You are on page 1of 42

‫وزارة الرتبية الوطنية والتعليم االويل والرايضة‬

‫مركز التوجيه والتخطيط الرتبوي‬

‫مصوغة حتليل التنمية‬

‫سلك املستشارين يف التوجيه والتخطيط الرتبوي‬

‫‪2024-2022‬‬

‫من اعداد‬
‫الدكتور اهلداين العريب‬
‫أستاذ جامعي متخصص يف اقتصاد التنمية وتدبري التعليم‬
‫مصوغة حتليل التنمية تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬دروس نظرية؛‬
‫‪ -‬اشغال توجيهية؛‬
‫‪ -‬قراءات مراجع متخصصة؛‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬النمو االقتصادي‬
‫‪ -----‬تعريف النمو االقتصادي‬
‫التعريف األول‪:‬‬
‫يطلق النمو االقتصادي على الزايدة احلقيقية‪ ،‬الرتاكمية واملستمرة اليت حتدث للدخل الوطين‪ ،‬وتكون أكرب من الزايدة يف املعدل الدميغرايف‪.‬‬
‫مفاهيم التعريف‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع يف اإلنتاج‬
‫‪ -‬ارتفاع مستمر يف الزمن‬
‫‪ -‬اإلنتاج الداخلي اخلام‬
‫‪ -‬الزايدة الدميغرافية‬
‫التعريف الثاين‪:‬‬
‫يطلق النمو االقتصادي على الزايدة احلقيقية‪ ،‬الرتاكمية واملستمرة اليت حتدث للدخل الوطين يف مدة زمنية طويلة‪ ،‬وتكون أكرب من الزايدة‬
‫يف املعدل الدميغرايف‪ ،‬وتتيح توفري حجم من اإلنتاج واخلدمات جبودة مقبولة وبنسبة متزايدة‪ ،‬مع احلفاظ على املوارد غري املتجددة وإعادة انتاجها‪،‬‬
‫ومحاية املوارد املتجددة من النضوب‪.‬‬
‫‪ -----‬دليل قياس النمو االقتصادي‬
‫اإلنتاج الداخلي اخلام‪ :‬هو جمموع اإلنتاج النهائي الذي يتم داخل االقتصاد من طرف الفاعلني االقتصاديني بغض النظر‬
‫عن جنسيتهم‪.‬‬
‫اإلنتاج الوطين اخلام ‪ :‬يقيس اإلنتاج الوطين اخلام القيمة النقدية للمنتجات واخلدمات النهائية اليت تنتج يف املغرب من‬
‫طرف املغاربة يف فرتة زمنية معينة زائد (‪ )+‬حتويالت املغاربة املقيمني ابخلارج و انقص (‪ )-‬التحويالت إىل اخلارج من طرف األجانب‬
‫املقيمني ابملغرب‪.‬‬
‫الدخل الوطين‪ :‬هو جمموع املداخي ل اليت توزع على الفاعلني االقتصاديني مقابل مسامهتهم يف حتقيق اإلنتاج الداخلي‬
‫اخلام‪ .‬فهو يشمل رواتب االجراء‪ ،‬وارابح املقاولني‪ ،‬وفوائد أصحاب رؤوس األموال‪ ،‬والعائد الذي يعود ألصحاب العقارات‪...‬‬
‫‪ -----‬الدخل الفردي (الدخل املتوسط)‬

‫الدخل الفردي هو حصيلة قسمة الدخل الوطين على عدد السكان‪.‬‬

‫الواجب ‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي سلبيات مفهوم دليل اإلنتاج الداخلي اخلام؟‬


‫‪ -‬حلل مفهوم الدخل الفردي‪.‬‬
‫‪ -‬اشرح بطريقة بسيطة املعادلة التالية‪ :‬اإلنتاج الداخلي اخلام = الدخل الوطين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2‬التنمية والتخلف‬

‫‪ -----‬تعريف التنمية‬

‫التعريف األول‪:‬‬
‫"عملية ديناميكية تتكون من سلسلة من التغريات اهليكلية والوظيفية يف اجملتمع وحتدث نتيجة للتدخل يف توجيه حجم ونوعية املوارد املتاحة للمجتمع‪،‬‬
‫وذلك لرفع مستوى رفاهية الغالبية من أفراد اجملتمع عن طريق زايدة فاعلية أفراده يف استثمار طاقات اجملتمع إىل احلد األقصى" (تيم كالني‪)1‬‬

‫التعريف الثاين‪:‬‬
‫" تلك العمليات اليت ميكن هبا توحيد جهود املواطنني واحلكومة لتحسني األحوال االقتصادية واالجتماعية والثقافية يف اجملتمعات احمللية‪ ،‬ومساعدهتا‬
‫على االندماج يف حياة األمة واملسامهة يف تقدمها أبقصى قدر مستطاع" (األمم املتحدة)‪ .‬أقرت اجلمعية العامة التنمية ابعتبارها عملية اقتصادية‬
‫واجتماعية وثقافية وسياسية شاملة تستهدف التحسني املستمر لرفاه مجيع األفراد والشعوب‪ ،‬على أساس مشاركتهم يف التنمية ويف التوزيع العادل‬
‫لفوائدها"‪2.‬‬

‫‪ " -‬التنمية االقتصادية تعين التغريات االقتصادية اليت تكسب بلدا معينا القدرة على التطور الذايت املستمر‪ ،‬فتحدث حتسنا يف حياة األفراد وزايدة‬
‫درجات إشباع حاجياهتم األساسية‪ ،‬كما تؤدي اىل ترشيد استغالل املوارد االقتصادية وحسن توزيع عائداهتا‪.‬‬
‫‪ -‬انتقل املفهوم إىل حقل السياسة إبدخال الدميقراطية إىل عدة دول خارج أوراب‪ ،‬لينتقل املفهوم إىل االرتباط ابجملال املعريف‪ ،‬مث اجملال االجتماعي‪،‬‬
‫فاألفراد (التنمية البشرية) ‪.‬‬
‫‪ -‬التنمية االقتصادية هو منو وتطور أحجام منتجات القطاعات االقتصادية والرفع من املداخيل‪ ،‬ما ينتج عنه حتسن مستوى معيشة الفرد وحدوث‬
‫تغريات يف البنيات االقتصادية (أتهيل اليد العاملة وتنظيم اإلنتاج)"‪.3‬‬
‫‪ -----‬خصائص التنمية‬

‫‪ -1‬التنمية هي عملية وليست حالة‪ ،‬وابلتايل فإهنا مستمرة ومتصاعدة تعبريا عن احتياجات اجملتمع وتزايدها‪.‬‬
‫‪ -2‬التنمية عملية جمتمعة جيب أن تساهم فيها كل الفئات والقطاعات واجلماعات يف اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬التنمية عملية واعية إذن هي ليست عملية عشوائية بل حمددة الغاايت واألهداف‪.‬‬
‫‪ -4‬التنمية عملية موجهة مبوجب إدارة للتنمية تعين الغاابت اجملتمعة وتلزم بتحقيقها‪.‬‬
‫‪ -5‬إجياد حتوالت هيكلة وهذا ميثل إحدى السمات اليت متيز عملية التنمية الشاملة عن النمو االقتصادي‪ ،‬وهذه التحوالت ابلضرورة هي حتوالت يف اإلطار‬
‫السياسي واالجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫‪ -6‬بناء قاعدة وإجياد طاقة إنتاجية ذاتية وال تعتمد عن اخلارج أي مرتكزات البناء تكون حملية‪.‬‬
‫‪ -7‬حتقيق تزايد منتظم أي عرب فرتات زمنية طويلة‪.‬‬
‫‪ -8‬زايدة يف متوسط إنتاجية الفرد أي بتعبري اقتصادي آخر هو تزايد متوسط الدخل احلقيقي للفرد‪.‬‬
‫‪ -9‬تزايد قدرات اجملتمع السياسية واالقتصادية واالجتماعية وجيب أن يكون التزايد متصاعدا وهو الوسيلة لبلوغ غاايته‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -10‬اإلطار االجتماعي‪ -‬السياسي‪ :‬يتضمن آلية التغري وضماانت استمراره ويتمثل ذلك يف نظام احلوافز القائم على أساس الربط بني اجلهد واملكافأة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تيم كالني (‪ ،2008 ، )Tim CALLEN‬ما هو الناتج احمللي اإلمجايل‪ ،‬العودة لألساسيات‪ ،‬جملة التمويل والتنمية‪ ،‬ص‪48 .‬‬
‫‪ - 2‬األمم املتحدة‪ ،2016 ،‬أسئلة يتكرر طرحها بشأن احلق يف التنمية‪ ،‬نيويورك وجنيف‪.‬‬
‫‪-3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-https://almerja.com/reading.php?idm=108003‬‬

‫‪3‬‬
‫ مقارنة بني التنمية والتخلف‬-----

‫التخلف‬ ‫التنمية‬
:‫ معايري دميوغرافية‬- :‫ معايري دميوغرافية‬-
‫خصوبة الوالدات عالية؛‬ ‫خصوبة الوالدات منخفضة؛‬
‫معدل وفيات مرتفع نسبيًا؛‬ ‫معدل وفيات منخفض جدا؛‬
‫شباب؛‬
ً ‫ساكنة معظمها‬ ‫انتقال دميغرايف؛‬
.‫يع‬
ً ‫منو دميغرايف سر‬
ً .‫منو دميغرايف بطيء‬
ً
:‫ املعايري االقتصادية‬- :‫ املعايري االقتصادية‬-
‫قطاع زراعي سائد؛‬ ‫قطاع زراعي يعتمد على التكنولوجيا احلديثة؛‬
‫قطاع زراعي غري منتج (مردوديته منخفضة)؛‬ ‫قطاع زراعي متطور ومنتج؛‬
‫تصنيع ضعيف أو غري موجود؛‬ ‫تصنيع متطور واستثمار يف البحث والتطوير؛‬
‫مستوايت عالية من البطالة والعمالة الناقصة؛‬ ‫معدالت البطالة منخفضة؛‬
‫مستوى معيشي لغالبية السكان منخفض؛‬ ‫مستوى معيشي لغالبية السكان جيد؛‬
.‫قطاعات اقتصادية غري متكاملة ومنفصلة‬ .‫قطاعات اقتصادية متكاملة ومرتبطة بينها‬
:‫ املعايري السوسيولوجية‬- :‫ املعايري السوسيولوجية‬-
‫هياكل اجتماعية تقليدية؛‬ ‫هياكل اجتماعية حديثة؛‬
‫حجم الطبقات الوسطى ضعيف؛‬ ‫حجم الطبقات الوسطى مهم؛‬
‫مكانة املرأة متأخرة يف اجملتمع (إخضاع النساء)؛‬ ‫مكانة املرأة مهمة يف اجملتمع؛‬
.‫عمالة األطفال‬ .‫تعميم التمدرس‬
‫ الواجب إجنازه‬-----
« Une analyse keynésienne du sous-développement Sans remettre en cause l’intérêt de la
participation au commerce international, des auteurs d’inspiration keynésienne attribuent le sous-
développement aux spécificités des PED : une forte croissance démographique et un système
productif marqué par le dualisme. L’excédent naturel important entraîne une forte croissance de la
population active, donc de l’offre de travail. Comme la demande de travail n’augmente pas aussi
vite, il en découle un chômage endémique, pesant sur les revenus salariaux. Le faible niveau de
salaires empêche l’apparition d’une demande solvable, donc la création d’un marché susceptible
d’offrir des débouchés à des entreprises locales. Toute possibilité de financement de
l’investissement par l’épargne est également interdite par la faiblesse des revenus. Les PED se
trouvent ainsi plongés dans « le cercle vicieux de la pauvreté » (expression de l’économiste
RagnarNurske). Le dualisme existe par la présence d’entreprises étrangères ou de firmes nationales
produisant pour l’exportation. Mais ces unités de production modernes importent souvent leurs
consommations intermédiaires et leurs biens d’équipement, et ne provoquent pas d’effets
d’entraînement sur le reste de l’économie. Il y a donc présence simultanée d’un secteur moderne
et d’un secteur traditionnel, sans lien entre eux : des pans entiers de l’économie restent figés dans
des techniques archaïques et sous-productives, entretenant la pauvreté des actifs majoritaires qui
en dépendent. » file:///C:/Users/mylen/Downloads/les-explications-du-sous-developpement.pdf
:‫مترين‬
.‫ ما هو موضوع النص؟ قم بتلخيص اهم أفكار النص‬-
.‫ حلل وانقش النص‬-

4
‫‪ -3‬اإلنتاج واإلنتاجية‬
‫‪ -‬اإلنتاج‬
‫يعرف آدم مسيث اإلنتاج أبنه كل نشاط إنساين يؤدي إىل خلق أموال مادية سواء كانت هذه املواد املالية منتجات زراعية أم صناعية‪.‬‬
‫وقد عرف األستاذ علي كساب اإلنتاج كذلك على أنه‪" :‬إعداد و مالئمة للموارد املتاحة بتغيري شكلها أو طبيعتها الفيزايئية و الكيماوية‬
‫حىت تصبح قابلة لالستهالك الوسيط أو النهائي"‪ .‬و يعرف النشاط اإلنتاجي أبنه ‪" :‬النشاط املنظم و املوجه الستخدام املوارد املتاحة‬
‫وتوجيهها إلنتاج منتجات و خدمات جديدة تشبع حاجات اإلنسـان"‪ .‬يتضح من خالل هذه التعاريف أن نشاط اإلنتاج هو نشاط‬
‫إنساين غرضه خلق سلعة مادية أو غري مادية (يقصد هبا اخلدمات) من أجل إشباع حاجاته ورغباته‪ .‬وله عدة عوامل كـ ــ‪ :‬العمل واألرض‬
‫والرأمسال‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتاجية ‪:‬‬
‫االنتاج االمجايل‬
‫انتاجية العمل =‬
‫العمل‬
‫نظرية سلوك املنتج‬
‫التحليل على املدى القصري‪ :‬للرفع من اإلنتاج يستثمر املنتج يف العمل‪ .‬مير اإلنتاج من ثالثة مراحل ‪:‬‬
‫اإلنتاج الكلي‬ ‫اإلنتاج احلدي‬ ‫املراحل‬
‫ارتفاع اإلنتاج الكلي مبعدل متزايد‬ ‫إنتاجية حدية متساوية‬ ‫املرحلة األوىل‬
‫ارتفاع اإلنتاج الكلي مبعدل منخفض‬ ‫انتاجية حدية مرتاجعة‬ ‫املرحلة الثانية‬
‫بلوغ االنتاج نقطة التوازن (املستوى االمثل)‪.‬‬ ‫إنتاجية حدية تساوي صفر‬ ‫املرحلة الثالثة‬
‫التحليل على املدى الطويل ‪:‬‬
‫يبدأ املنتج يف االستثمار يف الرأمسال املادي لكي يرفع من القدرات اإلنتاجية الكامنة وابلتايل من اإلنتاج الكلي‪.‬‬
‫اإلنتاج الكلي – اإلنتاج املتوسط – اإلنتاج احلدي‬
‫‪ -‬اإلنتاج الكلي = جمموع حجم اإلنتاج يف مستوى معني من استخدام لعوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنتاج املتوسط‪:‬‬
‫االنتاج الكلي‬
‫اإلنتاج املتوسط =‬
‫حجم العمل‬
‫‪ -‬اإلنتاج احلدي‪:‬‬
‫التغري يف االنتاج الكلي‬
‫االنتاج احلدي =‬
‫التغري يف العمل‬
‫القيمة املضافة واالستهالك الوسيط‬
‫‪ -‬االستهالك الوسيط‪ :‬هو جمموع املواد األولية واملوارد الطاقية اليت تتحول لتصبح منتجا هنائيا يستخدم يف تسديد‬
‫حاجيات اقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬القيمة املضافة‪ :‬هي حصيلة طرح قيمة االستهالك الوسيط من قيمة اإلنتاج النهائي‪.‬‬
‫اإلنتاج الداخلي اخلام = جمموع القيمة املضافة يف اقتصاد ما خالل سنة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -4‬النظرية الكينزية‬

‫ركز كينز يف نظريته على دور الطلب الوطين وكان حتليله قصري املدى‪ ،‬كان يفضل املقولة التالية " يف األجل البعيد نكون‬
‫كلنا من بني األموات"‪ .‬اختلف ج‪ .‬م‪ .‬كينز مع منظري املدرسة الكالسيكية اليت تقوم على نظرية " كل عرض ينشئ الطلب اخلاص‬
‫به"‪ .‬ويقصد هبذه املقولة أن القاعدة يف االقتصاد الليربايل هو توجه األسواق حنو التوازن العام‪ .‬فندت االحداث االقتصادية لعام‬
‫‪ 1929‬وما بعد هذه السنة اليت اتسمت بفائض يف اإلنتاج (عرض أكرب من الطلب) وببطالة مرتفعة االطروحة الكالسيكية‪ ،‬مما‬
‫أدى بكينز اىل اقرتاح ضرورة تدخل الدولة يف االقتصاد للرفع من الطلب الوطين ابستخدام السياسة النقدية والسياسة العمومية‪ .‬لكن‬
‫مل يقدم كينز نظرية حول النمو االقتصاد‪.‬‬
‫بلور كل من هارود ودومار‪ 5‬منوذجا قائما على فرضيات النظرية الكينزية‪ ،‬وتوصلوا إىل نفس النتائج حول اخللل يف التوازن‬
‫على املدى البعيد وضرورة تدخل الدولة لتحقيق النمو االقتصادي‪ .‬برهنوا ابستعمال منوذجا رايضيا على كون القاعدة تتمثل يف توجه‬
‫االقتصاد إىل عدم التوازن واالستثناء هو توجهه حنو التوازن الكلي‪ ،‬ويرجع ذلك لغياب ضمان أكيد يعادل بني العرض والطلب‪.‬‬
‫يعترب االستثمار يف الوقت نفسه‪:‬‬
‫‪ -‬مكون العرض ‪ :‬يرفع االستثمار من حجم التجهيزات اإلنتاجية والقدرات اإلنتاجية‪ ،‬وابلتايل‪ ،‬يصبح اإلنتاج الكامن يف‬
‫مستوايت عالية مما يتيح إمكانية حتقيق انتاج فعلي مرتفع؛‬
‫‪ -‬مكون الطلب‪ :‬االستثمار هو مبثابة طلب على السلع واخلدمات اإلنتاجية مما يرفع من الطلب الوطين‪.‬‬
‫حيصل التوازن يف النمو االقتصادي إذا حدث أن تطابق معدل الزايدة يف العرض مع معدل الزايدة يف الطلب‪ .‬ال ميكن أن‬
‫حيدث التطابق بشكل أكيد‪ ،‬فليس هناك ما يضمن حدوثه‪ .‬وابلتايل‪ ،‬من احملتمل أن يكون النمو غري متوازن وغري مستقر‪.‬‬
‫بناء على عدم توازن النمو يفرتض املؤلفان أن يوجد االقتصاد يف حالتني‪:‬‬
‫فائض يف اإلنتاج ‪ :‬يكون العرض أكرب من الطلب مبعىن أن املقاوالت واملنتجون بصفة عامة ينتجون ويعرضون حجم انتاج‬
‫يتجاوز ما يقدم الفاعلون االقتصاديون على طلبه‪ .‬وابلتايل‪ ،‬ال مفر من وجود بطالة مبعىن عدم حتقيق التوظيف الكامل‪ ،‬ويصاحبه‬
‫انكماش اقتصادي نتيجة غياب حمفز على االنتاج‪ .‬تقوم املقاوالت (املنتجون) بتخفيض مستوايت االستثمار بغرض تقويض الطلب‬
‫العرض < الطلب‬ ‫فيتسبب يف تزايد اهلوة بني العرض والطلب (ظاهرة االختالل املرتاكم)‪.‬‬
‫نقص يف االنتاج‪ :‬يؤدي ارتفاع الطلب نسبة للعرض اىل ضغط على األسعار وبروز ظاهرة التضخم‪ .‬ترى الشركات يف ارتفاع‬
‫األسعار فرصة مرحبة فتتحفز لالستثمار وتزيد من طاقاهتا اإلنتاجية بغرض تلبية الطلب الزائد‪ .‬االستثمار اإلضايف هو يف حد ذاته‬
‫العرض > الطلب‬ ‫طلب إضايف مما يؤدي اىل حصول تضخم تراكمي‪.‬‬
‫ع لى غرار كينز‪ ،‬يطرح منظرو النموذج الكينزي تدخل الدولة لكي تسهم يف بلوغ النمو طويل األجل من خالل ضمان‬
‫توازنه‪ .‬مكن للدولة بواسطة سياسة امليزانية والسياسة النقدية ختفيف الضغط أو تشديده هبدف تعديل الطلب الكلي ليصبح متوازن‬
‫مع العرض اإلمجايل‪.‬‬
‫العرض الوطني = الطلب الوطني‬
‫االستثمار يؤدي اىل تغري يف العرض وتغري يف الطلب‬
‫الطلب ‪ +‬التغري يف الطلب =العرض ‪ +‬التغري يف العرض‬
‫االقتصاد يف توزان عندما حتصل املعادلة التالية‪:‬‬
‫‪ Δ‬الطلب = ‪ Δ‬العرض‬

‫‪5‬‬
‫‪-Roy Forbes Harrod (1939) et Evsey Domar (1947).‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -5‬نظرية النمو اخلارجي‬
‫ساهم يف بلورة نظرية النمو اخلارجي عدد من االقتصاديني املنتمني للمدرسة الكالسيكية اجلديدة من أمههم روبرت سلوو‬
‫(‪ )Robert Solow‬الذي قام بصياغة أمنوذج رايضي (‪ )Modèle‬استخدمه لتفسري أطروحته القائمة على فكرة توجه االقتصاد‬
‫الليربايل حنو النمو على املدى البعيد‪ .‬ماذا يقول سلوو حول موضوع توجه االقتصاد يف األجل البعيد حنو وضعية االستقرار ( ‪l'état‬‬
‫‪)stationnaire‬؟ ال يقبل سلوو ابلفكرة القائلة بكون تناقص مردودية عوامل اإلنتاج جتعل االقتصاد يبلغ مرحلة حيث لن يؤدي‬
‫االستثمار يف حجم عوامل اإلنتاج إىل تغري يف اإلنتاج لكل فرد (‪ .)R/population‬حسب سلوو‪ ،‬االقتصاد لن يصل إىل هذه‬
‫الوضعية بسبب التقدم التقين الذي يزيد من إنتاجية عوامل اإلنتاج‪ ،‬ويتنبأ أمنوذجه إبمكانية حتقيق منو لالقتصاد املتأخر بفضل‬
‫االستثمار يف الرأمسال بوثرية أعلى‪ .‬ينطلق سلوو من دراسته لدالة اإلنتاج‪ :‬ارتباط حجم اإلنتاج بكمية من العمل (اليد العاملة) وكمية‬
‫من الرأمسال يف عالقة معينة‪ .‬كما يقوم على فرضية املردودية املتناقصة لعوامل اإلنتاج‪ .‬يرتتب عن هذه الفرضية أن زايدة يف كمية‬
‫عامل من عوامل اإلنتاج يؤدي إىل ارتفاع اإلنتاج الكلي بوثرية منخفضة‪ .‬أيخذ سلوو ابلفرضيات التالية‪:‬‬
‫يتم استعمال االدخار مبجمله يف متويل االستثمار (مجيع االدخار يوظف)؛‬ ‫‪-‬‬
‫مبدأ املردودية املتناقصة؛‬ ‫‪-‬‬
‫إحالل الرأمسال حمل العمل (حسب التكاليف النسبية لكل واحد مقارنة مع األخر)؛‬ ‫‪-‬‬
‫متنع املنافسة وجود ريع نتيجة االحتكار و ‪comportements Price-maker‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫دالة االنتاج تتضمن عاملني‪ :‬الرأمسال والعمل؛‬ ‫‪-‬‬
‫عوامل االنتاج تتميز خباصية اإلحالل (معامل الرأمسال هو متغري)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االنتاجية احلدية للرأمسال متناقصة؛‬ ‫‪-‬‬
‫مجيع الدول توظف بشكل فعال عوامل اإلنتاج؛‬ ‫‪-‬‬
‫يتزايد عدد السكان مبعدل طبيعي (مبعىن ال يتأثر ابملتغريات االقتصادية)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اشتغل سلوو على معطيات تتعلق ابلدخل الوطين ابلوالايت املتحدة األمريكية خالل مرحلة متتد منذ بداية القرن العشرين‬
‫اىل اتريخ دراسته‪ ،‬واستنتج أن احملا سبة التقليدية ال تعترب إال األرض والعمل والرأمسال كعوامل لإلنتاج‪ .‬و أن هذه العوامل ال تفسر‬
‫جمموع النمو االقتصادي خالل املرحلة اليت غطتها دراسته‪(.‬السنوات ‪ . ) 60-50‬اكتشف سلوو أن وجود عامل اثلث يساهم يف‬
‫تفسري النمو على املدى الطويل‪ :‬التقدم التقين الذي يزيد من إنتاجية العمل والرأمسال‪.‬‬
‫ال يستمر االقتصادي يف النمو بدون االستثمار يف الرأمسال (اآلالت‪ ،‬التجهيزات‪ ،‬البنية التحتية‪ ،‬الربانمات‪ ،)... ،‬يتآكل‬
‫الرأمسال سنواي مما يؤدي إىل اخنفاض نسبة الرأمسال لكل عامل فتتأثر اإلنتاجية سلبيا‪ .‬إذن‪ ،‬يتعني أن يغطي االستثمار اإلضايف‬
‫السنوي حجم التآكل يف الرأمسال واحلاجيات من الرأمسال لكي ترتفع نسبة الرأمسال لكل عامل (‪.)R/L‬‬
‫تؤدي الزايدة يف الرأمسال (الناجتة عن االستثمار يف الرأمسال) إىل الرفع من مستوى النمو االقتصادي‪ :‬ابلزايدة يف حجم‬
‫الرأمسال نسبة إىل اليد العاملة‪ ،‬سرتتفع اإلنتاجية‪.‬‬
‫ستعرف الدول املتخلفة معدالت منو أكرب من معدل النمو االقتصادي يف الدول املتقدمة‪ .‬حيث مل يراكموا رأمساال ذا حجم كبري‪،‬‬
‫وابلتايل فإن تناقص اإلنتاجية ستتم بوثرية ضعيفة‪ .‬كما أنه عندما يرتفع حجم الرأمسال نسبة لليد العاملة‪ ،‬سرتتفع اإلنتاجية بنسبة‬
‫عالية مقارنة مع ما ستعرفه الدول الغنية‪.‬‬
‫على مستوى األجل البعيد‪ ،‬يؤدي التقدم التقين اىل الزايدة يف اإلنتاجية وابلتايل إىل النمو االقتصادي‪ .‬يشكل التقدم التقين متغريا‬
‫خارجيا مبعىن ال يتم حتديده بواسطة العوامل الداخلية للنموذج الرايضي‪ .‬التقدم التقني عامل خارجي أساسي للنمو االقتصادي‬
‫يرتبط معدل النمو االقتصادي على املدى البعيد كذلك مبعدل النمو الدميغرايف‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ما موقع التعليم يف نظرية النمو اخلارجي؟‬
‫ختتلف ساعة عمل اليت يشتغل أثناءها األفراد داخل املقاولة من فرد إىل أخر‪ .‬فإن كانت املدة الزمنية للعمل تتساوى بينهم‪ ،‬فإن املدة احلقيقة اليت‬
‫تتضمنها ساعة عمل ختتلف من فرد ألخر‪ .‬يرجع هذا االختالف إىل املعارف واملهارات والكفاايت اليت متيز بني األفراد‪ .‬يستثمر األفراد يف التعليم‬
‫من أجل حتقيق تراكم يف املعارف واملهارات والكفاايت على غرار املقاولة اليت تستثمر يف الرأمسال (البناايت‪ ،‬اآلالت‪ ،‬التجهيزات‪.)...‬‬
‫الدخل الوطين اخلام = د (الرأمسال‪ ،‬اليد العاملة‪ ،‬التقدم التقين‪ ،‬الرأمسال البشري)‬
‫استنتاجات النظرية‪:‬‬
‫‪ -‬يبني منوذج سلوو أن مستوى اإلنتاج لبلد ما يتحدد حبجم االستثمار لكل فرد‪.‬‬
‫‪ -‬يتجاوز منوذج املدرسة الكالسيكية اجلديدة للنمو االقتصادي إطار اخلريات االقتصادية املادية ليشمل الرأمسال البشري‬
‫بكل أشكاله‪ :‬املستوى التعليمي‪ ،‬التجربة‪ ،‬الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬يتأثر معدل النمو االقتصادي مبستوى نسبة اإلنتاج للفرد ومبخزون الرأمسال البشري‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي االستثمار يف الرأمسال البشري إىل جانب االستثمار يف الرأمسال املادي‪ .‬هذا املنحى يؤدي إىل التوجه إىل نقطة‬
‫االلتقاء بني البلدان وتقلص عدم املساواة العاملي بني الدول الفقرية والدول الغنية‪.‬‬
‫‪ -‬ميكن حتويل تقنيات اإلنتاج من الدول الغنية إىل الدول الفقرية بواسطة يد عاملة مؤهلة بشكل جيد‪.‬‬
‫‪ -‬إن النمو االقتصادي للفرد ستنخفض ابلتدرج وينتهي ابلتوقف من التقدم‪ .‬بغياب التجديد التكنولوجي املستمر‪ ،‬يتوقف‬
‫منو نسبة اإلنتاج للفرد‪.‬‬

‫‪"Définition du progrès technique : Le progrès technique permet l’augmentation de l’efficacité d’un‬‬


‫‪ou de l’ensemble des facteurs de production. On le note At . La fonction de production possède trois‬‬
‫‪facteurs : Yt = f (Kt ;Lt ; At) Le progrès technique peut augmenter l’efficacité du capital, du travail ou‬‬
‫‪bien de l’ensemble des facteurs de production".‬‬
‫‪https://www.unilim.fr/pages_perso/francois.pigalle.pdf‬‬

‫مترين‬

‫ماذا يقصد ابلتقدم التقين؟‬ ‫‪-‬‬


‫ما هو دور التعليم يف حتقيق التقدم التقين؟‬ ‫‪-‬‬
‫كيف يرفع التقدم التقين من فعالية العمل؟‬ ‫‪-‬‬
‫كيف يرفع التقدم التقين من فعالية الرأمسال؟‬ ‫‪-‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -6‬نظرية النمو الداخلي‬
‫شكلت نظرية النمو الداخلي أطروحة مهمة يف فهم ما تشهده املقاولة من تزايد يف اإلنتاجية وابلتايل يف معرفة الطريقة اليت يتم هبا‬
‫النمو االقتصادي‪ .‬ارتبطت نظرية النمو الداخلي ابالقتصادي بول رومري (‪ .) Paul Romer 1986‬ساهم إىل جوار بول رومري يف تطويرها‬
‫روبري لكاس (‪ ) Robert E. Lucas‬وروبري ابرو (‪ .) Robert Barro‬تقوم هذه النظرية على فكرة أن القوى الداخلية يف املقاولة هي‬
‫اليت حترك النمو االقتصادي وتعترب هذا األخري كظاهرة اقتصادية حمضة‪ .‬الفكرة العامة لنظرية النمو الداخلي تتمثل يف كون النمو االقتصادي‬
‫هو ظاهرة تشهد ما يسمى ابلتطعيم الذايت (‪.)s’auto-entretenir‬‬
‫تطرح نظرية النمو الداخلي تفسريا للنمو االقتصادي انطالقا من عوامل داخلية‪ .‬هل ميكن أن تشهد املقاولة ظاهرة مردودية احلجم‬
‫املتصاعدة (‪)rendements d’échelle croissants‬؟ اجلواب ابإلجياب يعين أن اإلنتاج يعرف منوا مبعدالت تفوق معدالت منو عوامل‬
‫اإلنتاج‪ .‬ويعين نتيجة لذلك حتقق منو اقتصادي‪ .‬يرى أصحاب نظرية النمو الداخلي أن بعض االستثمارات تؤدي اىل حدوث مردودية احلجم‬
‫متصاعدة‪ .‬يكون هلذه الظاهرة أتثري إجيايب على تراكم يف حجم الرأمسال املادي وعلى النمو االقتصادي‪ .‬هنا تربز أمهية فعل السلطات العمومية‬
‫(الدولة)‪ .‬ميكن للدولة أن ترفع من النمو االقتصادي عرب االستثمار يف البنية التحتية ويف الرأمسال البشري‪ .‬أن تطوير البنية التحتية يسهل‬
‫انسياب األشخاص واملعلومات واخلريات االقتصادية يف البلد مما يكون له األثر اإلجيايب على االقتصاد‪ .‬حتدث االستثمار يف البنية التحتية‬
‫العمومية انعكاسات خارجية موجبة تتيح وفورات لفائدة املشاريع اخلصوصية‪ .‬يعترب التجديد (‪ )innovation‬مفهوما حموراي يف نظرية النمو‬
‫الداخلي‪ .‬يشكل التجديد عامال داخليا مثله مثل عوامل اإلنتاج الداخلية اليت تساهم مباشرة يف حتقيق حجم اإلنتاج الكلي‪ .‬ان ما يكتسبه‬
‫األفراد من تعليم جيعلهم مهيئني ملمارسة التجديد التقين وتسهيل االبتكار واملبادرة‪ .‬يف بيئة كهذه تنتعش املعرفة ويكرب الرصيد املعريف فيتجاوز‬
‫إطار املقاولة املعنية‪ .‬ترتبط املقاوالت فيما بينها حبيث ال يقبع التجديد التقين احلاصل يف كل منشأة اقتصادية حمصورا فيها بل ينتشر بني اجلميع‬
‫مما يدفع عجلة النمو‪.‬‬
‫عدة أفكار مهمة تستحق يف هذا السياق اإلشارة اليها‪:‬‬
‫‪ -‬يؤثر املستوى التعليمي لألفراد على بزوغ التجديد التكنولوجي‪ .‬يتيح هلم إمكانية التعلم يف مقر العمل ويزداد رأمساهلم املعريف والتقين (اخلربة‬
‫املكتسبة يف امليدان) مما يرفع من اإلنتاجية؛‬
‫‪ -‬عوامل خمتلفة تساهم يف التقدم التقين الداخلي‪ :‬البحث والرأمسال البشري والنفقات العمومية يف البنية التحتية والدعم لتحفيز البحث والتطوير؛‬
‫املعرفة والرأمسال البشري يقفان وراء مردودية احلجم املتصاعدة؛‬ ‫‪-‬‬
‫التقدم التقين عامل حاسم يف نظرية النمو الداخلي‪ :‬التقدم التقين يزيد يف اإلنتاجية والنمو االقتصادي‪ .‬لكنه يرتبط بعناصر أخرى‬
‫ضرورية وخصوصا الرأمسال البشري‪.‬‬
‫الرأمسال البشري‪ ،‬يقصد به املستوى التعليمي‪ ،‬واملعارف املكتسبة والصحة اجليدة لكون هذه العناصر جتعل العامل (‪)ouvrier‬‬
‫أكثر إنتاجية‪ .‬يتبني من خالل طرحه دور املنظومة التعليمية واملنظومة الصحية يف حتسني جودة الرأمسال البشري ومن مت جودة األداء‪ .‬يتجلى‬
‫يف هذا اإلطار دور السياسة العمومية أو احلكومية يف حتفيز البحث والتطوير والتجديد واالستثمار يف التعليم والصحة‪ .‬االستثمار يف املوارد‬
‫البشرية يرفع من الرصيد املعريف ويسهل عملية التجديد التقين‪ .‬حسب نظرية النمو الداخلي‪ ،‬التطور الذي حيدث يف عوامل اإلنتاج الداخلية‬
‫(داخل املقاولة) هو الذي يفسر النمو االقتصادي‪ .‬التقدم التكنولوجي والتجديد يرتبطان ابلرأمسال البشري (البعد النوعي يف العمل) والبحث‬
‫والتطوير (البعد النوعي يف الرأمسال املادي)‪ .‬حيتل االستثمار يف البحث والتطوير (التجديد) من طرف املقاوالت مكانة مهمة يف نظرية النمو‬
‫الداخلي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -7‬نظرية مراحل النمو اخلمسة‬
‫تعترب نظرية االقتصادي األمريكي "والت ويتمان روستو‪ "6‬من نظرايت النمو االقتصادي اليت أاثرت االهتمام بني االقتصاديني‬
‫والسياسيني معا يف ظروف اقتصادية عاملية كان البحث لتفسري التخلف والتباين بني درجات التطور االقتصادي أمرا راهنا‪ .‬بعد احلرب العاملية‬
‫الثانية‪ ،‬برزت ثالثة قضااي حفزت اإلنتاج العلمي االقتصادي‪:‬‬
‫إعادة بناء االقتصادايت املدمرة نتيجة احلرب‪ ،‬وابلتايل كان البحث ينصب على سبل بنائها وشروط اقامتها؛‬ ‫‪-‬‬
‫ختلف جمموعة من االقتصادايت الواقعة يف جنوب الكرة األرضية واسيا مما طرح إشكالية التخلف والنمو بقوة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االطروحة الشيوعية اليت تقدم وصفة للبلدان املتخلفة املتمثلة يف إزالة الرأمسالية وتطبيق االشرتاكية والتخطيط االقتصادي‬ ‫‪-‬‬
‫املركزي‪.‬‬
‫يف هذا السياق‪ ،‬بلور روستو مراحل النمو اخلمسة لتطور االقتصادايت نلخصها يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬اجملتمع التقليدي (‪)société traditionnelle‬‬
‫يدخل حتت مفهوم اجملتمع التقليدي االقتصادايت العتيقة والفالحية اليت سادت قبل عصر "نيوتن"‪ ،‬وكذلك بعض البلدان يف العصر‬
‫احلديث الفتقادها لشروط االقتصادايت املتطورة‪ .‬يتسم هذا اجملتمع مبا يلي‪:‬‬
‫عدم امتالك اإلمكانيات اهلائلة اليت يوفرها العلم والتكنولوجيا؛‬ ‫‪-‬‬
‫ويف حالة امتالكه هلا فهو يعجز عن استعماهلا بشكل منهجي ومنظم لتحقيق اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بنية اجتماعية قائمة على امللكية العقارية؛‬ ‫‪-‬‬
‫ثقافة القدرية وعدم الرغبة يف التغيري‬ ‫‪-‬‬
‫اجلزء املتبقي من الدخل يتم توظيفه يف مقاصد غري إنتاجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املرحلة ‪ .2‬مرحلة توافر شروط االنطالق (‪)Conditions préalables au décollage‬‬
‫تتسم هذه املرحلة مبا يلي‪:‬‬
‫– ارتفاع االستثمار حبيث يصبح معدل منوه يفوق بوضوح معدل النمو الدميغرايف‪ ،‬ويرتتب عن االستثمار الزايدة يف اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫– وجود سلطة سياسية لديها الرغبة واإلرادة لتأسيس بنية حتتية اقتصادية؛‬ ‫‪-‬‬
‫إن التغيريات االجتماعية والنفسية اليت تتيح اخلروج من مرحلة اجملتمع التقليدي‪ ،‬حتدث حتت أتثري مد قومي واضح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫– تطورات مهمة يف قطاعات‪ :‬النقل والفالحة والتجارة اخلارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تطوير املنظومة بنكية وانشاء بنية حتتية ضرورية للتطور الصناعي؛‬ ‫‪-‬‬
‫– الدور األساسي للقطاع الفالحي‪ :‬الزايدة يف اإلنتاجية حتسن املداخيل يف هذا القطاع وتليب الطلب الداخلي وتتيح إمكانية التصدير‬ ‫‪-‬‬
‫للخارج وحتقيق توازن ميزان التجاري و إرساء الشروط الضرورية للتطور الصناعي‪.‬‬
‫املرحلة ‪ .3‬االنطالق (مرحلة قصرية‪ :‬سنة او سنتان) (‪) Le décollage‬‬
‫هي مرحلة تبدأ نتيجة قدرة اجملتمع (االقتصاد) على إزالة احلواجز اليت حتول دون النمو االقتصادي املنتظم ‪ ،‬وتتميز مبا يلي‪:‬‬
‫عوامل التقدم االقتصادي اليت كانت ال تؤثر اال بدرجة ضعيفة وبشكل مؤقت‪ ،‬تصبح مؤثرة بصورة موسعة وسائدة يف اجملتمع؛‬ ‫‪-‬‬
‫النمو يصبح الوظيفة العادية لالقتصاد؛‬ ‫‪-‬‬
‫املصاحل املركبة تندمج يف العادات وبنية املؤسسات؛‬ ‫‪-‬‬
‫ينتقل معدل االستثمار من اقل من ‪ 3‬اىل أكثر من ‪ 10‬يف املائة من الدخل الوطين؛ هذه الزايدة تفوق معدل النمو السكاين وقد تقتضي‬ ‫‪-‬‬
‫تدفق رؤوس األموال من اخلارج (االدخار اخلارجي)؛‬
‫انشاء صناعات رائدة (حمركة) حيتمل ان تؤدي اىل ظهور صناعات املنبع واملصب‪ .‬ميكن حتفيز هذه الصناعات يف منوها من خالل تطوير‬ ‫‪-‬‬
‫التجارة اخلارجية أو إحالل الواردات حمل اإلنتاج الوطين؛‬

‫‪6‬‬
‫‪- William W. Rostow‬‬

‫‪10‬‬
‫عالو على ذلك‪ ،‬فان االنتشار الواسع لالبتكار وأسعار الفائدة املنخفضة يسهل حركة التصنيع؛‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسراع يف انشاء جهاز سياسي واجتماعي ومؤسسي متمحور حول التنمية بغرض أتمني معدل منو لالقتصاد اثبت؛‬ ‫‪-‬‬
‫انتشار روح املبادرة بني معظم السكان‪ ،‬الذين يكونون قادرين على ختصيص اجلزء األكرب من املداخيل للقطاعات اإلنتاجية ذات القابلية‬ ‫‪-‬‬
‫للنمو السريع‪.‬‬
‫املرحلة ‪ .4‬االجتاه حنو النضج (‪) Le progrès vers la maturité‬‬
‫تشهد هذه املرحلة تقدما مدعوما حبيث حيصل النمو أثنائها يف كل القطاعات االقتصادية‪ .‬أهم خصائص هذه املرحلة‪:‬‬
‫يتم استخدام التكنولوجيا احلديثة بشكل موسع وبدرجة كبرية من طرف مجيع القطاعات‪ .‬ولن حيدث ذلك إال إذا شهد االقتصاد ارتفاعا‬ ‫‪-‬‬
‫يف نسبة الفنيني والعمال ذوي املهارات املرتفعة‪.‬‬
‫تنتقل القيادة من أيدي أصحاب املشروعات والرأمساليني إىل فئة املديرين التنفيذيني؛‬ ‫‪-‬‬
‫زايدة يف معدل االستثمار الذي ينتقل من ‪ 10‬اىل ‪ 20‬يف املائة من الدخل الوطين‬ ‫‪-‬‬
‫تنوع يف اإلنتاج ‪ :‬ظهور قطاعات صناعية جديدة تضاف اىل القطاعات اليت كانت وراء االنطالقة األوىل يف سلم النمو؛‬ ‫‪-‬‬
‫حيدث تغري يف اهليكلة السكانية النشيطة‪ :‬اهلجرة السكانية من الريف إىل احلضر‪ ،‬وحتول الريف ذاته إىل شكل أكثر حضاري؛‬ ‫‪-‬‬
‫النظر إىل الدولة بكوهنا هي املسؤولة عن حتقيق درجة متزايدة من التأمني االجتماعي واالقتصادي لألفراد يف جمتمع أصبحت تسود فيه‬ ‫‪-‬‬
‫الرفاهية املادية؛‬
‫املرحلة ‪ .5‬االستهالك اجلماهريي الواسع ( ‪) L’ère de la consommation de masse‬‬
‫تعترب هذه املرحلة النهائية يف سلسلة مراحل نظرية روستوف للنمو االقتصادي‪ .‬وتتميز مبا يلي‪:‬‬

‫ارتفاع مستوى القدرة الشرائية للسكان؛‬ ‫‪-‬‬


‫توزيع جيد للقدرة الشرائية بني أفراد اجملتمع؛‬ ‫‪-‬‬
‫توفري احلد األقصى لألمن واألمان للجميع؛‬ ‫‪-‬‬
‫وفرة السلع االستهالكية؛‬ ‫‪-‬‬
‫انتاج السلع االستهالكية املعمرة واخلدمات يصبح ابلتدريج اهم القطاعات االقتصادية؛‬ ‫‪-‬‬
‫تكون مع قطاع اخلدمات‪ ،‬القطاعات الرئيسية يف اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األهداف االقتصادية تتطور حنو االستهالك وحسن‪-‬الوجود؛‬ ‫‪-‬‬
‫يف هذه املرحلة تسعى الدولة للحصول على القوة والسلطة والتاثري اخلارجي؛‬ ‫‪-‬‬
‫ما موقع التعليم يف نظرية النمو اخلطي عرب مخسة مراحل؟‬
‫‪..........................................................................................................................‬‬
‫‪..........................................................................................................................‬‬
‫‪..........................................................................................................................‬‬
‫‪..........................................................................................................................‬‬
‫‪.........................................................................................................................‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -8‬حلقة الفقر املفرغة‬
‫ظهرت نظرية "حلقة الفقر املفرغة" خالل عقد اخلمسينات من القرن املاضي لتفسر وضعية الفقر املستمرة اليت توجد فيها جمموعة‬
‫من البلدان املتخلفة‪ .‬ومفهوم احللقة املفرغة يوحي بكون هذه االقتصادايت املتخلفة ستقبع يف دوامة الفقر ملدة طويلة ويتعسر عليها اخلروج‬
‫منها‪ .‬ما مضمون نظرية حلقة الفقر املفرغة؟ ارتبطت نظرية احللقات املفرغة للفقر ابالقتصادي األمريكي براغنار نوركس ( ‪Rognar‬‬
‫‪ )Nurkse,‬الذي قدم تفسريا ألسباب التخلف يف البلدان املتأخرة اقتصاداي‪ ،‬وهي يف نفس الوقت تقدم مقاربة للحل بغرض حتويل احللق‬
‫املفرغة اىل حلق فضيلة‪ .‬تقوم هذه النظرية على مبدأ السببية‪ ،‬أو سلسلة السببية الدائرية‪ .‬ويقصد هبا أن املتغريات االقتصادية ترتبط فيما بينها‬
‫برابط قوي‪ ،‬وطبيعة وحجم عوامل نقطة االنطالقة تؤثر فيما يلي من العوامل واملتغريات االقتصادية الالحقة‪ ،‬واألثر الذي حيدث يف املتغريات‬
‫يف نقطة النهاية يكون اتبع وحمدد مبا حدث للمتغريات السابقة‪ .‬التأثري دائري ال يتوقف عند عامل معني وإمنا يعود لينتشر من بداية احللقة‪.‬‬
‫نعرض فيما يلي حلقة الفقر الفاحشة‪:‬‬
‫ضعف اإلنتاجية‪ :‬بداية احللقة املفرغة هي ضعف اإلنتاجية‪ ،‬توجد يف البلدان املتخلفة ندرة وفقر يف القدرات اإلنتاجية مما يتسبب هلا‬
‫يف إنتاجية ضعيفة وحجم يف اإلنتاج ضئيل‪.‬‬
‫ضعف الدخل‪ :‬يرتتب عن عملية اإلنتاج وعرض املنتجات يف األسواق احلصول على مداخيل توزع على عوامل اإلنتاج‪ .‬وعندما‬
‫يكون حجم اإلنتاج ضعيف فمجموع املداخيل يكون يف مستوايت منخفضة‪.‬‬
‫ضعف االدخار‪ :‬فئة عريضة من الساكنة حتصل على مداخيل يف مستوايت منخفضة وختصص احلصة الكبرية منها‪ ،‬إن مل نقل ختصص‬
‫كل املداخيل‪ ،‬لالستهالك‪ .‬ذوو املداخيل الضئيلة ال مييلون للتوفري‪ ،‬عكس ذلك فهم مييلون لالستهالك‪ .‬ويرتتب عن هذا السلوك‬
‫االستهالكي الذي حدده الدخل املتدين مستوايت لالدخار متدنية‪.‬‬
‫ضعف التمويل‪ :‬يستخدم االدخار كمصدر أساسي لتمويل املشاريع االقتصادية املختلفة‪ ،‬فهو الذي يشكل احلصة من املوارد املالية‬
‫اليت مل يتم توظيفها مباشرة يف االستهالك بغ رض متويل اإلنتاج‪ .‬وابلتايل‪ ،‬عندما يكون االدخار منخفضا‪ ،‬يؤثر على املوارد املالية اليت‬
‫تستخدم لتمويل عمليات اإلنتاج واملبادالت وابقي األنشطة االقتصادية‪ .‬االدخار الضئيل يؤدي إىل صعوبة متويل االقتصاد‪ ،‬فهو‬
‫مصدر ندرة املوارد املالية‪.‬‬
‫ضعف االستثمار‪ :‬يتوقف االستثمار على املوارد املالية املتاحة‪ .‬وعليه‪ ،‬يشهد االستثمار بدوره صعوابت ويكون يف مستوايت ضعيفة‬
‫نتيجة ندرة املوارد املالية‪.‬‬
‫ضعف التكوين اخلام للرأمسال الثابت‪ :‬االستثمار للرفع من الرصيد الوطين للرأمسال الثابت هو أهم نوع من االستثمارات اليت يتم‬
‫إجنازها من طرف الفاعلني االقتصاديني‪ .‬احلجم الضئيل للموارد املالية املخصصة لالستثمار يؤثر سلبا على تكوين الرأمسال الثابت‬
‫السنوي‪.‬‬
‫ضعف اإلنتاجية‪ :‬إن الوثرية البطيئة‪ ،‬إن مل نقل التطور السليب‪ ،‬لنمو حجم الرأمسال اإلضايف السنوي حيول دون حصول تراكم الرأمسال‬
‫مهم‪ .‬وهذا االمر جيعل مسامهة هذا العامل يف اإلنتاج ضعيفة ويؤثر على اإلنتاجية واإلنتاج الكلي ومنو اإلنتاج الداخلي اخلام‪.‬‬

‫انتاج‬
‫ضعيفة‬

‫انتاجية‬ ‫دخل‬
‫ضعيفة‬ ‫ضعيف‬

‫راسمال‬ ‫ادخار‬
‫ضعيف‬ ‫ضعيف‬

‫استثمار‬ ‫تمويل‬
‫ضعيف‬ ‫ضعيف‬
‫‪12‬‬
‫‪ - 9‬نظرية الدفعة القوية‬
‫ارتبطت نظرية الدفعة القوية أو الدفعة الكبرية ابخلبري االقتصادي "بول روزنشتاين رودان"‪ .‬سادت نظرية تناقص اإلنتاجية‬
‫(‪ )productivité décroissante‬تبعا للزايدة يف عوامل اإلنتاج يف الفكر االقتصادي الكالسيكي اجلديد‪ .‬وقد أسست لنظرايت ومناذج‬
‫لتفسري النمو االقتصادي لعدد من االقتصاديني الليرباليني‪.‬‬
‫خيالف هذه النظرية مفهوم " اإلنتاجية املتزايدة" (‪ )productivité croissante‬الذي تنبأ به كل من آدم مسيث يف القرن التاسع‬
‫عشر وألني يونغ يف بداية القرن العشرين‪.7‬‬
‫تفسر "اإلنتاجية املتزايدة" بعامل التكامل والرتابط بني القطاعات االقتصادية‪ ،‬حبيث تعزز التأثريات املتبادلة اإلنتاجية يف كل منها‪،‬‬
‫ويشهد اإلنتاج زايدة بدرجة تفوق درجة زايدة وحدات عوامل اإلنتاج املستعملة‪ .‬أحيا بول روزنشتاين رودان‪ 8‬مفهوم "اإلنتاجية املتزايدة" من‬
‫جديد سنة ‪ 1943‬يف مقالة اليت عرض فيها نظرية "الدفعة الكبرية" اليت ترى أن احلل إلخراج الدول الفقرية من "مصيدة الفقر" ( ‪trappe‬‬
‫‪ ) de la pauvreté‬هو االستثمار هناك بشكل مكثف‪ ،‬من خالل املساعدات الدولية‪ ،‬وذلك عرب استغالل التكامالت بني القطاعات‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫رغم حقيقة هذه الفرضية فإهنا مل تنتشر يف النظرية االقتصادية السائدة حىت مثانينيات القرن املاضي‪ .9‬وميكن فهم أتخر انتشار نظرية‬
‫تزايد اإلنتاجية يف ظل سيادة الفكر الكالسيكي اجلديد الذي يؤسس اطروحته على فرضية تناقص اإلنتاجية واالشتغال األمثل لألسواق‬
‫(األسواق املثالية)‪ .‬ال يقبل النموذج النيوكالسيكي بفكرة زايدة العائدات (تزايد االنتاجية) ودور السياسات العامة‪.‬‬
‫جتعل بعض مناذج النمو والتجارة الدولية من "تزايد اإلنتاجية" نقطة انطالق وتعتقد بوجودها حبكم العالقات املتواجدة بني القطاعات‬
‫االقتصادية والتأثريات املتبادلة بينها‪ .‬ويف نفس السياق‪ ،‬ميكن "التشكيك يف فكرة األولوية القطاعية الذي يكون له آاثر قوية على سياسات‬
‫معا‪ ،‬حيث أن التأثريات اخلارجية‬
‫التنمية‪ .‬إن التنمية االقتصادية ليست فقط مسألة تعليم أو صحة أو بنية حتتية‪ ،‬بل تتعلق بكل هذه األمور ً‬
‫واإلنتاجية املتزايدة املتولدة هي مصدر اشتغال اجلميع‪ .‬أكثر من جمرد توقع‪ ،‬فإن ما يهم هو التزامن وآتزر االستثمارات"‪.10‬‬
‫حسب روزنشتاين‪-‬رودان التنمية االقتصادية هي مسألة توازانت متعددة‪ :‬يف وضعيات معينة مستقرة‪ ،‬ال شيء يعمل ألنه ال يوجد‬
‫قطاع ميكن أن يعمل كامتداد أو حمرك؛ ويف وضعيات أخرى ‪ ،‬كل شيء يعمل حبركية مهمة‪ ،‬وحيسن منو كل قطاع أداء ومسامهات القطاعات‬
‫االخرى‪ .‬ال ميكن حتقيق التحول من توازن إىل آخر ابستعمال وصفة معينة أو اللجوء إىل عامل متحكم فيه‪ ،‬أو منح أولوية لقطاع ما؛ بل ينتج‬
‫النمو عن العبقرية املشرتكة لصانعي القرار ورجال األعمال يف القطاعني العام واخلاص وكذلك من أتثري ذو حجم كبري كاف ‪ " :‬الدفعة‬
‫الكبرية"‪.11‬‬
‫توحي "الدفعة القوية" بفكرة تقدمي املساعدات الضخمة يف اطار برامج تنموية مندجمة‪ .‬تتوقف فعالية املساعدات على عتبة جيب‬
‫جتاوزها (حجم من رؤوس األموال يف مستوى معني)‪ .‬عندما تكون املساعدات املالية ضئيلة أو غري كافية يتم ختصيصها لقطاعات معينة أو‬
‫الستثمارات حمددة (التعليم‪ ،‬الصحة‪ ،‬اخل‪.).‬‬

‫‪7‬‬
‫‪- PIERRE JACQUET, 2009, Le "big push" de Paul Rosenstein-Rodan, https://www.lemonde.fr/talents-fr‬‬

‫‪ - 8‬اقتصادي ولِد يف بولندا وتعلم يف النمسا‪ .‬كانت مقالته اليت نشرت عام ‪ 1943‬بعنوان "مشاكل التصنيع يف شرق وجنوب شرق أورواب" عالمة ابرزة يف الفكر االقتصادي خصوصا‬
‫فيما يتعلق مبوضوع الدفعة القوية‪.‬‬
‫‪ - 9‬يشرح بول كروغمان ‪ ،‬احلائز على جائزة نوبل يف االقتصاد عام ‪ ، 2008‬هذه املفارقة الواضحة من خالل حقيقة أن العديد من األفكار املبتكرة ‪ ،‬حىت األفكار املهمة ‪ ،‬تظل غري‬
‫مسموعة طاملا أن أدوات التنظيم املتاحة ال تسمح أبخذ الدقة الالزمة يف االعتبار‪ .‬تسلط هذه املالحظة الضوء على حدود العمل العلمي يف االقتصاد ‪ ،‬والطبيعة اجلزئية وغري الكاملة‬
‫املنهجية للتفسريات اليت يولدها ‪ ،‬وأخرياً اخلط الدقيق بني الفرضيات واأليديولوجيا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪- PIERRE JACQUET, 2009, Le "big push" de Paul Rosenstein-Rodan, https://www.lemonde.fr/talents-fr‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- PIERRE JACQUET, 2009, Le "big push" de Paul Rosenstein-Rodan, https://www.lemonde.fr/talents-fr‬‬

‫‪13‬‬
‫و يتعني أن يتم االسرتشاد ابألولوايت احمللية بغرض متكني استيعاهبا حمليا‪ .‬وأن تتم يف إطار مقاربة متكاملة لربامج التنمية‪ .‬املساعدات تكون‬
‫فعالة عندما تستغل أوجه التآزر بني االستثمارات املختلفة‪ .‬تقوم هذه الفكرة على مفهوم االقتصادات اخلارجية ( ‪(externalités‬‬
‫‪ .économiques‬تستند النظرية على افرتاض أن االقتصاد الصناعي يتمتع بعدد كبري من "االقتصادات اخلارجية"‪ .‬لالستفادة من هذه‬
‫الوفورات ‪ ،‬هناك حاجة إىل استثمار ضخم لتطوير العديد من الصناعات يف نفس الوقت‪.‬‬
‫املالمح الرئيسية لنظرية الدفع الكبري‪:‬‬
‫اخلصائص الرئيسية لنظرية الدفع الكبري‪:12‬‬
‫‪ .1‬االستثمار الضخم‪ :‬تتصور نظرية "الدفعة الكبرية" استثمارات ضخمة يف وقت مبكر من عملية النمو‪ .‬يف غياهبا ‪ ،‬قد ال تكون عملية النمو‬
‫مكتفية ذاتيا‪.‬‬
‫‪ .2‬االستثمار يف القطاعات املختلفة‪ :‬تتصور النظرية احلاجة إىل االستثمار يف قنوات منو خمتلفة حبيث تدعم كل قناة منو القنوات األخرى من‬
‫خالل توفري قاعدة الطلب الالزمة‪ .‬وابلتايل ‪ ،‬فإنه يؤدي إىل النمو املتوازن للنظام‪.‬‬
‫‪ - 3‬التصنيع املخطط‪ :‬تؤكد النظرية على احلاجة إىل التصنيع املخطط للبلدان املتخلفة ‪ ،‬حيث الزراعة هي القطاع املهيمن و املتخلف واملتميز‬
‫ابلفقر‪ .‬إن بذل جهد كبري لصاحل التصنيع جيب أن جيعل من املمكن وضع النظام على أساس سليم‪ ،‬وابلتايل تبديد عدم اليقني بشأن حتقيق‬
‫اإلنتاج الزراعي‪.‬‬
‫الواجب إجنازه ‪ :‬ما موقع التعليم يف نظرية الدفعة القوية؟‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................................... .................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................................................ .........................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................................................................................................................... .................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬

‫‪12 NoorderMarketing.com, 2019, Théorie du Big Push (Caractéristiques principales),‬‬


‫‪https://fr.noordermarketing.com/465-big-push-theory-main-features‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -10‬نظرية النمو املتوازن‬
‫بلور راغنار نوركس (‪ )Ragnar Nurkse 1907-1959‬نظرية لتحقيق النمو تقوم على فكرة ضرورة االهتمام ابالستثمارات‬
‫جبميع القطاعات بشكل متوازن بغرض إزالة احلواجز اليت قد حتول دون تطوير أحدمها أو بعضهما فتؤثر سلبيا على اجلميع‪.‬‬
‫يشكل حجم السوق يف نظرية النمو املتوازن مفهوما أساسيا‪ ،‬فهو الذي يدعم النمو عندما يكون كبريا‪ ،‬وإذا كان صغريا فإنه يعرقله‪.‬‬
‫كيف ميكن توسيع حجم األسواق لكي يسهل توريد السلع اليت يتم انتاجها يف القطاعات املختلفة؟‬
‫يتطلب من احلكومات يف البلدان املتخلفة اجناز استثمارات كبرية يف خمتلف القطاعات االقتصادية والصناعات بشكل متوازي‪ .‬ويرتتب عن‬
‫هذه االستثمارات توسع يف الطلب على السلع واخلدمات‪ ،‬مبعىن حجم األسواق‪ ،‬مما حيفز على اإلنتاج فتزداد اإلنتاجية وعلى االستثمار‬
‫اخلصوصي‪.‬‬
‫أن خذ على سبيل املثال‪ :‬حتقيق منو متوازن يف كل من القطاع الصناعي والقطاع الفالحي‪ .‬حسب هذه النظرية‪ ،‬حيتاج القطاع‬
‫الصناعي إىل خمرجات القطاع الفالحي (الطلب على السلع الفالحية) ويزوده مبنتجاته الصناعية (عرض املنتجات الصناعية)‪ .‬وهكذا‪ ،‬يعترب‬
‫التوسع والتوازن بني القطاع الزراعي والقطاع الصناعي أمرا ضروراي‪.‬‬
‫ويقتضي النمو املتوازن أن حيدث منوا متوازان ويف آن واحد بني‪:‬‬
‫‪ -‬صناعات السلع االستهالك وصناعات السلع الرأمسالية‬
‫‪ -‬القطاع الصناعي والقطاع الزراعي‬
‫حتليل عناصر النظرية‪:‬‬

‫عامل حجم السوق‪ :‬إن توسيع حجم السوق يعترب عامال حامسا يف عملية النمو االقتصادي‪ ،‬وابخلصوص يف حتفيز االستثمارات‪.‬‬
‫انطلق نوركس من كون احلجم الضيق للسوق احمللية يف البلدان املتخلفة هو الذي يبقيها يف وضعية التخلف‪ ،‬ويقصد ابحلجم احملدود للسوق‬
‫احمللية ضعف الطلب الناتج عن اخنفاض يف الدخل‪ .‬أمام هذه الوضعية ال يقدم املستثمرون على تطبيق براجمهم االستثمارية لكوهنم يتوقعون‬
‫عدم توريد منتجاهتم وتعرضهم للخسارة‪ .‬إذن‪ ،‬يشكل احلجم الضيق للسوق عقبة أمام استثمار الرأس املال‪.‬‬
‫عامل اإلنتاجية ‪ :‬ان الزايدة يف اإلنتاجية يف البلدان النامية تعترب عنصرا مهما إلحداث انطالقة يف النمو االقتصادي‪ ،‬فارتفاعها‬
‫يزيد يف مستوايت املداخيل وابلتايل يرفع من الطلب احمللي (توسيع حجم األسواق)‪ .‬وهكذا‪ ،‬تؤدي اإلنتاجية اىل حتقيق النمو يف هذه البلدان‪.‬‬
‫القوة الشرائية ‪:‬إن القوة الشرائية الضعيفة يف البلدان النامية تقف وراء ختلفها‪ .‬تٌعرب القوة الشرائية املنخفضة على اخنفاض يف الدخل‬
‫احلقيقي للناس الذي هو بدوره يعرب عن اخنفاض يف اإلنتاجية‪ .‬التحليل الذي استعمله نوركس يتعامل مع الدخل احلقيقي وليس الدخل النقدي‬
‫(االمسي)‪ .‬يؤدي اخنفاض القوة الشرائية إىل ضيق يف الطلب احمللي على السلع‪.‬‬
‫احلافز على االستثمار‪ :‬يتخذ املستثمر قراراته بناء على توقعاته لتحقيق األرابح ويعتمد على مؤشر الطلب احمللي لوضع براجمه‬
‫االستثمارية‪ .‬إن الطلب احمللي (السوق) يؤثر على قرارات االستثمار‪ .‬كلما تزاد‬
‫وجهة نظر نوركس حول بعض القضااي‪:‬‬
‫‪ -‬ال يوافق نوركس على فكرة خلق النقود وضخها يف االقتصاد الداخلي بغرض الزايدة يف املداخيل النقدية لالفراد‪ ،‬فهذا االجراء يعتربه‬
‫ال حيل مشكلة اإلنتاجية بل قد يؤدي اىل تضخم األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬ويرفض اعتبار حجم السكان كمقياس حلجم السوق‪ .‬ان الذي ينبغي اعتماده لقياس حجم السوق هو القدرة الشرائية الفردية ألهنا‬
‫ي اليت حتدد مستوايت الطلب احمللي (حجم السوق)‪.‬‬
‫‪ -‬ال يعترب نوركس أن املساحة اجلغرافية هي تعبري عن الطلب الوطين‪ ،‬يعين حجم السوق‪ ،‬وقد يكون جزء كبري من املساحة اجلغرافية‬
‫غري صاحلة للعيش أو مداخيل السكان منخفضة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬تعيق تكاليف النقل واحلواجز التجارية إمكانية توسيع حجم السوق احمللي‪ .‬يؤكد نوركسي على أن الرسوم اجلمركية وقيود‬
‫الصرف وحصص التوريد وغريها من احلواجز غري اجلمركية حتول دون تطوير التصدير واالسترياد الدوليني‪ .‬ورغم موقفه هذا‪ ،‬فهم‬
‫يرفض فكرة التصدير لكونه مييل اىل تفضيل مبادئ «النمو الداخلي»‪.‬‬
‫‪ -‬التسويق (تشجيع املبيعات)‪ :‬يعترب نوركس أن التسويق ال يؤثر على الزايدة يف الطلب الوطين وإمنا يؤثر يف توزيع املشرتين بني‬
‫املقاوالت‪ ،‬ففي حدود معينة من الطلب الوطين الثابت‪ ،‬جيعل التسويق بعضا من املشرتين يتجهون اىل مقاوالت على حساب‬
‫منتجات مقاوالت أخرى‪ .‬فهو يعتقد أن األموال الضرورية إلجناز االستثمارات يف البلدان النامية جيب أن تنشأ من أراضيها احمللية‪،‬‬
‫وال ينبغي االعتماد على املصادر اخلارجية كالتصدير‪.‬‬

‫االستثمار‬
‫المتوازن‬
‫طلب‬
‫تحفيز‬
‫االستثمار‬ ‫محلي‬
‫متزايد‬

‫توسع حجم‬ ‫تحفيز‬


‫السوق‬ ‫االستثمار‬
‫المحلي‬

‫ارتفاع‬ ‫الزيادة‬
‫الدخل‬
‫الحقيقي‬
‫في‬
‫الفردي‬ ‫االنتاجية‬

‫الواجب إجنازه ‪ :‬ما موقع التعليم يف نظرية الدفعة القوية؟‬


‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................................................... .................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................................................................................................. .........‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................... .............................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪................................................................................................................................................ .....................................................‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -11‬النمو غري املتوازن‬
‫تقرتح نظرية النمو غري املتوازن أطروحة مغايرة القتالع التخلف من جدوره‪ .‬ابلنسبة لنظرية النمو غري املتوازن‪ ،‬ينبغي أن‪:‬‬
‫"ختصص االستثمارات لقطاعات معينة بدال من توزيعها ابلتزامن على مجيع قطاعات االقتصاد الوطين‪ ،‬ومن روادها هريمشان الذي يعتقد‬
‫ان إقامة مشروعات جديدة يعتمد على ما حققته مشاريع أخرى من وفورات خارجية‪ ،‬اال اهنا ختلق بدورها وفورات خارجية جديدة ميكن‬
‫ان يستفيد منها‪ ،‬وتقوم عليها مشروعات أخرى اتلية"‪.13‬‬
‫حسب هذه النظرية‪ ،‬يتميز االقتصاد املتخلف بكونه يكون يف وضعية أتخر من جهة‪ ،‬وبشموله على قطاعات غري متوازنة من جهة‬
‫أخرى ( التباين على مستوى تطورها النسيب)‪ .‬وضعية التفاوت بني القطاعات (النمو غري املتوازن) تقتضي عالجا هو كذلك متفاوات (برامج‬
‫استثمارية غري متوازنة)‪ .‬ميكن لالستثمارات غري املتوازنة أن تكمل األرصدة القائمة غري املكتملة‪ ،‬وتصحح تلك اليت يشوهبا عوج‪ ،‬وتعويض‬
‫االستثمارات اليت حتتاج اىل التعويض‪.‬‬
‫إن فهم أطروحة النمو غري املتوازن يقتضي تعبئة جمموعة من املفاهيم األساسية اليت ترتبط هبا من قبيل أقطاب التأثري‪ ،‬التأثريات‬
‫اخلارجية‪ ،‬والرتابطات بني القطاعات‪ ،‬وقلة املوارد‪ .‬يستنتج مما سبق أن الوصفة القائمة على النمو املتوازن غري سليمة‪ ،‬وأن تركيز املوارد املالية‬
‫النادرة على بعض القطاعات االقتصادية ذات التأثري القوي على ابقي القطاعات االقتصادية هو تدبري سديد‪.‬‬
‫الوفورات اخلارجية‪ :‬يتوقف انشاء مشاريع اقتصادية جديدة على ما حققته مشروعات أخرى من وفورات خارجية‪ ،‬وتركيز‬
‫االستثمارات على بعض القطاعات قد حيقق هذا الشرط‪ .‬وعليه‪ ،‬ينبغي تشجيع االستثمارات اليت ختلق املزيد من الوفورات اخلارجية مبعىن‬
‫ينبغي إعمال االنتقائية يف اختيار املشاريع االستثمارية‪ ،‬وابلتايل يتعني التخلي عن املشاريع اليت تستخدم الوفورات اخلارجية بكثرة وال حتدث‬
‫وفورات خارجية مهمة‪ .‬يقصد ابلوفورات اخلارجية تلك التأثريات االقتصادية اإلجيابية اليت حتدثها بصورة غري مباشرات قرارات الفاعلني‬
‫االقتصاديني‪ .‬وقد تكون سلبية يف حاالت معينة كاالستثمارات النفاثة للغازات الضارة‪ .‬يتبني ابلوضوح ان نظرية النمو غري املتوازن متلي اختيار‬
‫االستثمارات يف قطاعات أو صناعات خمتارة بناء على ما حتدثه من وفورات وما تستخدمه من وفورات‪ ،‬وترفض اجناز االستثمارات املتزامنة‪.‬‬
‫التأثريات اإلجيابية (‪ :)externalités positives‬ان كل استثمار جديد يرسل ‪ /‬يبعث فرصا اقتصادية كامنة‪ ،‬مصريها يرتبط ابلبيئة‬
‫االقتصادية‪ .‬قد تضيع التأثريات اإلجيابية لالستثمارات اإلضافية إذا غابت استثمارات الحقة (اتبعة) من شأهنا االستفادة منها وإعادهتا‪ ،‬بفضل‬
‫أثر العالقات البينية‪ ،‬بدورها هلذه االستثمارات‪ .‬يعتقد هريمشان أنه إذا كانت العوامل اخلارجية قوية‪ ،‬فإهنا ستخلق "أتثري جذب" ٍ‬
‫كاف لتوليد‬
‫االستثمارات املرتبطة هبا‪.14‬‬
‫الروابط الصناعية‪ :‬تقتضي اسرتاتيجية النمو غري املتوازنة تركيز االستثمارات يف القطاعات اليت هبا أكرب عدد من الروابط الصناعية البينية‪،‬‬
‫أي صناعات السلع الوسيطة‪ ،‬وتلك اليت تعمل منتجاهتا كوسائل إنتاج (روابط املصب) واليت متثل احتياجاهتا يف وسائل اإلنتاج منافذ اآلخرين‬
‫(روابط املنبع)‪ .‬جيب أن تتدخل الدولة لتصحيح املسار العفوي للتصنيع‪ .‬العالقات من املنبع‪ :‬ان صناعة املالبس متلي ضرورة االستثمار يف‬
‫صناعة النس يج والصباغة واالت اخلياطة اخل‪ .‬والعالقات من املصب‪ :‬الصناعة الثقيلة تزود االقتصاد ابآلالت وأدوات اإلنتاج املختلفة وقطع‬
‫الغيار واملواد األولية اخلام‪.‬‬
‫اختالل التوازن‪ :‬يعترب النمو مبثابة سلسلة من االختالالت اليت تتخلل االقتصاد أبكمله‪ ،‬هذه االختالالت هي مصدر النمو على عكس‬
‫نظرية النمو املتوازن‪ .‬ما ينبغي فعله ليس التفكري يف إزالة االختالالت يف التوازن‪ ،‬وإمنا ايقاظها لكوهنا هي اليت تبعث احلركة يف االقتصاد‪.‬‬
‫وابلتايل‪ ،‬ميكن أن نستنتج أن وظيفة السياسة االقتصاد تتمثل يف احلفاظ على التوترات والتفاواتت واالختالالت بني القطاعات االقتصادية‪.‬‬

‫‪ - 13‬أوشن سومية‪ ،3014-2013 ،‬نظرايت التنمية االقتصادية‪ ،‬مطبوع دراسي‪https://www.politics-dz.com ،‬‬


‫‪14‬‬
‫‪- Marie Théodore et Cathy Wentz, 1998-1999, croissance et développement, Licence APE,‬‬
‫‪https://www.yildizoglu.fr/croissance/dos9899/croisetdev.html‬‬

‫‪17‬‬
‫هنا البد من اإلشارة اىل انه ال ينبغي االنطالقة من اختالالت مت اختيارها بشكل عشوائي‪ ،‬وامنا يتعني اختيارها بناءً على فعاليتها املتوقعة‪.‬‬
‫ووظيفة الدولة يف هذا الصدد هي التناوب بني دور احملرك والفرامل ( ‪.15)1966 ،Lhomme‬‬
‫خالصة النظرية‪ ،‬تشكل وضعية االختالل يف التوازن (‪ )déséquilibre‬مصدر حركية قوى التغيري‪ ،‬الذي ينقل االقتصاد من عدم‬
‫التوازن إىل عدم توازن اخر‪ .‬مثال‪ ،‬إن االستثمار يف األنشطة اإلنتاجية يصطدم ابختناقات سببها ضعف البنية التحتية‪ ،‬األمر الذي يدفع اىل‬
‫االستثمار يف البنية التحتية‪ ،‬بدور هذا النوع من االستثمار ان يصطدم ابختناقات يف انتاج املواد اخلام األساسية مما حيفز االستثمار يف هذا‬
‫القطاع‪...‬إذن‪ ،‬ما ينبغي فعله ليس إزالة االختالالت يف التوازن وامنا انعاشها‪ .‬يف هذا السياق‪ ،‬يؤكد هريمشان‪ ،‬على غرار ما فعل شومبيرت‪،‬‬
‫على دور املهم لرواد األعمال (‪ )entrepreneurs‬الذين يبدؤون اإلنتاج ابسرتاتيجية التصنيع البديل للواردات‪ ،‬هذه االسرتاتيجية يقوم على‬
‫االستبدال التدرجيي للتصنيع احمللي ابلسلع االستهالكية املستوردة إىل السوق احمللية‪ .‬يتطلب احلمائية‪ ،‬مما يسمح بتطوير أنشطة جديدة حممية‬
‫من املنافسة األجنبية ( ‪ .16)1964 ،Hirschman‬كما يظهر أن للدولة مسؤولية مهمة يف توجيه االستثمارات للقطاعات اليت قد حتدث‬
‫أتثريات مهمة على كل االقتصاد‪.‬‬
‫الواجب إجنازه ‪ :‬ما موقع التعليم يف نظرية النمو غري املتوازن؟‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................. ....................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................... ............................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................................................................................................................................. ....................‬‬
‫‪......................................................................................................................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................................................................................................................‬‬

‫‪15‬‬
‫‪- Othmane BENSAHRI et Fatima ZOHRA SOSSI ALAOUI, 2023, modèles et stratégies du développement :‬‬
‫‪une revue de la littérature, revue Moroccan Journal of Business Studies, v.3 n°3, p.16‬‬
‫‪16‬‬
‫‪- Othmane BENSAHRI et Fatima ZOHRA SOSSI ALAOUI, 2023, modèles et stratégies du développement :‬‬
‫‪une revue de la littérature, revue Moroccan Journal of Business Studies, v.3 n°3, p.17‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -12‬نظرية دور املقاول‬
‫يفسر جوسيف شومبرت تطور الرأمسالية ابلدور النشيط الذي يؤديه املقاول (املنظم ‪ )entrepreneur‬يف حتقيق النمو االقتصادي‪.‬‬
‫وتشمل أطروحته بعض املفاهيم األساسية اليت من خالهلا ميكن فهم نظريته‪ :‬االبتكارات‪ ،‬املنظم‪ ،‬األرابح‪.‬‬
‫االبتكارات‬
‫ما املقصود ابالبتكار؟ تتمثل االبتكارات يف عملية تصميم وادخال منتج جديد أو إضافة حتسينات مستمرة يف املنتجات القائمة‬
‫أو التحسني التقين يف شروط اإلنتاج كتطوير تقنية معينة أو تطوير طرق اإلنتاج وتنظيم العمل‪ ،‬اخل‪.‬‬
‫توجد حسب ج‪ .‬شومبرت مخس أنواع من االبتكارات‪:‬‬
‫‪ -‬االبتكارات اليت حتدث يف املنتج؛‬
‫‪ -‬االبتكارات اليت تقع على صريورات العمل او االنتاج؛‬
‫‪ -‬االبتكارات يف أمناط اإلنتاج؛‬
‫‪ -‬االبتكارات يف منافذ السلع‬
‫‪ -‬االبتكارات يف املواد األولية (املدخالت)‪.‬‬
‫دور املنظم‬
‫أاثر ج‪ .‬شومبرت االنتباه للدور احلاسم للمنظم الذي يدخل االبتكارات ووضع الرأمسايل صاحب املسامهة املالية يف مرتبة متأخرة‪.‬‬
‫املنظم هو شخص ميتلك قدرات إدارية غري عادية‪ ،‬فهو ذو قدرة على إدخال التجديد وتنفيذ األفكار املبتكرة فيحدث التحول املأمول‪ ،‬وال‬
‫يقوض دوره يف توفري أرصدة مالية وإمنا يبدع يف توظيفها يف جماالت جديدة‪.‬‬

‫تقوم نظرية شومبيرت للنمو االقتصادي على األسس التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يضع املنظم خططا إنتاجية بغرض احلصول على أقصى ربح ممكن‪ ،‬ويدخل التجديدات جلوانب خمتلفة من منظومة اإلنتاج او يف‬
‫املنتجات؛‬
‫‪ -‬ال يشكل الربح احملرك الذي يدفع املنظم للعمل والتجديد وامنا ما حيصل عليه مقابل اجتهاده يف حتويل املقاولة عرب ما يدخله من‬
‫جتديدات؛‬
‫‪ -‬التجديد يؤدي اىل ﺁاثر سارية‪ ،‬مبعىن أنه جير معه ابقي األنشطة؛‬
‫‪ -‬تظهر التجديدات يف جمموعات لتسود يف مرحلة معينة‪ ،‬وحتدث رواجا اقتصاداي يظهر يف شكل منو اقتصادي؛‬
‫‪ -‬ينجح هذا االمر بفضل القروض اليت متنحها املؤسسات املالية‪ .‬حيصل املنظم على التمويل وينفذ براجمه اإلنتاجية وحيصل على‬
‫األرابح (االئتمان املصرىف يوفر للمنظمة اإلمكاانت املادية الالزمة لالبتكار واالخرتاع والتجديد) ؛‬
‫‪ -‬تشتعل املنافسة بني املستثمرين‪ ،‬وخصوصا تنتشر التجديدات بفعل التقليد وسرقة األفكار‪ ،‬وحيدث ان ترتاجع األرابح بسبب‬
‫ارتفاع العرض واخنفاض األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬يرتاجع النمو االقتصادي ملرحلة معينة يف انتظار ان يبدع املنظمون يف ادخال جتديدات لصناعة التميز والسيادة على األسواق وحتقيق‬
‫االرابح‪ .‬وعندما يتم ذلك‪ ،‬ينمو االقتصاد من جديد‪.‬‬

‫‪19‬‬
20
‫‪ -13‬نظرية ارثر لويز ‪ :‬الثنائية القطاعية‬
‫يعترب لويز من املسامهني يف جعل اقتصاد التنمية كشعبة علمية قائمة بذاهتا ومستقلة يف علم االقتصاد‪ .‬وقد شكل مقاله املعنون ب‬
‫" التنمية إبمدادات غري حمدودة من العمالة (‪ ")1954‬مرجعا مهما لفهم أطروحته حول أسباب التخلف وطريقة اخلروج منه‪ .‬وارتبطت نظريته‬
‫مبفهوم الثنائية القطاعية (‪ )dualisme‬لكونه يقدم تفسريا للنمو من خالل التفاعالت بني القطاع الصناعي احلديث والقطاع الفالحي‬
‫التقليدي‪.‬‬
‫من أشهر نظرايت التنمية اليت ظهرت يف اخلمسينيات‪ ،‬واليت تركز على الكيفية اليت يتم بواسطتها حتويل اقتصادايت الدول الفقرية‬
‫من االعتماد احلاد على الزراعة إىل الصناعة واخلدمات‪ ،‬لتصبح اقتصادايهتا أكثر مرونة وقدرة على مواجهة تقلبات وتغريات الطلب‪ ،‬كان‬
‫منوذجا للتنمية‪ ،‬أساسه التحول من الريف إىل احلضر‪ ،‬أو من الزراعة إىل الصناعة بشكل مقصود ومنطقي‪،‬‬
‫"آرثر لويس "أول من قدم ً‬

‫شكلت العالقة بني التجارة والتنمية موضوعا حموراي يف أحباث ارثر لويس‪،‬‬

‫نطرح سؤالني لتأطري ‪ /‬هليكلة ما سيأيت من عرض الهم افكار اخلبري االقتصادي ارثر لويز‪:‬‬
‫كيف يفسر اشكالية ضعف النمو يف البلدان النامية؟‬ ‫‪-‬‬
‫ما مقرتحه حول طريقة حتقيق اقالع اقتصادي يقوم على وثرية منو مرتفعة؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬فرضيات النظرية‬
‫افرتض لويس يف حتديد نظريته ما يلي‪:‬‬
‫•أن عملية حتول العمالة من القطاع التقليدي إىل القطاع الصناعي ومنو العمالة يف هذا األخري متوقفة على زايدة إنتاج القطاع الصناعي والناتج‬
‫عن زايدة الرتاكم الرأمسايل‪.‬‬
‫• أن الطبقة الرأمسالية يف اجملتمع تعيد استثمار مجيع أرابحها‪.‬‬
‫• أن القطاع الصناعي حيتفظ مبستوى اثبت لألجور عند مستوى أعلى من مستوى أجر الكفاف السائد يف القطاع الزراعي( يفرتض أنه‬
‫قواي هلجرة تدرجيية للعمالة إىل القطاع الصناعي عند زايدة إنتاج هذا األخري‪ ،‬وابلتايل زايدة الطلب على‬
‫حافزا ا‬
‫أعلى بنسبة ‪ 30‬ابملائة )لتشكل ً‬
‫العمالة فيه‪.‬‬
‫• أن الزايدة يف اإلنتاج وخلق فرص جديدة للعمل يف القطاع الصناعي تتحدد بنسبة االستثمارات والرتاكم الرأمسايل يف هذا القطاع‪[1].‬‬
‫‪ -2‬نظرية التغريات اهليكلية‬
‫ينطلق حتليل آرثر لويز من التفكري يف قطاعني‪ :‬القطاع الصناعي احلديث والقطاع الفالحي التقليدي‪ .‬فهو يعترب أن االقتصاد يشمل‬
‫قطاعني خمتلفني‪:‬‬
‫‪ -‬قطاع صناعي حديث‪ :‬قطاع رأمسايل يقوم على االنشطة الصناعية؛ ‪ ،‬واثنيهما‪ :‬قطاع صناعي؛ حيث ترتفع فيه اإلنتاجية وتتحول‬
‫إليه العمالة الرخيصة يف القطاع التقليدي بشكل تدرجيي منتظم‪ ،‬و‬
‫‪ -‬قطاع فالحي تقليدي‪ :‬قطاع يقوم على اقتصاد الكفاف ويشمل االنشطة الزراعية؛ ويتعامل لويس مع اقتصاد مكون من قطاعني‪،‬‬
‫أوهلما‪ :‬قطاع زراعي تقليدي‪ ،‬أطلق عليه اسم قطاع الكفاف‪ ،‬يتميز هببوط إنتاجية العمل فيه إىل الصفر‪ ،‬أو أعلى بقليل‪ .‬أحدمها‬
‫يعتمد بدرجة كبرية على الزراعة التقليدية عند مستوى الكفاف إىل‬
‫يرى آرثر لويز أن مستوى األجور ال تتحدد يف القطاع الرأمسايل احلديث بناء على إنتاجية العمل‪ ،17‬وإمنا ترتبط حبجم تكاليف‬
‫الفرصة البديلة‪ .‬فكيف هي تكاليف الفرصة البديلة؟‬
‫ثالثة عوامل تساهم يف الرفع من حجم عرض اليد العاملة‪:‬‬

‫‪ - 17‬تقول النظرية النيو كالسيكية ابلعالقة الوطيدة بني اإلنتاجية احلدية واالجور املدفوعة‪ ،‬تعتربمها متساويني نظراي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫يف بيئة عمل غري رأمسالية مبعىن "تقليدية"‪ ،‬تتكون اليد العاملة من عمال زراعيني وحرفيني ومشتغلني يف املنازل؛‬ ‫‪-‬‬
‫النمو السكاين املتزايد؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬دخول املرأة إىل سوق العمل؛‬
‫تتضافر العوامل الثالثة لتزويد القطاع الرأمسايل "بقوة عاملة غري حمدودة" مما جيعل األجور تنخفض إىل مستوى حد الكفاف (أجور معيشية‬
‫‪ .)salaires de subsistance‬مع منو قطاع اإلنتاج الصناع‪ ،‬تنمو العمالة لكون عرض اليد العاملة يوجد بوفرة (‪ )illimitée‬مما جيعل‬
‫األجور مستقرة يف مستوى حد الكفاف‪ .‬يرتفع حجم العمالة فيؤدي اىل زايدة يف اإلنتاج مما يتحقق ارتفاع يف معدل األرابح فيكون له األثر‬
‫اإلجيايب على مستوى االدخار الوطين‪.18‬‬
‫ال تستمر هذه الوضعية االقتصادية بدون هناية‪ :‬إن تزويد القطاع احلديث اب ليد العاملة املهاجرة من القطاع الزراعي التقليدي ال يستمر بدون‬
‫هناية‪ ،‬أييت زمن يزول فيه فائض اليد العاملة املعروضة يف سوق العمل مما يؤدي إىل تزايد يف مستوى األجور املدفوعة‪.‬‬
‫يف هذه املرحلة‪ ،‬ينتقل االقتصاد من اقتصاد مزدوج (‪ )dualiste‬إىل اقتصاد متكامل‪ ،‬ومن أهم مميزاته أن األجور ترتبط ابإلنتاجية‪ :‬كلما‬
‫ارتفعت معدالت اإلنتاجية‪ ،‬زادت معدالت األجور‪.‬‬

‫ميكن تلخيص هذا النموذج النظري فيما أييت‪:‬‬


‫مالحظات ‪ /‬تفسريات‬ ‫سوق العمل‬ ‫األجور‬ ‫االقتصاد ‪ /‬القطاعات‬ ‫املراحل‬
‫‪ -‬األجور أقل من اإلنتاجية ‪ -‬عرض اليد العامل أكرب من الطلب على اليد عندما تكون البطالة مرتفعة‪ ،‬فإن‬
‫تكلفة الفرصة الضائعة تكون‬ ‫العاملة؛‬ ‫(منخفضة)‪.19‬‬ ‫القطاع الصناعي الرأمسايل‬
‫منخفضة‪.‬‬ ‫‪ -‬تكلفة الفرصة الضائعة منخفضة؛‬
‫‪ -‬هجرة اليد العاملة اىل القطاع اإلنتاجي تؤدي هجرة اليد العاملة إىل القطاع‬ ‫‪ -‬األجور منخفضة؛‬
‫الصناعي إىل اخنفاض حجم البطالة‬ ‫الصناعي؛‬ ‫‪ -‬اقتصاد الكفاف؛‬ ‫املرحلة األوىل‬
‫مما يرفع من تكلفة الفرصة الضائعة‪.‬‬ ‫‪ -‬جزء فقط من اليد العاملة يكفي إلنتاج‬ ‫القطاع الزراعي التقليدي‬
‫من هنا يصبح االجر يساوي‬ ‫ما حيتاجه اقتصاد القطاع الزراعي؛‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬الطلب على اليد العاملة أكرب من عرض اليد حيصل التكامل بني القطاعني‪:‬‬ ‫‪ -‬األجور تساوي اإلنتاجية؛‬ ‫القطاع الصناعي الرأمسايل‬ ‫املرحلة الثانية‬
‫يسريان ابلتوازي والتزامن يف النمو‬ ‫العاملة؛‬ ‫‪ -‬تكلفة الفرصة الضائعة مرتفعة؛‬
‫والتكامل؛‬
‫‪ -‬عرض لليد العاملة يساوي الطلب على اليد‬ ‫‪ -‬األجور تتساوى يف القطاعني؛‬ ‫القطاع الزراعي التقليدي‬
‫العاملة؛‬
‫االنتقال من اقتصاد ثنائي القطاعية اىل اقتصاد متكامل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدل االدخار (الدخل الوطين ‪ /‬االدخار) يتزايد نتيجة ارتفاع األرابح‪.‬‬
‫‪ - 19‬اخنفاض األجور يقابله انتشار الفقر بني االجراء‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الواردات ‪20‬‬ ‫‪ -14‬اسرتاتيجية التصنيع إلحالل‬
‫تعترب اسرتاتيجية إحالل الواردات من االسرتاتيجيات االقتصادية التصنيعية اليت تقوم على نظرة داخلية للتنمية مبعىن تعتقد‬
‫يف القوة الصناعية الداخلية للبلد كمحرك للنمو والتنمية‪.‬‬
‫التعريف‪ :‬تقوم اسرتاتيجية التصنيع إلحالل الواردات على فكرة أساسية مفادها انشاء صناعات وطنية إلنتاج منتجات ألفت‬
‫على توريدها من البلدان األخرى‪ .‬ولبلوغ هذه الغاية املتمثلة يف إحالل املنتجات املستوردة من اخلارج عرب تصنيعها داخليا يتم‬
‫اعتماد جمموعة من السياسات اهلادفة اىل منع دخول املنتجات الصناعية من خارج البلد وحتفيز االستثمار يف صناعة منتجات‬
‫حتل حملها‪ .‬كما تقوم اسرتاتيجية احالل الواردات على فكرة التدرج انطالقا من إحالل السلع االستهالكية الصناعية وانتهاء‬
‫إبحالل السلع الرأمسالية الصناعية‪.‬‬

‫‪ -----‬إجراءات السياسة االقتصادية املعتمدة‬


‫تشمل سياسة التصنيع إلحالل الواردات جمموعة من السياسات االقتصادية املتكاملة بينها بغرض توطيد صناعة منتجات حتل‬
‫حمل املنتجات املستوردة‪ .‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬احلواجز اجلمركية وغري اجلمركية؛‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمار يف صناعة السلع االستهالكية يف مرحلة أوىل؛‬
‫‪ -‬سياسة صرف ترفع من سعر العملة احمللية؛‬
‫‪ -‬تشجيع استهالك السلع االستهالكية احمللية‪.‬‬
‫‪ -‬ختفيض التعريفة اجلمركية على السلع الصناعية الوسيطة والسلع الرأمسالية‪.‬‬
‫‪ -‬والرفع منها ابلنسبة للسلع االستهالكية الصناعية‪.‬‬
‫إجراءات غري مجركية‬ ‫احلواجز اجلمركية‬
‫جمموع التدابري غري اجلمركية اليت حتد من تدفق السلع الصناعية من اخلارج‬ ‫هي تدابري مباشرة ترفع من معدل التعريفة اجلمركية بغرض احلد من‬
‫اىل داخل البلد‪ .‬وهذه التدابري ختص يف مرحلة أوىل السلع االستهالكية‬ ‫استرياد السلع املعنية ابلتصنيع داخليا‪ .‬اهلدف من الرفع من احلواجز‬
‫الصناعية‪ .‬مثال‪ :‬التحصيص الكمي للمستوردات؛ الدعم احلكومي‪ ،‬أسعار‬ ‫اجلمركية هو منع دخول او حصر دخول املنتجات الصناعية اخلارجية‬
‫الفائدة‪ ،‬التسهيالت املصرفية؛ التمييز احلكومي يف املشرتايت ضد السلع‬ ‫املنافسة‪ .‬الرفع من التعريفة اجلمركية على الواردات من املنتجات‬
‫األجنبية‪ ،‬وغريها‪.‬‬ ‫الصناعية األجنبية؛ وهذه احلواجز تغلق األبواب على املنتجات املنافسة‬
‫وجتعل السوق الداخلية مفتوحة على املنتجات الصناعية احمللية اليت حتل‬
‫حملها‪.‬‬
‫‪ -----‬كيف تؤثر السياسة احلمائية على صناعة إحالل الواردات؟‬
‫حيدث نتيجة اعتماد سياسة محائية على السلع االستهالكية املعنية ابالحالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تباين األسعار لفائدة السلع االستهالكية احمللية‪ :‬عن احلمائية اجلمركية ترفع من تكاليف السلع االستهالكية املستوردة مما‬
‫يؤدي اىل رفع أسعارها ويفقدها عنصر التنافسية عرب عنصر السعر‪.‬‬
‫‪ -‬يرتبت عن السياسة احلمائية اجلمركية وغري اجلمركية أن يتوسع الطلب على السلع االستهالكية احمللية ويتقلص العرض‬
‫فيؤدي هذا الوضع اىل ارتفاع أسعار السلع االستهالكية الوطنية مما يرفع من الربح لفائدة املستثمرين احملليني‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪- import-substitution strategy ou stratégie de substitution des importations‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬التاثري على بنية االستثمار احمللي يف السلع االستهالكية‪ :‬ان السلع الصناعية االستهالكية اليت تتمتع ابحلماية تستقطب‬
‫االستثمارات على حساب خمتلف السلع بصفة عامة والسلع االستهالكية األخرى (الزارعية‪ . )...‬يؤدي هذا االمر اىل‬
‫انتقال املوارد االقتصادية (‪ )...‬اىل قطاعات الصناعة االستهالكية اليت حتاط بتدابري محائية‪.‬‬
‫‪ -‬يصاحب السياسة احلمائية اجلمركية على السلع االستهالكية الصناعية سياسة الصرف مالئمة ترفع من قيمة العملة الوطنية‪.‬‬
‫مبعىن يتم اعتماد سياسة صرف حتدد قيمة العملة الوطنية بقيم العمالت األجنبية يف مستوايت عالية‪ ،‬حبيث تكون العملة‬
‫الوطنية غالية السعر‪ .‬والغرض من ذلك حتفيز املستثمرين الصناعيني احملليني على استرياد السلع الوسيطة والرأمسالية أبسعار‬
‫رخيصة‪.‬‬
‫‪ -----‬االنتقال التدرجيي اىل إحالل مجيع السلع‬
‫هل تتوقف سياسة إحالل الواردات يف مرحلة إحالل السلع االستهالكية الصناعية؟‬
‫ثالثة أنواع من السلع ميكن متييزها‪:‬‬
‫‪ -‬السلع الصناعية االستهالكية ‪ :‬هي جمموع السلع االستهالكية ذات الطابع االستهالكي‪.‬‬
‫‪ -‬السلع الصناعية الوسيطة ‪ :‬هي جمموع املنتجات اليت يتم استخدامها كموارد اقتصادية وسيطة غي عمليات اإلنتاج؛‬
‫‪ -‬السلع الصناعية الثقيلة ‪ :‬هي جمموع أدوات اإلنتاج والتجهيزات الصناعية (اآلالت‪ )...‬اليت تساهم يف األنشطة اإلنتاجية‬
‫الصناعية‪.‬‬
‫يعتقد أصحاب نظرية االسرتاتيجية الصناعية إلحالل الواردات ان إحالل السلع االستهالكية ما هي االل مرحلة أولية وانطالقة‬
‫إلحالل الواردات من السلع الوسيطة يف مرحلة اثنية‪ .‬ويف انتظار ان يشتد عود الصناعة اخلفيفة والصناعة املتوسطة ينتقل‬
‫االقتصاد اىل إحالل الواردات من السلع الرأمسالية الثقيلة‪ :‬صناعة املعدات واالالت والتجهيزات الثقيلة اخل‪.‬‬
‫‪ -‬بطاقة تقنية‪ :‬اسرتاتيجية التصنيع إلحالل الواردات‬
‫االربعينات واخلمسينيات من القرن العشرين‬ ‫املرحلة التارخيية‬
‫املرحلة األول‪ :‬دول أمريكا الالتينية كالربازيل واألرجنتني واملكسيك‪.‬‬ ‫البلدان‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬دول اسيوية كاهلند وابكستان‪.‬‬
‫"ترتكز على إقامة صناعات حملية النتاج منتجات اعتادت الدول النامية على استريادها من‬ ‫الفكرة األساسية‬
‫اخلارج و ذلك من خالل فرض حواجز مجركية (التعريفة اجلمركية) واحلواجز غري اجلمركية‬
‫(مثل التحصيص الكمي للمستوردات‪ ،‬والدعم احلكومي‪ ،‬وأسعار الفائدة والتسهيالت‬
‫املصرفية‪ ،‬والتمييز احلكومي يف املشرتايت ضد السلع االجنبية)"‪.21‬‬

‫‪ - 21‬د‪ .‬ماجد حسين صبيح‪"... ،‬اسرتاتيجية التنمية القطاعية (الوحدة اخلامسة)‬

‫‪24‬‬
‫‪ -14‬التصنيع املوجه للتصدير‬

‫تتمثل اسرتاتيجية التصنيع من أجل التصدير يف تطوير األنشطة اليت تستغل امليزة النسبية اليت ميتلكها البلد‪ ،‬على سبيل املثال العمالة‬
‫الرخيصة‪ ،‬هبدف تصدير اإلنتاج إىل السوق العاملية‪ ،‬على أساس القدرة التنافسية السعرية املواتية‪.‬‬

‫مناذج تطبيقية‪:‬‬
‫مت اعتماد سياسة التصنيع املوجهة للتصدير من طرف ‪:‬‬
‫‪ -‬النمور االسيوية‪ :‬هونغ كونغ‪ ،‬كوراي اجلنوبية‪ ،‬اتيوان‪ ،‬سنغافورة منذ ‪.1960‬‬
‫‪ -‬الياابن بعد احلرب العاملية الثانية‪.‬‬
‫ظهر منوذج تنموي جديد يقوم على فكرة انشاء التصنيع املوجه حنو التصدير‪ ،‬ويعتمد على السياسات احلمائية للسوق الداخلي‬
‫وعلى تعزيز جتارة التصدير‪ .‬تقتضي هذه اإلسرتاتيجية التجارية املزدوجة يف كثري من األحيان على التدخل القوي للدولة والسياسات املواتية‬
‫لالستثمار األجنيب املباشر‪ .‬وهي مناسبة للدول اليت تتميز بسوق داخلي ضيق فتبحث عن أسواق خارجية وابلتايل يكون لديها معدل االنفتاح‬
‫االقتصادي على اخلارج (نسبة الصادرات لإلنتاج احمللي اإلمجايل) مرتفع‪.‬‬

‫الدوافع الختيار سياسة التصنيع املوجه حنو التصدير‬

‫تقوم اسرتاتيجية التصنيع املوجه للتصدير على أساس اختيار عدد معني من الصناعات اليت يكون اهلدف من إقامتها التوجه للسوق‬
‫اخلارجي وابلتايل فان العنصر احلاسم لنجاحها هو توافر الطلب خارجية حيث ان نوع اإلنتاج ومواصفاته وحجمه ومعدالت منوه امنا تتحدد‬
‫على أساس اجتاهات الطلب اخلارجي‪ .‬التصنيع املوجه للتصدير هي سياسة جتارية واقتصادية تسعى اىل توطيد عملية التصنيع لسلع تستجيب‬
‫حلاجيات او طلب أييت من اخلارج‪ .‬ويتم اختيار السلع اليت متتلك البلد ميزة تنافسية لتصنيعها‪.‬‬

‫يتم تربير هنج السياسة التصنيعية املوجهة للتصدير بعاملني‪:‬‬

‫‪ -‬استغالل امليزة التنافسية للبلد من خالل التخصص يف انتاج السلع اليت يتطلب انتاجها استعمال موارد اقتصادية متوافرة حمليا بكثرة‪،‬‬
‫فتكلفتها املتوسطة تكون منخفضة وابلتايل تكون أكرت تنافسية خارج البلد‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تصنيع سلع ميكن استريادها بتكلفة منخفضة عوض انتاجها بتخصيص موارد اقتصادية ذات تكلفة عالية حمليا‪.‬‬

‫أتمل الدول اليت اعتمدت سياسة التصنيع املوجهة للتصدير حتقيق أهداف معينة‪ ،‬ومن أمهها احلصول على رصيد مهم وكايف من العمالت‬
‫األجنبية (الصعبة)‪ .‬من املفرتض أن تس مح عائدات التصدير جبهد استثماري من شأنه أن يعزز إنشاء أنشطة ذات قيمة مضافة أعلى‬
‫(الصناعات الثقيلة)‪.‬‬

‫تدابري السياسية االقتصادية‬

‫ما هي تدابري السياسة االقتصادية املعتمدة لتوطيد التصنيع املوجه للتصدير؟‬


‫فتح األسواق احمللية‪ :‬تقوم هذه السياسة على فتح األسواق احمللية لالستثمارات اخلارجية (املنافسني االجانب) بغرض انعاش التصنيع والتصدير‬
‫للبلدان األخرى‪.‬‬
‫السياسة احلمائية‪ :‬قد تتبىن احلكومات سياسة محائية حلماية الصناعات الناشئة بغرض متكني منوها وإكساهبا القدرة على االستفادة من ميزهتا‬
‫التنافسية يف املستقبل‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫خفض الرسوم اجلمركية‪ :‬يقصد هبا ختفيض التعريفة اجلمركية على السلع الصناعية املوجهة للتصدر وذلك بغية تشجيع االستثمار يف هذا‬
‫القطاع الصناعي وحتفيز تصديرها‪.‬‬
‫ختفيض سعر الصرف‪ :‬يتم اتباع سياسة تعومي سعر الصرف بغرض ختفيض سعر العملة الوطنية مقارنة مع العمالت الصعبة هبدف خفض‬
‫أسعار املنتجات املصدرة؛‬
‫دعم عمومي للقطاع‪ :‬اعتماد سياسة دعم مباشر لفائدة قطاعات صناعة املنتجات املوجهة للتصدير‪ ،‬مثال اإلعفاء الضرييب لتخفيض أسعار‬
‫السلع املصدرة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -15‬الصناعة الثقيلة‬

‫هي اسرتاتيجية تقتضي إقامة الصناعات الرأمسالية الثقيلة كصناعة كاآلالت واملعدات الصناعية الضرورية لتطوير خمتلف القطاعات‬ ‫•‬
‫االستهالكية والصناعية الوسيطة‪.‬‬
‫ينتظر من إرساء هذه الصناعة الثقيلة سحب خمتلف القطاعات االقتصادية حنو التطور عرب التأثري عليها‪ ،‬خصوصا مبنحها‬ ‫•‬
‫جمموعة جديدة من أدوات العمل واآلالت والتقنيات احلديثة اليت ستزيد من إنتاجية العمل وتؤدي على إعادة هيكلة اجلهاز‬
‫االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫متلي هذه االسرتاتيجية استثمار املوارد األولية احمللية واالنطالق منها يف عملية التطوير الشامل‪.‬‬ ‫•‬
‫التأثري املتسلسل‪ :‬تؤدي اسرتاتيجية التصنيع الثقيل إىل توفري العرض من تلك السلع الرأمسالية‪ ،‬مما يولد الطلب عليها مستقبالً‬ ‫•‬
‫ألنه سيشجع على إقامة الصناعات االستهالكية والوسيطة اليت تستخدم تلك اآلالت واملعدات‪ :‬أي أن هذه االسرتاتيجية‬
‫تعتمد أساساً على السوق املتوقع مستقبال وليس السوق احلايل‪.‬‬
‫الدوافع لنهج التصنيع الثقيل‬

‫‪ -‬الرغبة يف تثمني املواد األولية‪ :‬ترغب البلدان اليت اتبعت هذه االسرتاتيجية يف عدم بيع املواد األولية اخلام‪ ،‬مباشرة بعد‬
‫استخراجها‪ ،‬وامنا تسعى إلقامة صناعات متكاملة تتيح استثمار املواد األولية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التصدير ‪ :‬تلجأ البلدان اليت يصعب عليها تصدير منتجاهتا واحلصول على العملة الصعبة ابلقدر الكايف الذي ميكنها من‬
‫استرياد السلع اإلنتاجية الالزمة للرفع من انتاج السلع االستهالكية‪.‬‬
‫‪ -‬احلاجة لتحقيق انتاج للسلع االستهالكية مرتفع‪ :‬ان االستثمار يف انتاج السلع الصناعية هو مفيد جدا لتطوير انتاج السلع‬
‫االستهالكية‪.‬‬
‫حلل وانقش التعريف التايل ‪:‬‬

‫يعرف دوبرينيس (‪ )De Bernis‬اسرتاتيجية التصنيع الثقيل كالتايل‪" :‬هي تلك االسرتاتيجيات اليت تتمثل وظيفتها االقتصادية األساسية‬
‫على مستوى بيئتها احمللية واحملددة زمنيا يف إحداث اسوداد (‪ )noircissement‬منتظم للشبكة البني‪-‬صناعية ولوظائف اإلنتاج‪ ،‬وذلك‬
‫بفضل منح لالقتصاد يف كليته جمموعات جديدة من اآلالت اليت ترفع من إنتاجية العمل ومن إعادة اهليكلة االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫يتعلق االمر بتطوير األنشطة الواقعة يف منبع النظام اإلنتاجي (احلديد والصلب ‪ ،‬واملعادن ‪ ،‬وإنتاج الطاقة ‪ ،‬واملواد الكيميائية‬
‫األساسية ‪ ،‬وما إىل ذلك) ‪ ،‬ألنه من املفرتض أن يكون هلا أتثريات اجرتار لبقية االقتصاد‪.‬‬

‫تتمثل االسرتاتيجية يف البحث يف اقطاب التصنيع اليت جتر معها ابقي قطاعات االقتصاد‪ .‬التطوير أوال الصناعة الثقيلة اليت تنتج‬
‫خمرجات هي موارد من املنبع ومن املصب للعمليات اإلنتاجية‪ ،‬حتت اشراف سلطة تسهر على التخطيط‪ .‬تنظم انتشار اثر التصنيع ‪ ،‬ويضمن‬
‫إشباع احلاجات الفردية أو اجلماعية وإشراك اجلماهري يف العملية االجتماعية‪.‬‬

‫السياسات االقتصادية‬

‫‪ -‬سياسة تدخلية قوية من طرف الدولة‬


‫‪ -‬سياسة حتفيز االستثمارات يف الصناعة الثقيلة وامللحقة هبا‬
‫‪ -‬سياسة محائية‬
‫‪ -‬تنويع االقتصاد‬

‫‪27‬‬
‫‪ -16‬برانمج التقومي اهليكلي‬

‫‪ -----‬التعريف‬

‫برانمج التقومي اهليكلي ه و برانمج إصالح اقتصادي وضعه صندوق النقد الدويل أو البنك الدويل لتمكني البلدان املتضررة من الصعوابت‬
‫االقتصادية الكبرية من اخلروج من أزمتها االقتصادية‪ .‬إهنا جمموعة من اإلجراءات‪ ،‬بعضها يعمل على الوضع االقتصادي والبعض اآلخر‬
‫على اهلياكل‪ ،‬واليت تنتج عن مفاوضات بني بلد مثقل ابلديون وصندوق النقد الدويل لتعديل األداء االقتصادي للبلد‪ .‬جتعل هذه املنظمات‬
‫مساعدهتا مشروطة بتنفيذ اإلصالحات الليربالية اليت تعتربها دائمة‪ ،‬مثل خوصصة املقاوالت العمومية‪ ،‬وحترير االقتصاد واالنفتاح على‬
‫السوق العاملية احلرة‪ ...‬وتسمى هذه االعتمادات (القروض) قروض التكيف اهليكلي أو قروض التكيف القطاعي (قروض التكيف اهليكلي‬
‫أو قروض التكيف القطاعي)‪ .‬يتم منح حصص االعتمادات تبعا لتنفيذ تدابري برانمج التعديل اهليكلي‪.‬‬
‫‪ -----‬برانمج التقومي اهليكلي يف املغرب‬
‫جاء برانمج التقومي اهليكلي للمغرب نتيجة فشله يف تسديد ديونه ملؤسسة صندوق النقد الدويل‪ ،‬حيث جلأت هذه املؤسسة املالية الدولية إىل تقدمي‬
‫هذا الربانمج اإلصالحي يف البنيات والربامج اليت يقوم عليها االقتصاد املغريب‪ ،‬وذلك سنة ‪ ،1983‬إذ أنه خالل هذه الفرتة عرف املغرب فساد‬
‫بريوقراطيا إداراي وفرتة جفاف أثرت على القدرة الشرائية للمواطن وارتفاع حجم الديون اخلارجية‪ ،‬كما أن تراكم املستحقات املتأخرة للدين اخلارجي‬
‫ونقص احتياط النقد األجنيب وعدم كفايته لتمويل فواتري الواردات‪ ،‬هذا كله ساهم يف جلوء مؤسسة صندوق النقد الدويل إىل فرض هذا الربانمج‬
‫التقشفي الذي ينبين أساسا على خلق ضرائب جديدة وقليلة حتل حمل الضرائب الكثرية املعمول هبا سابقا‪ .‬إن املغرب جنح يف تنزيل حماور برانمج‬
‫التقومي اهليكلي إىل أرض الواقع حيث عمل على تقليص حجم االستثمارات العمومية وأتخري االستثمارات اجلديدة إىل وقت الحق‪ ،‬من أهم حماور‬
‫اليت يتبنها الربانمج‪ ،‬ختلي الدولة على تقدمي العديد من اخلدمات العمومية اليت متت خوصصتها كالتعليم وقطاع الصحة اللذين يعتربان من املعايري‬
‫ترمومرتية لقياس مدى تقدم الدول على املستوى االقتصادي اإلجتماعي‪ ،‬اتبع املغرب سياسة إعادة جدولة الديون اخلارجية وحتويلها إىل استثمارات‬
‫خارجية خاصة حنو الدول اإلفريقية جنوب الصحراء وذلك بتباع سياسة جنوب جنوب القائمة على الربح املشرتك‪ ،‬وتشمل هذه االستثمارات جمال‬
‫املالية والبنوك والفالحة مث اخلدمات املتعددة‪ ،‬ومن أهم املربرات اليت يقوم عليها برانمج التقومي اهليكلي أنه ال يقف على العمل بوسائل ذات الطابع‬
‫االقتصادي فقط‪ ،‬بل ينص على مقتضيات و تدابري ذات طبيعة سياسية واجتماعية وثقافية‪ .‬إن صندوق النقد الدويل ميارس الرقابة الدورية واملستمرة‬
‫على األداء االقتصادي للبلد املعين هبذا الربانمج اإلصالحي‪ ،‬واالنصياع الكامل ملضامينه وهلذا الربانمج مجلة من األاثر السلبية على البنية االقتصادية‬
‫واالجتماعية للمغرب كارتفاع األسعار واإللغاء التدرجيي للدعم املقدم للمواد األساسية األكثر استهالكا‪ ،‬مث ارتفاع أمثنة املنتوجات املستوردة‪ ،‬وذلك‬
‫نتيجة تعدد الضرائب املفروضة عليها لدى اجلمارك وهذا النوع من الضرائب حيتل حاليا مكانة مهمة من إيرادات املالية للدولة ومن هنا يستلزم على‬
‫املغرب التفكر يف حلول أكثر جناعة وأقل تكلفة على املواطن لتفادي الوقوع يف أزمات اجتماعية حادة خاصتا على مستوى القطاعات اليت متت‬
‫خوصصتها‪.22‬‬
‫‪ -----‬أهداف برنامج التقويم الهيكلي‬

‫‪ -‬ضبط والتحكم يف الطلب الداخلي‪.‬‬


‫‪ -‬تعبئة املدخرات احمللية؛‬
‫‪ -‬تعظيم ختصيص املوارد؛‬
‫‪ -‬تعديل أسعار الصرف مبا حيفظ تنافسية االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫‪ -----‬أهم التدابير أو اإلصالحات‬

‫حترير القطاع البنكي ‪ -‬تطوير البورصة ‪ /‬سوق الرساميل ‪ -‬حترير السوق الداخلي امام السلع األجنبية ‪ -‬حترير معدل الصرف ‪ -‬حترير األسعار‬
‫– اخلوصصة‪...‬‬

‫‪ - 22‬ممحد علي شبايشب – جامعة حممد اخلامس الرابط‪https://www.tighirtnews.com.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -17‬اقتصاد العرض‬

‫‪-----‬تعريف اقتصاد العرض‬

‫اقتصاد العرض هو جمموعة من السياسات االقتصادية ذات التوجه الليربايل‪ ،‬واليت تقوم على فكرة مفادها أن حتقيق النمو االقتصادي يتم‬
‫عرب تطبيق سياسات اقتصادية تدعم جانب العرض (أي األعمال التجارية)‪ .‬ويعترب مؤيدوها أن ضعف النمو يكمن يف املكابح أو العقبات‬
‫اليت تواجه الفاعلني االقتصاديني‪ :‬الرسوم املفرطة (مسامهات الضمان االجتماعي والضرائب)‪ ،‬واألجور غري اخلاضعة بشكل ٍ‬
‫كاف ملنافسة‬
‫السوق‪ ،‬وتنظيم السوق املفرط‪ ،‬إخل‪ .‬ابلنسبة ملؤيدي هذه املدرسة‪ ،‬يتعرض املنتجون لالختناق بسبب التكاليف اإلضافية اليت متنع املبادرة‬
‫اخلاصة من إنتاج آاثرها الديناميكية‪ ،‬بينما يتم إحباط العمال يف العمل بسبب وجود جباايت ضريبية مرتفعة‪.‬‬
‫‪ -----‬حتليل التعريف‬

‫وف ًقا ملؤيدي "اقتصاد العرض"‪ ،‬ال ميكن حتقيق هدف النمو إال من خالل إزالة أكرب قدر ممكن من العقبات املالية والتنظيمية اليت‬
‫تعيق تنميتها‪ .‬لذلك فإن األمر يتعلق برفع الكوابح عن املبادرة اخلاصة عن طريق ختفيض الضرائب على‪:‬‬

‫‪ -‬النشاط التجاري (ضريبة الشركات والضرائب املهنية وما إىل ذلك) ؛‬

‫‪ -‬على دخل العمال (مثل اشرتاكات الضمان االجتماعي)‪.‬‬

‫وعلى العكس من ذلك ‪ ،‬ميكن وينبغي ‪ ،‬عند االقتضاء ‪ ،‬منح اإلعاانت للشركات يف قطاعات اقتصادية معينة ‪ ،‬إذا كانت األهداف املتوقعة‬
‫تربر ذلك‪.‬‬

‫يرتبط تيار اقتصادايت جانب العرض ابلفكر الليربايل‪ .‬حيارب بنشاط املدارس الفكرية الرئيسية ‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬اقتصادايت جانب الطلب (‪ ، )Keynesianism‬واليت ترى الديناميكيات االقتصادية يف مبدأ الطلب الفعال‪ .‬إىل حد حتفيزه أو‬
‫تكميله ‪ ،‬إذا لزم األمر ‪ ،‬ابلنفقات العامة ؛‬
‫‪ -‬املدرسة النقدية ‪ ،‬اليت ترى الديناميكيات االقتصادية من خالل منظور النظرية الكمية للنقود‪ .‬لدرجة تفضيل إدارة عرض النقود‪.‬‬

‫ظهرت هذه املدرسة الفكرية يف سبعينيات القرن املاضي‪ ،‬عندما كان السياسيون مرتددين (مل تعد سياسة الطلب الكينزية فعالة يف البلدان‬
‫املتقدمة) ومل يعرفوا مسار العمل الذي جيب اعتماده للتعامل مع صدمات النفط والغاز‪ .‬حالة التضخم املصحوب بركود (حالة من الركود مقرتنة‬
‫ابرتفاع التضخم)‪ .‬ساعدت هذه املدرسة الفكرية يف تطوير وتغذية حركة واسعة من اآلراء (مستوحاة من فلسفة حمافظة إىل حد ما)‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -18‬انتاج الرتبية‬

‫‪ -----‬املنتج الرتبوي‬

‫‪ -‬املكتسبات املعرفية‬
‫املنتج الرتبوي هو جمموع املكتسبات املعرفية املختلفة (معرفة نظرية‪ ،‬مهارة‪ ،‬موقف وسلوك) اليت حصلت لدى امللتحقني ابملؤسسة‬
‫التعليمية‪.‬‬

‫طريقة ومؤشر القياس‪ :‬اختبار التالميذ للتأكد من درجة حتصيلهم للمكتسبات املعرفية املوضوعة مبثابة أهداف يف املنهاج التعليمي‪.‬‬
‫‪ -‬عدد التالميذ امللتحقني ابملؤسسة التعليمية‬
‫املنتج الرتبوي هو جمموع التالميذ امللتحقني ابملؤسسة التعليمية‪ ،‬بغض النظر عن درجة حتصيلهم للمعارف املوضوعة هلم رمسيا‪ .‬ويفرتض‬
‫أن كل ملتحق ابملؤسسة التعليمية حيدث له تغيري يف رصيده املعريف نسيب ما‪.‬‬

‫طريقة ومؤشر القياس‪ :‬يعتمد مؤشر أعداد التالميذ امللتحقني ابملؤسسة التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬عدد التالميذ الناجحني‬
‫املنتج الرتبوي هو جمموع التالميذ املتفوقني يف دراستهم‪ ،‬مبعىن الذين ينتقلون من مستوى دراسي إىل اخر (حسب املعايري املعمول هبا)‪.‬‬

‫طريقة ومؤشر القياس‪ :‬يزال من أعدد التالميذ الراسبني ويتم حساب الناجحني فقط لقياس املنتج الرتبوي‪.‬‬
‫‪ -‬عدد التالميذ احلاصلني على الشهادات‬
‫املنتج الرتبوي هو جمموع التالميذ احلاصلني على الشهادات التعليمية لكل سلك‪.‬‬

‫طريقة ومؤشر القياس‪ :‬يتم حساب عدد احلاصلني على الشهادات التعليمية لكل سلك من اسالك التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬عدد التالميذ املكتسبني للمعارف املوضوعة يف املنهاج‬
‫املنتج الرتبوي هو جمموع التالميذ اللذين خضعوا الختبار خاص يقيس درجة املكتسبات املعرفية املختلفة املوضوعة رمسيا يف املنهاج‪.‬‬

‫طريقة ومؤشر القياس‪ :‬يتم تنظيم اختبار خاص مبعايري جودة حمددة لتقييم درجة حتصيل املكتسبات املعرفية املوضوعة مبثابة أهداف يف‬
‫املنهاج التعليمي‪.‬‬
‫‪ -----‬تعريف انتاج الرتبية‬

‫يقصد إبنتاج الرتبية تلك العمليات اليت تتشارك يف اكساب التالميذ املعارف املختلفة املستهدفة‪ ،‬واليت تتم يف إطار رمسي‪ ،‬وذلك بتنظيمها‬
‫وتدبري املوارد النادرة اليت تستعمل فيها‪.‬‬

‫كاإلنتاج االقتصادي للسلع املادية‪ ،‬اإلنتاج الرتبوي حيصل نتيجة تركيب عوامل اإلنتاج الرتبوي واملواد اخلام الالزمة وتنظيمها وتدبريها يف‬
‫إطار مؤسسايت بغية احلصول على خمرجات حمددة ذات جودة معينة‪.‬‬
‫‪ -----‬دالة اإلنتاج الرتبوي‪:‬‬

‫هي عالقة رايضياتية تربط حجم اإلنتاج الرتبوي حبجم عوامل اإلنتاج الرتبوي‪ .‬مثال‪:‬‬

‫‪Q = 2.26 - .012r1 + .0065r2 + .0013r3 + .0017r4+ .125f1‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ = Q‬ميثل النتيجة يف االختبار‬
‫‪ = 2.26‬معامل‬
‫(‪ = )- .012r1‬حجم القسم (عدد التالميذ لكل أستاذ)‬
‫( ‪ = )+ .0065r2‬االنفاق على الوسائل المدرسية لكل فرد (االنفاق المتوسط)‬
‫(‪ =)+ .0013r3‬راتب المدرس‬
‫(‪ = )+ .0017r4‬نفقات اإلدارة والدعم واالشراف التربوي لكل فرد (النفقات المتوسطة)‬
‫(‪ = )+ .125f1‬مؤشر سوسيو‪-‬اقتصادي‪.‬‬
‫‪ -----‬عوامل اإلنتاج‬

‫عوامل اإلنتاج الرتبوي‬ ‫فئات عوامل اإلنتاج الرتبوي‬


‫الذكاء الفردي – الزمن املخصص للقراءة يف املنزل ‪...‬‬ ‫التلميذ‬
‫عددهم – املؤهالت – االقدمية واخلربة‪...‬‬ ‫املوظفون االداريون‬
‫عددها – جودهتا – نوعها ‪...‬‬ ‫األدوات املدرسية‬
‫عدد املرافق – جودهتا – أنواعها ‪...‬‬ ‫التجهيزات املدرسية‬
‫عددهم – جودهتم (االقدمية العامة) – اخلربة – االجر‪...‬‬ ‫املدرسون‬
‫عدد افراد األجرة – مهنة أولياء األمور – األجرة ‪...‬‬ ‫االسرة‬
‫بيئة راقية – حي شعيب – املالهي ‪...‬‬ ‫البيئة احمليطة ابملؤسسة التعليمية‬
‫مراجع داعمة‬

‫‪Pierre Michaud (1981). La mesure de la productivité dans le domaine de l’éducation : un examen‬‬


‫‪des écrits. Revue des sciences de l'éducation, 7(3), 487–502. https://doi.org/10.7202/900347ar.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -19‬حتليل تكاليف التعليم‬

‫‪ -----‬التكلفة النقدية وتكلفة الفرصة الضائعة‬


‫التكلفة أو الكلفة هي ما تصرفه وما تتحمله املؤسسة التعليمية من تضحيات إلجناز العمليات اليت تؤدي اىل اإلنتاج الرتبوي املستهدف‪.‬‬
‫التكلفة النقدية‪ :‬املصاريف النقدية اليت تتحملها املؤسسة التعليمية لتامني نفقات عمليات اإلنتاج الرتبوي‪ .‬يقصد بكلفة التعليم جمموع النفقات‬
‫أو املصروفات اليت لوالها ملا متت عملية انتاج الرتبية‪ .‬كل اإلجراءات واألنشطة والعمليات الضرورية لتنظيم حصة دراسية تتطلب متويال حمددا‪.‬‬
‫ما مت صرفه ضروراي على هذه العناصر يدخل يف نفقات التعليم‪ .‬تستعمل املدرسة مدخالت متنوعة ومتعددة‪ .‬التكلفة االمجالية للرتبية هي‬
‫حصيلة مجع التكلفة اخلاصة ابملدخالت املستعملة يف العملية الرتبوية‪ :‬جمموع عدد املدخالت مضروبة (‪ )x‬يف سعر الوحدة‪ .‬وميكن حساب‬
‫التكلفة لكل نشاط تربوي أو دورة تكوينية‪.‬‬
‫التكلفة االمجالية لإلنتاج الكلي الذي أنتجه املشروع‪( = .‬األجور ‪ x‬عدد العمال) ‪( +‬عدد اآلالت ‪ x‬معدل االهتالك‪+ )23‬‬
‫(سومة الكراء ‪ x‬مساحة االرض)‬
‫تكلفة الفرصة الضائعة ‪ :‬هي جمموع ما حتمله البلد أو األسرة من تضحيات عندما خصص موارده املالية إلجناز العمليات التعليمية‪ .‬ولو‬
‫افرتضنا أنه خصص هذه املوارد املالية يف استثمارات منتجة حلصل على أرابح معينة‪ ،‬جمموع هذه األرابح تعترب تكلفة الفرصة الضائعة‪.‬‬
‫‪ -----‬التكلفة الكلية واملتوسطة واحلدية‬

‫‪ -‬التكلفة الكلية = جمموع التكاليف الناجتة عن اجناز خمتلف العمليات الضرورية لتحقيق اإلنتاج الرتبوي‪.‬‬
‫‪ -‬التكلفة املتوسطة = التكلفة الكلية \ حجم املنتج الرتبوي‪.‬‬
‫‪ -‬التكلفة حدية‪ :‬تكلفة آخر تلميذ تسجل والتحق ابملؤسسة التعليمية‪.‬‬

‫‪ -----‬التكلفة الثابتة والتكلفة املتغرية‬

‫▪ التكلفة املتغرية‪ :‬هي مصاريف الشركة اليت تتغري وفقا ملنتجاهتا‪ ،‬فهي تزيد أو تنقص حسب حجم اإلنتاج‪ ،‬فرتتفع ابرتفاعه‬
‫وتنخفض ابخنفاضه؛‬
‫▪ التكلفة الثابتة‪ :‬هي املصاريف اليت ال تتغري بتغري حجم اإلنتاج‪ ،‬سواء كانت الشركة حتقق مبيعات أم ال‪ ،‬وجيب أن تسدد‬
‫التكاليف الثابتة ألهنا مستقلة عن اإلنتاج‪.24‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -----‬التكلفة يف االجل القصري واالجل املتوسط واالجل الطويل‬
‫ميز مونوري (‪ )Maunoury‬يف مؤلفه القيم " ‪ " Economie du savoir‬بني ثالثة مراحل لتحليل تكاليف املؤسسة‬
‫التعليمية‪ :‬املدى القصري واملدى املتوسط واملدى الطويل‪.‬‬
‫‪ -‬األجل القصري املدى‬
‫عدة عوامل تساهم يف اإلنتاج الرتبوي تكون اثبتة على املدى القصري‪ ،‬ويقصد بذلك أنه ال ميكن املراهنة عليها يف حالة الرغبة يف‬
‫الزايدة يف حجم اإلنتاج خالل هذه املدة‪ .‬ولتوضيح ذلك ميكن أن نالحظ أن بنية وتكنولوجية التعليم تسم ابلثبات على املدى القصري‪:‬‬
‫البناايت وختصص املدرسني وعدد احلجرات وتنظيم الدراسات والربامج‪...‬‬
‫يرى مونوري أن تكاليف التعليم العمومي املباشر (املرتبطة مباشرة ابلعملية التعليمية) وغري مباشرة (املرتبطة بطريقة غري مباشرة ابلعملية‬

‫‪ - 23‬االهتالك ابلفرنسية ‪amortissement‬‬


‫‪ - 24‬جمرة‪ ،‬هارفارد بزنس ريفيو‪ ،‬اتريخ الزايرة‪ ،2022-02-14 :‬ما هي التكاليف الثابتة والتكاليف املتغرية والفرق بينهما؟ ‪.https://hbrarabic.com‬‬
‫‪25‬‬
‫‪- J.-L. Maunoury, 1972, Economie du savoir, Armand Colin, France, p. 74‬‬

‫‪32‬‬
‫التعليمية) تكون اثبتة على املدى القصري مبعىن أن زايدة أعداد التالميذ امللتحقني ال تؤدي إىل زايدة يف هذه التكاليف‪ ،‬فكل تلميذ جديد ال‬
‫يكلف املؤسسة التعليمية تكلفة إضافية مبعىن أن التكلفة احلدية تساوي صفر‪.‬‬
‫فالتكلفة الكلية تبقى اثبتة وأعداد التالميذ امللتحقني تزداد خالل املرحلة القصرية (األجل القصري) ابلنسبة للمؤسسة التعليمية‪ .‬إذن‪،‬‬
‫إذا أردان حتليل سلوك التكلفة املتوسطة‪ ،‬فنالحظ أهنا ترتاجع مع تزايد عدد التالميذ (الن التكلفة الكلية اثبتة وعدد التالميذ امللتحقني يف‬
‫تزايد)‪.‬‬

‫التكلفة املتوسطة = التكلفة الكلية \ عدد التالميذ امللتحقني ابملدرسة‬

‫إن تزايد عدد التالميذ يعين حتسن يف املردودية التعليمية‪ ،‬ففي نفس مستوى التكلفة الكلية ميكن تقدمي اخلدمة الرتبوية لعدد مهم‬
‫ومتزايد من التالميذ‪ ،‬وهذا يعترب أمرا جيدا وحممودا‪ .‬وميكن تفسري هذه الظاهرة بعامل القدرة االستيعابية الكامنة (اإلنتاج الرتبوي الكامن) غري‬
‫املستعملة بكاملها‪ .‬ونقبل هبذه النتيجة يف ظل فرضية ثبات جودة املردودية الرتبوية (استفادة مجيع التالميذ بنفس الدرجة)‪.‬‬
‫لكن عندما تبلغ أعداد التالميذ مستوى معني سترتاجع جودة التدريس وهكذا ميكن احلديث عن املردودية املرتاجعة‪.‬‬
‫مثال ‪:‬‬
‫الرأمسال = ‪( 100‬عدد احلجرات)‬
‫العمل = ‪40‬‬
‫عدد التالميذ = ‪1200‬‬
‫حجم القسم (معدل التأطري)= ‪ 30‬لكل مدرس‬
‫يف حالة تزايد عدد التالميذ‪ ،‬قد يرتفع حجم القسم اىل ‪ 40‬تلميذ لكل مدرس‬
‫‪ -‬األجل املتوسط املدى‬
‫ال يتم احلديث يف التحليل االقتصادي عن األجل املتوسط‪ ،‬فالتمييز يكون بني األجل القصري واألجل الطويل‪ .‬ميكن للمقاولة أن تزيد‬
‫خالل األجل القصري يف عدد العمال أو عدد ساعات العمل من أجل الرفع من االنتاج لكون دون إمكانية االستثمار يف الرأمسال‪ .‬وعند حجم‬
‫معني من العمل يبلغ اإلنتاج أقصاه‪ ،‬فتضطر املقاولة خالل األجل الطويل االستثمار يف الرأمسال بغرض الرفع من اإلنتاج الكامن‪.‬‬
‫يستعمل مونوري التحليل يف األجل املتوسط ابلنسبة للمؤسسة التعليمية‪ .‬خالل هذه املدة ميكن التأثري على عدد األساتذة وبنية‬
‫الدراسات (الربامج‪ )...‬للرفع من اإلنتاج الرتبوي‪ .‬عندما يتساوى اإلنتاج الرتبوي الفعلي مع اإلنتاج الرتبوي الكامن على املدى القصري‪ ،‬تبدأ‬
‫املؤسسة التعليمية يف املدى املتوسط التفكري يف االستثمار يف األساتذة وساعات العمل‪ ،‬فتقوم ابلرفع من اإلنتاج الرتبوي (زايدة عدد امللتحقني)‬
‫بواسطة توظيف أساتذة جدد أو زايدة عدد ساعات العمل‪.‬‬
‫ماذا حيدث للتكاليف خالل األجل القصري؟ تتزايد التكاليف املتغرية ألهنا ترتبط بعامل لإلنتاج الرتبوي متغري‪ .‬كما أن األجور تشكل‬
‫احلجم األكرب من التكلفة العامة وابلتايل فإن توظيف مدرسني جدد أو الزايدة يف ساعات العمل سيؤدي إىل زايدة يف التكلفة الكلية‪.‬‬
‫هل ميكن مشاهدة ظاهرة املردودية املرتاجعة؟ إن الزايدة يف أعداد التالميذ امللتحقني ابملدرسة سيرتتب عنه زايدة يف عدد املدرسني‪.‬‬
‫مثال كل ‪ 30‬تلميذ إضايف يقتضي توظيف مدرس إضايف‪ ،‬وهكذا ال حيدث تراجع يف املردودية (تناقص املردودية)‪.‬‬
‫هل ميكن مشاهدة ظاهرة اقتصاد احلجم؟ خالل األجل املتوسط تشهد التكلفة املتوسطة الثبات فهي ال ترتاجع وابلتايل فاملردودية‬
‫اليت يتم احلصول عليها ال يصاحبها تراجع يف التكلفة املتوسطة (ال وجود لظاهرة اقتصاد احلجم)‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫الرأمسال = ‪( 100‬عدد احلجرات)‪.‬‬
‫تزايد العمل من ‪ 40‬اىل ‪.50‬‬
‫إذا افرتضنا ان حجم القسم ال يتغري وكذلك االمر ابلنسبة ملعدل األجور‪ ،‬فإن تزايد عدد التالميذ من ‪ 1200‬اىل ‪ ،1500‬ال يؤثر‬

‫‪33‬‬
‫على حجم القسم‪ .‬ال يظهر اقتصاد احلجم‪ :‬مبعىن ارتفاع املردودية دون تزايد التكلفة املتوسطة‪.‬‬

‫األجل الطويل‬
‫كيف تستثمر املؤسسة التعليمية يف االجل الطويل من اجل الرفع من حجم اإلنتاج الرتبوي؟‬
‫هذا هو السؤال الذي جييب عليه التحليل الذي يتناول املرحلة الطويلة‪ .‬ميكن بناء على نتائج التحليل االقتصادي الذي يتطرق لسلوك املنتج‬
‫(‪ )Théorie du comportement du producteur‬وقرارات املنتج أن نعترب أن مجيع عوامل اإلنتاج تتسم بكوهنا قابلة للتغيري‪،‬‬
‫مبعىن أن القيادة (وزارة الرتبية الوطنية أو صاحب املدرسة اخلصوصية) أن يضع برانجما استثماراي يشمل الرفع من خمتلف عوامل اإلنتاج بغرض‬
‫الزايدة يف اإلنتاج الرتبوي‪.‬‬
‫تقوم املؤسسة التعليمية مبا يلي لكي تستقبل على املدى البعيد أفواج إضافية من التالميذ (الطالب)‬
‫يرتبط تغري التكاليف بنوع االستثمار‪:‬‬
‫‪ -‬توظيف موارد بشرية إضافية (تربوية‪ ،‬إدارية‪ ،‬تقنية)؛‬
‫‪ -‬إقامة حجرات للتدريس وتوسيع احلجرات القائمة؛‬
‫‪ -‬انشاء مرافق صحية واجتماعية ورايضية وثقافية؛‬
‫‪ -‬إقامة بناايت إدارية تتكلف ابلتدبري اإلداري للمؤسسة‪...‬؛‬
‫ميكن أن نفرتض أن االستثمار يف قطاع التعليم قد أيخذ صورتني‪:‬‬
‫‪ o‬مضاعفة عدد املؤسسات‪ :‬إقامة مؤسسة تعليمية إضافية جبميع مكوانهتا جبوار املؤسسة التعليمية القائمة؛‬
‫‪ o‬متديد حجم االقامات املوجودة‪ :‬الزايدة يف حجم البناايت القائمة يعين توسيعها للرفع من قدرهتا االستيعابية؛‬
‫ماذا يقع على مستوى التكاليف ابلنسبة لكل صورة من صور االستثمار؟‬
‫يف حالة مضاعفة عدد املؤسسات شبيهة مبثيالهتا القائمة‪ ،‬ستتكرر مجيع التكاليف أو بصيغة دقيقة ستتضاعف‪ .‬وابلتالني فحصيلة‬
‫التكاليف االمجالية هي = قيمة املؤسسة التعليمية ‪ .2X‬ومن زاوية اقتصاد احلجم‪ ،‬ميكن مالحظة غياب هذه الظاهرة‪ .‬مبعىن‪ ،‬الزايدة يف أعداد‬
‫امللتحقني ابملدرسة ال يصاحبه تراجع يف التكلفة املتوسطة‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫مالحظات‬ ‫التكلفة‬ ‫عدد التالميذ‬ ‫القيمة النقدية ابلدرهم‬ ‫االستثمار‬
‫املتوسطة‬
‫التكلفة املتوسطة هي ‪ 20000‬درهم لكل تلميذ‬ ‫‪20.000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪10.000.000‬‬ ‫املدرسة القائمة‬
‫هذا الشكل من االستثمار مل يؤدي إىل اخنفاض التكلفة املتوسطة‪ ،‬فهي كذلك‬ ‫‪20.000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪10.000.000‬‬ ‫املدرسة‬
‫‪ 20000‬درهم لكل تلميذ ‪.‬‬ ‫اجلديدة‬
‫التكلفة املتوسطة للقطاع= ‪ 20000‬مبعىن ليس هناك اخنفاض يف التكلفة‬ ‫‪20.000‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪20.000.000‬‬ ‫اجملموع‬
‫املتوسطة‪.‬‬

‫أما يف حالة متديد حجم االقامات املوجودة‪ ،‬يعين أن بعض البناايت ال يتم توسيعها وبعض املرافق (مثال‪ :‬إقامة إدارة جديدة لتدبري‬
‫املؤسسة) ال تشهد الزايدة وهي مبثابة وفورات)‪ (Economie d’échelle‬يف املوارد املالية‪ ،‬فتصبح التكلفة االمجالية أقل من تكلفة‬
‫السيناريو السابق‪ .‬إن هذا النوع من االستثمار يؤدي إىل ظهور ظاهرة اقتصاد احلجم (وفورات احلجم)‪.‬‬
‫مالحظات‬ ‫التكلفة‬ ‫عدد‬ ‫القيمة النقدية‬ ‫االستثمار‬
‫املتوسطة‬ ‫التالميذ‬ ‫ابلدرهم‬
‫التكلفة املتوسطة هي ‪ 20000‬درهم لكل تلميذ‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪10000000‬‬ ‫املدرسة القائمة‬
‫ترتب عن هذا الشكل من االستثمار اخنفاض يف التكلفة املتوسطة‪،‬‬ ‫‪12000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪6000000‬‬ ‫املرافق‬ ‫توسيع‬

‫‪34‬‬
‫فهي ‪ 12000‬درهم لكل تلميذ‪.‬‬ ‫واحلجرات‬
‫التكلفة املتوسطة للقطاع= ‪ 16000‬نتيجة أثر وفورات احلجم‪.‬‬ ‫‪16000‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪16000000‬‬ ‫اجملموع‬

‫يقتضي التدبري األمثل البحث املستمر عن احلجم األمثل للمؤسسة التعليمية‪ :‬االستمرار يف االستثمار يف نفس املؤسسة التعليمية القائمة اىل‬
‫حني الوصول اىل احلجم األمثل الضامن للكلفة املتوسطة األقل‪.‬‬

‫‪-----‬تكاليف العمل وتكاليف الرأمسال‬


‫تكاليف العمل‪ :‬هي جمموع التكاليف املرتبطة بتشغيل املوارد البشرية مقابل أجور ورواتب‪ .‬يشتغل املدرسون واألطر اإلدارية والتقنية‬
‫مقابل دخول (‪ )Revenus‬حيصلون عليها‪ ،‬ويتم حتديدها على أساس ساعات العمل‪ .‬وميكن حساب تكلفة العمل جبمع األجور والرواتب‬
‫وخمتلف املكافئات املدفوعة للموارد البشرية العاملة‪.‬‬
‫تكاليف الرأمسال املتحرك (الدوار)‪ :‬هو الرأمسال الذي يستهلك يف دورة انتاج واحدة (الكهرابء‪ ،‬البنزين‪ .)...‬ال يواجه املدير أو‬
‫املالك للمؤسسة التعليمية صعوبة حلساب تكلفة الرأمسال املتحرك (‪ .)Capital circulant‬جمموع ما أنفق على الرأمسال املتحرك يدخل‬
‫يف تكلفة الرأمسال الكلي‪.‬‬
‫تكاليف الرأمسال الثابت‪ :‬هي التكاليف املرتبطة ابحلجرات الدراسية‪ ،‬واملرافق الثقافية والرايضية‪ ،‬واملرافق الصحية‪ ،‬والتجهيزات‬
‫الرايضية‪ ،‬والبناايت املخصصة للعمل اإلداري‪ ،‬واملكاتب‪ ،‬ووسائل النقل‪ ،‬والتجهيزات التقنية اخل‪ .‬هذا النوع من الرأمسال يستعمل يف عدة‬
‫دورات لإلنتاج الرتبوي‪ .‬فيما يتعلق بتكلفة الرأمسال الثابت‪ ،‬يتعني تقييم ما اندثر (‪ )Amortissement‬منه سنواي بفعل االستخدام خالل‬
‫هذه املدة‪.‬‬
‫‪ -----‬التكلفة املباشرة والتكلفة غري املباشرة‬
‫‪ -‬التكلفة املباشرة‪ :‬هي جمموع التكاليف اليت ترتبط مباشرة ابلعملية التعليمية مثال‪ :‬أجور األساتذة‪ ،‬األدوات املدرسية‪ ،‬هتالك‬
‫احلجرات والتجهيزات البيداغوجية‪...‬‬
‫‪ -‬التكلفة غري املباشرة‪ :‬هي جمموع التكاليف املرتبطة ابألنشطة او العمليات امللحقة مثال‪ :‬اخلدمات الثقافية‪ ،‬والطبية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬
‫واملطعم‪ ،‬وااليواء‪...‬‬
‫‪ ----‬التكاليف اخلاصة والتكاليف العامة‬
‫التكاليف اخلاصة‪ :‬هي جمموع التكاليف اليت تتحملها الدولة من اجل انتاج خدمة الرتبية للمواطنني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬التكاليف العامة‪ :‬هي جمموع التكاليف اليت تتحملها االسرة من اجل متكني أبنائها من االستفادة من خدمات الرتبوية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ –20‬العائد على التعليم‬

‫‪ -‬الفرد (االسرة) يقف اما خيارات استثمارية متعدد‪ ،‬فيخصص ميزانية االستثمار للمشروع الذي يعود عليه بعائد مرتفع‪.‬‬
‫‪ -‬خيتار الفرد التعليم الذي يعتربه استثمارا‪ ،‬وخيصص له ميزانية ألنه يعود عليه بعائد مرتفع‪ ،‬فهو يضحي ابالختيارات البديلة‪.‬‬
‫‪ -‬الدولة‪ ،‬عندما ختصص ميزانية للتعليم‪ ،‬فإهنا تضحي ابلعائد على االستثمار البديل ألهتا تتوقع من االستثمار يف التعليم عائد أكرب‪.‬‬
‫العائد االقتصادي = العائد املايل لكل درهم أنفق على التعليم‪.‬‬

‫‪ -----‬العائد الشخصي‬
‫االستمتاع ابلتعلم‪ ،‬ابلتعلم واالكتساب املعريف داخل حجرات الدرس؛‬ ‫العائد اآلين املباشر‬ ‫العائد اآلين للتعليم‬
‫االستمتاع ابخلدمات امللحقة اليت تعود على الطالب ابملنفعة اآلنية‪.‬‬ ‫العائد املوازي‬
‫حيصل املتعلم على تدفقات من املداخيل طول حياة عمله؛‬ ‫املباشر‬ ‫العائد النقدي املستقبلي‬
‫حيصل املتعلم على منافع نقدية نتيجة الفرص اليت يتحها التعليم له (ترقية‪ ،‬تطور مهين‪)....‬‬ ‫غري املباشر‬
‫اإلحساس ابلفخر والتميز والراحة املعنوية‪.‬‬ ‫تقدير الذات‬ ‫العائد املعنوي املستقبلي‬
‫تتاح للمتعلم فرص مهمة‪ ،‬ومكانيات كبرية ينتفع منها يف حياته‪.‬‬ ‫االنتفاع من الفرص‬

‫‪ -----‬العائد االجتماعي‬
‫أتثري مباشر مستوايت تعليم الساكنة النشيطة على الدخل الوطين‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدخل‬ ‫اإلنتاج‬ ‫اإلنتاجية‬ ‫نسبة الرأسمال (المادي ‪ +‬البشري) لكل فرد‬ ‫الرأسمال البشري‬ ‫التعليم‬

‫أتثري غري مباشر ملستوايت تعليم الساكنة النشيطة على الدخل الوطين‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫االستقرار السياسي ؛‬ ‫‪-‬‬
‫املشاركة يف املشروع التنموي؛‬ ‫‪-‬‬
‫الوعي بقضااي التنمية واالخنراط اإلجيايب؛‬ ‫‪-‬‬
‫االنتفاع مبختل الفرص املتاحة والتقدم التكنولوجي خصوصا؛‬ ‫‪-‬‬
‫تشكيل منط استهالكي مالئم؛‬ ‫‪-‬‬
‫تشكيل سلوك االدخار وذهنية املقاولة‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫أتثريات إجيابية على االقتصاد واجملتمع‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬سلوكيات إجيابية تؤدي اىل ختفيض معدل أتكل الرأمسال الثابت؛‬
‫‪ -‬املساهم يف خلق القيمة املضافة يف مقر السكن؛‬
‫‪ -‬اخنفاض اجلرمية وحوادث السري والنزاعات مما يوفر املوارد االقتصادية‪...‬‬
‫‪ -----‬قياس العائد من التعليم‬
‫‪ -‬طريقة حتليل التكلفة – املنفعة (‪)Analyse couts-bénéfices‬‬
‫يستثمر الشخص يف التعليم ابإلنفاق عليه وحتمل تكاليفه‪ .‬يتحمل عندما يستمر يف دراسته نوعني من التكاليف‪ :‬التكاليف املباشرة والتكاليف‬
‫غري املباشرة‪ .‬ما هي تكاليف استكمال الدراسة لفرتة معينة؟ لتوضيح طريقة حسابة فرتة إضافية سنعرض للمثال التبسيطي التايل‪:‬‬
‫‪ -‬حساب التكلفة‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫شخص حاصل على شهادة الباكالوراي (‪ 12‬سنة) يريد احلصول على االجازة (بكالوراي ‪ 4 +‬سنوات)‪ .‬خالل فرتة أربع سنوات سيتحمل تكاليف‬
‫من نوعني‪:‬‬
‫‪ -‬تكاليف مباشرة‪ :‬كراء‪ ،‬تنقل‪ ،‬مالبس‪ ،‬كتب‪ ،‬تسجيل ‪...‬‬
‫‪ -‬تكاليف غري مباشرة‪ :‬تسمى بتكاليف الفرص الضائعة‪ .‬يقصد هبا أنه طيلة فرتة الدراسة حرم الشخص من تدفقات ملداخيل مل حيصل‬
‫عليها بسبب دراسته‪.‬‬
‫حساب التكلفة الضائعة‪ :‬نفرتض أن الشخص حصل سنة ‪ 1990‬حاصل على شهادة البكالوراي (بكالوراي = ‪ 12‬سنة) ويرغب يف استكمال دراسته‬
‫للحصول على شهادة االجازة (بكالوراي ‪ 4 +‬سنني)‪ .‬لو أنه اشتغل يف مقاولة بشهادة الباكالوراي سيحصل خالل األربعة سنني على=‬
‫(األجر الشهري للحاصل على شهادة الباكالوراي) ‪ 4x 12 x‬سنني‪.‬‬
‫ومبا أنه أكمل دراسته فسيحرم من هذا املبلغ‪ .‬يقصد بتكلفة الفرصة الضائعة جمموع هذه القيمة النقدية اليت حرم من امتالكها بسبب‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫نفرتض مثال أن أجره يساوي = ‪ 3000‬درهم‪ .‬تكلفة الفرصة الضائعة = ‪3000‬درهم ‪ 4x ( 12 x‬سنني = ‪ 144.000‬درهم‪.‬‬
‫التكلفة االمجالية = التكلفة املباشرة ‪ +‬تكلفة الفرصة الضائعة‪.‬‬
‫‪ -‬حساب الربح‪:‬‬
‫عندما حيصل الشخص على شهادة (ابك ‪ 4 +‬سنني) سنة ‪ 1994‬سيشتغل يف مقاولة أبجر يساوي ‪ 5500‬درهم شهراي‪ .‬لنفرتض أن‬
‫هذا األجر هو اثبت خالل حياته املهين (‪ 30‬سنة)‪.‬‬
‫امجايل التدفقات = ‪ 30‬سنة (‪ 12 )x‬شهر (‪ 1.980.000 = 5500 )x‬درهم‪.‬‬
‫امجايل التدفقات للموظف احلاصل على ابكالوراي = ‪ 30‬سنة (‪ 12 )x‬شهر (‪ 3000 )x‬درهم = ‪ 1.080.000‬درهم‪.‬‬
‫األرابح = (‪ 144.000( – )1.980.000‬درهم ‪ 756000 = )1.080.000 +‬درهم‬
‫األرابح الصافية الناجتة عن األربع سنني إضافية = ‪ 756000‬درهم‪.‬‬
‫حلساب العائد ميكن قسمة (‪ 756.000‬درهم) على التكاليف (‪ 144.000‬درهم) = ‪5,25‬‬
‫يعين هذا أن كل درهم مت انفاقه يف التعليم جتلب للشخص املعين ‪ 5,25‬درهم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -21‬مفهوم التنمية البشرية‬

‫‪ -----‬البعد البشري يف نظرايت النمو االقتصادي وتطور مفهوم التنمية البشرية‬


‫‪ -‬عقد اخلمسينات من القرن العشرين‪:‬‬
‫البعد البشري‪ :‬النموذج االقتصادي املتمحور حول تكوين رأس املال‪ :‬حتتاج عمليات التنمية أساسا اىل متويل خارجي‪ ،‬ومن‬
‫شأن الرتاكم املستمر للرأس املال أن ينعكس إجيااب على خمتلف الفئات االجتماعية ( بفضل األثر التساقطي)‪ .‬مت النطر اىل العنصر‬
‫البشري كوسيلة للتنمية‪ ،‬ومت اغفال ان هذا العنصر هو هدف التنمية‪ ،‬حبجة ان النمو االقتصادي املتمر كاف حبد ذاته لتوفري‬
‫املكاسب االجتماعية الفراد اجملتمع كافة‪.‬‬
‫مفهوم التنمية البشرية‪ :‬ركز مضمون التنمية البشرية على مسائل الرفاه االجتماعية وبداية االهتمام بتدريب الكوادر الفنية‪.‬‬
‫‪ -‬عقد الستينات‬
‫البعد البشري‪ :‬اجتهت مناذج النمو االقتصادي اىل االستثمار يف البشر من خالل إعطاء أولوية للتعليم والتدريب‪ ،‬وظهر مفهوم "تنمية املوارد‬
‫البشرية" مع اصوله االقتصادية الواضحة‪ .‬املدفعون‪ :‬خرباء االقتصاد‪ :‬كندريك (‪ ،)Kendrick‬شولتز(‪ ،)Schultz‬كازنيتس‬
‫(‪ 90% .)Kuznets‬من النمو كان مرجعه حتسني قدرات االنسان ومهاراته واملعرفة واإلدارة‪....‬‬
‫مفهوم التنمية البشرية‪ :‬اسرتاتيجيات التصنيع املعتمدة يف خطط التنمية دفعت ابجتاه الرتكيز على تعليم وتدريب الكوادر الوطنية الفنية يف‬
‫الدول النامية لتسريع عجلة التصنيع‪ .‬ينتقل بعد ذلك اىل التأكيد على أمهية التعليم والتدريب‪ .‬إذن‪ ،‬يقصد بتنمية املوارد البشرية تدريب الكوادر‬
‫الوطنية املؤهلة ( اجلمعية العامة لألمم املتحدة‪ .).‬االنسان=العنصر املتبقي للتنمية ‪.‬‬
‫‪ -‬عقد السبعينيات‬
‫البعد البشري‪ :‬عاجل الفكر التنموي مسالتني مهمتني‪ :‬األوىل تتعلق بعدالة توزيع الدخل وظاهرة الفقر‪ ،‬والثانية ترتبط أبمهية اتمني "احلاجات‬
‫اإلنسانية الفراد اجملتمع كافة‪ .‬املدافعون‪ :‬منظمة العمل الدولية والبنك الدويل‪ .‬ان امهال جانب التوزيع توقعا الن يلعب األثر التساقطي‬
‫للزايدة يف اإلنتاج والدخل دوره قد حد من بلوغ التنمية املنشودة‪ .‬بدأ يظهر جانب البشر هم هدف التنمية‪ ،‬دون التطرق اىل النواحي‬
‫السياسية والثقافية والروحية‪.‬‬
‫مفهوم التنمية البشرية‪ :‬تركيز تنمية املوارد البشرية على التعليم والتدريب بقي على حاله‪ .‬الرتكيز على ختفيف وطأة الفقر وتوفري احلاجات‬
‫األساسية‪.‬‬
‫‪ -‬عقد الثمانينيات‬
‫البعد البشري‪ :‬تياران‪ :‬صندوق النقد الدويل‪ :‬يركز على النمو االقتصادي أساسا‪ ،‬اذ غنه يف غياب هذا النمو‪ ،‬ال ميكن توزيع سوى الفقر‬
‫حبسب اعتقاده‪ ،‬وابلتايل فانه يرجيء االهتمامات البشرية كافة اىل مرحلة الحقة‪ .‬برانمج األمم املتحدة اإلمنائي‪ :‬حياول جاهدا ان يضع‬
‫البشر أوال يف صلب العملية التنموية‪ . .‬الغلبة يف الواقع امللموس ما زالت جلهة صندوق النقد الدويل كونه ميتلك أساسا قروض التنمية املقدمة‬
‫اىل الدول النامية‪ . 2 .‬ان الفكر املطبق يف الواقع هو مزيج مركب من اكثر من مصدر حبيث يدور الكالم اليوم عن تكيف هيكلي بوجه‬
‫انساين‪ .3 .‬ان العمل الفكري الرايد ي الذي يقوم به حاليا برانمج األمم املتحدة اإلمنائي ما زال حباجة اىل تدعيم ومساندة خصوصا جلهة‬
‫امساع صوت العامل الثالث‪.‬‬
‫مفهوم التنمية البشرية‪ :‬توسع مفهوم التنمية البشرية ليشمل مسائل التغذية واإلسكان والتقانة (التكنولوجيا)‪ ،‬وأصبح يهتم بدور املرأة وحتسني‬
‫إدارة القطاع العام والتخطيط الكفؤ للموارد البشرية واالهتمام بتوفري احلاجات اإلنسانية للبشر‪ .‬وضع اجلزء "تنمية املوارد البشرية" يف الكل‬
‫"التنمية البشرية"‪..." :‬أن تنمية املوارد البشرية ترتبط بعملية تنموية تركز على البشر وتسعى لتعزيز كافة الطاقات والقدرات البشرية‪ .‬إن هذه‬
‫املقاربة تركز على البعد البشري وتؤكد على أن البشر هم يف املرتبة األوىل" (تقرير اجلمعية العامة لألمم املتحدة ‪.)1988‬‬
‫‪ -‬التسعينيات‪:‬‬
‫مفهوم تشكيل القدرات البشرية الستخدامها يف العملية اإلنتاجية؛‬
‫االنسان هو صانع التنمية وهو هدفها؛‬

‫‪38‬‬
‫‪ -----‬برانمج األمم املتحد اإلمنائي ومفهوم التنمية البشرية‬

‫‪ -‬التنمية البشرية (تقرير ‪)2008-2007‬‬


‫" تتعلق التنمية البشرية ابلناس‪ ،‬كما تتعلق بتوسيع مدى اخليارات احلقيقية أمام الناس وتوفر احلرايت امللموسة (القدرات) اليت متكن الناس من‬
‫ممارسة حياة يشعرون حنوها ابلتقدير‪ .‬لكن اخليار واحلرية يف التنمية البشرية يعنيان أكثر من جمرد غياب القيود ‪ ،‬فأولئك الذين تتأثر حياهتم‬
‫ابلفقر أو املرض أو األمية ليسوا أحر ًارا أبي معىن مقبول يف ممارسة حياة يشعرون حياهلا ابلتقدير‪ ،‬كذلك األمر ابلنسبة ألولئك احملرومون من‬
‫حياهتم‪(.".....‬ص‪.)21 .‬‬ ‫احلقوق املدنية والسياسية اليت حيتاجوهنا من أجل التأثري على القرارات اليت تؤثر يف‬

‫‪39‬‬
‫‪ -----‬دليل التنمية البشرية‬

‫مؤشر التنمية البشرية هو مؤشر ابتكرته هيئة األمم املتحدة يشري إىل مستوى رفاهية الشعوب يف العامل ‪.‬وتصدر له تقريرا سنواي‬
‫منذ عام ‪1990‬وما يقوم برانمج التطوير لألمم املتحدة )‪ (UNDP‬بغرض تنمية الدول وحتسني أوضاع املواطنني يف الدول‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫مؤشرا مركبًا‪ :‬مؤشر التنمية البشرية‪ .‬مكوانت املؤشر‪:‬‬
‫يف عام ‪ ،1990‬أنشأ برانمج األمم املتحدة اإلمنائي ً‬
‫إمكانية عيش حياة طويلة وصحية؛‬ ‫‪-‬‬
‫وإمكانية التعلم؛‬ ‫‪-‬‬
‫إمكانية الوصول إىل املوارد اليت تسمح حبياة كرمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يشمل دليل التنمية البشرية ثالثة مؤشرات‪ ،‬كل واحد منها ميثل بعدا من أبعاد التنمية البشرية‪ :‬الصحة والتعليم ومستوى املعيشة‪.‬‬
‫تكون قيمة دليل التنمية البشرية بني ‪ 0‬و ‪ : 1‬حنو ‪ 1‬وضعية التنمية البشرية جيدة‪ ،‬وحنو ‪ 0‬العكس‪.‬‬
‫• متوسط العمر املتوقع عند الوالدة‪ :‬يقيس جودة الصحة؛‬
‫• معدل اإلملام ابلقراءة والكتابة للبالغني (‪ )3/2‬ومعدل االلتحاق ابملدارس (‪ :)3/1‬يقيس مستوى التعليم؛‬
‫• الناتج القومي االمجايل \ السكان‪ :‬يقيس القوة الشرائية (تعادل القوة الشرائية) يعين املستوى املعيشي‪.‬‬
‫مؤشر التنمية البشرية يف عام ‪: 2005‬‬
‫‪ -‬مؤشر التنمية البشرية للبلدان ذات التنمية البشرية املرتفعة أعلى من ‪ 0.800‬؛‬
‫‪ -‬يرتاوح مؤشر التنمية البشرية للبلدان املتوسطة التنمية البشرية بني ‪ 0.500‬و ‪ 0.799‬؛‬
‫‪ -‬دليل التنمية البشرية للبلدان ذات التنمية البشرية املنخفضة هو أقل من ‪ 0.500‬؛‬
‫تعرض دليل التنمية البشرية النتقادات معينة‪:‬‬
‫‪ -‬ال يوضح ما إذا كان مستوى التنمية احملقق انجتًا عن املساعدات اخلارجية أو التقدم احلقيقي للبلد؛‬
‫‪ -‬يتميز بكونه ميتلك صبغة اثبتة‪ ،‬يف حني أن ما يفرتض أن يقيسه (التنمية)‪ ،‬هو ظاهرة ديناميكية‪.‬‬
‫‪ -‬ال يشري دليل التنمية البشرية إىل مستوى التفاواتت الداخلية يف البلد؛‬

‫‪40‬‬
‫‪ -23‬اهداف التنمية املستدامة‬

‫اعتمدت األمم املتحدة عام ‪ 2015‬أهداف التنمية املستدامة (األهداف العاملية) وهي دعوة عاملية للعمل من أجل القضاء على الفقر‬
‫ومحاية الكوكب وضمان أن يعيش مجيع الناس يف السالم واالزدهار حبلول عام ‪.2030‬‬
‫‪ -1‬القضاء على الفقر‬
‫‪ -2‬القضاء التام على اجلوع‬
‫‪ -3‬الصحة اجليدة والرفاه‬
‫‪ -4‬التعليم اجليد‬
‫‪ -5‬املساواة بني اجلنسني‬
‫‪ -6‬املياه النظيفة والنظافة الصحية‬
‫‪ -7‬طاقة نظيفة وابسعار معقولة‬
‫‪ -8‬العمل الالءق ومنو االقتصاد‬
‫‪ -9‬الصناعة واالبتكار واهلياكل األساسية‬
‫‪ -10‬احلد من أوجه عدم املساواة‬
‫‪ -11‬مدن وجمتمعات حملية مستدامة‬
‫‪ -12‬اإلنتاج واالستهالك املستدام‬
‫‪ -13‬العمل املناخي‬
‫احلياة حتت املاء‬ ‫‪-14‬‬
‫احلياة يف الرب‬ ‫‪-15‬‬
‫السالم والعدل واملؤسسات القوية‬ ‫‪-16‬‬
‫الشركات من اجل األهداف‪.‬‬ ‫‪-17‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -24‬األهداف اإلمنائية االلفية‬

‫األهداف اإلمنائية لأللفية هي مثانية أهداف وضعتها الدول األعضاء يف منظمة األمم املتحدة‪ ،‬وعددها ‪ 192‬دولة‪ ،‬وما ال يقل‬
‫عن ‪ 23‬منظمة دولية‪ ،‬بغرض حتقيقها حبلول سنة ‪ .2015‬تنطلق هذه املرامي من إعالن األمم املتحدة لأللفية الذي مت توقيعه‬
‫يف سبتمرب ‪ 2000‬والذي يلزم الدول األعضاء يف منظمة األمم املتحدة مبكافحة الفقر واجلوع واألمراض واألمية والتمييز ضد‬
‫املرأة‪ .‬توجد أهداف ومؤشرات لقياس التقدم حنو حتقيق هذه املرامي‬
‫ألهداف‬
‫اهلدف األول ‪:‬القضاء على الفقر املدقع واجلوع‬
‫اهلدف الثاين ‪:‬حتقيق تعميم التعليم االبتدائي‬
‫اهلدف الثالث ‪:‬تعزيز املساواة بني اجلنسني ومتكني املرأة‬
‫اهلدف الرابع ‪:‬تقليل وفيات األطفال‬
‫اهلدف السادس ‪:‬مكافحة األيدز واملالراي واألمراض األخرى‬
‫اهلدف السابع ‪:‬كفالة االستدامة البيئية‬
‫اهلدف الثامن ‪:‬إقامة شراكة عاملية من أجل التنمية‬

‫‪42‬‬

You might also like