسعار التحويل مما يجعل المعلومات التي تعرضها الشركات في مختلف دول العالم في قوائمها المالية تعبر
بصورة عادلة عن نتائج األعمال والمركز المالي ،فضالً عن ذلك وسيوفر معلومات متسقة عن شركات
المجموعة تالئم أغراض المتابعة والتخطيط وتقويم األداء.
2-1التخطيط المالي:
يعتمد المستثمرون في اتخاذ قراراتهم على التخطيط المالي طويل األجل وقصير األجل ،وفي المجال الدولي
تصبح عملية التخطيط المالي بالغة التعقيد وذلك نتيجة الختالف العوامل بين البلدان التي تؤثر في القيام
بالتخطيط المالي وذلك على النحو اآلتي :
أ -التخطيط المالي طويل األجل :ويتعلق بإعداد الموازنات الرأسمالية ،ويشمل :تقدير تكلفة االستثمار األجنبي،
وتقدير العائد المتوقع منها كخطوة أولى التخاذ القرار المناسب .وتتمثل مشاكل التخطيط طويل األجل
لالستثمارات على المستوى الدولي في اآلتي:
أ -اختالف أسعار صرف العمالت األجنبية بين وقت إعداد الموازنة ونهاية فترة الموازنة.
3-1تقييم األداء:
تتمثل عملية تقييم األداء في مقارنة النتائج الفعلية بالنتائج المتوقعة التي تضمنتها الموازنات ،وفي مجال
الشركات الدولية تهدف عملية تقييم األداء إلى اآلتي:
ب -التأكد من اتفاق أهداف الشركات التابعة األجنبية مع أهداف شركات المجموعة.
تواجه عملية تقييم أداء العمليات األجنبية بعض المشاكل يؤدي تجاهلها إلى عدم سالمة عملية التقييم ،وبالتالي
عدم سالمة القرارات المتخذة بناء عليها ،ومن اإلرشادات المفيدة والمهمة عند تقييم نتائج العمليات الخارجية ما
يأتي:
ب -استخدام المقاييس غير المالية في التقييم مثل :الحصة في السوق ،ومستوى مهارة العاملين.
ج -األخذ في االعتبار أرباح المبيعات التي تتم بين شركات المجموعة ،والمقيمة بأسعار التحويل.
د -الحاجة إلى استخدام مقاييس أداء متنوعة إلى جانب معدل العائد على االستثمار.
-2المشاكل الخارجية:
تتمثل المشاكل الخارجية التي تدخل في مجال اهتمام المحاسبة الدولية في المشاكل التي تنشأ عن معامالت بين
شركات المجموعة ،وتشمل المشاكل اآلتية:
يقصد بترجمة العمالت األجنبية تحويل معلومات القوائم المالية من حملة إلى عملة أخرى وهي عملية
ضرورية عندما تعد الشركة متعددة الجنسية القوائم المالية الموحدة .فعملية الترجمة ليست مجرد إجراء
عمليات ضرب بال سعر الصرف فأسعار الصرف نادرا ً ما تكون ثابتة ،وهو األمر الذي يستوجب ضرورة
وجود قواعد تحكم عملية الترجمة ،ونظرا ً ألهمية هذه المشكلة فقد تم تخسيس الوحدة السادسة في هذا المقرر
لمناقشة الجوانب الفنية لعملية ترجمة العمالت األجنبية
يعد اختالف قوانين الضرائب من بلد آلخر من أعقد مشاكل المحاسبة الدولية ،ضمادة تتبع الدول مبدأ فرض
الضريبة على الدخل الناتج داخل حدودها ،في حين يوجد اختالف بين الدول فيما يتعلق بالدخل المتحقق خارج
حدود الدولة فبعض الدول مثل فرنسا وفنزويال والمسكويت تقضي قوانينها الضريبية بإعفاء دخل الشركات
المتحقق خارج حدودها من الضريبة حتى لو كانت تلك الشركات مملوكة ألشخاص مقيمين فيها ،والبعض
اآلخر من الدول مثل الواليات المتحدة األمريكية والصين واليابان تخضع للضريبة أي دخل للشركات المقيمة
ويتحقق خارج حدودها ،وهو األمر الذي يؤدي إلى خضوع الشركة لضريبة دولتين وفي هذه الحالة فإن
الشركات متعددة الجنسية تستخدم بعض الوسائل لتخفيض مبلغ الضريبة ،ومن أبرز هذه الوسائل استخدام
اسعار تحويل مناسبة الثبات قيمة الصفقات المتبادلة بين شركات المجموعة بحيث ينتج عنها تخفيض الضريبة،
فعلى سبيل المثال في الشركات متعددة الجنسية عندما تقوم الشركة األم بتحويل إنتاج غير تام إلى إحدى
شركاتها التابعة الستكمال عمليات صناعية ليكون المنتج تاما ً فقد تعمد إلى رفع سعر التحويل في حال كانت
الشركة التابعة تعمل في دولة ذات معدالت ضريبة مرتفعة بحيث ترتفع تكلفة المنتج الوسيط وبالتالي يقل مبلغ
الضريبة وهو األمر الذي يحقق وفرا ً في إجمالي الضريبة التي تدفعها الشركة متعددة الجنسية ،إال أنه في
اآلونة األخيرة أدركت سلطات الضرائب التحايل الذي تقوم به الشركات متعددة الجنسية يقصد التهرب
الضريبي فاصبحت تهتم بأسعار التحويل وتقوم بعمل التسويات التي تحول دون تحايل الشركات.
لم يستند إعداد القوائم المالية الموحدة إلى فكرة مفادها النظر إلى الشركة القابضة والشركات التابعة لها كما لو
كانوا شركة واحدة ،ووفقا ً لذلك يتم إعداد قائمة الدخل الموحدة عن طريق جمع بنود إيرادات القابضة مع بشود
إيرادات الشركات التابعة ،وكذلك الحال بالنسبة للمصروفات وبالمثل تعد الميزانية الموحدة من طريق جمع
أصول القابضة مع أصول الشركات التابعة لها والتزامات القابضة مع التزامات الشركات التابعة لها ،وبشكل
مماثل يتم إعداد قائمة األرباح المحتجزة الموحدة وقائمة التدفقات النقدية الموحدة إال أن عملية إعداد القوائم
الموحدة ليست مجرد إجراء عمليات جمع لبنود الحسابات المتشابهة فحسب وإنما هناك قواعد محاسبية تتطلب
إجراء تسويات لبعض بنود الحسابات ،ونظرا ً ألهمية هذه المشكلة فقد تم تخصيص الوحدة الخامسة في هذا
المقرر لمناقشة الجوانب الفنية لعملية إعداد القوائم المالية الموحدة.
المبحث الثاني :التنسيق والتوافق المحاسبي الدولي
االختالفات المحاسبية الدولية تشير إلى االختالفات في المعايير المحاسبية المعتمدة في مختلف الدول .تهدف
هذه المعايير إلى توحيد وتنسيق الممارسات المحاسبية على مستوى العالم ،وتحقيق الشفافية والموثوقية في
التقارير المالية للشركات والمؤسسات.
هناك عدة جهات تعمل على تطوير المعايير المحاسبية الدولية ،وأبرزها هي المجلس الدولي للمعايير
المحاسبية ) .(IASBومنتجات هذا المجلس هي المعايير المحاسبية الدولية المعروفة بـ "معايير "IFRS
)(International Financial Reporting Standards
ومع ذلك ،ال تزال هناك بعض االختالفات بين الدول في تطبيق هذه المعايير .ومن أهم االختالفات المحاسبية
الدولية:
-1اختالفات في تقدير القيمة :يمكن أن يكون هناك اختالف في طرق تقدير القيمة ،مثل تقدير قيمة األصول
والخصوم ،وتقدير قيمة االستثمارات والتدفقات النقدية المستقبلية.
-2اختالفات في التصنيف :قد تختلف الدول في كيفية تصنيف بعض العناصر المحاسبية مثل التصنيف
المحاسبي لألصول والخصوم ،وتصنيف اإليرادات والمصروفات.
-3اختالفات في التقارير المالية :قد تختلف الدول في متطلبات تقارير المعلومات المالية ،مثل تقارير الدخل
والميزانية العمومية وتقارير التدفقات النقدية.
-4اختالفات في اإلفصاح :يمكن أن يكون هناك اختالف في متطلبات اإلفصاح المالي والمعلومات المرفقة في
التقارير المالية.
هذه هي بعض االختالفات المحاسبية الدولية الشائعة .يجب على الشركات والمؤسسات العمل على فهم هذه
االختالفات واالمتثال للمعايير المحاسبية المعتمدة في الدول التي تعمل فيها لضمان التقارير المالية الدقيقة
والموثوقة.
تهدف المحاسبة على المستوى الدولي إلى تحقيق مجموعة من األهداف لعل أبرزها د ا رسة األنظمة المحاسبية
في الدول المختلفة إلى النظم األكثر مالئمة الحتياجاتها ،والتوصل إلى أسس وقواعد محاسبية دولية يمكن
االستعانة بها لتطوير األنظمة المحاسبية المحلية ،إضافة إلى توفير معلومات محاسبية مالئمة وذات مصداقية.
أوال .أسباب االختالف المحاسبي الدولي
إن الختالف العوامل االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية أثر على الممارسات المحاسبية من دول إلى
أخرى ،وذلك حسب اختالف البيئة والمحيط التي تقوم فيه مؤسسات هذه الدول.
يتميز المحيط الدولي بمجموعة من الظواهر المؤثرة على المحاسبة ،من بينها ظهور االقتصاد الدولي الحديث،
دور المؤسسات المتعددة الجنسية ،االستثمار األجنبي المباشر ،النظام النقدي الدولي ،وقد كونت هذه العوامل
بيئة أعمال لها صفاتها واحتياجاتها الخاصة من حيث طرق القياس والتقويم المحاسبي واإلفصاح ،وفيما يلي
تفصيل لكل عنصر على حدا:
المؤسسات العالمية التضامنية :والتي تجمع شركاء مختلفين في الجنسية من أجل الحصول على األرباح من
السوق الدولية واالستفادة من سوق العمل ،وتجنب مخاطر تقلبات أسعار العمالت والعقبات التي تضعها بعض
الدول كفرض الرسوم الجمركية وغيرها ؛
التكامل الدولي لألسواق المالية العالمية :وذلك رغم العقبات التي تواجهها من اختالف طرق االنتخاب
والسياسات المحاسبية والقوانين التجارية المحلية وغيرها ؛
•التكتل التجاري في أمريكا الشمالية عام ، 1992بين الواليات المتحدة األمريكية والمكسيك وكندا ؛
•التكتالت االقتصادية بين دول أمريكا الوسطى والجنوبية مثل الب ا رزيل واألرجنتين واألوروجواي ؛
•التكتالت االقتصادية في أوروبا ،ومن أهمها السوق األوروبية المشتركة التي تأسست سنة ؛1957
•ظهور قوى اقتصادية جديدة خاصة اليابان وألمانيا ،كانت لها أثر كبير على القدرة التنافسية والبقاء.
-2دور المؤسسات متعددة الجنسيات :وهي مؤسسات مملوكة ونطاق نشطاها على المستوى الدولي العالمي،
فهي ليست مؤسسات محلية تقدم بعض األعمال األجنبية ،بل أعمالها دولية في كل وظائفها اإلنتاجية والتسويقية
والتمويلية ،وقد انتشر هذا النوع من المؤسسات عن طريق االستثمار في مؤسسات تابعة أو فروع خارجية
مستقلة ،وال شك أن انتشار مثل هذه المؤسسات عالميا يتطلب وجود نظم محاسبية ورقابية لتقييم أدائها ومعايير
محاسبية خاصة لتحقيق متطلبات المستثمرين الحاليين واألجانب على حد سواء ؛
-3االستثمار األجنبي المباشر :وهو عبارة عن تحويل رأس المال واألصول التكنولوجية إلحدى المؤسسات
من دولة (الدولة األم) إلى دولة أخرى (الدولة المضيفة) عن طريق المؤسسة ذاتها ،ومن أهم أهدافها هو توسيع
األسواق عن طريق اإلنتاج والبيع في الخارج وتخفيض تكاليفها (النقل ،العقبات الجمركية) ،إضافة إلى وجود
مواقع تنافسية أقوى ،وهذا النوع من االستثمار له آثار كبيرة على المحاسبة وخاصة على المستوى الدولي من
حيث ترجمة العمالت األجنبية وعمليات الصرف األجنبي ؛
-4النظام النقدي الدولي :وهو ذلك النظام الذي يتحدد عن طريق أسعار الصرف وتدفق أ رس المال ،ويتم
تعديل موازين المدفوعات بناء عليه ،ومن أهم تأثير له على المحاسبة نجد مشكلة أسعار الصرف.
تظهر أهم األسباب وراء االختالف المحاسبي على مستوى المؤسسات في العوامل التالية:
-1النظام القانوني :يحدد النظام القانوني تنظيم السلوك بين األفراد والمؤسسات ،وتنقسم البلدان في هذا المجال
إلى مجموعتين مجموعة القانون المكتوب ومجموعة القانون العام ،حيث تتميز بلدان المجموعة األولى بوضع
قواعد مفصلة شاملة لكل المتطلبات واإلج ا رءات بما في ذلك قوانين المؤسسات مما يؤدي إلى مرونة أقل عند
إعداد التقارير المالية ،ألن القواعد المحاسبية موجودة ضمن القوانين الوطنية ،وبهذا فإن هناك قواعد تشريعية
ونصوص قانونية تؤثر على الممارسة المحاسبية.
وعلى العكس فإن دول القانون العام يكون تشريعها أقل تفصيال وأكثر مرونة مقارنة بأنظمة القانون المكتوب
وهو ما يسمح بتطبيق الحكم المهني ،كما أن القواعد المحاسبية توضع من قبل المنظمات المهنية للقطاع
الخاص ،وبهذا فهي أكثر تكيفا وتجديدا وال تكون موجودة ضمن القانون التشريعي ؛
-2مصدر التمويل :من بين أحد العوامل الرئيسية لالختالف المحاسبي ،هي الطريقة التي يتم الحصول من
خاللها على التمويل ،ففي الدول التي تعتمد في تمويلها أساسا على األسواق المالية ،نجد اهتمام المحاسبة
ينصب على تلبية احتياجات المستثمرين من المعلومات حول التدفقات النقدية المستقبلية والمخاطر المحتملة،
في حين نجد الدول التي تعتمد في تمويلها أساسا على البنوك مقارنة بما تتحصل عليه من السوق المالي ،فإن
المحاسبة تقوم على مبدأ الحذر وتنصب اهتمامها على حماية المقرضين ولو على حساب مصداقية حسابات
المؤسسة من أرباحها ومصاريفها ؛
-3النظام الضريبي :يكمن االختالف في النظام الضريبي في مدى االرتباط بين القواعد الضريبية والقواعد
المحاسبية ،حيث نجد دول تشريعاتها الضريبية لها أثر كبير في تحديد القواعد المحاسبية ،ويكون الدخل
الخاضع للضريبة هو نفسه الدخل المتضمن بالتقرير المالي ،وعلى العكس هناك بلدان أخرى يتم فيها حساب
الدخل الخاضع للضريبة بشكل مستقل عن الدخل المرتبط بالتقرير المالي ،وهنا يكون النظام الضريبي منفصل
عن النظام المحاسبي؛
ثالثا .أسباب االختالف المحاسبي على المستوى الكلي
تظهر أهم األسباب وراء االختالف المحاسبي على مستوى الكلي في العوامل التالية:
-1العالقات السياسية واالقتصادية :تنتقل األفكار والتطبيقات المحاسبية من دولة إلى أخرى عن طريق
االحتالل أو التجارة أو غيرها من القوى ،فقد انتشر نظام القيد المزدوج الذي وجد في إيطاليا في كل أوروبا،
وذلك مع انتشار األفكار الجديدة لعصر النهضة ،كما صدر االستعمار البريطاني النماذج والمبادئ المحاسبية
إلى المستعم ا رت ،وفرضت الواليات المتحدة األمريكية نظام وإج ا رءات المحاسبة على اليابان بعد الحرب
العالمية الثانية ،وبهذا فإن اتساع التكامل االقتصادي من خالل نمو التجارة وتدفقات أ رس المال قد أصبحت
محف ا زت قوية التساع معايير المحاسبة في الدول حول العالم ؛
-2مستوى التضخم :يظهر أثر االختالف من خالل التضخم على الممارسات المحاسبية في طرق التقييم ،حيث
نجد في حال الدول ذات معدل تضخم منخفض تميل إلى تطبيق مبدأ التكلفة التاريخية أين يكون معدالت
األسعار منخفضة وبالتالي لم تسمح الحكومات بعمليات إعادة التقييم ،ولكنها تقوم بنشر هذه المعدالت ومتابعة
تطورها ،بالمقابل نجد أن الدول ذات معدل تضخم عالي تقوم بتطبيق طريقة إعادة التقييم ألصولها وإي ا
رداتها والمصاريف المرتبطة بها ؛
-3مستوى التعليم :تعد المعايير والممارسات المحاسبية شديدة التعقيد والتطور وليست ذات فائدة إذا لم يحسن
فهمها واستخدامها ،مثال ستكون التقارير الفنية المعقدة عن انح ا رفات سلوك التكاليف غير فائدة ما لم يكن
القارئ ملم بمحاسبة التكاليف ،وكذا اإلفصاح عن مخاطر المشتقات المالية ستصبح معلومات غير مفيدة إال إذا
ق أ رت بكفاءة ،وقد تمكنت المكسيك من تخطي هذه الصعوبات ؛
-4درجة نمو االقتصاد:كلما ا زدت المعامالت التجارية في االقتصاد ازدادت الحاجة إلى أساليب جديدة في
المحاسبة حتى تلبي االحتياجات الجديدة لمتخذي الق ا ر ا رت ،ويؤثر نوع النظام االقتصادي المطبق بشكل
كبير ومباشر على نوع األنظمة والممارسات المحاسبية ،سواء كان اقتصاد سوق أو اقتصاد اشتراكي؛
-5التباين الثقافي :تعرف الثقافة على أنها مجموعة القيم واالتجاهات المشتركة في المجتمع ،التي تؤثر في
التنظيمات القانونية واالجتماعية والسياسات المحاسبية داخل البلد ،وعلى إدارة وتصميم مختلف النظم
المحاسبية ،إضافة إلى ذلك فإننا نجدها ذات أثر كبير على الفرد وكيفية تنظيم مؤسسته.
إن كلمة التوافق من الناحية اللغوية هي ترجمة لكلمة Harmonizationاإلنجليزية ،ويترجمها البعض بكلمات
أخرى مثل تنسيق واتساق وانسجام وتناغم .أما من الناحية المحاسبية فتوجد ثالثة مفاهيم تستخدم لتدل على
معنى التوافق ،وتشمل هذه المفاهيم .كالً من :التوافق والمعايرة ،والتوحيد ،وثمة تداخل وترابط بين المفاهيم
الثالثة؛ لذا سوف نسرد أبرز التعريفات التي وردت في الفكر المحاسبي بشأن المفاهيم الثالثة لمعرفة وتوضيح
االختالف بين التوافق والتوحيد والمعايرة وذلك على النحو األتي:
-1التوافق المحاسبي :يعبر عن الجهود الرامية إلى الحد من االختالفات في التعبير أو الممارسة أو األسس
المحاسبية بين دول العالم بهدف الوصول إلى معلومات محاسبية ومالية يمكن قراءتها و مقارنتها وفهمها على
المستوى الدولي.
-2التوحيد المحاسبي :يشير مفهوم التوحيد المحاسبي إلى فرض أسس وقواعد ومعايير محاسبية لدولة ما
على دولة أخرى وعرفته جمعية المحاسبين األمريكين بانه الثبات في التبويب ،المصطلحات والقياس حيث
يوفر درجة عالية من التجانس والتماثل التي تؤدي إلى تصميم تطبيق مبادئ وممارسات محاسبية واحدة على
المستوى الدولي.
-3المعايرة المحاسبية :هي عملية يتم من خاللها التحرك نحو اتجاه التوحيد المطبق في الممارسات
المحاسبية الدولية ،فهي تدل على التماثل الشبه تام فالمعايرة توصف بأنها عملية جامدة وصارمة حيث قد
تتطلب تطبيق معيار واحد أو قاعدة محاسبية واحدة في كافة المواقف من طرف جميع الدول ،وبالتالي هو أكثر
صعوبة في التطبيق على المستوى الدولي ،فهي حركة يتم من خاللها االنتقال اتجاه التوحيد المحاسبي ألنها تدل
على تماثل الشبه تام وبالتالي هي أكثر صرامة من التوافق ،فهي تهدف للقضاء على الفجوة والغاء االختالفات
الجوهرية في التطبيقات لمحاسبية الدولية لتحقيق درجة مقبولة من التوافق كخطوة ثانية.
يمكن توضيح العالقة بين المفاهيم الثالثة (التوافق والمعايرة والتوحيد) من خالل توضيح آلية تحقيق التوافق
الدولي الذي يتطلب تظافر جهود المنظمات المهنية المحاسبية في مختلف الدول لتنفيذ الخطوات الضرورية
لتحقيق التوافق الدولي ،وتتمثل خطوات تحقيق التوافق المحاسبي الدولي في اآلتي:
ج -بذل الجهود إلزالة الفروق الجوهرية بين األنظمة المحاسبية ( :التوافق).
د -صياغة مجموعة مترابطة من المعايير المحاسبية تحظى بقبول دولي( :المعايرة).
ه -بلوغ حالة توحيد السياسات والممارسات والمبادئ المحاسبية والمعايير المحاسبية على المستوى الدولي.
إن فكرة التوحيد المحاسبي وقبل أن تصبح ضرورة عالمية كانت أوال ضرورة محلية على مستوى الدول و
التي في األول كان للمحاسب في أي شركة استخدام تقنياته و مبادئه الخاصة ليعبر عن الوضعية المالية
للمؤسسة و التي أصال تخدم أصحاب هذه المؤسسات و ترعى مصالحهم في المرتبة األولى و لكن التطور الذي
حدث و خاصة انفصال اإلدارة عن المالك و كثرة األط ا رف التي تستخدم تلك القوائم التي تعبر عن الوضعية
المالية للمؤسسة أدى ذلك إلى وجوب تنميط العمل المحاسبي بشكل يخدم مصالح مختلف األط ا رف كأحد
المطالب األساسية للمحاسبة الحديثة ،وعليه يمكن ذكر بعض التجارب للتوحيد المحاسبي في عدة أقطار و نبدأ
بالواليات المتحدة األمريكية لما لها من تأثير كبير على وجوب التفكير في التوحيد الدولي.
في الواليات المتحدة األمريكية :و كنتيجة لكل هذا كانت أول تجربة للتوحيد المحاسبي في الواليات المتحدة
األمريكية فقبل 1900لم يتطلب اقتصادها سوى نمط بسيط نسبيا من الوظيفة المحاسبية ،فقد كانت الملكية
الفردية هي الشكل الشائع للمنشآت وقد ركزت التقارير المالية على جوانب السيولة و القدرة على الدفع و
اقتصرت على االستخدام الداخلي ،أما في الفترة من 1900إلى 1929فظهور الشركات الضخمة و التي
اتسمت بانفصال الملكية عن اإلدارة و زيادة حجم االستثمار و المضاربة أدى إلى طلب الحاجة إلى من
اإلفصاح و تحول التركيز إلى القدرة على توليد الدخل ،وكنتيجة النهيار األسهم و أزمة الكساد العظيم سنة
1929وزيادة عدم الرضا عن التقارير المحاسبية بذلت الحكومة الفيد ا رلية و بورصات ،األوارق المالية
ومهنة المحاسبة جهودا كبيرة لتحسين المحاسبة ،وعليه تم تبني مجموعة من المبادئ و اإلج ا رءات و
المعايير الموحدة التي أطلق مصطلح " المبادئ المحاسبية المتعارف عليها " ،و بالرغم من أن هذه المبادئ
حظيت بالقبول العام على مدار الزمن بسبب تطبيقها على مجال واسع ،إال أنها أثارت بعضا من الجدل
واالنتقاد في الواليات المتحدة األمريكية هناك العديد من المنظمات والهيئات التي لها تأثير كبير في وضع
المبادئ المتعارف عليها و التي نذكر أهمها:
لجنة تداول األوارق المالية * :( Securities and Exchange Commission ) SEC
أنشأت هذه اللجنة سنة 1934كنتيجة لالنهيار الواسع في منشآت األعمال وأسواق األوراق المالية ،و هي هيئة
حكومية تتولى تنفيذ قوانين هيئات األوراق المالية و غيرها من القوانين في أمريكا إذ يجب على كل الشركات
التي تصدر أوارق مالية أن تعد قوائمها المالية وفق مبادئ هذه اللجنة ،و في ظل القوانين العديدة التي تشرف
على تنفيذها هذه الهيئة أصبح لها نفوذ كبير في مجال اإلجراءات المحاسبية و نماذج القوائم المالية التي
تقترحها هذه الهيئة ،و بالتالي أرست القواعد األساسية لوضع مجموعة من المبادئ و اإلجراءات التي تلقى
قبوال عاما و التي تعدها مختلف األطراف التي لها عالقة بالتوحيد المحاسبي خاصة المهنيين ،و ذلك بممارسة
الضغط عليها سواء لتخفيض مجال االختالف بينهم أو إليجاد حلوال عملية لبعض المشاكل التي تعرض عليها ،
و تقوم لجنة تداول األو ا رق المالية بنشر متطلباتها و آراءها المحاسبية بعدة صور و منها:
تم إنشاؤه سنة ، 1887هو ليس هيئة إلعداد المبادئ و المعايير المحاسبية بل هو هيئة مهنية تجمع الخبراء
المحاسبين و المراجعين ،يقوم بنشر مقترحاته و تفسيراته للحلول العملية لبعض المشاكل المحاسبية ،و لقد
كانت جهوده حيوية لعملية وضع المبادئ المحاسبية المتعارف عليها ،فعلى سبيل المثال سنة 1930قام بتشكيل
لجنة خاصة للتنسيق مع بورصة نيويورك في األمور التي تهم المحاسبين والمستثمرين و البورصة ،تمثلت
األهداف األساسية لهذا المجلس فيما يلي:
FASB
تتركز مهمته األساسية في وضع و تحسين معايير المحاسبة و التقرير المالي إلرشاد و توجيه الجمهور العام
الذي يضم مصدري و مراجعي و مستخدمي المعلومات المالية ،ولقد أيقنت مختلف هذه األطراف أن الطريقة
األكثر كفاءة للتأثير على المعايير التي تحكم الممارسة المحاسبية هي المشاركة في صياغتها ،أو عن طريق
الضغط على واضعيها سواء عند إعداد معايير ألول مرة أو لتعديل القديمة ،ويبين الشكل التالي مختلف
األطراف الضاغطة و التي تؤثر على عمل المجلس ألنها ستتأثر هي بدورها بالمعايير المحاسبية التي يصدرها
المجلس:
الخاتمة