You are on page 1of 207

‫دراسات يف املايلة العامة‬

‫والسياسة املايلة‬
‫مؤسسة دار الصادق الثقافية ( طبع‪ -‬نشر‪ -‬توزيع)‬
‫دراسات يف املالية العامة‬
‫اسم الكتاب‪:‬‬
‫والسياسة املالية‬
‫الدكتور كريم عبيس العزاوي‬ ‫اسم المؤلف‪:‬‬
‫رقم اإليداع في دار الكتب والوثائق في بغداد‪ 207 :‬لسنة ‪2022‬م‬
‫‪I.S.B.N.978-9922-669-01-4‬‬ ‫ردمك‪:‬‬
‫األولى ‪2022 /‬م‬ ‫الطبعة‪:‬‬
‫‪24 ×17‬‬ ‫القطع الطباعي‬
‫‪207‬‬ ‫عدد الصفحات‪:‬‬
‫التنضيد واإلخراج الفني واإللكتروني‪ :‬محمد العذاري‬

‫مجيع احلقوق حمفوظة للناشر‬

‫تحذير‬
‫ال يسمممممع بةعادد ر ممممدار هذا الكتاب ءو ءي جو مني ءو ت وطني في نطاق اسممممتعادد‬
‫المعلومات ءو نقلي بأي شكل من االشكال دون رذن خطي من الناشر‪.‬‬
‫‪All Rights Reserved. No part of this book may be reproduced.‬‬
‫‪Stored in a retrieval system or transmitted in any form or by any‬‬
‫‪means without prior written permission of the publisher.‬‬

‫العراق – بابل – الحلة ‪ -‬شارع ابو القاسم ‪ -‬مقابل جامع ابن النما‬
‫هاتف ‪009647801233129 :‬‬
‫‪E-mail:alssadiq@yahoo.com‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫َ ُ ْ ُ َ َ ُْ ا‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ ُ ُ َ ْ َ َ ُ ْ ََْ ُ ْ ْ‬
‫﴿وال تأكلوا أموالكم بينكم بِاْلاط ِِل وتدلوا بِها إَِل اْلَّك ِم‬
‫ْ ْ ََ ْ ُ ْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ُ َ ً ْ َ ْ‬
‫اْلث ِم وأنتم تعلمون‪﴾.‬‬ ‫اس ب ِ ِ‬
‫ال انل ِ‬
‫ِِلأكلوا ف ِريقا مِن أمو ِ‬
‫اآلية ‪ 188‬من سورة البقرة‪.‬‬

‫أن روح الشعب ومستوى ثقافته وبنيته االجتماعية‪ ,‬لك ذلك واكرث‬
‫مكتوب يف تأرخييه املايل‪.‬‬
‫جوزيف شامبيتر‬

‫لك مدفع يصنع‪ ,‬ولك بارجه تزنل اَل املاء‪ ,‬ولك صاروخ يطلق يعين‬
‫يف انلهاية رسقة ممن يعانون اجلوع ولم يطعموا‪.‬‬
‫الرئيس االمريكي االسبق‬
‫أيزنهاور‬
‫اْلهداء‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ى َ ْ َ‬
‫َل من علموين حروفا من نور فكنت لهم مدينا‬ ‫إ‬
‫ُ ُ َُ ُ َ ً‬ ‫ى َ ْ َ ُُُ ْ ْ َ‬
‫عاريف فكنت لهم معينا‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫إَل من علمتهم ِمن ِسف ِر‬
‫ُ‬ ‫ى َ َ‬
‫إَل أسات ِذيت وطلب‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ليل ال ِعلم ِ‬
‫أهدي ما أوتيت ِمن ق ِ‬
‫املؤلف‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫املحتوى‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪13‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪15‬‬ ‫التمهيد‪ :‬المالية العامة‬
‫الدراسة األولى‪ :‬اصالح النظام الضريبي كمدخل للشروع في عملية‬
‫‪23‬‬
‫الخصخصة‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫الخصخصة‬
‫‪23‬‬ ‫أوالً‪ /‬معنى الخصخصة‬
‫‪25‬‬ ‫ثانياً‪ /‬أهداف ومبررات الخصخصة‬
‫‪27‬‬ ‫ثالثاً‪ /‬أساليب وطرائق الخصخصة‬
‫‪29‬‬ ‫ماهية النظام واالصالح الضريبيين‬
‫‪29‬‬ ‫أوالً ‪ /‬مفهوم النظام الضريبي‬
‫‪30‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬ماهية االصالح الضريبي‬
‫‪39‬‬ ‫العالقة بين الخصخصة واصالح النظام الضريبي‬
‫‪40‬‬ ‫طبيعة العالقة بين الخصخصة واصالح النظام الضريبي في العراق‬
‫‪40‬‬ ‫اوال ‪ /‬مبررات واهداف الخصخصة في العراق‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫ثانيا‪ /‬واقع الخصخصة في العراق‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫ثالثا‪ /‬واقع النظام الضريبي في العراق ‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫ربعا ‪ /‬مدى مالئمة النظام الضريبي الحالي مع عملية الخصخصة‬
‫‪65‬‬ ‫مصادر الدراسة األولى‬
‫‪69‬‬ ‫الدراسة الثانية‪ :‬القطاع الصناعي الخاص والحوافز الضريبية‬

‫‪9‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪70‬‬ ‫الحوافز الضريبية‬


‫‪70‬‬ ‫مفهوم الحوافز الضريبية‬
‫‪71‬‬ ‫أنواع الحوافز الضريبية‬
‫‪73‬‬ ‫أهداف الحوافز الضريبية‬
‫‪74‬‬ ‫آلية عمل الحوافز الضريبية‬
‫‪77‬‬ ‫أثر حركة الحوافز الضريبية (كلفة الحوافز)‬
‫‪78‬‬ ‫واقع القطاع الصناعي الخاص في العراق‬
‫‪78‬‬ ‫تاريخ تشكيل القطاع الصناعي الخاص في العراق‬
‫‪84‬‬ ‫سمات القطاع الصناعي الخاص في العراق‬
‫‪86‬‬ ‫أهمية القطاع الصناعي الخاص في العراق‬
‫‪87‬‬ ‫أهم معوقات القطاع الصناعي الخاص‬
‫‪91‬‬ ‫دور الحوافز الضريبية في نمو القطاع الصناعي الخاص في العراق‬
‫‪100‬‬ ‫أهمية الضرائب والرسوم والحوافز الضريبية في العراق‬
‫‪103‬‬ ‫مصادر الدراسة الثانية‬
‫‪105‬‬ ‫الدراسة الثالثة‪ :‬ضريبة الدخل في الميزان‬
‫‪106‬‬ ‫ما هي ضريبة الدخل‬
‫‪106‬‬ ‫أوالً ‪ /‬الضريبة بشكل عام‬
‫‪110‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬ما هو الدخل المستهدف من ضريبة الدخل‬
‫‪112‬‬ ‫ثالثا ‪ /‬نبذة تاريخية‬
‫‪114‬‬ ‫ضريبة الدخل في العراق‬
‫‪114‬‬ ‫أوالً ‪ /‬قانون ضريبة الدخل في العراق‬
‫‪117‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬واقع ضريبة الدخل في العراق‬

‫‪10‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪121‬‬ ‫خصائص وأسباب انخفاض حصيلة ضريبة الدخل في العراق‬


‫‪121‬‬ ‫أوالً م خصائص ضريبة الدخل في العراق‬
‫‪124‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬أسباب انخفاض حصيلة ضريبة الدخل في العراق‬
‫‪127‬‬ ‫الدراسة الرابعة‪ :‬دخل الفرد بين الكفاية والجباية‬
‫‪128‬‬ ‫ضريبة الدخل‬
‫‪128‬‬ ‫أوالُ ‪ /‬الضريبة‬
‫‪130‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬ضريبة الدخل‬
‫‪132‬‬ ‫ثالثاً ‪ /‬الحصيلة الضريبية‬
‫‪134‬‬ ‫حصيلة ضريبة الدخل في العراق‬
‫‪134‬‬ ‫أوال ‪ /‬ضريبة الدخل في العراق‬
‫‪136‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬بعض مؤشرات حصيلة ضريبة الدخل‬
‫‪140‬‬ ‫قياس العالقة بين حصيلة ضريبة الدخل والناتج المحلي االجمالي‬
‫‪149‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع للدراسة الرابعة‬
‫‪151‬‬ ‫الدراسة الخامسة‪ :‬تفعيل السياسة المالية من أبجديات مكافحة البطالة‬
‫‪152‬‬ ‫السياسة المالية‬
‫‪153‬‬ ‫أوالً ‪ /‬السياسة المالية في الفكر الكالسيكي‬
‫‪155‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬المدرسة الكينزية‬
‫‪157‬‬ ‫ثالثاً ‪ /‬المدرسة النقودية – مدرسة شيكاغو‬
‫‪159‬‬ ‫رابعاً ‪ /‬مدرسة التوقعات الغقالنية‬
‫‪160‬‬ ‫البطالة‬
‫‪160‬‬ ‫أوالً ‪ /‬البطالة في الفكر الكالسيكي‬
‫‪162‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬المدرسة الكينزية‬

‫‪11‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪163‬‬ ‫ثالثاً ‪ /‬المدرسة النقودية‬


‫‪164‬‬ ‫رابعاً ‪ /‬مدرسة التوقعات والبطالة‬
‫‪165‬‬ ‫واقع السياسة المالية في معالجة مشكلة البطالة في العراق‬
‫‪166‬‬ ‫أوالً ‪ /‬واقع الموازنة العامة في العراق‬
‫‪175‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬البطالة في العراق‬
‫‪179‬‬ ‫قياس العالقة بين متغيرات السياسة المالية ومعدالت البطالة‬
‫‪179‬‬ ‫أوالً ‪ /‬اختبار االستقرارية‬
‫‪180‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬توصيات النموذج القياسي‬
‫‪180‬‬ ‫ثالثا ‪ /‬قياس أثر متغيرات السياسة المالية على معدالت البطالة‬
‫‪180‬‬ ‫أوال‪ .‬اختبارال االستقرارية‬
‫‪184‬‬ ‫ثانياً‪ .‬نموذج ‪ARDL‬‬
‫‪188‬‬ ‫مصادر الدراسة الخامسة‬
‫‪191‬‬ ‫الدراسة السادسة‪ :‬ال ضرر وال ضرار في تشريع ضريبة العقار‬
‫‪192‬‬ ‫ضريبة العقار‬
‫‪192‬‬ ‫أوال ‪ /‬الضريبة‬
‫‪193‬‬ ‫ثانياً ‪ /‬أنواع الضريبة‬
‫‪194‬‬ ‫ثالثا ‪ /‬ضريبة العقار في العراق‬
‫‪197‬‬ ‫واقع حصيلة ضريبة العقار في العراق‬
‫‪202‬‬ ‫أسباب تدني حصيلة ضريبة العقار في العراق‬
‫‪207‬‬ ‫قائمة المصادر‬

‫‪12‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫المقدمة‬

‫حمداً هلل أوال واخ ار على نعمه وآالئه وأدعوا هللا ان يوفقني فيما صبوت اليه‬
‫من وضع كتابي هذا (وان ليس لإلنسان اال ما سعى) وبعد‪.‬‬

‫حاولت في هذا الجهد المتواضع أن أجعل من مادة المالية العامة وأدواتها‬


‫ليست حك ار على المتخصصين في هذا العلم بل سعيت ان اضعها بين ايدي كل‬
‫القراء والساعين الى فهم عمل الدولة إلدارة الملف المالي واالقتصادي بشكل عام‬
‫من خالل ربط الجانب النظري االصطالحي مع الجانب العملي اي ربط المقدمات‬
‫باإلنجازات والخروج برؤية تسهل استيعاب معنى ومهام وادوات واهداف علم‬
‫المالية العامة‪.‬‬

‫في الدراسة االولى حاولت شرح وتناول النظام الضريبي بشكل عام والعراقي‬
‫خاصة وبيان اهليته ومواطن إيجابياته وسلبياته في ضوء استحقاقات المرحلة‬
‫المقبلة التي تركز على بناء اقتصاد حديث بما يستجيب لما كتب في الدستور‬
‫العراقي النافذ االمر الذي يتطلب الولوج بعملية الخصخصة ودعم القطاع الخاص‬
‫والنشاط غير الحكومي‪.‬‬

‫وفي الدراسة الثانية دعوت الى ضرورة التركيز على أرادة التنمية والبناء من‬
‫خالل توفير بيئة استثمارية مدعومة من قبل الدولة بتوفير الحوافز الضريبية المالئمة‬
‫التي تشجع البيئة الجاذبة لالستثمار داخليا وخارجيا وألجل ضمان قيام الدولة‬
‫بواجباتها االنفاقيه لتحقيق المشاريع الخدمية من بنى تحتيه في مختلف النواحي‬
‫التعليمية والصحية والعلمية واالجتماعية وخصصت الدراستين الثالثة والرابعة لالهتمام‬
‫بضريبة الدخل وضرورة الوقوف على اسباب ضعفها من حيث الحصيلة‪ .‬ثم طرح‬
‫الحلول مع ضمان عدم الضغط على المكلف اي دافع الضريبة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وحتى ال نغفل عن ظاهرة البطالة واثارها االجتماعية واالقتصادية واالمنية‬


‫خصصت الدراسة الخامسة البراز دور السياسة المالية في التقليل منها والوصول‬
‫الى نسبة معقولة من البطالة حفاظا على التوازن االقتصادي واالجتماعي العام‬
‫واخي ار في الدراسة السادسة تناولت اهمية ضريبة العقار ودورها في دعم الحصيلة‬
‫الضريبية العامة بما يكفل ضمان تشجيع قطاع البناء والتشييد في العراق‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫التمهيد‬
‫الماليـة العامـــــة‬

‫ما هو مفهوم المالية العامة؟‬


‫يضم التعريف العام للمالية العامة نوعين من المفاهيم وهما‪:‬‬
‫المفهوم التقليدي‪ :‬ويذهب على انها نوع من انواع العلوم المختصة بدراسة‬
‫االمور المالية الى اختصاصها في تحليل ما تحتاج اليه الدولة وما هي االلية‬
‫الواجب اتباعها من اجل توفير هذه االحتياجات‪.‬‬
‫المفهوم الحديث‪ :‬ويتضمن انها دراسات تختص باقتصاد القطاع العام‬
‫وبتفاصيل نشاط الدولة االقتصادي اذ تلجأ الدولة الستخدام بعض الوسائل‬
‫واالمور المالية وتصنيفها االهداف الخاصة بالمجتمع في كافة المجاالت سواء‬
‫اقتصادية ام اجتماعية ام مالية‪.‬‬

‫نشأة المالية العامة‪-:‬‬


‫لم تكن المالية العامة في العصور القديمة تنفصل عن مالية الملك او االمير‬
‫اذا كان الملك يتولى نظام الدولة كما وانه ينفق على عائلته اال ان التطور والحاجه‬
‫تطلب انفصال المالية الخاصة بالملك عن المالية العامة‪.‬‬
‫لقد كان الظهور االول لعلم المالية العامة في الحضارات القديمة كحضارة اليونان‬
‫والفراعنة والرومان والفرس اذ كانت تتميز هذه الحضارات بكثرة الحروب والحاجة‬
‫الدائمة للموارد المالية من اجل تجهيز الجيوش فضال الى الميزانية الخاصة باحتفاالت‬
‫الدولة واستعراضاتها ومما يجدد ذكره بأنه كان للحكم في ذلك الزمن السيطرة التامة‬
‫على االمور المالية الخاصة والعامة فهو ظل هللا في االرض اذ كانت كافه االمور‬
‫‪15‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫المتعلقة بنفقات الدولة وايراداتها بأمر الحاكم مما استدعى ظهور الفرق بين طبقات‬
‫المجتمع ثم انتشر هذا النظام في القاره األمريكية الجديدة التي تركزت في سلطة‬
‫االقطاعيين ونفوذهم وبات للدولة ايرادات من عدة مصادر منها الضرائب واعمال‬
‫السخرة وبما فيها النفقات على الحاكم وتجهيز الجيوش واالنفاق الداخلي للدولة‪.‬‬

‫المالية العامة في النظام الرأسمالي‪:‬‬


‫تطورت المالية العامة في هذا النظام تطو ار ملحوظا ويظهر ذلك جليا من‬
‫خالل المراحل التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬مرحله الدولة الحارسة (االقتصاد الحر)‪ -:‬ساده المفهوم التقليدي للمالية‬
‫العامة في مرحله القرنين الثامن والتاسع عشرووفق هذا المفهوم الكالسيكي‬
‫اصبح ال بد من فصل مالية الدولة عن ماليه الحاكم للسيطرة على حجم‬
‫النفقات منذ تحسن االنتاج وزيادته وبذلك تتجنب الدولة الوقوع في خلل التوازن‬
‫االقتصادي الذي يؤدي الى عجز في الموازنة او زياده في اصدار االموال‬
‫التي تؤثر على مستوى االسعار العام وتقوم هنا المالية العامة بدور محايد‬
‫من اجل المحافظة على التوازن العام اذ ان تدخل المالية العامة من قبل الدولة‬
‫يؤثر سلبا على التوازن االجتماعي مما يتطلب اقتصاء الدولة واقتصار مهامها‬
‫على اداره الشؤون الخارجية والدفاعية واالمن الداخلي والقضاء وترك الشأن‬
‫االقتصادي لألليات المتعارف عليها‪.‬‬
‫‪ .2‬مرحله الدولة المتدخلة‪ -:‬في عام ‪1929‬م وبسبب االزمه االقتصادية عادت‬
‫للدولة سلطتها في التدخل في الشأن االقتصادي‪ .‬عكس ما كان سائدا في‬
‫الفكر الكالسيكي وبات للدولة دور اساسي يتجاوز مرحله الحماية والدفاع‬
‫لتتدخل وتقدم الخدمات وهذا كله مرتبط ارتباطا وثيقا بالسياسة االقتصادية‬
‫واالجتماعية ولم يعد زياده النفقات على االيرادات بالشكل غير المسموح الذي‬
‫ينتج عنه عجز في الموازنة وذلك باعتبار يمكن سد هذا العجز بعدة طرق‬
‫‪16‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اهمها االقتراض الخارجي ومع التطور في الزمن بات هدف هذا االمر متعارف‬
‫عليه ويمكن تجاوزه كما اسلفت عبر التخطيط المالي للدولة والتدبير‬
‫االقتصادي الشامل من اجل تحقيق التوازن المالي واالقتصادي‪.‬‬

‫عناصر المالية العامة‪-:‬‬


‫يبحث علم المالية العامة في اليه توفير الموارد المالية وانفاقها بطريقه متوازنة‬
‫للتخلص من المشاكل عن طريق عدد من العناصر وفيما يأتي توضيح لهذه‬
‫العناصر‪-:‬‬
‫‪ .1‬النفقات العامة‪ -:‬تنفقه الدولة ماليا من اجل تلبيه الحاجات العامة للمجتمع‬
‫والدولة بما في ذلك اإلنتاجية واالنفاق على الطبقات الفقيرة ذات الدخل‬
‫المحدود او تقديم الدعم لبعض القطاعات الخاصة‪.‬‬
‫‪ .2‬االيرادات العامة‪ :‬تعد االيرادات المصدر االساسي للتمويل بهدف تغطيه‬
‫متطلبات النفقات العامة في الدولة اما عن مصدر هذه اإليرادات فهي من‬
‫الدخل القومي ولكن ضمن نسبة محدودة بناء على ما هو مسموح به في‬
‫السياسة المالية ومن مصادر أخرى كالتمويل الخارجي في حال االضطرار‬
‫وعدم كفاية الموارد الداخلية وتفصيال تستحصل الدولة إيراداتها المالية من‬
‫نشاطها االقتصادي ومشروعاتها الخاصة بها والضرائب والرسوم المستوفاة‬
‫من المواطنين لقاء ما يقدم لهم من خدمات فكل ذلك يتم بموافقة السلطة‬
‫التشريعية التي تصدر كل هذه الفعاليات بقوانين خاصة بها‪.‬‬

‫عالقة المالية العامة بالعلوم األخرى‬

‫‪ .1‬علم االقتصاد‪ :‬ظهر هذا العلم من اجل حل إشكالية العالقة بين الموارد‬
‫االقتصادية والموارد البشرية وكذلك الحال للمالية العامة فهي تسير في نفس‬
‫االتجاه اذن هناك عالقة تبادلية بحيث يؤثر كل منها على االخر‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .2‬القانون‪ :‬يرتبط القانون ارتباطا مباش ار بالمالية العامة اذ تقوم الماليه العامه‬
‫على عدد من القوانين التشريعية المتعلقة بجناحي اإليرادات العامة والنفقات‪.‬‬

‫‪ .3‬علم اإلحصاء‪ :‬تقوم المالية العامة بشكل أساسي على علم اإلحصاء وذلك نظ ارً‬
‫لشموله على وسائل وطرق القياس الكمية وفي المالية العامة يستخدم اإلحصاء‬
‫في بعض المتغيرات كالمستوى العام للدخل القومي وتوزيع الدخل العادل والنفقات‬
‫العامة والمستلزمات المالية التي تحتاج إليها الو ازرات الحكومية‪.‬‬

‫‪ .4‬العلوم السياسية واالجتماعية‪ :‬وهذه لها عالقه مباشره في المالية العامة اذ ان‬
‫الضرائب المفروضة على الشعوب تشمل بأثارها النظام السياسي للحكام ومما‬
‫الشك فيه بان النظام السياسي في الدولة يرجع للمالية العامة لحل المشاكل‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية سيما رفع مستوى فئات المجتمع التي‬
‫بحاجه لإلعالة ودعم بعض المؤسسات االجتماعية‪.‬‬

‫السياسية المالية‬
‫يزخر الفكر المالي بتعريفات مختلفة لمفهوم السياسة المالية نسوق بعضها‬
‫على سبيل الحصر‪- :‬‬

‫‪ -‬يعرف البعض السياسة المالية بانها مجموعه السياسات المتعلقة باإليرادات‬


‫العامة والنفقات العامة بقصد تحقيق اهداف محدده‪.‬‬

‫‪ -‬يعرفها البعض االخر بانها سياسه استخدام ادوات ماليه عامه من برامج‬
‫االنفاق وااليرادات العامة لتحريك االقتصاد الكلي مثل الناتج الوطني والعمالة‬
‫و االدخار واالستثمار وذلك من اجل تحقيق االثار المرغوبة و تجنب االثار‬
‫الغير مرغوبه فيها على كل من الدخل والناتج ومستوى العمالة وغيرها من‬
‫المتغيرات االقتصادية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫مما سبق يتضح ان السياسات المالية تمر عبر قنوات ثالثة هي‪:‬‬

‫‪ .1‬االيرادات العامة‪ :‬من عوائد االمالك العامة لالمه والضرائب والرسوم وارباح‬
‫المشاريع العامة وغيرها‪.‬‬

‫‪ .2‬االنفاق العام‪ :‬ويشمل ذلك جميع النفقات العامة للحكومة واجهزتها وهيئاتها‬
‫سوآءا كانت نفقات عاديه ام تنموية‪.‬‬

‫‪ .3‬اداره العجز او الفائض في الميزانية وكيفيه تمويله ومصادر ذلك التمويل‪.‬‬

‫يتمثل المفهوم الرئيسي للسياسة المالية في دور الحكومة في استخدام الضرائب‬


‫واالنفاق الحكومي العام وذلك الن تغيير الضرائب يؤثر في القوه الشرائية لدى االفراد‬
‫والمؤسسات وهذا يؤثر بدوره في مستوى الطلب الكلي في االتجاه الذي ترغبه الحكومة‬
‫وبناء على ذلك يمكن تعريف السياسة المالية بانها ((مجموعه من االساليب والقواعد‬
‫واالجراءات والتدابير التي تتخذها الدولة إلدارة النشاط المالي فيها بأكبر كفاءه ممكنه‬
‫لتحقيق مجموعه من االهداف االقتصادية واالجتماعية والسياسية خالل فتره زمنيه‬
‫محدده)) كما يقصد بها الطريقة الذي تنتهجها الحكومة في تخطيط االنفاق العام‬
‫وتدبير وسائل تمويله كما يظهر في الموازنة العامة للدولة وقد تطور هذا المفهوم‬
‫حسب الدور الذي كانت تلعبه الدولة في النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫كانت السياسة المالية سياسه محايده ولكن بعد ظهور النظرية العامة الكينزيه‬
‫اصبحت السياسه المالية متدخله وتعد السياسه المالية من اهم السياسات‬
‫االقتصادية الكلية التي تعتمد عليها الحكومة في تحقيق اهداف المجتمع ولعل‬
‫اهم االهداف التي يمكن تحقيقها من خالل السياسه المالية تتمثل في‪:‬‬
‫‪ .1‬تحقيق التوظيف المنشود‬
‫‪ .2‬تحقيق معدالت نمو مرتفعة في الدخل‬

‫‪19‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .3‬تحقيق االستقرار في المستوى العام لألسعار‬


‫‪ .4‬تحقيق العدالة في توزيع الدخل‪.‬‬

‫ادوات السياسه المالية‪:‬‬


‫تتمثل في االتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تغيير االنفاق الحكومي‬
‫ب‪ -‬تغيير الضرائب‬
‫ج‪ -‬المزج بين االثنين‬

‫هذا كله يؤثر في مستوى الطلب الكلي بالمجتمع وبالتالي يؤثر في مستوى‬
‫النشاط االقتصادي في االتجاه المرغوب تحقيقه‪.‬‬

‫اتجاهات السياسه المالية‪:‬‬

‫يوجد اتجاهان للسياسة المالية احداهما توسعي واالخر انكماشي‪:‬‬

‫اوال ‪ /‬االتجاه التوسعي‪ :‬ويسمى بالسياسة المالية التوسعية‪ :‬ويظهر هذا االتجاه‬
‫عندما يعاني االقتصاد من حالة الركود حيث يكون هناك انخفاض في التوظيف‬
‫وتراجع في معدل نمو الناتج ويعزى ذلك الى قصور الطلب الكلي ولذا يتطلب‬
‫االمر اتباع سياسه ماليه توسعيه تهدف الى زياده الطلب الكلي وبالتالي زيادة‬
‫مستوى تشغيل الموارد العاطلة وارتفاع مستوى التوظيف بما يترتب عليه زياده في‬
‫مستوى االنتاج والدخل وبالتالية ارتفاع في معدل النمو في الدخل والقضاء على‬
‫البطالة وكل ذلك يتم من خالل‪:‬‬
‫أ‪ -‬زياده االنفاق الحكومي‬
‫ب‪-‬تخفيض الضرائب‬
‫ج‪-‬المزج بين االثنين معا‬

‫‪20‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اي تعمل الحكومة على احداث عجز مقصود بالميزانية ويمول هذا العجز‬
‫من خالل االقتراض من الجمهور او من الجهاز المصرفي او البنك المركزي‬
‫من خالل التوسع في االصدار النقدي فهذا النوع من تمويل العجز اي االخير‬
‫يترتب عليه زياده عرض النقود بالمجتمع ومن ثم قد يؤدي الى زيادة معدل‬
‫التضخم به حسب زياده العرض ويترتب على هذه الوسائل السابقة للسياسة‬
‫المالية التوسعية زياده الطلب الكلي بحيث يتساوى مع العرض الكلي عند‬
‫مستوى التوظيف الكامل‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬االتجاه االنكماشي ويسمى بالسياسة المالية االنكماشية ويظهر هذا‬


‫االتجاه عندما يعاني االقتصاد من ارتفاع في المستوى العام لألسعاراي ارتفاع‬
‫معدل التضخم وما يترتب على ذلك من العديد من االثار السلبية المتمثلة في‬
‫اختالل توزيع الدخل والثروة بين فئات المجتمع و سوء توزيع االستثمارات واختالل‬
‫في معدالت نمو الناتج فيما بين القطاعات المختلفة وعندها من االثار السلبية‬
‫االخرى ويكون ذلك ناتج عن زياده الطلب الكلي‪.‬‬

‫ورغم افتراض ثبات االسعار فيظل هذا التحليل غير انه عندما يكون الطلب‬
‫الكلي اعلى من مستوى الناتج عند مستوى التوظيف الكامل تتجه االسعار الى‬
‫االرتفاع ولذا يتطلب االمر تدخل الحكومة باتباع سياسه ماليه انكماشيه ألزاله‬
‫فائض الطلب الكلي والحد من التضخم في المجتمع وبالتالي تحقيق االستقرار‬
‫في مستوى االسعار‪ .‬ويتم ذلك من خالل‪:‬‬
‫أ‪ -‬تخفيض االنفاق الحكومي‬
‫ب‪ -‬زياده الضرائب‬
‫ج‪ -‬المزج بين االثنين معا‬

‫‪21‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اي تعمل الحكومة على احداث فائض بالميزانية يستخدم في تغطيةعجز‬


‫السنوات السابقة ويترتب على استخدام هذه الوسائل السابقة تخفيض الطلب الكلي‬
‫بحيث يتعادل مع العرض الكلي عند مستوى الدخل المناظر لمستوى التوظف‬
‫الكامل‪.‬‬

‫ويأتي استخدام هذين االتجاهين وصوال لتحقيق اهداف السياسه المالية في‬
‫االستقرار االقتصادي وحسن تخصيص الموارد االقتصادية والعمل على اعاده‬
‫توزيع الدخل الوطني بما يقضي لتحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الدراسة االولى‬
‫اصالح النظام الضريبي‬
‫كمدخل للشروع في عمليه الخصخصة‬

‫للنظام الضريبي وما يتصف به اثر يبدأ منذ التفكير االولي النشاء اي‬
‫مشروع استثماري او الدخول في اي عملية استثمارية سو ٌ‬
‫اء اكان مشروعاً تحت‬
‫التأسيس ام شراء مشروع قائم او الدخول في اي عملية خصخصة او مشاركة‬
‫للقطاع الحكومي فمواصفات هذا النظام او أهدافه او قانونيته اسس هامه يجب‬
‫االلتفات اليها سيما في بلد مثل العراق يتسم بفقدان خارطة طريق إلصالح البنى‬
‫االساسية واعادة االعمار والسير ثاني ًة بطريق التنمية الشاملة ‪ ...‬ويجب ان ال‬
‫يغيب عن بال المخططين والقائمين على شان الضريبة والنظام الضريبي في‬
‫العراق وضع مواصفات لهذا النظام تتناسب مع الحاجة لمشاريع اعادة االعمار‬
‫والخدمات وبما يشجع القطاع الخاص افراداً ومؤسسات الدخول في هكذا مشاريع‬
‫وكذلك يجب االخذ بنظر االعتبار ما موجود في الدول المجاورة من نظم ضريبية‬
‫واعفاءات وسماحات كي نشجع القطاع الخاص على استرداد اموالهم الموجوده‬
‫في الخارج وتوظيفها داخل البالد‪.‬‬

‫الخصخصة‬

‫أوالً ‪ /‬معنى الخصخصة‬


‫ظهرت في االدبيات االقتصادية العديد من االلفاظ للخصخصة مثل‬
‫التخاصية وخوصصة‪ ،‬ولكن اللفظة االنجليزية (‪ )Privatization‬وعند التدقيق‬
‫والتمعن في جذورها نجد انها تتمحور كلها حول معنى واحد ومضمون جوهري‬

‫‪23‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫واحد يدور في فلك (التحول في القطاع العام الى الخاص اال ان مقتضى الظروف‬
‫السياسية واالجتماعية واالقتصادية والبيئية تعطيها اللفظ المحدد)‪.‬‬

‫وللخصخصة بمعناها العام ومنظورها الواسع بعدان اولهما اقتصادي واالخر‬


‫سياسي‪.‬‬
‫فمن المنظور االقتصادي تهدف عملية الخصخصة الى استغالل المصادر‬
‫الطبيعية والبشرية بكفاءة عالية عبر تحرير السوق وتحجيم دور الدولة االقتصادي‬
‫وحصره في المجاالت الضرورية وعبر ادوات محدده لضمان االستقرار‬
‫االقتصادي ‪...‬اما من المنظور السياسي فيعني اختزال دور الدولة وحصره في‬
‫قطاعات اساسية تمس كيان المجتمع ككل بشكل اساسي مثل السياسة الخارجية‬
‫والدفاع والقضاء واالمن الداخلي والخدمات الضرورية‪.‬‬

‫وبإيجاز سريع ومكثف تشير الخصخصة الى مؤديات كثيرة مثل‪-:‬‬


‫‪ .1‬يرى احد الخبراء االقتصاديين (‪ )Jiyad‬في الخصخصة (انها فقد للملكية‬
‫والتحكم من القطاع العام الى القطاع الخاص بما يعني بيع االصول) (‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ .2‬المعنى الشائع (نقل انشطة القطاع العام الى القطاع الخاص)‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .3‬بيع االصول المملوكة للدولة الى القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ .4‬اجماالً الخصخصة تعني تقسيم االدوار بين الدولة وقطاعاتها المختلفة‬
‫االقتصادية مع القطاع الخاص بما يضمن االستقرار والرفاهية واالستغالل‬
‫(‪)4‬‬
‫االمثل للمواد والزمن‪.‬‬
‫‪ .5‬تحويل المشروعات العامة الى مشروعات خاصة سيما في مجال الملكية‬
‫واالدارة وصوالً الى مساعدة الدولة على زيادة كفاءة اقتصادها(‪.)5‬‬
‫‪ .6‬يعرف البنك الدولي الخصخصة بانها (زيادة مشاركة القطاع الخاص في ادارة‬
‫ملكية االنشطة واالصول التي تسيطر عليها الحكومة او تملكها)‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫نستنتج من التعريفات السابقة للخصخصة ان معناها يتمحور حول تنازل‬


‫الدولة من بعض ادوارها لصالح قطاع خاص وطني أو اجنبي للتخفيف عن‬
‫اعباء الدولة واستغالل امثل وكفئ للموارد والقطاعات االقتصاديه عبر اليات‬
‫وسياسات علمية وعملية واضحة المعالم قابله للتطبيق‪.‬‬

‫ثانياً ‪ /‬أهداف ومبررات الخصخصة‪:‬‬


‫من خالل ما تم ذكره من معاني للخصخصة يمكن قراءة اهم االهداف التي‬
‫ترمي اليها هذه العملية وهذه االهداف يمكن عدها في الوقت نفسه المبر ارت‬
‫الرئيسة لهذه العملية وهي تختلف من دولة الخرى تبعاً الختالف نظمها السياسية‬
‫وفلسفتها االقتصادية وتوجهاتها المستقبلية‪.‬‬

‫وباالمكان اجمال االهداف االساسية للخصخصة على النحو االتي‪:‬‬

‫‪ .1‬االداء الكفئ للمشروعات عبر رفع مستوى استخدام الموارد البشرية والمادية‬
‫وزيادة االنتاج واالنتاجية وصوالً لتلبية متطلبات الجمهور كماً ونوعاً‪.‬‬

‫‪ .2‬تخفيف الكثير من االعباء عن كاهل الدولة لجعلها تتفرغ الدوار اساسية اخرى‬
‫يفترض ان تركز عليها عبر ترشيق هيكلها االداري وذلك بانسحابها من اغلب‬
‫االنشطة ذات الطبيعة التجارية واالقتصادية وتركها للقطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ .3‬االرتقاء بالجودة والمواصفات عبر ايجاد مناخ تنافسي بين القطاعات‬


‫اء أكان داخل القطاع الواحد او بين القطاع الخاص‬‫والوحدات االقتصادية سو ٌ‬
‫والقطاع العام في بعض الفعاليات االنتاجية‪.‬‬

‫‪ .4‬بناء على ماجاء اعاله يتوفر مناخ مناسب لزيادة حجم االستثمارات الفردية‬
‫والجماعية مما يوفر رؤوس اموال الزمة لمتطلبات توسع الدولة في انشطة‬
‫ومشاريع جديدة ال يستطيع القطاع الخاص القيام بها بمفرده‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .5‬عملية الخصخصة تعد مقدمة للتوجة نحو اقتصاد السوق والحد من احتكار‬
‫القطاع العام وتشجيع روؤس االموال الوطنية لالستثمار‪.‬‬

‫ومن الجدير باالشارة ان اهداف الخصخصة التقتصر على االهداف‬


‫االقتصادية فحسب بل هنالك اهداف اجتماعية لها بأعتبار ان الهدف االساسي‬
‫لعملية الخصخصة هو الوصول الى الرفاهية العامة عبر تحسين الكفاءة‬
‫االقتصادية في توظيف الموارد وتقليل الهدر بما يفضي الى تخفيف التكلفة‬
‫واالسعار وهذا بدوره يعمل على زيادة معدالت النمو االقتصادي و زيادة الرفاه‬
‫العام هذا من جانب‪ .‬ومن الجانب االخر فان التحول نحو القطاع الخاص قد‬
‫يساهم بشكل او باّخر في اعادة توزيع الدخل القومي اجتماعياً وقطاعياً و جغرافياً‬
‫فضالً عن التقليل من اثاره الضاره على المجتمع عندما يصاحب عملية التحول‬
‫هذه المزيد من البطالة ‪.‬‬
‫جدول (‪)1‬‬
‫أوجه االختالفات بين القطاعين الخاص والعام‬
‫القطاع العام‬ ‫القطاع الخاص‬ ‫الوجه‬ ‫ت‬

‫ال اامصا ا ا ا ا ا ا ال اح ا ا ااة ال اح اك ااوم اي ا ا ااة‬ ‫قط ا اااع ل ا اادي ا ااه حري ا ااة ذاتي ا ااه في‬
‫والبيروقراطيااة االداريااة للاادولااة‬ ‫الحركا ااة وهو با ااذلا ااك اكثر قا اادرة‬
‫تفقا ا ااده الحريا ا ااة الا ا ااذاتيا ا ااة في‬ ‫ع الااى ال ات اع ا ا ااام ا ا اال مااع ال اب اي ائ ا ا ااة‬ ‫مرونة التغيير‬ ‫‪.1‬‬
‫الحرك ااة ب ااالتبعي ااة المب اااشا ا ا ا ا ا ارة‬ ‫االقتص ا ا ا ا ا ا ا ا اااديا ا ااة واالجتما ا اااعيا ا ااة‬
‫للدولة‪.‬‬ ‫المحيطة به‪.‬‬
‫تقااديم خاادمااة نااافعااة للمجتمع‬ ‫تحقيق بقاء المشاروع و اساتم ارريته‬
‫وال يه اادف الى تحقيق الربح‬ ‫ونموه وازدهاااره عن طريق خاادمااة‬
‫بااالاادرجااة االولى (أي تعظيم‬ ‫نااافعااة للمجتمع للحص ا ا ا ا ا ااول على‬
‫الهدف‬ ‫‪.2‬‬
‫المنفعاة االجتمااعياة باالادرجاة‬ ‫ارب ا ا اااح مااالئام ا ا ااة تاحاقااق ه ا ا اادف‬
‫االساس)‪.‬‬ ‫المش ا ا ا ا ا ااروع (أي تعظيم المنفعا ا ااة‬
‫الخاصة بالدرجة االساس)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اللوائح مفروضة ويجب االلتزام‬ ‫اللوائح والقيود الاداخلياة ليسا ا ا ا ا ا اات‬


‫بها ااا حرفي ا اًا ومن الص ا ا ا ا ا اعا ااب‬ ‫مفروضا ا ا ااة من الخارج اال القليل‬
‫اللوائح الحاكمة‬
‫تغييرهاا بس ا ا ا ا ا اارعاه وهاذا مناافي‬ ‫منها‪،‬لذلك يمكن تغييرها بس ا اارعة‬ ‫‪.3‬‬
‫للعمل‬
‫لطبيعاة التعاامال مع مسا ا ا ا ا ا ااائال‬ ‫حسا ا ا ا ااب مقتضا ا ا ا اايات مصا ا ا ا االحة‬
‫اإلنتاج والتسويق‪.‬‬ ‫العمل‪.‬‬
‫يعتما ااد علا ااة معا ااايير الربحيا ااة‬ ‫يعتم ا ا ااد على مع ا ا ااايير الربحي ا ا ااة‬
‫االجتم اااعي ااة ك ااأس ا ا ا ا ا ا اااس عن ااد‬ ‫التجاارياة كاأس ا ا ا ا ا ا اااس عناد تقيمياة‬
‫تقييمه للمش ا ا ااروع االس ا ا ااتثماري‬ ‫للمشا ا ا ااروع االسا ا ا ااتثماري الخاص‬ ‫الربحية*‬ ‫‪.4‬‬
‫الاع ا ا ااام مان حاي ا ا ااث تاك ا ا ااالاياف ا ا ااه‬ ‫من حيث تكاليفه وعوائده‪.‬‬
‫وعوائده‪.‬‬

‫المصدر‪ //‬ستيف هـ ‪.‬م‪ .‬هانكي‪ ،‬تحويل الملكية العامة الى القطاع الخاص‪ ،‬دار الشروق‪،‬‬
‫القاهرة – مصر‪ ،1990 ،‬ص‪.44‬‬

‫* تم أضافته من قبل المؤلف‬

‫ثالثا ‪ /‬أساليب وطرائق الخصخصة‬


‫يوجد العديد من الطرائق واالساليب المستخدمة لتطبيق برامج الخصخصة‬
‫تبعاً الختالف البيئات والعوامل المالئمة ومن اكثر هذه الطرائق انتشا اًر أسلوب‬
‫البيع الجزئي او الكلي‪ ،‬وأسلوب بيع ادارة وحدات القطاع العام الى القطاع الخاص‬
‫واياً كانت الطريقة او األسلوب فان بيع ما نسبته (‪ )% 51‬على االقل من اصول‬
‫(‪)6‬‬
‫المشروعات المملوكة للدولة تعد خصخصة‪....‬‬
‫(‪)7‬‬
‫واجماالً ندرج ادناه اهم اساليب الخصخصة‪-:‬‬

‫‪ .1‬البيع المباشر‪ -:‬ويعد اكثر االساليب المستخدمة وتلعب العروض واختيار‬


‫المشتري الذي يعرض سعر اعلى دو ار كبي ار في ذلك‪ ...‬وهذا االسلوب يتطلب‬
‫نفقات ادارية كبيرة وقد يكون البيع بالمزاد العلني اهم طرائق هذا االسلوب ومن‬
‫صور بيع االصول‪-:‬‬

‫‪27‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫أ‪ .‬خصخصة جزء من الشركة‪.‬‬

‫ب‪ .‬بيع اسهم الشركة بالكامل بعد توقفها عن العمل وتصفيتها‪.‬‬

‫جا‪ .‬بيع الشركة بالكامل وهي مازالت تمارس نشاطها‪.‬‬

‫‪ .2‬بيع اسهم الشركة لمجموعة خاصة من المستثمرين ‪.‬‬

‫‪ .3‬طرح االسهم في اكتتاب عام‪ -:‬حيث تقوم الحكومة ببيع جميع االسهم التي‬
‫تمتلكها الشركة او بيع جزء كبير منها الى الجمهور من خالل طرح هذه‬
‫االسهم في اكتتاب عام‪.‬‬

‫‪ .4‬ضخ استثمارات خاصة جديدة في الشركة اذا كانت تعاني من قصور في‬
‫راسمالها وفي حاجة ماسة للتمويل وكذلك اذا رغبت الحكومة في تغيير توليفة‬
‫الملكية بينها وبين القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ .5‬شراء االدارة او العاملين في الشركة بحيث تتحول الشركات المساهمة الى‬


‫شركات خاصة‪.‬‬

‫‪ .6‬التاجير واالدارة بعقود متفق عليها‪ -:‬حيث يقوم القطاع الخاص باستئجار االصول‬
‫او استخدام التسهيالت المملوكة للدولة لمواصلة االعمال لحسابه الخاص‪.‬‬

‫‪ .7‬نظام القسائم‪ -:‬استخدمت هذه الطريقة كثي اًر في التسعينيات السيما في دول‬
‫اوربا الشرقية وتتلخص في جمع كل الشركات المراد خصخصتها واعطاء‬
‫شهادات ال يمكن الصحابها تحويلها الى اسهم في شركات القطاع العام من‬
‫خالل مزاد علني او استثمار صناديق االستثمار للخصخصة ومن ميزات هذه‬
‫الطريقة السرعة وتحويل عدد كبير من الشركات في ان واحد وتتغلب على‬
‫نقص راس المال المحلي كذلك تتميز بالعدالة لعدم قصورها على عدد معين‬
‫من السمتثمرين بل مفتوحة لكل الجمهور‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ما هية النظام واالصالح الضريبيين‬


‫أوالً ‪ /‬مفهوم النظام الضريبي‬
‫هناك العديد من المفاهيم للنظام الضريبي وهنا نركز على مفهومين أساسيين‬
‫هما‪-:)8(..‬‬

‫‪ .1‬مجموعة القواعد القانونية والفنية التي تمكن من االستقطاع الضريبي في‬


‫مراحله المتتالية من التشريع الى الربط الى التحصيل‪.‬‬

‫‪ .2‬كافة العناصر االيديولوجية واالقتصادية والفنية التي يؤدي دمجها معاً وتفاعلها‬
‫مع بعضها الى كيان ضريبي معين‪.‬‬

‫بالنسبة للمفهوم االول واضح مقصودة ويتركب من جناحين االول ينحصر‬


‫بالقواعد القانونية والفنية والثاني امكانية التعشيق بين هذه القواعد بعملية التحصيل‬
‫الضريبي‪.‬‬

‫اما المفهوم الثاني فهو عبارة عن ترجمة عملية للسياسة الضريبية وبهذا‬
‫يكون الهيكل الضريبي عبارة عن مجموعة محدودة ومختارة من الضرائب بنوعيها‬
‫المباشرة و ‪ /‬او غير المباشرة والتي تتالئم مع طبيعة النظام االقتصادي‬
‫واالجتماعي والسياسي وتشكل في مجموعها هيكال ضريبياً متكامالً يعمل وفق‬
‫القوانين والتشريعات واللوائح النافذة ‪ ..‬ووفقاً لهذا المفهوم يمكن الوصول الى‬
‫المكونات الرئيسة للنظام الضريبي والتي تتمحور باالتي‪-:‬‬

‫‪ .1‬اهداف محددة هي ذاتها اهداف السياسة الضريبية‪.‬‬

‫‪ .2‬التشريع الضريبي المعبر عنه بمجموعة القوانين والتشريعات الضريبية وما‬


‫يصدر بعدها من لوائح تنفيذية ومذكرات تفسيرية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .3‬الهيكل الضريبي المكون من حزمة من االنواع المختلفة والمتكاملة من‬


‫الضرائب‪.‬‬

‫‪ .4‬االدارة الضريبية التي تتولى عملية حصر االوعية الضريبية ومن ثم تحرير‬
‫مقدار الضريبة المفروضة واخي اًر تحصيل وجباية الضرائب‪.‬‬

‫بما ان اهداف النظام الضريبي يعد ترجمة عملية الهداف السياسة الضريبية‬
‫لذا تصبح اهداف النظام الضريبي واضحة ويمكن استنباطها من وظيفة الضريبة‬
‫واسسها ومبادئها والتي يمكن اجمالها باالتي‪-:‬‬

‫‪ .1‬الحصول على جباية ضريبية مالئمة لتمويل بعض النفقات االساسية للدولة‪.‬‬

‫‪ .2‬رفع مستويات الكفاءة االقتصادية من خالل استغالل الموارد االقتصادية‬


‫المتاحة وتسريع معدالت التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ .3‬التخفيف من مشكالت عدم االستقرار االقتصادي واالجتماعي من خالل‬


‫اجراءات عملية ومبادئ ملحه كتطبيق مبدا (وظيفة الضريبة)‪.‬‬

‫‪ .4‬تحقيق العدالة في توزيع الدخل القومي بين افراد المجتمع من خالل اسلوب‬
‫(الضريبة – اعانة)‪.‬‬

‫‪ .5‬توجيه االستثمارات نحو القطاعات الضرورية لالقتصاد من خالل خلق فراغ‬


‫ضريبي لها بشكلية المباشر وغير المباشر‪.‬‬

‫ثانياً ‪ /‬ماهية االصالح الضريبي‬


‫‪ .1‬معنى االصالح الضريبي‪ –:‬تتخذ عملية االصالح الضريبي معان عده منها‪-:‬‬

‫اء من حيث‬ ‫أ‪ .‬انها عملية تعني اضفاء الشفافية على النظام الضريبي القائم سو ُ‬
‫التشريع الضريبي وكذلك الهيكل واالدارة الضريبيين وجعلها اكثر واقعية وتوسيع‬

‫‪30‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫االوعية الضريبية مع استبعاد الفقراء والتخفيف عن كاهلهم بشكل يقلل من‬


‫المصروفات الضريبية ويفعل من النظام الضريبي ويجعله اكثر اتساقا وتناغمًا‬
‫مع االداء الداخلي المطلوب والتطورات الخارجية المتسارعة‪.)9(...‬‬

‫ب‪ .‬كما تعني اعتماد المعايير والنظم العلمية الرصينة واعادة صياغة قوانين‬
‫الضرائب وتنقيتها من الشوائب واالساليب المتخلفة بشكل جديد وبما يتناسب‬
‫مع الواقع والمتطلبات الوطنية واالقتصادية والدولية كمحاربة الفساد االداري‬
‫في االجهزة الضريبية واستخدام االساليب التكنولوجية المتطورة في عمليات‬
‫(‪)10‬‬
‫الجباية والتحصيل وكذلك استخدام الرقم االلكتروني لتعريف المكلف‪...‬‬
‫جا‪ .‬كذلك تعني اعادة تقويم االدارة الضريبية ومعالجة اوجة القصور والخلل‬
‫وغيرها من االختالالت التي تحتاج الى اعادة بناء وتنظيم في جميع مجاالت‬
‫العمل في االدارة الضريبية بما يكفل االرتقاء بمستوى االداء وتحقيق الفاعلية‬
‫(‪)11‬‬
‫والكفاءة والسهولة والمرونة‪..‬‬
‫د‪ .‬واخي اًر يقصد به ادخال تغيرات في النظام الضريبي من اجل القضاء على‬
‫سلبياته كالغموض وكثرة الضرائب مما يصعب مهمة االدارة الجبائية في‬
‫(‪)12‬‬
‫القيام بواجباتها خصوصاً امام التحول نحو اقتصاد السوق‪...‬‬
‫وصفوة الق ااول بأن االصالح بالمعنى العام الشامل يعني مغادرة حالة الخطا‬
‫وصوالً للحالة االفضل التي نعتقد انها مناسبة في ضوء المتغيرات والمؤشرات‬
‫المحددة للوضع العام الي ظاهرة وكل هذا يعتمد مراعاة الواقع ومتطلبات كل‬
‫مرحلة وهذا القول يسري وينطبق على مفهوم ومعنى ‪ -‬االصالح الضريبي ‪-‬‬
‫الذي بات مطلباً ضرورياً وملحاً لكل البلدان‪.‬‬
‫ان عملية االصالح هذه ليست مرحلية أي ارتباطها بمرحلة زمنية معينة بل‬
‫هي عملية ديناميكية ومستمرة مع استمرار عوامل واسباب ومتطلبات جديدة توجب‬
‫هذه العملية طالما كانت سبباً وعامالً مؤث اًر في التطور والتنمية االقتصاديين‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .2‬مبادئ االصالح الضريبي‬

‫هي المعايير والمرتكزات العلمية والعملية التي سوف تبنى عليها عملية‬
‫االصالح الضريبي ‪.‬ومن المعلوم ان هذه العملية ليست باليسيرة بل معقدة‬
‫تستوجب العديد من التحوالت الشاملة بدءاً من االدارة الضريبية والتشريع الضريبي‬
‫وصوالً للوعاء الضريبي ومرو أر بتصميم النظام الضريبي ومدى استجابته لدواعي‬
‫االصالح والتحول سيما في الدول النامية هذا ويمكن تلخيص اهم مبادئ االصالح‬
‫الضريبي بما يلي‪-:)13(..‬‬

‫‪ .1‬اعتماد الواقعية في توسيع نطاق الوعاء الضريبي بتخفيض نسب الضرائب‬


‫الموجودة والحد من المبالغة في درجات التصاعد الضريبي‪.‬‬

‫‪ .2‬يجب ان يكون تصميم النظام الضريبي عادل وفعال وبسيط يحقق االهداف‬
‫المرسومة له أي يلبي معايير العدالة والبساطة‪.‬‬

‫‪ .3‬وجوب شمول كل القطاعات االقتصادية وكل االنشطة االنتاجية بالضريبة‪.‬‬

‫‪ .4‬على السلطة التشريعية في البالد اصدار قانون ينظم الضرائب يتسم بالعدالة‬
‫والشفافية والعمومية في تحديد االفراد الخاضعين للضريبة وعدم ترك هذا االمر‬
‫لالدارة الضريبية‪.‬‬

‫‪ .5‬يجب ان يؤخذ بنظر االعتبار مساواة معدالت الضرائب على الشركات‬


‫بمعدالت الضرائب على راس المال في الخارج مما يشجع االستثمارات‬
‫االجنبية والتعجيل بدخول رؤوس االموال الى البالد‪.‬‬

‫‪ .6‬اعطاء اهمية اكبر للضرائب غير المباشرة وجعلها ذات وزن نسبي كبير بين‬
‫مكونات الهيكل الضريبي وان فرض ضريبة المبيعات العامة ذات الوعاء‬
‫المتسع وضريبة القيمة المضافة يجب ان يكونا عنص اًر مهماً في برنامج‬
‫االصالح الضريبي في الدول النامية حيث ان فرض مثل هذه الضريبة سوف‬

‫‪32‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫يترتب عليه تحصيل موارد كثيرة ويحفز االفراد على االدخار واالستثمار‪ .‬مع‬
‫مراعة الطبقات الفقيرة في المجتمع حيث ان واقع وتاثير الضرائب غير المباشرة‬
‫عليها كبي اًر االمر الذي يجعل من الضريبة غير المباشرة خرقاً الحدى القواعد‬
‫الحاكمة للضريبة وهي العدالة والمساواة‪.‬‬

‫‪ .7‬ان عملية جباية الضرائب وصوالً الى رفع االيراد الضريبي للحكومة يجب ان‬
‫تخضع لضوابط اساسية منها‪ -:‬ماهو الدخل الذي يخضع للضريبة؟ من‬
‫يخضع للضريبة؟ ماهي النسبة الضريبية؟‪.‬‬

‫‪ .8‬إلصالح االدارة الضريبية البد من اعداد كادر ضريبي فعال من خالل رفع‬
‫مستوى ادائه واختيار اعضائه على اساس موضوعي وتفعيل الدور الرقابي‪.‬‬

‫‪ .9‬اصالح القوانين الضريبية من خالل مراجعة القوانين النافذة ونتائج العملية‬


‫التي تمخضت عن تطبيق هذه القوانين واقتراح مشاريع القوانين البديلة ‪.‬‬

‫‪ .3‬االسس العلمية لالصالح الضريبي‬

‫تختلف االسس التي ترتكز عليها عملية االصالح الضريبي من بلد الخر‬
‫تبعاً الختالف ظروفها السياسية واالقتصادية واالجتماعية ومدى نموها وتقدمها‬
‫االقتصاديين وكذلك المستوى الثقافي والعلمي والتطور الحضاري للسكان الن‬
‫الهدف النهائي لهذا االصالح هو االنسان ورفاهيته واستق ارره فالبد اذن من اسس‬
‫علمية واقعية منطقية لعملية االصالح فألكل يجمع على االصالح واليوجد خالف‬
‫اء لجهة كونه احد الركائز واالعمدة الرئيسة لالصالح االقتصادي‬
‫على اهميته سو ُ‬
‫واالجتماعي او لجهة دور واهمية النظام الضريبي في تحقيق االهداف المنشودة‪.‬‬

‫وباالمكان اجمال اهم االسس التي يجب ان تبنى عليها عملية االصالح‬
‫(‪)14‬‬
‫وهي‪-:‬‬ ‫الضريبي‪..‬‬

‫‪33‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .1‬االلية الميسرة‪ -:‬وتتحقق من خالل مغادرة االساليب القديمة والمعقدة في فرض‬


‫تقدير وجباية الضريبة والتي تكلف الدولة نفقات وجهود اضافية وتضعف‬
‫العالقة بين المكلف واالدارة‪.‬‬

‫‪ .2‬الحيادية والكفاءة في تقدير وجباية الضرائب‪.‬‬

‫‪ .3‬العدالة‪ -:‬من اهم اسباب التهرب الضريبي والتمرد علي قوانين الضريبة هو‬
‫انعدام العدالة الضريبية وان التزام العدالة من قبل االدارة يشجع المكلف على‬
‫تنفيذ التزاماته المالية اتجاه االدارة الضريبية ‪.‬‬

‫‪ .4‬الواقعية‪ -:‬أي االخذ بنظر االعتبار عند اصالح الهيكل الضريبي تكييف‬
‫النظام الضريبي مع الواقع االقتصادي والمالي ومستوى الدخول‪.‬‬

‫‪ .5‬قانونيا‪ -:‬يجب العمل بموجب القاعدة المعروفة (الضريبة بال قانون) اي ان‬
‫التفرض اال بقانون وان االيرادات المتحققة من جباية الضرائب يجب ان‬
‫تستخدم لالغراض العامة المشروعة فقط‬

‫‪ .6‬استقرار القوانين الضريبية قدر االمكان من خالل تقليل التعديالت المتكررة‬


‫واال فان البلد يصبح طارداً لالستثمارات غير مستوعب للتحوالت االقتصادية‬
‫واالصالحات وذلك لعدم توفر االستقرار التشريعي‪.‬‬

‫‪ .4‬اهداف االصالح الضريبي‬

‫الشك ان لكل عملية اصالح اهداف قابلة للتحقيق باليات واضحة ومدروسة‬
‫وهذا ماينطبق على االصالح الضريبي الذي يهدف لمجموعة من الغايات العامة‬
‫والتي تتفرع منها اهداف ثانوية ويبقى تحقيق االستقرار االقتصادي واالجتماعي‬
‫والتنمية والرفاهية من ثوابت االهداف المرجوة وعموماً يمكن حصر االهداف‬
‫الرئيسة لالصالح الضريبي بما يلي‪-:‬‬
‫‪34‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫أ‪ .‬مجموعة االهداف االقتصادية وياتي على راسها ضرورة جعل االصالح الضريبي‬
‫البوابة الكبرى لالسراع بعملية التحول واالصالح االقتصاديين وذلك عن طريق‬
‫توفير االرضية المالئمة والمشجعة للخصخصة من خالل تملك وادارة المشاريع‬
‫ال النجاح خطط الدولة في هذا االتجاه‬
‫العامة حسب اللوائح المعمول بها وصو ً‬
‫وكذلك تحفيز العملية االستثمارية واعادة توزيع الخريطة االستثمارية للبلد بتوجيه‬
‫االستثمارات نحو القطاعات واالنشطة النافعة لالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫ب‪ .‬مجموعه االهداف المالية‪ -:‬وتتعلق بتحقيق تدفقات مالية معقولة تتصف‬
‫باالستم اررية الستخدامها في تمويل النفقات العامة والمشاريع ذات الصلة‬
‫بالخطط االقتصادية التنموية بمعنى ادق خلق مصدر مهم ومستقر وذو قيمة‬
‫لاليرادات المالية اضافة للمصادر االخرى‪.‬‬

‫ج ‪ .‬مجموعه االهداف االجتماعية‪ -:‬اي انعكاسات عملية االصالح على الوضع‬


‫االجتماعي بالنسبة للفرد والمجتمع وغالبها تتركز على تحسين مستوى المعيشة‬
‫لالفراد واالهداف االجتماعية يتركز على عاملين اساسيين هما‪-:‬‬

‫األول‪ :‬ايجاد الية فاعله وكفوءة لتوزيع االيرادات وبالتالي الدخول بما يؤدي الى‬
‫العامل الثاني وهو‪:‬‬

‫الثاني‪ :‬تقليل الفارق الكبير بين طبقات المجتمع الغنية والفقيرة االمر الذي يعني‬
‫سيادة العدالة التي تؤدي الى استقرار المجتمع‪.‬‬

‫والى جانب االهداف الرئيسة لالصالح الضريبي‪ ،‬هنالك اهداف اخرى جلها‬
‫يتركز على ضرورة ايجاد اساليب واليات حديثة في تطبيق وجباية الضرائب‬
‫ومغادرة القديم منها باالضافة الى زيادة الوعي الضريبي لدى افراد المجتمع‬
‫وجعلهم يشعرون بضرورة اداء الضريبة كواجب وطني‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .5‬العالقة بين الخصخصة واصالح النظام الضريبي‬

‫عندما يعاني اي كيان اقتصادي الكثير من المشاكل نتيجة االختالالت الهيكلية‬


‫يتسبب تحمل ذلك الكيان الكثير من االعباء منها المالية واالجتماعية وحتى السياسية‬
‫بما ينعكس على المستوى المعاشي والرفاهية الفراد المجتمع مما يوجب ضرورة القيام‬
‫باصالحات اقتصادية من اجل تصحيح المسارات على مختلف الصعد وايجاد الحلول‬
‫المناسبة لما يعانيه المجتمع سيما المشاكل االقتصادية‪.‬‬

‫ان سلوك طريق االصالح يقتضي انتهاج ستراتيجيات جديدة للتنمية‬


‫االقتصادية تتناسب مع حجم المشكالت والتحديات من خالل تطبيق تدابير شاملة‬
‫لتقوية وتعبئة الموارد االنتاجية وتعزيز كفاءة استخدامها باتباع سياسات اقتصادية‬
‫)‪(15‬‬
‫ترتكز على االصالحات الهيكلية في اقتصادها وهي على عدة اوجه منها‪-:‬‬
‫‪ .1‬ترشيد االنفاق‬
‫‪ .2‬تحرير االقتصاد‬
‫‪ .3‬اعتماد اليات السوق‬
‫‪ .4‬تدعيم هيكل الميزانيات الحكومية‬
‫‪ .5‬تحسين القدرة على اجتذاب التمويل الداخلي والخارجي‬
‫‪ .6‬دعم االطر المؤسسية لالستثمار‬
‫‪ .7‬اصالح االدارة االقتصادية والنظم القانونية‬
‫‪ .8‬الخصخصة‬

‫اذن تعتبر الخصخصة من بين السبل المهمة لتعزيز واصالح اي اختالل‬


‫في الكيانات االقتصادية اى ان تطبيق برامج الخصخصة يعتبر الخطوة االولى‬
‫على طريق تحقيق االصالح االقتصادي والتخلص من االختالالت الهيكلية التي‬

‫‪36‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫تصيب مختلف قطاعات اي اقتصاد بمعنى اخر اعطاء فرص اكبر للقطاع‬
‫الخاص في النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫ولما كان من بين االهداف الرئيسية للخصخصة تحسين الكفاءة االقتصادية‬


‫وزيادة االنتاجية وتعزيز النمو االقتصادي عن طريق تعزيز دور القطاع الخاص‬
‫في النمو والنشاط االقتصاديين وفسح المجال امام المبادرة الخاصة والفردية لتشجيع‬
‫االستثمار وتوزيع االدوار بين القطاع العام والخاص لذا وجب البحث عن اهم‬
‫السبل الكفيلة لتنشيط حركة الخصخصة المفضيه الى زيادة االستثمار وجذب‬
‫رؤوس االموال وكما هو معروف فان المستثمر ورجل االعمال يبحث دائما عن‬
‫الفرص المربحة والناجحة في اي مشروع يراد الولوج فيه حيث يبقى هاجسه الرئيس‬
‫هو ضغط الكلف ما امكن الى ذلك سبيالً ومن العناصر الهامه التي تدخل في‬
‫توليف الكلفة كما هو معروف هو مقدار الضريبة او مايعبر عنه بالعبئ الضريبي‬
‫اي مقدار الضريبة التي يتوجب على المستثمر دفعها نتيجة مزاولة اي نشاط‬
‫اقتصادي كونه اصبح وعائاً ضريباً ومن هنا البد من تشجيع حركة االستثمار‬
‫والبناء وصوالً للتنمية بالقيام ببعض االصالحات على مستوى الضريبة والتشريع‬
‫الضريبي واالدارة الضريبية وهو ما يعرف بادبيات االقتصاد (اصالح النظام‬
‫الضريبي) فبدون هذا االصالح تصبح عملية انجاز الخصخصة وتحقيق اهدافها‬
‫امر صعب مما يستوجب وجود نظام ضريبي سليم اي ان االصالح الضريبي‬
‫يشكل العامود الفقري لنجاح برامج الخصخصة فوجود نظام ضريبي عادل وكفوء‬
‫يساعد بشكل مباشر على منع التهرب الضريبي وبالتالي تشجيع المستثمرين على‬
‫الدخول في عملية الخصخصة‪.‬‬

‫ان عملية الخصخصة ليست برنامج اعتباطي خالي من التخطيط والعلمية‬


‫بل يستند الى العديد من المرتكزات االساسية حتى ياتي بالنتائج المرجوة ومن اهم‬
‫هذه المرتكزات‪-:‬‬

‫‪37‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .1‬وجود نظام ضريبي سليم عبر اصالح ضريبي علمي واقعي‪.‬‬

‫‪ .2‬وضع سياسات عامة لجهة تحديد األولويات للحد من امكانية استغالل االسواق‬
‫الناشئة‪.‬‬

‫‪ .3‬ايجاد اليات الرقابة من قبل الدولة للحفاظ على الجودة والنوعية المطلوبتين‪.‬‬

‫‪ .4‬مراعاة البطالة الناتجة خصوصاً في الفترات االنتقالية الى حين توزان السوق‪.‬‬

‫‪ .5‬االهتمام بالبيئة القانونية التي تحكم صاحب العمل بالعامل فاستقرار العامل‬
‫صمام امان لالستقرار االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .6‬عدم تدخل الدولة بشكل مبالغ فيه خاصة بالنسبة للقطاعات المخصخصة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫العالقة بين الخصخصة واصالح النظام الضريبي‬

‫المخطط يوضح بشكل مركز العالقة بين االصالح االقتصادي واهم ركائزه‬
‫والتي منها ترشيد االنفاق وتحرير االقتصاد ‪ ..‬الى الخصخصة وكلها تصب في‬
‫عمله االصالح كما تشير االسهم الصاعدة المنطلقه منها من جهة ومن جهة‬
‫االخرى العالقة بين الخصخصة ومتطلباتها والتي تنطلق منها االسهم النازلة‬
‫باتجاهها ومنها وجود رقابة الجودة وحماية االسواق ‪ ...‬وضرورة وجود نظام‬

‫‪39‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ضريبي سليم مالئم ومشجع لعملة الخصخصة المنشودة والتي تعتبر من اهم‬
‫خطوات االصالح االقتصادي‪.‬‬

‫وبرغم تمتع االقتصاد العراقي بوفرة موارده الطبيعية والبشرية اال انه يتميز‬
‫بعدم تنوع ايراداته مما يجعله اكثر عرضه للصدمات الخارجية كما حدث ابان‬
‫الحرب العراقية االيرانية وحرب الكويت والحصار االقتصادي‪.‬‬

‫طبيعة العالقة بين الخصخصة واصالح النظام الضريبي في العراق‬


‫سيتم التطرق في الى موضوع الخصخصة في العراق من حيث اهدافها‬
‫وواقعها فضال عن بيان مالح عالقتها بالنظام الضريبي وضرورات اصالحه‬
‫خدمة لها‬

‫اوال ‪ /‬مبررات واهداف الخصخصة في العراق‪.‬‬


‫عانى االقتصاد العراقي ومازال من العديد من المشكالت والتحديات خالل‬
‫العقود االربعة الماضية البعض منها تركة نظام شمولي وتوجهاته الهوجاء في‬
‫السياسة واالقتصاد والتي دامت اكثر من ثالث عقود من الزمن وما رافقها من‬
‫حروب ووويالت ودمار للبنى التحتيه وقطاعاته االنتاجية الرئيسية فضال عن‬
‫االختالالت االقتصادية وازاء هذا الواقع المرير وبغية ضمان االستم اررية لحركة‬
‫االقتصاد وتحفيزه اعتمد العراق نهج االصالح االقتصادي منذ عام ‪ 1987‬ومن‬
‫ابرز مظاهره عملية الخصخصة كجزء من الحل لذا اصبحت الخصخصة ضرورة‬
‫حتمية لالقتصاد ولها العديد من المبررات التي يمكن اجمالها باالتي ‪-:‬‬

‫‪ .1‬ضعف كفاءة القطاع العام العراقي ومؤشرات ذلك كثيره كوجود البطالة المقنعة‬
‫وانتاجية متدنية مع فرض تسعيرة مركزية لمنتجاته فضال عن الدعم الحكومي‬

‫‪40‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫المستمر للمشروعات العامة التابعة لها والتي تعمل بخسارة في الغالب منها‬
‫وبالتي انخفاض العائد على رؤوس االموال المستثمرة في منشات هذه القطاع‪.‬‬

‫‪ .2‬التدمير الذي حصل في معظم البنى التحتية واالرتكازية لالقتصاد العراقي‬


‫نتيجة لعدم االستقرار السياسي واالقتصادي والحروب المستمره خاصة في‬
‫الفترة بعد الحرب العراقية – االيرانية صعودا سيما المؤسسات المالية‬
‫والمصرفية والصحية والتعليمية والمواصالت واالتصاالت حيث تم تدمير‬
‫(‪)28‬‬
‫(‪ )158‬منشاة حكومية ‪.‬‬

‫‪ .3‬تذبذب بعض المؤثرات الخاصة باالقتصاد العراقي والتي تتطلب العديد من‬
‫االجراءات لتشجيع القطاع الخاص للولوج وبقوه في ميدان االصالح‬
‫االقتصادي كمخرج لحل بعض المشكالت االقتصادية المتفاقمة مع االخذ‬
‫بنظر االعتبار خصوصية المجتمع العراقي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومن‬
‫هذه المؤشرات‪-:‬‬

‫أ‪ .‬تعرض االمن الغذائي الخفاقات كبيرة نتيجة شح االنتاج سيما بعد فرض‬
‫(‪)29‬‬
‫من استيرادات العراق هي من‬ ‫الحصار االقتصادي فاضحى (‪)% 70‬‬
‫المواد الغذائية اخذين علما ان البطاقة التموينية افتقدت الكثير من عناصرها‬
‫الغذائية الضرورية‬

‫ب‪ .‬انخفاض القيمة الشرائية للعملة الوطنية حتى اصبح الدوالر االمريكي‬
‫يساوي ثالثة االف دينار ع ارقي وهذا ناجم من الهبوط الكبير في سعر‬
‫صرف الدينار العراقي نتيجة عدم اتباع سياسات مالية ونقدية سليمة‪.‬‬

‫ج‪ .‬تدهور مستوى دخل الفرد العراقي ليصبح مقاربا لمتوسط دخل الفرد في افقر‬
‫بلدان العالم نتيجة انخفاض قيمة الناتج المحلي االجمالي من (‪ )60‬مليار دوالر‬
‫(‪)30‬‬
‫قبل عام ‪ 1990‬لتصل الى (‪ )25.5‬مليار دوالر عام ‪ 2002‬م ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫د‪ .‬الزيادة الكبيرة في االنفاق الحكومي لم يصاحبها زيادة موازيه في االنتاج‬


‫المحلي او الصادرات مما انعكس سلبا على مؤشرات التضخم حيث ازدادت‬
‫معدالته بشكل متصاعد بلغت (‪ )% 36.9‬عام ‪1988‬م و(‪ )% 95‬عام‬
‫‪. )31( 1998‬‬

‫‪ .4‬اما على المستوى الخارجي فان المديونيه الضخمة ومحدودية مصادر العراق‬
‫من العملة االجنبية بسبب اعتماده بشكل رئيسي على واردات النفط صارت‬
‫من مبررات االذعان لشروط المؤسستين العالمتيين (البنك وصندوق النقد‬
‫الدوليين) نتيجة تعامل العراق بعد العام ‪ 2003‬معهما ومن هذه الشروط‬
‫اعطاء دور كبير للقطاع الخاص في عملية ادارة االقتصاد الوطني وقيادة‬
‫وامتالك المؤسسات االنتاجية الجديدة والقائمة ‪.‬‬

‫وبعد ان تعرفنا على اهم مبررات الخصخصة في العراق صار لزاما معرفة‬
‫اهم االهداف التي تسعى الى تحقيقها هذه العملية وهي‪-:‬‬

‫أ‪ .‬تصحيح التوجه االقتصادي باعطاء القطاع الخاص اهمية اكبر اعتمادا على‬
‫امكانياته المادية والبشرية‬

‫ب‪ .‬حماية المال العام من الهدر نتيجة تراكم الخسائر في مؤسسات القطاع العام‬
‫وتخفيف االعباء المالية على الموازنة العامة لدولة‪.‬‬

‫ت‪ .‬رفع كفاءة االداء االقتصادي واالداري‪.‬‬

‫ث‪ .‬توسيع قاعدة المكية بفسح المجال امام المبادرة الخاصة والفردية لتشجيع‬
‫االستثمار وتوزيع االدوار بين القطاعين الخاص والعام ‪.‬‬

‫ج‪ .‬زيادة الربحية تعد المؤشر الحقيقي لنجاح المنشأة االقتصادية وبالتالي زيادة‬
‫حجم رؤوس االموال المستثمرة ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ح‪ .‬رفع مستوى االنتاج واالنتاجية في االطار سد حاجات المجتمع من السلع‬


‫والخدمات ‪.‬‬

‫خ‪ .‬جذب االستثمارات االجنبية للمساهمة في عملية التنمية واعادة االعمار من‬
‫خالل فسح المجال لها بالعمل في القطاعات التي سوف تنسحب منها الدولة‬
‫سيما مشاريع البنى التحتية وقطاع انتاج السلع الستراتيجية مما يدفع القطاع‬
‫الخاص الوطني للمنافسة مع الشركات االجنبية وبالتالي العمل على تطوير‬
‫هذا القطاع واشراكه في عملية التنمية والتطوير ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬واقع الخصخصة في العراق‪.‬‬


‫الخصخصة الجارية في العراق بشكلها الحالي ال تتناسب مع التوجه الوطني‬
‫العام المنشود والمنصوص عليه في الدستور الذي يؤكد على ضرورة التحول نحو‬
‫اقتصاد السوق على طريق االصالحات الكبرى اي ان هذه التحوالت نحو‬
‫االصالح التأتي من مبادرات فردية ذاتية واليات خارجية انما من قرار عام وطني‬
‫حكومي وشعبي وهذه التوجه الزال ضعيف تعوزه العديد من الخطوات التي تجعله‬
‫حقيقية وقادر على مسايرة عمليات الخصخصة والتنمية ‪.‬‬

‫من المعروف ان االقتصاد العراقي في الحقبة الملكية وصوال لثورة ‪ 14‬تموز‬


‫‪ 1958‬كان يسوده اقتصادا ح ار يتحكم فيه السوق وبعض من قوى الدولة ومعظم‬
‫ومؤسسات ووحداته االنتاجية يمتلكها افراد هم غالبا من الطبقة الحاكمة‬
‫والبرجوازيه الوطنية اما بقية الفعاليات االقتصادية فتديرها وتمتلكها الدولة لعدم‬
‫مقدرة القطاع الخاص االستثمار فيها لعظم وكبر رأسمالها‪ ،‬واستمر هذا الحال‬
‫حتى قيام ثورة ‪ 14‬تموز ‪ 1958‬حيث تم تأميم عدد من الصناعات الكبيرة‬
‫والمؤسسات الخدمية ذات التأثير الكبير في حياة المجتمع‪ ،‬بعد ذلك جاء الى‬

‫‪43‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الحكم (االخوين عارف) متخذين نهج التأميم ايضا وعرف عن هذه الحقبة اتخاذ‬
‫الق اررات الكبرى والتي تم بموجبها تأميم جميع صناعات القطاع الخاص التي زاد‬
‫رأسمالها على (‪ 70‬الف دينار) واصدرت الحكومه حينذاك مجموعة قوانين اطلق‬
‫عليها اسم (القوانين االشتراكية) ثم بموجبها رسم حدود فاصله بين القطاعين العام‬
‫والخاص‪.‬‬

‫ولكي نكون في صورة الخصخصة وواقعها على االقل في الوقت القريب‬


‫يجب التميز بين فترتين اساسيتين من تاريخ االقتصاد العراقي الحديث هما ‪-:‬‬

‫‪ .1‬الفترة بين العامين ‪ – 1987‬لغاية نيسان ‪2003‬‬

‫‪ .2‬الفترة من عام ‪ 2003‬لغاية الوقت الحالي ‪.‬‬

‫بالنسبة للفترة االولى اتسمت بتراكم اعباء ومخلفات الحرب العراقية –‬


‫االيرانية سيما اقتصاديا حيث ادت الى عسكرة االقتصاد وازمة حقيقية نجم عنها‬
‫انخفاض ايرادات النفط من (‪ 26926‬مليون) دوالر عام ‪ 1980‬الى (‪10039‬‬
‫مليون) دوالر عام ‪ 1981‬مما اثر بشكل كبير على وضع التنمية الن الحرب‬
‫زادت من االعباء المالية الدولة لقيامها بتسديد القروض التي بلغت (‪ )20‬مليار‬
‫دوالر فضال عن توجه الموارد البشرية للمجهود الحربي(‪ ،)16‬وتترتب على ذلك ما‬
‫يلي‪-:‬‬

‫أ‪ .‬تأثر نمو انتاج المحلى االجمالي حيث انخفض الى (‪ )% 5.4‬في الثمانيات‬
‫وهو معدل يقل بكثير عما هو عليه الحال في عقد السبعينات حيث بلغ آنذاك‬
‫(‪ )% 11.7‬نتيجة التوجه الى اقتصاد الحرب والمجهود الحربي(‪.)17‬‬

‫ب‪ .‬نقص في عرض السلع والخدمات وانخفاض االنتاجية مما قلل من كفاءة‬
‫االداء وفي المقابل استمرت الدولة في االنفاق على المنشآت االقتصادية‬

‫‪44‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫العامه ذات المردود الخاسر مما نتج عنه زيادة في عجز الموازنة العامة مما‬
‫ادى بالدولة الى االقتراض لتمويل هذا العجز وهذا يعني عدم وجود مدخرات‬
‫وبالتالي استثمار‪.‬‬

‫ح‪ .‬ازدياد عبي المديونية الخارجية للعراق وبروز مشكلة تسديد هذه الديون التي‬
‫قدرت با(‪ 447.9‬مليار دوالر) مما اعاق وأخر خطط التنمية‪.‬‬
‫جدول (‪)2‬‬
‫يبين تقديرات خسائر الحرب العراقية – االيرانية‬
‫جانب الخسارة‬ ‫الخسائر (مليار دوالر)‬

‫خسائر الناتج المحلي االجمالي‬ ‫‪91.14‬‬

‫خسائر االيرادات النفطية‬ ‫‪197.7‬‬

‫خسائر العمالت االجنبية‬ ‫‪78.8‬‬

‫خسائر العمالت االجنبية المحتملة‬ ‫‪80‬‬

‫المصدر‪ /‬عباس النصراوي‪ ،‬االقتصاد العراقي بين دمار التنمية وتوقعات المستقبل‪ ،‬دار‬
‫الكنوز االردنية‪ ،‬بيروت‪ ،1995،‬ص‪134‬‬

‫االثار السلبية التي نجمت عن الحرب العراقية االيرانية جعلت الدولة تتجه‬
‫عام ‪ 1987‬الى التفكير جديا بخطورة االوضاع االقتصاديه وبالتالي سعت جديا‬
‫الى اتخاذ سلسلة من االج ارءات والتدابير الهدف منها اعادة التوازن في االدوار‬
‫لكل من القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومهمات كل منهما في المجاالت‬
‫االنتاجية مما يفعل كالهما سيما في المجال االستثماري اي استثمار الموارد وقوى‬
‫االنتاج في المجتمع اذا ما علمنا ان اثار الحرب وما وصل اليه االقتصاد العراقي‬
‫يحتم توسيع مساحة القطاع الخاص واعطائه ادوا ار ضرورية اخرى‪ ،‬ومن سلسلة‬
‫االجراءات التي اتخذتها الدولة حينذاك ما يأتي‪-:‬‬
‫‪45‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .1‬اصدار القوانين والتعليمات التي تمنح تسهيالت ومغريات للقطاع الخاص مثل‬
‫منح القروض واالعفاءات الضريبية والغاء التسعيرة المركزية والجهاز المركزي‬
‫لالسعار والسماح باالستيراد بدون تحويل خارجي ‪.‬‬

‫‪ .2‬فسح المجال امام المستثمرين العرب وجعلهم يتمتعون كزمالئهم العراقيين‬


‫باإلعفاءات الضريبية والكمركية وذلك بإصدار القانون رقم (‪ )46‬لسنة ‪.1988‬‬

‫‪ .3‬فتح مجاالت اوسع للقطاع الخاص وتشجيعه للولوج الى ميادين جديده مثل‬
‫مجال التجارة الخارجية وتشجيعه لالستثمار في القطاعات الصناعية التي كان‬
‫يصعب الدخول فيها وذلك بموجب القرار رقم (‪ )45‬لسنة ‪ 1989‬حيث تم‬
‫بموجب هذا القرار بيع (‪ )67‬منشأة صناعية الى القطاع الخاص بموجب‬
‫تعليمات وضوابط تنظيم عملية البيع هذه باتجاه عملية الخصخصة ‪.‬‬
‫جدول (‪)3‬‬
‫يبين عدد واقيام المعامل المباعة الى القطاع الخاص‬
‫من خالل الفترة ‪1990 – 1987‬‬

‫سعر البيع (مليون دينار)‬ ‫عدد المعامل‬ ‫صنف الصناعة‬

‫‪132.968‬‬ ‫‪35‬‬ ‫االنشائية‬

‫‪96.896‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الغذائية‬

‫‪4.335‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الكيمياوية‬

‫‪236.542‬‬ ‫‪6‬‬ ‫النسيجية‬

‫المصدر ‪ /‬سوسن الجبوري‪( ،‬الخصخصة وسيلة لالصالع االقتصادي في العراق)‪ ،‬مجلة‬


‫جامعة القادسية‪ ،‬المجلد ‪ ،11‬العدد‪ ،3‬سنة ‪ ،2009‬ص ‪.38‬‬

‫‪46‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .4‬اشراك القطاع الخاص مع القطاع العام عند تاسيس الشركات االنتاجية اي‬
‫انشاء شركات ومنشات مشتركة‪ ،‬وفعال تم تاسيس (‪ )16‬شركة مشتركة‬
‫وخاصة وانشاء شركات الدارة بعض المرافق الخدمية والسياحية مثل فندق‬
‫الشيراتون بغداد والبصرة ومدينة الحبانية‪.‬‬

‫‪ .5‬جعل بعض الشركات الحكومية شركات مساهمة لفسح المجال امام القطاع‬
‫الخاص للمشاركة في راس مال هذه الشركات وادارتها مع قطاع الدولة بعد تحديد‬
‫قيمة كل مشروع على ان يتكون راس مال كل شركة ‪ %25‬للقطاع العام والباقي‬
‫يطرح اي الا‪ %75‬الباقية من االسهم الى الجمهور بالمزايدة العلنية في سوق‬
‫بغداد لالوراق المالية وفق قانون سوق بغداد لالوراق المالية المرقم (‪ )24‬لسنة‬
‫‪1991‬م‪ ،‬وبهذا تكون الدولة في هذه الحقبة قد سارت بنهجين لتشجيع القطاع‬
‫الخاص والدخول في عملية االصالح والخصخصة هما‪-:‬‬

‫أ‪ .‬اعتماد منهج التسهيالت ومنها رفع القيود التي تعترض عمل القطاع‬
‫الخاص‬

‫ب‪ .‬العمل على تحويل ملكية عدد من المنشآت والمؤسسات الحكومية للقطاع‬
‫الخاص‪.‬‬

‫اما الفترة الثانية الممتده من عام ‪ 2003‬حتى وقتنا هذا‪ ،‬فقد كان في‬
‫العراق ( ‪ ) 192‬مؤسسة حكومية تتالف من نحو ‪ 500‬شركة ومعمل انتاجي‬
‫يعمل فيها بحدود نصف مليون عامل يعيلون( ‪ )3.5‬مليون نسمة بحسب ارقام‬
‫البنك الدولي( ‪ )18‬اكثر هذه المنشآت والمعامل مدمر او منهوب والعاملون فيها‬
‫الزالوا في اماكنهم بال عمل فضال عن وسائل انتاج بدائية‪ ،‬من هنا سعت‬
‫سلطة االئتالف المؤقتة ‪ cpa‬الحاكمة آنذاك الى نقل معتقداتها الليبرالية وبدا‬
‫لها واضحا ان الوضع االقتصادي بحاجة الى اصالح وتغيير هيكلي ولذلك‬
‫‪47‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫كانت تسارع الخطى نحو اضفاء اكبر قدر ممكن من الطابع الليبرالي على‬
‫العمليات االقتصادية مثل تحرير اال سعار والتجارة ودعوتها لالستثمار االجنبي‬
‫وكذلك عملت على تطوير المبادرة الفردية وتقليص دور الدولة مصحوبا بمنهج‬
‫مالي ونقدي جديدان وعلى اثر ذلك صدر قانون االستثمار االجنبي رقم (‪)39‬‬
‫لسنة ‪ 2003‬قصد تفعيل الواقع االقتصادي والشروع في عملية التنشيط‬
‫واالصالح و رغم كل ذلك فالمراقب للمشهد االقتصادي العراقي الحالي يصل‬
‫الى قناعة مفادها ان الدولة التزال تتحكم بمعظم مفاصل االقتصاد خصوصا‬
‫ان و ازرتي الصناعة والتجارة ملتزمتين بهذا المنهج ومثال ذلك احالة مشروع‬
‫الرخصة الرابعة للهاتف النقال الى و ازرة االتصاالت وعلى ان ينفذ من قبل‬
‫شركة عامة وجاء هذا القرار كردة فعل على الشكاوى المتكرره من سوء خدمات‬
‫الهاتف النقال والسؤال هنا‪-:‬‬

‫هل يكمن الحل في تولي القطاع العام لمثل هذه الخدمة ام في ضمان‬
‫المنافسة في هذا الميدان ومحاربة مظاهر االحتكار فيه؟‬

‫ومن جهة اخرى التزال الدولة الى االن تتحكم فعليا في المفاصل االساسية‬
‫لالقتصاد العراقي عبر هيمنتها على القطاع النفطي التي تشكل صادراته (‪)% 99.3‬‬
‫من اجمالي صادرات العراق لعم ‪ 2012‬فيما شكلت الصادرات غير النفطية‬
‫(‪ )%0.3‬مما يعني اعتماد العراق الكبير على صادرات النفط في تمويل موازناته‬
‫السنوية(‪ ،)19‬كما تقوم الدولة وعبر موازنتها العامة بإعادة توزيع اكثر من نصف‬
‫الناتج المحلي االجمالي وهي نسبة عالية بكل المقاييس وتعكس مدى تدخل‬
‫الدولة في الشأن االقتصادي‪.‬‬

‫ومما يعبر عن حقيقة كون االقتصاد العراقي اليزال يمثل انموذجا ريعيا‬
‫مركزيا وللتدليل اكثر عن ذلك فان الحال وخالل ا لسنوات القليلة الماضية لم‬

‫‪48‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫يتغير كثي ار والعكس حصل حيث ان معظم المؤسسات االنتاجية التابعة للدولة‬
‫تعمل بخسارة وفق سياقات القروض الو ازرية وتعاني من قدم وتهالك معداتها‬
‫ووسائل االنتاج وال يستغل سوى جزء بسيط من طاقاتها التصميمية ومع ذلك فقد‬
‫ازداد عدد العاملين في هذه المعامل والمنشآت وبحسب ارقام ميزانية الدوله لعام‬
‫‪ 2010‬فان عدد العاملين في هذه الوحدات ازداد الى اكثر من (‪ 633‬الف)‬
‫موظف وعامل وهذا االرتفاع لم ينتج عن الحاجة الفعلية بل هي عبارة عن‬
‫بطاله بكل انواعها ويتم غالبا التوظيف على اساس المحسوبية والمنسوبية‬
‫والعوامل السياسية وجداول المحاصصات وقد ساهم االرتفاع الكبير في رواتب‬
‫واجور اجهزة الدولة في زيادة الطلب على الوظائف الحكومية مما زاد في عدد‬
‫العاملين‪ ،‬نتيجة لتدني استغالل الطاقات االنتاجية في مؤسسات القطاع العام‬
‫مماتضطر الدولة لتقديم دعم مالي كبير ليس بهدف النهوض بأوضاعها بل‬
‫ابقاء هذه المؤسسات مستمرة في العمل ولو شكليا ففي ميزانية الدولة لعام‬
‫( ‪)20‬‬
‫لهذا الغرض وهو‬ ‫‪ 2010‬رصدت الدولة مبلغ يزيد عن (‪ 2.5‬مليار دوالر)‬
‫رقم مرشح للزيادة مستقبال ان لم يتم تدارك هذا االمر وهذا يعني ان هذه‬
‫المؤسسات ال تستطيع دفع مرتبات منتسبيها بدون دعم الدولة وفي ضوء ذلك‬
‫يثار سؤال مشروع فحواه‪ :‬هل تستمر الدولة في تقديم هذا الدعم ام يجب‬
‫التفكير بإيجاد حلول جذرية؟‬

‫ثالثا‪ /‬واقع النظام الضريبي في العراق ‪.‬‬


‫ال بد من مدخل لالطالع على تاريخ النظام الضريبي في العراق وبإيجاز‪:‬‬

‫‪ .1‬اول قانون لضريبة الدخل في العراق كان برقم (‪ )52‬لسنة ‪ 1927‬وهو انعكاس‬
‫واضح لقانون ضريبة الدخل النموذجي البريطاني على المستعمرات البريطانية‬
‫آنذاك ‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .2‬بقي القانون اعاله نافذا مده طويلة حتى اعتماد قانون ضريبة الدخل الحالي‬
‫المرقم (‪ )113‬لسنة ‪ 1982‬وهذا لم يشهد اي تغييرات جوهرية تذكر ما عدا‬
‫فقرات معينه لم يكن لها اثر واضح على النظام الضريبي العام‪.‬‬

‫‪ .3‬بعد عام ‪ 2003‬قامت سلطة االئتالف المؤقتة وتحديدا على عهد الحاكم‬
‫بريمر بإصدار القرار رقم (‪ )37‬تم بموجبه ايقاف العمل بالنظام الضريبي بدءاً‬
‫من (‪ /16‬نيسان‪ )2003 /‬حتى نهاية عام ‪ 2004‬حيث اصدرت سلطة‬
‫االئتالف االمر رقم (‪ )49‬والذي نص على‪-:‬‬

‫• تخصيص سعر ضريبة الدخل وكما ياتي‪-:‬‬

‫أ‪ %3 .‬على المبالغ التي يصل مقدارها (‪ )250‬الف د‪.‬ع‪.‬‬

‫ب‪ %5 .‬على المبالغ التي تتجاوز (‪ )250‬الف د‪.‬ع حتى (‪ )500‬الف د‪.‬ع‪.‬‬

‫ح‪ %10 .‬على المبالغ من (‪ )500‬الف د‪.‬ع الى (مليون) د‪.‬ع ‪.‬‬

‫د‪ %15 .‬على المبالغ التي تتجاوز (واحد) مليون د‪.‬ع‪.‬‬

‫• زيادة السماحات الضريبية‬

‫• اخضع موظفي الدولة الى ضريبة الدخل مثل موظفي القطاع الخاص‪.‬‬

‫ومعروف ان اي نظام ضريبي يتأثر ويؤثر في البيئة التي يعمل فيها فهو‬
‫يلد في المناخات اقتصادية وسياسية ومالية واجتماعية متباينة‪ ،‬وما يهمنا هنا‬
‫الصعيد االقتصادي المالي الذي يؤثر ويتأثر في شكل النظام الضريبي‪.‬‬

‫ان النظام الضريبي في العراق هو نتاج لكل المتغيرات التي يتشكل منها‬
‫االقتصاد العراقي ولفهم ذلك نورد المؤشرات التالية‪-:‬‬

‫‪ .1‬سبعة ماليين عراقي يعيشون تحت خط الفقر اي ان نسبة السكان تحت خط‬
‫الفقر تبلغ (‪ )% 23‬وان معدل دخل الفرد هو (‪ )77‬الف دينار عراقي عام‬
‫‪50‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫(‪)21‬‬
‫في حين بلغ عدد السكان المحرومين ‪ 9‬ماليين لنفس العام وهذا‬ ‫‪2011‬‬
‫يعني ان جزء ال يستهان به من سكان العراق ال تطالهم الضرائب فضال عن‬
‫اتساع دائرة السماحات واالعفاءات الضريبية للبعض االخر من السكان مما‬
‫يعني ضعف كبير في مساهمة حصة الضرائب من مجمل االيرادات العام‬
‫عدا النفط‪.‬‬

‫‪ .2‬كانت مؤثرات االقتصاد القومي والمحلي على النحو التالي(‪-:)22‬‬

‫أ‪ .‬الناتج المحلي االجمالي عدا النفط بلغ (‪ )37019.4‬مليون دينار عام‬
‫‪ 2010‬مقابل معدل نمو سكاني بلغ (‪ )3%‬للفترة من (‪2000-2010‬م)‪،‬‬
‫ومتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي (‪ )1869‬دينار باالسعار الثابتة‬
‫لعام ‪ 2010‬ايضا ‪.‬‬

‫ب‪ .‬بلغ معدل النمو لمتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي باالسعار الثابتة‬
‫(‪ )%0.6‬للفتره (‪. )2000-2010‬‬

‫ج‪ .‬انخفاض تكوين رأس المال الذي يعبر عن حجم االستثمار السنوي لعام‬
‫‪ 2009‬بنسبة (‪ )31.2%‬مقارنة بعام ‪2008‬م بسبب اثار االزمة‬
‫االقتصادية العالمية عام ‪.)23(2008‬‬

‫‪51‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫جدول (‪)4‬‬
‫الهيكل الضريبي في العراق لالعوام (‪( )2010- 2006‬مليون دينار)‬

‫المصادر‪ /:‬الجدول من اعداد المؤلف اعتماداً على‪ .1 :‬احتسبت المتوسطات للفترتين‬


‫(‪ )1995-1991‬و(‪ )1996-2000‬باالعتماد على‪ :‬حسين علي عبد الكرعاوي‪ ،‬تحليل‬
‫واقع السياسة الضريبية في العراق وسبل النهوض بها للمدة (‪ ،)1970-2008‬رسالة‬
‫ماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية االدارة واالقتصاد‪ /‬جامعة الكوفة‪ ،2010 ،‬ص‪.146‬‬
‫‪ .2‬االعوام (‪ ، )2005(- )2001‬وزارة المالية‪ ،‬الدائرة االقتصادية‪ ،‬الحقل (‪ )1‬الحقل (‪)2‬‬
‫(‪ ،)3‬وزارة المالية‪ ،‬الدائرة االقتصادية‪ .3 .‬الهيئة العامة للضرائب‪ ،‬قسم االحصاء والبحوث‪.‬‬
‫البنك المركزي العراقي‪ ،‬مديرية البحوث والدراسات‪ ،‬التقدير االقتصادي السنوي لسنوات‬
‫مختلفة وزارة المالة ‪ /‬قسم الحسابات الختامية لحسابات مختاره‪.‬‬
‫• احتسبت النسب من قبل المؤلف‬

‫‪52‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .3‬عند النظر الى ارقام الجدول (‪ )4‬والذي يعكس واقع الهيكل الضريبي في‬
‫العراق وعبر فترات زمنية مختلفة يمكن مالحظة العديد من الحقائق يمكن‬
‫اجمالها على النحو التالي‪-:‬‬

‫اوالً‪ -‬انخفاض االهمية النسبية لاليراد الضريبي من اجمالي االيراد العام خالل االعوام‬
‫(‪ )2010-2006‬والبالغة (‪ )1.9%‬في المتوسط وقد شهدت هذه الفترة تراجعًا عما‬
‫سجلته في الفترات الزمنية السابقة (‪ )1991-1995‬و(‪ )1996-2000‬و(‪-2001‬‬
‫‪ )2005‬وهي (‪ 31.4%‬و‪ %44.7‬و‪ )%2.1‬على التوالي بالمقارنة حتى مع‬
‫مثيالتها في الدول النامية حيث تبلغ هذه النسب ‪ %17‬و‪ %15‬و‪%20‬‬
‫و‪ %27.6‬و‪ %25.2‬و‪ %25‬في كل من الهند والباكستان وغانا والمغرب وشيلي‬
‫وتونس(‪.)24‬‬

‫وعلى الرغم من تدني نسبة مساهمة االيراد الضريبي في اجمالي االيراد‬


‫العام لكنها واقعية بالمقارنة مع واقع االقتصاد العراقي المتردي الذي انعكس سلباً‬
‫على مقدرة االفراد التكليفية على دفع الضرائب ومحاولتهم التهرب من دفعها‬
‫بطرق مشروعه و‪/‬او غير مشروعه ‪ ..‬هذا من جهة ومن جهة اخرى ان النسبة‬
‫المتدنية هذه تعكس حقيقة الطبيعة الريعية لالقتصاد العراقي‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬لقد شهد الهيكل الضريبي في العراق تحسناً ملحوظاً حينما سجلت نسبة‬
‫اجمالي الضرائب المباشرة الى اجمالي االيراد الضريبي ارتفاعاً في ارقامها خالل‬
‫الفترات الزمنية المختلفة لتصل الى (‪ )% 56.4‬بالمتوسط خالل الفترة (‪-2006‬‬
‫‪ )2010‬بعدما كانت (‪ )% 25.6‬و(‪ )% 25.2‬و(‪ )% 30.4‬ولعل السبب في‬
‫هذا التحسن يعود الى فرض ضريبة الدخل على العاملين في االدارات الحكومية‬
‫وتحسين اداء االجهزة الضريبية وفي المقابل تراجعت االهمية النسبية للضرائب‬
‫غير المباشرة في الهيكل الضريبي في العراق لتصل بالمتوسط الى (‪)% 43.6‬‬

‫‪53‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫خالل الفترة (‪ )2006-2010‬وهي نسبة منخفضة بالقياس لما سجلته في الفترات‬


‫الزمنية السابقة وهي‪ )74.4%( -:‬و(‪ )% 74.8‬و(‪ )% 69.6‬على التوالي ‪...‬‬
‫ولعل السبب يعود على عدم تطبيق قانون التعرفة الكمركية ذي الرقم ‪ 22‬لسنة‬
‫‪ 2010‬االمر الذي جعل السوق العراقية تغرق بالبضائع الرديئة النوعية في‬
‫الغالب منها‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬وعلى الرغم من ان االيرادات الضريبية هي احدى مصادر التمويل‬


‫لموازنة الدولة في اغلب دول العالم اال انها في االقتصاد العراقي التلعب هذا‬
‫ال دور بسبب ماتشكله العوائد النفطية التي تغطي على هذا الدور وكما هو واضح‬
‫في الجدول (‪.)4‬‬

‫فااليراد العام هو المصدر الرئيسي للتمويل ونالحظ ان في سنوات ‪،2006‬‬


‫‪ 2010 ،2009 ،2008 ،2007‬يشكل االيراد او اجمالي االيراد الضريبي من‬
‫اجمالي االيراد العام ‪ %2.4 ،%1.3 ،%2.1 ،%1.2‬على التوالي وهذا يؤكد‬
‫تضاؤل نسبة االيراد الضريبي في العراق واذا كانت هناك زياده فهي بسيطة‬
‫التوازي الزيادة الضخمة في النفقات سواء كانت تشغيلية ام استثمارية‪.‬‬

‫• الضغط الضريبي هو مقدار التاثير الذي يحدثه فرض الضرائب المختلفة على‬
‫النواحي االقتصادية واالجتماعية وهو يختلف تبعاً لحجم االستقطاعات الضريبية‬
‫من جهة وصورة التركيب الفني للهيكل الضريبي من ناحية اخرى فاالستقطاع‬
‫الضريبي يؤثر على مختلف مناحي الحياة والضغط الضريبي بهذا المعنى يعبر‬
‫عن نسبة االقتطاع الضريبي منسوبة الى ‪ GDP‬وهو يعكس حقيقة ما يتحمله‬
‫االقتصاد القومي واالفراد من الضرائب وكذلك هو معيار لمدى كفاءة سياسة‬
‫التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اإليرادات الضريبية االجمالية‬


‫× ‪100‬‬ ‫الضغط الضريبي االجمالي=‬
‫الناتج المحلي االجمالي‬

‫جدول (‪)5‬‬
‫الضغط الضريبي من مقاييس االداء الضريبي في العراق‬
‫للفترة (‪)2010- 2006‬‬

‫المصدر‪ -:‬الجدول من إعداد اعتماداً على االرقام الواردة في الجدول(‪)2‬‬

‫وعند التدقيق في الجدول (‪ )5‬نجد ما يلي‪-:‬‬

‫ان مستوى الضغط الضريبي في العراق للسنوات محل البحث منخفض (يقل‬
‫عن المستوى االمثل والمحدد ب ا‪ % 25‬وهو يمثل االقتطاع الضريبي الذي يضمن‬
‫بلوغ الناتج القومي اعلى مستوى ممكن) ومنخفض بشكل كبير جداً حيث يبلغ‬
‫حده االعلى (‪ )% 1.21‬سنة ‪ 2009‬وحده االدنى (‪ )% 0.61‬سنة ‪2006‬‬
‫وهي مستويات واطئة جداً‪.‬‬

‫ويمكن تعليل ذلك بالعديد من النقاط منها‪-:‬‬

‫‪55‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .1‬انخفاض الناتج المحلي االجمالي في العراق بشكل عام سيما في السنوات التي‬
‫تلت االحتالل االمريكي (‪ )2003‬حيث بلغ سنة (‪ 54475 )2006‬مليون‬
‫دوالر وفي سنة (‪ 78987 )2009‬مليون دوالر وكذلك انخفاض اجمالي‬
‫االيرادات الضريبي لنفس السنة وعلى هذا فمن الطبيعي ان يكون الضغط‬
‫الضريبي منخفض جداً بالمقارنة مع دول اخرى(‪.)25‬‬

‫‪ .2‬ارتفاع نسبة البطالة االمر الذي يحد من قدرة الدولة على فرض الضرائب على‬
‫فئة كبيرة من افراد المجتمع مما يضعف الحصيلة او االيراد الضريبي االجمالي‬
‫حيث تبلغ نسبة البطالة في العراق حسب السنوات ‪،2008 ،2007 ،2006‬‬
‫‪ 2012‬على التوالي ‪ %11.9 ،%15 ،%11.7 ،%17.5‬وهي نسبة مهمة‬
‫بالشك(‪.)26‬‬

‫‪ .3‬ضعف نسبة الضرائب وتعقد النظم الضريبية وكثرة التعديالت بفوارق زمنية‬
‫متقاربة مما يصعب التحكم بها‪.‬‬

‫‪ .4‬تخلف الهيكل االقتصادي للعراق ممايعني ضعف مساهمات القطاعات‬


‫االنتاجية في الناتج القومي االجمالي نتيجة سنوات عدم االستقرار والحروب‬
‫والحصار والتخبط في اعداد الخطط االقتصادية فبعد الحرب العراقية االيرانية‬
‫(‪ )88-80‬جاءت حرب الكويت(‪ )1991‬ثم الحصار االقتصادي ثم االحتالل‬
‫االمريكي (‪ )2003‬ثم حقبة الحرب الطائفية واالرهاب‪....‬الخ‬

‫‪ .5‬انتشار االنشطة االقتصادية غير الرسمية (اقتصاديات الظل) اي الغير خاضعة‬


‫لسلطة القانون ومظلة الدولة والتي تكون بدورها خارج نطاق الخضوع للضريبة‬
‫حيث تعاني الكثير من الدول النامية والعراق منها من كبر حجم القطاع غير‬
‫الرسمي في اقتصاديات الدول النامية بنسبة مرتفعة تتراوح بين ‪ %70-30‬من‬
‫اجمالي الناتج القومي لهذه الدول(‪.)27‬‬
‫‪56‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .6‬ضعف الوعي الضريبي في العراق وعدم احساس المواطنين بالمسؤولية وانتشار‬


‫التهرب والغش الضريبي حيث بلغت نسبة الموقوفات الى اجمالي حركة‬
‫المكلفين للسنوات ‪ )% 90( 2005‬واستمرت مرتفعة للسنوات ‪،2007 ،2006‬‬
‫‪ 2008‬اما السنوات ‪ 2010 ،2009‬فقد انخفضت نسبة الموقوفات الى اجمالي‬
‫حركة المكلفين لتصل (‪ )% 76‬و(‪ )% 77‬على التوالي وهي نسبة عالية تلتهم‬
‫معظم االيراد الضريبي المتوقع في العراق(‪.)28‬‬

‫وبكل االحوال فان مؤشر او مقياس الضغط الضريبي في العراق في‬


‫الفترة محل البحث مقياس متواضع قياساً ببقية الدول المجاورة سيما غير‬
‫النفطية التي تع تمد بشكل اساسي على الضرائب السلعية والقيمة المضافة‬
‫بشكل اساسي‪.‬‬

‫ومن كل ما تقدم ارقاماً وتحليالً نستنتج ان االقتصاد العراقي اقصاد ريعي‬


‫مما يجعل الضريبة ذات تاثير محدود في الناتج المحلي االجمالي حيث تشكل‬
‫االيرادات النفطية وكما هو متعارف عليه مابين ‪%95-93‬من االيرادات العراق‬
‫السنوية اما بقية النسب فهي عبارة عن رسوم وضرائب مباشرة وغير مباشرة‬
‫وايرادات اخرى‪...‬وهنا تبرز حقيقة وهي ان الضريبة اداة ذات تاثير نسبي في‬
‫الوقت الحالي على االقل في خلق بيئة استثمارية وتاسيساً على ما ذكر يمكننا‬
‫التوصل الى صورة اقرب الى الواقع للنظام الضريبي في العراق وابرز سماته‬
‫وهي‪-:‬‬

‫‪ .1‬نظام ذو طبيعة قديمة غير مرنة ويفتقر للوضوح ويحمل بين طياته تناقضات‬
‫عده تجعله مشوش في بعض من فقراته باالضافة الى ضعف استجابة هذا‬
‫النظام ازاء التغيرات االقتصادية اذ وصل معدل التغير الضريبي للمدة‬
‫(‪ )1995-1980‬مثالً الى (‪.)% 1.5‬‬

‫‪57‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .2‬كثرة النصوص التشريعية الضريبية وكذلك التعديالت التي ينتج منها كثرة‬
‫االعفاءات والتنزيالت والسماحات بهدف تحقيق اهداف اقتصادية او اجتماعية‬
‫او سياسية من جهةمع مراعاة القضاء على اي اثار سلبية للضريبة من الجهة‬
‫االخرى ‪.‬‬

‫‪ .3‬اعتماد النظام الضريبي العراقي على اساليب قديمة في فرض الضريبة‬


‫وجبايتها وغالباً ما تاخذ هذه االساليب المنحى الحسابي البدائي بسبب ضعف‬
‫جهاز االدارة الضريبية مع نقص في اعداد الكوادر ذات المستوى العلمي اي‬
‫شحة الكفاءات العلمية‬

‫‪ .4‬ضالة االيراد الضريبي المتحقق بالمقارنة مع دول العالم االخرى لعدة اسباب منها‬
‫عدم االهتمام بالضرائب بالقياس بموارد الدولة االخرى مثل النفط فضالً عن كثرة‬
‫االعفاءات والتنزيالت والسماحات وكذلك يرجع الضعف سيما بعد عام ‪2003‬‬
‫الى تخفيض الضرائب المباشرة فقد خفضت معدالت ضرائب الدخل من ‪%40‬‬
‫الى ‪ %15‬كما خفضت معدالت ضريبة الدخل العقاري من ‪ %35‬الى‪%10‬‬
‫وكذلك لم تعد لبعض انواع الضرائب غير المباشرة اهمية تذكر مثل الضرائب‬
‫على مبيعات السيارات والعرصات والضرائب الكمركية خاصة بعد تعليق العمل‬
‫بها بموجب اوامر سلطة االئتالف المؤقت ذات االرقام (‪)12‬عام ‪ 2003‬و(‪)54‬‬
‫لعام ‪ 2004‬وفرض رسم اعادة االعمار بنسبة (‪.)% 5‬‬

‫‪ .5‬تعدد طرائق تقدير الضريبة من قبل الهئية العامة للضرائب فمرة تقدر الضريبة‬
‫بطريقة االق اررات ومرة يتم التقدير على اساس طريقة مسك السجالت‬
‫المحاسبية ومرة اخرى تقدر الضريبة على اساس التقدير االداري ومبررات‬
‫الهئية في ذلك تعدد مصادر الدخل الخاضعة للضريبة مع اختالف مقداره و‬
‫الصحيح في راي الباحث وجود اختالل في معايير الخضوع للضريبة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .6‬اختالل الهيكل الضريبي فمن المعروف ان الحصيلة الضريبية في العراق‬


‫عبارة عن مجموع الضرائب المباشرة وغير المباشرة وواقع الحال يؤشر اعتماد‬
‫الهيكل الضريبي بنسبة كبيرة على الض ارئب غير المباشرة السباب عدة منها‬
‫سهولة الجباية وقلة حاالت التهرب الضريبي من هذا النوع من الضرائب‪.‬‬

‫‪ .7‬وجود حاالت االزدواج الضريبي الذي يعني خضوع المكلف الكثر من مره‬
‫للضريبة على الوعاء نفسه وخالل الفترة نفسها وبما يثقل كاهل المكلف الذي‬
‫يزاول نشاط اقتصادي معين مع فرض ضريبة دخل على مزاولته لذلك النشاط‬
‫وهذا االمر يجرنا الى خاصية اخرى للنظام الضريبي في العراق هي وجود‬
‫حاالت التهرب الضريبي في العراق للسبب اعاله واسباب اخرى اقتصادية‬
‫وادارية وتشريعية واجتماعية‪...‬الخ‪.‬‬

‫رابعا ‪ /‬مدى مالئمة النظام الضريبي الحالي مع عملية الخصخصة‪.‬‬


‫بداية ال بد من تثبيت حقيقة علمية واضحة وجليه وهي ان االستثمار يؤدي‬
‫الى (زيادة في ثروة البلد) وتقوم بعملية االستثمار عدة جهات كالقطاع العام‬
‫والقطاع الخاص والقطاع التعاوني واخي اًر القطاع االجنبي‪ ...‬ويمكن للقطاعات‬
‫الثالثة االخيرة ان تستثمر في منشات وفعاليات ومرافق القطاع العام عن طريق‬
‫عملية الخصخصة وبأساليبها المختلفة وفي هذه الحالة تعتبر عليه الخصخصة‬
‫عملية استثمار في موجودات الدولة وبهذا فان كل ما يحدد عملية االستثمار اي‬
‫المحفزات والمعوقات يحدد عملية الخصخصة فكالهما استثمار ومحدداتهما واحده‬
‫وعليه فان واقع وحال النظام الضريبي يلقي بظالله وان كان بمساحات متفاوته‬
‫على كل من االستثمار والخصخصة كل على حده اي اننا نخلص الى حقيقة‬
‫مؤاداها ان محفزات ومعوقات االستثمار والخصخصة هما وجهان لعمله واحدة‬

‫وفي هذا الخصوص يمكن اثارة التساؤل االتي‪-:‬‬


‫‪59‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫هل النظام الضريبي يالئم عملية الخصخصة في العراق؟‬

‫ولالجابة على السؤال نورد النقاط االتية‪-:‬‬

‫‪ .1‬القانون العراقي يعتبر الضريبة على الشركات واحده من اهم الضرائب على‬
‫الدخل وتشمل شركات االموال(المساهمة‪ ،‬المختلطة‪ ،‬الخاصة) الشركات‬
‫المحدودة وشركات االشخاص وضريبة االشخاص‪.‬‬

‫‪ .2‬وفي ما يخص ضريبة شركات االشخاص‪ -:‬هذه الشركات تتكون من الشركات‬


‫البسيطة والشركات التضامنية والشركات الفردية وضريبة هذه الشركات عدلت‬
‫مرتين خالل الفترة (‪ )1996-2002‬اذ كانت بموجب القانون رقم (‪ )17‬لسنة‬
‫(‪ )1994‬تتراوح بين (‪ )% 10‬كحد ادنى و(‪ )% 50‬كحد اعلى وقد تم تعديل‬
‫هذه المعدالت بموجب القانون رقم (‪ )25‬لسنة ‪ 1999‬بحيث اصبح الحد‬
‫االدنى (‪ )10%‬والحد االعلى (‪ )% 40‬اي تم تخفيض الحد االعلى بمقدار‬
‫(‪ )%10‬فقط‪.‬‬

‫‪ .3‬اما بالنسبة لضريبة الشركات فان وعاؤها يتشكل من االرباح التي تتحقق من‬
‫الدخل الذي يتكون من عملية التشغيل لشركات االموال المساهمة‬
‫(المختلطة‪،‬الخاصة) والمحدودة ان معدالت الضريبة للفترة (‪1996-2000‬م)‬
‫فتكون وفق النسب التالية وكما هو موضح في الجدول ادناه‪-:‬‬

‫‪60‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫جدول (‪)6‬‬
‫يوضح ضريبة الدخل في العراق للشركات المساهمة‬
‫(المختلطة والخاصة) والمحدودة‬
‫النسب الضريبية للشركات‬

‫المساهمة المختلطة‬ ‫المساهمة الخاصة‬ ‫المحدودة‬ ‫الشركة‬

‫‪%15‬‬ ‫لغاية ‪ 1500000‬دينار‬

‫من ‪1500000‬دينار‬
‫نسبة مقطوعة ‪%25‬‬ ‫نسبة مقطوعة ‪%25‬‬
‫‪%25‬‬ ‫‪ 30000000‬دينار‬
‫من الدخل وبدون‬ ‫من الدخل وبدون‬
‫فئات‬ ‫فئات‬ ‫من ‪ 30000000‬دينار‬
‫‪%35‬‬ ‫فأعلى‬

‫المصدر‪ /‬الهيئة العامة للضرائب‪ /‬قسم االحصاء والبحوث‬

‫من مالحظة معدالت الضريبة الواردة في الجدول اعاله والتي عدلت مرتين‬
‫خالل الفترة (‪ )1996-2002‬والقوانين النافذة للوقت الراهن نصل الى حقيقة هي‬
‫ان معدالت الضرائب المفروضة هي معدالت مرتفعة تتراوح بين (‪)% 50-35‬‬
‫وال يمكن لهذه المعدالت ان تحفز المستثمر للدخول في عمليات الخصخصة في‬
‫مرافق الفعاليات االقتصادية االنتاجية في العراق الن القطاع الخاص يسعى دائما‬
‫الى تحقيق اعلى نسبة من االرباح من استثماراته وبالتالي اذا وجد ان معدالت‬
‫الضريبة سوف تستقطع نسبة كبيرة من ارباحه فانه اليقدم على االستثمار‪..‬‬

‫هذا ما يخص االستقطاع الضريبي لغاية عام (‪2002‬م) وهو معرقل وغير‬
‫محفز على الخصخصة سواء كان المستثمر محلي ام اجنبي سيما الثاني بسبب‬
‫ظروف عدم االستقرار والحصار االقتصادي‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اما الفترة التي تلت عام (‪2003‬م) فان الهيئة العامة للضرائب سعت الى‬
‫تخفيض المعدالت الضريبية الى مستويات مناسبة باتخاذها االجراءات التالية‪-:‬‬

‫أ‪ .‬استنادًا الى امر السلطة المؤقته رقم (‪ )49‬لسنة ‪2004‬م وبموجب الفقر‪ -‬أ‪ -‬من‬
‫القسم (‪ )3‬تم اخضاع الشركات المحدودة والمساهمة والشركات االجنبية في العراق‬
‫او تلك التي لها مؤسسة دائمة في العراق لضريبية على دخلها بنسبة (‪)% 15‬‬
‫وهذا يعني تخفيض كبير قد تم من (‪ )% 35 - 15‬وهو مستوى مناسب ومشجع‬
‫للمستثمرين‪.‬‬

‫ب‪ .‬تخفيض الضريبة على دخول االفراد بشكل كبير جدًا اذ كانت تتراوح بين (‪-10‬‬
‫‪ )%40‬واصبحت بموجب االمر المذكور اعاله تتراوح بين (‪ )% 15-3‬وهذا‬
‫مستوى مناسب جداً ومشجع وباعث على تحفيز من يريد ان يدخل في شراء‬
‫مرفق انتاجي او خدمي من الدولة العراقية‪.‬‬

‫جا‪ .‬بالنسبة للضرائب الكمركية التي تفرض على استيرادات الى العراق تم تقليلها‬
‫جميعاً بموجب االمر رقم (‪ )38‬لسنة (‪ )2003‬وهذا االمر تم تاكيده باالمر‬
‫رقم (‪ )54‬لسنة (‪ )2004‬واستبدل جميع الرسوم الكمركية المفروضة على‬
‫االستيرادات بفرض ضريبة اعمار قدرها (‪)% 5‬على جميع السلع المستوردة‬
‫الى العراق من جميع الدول وابتداءاً من (‪2004/1/1‬م) مع اعفاء بعض‬
‫البضائع مثل المواد الغذائية واالدوية واالدوات الطبية والمالبس والكتب‬
‫وياتي هذا التخفيض الكبير بعد ان كانت معدالت الضريبة الكمركية تتراوح‬
‫بين (‪.)% 200 - 1‬‬

‫والى جانب الحوافز الضريبية البالغة الذكر ياتي قانون االستثمار العراقي‬
‫رقم (‪ )13‬لسنة ‪ 2006‬م بهدف خلق مناخ استثماري مالئم وبيئة مشجعة لعملية‬
‫الخصخصة من خالل مايتضمنه هذا القانون من محفزات ضريبية واعفاءات‬
‫‪62‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫للرسوم الكمركية بما يدعم عملية الخصخصة كونه يتضمن االعفاءات التالية كما‬
‫ورد في المادة (‪ )15‬منه‪-:‬‬

‫‪ .1‬يتمتع المشروع الحاصل على اجازة من هيئة االستثمار العراقي باالعفاءات‬


‫من الضرائب والرسوم لمدة (‪ )10‬سنوات من تاريخ بدء التشغيل ‪.‬‬

‫‪ .2‬للهيئة الوطنية لالستثمار زيادة عدد سنوات االعفاء من الضرائب والرسوم‬


‫لتصل الى‪15‬سنة اذا كانت نسبة مساهمة المستثمر العراقي في المشروع اكثر‬
‫من ‪.%50‬‬

‫‪ .3‬اعفاء الموجودات المستوردة الغراض المشروع االستثماري من الرسوم على‬


‫ان يتم ادخالها الى العراق خالل مدة (‪ 3‬سنوات) من تاريخ منح اجازة‬
‫االستيراد‪.‬‬

‫‪ .4‬اعفاء الموجودات المستوردة الالزمة لتوسيع المشروع او تطويره او تحديثه من‬


‫الرسوم اذا ادى ذلك الى زيادة الطاقة التصميميه‪.‬‬

‫‪ .5‬اعفاء قطع الغيار المستوردة الغراض المشروع من الرسوم على ان التزيد‬


‫قيمة هذه القطع عن(‪)% 20‬من قيمة شراء الموجودات‪.‬‬

‫‪ .6‬منح اعفاءات اضافية لمشاريع الفنادق والمؤسسات السياحية والمستشفيات‬


‫والمؤسسات الصحية والتربوية من رسوم استيراد االثاث والمفروشات واللوازم‬
‫الغراض التحديث والتجديد مرة كل (‪ )4‬سنوات‪.‬‬

‫وصفوه القول ان النظام الضريبي العراقي بشكل عام مشجع لبناء بيئة تساعد‬
‫على التوجه للدخول في عملية الخصخصة في نواحي عدة في الوقت الحالي‬
‫رغم المالحظات واالعتراضات عليه بسبب كثرة االعفاءات الممنوحة فيه وعدم‬
‫تمييزه بين االنشطة النافعة لالقتصاد والمجتمع كاالنشطة االنتاجية الضرورية‬

‫‪63‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وبين بقية النشاطات غير االساسية وقسم كبير من المختصين اليؤيدون هذا‬
‫التوجة ولكن اعتقد بأنه الطريق المالئم والمناسب على االقل في المدى المنظور‬
‫سيما اذا ماترافق مع وجود االستقرار السياسي واالقتصادي واالمني والتي تعد‬
‫من المرتكزات االساسية لعملية الخصخصة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫املصادر‬
‫‪ .1‬هناء ابراهيم الخفاجي‪ ،‬التخصصية في القطاع الصناعي في العراق‪ ،‬متابعة‬
‫وتقويم اولي‪ ،‬من بحوث الندوة االقتصادية في مجال التخصصية التي‬
‫نظمتها جمعية االقتصاديين العراقيين بالتعاون مع برنامج االمم المتحدة‬
‫االنمائي‪ ،1994 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ .2‬د‪ .‬شهاب حمد شيمان‪،‬اشكالية‪ ،‬الخصخصة ووانعكاساتها في رف كفاءة االداء‬
‫االقتصادية‪ ،‬مجلة جامعة االنبار للعلوم االقتصادية واالدارية‪ ،‬العدد ‪،2/‬‬
‫‪ 2008‬ص ‪. 67‬‬
‫‪ .3‬ن‪ .‬م‪ .‬س‬
‫‪ .4‬د‪ .‬محمد رياض االبرش و د‪ .‬نبيل مرزوك‪ ،‬الخصخصة افاقها وابعادها ‪ /‬دار‬
‫الفكر دمشق‪ ،‬ط‪ .1999 ،‬ص ‪. 7‬‬
‫‪ .5‬د‪ .‬مجدي محمد اسماعيل والمهندس محمود سالم‪ ،‬الخصخصة واثرها على‬
‫التنمية في الوطن العربي‪ ،‬مؤسسة الوحدة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2011 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪ .6‬جمعية العمل المدني الديمقراطي‪ ،‬متطلبات سياسة الخصخصة وتاثيراتها‬
‫المختلفة‪ ،‬متوفر في‪:‬‬
‫‪www.aldemokrati.org/print.php?artid=3303‬‬
‫‪ .7‬باسمه علي احسان‪ ،‬الخصخصة اتجاهات التحول الى القطاع الخاص‪ ،‬جامعة‬
‫بابل ‪/‬كلية االدارة واالقتصاد‪ ،‬ط‪،2009 ،1‬ص‪30‬‬
‫‪ .8‬يونس احمد البطريق‪ ،‬النظم الضريبية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬عام ‪ ،2001‬ص‪،19‬‬
‫االسكندرية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .9‬عدنان فرحان الجوراني‪ ،‬االصالح الضريبي ‪ ..‬المفهوم واالسباب واالهداف‪،‬‬


‫الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪ 3580‬في‪.2011/12/18‬‬

‫‪ .10‬احمد حسين‪ ،‬الضريبة العراقية بين عهدين‪ ،‬الحوار المتمدن العدد‪– 1894/‬‬
‫‪.2007/4/23‬‬

‫‪ .11‬عبد السالم احمد محمود‪ ،‬رؤية علمية لالصالحات الضريبية‪ ،‬منتدى‬


‫الضرائب‪ ،‬المجلة‪ ،‬العدد ‪8‬و‪. 7‬‬

‫‪ .12‬عدنان فرحان الجوراني‪ ،‬االصالح الضريبي المفهوم واالسباب واالهداف‬


‫م‪ .‬س‪ .‬ذ‪.‬‬

‫‪ .13‬مجلة العراق لالصالح االقتصادي العدد‪ 5/‬يتضمن وقائع ندوة (االصالح‬


‫الضريبي في العراق ص‪ ،8‬المركز العراقي لالصالح االقتصادي‪.‬‬

‫‪ .14‬تهامي رايم‪ ،‬توصيات االصالح الضريبي في العراق‪ ،‬الوكالة االمريكية للتنمية‬


‫الدولية ‪ ،Usaid‬المشروع االقتصادي الحكومي‪،‬ص‪.15‬‬

‫‪ .15‬د‪.‬خليل حسين‪ ،‬سياسات التخصيص‪ /‬الخصخصة‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪،‬‬


‫بيروت‪ ،2006 ،‬ص‪.37‬‬

‫‪ .24‬لهيب توما ميخا (مستقبل االستثمار االجنبي في العراق في ضوء التجارب‬


‫العربية المعاصرة)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬اقتصاد‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬كلية االدارة‬
‫واالقتصاد – الجامعة المستنصرية‪ ،2005 ،‬ص‪.91‬‬

‫‪ .25‬ن ‪ .‬م ‪ .‬س‪ ،‬ص‪.90‬‬

‫‪ .26‬فوليتر داغر‪ ،‬عصام الدين حسين (العقوبات االقتصادية على العراق)‪ ،‬تقرير‬
‫اللجنة العربية لحقوق االنسان‪ ،‬باريس‪ ،‬ت‪.1999 ،1‬‬

‫‪66‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .27‬مديحة جمعة مطر( الخصخصة وتاثيرها في الموازنة العامة للدولة) رسالة‬


‫ماجستير كلية االدارة واالقتصاد – الجامعة المستنصرية‪ ،2005 ،‬ص‪.41‬‬

‫‪ .16‬عبد الوهاب حميد رشيد‪ ،‬مستقبل العراق –‪ ،‬مركز الدراسات العلمانية في‬
‫العالم العربي‪ ،2013 ،‬ص‪.9‬‬

‫‪ .17‬د‪.‬عبد المنعم سيد علي‪،‬االهلنه‪ ،‬التخصيصية في مصر والعراق والجزائر‪ ،‬مجلة‬


‫دراسات عربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬العدد‪ 7‬أيار‪ ،1990 ،‬ص‪.39-38‬‬

‫‪ .18‬سالم ابراهيم كبة‪ ،‬عراق التنمية البشرية المستدامة‪ ،‬القسم الثالث‪ ،‬متوفر في‬
‫الموقع‬
‫‪Al-nnas.com/article/scuba/12mst3.htm‬‬
‫‪ .19‬سحر قاسم محمد‪ ،‬االليات الواجب توفرها النتقال العراق من االقتصاد المخطط‬
‫الى اقتصاد السوق‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬المديرية العامة لالحصاء واالبحاث‬
‫قسم االقتصاد الكلي والسياسة النقدية‪ ،‬ك‪ ،2011 ،1‬ص‪.24‬‬

‫‪ .20‬و ازرة المالية‪ ،‬دائرة الموازنات‪ ،‬الموازنة العامة للعراق‪ ،‬قانون الموازنة االتحادية‬
‫رقم(‪ )10‬لسنة ‪.2010‬‬

‫‪ .21‬يونس احمد البطريق‪ ،‬النظم الضريبيه‪ ،‬م ‪.‬س ‪ .‬ذ ص‪39‬‬

‫‪ .22‬صندوق النقد العربي‪ ،‬نشرة االحصاءات االقتصادية‪ ،‬العدد‪ 31/‬لسنة‪.2011‬‬

‫‪ .23‬و ازرة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لالحصاء‪ ،‬المجموعة السنوية االحصائية‬


‫للسنوات المذكورة‪،‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الدراسة الثانية‬
‫القطاع الصناعي الخاص والحوافز الضريبية‬

‫يسهم القطاع الصناعي الخاص في العراق بنسبة متدنية من مجمل الناتج‬


‫المحلي االجمالي االن تقدر ب ا ‪ %2‬وكل المعطيات تشير اذا مااستقر الوضع االمني‬
‫والسياسي فأنه من الممكن ان تصل هذه النسبة الى مرتبة متقدمة مهمة خالل ‪-4‬‬
‫‪ 5‬سنوات ومن الطبيعي ان وراء ذلك اسباب عديدة على راسها توقف ‪ %90‬من‬
‫مشاريع هذا القطاع العاقات تخص الجانب المالي والفني واالمني‪.‬‬

‫وللمكانة المهمة للصناعة والصناعيين فقد احتل القطاع الخاص مكانه‬


‫متميزة في سلم اهتمامات الدوله وتحديداً منذ سنة ‪ 1921‬تأريخ تأسيس الدولة‬
‫العراقية وحتى عام ‪ 1950‬حيث منح هذا القطاع الكثير من اشكال الدعم والعون‬
‫المادي ولقد اتضح دور الدولة من خالل اصدار سلسلة من التشريعات القانونية‬
‫الخاصة بتشجيع القطاع االخاص ومنها تشريع قانون تشجيع المشاريع الصناعية‬
‫رقم ‪ 114‬لعام ‪ 1929‬الذي اسهم في تشجيع القطاع الخاص سيما المستثمرون‬
‫العراقيون اذ حدد االعفاءات من ضريبة الدخل لمدة عشر سنوات ومن بعض‬
‫الضرائب بنسب متفاوته‪.‬‬

‫لقد ورث االقتصاد العراقي في ظل المرحلة الحالية واقعاً صناعياً يتسم بالتخلف‬
‫و‪ ...‬بالعديد من المشكالت والمعوقات التي تحد نشاطه وقدرته على العمل في ظل‬
‫السياسة االقتصادية الجديدة التي تتسم بحرية التجارة واعتماد اليات السوق والمعايير‬
‫ال من االجراءات االدارية التي كانت تعتمد في‬
‫االقتصادية في تخصيص الموارد بد ً‬
‫السابق في ظل تزايد الضغوط االقليمية والدولية المحيطة بالعراق ومن هنا اصبحت‬
‫الحاجة ملحة لدراسة كل خطوة في رسم السياسة االقتصادية النها تعنى رسم سياسة‬

‫‪69‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫العراق ومنها السياسة الضريبية ومن هنا اصبحت الدول تتسابق لتطوير انظمتها‬
‫الضريبية بحيث تكون الضريبية اداة مشجعة للتنمية االقتصادية ومنها تنمية القطاع‬
‫الصناعي الخاص وتنشيط الصادرات عن طريق مساعدة المنتجات المحلية في‬
‫الصمود امام السلع االجنبية بفعل ترشيد االعفاءات الضريبية ودراستها من الناحيه‬
‫الفنية واالقتصادية ومعرفة مدى استفادة االقتصاد لكل منها‪..‬‬

‫يكمن دور الضرائب في تشجيع التنمية واالستثمار من خالل الحوافز التي‬


‫تمنحها ولكن السؤال المطروح هو‪-:‬‬

‫هل ان الحوافز الضريبية كافية لخلق بيئة مشجعة لتنمية القطاع الصناعي‬
‫الخاص؟‬

‫هذا السؤال هو الذي نحاول االجابه عليه من خالل دراستنا للقطاع الصناعي‬
‫الخاص في العراق واهمية الحوافز بالنسبة له‪.‬‬

‫الحوافز الضريبية‬
‫عادة ما تستخدم من قبل االنسان والهيئات والدول كأداة للتشجيع على‬
‫الحوافز ً‬
‫دخول نشاط او الولوج الى فرع من فروع المعرفة او تنمية قطاع من القطاعات في‬
‫مختلف مناحي الحياة وما يهمنا في هذا المبحث هو معرفة ماهية الحوافز الضريبية‪.‬‬

‫مفهوم الحوافز الضريبية‬


‫هناك عدة تعريفات للحافز الضريبي وسوف اعرض الهمها وكاالتي‪-:‬‬

‫اوالً– عرفت االمم المتحدة الحافز الضريبي بأنه (منح امتياز خاص ينتج عن نفقات‬
‫عامة – مساهمة مالية – ترتبط بانشاء او حيازة او توسيع او ادارة او تسيير‬
‫او تنفيذ اوالستثمار يقوم به طرف متعاقد او غير متعاقد في اقليمه)(‪.)1‬‬
‫‪70‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ثانياً– الحوافز الضريبية (تدابير او اجراءات معينة يتخذها المشرع وفقاً لسياسة‬
‫ضريبية معينة بقصد منح مزايا واعتمادات ضريبية لتحقيق اهداف معينة)(‪.)2‬‬

‫ثالثاً– الحوافز الضريبية‪ -:‬ميزة اقتصادية قابلة للتقدير تقدم لفعالية انتاجية معينة‬
‫او النواع من الفعاليات وبتوجيه من الحكومات لتشجيعها للتصرف بالشكل‬
‫المرغوب وتهدف الى زيادة معدل العائد او تخفيف حزمة التكاليف (‪.)3‬‬

‫رابعاً– التيسيرات الضريبية التي يمنحها المشرع لالنشطة المختلفة لتحقيق اهداف‬
‫معينة(‪.)4‬‬

‫خامساً– الحوافز الضريبية‪ -:‬نظام يتم تصميمه في اطار السياسة المالية للدولة‬
‫بهدف تشجيع االدخار واالستثمار ويتفاوت بين دوله واخرى حسب ظروف‬
‫كل دوله وتوجيههما بما يتفق وتحقيق االهداف االقتصادية واالجتماعية(‪.)5‬‬

‫نخلص الى القول ان الحوافز الضريبية هي اعفاءات وتسهيالت تمنح وفقاً‬


‫الحكام القانون من اجل تحفيز وتشجيع االستثمارات وجذب رؤوس االموال‬
‫وتوظيفها وتوجيهها في القنوات االنتاجية والخدمية في قطاعات االقتصاد الوطني‬
‫المختلفة بما يؤمن للدول تلبية متطلبات خطط البناء القائمه فيها وصوالً للرفاهية‬
‫المنشودة فهي تارةً امتيازات واخرى تدابير واجراءات وثالثة ميزات الى كونها‬
‫تيسيرات ونظم اال ان مايجمعها ويوحدها انها تتخذ من جهة مركزية هي الدولة‬
‫بأجهزتها المختلفة واهدافها كذلك موحده وبعبارة اكثر تركي اًز انها وسيلة اقتصادية‬
‫مالية لتنفيذ سياسة دولة ما هدفها تشجيع النشاط االنتاجي‪.‬‬

‫انواع الحوافز الضريبية‬


‫يمكن النظر الى الحوافز الضريبية من العديد من الزوايا فهي في نظر‬
‫الصناعي او صاحب المشروع‪-:‬‬
‫‪71‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اءفي مرحلة االنشاء‬‫اوالً– حوافز تؤدي الى تخفيض تكاليف الصناعي سو ٌ‬


‫والتأسيس ام بعد مزاولة النشاط مثل االعفاءات الضريبية ‪.‬‬

‫ثانياً– حوافز تساهم في زيادة العائد الصناعي للمشروع لتخفيض المعدل النسبي‬
‫لمعدل سعر الضريبة‪.‬‬

‫ويمكن النظر للحوافز الضريبية ايضاً من خالل ربطها مباشرةً بالضريبة اي‬
‫من جهة عالقتها باالستحصال الضريبي وهي على نوعين‪-:‬‬

‫اوالً– حوافز ضريبية مباشرة‪ -:‬عبارة عن التخفيف الجزئي او الشامل على‬


‫ضرائب الدخل الذي يجب دفعه في الفترة المعينة‪.‬‬

‫ثانياً– حوافز ضريبية غير مباشرة‪ -:‬وتظهر بعدة اشكال مثل االعفاء من رسوم‬
‫االستيراد ورسوم المبيعات او الرسوم المحلية‪.‬‬

‫وبشكل عام تعتبر الحوافز الضريبية جزء من الحوافز المالية التي تقدم‬
‫لمالكي المشاريع قصد جذبهم الى عملية االنتاج والتصنيع ويمكن تقسيم الحوافز‬
‫الضريبية بحسب انواعها اي قدر تعلقها بأطراف عملية االنتاج كاالتي(‪-:)5‬‬

‫‪ .1‬تقليل المعدل القياسي لضريبة الدخل لتخفيف العبئ الضريبي التاحة الفرصة‬
‫للمستثمر الصناعي واالحتفاظ بنسبة عالية من االرباح وهذا مؤشر من قبل‬
‫الدولة على اهتمامها في اعطاء السوق حرية اختيار االستثمارات االكثر ربحاً‬
‫دون التدخل الحكومي غير الضروري‪.‬‬

‫‪ .2‬حوافز متعلقة باستثمار روؤس االموال كاالستهالك المعجل‪ ،‬بدل االستثمار‪،‬اعادة‬


‫االستثمار‪.‬‬

‫‪ .3‬حوافز متعلقة بالعمالة‪ -:‬كتخفيف اشتراكات الضمان االجتماعي‪ ،‬خصوم من‬


‫االيرادات الخاضعة للضريبة على اساس عدد المستخدمين‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .4‬حوافز متعلقة بالمبيعات‪ -:‬تخفيضات في الضريبة على دخل الشركات على‬


‫اسا س اجمالي المبيعات‪.‬‬

‫‪ .5‬حوافز متعلقة باالستيرادات ‪ -:‬اعفاءات جمركية على المعدات والمواد االولية‬


‫واالجزاء المتعلقة بعملية االنتاج وغيرها‬

‫‪ .6‬حوافز متعلقة بالتصدير‪ -:‬اعفاءات ضريبية على الصادرات‪ ،‬خفض الضريبة‬


‫على الدخول الناشئة من التصدير‪ ،‬منح اعتمادات ضريبية على المبيعات‬
‫الداخلية في مقابل اداء الصادرات وغيرها‪.‬‬

‫‪ .7‬خفض او اعفاء للضرائب المتعلقة بأنشطة التسويق كالترويج واالعالن‬


‫وغيرها‪.‬‬

‫اهداف الحوافز الضريبية‬


‫للحوافز وظائف واهداف متعددة منها االقتصادية والمالية واالجتماعية وكلها‬
‫تصب في خدمة مجمل االقتصاد الوطني ومن ثم المجتمع ككل من خالل ماتقدمه‬
‫من منشطات وخدمات للمساعدة في تهيئة البيئة الصالحة للعمليات االنتاجية‬
‫التي هدفها زيادة الناتج القومي الذي ينعكس على الدخل الشخصي ‪...‬وباالجمال‬
‫يمكن حصر اهم اهداف هذه الحوافز كما في ادناه‪.‬‬

‫‪ .1‬االستمرار في النشاط االنتاجي من خالل دعم المشروعات االنتاجية التي‬


‫تمثل اضافة حقيقة لالقتصاد القومي‪.‬‬

‫‪ .2‬تشجيع االستثمار في معظم القطاعات االقتصادية سيما القطاع الصناعي‬


‫عن طريق جعل عائد االستثمار اكبر من عائد االدخار‪.‬‬

‫‪ .3‬زيادة كفاءة االقتصاد بما يفضي الى زيادة الدخل القومي‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .4‬تحسين ربحية اصحاب المشاريع فمن المعلوم ان ربحية المنتج تزداد من خالل‬
‫حوافز ضريبية معينة بحيث تعمل تلك الحوافز على تحقيق اكبر عائد مالي‬
‫واجتماعي للمؤسسة بما يفضي الى تعظيم االرباح‪.‬‬

‫‪ .5‬زيادة االنشطة المنتجة – حيث تعمل االعفاءات وهي جزء من الحوافز على‬
‫تشجيع اصحاب المهن والمشاريع لدفع الضرائب والمستحقات المستحقة عليهم‬
‫وبالتالي زيادة االنشطة او مساحة االنشطة التي يعملون فيها‪.‬‬

‫‪ .6‬تنشيط الصادرات من خالل مساعدة المنتج المحلي الصمود امام السلع‬


‫االجنبية ومنافستها وذلك باعفاء الصادرات من الضرائب والرسوم كافة‪.‬‬

‫‪ .7‬المساعدة على تحديث بعض او كل الخطوط االنتاجية العاملة بادخال‬


‫تكنولوجيا متقدمة انتاجاً وانتاجية وبذلك يتم طرح منتجات راقية المواصفات‬
‫بكميات اقتصادية وهذا اليتم اال بتشجيع المنتجين على تحديث خطوطهم‬
‫االنتاجية وذلك باعفائهم او تخفيض معدل الضريبة على المكائن او المعدات‬
‫المستوردة لهذا الغرص من الخارج‪.‬‬

‫‪ .8‬توفير فرص عمل حقيقة للسكان القادرين عليه من خالل التوسع في المشاريع‬
‫القائمة او اقامة مشاريع جديدة تحتاج الى ايدي عاملة بمختلف االختصاصات‬
‫لسد الشواغر وملئ الفرص الجديدة‪.‬‬

‫آلية عمل الحوافز الضريبية‬


‫الضرائب اليوم اصبحت تلعب دو ًار هامًا في جميع نواحي الحياة االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية وقد ازدادت هذه االهمية بازدياد تاثيرها على عملية النمو‬
‫االقتصادي وتعاظم دور القطاع الخاص في المجتمعات التي تنهج الطريق الحر في‬
‫بناء اقتصاداتها وكذلك ازدادت اهمية الضريبة باتساع دور الدولة وازدياد تدخلها ناهيك‬
‫‪74‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫عن ان الضريبة اصبحت شابًا عالميًا ونظ ًار لهذه االهمية للضريبة اصبحت الحاجة‬
‫ملحة لدراسة كل خطوة في رسم السياسة الضريبية ولهذا اصبحت الدول تتسابق الى‬
‫تطوير انظمتها الضريبية بحيث تكون الضريبة اداة مشجعه لنمو القطاع الصناعي‬
‫الخاص وتنشيط مفاصل االقتصاد القومي ككل عن طريق ترشيد االعفاءات الضربية‬
‫وهي جزء من الحوافز الضريبية ودراستها من الناحية الفنية واالقتصادية ومعلوم ان‬
‫اهمية الضرائب يكمن في تشجيع االستثمار من خالل الحوافز التي تمنحها والسؤال‬
‫المطروح هو‪ -:‬هل هذه الحوافز الضريبية كافية لخلق بيئة استثمارية ضمن منظومة‬
‫العوامل التي تلعب دو ًار كبي ًار في ذلك حيث ان هناك منظومة متكاملة من العوامل‬
‫التي تلعب دور في تشجيع حركة االستثمار المحلي واالجنبي والحوافز الضريبية واحد‬
‫من تلك العوامل‪.‬‬

‫ونحكم على فاعلية ونجاح الحوافز الضريبية في تحقيق اهدافها من خالل‬


‫المعيارين التاليين‪-:‬‬

‫‪ .1‬معيار الكفاءة فالبد من ان نقارن بين منافع الحوافز الضريبية وتضحيات‬


‫الدولة مقابل منح هذه الحوافز‪.‬‬

‫‪ .2‬معيار الفاعلية لبيان مدى تحقيق الحوافز الضريبية الهدافها في تحقيق التراكم‬
‫الراسمالي وزيادة عدد المشروعات الجديدة وزيادة القيمة المضافة لهذه المشروعات‪.‬‬

‫وما دمنا في دراسة موقع الحوافز الضريبية من مجمل محفزات نمو القطاع‬
‫الصناعي الخاص واالستثمار بشكل عام البد من التطرق الى راي مفادة ان‬
‫الحوافز الضريبية فقدت الكثير من اهميتها وهذا راجع العتبارها شئ مفروغ منه‬
‫فهذه الحوافز مطبقه في كافة دول العالم بدون استثناء وهي بهذا التناول شئ‬
‫متوفر وليس نادر وكمثال على ذلك ليست كل الدول تملك حجم سوق كبير لكن‬
‫كل الدول تطبق نظام للحوافز الضريبية هذا الراي على طرحه واقترابه من الصح‬
‫‪75‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫او الخطا يبقى راياً له مؤيده وهو وارد في االدبيات االقتصادية لكن اليعني هذا‬
‫عدم االهتمام بتقديم الحوافز الضريبية فهي تعمل في جو من التفاعل بينها وبين‬
‫بقية عوامل نمو القطاع الصناعي الخاص االساسية وللتدليل على ذلك نالحظ‬
‫في الجدول التالي مدى اهتمام الدولة التركية بالحوافز الضرورية حيث وضعت‬
‫لها برنامجاً خاصاً بها مرتب فيها نوع الحافز بحسب اهمية القطاع االقتصادي‬
‫ونوعية االستثمار وحجمه لتنمية القطاعات االقتصادية ‪.‬‬
‫جدول (‪)1‬‬
‫يبين نظام حوافز االستثمارات في تركيا‬

‫المصدر‪ //‬عن موقع ‪Inrestment in Turkey www.inrest.tr/ar.inuestinturkey :‬‬

‫‪76‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اثر حركة الحوافز الضريبية (كلفة الحوافز)‬


‫هناك اثار واضحة تتركها حركة الحوافز الضريبية باتجاة مختلف القطاعات‬
‫االقتصادية والصناعات والنشاطات النوعية في مجمل خارطة االقتصادات‬
‫الوطنية منها‪:‬‬
‫‪ .1‬التاثير السلبي المباشر على االيرادات وهذا واضح من خالل ما تتكبده الدولة‬
‫نتيجة اعطاؤها الكثير من الحوافز فعلى سبيل المثال يقدر صندوق النقد الدولي‬
‫حجم النزف المالي من جراء الحوافز الضريبية على الخزينة العامة في االردن‬
‫‪ %2‬من الناتج المحلي االجمالي ((اكثر من ‪ 500‬مليون دينار اردني)) *‬
‫‪ .2‬اعباء ادارية مهمة وخصوصاً اذا كانت الحوافز متروكة للتقدير فاذا تعذرت‬
‫ادارتها بشكل صحيح فان هذه الحوافز ستهئ فرص مهمة للقيام بسلوكيات‬
‫منافية ومشبوهه من قبل القائمين على ادارات الضريبة وموظفي الحكومة‬
‫االخرين والشركات االجنبية والجهات االخرى المستفيدة‪.‬‬
‫‪ .3‬الفائدة المستوخاة من نمو القطاع الصناعي الخاص او اي قطاع اقتصادي‬
‫اخر قد اليساوي او اليعوض الكلف التي تتحملها الدولة نتيجة تشريعها لحزمة‬
‫معينة من هذه الحوافز اي الضريبة او ربما لن تكون هذه الحوافز العامل‬
‫االكثر اهمية في ق اررات الصناعي او المستثمر او رجل االعمال للحصول‬
‫عليها داخل البلد‪.‬‬
‫‪ .4‬نعم ينظر صاحب قرار االستثمار بشكل او باخر للحوافز الضريبية لكن القرار‬
‫الحاسم يعتمد على التالي‪-:‬‬
‫أ‪ .‬االستقرار السياسي‪.‬‬
‫ب‪ .‬مقدار الكلفة لسوق العمل‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ج‪ .‬البنية التحتية ومدى تكاملها‪.‬‬


‫د‪ .‬البساط هو االستق اررية في النظام الضريبي وبعدها ياتي مقدار الضريبة‬
‫على االرباح‪.‬‬

‫‪ .5‬تاثير النسب الضريبية على ق اررات االستثمار يكون اكبر بالنسبة للشركات‬
‫ذات التوجه التصديري منها بالنسبة للشركات التي تبحث عن السوق المحلي‪.‬‬

‫‪ .6‬الشركات الصغيرة تكون اكثر استجابة للحوافز الضريبية من الشركات الكبيرة‪.‬‬

‫‪ .7‬الضرائب الواطئه قد تكون عامال مهما ورئيسياً للشركات التي ال تعمل في‬
‫سوق محدد واحد وانما اسواق متعددة كاالعمال المتعلقة بشبكات االنترنيت‬
‫وشركات التامين والمصارف الن تاسيس شركات ثانوية في بلد يفرض ضرائب‬
‫واطئه يعطيها الفرص بتطوير استراتيجيات للتهرب الضريبي‪.‬‬

‫واقع القطاع الصناعي الخاص في العراق‬

‫تاريخ تشكل القطاع الصناعي الخاص‬


‫يمكن تمييز اربعة مراحل مر بها هذا القطاع وكانت المراحل الثالث االولى‬
‫(‪)6‬‬
‫هي المراحل التي نمى وتجذر وصمد فيها وهي بالتتابع‪-:‬‬

‫اوالً‪ -‬المرحلة الممتدة بين االعوام (‪ -:)1921-1950‬هذه المرحلة تميزت‬


‫باالتي‪-:‬‬

‫أ‪ .‬سيطرة القطاع الصناعي الخاص على االستثمار اي ان مساحته اكبر من‬
‫مساحة القطاع العام التابع للدوله العراقية والسبب هو ان الحكومة في تلك‬
‫الفترة بالكاد ايراداتها تغطي مصروفاتها حيث كانت ايرادات الدولة شحيحة‬

‫‪78‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫جداً (‪ 4‬شلنات بريطانية للبرميل الواحد) وكذلك االمر بالنسبة اليراداتها من‬
‫الضرائب والرسوم ولهذا كانت الدولة ابعد ما يكون عن انشاء او امتالك‬
‫مشاريع استثمارية هنا قام القطاع الخاص ببناء بعض المشاريع الصناعية‬
‫والتجارية‪.‬‬

‫ب ‪ .‬جل ماقامت به الحكومة وقتذ اك هو اعفاء هذه المشاريع من الضرائب‬


‫والرسوم حيث صدر قانون تشجيع الصناعات عام ‪1929‬م وحدد االعفاء‬
‫لمدة ‪ 10‬سنوات لضريبة الدخل و ‪ 15‬سنة للضرائب الكمركية والمواد‬
‫الخام كذلك اعطت الدولة االولوية للقطاع الخاص في عقودها كذلك‬
‫استحدث المصرف الصناعي وقام بمنح الصناعيين بعض القروض‬
‫الميسرة‪.‬‬

‫ج‪ .‬عام ‪ 1935‬تأسس ما يعرف المصرف الزراعي الصناعي وهو ترجمة لفلسفة‬
‫الدولة انذاك في ضرورة التدخل المباشر لدعم الصناعة والصناعيين‪.‬‬

‫د‪ .‬كانت منتجات تلك الفترة منتجات استهالكية كالتبوغ والصناعات اليدوية‬
‫والحرفية والمشروبات الغازية وصناعة المنسوجات والصابون والزيت النباتي‬
‫وكذلك بعض الصناعات االنشائية كاالسمنت والطابوق‪.‬‬

‫ها‪ .‬كانت الحربين العالميتين االولى(‪ )1914-1918‬والثانية (‪)1939-1945‬‬


‫قد القت بضاللتها على هذا القطاع وكذلك احتالل فلسطين (‪ )1948‬واالزمة‬
‫االقتصادية الكبرى (‪ )1929‬هذه االحداث اثرت في تشكل الواقع الصناعي‬
‫العراقي برمته وحتى القطاع العام حيث اتسع الطلب العام مما ادى الى ارتفاع‬
‫االسعار وااليجارات والبحث عن بدائل للسلع المستوردة مما حدا بالصناعيين‬
‫البحث عن الفرص الحقيقية واقامة صناعات يحتاجها الناس وتلبي الطلب‬
‫المحلي‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ي‪ .‬شهدت هذه الفترة ايضاً انبثاق (مجلس االعمار العراقي) بالقانون رقم ‪ 57‬لسنة‬
‫‪ 1950‬وهو يمثل والدة طبيعية لحاجة البلد الى مثل هذه مؤسسة تهتم بالتنمية‬
‫والبناء وهذا المجلس جاء نتيجة الرتفاع عائدات العراق النفطية و اقتران النفط‬
‫باالقتصاد فظهرت الحاجة الى مؤسسة تنموية تهتم بتوظيف هذه العائدات‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬المرحلة الثانية الممتدة بين العامين ( ‪ )1950-1958‬واهم محطاتها‪-:‬‬
‫أ‪ .‬بعد انشاء مجلس االعمار وزيادة واردات العراق النفطية اعلن عن برنامج‬
‫التنمية والتطوير وهنا حصل العراقيون على بعض المناقصات الثانوية‬
‫لمشاريع االعمار واخذت الدولة تشجع القطاع الصناعي الخاص بفسحها‬
‫المجال له في الدخول لالستثمار كل هذا ادى الى بروز قوى منظمة ممثلة‬
‫للقطاع الصناعي الخاص (كاتحاد الصناعات العراقي) مدافعاً عن حقوق‬
‫الصناعيين واخذ هذا االتحاد شكله القانوني عام ‪ 1956‬وكانت اهداف المرحلة‬
‫طبقاً لقانون تاسيسه (تصنيع العراق وحماية الصناعة العراقية)‪.‬‬
‫ب‪ .‬بعد هذا التنظيم لنشاط هذا القطاع والتسهيالت التي حصل عليها فقد قام‬
‫الصناعيون بمبادرات جماعية وزادوا من تنظيمهم وشرعوا بتاسيس الشركات‬
‫الجماعية والشركات المساهمة المحدودة االمر الذي ادى الى زيادة التشغيل‬
‫فقد كان عدد العمال في القطاع الصناعي الخاص (‪ 30507‬عامل) عام‬
‫‪ 1954‬اي ضعف عدد المستخدمين في صناعة النفط البالغ عددهم‬
‫(‪15249‬عامل) في نفس العام واسهم القطاع ب ا ‪ %85.3‬من الدخل القومي‬
‫عام ‪1953‬م وبا ‪ %82‬عام ‪.1956‬‬

‫ثالثاً‪ -‬المرحلة الممتدة مابين العامين (‪2000 – 1958‬م)‪ :‬هذه المرحلة حفلت‬
‫بالعديد من االنظمة الجمهورية وسيطرة االيديولوجيات المختلفة االتجاهات‬
‫فكان ان طبعت هذه المرحلة بما يلي‪-:‬‬

‫‪80‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫أ‪ .‬انحسار مساحة القطاع الخاص بمختلف انشطته حيث هاجر عدد كبير من‬
‫رجال االعمال واصحاب رؤوس االموال والصناعيين مع اموالهم وخبراتهم‬
‫الى خارج البلد مقابل اهتمام الدولة بالقطاع الحكومي بكل اصنافه‪.‬‬

‫ب‪ .‬الفترة ما بعد عام ‪ 1964‬اتسمت بالكثير من التغيرات واهمها‪-:‬‬

‫‪ -‬الحروب وعسكرة المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬التخطيط االقتصادي المرتجل والعشوائي وعدم االعتماد على نمط واضح‬


‫المعالم فكان االقتصاد خليط هجين وفوضوي فهو ال اشتراكي والاقتصاد حر‪.‬‬

‫‪ -‬الحصار االقتصادي والعالقات االقتصادية الدولية المشوهه‪.‬‬

‫‪ -‬شهدت هذه الفترة وتحديداً عقد الستينات تطو اًر خطي اًر بلغ ذروته في التضييق‬
‫على مجمل القطاع الصناعي الخاص وذلك بقيام الدولة بتاميم عدد كبير‬
‫من المشاريع االنتاجية والشركات الصناعية الخاصة الكبرى عام‪.1964‬‬

‫ج‪ .‬اما بعد مايعرف بثورة ‪ 17‬تموز فكانت هذه المرحلة قد شهدت تزايد دور‬
‫الدولة بهدف بناء ما اصطلح عليه في ادبيات تلك الفترة باالقتصاد االشتراكي‬
‫عبر تبني التخطيط المركزي لكل مناحي الحياة والتوجة نحو الزراعة والسيطرة‬
‫على التجارة الخارجية وجعل الصناعة قطاع عام وقطاع الخدمات جعل في‬
‫خدمة متطلبات مايسمونه (بالتنمية والتحوالت االشتراكية)‬

‫د‪ .‬عام ‪ 1973‬تم تاميم الثروة النفطية والسيطرة عليها انتاجاً وتصنيعاً وتسويقاً‬
‫وهنا بدات واردات العراق المالية تتضخم عبر زيادة كميات النفط المصدره‬
‫وهكذا اخذت هذه العائدات بالتصاعد فوصلت الذروة عام ‪ 1980‬حيث بلغت‬
‫‪ 4333.8‬مليون دينار وانعكس ذلك عبر تحويل ماتبقى من النشاطات‬
‫االقتصادية الخاصة ذات الطبيعة الراسمالية الى انشطة ملحقة بمجاالت عمل‬
‫القطاع العام‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ها‪ .‬بعد قيام الحرب العراقية االيرانية (‪ )1980-1988‬انخفضت العائدات النفطية‬


‫بحيث اصبح هناك ضغطًا كبي ًار على االحتياطي من العمالت االجنبية جعلها‬
‫في طريقها للنضوب مما دفع الدولة التفكير في صبغ جديدة للتكيف مع تلك‬
‫المرحلة ومنها اذابة الحدود بين القطاع الخاص والعام في المواقع التي يمكن فيها‬
‫ذلك وابقاء مايسمى بسيطرة الدولة على معظم القطاع العام ومنها القطاع‬
‫الصناعي عبر تبني الدولة لبرنامج اقتصادي جديد عام ‪1987‬م تم بموجبه‪.‬‬

‫‪ -‬بيع عدد كبير من المنشات العامة الى القطاع الخاص ففي خالل عام ‪1989‬م‬
‫باعت الدولة ‪70‬مصنع للمواد االنشائية والغذائية الى القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -‬اطالق الحدود العليا لراسمال الشركات وتقديم قروض ميسرة لها ‪.‬‬

‫‪ -‬اطالق اسعار كثير من السلع التي تصنع في مصانع القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -‬السماح للقطاع الخاص بالدخول في نشاطات منافسة للقطاع العام بمختلف‬


‫مجاالت القطاع الصناعي والتجاري والبنوك‪.‬‬
‫جدول(‪)2‬‬
‫عدد وقيم المعامل المباعة الى القطاع الخاص خالل المدة (‪)1990- 1987‬‬

‫سعر البيع مليون د‪.‬ع‬ ‫العدد‬ ‫نوع الصناعة‬

‫‪132.968‬‬ ‫‪35‬‬ ‫االنشائية‬

‫‪96.896‬‬ ‫‪25‬‬ ‫الغذائية‬

‫‪2.343‬‬ ‫‪6‬‬ ‫النسيجية‬

‫‪4.3350‬‬ ‫‪1‬‬ ‫كيمياوية‬

‫المصدر‪ //‬ﺩ‪.‬عماﺩ عبﺩ ﺍللﻁيﻑ سالﻡ‪( ،‬ﺍلﺩﻭلة ﻭﺍلقﻁـاﻉ ﺍلخـاﺹ فـيﺍلﻌﺭﺍﻕ)‪ ،‬منشﻭﺭﺍﺕ‬
‫بيﺕ ﺍلحﻜمة‪ ،‬بﻐﺩﺍﺩ‪ ،‬ﺍلﻌﺭﺍﻕ‪ ،2001 ،‬ﺹ ‪.185‬‬
‫‪82‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫و‪ .‬كانت الفترة مابين العامين ( ‪1990-1991‬م) فترة تعطيل وتهميش القسم‬
‫االعظم من القطاع الصناعي الخاص جراء دخول القوات العراقية دولة‬
‫الكويت وصدور الق اررات الدولية المعروفة بق اررات الحصار االقتصادي‬
‫وتحصيل حاصل خسر العراق جراء تلك المغامرة العسكرية با ‪ 190‬مليار‬
‫دوالر ناهيك عن الخسائر البشرية وانخفاض الناتج المحلي االجمالي‬
‫بحدود الثلثين نتيجة انخفاض تصدير وانتاج النفط بنسبة ‪ %8.5‬حيث‬
‫تم تدمير معظم قطاعات الصناعة بجناحيها العام والخاص وبشكل عام‬
‫فأن القطاع الصناعي الخاص عانى ردحاً من الزمن وبقي خارج حدود‬
‫ّ‬
‫ورعاية خطط الدولة‪.‬‬

‫ابعا‪ -‬الفترة ما بين (العام ‪ -2003‬والعام ‪2012‬م)‪ :‬في المرحلة التي تلت عام‬
‫رً‬
‫‪ 2003‬دخل القطاع الصناعي الخاص مرحلة من اسوأ المراحل التي مر‬
‫بها حيث العشوائية والتخبط وفقدان الخطط وعدم وضوح ستراتيجية وطنية‬
‫للتنمية والتطوير وفقدان المبادرة نتيجة االوضاع االمنية السيئة ويمكن ايجاز‬
‫اهم سمات هذه المرحلة بما يلي(‪.)7‬‬

‫‪ .1‬هروب روؤس االموال والكفاءات من المنتجين والصناعيين االكفاء ومن الفنيين‬


‫المهرة ولعل ابرز داللة على هذه الحقيقة ارتفاع حجم االستثمارات لدول الجوار‬
‫اذا بلغ عدد المستثمرين العراقيين في االردن نحو ‪ 3927‬مستثمر عام ‪2005‬‬
‫قدر حجم استثماراتهم بنحو ‪ 345.7‬مليار دينار عراقي للعام نفسه‪.‬‬

‫‪ .2‬ضالة دور القطاع الصناعي الخاص في نسب التنمية القطاعية في العراق‬


‫بسبب غياب المناخ االستثماري المالئم وعدم االستقرار السياسي وضعف‬
‫المركز المالي للمستثمر العراقي وتخلف اساليب القواعد المالية للجهاز‬
‫المصرفي‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .3‬ارتفاع نسب البطالة حيث قدرت بعد احداث عام ‪ 2003‬با‪ %35‬من مجمل‬
‫السكان بعمر العمل بسبب التدمير الذي اصاب منشأت القطاع الصناعي‬
‫الخاص والعام وتوقف الكثير منها نتيجة ارتفاع حزمة التكاليف وعدم قدرتها‬
‫على المنافسة في ظل سياسة االغراق السلعي وعدم توفر المواد االولية والطاقة‬
‫والمشتقات النفطية حيث بلغ عدد المنشات الصناعية الخاصة الكبيرة‬
‫والمتوسطة العاملة بلغ نحو (‪ )1634‬منشاة عام ‪2008‬م كانت نسبة المنشاة‬
‫العاملة فيها نحو ‪ %67.6‬من اجمالي عدد المنشات الصناعية واغلبها في‬
‫منطقة كوردستان لما تتمتع به هذه المنطقة من ظروف امنية جيدة هذا يعني‬
‫ان ‪ %32.4‬من عدد المنشاة متوقف‪.‬‬
‫‪ .4‬ونتيجة الثار النقاط السالفة الذكر تضاءلت مساهمة هذا القطاع في الناتج‬
‫المحلي االجمالي حيث تراوحت مابين (‪ )% 2.8-1.2‬خالل الفترة (‪-2002‬‬
‫‪ )2008‬وهذا متوقع نتيجة عدم كفاءة المشاريع في تحقيق االيرادات المطلوبة‬
‫والدمار والتوقف وكل العوامل التي ذكرت انفاً‪.‬‬
‫‪ .5‬غياب رعاية الدولة لهذا القطاع تمويالً وحماية ودعماً وتشريعاً بعد ان حصل‬
‫القطاع الزراعي على فرصته المناسبة باطالق وتفعيل المبادرة الزراعية بينما‬
‫القطاع الخاص الصناعي همش واهمل االمر الذي افقد مصداقية الدولة في‬
‫اطالق مبادرة صناعية تنفذ هذا القطاع من االنهيار‪.‬‬

‫سمات القطاع الصناعي الخاص في العراق‬


‫بال شك ان هذا القطاع له مساحة ودور فاعل في مجمل حركة االقتصاد‬
‫العراقي باالضافة الى بقية القطاعات االخرى وهو اثبت كفاءته على مر تاريخه‬
‫من حيث الكم المنتج ونوعه واحالله محل الواردات ومساهمته المتباينة في مجمل‬
‫الناتج القومي العراقي ويمكن اجمال اهم ايجابيات وادوار هذا القطاع باالتي‪-:‬‬

‫‪84‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .1‬القطاع الصناعي الخاص العراقي يمثل ‪ %98.3‬من اجمالي عدد الوحدات‬


‫الصناعية العاملة في العراق والبالغة ‪17752‬منشأة مقابل ‪ %1.5‬مملوكة‬
‫للدولة و‪ %5.2‬ذات ملكية مشتركة لكن هذا التوزيع اليعكس مساهمة كل‬
‫قطاع في اجمالي االنتاج الصناعي فمن المعروف ان شركات القطاع العام‬
‫تمثل العمود الفقري للقطاع الصناعي في العراق اذ انها مسؤولة عن انتاج‬
‫(‪)8‬‬
‫‪ %90‬من اجمالي االنتاج الصناعي في البلد‪.‬‬

‫‪ .2‬الغالبية العظمي من المعامل والمنشأت في هذا القطاع تتسم بضعف المستوى‬


‫التقني فالمكائن والمعدات واالليات قديمة ال تواكب التطورات التكنولوجية‬
‫والمنظومات الحديثة للتشغيل والسيطرة‪.‬‬

‫‪ .3‬تدني نوعية المنتجات الصناعية العراقية – بصفة عامة – فهي بعيدة عن‬
‫المواصفات العراقية التي تتناغم مع المواصفات العالمية بهذا الشكل او ذاك‬
‫سيما منتجات القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ .4‬فوضى التوطن الصناعي وعدم االلتزام بقوانين وقواعد التخطيط العمراني‬


‫وقوانين وتعليمات دوائر البيئة حيث التاثيرات السلبية الناتجة عن تداخل بعض‬
‫المنشات الصناعية مع االحياء السكانية وحواضر المدن‪.‬‬

‫‪ .5‬ضعف االداء االستثماري سيما المشروعات الصناعية المتوسطة والصغيرة ‪.‬‬

‫‪ .6‬التهميش الواضح لهذا القطاع من قبل الدولة سواء كان هذا التهميش متعمداً‬
‫او غير متعمد سيما في الفترة التي تلت عام ‪2003‬م فال تخصيصات‬
‫استثمارية وال دعم مادي او خدمي او تيسير في امور العالقة مع الدوائر ذات‬
‫الصلة مثل دوائر البلدية‪ ،‬الماء‪ ،‬الكهرباء‪ ،‬الضريبة‪ ،‬البيئة‪ ،‬المنتجات النفطية‪،‬‬
‫الصحة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .7‬عدد عمال هذا القطاع قليل فمعامله صغيرة تاخذ في بعض االحيان الجانب‬
‫العائلي وهذا ما يؤكد تخلفه علماً ان عدد عمال المنشأة االقتصادية الكبيرة‬
‫في القطاع الصناعي الخاص في سنة الذروة اي عام ‪1979‬هو ‪ 42‬عامل‬
‫وهذا يبقى من اعداد او نطاق المنشأة الصغيرة بالمعنى االقتصادي بتعبير‬
‫اخر التوجد صناعة كبيرة في القطاع الصناعي الخاص في العراق‪.‬‬

‫اهمية القطاع الصناعي الخاص في العراق‬


‫تحتل الصناعة في اي بلد حي اًز كبي اًر على مجمل الفعاليات االقتصادية‬
‫بقطاعيه الخاص والعام وفي العراق كان القطاع الصناعي الخاص والزال ذو‬
‫اهمية ملحوظة ودور مهم في تحريك عجلة االقتصاد بشكل او اخر ويمكن ايجاز‬
‫اهمية باالتي‪-:‬‬
‫‪ .1‬تسهم منتجاته في سد بعض متطلبات وحاجة العراق من مختلف المنتجات سيما‬
‫الغذائية والنسيجية واالنشائية لتحل محل بعض المستوردات كشركات تصنيع‬
‫الدواجن وااللبان والمياه واالسماك والتعليب وهي تسهم بهذا الرقم او ذاك في الناتج‬
‫المحلي االجمالي وتساهم ايضًا في تامين بعض متطلبات االمن الغذائي‪.‬‬
‫‪ .2‬القطاع الصناعي الخاص يستوعب جزء ال باس به من االيدي العاملة العراقية‬
‫فهو قطاع كما هو معروف عنه محدود العمالة قليل راس المال اذا يبلغ عدد‬
‫المشاريع المسجلة لدى اتحاد الصناعات العراقي اكثر من اربعة االف مشروع‬
‫واكثر من ثالث اضعاف هذا الدعم منتشر على شكل ورش صغيرة غير‬
‫مسجلة وهذا الكم الهائل من المشاريع والورش يعمل على استيعاب الكثيرمن‬
‫(‪)9‬‬
‫العاطلين عن العمل‪.‬‬

‫‪ .3‬للقطاع الصناعي الخاص دور كبير في عملية التنمية االقتصادية ضمن‬


‫الستراتيجية العامة للدوله فهو قطاع متميز عن سائر بقية القطاعات‬
‫‪86‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫االقتصادية االخرى ولحركة السوق ومعروف عن االستثمارات في الصناعة‬


‫استثمارات طويلة االجل وتتميز بعالقتها التشابكية وتتميز بمعدل نمو كبير‬
‫وسريع وقد بينت تجارب الدول المتطورة التي اعتمدت في تموها على القطاع‬
‫الخاص كانت افضل اداءاً من تلك التي اعتمدت على القطاع العام وامامنا‬
‫تجربة الكوريتان خير دليل على ذلك‪.‬‬

‫‪ .4‬الية عمل القطاع الصناعي الخاص واهدافه تختلف عن مثيالتها في القطاع‬


‫العام فهدف الربح وانعدام البيروقراطية والسعي وراء المنافسة في النوعية‬
‫واستقطاب الجمهور كلها عوامل تدفع نحو تنافس المشاريع مع بعضها ومع‬
‫منشات القطاع الحكومي وبالتالي يكون الهدف تقديم افضل المنتجات‬
‫باالسعار التنافسية ممايعني السعي الى تطوير المنشاة االقتصادية ورفع قدرتها‬
‫االنتاجية االمر الذي يفضي الى تحفيز االبداع وتشجيع االبتكار والتطوير‪.‬‬

‫اهم معوقات القطاع الصناعي الخاص‬


‫‪ .1‬مشكلة التمويل‪ /‬واجه القطاع الصناعي الخاص الكثير من المعوقات قبل‬
‫وبعد عام ‪2003‬م كبدته خسائر فادحة ادت الى توقف الكثير من مصانعه‬
‫عن االنتاج فالتمويل يمد هذا القطاع باالموال عن طريق القروض الميسرة‬
‫وتامين الحد االدنى من راس المال التشغيلي من شانه ان يعيد تشغيله ويعيد‬
‫نشاطه في االنتاج واسهامه بتطوير االقتصاد عامه مما يحل الكثير من‬
‫مشاكل المجتمع وعلى راسها البطالة التي يعاني منها وبشكل مزمن الشباب‬
‫العراقي ان تخلف المصارف الحكومية واالهلية عن مواكبة عمل هذا القطاع‬
‫وعدم تقديم تسهيالت مالئمة له خاصة مايتعلق بأسعار الفائدة العالية حيث‬
‫يعامل هذا القطاع حالياً معاملة تجارية بحته حاله حال اي زبون اليتمتع‬
‫بضمانات وعلى سبيل المثال ان االقتراض من المصارف الحكومية يكون‬
‫‪87‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫باسعار فائدة التتعدى ‪ %9‬لكن جزء من المصارف التعطي القروض الكافية‬


‫وكذلك ضماناتها عالية مما يجعل الصناعي يتجه الى المصارف االهلية‬
‫عالية سعر الفائدة التي قد يصل الى ‪.%15‬‬

‫وهذا تحجيم لهذا القطاع ووضع العصي في عجلة تقدمه وتطوره ولدينا‬
‫شواهد تاريخية كثيرة لدول مرت بنفس ما مر به العراق من ظروف حروب‬
‫وحصار وعسكرة وتدمير البنى التحتية لكنها تخطت هذه المرحلة كالمانيا وكوريا‬
‫الجنوبية حيث استطاعت الوقوف على احسن ما يكون بفضل الدعم الالمحدود‬
‫للدول التي سعت الى التخلص من ماضي الحروب وتبعاتها والسير في طريق‬
‫التنمية والتطور بتدابير اقتصادية عقالنية عملية‬

‫‪ .2‬يكمن دور الضرائب في تشجيع الصناعة والصناعيون من خالل الحوافز التي‬


‫تمنحها الدول بأوجهها المختلفة ولكن هل ان الحوافز الضريبية في العراق‬
‫اصبحت فعالً من العوامل التي تشجع على ذلك؟ نقول وبكل اسف اصبحت‬
‫الضرائب والرسوم والقوانين الضريبية وعملية التحاسب الضريبي وكل ما يتعلق‬
‫باالدارة واالنظمة الضريبية هذه كلها اصبحت عبئاً على المستثمر حيث ان‬
‫القائمين على هذا الجانب لم يفكروا بأن الضريبة لها وزناً كبي اًر في االقتصاد‬
‫فهو ليس وزناً مادياً ملحوظاً لكنه وزناً نوعياً في التخطيط والتوجيه وتصحيح‬
‫االختالل والحد من التفاوت االقتصادي صحيح ان االقتصاد العراقي اقتصاد‬
‫ريعي مما يجعل الضريبة ذات اثر محدود في الناتج المحلي االجمالي حيث‬
‫تشكل ‪ %95‬ايرادات تفطية منه وبقية النسب هي رسوم وضرائب مباشرة‬
‫وغير مباشرة ورغم ذلك فان الضريبة في العراق بدل ان تصبح من عوامل‬
‫جذب المستثمر اصبحت من العوامل الطاردة ومن المعوقات االساسية في‬
‫عمل القطاع الخاص العراقي وكما سيفصل الحقاً‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .3‬مشكلة الطاقة بضمنها (الكهرباء والمحروقات) فهذان العنصران التشغيليان قد‬


‫حدا من العملية االنتاجية حيث االنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وبدائلة‬
‫ال تاتي بنفس الكفاءة والقدرة والكلفة‪.‬‬

‫‪ .4‬شحة المواد االولية و رداءة مواصفاتها وارتفاع اسعارها ممايعني ارتفاع حزمة‬
‫التكاليف و رداءة مواصفات المنتج االمر الذي يضيق فرص المنافسة مع‬
‫المنتجات االجنبية في ضوء السياسة المتبعة من قبل الدولة (االغراق السلعي)‬
‫لكل نوعيات السلع بمعنى عدم السعي الجدي القرار قانون التعرف الكمركية‬
‫من اجل حماية المنتج الوطني‪.‬‬

‫‪ .5‬ضعف المستوى التكنولوجي فال خطوط حديثة تتماشى مع التطور العالمي‬


‫فنياً واقتصادياً الن هذا الجانب له اثر كبير في تقدم مواصفات المنتج وتقليل‬
‫كلفته ودعم مكانته في االسواق‪.‬‬

‫‪ .6‬البيروقراطية واالساليب الطاردة للمستثمر سيما المحلي صاحب الشأن ضعيف‬


‫القدرة المالية المتبعة من قبل معظم دوائر الدولة ابتداء من دائرة (التنمية‬
‫والمساعدات العامة) في و ازرة الصناعة الى هيئات االستثمار في المحافظات‬
‫الى دوائر بلدية والبيئة والصحة وتوزيع المنتجات النفطية الى الضريبة وخير‬
‫دليل على سوء تعامل هذه الدوائر مع هذا القطاع قيام دائرة توزيع المنتجات‬
‫النفطية في الفرات االوسط بتخفيض حصة المعامل من المحروقات الى ‪%25‬‬
‫من حاجتها الفعلية دون اي مسوغ وللوقت الحاضر‪.‬‬

‫‪ .7‬للجانب االمني دور كبير في توفير البيئة المالئمة للعمل واالستم اررية فمعظم‬
‫مصانع هذا القطاع تعمل االن بوجبة واحد (‪8‬ساعات) يوميًا وهي الوجبة الصباحية‬
‫بعد ان كانت تشتغل ثالث وجبات (‪ 24‬ساعة) وكل هذا مرده خوف العمال‬
‫واصحاب المعامل من العمل في المساء الضطراب الوضع االمني‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .8‬االفتقار للبيئة التشريعية الساندة للقطاع الخاص والتي من شانها سن تشريعات‬


‫مشجعة للصناعة بما يتماشى مع توجه العراق صوب اقتصاد السوق فال زالت‬
‫جميع التشريعات الحالية تعتمد النظام الشمولي المركزي وحتى قانون رقم ‪13‬‬
‫لسنة ‪ 2006‬فيه الكثير من الثغرات بما ال يجعله القانون المطلوب لتشجيع‬
‫االستثمار والصناعة وعلى سبيل المثال ال الحصر ال يتضمن هذا القانون‬
‫اي نص يطمان المستثمر على ملكية االرض التي سوف ينشأ عليها المصنع‬
‫المزمع اقامته من قبل الصناعي وهذه ثغرة كبيرة يجب عدم اغفالها لطمأنه‬
‫المستثمر‪.‬‬

‫‪ .9‬تدهور قطاع البنى التحتية والخدمات العامة فمن خالل المسوحات الميدانية‬
‫المتكررة التي تقوم بها و ازرة الصناعة بين الفنية واالخرى وكذلك اتحاد‬
‫الصناعات العراقي في المركز والمحافظات تبين ان عدد اليستهان به من‬
‫معامل القطاع الصناعي الخاص موزعه ومشتته في المناطق التجارية‬
‫والسكنية فال توطن صناعي مدروس مما يفرض ضرورة التفكير النشاء‬
‫المناطق الصناعية ذات المواصفات الوطنية المعمول بها او بمثيالتها في‬
‫معظم دول الجوار على االقل وليس التوطن العشوائي الذي يراكم مشكلة‬
‫الخدمات الضرورية التي ال غنى عنها كالماء والكهرباء والصرف الصحي‬
‫واالتصاالت والطرق والنقل وكلها امور غاية في االهمية لنهوض القطاع‬
‫الصناعي الخاص‪.‬‬

‫‪ .10‬هجرة الكثير من الطاقات البشرية من القطاع الخاص الى العام وهذا بحد‬
‫ذاته خسارة للقطاع الصناعي الخاص وسبب رئيسي لظهور االثار االنكماشية‬
‫عليه وسبب ذلك يعودلالجور العالية في القطاعات الحكومية ولو اجرينا مقارنة‬
‫بينها وبين نظيرتها في القطاع الخاص نجد ان رواتب القطاع العام اعلى من‬

‫‪90‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫رواتب القطاع الخاص باكثر من ‪ 15‬ضعفاً فمن حق العامل والحال هذه ترك‬
‫(‪)10‬‬
‫العمل في القطاع الخاص ويتجه للعمل في القطاع الحكومي‪.‬‬

‫‪ .11‬التهميش القسري للقطاع الخاص سيما الصناعي وهذا يتضاد مع توجيهات‬


‫الحكومة وتطلعات اصحاب المصالح في هذا القطاع خاصة في مجمل‬
‫تخصيصات الموازنات السنوية حيث التفاوت الشاسع في األولويات بين‬
‫القطاعات االقتصادية المكونة للموازنة فقطاعات االمن والطاقة تحظى بنسبة‬
‫كبيرة للغاية (‪ )% 40 ،% 20‬في حين ان مايخصص لقطاعات مهمة مثل‬
‫الزراعة واالسكان والنقل هي (‪ )% 1.32 ،% 1.9‬على التوالي وكال‬
‫القطاعين اي االمن والطاقة ال يساهمان بشكل كبير في زيادة االنتاج‬
‫واليشجعان بشكل كبير على زيادة االنتاج ونمو القطاع الخاص بل ان دورهما‬
‫يمثل مزاحمة لهذا القطاع خاصة التوظف في قطاع االمن الذي اخذ يسحب‬
‫من حصة القطاعات االقتصادية الرئيسية المكون للناتج في حين ان قطاعات‬
‫رئيسية كالزراعة واالسكان والنقل كأمثلة التحظى بنسب مرتفعة وهي قطاعات‬
‫من المفترض ان تساهم في تشكيل االنتاج وتفعيل مجمل حركة القطاع‬
‫الخاص‪.‬‬

‫لكل هذه االسباب نرى انه بحدود ‪ %90‬من مشروعات القطاع الصناعي‬
‫(‪)11‬‬
‫الخاص متوقفة والذي قيد العمل يعمل بنصف طاقته االنتاجية او ثلثها‪.‬‬

‫دور الحوافز الضريبية في نمو القطاع الصناعي الخاص في العراق‬


‫لقد سعت الدولة العراقية سيما في الماضي القريب والحاضر المعاصر بعده‬
‫خطوات باتجاه تحقيق اصالح شمل كل قطاعات االقتصاد ومنها القطاع‬
‫الصناعي الخاص وادناه اهم بصمات الدولة باتجاه هذا الطريق‪-:‬‬

‫‪91‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اوالً‪ -‬الدستور العراقي‪-:‬‬

‫نالحظ اهتمام المشرع العراقي بالشان االقتصادي والقطاع الصناعي الخاص‬


‫في اهم قانون عراقي وهو قانون القوانين اي الدستور من خالل الفقرات التالية‪:‬‬

‫المادة (‪( -:)23‬الملكية الخاصة مضمونة ويحق للمالك االنتفاع بها او استغاللها‬
‫والتصرف بها في حدود القانون)‪.‬‬

‫المادة (‪( –:)25‬تكفل الدولة اصالح االقتصاد العراقي وفق اسس اقتصادية حديثة‬
‫وبما يضمن استثمار كامل موارده وتنويع مصادره وتشجيع القطاع الخاص‬
‫وتنميته)‪.‬‬

‫ال وحدود استغالله‬


‫وهذا فيما يخص مستقبل القطاع الخاص ومكانته مستقب ً‬
‫وحماية القانون له بل ويتعدى دور الدوله الى تشجيع هذا القطاع والعمل على تنميته‬
‫كما ورد في المادة الالحقة اي المادة (‪ )25‬وياتي اهمية هذا االهتمام بالقطاع الخاص‬
‫كونه مثبت في اعلى وثيقة في الدولة وهو الدستور فهو قانون القوانين ومصدرها على‬
‫االطالق والمحرك والمنظم الرئيسي لكل مفاصل الدولة فللدستور االعلوية على القوانين‬
‫النافذة في الدولة العراقية فعلى الدولة اذن بموجب الدستور تسهيل عمل القطاع الخاص‬
‫او العمل على تنميته ضمانًا لتنمية االقتصاد العراقي ككل ‪ ...‬ورجوعًا للمادة (‪)25‬‬
‫اليشم منها هوية لالقتصاد العراقي وان كان هذا يرتبط بفلسفة الدولة ومنطلقاتها الفكرية‬
‫فالمادة (‪ )25‬تتطرق الى االصالح واسس وضمان االستثمار ولم تتطرق لهوية‬
‫االقتصاد‪ .‬نستطيع معرفة الخطوات الالحقة لعمل الدولة في مجال االصالح‬
‫االقتصادي ‪ ...‬وهو يشمل بال شك كل مناحي الحياة االقتصادية والياتها بما فيها‬
‫الضرائب والحوافز الضريبية فالمراقب للمشهد االقتصادي العراقي يالحظ ان الدولة‬
‫العراقية تفكر اقتصاديًا على طريق الدولة االشتراكية المركزية حيث تتحول الدولة الى‬
‫تاجر كبير ومورد للبضائع والسلع والمشيد للمساكن وناشط كبير في السوق وكان‬
‫‪92‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫نهجها امتداد للنهج االقتصادي السابق فمعظم التشريعات المقدم الى مجلس النواب‬
‫تسير باتجاه الدولة المركزية والدولة تدخل كفاعل قوي في السوق عن طريق و ازرة‬
‫التجارة والصناعة وهذا يعني ان الكثير من القوانين والتعليمات المعمول بها التعمل‬
‫على تشجيع القطاع الخاص كفرضها تعليمات الزامية بشراء منتجات و ازرة الصناعة‬
‫حص ًار من قبل دوائر الدولة االخرى وبهذا تكون الدولة قد تحكمت بالطلب العام عن‬
‫طريق توجيه الطلب الرسمي للدولة باتجاه منتوجات (و ازرة الصناعة) وتحريم شراء‬
‫منتجات القطاع الخاص فاذن نصل الى نتيجة مؤداها وجود تضاد بين تشريعات‬
‫الدولة وبين سلوك الجهاز التنفيذي لتنفيذ هذه التشريعات‪.‬‬

‫اما من جهة شؤون الضريبة وجبايتها والحوافز فالدستور واضح في هذا‬


‫الشان حيث نصت المادة (‪-:)28‬‬

‫اوالً– (التفرض الضرائب او الرسوم والتعدلوالتجبى وال يعفى منها اال بقانون)‪.‬‬

‫ثانياً– (بعض اصحاب الدخول المنخفضة من الضرائب بما يكفل عدم المساس‬
‫بالحد االدنى الالزم للمعيشة وينظم ذلك بقانون)‪.‬‬

‫هذه اهم المواد التي تطرق لها الدستور العراقي فيما يخص الضريبة واسس‬
‫فرضها وحدود استقطاعاتها بما يكفل قانونية تطبيقها وعلى ان التكون عبئًا على‬
‫اصحاب الدخول المنخفضة وهي مواد معقولة ومقبولة اقتصاديًا واجتماعيًا نستطيع‬
‫عدها من محفزات اي استثمار اي تعد من العوامل الجاذبة للصناعي ورجل االعمال‪.‬‬

‫ثانياً– القوانين واالوامر النافذة‪-:‬‬

‫‪ .1‬قانون االستثمار الصناعي للقطاعين الخاص والمختلط رقم (‪ )20‬لسنة ‪-:1998‬‬


‫المعدل حسب ما جاء في خالصة هذا القانون فانه يؤكد ان اصداره جاء‬
‫الجل مواكبة التطور الصناعي وتحقيق النهوض بالقطاع الصناعي الخاص‬
‫‪93‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الذي يمثل جزءاً مهماً من الثروة القومية هذه االهداف كما جاء في مقدمة‬
‫القانون تسعى الدولة الى تحقيقها فهي صاحبة الشان وتلعب الدور المحرك‬
‫عن طريق السعي الى تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتطويرها وتوسيعها‬
‫والتوجه نحو المشاريع المنتجة التي يكون البلد بحاجة اليها ومن اهم مواد هذا‬
‫القانون قيما يخص الضرائب والرسوم وحوافزها مايلي‪-:‬‬

‫❖ المادة (‪ )8‬من الفصل الرابع‪-:‬‬

‫اوالً‪ -‬تعفى المشاريع الصناعية القائمة قبل تاريخ نفاذ هذا القانون من الضرائب‬
‫والرسوم كافة عدا ضريبة الدخل ورسوم االنتاج على انتاج السكائر‬
‫والمشروبات الروحية بما فيها حصة العمال المقرة قانوناً لمدة (‪ )5‬سنوات‬
‫اعتبا اًر من نفاذ هذا القانون‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬تعفى المشاريع الصناعية التي تحصل على اجازة تاسيس بعد نفاذ هذا‬
‫القانون من الضرائب والرسوم كافة عدا ضريبة الدخل و رسوم االنتاج‬
‫المفروضة على انتاج السكائر والمشروبات الروحية بما فيها حصة العمال‬
‫لمدة (‪ )10‬سنوات اعتبا اًر من تاريخ منحها اجازة التاسيس‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -1 -‬تعفى ارباح المشروعات السنوية من ضريبة الدخل وفق النسب المئوية‬
‫في الجدول التالي من صافي االرباح لمدة (‪ )5‬سنوات اعتبا اًر من السنة‬
‫التي يتحقق فيها الربح‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫جدول (‪)3‬‬
‫يبين نسب اعفاء ارباح المشاريع السنوية من ضريبة الدخل‬
‫حسب عائديه المشروع وموقعه‪.‬‬
‫درجة تطور المنطقة‬ ‫نوع المشروع‬ ‫نسبة االعفاء‬

‫للمشاريع المملوكة لألفراد او العائدة المدن المتطورة‬


‫‪%10‬‬
‫للشركات‬
‫للمشاريع المملوكة لألفراد او العائدة في المدن االقل تطو اًر واالرياف‬
‫‪%20‬‬
‫النائية‪.‬‬ ‫للشركات‪.‬‬
‫للمشاريع العائدة للشركات المساهمة المدن المتطورة‪.‬‬ ‫‪%15‬‬
‫للمشاريع العائدة للشركات المساهمة في المدن االقل تطو اًر واالرياف‬
‫‪%25‬‬
‫والقرى النائية‪.‬‬
‫المدن المتطورة‪.‬‬ ‫لشركات القطاع المختلط‬ ‫‪%20‬‬
‫في المدن االقل تطو ًار واالرياف والقرى‬ ‫شركات القطاع المختلط‬
‫‪%30‬‬
‫النائية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬قانون االستثمار الصناعي رقم (‪ )20‬لسنة ‪ 1998‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬تعفى االحتياطات المحتجزة من ارباح المشروع المخصصة لتطويره او‬


‫توسيعه من ضريبة الدخل بما ال يتجاوز نسبة ‪ %25‬في المدن االقل تطو اًر‬
‫واالرياف والقرى النائية‪.‬‬
‫لقد استطاع القانون رقم ‪ 20‬لسنة ‪ 1998‬تجاوز بعض االسباب المعيقه‬
‫لدور القطاع الصناعي الخاص واهمها التاكيد على االعفاء من الضرائب والرسوم‬
‫عدا ضريبة الدخل وكذلك فتح حدود راس المال االسمي للشركات المساهمة‬
‫والمحدودة وربط المبلغ بالكفاية الالزمة لتحقيق اهداف المشروع كما تظهرها‬
‫دراسات الجدوى االقتصادية وامكانات الربح والتوسع المتاحة الى غيرها من‬
‫مخفزات االنتاج الصناعي التي هي ليست من اختصاص بحثنا هذا‬

‫‪95‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫لكن هذا اليعفى من القول ان القانون اصبح ال يلبي متطلبات المرحلة‬


‫الراهنة نتيجةالتوسع الحاصل في الطلب الكلي وقصور العرض على‬
‫ذلك كذلك توسع االسواق وارتفاع الدخول وتنوع السلع والبضائع والخدمات‬
‫وتهميش القطاع الصناعي الخاص ردحاً من الزمن والى االن الن العبرة ليست‬
‫بالقوانين وكثرتها بل باحترام القانون وتطبيقه هذا اضافة الى وجود بعض النواقص‬
‫في القانون نفسه كمسألة تحويل ملكية المشروع ومايصاحبها من فرض رسوم‬
‫مالية باهظة اليوجد اي مبرر لها فما عالقة انتقال الملكية من مالك الى مالك‬
‫بوجود دفع رسوم ال مبرر لها‪.‬‬
‫‪ .2‬امر سلطة االئتالف المؤقته رقم (‪ )38‬لسنة ‪2003‬م‪-:‬‬

‫الذي تم تاكيدهباالمر ‪ 54‬لسنة ‪ 2004‬حيث تم بموجب هذا االمر تعليق‬


‫جميع الرسوم الكمركية المفروضة على االستيرادات الى العراق واستبدالها بفرض‬
‫ضريبة اعمار قدرها ‪ %5‬على جميع البضائع المستوردة الى العراق واعتبا اُر من‬
‫‪ 2004/1/1‬وياتي هذا التخفيف الكبير بعد ان كانت معدالت الضريبة الكمركية‬
‫تتراوح مابين ‪.%200 - %1‬‬
‫‪ .3‬امر سلطة االئتالف المؤقته رقم (‪ )49‬لسنة ‪2004‬م‪-:‬‬

‫بموجب الفقرة (أ) من (‪ )1‬من القسم (‪ )3‬منه تم اخضاع الشركات المحدودة‬


‫والمساهمة والشركات االجنبية في العراق او تلك التي لها مؤسسة دائمه في‬
‫العراق لضريبة على دخلها بنسبة ‪ % 15‬وهذا مستوى مناسب جداً و مشجع‬
‫للمستثمرين وبموجب االمر المذكور اعاله تم تخفيف الضريبة على دخل االفراد‬
‫بشكل كبير جداً اذ كانت تتراوح بين(‪ %)10-40‬واصبحت بموجب هذا االمر‬
‫تتراوح بين (‪.%)3-15‬‬

‫‪96‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫جدول (‪)4‬‬
‫يبين اسعار الضريبة على دخل المقيم وغير المقيم بموجب القانون رقم‬
‫(‪ )25‬لسنة ‪ 1999‬والسعر الجديد للمقيم وغير المقيم وفق االمر(‪)49‬‬
‫لسنة ‪ 2004‬بالدينار‬

‫المصدر‪ /‬وزارة المالية الهيئة العامة للضرائب‪ /‬قسم االعمال التجارية والمهن‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.3‬‬

‫يالحظ من الجدول اعاله ان االسعار الضريبية الجديدة بعد التعديل من قبل‬


‫سلطة االئتالف المؤقتة الذي يحمل الرقم‪49‬لسنة ‪2004‬هذه االسعار تعد‬
‫متواضعة وتكاد تكون صغيرة جداً فهي اذن محفز للصناعيين على االستثمار‬
‫والتوسع واقامة مشاريع وصناعات ومنشات جديدة حيث تبدا هذه االسعار بنسبة‬
‫‪%3‬لتصل الى الحد االقصى البالغ (‪ )% 15‬من (المليون دينار)بالنسبة للفرد‬
‫المقيم وهنا قد يتهم المشرع وهذا امر واقع بمحاباته الصحاب الدخول العالية‬
‫قياساً بالعبئ الضريبي الثقيل الواقع على اصحاب الدخول المحدودة من جراء‬
‫فرض الضرائب غير المباشرة‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .4‬قانون االستثمار رقم (‪ )13‬لسنة ‪2006‬م ‪-:‬‬

‫جاء في اهداف القانون المادة (‪-:)2‬‬


‫ثانياً‪ -‬تشجيع القطاع الخاص العراقي واالجنبي في العراق من خالل توفير‬
‫التسهيالت الالزمة لتاسيس المشاريع االستثمارية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬تنمية الموارد البشرية وتوفير فرص عمل للعمال العراقيين‪.‬‬

‫رابعاً‪ -‬حماية حقوق وممتلكات المستثمرين‪.‬‬


‫اما اهم المواد التي تضمنها هذا القانون لتسهيل تنفيذ االهداف الواردة اعاله‪.‬‬
‫فهي المواد التالية‪-:‬‬

‫المادة (‪ )9‬ثانياً‪ -:‬تبسيط اجراءات التسجيل واالجازة للمشاريع االستثمارية‬


‫ومتابعة المشاريع القائمة منها واعطاء االولوية لها في االنجاز‪.‬‬

‫المادة (‪ )15‬اوالً‪ -‬يتمتع المشروع الحاصل على اجازة من هيئة االستثمار االعفاء‬
‫من الضرائب والرسوم لمدة ‪ 10‬سنوات من تاريخ بدء التشغيل التجاري‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬لمجلس الوزراء اقتراح مشاريع قوانين لتمديد اومنح اعفاءات باالضافة الى‬
‫االعفاءات المنصوص عليها في البند (اوالً) من المادة او تقديم حوافز او‬
‫ضمانات او مزايا اخرى اي مشروع او قطاع او منطقة والمدة والنسب التي‬
‫يراها مناسبة وفقاً لطبيعة النشاط وموقعه الجغرافي ومدى مساهمته وتشغيل‬
‫االيدي العاملة ودفع عجلة التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫ثالثاً‪ -‬للهيئة الوطنية لالستثمار زيادة عدد سني االعفاء من الضرائب والرسوم‬
‫يتناسب بشكل طردي مع زيادة نسبة مشاركة المستثمر العراقي في المشروع‬
‫لتصل الى (‪ )15‬سنة اذا كانت نسبة مشاركة المستثمر العراقي في المشروع‬
‫اكبر من (‪.)% 50‬‬

‫‪98‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫المادة (‪ -:)17‬يتمتع المشروع الحاصل على اجازة استثمار بما ياتي‪-:‬‬

‫‪ .1‬اعفاء الموجودات المستوردة ألغراض المشروع االستثماري من الرسوم على‬


‫ان يتم ادخالها الى العراق خالل ‪( 3‬سنوات) من تاريخ منح اجازة االستثمار‪.‬‬

‫‪ .2‬تعفى الموجودات المستوردة الالزمة لتوسيع المشروع او تطويره او تحديثه من‬


‫الرسوم اذا ادى ذلك الى زيادة الطاقة التصميمية على ان يتم ادخالها خالل‬
‫(‪ 3‬سنوات) من تاريخ اشعار الهيئة بالتوسع او التطوير‪.‬‬

‫‪ .3‬تعفى قطع الغيار المستوردة الغراض المشروع من الرسوم على ان التزيد‬


‫قيمة هذه القطع على (‪ )% 20‬من قيمة شراء الموجودات بشرط ان اليتصرف‬
‫بها المستثمر لغير االغراض المستوردة من اجلها‪.‬‬

‫هذه هي مواد القانون رقم(‪ )13‬لسنة ‪ 2006‬وعند قراءته قراءة متمعنة‬


‫نالحظ ان القانون وتعديالته الالحقة يشكل حاف اًز كبي اًر ومنظماً مهنياً وبرنامجاً‬
‫واقعياً من اجل وضع حركة الصناعة في القطاع الخاص وكان كريماً وسخياً في‬
‫منح التخفيض واالعفاءات من الضرائب المباشرة وغير المباشرة للصناعيين‬
‫والمستثمرين بشكل عام العراقيين واالجانب من اجل تحفيزهم على االستثمار في‬
‫العراق‪.‬‬

‫وبهذا يكون هذا القانون او يمكن اعتباره حجر الزاوية لتطوير ونمو االقتصاد‬
‫العراقي اال انه وبرغم هذه االيجابيات فهو يعاني ايضاً فيما يخص موضوع بحثنا‬
‫من هنات وسلبيات سيما مايخص اغفال اعتماد النسب لالعفاءات الضريبية‬
‫حسب المنطقة واهمية المشروع للمنطقة وكما هو معلوم ان المناطق والمحافظات‬
‫ذات المحرومية العالية والمهمشة سنين يجب ان التتساوى من حيث االعفاء‬
‫الضريبي مع المحافظات محط اهتمام االنظمة السابقة والتي يقل فيها مستوى‬
‫الفقر وترتفع فيها الدخول ومؤشر الرفاهية االجتماعية واالقتصادية معاً‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫كذلك فان الصناعي والمستثمر يجب ان يميز عندما يجازف بامواله وفرصه‬
‫البديلة في حال كون صناعتة او مشروعه ذو كثافة راس المال ومهم وضروري‬
‫بالنسبة لمنطقة التوطن فاهمية المشروع بالنسبة للمناطق يجب ان تكون حوافزه‬
‫مختلفة بين محافظة او اخرى ومنطقة واخرى حسب درجة التطور والمحرومية‬
‫واالهمية وهذا ما اليتوفر في القانون رقم (‪ )13‬لسنة‪ 2006‬وهناك مواضيع اخرى‬
‫تخص هذا القانون ليست من اختصاص بحثنا هذا‪.‬‬

‫أهمية الضرائب والرسوم والحوافز الضريبية في العراق‬


‫ذكرنا ان الحكم على نجاح الحوافز الضريبية في تحقيق اهدافها يكون من‬
‫خالل معيارين االول معيار الكفاءة بالمقارنة بين منافع الحوافز والتكلفه التي‬
‫تتحملها الدول مقابل منح هذه االمتيازات اما المعيار الثاني فهو معيار الفاعلية‬
‫لبيان مدى تحقيق الحوافز ألهدافها فلو اختبرنا هذين المعيارين على واقع القطاع‬
‫الصناعي في العراق نلحظ ان االساس في هذا االختبار هو معرفة وزن الضرائب‬
‫والرسوم في مجمل محددات االقتصاد العراقي فمثالً نلحظ ان التعرفة الكمركية‬
‫من الضرورات التي يجب ان يعمل بها في بلد مثل العراق ولكن تحديدها واقرارها‬
‫لم يكن وليد دراسة مستفيضة وهي لم تفعل لحد االن وحددت مابين (‪)% 20-5‬‬
‫على السلع االعتيادية و(‪ )% 80‬من اسعار المشروبات الكحولية‪.‬‬

‫ولو درسنا بدقة هذه التعرفة وتاثيرها على الواقع فيما لو طبقت نلحظ ما‬
‫يلي‪-:‬‬

‫‪ .1‬الجانب المالي او التمويلي‪ -:‬فمن المعروف ان هناك دول تعتمد على‬


‫االيرادات الكمركية والضرائب كمصدر رئيسي لتمويل موازناتها اما في العراق‬
‫فانها تشكل اقل من ‪ %1‬حيث يفرض ما نسبته ‪ %5‬العادة االعمار فتحولت‬

‫‪100‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫من ‪ %5‬الى ‪ %15‬كرسوم كمركية فالفارق هو ‪ 10‬فزادت االيرادات نظرياً‬


‫من مليار دوالر الى ‪ 3‬ملياروهذه الزيادة ال تشكل شيئاً لبلد موازنته اكثر من‬
‫‪ 130‬مليار عام ‪ ..2014‬وعلى ارض الواقع هذه الحصيلة ال تقدم شيئاً فعلياً‬
‫للمواطن فلو اخذنا جانب الرعاية االجتماعية مثاالً فااليرادات الضريبية ليس‬
‫لها دور بما يقدم لهذا القطاع اذ يحصل اعضاء الشبكة الرعاية االجتماعية‬
‫رواتبهم من الموازنة المخصصة لو ازرة العمل وهي ضعيفة نسبياً وال تتناسب‬
‫مع معدالت الفقر والبطالة‪.‬‬

‫‪ .2‬الجانب االقتصادي‪ -:‬نظرياً وعملياً يجب ان يؤثر تطبيق التعرفة الكمركية‬


‫والرسوم المالية ايجابياً على القطاعين الصناعي والتجاري بما يفضي الى‬
‫تطوير االنتاج كماً ونوعاً في هذين القطاعين لكن فتح الحدود واغراق البلد‬
‫سلعياً بعد العام ‪2003‬م ولحد االن ادى الى تخمة السوق المحلية بالبضائع‬
‫الرخيصة واطئة المواصفات مسبباً تدمي اًر كبي اًر لالنتاج المحلي على مختلف‬
‫المستويات ومسببة استنزافاً للموارد وعلى الجانب االخر في القطاع الزراعي‬
‫فان التعرف الكمركية ال تبنى قطاعاً زراعياً فلوال المبادرة الزراعية ما كان‬
‫يوجد انتاج زراعي وهذا واقع معاش رغم قلة هذا االنتاج (‪.)A‬‬

‫‪ .3‬الجانب االجتماعي‪ -:‬عند فرض قانون التعرفة الكمركية في العراق يفترض‬


‫ان يراعى فيه الجانب االجتماعي اذ انه سيؤدي الى ارتفاع االسعار ‪%25‬‬
‫وهذا امر اكيد وبالتالي فان تاثيرها سيكون سلبياً على الشرائح الفقيرة ومعروف‬
‫ان معدل العوائل التي تعيش دون خط الفقر بين‪ %24-18‬فضالً عن العوائل‬
‫التي تقترب من هذه النسبة (‪.)B‬‬

‫اذن واجماالً فان الجوانب الثالث اعاله التعطي اكلها م ن خالل تطبيق‬
‫قانون التعرفة الكمركية رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 2010‬بسبب اصطدامها بالواقع غير‬
‫‪101‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الطبيعي لمؤشرات االقتصاد العراقي فالدولة ماضية في تبني وتشجيع القطاع‬


‫الصناعي الخاص بموجب تشريعات وق اررات وبرامج واضحة و استراتيجية‬
‫ولكن عدم تحقيق اهداف هذه التشريعات والق اررات والبرامج قد اصبح احد‬
‫سمات اي عملية تقييم للواقع المعاش وهذا واضح من تلمس عدم الرضا لدى‬
‫الشرائح المهمة باالستثمار الصناعي الخاص واستيائها الى الحد الذي قد‬
‫يفسر بعض ميولها نحو المخالفة والخمول والتوجة نحو مجاالت اخرى فمثالً‬
‫مسالة الضرائب ودورها والحوافز الضري بية واثرها سيما االعفاءات نالحظ ان‬
‫هناك ارباك وارتجال بما يؤدي الى فقدان العدالة بسبب تعقيدات التحاسب‬
‫الضريبي ومواصفات االجهزة التي تقوم بهذه المهمة وعجزها عن فهم مقاصد‬
‫التوجهات االساسية للدولة وفشلها في اكثر االحيان ايجاد اليات سهلة وكفوءة‬
‫وخالية من التعقيدات (التي تصل احياناً الى حد تصور انها محاوالت مقصودة‬
‫لالعاقة) لتنفيذ السياسات العليا‪.‬‬

‫اذن الخلل ليس في الجانب التشريعي القانوني بل في الجانب التنفيذي عبر‬


‫المتابعة وحسن التنفيذ واالداء عبر مفاصلها التي تصل اعتاب المستثمر او الصناعي‬
‫صاحب المصلحة الحقيقية والمحرك الرئيسي لعملية تطوير القطاع الصناعي‬
‫الخاص المستثمر في الصناعة في االتجاهات التي استهدفت تشخيصها الحوافز‬
‫الضريبية مثل وجود االسباب الموضوعية في االجهزة المنفذة سيما في اجراءاتها‬
‫فالتشريعات والقوانين في واد والواقع التطبيقي في واد ّاخر حيث صار واضحًا لدى‬
‫اي باحث وصناعي ان المشكلة ليست اعباء رسوم وضرائب يرزح تحت عبئها‬
‫القطاع الصناعي الخاص بل بمواجهة اثر االعاقة لما تستهدفه الدولة وسياساتها من‬
‫رشاوي وبيروقراطية وروتين وضعف االجهزة التنفيذية واختالقه االزمات وهي مشاكل‬
‫تزداد مساحتها ويعظم تاثيرها وبالنتيجة الوصول الى جو وشعور باالحباط والمعاناة‬
‫لدى شريحة الصناعيين والمستثمرين‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫املصادر‬

‫‪ .1‬مؤتمر االمم المتحدة للتجارة والتنمية ((الحوافز)) سلسلة دراسات االونكتاد ‪/‬‬
‫االمم المتحدة نيويورك وجنيف‪ ،2004 ،‬طبع سويس ار‪ ،‬منشورات االمم‬
‫المتحدة‪ ،‬طبع في سويس ار ص‪.11‬‬
‫‪Http://unctad.org/ar/docs/iteiit20035_ar.pdf‬‬
‫‪ .2‬د‪.‬وليد صالح عبد العزيز‪ ،‬حوافز االستثمار وفقاً الحدث التشريعات‬
‫االقتصادية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2005-2004 ،‬ص‪.109‬‬
‫‪ .3‬د‪ .‬رجاء عزيز بندر‪ ،‬تحرير نظم االستثمار المباشر وفعالية الحوافز في جذب‬
‫االستثمار الى العراق‪ ،‬جريدة المدى‪،‬الملحق االقتصادي‪،‬العدد الصادر في‬
‫‪.2010/8/9‬‬
‫‪ .4‬مؤتمر االمم المتحدة للتجارة والتنمية ((الحوافز)) سلسلة دراسات االونكتاد‪/‬‬
‫االمم المتحدة نيويورك وجنيف‪ ،2004،‬طبع سويس ار‪ ،‬منشورات االمم‬
‫المتحدة‪ ،‬طبع في سويس ار ص‪.11‬‬
‫‪ .5‬مؤتمر االمم المتحدة م س ذ‪.‬‬
‫‪ .6‬كريم عبيس حسان‪( ،‬واقع القطاع الخاص العراقي وسبل النهوض به)‪ ،‬مجلة‬
‫كلية االدارة واالقتصاد‪ /‬جامعة بابل‪ ،‬العدد ‪ ،1‬ص ‪.181‬‬
‫‪ .7‬د‪ .‬نبيل جعفر عبد الرضا وبيداء الزبيدي‪ ،‬واقع القطاع الخاص في العراق‪،‬‬
‫الحوار المتمدن‪ ،‬العدد ‪ 3676‬في ‪.2012/3/23‬‬
‫‪ .8‬رئاسة مجلس الوزارء‪ ،‬هيئة المستشارين بالتعاون مع و ازرة الصناعة والمعادن‪،‬‬
‫(الستراتيجية الصناعية في العراق حتى عام ‪ ،)2030‬ملخص تنفيذي‪،‬‬
‫تموز‪2013‬م ص‪.5‬‬
‫‪103‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .9‬جريدة المدى العراقية‪ ،‬الملحق االقتصادي‪ ،‬العدد‪ ،970/‬الصادرة يوم‬


‫االربعاء المصادف ‪.2007/1/13‬‬
‫‪ .10‬ميثم لعيبي‪ ،‬القطاع الخاص والخلل الموروث‪ ،‬جريدة المدى‪ ،‬العدد‪2970/‬‬
‫الصادرة يوم االثنين يوم ‪.2013/6/5‬‬
‫‪ .11‬د‪ .‬ثامر محمود رشيد‪ ،‬منظمة التجارة العالمية وانعكاساتها على واقع القطاع‬
‫الصناعي‪ ،‬جريدة الزمان الصادرة يوم‪.2005/11/29‬‬
‫‪ .12‬عدنان فرحان الجوراني‪ ،‬االثار االقتصادية للتعرفة الكمركية الجديدة في‬
‫العراق‪ ،‬مؤسسة الحوار المتمدن‪ ،‬الحوار المتمدن – العدد ‪ 4344‬الصادرة‬
‫في ‪.2014/1/24‬‬
‫‪www.ahewar.org/debat/show.art.asp?397356‬‬
‫‪ .13‬صحيفة االصالح االردنية االلكترونية الصادرة يوم االربعاء ‪2014/6/11‬‬
‫متواجدة على الموقع‪:‬‬
‫‪Islannews.net/255651.html‬‬

‫‪104‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الدراسة الثالثة‬
‫ضريبة الدخل في الميزان‬
‫تعد الضريبة (ضريبة الدخل) من العناصر التي تساهم في دعم االيرادات‬
‫الخاصة بالدولة والتي تفرض على االفراد وفق قواعد وقوانين معينه والتي يمكن‬
‫اعتبارها من الضرائب المباشرة التي لها االثر الكبير في تحقيق االهداف الخاصة‬
‫بالسياسة المالية وتدوير عجلة االقتصاد ويهدف البحث الى الوقوف على الحجم‬
‫الحقيقي لاليرادات الضريبية في العراق ومدى مرونة تفعيل هذا النوع من الضريبة‬
‫وقد استتج الباحثان ان ضريبة الدخل رافد مهم واساسي من روافد الحصيلة‬
‫الضريبية في جميع انحاء العالم اال ان نسبتها ضعيفة في االقتصاد العراقي‬
‫بسبب الثغرات الموجودة في قانون ضريبة الدخل وان االصالح الضريبي هو‬
‫نقطة االنطالق نحو النهوض بواقع الحصيلة الضريبية في العراق‪.‬‬

‫تعتبر ضريبة الدخل واحدة من اهم العناصر التي ترفد خزينة الدولة‬
‫باإليرادات للمساهمة مع بقية العناصر لتغطية النفقات العامة وتجبر االفراد‬
‫بالمساهمة في االعباء العامة عن طريق فرض الضرائب عليهم وفقاً لنظام فني‬
‫معين يقوم على مجموعة من القواعد والمبادئ التي تحكم سلوك الدولة والتزام‬
‫االفراد بأداء الضريبة وأهمها على االطالق ضريبة الدخل وهي من الضرائب‬
‫المباشرة وترجع أهمية هذا النوع من الضرائب مع غيرها الى الدور الذي تلعبه‬
‫في تحقيق أهداف السياسة المالية وما ينتج عنها من آثار اقتصادية واجتماعية‬
‫فهي مهمة كما قلت للحصول على االموال الالزمة لتمويل النفقات العامة وكذلك‬
‫تلعب دور كبير في إعادة توزيع الدخل والثروة بهدف تقليل الفوارق بين الطبقات‬
‫االجتماعية وتعمل على استهالك السلع المرغوب فيها اجتماعياً وتحارب استهالك‬

‫‪105‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫بعض السلع الضارة بالصحة العامة بشكل عام والسيما في العراق كبلد نامي‬
‫يفترض ان تعمل ضريبة الدخل وغيرها من الضرائب على تعبئة الموارد‬
‫االقتصادية وتوجيهها لخدمة أهداف التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫إال أن واقع الحال يعكس غير هذه الحقيقة للعديد من االسباب التي‬
‫سوف تتناولها في هذا البحث كتدني الوعي الضريبي والتهرب من اداء هذا‬
‫المسؤولية وضعف دور الضريبة في فرض واقع ملموس عن طريق تقديم‬
‫خدمات حقيقية معاشهللناس وهذا ما سوف نعالجه في بحثنا هذا عن طريق‬
‫دراسة واقع حال مستوى االداء الضريبي في العراق وما يجب ان يكون عليه‬
‫حتى يمكن أن يؤدي الدور المسند اليه عن طريق دراسة مؤشرات اقتصادية‬
‫واضحة سيما الموجودة في دول تشابه العراق في ظروفه االقتصادية والمالية‬
‫ثم بعد ذلك البحث عن االسباب والمعوقات وتشخيصها بعدها التطرق ما أمكن‬
‫الى ابرز الحلول والمقترحات والتوصيات التي من شأنها تفعيل دور ضريبة‬
‫الدخل في العراق‪.‬‬

‫ما هي ضريبة الدخل؟‬


‫ً‬
‫اوال ‪ /‬الرضيبة بشلك اعم‪:‬‬

‫(فريضة يدفعها الفرد بصورة إجبارية ونهائية الى الدولة او احدى هيئاتها العامة‪،‬‬
‫مساهمة منه في تحمل االعباء العامة والتعبير عن التضامن االجتماعي والمواطنة‬
‫دون ان يتوقع الحصور على منفعة خاصة به)(‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬جريدة الوقائع العراقية‪ ،‬و ازرة العدل العراقية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد ‪ ،2917‬سنة ‪.1982‬‬

‫‪106‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫والضريبة بهذا المعنى تحمل خصائص مهمة هي‪-:‬‬

‫‪ .1‬الصفة النقدية‪ :‬التعبير النقدي للضريبة اصبح البد منها واصبح يتماشى مع‬
‫وفي ظل اقتصاد مالي متطور ولم يعد التعبير العيني موافقاً لذلك‪.‬‬

‫‪ .2‬الصفة االلزامية‪ :‬عنصر االجبار ضروري في تحصيل الضريبة وان سعت‬


‫الدولة الى رفع الوعي الضريبي فعقوبة القانون مهمه في جباية الضريبة‪.‬‬

‫‪ .3‬الصفة النهائية‪ :‬الضريبة عندما تجبى تدخل الخزينة بشكل نهائي غير قابل‬
‫للرد وان كان من حق المواطن تقديم طعن ولكن ليس قبل الدفع‪.‬‬

‫‪ .4‬دفع الضريبة‪ :‬تعبير عن المواطنة والتضامن االجتماعي فالضريبة ترسيخ‬


‫لعقيدة التكافل االجتماعي وهذا يعني عدم دفع الضريبة مساس في وطنية‬
‫المكلف وال نريد هنا الخوض في نظريات االساس الشرعي في فرض الضريبة‬
‫فالسلطة السيادية الواسعة النطاق التي تتمتع بها الدولة تجعلها وتحضها قانونياُ‬
‫وتبرر لها فرض الضريبة واالدب االقتصادي يعتمد نظريتين لتفسير االساس‬
‫الشرعي لفرض الضريبة وهما‪:‬‬

‫أ‪ .‬نظرية المنفعة المتبادلة والعقد االجتماعي" وفحواها وجود عقد مالي بين‬
‫االفراد والدولة يلتزم بموجبه االفراد بدفع الضرائب مقابل التزام الدولة بتقديم‬
‫خدمات عامة‪.‬‬

‫ت‪ .‬نظرية التضامن االجتماعي الموجود بين افراد المجتمع الذي يستدعي‬
‫تظافر وتكاثف جهود المواطنون في مواجهة اعباء التكاليف العامة‪.‬‬

‫واستكماالً للموضوع فان الضرائب تخضع لعدة قواعد منها باختصار‪-:‬‬

‫‪ .1‬قاعدة العدالة والمساواة‪ :‬فالكل يقع عليهم العبئ الضريبي بالتساوي عمودياً‬
‫وافقياً ‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .2‬قاعدة اليقين‪ :‬اي يجب ان تكون التشريعات الضريبية واضحة ويقينيه وال تقبل‬
‫التأويل ‪.‬‬
‫‪ .3‬قاعدة المالئمة‪ :‬ونعني بها اختيار الوقت المالئم لتحصيل وجباية الضريبة‪.‬‬

‫‪ .4‬قاعدة االستقرار‪ :‬وتعني قدرة النظام الضريبي استخدام السياسات المالية‬


‫بسهولة لتحقيق النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪ .5‬قاعدة االقتصاد‪ :‬اختيار الدولة لوسائل غير مكلفة ومختصرة‪.‬‬


‫ضريبة الدخل‪ -:‬هناك عدة انواع من الضرائب والتي يهمنا في هذا البحث هو‬
‫ضريبة الدخل التي تعتبر من الضرائب المباشرة وهي جزء من تقسيمات‬
‫الضرائب حسب الوعاء الضريبي‪.‬‬
‫الوعاء الضريبي‪ -:‬المادة او المال الذي سيتخذ اساساً لفرض الضريبة وتسمى‬
‫الضريبة باسم المال الذي تفرض عليه‪ ،‬فالضريبة التي وعائها الدخل تسمى‬
‫ضريبة الدخل والتي وعائها العقار تسمى الضريبة العقارية وهكذا بالنسبة‬
‫لضريبة التركات أو ضريبة االستهالك‪...‬الخ وبعد ان حدد ماهية الوعاء‬
‫الضريبي يمكن تقسيم الوعاء الضريبي الى ما يلي‪-:‬‬
‫‪ .1‬الضرائب على الدخل اي ضريبة الدخل ‪:‬وهنا الدخل هو الوعاء الضريبي‬
‫فالدول الحديثة تعتمد على الدخل ألنه المعيار االمثل للتعبير عن مقدرة‬
‫المكلف وتحقيق العدالة ومراعاة الظروف الشخصية واالجتماعية للمكلفين‬
‫ويمكن القول ان هناك اسلوبان في فرض الضرائب على الدخل‪-:‬‬
‫أ‪ .‬الضرائب العامة على الدخل أي ان تكتفي الدولة بفرض ضريبة واحدة‬
‫عامة على مجموع الدخل‪.‬‬

‫ب‪ .‬الضرائب النوعية على فروع الدخل أي أن تقوم الدولة بفرض ضرائب‬
‫متعددة على كل فرع من فروع الدخل‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .2‬الضريبة على راس المال‪ :‬سابقاً كانت من أهم أنواع الضرائب باعتبار ان ثروة‬
‫الشخص افضل معيار لتوزيع االعباء الضريبية إال أن هذه االهمية تضاءلت‬
‫ألسباب عديدة وبدأ ينظر لها على انها كابحة للنشاط االقتصادي ومن اهم‬
‫ضرائب رأس المال ضريبة العقار‪ ،‬الضرائب االستثنائية على راس المال التي‬
‫تفرض اثناء الطوارئ وضريبة التركات وهي ضرورية للتقليل من تفاوت الدخل‬
‫ومصدر ايراد مهم للخزينة‪.‬‬

‫‪ .3‬الضرائب على اإلنفاق‪ :‬وهي نتيجة انفاق االفراد على عملية االستهالك او‬
‫االنتاج او ممارسة التجارة الخارجية وهي بأنواع مختلفة مثل الضرائب على‬
‫استهالك السلع الضرورية والسلع الكمالية والضرائب الكمركية‪.‬‬

‫‪-‬اهداف ضريبة الدخل بشكل عام‪-:‬‬

‫اوالً‪ -‬االهداف المالية‪ :‬حيث ترفد الخزينة باإليرادات الالزمة لتمويل النفقات‬
‫العامة الحكومية في كل سنة لتمويل النفقات الحكومية‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬االهداف االقتصادية‪ :‬حيث تساهم الضريبة في تحقيق التوازن االقتصادي‬


‫عن طريق التحكم بمقدار الضريبة باالعتماد على دراسة تأثير الحالة‬
‫االقتصادية السائدة في الموازنة العامة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ -‬االهداف االجتماعية‪ :‬تعمل الضريبة على استقرار الدخل العام الذي يساهم‬
‫في دعم الفئات السكانية ذات الدخل الواطئ من خالل دعمهم مادياً وسلعياً‪.‬‬

‫كل هذه االهداف هي عامة ويمكن اشتقاق بعض االهداف الفرعية مثل‬
‫تشجيع االستثمار واالدخار وتعريف المكلف ماله وما عليه من حقوق وواجبات‬
‫واالستخدام االمثل للموارد المتاحة باإلضافة الى التأثير االيجابي على االستهالك‬
‫واستقرار االسعار‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ثانيًا ‪ /‬ما هو الدخل المستهدف من ضريبة الدخل‪.‬‬


‫ضريبة الدخل تعتبر ذات اهمية كبرى في كل االنظمة االقتصادية في العالم‬
‫فهي مورد مهم يغذي خزانة كل الدول ألجل تمويل االنفاق العام وبقية االهداف‬
‫المذكورة سابقاً بما تملكه من تغذية كبيرة متجددة الوعاء ‪.‬‬

‫وكما هو معلوم في ضريبة الدخل يعتبر الدخل وعاء هذا النوع من الضرائب‬
‫ولتسهيل معرفة مفهوم الدخل؟ في هذا البحث البد من التعرج على نظريتان في‬
‫الفكر المالي هما(‪.)2‬‬

‫أ‪ .‬نظرية المصدر أو المنبع وهنا الدخل يعني(كل قوة شرائية نقدية تتدفق بصفة‬
‫دورية من خالل مدة زمنية من مصدر قابل للبقاء إذ يمكن استهالكها دون‬
‫المساس بمصدرها)‪.‬‬

‫ومن هذا التحديد لمفهوم الدخل نالحظ أنه يحتوي على عدة أركان أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬المدة‪ :‬الدخل من الوجهة المالية أي إيراد يحصل عليه االنسان في مدة زمنية‬
‫معينة غالباً سنة‪.‬‬

‫‪ .2‬الدورية‪ :‬يجب ان يكون الدخل ذا طبيعة متجددة مثل راتب الموظف‪.‬‬

‫‪ .3‬بقاء المصدر‪ :‬اي قابلية االستم اررية فالدخل أما يمثل راس المال أو عمل‬
‫االنسان أو لكليهما‪.‬‬

‫‪ .4‬استغالل المصدر‪ :‬لبقاء واستم اررية الدخل يجب صيانة مصدره واستغالله‬
‫بشكل امثل‪.‬‬

‫(‪ )2‬الربيعي‪ ،‬قيصر يحيى‪ ،‬السلطة التقريرية لإلدارة في فرض ضريبة الدخل في القانون‬
‫العراقي‪ ،‬دار المشرق‪ ،‬بغداد‪ ،2016 ،‬ص ‪.60-53‬‬
‫‪110‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ب‪ .‬نظرية االثراء‪ :‬بحسب هذه النظرية فإن الدخل (قيمة الزيادة الصافية في ثروة‬
‫المكلف االقتصادية بين تاريخين‪.‬‬

‫هنا الدخل يتوسع بحيث يشمل كل ايراد يحصل عليه المكلف دورياً أو عرضياً‬
‫وبغض النظر عن قابلية المصدر للبقاء إذن أصبح واضح ماذا نعني بالدخل الخاضع‬
‫للضريبة وهو كل ثروة جديدة قابلة للتقدير بالنقود يحصل عليها الشخص الطبيعي‬
‫أو المعنوي خالل مدة معينة من الزمن ويكون لها صفة الدورية والديمومة‪.‬‬

‫اصبح واضح ماذا نعني بالدخل الخاضع للضريبة وعليه يمكن تقسيم‬
‫الضريبة على الدخل الى قسمين‪-:‬‬

‫‪ -‬الضريبة العامة على اجمالي الدخل‪ :‬هذه الضريبة تفرض على كل إيرادات‬
‫المكلف التي تدخل بحوزته من مصادرها المتعددة وهذه الضريبة تمس المكلف‬
‫مباشرةً أي ضريبة شخصية وتوفر هذه الضريبة عدد من االعفاءات التي‬
‫تتطلبها ظروف المكلف وهذا النوع من الضرائب يتوافر في الدول المتقدمة لما‬
‫لدى مواطنيها من وعي‪.‬‬

‫‪ -‬الضرائب النوعية على الدخل‪ :‬هي ضريبة تفرض على كل نوع من انواع‬
‫الدخول فهناك ضريبة عن الدخل التي تأتي من العقارات وضريبة أخرى من‬
‫االرباح التجارية والصناعية وثالثة على الرواتب واالجور ورابعة على دخل‬
‫المستهلك الحرة‪ .....‬الخ‪.‬‬

‫هذا التوزيع يفرض تنويع المعاملة الضريبية لكل نوع من انواع الدخل وكذلك‬
‫لمنع التهرب الضريبي‪ ،‬نستنتج مما سبق إن نطاق التطبيق أي انواع ضريبة‬
‫الدخل تشمل أصناف الدخل التالية‪-:‬‬

‫‪ -‬االجور المؤداة عن العمل بما في ذلك التعويضات والعالوات والمكافاة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ -‬االرباح المهنية الناتجة عن ممارسة نشاط فالحي أو صناعي أو حرفي أو‬


‫تجاري‪.‬‬

‫‪ -‬االرباح العقارية سواء الناتجة عن إيجار عقار (ارض‪ ،‬مبنى) أو بيعه‪.‬‬

‫‪ -‬المداخيل الناتجة عن إيداع أموال في مؤسسات مصرفية أو استثمارية في أوراق‬


‫مالية ‪.‬‬

‫‪ -‬المداخيل الناتجة عن كالً من العمل وراس المال كما في دخول أصحاب‬


‫المحالت التجارية‪.‬‬

‫وبشكل عام تؤدي ضريبة الدخل بشكل سنوي أما بمبادرة من المواطنين‬
‫الخاضعين لها اللذين يتوجهون الى دوائر الضرائب للتصريح بمداخيلهم‬
‫واداء ما بذمتهم أو يتم اقتطاعها من المنبع كما هو معمول به في بعض‬
‫البلدان‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ /‬نبذة تاريخية‪-:‬‬


‫على المستوى الدولي االنساني كل المؤشرات تدل على ان بداية تطبيق‬
‫ضريبة الدخل يعود الى عام ‪ 1799‬حيث بدأت بريطانيا في هذا التاريخ‬
‫بتطبيق هذا النوع من الضريبة بناءاً على دراسات الموازنة وحاجتها لموارد‬
‫مالية جراء حروب بريطانيا وشراء االسلحة واالعتدة سيما الحرب مع فرنسا‬
‫وفي العام ‪ 1861‬كانت الحكومة األمريكية تسعى لتطبيق ضريبة الدخل فتم‬
‫اقرارها فعالً واصبحت جزءاً من اجزاء الدخل األمريكي وبعد الحرب العالمية‬
‫الثانية نضجت فكرة ضريبة الد خل مما أدى في ادراجها في كافة السياسات‬
‫االقتصادية العالمية‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫أما في العراق فضريبة الدخل من الضرائب المباشرة وقد فرضت ألول مرة‬
‫في العراق بموجب القانون ‪ 52‬لسنة ‪ 1927‬وحل محله القانون رقم ‪ 36‬لسنة‬
‫‪ 1939‬والذي استمر العمل فيه الى سنة ‪ 1956‬حيث صدر قانون ضريبة‬
‫الدخل رقم ‪ 85‬لسنة ‪ 1956‬وكان ذلك بعد تأليف نخبة من الخبراء العراقيين‬
‫في أواسط سنة ‪ 1955‬لدراسة ضريبة الدخل واقتراح مشروع قانون جديد لها‬
‫(‪)3‬‬
‫وفي سنة ‪1959‬‬ ‫واستعانت اللجنة بخبير من االمم المحتدة لهذا الغرض‬
‫صدر قانون ضريبة الدخل رقم (‪ )95‬لسنة ‪ 1959‬وكان من المبادئ الجديدة‬
‫التي جاء بها القانون الجديد حسبما جاء في االسباب الموجبة لصدوره هي‬
‫ادماج المدخوالت الخاضعة لضريبة الدخل والعائدة لمكلف واحد حيث اخضعت‬
‫الى جدول موحد للنسب بدالً من الجداول المتعددة التي حواها القانون السابق‬
‫التي كانت تميز في نسب الضريبة على بعض المدخوالت‪ ،‬وقد عدل القانون‬
‫المذكور خمس وثالثون مرة خالل فترة تطبيقية (‪ .)1959-1982‬وفي سنة‬
‫‪ 1982‬صدر قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬النافذ المفعول حالياً وعمل بأحكامه‬
‫اعتبا اًر من السنة المالية ‪ 1983‬وقد جرى على هذا القانون تعديالت كثيرة سواء‬
‫بقوانين او بق اررات أو اوامر تناولت الكثير من احكامه‪.‬‬

‫(‪ )3‬صندوق النقد الدولي‪ .‬العراق‪ ،‬قضايا مختارة‪ ،‬التقرير القطري رقم ‪ ،17/52‬اغسطس‬
‫‪ ،2017‬واشنطن‪.‬متوفرعلى الموقع ‪. Fedrs.com/economical/1085‬‬
‫‪113‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ضريبة الدخل في العراق‬

‫اوالً ‪ /‬قانون ضريبة الدخل في العراق‬


‫يعتبر القانون رقم ‪ 113‬لسنة ‪ 1982‬المعدل هو آخر قانون يتم بموجبه استيفاء‬
‫ضريبة الدخل في العراق وقد اجريت عليه العديد من التعديالت ومن خالل قراءة‬
‫اولية لهذا القانون يتضح لنا ما يلي (‪.)4‬‬

‫‪ .1‬الضريبة‪ :‬مبلغ من المال تستوفيه السلطة المالية من المكلف لحساب الخزينة‬


‫العامة وتمثل جزء من الدخل الصافي (الربح) الذي يتحقق له خالل السنة‬
‫السابقة للسنة التقديرية‪.‬‬

‫وتحدد الضريبة وفق لسعر مقرر بموجب قانون ضريبة الدخل النافذ المذكور‬
‫اعاله وهي تختلف عن المبالغ التي تستوفيها الدولة كالرسوم وغيرها وهي ضريبة‬
‫مباشرة وقد أجاز القانون لوزير المالية اقتراح مقياس الضريبة ومقدار السماحات‬
‫ضمن الموازنة العامة للدولة‪.‬‬

‫‪ .2‬المكلف‪ :‬وهو كل شخص خاضع للضريبة بموجب القانون ويكون المكلف أما‬
‫(شخصاً طبيعياً) وهو الفرد العادي أو(شخصاً معنوياً) كالشركات والجمعيات‬
‫ويكون مسؤوالً عن اداء (تسديد) الضريبة الى الدولة ‪.‬‬

‫‪ .3‬االعفاءات‪ :‬اعفى قانون ضريبة الدخل بعض المدخوالت من الضريبة ألسباب‬


‫اجتماعية أو سياسية او لتجنب االزدواج الضريبي وقد وردت االعفاءات في‬
‫المادة السابعة منه‪.‬‬

‫(‪ )4‬د‪ .‬الصافي‪ ،‬عبد الرؤوف نعمة‪ ،‬مالحظات حول قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬لسنة‪،1982‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬المجلد ‪ /23‬العدد االول‪ ،2008 ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪114‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .4‬التنزيالت‪ :‬أجاز القانون للمكلف تنزيل كل ما ينفقه للحصول على الدخل‬


‫خالل السنة التي نجم فيها والمؤيد حسابها بوثائق مقبولة بما في ذلك الفوائد‬
‫المدفوعة للقروض التي تستخدم للحصول على الدخل وبدالت اإليجار والمبالغ‬
‫المصروفة لصيانة المكائن والمعدات واقساط التأمين على الحياة وغيرها‪.‬‬

‫‪ .5‬العقوبات‪ :‬طالما يدفع المكلف ما عليه من واجب ضريبي فهو بعيد عن كل‬
‫عقوبات والعكس صحيح فعملية اخفاء دخل خاضع للضريبة تكون عقوبته ما‬
‫ال يقل عن مثلي الضريبة وفي حالة تقدير ضريبة الدخل في أو قبل ‪5/31‬‬
‫من كل سنة تكون العقوبة غرامة مالية تعادل ‪ %10‬من الضريبة المتحققة‬
‫وهكذا‪.‬‬

‫هذا وينشأ الحق بضريبة الدخل عند انتهاء السنة المالية التي يمارس المكلف‬
‫فيها نشاطاً يتحقق ضد دخل خاض وبذلك فكل من له دخل خالل السنة عليه‬
‫ان يقدم إق ار اًر الى السلطة (تقيري ضريبة الدخل) عن ذلك الدخل ودون ان تطلب‬
‫منه السلطة المالية ذلك‪.‬‬

‫جدول (‪)1‬‬

‫سعر الضريبة بموجب قانون ‪ 113‬لسنة ‪1982‬‬


‫النسبة‬ ‫شريحة الدخل‬
‫‪%3‬‬ ‫من ‪500,000-1‬‬

‫‪%5‬‬ ‫من ‪1000,000-500,000‬‬

‫‪%10‬‬ ‫من ‪2000,000-1000,000‬‬

‫‪%15‬‬ ‫من ‪ -2000,000‬فما فوق‬

‫‪115‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫هذا بشكل عام سعر الضريبة وهو بالتأكيد سعر تصاعدي تماشياً مع‬
‫تصاعد الدخل وفقاً لهذا القانون فإن مصادر ضريبة الدخل في العراق يشمل‬
‫(‪)5‬‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫ارباح االعمال التجارية او التي لها صبغة تجارية والصنائع والمهن بما فيها‬
‫التعهدات وااللتزامات والتعويض بسبب عدم الوفاء بها إذا لم يكن مقابل خسارة‬
‫لحقت المكلف ‪.‬‬

‫‪ .1‬الفوائد والعمولة والقطع وكذلك االرباح الناجمة من احتراف التجارة باألسهم‬


‫والسندات‪.‬‬

‫‪ .2‬بدالت ايجار االراضي الزراعية‪.‬‬

‫‪ .3‬قيمة االيجار أو حق التصرف فيه المقرر وفق احكام قانون تقدير قيمة العقار‬
‫ومنافعه رقم ‪ 85‬لسنة ‪ 1987‬أو البدل أو ايهما اكثر تفرض على مالك العقار‬
‫أو حق التصرف فيه أو اية وسيلة من وسائل نقل الملكية أو كسب حق‬
‫التصرف أو نقله كالبيع والمقايضة والمساطحة والتنازل والهبة وإزالة الشيوع‬
‫وتصفية الوقف أو المساطحة ويعامل المستأجر معاملة المالك عند ايجاره‬
‫العقار الذي دخل في تصرفه بعقد المساطحة وتحتسب الضريبة بنسب‬
‫تصاعدية من قيمة العقار‪.‬‬

‫‪ .4‬ارباح االعمال الناجمة عن تفاعل عنصري العمل ورأس المال حتى ما‬
‫كان القصد منها هو تحقيق الربح على أن تمارس بشكل مستقل من دون‬
‫تبعية‪.‬‬

‫(‪ )5‬جريدة الوقائع العراقية‪ ،‬مصدر سبق ذكره‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ثانيا ‪ /‬واقع ضريبة الدخل في العراق‬


‫لفهم دور وأهمية ضريبة الدخل في العراق البد من تحليل ومتابعة دورها‬
‫وحجمها في مجمل مؤشرات االقتصاد العراقي سيما مساهمتها في مجمل االيراد‬
‫الضريبي والناتج المحلي االجمالي ليتسنى لنا الوقوف على كيفية التحكم بها‬
‫وتكييفها لصالح االقتصاد العراقي والتوازن االجتماعي في العراق‪.‬‬
‫جدول(‪)2‬‬
‫يوضح تطورات ضريبة الدخل ونسبة مساهمتها في االيراد الضريبي واالجمالي‬
‫لمدة البحث (ماليين الدنانير)‬

‫المصدر‪ /‬وزارةالمالية والهيئة العامة للضرائب‪ ،‬شﻌبة البحوث واالحصاء‪.‬‬


‫‪ -‬تم احتساب النسب اعتماداً على االرقام الموجودة في الجدول اعاله‪.‬‬
‫‪117‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫يجب ان نثبت نقطة مهمة في قانون ضريبةالدخل في العراق وهي إن‬


‫ضريبةالدخل تفرض على المقيم العراقي الذي تحقق دخله في العراق وخارجه‬
‫وعلى غيرالمقيم الناجم دخله في العراق وإن يستلمه فيه وباإلمكان مالحظة‬
‫التطورات الحاصلة في االيراد الضريبي المتأتي من ضريبة الدخل في العراق‬
‫خالل مدة الدراسه من خالل الجدول (‪ )2‬حيث سجل انخفاضاًعماقبله سنة‬
‫‪ 2003‬ليكون (‪ )22147‬مليون ديناربعد ذلك حصل تطورفي االيراد المتأتي من‬
‫ضريبة الدخل خالل مدة البحث (‪ )2003-2015‬حيث نالحظ انه حقق ارتفاعاً‬
‫مستم اًر في ارقامه وصل في سنة ‪ 2015‬الى (‪ )1492200‬مليون دينار بعد ان‬
‫كان سنة ‪ )96076( 2004‬مليون دينار وبمتوسط بلغ (‪ )699317‬مليون دينار‬
‫وإن االهمية النسبية للمدة (‪ )2004-2015‬لضريبة الدخل من الضرائب المباشرة‬
‫فشكلت نسبة تتراوح بين الحد االعلى وهو(‪ )% 97،4‬في سنة ‪ 2007‬والحد‬
‫االدنى وهو (‪)% 39،0‬سنة ‪ 2011‬وإن األهمية النسبية لضريبة الدخل من‬
‫اجمالي االيراد الضريبي تتراوح بين الحد االعلى (‪ )% 73‬تقريباً في سنة ‪2015‬‬
‫والحد االدنى هو(‪ )% 4،2‬في سنة ‪.2011‬‬

‫وللتعرف اكثر على واقع ضريبة الدخل ودورها ومكانتها مقارنة مع‬
‫مثيالتها في الدول المشابهة للعراق في ظروفه واوضاعه االقتصادية نالحظ‬
‫الجدول(‪.)3‬‬

‫‪118‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫جدول (‪)3‬‬
‫يبين االيراد الضريبي في العراق والناتج المحلي االجمالي (ماليين الدنانير)‬
‫نسبة االيراد الضريبي‬
‫الناتج المحلي االجمالي‬ ‫االيرادالضريبي‬ ‫السنة‬
‫من الناتج المحلي االجمالي‬

‫‪%0،2‬‬ ‫‪29585788،6‬‬ ‫‪55693‬‬ ‫‪2003‬‬

‫‪%0،4‬‬ ‫‪53235358،7‬‬ ‫‪200351‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪%0،6‬‬ ‫‪73533598،6‬‬ ‫‪468447‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪%0،6‬‬ ‫‪95587954،8‬‬ ‫‪588170‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪%1،0‬‬ ‫‪111455813،4‬‬ ‫‪1099650‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪%0،7‬‬ ‫‪157026061،6‬‬ ‫‪1021196‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪%1،4‬‬ ‫‪131275592،6‬‬ ‫‪185273‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪%1،2‬‬ ‫‪162064565،5‬‬ ‫‪1882002‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪%0،6‬‬ ‫‪217327107،4‬‬ ‫‪1301000‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪%0،9‬‬ ‫‪254225490،7‬‬ ‫‪2311000‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪%1،1‬‬ ‫‪273587529،2‬‬ ‫‪2876000‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪%0،7‬‬ ‫‪266420384،5‬‬ ‫‪1967100‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪%0،1‬‬ ‫‪209491917،8‬‬ ‫‪2045331‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر‪/‬‬
‫‪ -‬وزارة المالية العراقية الهيئة العامة للضرائب‪ ،‬قسم التخطيط والمتابعة‪.‬‬
‫‪ -‬صندوق النقد العربي‪-‬التقرير االقتصادي لسنة ‪.2015‬‬
‫‪ -‬البنك المركزي العراقي التقرير السنوي لسنة ‪.2014‬‬

‫‪119‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫شهدت نسبة مساهمة االيرادات الضريبية في الموازنة العامة هبوطاً حاداً‬


‫بعد عام ‪ 2003‬نظ اًر لالعتماد المفرط على النفط في تغطية االنفاق بشقيه المادي‬
‫واالستثماري (كمتوسط) من نسب معقولة قبل العام ‪ 2003‬الى قرابة ‪ %1‬في‬
‫الفترة بعد عام ‪.2003‬‬

‫من الناحية المالية اتسم النظام الضريبي بمحدودية فاعليته فلم تتجاوز‬
‫معدالت االيرادات الضريبية نسبة ‪ %2‬من اجمالي الناتج المحلي االجمالي خالل‬
‫العقود الثالثة الماضية وعلى مدار التاريخ لم تتجاوز نسبة مجموع الضرائب الى‬
‫اجمالي الناتج المحلي في العراق ‪ %1‬وهي نسبة منخفضة في االقتصاد مقارنة‬
‫بالنسبة ذاتها في منطقة الشرق االوسط وشمال افريقيا وافغانستان وباكستان حيث‬
‫تزيد على ‪ 10‬اضعافها وحتى مع مقارنة العراق بمجموعة اصغر البلدان التي‬
‫تشترك معها في نفس السمات االقتصادية يتبين مستوى اداء االيرادات الضريبية‬
‫في العراق بدرجة كبيرة وبإلقاء نظرة على تقسيم حسب نوع هذه االيرادات تبين‬
‫ان متوسط ضريبة الدخل الشخصي في البلدان المقارن بها يتراوح بين ‪-3،5‬‬
‫‪ %4،5‬من اجمالي الناتج المحلي مقارنة بمعدل قدره أقل من ‪ %0،5‬في‬
‫العراقواجماالً تشكل االيرادات الضريبية غير النفطية أقل من ‪ %1‬من اجمالي‬
‫الناتج المحلي في العراق أو أقل من ‪ %1،5‬من االقتصاد غير النفطي(‪ )6‬في‬
‫حين هنا ان ضريبة الدخل المفروض تشكل النسبة التي ال يستهان بها من مجمل‬
‫االيراد الضريبي فهي إذن المعنية بالمساهمة الرئيسية في مجمل االيراد الضريبي‬
‫أو االيراد غير النفطي لما تشكله من نسب معقولة في الدول ذات االقتصادات‬
‫النامية المنتجة المتطورة وهذا ما هو غير حاصل في العراق‪.‬‬

‫(‪ )6‬صندوق النقد الدولي مصدر سابق ذكره‪.‬‬


‫‪120‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫خصائص واسباب انخفاض حصيلة ضريبة الدخل في العراق‬


‫اوالً ‪ /‬خصائص ضريبة الدخل في العراق‬
‫بعد تأرجح اسعار النفط والتدهور الحاد الذي شهدته اسواق النفط‬
‫منتصف عام ‪ 2014‬تكبدت البلدان المصدرة للنفط في الشرق االوسط قرابة‬
‫‪ 341‬مليار دوالر نتيجة هبوط ايراداتها النفطية اي ما يعادل ‪ %21‬من‬
‫الناتج المحلي االجمالي لهذه البلدان حسب تقديرات صندوق النقد الدولي‬
‫ومما يخيف اكثر غموض آفاق سوق النفط الدولية واستمرار تضارب العوامل‬
‫المؤثرة على اسعار هذه السلعة االستراتيجية سيما قوى العرض والطلب وهذا‬
‫يؤدي بالضرورة التوائم والترقب والحذر مع أي تغيرات في اسعار النفط من‬
‫خالل ضبط وعقلنة موازنة البلد أي فيما يتعلق باإلنفاق وتغطية االيرادات‬
‫العامة في العراق كون العراق بلد ريعي بامتياز ولما كان حال العراق كما‬
‫وصفناه من حيث تذبذب موارده النفطية فمن الطبيعي االتجاه الى مصدر‬
‫اخر والعمل على تغطيته وهو معروف ومعمول به اال وهو اسلوب االيرادات‬
‫الضريبية حيث ال بد ان يكون للضرائب مصدر الصدارة في تمويل الموازنة‬
‫العامة في العراق عدا النفط نظ ارً لوفرة االوعية الضريبية الكامنة في البلد‬
‫وااليرادات المتوقعة منها اذا ما تم العمل بإرادة وقانون وإصالح ونظرة‬
‫فاحصة للجدول ( ‪ )2‬و( ‪ )3‬وفقاً لصندوق النقد الدولي(‪ )7‬نالحظ نسبة مساهمة‬
‫االيرادات الضريبية في الموازنة العامة هبوطاً حاداً بعد عم ‪ 2003‬نظ ارً‬
‫لالعتماد المفرط على النفط في تغطية االنفاق العام بشقيه الجاري‬
‫واالستثماري (كمتوسط) من ‪ %30‬قبل العام ‪ 2003‬الى قرابة ‪ %1‬في الفترة‬
‫ما بعد عام ‪.2003‬‬

‫(‪ )7‬صندوق النقد الدولي مصدر سابق ذكره‪.‬‬


‫‪121‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ويالحظ اعتماد الهيكل الضريبي في العراق على الضرائب غير المباشرة‬


‫(الضرائب على السلع والخدمات) قبل العام ‪ 2003‬بنسبة فاقت ‪ %60‬من اجمالي‬
‫االيرادات الضريبية‪.‬‬

‫في حين تصدرت الضرائب المباشرة (ضريبة الدخل) المشهد بعد العام)‬
‫‪ 2003‬لتقارب نسبة ‪ %60‬من اجمالي االيرادات الضريبية‪.‬‬

‫من الناحية المالية اتسم النظام الضريبي بمحدودية فاعليته فلم تتجاوز‬
‫معدالت االيرادات الضريبية نسبة ‪ %2‬من اجمالي الناتج المحلي االجمالي خالل‬
‫العقود الثالث الماضية‪.‬‬

‫من كل ما تقدم يمكن التوصل إلى أهم الخصائص التي تتصف بها ضريبة‬
‫الدخل في العراق وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬يكون سعر الضريبة تصاعدياً اي يزداد كلما زاد الدخل الخاضع للضريبة أي‬
‫أن العالقة بين سعر الضريبة والدخل الخاضع لها هي طردية فالمشرع‬
‫الضريبي العراقي أخذ بالسعر التصاعدي على الشخص الطبيعي سواء أكان‬
‫مقيماً أم غير مقيم وكذلك الشخص المعنوي ‪.‬‬

‫‪ .2‬يشترط المشرع العراقي ان يتحقق الدخل الصافي الخاضع للضريبة في مدة‬


‫زمنية معينة غالباً ما تكون سنة وهي السنة الالحقة لتحقق الدخل وهذا ما‬
‫يعرف بالمبدأ السنوي وهو من المبادئ المحاسبية المعروفة‪.‬‬

‫‪ .3‬اقليمية الضريبة‪ :‬أي سريان ضريبة الدخل على الدخول التي تتحقق في العراق‬
‫بغض النظر عن جنسية صاحبها ومكان اقامته سواء أكان داخل العراق أم‬
‫خارجه أي المهم في ذلك هو مزاولة النشاط في اقليم الدولة وتحقق دخل على‬
‫هذا النشاط‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .4‬ضريبة تفرض على العمل وراس المال‪ .‬أذ تفرض ضريبة على دخل المعمل‬
‫(المرتبات واالجور وايرادات المهن الحرة) وراس المال (ايراد رؤوس االموال‬
‫المنقول– ايرادات الثروة العقارية) أو ناتجة عن تفاعل رأس المال وجهد العمل‬
‫معاً‪.‬‬

‫‪ .5‬تعتبر الضرائب المباشرة هي أقوى أداة لتعبئة االيرادات في البالد حيث‬


‫تسهم بتحصيل نصف االيرادات الضريبية غير النفطية حيث نجد أن‬
‫ضريبة الدخل وضريبة دخل الشركات في العراق هي أقوى انواع الضرائب‬
‫حيث تولد حوالي نصف االيرادات الضريبة غير النفطية خالل الفترة‬
‫‪.2016 -2015‬‬

‫‪ .6‬ضريبة الدخل في العراق بسيطة وواضحة من حيث تحصيلها نظ اًر ألنها غالباً‬
‫ما تستقطع من المنبع وتفرض ضريبة الدخل الشخصي على اجور الموظفين‬
‫في القطاعين العام والخاص وكذلك على دخل االعمال المهنية والدخل من‬
‫انشطة االعمال‪.‬‬

‫‪ .7‬في ضريبة الدخل في العراق خصومات ضريبية كثيرة تسبب في تآكل الوعاء‬
‫الضريبي حيث يمثل مجموع االيرادات الضريبية من الدخل الشخصي في‬
‫العراق أقل من ‪ %0,5‬من اجمالي الناتج المحلي االجمالي (‪ %1‬من اجمالي‬
‫الناتج المحلي غير النفطي) مقارنة بمتوسط قدره ‪ %4‬من اجمالي الناتج‬
‫المحلي من مجموعة بلدان مقارن بها مثل (كولومبيا‪ ،‬كازخستان‪ ،‬كينيا‪ ،‬بيرو‪،‬‬
‫جنوب افريقيا‪ ،‬تنزانيا)‪ .‬وتمثل االعفاءات والخصومات الضريبية أحد االسباب‬
‫االساسية لمثل هذا التدني في مستوى االداء(‪.)8‬‬

‫(‪ )8‬صندوق النقد الدولي مصدر سابق ذكره‪.‬‬


‫‪123‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ثانياً ‪ /‬اسباب انخفاض حصيلة ضريبة الدخل في العراق‬


‫من الطبيعي كون العراق يعتمد كلياً على االيرادات النفطية تعرضه الى‬
‫هزات مالية ومخاطر جمة وهذا ما حصل فعالً نتيجة هبوط اسعار النفط منذ‬
‫عام ‪ 2014‬حيث انخفضت ايرادات النفط التي تمثل اكثر من ‪ %90‬من مجموع‬
‫االيرادات النفطية المالية العامة مما ترتب عليه حدوث ارتفاع حاد في عجز‬
‫الموازنة من ‪ %6‬من اجمالي الناتج المحلي في عام ‪ 2013‬الى ‪ %14‬في عام‬
‫‪ 2016‬كما ارتفع الدين العام من ‪ %31‬من اجمالي الناتج المحلي في ‪2013‬‬
‫الى ‪ %67‬في ‪ 2016‬كذلك شهدت احتياطات النقد االجنبي هبوط حاد من ‪78‬‬
‫(‪)9‬‬
‫وقد ادى‬ ‫مليار دوالر في عام ‪ 2013‬الى ‪ 45‬مليار دوالر في عام ‪2016‬‬
‫انكشاف االقتصادي العراقي على مخاطر هبوط اسعار النفط الى تسليط الضوء‬
‫الى المستوى المنخفض للغاية من االيرادات الضريبية غير النفطية والحاجة الى‬
‫زيادتها من أجل دعم االنفاق الحكومي هذا ويمكن اجمال اهم اسباب انخفاض‬
‫الحصيلة لضريبة الدخل في العراق في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬ريعية االقتصاد العراقي االحادي الجانب في االعتماد على مورد النفط‬


‫كأساس في تمويل الموازنات وبالتالي االتكال على هذا الجانب وإهمال‬
‫بقية العناصر المهمة كالضرائب وعدم اعتمادها كمورد مهم لتمويل‬
‫االنفاق العام‪.‬‬

‫‪ .2‬قانون ضريبة الدخل في العراق اعتمد الكثير من السماحات واالعفاءات‬


‫وبشكل غير علمي وغير مدروس خصوصاً بعد عام ‪.2003‬‬

‫(‪ )9‬د‪ .‬آل طعمة‪ ،‬محمد حسين‪ ،‬كيف يمكن تنظيم االيرادات الضريبية في العراق‪ /‬موقع‬
‫مركز الفرات االلكتروني‪ ،‬متوفر على الموقع ‪.Fedrs.com/economical/1085‬‬

‫‪124‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .3‬البيروقراطية والروتين والفساد المسيطر على ادارات الضرائب والدوائر التابعة‬


‫لها بمعنى ضعف االدارة الضريبية في تحصيل الضرائب مما أدى الى تراجع‬
‫االيرادات الضريبية نظ اًر للنقص الكبير في المعلومات الخاصة بالمكلفين‪.‬‬

‫‪ .4‬عدم وجود قاعدة بيانات عن مجمل حركة النشاط الخاص فضالً عن انتشار‬
‫الحرف غير المنتظمة وغير خاضعة في سجالت رسمية مسؤولة ‪.‬‬

‫‪ .5‬غياب الصورة الحقيقية لدور الضريبة في ذهنية المواطن نظرياً وعلمياً وهذا‬
‫ما يعبر عنه غياب الوعي الضريبي وعدم ادراك اهمية الضريبة ودورها في‬
‫رفع مستوى الخدمات نظ اًر لفقدان الثقة بين الحكومة والمواطن‪.‬‬
‫‪ .6‬نسبة التهرب الضريبي الكبيرة في العراق إذ تبلغ ‪ %70‬من مجموع الخاضعين‬
‫ولو أن هيئة الضرائب نجحت بالحد من هذا التهرب الرتفعت العائدات المالية‬
‫للضرائب الى اكثر من ‪ 10‬تريليونات دينار(‪.)10‬‬

‫(‪ )10‬جريدة الصباح الجديد‪ .‬العراقية‪ ،‬العدد الصادر يوم ‪ 15‬ديسمبر‪.2018 ،‬‬
‫‪125‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الدراسة الرابعة‬
‫دخل الفرد بين الكفاية والجباية‬

‫إن اإليرادات الضريبية سيما ضريبة الدخل تشكل رافداً أساسياً من روافد‬
‫الموازنة العامة للدولة يمكن االعتماد عليه بنسبة أكبر من االعتماد على مصادر‬
‫التمويل األخرى التي تتأثر بالظروف السياسية واالقتصادية الدولية والمحلية مثل‬
‫تصدير المواد األولية والمنتجات الجاهزة والمعادن والنفط وغيرها أو االقتراض‬
‫وما يسببه من مشاكل والتزامات على العراق تثقل كاهله اقتصادياً وسياسياً‪ ،‬ومن‬
‫هنا وألجل تقليل نسب تذبذب مقدار األموال المستحصلة على شكل ضرائب‬
‫وباألخص ضريبة الدخل من سنة ألخرى فإن ذلك يستلزم بذل المزيد من الجهود‬
‫من قبل الدوائر الضريبية لتقليل أسباب تدني الحصيلة الضريبية الذي يؤثر على‬
‫مقدرة الدولة وأجهزتها لتنفيذ المشاريع والخدمات وهذا يعتمد على إرساء ثقة وفهم‬
‫مشترك واالقتناع بأهمية وأحقية المبالغ المدفوعة على شكل ضرائب على الدخل‪.‬‬

‫دراسة حصيلة ضريبة الدخل في العراق جاءت من خالل أهمية هذه الضريبة‬
‫على صعيد تمويل النفقات العامة مع تطور قطاعي التجارة والصناعة في هذا‬
‫البلد وظهور أنواع جديدة من الثروة غير الثروة العقارية وعلى الصعيد األجتماعي‬
‫واالقتصادي مع تطور أهداف الدولة العراقية وتدخلها فتوسعت الدولة في االعتماد‬
‫عليها في الهيكل والنظام الضريبيين في البلد‪ ،‬من أجل المحافظة على حصيلة‬
‫من ضريبة الدخل كافية ألغراضها البد من تكثيف كل الجهود اإلدارية والقانونية‬
‫والتنفيذية وحتى اإلعالمية التوعوية من أجل تحقيق هذا الهدف خدمة لجهود‬
‫البناء والتنمية واالرتقاء لمستوى الخدمات للمواطنين‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ضريبة الدخل‬

‫أوالً ‪ /‬الضريبة‪-:‬‬
‫فريضة نقدية يدفعها الفرد بصورة إجبارية ونهائية للدولة أو إحدى هيئاتها‬
‫العامة مساهم ًة منه في تحمل األعباء العامة والتعبير عن التضامن االجتماعي‪.‬‬

‫أهمية الضرائب‪-:‬‬

‫‪ .1‬إنها مصدر رئيس من مصادر اإليرادات العامة لتمويل النفقات العامة أي‬
‫إنها تهدف إلى تحقيق هدف مالي‪.‬‬

‫‪ .2‬إنها تهدف إلى تحقيق أغراض اقتصادية أي تساهم في التوجيه واالستقرار‬


‫االقتصاديين وأيضاً أغراض اجتماعية أي تساهم في التوجه االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .3‬إنها تعد إحدى أدوات السياسة المالية التي تساهم في معالجة التقلبات التي‬
‫تحدث في الدورة االقتصادية ففي حالة الركود تنخفض الضرائب أما في حالة‬
‫االنتعاش ترفع نسبة الضرائب‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫النظام الضريبي‪:‬‬

‫هناك مفهومين للنظام الضريبي أحدهما ضيق وآخر واسع فيعرف النظام‬
‫الضريبي بمفهومه الضيق بأنه (مجموعة القواعد القانونية والفنية التي تمكن من‬
‫االستقطاع الضريبي في مراحله المتتالية من التشريع إلى الربط إلى التحصيل)‪.‬‬

‫وأما المفهوم الواسع فهو (مجموعة العناصر األيديولوجية‪ ،‬القانونية‪،‬‬


‫االقتصادية والفنية التي تؤدي إلى كيان ضريبي معين يمثل أحد أوجه النظام‬
‫االقتصادي القائم والذي تختلف مالمحه من بلد آلخر)‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الهيكل الضريبي‪-:‬‬

‫يقصد به (أنواع الضرائب وأسعارها وأوعيتها المطبقة في بلد ما)(‪.)2‬‬

‫أنواع الضرائب‪-:‬‬

‫هناك العديد من الضرائب ولكل منها مزايا وعيوب ولذلك تحاول الدول أن‬
‫تختار المزيج األمثل من هذه الضرائب الذي يحقق األهداف االقتصادية والمالية‬
‫واالجتماعية للمجتمع باإلضافة إلى الفهم الدقيق لمزايا وعيوب كل أنواع الضرائب‬
‫ولذا نجد إن الهياكل الضريبية تختلف بين دولة وأخرى نتيجة االختالف في أنواع‬
‫الضرائب المتحصلة ومن هنا نصل إلى حقيقة مفادها إن الهيكل الضريبي ما‬
‫هو إال جزء من النظام الضريبي وبشكل عام يمكن تقسيم الضرائب وفق عدة‬
‫معايير للتمييز ولكن التقسيم الذي يخدم بحثنا يعتمد ثالث أنواع هي‪-:‬‬

‫‪ .1‬ض ارئب الدخل وتتكون من الضرائب التالية‪-:‬‬

‫أ‪ .‬ضريبة الدخل الشخصي‬

‫ب‪ .‬ضريبة العقار‬

‫ج‪ .‬ضريبة األرض الزراعية‬

‫‪ .2‬ضريبة الثروة وتتكون من نوعين‪-:‬‬

‫أ‪ .‬ضريبة التركات‬

‫ب‪ .‬ضريبة العرصات‬

‫‪ .3‬ضرائب اإلنفاق وتشمل ضريبتين هما‪-:‬‬

‫أ‪ .‬الضرائب الكمركية على السلع المستوردة‬

‫ب‪ .‬الضرائب على االستهالك‬

‫‪129‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ثانياً ‪ /‬ضريبة الدخل‪-:‬‬


‫هناك عدة تعاريف تبين ما تعنيه هذه الضريبة والكل يتفق على العناصر‬
‫األساسية للضريبة أي ضريبة الدخل مكوناتها‪ ،‬أغراضها‪ ،‬طرق التقدير والتحصيل‬
‫وكذلك التكييف القانوني‪ ..‬ومن هذه التعاريف‪-:‬‬

‫أ‪ .‬ضريبة الدخل‪ -:‬ضريبة مباشرة تفرض على األشخاص (سواء كانوا طبيعيين‬
‫أو معنويين كالشركات) اللذين يمارسون المهن والنشاطات (التجارة‪،‬‬
‫الخدمات‪ ...‬الخ) اللذين يزيد دخلهم عن مقدار معين من المال في السنة‬
‫حيث تقوم الدولة باقتطاع جزء من أرباح األشخاص إذا زاد عن حد معين‪.‬‬

‫ب‪ .‬ضريبة الدخل‪ -:‬مبلغ من المال تستوفيه السلطات المالية من المكلف‬


‫لحساب الخزينة العامة وتمثل جزء من الدخل الصافي (الربح) الذي يتحقق له‬
‫خالل السنة السابقة للسنة التقديرية ‪.‬‬

‫ج‪ .‬ضريبة الدخل تفرض على الدخل السنوي لألفراد والمؤسسات حيث يتوجب‬
‫على كل مكلف تجاوز دخله حداً معيناً أن يدفع نسبة من دخله للحكومة‬
‫كضريبة فالراتب الذي يتقاضاه من عمله داخل المؤسسات هو راتب صافي‬
‫بعد اقتطاع الديون والرسوم باختصار فأن ضريبة الدخل تعني استقطاع من‬
‫الدخل النقدي الذي تنتجه جميع الكيانات داخل سلطات الدولة وبموجب قانون‬
‫نافذ وفي فترات منتظمة‪.‬‬

‫مكونات ضريبة الدخل‪-:‬‬

‫تفرض ضريبة الدخل على جميع أصناف الدخول التالية‪-:‬‬

‫‪ −‬األجور مقابل العمل بما في ذلك التعويضات والعالوات والمكافآت‪.‬‬

‫‪ −‬األرباح المهنية الناتجة عن ممارسة نشاط زراعي أو صناعي أو تجاري أو خدمي‪.‬‬


‫‪130‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ −‬األرباح العقارية سواء الناتجة عن اتجار عقار(أرض أو مبنى) أو بيعه‪.‬‬

‫‪ −‬المداخيل الناتجة عن إيداع أموال في مؤسسات مصرفية واستثمارها في أوراق‬


‫مالية‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫دور ضريبة الدخل في تحقيق األهداف االقتصادية‪:‬‬

‫تعتبر ضريبة الدخل أداة مهم من أدوات السياسة الماليةلتحقيق العديد من‬
‫األهداف سيما االقتصادية وصوالً للهدف األعلى وهو حالة التوازن االقتصادي‬
‫والتشغيل ومن األهداف االقتصادية التي يحققها فرض ضريبة الدخل على‬
‫المكلفين هي‪-:‬‬

‫أ‪ .‬ضريبة الدخل كأداة لمعالجة مشكلة البطالة‪ -:‬وذلك عن طريق تحديد الفجوة‬
‫ما بين الناتج المحلي الممكن وما بين الناتج المحلي الفعلي ومن ثم استخدام‬
‫السياسة الضريبية وإلغالق تلك الفجوة عن طريق تخفيض معدل الضريبي أو‬
‫بزيادته فإذا كانت الفجوة موجبة فإن ذلك يدل على وجود فجوة انكماشية تحتاج‬
‫إلى سياسة ضريبية توسعية عن طريق تخفيض معدل الضرائب أما إذا كانت‬
‫الفجوة سالبة فذلك يدخل على وجود فجوة تضخمية تحتاج إلى سياسة ضريبية‬
‫مشددة تتمثل بزيادة معدل الضرائب‪.‬‬

‫ب‪ .‬ضريبة الدخل كأداة لمعالجة مشكلة التضخم والركود‪-:‬فيما يعنيه التضخم‬
‫زيادة الكتلة النقدية عن قيمة الكتلة السلعية التي يستطيع الجهاز اإلنتاجي‬
‫إنتاجها عند مستوى التشغيل الكامل ينتج عن ذلك ارتفاع األسعار بسبب عدم‬
‫التوازن بين التيار النقدي والتيار السلعي ويمكن تخطي هذه المشكلة إذا تمكن‬
‫الجهاز اإلنتاجي من تلبية الزيادة في الطلب ويمكن استخدام السياسة الضريبية‬
‫لمعالجة التضخم وذلك عن طريق رفع أسعار الضرائب أو إحداث ضرائب‬

‫‪131‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫جديدة من أجل إنقاص الطلب الكلي لعدم توازنه مع عرض السلع والخدمات‬
‫حيث تؤدي هذه السياسة إلى إنقاص دخول األفراد مما يؤدي إلى خفض‬
‫طلبهم وبذلك تنخفض القوة الشرائية لدى األفراد وعكس ذلك تعمل السياسة‬
‫الضريبية في حالة الركود ‪.‬‬

‫ج‪ .‬ضريبة الدخل وسيلة الستقرار مستويات األسعار‪ -:‬زيادة السعر الضريبي أو‬
‫فرض ضرائب جديدة كما قلنا في النقطة السابقة سيؤدي إلى تخفيض الطلب‬
‫الكلي ألنه دخول األفراد مباشرًة فيخفضها وبالتالي يعمل على خفض الطلب‬
‫الكلي مما ينعكس على مستويات األسعار والعكس صحيح أي إن انخفاض‬
‫الطلب الكلي يؤدي إلى انخفاض مستويات األسعار وفي هذه الحالة تقوم الدولة‬
‫من أجل معالجة هذه المشكلة بتخفيض الضرائب لرفع الطلب وهذا سينعكس‬
‫بدوره على األسعار التي سترتفع نتيجة السياسة الضريبية التي تتبعها الدولة‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ /‬الحصيلة الضريبية‪-:‬‬


‫المقصود بها في هذا البحث هو حصيلة ضريبة الدخل فقط والتي تعني‬
‫مجموعة إيرادات ضريبة الدخل النقدية النهائية والتي ترد إلى خزينة الدولة من‬
‫كافة مصادر ضريبة الدخل‪.‬‬

‫ومن المعروف إن الحصيلة الضريبية تختلف في مقدارها بين دولة وأخرى‬


‫تبعاً لدرجة تطور الهيكل اإلنتاجي ودرجة اعتماد وهذه الدول على الموارد الريعية‬
‫والموارد النابعة من صميم العملية اإلنتاجية داخل المجتمع وواضح إن الحصيلة‬
‫الضريبية في البلدان المتقدمة سببه إن هناك مرونة واسعة لدى المشرع الضريبي‬
‫لكي يزيد من قيمة وحجم الضرائب وكذلك ارتفاع المقدرة التكليفية للمكلف وهذا‬
‫كله راجع لمستوى النشاط اإلنتاجي الواسع في المجتمعات المتطورة مما ينعكس‬

‫‪132‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫إيجاباً على الدخول ومن ثم على التزامات األفراد في تلك المجتمعات والعكس‬
‫صحيح فيما يخص الحصيلة الضريبية في البلدان النامية‪.‬‬

‫ومن المعلوم إن الحصيلة الضريبية كما وضحنا في أهمية الضرائب واحدة من‬
‫أهم مصادر تمويل الموازنة العامة ألنها تمثل أحد الروافد العامة لإليرادات التي تستعين‬
‫بها الدولة لتغطية النفقات وكذلك وسيلة إلشباع الحاجات العامة حيث تمارس وظائف‬
‫متعددة اقتصادية واجتماعية وثقافية وخدمية وأمنية وعسكرية‪ ..‬لقد زادت أهمية حصيلة‬
‫الضرائب والضرائب بشكل عام في العقود األخيرة باعتبارها تمثل أحد أدوات السياسية‬
‫المالية ويزداد االهتمام بالضرائب في مختلف دول العالم ليس في كونها تعد المصدر‬
‫الرئيسي لإليرادات العامة وحسب وإنما العتبارات من أهمها أدوات السياسة االقتصادية‬
‫المستخدمة في توجيه النشاط االقتصادي والتأثير به‪.‬‬
‫وجرت عدة محاوالت لوضع الحد الذي تستقر عند الحصيلة الضريبية فيرى‬
‫بردون وهو من االقتصاديين التقليديين إن الدولة ال تستطيع أن تستقطع أكثر من‬
‫(‪ )% 10‬من الدخل القومي عن طريق الضرائب ألن النفقات الحكومية التي‬
‫تمولها الضرائب تؤثر في االستهالك واالستثمار الخاص‪ ،‬وفي دور كل من‬
‫القطاع العام والخاص في االقتصاد لكل دولة‪ ..‬كما نادى كالرك وهو‬
‫االقتصاديين المحدثين بأن ال تتجاوز نسبة االستقطاع أكثر من (‪ )% 25‬من‬
‫الدخل القومي على شكل ضرائب‪ ،‬أما الفيزوقراط فنادوا بأن نسبة االستقطاع‬
‫الضريبي يجب أن ال تتجاوز (‪ )% 20‬من الدخل القومي(‪. )4‬‬
‫ومعروف إن هناك عدة عوامل تؤثر في الحصيلة الضريبية مثل السعر‬
‫الضريبي‪ ،‬التهرب الضريبي‪ ،‬المقدرة التكليفية القومية الطاقة الضريبية والسماحات‬
‫الضريبية كذلك اإلدارة الضريبية باإلضافة إلى عوامل ذات تأثير ثانوي مثل‬
‫عامل التضخم في االقتصاد¸نظم المعلومات المساندة للعمل الضريبي‪ ،‬قاعدة‬
‫المكلفين‪ ،‬االزدواج الضريبي وغيرها‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫حصيلة ضريبة الدخل في العراق‬

‫أوالً ‪ /‬ضريبة الدخل في العراق‬


‫ضريبة الدخل من الضرائب المباشرة وقد فرضت ألول مرة في العراق‬
‫بموجب القانون رقم ( ‪ )52‬لسنة ‪ 1927‬وقد حل محله القانون رقم ( ‪)39‬‬
‫لسنة ‪ 1939‬والذي استمر العمل فيه إلى سنة ‪1956‬م‪ ..‬وفي سنة ‪1959‬‬
‫صدر قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 95‬لسنة ‪1959‬وكان من المبادئ الجديدة‬
‫التي جاء بها القانون الجديد حسبما جاء في األسباب الموجبة لصدوره هي‬
‫إدخال المدخوالت الخاضعة لضريبة الدخل والعائدة لمكلف واحد حيث‬
‫أخضعت إلى جدول م وحد للنسب بدالً من الجداول المتعددة والتي حواها‬
‫القانون السابق وقد عدل القانون المذكور خمس وثالثون مرة خالل فترة‬
‫تطبيقه( ‪.)1959-1982‬‬

‫وفي سنة ‪ 1982‬صدر قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 113‬النافذ مفعوله حالياً‬
‫وعمل بأحكامه اعتبا اًر من السنة المالية ‪ )5(1983‬وجرت على هذا القانون‬
‫ُ‬
‫تعديالت كثيرة سواء بقوانين أو بق اررات أو أوامر تناولت الكثير من أحكامه‪.‬‬

‫والذي يهمنا في هذا القانون بعض من مفرداته وكاآلتي‪-:‬‬

‫‪ .1‬مصادر الدخل الذي تفرض عليه الضريبة وقد نصت المادة الثانية من القانون‬
‫على‪-:‬‬

‫أ‪ .‬أرباح المهن التجارية والصنائع أو المهن بما فيها التعهدات وااللتزامات‪.‬‬

‫ب‪ .‬فوائد وعمولة وأرباح المتاجرة باألسهم والسندات‪.‬‬

‫ج‪ .‬بدالت إيجار األراضي الزراعية‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫د‪ .‬الرواتب ورواتب التقاعد والمكافأة واألجور المقررة للعمل والمخصصات‬


‫والتخصيصات والمبالغ المقررة والمقدرة للمكلف التي تخص السكن والطعام‬
‫وإلقامة‪.‬‬

‫ه‪ .‬كل مصدر آخر غير معفي بقانون وغير خاضع ألية ضريبة في العراق‪.‬‬

‫‪ .2‬تفرض الضريبة وحسب المادة الخامسة على دخل الشخص المقيم وغير المقيم‬
‫الذي يتسلمه في العراق وال تفرض على غير العراقيين الذين يتسلمون الدخل‬
‫خارج العراق‪.‬‬

‫‪ .3‬هناك سماحات ضريبية للزوجة واألطفال وللمكلف أيضاً لتخفيف العبئ‬


‫الضريبي حسب المادة السادسة من القانون وكذلك هناك إعفاءات لبعض‬
‫الدخول حسب المادة السابعة‪.‬‬

‫‪ .4‬كان آخر تعديل للقانون ‪ 113‬هو التعديل الذي أجري سنة ‪ 2008‬والذي تم‬
‫فيه اعتماد نسب االستقطاع وحسب الجدول أدناه‪:‬‬

‫جدول (‪)1‬‬
‫الناتج الضريبي‬ ‫الشريحة‬ ‫الدخل‬ ‫النسبة‬

‫‪1500‬‬ ‫‪500.000‬‬ ‫لغاية ‪500،000‬‬ ‫‪%3‬‬

‫‪25000‬‬ ‫‪500،000‬‬ ‫لغاية ‪1000،000‬‬ ‫‪%5‬‬

‫‪100،000‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لغاية ‪2000،000‬‬ ‫‪%10‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ما زاد عن ‪2000،000‬‬ ‫‪%15‬‬

‫المصدر‪-:‬قانون رقم ‪ 113‬لسنة ‪ 1982‬وتعديالته جريدة الوقائع العراقية العدد ‪2917‬‬


‫لسنة ‪.1982‬‬

‫‪135‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ثانياً ‪ /‬بعض مؤشرات حصيلة ضريبة الدخل خالل فترة الدراسة‪-:‬‬


‫من خالل تفحصنا للجدول (‪ )1‬والجدول(‪ )2‬نالحظ حقيقة حصيلة ضريبة‬
‫الدخل وكاآلتي‪-:‬‬

‫أ‪ .‬إن نسبة مساهمة ضريبة الدخل في اإليراد الضريبي سجل ‪ %34.4‬سنة‬
‫‪ 2004‬وهي أقل نسبة مساهمة في هذه الفترة (‪ )2003-2016‬نتيجة لإلعفاءات‬
‫والسماحات العديدة التي منحتها سلطة االئتالف المؤقت‪ ،‬أما أعلى نسبة مساهمة‬
‫في اإليراد الضريبي هي ما مقداره ‪ %76.7‬سنة ‪ 2015‬والسبب هو إدراج ضريبة‬
‫نقل ملكية العقار ضمن ضرائب الدخل بموجب القانون ‪ 48‬لسنة ‪.2015‬‬

‫أما متوسط نسبة مساهمتها في إجمالي اإليرادات الضريبية فقد ارتفع إلى‬
‫‪ %58.2‬في هذه المدة نتيجة لزيادة االعتماد على ضريبة الدخل في الهيكل‬
‫الضريبي وانخفاض االعتماد على الضرائب األخرى وكذلك بسبب تطبيق نظام‬
‫ابتداء من سنة ‪ 2007‬الذي رفع إيرادات‬
‫ً‬ ‫االستقطاع المباشر على ضريبة الدخل‬
‫ضريبة الدخل وكانت أدنى نسبة كمتوسط لهذه المدة فهو في سنة ‪ 2004‬إذ‬
‫بلغت ‪ %34.4‬كما بينا سابقاً وإذا ما علمنا إن نسبة إسهام اإليرادات الضريبية‬
‫كمتوسط في الناتج المحلي اإلجمالي لفترة البحث لم يجاوز ال ‪ %1‬وإن نسبة‬
‫ضريبة الدخل إلى إجمالي اإليراد الضريبي لم تتجاوز كما بينا سابقاً وهي نسبة‬
‫‪ %58.2‬كمتوسط خالل مدة البحث لالحظنا ضآلة مشاركة اإليراد الضريبي في‬
‫مجمل اإليراد الضريبي والناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الجارية‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫جدول(‪)2‬‬

‫المصدر‬
‫‪-1‬الهيئة العامة للضرائب قسم البحوث والدراسات‬
‫‪-2‬التقرير السنوي للبنك المركزي العراق لعام ‪2017‬‬
‫‪-3‬المجموعة اإلحصائية السنوية‪ ،‬وزارة التخطيط العراقية‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ب‪ .‬في كل األحوال كما بينا سابقاً إن نسبة مساهمة اإليراد الضريبي في الناتج‬
‫اإلجمالي كمتوسط لمدة البحث ال يتجاوز ‪ %1‬وهي نسبة متدنية جداً مقارنة‬
‫بنسبة مساهمة اإليراد الضريبي في بعض الدول منها ما هو مشابه لظروف‬
‫العراق فعلى سبيل المثال في سنة ‪ 2017‬بلغت نسبة اإليراد الضريبي إلى‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي في أرمينيا ‪ ،%20.76‬ألبانيا ‪ ،%18.80‬أوزبكستان‬
‫‪ ،%14.55‬السنغال ‪ ،%15.04‬تركيا ‪ ،%17.87‬جورجيا ‪ ،%23.76‬لبنان‬
‫‪ %15.20‬هذا على مستوى اإليراد الضريبي ككل فما بالك بالنسبة لحصيلة‬
‫ضريبة الدخل الذي متوسطها كما بينا يبلغ ‪ %58‬من اإليراد الضريبي الكلي‬
‫في العراق‪ ،‬إذن نسبة متدنية جداَ هي نسبة مساهمة ضريبة الدخل بالنسبة‬
‫للناتج المحلي اإلجمالي واقعياً ومقارنة بدول مختارة‪.‬‬

‫ج‪ .‬وكذلك في الجدول(‪ )2‬نسبة مساهمة ضريبة الدخل في إجمالي اإليرادات العامة‬
‫فقد أنخفض في هذه الفترة (مدة البحث) إلى ‪ %1.1‬ويعود ذلك إلى االنخفاض‬
‫الكبير في االعتماد على الضرائب (بضمنها ضريبة الدخل)‪ ،‬وبعد رفع العقوبات‬
‫االقتصادية وتصدير النفط بكميات كبيرة شهدت هذه المدة تخفيضات في أسعار‬
‫ضرائب الدخل وزيادة اإلعفاءات وزيادة ظاهرة التهرب الضريبي مما أدى إلى‬
‫انخفاض نسبة مساهمة ضريبة الدخل في اإليرادات العامة وكانت وبحسب‬
‫الجدول(‪ )2‬أدنى نسبة لمساهمة ضريبة الدخل في مجمل اإليرادات العامة في‬
‫سنة ‪ 2003‬حيث سجلت ‪ %0.1‬وأعلى نسبة في سنة ‪ 2016‬حيث بلغت‬
‫‪ %4.2‬وهي نسبة ضئيلة جداً إذا ما قورنت بمثيالتها في دول أخرى وكذلك‬
‫بضخامة مبالغ األجور والرواتب ودخول مختلف شرائح المجتمع ‪.‬‬

‫د‪ .‬أما ما يخص نسبة ضريبة الدخل من مختلف أجور ورواتب ومداخيل أفراد‬
‫المجتمع العراقي فنراها متدنية كما هو واضح في الجدول(‪ )1‬حيث قرر القانون‬

‫‪138‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫رقم ‪ 113‬لسنة ‪ 1982‬وحسب الجدول نسبة ‪ %3‬للدخول لغاية (‪)500000‬‬


‫ألف دينار عراقي و‪ %5‬للدخول لغاية (‪ )1000.000‬مليون دينار و‪%10‬‬
‫لغاية (‪ )2000.000‬مليون دينار و‪ %15‬ما زاد معنى ذلك إن نسبة ضريبة‬
‫الدخل في الغالب ألبناء المجتمع العراقي تبلغ ‪ %5‬وهي نسبة متدنية جداً ال‬
‫تساعد على جمع حصيلة ضريبة تساهم في الوظائف المالية واالقتصادية‬
‫وتنعكس خدمات من خالل اإلنفاق العام فلو قارناها بمثيالتها في بعض الدول‬
‫مثل المغرب حيث تتراوح ضريبة الدخل بين ‪ %10‬و ‪ ،%38‬تونس بين‬
‫‪ %19.5‬و‪ ،%35‬الجزائر بين ‪ %10.5‬و‪ ،%35‬سوريا ‪ %5‬و‪ ،%15‬مصر‬
‫‪ %10‬و ‪ ،%22‬األردن ‪ %7‬و‪.)6( %20‬‬

‫ه‪ .‬تتميز العائدات الضريبية بشكل عام وضريبة الدخل خاصة في العراق بقلتها‬
‫فالحصيلة الضريبية متدنية جداً بسبب العديد من المتغيرات واألسباب وعلى‬
‫رأسها اعتماد االقتصاد العراقي على إيرادات النفط وهذا ما جعل المخطط‬
‫العراقي ال يضع الحصيلة الضريبية في سلم أولياته رغم علمه ما للضرائب‬
‫من أهمية بالغة كونها أداة من أدوات السياسة المالية واالقتصادية والسؤال‬
‫الذي يفرض نفسه ماذا لو إن العراق ال يملك الثروة النفطية؟ والجواب بالتأكيد‬
‫هو إن القائمين على الشأن االقتصادي سوف يأخذون بنظر االعتبار متغيرات‬
‫االقتصاد العراقي وكل موارده الصغيرة والكبيرة لتمويل الموازنة العامة فلو‬
‫درسنا نسبة إيراد ضريبة الدخل من الناتج المحلي اإلجمالي عدا النفط لالحظنا‬
‫إن النسبة في العراق تبلغ ‪ %0.3‬وهي أيضاً نسبة متدنية جداً وال تعبر عن‬
‫ضخامة مرتبات وأجور معظم أفراد الشعب العراقي وال تلبي الحاجة الفعلية‬
‫في حالة عدم وجود النفط ولكن بمقارنة نسبة الضرائب إلى الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي عدا النفط مع دول أخرى لالحظنا إن العراق أيضاً لديه اقل نسبة‬

‫‪139‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫فمثالً بلغت النسبة في الجزائر ‪ %4.2‬وفي المغرب ‪ %3.8‬وفي تونس‬


‫‪ %4.6‬وفي اليمن ‪ %2.8‬وفي موريتانيا ‪ %5‬وفي جيبوتي ‪ .)7( %3.2‬إذن‬
‫نصل إلى حقيقة إن العراق الزال في طور الدول التي ال تأبه بمواردها غير‬
‫النفطية وهذه تؤدي إلى مجموعة آثار خطيرة‪.‬‬

‫قياس العالقة بين حصيلة ضريبة الدخل والناتج المحلي االجمالي‬


‫المطلب االول‪ :‬توصيف النموذج‪ :‬لمعرفة طبيعة العالقة بين حصيلة الضريب‬
‫والناتج المحلي االجمالي‪ .‬فقد تم استخدام متغير الناتج المحلي االجمالي‬
‫(‪ )GDP‬كمتغي اًر تابعاً‪ ،‬وكل من االيرادات العامة (‪ )PR‬وحصيلة االيرادات‬
‫الضريبية (‪ )OT‬وحصيلة ضريبة الدخل (‪ )IT‬كمتغيرات مستقلة‪.‬‬

‫ووفقاً لمنطق النظرية االقتصادية‪ ،‬فأن هناك عالقة طردية بين كل المتغيرات‬
‫المستقلة مع الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬إذ أن الناتج المحلي االجمالي يزداد بازدياد‬
‫االيرادات بمختلف أنواعها‪ ،‬لذلك نتوقع أن تكون اشارة معلمات النموذج موجبة‪.‬‬
‫جدول (‪)3‬‬
‫متغيرات النموذج القياسي‬
‫نوعه‬ ‫رمزه‬ ‫المتغير‬
‫تابع‬ ‫‪GDP‬‬ ‫الناتج المحلي االجمالي‬
‫مستقل‬ ‫‪PR‬‬ ‫االيرادات العامة‬
‫مستقل‬ ‫‪OT‬‬ ‫حصيلة االيرادات الضريبية‬
‫مستقل‬ ‫‪IT‬‬ ‫حصيلة ضريبة الدخل‬

‫‪140‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تقدير النموذج‪ :‬في بداية االمر سيتم التأكد من استق اررية السالسل‬
‫الزمنية لمعرفة هل انها تحتوي على جذر الوحدة (‪ )UNIT ROOT‬من‬
‫عدمه‪ ،‬وذلك من خالل اختبار ديكي فولر المطور (‪ ،)ADF‬وقد تبين من‬
‫خالل الجدول (‪ )4‬أن جميع السالسل الزمنية لم تستقر عند مستواها‪،‬‬
‫واستقرت سلسلة االيرادات العامة (‪ )PR‬عند الفرق االول‪ ،‬فيما استقرت‬
‫سالسل الناتج المحلي االجمالي وااليرادات الضريبية وحصيلة ضريبة الدخل‬
‫عند الفرق الثاني‪.‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫نتائج استقرارية السالسل الزمنية‬
‫)‪UNIT ROOT TEST RESULTS TABLE (ADF‬‬

‫‪Null Hypothesis: the variable has a unit root‬‬

‫‪At Level‬‬

‫‪PR‬‬ ‫‪OT‬‬ ‫‪IT‬‬ ‫‪GDP‬‬


‫‪With‬‬
‫‪-1.9626‬‬ ‫‪1.0718‬‬ ‫‪1.9651‬‬ ‫‪1.3169‬‬ ‫‪t-Statistic‬‬
‫‪Constant‬‬
‫‪0.3021‬‬ ‫‪0.9968‬‬ ‫‪0.9998‬‬ ‫‪0.9985‬‬ ‫‪Prob.‬‬

‫‪n0‬‬ ‫‪n0‬‬ ‫‪n0‬‬ ‫‪n0‬‬


‫‪With‬‬
‫‪-1.5502‬‬ ‫‪-1.1111‬‬ ‫‪3.1367‬‬ ‫‪0.5466‬‬ ‫‪t-Statistic‬‬
‫& ‪Constant‬‬
‫‪Trend‬‬
‫‪0.7993‬‬ ‫‪0.9176‬‬ ‫‪1.0000‬‬ ‫‪0.9992‬‬ ‫‪Prob.‬‬

‫‪n0‬‬ ‫‪n0‬‬ ‫‪n0‬‬ ‫‪n0‬‬


‫‪Without‬‬
‫‪-0.4334‬‬ ‫‪1.9265‬‬ ‫‪1.7355‬‬ ‫‪1.6250‬‬ ‫‪t-Statistic‬‬
‫& ‪Constant‬‬
‫‪Trend‬‬
‫‪141‬‬
‫ كريم عبيس العزاوي‬.‫د‬..........................‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‬

0.5219 0.9861 0.9788 0.9733 Prob.

n0 n0 n0 n0

At First Difference

d(PR) d(OT) d(IT) d(GDP)


With
-3.4522 -1.2061 2.0735 1.2983 t-Statistic
Constant
0.0133 0.6656 0.9999 0.9984 Prob.

** n0 n0 n0
With
-3.6483 -1.6074 1.0135 0.4958 t-Statistic
Constant &
Trend
0.0349 0.7771 0.9999 0.9991 Prob.

** n0 n0 n0
Without
-3.4641 -0.4535 2.6632 1.6263 t-Statistic
Constant &
Trend
0.0008 0.5139 0.9978 0.9733 Prob.

*** n0 n0 n0
At Second
Difference
d(OT) d(IT) d(GDP)
- - - With
t-Statistic
8.4472 7.0584 7.46864 Constant
42 33 6
0.0000 0.0000 0.0000 Prob.

*** *** ***

142
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪With‬‬


‫‪t-Statistic‬‬
‫‪8.5034‬‬ ‫‪7.8018‬‬ ‫‪8.13381‬‬ ‫& ‪Constant‬‬
‫‪05‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪Trend‬‬
‫‪0.0000‬‬ ‫‪0.0000‬‬ ‫‪0.0000‬‬ ‫‪Prob.‬‬

‫***‬ ‫***‬ ‫***‬


‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪Without‬‬
‫‪t-Statistic‬‬
‫‪8.3175‬‬ ‫‪6.7675‬‬ ‫‪7.27548‬‬ ‫& ‪Constant‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪Trend‬‬
‫‪0.0000‬‬ ‫‪0.0000‬‬ ‫‪0.0000‬‬ ‫‪Prob.‬‬

‫***‬ ‫***‬ ‫***‬

‫‪Notes:‬‬
‫‪a: (*) Significant at the 10%; (**) Significant at the 5%; (***) Significant‬‬
‫‪at the 1% and (no) Not Significant‬‬

‫المصدر‪ /‬مخرجات برنامج ‪.EVIEWS 9‬‬

‫بعد التأكد من استق اررية السالسل الزمنية‪ ،‬يتم اختبار النموذج ككل بواسطة‬
‫اختبار جوهانسون للتكامل المشترك (‪ )Cointegration‬وذلك للتأكد من طبيعة‬
‫العالقة هل هي عالقة قصيرة االجل أم طويلة االجل‪ .‬والجدول (‪ )5‬يبين أنه من‬
‫خالل اختباري االثر (‪ )Trace test‬والقيم المميزة العظمى (‪Maximum‬‬
‫‪ )Eigenvalue‬عدم وجود عالقة توازنيه طويلة االمد بين متغيرات النموذج‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫ كريم عبيس العزاوي‬.‫د‬..........................‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‬

)5( ‫جدول‬
‫نتائج اختبار اِلَّكمل املشرتك‬
Date: 05/12/19 Time: 15:13

Sample (adjusted): 2003Q3 2016Q4

Included observations: 54 after adjustments

Trend assumption: Linear deterministic trend

Series: GDP IT OT PR

Lags interval (in first differences): 1 to 1

Unrestricted Cointegration Rank Test (Trace)

Hypothesize
0.05 Trace
d
Prob.** Critical Value Statistic Eigenvalue No. of CE(s)

0.0695 47.85613 46.29682 0.370855 None

0.3408 29.79707 21.27360 0.221442 At most 1

0.4918 15.49471 7.756725 0.133496 At most 2

0.8898 3.841466 0.019144 0.000354 At most 3

144
‫ كريم عبيس العزاوي‬.‫د‬..........................‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‬

Trace test indicates no cointegration at the 0.05 level

* denotes rejection of the hypothesis at the 0.05 level

**MacKinnon-Haug-Michelis (1999) p-values

Unrestricted Cointegration Rank Test (Maximum Eigenvalue)

Hypothesize
0.05 Max-Eigen
d
Prob.** Critical Value Statistic Eigenvalue No. of CE(s)

0.1028 27.58434 25.02322 0.370855 None

0.4059 21.13162 13.51687 0.221442 At most 1

0.4060 14.26460 7.737581 0.133496 At most 2

0.8898 3.841466 0.019144 0.000354 At most 3

Max-eigenvalue test indicates no cointegration at the 0.05 level

* denotes rejection of the hypothesis at the 0.05 level

**MacKinnon-Haug-Michelis (1999) p-values

.EVIEWS 9 ‫ مخرجات برنامج‬/‫المصدر‬

145
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وبسبب أن ثالث متغيرات لم تستقر اال في الفرق الثاني‪ ،‬فيمكننا استخدام‬


‫سببية جرانجر (‪ )Granger Causality‬الخاصة باألمد القصير‪ ،‬والجدول (‪)6‬‬
‫يوضح نتائج سببية جرانجر وكاالتي‪:‬‬

‫‪ .1‬إن حصيلة ضريبة الدخل تسبب التغير في الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬ونعتقد‬
‫أن السبب يعود الى أن حصيلة ضريبة الدخل تُعد هي االكبر بين أنواع‬
‫الضرائب االخرى‪.‬‬

‫‪ .2‬ان التغير في الناتج المحلي االجمالي يسبب التغير في حصيلة االيرادات‬


‫الضريبية‪ ،‬ويعود ذلك الى أن زيادة الناتج المحلي االجمالي تزيد من دخول‬
‫االفراد والشركات االمر الذي يرفع من حصيلة الضرائب بأنواعها‪.‬‬

‫‪ .3‬إن التغير في االيرادات العامة يسبب التغير في الناتج المحلي االجمالي‪ ،‬وهذا‬
‫مطابق لمنطق النظرية االقتصادية‪ ،‬إذ أن زيادة االيرادات العامة يزيد من‬
‫الناتج المحلي االجمالي‪.‬‬

‫‪ .4‬إن التغير في االيرادات الضريبية تسبب التغير في حصيلة ضريبة الدخل‪،‬‬


‫وهذا بسبب أن ضريبة الدخل هي جزء من االيرادات الضريبية‪ ،‬فزيادة تلك‬
‫االيرادات يعني ضمناً زيادة حصيلة ضريبة الدخل‪.‬‬

‫‪ .5‬إن التغير في االيرادات العامة تسبب التغير في حصيلة ضريبة الدخل‪ ،‬وهذا‬
‫أيضاً مطابق لمنطق النظرية االقتصادية‪ ،‬إذ أن زيادة االيرادات العامة سيزيد‬
‫من مكلفي الضريبة‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫ كريم عبيس العزاوي‬.‫د‬..........................‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‬

)6( ‫جدول‬
‫نتائج سببية جراجنر‬
Pairwise Granger Causality Tests

Date: 05/12/19 Time: 15:12

Sample: 2003Q1 2016Q4

Lags: 2

Prob. F-Statistic Obs Null Hypothesis:

0.0117 4.87565 54 IT does not Granger Cause GDP

0.2919 1.26284 GDP does not Granger Cause IT

0.4735 0.75919 54 OT does not Granger Cause


GDP
0.0124 4.80556 GDP does not Granger Cause OT

0.0141 4.65155 54 PR does not Granger Cause


GDP

147
‫ كريم عبيس العزاوي‬.‫د‬..........................‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‬

0.7507 0.28840 GDP does not Granger Cause PR

0.0098 5.08479 54 OT does not Granger Cause IT

3.E-05 13.0423 IT does not Granger Cause OT

0.0012 7.75814 54 PR does not Granger Cause IT

0.9884 0.01166 IT does not Granger Cause PR

0.0514 3.15465 54 PR does not Granger Cause OT

0.9979 0.00208 OT does not Granger Cause PR

EVIEWS 9 ‫ مخرجات برنامج‬/‫المصدر‬

148
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫‪ .1‬د‪ .‬بتول مطر وآخرون‪ ،‬اإلصالح الضريبي دوره في زيادة اإليرادات الضريبية‪،‬‬
‫بحث مستل من رسالة ماجستير للطالب رائد خضير عبد‪ ،‬كلية اإلدارة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬جامعة القادسية‪ ،‬العراق ‪.‬‬

‫‪ .2‬عزمي أحمد يوسف‪ ،‬الضرائب ومحاسبتها‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار اإلعصار العلمي‪،‬‬


‫عمان‪ ،2010 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪ .3‬حجازي‪ ،‬المرسي السيد‪ ،‬النظم الضريبية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬


‫الدار الجامعية‪ ،1998 ،‬ص ‪ 40‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ .4‬يونس أحمد البطريق‪ ،‬النظم الضريبية‪ ،‬الدار الجامعية للنشر والطباعة‪ ،‬بيروت‬
‫–لبنان‪ ،1983 ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪5. http://data. Albank aldouli. Org./indicator/gc .taxWord Bank Group[us].‬‬

‫‪ .6‬حيدر عبد هللا الحسيني‪ ،‬هذه أكثر الدول فرضاً للضرائب على الدخل‪ ،‬صحيفة‬
‫العربي الجديد االلكترونية الصادرة في ‪ 14‬فبراير ‪ ،2019‬اعتماداً على أرقام‬
‫(صندوق النقد الدولي) لعام ‪.2017‬‬

‫‪ .7‬أندريه جويل وآخرون‪ ،‬مذكرة مناقشات صندوق النقد الدولية‪ ،‬رقم الوثيقة‪،‬‬
‫سبتمبر‪.SDN/15/16..2015‬‬

‫‪149‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الدراسة الخامسة‬
‫تفعيل السياسه المالية من ابجديات مكافحة البطالة‬

‫تعد البطاله مرض فتاك يصيب جسد اقتصاديات معظم البلدان سواء كانت‬
‫متطورة او نامية‪ ،‬وعلى المجتمعات التصدي لهذا المرض الخطير الن له‬
‫انعكاسات سياسية واجتماعية وثقافية وبنيوبة مؤلمة‪ ،‬وبها مساس بكرامة اإلنسان‬
‫ومعيشته‪ ،‬وعليه يجب البحث عن كل العالجات الناجعة على كافة المستويات‬
‫سواء االقتصادية او المالية او حتى التربوية ‪.‬‬

‫وكان للسياسة المالية التي هي جزء من السياسات االقتصادية دور كبير‬


‫في معالجة البطالة والتصدي لها من خالل العديد من ادواتها سواء في باب‬
‫االيرادات او النفقات او الموازنات العامة‪ ،‬وعلينا ان ال ننسى ان السياسة المالية‬
‫ليست االداة الوحيدة الناجعة بل هي واحدة من مجموعة من الحلول‪ ،‬وعلينا ايضا‬
‫التوجه نحو التناغم بين السياستين المالية والنقدية للتصدي لهذا الداء الخطير‪.‬‬

‫معروف ان العراق دولة ريعية اقتصادها أحادي الجانب يعتمد على النفط‬
‫ايراداً رئيساً في جميع موازناته‪ ،‬وهو دولة نامية‪ ،‬تمتاز هذه الدول ومنها العراق‬
‫بتدني مستوى دخل الفرد بشكل عام رغم موارد النفط‪ ،‬ولهذا أسباب عديدة‪ ،‬وكذلك‬
‫يتصف بعدم مساهمة القطاع الصناعي إال بنسبة ضئيلة جدا من الناتج القومي‪،‬‬
‫وعدم وجود نظام اقتصادي واضح المعالم فهو خليط يجمع بين خصائص النظام‬
‫الحر الى جانب خصائص النظام الموجه مركزياً‪ ،‬كما يعتمد كما أبلغنا على مورد‬
‫واحد الجانب متمثال بمورد النفط ومساعدات مالية خارجية مما يعني التبعية‬
‫للخارج‪ ،‬وأيضا يتصف االقتصاد العراقي بانخفاض االستثمار اإلنتاجي وارتفاع‬

‫‪151‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الميل الحدي لالستهالك‪ ،‬ولكل هذه الصفات كانت النتيجة انتشار البطالة بكل‬
‫أنواعها‪ ،‬وكان للسياسة المالية المتبعة سبب مهم وأثر كبير في الوصول الى هذه‬
‫النتائج حيث العجز المستمر في الموازنة العامة بسبب ضعف الموارد الضريبية‬
‫والفساد اإلداري والمالي وكثرت اإلعفاءات والتهرب الضريبي من جهة ونمو‬
‫االنفاق العسكري وعدم ترشيد اإلنفاق العام الى جانب ضعف الطاقات الضريبية‬
‫وزيادة أعباء الديون الخارجية مما حتم التمويل بالعجز من الجهة األخرى ‪.‬‬

‫وفي هذا نركز على ان السياسة المالية هي واحدة من بين السياسات‬


‫االقتصادية التي من خالل ادواتها المعروفة تحد من معدالت البطالة وتستحوذ‬
‫على أهمية في هذا الشأن النها تستطيع القيام بدور مهم في تحقيق األهداف‬
‫التي يسعى الى تحقيقها االقتصاد الوطني‪ ،‬واصبح لها دور بالغ األهمية حيث‬
‫تؤثر تأثي اًر فعاالً على الهيكل االقتصادي‪ ،‬ويتجلى هذا التأثير في الحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية وحتى السياسية ألفراد المجتمع خاصة في ظل برامج‬
‫اإلصالح االقتصادي‪.‬‬

‫السياسة المالية‬
‫في ال بدء البد من توطئة لمعرفة ماهية السياسة المالية أي معرفة كنه‬
‫السياسة المالية‪ ،‬وهنا نقول إن السياسة المالية تعني (مجموعة السياسات المتعلقة‬
‫باإليرادات العامة والنفقات العامة بغية تحقيق أهداف محددة)(‪.)1‬‬
‫أو (أنها سياسة استخدام ادوات المالية العامة من برامج اإلنفاق واإليرادات‬
‫العامة لتحريك متغيرات االقتصاد الكلي مثل الناتج القومي‪ ،‬العمالة‪ ،‬االدخار‪،‬‬
‫االستثمار‪ ،‬وذلك من أجل تحقيق اآلثار المرغوبة وتجنب اآلثار غير المرغوبة‬
‫فيها على كل من الدخل والناتج القوميين ومستوى العمالة وغيرها من المتغيرات‬
‫االقتصادية)(‪.)2‬‬
‫‪152‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫كما تعرف السياسة المالية بأنها مجموعة من األهداف والتوجهات‬


‫واإلجراءات والنشاطات التي تتبناها الدولة للتأثير في االقتصاد القومي والمجتمع‬
‫بهدف المحافظة على استق ارره العام وتنميته ومعالجة مشاكله ومواجهة كافة‬
‫الظروف المتغيرة)(‪.)3‬‬

‫مما تقدم أعاله نخلص إلى القول أن السياسة المالية وسيلة الدولة للتأثير على‬
‫النشاط االقتصادي واالجتماعي والسياسي التي تسعى إلى تحقيقها الدولة المعنية‪.‬‬

‫إذن السياسة المالية برنامج عمل مالي تتبعه الدولة عن طريق استخدام‬
‫اإليرادات والنفقات العامة لتحقيق أهداف معينة يأتي في طليعتها النهوض‬
‫باالقتصاد الوطني ودفع عجلة التنمية وإشاعة االستقرار االقتصادي وتحقيق‬
‫العدالة االجتماعية وإتاحة الفرص المتكافئة للمواطنين مما يعني تقليل التفاوت‬
‫بين األفراد في توزيع الدخول والثروات‪.‬‬

‫وإتماماً لصورة السياسة المالية البد من التعرف على موقع هذه السياسة في‬
‫المدارس الفكرية المعروفة وأدناه استعراضاً ألهمها‪-:‬‬

‫أوالً ‪ /‬السياسة المالية في الفكر الكالسيكي‪-:‬‬


‫لقد وجه االقتصاديون التقليديون جانباً من اهتماماتهم لدراسة المالية العامة‬
‫متأثرين في ذلك بفلسفة الحرية االقتصادية التي تحد من تدخل الدولة في الحياة‬
‫االقتصادية ويجب أن يقتصر دور الدولة على الدفاع واألمن الداخلي والعدالة‬
‫بالدرجة األولى فهي كما يشبهها ادم سميث ( رجل الحراسة الليلي) فقد كانت‬
‫النظرية المالية التقليدية نتيجة منطقية تعكس فلسفة المذهب االقتصادي التقليدي‬
‫الذي يقوم على قانون ساي لألسواق (العرض يخلق الطلب) ومدلول (اليد الخفية)‬
‫آلدم سميث وبيئة تسود فيها كافة مقومات الحرية االقتصادية والمنافسة التامة‬

‫‪153‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫بمعنى أن النظم الرأسمالية تتجه تلقائياً إلى التوازن المستقر عند مستوى التشغيل‬
‫الكامل لموارد المجتمع اإلنتاجية‪.‬‬

‫ويؤكد التقليديون أنه إذا ترك القطاع الخاص في بيئة تتوافر فيها كل‬
‫الضمانات للحرية االقتصادية وانه يسعى إلنتاج حاجاته ورغباته وتعظيم ثروته‬
‫وتحقيق مصلحته وبالتالي يستمر اإلنتاج وال يتوقف إال عند العمالة حيث تصبح‬
‫عند هذه الحالة كافة الموارد االقتصادية المتاحة موظفة توظيفاً كامالً‪.‬‬

‫ومن ثم يخلص الفكر الكالسيكي إلى اقتصار وظيفة الدولة بصفة أساسية‬
‫على خدمات األمن والدفاع والعدالة وبذلك يتحدد دور السياسة المالية في ظل‬
‫النظرية التقليدية في توفير اإليرادات الالزمة لتغطية هذه الخدمات دون أن يكون‬
‫لها غرض اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي فتغير اإلنفاق الحكومي أو الضرائب‬
‫بالزيادة أو النقصان ليس لهما أي تأثير يذكر على الطلب الكلي والناتج والمستوى‬
‫العام لألسعار‪ ،‬وأن زيادة اإلنفاق الممول عن طريق السندات يؤدي إلى رفع سعر‬
‫الفائدة بما يفضي إلى خفض مادي في االستثمار الخاص واالستهالك الخاص‬
‫لزيادة االدخار وبالتالي عدم تغير الطلب الكلي نتيجة التغير في اإلنفاق الحكومي‬
‫أو الضرائب أثر فهو أثر غير مستقل نابع من أسلوب تمويل الزيادة وإن كان في‬
‫اإلنفاق أو انخفاض في الضرائب‪.‬‬

‫لقد قامت السياسة المالية التقليدية على عدة عوامل مالية أهمها(‪-:)4‬‬

‫• حياد السياسة المالية التقليدية في كافة األنشطة االقتصادية للدولة بمعنى أن‬
‫يكون تدخل الدولة حيادياً بحيث ال يؤثر النشاط االقتصادي للدولة على‬
‫تصرفات األف ارد أو القطاع الخاص بأي شكل من األشكال‪.‬‬

‫• وجوب ضغط الميزانية بحيث ال تمثل النفقات العامة إال نسبة ضئيلة من‬
‫الدخل القومي‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫• اعتماد اإليرادات العامة أساساً على الضرائب وتقدير هذه اإليرادات تبعاً للنفقات‬
‫العامة التي يسمح بها دور الدولة‪.‬‬

‫• ضرورة توازن الميزانية سنوياً أي تحقيق المساواة بين جانبي النفقات واإليرادات‬
‫العامة ويتم هذا بإجراء تقدير دقيق ألقل مقدار ممكن من اإلنفاق العام على‬
‫هذه الوجوه التقليدية السابقة الذكر وبالتالي تغطية هذه النفقات بإجراء تقدير‬
‫لإليرادات العامة‪ ،‬الضرائب‪ ،‬الرسوم‪ .‬ودخل الدومين دون اللجوء إلى القروض‬
‫أو زيادة اإلصدار النقدي ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ /‬المدرسة الكينزية‪-:‬‬


‫بعد أن سادت النظرية الكالسيكية مدة طويلة من الزمن ظهرت تطورات‬
‫اقتصادية وسياسية واجتماعية أحاطت بالعالم في الثالثينات واألربعينات من القرن‬
‫الماضي متمثلة في الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية التي أدت إلى تغيير بعض‬
‫المعتقدات في الدول الرأسمالية حيث بدأت الدعوة إلى المزيد من التدخل الحكومي‬
‫في الحياة االقتصادية في محاولة للحد من اآلثار المترتبة على هذه الظروف‪.‬‬

‫لقد كان كينز من أوائل اللذين نادوا بتدخل الدولة في النشاط االقتصادي بهدف‬
‫الوصول إلى حالة التشغيل الكامل والمحافظة على نوع من االستقرار االقتصادي‬
‫فافترض كينز أن التوازن ال يحدث تلقائياً كما اعتقد الكالسيك وأنه البد من تدخل‬
‫الدولة باستخدام السياسة المالئمة للوصول للوضع التوازني المقبول‪.‬‬

‫لقد ركز كينز على مفهوم الطلب الكلي والتغيرات فيه كمحور أساسي‬
‫للتغيرات التي تحدث في المستوى التوازني للدخل القومي كما اعتقد أن العجز في‬
‫الطلب الكلي هو سبب حالة الكساد التي سادت العالم في بداية الثالثينات وبالتالي‬
‫فإن زيادة معدالت النمو في مكونات الطلب الكلي ستؤدي إلى زيادة حجم العمالة‬

‫‪155‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫والتوظيف ثم االقتراب من مستوى التوظيف الكامل لقد كانت النظرية الكينزية‬


‫نقطة تحول في الفكر االقتصادي والسياسة المالية وقد بدأ التحليل الكينزي بنقد‬
‫التحليل الكالسيكي ورفض قانون ساي لألسواق وتلقائية التشغيل الكامل‪.‬‬

‫ووفقًا لتحليل كينز فإن التوازن الكلي ال يتحقق تلقائيًا كما عند الكالسيك وإنما قد‬
‫يتحقق عند مستوى أقل من التشغيل الكامل وبالتالي فان االنحراف عن التشغيل الكامل‬
‫هو الوضع المعتاد في النظام االقتصادي بمعنى أن هناك قدر من البطالة اإلجبارية‬
‫تظهر في سوق العمل ونتيجة لكل هذا تخلت السياسة المالية عن قواعدها التقليدية‬
‫واتخذت مفهومًا وظيفيًا وأصبحت ذات معنى أوسع من المعنى السابق‪.‬‬

‫فكانت السياسة المالية حسب المفهوم الكينزي عبارة عن مجهودات الحكومة‬


‫لتحقيق االستقرار وتشجيع النشاط االقتصادي فتعدت أهدافها النطاق المالي لتساهم‬
‫في تغيير البنيان االقتصادي واالجتماعي للدولة ولذلك أطلق عليها اسم(السياسة المالية‬
‫المتدخلة) لتمييزها عن السياسة المالية المحايدة‪ ،‬فأصبحت الدولة هي المسؤولة في‬
‫نهاية األمر عن سالمة وقوة االقتصاد الوطني ككل كما أصبحت السياسة المالية أداة‬
‫رئيسية ومسؤولة عن تحقيق التوازن االقتصادي عند مستوى التوظيف الكامل للموارد‬
‫اإلنتاجية عن طريق التأثير على الطلب الفعال وتتمتع السياسة المالية في هذا الشأن‬
‫بالقدرة على التأثير المباشر على مستوى النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫أما في فترات التضخم حيث يزيد الطلب زيادة تفوق قدرة االقتصاد الوطني‬
‫على إنتاج السلع والخدمات عند مستوى التشغيل الكامل وبالتالي يحدث التضخم‬
‫هنا السياسة المالية تعمل على خفض وتقييد الطلب عن طريق ترشيد اإلنفاق‬
‫العام وزيادة الضرائب مع تكوين فائض في الميزانية المتصاص القوة الشرائية‬
‫الزائدة وحجزها عن التداول وهكذا يمكن ضبط ووقف التضخم أو على األقل من‬
‫حدته‪ ،‬بحيث ال يشكل خط اًر وهكذا بدا منطقياً نجاح هذه األسس للسياسة المالية‬

‫‪156‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫عند تطبيقها في اقتصاديات الدول المتقدمة حيث أمكن باستخدامها المساهمة في‬
‫إخراج اقتصاديات هذه الدول من أزمة الكساد الكبير ومعالجة الضغوط التضخمية‬
‫التي ظهرت خالل الحرب العالمية الثانية(‪.)5‬‬

‫ثالثاً ‪ /‬المدرسة النقودية (مدرسة شيكاغو)‪-:‬‬


‫تركز أطروحة المدرسة النقودية على تقرير ضخم أصدره ميلتون فريدمان‬
‫وآناجشوارتز بعنوان (التاريخ النقدي للواليات المتحدة ‪ )1960-1867‬يحمل فيها‬
‫المؤلفين على كينز منطلقين من أنه لم يعط السياسة النقدية ما تستحق من‬
‫االهتمام‪ ،‬فقد اثبت الكساد قوة السياسة النقدية ال عمقها كما زعم كينز ففي‬
‫السنوات ‪ 1960-1929‬انخفضت كمية النقود بمقدار الثلث ووجه فريدمان‬
‫وشوارتز االتهام إلى هيئة االحتياطي الفدرالي آنذاك كونها رفضت تقديم السيولة‬
‫النقدية للبنوك عندما هرع العمالء لسحب ودائعهم ولو حدث ذلك لكان من شأنه‬
‫أن يزرع الثقة عند العمالء ويقلل الهوس في سحب المدخرات ‪.‬‬

‫ويعلن فريدمان بكل وضوح أن االقتصاديين ال يعلمون عن السياسة المالية ما‬


‫يكفي أذ لتحريكها بحكمة يستغرق األمر ربما أحيانًا ستة أشهر في بعض االحيان قبل‬
‫أن تؤثر السياسة المالية على الناتج القومي اإلجمالي وأحيانًا اخرى سنتان بل إنها‬
‫عادة ما تؤدي إلى إيذاء االقتصاد عندما يتم ضبط اإليقاع االقتصادي‪.‬‬
‫ً‬
‫وبكل وضوح القضية التي يثيرها النقديون أن اقتصاديات العرض والطلب‬
‫لم تترك أي دور للسياسة المالية والطلب الكلي على اإلطالق ولذا لم يعترضوا‬
‫على هذا الجانب من التفكير الكينزي ولكنهم رفضوا المعالجة وكان بإمكان‬
‫السياسة الحكومية أن تؤثر على الناتج من خالل التغييرات في الرصيد النقدي‬
‫ومن خالل السياسة النقدية‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫نخلص إلى القول إن الكينزيون يميلون لصالح السياسة المالية أكثر من‬
‫السياسة النقدية كوسيلة للتأثير على االستخدام والناتج على أن ال يفهم من ذلك‬
‫أن يأخذ النقديون الجانب المعاكس أي تفضيل السياسة النقدية على السياسة‬
‫المالية فعلى الرغم من اعتقادهم بأن النقود لها اثر قوي نسبياً على االقتصاد لكن‬
‫يرون أن لها أثر سيء إلى حد كبير نسبياً مقابل أثرها الجيد إذ شكك النقديون‬
‫بإمكانية تصرف الحكومة بسرعة ودقة كافية في توجيه السياسة النقدية بكفاءة‬
‫وموقفهم من الدور االقتصادي للحكومة‪:‬‬

‫أن على الحكومة عدم التأثير أو محاولة التأثير على الطلب الكلي على‬
‫اإلطالق وأن السياسة المالية َو ْه ْم ينبغي تجنبها أما عرض النقود فتحكمه قاعدة‬
‫بسيطة (السماح لعرض النقود بالزيادة بمعدل ثابت تقريباً مكافئ على المدى‬
‫الطويل لمعدل نمو الناتج وسيحقق النمو المتوازن) ‪.‬‬

‫وهناك أسباب آلراء النقوديون في هذا الجانب أهمها‪-:‬‬

‫• تكون للتغيرات في عرض النقود أثر قوي نسبياً غير أن ال يؤدي على الفور‬
‫وإنما بتباطؤ زمني‪.‬‬

‫• التباطؤ طويل ومتغير أي يمكن أن يأتي بعد ستة أشهر من التغييرات في‬
‫عرض النقود أو قد يصل إلى سنتين أو ما بينهما‪.‬‬

‫في وقت تأثير السياسة النقدية ‪ -‬بسبب التباطؤ‪ -‬قد تتغير الظروف االقتصادية‬
‫مما يحتمل أن يجعل أثرها أكثر سوءًا من جعلها أفضل ويتفق الكينزيون على أن‬
‫تباطؤ السياسة النقدية طويل وال يمكن التنبؤ بها ولكن توصلوا الى نتيجة أخرى‬
‫مختلقة ((تعتمد الحكومة على السياسة المالية بدالً من السياسة النقدية إذ أن السياسة‬
‫المالية الذي يكون تاثيرها طوي ً‬
‫ال جدًا وال يمكن التنبؤ بها)(‪.)6‬‬

‫‪158‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫رابعاً ‪ /‬مدرسة التوقعات العقالنية‪-:‬‬


‫قامت هذه المدرسة على يد جون موث عام ‪ 1961‬في إطار البحث عن‬
‫أجزاء من الحقيقة تتم إضافتها إلى النظرية االقتصادية إذ ركز أنصار هذه‬
‫المدرسة على تطوير نظري عام ينهل من معين الفكر الكالسيكي ويتجاوز‬
‫طروحات فريدمان وصوالً إلى سياسة تتواءم مع روح النظام الرأسمالي دفعاً باتجاه‬
‫إخراج هذا النظام من أزمته المستفحلة في تزاوج البطالة والتضخم‪.‬‬

‫بيد أن هذه المدرسة تتوافق مع أصول الرأسمالية فعال خالف التجاريين‬


‫اللذين قالوا أن الحكومة تساعد االقتصاد في حين جاءت الكالسيكية لتنظر إلى‬
‫إزاحة الدولة جانباً كونها مؤذية ‪.‬‬

‫أما أنصار الكينزية فعدو وجود الدولة الزماً لمساندة االقتصاد ألن اآلليات‬
‫االقتصادية غير قادرة على ضبط األوضاع االقتصادية في حين أشار النقوديون‬
‫إلى أن الحكومة مفيدة وغير مفيدة أما أنصار التوقعات العقالنية فيدعون إلى أن‬
‫التدخل الحكومي هو َو ْه ْم مثل خداع السحرة ال يستطيع تغيير الحقيقة كثي اًر‪.‬‬

‫ومن إطار تقويم اقتصاديو هذه المدرسة للسياسات المالية وآثارها في ضوء‬
‫طروحات التوقعات العقالنية توصلوا إلى أن مقياس لدالة الرفاهية ال يمكن أن‬
‫يعمل وأنه يجب استخدام مقياس فعالية السياسة المالية بدالً عنها رافضين في‬
‫الوقت نفسه مبدأ زيادة الضرائب لتمويل العجز الحكومي‪.‬‬

‫وذلك ألن االستعداد لدفع الضرائب يملي على األفراد والشركات اللجوء‬
‫إلى إحداث تخفيض حقيقي وملموس في االستهالك مما يؤدي إلى إضعاف‬
‫فاعلية تأثير الزيادة في اإلنفاق الحكومي وبالتالي عدم فاعلية السياسة المالية‬
‫المعتمدة‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وهكذا يرى أتباع هذه المدرسة أن السياسة المالية الوحيدة المؤثرة والقادرة‬
‫على إضعاف أو إيقاف تأثير الزيادات في اإلنفاق الحكومي تتأتى مع السياسة‬
‫التي تفاجئ األفراد والشركات على حد سواء والتي ال يمكن التنبؤ بها أو معرفتها‪.‬‬
‫زاعمين أن التدخل الحكومي يتطلب التقليص باستمرار وربما التحييد(‪.)7‬‬

‫البطـــــالة‬
‫ال يحتاج القارئ إلى عناء وتعب للبحث عن معنى البطالة وانواعها واسبابها‬
‫فهي موجودة في معظم المجتمعات وواقع معاش يومي ولكن باختصار يمكن‬
‫القول أن البطالة‪ :‬عدم وجود فرص عمل مشروعة لمن توافرت له القدرة على‬
‫العمل والرغبة فيه وبمعنى آخر التوقف عن العمل أو عدم توافر هذا العمل لمن‬
‫هو قادر عليه وراغب فيه وهو ما يطلق عليه مصطلح العاطل إذن هناك شرطان‬
‫أساسيان يجتمعان معاً لتعريف العاطل ‪.‬‬

‫أ‪ .‬أن يكون قاد اًر على العمل‬

‫ب‪ .‬أن يبحث عن فرصة عمل ألجل الحصول على مستوى األجر السائد لكن‬
‫دون جدوى وهناك أنواع عديدة من البطالة وأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها‬
‫وخاصة في البلدان النامية فشل جهود التنمية وتفاقم الديون الخارجية فضالً‬
‫عن انتشار البيروقراطية والفساد واألمية وفقدان اإلرادة الوطنية للبناء ناهيك‬
‫عن ضعف األداء االقتصادي إلى غير من أسباب عديدة‪.‬‬

‫أوالً ‪ /‬البطالة في الفكر الكالسيكي‪-:‬‬


‫لقد أفرد الكالسيكيون أهمية بالغة للبعدين االجتماعي والسياسي في تحليل‬
‫الظاهرة االقتصادية رابطين في تحليلهم مشكلة البطالة بالمشكلة الديموغرافية‬

‫‪160‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وبتراكم الرأسمال والنمو االقتصادي وبالطاقة اإلنتاجية لالقتصاد الوطني وأهم ما‬
‫شغل بال الكالسيكيين هو مشكل التوزيع والربح وتأثيره في تراكم رأس المال‪،‬‬
‫ويقول ريكاردو في رسالة إلى مالتس‪-:‬إن االقتصاد السياسي ليس بحثاً في طبيعة‬
‫الثروة وأسبابها‪ ،‬وإنما هو بحث في القوانين التي تعين على تقسيم ناتج الصناعة‬
‫بين الطبقات التي ستشترك في تكوينه(‪.)8‬‬

‫لقد كان هذا التحليل عامالً مساعداً في الرفع من شأن الرأسمالية الصناعية‬
‫التي توفر لها غطاء إيديولوجي هام لتوسيع نفوذها وتوفير ما يكفي من العمالة‬
‫بعيداً عن أية تعاقدات مشروطة مع مرونة كبيرة في تحديد األجور‪ ،‬واعتبرت أن‬
‫كل المآسي االجتماعية التي رافقت التحول من الرأسمالية المركانتليه إلى‬
‫الرأسمالية الصناعية مثل‪ ،‬البطالة‪ ،‬الجريمة‪ ،‬الفقر وغيرها أمور طبيعية سيتم‬
‫تجاوزها وفقاً لنضج السوق وأنه ال يمكن للدولة التدخل في هذه األوضاع على‬
‫نحو آخر ويعبر روبرت مالتس عن هذا الوضع أفضل تعبير من خالل قوله(‬
‫السبب الرئيس للفقر الدائم ال صله له بطريقة الحكم وبسوء توزيع الملكية‪ ،‬فليس‬
‫في وسع األغنياء تأمين العمل والغذاء للفقراء وليس للفقراء الحق في مطالبتهم‬
‫بالعمل والغذاء) ويقصد من هذا الحديث هو النتائج السلبية للعاطلين باإلضافة‬
‫إلى أسهامها في تزايد السكان النقطة المحورية في فكر مالتس‪.‬‬

‫انطلق الكل من فكرة أساسية تجعل من قيمة الطلب على المنتجات مساوية‬
‫تماماً مع نفقة إنتاجها حيث يتم صرف األموال المحصلة كأجور وأرباح على‬
‫منتجات جديدة وبالتالي فكل عملية شراء هي في نفس الوقت عملية بيع والعكس‬
‫صحيح‪ ،‬وهذا يوفر لالقتصاد التوظيف الكامل وبالتالي استمرار تراكم رأس المال‬
‫واالستثمار وهذا ما يعرف بقانون ساي‪ ،‬لهذا كانت البطالة في الفكر الكالسيكي‬
‫مستحيلة الحدوث على نطاق واسع ‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ثانياً ‪ /‬المدرسة الكينزية‪-:‬‬


‫تعد البطالة التي تفشت في معظم البلدان الرأسمالية واحدة من العوامل‬
‫الدافعة لظهور الفكر الكينزي حيث يعتقد كينز أن النظرية الكالسيكية مهما بدت‬
‫منطقية ال تنطبق على الواقع في االقتصاديات الرأسمالية في ظل األزمة آنذاك‪.‬‬
‫ال يمكن اإلنكار إن كينز لم يكن رأسمالياً وفياً ومتأث اًر بنماذجها وال يمكن‬
‫أن يأتي بنظرية توازن بعيدة عن المصالح الرأسمالية‪ ،‬إذ يرى كينز أن هذا التوازن‬
‫موجود بين العرض والطلب بما يقرر مستوى البطالة ولكن هذا المستوى قد يكون‬
‫من االنخفاض بالقدر الذي يتعطل معه عدد كبير من العمال األكفاء القادرين‬
‫والراغبين في العمل وباألجور السائدة‪ ،‬ومن هنا ال يمكن أن تكون األجور العالية‬
‫السبب في البطالة‪ ،‬كما أنه يعتقد إن خفض األجور يعادل من الناحية النظرية‬
‫النتائج المترتبة على الهبوط في سعر الفائدة وأن ما يمكن تحقيقه في خفض‬
‫األجور يتم بصورة أفضل عن طريق خفض سعر الفائدة‪ ،‬وإن لم يكن أي من‬
‫اإلجراءين بالعالج الكافي‪ ،‬ومن الطبيعي أن تجري مقاومة خفض االجور من‬
‫قبل نقابات العمال التي هي جزء حقيقي من النظام االقتصادي وهو ما تنكره‬
‫النظرية الكالسيكية‪.‬‬
‫يؤكد كينز إن هناك ارتباطاً بين مستويات االستخدام والدخل فعند كل مستوى‬
‫من الدخل هناك مستوى معين من التشغيل يتناسب معه وهي كلها مستويات‬
‫توازن ليست بالضرورة توازنات عند مستوى االستخدام الكامل الذي تفترضه‬
‫النظرية الكالسيكية‪.‬‬

‫ومن هذا النظام ينتقد كينز الكالسيك في سعيهم الدائم لخفض االجور‬
‫والتركيز على الحد األدنى من األجور (أجور الكفاف)‪ ،‬ومن ثم األجور الحدية‪،‬‬
‫ويوظف هذا في آثاره المباشرة على خفض الطلب الكلي‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ثالثاً ‪ /‬المدرسة النقودية والبطالة(‪-:)9‬‬

‫هذه المدرسة تؤكد على دور النقود والسياسة النقدية في الميدان االقتصادي‬
‫وكل ماله عالقة بالدخل واالستثمار واإلنتاج واالستخدام وبالتالي البطالة مما‬
‫يعني أن كل التقلبات التي تظهر عل مستوى الساحة االقتصادية مثل تقلبات‬
‫مستوى الدخل والناتج والتشغيل ناتجة عن فشل السياسة النقدية او التدخل في‬
‫آليات السوق من قبل الحكومة ويمك ا اان تلخيص وجهة نظا ا ا ا ا ا ا ا ا اار المدرسة النقدية‬
‫بهذا الشأن بما يلي‪-:‬‬

‫‪ .1‬الطلب الكلي يتأثر بالتغير الذي يحصل في اإلنفاق النقدي الذي يتوقف بدوره‬
‫على كمية النقود مضروبة بسرعة تداولها‪.‬‬

‫‪ .2‬وتنشأ البطالة وفق هذه المدرسة بسبب أن معدالت األسعار واألجور ال تتكيف‬
‫مع انخفاض عرض النقد واالنخفاض المصاحب له في الطلب الكلي ومن‬
‫هنا ينشأ ارتفاع في مستوى البطالة وانكماش مستوى األعمال بسبب االنكماش‬
‫النقدي‪.‬‬

‫‪ .3‬يرى النقديون أنه يوجد مستوى بطالة وحيد يتواءم مع حالة االستقرار النقدي‬
‫والسعري وأن أي محاولة للتقليل من مستوى البطالة تصاحبها تسريع معدل‬
‫التضخم من خالل زيادة كمية النقود في التداول ‪.‬‬

‫‪ .4‬من هنا على صاحب القرار الحذر عند مواجهة مشكلة البطالة الن ال يمكن‬
‫حلها عن طريق التوسع النقدي وإنما عبر آليات السوق ‪.‬‬

‫‪ .5‬ليس من مهام الحكومات في النظام الرأسمالي تحقيق التشغيل الكامل لقوة‬


‫العمل فهي لها وظائفها التقليدية على أن تتولى وضع وتنفيذ سياسة نقدية‬
‫منضبطة تحقق االستقرار النقدي‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وهنا نخلص إلى القول إن عالج البطالة وفق المدرسة النقودية ال يتطلب‬
‫التأثير في الطلب الكلي كما يرى كينز بل يتطلب العمل على تشجيع المستثمرين‬
‫زيادة االستثمار وبالتالي زيادة اإلنتاج ويكون ذلك مقروناً بخفض الضرائب‬
‫المفروضة على الدخل والثروة وإطالق آليات السوق ومحاربة الرقابة الحكومية‬
‫على األجور واألسعار ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ /‬مدرسة التوقعات العقالنية والبطالة‪-:‬‬


‫تؤدي التوقعات‪ Expectations‬لدى أنصار هذه المدرسة دو ًار مهمًا في النشاط‬
‫االقتصادي فهي تؤثر في األسعار واإلنتاج والدخل والعمالة واالدخار واالستثمار‪...‬‬
‫الخ وطبقًا لتوماس سارجنت ونل والس تكون التوقعات رشيدة إذا كان التنبوء بالمتغيرات‬
‫االقتصادية يتم وفقًا كما تمليه قواعد النظرية االقتصادية(‪ ،)10‬على أن أهم فرضين‬
‫تقوم عليها هذه المدرسة هما‬

‫‪ .1‬إن الناس يستخدمون المعلومات المتوافرة لديهم‪.‬‬

‫‪ .2‬إن األسعار واألجور مرنة‪.‬‬

‫وفحوى الغرض األول هو إن الناس يشكلون توقعاتهم بناء على أفضل ما‬
‫يتوافر لهم من معلومات وداللة ذلك إن الحكومة ال تستطيع إن تخدع الناس الن‬
‫المعلومات متوافرة لديهم‪ ،‬أما الغرض الثاني فيعني إن األسعار واألجور تتكيف‬
‫دائماً بسرعة طبقا لحالة العرض والطلب وإن الناس يستخدمون المعلومات ومبادئ‬
‫النظرية االقتصادية في تنبؤاتهم مما يعني إنهم على دراية بكيفية سير النشاط‬
‫االقتصادي وبرامج الحكومة وسياستها‪.‬‬

‫في ضوء هذين الفرضين‪ .‬نجد إن أنصار هذه المدرسة يرون على نقيض‬
‫الكينزية‪:‬‬
‫‪164‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫– أن البطالة الموجودة في النظام الرأسمالي هي بطالة اختيارية ‪voluntary‬‬


‫وليست اجبارية فهم يرون أن اسواق العمل تتكيف بسرعة مع الصدمات وأن‬
‫األجور تتغير تبعاً لتغيرات العرض والطلب ‪ .‬وطبقاً لوجهة نظرهم إن البطالة‬
‫تتزايد الن الناس يبحثون عن وظائف أفضل في فترة الكساد وليست بسبب أن ال‬
‫يجدون وظائف فالناس معطلون ألنهم يعتقدون أن األجور الحقيقية منخفضة جداً‬
‫وال تغريهم على العمل وليس بسبب أن األجور مرتفعة‪.‬‬

‫وخالصة قول هذه المدرسة إنه (لو تمكن الناس من توقع اتجاه السياسة الكلية‬
‫تبعا لذلك فسوف‬
‫وآثارها في أعمالهم بشكل صحيح وقاموا بالتكيف مع هذه السياسة ً‬
‫تكون سياسة غير فعالة وسوف تستمر األسعار بالزيادة – وهذا هو األثر األولي–‬
‫كما إن معدل البطالة لن ينخفض وعلى الجانب اآلخر فإن السياسة النقدية االنكماشية‬
‫التي تستهدف مكافحة التضخم ستؤدي إلى بطء اإلنتاج وزيادة معدل البطالة ‪ ..‬إذن‬
‫من الصعوبة بمكان ‪ -‬في رأي أنصار هذه المدرسة – خفض معدل التضخم دون‬
‫أن يواكب ذلك انكماش وبطالة وإنه مهما بذلت الحكومة من جهود لخفض معدل‬
‫البطالة فإن البطالة ستنجذب دائماً نحو معدلها الطبيعي‪.‬‬

‫واقع السياسات المالية في معالجة مشكلة البطالة في العراق‬


‫من المعروف ان للسياسة المالية تأثير كبير في النشاط االقتصادي إذ إنها‬
‫ذات عالقات متشابكة مع بقية السياسات االقتصادية ولهذا فإن الدول تتبنى‬
‫السياسة المالية من خالل أدواتها لتحقيق االستقرار االقتصادي والعراق ال يشذ‬
‫عن هذه القاعدة األمر الذي احتلت فيه السياسة المالية مكانة هامة سواء من‬
‫حيث كونها أسلوباً إلدارة االقتصاديات الوطنية أو من حيث األبحاث والدراسات‬
‫االقتصادية الحديثة ‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وبالنسبة لالقتصاد العراقي أصبح محط اهتمام لكل أصحاب القرار والشأن‬
‫االقتصادي والدراسات التنموية بسبب الظروف المختلفة التي مر بها إذ عانى من‬
‫اختالالت هيكلية وبنيوية وخصوصًا مرحلة ما بعد الحرب العراقية اإليرانية وما تالها‬
‫ولحد اآلن أدى إلى تراجع األداء االقتصادي بشكل عام وتزايد عجز الموازنة وارتفاع‬
‫معدالت البطالة والتضخم مما أدى إلى التوجه نحو سياسة أكثر فاعلية وتستطيع‬
‫التأثير على معظم المتغيرات فضالً عن تحقيق التناسق بينها وبين السياسات األخرى‬
‫للوصول إلى الحل األمثل للتأثير على متغيرات االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫لذلك فإن السياسة المالية ومن خالل أدواتها تشكل منظومة لالستقرار‬
‫االقتصادي وهذا يمثل دعماً لفعل هذه السياسة وتعزيز قوة االقتصاد الوطني‬
‫العراقي في إطار تحديات كبيرة وعلى رأسها البطالة الناتجة عن االختالل الهيكلي‬
‫لهذا االقتصاد‪.‬‬

‫أوالً ‪ /‬واقع الموازنة العامة في العراق‪-:‬‬


‫لكي نتعرف بصورة أدق على واقع السياسة المالية في العراق خالل مدة البحث‬
‫البد من مراقبة تطور أرقام اإليرادات والنفقات وما إذا كان هناك فائضًا أم عج ًاز‬
‫خالل مدة البحث وكل هذا موجود فيما يعرف بالموازنة العامة في العراق ومعروف‬
‫أن أول موازنة ظهرت في العراق سنة ‪ 1921‬مع تشكيل أول حكومة عراقية بعدها‬
‫نصت كل الدساتير والقوانين العراقية على ضرورة عمل موازنة للدولة العراقية وآخرها‬
‫صدر الدستور العراقي الدائم سنة ‪ 2005‬والنافذ في المادة (‪ )80‬الفقرة (ثامنًا)‬
‫وجميعها نصت على أن (إعداد الموازنة العامة والحسابات الختامية وخطط التنمية‬
‫في باب اختصاص مجلس الوزراء) أي ضرورة عمل موازنة عبارة عن جدول يبين‬
‫تقديرات مجلس الوزراء للنفقات واإليرادات للسنة المالية أي سنة مالية قادمة والجدول‬
‫التالي يبين الموازنة العامة للعراق خالل مدة البحث‪:‬‬
‫‪166‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫جدول(‪)1‬‬
‫الموازنة العاملة للعراق للمدة (‪ )2014- 2003‬مليون دوالر(باالسعار الجارية)‬

‫الفائض‪/‬العجز‬ ‫النفقات العامة‬ ‫اإليرادات العامة‬ ‫السنة‬

‫‪84‬‬ ‫‪1024‬‬ ‫‪1108‬‬ ‫‪2003‬‬


‫‪595‬‬ ‫‪22104‬‬ ‫‪22699‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪9597‬‬ ‫‪17918‬‬ ‫‪27515‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪6948‬‬ ‫‪26310‬‬ ‫‪33258‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪12287‬‬ ‫‪30806‬‬ ‫‪43093‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪117063‬‬ ‫‪49794‬‬ ‫‪67269‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪2259‬‬ ‫‪44929‬‬ ‫‪47188‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪59135‬‬ ‫‪59173‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪25125‬‬ ‫‪65851‬‬ ‫‪90976‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪23588‬‬ ‫‪73297‬‬ ‫‪96885‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪5596‬‬ ‫‪86748‬‬ ‫‪92344‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪-20391‬‬ ‫‪140151‬‬ ‫‪119760‬‬ ‫‪2014‬‬

‫الجدول من إعداد المؤلف اعتماداً على المصادر التالية‪:‬‬


‫‪ .1‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مديرية اإلحصاء واألبحاث‪ ،‬النشرة السنوية لسنوات مختارة‪.‬‬
‫‪ .2‬وزارة التخطيط‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء‪ ،‬الموازنة العامة للدولة لسنوات مختارة‪.‬‬
‫‪ .3‬وزارة المالية‪ ،‬قسم الموازنة العامة للعراق‪.‬‬

‫مالحظة‪ -:‬تم تحويل المبالغ من الدينار العراقي إلى الدوالر األمريكي من قبل المؤلف وحسب‬
‫سعر الصرف الرسمي‪.‬‬

‫من الجدول (‪ )1‬نالحظ أن الموازنة العامة في الع ارق خالل مدة الدراسة قد‬
‫شهدت حالة فوائض مالية بالرغم من التخطيط لموازنات ذات عجز إذ أن زيادة‬
‫أسعار النفط الخام العالمية يجعل من اإليرادات العامة في نهاية السنة المالية‬

‫‪167‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫تتجاوز التخصيصات المالية المقدرة باستثناء بعض السنوات نتيجة تأثرها‬


‫بالظروف التي مر بها العراق سواء على المستوى المحلي أو العالمي وما ترتب‬
‫عليها من آثار سلبية انعكست على االقتصاد العراقي ويتبين لنا من نفس الجدول‬
‫ذاته أن اإليرادات العامة والنفقات العامة اتخذت مسا اًر تصاعدياً‪ ،‬ففي سنة ‪2003‬‬
‫بلغت اإليرادات العامة (‪ )1108‬مليون دوالر والنفقات العامة بلغت (‪)1024‬‬
‫مليون دوالر محققة بذلك فائض مالي مقداره (‪ )84‬مليون دوالر‪ .‬وفي سنة ‪2004‬‬
‫بلغت اإليرادات العامة ما يقارب (‪ )22699‬مليون دوالر مقابل نفقات عامة‬
‫قدرت با(‪ )22104‬مليون دوالر مما أدى إلى زيادة الفوائض المالية إلى (‪)545‬‬
‫مليون دوالر ويعزى سبب الزيادة إلى عودة صادرات النفط الخام بعد توقف جزء‬
‫منها نتيجة الحرب الدولية على العراق واستمر االرتفاع في اإليرادات العامة‬
‫والنفقات العامة حتى عام ‪ 2009‬إذ بلغت اإليرادات العامة والنفقات العامة‬
‫(‪ )47188‬و(‪ )44929‬مليون دوالر مما أدى إلى انخفاض الفوائض المالية إذ‬
‫بلغت (‪ )2259‬مليون دوالر‪ ،‬ويعزى سبب االنخفاض إلى تأثر االقتصاد العراقي‬
‫بأزمة الرهن العقاري آنذاك‪ ،‬وعاودت اإليرادات العامة والنفقات العامة لالرتفاع‬
‫خالل السنوات (‪ )2013 ،2012 ،2011 ،2010‬محققة فوائض مالية‪ ،‬إذ‬
‫بلغت اإليرادات العامة (‪ )92344 ،96885 ،90976 ،59173‬مليون دوالر‬
‫ونفقات عامة قدرت با(‪ )86748 ،73297 ،65851 ،59135‬مليون دوالر‬
‫محققة بذلك فوائض مالية تقدر با(‪ )5596 ،23588 ،25125 ،38‬مليون دوالر‬
‫على التوالي أما سنة ‪ 2014‬فقد بلغت اإليرادات العامة (‪ )119760‬مليون دوالر‬
‫مقابل نفقات عامة تصل إلى (‪ )140151‬مليون دوالر محققة بذلك عجز مقداره‬
‫(‪ )20391‬مليون دوالر‪ ..‬ويعزى سبب هذا العجز إلى االنخفاض الحاصل في‬
‫أسعار النفط الخام وانخفاض العائدات النفطية تبعاً لذلك والتي أثرت بشكل مباشر‬
‫على اإليرادات العامة لكون العراق يعد اقتصاده اقتصاداً ريعياً حيث يعتمد بشكل‬

‫‪168‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫أساسي في تمويل الموازنة العامة على اإليرادات النفطية عالوة على ذلك زيادة‬
‫النفقات العامة وخاص ًة العسكرية منها بسبب مواجهة البلد لخطر اإلرهاب (داعش)‬
‫وزيادة نفقات العوائل المهجرة وغيرها‪.‬‬
‫جدول (‪)2‬‬
‫هيكل اإليرادات العامة في العراق للمدة (‪ )2003-2014‬مليون دوالر‬
‫(باالسعار الجارية)‬
‫* اإليرادات‬ ‫* اإليرادات النفطية‬
‫اإليرادات‬ ‫اإليرادات‬ ‫اإليرادات‬ ‫السنة‬
‫األخرى‪ /‬اإليرادات‬ ‫االستثمارية‪/‬اإليرادات‬
‫العامة‬ ‫األخرى‬ ‫النفطية‬
‫العامة ‪%‬‬ ‫العامة ‪%‬‬
‫‪14.17‬‬ ‫‪85.83‬‬ ‫‪1108‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪951‬‬ ‫‪200‬‬
‫‪1.08‬‬ ‫‪98.92‬‬ ‫‪22700‬‬ ‫‪245‬‬ ‫‪22455‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪200‬‬
‫‪2.53‬‬ ‫‪97.47‬‬ ‫‪27515‬‬ ‫‪694‬‬ ‫‪26821‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪200‬‬
‫‪5.14‬‬ ‫‪94.86‬‬ ‫‪33258‬‬ ‫‪1709‬‬ ‫‪31549‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪200‬‬
‫‪5.31‬‬ ‫‪94.69‬‬ ‫‪43093‬‬ ‫‪2287‬‬ ‫‪40806‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪200‬‬
‫‪6.1‬‬ ‫‪93.90‬‬ ‫‪67269‬‬ ‫‪4102‬‬ ‫‪63167‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪200‬‬
‫‪11.48‬‬ ‫‪88.52‬‬ ‫‪47188‬‬ ‫‪5417‬‬ ‫‪41771‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪200‬‬
‫‪3.25‬‬ ‫‪96.75‬‬ ‫‪59173‬‬ ‫‪1922‬‬ ‫‪57251‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪201‬‬
‫‪18.94‬‬ ‫‪81.06‬‬ ‫‪90976‬‬ ‫‪17230 73746‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪201‬‬
‫‪21.14‬‬ ‫‪78.86‬‬ ‫‪96885‬‬ ‫‪20479 76406‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪201‬‬
‫‪21.07‬‬ ‫‪78.93‬‬ ‫‪92343‬‬ ‫‪19453 72890‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪201‬‬
‫‪26.43‬‬ ‫‪73.57‬‬ ‫‪11976‬‬ ‫‪31648 88112‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪201‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬
‫المصدر‪ :‬شيماء عبد الهادي‪ ،‬أثر تقلبات النفط الخام العالمية في تمويل الموازنة للمدة‬
‫‪ 2015-2003‬دراسة مقارنة العراق والسعودية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‬
‫جامعة بابل‪ ،2016 ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪169‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫أوالً‪ -‬هيكل اإليرادات العامة‪-:‬‬

‫وتتمثل في اإليرادات النفطية واإليرادات األخرى (الضريبية‪ ،‬واإلعانات‪ ،‬والمنح‬


‫والمساهمات االجتماعية‪ ،‬الرسوم واإليجارات وغيرها) وأدناه عرض لكل منها‪-:‬‬

‫‪ .1‬اإليرادات النفطية‪-:‬‬

‫وهي أهم مكونات اإليرادات العامة العراقية وذلك الن االقتصاد العراقي‬
‫بشكل عام هو اقتصاد أحادي الجانب يعتمد على الصادرات النفطية في تمويل‬
‫موازنته المالية‪ ،‬ويبين الجدول ( ‪ )2‬أن اإليرادات النفطية اتخذت مسا ارً متزايداً‬
‫وبنسبة مساهمة متذبذبة في اإليرادات العامة‪ .‬ففي سنة ‪ 2003‬بلغت ما يقارب‬
‫( ‪ )951‬مليون دوالر و وبنسبة مساهمة بلغت (‪ )%85.83‬من اإليرادات‬
‫العامة وأما في سنة ‪ 2004‬بلغت اإليرادات النفطية ( ‪ )22455‬مليون دوالر‬
‫وسجلت نسبة مساهمة تقارب ( ‪ )%98.22‬وهي أعلى نسبة مساهمة خالل‬
‫مدة البحث وذلك الن النشاطات االقتصادية عموماً تراجعت وتوقفت خالل‬
‫السنة األولى من االحتالل مما جعل اإليرادات النفطية تكون هي الممول‬
‫الوحيد للحياة االقتصادية العراقية لتلك السنة‪ ،‬واستمرت اإليرادات النفطية‬
‫باالرتفاع بالرغم من التقلبات في أسعار النفط الخام حتى سنة ‪ ،2009‬إذ‬
‫بلعت اإليرادات النفطية (‪ )41771‬مليون دوالر وبنسبة مساهمة بلغت‬
‫( ‪ )%88.52‬محققة انخفاض عن سنة ‪ 2008‬وإن انخفاض اإليرادات النفطية‬
‫جاء نتيجة األزمة المالية العالمية وانخفاض أسعار ال نفط الخام ( التي تم‬
‫التطرق إليها سابقاً) وبعد هذا العام عاودت اإليرادات النفطية باالرتفاع خالل‬
‫السنوات الثالث (‪ )2012 ،2011 ،2010‬إذ بلغت ( ‪،73746 ،57251‬‬
‫‪ )76406‬مليون دوالر وسجلت نسبة مساهمة تقارب (‪،%81.06 ،%96.75‬‬
‫‪ )%78.86‬من اإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وفي سنة ‪ 2013‬انخفضت اإليرادات النفطية‪ ،‬إذ بلغت (‪ )72890‬مليون‬


‫دوالر وبنسبة مساهمة بلغت (‪ )%78.93‬وأما في سنة ‪ 2014‬بلغت اإليرادات‬
‫النفطية (‪ )88112‬مليون دوالر وبنسبة مساهمة (‪ )%57.73‬وهي أدنى نسبة‬
‫مساهمة حققتها اإليرادات النفطية في اإليرادات العامة خالل مدة البحث نتيجة‬
‫أوضاع العراق خالل تلك المدة ‪.‬‬

‫‪ .2‬اإليرادات غير النفطية‪-:‬‬

‫وتمثل اإليرادات الضريبية النسبة األكبر من هذه اإليرادات‪ ،‬إال إنها ال تمثل‬
‫سوى نسبة ضئيلة جداً من اإليرادات العامة بسبب معاناة العراق من نظام ضريبي‬
‫متخلف نتيجة عوامل عدة من أهمها التهرب الضريبي والفساد المالي واإلداري‬
‫وضعف الوعي الضريبي لدى الجمهور واإلعفاءات الضريبية لذوي الدخول‬
‫المرتفعة (المناصب الخاصة) عالوة على خفض معدالت ضرائب الدخل من‬
‫(‪ )%40‬إلى (‪ )%15‬وكذلك ضريبة الدخل العقارية (ضرائب مبيعات السيارات‪،‬‬
‫وضرائب العرصات‪،‬والضرائب الكمركية) حسب أوامر سلطة االئتالف الدولي‬
‫الممثل للعراق ذي الرقم (‪ )12‬لسنة ‪ 2003‬والرقم (‪ )54‬لسنة ‪.2004‬‬
‫ويتضح لنا من الجدول (‪ )2‬إن اإليرادات غير النفطية شهدت حالة تذبذب‬
‫واضحة خالل مدة البحث‪ ،‬ففي سنة ‪ 2003‬بلغت اإليرادات األخرى (‪)157‬‬
‫مليون دوالر وبنسبة مساهمة تصل إلى (‪ )%14.17‬من اإليرادات العامة‪ ،‬وأما‬
‫في سنة ‪ 2004‬ارتفعت إلى (‪ )245‬مليون دوالر وبنسبة مساهمة تراجعت إلى‬
‫(‪ )%1.08‬من اإليرادات العامة‪ ،‬ويعزى سبب التراجع هذا إلى زيادة نسبة‬
‫مساهمة اإليرادات النفطية في اإليرادات العامة‪ .‬واستمر ارتفاع اإليرادات غير‬
‫النفطية وبنسبة مساهمة مرتفعة حتى سنة ‪ ،2009‬وفي سنة ‪ 2010‬انخفضت‬
‫اإليرادات األخرى‪ ،‬إذ بلغت (‪ )1922‬مليون دوالر وبنسبة مساهمة انخفضت إلى‬
‫(‪ ،)%3.25‬وأما السنوات األربعة التالية (‪)2014 ،2013 ،2012 ،2011‬‬
‫‪171‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫أخذت اإليرادات األخرى بالتزايد حتى وصلت إلى (‪،20479 ،17230‬‬


‫‪ ) 31648 ،19453‬مليون دوالر على التوالي وبنسبة مساهمة متزايدة تقدر ب‬
‫(‪ )%26.43 ،%21.07 ،%21.14 ،%18.94‬على التوالي‪.‬‬

‫ومن التحليل السابق لإليرادات العامة في العراق يتضح لنا إن االقتصاد‬


‫العراقي يعتمد بشكل أساسي على مورد واحد (النفط) في تمويل النفقات العامة‪،‬‬
‫وأن نسبة مساهمة اإليرادات األخرى (غير النفطية) تعتمد بشكل مباشر على‬
‫نسب مساهمة العوائد النفطية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬هيكل النفقات العامة‪:‬‬

‫تقسم النفقات العامة إلى نفقات جارية (تشغيلية) ونفقات استثمارية (رأسمالية)‬
‫ويمكن توضيح كل منهما وكاآلتي‪-:‬‬
‫‪ .1‬النفقات الجارية‪-:‬‬

‫وتتضمن هذه النفقات (الرواتب واألجور‪ ،‬المكافآت التقاعدية‪ ،‬النفقات‬


‫التحويلية‪ ،‬المستلزمات السلعية والخدمية‪ ،‬عالوة على صيانة الموجودات وغيرها)‪،‬‬
‫أي كافة المعامالت الجارية للو ازرات والوحدات‪.‬‬
‫ويتبين من الجدول (‪ )3‬أن النفقات الجارية في العراق تتخذ مسا ًار متزايدًا خالل‬
‫مدة البحث وبنسبة مساهمة متأرجحة بين االرتفاع واالنخفاض ففي سنة ‪2003‬‬
‫بلغت النفقات الجارية (‪ )922‬مليون دوالر وهي أدنى مستوى وصلت اليه هذه‬
‫النفقات خالل مدة البحث ونتيجة تدهور الوضع األمني للبلد وتوجه النفقات العامة‬
‫نحو النفقات العسكرية واألمنية‪ ،‬إذ بلغت نسبة مساهمتها في النفقات العامة‬
‫(‪ )%90.03‬محققة زيادة مقارنة بالسنة الماضية‪ ،‬ويرجع سبب زيادة النفقات إلى‬
‫زيادة اإليرادات العامة وزيادة نفقات وزراتي الدفاع والكهرباء وزيادة نفقات العملية‬
‫اإلنتاجية عالوة على ذلك زيادة المرتبات واألجور والمخصصات التابعة لموظفي‬
‫‪172‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الدولة واستمرت النفقات الجارية باالرتفاع حتى عام ‪ ،2008‬وأما سنة ‪ 2009‬بلغت‬
‫(‪ )35943‬مليون دوالر محققة انخفاضًا واضحًا نتيجة انخفاض اإليرادات العامة‬
‫وخاص ًة اإليرادات النفطية (ألسباب تم التطرق إليها)‪.‬‬
‫جدول(‪)3‬‬
‫هيكل النفقات العامة في العراق للمدة (‪ )2014- 2003‬مليون دوالر‬
‫(باالسعار الجارية)‬

‫النفقات‬ ‫*النفقات االستثمارية‪/‬‬ ‫النفقات‬ ‫*الجارية‪ /‬النفقات‬ ‫النفقات‬


‫العامة‬ ‫النفقات العامة ‪%‬‬ ‫االستثمارية‬ ‫العامة ‪%‬‬ ‫الجارية‬ ‫السنة‬
‫‪1024‬‬ ‫‪9،97‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪90،03‬‬ ‫‪922‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪22104‬‬ ‫‪9،39‬‬ ‫‪2075‬‬ ‫‪90،61‬‬ ‫‪20029‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪17918‬‬ ‫‪17،34‬‬ ‫‪3106‬‬ ‫‪82،66‬‬ ‫‪14812‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪26310‬‬ ‫‪15،54‬‬ ‫‪4087‬‬ ‫‪84،46‬‬ ‫‪22223‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪30806‬‬ ‫‪19،79‬‬ ‫‪6096‬‬ ‫‪80،21‬‬ ‫‪24710‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪49794‬‬ ‫‪20،01‬‬ ‫‪9959‬‬ ‫‪79،99‬‬ ‫‪39835‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪44929‬‬ ‫‪20،01‬‬ ‫‪8986‬‬ ‫‪79،99‬‬ ‫‪35943‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪59135‬‬ ‫‪27،77‬‬ ‫‪16418‬‬ ‫‪72،23‬‬ ‫‪42717‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪65851‬‬ ‫‪22،68‬‬ ‫‪14931‬‬ ‫‪77،32‬‬ ‫‪50920‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪73297‬‬ ‫‪22،99‬‬ ‫‪16849‬‬ ‫‪77،01‬‬ ‫‪56448‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪86748‬‬ ‫‪29،17‬‬ ‫‪25303‬‬ ‫‪70،83‬‬ ‫‪61445‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪14015‬‬ ‫‪39،55‬‬ ‫‪55422‬‬ ‫‪60،45‬‬ ‫‪84729‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪1‬‬
‫المصدر‪ /‬شيماء عبد الهادي‪ ،‬اثر تقلبات اسعار النفط الخام العالمية في تمويل الموازنة‬
‫العامة للمدة‪ ،2014-2003‬دراسة مقارنه العراق والسعودية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االدارة‬
‫واالقتصاد‪،‬جامعة بابل‪ ،2016 ،‬ص‪.102‬‬

‫‪173‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وفي سنة ‪2010‬عاودت النفقات الجارية لالرتفاع حتى وصلت إلى‬


‫(‪ )42717‬مليون دوالر ويرجع سبب الزيادة إلى زيادة تعويضات الموظفين بنسبة‬
‫(‪)11‬‬
‫واستمرت الزيادة إذ بلغت أقصاها في سنة‬ ‫(‪ )%11.2‬عن سنة ‪2009‬‬
‫‪ 2014‬بما يقارب (‪ )84729‬مليون دوالر الزدياد النفقات العسكرية بشكل خاص‬
‫بسبب مواجهة اإلرهاب الداعشي وبنسبة مساهمة تصل إلى (‪ )%45.60‬من‬
‫اإليرادات العامة والجدول أعاله (‪ )3‬يوضح لنا هيكل النفقات العامة في العراق‬
‫خالل مدة البحث‪.‬‬

‫‪ .2‬النفقات االستثمارية‪-:‬‬

‫وتتضمن نفقات االستخدامات االستثمارية للمشاريع العامة وإعادة البناء‬


‫واألعمار وتوسع الطاقات اإلنتاجية وغيرها ويتبين لنا من خالل الجدول (‪ )3‬إنها‬
‫اتخذت مسا اًر متذبذباً وبنسبة مساهمة تميل نحو الصعود التدريجي باستثناء بعض‬
‫السنوات (‪ )2011 ،2006‬إذ بلغت نسبة مساهمته (‪)%22.68( ،)%15.54‬‬
‫نتيجة ارتفاع نسبة مساهم اإليرادات النفطية في اإليرادات العامة ففي سنة ‪2003‬‬
‫بلغت النفقات االستثمارية (‪ )102‬مليون دوالر وبنسبة مساهمة تصل إلى‬
‫(‪ )%9.97‬وأما سنة ‪ 2004‬فقد بلغت (‪ )2075‬مليون دوالر محققة بذلك زيادة‬
‫عن السنة الماضية وبنسبة مساهمة تقدر (‪ ) %9،39‬ويعزى سبب الزيادة إلى‬
‫إعادة االعمار للبنى التحتية والمنشآت الحيوية (النفطية) نتيجة تدميرها في الحرب‬
‫الدولية على العراق وزيادة اإليرادات العامة‪ ،‬نتيجة استئناف الصادرات النفطية‪.‬‬
‫واستمر االرتفاع حتى عام ‪ ،2008‬وأما سنة ‪ 2009‬بلغت (‪ )8986‬مليون‬
‫دوالر وبنسبة مساهمة تصل إلى (‪ )%20.01‬محققة انخفاضاً واضحاً نتيجة لقلة‬
‫اإليرادات العامة إذ تناسب انخفاضها مع انخفاض اإليرادات النفطية ألسباب‬
‫اقتصادية (تم ذكرها مسبقاً) والتي أدت إلى خفض النفقات بشكل عام بشقيها‬
‫‪174‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫(الجارية واالستثمارية) وأما في سنة ‪ 2010‬عاودت االرتفاع‪ ،‬إذ بلغت (‪)16418‬‬


‫مليون دوالر وبنسبة مساهمة وصلت إلى (‪ )%27.77‬كما شهدت السنوات‬
‫الثالث (‪ )2014 ،2013 ،2012‬ارتفاعاً مستم اًر بعد أن بلغت ( ‪،16849‬‬
‫‪ )55422 ،25303‬مليون دوالر على التوالي وبنسبة مساهمة تصل إلى‬
‫(‪ )%39.55 ،%29.17 ،%22.99‬على التوالي‪.‬‬
‫ومن خالل استعراض النفقات العامة يتبين لنا أن النفقات الجارية استحوذت‬
‫على الجزء األكبر من النفقات العامة وان االتساع في اإلنفاق الحكومي الجاري‬
‫نتيجة النتهاج البلد سياسة توسعية وخاص ًة في مجال التعليم والصحة وسعي الدولة‬
‫إلى زيادة القدرة الش ارئية لألفراد العاملين عن طريق زيادة الرواتب وخلق دخول جديدة‬
‫لتوفير فرص عمل المتصاص جزء من البطالة‪ ،‬وتوفير مفردات البطاقة التموينية‬
‫وماله من تأثير اقتصادي واجتماعي في رفع المستوى المعاشي للمواطنين(‪)12‬وهذا‬
‫يدل على أن البلد ذو طابع استهالكي انفاقي اكثر مما هو إنتاجي‪.‬‬

‫ثانياً ‪ /‬البطالة في العراق‪-:‬‬


‫عدد سكان العراق وحسب إسقاطات السكان التي عملتها و ازرة التخطيط‬
‫العراقية لسنة ‪ 2014‬بلغ ‪ 36‬مليون نسمة والذكور يمثلون (‪ )%51‬أما اإلناث‬
‫(‪ )%49‬ويذكر أن العراق من البلدان الفتية أي أن الشباب يمثلون القاعدة‬
‫العريضة من الهرم السكاني فيه فعدد السكان اللذين تتراوح أعمارهم بين (‪-15‬‬
‫‪ )65‬سنة أي من هم في سن العمل كما حدده قانون العمل العراقي بلغ‬
‫(‪ )20.829‬مليون نسمة كما بلغ عدد السكان الشباب اللذين تبلغ أعمارهم بين‬
‫‪ )24-15‬سنة (‪ )7.315‬مليون نسمة ويمثلون ما نسبته (‪ )%20.3‬أما الفئة‬
‫العمرية من ‪ )19-15‬سنة فقد بلغت نسبتهم (‪ )%10.8‬والفئات العمرية من‬
‫(‪ )24-20‬سنة فكانت نسبتهم (‪.)13()%9.5‬‬

‫‪175‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫من الواضح ان االرقام اعاله تدل على أن المجتمع العراقي مجتمع فتي‬
‫يتميز بمعدل نمو سكاني يصل الى ‪ %3‬وهي األعلى بالمقارنة مع دول المنطقة‬
‫مما يعني أن هذا المجتمع يحوي على أعداد ضخمة من السكان القادرين على‬
‫العمل واللذين هم في سن العمل فعالً وهنا يجب أن نتساءل هل العراق قد وفر‬
‫فرص العمل لكل قادر وراغب فعالً في العمل؟‬
‫الجواب بالتأكيد ال العراق ال يملك هذا الكم الهائل من فرص العمل التي‬
‫تضمن لمعظم سكانه العمل الذي يصون حياة وكرامة اإلنسان كغيره من دول‬
‫المنطقة والعالم ‪ ..‬أما األسباب فهي كثيرة ومتعددة وشاملة ومنها‪:‬‬

‫‪ .1‬لم يكن العراق من الدول التي تتمتع باالستقرار لفترات طويلة بل كان دائماً‬
‫وفي فترات متقاربة في صراع عسكري مع الكثير من الدول فكانت الحكومات‬
‫المتعاقبة منشغلة بالجهد العسكري الذي يحتاج إلى الكثير من اإلنفاق على‬
‫اآللة العسكرية مما أدى إلى تراجع فرص االستثمار الحقيقي في الجانب‬
‫االقتصادي واالجتماعي وكثي اًر ما كانت الحكومات تستعمل سياسة التمويل‬
‫بالعجز والتي ال تضيف شيء الى الطاقات التي كانت قائمة‪.‬‬

‫‪ .2‬كان من الطبيعي أن تنتج الحروب تدمير للبنى التحتية األساسية لالقتصاد‬


‫العراقي كالطرق والجسور والمنشات الصناعية ومحطات توليد الطاقة‬
‫الكهربائية وتصفية المياه والمرافق الخدمية المتواجدة في طول البالد وعرضها‬
‫كما حدث ذلك أبان الحرب العراقية اإليرانية (‪ )1980-1988‬وحربي الخليج‬
‫األولى والثانية (‪ )1991‬و(‪ )2003‬والحصار االقتصادي وما بينهما كل ذلك‬
‫أدى إلى حرمان العراق من وارداته النفطية وتوقف منشآته الحيوية التي كانت‬
‫تستوعب اآلالف من األيدي العاملة ‪.‬‬

‫ورغم التطورات التي حصلت في االقتصاد العراقي بعد عام ‪ 2003‬حيث‬


‫تحول من االقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق وفتح الحدود على مصراعيها‬
‫‪176‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫باإلضافة إلى وجود أنواع تقليدية للبطالة في العراق مثل البطالة الموسمية‬
‫والهيكلية والمقنعه ‪..‬الخ باإلضافة إلى بطالة الخريجين الجدد‪ ،‬لكن الوضع اختلف‬
‫عام ‪ 2014‬حيث ارتفعت نسبة البطالة إلى (‪ )%16‬والسبب هو اجتياح تنظيم‬
‫داعش معظم مناطق شمال بغداد كمحافظات نينوى وصالح الدين واألنبار ومدن‬
‫الفلوجة والحويجة وجرف الصخر وغيرها من المدن والقرى التي توقفت فيها حركة‬
‫اإلنتاج واإلدارات العامة وعمت الفوضى والبطالة نتيجة االجتياح ‪.‬‬
‫جدول (‪)4‬‬
‫معدالت البطالة في العراق للمدة (‪)2014- 2003‬‬
‫‪2014‬‬

‫‪2013‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2011‬‬

‫‪2010‬‬

‫‪2009‬‬

‫‪2008‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2005‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪2003‬‬
‫السنة‬

‫نسبة‬
‫‪15.34‬‬
‫‪16.0‬‬

‫‪11.0‬‬

‫‪11.0‬‬

‫‪11.1‬‬

‫‪15.0‬‬

‫‪15.2‬‬

‫‪11.7‬‬

‫‪17.5‬‬

‫‪18.0‬‬

‫‪24.8‬‬

‫‪22.1‬‬
‫البطالة‬

‫المصدر الجدول من عمل المؤلف اعتماداً على‪:‬‬


‫• محمد ناصر إسماعيل وآخرون‪ ،‬واقع التشغيل والبطالة في العراق للفترة ‪،2004-1997‬‬
‫مجلة التقني‪ ،‬البحوث اإلدارية‪ ،‬المجلد‪ 2‬العدد‪ ،2008 ،‬ص‪.16‬‬
‫• الجهاز المركزي لإلحصاء وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬المجموعة اإلحصائية للسنوات من‬
‫‪.2014-2007‬‬

‫‪ .3‬بعد احتالل العراق سنة ‪ 2003‬قامت حكومة االئتالف المؤقتة بتسريح الجيش‬
‫العراقي وقوى األمن الداخلي والتصنيع العسكري وحل و ازرة اإلعالم مما أدى‬
‫إلى تعطيل (‪ 50‬الف) عامل من هيئة التصنيع العسكري الملغاة و(‪)6000‬‬
‫عامل من و ازرة اإلعالم وما يقارب المليون من و ازرتي الدفاع والداخلية وقوى‬
‫األمن وأجهزة المخابرات(‪.)14‬‬

‫‪ .4‬بعد االحتالل االمريكي للعراق استخدمت سلطات االحتالل سياسة الباب المفتوح‬
‫بالنسبة للحدود العراقية فكان إن غرقت السوق العراقية بمختلف أنواع البضائع‬

‫‪177‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الرخيصة الثمن الرديئة النوعية فأصبحت مساحة المنافسة بالنسبة للمنتجات‬


‫العراقية ضيقة بحيث أغلقت الكثير من المصانع العراقية أبوابها وسرحت أعداد‬
‫ضخمة من العمال أضيفوا إلى جيش البطالة المتواجد اصالً في البلد‪.‬‬

‫‪ .5‬وقوع العراق في فخ المديونية الخارجية نتيجة الحروب المتالحقة وكذلك ق اررات‬


‫الحصار التي ألزمت العراق دفع المليارات من الدوالرات تعويضات للدول‬
‫المشاركة في االحتالل والمتضررة منه كل ذلك أدى إلى استنزاف طاقات‬
‫العراق المالية واالقتصادية وتباطؤ الجهود اإلنمائية في مختلف األنشطة‬
‫االقتصادية وأضعفت قدرة االقتصاد العراقي في تحقيق معدالت نمو مرتفعة‬
‫األمر الذي أدى إلى تفاقم مشكلة البطالة‪.‬‬
‫هذه أهم أسباب البطالة في العراق وهناك أسباب ثانوية منها ضعف القطاع‬
‫الخاص وتخلي الدولة عن ق اررات التعيين المركزي للخريجين الجدد من الجامعات‬
‫والمعاهد العراقية‪.‬‬
‫وللتعرف على واقع معدالت البطالة وأسبابها نالحظ الجدول (‪ )4‬حيث ارتفاع‬
‫معدالت البطالة حتى وصل إلى (‪ )%24.8‬بعد تغير نظام الحكم في العراق عام‬
‫‪ 2003‬ويعزى ذلك إلى عدم االستقرار األمني واالجتماعي والسياسي وإلى تزايد‬
‫عمليات السلب والنهب والتخريب وتوقف العمل في العديد من الشركات الصناعية‬
‫الحكومية واألهلية وإلى حل األجهزة األمنية والعسكرية والجيش بشكل عام بينما شهدت‬
‫األعوام (‪ )2004-2008‬انخفاض معدالت البطالة حتى وصلت إلى (‪)%15.34‬‬
‫بسبب تشغيل أعداد كبيرة من األفراد في أجهزة الجيش والشرطة وقوى األمن الداخلي‬
‫ال عن أعمال إعادة األعمار التي استوعبت عدد كبير من العاطلين في المشاريع‬
‫فض ً‬
‫الخدمية‪ ..‬وبقيت معدالت البطالة تتراوح كما هي بين (‪ )%15.34‬عام ‪2008‬‬
‫و(‪ )%11‬عام ‪ 2013‬وهي معدالت طبيعية بالنسبة للمجتمع العراقي في ظل‬
‫التحوالت العميقة في البناء الهيكلي والتغيرات‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫قياس العلقة بني متغريات السياسة املايلة ومعدالت اْلطالة‬

‫(نموذج القيايس)‬

‫أوالً ‪ /‬اختبار االستقرارية ‪:Stationary test‬‬

‫غالباً ما تتسم السالسل الزمنية التي تصف المتغيرات االقتصادية الكلية‬


‫بعدم االستقرار وذلك الن معظمها يتغير وينمو معاً لزمن مما يجعل من متوسطها‬
‫وتباينها غير مستقرين ومرتبطين بالزمن ولذلك من الضروري اختبار استق اررية‬
‫السالسل الزمنية قبل تقديرها ومعالجتها في حالة عدم االستقرار ومعرفة درجة‬
‫تكاملها ويهدف اختبار االستق اررية إلى فحص السالسل الزمنية لمتغيرات النموذج‬
‫للتأكد من مدى سكونهما‪ ،‬إضافة إلى تحديد رتبة كل متغير على حدة‪ ،‬من خالل‬
‫استخدام اختبار جذر الوحدة‪ ،‬وفد استخدمنا اختبار ديكي‪ -‬فولر الموسع‬
‫(‪ )Augmented Dickey-Fuller‬لهذا الغرض‪.‬‬

‫‪ .1‬منهجية تكامل المشترك باستعمال نموذج االنحدار الذاتي للفجوات الزمنية‬


‫الموزعة المتباطئة ‪:ARDL‬‬

‫يتميز نموذج االنحدار الذاتي للفجوات الزمنية الموزعة المتباطئة بأنه‬


‫اليشترط أن تكون السالسل الزمنية الداخلة في النموذج متكاملة من نفس الدرجة‪،‬‬
‫بل يتم استخدامة عندما تكون السالسل الزمنية متكاملة عند مستواها )‪ I(0‬وفي‬
‫الفرق االول )‪ ،I(1‬ويأخذ هذا النموذج أفضل عدد من فترات االبطاء الزمني‬
‫(‪ )Lag‬للحصول على أفضل النتائج للمعلمات في االمد الطويل‪ ،‬لذلك ُيعد نموذج‬
‫‪ ARDL‬من أفضل النماذج مالئم ًة لحجم عينة البحث ونتائج استق اررية السالسل‬
‫الزمنية الداخلة في النموذج الذي تم اختياره‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫بعد تطبيق نموذج ‪ ARDL‬نقوم بمقارنة (‪ )F‬المحتسبة مع (‪ )F‬الجدولية‬


‫ضمن جدول اختبارات (‪ )F‬التي وضعها ‪ Pesaran‬عام (‪ ،)2001‬فاذا كانت‬
‫(‪ )f‬المحتسبة أكبر من (‪ )f‬الجدولية فاننا نقوم برفض فرضية العدم ونقبل الفرض‬
‫البديل القائل بوجود عالقة تكامل مشترك في االمد البعيد بين متغيرات النموذج‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬توصيف النموذج القياسي‬


‫ووفق المنطق االقتصادي فان العالقة بين المتغيرات اعاله تكون عالقة‬
‫عكسية فالعالقة مابين النفقات الجارية ومعدالت البطالة عكسية وكذلك بين‬
‫النفقات االستثمارية ومعدالت البطالة كون االستثمار يعني فتح فرص جديدة‬
‫للعمل اما بالنسبة لاليرادات النفطية فواضح ان زيادتها تعني زيادة النفقات العامة‬
‫وبالتالي التشغيلية واالستثمارية ومن ثم العالقة عكسية بينها وبين معدالت البطالة‬
‫وهكذا بالنسبة لاليرادات االخرى‪.‬‬
‫نوعه‬ ‫رمزه‬ ‫المتغير‬
‫تابع‬ ‫‪Y‬‬ ‫معدالت البطالة‬
‫مستقل‬ ‫‪X1‬‬ ‫النفقات الجارية‬
‫مستقل‬ ‫‪X2‬‬ ‫النفقات االستثمارية‬
‫مستقل‬ ‫‪X3‬‬ ‫االيرادات النفطية‬
‫مستقل‬ ‫‪X4‬‬ ‫االيرادات غير النفطية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬قياس اثر متغيرات السياسة المالية على معدالت البطالة‬
‫أوالً‪ .‬اختبار االستقرارية‪:‬‬

‫المطور‬
‫ّ‬ ‫من خالل جدول(‪ )5‬ادناه فأن الباحث استخدم اختبار ديكي‪-‬فولر‬
‫لمعرفة استق اررية السالسل الزمنية‪ ،‬وقد تبين أن متغيرات (النفقات االستثمارية‪،‬‬
‫‪180‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫النفقات الجارية‪ ،‬االيرادات النفطية) قد استقرت في مستواها وعند مستويات معنوية‬


‫‪ ،%1‬أما متغيري (معدالت البطالة و االيرادات االخرى) فلم تستقر اال في الفرق‬
‫االول وبمستويات معنوية تراوحت بين ‪.%5-%1‬‬

‫‪181‬‬
‫جدول (‪)5‬‬
‫نتائج اختبار ديكي فولر المطور عند المستوى ‪)0(I‬‬

‫‪182‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الجدول من أعداد المؤلف استناداً على نتائج برنامج ‪Eviews 9‬‬


‫جدول (‪)6‬‬
‫نتائج استقرارية السالسل الزمنية عند الفرق االول)‪I(1‬‬

‫‪183‬‬
‫الجدول من أعداد المؤلف استناداً على نتائج برنامج ‪Eviews 9‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬
‫ كريم عبيس العزاوي‬.‫د‬..........................‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‬

ARDL ‫ نموذج‬.ً‫ثانيا‬

‫ فيكون‬،‫بما أن السالسل الزمنية قد استقرت عند مستواها وفي الفرق االول‬


‫لزاماً علينا استخدام منهجية التكامل المشترك باستعمال نموذج االنحدارالذاتي‬
‫ كما‬ARDL ‫ وكانت نتائج اختبار‬،ARDL‫للفجوات الزمنية الموزعة المتباطئة‬
:)7( ‫مبين في الجدول‬
)7( ‫جدول‬
ARDL ‫نتائج اختبار‬

Dependent Variable: Y

Method: ARDL

Date: 09/21/17 Time: 14:12

Sample (adjusted): 2004 2014

Included observations: 11 after adjustments

Maximum dependent lags: 1 (Automatic selection)

Model selection method: Akaike info criterion (AIC)

Dynamic regressors (1 lag، automatic): X1 X2 X3 X4

Fixed regressors: C

Number of models evalulated: 16

Selected Model: ARDL(1، 1، 1، 1، 1)

Prob.* t-Statistic Std. Error Coefficient Variable

184
‫ كريم عبيس العزاوي‬.‫د‬..........................‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‬

0.5999 0.726805 18.46195 13.41824 Y(-1)


0.5396 0.882707 9.726540 8.585686 X1
0.6034 -0.718372 6.243035 -4.484822 X1(-1)
0.5253 0.923454 2.064215 1.906207 X2
0.5662 -0.810962 10.71983 -8.693368 X2(-1)
0.6765 0.557038 6.149519 3.425517 X3
0.5755 0.787132 15.91778 12.52939 X3(-1)
0.4277 -1.257574 0.159196 -0.200200 X4
0.4451 -1.189437 0.185142 -0.220215 X4(-1)
0.5905 -0.749569 246.9738 -185.1238 C

2.687105 Mean dependent var 0.960337 R-squared


Adjusted R-
0.255851 S.D. dependent var 0.603368
squared
-1.392903 Akaike info criterion 0.161132 S.E. of regression

-1.031180 Schwarz criterion 0.025963 Sum squared resid

-1.620919 Hannan-Quinn criter. 17.66097 Log likelihood


2.595834 Durbin-Watson stat 2.690256 F-statistic
0.442850 Prob(F-statistic)

*Note: p-values and any subsequent tests do not account for model
selection.

185
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫ومن خالل الجدول (‪ )7‬اعاله يتبين أن قيمة (‪ )F‬المحتسبة والبالغة‬


‫(‪ )2.690256‬أكبر من قيمتها الجدولية في جداول اختبار (‪ )F‬لا(‪)Pesaran‬‬
‫والبالغة (‪ )2.20‬بمستوى معنوية ‪ ،%10‬وبذلك يتأكد لدينا وجود عالقة توازنية‬
‫طويلة االمد بين معدالت البطالة ومتغيرات السياسة المالية في العراق لمدة‬
‫البحث‪.‬‬

‫وبعد التأكد من وجود عالقة تكاملية طويلة االمد بين متغيرات النموذج فقد‬
‫قمنا بالحصول على مقدرات المعلمات في االمد الطويل وكما هو موضح في‬
‫المعادلة االتية‪:‬‬
‫)‪𝑌(−1) =13.41824-4.484822 X1(-1) -8.693368 X2(-1)+ X3 (-1) -0.220215 X4(-1‬‬

‫‪ -: Y‬معدالت البطالة‬

‫‪ -:x2‬النفقات االستثمارية –‬

‫‪ -:x4‬االيرادات غير النفطية ‪-‬‬

‫‪ -:x1‬النفقات الجارية ‪-‬‬

‫‪ -:x3‬االيرادات النفطية ‪+‬‬

‫وفاق لمعيار‬
‫ً‬ ‫وقد اعتمدنا في الحصول على فترات االبطاء المناسبة‬
‫(‪ ،(Criterion Bayesian Schwarz‬ويتضح من المعادلة أعاله أن اشارة معالم‬
‫المقدرات جاء بعضها موجباً‪ ،‬فيما جاء البعض االخر سالباً ويتضح من معادلة‬
‫االنحدار اعاله ان جميع المتغيرات المستقلة اثرت على المتغير التابع وفقاً لمنطق‬
‫النظرية االقتصادية وذلك من خالل االشارات السالبة الموجودة امام معالم‬
‫المتغيرات المستقلة وكما ذكرنا فان كل المتغيرات المستقلة ترتبط بعالقة عكسية‬
‫(سالبة) مع المتغير التابع عدا متغير االيرادات النفطية ‪..‬فعند مالحظة معادلة‬
‫‪186‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫االنحدار المقدرة فان متغير النفقات الجارية ارتبط بعالقة عكسية مع المتغير‬
‫التابع (معدالت البطالة) وهذا ينطبق مع منطق النظرية االقتصادية اذ كلما‬
‫ازدادت النفقات الجارية تنخفض معدالت البطالة‪.‬‬

‫وكذلك بالنسبة لمتغير النفقات االستثمارية التي اشارت العالقة السالبة في‬
‫معادلة التقدير الى العالقة العكسية بينه وبين معدالت البطالة وهذا مطابق لمنطق‬
‫النظرية االقتصادية اذ انه كلما ازدادت النفقات االستثماريةكلما انخفضت معدالت‬
‫البطالة‪.‬‬

‫وكذلك بالنسبة لمتغير النفقات االستثمارية التي اشارت العالقة السالبة في‬
‫معادلة التقدير الى العالقة العكسية بينه وبين معدالت البطالة وهذا مطابق لمنطقة‬
‫النظرية االقتصادية اذ انه كلما ازدادت النفقات االستثمارية كلما انخفضت‬
‫البطالة‪.‬‬

‫ولكن متغير االيرادات النفطية ارتبط بعالقة موجبة مع متغير معدالت‬


‫البطالة وهذا عكس منطق النظرية االقتصادية‪،‬ونعتقد هنا ان السبب يعود الى ان‬
‫االيرادات النفطية وعلى الرغم من زيادتها الكبيرة بعد عام‪ 2003‬اال ان معدالت‬
‫البطالة ارتفعت بشكل كبير وذلك لتسريح اعداد كبيرة من الجيش العراقي ومنتسبي‬
‫و ازرة االعالم فضالً عن االضرار الكبيرة التي اصابت القطاع الصناعي والزراعي‬
‫اللذان كانا يستوعبان اعداد كبيرة من العاملين‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫املصادر‬
‫‪ .1‬دراوسي‪ ،‬مسعود‪ :‬السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن‪،2004-1990 ،‬‬
‫اطروحة دكتوراة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،2005 ،‬ص ص ‪.49-48‬‬

‫‪ .2‬د‪ .‬الحاج‪ ،‬طارق ‪ :‬المالية العامة‪ ،‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2009 ،‬‬
‫ص‪.201‬‬

‫‪ .3‬د‪ .‬العمري‪ ،‬هشام صفوت‪ :‬المالية العامة والسياسة المالية‪ ،‬ج‪ ،2‬بغداد‪،‬‬
‫‪،1988‬ص‪.443‬‬

‫‪ .4‬د‪ .‬المعموري‪ ،‬عبد علي كاظم‪ ،‬تاريخ األفكار االقتصادية‪ ،‬دار الحامد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،2011 ،‬ص‪.311‬‬

‫‪ .5‬شحاته‪ ،‬عبد المعطي واخرون‪ ،‬رؤى في التاريخ االقتصادي‪ ،‬دار بسيوني‬


‫للنشر‪ ،‬القاهرة‪،2009،‬ص‪.47‬‬

‫‪ .6‬د‪.‬المعموري‪ ،‬عبد علي كاظم‪،‬تاريخ االفكار االقتصادية‪ ،‬مصدر سابق ذكره‪،‬‬


‫ص‪.311‬‬

‫‪ .7‬ديفيد ‪.‬أ‪.‬الواليات المتحدة االمريكية في االزمة االقتصادية‪ ،‬ترجمة صالح‬


‫محمد‪ ،‬الدار القومية للنشر والطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪ .8‬د‪.‬المعموري‪ ،‬عبد علي كاظم‪ ،‬تاريخ االفكار االقتصادية‪ ،‬مصدر سابق ذكره‪،‬‬
‫ص‪.314‬‬

‫‪ .9‬و ازرة التخطيط‪ ،‬دائرة السياسات االقتصادية والمالية‪ ،‬تقرير االقتصاد العراقي‬
‫لعام ‪،2010‬ص‪.59‬‬
‫‪188‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .10‬توماس سنتش‪ :‬االقتصادي السياسي للتخلف‪ ،‬ترجمة فالح عبد الجبار‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫دار الفارابي‪ ،‬بغداد‪ ،1978 ،‬ص‪.18‬‬

‫‪ .11‬و ازرة التخطيط‪ ،‬دائرة السياسات االقتصادية والمالية‪ ،‬تقرير االقتصاد العراقي‬
‫لعام ‪ ،2010‬ص‪.59‬‬

‫‪ .12‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬مديرية االحصاء واالبحاث العامة‪ ،2003 ،‬ص‪.32‬‬

‫‪ .13‬االعالن الصادر عن و ازرة التخطيط العراقية يوم الثالثاء ‪.2015/8/25‬‬

‫‪ .14‬ابراهيم‪ ،‬حسناء صالح‪ ،‬البطالة وخلق فرص العمل احدى تحديات الوضع‬
‫الراهن‪،‬مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية‪ ،‬العدد التاسع عشر‪،*200 ،‬‬
‫ص‪.71‬‬

‫‪189‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الدراسة السادسة‬
‫ال ضرر وال ضرار في تشريع ضريبة العقار‬

‫ضريبة العقار هي ضريبة عينية سنوية تفرض على الدخل االجمالي الفعلي‬
‫او المحدد وفق القانون من ملكيه العقارات المملوكة او المؤجرة وعادة ما تفرض‬
‫بصفة دائمة وبمعدالت منخفضه مع توسيع االعفاءات حسب اهميه الملكية وهذا‬
‫ما مطبق في تحصيل هذه الضريبة في العراق ومن الطبيعي ان هذه الضريبة قد‬
‫شرعت بقانون فال ضريبة بال قانون وقانون ضريبه العقار في العراق هو المرقم‬
‫‪ 162‬لسنه ‪ 1959‬وتعديالته وقد شرعت هذه الضريبة ألسباب موجبه ومنها‬
‫المالية ألنها مورد من موارد الحصيلة الضريبية العامة لمواجهه استحقاقات‬
‫النفقات العامة للدولة وكذلك اهداف اقتصاديه واجتماعيه‪.‬‬

‫اال ان المالحظ ان هذه الضريبة في العراق لم تكن بالكم المؤثر فهي متدنية‬
‫تكاد ال تصل الى الهدف الذي شرعت ألجله ولهذا اسباب عديده منها التشريعي‬
‫واالداري والفساد اضافه الى ظروف البلد المعروفة على الرغم من ان ضريبة‬
‫العقار ال تراعي الظروف الشخصية للمكلف رغم ان المشرع طرح مقدار االيراد‬
‫السنوي للمكلف قبل فرض الضريبة اإلضافية‪ .‬وهذا االجراء ما هو اال مراعاة لما‬
‫يواجهه المكلف من اعباء وفي كل االحوال فان ضريبه العقار في العراق تحمل‬
‫مؤشرات متدنية ولكنها تسهم برفد الحصيلة الضريبية الكلية بشكل او اخر‪.‬‬

‫منذ فجر التاريخ كان ال بد من تكاتف كل مكونات المجتمع كي ينهض ويعيش‬


‫الناس بأمان وكفايه واستقرار فكان ان شرعت القوانين متعددة االغراض لتغطيه‬
‫معظم مناحي الحياه كي تنظم حياة االفراد ومن هذه القوانين ما يخص الضرائب‬
‫التي هي استقطاع حكومي نقدي يذهب للخزانة العامة للدولة جب ار وبصوره نهائية‬
‫‪191‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫بقوه السلطة والقانون وبال مقابل مباشر ‪ ..‬ان هذا االيراد سوف يكون رافد اساسي‬
‫لالنفاق الحكومي يترجم الى مشاريع وخدمات ‪ ..‬وضريبه العقار واحده من الضرائب‬
‫التي شرعت بقانون في العراق وتعني استقطاع نسبة معينه من ايراد العقار او عند‬
‫تحويل ملكيته فهي تعمل باتجاه اقتصاد مالي على مستوى الدولة واستثماري تنموي‬
‫على مستوى القطاعات واالفراد لضمان االستثمار امثل للعقارات المشيدة المملوكه‬
‫او المؤجرة وكذلك تحفيز الناس على استغالل االراضي سواء كانت داخل حدود‬
‫البلديات او خارجها وهذا يشكل ضمان لعدم التقاطع بين الملكية ومصالح االفراد‬
‫ومصالح المجتمع العليا الن الضريبة يجب ان تكون عادلة‪.‬‬

‫ضريبة العقار‬
‫اوال ‪ /‬الضريبة‪:‬‬
‫هي مردود نقدي يرد الى خزينه الدولة بشكل نهائي يدفع من قبل االفراد والهيئات‬
‫والشخصيات المعنوية ولها وظائف محدده وفق القوانين المرعية تتمثل في تمويل‬
‫النفقات التي تترتب على الدولة لتامين الخدمات العامة والخاصة ودفع مستحقات‬
‫العاملين في الدولة بكافه دوائرها كذلك قيام الدولة باستثمارات وانشاء وتأهيل البنى‬
‫التحتية ودعم االقتصاد الوطني والسلع األساسية من اجل تأمينها للمواطنين بالسعر‬
‫المناسب وعلى االساس اعاله اصبح للضريبة عدة وظائف هي‪:‬‬
‫‪ .1‬الوظيفة المالية‪ :‬اي تامين االيرادات المالية لخزينه الدولة من اجل تغطيه‬
‫النفقات المستحقة والمترتبة وهي هنا اداة من أدوات السياسة المالية المؤثرة‬
‫في الوضع االقتصادي‪.‬‬
‫‪ .2‬وظيفه اقتصاديه‪ :‬كما اوضحنا بانها اداة من ادوات السياسة المالية للدولة‬
‫وتستخدم من اجل تسريع وتيرة النمو لمواجهه حاالت التضخم ‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .3‬الوظيفة االجتماعية‪ :‬هنا توضع ايرادات الضرائب في توفير خدمات مهمة‬


‫للمجتمع من اجل التوجه نحو االرتقاء بالمستوى المعيشي للناس لتحقيق االستقرار‬
‫االجتماعي من خالل توزيع او اعاده توزيع الدخل بين طبقات المجتمع‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬انواع الضرائب‪:‬‬


‫‪ .1‬الضرائب المباشرة‪ :‬وتتكون مما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬ضريبه الدخل‪ :‬مبلغ تقتطعه الدولة جب ار من االفراد مباشرة سواء اكانوا‬


‫طبيعيين او معنويين اللذين يمارسون مهن ونشاطات بحيث يزيد دخلهم‬
‫عن مقدار معين من المال ويتم االقتطاع من جزء معين من االرباح اذا‬
‫زادت عن حد المعين‪.‬‬

‫‪ )2‬ضريبه العقار‪ :‬هي مادة دراستنا هذه‪.‬‬

‫‪ )3‬ضريبه االراضي‪ :‬سوآءا كانت زراعيه مستغله من قبل المزارعين حسب‬


‫مردودات هذه االراضي او الضريبة على االراضي داخل حدود البلدية والتي‬
‫ال يتم استغاللها اقتصاديا وهذه هي كلها تنظم حسب ما ذكرت بواسطة‬
‫قانون وتعليمات الحقة‪.‬‬

‫‪ )4‬ضرائب الثروة وتتكون من‪:‬‬

‫• ضريبة التركات‪ :‬وهذه تفرض على الثروة والتي يتم بموجبها استقطاع نسبه‬
‫معينه من تركة المتوفي وثمة نوعان من هذه الضريبة اولهما ضريبه يقع‬
‫عبئهاعلى الوارثين او المنتفعين من التركه وثانيهما تفرض على قيمه التركه‬
‫في مجموعها وتسمى في التشريع الضريبي المصرفي بضريبه التركات‪.‬‬

‫• ضريبه العرصات‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .2‬الضرائب الغير مباشره‪:‬‬

‫‪ )1‬الضرائب الجمركية على السلع المستوردة‪ :‬هي مبالغ تستوفى من قبل دوائر‬
‫الجمارك الحكومية على المستوردات من الخارج وبنسب متباينة ولها اهداف‬
‫اجتماعيه وصحيه واقتصاديه وماليه واهمها على االطالق حمايه المنتج‬
‫الوطني وابعاد الناس قدر االمكان االضرار بالمجتمع‪.‬‬

‫‪ )2‬الضرائب على االستهالك‪ :‬وهذه تجبى من قبل الدولة لرفد االيرادات بالمزيد‬
‫من المال لمقابلة االلتزامات المالية وهي غير مباشره (ال تأخذها الدولة‬
‫بشكل مباشر) تفرض على معظم السلع والبضائع والخدمات وتقع الضريبة‬
‫على كاهل المستهلك النهائي بينما تؤدي الشركات والمحال التجارية‬
‫والمطاعم والنوادي دور الوسيط بين الدولة والمستهلك في تحصيل هذه‬
‫الضريبة وتبقى الضريبة مهمه القتصاديات اي بلد و حسب درجه تطور‬
‫ذلك البلد فهي في البلدان النامية المتخلفة ال تشكل نسبه كبيره من ايرادات‬
‫الدولة بسبب ضعف الجهاز االنتاجي و درجه الوعي اما في البلدان‬
‫المتقدمة فأنها تعول على االيرادات الضريبية ففي بلد كالواليات المتحدة‬
‫(‪)2‬‬
‫األمريكية تشكل الضرائب (‪ )80%‬من مجموعه إيرادات الدولة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬ضريبه العقار في العراق‬


‫‪ .1‬نبذه تاريخيه‪ :‬تعد القوانين عموما من المنجزات البشرية جمعاء والتي شرعت‬
‫وفرضت تنظيم الحياه في المجتمع وان اي تشريع ال يمكن ان يكون متكامال‬
‫اذ ال بد من توفر سلبيات او نقصان يتطلب تعديل او الغاء او اإلضافة ليكون‬
‫متزنا يلبي حاجه الناس الى العدل والحياه الكريمة قدر االمكان ويعد العراق‬
‫واحد من الدول االولى التي فرضت الضريبة العقارية تحت مسميات مختلفة‬

‫‪194‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وفي ظل تعاقب الدول التي حكمت العراق وتتابعت الضرائب الخاصة‬


‫بالعقارات اذ عرفها العراق باسم رسوم المسقفات ثم تحولت عام (‪ )1921‬الى‬
‫ضريبه االحالل بموجب القانون رقم (‪ )49‬لسنه (‪ )1923‬وفي عام (‪)1959‬‬
‫صدر قانون رقم (‪ )162‬باسم ضريبةالعقار‪ ...‬هنا يمكن القول بان العراق‬
‫يتمتع بتاريخ تشريعي في ميدان الضرائب سيما العقارية يمتد لعشرات السنين‪.‬‬
‫‪ .2‬تعريف ضريبه العقار‪ :‬لمعرفة ما هي ضريبه العقار ال بد من معرفه معنى‬
‫العقار اوال وهو بحسب قانون ضريبه العقار العراقي المرقم (‪ )162‬لسنه‬
‫(‪ ()1959‬كل ملك له اصل وقرار ثابت كاالرض والسدود والشجر وبحكم‬
‫هذا) اذن القانون حدد ما هو في عداد العقار بما نص ان العقار يشمل‪:‬‬
‫• البيت بما فيه من ساحات وحدائق‬
‫• المنشآت المعده لالستعمال على اختالف انواعها وتخصيصها واالرض‬
‫المتصلة بها والمتممه لها كالحدائق والساحات‪.‬‬
‫• االراضي المستقلة باي شكل كان عدا تلك التي كانت تؤجر ألغراض زراعيه‬
‫بغض النظر عن موقعها‪.‬‬
‫• السفن الثابته او ما في حكمها والمستعملة للسكن او لتركيب الماكينات‬
‫ولخزن البضائع او ألي غرض اخر‪.‬‬
‫وبالرجوع الى القانون المدني العراقي المرقم (‪ )40‬لسنه (‪ )1951‬عرف العقار‬
‫بانه (كل شيء له مستقر ثابت بحيث ال يمكن نقله او تحويله دون كلف فيشمل‬
‫االرض والبناء والغراس والجسور والسدود والمناجم وغيرها من االشياء العقارية)‪.‬‬
‫من هنا نجد ان تعريف ضريبه العقار وبأجماع فقهاء الفقه المالي في العراق (هي‬
‫الضريبة التي تفرض على دخل المكلف السنوي العقاري الذي يمثل بدل ايجار‬
‫(‪)4‬‬
‫العقار الحقيقي او المخمن الناجم من العقارات والعرصات المشيدة)‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اذن ضريبه العقار في العراق ضريبية مباشره عينيه تفرض على الدخل‬
‫الصافي المقدر للعقارات المبنية وهي ضريبه سنوية وبرغم تفرد كل بلد في‬
‫العالم بتعريف خاص به يتعلق ب ضريبه العقار اال ان الثابت والعامل المشترك‬
‫انها تتعلق بالدخل العقاري مهما كان نوعه عدا الذي يستغل من قبل المكلف‬
‫بدفع الضريبة‪.‬‬

‫‪ .3‬قانون ضريبه العقار في العراق ‪ :‬هذه الضريبة تفرض وتجبى ويتحاسب‬


‫عليها بموجب قانون ضريبه العقار المرقم (‪ )162‬لسنه (‪ )1959‬وتعديالته‬
‫الالحقة وهي ضريبه اساسيه على العقار المؤجر بنسبه (‪ )% 10‬من بدل‬
‫االيجار السنوي للعقار بعد تنزيل نسبه (‪ )% 1‬من بدل االيجار السنوي للعقار‬
‫كمصاريف صيانه واندثار للعقار وان نسبه ما يسدده المكلف هي (‪ )% 9‬من‬
‫بدل االيجار السنوي‪ .‬وفوق هذا القانون يمكن للمكلف ان يسدد الضريبة‬
‫على عقاره بقسطين االول يبدا من (‪ )1/1‬الى (‪ ) 6/30‬من السنه ويبدا‬
‫القسط الثاني من (‪ )7/1‬الى غايه (‪ )12/31‬من نفس السنه او للمكلف ان‬
‫يسدد مبلغ الضريبة كامال بقسط واحد خالل السنه وتفرض فائدة تأخيريه‬
‫مقدارها (‪ )% 10‬من الضريبة االساسية السنوية اذا تأخر المكلف عن تسديد‬
‫الضريبة خالل السنه الحالية‪ .‬ولم يخلوا قانون ضريبه العقار العراقي من‬
‫السلبيات والمؤاخذات مثل عدم مراعاه الظروف الشخصية للمكلف فلم يفرق‬
‫بين المكلف المتزوج ذو العائله وبين المكلف االعزب فهو يساوي بين‬
‫االثنين‪ ،‬وبذلك فان هذا القانون لم يراعي العدالة في منح االعفاء الضريبي‬
‫ألنه لم يعتمد في مجال تقدير االعفاءات من عدمها على مدى تحقق الربح‬
‫المادي ومن السلبيات االخرى هي منح الوزير سلطه تقدير االعفاء الضريبي‬
‫دون ضوابط محدده‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫‪ .4‬محددات ضريبه العقار في العراق‪ :‬وهي كثيره ومتعددة ومؤثرة منها‪:‬‬

‫• عوامل تتعلق بالمكلف نفسه‪ :‬سلوك المكلف ازاء عمليه دفع الضريبة وردود‬
‫افعاله وعوامل الوعي وموضوع التشريعات‪.‬‬

‫• عوامل تتعلق بكل ما يؤثر عل اإلدارة الضريبية من هيكل ضريبي ونظام‬


‫ضريبي ايضا والى ما يتعلق بالخبره والمؤهالت والنزاهة الخاصة بموظفي‬
‫دوائر الضريبة وهيئاتها‪.‬‬

‫• عوامل متعلقة باألوضاع االقتصادية ومؤثرات الوضع المالي العام ودرجة‬


‫التطور والنضج االقتصادي وهذه عوامل مهمة ومؤثرة على الحصيلة‬
‫الضريبيه بما يخص ضريبة العقار والحصيلة الضريبية العامه وسوف نأتي‬
‫على شرح كل هذه النقاط بشيء من التفصيل والوضوح والتركيز‪.‬‬

‫واقع حصيلة ضريبة العقار في العراق‬


‫هنا نحاول تتبع مساهمات ضريبه العقار في مجمل الحصيلة الضريبية في‬
‫العراق خالل مدة الدراسة اخذين بنظر االعتبار بالتحليل والمتابعة الزمنية‬
‫التغيرات التي تحصل في مقدار حصيلة هذه الضريبة ومساهمتها في مجمل‬
‫االيراد السنوي للدولة العراقية محللين اسباب تذبذب المساهمة السنوية صعودا‬
‫وهبوطا لما لهذه الحصيلة من اهميه كونها احد المكونات األساسية لرفد الموازنة‬
‫العامة التي يعتمد عليها في تغطيه النفقات العامة‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫اوال ‪ /‬االيراد السنوي لضريبة العقار‬


‫جدول يوضح ايرادات ضريبة العقار للمده (‪ – )2016- 2003‬مليون‬
‫دينار‪.‬‬
‫اجمالي ايرادات‬ ‫اجمالي ايرادات‬ ‫ايرادات‬
‫نسبة‬ ‫نسبة‬
‫الضرائب‬ ‫ضريبة العقار الضرائب المباشرة‬ ‫السنة‬
‫‪3/1‬‬ ‫‪2/1‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫على الدخل (‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪0.26‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪24039‬‬ ‫‪24039‬‬ ‫‪6300‬‬ ‫‪2003‬‬

‫‪0.03‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪124437‬‬ ‫‪42372‬‬ ‫‪4537‬‬ ‫‪2004‬‬

‫‪0.04‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫‪261905‬‬ ‫‪143655‬‬ ‫‪9847‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪0.02‬‬ ‫‪0.04‬‬ ‫‪487187‬‬ ‫‪267084‬‬ ‫‪10589‬‬ ‫‪2006‬‬

‫‪0.01‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪629880‬‬ ‫‪398930‬‬ ‫‪11292‬‬ ‫‪2007‬‬

‫‪0.02‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪805947‬‬ ‫‪427135‬‬ ‫‪21196‬‬ ‫‪2008‬‬

‫‪0.03‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪1024380‬‬ ‫‪430811‬‬ ‫‪34820‬‬ ‫‪2009‬‬

‫‪0.05‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪1038911‬‬ ‫‪472115‬‬ ‫‪50336‬‬ ‫‪2010‬‬

‫‪0.05‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪1070181‬‬ ‫‪632566‬‬ ‫‪52334‬‬ ‫‪2011‬‬

‫‪0.04‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫‪1367208‬‬ ‫‪848244‬‬ ‫‪59859‬‬ ‫‪2012‬‬

‫‪0.03‬‬ ‫‪0.06‬‬ ‫‪1931497‬‬ ‫‪1044251‬‬ ‫‪63244‬‬ ‫‪2013‬‬

‫‪0.04‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪1629993‬‬ ‫‪1198045‬‬ ‫‪60839‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪0.04‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪1778225‬‬ ‫‪1342529‬‬ ‫‪67177‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪0.03‬‬ ‫‪0.035‬‬ ‫‪2726227‬‬ ‫‪2193524‬‬ ‫‪74955‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪198‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫المصدر‪ /‬من اعداد المولف استنادا الى وزارة المالية – الهيئة العامة للضرائب – قسم‬
‫التخطيط والمتابعة‪.‬‬

‫من الجدول اعاله لو تتبعنا حجم االيرادات السنوية خالل مدة الدراسه نرى‬
‫ونثبت المالحظات التأليه‪:‬‬

‫‪ .1‬مقدار ضريبه العقار سنه ‪ 2003‬هو (‪ )6300‬مليون دينار فهي تشكل ما‬
‫نسبته (‪ )% 0.26‬من مجمل االيراد الضريبي وهو مساهمه ضئيلة من حيث‬
‫ما تشكله بقية االيرادات بالنسبة الى مجمل االيراد او الحصيلة الضريبية‬
‫والسبب هو ان هذا العام اي ‪ 2003‬عام توقفت فيه مجمل الحياه االقتصادية‬
‫فهو عام االستعداد للحرب وحشد الطاقات لمواجهه االحتالل االمريكي للعراق‪.‬‬

‫‪ .2‬بدا تنخفض نسبه مساهمه ضريبه العقار بالنسبة للحصيلة الضريبية الكليه بعد‬
‫التاريخ اعاله الى ان وصلت الى (‪ )% 0.03‬عام ‪ 2007‬بإيراد كليي مقداره‬
‫(‪ )11292‬مليون دينار وهو كرقم مطلق نعم يشكل زياده بالنسبة إليراد عام‬
‫‪ 2003‬لكن كمساهمه بالنسبة لمجمل الحصيلة الضريبية فهو منخفض ومتذبذب‬
‫ما بين عام ‪ 2007- 2003‬ويعلل ذلك الى انحدار الوضع االمني في العراق‬
‫نحو الهشاشة وبداية اندالع الصراع الطائفي ومقاومه االحتالل االمريكي وتدمر‬
‫معظم المنشاة االقتصادية وتسريح الجيش العراقي مما زاد من نسبه البطالة وهذه‬
‫كلها ترجمت كأسباب لتدني مؤشرات االداء االقتصادي في العراق‪.‬‬

‫‪ .3‬لو تتبعنا السنوات (‪ )2010 ،2009 ،2008‬تظهر نسبه المساهمة ايضا‬


‫متدنية وقليله وتراوحت نسبه مساهماتها بالنسبة لمجمل الحصيلة الضريبية‬
‫بين (‪ %)0.05 ،0.03 ،0.02‬وبمبالغ اجماليه تراوحت بين (‪،1196‬‬
‫‪ )50336 ،34820‬مليون دينار‪ .‬وتعلل الى مضاعفه السماحات الضريبية‬
‫للمكلفين كافه واعفاء مخصصات الرواتب للموظفين والى طريقه وضع الخطة‬
‫‪199‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫السنوية حيث ال يتم وفق دراسات علميه واقعيه تالمس مهام الدولة وحاجات‬
‫الناس‪.‬‬

‫‪ .4‬صحيح ان االيرادات السنوية من بعد العام (‪ )2016 - 2003‬متصاعدة‬


‫كمبالغ مطلقة فهي تبدا من (‪ )6300‬مليون دينار عام (‪ )2003‬ثم (‪)85959‬‬
‫مليون دينار عام (‪ )2012‬الى (‪ )74955‬مليون دينار عام (‪ )2016‬اال‬
‫انها منخفضه عندما تستخرج كنسبة من مجمل الحصيلة الضريبية ومن ثم‬
‫مجمل االيرادات العامه للدوله العراقية‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد يجب ان نقر بان هناك عده اسباب الرتفاع حصيلة ضريبه‬
‫العقار في السنوات التالية لعام (‪ )2010‬اهمها التحسن في الوضع االمني وارتفاع‬
‫اسعار النفط رغم االنخفاض في سنوات البحث االخيرة وكذلك تمكن االدارة‬
‫الضريبية من جباية الضرائب بصورة افضل من السنوات السابقه بعدها بدأت‬
‫ايرادات الضريبة العقارية بالتصاعد وتبعا لذلك مجمل االيراد الضريبي بحيث‬
‫تشكل ما نسبته (‪ )% 5‬من مجمل ايرادات الدولة العراقية عام (‪ )2016‬وهو رقم‬
‫ال يشكل مساهمه يمكن االعتماد عليها في تخطيط الموازنات العامة مقارنه بوعاء‬
‫ضريبه العقار الضخم وبقيه االوعية االمر الذي ادى بالحكومة الى االعتماد‬
‫على المصدر النفطي الذي يشكل بحدود (‪ )% 97‬من االيرادات العامة في البلد‬
‫مما تقدم نخلص الى القول انه برغم ضآلة مساهمة ضريبة العقار اال انها ايضا‬
‫متذبذبة وليس بوتيرة واحدة فهي تارة ترتفع نسبيا واخرى تنخفض ولهذه الظاهرة‬
‫اسباب سوف نتناولها الحقا ونتيجة لهذه المساهمة المتواضعة لضريبه العقار‬
‫بالنسبة لمجمل االيراد الضريبي والناتج المحلي االجمالي فقد انخفضت هي‬
‫االخرى الحصيلة الضريبية بشكل عام باإلضافة الى ضالة بقية اقيام الحصيلة‬
‫الضريبية لبقيه االوعية الضريبية في العراق من مجمل الناتج المحلي االجمالي‬

‫‪200‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫خالل العقود الثالثة الماضية وعلى مدار تاريخ فرض الضرائب في العراق الحديث‬
‫لم تتجاوز نسبه مجموع االيراد الضريبي الى اجمالي‪.‬‬

‫كل يوضح مسار حصيلة ضريبة العقار للمدة ‪2016 - 2003‬‬

‫المصدر ‪ /‬عمل الؤلف اعتماد على الجدول السابق‬

‫الناتج المحلي االجمالي سوى (‪ )% 1‬فهي نسبه متدنية في بلد كالعراق‬


‫مقارنه بمثيالتها في منطقه الشرق االوسط وشمال افريقيا وافغانستان وباكستان‬
‫حيث تزيد بمقدار (‪ )10‬اضعاف وحتى مقارنة العراق مع مجموعه اصغر البلدان‬
‫التي تشترك معه في نفس المؤشرات االقتصادية يتبين مستوى االيرادات الضريبية‬
‫في العراق بدرجه كبيرة ‪.‬‬
‫وبإلقاء نظره على تقسيم حسب نوع هذه االيرادات يتبين ان متوسيط ضريبه‬
‫العقار في البلدان المقارن بها يتراوح بين (‪ )%1.5 – 1‬من اجمالي الناتج المحلي‬
‫االجمالي مقارنه بمعدل قدره (‪ )% 0.25‬من االقتصاد غير النفطي حيث ان‬
‫ضريبه العقار يجب ان تشكل مساهمة مهمة نوعا ما فالعراق فيه العقارات و‬
‫قطاع بناء وتشييد واراضي ضمن حدود بلديات بوفرة والدليل على اهميه العقارات‬
‫بالنسبة للمستثمر العراقي ما نالحظ من استثمارات عقاريه واسعه للعراقيين في‬
‫‪201‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫مختلف دول الجوار سيما دول الخليج العربي وتركيا واالردن ولبنان وحتى في‬
‫جنوب شرق اسيا كماليزيا‪.‬‬

‫اسباب تدين حصيلة رضيبة العقار يف العراق‬


‫ضريبه العقار كغيرها من الضرائب فالكل ضمن حدود القانون وشرعت‬
‫السباب موجبه مذكورة في ديباجة القانون وكذلك معروفه االهداف ومن اهم‬
‫اغراض الضريبة هو التأثير في الوضع المالي للبلد واعادة التوازن االقتصادي‬
‫العام ولكن عند ذكر الحقائق الرقمية لمجمل حصيلة ضريبه العقار في العراق‬
‫خالل مدة الدراسة وجدت حصيلة المؤشرات متدنية ليست ذات شأن بالنسبة‬
‫لضرائب معينه حديثه وليس بقدم ضريبه العقار فمثال فرض ضريبه غير مباشره‬
‫جديده قد رفدت موازنه يمثل نسبه مهمة وقد بلغ في اول سنه من فرضها (‪)% 7‬‬
‫من اجمالي االيراد الضريبي وهي اعلى من نسبه ايراد ضريبه العقار وضريبة‬
‫المبيعات كما عوضت انخفاض ايراد الجمارك بسبب االوضاع التي مرت بها‬
‫البالد عام (‪ )2015‬تلك هي ضريبه الهاتف النقال وبالتالي يمكن القول ان فرض‬
‫ضريبة غير مباشره ذات وعاء ضريبي شامل يمكن ان يدر ايراد ضريبي يغطي‬
‫االيراد الضريبي الكلي بنسبة كبيره بما فيها ضريبه العقار‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫المصدر ‪ /‬د‪ .‬عماد محمد علي _ اداء الواقع الضريبي _ مجلة دنانير‪ ،‬العدد ‪،2020 ،18‬‬
‫ص‪.14‬‬

‫وللوقوف على اهم من اسباب تدني ضريبة العقار في العراق نذكر االتي‪:‬‬

‫اوال ‪ /‬اإلدارة الضريبية‪:‬‬


‫ونعني بها الجهاز المكلف بالجباية بدءا من العنصر البشري واالسلوب‬
‫االداري واستعمال التكنولوجيا الحديثة وافة الفساد المالي التي تنخر هذه اإلدارة‬
‫و هذه كلها مؤشرات حقيقيه فعال في كل دوائر الضريبة فالعمل اليدوي والسجالت‬
‫الورقية ينعكس سلبا على اسلوب جباية تلك الضريبة باإلضافة الى ان هذه‬

‫‪203‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫الهيئات اهملت اعادة تقدير اقيام العقارات التي حدثت بها زيادات كبيره في بدالتها‬
‫مما اضعف الحصيلة الضريبية اضافة الى ضعف المتابعة المستمرة للعقارات‬
‫التي تغير استعمالها من (سكن) الى (ايجار) ناهيك عن الغاء الضريبة‬
‫اإلضافية‪ ..‬وفي ما يخص الفساد والرشوة وضعف النفوس فهذا امر متعارف‬
‫عليه ويأتي باتجاهين‪:‬‬

‫أ‪ .‬ما يخص التقدير فالمرتشي دائما يأخذ االموال بهدف تقليل تقدير الضريبة‬
‫للمكلف عن طريق تقليل بدل ايجارات واقسام العقارات‪.‬‬

‫ب‪ .‬الفاسد غالبا ما يعمد إلتالف او تعمد ضياع االوليات واالضابير الخاصة‬
‫بالعقارات لعمل وثائق جديده تتغير بموجبها كل معلومات تلك الوثائق وهذا‬
‫يخفي الكثير من المعلومات وبالتالي يؤثر سلبا على مجمل عمليات الجباية‪.‬‬

‫يجب ان ال ننسى ايضا قله الموظفين الذين لهم دراية بعملهم والذين يتمتعون‬
‫بالكفاءة العلمية والفنية فنرى دوائر الضريبة تغص بالموظفين لكن الكفوئيين‬
‫االختصاص قله وسط ترهل مذهل مما يقلل من جديه العمل والجباية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ /‬الجانب التشريعي‪-:‬‬


‫المشرع العراقي في بعض فقرات قانون ضريبه العقار المرقم (‪ )162‬لسنه‬
‫(‪ )1959‬والتعديالت ترك ثغرات وجعل بعض الفقرات تقبل التأويل وقسم منها‬
‫يتناقض مع احكام الدستور الحالي كالعدالة والوضوح واليقين والمالئمة ومعروف‬
‫ان ال ضريبه بال قانون اي قانونية الضريبة هذا االمر يؤثر سيكولوجيا على دافع‬
‫الضريبة فهو يشعر أنه تحت مظلة القانون فهو اذن محمي من اي اتهامات في‬
‫الجانب المالي على االقل ومن الثغرات المهمة في ذلك القانون ما نصت عليه‬
‫الفقرة (‪ )1‬من المادة الثانية التي تخص (تخمين وتجبى ضريبه بنسبه (‪)% 10‬‬

‫‪204‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫من االيراد السنوي لجميع العقارات) هذا النص يبتعد عن العدالة فهو ال يفرق‬
‫بين من يؤجر دا ار واحده وبين من يؤجر خمسة أوسته دور ‪ .‬اما ما يخص الفقرة‬
‫(‪ )1‬ومن المادة (‪ )5‬من القانون التي تنص ( تتولى تخمين ايراد العقار لجان‬
‫التقدير التي تؤلف بأمر من الوزير او من يخولة) هذا النص مجافي للواقع‬
‫ويخضع لالجتهادات الشخصية والتفاهمات دائما يكون شخصي بحت وفي بعض‬
‫االحيان ال يتم تقدير بموجب كشف على االرض اذ ان هذه المادة غير خاضعه‬
‫ألي ضوابط ورقابه تجعلها ماده خاضعه لالجتهادات‪ ..‬الفقرة (‪ )1‬من المادة (‪)7‬‬
‫التي تنص (على المكلف بدفع الضريبة ان يبلغ السلطة المالية عن كل تغيير‬
‫في بدل االيجار خالل شهر من تاريخ حصول التغيير في البدل) هذا النص غير‬
‫معمول به اساسا فليس من مصلحة المكلف التبليغ عن تغير البدل لعدم وجود‬
‫اجبار وحتى العقد فهو غير حقيقي ومتالعب به وارقامه غير دقيقة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ /‬األوضاع االقتصادية العامة و توجهات الدولة ‪-:‬‬


‫ان شعور الكثير من المواطنين سيما في بعض البلدان الناميه بأن النفقات‬
‫التي تنفقها الدوله تذهب في اغراض غير مجدية وتتسرب و يجري غسيلها وعدم‬
‫انفاقها على التنمية والبناء يصاحبه االسراف والتبذير في انفاق هذه االموال يولد‬
‫شعور لدى اصحاب العقارات والمؤجرين اي دافعي الضرائب من االلتزام بدفع‬
‫الضريبة ال يوجه لخدمه المجتمع بل تتحكم في ذلك النزعات الشخصية لكبار‬
‫مسؤولي الدولة وبناء على ذلك يحاول المكلف استخدام الرشوة واالساليب الملتوية‬
‫بغية التهرب من دفع الضريبة ومن الجانب االخر هناك تقلبات اقتصاديه كالكساد‬
‫والتضخم اي الركود نتيجة متغيرات داخليه وخارجيه كتغيرات اسعار النفط والذهب‬
‫واالزمات االقتصادية وظروف الطوارئ هذه العوامل التي تؤثر على مدخوالت‬
‫الناس ومدخراتهم واستهالكهم وبالتالي ينعكس على مؤشرات اقتصاديه كليه‬
‫‪205‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫وكذلك عسكره المجتمع وخوض حروب عبثية هذا كله يضعف االداء االقتصادي‬
‫العام للدولة في العراق واخر هذه العوامل جائحة كورونا وما تبعها من تدهور‬
‫ولحد كتابة هذه السطور‬

‫رابعا ‪ /‬شخصيه المكلف‬


‫المقصود هنا مدى تقبل المكلف اداء واجباته المبنيه على الطوعية واإليجابية‬
‫في التصرف العام ومنها دفعه للضريبة فهو سلوك عملي ال اجباري ولهذا الجانب‬
‫شقان‪:‬‬

‫‪ .1‬ما يتعلق بالوعي الضريبي و الشعور بضرورة المساهمة وفي حمايه المجتمع‬
‫بشكل واعي وان عدم توفر الوعي الكافي لدى عامه الناس والمكلفين وعدم‬
‫اقتناعهم ان هذه االموال التي تجبى منهم كضرائب يتم إنفاقها للصالح العام‬
‫وان انعدام التضامن يؤدي الى عدم شعور المكلفين بأهمية واجباتهم ازاء عموم‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪ .2‬الثاني يتعلق بنقص المعروفه بالتشريعات الضريبية لدى دافع الضريبة مما‬
‫يرتب عدم درايته بواجباته وهذا له تفسيرات عديده منها ما هو ذاتيه لشخص‬
‫المكلف نفسه ومنها ما يخص هيئات الضرائب ونشرها ثقافة الضريبة ودورها‬
‫واهميتها ‪ ..‬وان عدم وصول التشريعات الضريبية للمواطن وغياب االستقرار‬
‫في االحكام والتحديث المستمر وفقا لمعطيات الواقع جعل المواطن في تردد‬
‫فعندما تتعدد اآلراء واالجتهادات والتأويل في تفسير مواد القوانين والتعليمات‬
‫الضريبية سوآءا في تقدير الوعاء او في حساب قيمه الضريبة او اإلعفاءات‬
‫او التنزيالت كما ان تعدد مفاهيم ضريبه العقار في فكر المكلف يسبب ارباكا‬
‫يفضي الى قصور في جانب األداء‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫دراسات يف املايلة العامة والسياسة املايلة‪..........................‬د‪ .‬كريم عبيس العزاوي‬

‫املصادر‪:‬‬

‫(‪ )1‬محمد طاقه واخرون‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الطبعة االولى‪ ،‬بغداد‪ ،2007 ،‬ص‪20‬‬

‫(‪ )2‬خالد شحاته الطخيب واخرون‪ ،‬اسس المالية العامة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬عمان‪ ،2005 ،‬ص‪.14‬‬

‫(‪ )3‬مجله الوقائع العراقية‪ ،‬و ازره العدل‪ ،‬بغداد العدد ‪ ،2980‬ايلول ‪.2003‬‬

‫(‪ )4‬العمري‪ ،‬هشام صفوت‪ ،‬الضرائب على الدخل‪ ،‬مطبعه الجاحظ‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫ص‪.35‬‬

‫(‪ )5‬د‪ .‬حمزه فائق وهيب‪ ،‬ضريبه العقار وتأثيرها في الحصيلة الضريبية‪ ،‬مجله‬
‫دراسات محاسبيه وماليه‪ ،‬المعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫العدد‪ ،38/‬مجله ‪ ،17‬سنه ‪.2017‬‬

‫(‪ )6‬دكتور عماد محمد علي‪ ،‬تقييم اداء الواقع الضريبي في العراق‪ ،‬مجله بغداد‪،‬‬
‫العدد ‪.2020 ،18‬‬

‫‪207‬‬

You might also like