You are on page 1of 284

‫الجمهورية العربية السورية‬

‫جامعة دمشق‬

‫كمية االقتصاد –قسم االقتصاد‬

‫الضريبة على القيمة املضافة )‪)VAT‬‬

‫وآثارها االقتصادية واالجتماعية‬

‫يف سورية‬

‫حبث معد لنيل درجة الدكتوراه يف االقتصاد‬

‫إعداد الطالبة‬

‫ندى هديوة‬

‫إشراف‬

‫األستاذ الدكتور الياس جنمة‬


‫اإلىداء‬

‫إلى كل من يبحث عن الحق و الخير و الجمال و المحبة في نفسو وغيره ووطنو‬

‫إلى من تعجز الكممات عن وصفيم إلى من يحبونني و أحبيم في ىذه الدنيا بصدق ودون‬
‫حساب‬

‫إلى والداي الغاليان ‪ ،‬إلى زوجي و رفيق دربي ‪ ،‬إلى ابنتاي الرائعتين ( جودي و ماري لين )‬
‫‪ ،‬إلى أخي و أختي ‪ ،‬إلى أصدقائي المخمصين ‪.‬‬
‫بطاقة شكر‬

‫في نياية ىذا البحث ال بد أن أوجو كممة شكر إلى كل الذين كانوا خير عون لي‪ ،‬وأناروا لي‬
‫الطريق يدفعيم شرف اإلخالص و ال يعرفون حداً لمعطاء ‪ ،‬أتقدم بكل الشكر و العرفان و‬
‫التقدير‬

‫لألستاذ الدكتور الياس نجمة‬

‫الذي تفضل مشكو ار باإلشراف عمى ىذه األطروحة و أعطاني الكثير من وقتو و جيده و صبره‬
‫و كان كريم المعاممة لم يدخر جيدا في توجيو الباحثة و كان عونا إلى ما أبتغيو ‪.‬‬

‫كما أتوجو بالشكر الجزيل إلى السادة رئيس وأعضاء لجنة الحكم الدكتور الياس نجمة و‬
‫الدكتور خضر أورفمي و الدكتور عبد الرحيم بوادقجي و الدكتور عدنان سميمان و الدكتور‬
‫قيس خضر لتفضميم بقبول قراءة البحث و مناقشتو والحكم عميو ‪.‬‬

‫و أخي ار شكري و تقديري إلى كل من قدم لي المساندة ماديا و معنويا في نياية ىذه الرحمة‬
‫الطويمة و الشاقة ‪ ،‬أمال بأن نقدم المزيد لوطننا الحبيب سورية ‪.‬‬

‫نـدى‬
‫محتويات البحث‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬


‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪10‬‬ ‫الواقع الراىن لمنظام الضريبي في سورية وامكانياتو في تطبيق ضريبة القيمة‬
‫المضافة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪11‬‬ ‫بنية ومقومات النظام الضريبي واإلدارة الضريبية في سوريا‬ ‫المبحث األول‬
‫‪12‬‬ ‫واقع و تطور النظام الضريبي السوري‬ ‫أوال‬
‫‪15‬‬ ‫بنية النظام الضريبي السوري‬
‫‪15‬‬ ‫‪- 1‬الضرائب عمى الدخل‬
‫ثانيا‬
‫‪39‬‬ ‫‪- 2‬الضرائب عمى اإلنفاق‬
‫‪54‬‬ ‫‪- 3‬الضرائب عمى الثروة و رأس المال‬
‫‪58‬‬ ‫اإلدارة الضريبية‬ ‫ثالثاً‬
‫‪65‬‬ ‫مفيوم و تطور الضرائب عمى اإلنفاق و تطبيقيا في سورية‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪67‬‬ ‫أنواع الضرائب عمى اإلنفاق‬ ‫أوال‬
‫‪92‬‬ ‫الواقع الحالي لمضرائب عمى اإلنفاق في سورية وتطورىا‬ ‫ثانيا‬
‫‪98‬‬ ‫واقع القطاعات االقتصادية في سوريا وآثار تطبيق ضريبة القيمة المضافة عمييا‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪99‬‬ ‫موقع ضريبة القيمة المضافة في اإليرادات ‪/‬دراسة مقارنة‪/‬‬ ‫المبحث األول‬
‫‪102‬‬ ‫العوامل المؤدية إلى إنتاجية اإليرادات المحصمة من ضريبة القيمة المضافة‬ ‫أوال‬
‫‪104‬‬ ‫إيرادات ضريبة القيمة المضافة في بعض الدول المطبقة ليا‬ ‫ثانيا‬
‫‪114‬‬ ‫أثر ضريبة القيمة المضافة عمى اإلنتاج‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪116‬‬ ‫طبيعة و مرونة الضرائب عمى اإلنفاق و تأثيرىا‬ ‫أوال‬
‫‪118‬‬ ‫أثر الضريبة عمى القيمة المضافة عمى اإلنتاج في سورية‬ ‫ثانيا‬
‫‪121‬‬ ‫أثر تطبيق الضريبة عمى القيمة المضافة عمى الناتج المحمي اإلجمالي‬ ‫المبحث الثالث‬
‫‪121‬‬ ‫التحميل التجريبي لتأثير ضريبة القيمة المضافة عمى الناتج المحمي اإلجمالي‬ ‫أوال‬
‫‪124‬‬ ‫الناتج المحمي اإلجمالي في سورية و التأثير المحتمل‬ ‫ثانيا‬
‫‪129‬‬ ‫أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة عمى التجارة الخارجية‬ ‫المبحث الرابع‬
‫‪129‬‬ ‫آلية الضريبة عمى القيمة المضافة و التجارة الخارجية‬ ‫أوال‬
‫‪130‬‬ ‫التحميل التجريبي لتأثير الضريبة عمى القيمة المضافة عمى التجارة الدولية‬ ‫ثانيا‬
‫‪132‬‬ ‫تأثير ضريبة القيمة المضافة عمى التجارة و تجارب الدول‬ ‫ثالثا‬
‫‪135‬‬ ‫واقع التجارة الخارجية في سورية والتأثير المحتمل لضريبة القيمة المضافة‬ ‫رابعا‬
‫‪138‬‬ ‫أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة عمى االستثمار‬ ‫المبحث الخامس‬
‫‪138‬‬ ‫العالقة بين الضرائب و االستثمار‬ ‫أوال‬
‫‪139‬‬ ‫الضريبة عمى القيمة المضافة و االستثمار‬ ‫ثانيا‬
‫‪143‬‬ ‫أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة عمى القطاعات االقتصادية المختمفة‬ ‫المبحث السادس‬
‫‪143‬‬ ‫القطاعات القابمة لتطبيق ضريبة القيمة المضافة‬ ‫أوال‬
‫‪145‬‬ ‫القطاعات التي تواجو صعوبة في تطبيق ضريبة القيمة المضافة‬
‫‪145‬‬ ‫القطاع العام‬ ‫‪‬‬
‫‪147‬‬ ‫قطاع الزراعة‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا‬
‫‪149‬‬ ‫القطاع المالي‬ ‫‪‬‬
‫‪150‬‬ ‫اإلسكان‬ ‫‪‬‬
‫‪151‬‬ ‫القطاع غير المنظم‬ ‫‪‬‬
‫‪158‬‬ ‫الواقع االجتماعي و آلية تطبيق ضريبة القيمة المضافة‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪159‬‬ ‫أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة عمى التضخم و األسعار و القوة الشرائية‬ ‫المبحث األول‬
‫‪159‬‬ ‫ضريبة القيمة المضافة والتضخم و األسعار‬ ‫أوال‬
‫‪166‬‬ ‫تجارب بعض الدول‬ ‫ثانيا‬
‫‪172‬‬ ‫التأثير عمى األسعار في سورية‬ ‫ثالثا‬
‫‪175‬‬ ‫األثر االجتماعي لتطبيق ضريبة القيمة المضافة‬ ‫المبحث الثاني‬
‫‪175‬‬ ‫األىداف االجتماعية لمضريبة‬ ‫أوال‬
‫‪176‬‬ ‫اآلثار االجتماعية لمضريبة‬ ‫ثانيا‬
‫‪176‬‬ ‫الضريبة عمى القيمة المضافة والفائض االقتصادي‬ ‫ثالثا‬
‫‪178‬‬ ‫الضريبة عمى القيمة المضافة واعادة توزيع الدخل القومي‬ ‫رابعا‬
‫‪179‬‬ ‫أثر ضريبة القيمة المضافة عمى اإلنفاق االستيالكي واإلنفاق الحكومي‬ ‫خامسا‬
‫‪182‬‬ ‫اآلثار التوزيعية لمضريبة عمى القيمة المضافة‬ ‫سادسا‬
‫‪195‬‬ ‫أسس تطبيق الضريبة عمى القيمة المضافة في سورية‬ ‫المبحث الثالث‬
‫‪195‬‬ ‫أىمية تحديد القيمة المضافة‬ ‫أوال‬
‫‪198‬‬ ‫موجبات تطبيق ضريبة القيمة المضافة في سورية‬ ‫ثانيا‬
‫‪200‬‬ ‫تطبيق الضريبة عمى القيمة المضافة في سورية‬
‫‪200‬‬ ‫‪- 1‬ألية تطبيق الضريبة عمى القيمة المضافة في سورية‬ ‫ثالثا‬
‫‪215‬‬ ‫‪- 2‬نموذج مفترض لتطبيق ضريبة القيمة المضافة في سورية‬
‫‪223‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪223‬‬ ‫النتائج‬ ‫أوال‬
‫‪231‬‬ ‫االقتراحات‬ ‫ثانيا‬
‫‪238‬‬ ‫المراجع‬
‫‪251‬‬ ‫المالحق‬
‫فيرس الجداول‬

‫رقم‬ ‫العنوان‬ ‫رقم الجدول‬


‫الصفحة‬
‫‪24‬‬ ‫معدالت ضريبة األرباح الحقيقية الصادرة بنصوص خاصة‬ ‫‪1‬‬
‫‪27‬‬ ‫معدالت ضريبة البيوع العقارية‬ ‫‪2‬‬
‫‪33‬‬ ‫معدالت ضريبة الرواتب و األجور في سورية وفقا لممرسوم التشريعي رقم ‪ 42‬لعام ‪2011‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪40‬‬ ‫نسب رسم اإلنفاق االستيالكي لمخدمات والسمع‬ ‫‪4‬‬
‫‪47‬‬ ‫تطور حصيمة الرسوم الجمركية في الفترة ‪ 2010-2003‬بماليين الميرات السورية‬ ‫‪5‬‬
‫‪77‬‬ ‫معدالت الضريبة عمى القيمة المضافة داخل االتحاد األوروبي‬ ‫‪6‬‬
‫‪78‬‬ ‫الضريبة عمى القيمة المضافة في دول اإلتحاد األوروبي المعدالت‪،‬حدود التسجيل‪ ،‬اإليرادات‬ ‫‪7‬‬
‫‪80‬‬ ‫سمات ضريبة القيمة المضافة في بمدان الشرق الوسط وشمال إفريقيا‬ ‫‪8‬‬
‫‪81‬‬ ‫الضريبة عمى القيمة المضافة في لبنان حد التسجيل والوعاء الضريبي‬ ‫‪9‬‬
‫‪83‬‬ ‫إيرادات الضريبة عمى القيمة المضافة في لبنان ( مميون ل ل )‬ ‫‪10‬‬
‫‪89‬‬ ‫تطور أعداد المسجمين بالمصمحة منذ عام ‪ 91/90‬وحتى ‪2005/2004‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪94‬‬ ‫تطور حصيمة الضرائب عمى اإلنفاق في سورية بماليين الميرات السورية‬ ‫‪12‬‬
‫‪97‬‬ ‫دور الضرائب عمى اإلنفاق في تمويل الخزينة العامة بماليين الميرات السورية‬ ‫‪13‬‬
‫‪105‬‬ ‫اإليرادات الضريبية في فرنسا ‪1994‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪105‬‬ ‫الضريبة عمى القيمة المضافة كنسبة من إجمالي الضرائب‬ ‫‪15‬‬
‫‪106‬‬ ‫الضريبة عمى القيمة المضافة كنسبة من الناتج المحمي اإلجمالي‬ ‫‪16‬‬
‫‪106‬‬ ‫المكاسب التي حققتيا ضريبة القيمة المضافة في بعض الدول المطبقة‬ ‫‪17‬‬
‫‪107‬‬ ‫إيرادات الضريبة عمى القيمة المضافة في لبنان‬ ‫‪18‬‬
‫‪108‬‬ ‫إيرادات الضريبة عمى القيمة المضافة و نسبتيا من إجمالي اإليرادات ومن إجمالي الناتج المحمي‬ ‫‪19‬‬
‫في مصر‬
‫‪109‬‬ ‫تطور إيرادات الضريبة عمى القيمة المضافة في المغرب‬ ‫‪20‬‬
‫‪110‬‬ ‫تطور اإليرادات الضريبية في سورية بمميارات الميرات السورية‬ ‫‪21‬‬
‫‪111‬‬ ‫تطور اإليرادات الضريبية ونسبتيا إلى اإليرادات العامة والناتج المحمي اإلجمالي في الدول العربية‬ ‫‪22‬‬
‫(مميون دوالر) لعام ‪2010‬‬
‫‪123‬‬ ‫التأثيرات االقتصادية الشاممة لضريبة القيمة المضافة‬ ‫‪23‬‬
‫‪125‬‬ ‫‪24‬‬
‫تطور الناتج المحمي اإلجمالي باألسعار الثابتة لعام ‪( 2000‬مميون ل س)‬

‫‪126‬‬ ‫مساىمة القطاع العام والخاص في الناتج المحمي اإلجمالي باألسعار الثابتة لعام ‪2000‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪126‬‬ ‫معدل نصيب الفرد من الناتج المحمي اإلجمالي باألسعار الثابتة لعام ‪2000‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪127‬‬ ‫نسبة الناتج إلى اإلنتاج‬ ‫‪27‬‬
‫‪162‬‬ ‫تغير السعر قبل و بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة في إيران‬ ‫‪28‬‬
‫‪171‬‬ ‫‪29‬‬
‫تغيرات األسعار في بعض الدول‬

‫‪173‬‬ ‫التضخم في سورية خالل األعوام ‪2010-2005‬‬ ‫‪30‬‬


‫‪181‬‬ ‫‪31‬‬
‫اإلنفاق الشيري الكمي لألسرة السورية حسب الشرائح السكانية الثالثة‬

‫‪191‬‬ ‫قياسات انعدام المساواة في مشروع رفع ‪ VAT‬في لبنان ‪ %12‬و ‪%15‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪192‬‬ ‫أثر رفع معدالت ضريبة القيمة المضافة عمى الفقر في لبنان‬ ‫‪33‬‬
‫‪208‬‬ ‫توزيع معدالت الضريبة في الدول التي تطبقيا‬ ‫‪34‬‬
‫‪217‬‬ ‫المقترح إزالتو من الضرائب والرسوم بالنسب المئوية‬ ‫‪35‬‬
‫‪218‬‬ ‫اإليرادات المتوقعة من الـ ‪VAT‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪219‬‬ ‫األثر عمى األسعار‬ ‫‪37‬‬
‫فيرس األشكال‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫رقم الشكل‬


‫‪72‬‬ ‫خصائص الضريبة عمى القيمة المضافة‬ ‫‪1‬‬
‫‪83‬‬ ‫الدوائر والفروع الضريبية في لبنان بحسب الميام‬ ‫‪2‬‬
‫المقدمة‬
‫لم تعد الضريبة األداة األساسية لتأمين الموارد المالية للدولة بل أصبحت أيضا إحدى الوسائل التي‬
‫تمكن الدولة من التدخل في النشاطات االقتصادية واإلنتاجية وتوجيه هذه النشاطات الوجهة السليمة‪ ،‬فال‬
‫يمكن للضريبة في العصر الحديث أن تستقطع دون أن تثير انعكاسات أو نتائج على االستهالك واالدخار‬
‫واإلنتاج واالستثمار وهذا االنعكاس والتأثير يختلف باختالف التكوين السياسي واالقتصادي للدولة إضافة إلى‬
‫مراحل النمو الذي وصلت إليه‪.‬‬

‫ولقد تطور الفكر االقتصادي في القرن العشرين من االهتمام فقط بفرض الضرائب المباشرة إلى‬
‫فرض الض ارئب على اإلنفاق استجابة للتطورات االقتصادية العالمية خصوصا مع نهاية العقد الخامس من‬
‫القرن الماضي "حيث كان األفراد في الدول الصناعية قد اعتادوا خالل سنوات الحرب على رؤية االستهالك‬
‫الهائل لناتج العمل اإلنساني من سلع وخدمات الذي أحرقته آلة الحرب العالمية الثانية‪ ،‬فقد سجلت حرب‬
‫‪ 9191-9191‬التصدع النهائي لنظام القرن التاسع عشر الدولي وحرب ‪ 9111-9191‬سجلت على العكس‬
‫من ذلك نقطة انطالق جهود إعادة البناء الدولي‪ ،‬التي سادت النصف الثاني من القرن العشرين"‪ .1‬وبرزت في‬
‫تلك الحقبة مفاهيم جديدة حول ضرورة المحافظة على الثروة وزيادة اإلنتاج واالستهالك إضافة لنشوء وتطور‬
‫قطاع الخدمات وأيضا تزايد نشاط التجارة البينية ونشوء الشركات متعددة الجنسية وطبيعة أسواق المال‬
‫العالمية المفتوحة للجميع‪ .‬كل تلك التطورات االقتصادية أفرزت انتقاال في الفكر الضريبي الذي كان يعتبر‬
‫العدالة المحققة حص ار ف ي الضرائب المباشرة على الدخل والثروة‪ ،‬فأصبح يرى العدالة النسبية في فرض‬
‫الضرائب على أوجه استخدامات الدخل وبأشكال عديدة ومتنوعة‪.‬‬

‫وأصبح القبول بضريبة غير مباشرة سائدة بشكل كبير (كالضريبة على القيمة المضافة) مثالا‪ ،‬في‬
‫عصر سيطرت فيه اآلراء الداعية للضريبة المباشرة أم ار ملفتا للنظر‪ ،‬فلم تعد الضريبة المباشرة مثل الضريبة‬
‫على الدخل هي الضريبة األكثر عدالة بسبب شخصانيتها واتصافها بالتصاعد‪ ،‬بل أصبحت الضريبة غير‬
‫المباشرة بفضل التقنيات الضريبية قادرة على العمل بشكل غاية في الكفاءة فتأتي بإيرادات وافرة جد ا‪،‬‬
‫واستطاعت بف ضل الفن الضريبي من تحقيق التصاعد الضريبي وبالتالي العدالة الضريبية من خالل المعدالت‬
‫المتعددة وفق ا لطبيعة السلع ومستوى الرفاه االجتماعي لمن يقوم باستهالكها‪ ،‬وأيضا من خالل اإلعفاءات‬
‫واإلعانات‪.‬‬

‫وتعتبر الضريبة على القيمة المضافة ضريبة عصرية والعمل بها أهم تطور ضريبي حصل في أواخر‬
‫القرن العشرين وهي مصدر أساسي لإليراد الحكومي في أكثر من ‪ 911‬دولة‪ ،‬وتم االعتماد عليها بشكل كبير‬
‫في االقتصاديات المتقدمة كأوروبا وأمريكا الالتينية لذلك فقد ‪9‬عنصر محوري من عناصر األنظمة الضريبية‬
‫لكل من االقتصاديات النامية والمتحولة‪ ،‬إذ تنحو التوجهات الحديثة في التشريع الضريبي نحو نقل العبء‬
‫الضريبي من مجاالت توليد الثروة ليضعه في مجاالت استعمالها‪ ،‬أي التخفيض من ضرائب الدخل والزيادة في‬
‫ضرائب اإلنفاق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جان شارل أسالن‪ ،‬التاريخ االقتصادي للقرن العشرين‪ ،‬الجزء الثاني ترجمة الدكتور أنطون حمصي‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪،‬‬
‫دمشق‪ . 1991 ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪1‬‬
‫اقترح هذه الضريبة األستاذ)‪ )M. Lаure‬مفتش المالية الفرنسية في سنة‪ 9111‬بيد أنها لم تخرج‬
‫إلى حيز التطبيق إال في سنة ‪ .9111‬حيث وضع قواعدها الرئيسية سنة ‪ 9119‬فكان معدل الضريبة العادي‬
‫المطبق ‪ %11‬وكانت الضريبة على القيمة المضافة تتضمن زيادات لغاية ‪ %19‬و‪ ،%11‬كما كانت تتضمن‬
‫معدالت مخفضة بحدود ‪ %91‬و‪ ،%6‬وبعد فترة طويلة من التعديالت والتطويرات لقواعد هذه الضريبة اتجه‬
‫المشرع الضريبي نحو تطويرها بحيث شمل حقل تطبيقها العمليات العقارية سنة ‪ 9169‬والبيع التجاري‬
‫بالمفرق سنة ‪ .9166‬أدت هذه الشمولية مع تطبيق التوجيهات األوروبية سنة ‪ 9111‬إلى توسيع نطاق هذه‬
‫الضريبة ليشمل جميع النشاطات االقتصادية والتجارية وغير التجارية‪ ،‬من جهة أخرى تغيرت معدالت هذه‬
‫الضريبة وتعددت دون توقف‪ ،‬ففي البدء كان هناك خمسة معدالت مختلفة زائد معدلين مطبقين على تقديم‬
‫الخدمات‪ ،‬أما اليوم فلم يعد يطبق في أوروبا إال معدالن أساسيان هما المعدل العادي والمعدل المخفض‬
‫وأضيف إليهما معدل خاص يشمل بعض األدوية المدفوعة من الضمان االجتماعي والصحف والكتب وبطاقات‬
‫الدخول إلى المسارح وخدمات التلفزيون والراديو‪.‬‬

‫هذا وقد طبقت دول السوق األوروبية المشتركة جميعها نظام الضريبة على القيمة المضافة حيث‬
‫طبقتها الدانمرك عام ‪ ،9161‬وألمانيا االتحادية عام ‪ 9161‬وهولندا عام ‪ 9161‬وبلجيكا عام ‪ ،9119‬وايطاليا‬
‫وايرلندا عام ‪ ،9111‬وانجلت ار عام ‪ .9119‬كما طبقت الدول االشتراكية – مثل روسيا وبولندا ويوغسالفيا‬
‫سابقا‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة – حسب الصورة التي تتواءم مع نظامها المالي واالقتصادي‬

‫و الضريبة على القيمة المضافة هي ضريبة على اإلنفاق "فبالرغم من تسميتها بالضريبة على‬
‫القيمة المضافة فإن المقصود بها بشكل عام الضريبة على اإلنفاق االستهالكي"‪ ،2‬ويمكن تعريفها على أنها‬
‫ضريبة ذات وعاء ضريبي واسع تفرض على مبيعات السلع بما يتضمن مرحلة اإلنتاج مع تطبيق نظام موازنة‬
‫للضريبة المحملة على السلع المشتراة كمدخالت ‪ /‬ما عدا السلع الرأسمالية ‪ /‬مقابل تلك الواجبة على‬
‫المخرجات‪ .3‬وبشكل أوضح يمكن القول أن الضريبة على القيمة المضافة هي ضريبة عامة على االستهالك‪،‬‬
‫تفرض على األموال والخدمات المستهلكة داخل أراضي الدولة سواء أكانت مصنعة محلي ا أو مستوردة ويتم‬
‫فرضها واحتسابها وتحصيلها في كل مرحلة من مراحل اإلنتاج والتوزيع أي في كل مرحلة من مراحل تداول‬
‫السلع والخدمات كنسبة مئوية من ثمن البيع أو بدل الخدمة‪.4‬‬

‫ولكي نتمكن من فهم الضريبة على القيمة المضافة التي أنشئت ألسباب اقتصادية ينبغي اإلشارة‬
‫بداية إلى أن عبارة (الضريبة على القيمة المضافة) هي غير دقيقة وناتجة عن التباس مع الرسم القديم على‬
‫‪5‬‬
‫اإلنتاج في مرحلة اإلنتاج والتصنيع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية – ‪ – 2001‬ليام ابريل – مايكل كيين – جين بودي بويين – فيكتوريا سومرز – صندوق‬
‫النقد الدولي ص ‪. 1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق ذكره – الضريبة على القيمة المضافة العصرية ص ‪.2‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم ‪ 1‬أمثلة تطبيقية عن ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬أوغريه – جورج‪ ،‬ترجمة كامل مجيد سعادة‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة – المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر – بيروت‬
‫‪ ،2002‬ص ‪ . 33‬حيث أن السيد موريس لورييه‪ ،‬ورغبة منه في تحسين الضريبة على اإلنتاج (التي كانت قبل الضريبة على القيمة‬
‫المضافة في فرنسا) تحت شعار اإلنتاجية مع االحتفاظ باآللية األساسية للضريبة على االستهالك‪ ،‬قام بإنشاء ضريبة تصيب قيمة‬
‫المنتجات والتي ستؤدي إلى حياد حقيقي على الصعيدين الداخلي والدولي‪ .‬فأضاف تحسينات كثيرة على ضريبة اإلنتاج تقوم في‬
‫األساس على إنشاء ضريبة عامة تصيب المنتجات والخدمات معا وتطبق وصوال إلى مرحلة التجارة بالمفرق وذلك إللغاء فكرة المنتج‬
‫ومشاكل الحدود الناتجة عنها وتحافظ على نظام الدفع بالتقسيط دون الحد من حسم الرسم عند شراء المنتجات التي تدخل ماديا في‬
‫األموال الخاضعة للضريبة‪ ،‬وصوال إلى إلغاء التفاوت الحاصل بين المنتجات التي تشجع االستثمار وتلك التي ال تستخدم سوى اليد‬

‫‪2‬‬
‫ويرى أحد الدارسين "أن الضريبة على القيمة المضافة تفرض من الناحية النظرية على القيمة المضافة‪،‬‬
‫ولكنها في الواقع ال تقتطع من هذه القيمة وال تؤثر عليها سلب ا "‪ .6‬حيث يقع عبء هذه الضريبة على‬
‫المستهلك النهائي ضمن سعر المال المسلم إليه أو الخدمة المقدمة له‪ ،‬وقد أتاح القانون للمؤسسات‬
‫الخاضعة للضريبة أن تحسم من أصل الضريبة المتوجبة على عملية معينة قيمة الضريبة التي سبق أن‬
‫أثقلت ث من هذه العملية أو أثقلت أي عنصر من العناصر التي يتكون منها الثمن‪ ،‬غير أن عملية الحسم هذه‬
‫ال تتم على مستوى كل منتوج على حدة أو كل عملية على حده‪ ،‬وانما على مجمل العمليات المنجزة خالل فترة‬
‫محددة‪ ،‬إذ يحق للخاضع للضريبة ان يقتطع من أصل الضريبة الملزم بتأديتها عن فترة احتساب معينة‪ ،‬مجمل‬
‫قيمة الضريبة القابلة للحسم عن الفترة ذاتها‪ ،‬وهذا ما يعرف باألداء المج أز للضريبة‪ ،‬حيث يتوجب على‬
‫الخاضع للضريبة أن يسدد الفرق بين الضريبة المحصلة عند البيع أو تقديم الخدمة وبين الضريبة التي سبق‬
‫أن تكبدها الكتساب األموال والخدمات الال زمة لممارسة نشاطه االقتصادي في نهاية فترة احتساب الضريبة‬
‫وفقا للمعادلة التالية‪:‬‬

‫الضريبة الواجب أداؤها = الضريبة المحصلة – الضريبة القابلة للحسم (الضريبة المدفوعة)‬

‫هذه اآللية تجعل من الضريبة على القيمة المضافة ضريبة محايدة بالنسبة للمؤسسات الخاضعة لها‬
‫شرك ات وأفراد‪ ،‬حيث ال يتوجب على المؤسسة الخاضعة إال احتساب الضريبة المفروضة على األموال‬
‫والخدمات التي اكتسبتها من الموردين لمزاولة نشاطها االقتصادي وحسمها من الضريبة التي حصلتها من‬
‫الزبائن وتأدية الفرق إلى خزينة الدولة حسب القوانين‪ ،‬وبذلك يكون المستهلك النهائي هو المكلف الحقيقي‬
‫بمجمل الضريبة المفروضة على السلعة أو الخدمة‪ ،‬وتكون المؤسسات الخاضعة للضريبة تلعب دور الجابي‬
‫في كل مرحلة من مراحل تداول السلع والخدمات لصالح الخزينة وهذا يعني أن الضريبة على القيمة المضافة‬
‫هي ضريبة عامة على االستهالك وليست ضريبة على القيمة المضافة وال تقتطع منها‪.‬‬

‫وتعرف الضريبة أيضا بأنها‪" :‬ضريبة عامة على االستهالك تفرض على القيمة المضافة للسلع والخدمات"‪.‬‬
‫كما تعرف بأنها‪" :‬ضريبة متعددة المراحل تفرض على اإلضافات المتتالية في كل مرحلة"‪ .‬واألصل أن تفرض‬
‫الضريبة على القيمة المضافة على كل السلع والخدمات‪ ،‬بيد أنه يمكن أن تفرض على السلع فقط دون‬
‫الخدمات‪ ،‬كما انه يمكن تحديد السلع والخدمات التي تسرى عليها الضريبة عن طريق إعداد قوائم لها‪ ،‬أما‬
‫السلع والخدمات التي لم تدرج في هذه القوائم ال تخضع للضريبة‪ ،‬ويمكن أيضا تقرير خضوع كل السلع‬
‫والخدمات ثم يتم النص بعد ذلك على اإلعفاءات بنصوص صريحة‪ .‬وطبقا لنظام الضريبة على القيمة‬
‫المضافة فان كل مشروع تسرى عليه الضريبة عن ذلك الجزء من إنتاجه النهائي الذي يزيد عن مجموع‬
‫العناصر المستخدمة فيه المشتراة من الغير خالل فترة معينة‪ .‬أي أنها تصيب الفرق في قيمة اإلنتاج المباع‬
‫في نهاية فترة ما‪ ،‬عن قيمة اإلنتاج المشترى في بدايتها‪.‬‬

‫العاملة وهذا يعني تحقيق خطوة في طريق الحياد وبإزالة الرسم الذي كان يضغط على االستثمارات تكون قد أزيحت عقبة من أمام‬
‫نمو اإلنتاجية‪ ،‬ومع إلغاء فكرة المنتج كان ال بد من تغيير اسم الضريبة على اإلنتاج واستبداله باسم الضريبة على القيمة المضافة ذلك‬
‫أن المكلف كان يدفع عند كل محطة الضريبة على قيمة المنتج و ذلك مع المالحظات التالية‪:‬‬
‫* إن الضريبة التي تسجل على فاتورة المشتري عند كل محطة تبقى ضمن السعر العام للمنتج وليس على القيمة المضافة التي يزيدها‬
‫البائع على سعر المنتج ‪.‬‬
‫* إن السيد لوريه اقترح حسم الضريبة التي تصيب قيمة شراء الموجودات الثابتة مرة واحدة بدال من حسم الرسم فقط على قيمة‬
‫االستهالكات‪ ،‬وهذا ما يجعل من الضريبة على القيمة المضافة حافزا لالستثمار‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬صالح – أمين‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة بين النظرية والتطبيق ‪/‬الجزء األول‪ ،‬مكتبة صادر ناشرون‪ ،‬بيروت ‪ 2003‬ص‪.31‬‬

‫‪3‬‬
‫وتعد أحد التساؤالت الهامة عن هذه الضريبة هي قدرتها على رفع نسبة الحصيلة من اإليرادات‬
‫الضريبية إلى الناتج المحلى اإلجمالي‪ .‬لهذا اهتمت العديد من الدراسات بذلك من خالل تبنى فكرة أن الضريبة‬
‫على القيمة المضافة تؤدى إلى الكفاءة في تحصيل اإليرادات الضريبية‪.‬‬

‫أمام هذا كله تقوم سوريا بإحداث إصالح اقتصادي واصالح ضريبي في الدولة من أجل الوصول إلى‬
‫تغطية النفقات العامة وبناء نظام ضريبي في سوريا يكون متالئما مع السياسات االقتصادية للدولة ويحقق‬
‫اإليرادات الضريبية التي تعزز شبكات األمان والحماية االجتماعية وتحقق االستقرار على مستوى اإلنفاق العام‬
‫و المستوى العام لألسعار‪ ،‬االستهالك والعمالة‪ ،‬حيث يقوم هذا النظام حاليا على مجموعة من الضرائب‬
‫النوعية على الدخل و ضرائب و رسوم على اإلنفاق باإلضافة إلى ضرائب هامشية على رأس المال تتضمن‬
‫الكثير من التعقيدات والعيوب وخصوصا الضرائب على اإلنفاق‪ ،‬ولذلك تسعى الدولة إلصالح النظام الضريبي‬
‫من خالل إصدار العديد من القوانين والتشريعات الضريبية باإلضافة إلى تحديث الهيكل التنظيمي واإلداري‬
‫لإلدارة الضريبية‪ .‬من هنا ظهرت الحاجة في سوريا إلى فرض ضريبة القيمة المضافة لما تتمتع به من مزايا‬
‫تساعد على تعويض النقص الحاصل في اإليرادات الضريبية‪ ،‬و تجعل التهرب من دفع الضريبة أم ار غاية في‬
‫الصعوبة‪ ،‬فهي ضريبة على االستهالك تفرض على نطاق واسع من السلع والخدمات فتؤمن بذلك حجم مرتفع‬
‫من اإليرادات الضريبية يقوم بتعويض النقص الحاصل نتيجة انخفاض إيرادات الحكومة المتمثلة بانخفاض‬
‫اإليرادات النفطية وتذبذب األسعار العالمية وانخفاض إيرادات الرسوم الجمركية ومعالجة العجز‪" ،‬فلقد أصبحت‬
‫هذه الضريبة مصدر رئيسي للدخل الحكومي في أكثر من ‪ 051‬دولة يقطنها حوالي ‪ %01‬من سكان العالم‬
‫‪7‬‬
‫يدفعون ‪ VAT‬بنحو ‪ 01‬تريليون دوالر سنويا "‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تنبع أهمية البحث من كونه يشرح و يوضح هذا المبدأ بفرض الضريبة على القيمة المضافة كونها‬
‫جديدة على الثقافة الضريبية السورية وهو محاولة لكشف وابراز ثغرات ومعوقات تطبيق ضريبة القيمة‬
‫المضافة في سورية من خ الل دراسة تأثير تطبيقها على الواقع االجتماعي والقطاعات االقتصادية بعد األخذ‬
‫بعين االعتبار طبيعة االقتصاد السوري‪ ،‬ومدى توفر الشروط الالزمة لنجاح تطبيقها‪ ،‬وهل سيكون المكلف‬
‫اع‬
‫بهذه الضريبة على وعي وعلم كامل وقناعة بهذه الضريبة وبأهميتها بحيث يستطيع التعامل معها بشكل و ٍ‬
‫ومسؤول ‪ .‬وأيضا محاولة إبراز تأثير هذه الضريبة على النظام الضريبي السوري بحيث يستطيع المشرع‬
‫الضريبي االستفادة من خصائصها وشروط تطبيقها بحيث يحقق إصالح ا ضريبي ا فعاالا من خالل توفير اإلدارة‬
‫الضريبة الفعالة لكي يتناسب النظام الضريبي في الدولة مع السياسات االقتصادية المتبعة‪ ،‬ومن ثم العمل‬
‫على إلغاء العديد من الضرائب على اإلنفاق في نظامنا الضريبي بما يتناسب مع تطبيق ‪ VAT‬في سوريا‪،‬‬
‫إضافة إلى أن الدراسات عن هذه الضريبة ما زالت قليلة‪.‬‬

‫أهداف البحث ‪:‬‬

‫‪ -‬ابريل –ليام‪ ،‬كيين –مايكل‪ ،‬بوديين – جين بول‪ ،‬سومرز – فيكتوريا‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية‪ ،‬صندوق النقد الدولي‬
‫‪7‬‬

‫‪ 1002‬ص ‪.7‬‬

‫‪1‬‬
‫يهدف هذا البحث إلى دراسة مفهوم ضريبة القيمة المضافة والتعرف على آلياتها ونظمها‪ ،‬وتحليل‬
‫إمكانية تطبيقها في سوريا على القطاعات االقتصادية واالجتماعية وادخالها ضمن النظام الضريبي السوري‪.‬‬
‫خاصة وأن هذه الضريبة توفر حصيلة ضريبية عالية تساعد على تخفيض العجز في الموازنة وبالتالي تؤثر‬
‫بشكل إيجابي على التنمية وتحقق االصالح الضريبي واإلداري‪ .‬كما يهدف البحث إلى تسليط الضوء على واقع‬
‫الضرائب والرسوم في سوريا‪ ،‬وضرورة تطويرها وتحديثها لتواكب التطورات والتحوالت اإلقليمية والدولية التي‬
‫تواجهها سورية ولتكون عامل مساعد في نجاح تطبيق هذه الضريبة‪ ،‬مع اقتراح اآللية المناسبة لتطبيقها بما‬
‫يتناسب مع واقع نظامنا الضريبي وامكانية تطويره وواقعنا االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬

‫كما يهدف البحث إلى دراسة التأثيرات االقتصادية واالجتماعية المحتملة التي قد تنشأ عند تطبيق‬
‫هذه الضريبة في سورية من خالل دراسة تأثيراتها على االستهالك واإلنتاج واالستثمار واألسعار العدالة‬
‫االجتماعية والتجارة الدولية وآثارها التوزيعية األخرى‪ ،‬مستفيدين من دراسة هذه اآلثار في الدول األخرى التي‬
‫طبقتها‪ .‬وذلك كله بهدف اختيار النظام المالئم لسورية وتوفير كافة المعلومات الخاصة بتأثيراتها والحلول‬
‫والبدائل المتاحة‪.‬‬

‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫يعتبر ال نظام الضريبي أحد أهم أدوات السياسة المالية للدولة من خالل تأثيره على الموارد العامة‬
‫وعلى النشاط االقتصادي العام‪ .‬ومن ناحية أخرى فإن النظام الضريبي يشتمل على ضرائب على الدخل‬
‫وضرائب على اإلنفاق و ضرائب على رأس المال‪ ،‬وهناك عوامل عديدة تؤخذ بعين االعتبار لتحديد نوعية‬
‫الضرائب التي يفترض أن تعطى األولوية طبقا العتبارات مالية واقتصادية واجتماعية كوفرة في الحصيلة أو‬
‫الحد من االستهالك أو مراعاة القدرة التكليفية للمكلف‪ ،‬و ذلك من خالل ‪:‬‬

‫فرض الضريبة على الدخل عند تحققه‪.‬‬ ‫‪-0‬‬


‫فرض الضريبة عند إنفاق الدخل أي الضرائب على اإل نفاق‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫إن تطور التشريع الضريبي و عصرنته قاد إلى استحداث ضريبة وحيدة على اإلنفاق هي ضريبة‬
‫القيمة المضافة التي تعتبر الحل األمثل لهذه المشكالت وتحقيق اإلصالح الضريبي‪ ،‬ألن تطبيقها يساعد على‬
‫تطوير فرض الضرائب على الدخل واإلنفاق‪.‬‬

‫وتتميز منظومة الضرائب على اإلنفاق في سوريا بعد إدخال الشخصنة فيها بأنها تجبى بناء على‬
‫الواقعة االقتصادية بغض النظر عن المكلف الضريبي وبالتالي يسهل انتقال عبئها من شخص إلى آخر‪ ،‬فهي‬
‫متنوعة ال يجمعها أي رابط وال تهدف لتحقيق سياسة اقتصادية معينة‪ ،‬إنما فقط لتوفير المال للخزينة‪ ،‬وهي‬
‫ذات إيراد ات ضئيلة كون بعضها يستند إلى تشريعات قديمة ‪ ،‬إضافة إلى تعدد واختالف أساليب قواعد الطرح‬
‫والجباية والمؤيدات الجزائية والتعليمات اإلدارية الكثيرة والمختلفة‪ ،‬وسهولة التهرب منها واتصافها بالتعقيد‬
‫اإلداري وارتفاع تكاليف الحساب والتحقق والجباية ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للرسوم الجمركية ورسم اإلنفاق االستهالكي فهي تهدف إلى ترشيد االستهالك وحماية‬
‫الصناعة الوطنية من المنافسة وتوفير إيرادات كبيرة لخزينة الدولة‪ ،‬إال أن هذا النوع من الرسوم وعلى األخص‬

‫‪5‬‬
‫الرسم الجمركي بدأ بفقد أهميته في الظروف الراهنة وهو في طريقه إلى الزوال في ظل االتفاقيات الدولية‬
‫والعربية لتحرير التجارة الخارجية‪.‬‬

‫ولذلك تدرس الجهات الضريبية في سوريا إمكانية اعتماد ضريبة القيمة المضافة كحاجة ضرورية‬
‫لالندماج في االقتصاد العالمي وكضريبة عامة على اإلنفاق تصيب كل الناس لذلك من البديهي والضروري‬
‫أن يتعرف عليها الناس ويحسنون فهمها وقبولها طوعا وخيا ار باعتبارها قانون وتشريع ينظم حقوق الفرد‬
‫والمجتمع وواجباتهما‪ ،‬وهذا ما يستوجب ردم الهوة بين المكلف والمالية من خالل نشر الوعي الضريبي‬
‫والمحاسبي لدى المكلفين وتوفير كوادر مدربة ذات كفاءة عالية وخاصة فيما يتعلق بضريبة القيمة المضافة‪.‬‬

‫إن السعي لتطبيق هذه الضريبة في سوريا يحتم علينا قياس األثر الذي ستخلفه على االقتصاد‬
‫السوري وعلى النظام الضريبي واالجتماعي‪ ،‬وقدرة مستوى الدخل وتكاليف المعيشة على تحملها في ظل‬
‫الوضع الحالي واإلصالحات المحققة حتى اآلن‪ ،‬باعتبار أن هذه الضريبة قد أنشئت ألسباب اقتصادية لذلك ال‬
‫بد من محاولة تحديد االنعكاسات التي تسببها على المنافسة واالستثمار واألسعار والفقر ألنها قد توضع‬
‫أحيانا في قفص االتهام في وجه العدالة االجتماعية‪.‬‬

‫علما أن ما أثبتته تجارب الدول األخرى التي طبقت هذه الضريبة ومنها الدول المتقدمة أنها تساعد‬
‫في إصالح اإلدارة الضريبية ألنها تقوم على الحسابات والتقدير الذاتي ونظام أتمتة شاملة ومتطورة‪ ،‬لذلك‬
‫يستدعي تطبيقها تغيير في فلسفة اإلدارة الضريبية في سوريا‪ ،‬كما تتميز هذه الضريبة بقدرتها على زيادة‬
‫الحصيلة الضريبة وتحقيق العدالة والمرونة الضريبية وتالفي التراكم الضريبي باعتمادها مبدأ الخصم الضريبي‬
‫إضافة إلى حياديتها وتعزيزها مبدأ الرقابة الذاتية وانخفاض تكاليف تحصيلها وتأثيرها اإليجابي على التجارة‬
‫الخارجية ‪.‬‬

‫ويبقى السؤال هل سننجح في تطبيق هذه الضريبة ونستفيد من مزاياها وتالفي تعقيداتها وهل‬
‫سنكون قادرين على استكمال برنامج اإلصالح الضريبي في سوريا بحيث نصل في النهاية إلى اعتماد‬
‫منظومة للضرائب على الدخل واعادة هيكلة الضرائب على اإلنفاق وادخال ضريبة القيمة المضافة وتأمين كافة‬
‫متطلبات النجاح لها لالستفادة من مزاياها ولكي تستطيع تحقيق أثار إيجابية تساعد في دفع عملية التنمية‬
‫والتطور االقتصادي واالجتماعي ؟‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬
‫يسعى البحث إلى دراسة الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬ضريبة القيمة المضافة تعتبر خطوة متقدمة في عملية اإلصالح الضريبي في سوريا وان‬
‫التطبيق الجيد لهذه الضريبة سيكون بديالا أمثالا تستطيع الدولة من خالله الحصول على الموارد‬
‫بدال من اللجوء إلى مجموعة من الضرائب والرسوم المختلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬إن الظرف االقتصادي المحلي في الوقت الراهن من حيث مستوى الدخل وتكاليف المعيشة ما‬
‫ازال يشكل عبء على المواطن وما زال الوعي المالي والضريبي لدى المكلفين دون المستوى‬
‫المطلوب الستيعاب مسؤولياته والت ازماته لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬وهذا يتطلب‬

‫‪6‬‬
‫إجراءات تمهيدية تؤمن بعد ا زمنيا تدريجيا لتطبيقها ونجاحها‪ ،‬وستكون ضريبة القيمة المضافة‬
‫عبء إضافي إذا لم تراعى و تتوفر الشروط المناسبة لتطبيق هذه الضريبة‪.‬‬
‫‪ -3‬سينجم عن تطبيق الضريبة على القيمة المضافة العديد من اآلثار االقتصادية المتعلقة بارتفاع‬
‫األسعار و انخفاض االستهالك و ما يتبعه من تأثير على اإلنتاج و الناتج المحلي اإلجمالي و‬
‫االستثمار و القطاعات المختلفة و شتى مناحي االقتصاد و هذا طبيعي في أي دولة ستطبق‬
‫هذه الضريبة و بالتالي فإن قدرة ضريبة القيمة المضافة على تحقيق العدالة االجتماعية‬
‫التوزيعية في ظل ما هو قائم حاليا في سوريا مشكوك به إال إذا أجريت إصالحات على عدة‬
‫محاور ‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬
‫تم استخدام المنهج الوصفي والمنهج التحليلي االستنباطي لتحديد وتحليل آثار تطبيق ضريبة‬
‫القيمة المضافة على الواقع االجتماعي واالقتصادي وفي طرائق الوصول إلى أهداف البحث بدءا من دراسة‬
‫وتحليل ماهية ومفهوم ضريبة القيمة المضافة والنماذج المستخدمة في الدول األخرى‪ ،‬وصوال إلى دراسة‬
‫خصوصية الواقع الضريبي واالقتصادي واالجتماعي السوري من خالل مراجعة الدراسات و األبحاث المعدة في‬
‫هذا الشأن لمقاربة النتائج التي تم التوصل إليها و مدى مالءمتها مع الواقع السوري ‪ ،‬و لالستفادة من‬
‫الطرق الحسابية التي تم استخدامها في دراسة أثار هذه الضريبة و معرفة البيانات التي يجب توافرها إلعداد‬
‫دراسات حقيقية قريبة من الواقع ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ظهرت عدة دراسات في سوريا عن ضريبة القيمة المضافة إال أنها لم تتطرق إلى ذكر التأثير‬
‫المحتمل لهذه الضريبة و نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -0‬كناني هاني ‪ -‬الضريبة على القيمة المضافة في التشريع الضريبي‪ ،‬أطروحة أعدت لنيل درجة‬
‫الماجستير في كلية االقتصاد ‪ ،‬قسم المحاسبة ‪،‬إشراف الدكتور المهايني محمد خالد‪ ،‬جامعة دمشق‪0111 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫يعتبر الباحث أن ضريبة القيمة المضافة من أكثر الضرائب على اإلنفاق عدالة‪ ،‬وأفضلها لتحقيق‬
‫الرقابة الداخلية على تحصيل الضرائب ومعالجة التهرب الضريبي‪ ،‬وتوصل الباحث إلى ضرورة تطبيق القيمة‬
‫المضافة على ثالث مراحل‪ ،‬نظرا لما يتطلبه تطبيقها من عوامل غير متوفرة في النظام السوري للضرائب ‪.‬‬
‫‪ -2‬ثابت ناديا خالد نعمان ‪ -‬الرسوم الجمركية في ظل تحرير التجارة الخارجية وامكانية تطبيق ضريبة‬
‫القيمة المضافة كبديل عنها في سورية‪ ،‬أطروحة أعدت لنيل درجة الماجستير في االقتصاد‪ ،‬قسم االقتصاد‪،‬‬
‫إشراف الدكتور محمد الحريري – د ثناء أبا زيد‪ ،2112 ،‬جامعة تشرين ‪.‬‬
‫تشير الباحثة إلى أن متطلبات التجارة الخارجية ومنظمة التجارة العالمية تتطلب في المستقبل‬
‫تخفيضات في الرسوم الجمركية والدخول في تكتالت اقتصادية إقليمية وهذا يحتم فرض ضريبة على‬
‫االستهالك مع مراعاة البعد االجتماعي ما أمكن ‪.‬‬
‫وتوصلت الباحثة إلى أن تحرير التجارة الخارجية يتطلب تطبيق الضريبة على القيمة المضافة‬
‫شريطة أال يؤثر ذلك على العدالة الضريبية‪ ،‬وأن النظام الضريبي الحالي ال يستطيع استيعاب ضريبة القيمة‬

‫‪7‬‬
‫المضافة ما لم تتم عليه تعديالت تشمل الرسوم ومعدالت ضريبة الدخل وتخفيض بعض الشرائح واعادة النظر‬
‫ببعض اإلعفاءات في ضوء ضريبة القيمة المضافة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الحوراني منار عمر‪ ،‬االتجاهات الحديثة في الضرائب على اإلنفاق وامكانية تطبيقها في سوريا‪،‬‬
‫أطروحة أعدت لنيل درجة الماجستير في كلية االقتصاد‪ ،‬قسم المحاسبة‪ ،‬إشراف الدكتور المهايني محمد خالد‬
‫المهايني‪ ،0111 ،‬جامعة دمشق ‪.‬‬
‫أشارت الباحثة إلى تطوير رسم اإلنفاق االستهالكي وتطبيق الضريبة العامة على المبيعات من خالل‬
‫تحديد مفهومها وخصائصها‪ ،‬ودراسة مقارنة لبعض التشريعات الضريبية النافذة في دول أخرى‪.‬‬
‫وتوصلت الباحثة إلى انعدام الروابط بين هذه الضرائب والسياسات االقتصادية والمنهجية للدولة‪ ،‬مثل‬
‫سياسة األسعار‪ ،‬والى أن كل التعديالت التي كانت تتم على هذه الضرائب كانت تهمل الجوانب التي تحافظ‬
‫على سالمة التحصيل الضريبي‪.‬‬
‫‪ -4‬مراجع أخرى ‪:‬‬
‫الدراسات وأوراق العمل التي نوقشت في مؤتمر القيمة المضافة الذي عقد مؤخ ار في دمشق‬
‫والدراسات األولية التي أعدتها وزارة المالية عن الضريبة ‪ ،‬إضافة إلى الكثير من المراجع األجنبية و دراسات‬
‫صندوق النقد الدولي ‪.‬‬
‫و الجديد في دراستنا أنها تبحث في اآلثار المحتملة التي يمكن أن تحدث فيما لو طبقت هذه‬
‫الضريبة في سوريا كما تشرح و توضح الخطوط العامة للتأثيرات االقتصادية و االجتماعية لهذه الضريبة من‬
‫خالل تجارب الدول األخرى و انعكاسها قبل التطبيق و ما بعد التطبيق ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول‬
‫الواقع الراهن للنظام الضرييب يف سورية وإمكانياته يف تطبيق ضريبة القيمة املضافة‬

‫المبحث األول‪ :‬بنية ومقومات النظام الضريبي واإلدارة الضريبية في سورية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تطور النظام الضريبي السوري‬

‫ثانيا‪ :‬بنية النظام الضريبي السوري‬

‫ثالثا‪ :‬اإلدارة الضريبية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم وتطور الض ارئب على اإلنفاق وتطبيقها في سورية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أنواع الضرائب على اإلنفاق‬

‫ثانيا‪ :‬الواقع الحالي للضرائب على اإلنفاق في سورية و تطورها‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‬

‫الواقع الراهن للنظام الضريبي في سورية وامكانياته في تطبيق ضريبة القيمة المضافة‬

‫اهتم االقتصاديون‪ ،‬على اختالف مدارسهم االقتصادية بد ارسة المسألة المالية بجوانبها المتعددة لما‬
‫تعكسه من آثار اقتصادية واجتماعية‪ .‬وقد أولى االقتصاديون النظام الضريبي اهتماما خاصا في دراساتهم‬
‫المالية‪ ،‬سيما بعد أن تخلت الدولة عن أفكارها الحيادية فيما يتصل بدورها في النشاط االقتصادي‪ .‬ويختلف‬
‫النظام الضريبي من دولة إلى أخرى‪ ،‬حسب النظام االقتصادي واالجتماعي والسياسي الذي تنتهجه‪ ،‬وطبيعة‬
‫المرحلة التي تمر بها الدولة‪ ،‬ودرجة التقدم التي وصلت إليها‪ ،‬بمعنى أن النظام الضريبي ال يتكون من فراغ‬
‫وال يعمل بمعزل عن النظام والبنيان االقتصادي للدولة‪ .‬وتهدف األنظمة الضريبية لخدمة مصالح االقتصاد‬
‫الوطني عند تمويل المشاريع االقتصادية والخدمات االجتماعية وتحقيق األهداف السياسية للدولة كما تشكل‬
‫األنظمة الضريبية األداة الهامة لدفع عجلة التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫وانطالقا من مفهوم النظام الضريبي يمكن القول أنه يتكون من ثالث مكونات رئيسية هي‪:‬‬

‫‪ -9‬أهداف محددة مشتقة من أهداف السياسة الضريبية السائدة‪.‬‬


‫‪ -1‬مجموعة من الصور الفنية المتكاملة للضرائب تمثل بمجموعها وسائل تحقيق األهداف المبتغاة‪.‬‬
‫‪ -9‬مجموعة من التشريعات والقوانين الضريبية وبعض اللوائح التنفيذية والمذكرات التفسيرية تمثل‬
‫بمجموعها طريقة محددة يعمل من خاللها النظام الضريبي وأجهزته المختلفة‪.‬‬

‫ومن المعلوم أنه ليس هناك من دولة نامية (ومن بينها سورية) قامت بوضع نظامها الضريبي‬
‫بشكل مستقل يتناسب مع ظروفها وحاجاتها وانما دائما كانت تأخذ نظمها من الدول المتقدمة إما نتيجة‬
‫وقوعها تحت سيطرتها واستعمارها أو أنها استعانت بنظمها نظ ار لقدمها واثبات جدواها‪ ،‬دون األخذ بعين‬
‫االعتبار فارق درجات التطور‪ .‬وبشكل عام يمكننا القول أن التناسب مع األوضاع االقتصادية واالجتماعية‬
‫الداخلية السائدة هو المطلب األكثر أهمية بالنسبة للنظم الضريبية الجديدة‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬بنية ومقومات النظام الضريبي واإلدارة الضريبية يف سورية‬

‫لما كان النظام الضريبي في أي مجتمع يتأثر بالواقع السياسي واالقتصادي واالجتماعي و يؤثر به لذلك‬
‫تستدعي دراسة بنية النظام الضريبي و اإلدارة الضريبية التعرف على واقع و تطور هذا النظام أوال ثم دراسة‬
‫هيكلية هذا النظام للتعرف على واقعه و مدى قدرته على استيعاب تطبيق ضريبة جديدة ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أوال‪ :‬واقع و تطور النظام الضريبي السوري ‪:‬‬

‫الواقع السياسي‪:‬‬
‫يعتبر النظام الضريبي بالمفهوم الحديث ثمرة لقرار سياسي ألنه يأتي كنتيجة لجملة اعتبارات تكون‬
‫في معظمها ذات طابع سياسي أكثر منها دراسات تحليلية وموضوعية‪ .8‬كما أن دراسة التاريخ االقتصادي‬
‫والسياسي للعديد من الدول يوضح أن النظام الضريبي السائد يتأثر ويتشكل بالنظم السياسية السائدة‪ ،‬حيث‬
‫تتأثر مكونات النظام الضريبي‪ ،‬وتتأثر األهمية النسبية التي تتمتع بها كل من هذه المكونات داخل النظام‬
‫الضريبي‪ .9‬ويؤثر النظام السياسي السائد على األهداف التي يسعى النظام الضريبي إلى تحقيقها وعلى‬
‫الصور الفنية التي يتضمنها وطريقة العمل الذي يعمل به النظام الضريبي‪ .‬وفق ا لذلك يختلف النظام الضريبي‬
‫في الدول ذات النظام السياسي الذي يتخذ حكم الفرد أو الحزب الواحد منهجا وأسلوبا إلدارته ‪ /‬يصمم نظامه‬
‫الضريبي لتحقيق األهداف الخاصة للنظام الحاكم ويعطي المزيد من اإلعفاءات والمزايا الضريبية للطبقة‬
‫الحاكمة ‪ /‬والدول ذات النظام السياسي الذي يعتمد تعدد األحزاب السياسية ويزيد من فرص مشاركة الشعب‬
‫في اتخاذ القرار ‪/‬يصمم النظام الضريبي بما يحقق األهداف االقتصادية واالجتماعية للمجتمع وتزداد أهمية‬
‫االعتبارات الموضوعية في اختيار مكونات النظام الضريبي‪ ./‬وفي كال الحالتين ال نستطيع إغفال االعتبارات‬
‫الشخصية لجماعات الضغط السياسي التي يرتبط وجودها ببعض المصالح االقتصادية التي تحاول التأثير‬
‫على القرار السياسي بما يسمح بتحقيق مصالح اقتصادية لها من خالل الحصول على العديد من اإلعفاءات‬
‫والمزايا الضريبية‪ .‬إضافة إلى أن االتجاهات السياسية للدولة وعالقاتها بالدول األخرى يمكن أن يؤثر تأثي ار‬
‫واضحا على قرار اختيار النظام الضريبي ومكوناته المختلفة بحيث يكون مالئما لألهداف السياسية للدولة‪.‬‬

‫إن قوانين الضرائب ككل القوانين في سورية تقر من قبل السلطة التشريعية التي تتكون من ممثلين‬
‫عن أفراد الشعب وعن األحزاب المتعددة في سورية وبالتالي فإنها تعكس مصالح التوازن السياسي والطبقي‬
‫القائم‪ ،‬أي أن إقرار هذه القوانين يعتبر عمال سياسيا يأتي نتيجة ضغوط تمارس من قبل فئات سياسية مختلفة‬
‫لها ممثلوها في السلطة التشريعية‪ ،‬يضاف إلى ذلك الضغط المتزايد من قبل السلطة التنفيذية لتأمين موارد‬
‫إضافية لمواجهة متطلبات األعباء المتزايدة للدولة وتغطية النفقات المطلوبة تحت تأثير العوامل االقتصادية‬
‫واالجتماعية وحاجات الدفاع الوطني والتنمية‪.‬‬

‫الواقع االقتصادي‪:‬‬
‫يقول أنصار المدرسة الكينزية مايلي‪:‬‬

‫تلجأ الدول للتمويل بالعجز والقروض إذا كان االقتصاد يعاني من حاالت الركود والجمود االقتصادي‪،‬‬
‫أما إذا بدأ االقتصاد بالتحسن وجب على الدولة تخفيف االعتماد على التمويل بالعجز واالتجاه نحو السياسة‬
‫الضريبية وذلك ألن المستثمر والمواطن ال يشعران بثقل الضريبة في فترات الرواج من جهة وتوفر للخزينة‬
‫العامة مصد ار هاما غير ملزمة بتسديده كالقروض من جهة ثانية‪ .10‬إن النظام الضريبي حسب هذه المقولة‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬السيوفي قحطان‪ .‬السياسة المالية في سورية – أدواتها ودورها االقتصادي – وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب –‬
‫دمشق – ‪ 2001‬ص ‪.11‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬د عثمان – سعيد عبد العزيز‪ ،‬النظام الضريبي وأهداف المجتمع – مدخل تحليلي معاصر‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت ص ‪. 29‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬د كنعان علي‪ :‬المالية العامة واإلصالح المالي في سورية‪ ،‬دار الرضا للنشر‪ ،‬دمشق‪ ،2003 ،‬ص ‪. 19 – 11‬‬

‫‪11‬‬
‫يجب أن يتالءم مع طبيعة النظام االقتصادي ومستوى تطوره‪ ،‬فكل فترة زمنية ومستوى تطور اقتصادي يحتاج‬
‫لفرض ضرائب تختلف من فترة إلى أخرى ومستوى تطور وآخر‪.‬‬

‫ولقد سعت سورية في الخطة الخمسية العاشرة العتماد برنامج للتحول االقتصادي نحو اقتصاد‬
‫مفتوح تنافسي يحقق معدالت نمو اقتصادي عالية ويحقق التشغيل والعدالة االجتماعية ويخفف الفقر‪ ،‬كما‬
‫سعت الدولة إلى تحقيق دور متفاعل بين المكونات الثالثة الرئيسية لالقتصاد ‪ /‬عام – خاص – مشترك ‪/‬‬
‫بحيث يركز القطاع العام على البنية التحتية والخدمات االجتماعية وتحفيز قيام صناعات إستراتيجية بينما‬
‫يركز القطاع الخاص على قيادة النشاط اإلنتاجي والخدمي وتحمل المسؤوليات االجتماعية‪ ،‬أما القطاع‬
‫المشترك فهو آلية مؤقتة لتحفيز قيام صناعات ونشاطات ذات كثافة رأسمالية عالية وتقانات متقدمة‪.‬‬

‫ويعاني االقتصاد السوري من التضخم والنمو االقتصادي الضعيف والركود االقتصادي وخاصة بعد‬
‫األزمة االقتصادية العالمية واتساع دائرة الفقر حيث يشير تقرير التنمية البشرية ‪ 1111‬إلى أن الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي للفرد حسب تعادل القوة الشرائية بلغ ‪ 1199‬دوالرا أمريكي ا في سورية في العام ‪ 2009‬وهو رقم ضئيل‬
‫جد ا يعكس حجم النمو االقتصادي المحقق والذي ال يكاد يتجاوز النمو السكاني‪ .‬هذا‪ ،‬إضافة إلى أن مؤشر‬
‫المشوه للدخل الذي يجعل دخول شرائح‬
‫ّ‬ ‫الناتج المحلي للفرد هو مؤشر نظري ال معنى له في ظل التوزيع‬
‫واسعة من المجتمع تنخفض عن هذا الرقم بكثير وهو ما يعني تدهور مستوى المعيشة واتساع دائرة الفقر‪.‬‬
‫كما ينتشر في سورية ما يسمى باقتصاد الظل الذي يضيع من ‪ 20‬إلى‪ 11‬بالمائة من قيمة الناتج المحلي ‪،‬‬
‫ويعزو الفارق الكبير في النسبة إلى غياب أي مصدر رسمي أو غيره موثوق به قام بدراسته وهذا يؤدي إلى‬
‫التهرب الضريبي وضياع الكثير من األموال‪.‬‬

‫لذلك يجب على النظام الضريبي االنسجام مع النظام االقتصادي السائد في الدولة من خالل السياسة‬
‫الضريبية والتشريعات الضريبية حيث أن النظام الضريبي السوري لم يحقق هذا االنسجام إال في فترة‬
‫السبعينات‪ ،‬أما فيما بعد فلم يتحقق هذا االنسجام وقد ظهر واضحا أن اإلعفاءات الضريبية لم تشجع على‬
‫البد من تصحيح هذه العالقة واخضاع‬
‫زيادة االستثمار وأن تعديل التشريعات الضريبية لم يغير الكثير‪ .‬لذلك ّ‬
‫النظام الضريبي للنظام االقتصادي وتطوراته‪.‬‬

‫الواقع االجتماعي‪:‬‬
‫تتميز سورية بارتفاع نسبة التعليم بين سكانها‪ ،‬إضافة إلى خروج نسبة كبيرة جد ا من النساء للعمل‬
‫في المصالح الحكومية والقطاع الخاص والمصارف وغيرها وتبوئها أعلى المناصب في الدولة‪ ،‬وبالرغم من‬
‫ذلك ال تزال سورية تعاني من ضعف الوعي الضريبي بين المواطنين‪ ،‬وجهل المواطن بواجباته الضريبية‬
‫وحقوقه أيض ا‪ ،‬وسوء العالقة بين المكلف والمالية‪.‬‬

‫إن تأثر وتأثير الواقع السياسي واالقتصادي واالجتماعي بالنظام الضريبي يمكن تتبعها في هذا‬
‫البحث من خالل دراسة كل ضريبة من الضرائب المكونة للنظام الضريبي السوري في إطارها التشريعي والفني‬
‫واالقتصادي‪ ،‬مما يمكننا من استنتاج مختلف أشكال التأثيرات التي يمارسها النظام الضريبي السوري على واقع‬
‫أفراده ومدى فعالية هذا النظام في تحقيق أهدافه السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ولقد مر النظام الضريبي السوري بمراحل تطور متعددة بدأت منذ عام ‪ 9111‬حاول المشرع الضريبي تحقيق‬
‫أهداف متعددة مثل تطوير النظام الضريبي و إجراء إصالحات متعددة و كان آخرها المرحلة التي تبدأ من عام‬
‫‪ 1119‬و حتى الوقت الحاضر ‪ ،‬وأهم سمات هذه المرحلة صدور كم هائل من التشريعات الضريبية وبدء‬
‫خطوات تحول االقتصاد السوري إلى اقتصاد السوق االجتماعي ‪ ،‬تمثلت هذه المرحلة بإصدار العديد من‬
‫المراسيم والقوانين التشريعية وأهمها القانون رقم ‪ /11‬لعام ‪ ،1119‬وهو اآلن قانون الدخل ٍ‬
‫األساسي المعمول‬
‫به حالي ا‪ ،‬وتضمن تعديل الحد األدنى المعفى من ضرائب الدخل من ‪ 9111‬ل س بحيث أصبح ‪ 1111‬ل س‪،‬‬
‫وتخفيض الضرائب من الحد األعلى ‪ %61‬إلى ‪ %91‬و القانون رقم ‪ 11‬لعام‪ 1119‬المتعلق باالستعالم‬
‫الضريبي لمكافحة التهرب الضريبي و ال زال كل فترة يصدر مرسوم أو قانون جديد في الدولة لغاية الوقت‬
‫الحالي‪.‬‬

‫و كان الهدف األساسي في هذه المرحلة هو ‪ :‬إلغاء بعض الضرائب و الرسوم ألنها لم تعد مناسبة‬
‫للمرحلة الحالية ‪ ،‬إضافة إلى هدف تخفيض معدالت الضرائب و الرسوم حيث كان أعلى معدل يصل إلى ‪%11‬‬
‫خفض إلى ‪ %69‬ثم ‪ %91‬في ‪ 1111/9/9‬ثم إلى ‪ %11‬في ‪ 1111/9/9‬و تم تخفيض الرسوم و منها‬
‫الرسوم الجمركية فكان أعلى معدل رسم جمركي في سورية ‪ %111‬فيما اليوم أعلى معدل هو ‪ %61‬و أصبح‬
‫المعدل ‪ % 9141‬كما خفضت الرسوم الجمركية على المواد األولية و مستلزمات اإلنتاج إلى ‪ %9‬للمواد األولية‬
‫و يمكن أن تتصاعد إلى ‪ %1‬فقط بالنسبة لباقي المستلزمات النصف مصنعة أو المصنعة ‪.‬كما كان الهدف‬
‫أيضا تحقيق العدالة والموضوعية وتبسيط اإلجراءات الضريبية واستكمال التحضيرات و االستعدادات الالزمة‬
‫إلدخال ضريبة القيمة المضافة ‪.‬‬

‫إال أن تحقيق هذه األهداف لم يكن جيدا "فبالرغم من صدور هذه التشريعات والقوانين ما زال النظام‬
‫الضري بي السوري يعتمد على الضرائب النوعية دون توحيد لها‪ ،‬ويقوم على مجموعة من القوانين واألنظمة‬
‫القديمة‪ ،‬اتخذت في أوقات ومحطات زمنية متباعدة وعن مصادر فكرية مختلفة مما أفقدها الوحدة والتماسك‬
‫والتجانس‪ ،‬كما أنها جميعا تعود إلى أصول فقهية واتجاهات مالية متراجعة لم تعد قائمة وكتبت بصياغات‬
‫ضعيفة مفككة تفسح المجال لتفسيرات أو تأويالت متباينة وتساعد على التهرب الضريبي مما جعلها تفقد‬
‫فعاليتها واستجابتها للحاجات واألغراض المالية الحديثة وال تواكب التغيرات التي طرأت على االقتصاد السوري‬
‫والتطورات االقتصادية العالمية"‪.11‬‬

‫تماما والسؤال اآلن‪ :‬هل استطاع النظام الضريبي السوري أن يتطور مع تطور النظام االقتصادي‬
‫ويتأثر باختالف الوقائع االقتصادية؟ أم أن التعديالت التي طرأت على التشريع الضريبي في سورية لم تكن‬
‫متالئمة مع التطورات والوقائع الجارية لتساهم في إصالح ضريبي يتماشى مع التطور االقتصادي‬
‫واالجتماعي؟ و هل الواقع الحالي لهذا النظام الضريبي مالئم لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة في‬
‫سورية ‪.‬‬

‫إن اإلجابة عن هذه التساؤالت لن تعطي مضمونها الحقيقي إال من خالل الدراسة التحليلية للنظام‬
‫الضريبي السوري واإلطارات التشريعية الناظمة له‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -‬د نجمة‪ ،‬الياس‪ ،‬محا ضرة بعنوان السياسة المالية في سورية‪ ،‬ألقيت في ندوة الثالثاء االقتصادية في المركز الثقافي العربي في‬
‫المزه بتاريخ ‪. 2003/9/23‬‬

‫‪13‬‬
‫ثانيا ‪ :‬بنية النظام الضريبي السوري‪:‬‬
‫يتألف النظام الضريبي السوري المطبق حاليا (كما هو معتمد في الموازنة العامة للقطر) من‬
‫الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة‪ ،‬وان تقسيم الضرائب هذا يعتبر تقسيما غير واضح وذلك ألن‬
‫التمييز بين هذين النوعين فسر باألساس بأكثر من تفسير وال يوجد خط واضح يفصل بين هذه التفسيرات‬
‫والمعايير‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫اعترض عند تحليله للنظام الضريبي السوري في عام ‪9161‬‬ ‫كما أن الخبير البريطاني ستاوت‬
‫على طريقة تصنيف الضرائب حيث يقول‪" :‬إن تصنيف الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة يجعل اإلنسان‬
‫يعتقد أن الضرائب الواقعة تحت فئة مباشرة هي بالضرورة متصلة بالمقدرة على الدفع وأنها ال تنتقل ألناس‬
‫آخرين‪ ،‬إن هذه ليست الحالة بالنسبة لضريبة األرباح أو التمتع وأكثر من هذا فإن ضريبتين من هذه الضرائب‬
‫المشمولة ضمن فئة مباشرة ال تتغير مع الدخل وانما مع قرارات اإلنفاق (ضريبة السيارات وضريبة التلفزيون)‬
‫ومن جهة أخرى فإن الضرائب غير المباشرة تشمل ضرائب كضريبة اإلنتاج الزراعي وتصدير القطن‪ ،‬التي بما‬
‫يخص التصدير على األقل يجب أن يتحملها أصحاب األرض والمزارعون من دخولهم وال يمكن نقلها أماما إلى‬
‫المستهلكين كما أن مدى امتصاص الضريبة أو انعكاسها ال يمكن تحديده إذا لم يتم فحص حاالت العرض‬
‫والطلب في السوق وال شيء يمكن قوله كحقيقة مسلم بها في هذا الخصوص"‪.‬‬

‫لذا ومن أجل دراسة تقسيمات النظام الضريبي السوري يفضل األخذ بالمفهوم االقتصادي للتقسيم‬
‫وهو معيار مطرح الضريبة وأثره على الحياة االقتصادية واالجتماعية وبذلك يمكن تقسيم الضرائب كمايلي‪:‬‬

‫الضرائب على الدخل‪ :‬وتضم ضرائب دخل العمل ورأس المال (ضريبة دخل المهن والحرف‬ ‫‪‬‬
‫الصناعية والتجارية وغير التجارية) ‪ -‬ضرائب دخل العمل (ضريبة الرواتب واألجور) ‪ -‬ضرائب‬
‫دخل رأس المال (ضريبة ريع رؤوس األموال المتداولة ‪ -‬ضربة ريع العقا ارت)‪.‬‬

‫الضرائب على اإلنفاق‪ :‬وتضم رسم اإلنفاق االستهالكي ‪ -‬ضرائب جمركية ‪ -‬رسم الطابع المالي‬ ‫‪‬‬
‫والرسوم األخرى‪.‬‬

‫الضرائب على الثروة ورأس المال‪ :‬وتضم رسوم االنتقال على التركات والوصايا والهبات ‪ -‬ضريبة‬ ‫‪‬‬
‫العرصات والرسوم العقارية ورسوم السيارات وضريبة المواشي‪.‬‬

‫‪ -9‬الض ارئب على الدخل‪:‬‬


‫يقوم النظام الضريبي على مبدأين أساسيين هما‪:‬‬

‫‪ -9‬أن الضريبة ال تدفع إال من الفائض االقتصادي‪ ،‬والفائض االقتصادي هو الفرق بين الدخل الحقيقي‬
‫والنفقات الضرورية لمعيشة اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -1‬أن الضريبة تؤخذ وفقا للقدرة التكليفية للمواطن‪ ،‬وهذا ال يتحقق إال إذا طبق نوع من التصاعدية في‬
‫ضريبة اإليراد العام‪.13‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬دافيد ستاوت‪ ،‬تقرير مبدئي للخبير البريطاني عن الوضع الضريبي السوري‪ .‬ص ‪ ،17‬ريم جودت يعقوب آغا‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪-‬د نجمة ‪ .‬الياس – اإلصالح المالي – صحيفة تشرين – ‪ 1‬آب ‪. 2007‬‬

‫‪11‬‬
‫والضرائب على الدخل تعتمد أصالا على المقدرة التكليفية للمكلف ألنها تتناول الدخل الذي يحققه‪،‬‬
‫وتؤثر في إعادة توزيع الدخل القومي من خالل تحقيق اقتطاعات أكبر من الدخول المرتفعة واقتطاعات أقل‬
‫من الدخول المتوسطة والمنخفضة‪ .‬لذلك سوف نعمد إلى تحليل ضرائب الدخل في سورية لمعرفة درجة‬
‫اعتماد المشرع على هذين المبدأين‪.‬‬

‫ضرائب الدخل الناتج عن العمل ورأس المال‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ ‬الضريبة على أرباح المهن والحرف الصناعية والتجارية وغير التجارية‪:‬‬
‫تتناول هذه الضريبة األرباح التي يشترك فيها العمل ورأس المال معا دون التمييز بين نسبة مشاركة‬
‫هذين العاملين‪ ،‬وقد اعتبر قانون ضريبة الدخل في الجمهورية العربية السورية هذه الضريبة بمثابة‬
‫ضريبة القانون العام بالنسبة لباقي الضرائب النوعية إذ حددت المادة ‪ /1/‬منه سريان هذه الضريبة‬
‫على مصادر الدخل غير الخاضعة لضريبة دخل أخرى‪ .14‬وتخضع هذه الضريبة لمبادئ أساسية‬
‫هي‪ :‬اإلقليمية (المكانية) والشخصية والسنوية‪ .‬وفرضت هذه الضريبة بموجب المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ /11/‬لعام ‪ 9111‬وهي تخضع اآلن للقانون رقم ‪ 11‬لعام ‪ 1119‬وتعديالته‪ ،‬ويميز المشرع السوري‬
‫فيما يتعلق بضريبة األرباح بين فئة مكلفي األرباح الحقيقية وفئة مكلفي الدخل المقطوع‪.‬‬

‫أ‪ -‬ضريبة دخل األرباح الحقيقية‪ :‬تفرض هذه الضريبة على األرباح الناشئة عن ممارسة المهن‬
‫والحرف الصناعية والتجارية وغير التجارية وسائر األعمال التجارية وان كانت عارضة ومصادر‬
‫الدخل األخرى غير الخاضعة لضريبة دخل أخرى وال لضريبة ريع العقارات والعرصات‪ ،‬وقد حددت‬
‫المادة ‪ /1/‬من قانون ضريبة الدخل رقم ‪ /11/‬لعام ‪ 1119‬وتعديالته المكلفين الخاضعين لهذه‬
‫الضريبة‪:‬‬

‫‪ -9‬مؤسسات القطاع العام وشركاته ومنشآته على اختالف أنواعها‪.‬‬


‫‪ -1‬المؤسسات المالية بما فيها المصارف وأعمال الصرافة وشركات التأمين واعادة التأمين ومؤسسات‬
‫التوفير‪.‬‬
‫‪ -9‬الشركات المساهمة والشركات ذات المسؤولية المحدودة مهما يكن نوعها وغايتها*‪.15‬‬
‫‪ -1‬المؤسسات التجارية والصناعية التابعة لمنشآت خارج سورية والمنشآت التجارية والصناعية التي‬
‫تنتسب إليها مؤسسات كائنة خارج الجمهورية العربية السورية‪.‬‬
‫‪ -1‬المنشآت التجارية والصناعية التي لها فرع على األقل في غير الوحدة اإلدارية التي تعمل فيها‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫وتجارة الجملة والوسطاء بالعمولة عدا السماسرة العاديين ويعد تاجر نصف‬ ‫‪ -6‬تجارة االستيراد والتصدير‬
‫الجملة كتاجر الجملة إذا كان بيع الجملة هو األغلب على فعاليته‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬د السيوفي‪ ،‬قحطان‪ :‬السياسة المالية في سورية (أدواتها ودورها االقتصادي)‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪،2001 ،‬ص ‪.117‬‬
‫* ‪ - 51‬عدل هذا البند بموجب أحكام المادة ‪ /1/‬من القانون رقم ‪ /11/‬لعام ‪ 2005‬وأصبح كمايلي ‪:‬‬
‫الشرك ات المساهمة والشركات ذات المسؤولية المحدودة مهما يكن نوعها وغايتها باستثناء الشركات التي ينحصر نشاطها بالجامعات‬
‫والمدارس والمعاهد الخاصة بكافة مراحلها ورياض األطفال (والتي أصبحت خاضعة لضريبة الدخل المقطوع اعتباراً من‬
‫‪.)2006/1/1‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬يتم إصدار قرار وزاري كل سنة ابتداء من عام ‪ 2007‬باعتبار السلفة المدفوعة في الجمارك ضريبة نهائية عن المستوردات‬
‫وآخرها كان القرار الوزاري رقم ‪ 2011‬تاريخ ‪ 2010/9/16‬باعتبار السلفة ضريبة نهائية‪ ،‬ثم تبعه القرار رقم تاريخ الذي يحدد‬
‫اعتبار السلفة ضريبة نهائية للمستوردات التي تقل عن ‪ 50‬ملي ون ليرة سورية أما ما يزيد عن ذلك فيكلف ضريبيا كما كان معمول به‬
‫سابقاً‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -1‬وكالء المعامل الوطنية واألجنبية والوكاالت الممثلة لمنشآت وشركات أجنبية ووطنية‪.‬‬
‫‪ -1‬تجارة العقارات المبنية وغير المبنية وأعمال التعهدات‪.17‬‬
‫‪ -1‬المخلصون الجمركيون‪.‬‬
‫‪ -91‬محطات بيع الوقود والمواد المشتعلة‪.‬‬
‫‪ -99‬بيع األدوات الطبية وأجهزة العيادات والمخابر‪.‬‬
‫‪ -91‬معامل صنع األدوية والمواد الكيماوية والعطورات ومستحضرات التجميل‪.‬‬
‫‪ -99‬معامل صنع الكحول‪.‬‬
‫‪ -91‬المنشآت الصناعية غير المعددة في الفقرات السابقة إذا تجاوز مجموع قيمة المنشآت واآلالت‬
‫المستخدمة فيها ألغراض العمل الصناعي مليوني ليرة سورية بموجب التقدير النافذ للضريبة على ريع‬
‫العقارات‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ولقد أخضعت للضريبة بموجب القانون ‪ /11/‬لعام ‪ 1119‬في حين كانت معفاة‬ ‫‪ -91‬المشافي الخاصة‬
‫مقابل العشر الصحي‪.‬‬
‫‪ -96‬دور السينما من الصنف األول بحسب تصنيف الدوائر المالية الستيفاء ضريبة المالهي ودور‬
‫الفنادق من المستوى الدولي والدرجات الممتازة واألولى والثانية والمطاعم من الدرجات الممتازة واألولى‬
‫والثانية بحسب تصنيف وزارة السياحة‪.19‬‬
‫‪ -91‬اإلنتاج الفني أفالم سينمائية مسلسالت تلفزيونية أفالم دعاية وما شابهها‪.‬‬
‫‪ -91‬موزعو اإلنتاج الفني المستورد والمحلي‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -91‬المالهي من الدرجتين الممتازة واألولى بحسب تصنيفها من قبل وزارة السياحة ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -11‬مستثمرو مدن المالهي والمشاهد العامة ومستثمرو الفرق الرياضية واستعراضات السيرك ‪.‬‬
‫‪ -19‬منشآت المبيت السياحية من المستوى الدولي والدرجات الممتازة واألولى والثانية وما يتبع لها من‬
‫مطاعم وشاليهات وكازينوهات والمسابح البحرية المستقلة من المستوى الدولي والدرجات الممتازة‬
‫واألولى‪.‬‬
‫‪ -11‬المكاتب السياحية‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -19‬مكاتب تدقيق الحسابات والمحاسبين القانونيين ‪.‬‬
‫‪ -11‬مكاتب الدراسات المالية واالقتصادية ‪.23‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬أخضعت العقارات المبنية وغير المبنية ألحكام القانون رقم ‪ /11/‬تاريخ ‪ 2005/12/26‬الذي أصبح ناظما لتجارة العقارات‬
‫المبنية و غير المبنية من تاريخ ‪ 2006/1/1‬وكذلك تم إخضاع أعمال التعهدات ألحكام القانون ‪ 60‬لعام ‪ 2001‬بحيث تم استثناء أعمال‬
‫التعهدات من تطبيق ضريبة اإلرباح الحقيقة والرواتب واألجور وأصبحت تقتطع الضريبة في الجهة المتعاقد معها ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬حذف هذا البند بموجب أحكام المادة ‪ /7/‬من القانون رقم ‪ /11/‬لعام ‪( 2005‬والتي أصبحت خاضعة للدخل المقطوع) اعتبارا من‬
‫عام ‪ 2006‬وأعيدت مؤخرا للتكليف ضمن األرباح الحقيقية اعتبارا من عام ‪ 2010‬بموجب القرار الوزاري رقم ‪/151‬و تاريخ‬
‫‪.2009/1/2‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬عدل هذا البند بموجب أحكام المادة ‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ /51/‬لعام ‪ 2006‬وتم إلغاء دور السينما من الصنف األول‬
‫بحسب ت صنيف الدوائر المالية الستيفاء ضريبة المالهي‪ .‬وأصبحت دور السينما تخضع لضريبة الدخل المقطوع وصدر مؤخرا‬
‫المرسوم رقم تاريخ ‪ 2010‬القاضي بإعفاء‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬عدل هذا البند بموجب المادة ‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ /51/‬لعام ‪ 2006‬وأصبح‪ :‬خدمات المالهي من جميع الدرجات‬
‫حسب تصنيف وزارة السياحة اعتبارا من ‪.2007/1/1‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬عدل بموجب المادة ‪ /1/‬من المرسوم رقم ‪ /51/‬لعام ‪ 2006‬حيث تم إلغاء عبارة المشاهد العامة ليصبح البند على الشكل التالي ‪:‬‬
‫مستثمرو مدن المالهي ومستثمرو الفرق الرياضية واستعراضات السيرك ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬عدلت بموجب المادة ‪ /1/‬من المرسوم ‪ /51/‬لعام ‪ 2006‬حيث تم إضافة كلمة شركات وأصبحت شركات ومكاتب تدقيق‬
‫الحسابات والمحاسبين القانونيين ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -11‬المشاورون في األمور المالية والمحاسبية‪.‬‬
‫‪ -16‬ممارسو مهنتي الخدمات البحرية وتموين السفن والبواخر‪.24‬‬
‫‪ -11‬مكاتب السفريات التي تستخدم سيارات البولمان السياحية‪.25‬‬
‫‪ -11‬مهنة تأجير واعادة تأجير المنشآت الصناعية والتجارية والحرفية والمهنية وبعض أصولها‪.26‬‬
‫‪ -11‬منشآت المباقر والمداجن‪.27‬‬
‫‪ -91‬مكاتب نقل البضائع ‪.28‬‬
‫‪ -99‬الوحدات المهنية الجامعية الرئيسية‪.29‬‬
‫‪ -91‬الجامعات والمدارس والمعاهد الخاصة بكافة مراحلها ورياض األطفال‪.30‬‬
‫‪ -99‬كل مكلف يقرر تكليفه بالضريبة على األرباح الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -91‬شركات ومشاريع النقل المشمولة بأحكام قانون االستثمار رقم ‪ /91/‬لعام ‪ 9119‬وتعديالته‪ ،‬ويعتبر‬
‫هذه المشاريع وحدة مستقلة بالتكليف وليس اآللية الواحدة وتكلف عن مجمل نشاط المشروع مع مراعاة‬
‫اإلعفاءات المنصوص عليها في القانون المذكور‪.31‬‬
‫‪ -91‬مؤسسات النقل الجوي والبحري‪.32‬‬
‫‪ -96‬المكلفون الذين تم اعتبارهم من كبار المكلفين‪،‬حيث تم إحداث قسم خاص لكبار المكلفين لمعالجة‬
‫تكاليفهم وقد حددت معايير للتسجيل في هذا القسم بموجب قرار وزير المالية رقم ‪ /1191/‬تاريخ‬
‫‪ 1116/91/1‬المتضمن أنه يتوجب خضوع المكلف الذي يبلغ رقم عمله السنوي مبلغ سبعون مليون‬
‫ليرة سورية أو تبلغ أرباحه السنوية الصافية مبلغ خمسة ماليين ليرة سورية بموجب تكليفه بضريبة‬
‫دخل األرباح الحقيقية أو الدخل المقطوع‪.33‬‬
‫‪ -91‬مكاتب وشركات تداول األوراق المالية وهي المكاتب التي تمارس مهنة الوساطة بتداول األسهم‬
‫وتجدر اإلشارة أن أرباح تداول األسهم لمقتنيها ال تخضع للضريبة أما أرباح المكاتب فتخضع لها‪.34‬‬

‫اإلعفاءات من هذه الضريبة‪:‬‬

‫‪ -9‬اإلعفاءات الواردة بقانون ضريبة الدخل رقم ‪ 11‬لعام ‪.1119‬‬


‫‪ -1‬اإلعفاءات الواردة بموجب نصوص خاصة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -‬عدل بموجب أحكام المادة ‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ /51/‬لعام ‪ 2006‬حيث تم إضافة كلمة (وشركات) وأصبح البند على‬
‫النحو التالي‪ :‬مكاتب وشركات الدراسات المالية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬عدل أسمها بموجب أحكام المادة ‪ /6/‬من القانون رقم ‪ /60/‬لعام ‪ 2001‬وأصبح على الشكل التالي‪ :‬ممارسو مهن الخدمات الجوية‬
‫والبحرية وتموينها‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬حذف هذا البند بموجب أحكام المادة ‪ /7/‬من القانون رقم ‪ /11/‬لعام ‪ 2005‬وأخضع لضريبة الدخل المقطوع ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬عدلت بموجب المادة ‪ /5/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ /52/‬لعام ‪ 2006‬وأخضعت العقارات غير السكنية المؤجرة للسوريين‬
‫وغير السوريين لنسبة موحدة بواقع ‪ /%5/‬من بدل اإليجار اعتبارا من ‪.2007/1/1‬‬
‫‪ -‬حذف هذا البند بموجب أحكام المادة ‪ /7/‬من القانون رقم ‪ /11/‬لعام ‪ 2005‬وأخضع لضريبة الدخل المقطوع اعتباراً من‬
‫‪27‬‬

‫‪.2006/1/1‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬عدلت بموجب أحكام المادة ‪ /1/‬من القانون رقم ‪ /11/‬لعام ‪ 2005‬وأصبحت مكاتب الشحن الخارجي‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬عدلت بموجب المادة ‪ /6/‬من القانون رقم ‪ /60/‬لعام ‪ 2001‬وأصبحت ‪ :‬الوحدات المهنية الجامعية ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -‬ألغي هذا البند بموجب أحكام المادة ‪ /7/‬من القانون رقم ‪ /11/‬لعام ‪ 2005‬و أخضع لضريبة الدخل المقطوع‪ ،‬أما مهنة الجامعات‬
‫الخاصة أعيدت للتكليف في األرباح الحقيقية ابتداء من عام ‪ 2010‬و ذلك بموجب القرار الوزاري رقم ‪/151‬و تاريخ ‪. 2009/1/2‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬تم إضافة هذا البند بموجب أحكام المادة ‪ /5/‬من القانون رقم ‪ /60/‬لعام ‪.2001‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬تم إضافة هذا البند بموجب أحكام المادة ‪ /5/‬من القانون رقم ‪ /60/‬لعام ‪.2001‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ -‬تم إضافة هذا البند بموجب أحكام المادة ‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ /51/‬لعام ‪. 2006‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ -‬تم إضافة هذا البند بموجب أحكام المادة ‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ /51/‬لعام ‪.2006‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -9‬اإلعفاءات الواردة بقانون ضريبة الدخل رقم ‪ 11‬لعام ‪:351119‬‬

‫أ ‪ -‬جمعيات االستهالك واالستثمار التعاونية التي ينحصر عملها بجمع طلبات مشتركيها وتوزيع‬
‫المواد والحاصالت والبضائع المطلوبة في مستودعاتها‪.‬‬

‫‪ -9‬المستثمرون الزراعيون الذين يجمعون ويبيعون المحاصيل والثمار الناتجة عن أرض يملكونها أو‬
‫يستثمرونها ويتناول هذا اإلعفاء أيضا الحيوانات التي يرعونها أو يربونها أو يعلفونها في تلك‬
‫األراضي‪.‬‬
‫‪ -1‬إعفاء مستثمرو اآلليات الزراعية وأضيف هذا البند بموجب المادة رقم ‪ 11‬من المرسوم التشريعي‬
‫رقم ‪ 19‬تاريخ ‪.1116/91/9‬‬
‫‪ -1‬الجمعيات التعاونية الزراعية التي ينحصر عملها باستالم حاصالت مشتركيها وتحويلها وبيعها وال‬
‫يتناول هذا اإلعفاء سوى األعمال الداخلة عادة في االستثمار الزراعي والتي ال تخضع للضريبة‬
‫سوى األعمال الداخلة عادة في االستثمار الزراعي والتي ال تخضع للضريبة ذا مارسها ضمن‬
‫الشروط نفسها أعضاء الجمعية منفردين‪.‬‬
‫‪ -6‬الجمعيات التعاونية الزراعية لشراء اآلالت واألدوات الزراعية واستثمارها في أراضي األعضاء وال‬
‫يتناول هذا اإلعفاء األرباح الناجمة عن استثمار اآلالت واألدوات في غير األراضي التي يستثمرها‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫‪ -1‬األشخاص الذين يمارسون أحد األعمال التالية‪ :‬التأليف – العزف – التلحين – الرسم باليد – نحت‬
‫التماثيل‪.‬‬
‫‪ -1‬دور الحضانة‪.‬‬
‫‪ -1‬معاهد ودور مؤسسات ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬
‫‪ % 11 -91‬من األرباح السنوية الصافية لنشاط النقل الجوي والبحري ويشترط في منح هذا اإلعفاء إلى‬
‫األشخاص غير السوريين توفر شرط المعاملة بالمثل‪.36‬‬
‫‪ % 11 -99‬من األرباح السنوية الصافية لمنشآت المباقر والمداجن ألغي هذا البند بموجب أحكام المادة‬
‫‪ 1‬من القانون من القانون رقم ‪ 19‬تاريخ ‪ 1111/99/16‬وتطبق اعتبا ار من تاريخ ‪1116/9/9‬‬
‫وأخضعت لضريبة الدخل المقطوع اعتبا ار من ‪.1116/9/9‬‬
‫‪ -91‬الصادرات السورية المنشأ من المنتجات الزراعية – الصناعية االستخراجية وكذلك عمليات‬
‫اإلدخال المؤقت من أجل التصنيع واعادة التصدير بموجب أحكام المادة ‪ 9‬من المرسوم التشريعي‬
‫رقم ‪ 91‬تاريخ ‪ 1119/1/9‬وذلك اعتبا ار من تاريخ ‪.1119/1/9‬‬
‫‪ -99‬جميع النشاطات القائمة في المناطق واألسواق الحرة وذلك بموجب أحكام المادة ‪ 16‬من نظام‬
‫استثمار المناطق الحرة المصدق بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬تاريخ ‪.371119/9/11‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -‬قانون الدخل رقم ‪ 21‬لعام ‪ 2003‬المادة رقم ‪./1/‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -‬عدل هذا البند بموجب أحكام المادة رقم ‪ /9/‬الفقرة أ من القانون رقم ‪ 11‬لعام ‪ 2005‬وأصبح كالتالي‪ :‬إعفاء نشاط النقل الجوي‬
‫والبحري إعفاء كامال و يشترط في منح اإلعفاء إلى األشخاص غير السوريين توفر شرط المعاملة بالمثل ‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 76‬من المرسوم رقم ‪ 10‬لعام ‪ 2003‬على إعفاء جميع النشاطات القائمة داخل المناطق واألسواق الحرة وفقا لنظامها‬
‫وكذلك الوثائق المتعلقة بهذه النشاطات من كافة الضرائب والرسوم والسيما ضرائب الدخل على األرباح والرواتب واألجور وكافة‬
‫الضرائب األخرى النافذة في القطر وكذلك الرسوم كرسم الطابع المالي والرسوم الجمركية وغيرها إال إذا أعدت الوثائق المتعلقة‬

‫‪11‬‬
‫‪ -91‬إعفاء معرض دمشق الدولي بموجب المادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ 11‬لعام ‪ 9111‬والمعدلة بموجب‬
‫المرسوم ‪ 191‬تاريخ ‪.389169/91/99‬‬
‫‪ -91‬حسم خاص لمن يقومون بتشغيل المعوقين‪.39‬‬

‫كما تم إنهاء العمل ببعض اإلعفاءات من الرسوم الجمركية المنصوص عنها بالقانون رقم ‪ 91‬لعام‬
‫‪ 9119‬وتعديالته والمرسوم ‪ 919‬لعام ‪ 9111‬الخاص باإلعفاءات الصناعية وقرار المجلس األعلى للسياحة‬
‫‪ 916‬لعام ‪ 9111‬وتعديالته‪ .‬إضافة إلى صدور قانون االستثمار الجديد رقم ‪ 1‬لعام ‪ 1111‬حيث نصت المادة‬
‫‪ 1‬منه على إعفاء الموجودات المستوردة لمشروع االستثمار من الرسوم الجمركية كالمعدات واآلالت‬
‫والتجهيزات ووسائط النقل الخدمية شريطة استخدامها ألغراض المشروع‪.‬‬

‫وكذلك تم إنهاء العمل باإلعفاء من ضريبة الدخل المنصوص عليها بالقانون ‪ 91‬لعام ‪9119‬‬
‫وتعديالته والمرسوم ‪ 919‬لعام ‪ 9111‬وتعديالته والمادة الخامسة من قرار المجلس األعلى للسياحة رقم ‪916‬‬
‫لعام ‪ 9111‬وتعديالته التي كانت تنص على أن يعفى من ضريبة دخل األرباح بنسبة ‪ %11‬من األرباح‬
‫السنوية الصافية الخاضعة للضريبة والناشئة عن استثمار المنشآت السياحية المحددة في قرار المجلس‬
‫األعلى للسياحة‪.‬‬

‫بالنسبة إلعفاء المشافي الخاصة فلقد كانت معفاة بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪9111‬‬
‫مقابل العشر الصحي‪ ،‬ثم أخضعت للضريبة بموجب القانون رقم ‪ 11‬لعام ‪ 1119‬حيث أصبحت خاضعة‬
‫للتكليف بضريبة الدخل وضريبة ريع العقارات والعرصات بعد مضي سنتين من تاريخ بدء استثمارها‪ .‬وبعد‬
‫صدور القانون ‪ 19‬لعام ‪ 1111‬تم إلغاء إعفاء المشافي الخاصة وأصبحت تخضع لضريبة الدخل المقطوع‬
‫وضريبة ريع العقارات والعرصات اعتبا ار من تاريخ بدء استثمارها‪ .‬ومن ثم أعيدت للتكليف في فئة األرباح‬
‫الحقيقية اعتبا ار من عام ‪ 1191‬كما أوردنا سابقا‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلعفاءات الواردة بموجب تعليمات الحقة‪:‬‬


‫منح حسم ضريبي مقداره درجتان إضافة لما هو منصوص عليه بالفقرات (أ و ب و ج) من المادة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1‬من المرسوم التشريعي لرقم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬لكل من المشاريع الصناعية المشملة بموجب أحكام‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 1‬لعام ‪ 1111‬في المدن الصناعية (حسياء ودير الزور)‪ ،‬أما باقي‬
‫المشاريع الصناعية األخرى المرخصة وفقا لهذا المرسوم فتمنح الحسم الضريبي وفقا ألسس محددة‬
‫واردة بنص القرار‪.40‬‬

‫بالنشاط ضمن المناطق الحرة لتبرز أمام السلطات المحلية الرسمية والزال اإلعفاء ساريا لعدم إلغائه بموجب قانون الدخل رقم ‪21‬‬
‫لعام ‪.2003‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬تنص المادة على مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تعفى جميع الضرائب والرسوم المالية والبلدية وغيرها من التكاليف‪.‬‬
‫‪ -‬مدن المالهي وجميع الحفالت الفنية الراقصة – التمثيلية – السينمائية – الرياضية – الغنائية – الحفالت الشعبية – عرض األزياء‬
‫عن مدة استثمارها خالل فترة إقامة المعرض‪.‬‬
‫‪ -‬يعفى العارضون من جميع ضرائب التمتع وريع العقارات والدخل وكافة الرسوم البلدية على اختالف أنواعها التي تترتب على‬
‫منشآت العارضين ومبيعاتهم المسلمة ضمن مدينة المعرض وأرباحهم منها‪ ،‬ويعفى البائعون في مدينته خالل مدة إقامته من ضرائب‬
‫الدخل والتمتع ورسم الحراسة ورسوم البلدية عن أعمالهم في مدينة المعارض ‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ /9/‬من القانون رقم ‪ 31‬تاريخ ‪. 2001/7/11‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬القرار الوزاري رقم ‪ 129‬تاريخ ‪ / 2007/12/13‬رئاسة مجلس الوزراء ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اعتبار الجمعيات الخيرية ليست من الجهات المعددة بالقانون ‪ 61‬لعام ‪ 1111‬وبالتالي ليست ملزمة‬ ‫‪-‬‬
‫باقتطاع الضرائب على المتعاملين معها‪.41‬‬
‫إعفاء من ضريبة دخل األرباح الحقيقية المشاريع التي يتم تشميلها وفق ا المراسيم التشريعية (رقم‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1‬لعام ‪ 1111‬وقانون رقم ‪ 91‬لعام ‪ 1111‬المتعلق بالتطوير واالستثمار العقاري وقرار المجلس‬
‫األعلى للسياحة رقم ‪ 916‬لعام ‪ 9111‬بعد نفاذ المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬تاريخ ‪،1111/1/91‬‬
‫والمقامة في محافظات دير الزور والحسكة والرقة لمدة عشر سنوات من تاريخ بدء االستثمار بما‬
‫في ذلك مشاريع النقل الداخلي فقط‪.42‬‬
‫إعفاء الشركات الهندسية االستشارية المحدثة وفق القرار رقم ‪ 99‬تاريخ ‪ 1111/1/1‬حسم ضريبي‬ ‫‪-‬‬
‫قدره درجتان من معدالت الضريبة المحددة بموجب المادة ‪ 96‬من القانون ‪ 11‬لعام ‪ 1119‬والمعدلة‬
‫بالمرسوم رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬لمدة خمس سنوات من تاريخ إنشائها‪.43‬‬
‫االستثناء من استيفاء سلفه على ضريبة الدخل من قبل األمانات الجمركية وتشمل المستوردين من‬ ‫‪-‬‬
‫فئة المشاريع المشمولة بقانون االستثمار رقم ‪ 91‬لعام ‪ 9119‬وتعديالته والمؤسسات الصناعية‬
‫المشمولة بأحكام المرسوم ‪ 919‬لعام ‪ 9111‬خالل فترة اإلعفاء والمنشآت السياحية المشمولة‬
‫بأحكام القرار ‪ 916‬لعام ‪ 9111‬واآلالت الصناعية المستوردة لصالح المنشآت الصناعية المرخصة‬
‫أصوال والشركات المساهمة التي طرحت أكثر من ‪ %11‬من أسهمها على االكتتاب العام‬
‫والمستوردون الذين يستوردون مواد لصالح العقود المبرمة مع القطاع العام والتعاوني والمشترك‬
‫والشركات األجنبية‪.44‬‬
‫‪ -9‬اإلعفاءات الواردة بنصوص خاصة‪:45‬‬
‫وهي عبارة عن إعفاءات صادرة بمراسيم تشريعية قديمة بدءا من عام ‪ 9119‬وتخص المنظمات‬
‫الدولية والبعثات السورية والدبلوماسية والجيش والجوامع والكنائس وبعض اإلعالنات والخط‬
‫الحديدي الحجازي والجمعيات التعاونية وشركة الطيران السورية ومشروع سد الفرات والمساكن‬
‫الشعبية والهبات والتبرعات الواردة إلى القطر والحاصالت الزراعية المصدرة للجيش العراقي المرابط‬
‫في األردن والتبرعات والمستوردات الجارية لمصلحة المتضررين بالكوارث واالتحاد النسائي والمقاومة‬
‫الفلسطينية وحزب البعث والمنظمات الشعبية ومصرف سورية المركزي وصندوق الدين العام‬
‫وصندوق البلديات وأندية الطيران الشراعي والبلديات ومصلحة مياه الفيجة والمؤسسة العامة للتامين‬
‫والمعاشات والهيئة العامة لتنفيذ المشاريع الصناعية والمؤسسة االجتماعية العسكرية والصناديق‬
‫التعاونية والودائع المصرفية وشهادات االستثمار والمؤسسة العربية لضمان االستثمار ومستشفى‬
‫األطفال بدمشق والمهرجانات الفنية وأموال اتحاد الجمهوريات العربية والجمعيات الفالحية والخيرية‬
‫وفندق الميريديان والشيراتون ‪.....‬إلخ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ 2563‬تاريخ ‪.2010/12/26‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ -‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 51‬لعام ‪. 2009‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪/12‬م و تاريخ ‪. 2009/2/2‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ -‬القرار رقم ‪ 2226‬تاريخ ‪ 2005/1/27‬المعدل بالقرار ‪ 1036‬تاريخ ‪. 2001/3/6‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -‬رجال عبد الحليم – االتجاهات الجديدة في النظام الضريبي السوري – رسالة ماجستير في االقتصاد إشراف الدكتور الياس‬
‫نجمة جامعة دمشق – كلية االقتصاد ‪ 2009‬ص ‪. 16-15‬‬

‫‪20‬‬
‫ويمكننا من خالل ما تقدم أن نالحظ أن هذه اإلعفاءات تخل بمبدأ العدالة الضريبية والتوزيع العادل‬
‫للعبء الضريبي‪ ،‬فهي سخية وكبيرة ألصحاب الدخول الكبيرة ولم تستخدم كأداة في توجيه‬
‫المستثمرين نحو االستثمارات طويلة األجل التي تزيد من الناتج القومي وتؤدي إلى تقوية البنية‬
‫اإلنتاجية لالقتصاد الوطني بل أدت إلى اتجاه االستثمارات نحو قطاع الخدمات والمضاربات وفوتت‬
‫على الخزينة العامة موارد كبيرة منذ عام ‪ 9119‬وحتى اآلن‪ ،‬كما لجأت مختلف اإلدارات والو ازرات‬
‫لدينا وألسباب مبررة أحيانا وغير مقنعة أحيانا أخرى إلى إعداد تشريعات أجازت منح إعفاءات‬
‫ضريبية متنوعة بحجة تشجيع النشاط االستثماري‪ ،‬وقد اتسعت هذه اإلعفاءات والتي استفاد منها‬
‫بشكل أساسي الفئات الميسورة لتغطي أكثر من ‪ %11‬من الناتج المحلي اإلجمالي (إذا استبعدنا منه‬
‫مداخيل الرسوم) وان هذه اإلعفاءات تشكل خرقا لمبدأ المساواة بين المواطنين وبالتالي ألقت على‬
‫كاهل المواطنين والنشاطات التي ال تستفيد من هذه اإلعفاءات عبء التكليف الضريبي بكامله مما‬
‫جعل اإلحصاءات التي تتكلم عن العبء الضريبي في بلدنا المقدر ب ‪ %99‬من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي ذات داللة غير واقعية وأنها غير صحيحة على صعيد الواقع الفردي والقطاعي‪.46‬‬
‫وانها في الحقيقة تفوق ذلك بكثير على من لم تشملهم تلك اإلعفاءات علما بأن الواردات الضريبية‬
‫تأتي أكثرها من القطاع العام بينما ال يؤدي القطاع الخاص سوى جزء يسير ال يتناسب مع حجمه في‬
‫تكوين الناتج المحلي اإلجمالي وتجدر اإلشارة أنه رغم هذه اإلعفاءات الكبيرة فإن تشريعنا الضريبي‬
‫قد خلى تماما إال بنسبة ضئيلة وحاالت قليلة من اإلعفاءات الشخصية والعائلية واعفاءات الحد‬
‫األدنى من الدخل والتي تركز عليها جميع التشريعات الضريبية المعاصرة والعادلة‪ ،‬كما إن إعفاء‬
‫‪ 11111‬ل س من األرباح الواردة في المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 11‬لعام ‪ 1119‬قد اقترن شرط‬
‫االستفادة منه بجملة من الشروط شبه المستحيلة في التعليمات التنفيذية للقانون ‪ 11‬وهي خاضعة‬
‫لقناعة مراقب الدخل ولجان اإلدارة والفرض بمدى استحقاق المكلف لهذا اإلعفاء‪.‬‬
‫وان هذه اإلعفاءات الضريبية على الصعيد االقتصادي هي خروج عن القاعدة العامة في التكليف‬
‫ولقد وجدت لمساعدة ودعم األنشطة والمشاريع ذات الريعية والربحية الضعيفة أو تلك التي ال يرغب‬
‫المستثمرون القيام بها بسبب ضخامة األخطار أو صعوبات المكان‪.‬‬
‫إن اإلعفاء الضريبي في كثير من الحاالت قد منح للمشاريع ذات الريعية والربحية العالية‪ ،‬وكان‬
‫يشكل عامل تشجيع للقيام بها تعويضا عن فقدان الشروط الالزمة والضرورية لالستثمار والتي كنا‬
‫نستطيع إيجاد الحلول المالئمة لها بحيث يتم تشجيع االستثمار دون التفريط بحقوق الخزينة العامة‬
‫للدولة ودون اللجوء إلى اإلعفاء الضريبي إال وفق الحاجة‪ .‬والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا‬
‫المجال‪ :‬هل اإلعفاء الضريبي هو الشرط الكافي لقرار االستثمار؟ إذا كان األمر هكذا فلماذا نجد أن‬
‫االستثمارات العربية واألجنبية التي تدفقت إلى سورية بعد إصدار قانون تشجيع االستثمار رقم ‪91‬‬
‫لعام ‪ 9119‬رغم إعفائها من الضرائب كانت ضعيفة‪ ،‬في الوقت الذي تتحمل فيه هذه االستثمارات‬
‫ضرائب بنسب عالية في بلدان أخرى مثل فرنسا‪.47‬‬
‫إن اإلعفاءات الضريبية في سوريا أدت إلى سوء توزيع في الدخل القومي وأضرت بالطبقة‬
‫المتوسطة والفقيرة وضيعت موارد على الدولة ولم تحقق االستثمار المنشود وأن أسباب ضعف‬

‫‪46‬‬
‫‪ -‬د ‪ .‬نجمة‪ ،‬الياس‪ ،‬محاضرة بعنوان السياسة المالية في سوريا‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادية تاريخ ‪. 2003/9/23‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ -‬د نجمة ‪ ،‬الياس محاضرة بعنوان السياسة المالية في سوريا‪ ،‬مصدر سابق‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫االستثمار لدينا يتعلق بجملة من العوامل تتعلق باإلدارة والقضاء والبنى الهيكلية وتعقيدات التشريعات‬
‫الضريبية وليس وجود ضريبة أو عدم وجودها وغير ذلك من أسباب معروفة لدى الباحثين‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من أنه تم إلغاء بعض اإلعفاءات والسيما إعفاءات قانون االستثمار رقم ‪ 91‬لعام ‪ 9119‬وذلك‬
‫بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬والنافذ بتاريخ ‪ 1111/9/9‬إال أن هذا اإللغاء جاء‬
‫متأخ ار وان امتداد هذا اإلعفاء منذ عام ‪ 1111 – 9119‬فوت على الدولة موارد كبيرة وهي ال تنطلق‬
‫من مبدأ استخدام اإلعفاء من اجل توجيه االستثمارات الوجهة الصحيحة كأن تتجه االستثمارات إلى‬
‫القطاعات اإلنتاجية واالستثمارات طويلة األجل بل جاءت اإلعفاءات عامة وال تخدم عملية التنمية‬
‫المتوازنة على المستوى البعيد‪.‬‬

‫معدالت الضريبة‪:‬‬
‫تطرح الضريبة على األرباح الصافية بحسب النسب التالية وفقا للمادة ‪ 96‬من قانون ضريبة الدخل‬
‫رقم ‪ /11/‬لعام ‪ /1119/‬كمايلي‪:‬‬

‫‪ %91‬عن جزء الربح الصافي الواقع بين الحد األدنى المعفى وحتى ‪ 111111‬ل س‪.‬‬

‫‪ %91‬عن جزء من الربح الصافي الذي يتجاوز ‪ 111111‬ل س وحتى ‪ 111111‬ل س‪.‬‬

‫‪ %11‬عن جزء من الربح الصافي الذي يتجاوز ‪ 111111‬ل س وحتى ‪ 111111‬ل س‪.‬‬

‫‪ %19‬عن جزء الربح الصافي الذي يتجاوز ‪ 111111‬ل س وحتى ‪ 9111111‬ل س‪.‬‬

‫‪ %16‬عن جزء الربح الصافي الذي يتجاوز ‪ 9111111‬ل س وحتى ‪ 1111111‬ل س‪.‬‬

‫‪ %11‬عن جزء الربح الصافي الذي يتجاوز ‪ 1111111‬ل س وحتى ‪ 9111111‬ل س‪.‬‬

‫‪ %91‬عن جزء الربح الصافي الذي يتجاوز ‪ 9111111‬ل س‪.‬‬

‫ويعمل بهذه النسب للتكاليف الخاصة باألعوام ‪ 1111‬و‪ 1111‬و‪ ،1116‬ومن ثم تم تعديل هذه‬
‫المعدالت بموجب المادة ‪ 9‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ /19/‬لعام ‪ 1116‬الفقرة ‪/‬أ‪ /‬من المادة لتصبح شرائح‬
‫األرباح كمايلي‪:‬‬

‫‪ %91‬عن جزء الربح الصافي الواقع بين الحد األدنى المعفى وحتى ‪ 111111‬ل س‪.‬‬

‫‪ %91‬عن جزء من الربح الصافي الذي يتجاوز ‪ 111111‬ل س وحتى ‪ 111111‬ل س‪.‬‬

‫‪ %11‬عن جزء من الربح الصافي الذي يتجاوز ‪ 111111‬ل س وحتى ‪ 9111111‬ل س‪.‬‬

‫‪ %11‬عن جزء الربح الصافي الذي يتجاوز ‪ 9111111‬ل س وحتى ‪ 9111111‬ل س‪.‬‬

‫‪ %11‬عن جزء الربح الصافي الذي يتجاوز ‪ 9111111‬ل س‪.‬‬

‫ويعمل بهذه المعدالت فقط لتكاليف عام ‪ 1111‬وما بعد‪.‬‬

‫وبالمقارنة مع معدالت المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪ 9119‬وكيفية توزيع هذه المعدالت‪ .‬نالحظ‬
‫حجم التخفيض الكبير في نسب الضريبة السيما على األرباح التي تتجاوز ‪ 9111111‬ل س فما فوق وهذا‬

‫‪22‬‬
‫يعكس عدم عدالة هذه النسب التي جاءت لتعطي ميزات إضافية ألصحاب الدخول المرتفعة‪ .‬كما نالحظ من‬
‫خالل الشرائح والمعدالت الضريبية الواردة في القانون ‪ 11‬لعام ‪ 1119‬والمرسوم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬نجد انه كلما‬
‫ارتفع الربح زادت نسبة التخفيض للضريبة وكان يجب استخدام الضريبة واتباع نسب التصاعد الضريبي كأحد‬
‫أدوات السياسة المالية ل معالجة التضخم غيرها من المشكالت االقتصادية لما لذلك من أثر كبير على التنمية‬
‫االقتصادية باعتبار سورية تعاني من التضخم‪ ،‬وليس العمل على خفض النسب الضريبية بهذا الشكل الكبير‬
‫خصوصا على الدخول العالية‪ .‬وبدالا من أن يعالج النظام الضريبي مشكلة التضخم ويعيد التوازن إلى الحياة‬
‫االقتصادية يأتي ليزيد التفاوت الطبقي ويخل بمبدأ العدالة الضريبية وهذا غير مبرر اقتصادي ا وال اجتماعي ا‬
‫ويشكل عامل استرضاء ألصحاب الدخول الكبيرة‪.‬‬

‫معدالت الضريبة الصادرة بنصوص خاصة‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )9‬معدالت الضريبة الصادرة بنصوص خاصة‬

‫المادة‬ ‫المعدل‬ ‫الضريبة‬


‫المادة رقم ‪ /11/‬من القانون رقم ‪ 11‬تاريخ ‪1119/1/96‬‬ ‫ضريبة أرباح المصارف الخاصة‬
‫‪ %11‬وحيد‬
‫وهي شاملة للمجهود الحربي‪.‬‬
‫المادة ‪ /11/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬تاريخ‬ ‫ضريبة أرباح شركات التأمين‬
‫‪%1‬‬
‫‪ 1111/1/6‬دون إضافات عدا اإلدارة المحلية‪.‬‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪/19‬لعام ‪.1116‬‬ ‫شركات التأمين التي تزيد نسبة االكتتاب‬
‫‪%91‬‬
‫العام على أسهمها على ‪%11‬‬
‫أحكام المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 11‬تاريخ ‪1116/1/11‬‬ ‫ضريبة أرباح وشركات ومكاتب الصرافة‬
‫‪ %11‬معدل وحيد‬
‫الناظم لشركات ومكاتب الصرافة في سوريا‪.‬‬
‫بموجب المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 61‬تاريخ ‪1111/91/91‬‬ ‫ضريبة أرباح الشركات المساهمة التي‬
‫‪%91‬‬
‫عدلت بموجب المادة ‪ 9‬من المرسوم التشريعي ‪ 19‬لعام‬ ‫تطرح أسهمها لالكتتاب العام بنسبة‬
‫‪%91‬‬
‫‪.1116‬‬ ‫‪ %11‬للقطاعين الخاص والمشترك‬
‫بموجب المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 61‬تاريخ ‪1111/91/91‬بما‬ ‫الشركات المساهمة الصناعية والشركات‬
‫فيها اإلضافات عدا اإلدارة المحلية‪.‬‬ ‫الصناعية ذات المسؤولية المحدودة التي‬
‫‪%11‬‬ ‫تتجاوز قيمة اآلالت المستخدمة فيها‬
‫للعمل الصناعي مبلغ خمسة ماليين ليرة‬
‫سورية حسب التقدير المالي المعتمد في‬
‫عدلت بموجب المادة ‪ 9‬من المرسوم التشريعي ‪ 19‬لعام‬ ‫استيفاء ضريبة ريع العقارات والتي‬
‫‪.1116‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫مركزها الرئيسي في الجمهورية العربية‬
‫الخاص‬ ‫القطاعين‬ ‫في‬ ‫السورية‬
‫والمشترك‪.‬‬
‫المادة ‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪.1116‬‬ ‫‪ %11‬بما فيها جميع‬ ‫جهات القطاع العام االقتصادي وأرباح‬

‫‪23‬‬
‫اإلضافات‬ ‫الشركة السورية للنفط وأرباح الشركة‬
‫السورية للغاز‪.‬‬
‫المادة ‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪.1116‬‬ ‫المنشآت المقامة في المناطق النائية‬
‫تخفيض درجتين من كل من‬
‫التي يتم تحديدها بقرار من مجلس‬
‫النسب من كل شريحة‬
‫الوزراء بناء على اقتراح وزير المالية‪.‬‬
‫المادة ‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪.1116‬‬ ‫المنشآت الصناعية التي تستخدم ‪11‬‬
‫تخفيض درجة واحدة من كل‬
‫عامال أو أكثر مسجلين في التأمينات‬
‫من النسب من كل شريحة‬
‫االجتماعية أصوال‪.‬‬
‫المادة ‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪.1116‬‬ ‫المنشآت الصناعية التي تستخدم ‪11‬‬
‫تخفيض درجتين من كل من‬ ‫عامال فأكثر مسجلين في التأمينات‬
‫النسب من كل شريحة‬ ‫االجتماعية أصوال‪.‬‬

‫المادة‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪.1116‬‬ ‫المنشآت الصناعية التي تستخدم ‪911‬‬
‫عامال فأكثر على أن يكون العمال تخفيض ثالث درجات من كل‬
‫من النسب من كل شريحة‬ ‫االجتماعية‬ ‫التأمينات‬ ‫في‬ ‫مسجلين‬
‫أصوال‪.‬‬
‫المادة‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪.1116‬‬ ‫تخفيض درجة واحدة من كل‬ ‫المنشآت الصناعية المقامة ضمن المدن‬
‫من النسب من كل شريحة‬ ‫الصناعية‪.‬‬
‫لمادة‪ /1/‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪.1116‬‬ ‫المشمولة‬ ‫غير‬ ‫الصناعية‬ ‫المنشآت‬
‫تخفيض ‪ /6/‬درجات من كل‬ ‫بأحكام قانون االستثمار والمقامة في‬
‫نسبة من كل شريحة‬ ‫المدن الصناعية وفي المناطق النائية‬
‫وتستخدم أكثر من ‪ 911‬عامال‪.‬‬
‫المادة ‪ 6‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬النافذ‬ ‫‪ %141‬لقاء ضريبة الدخل‬ ‫ضريبة المنشآت السياحية‪.48‬‬
‫في ‪.1111/9/9‬‬ ‫‪ %141‬لقاء ضريبة الرواتب‬
‫واألجور‬
‫المادة ‪ 91‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬تاريخ‬ ‫‪141‬باأللف من قيمة‬ ‫ضريبة موزعي مادة التبغ‪.‬‬
‫‪ 1116/91/9‬وتطبق اعتبا ار من ‪.1111/9/9‬‬ ‫استجرار التبغ الوطني‬
‫والمستورد وتقتطع الضريبة‬
‫من قبل المؤسسة العامة‬
‫للتبغ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬يجب االنتباه هنا أن المكلف المشمول بهذه الضريبة يقدم بيانه في أول كل شهر ويضع في بيانه رقم عمله عن الشهر‪ ،‬وهذا‬
‫الرقم يحدده المكلف دون وجود ما يثبت صحة هذا الرقم من عدمه وعلى أساس هذا الرقم يقوم موظف المالية باقتطاع النسب السابقة‬
‫الذكر‪ ،‬علما أن هذه النسب منخفضة نسبيا‪ ،‬إضافة إلى أن رقم العمل ليس حقيقيا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫يالحظ من الجدول وجود معاملة تفضيلية للشركات سببها تشجيع إقامة هذا النوع من الشركات لتعود‬
‫وتأخذ دورها الذي كانت عليه في الخمسينات عندما كانت فاعلة قبل مجيء التأمين‪ ،‬لما لهذه الشركات قدرة‬
‫على جمع األموال واقامة مشاريع كبيرة تعود بالنفع على جميع المساهمين وعلى االقتصاد الوطني وليس فقط‬
‫على أصحاب األموال‪.49‬‬

‫ولقد قامت وزارة المالية بإصدار المرسوم ‪ 69‬الذي يتيح تحويل الشركات السورية من أشكالها‬
‫الحالية (فردية أو عائلية أو غيرها) إلى شركات مساهمة ويعتبر هذا التشريع نقطة تحول أساسية في النظام‬
‫الضريبي السوري من جهة وداعما قويا لقطاع األوراق المالية ألنه سيؤدي إلى زيادة عدد الشركات‬
‫المساهمة‪ .‬ومع ذلك فقد مضت عدة سنوات على إصدار المرسوم ‪ ١٦‬ونكاد ال نسمع إال بعدد قليل من الشركات‬
‫التي تحولت إلى شركات مساهمة بالرغم من أن الشركة توفر بموجب هذا التحول نسبة ‪ % ٠٥‬زائد اإلدارة‬
‫المحلية إذا كانت الشركة مساهمة عامة‪ ،‬ونسبة تقارب ‪ % ٥٠‬إذا كانت الشركة مساهمة خاصة‪ .‬وان محاولة‬
‫تقدير أسباب عزوف الشركات العائلية عن التحول إلى شركات مساهمة تشير إلى عدة عوامل منها نقاط الضعف‬
‫في نص القانون فيما يتعلق بالمسؤولية عن تقويم أصول الشركة والطابع لكن أهم هذه األسباب تعود إلى التهرب‬
‫الضريبي الذي يتالشى مع التحول إلى شركة مساهمة وهذا ما يظهر أهمية الفساد وما قد يصل إليه من أرقام‬
‫تضيع على خزينة الدولة وتسبب ضررا للتنافسية واالستثمار وتنعكس على خوف المستثمرين من االستثمار في‬
‫السوق السوري إما ألنهم ال يرغبون بتزوير سجالتهم المحاسبية وتحمل مخاطر كشف التزوير أو أنهم يخشون‬
‫من التعامل في سوق بعيدة عن الشفافية يعتمد المنافسون فيها على التظليل والتهرب الضريبي‪.50‬‬

‫ضريبة الدخل الناتجة عن تجارة العقارات‬

‫وفقا للقانون ‪ /11/‬لعام ‪ 1119‬وبموجب المادة ‪ /19/‬والمادة ‪ /11/‬منه‪ ،‬تم التكليف بضريبة الدخل‬
‫أرباح كل عملية بيع عقاري يقوم بها ممارسو مهنة االتجار بالعقارات‪ ،‬وتفرض الضريبة بمعدل ‪ /%1/‬على‬
‫عمليات التنازل والتصرفات على العقارات مهما كان نوعها وسواء اشتمل على جزء من العقار أو كله ويتخذ‬
‫كأساس في طرح الضريبة القيمة المالية القطعية للعقار أو لجزء منه المدونة في سجالت المالية والمعتمدة‬
‫في طرح ضريبة ريع العقارات والعرصات‪ .‬تم إنهاء العمل بهاتين المادتين بموجب القانون رقم ‪ /19/‬تاريخ‬
‫‪ 1111/91/16‬وأصبح تكليف ضريبة البيوع العقارية كمايلي‪:‬‬

‫‪ -9‬العقارات المقدرة‪ :‬تؤخذ نسب مئوية من القيمة المالية القطعية المقدرة والمدونة في سجالت الدوائر‬
‫المالية المتخذة أساسا في طرح الضريبة على ريع العقارات والعرصات‪.‬‬
‫‪ -1‬العقارات غير المقدرة‪ :‬يتم تقديرها أصوالا ومن ثم تحسب الضريبة وفق النسب الواردة في القانون‬
‫سواء تم التسجيل لدى الجهات صاحبة االختصاص أم ال‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -‬الغندور‪ ،‬غسا ن‪ ،‬اإليرادات الضريبية ودورها في إيرادات الموازنة العامة للدولة‪ ،‬رسالة ماجستير في االقتصاد إشراف الدكتور‬
‫علي كنعان‪ ،‬جامعة دمشق‪ 2009 ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -‬د القاضي حسين‪ ،‬السياسة الضريبية في سورية‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي الرابعة والعشرين‪ ،‬جمعية العلوم االقتصادية‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪ ،2011/3/1‬ص ‪. 16‬‬

‫‪25‬‬
‫جدول رقم (‪ )1‬معدالت ضريبة البيوع العقارية‬

‫معدالت الضريبة‬
‫‪%11‬‬ ‫‪ 9111‬وما قبل‬ ‫السكني‬
‫‪%91‬‬ ‫‪ 9116‬وما بعد‬
‫‪51‬‬
‫‪ %91‬تزداد بمعدل ‪ %91‬عن كل سنة تملك إضافية والحد‬ ‫‪ 9111‬وما قبل‬ ‫داخل التنظيم‬ ‫األراضي‬
‫األقصى للزيادة ‪%911‬‬
‫‪ %11‬تزداد بمعدل ‪ %91‬عن كل سنة تملك إضافية والحد‬ ‫‪ 9116‬وما بعد‬
‫األقصى للزيادة ‪%911‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪ 9111‬وما قبل‬ ‫أراضي بعل‬
‫‪%1‬‬ ‫‪ 9116‬وما بعد‬
‫‪%91‬‬ ‫‪ 9111‬وما قبل‬ ‫أراضي سقي‬
‫‪%91‬‬ ‫‪9116‬ومابعد‬
‫‪ %11‬و‪%91‬‬ ‫أسطحه ال يسمح بالبناء عليها‬
‫‪%91‬‬ ‫رقبة انتفاع‬ ‫الملكية‬ ‫التجاري‬
‫‪ %91‬من القيمة المقدرة والناتج يضرب ب ‪1/1‬‬ ‫رقبة‬
‫‪ %91‬من القيمة المقدرة والناتج يضرب ب ‪1/9‬‬ ‫انتفاع‬
‫ضريبة تنازل حق الملكية ‪ +‬ضريبة تنازل حق الفروغ‬ ‫رقبة وانتفاع وفروغ‬
‫‪ %91‬في السنة األولى للتملك تزداد بمعدل ‪ %91‬والحد‬ ‫محالت تجارية‬ ‫اإليجار ( الفروغ)‬
‫األقصى ‪%611‬‬
‫‪ %11‬في السنة األولى للتملك تزداد بمعدل ‪ %91‬والحد‬ ‫مكاتب‬
‫األقصى ‪%911‬‬
‫‪ %11‬في السنة األولى للتملك تزداد بمعدل ‪ %91‬والحد‬ ‫مستودعات‬
‫األقصى ‪.%111‬‬
‫بموجب المادة ‪ 9‬من المرسوم التشريعي ‪ 11‬تاريخ ‪ 1116/91/9‬والنافذ اعتبارا من ‪1111/9/9‬‬
‫‪ %91‬من القيمة المالية القطعية في السنة األولى وتزداد‬ ‫المنشآت الصناعية والخدمية‬
‫بمعدل ‪ %91‬عن كل سنة تملك والحد األقصى ‪%911‬‬
‫‪ %91‬عن السنة األولى للتملك وتزداد بمعدل ‪ %1‬عن كل‬ ‫المباقر والمداجن‬
‫سنة تملك والحد األقصى ‪%911‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -‬عدلت هذه المادة بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 52‬تاريخ ‪ 2006/10/1‬واعتبر نافذا من تاريخ ‪ 2007/1/1‬ونص تعديل نسبة‬
‫الضريبة على األراضي داخل المخططات التنظيمية في المادة الثالثة منه كمايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تخفض الضريبة الواردة في البندين ‪1‬و‪ 2‬أي الراضي الواقعة داخل المخططات التنظيمية المصدقة أصوال بمعدل ‪ %50‬إذا ثبت‬
‫عدم السماح بالبناء عليها‪.‬‬
‫‪ -‬تخفض الضريبة الواردة في البندين ‪1‬و‪ 2‬من الفقرة أ من المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 11‬لعام ‪ 2005‬الخاصة باألراضي داخل المخططات‬
‫التنظيمية المصدقة أصوال بمعدل ‪ %35‬إذا كانت خارج مدن مراكز المحافظات‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫المصدر‪ :‬القانون رقم ‪ 19‬لعام ‪.1111‬‬

‫ويستثنى من هذه الضريبة عمليات نزع الملكية واالستيالء للمنفعة العامة أو التحسين العقاري‪،‬‬
‫واإلعارة بين األصول والفروع واألزواج فقط وبيوع الجهات العامة وبيوع الجمعيات الخيرية‪ ،‬وبيوع البعثات‬
‫الدبلوماسية وتقديم العقار كحصة عينية لقاء مساهمة صاحب العقار بجزء من رأسمال الشركات المساهمة‬
‫التي تطرح أسهمها على االكتتاب العام بنسبة ال تقل عن ‪ %11‬شريطة عدم تصرف مقدم الحصة العينية‬
‫بأسهمه لقاء العقار خالل خمس سنوات‪.‬‬

‫مالحظات على هذه الضريبة‪:‬‬


‫إن استخدام القيمة المالية التخمينية أساس في طرح ضريبة الدخل الناتجة عن تجارة العقارات هو نقل‬ ‫‪-‬‬
‫العيوب واألخطاء الموجودة في القيمة المالية غير الحقيقية إلى ضريبة الدخل على العقارات وكان يجب‬
‫إعادة تجديد هذه القيم التخمينية ألنها غير متناسبة مع الواقع وتعكس تباينات في الزمان والمكان وهذا‬
‫ما سنشير إليه الحق ا‪.‬‬
‫إن اعتماد القيمة التخمينية يجعل هذه الضريبة بعيدة كل البعد عن العدالة الضريبية حيث أن القيمة‬ ‫‪-‬‬
‫المالية غير ثابتة‪ ،‬فهناك فروق في القيم المالية والسوقية للعقارات تختلف بين الريف والمدينة‪،‬‬
‫ويدفعان ذات الضريبة هذا يؤدي إلى وجود خلل في توزيع العبء الضريبي‪ ،‬وبالتالي االعتماد على‬
‫القيم التخمينية أعطى أصحاب العقارات المرتفعة الثمن ورأس المال الكبير ميزات إضافية في حين حمل‬
‫العقارات في الريف تكاليف إضافية وهذا انحياز واضح لصالح رأس المال مما فوت في الوقت نفسه‬
‫موارد إضافية على الخزينة العامة وهذا مضر بالمكلفين والخزينة على حد سواء‪ ،‬لذلك من األفضل‬
‫إعادة النظر في قانون تجارة العقارات الجديد بشكل يجعلها أكثر عدالة‪.‬‬
‫أن هذه الضريبة تعتمد على القيم التخمينية العائدة ‪ ،9161‬ولكنها ال تعتمد على القيم الحقيقية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبهذا فهي تحابي كل المتهربين من الضرائب وهذا يفسح المجال للجميع لممارسة المضاربات العقارية‬
‫من خالل التخفيضات الضريبية التي أتاحها التطبيق الفعلي للقانون ‪ 19‬تاريخ ‪ 1111/91/16‬الصادر‬
‫حول ضريبة أرباح العقارات‪ .‬وما ينجم عنه من ارتفاع األسعار وستكون لهذا القانون آثار سلبية ألنه‬
‫حرر عملية البيع والشراء من كل قيد وهذا سيؤدي حسب تجارب البلدان إلى المضاربات العقارية (ففي‬
‫ظل تدفق المال العربي إلينا بسبب ارتفاع أسعار البترول وبسبب زيادة دخول المغتربين في الخارج‬
‫واألموال المرسلة التي تتجه بأغلبها للعقارات لذلك إذا حررنا البيوع العقارية ‪ %911‬من أي ضابط‬
‫سوف يؤدي إلى دخول حالة المضاربات الكبيرة‪.52‬‬
‫‪ -‬ضريبة دخل غير المقيمين واألشخاص غير السوريين‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ /69/‬من القانون ‪ 11‬لعام ‪ 1119‬على خضوع األشخاص الطبيعيين واالعتباريين غير‬
‫السوريين سواء كان لهم فرع في سورية أم ال ومقاوليهم الثانويين غير السوريين عن الخدمات واألعمال غير‬

‫‪ - 52‬د نجمة الياس ‪ -‬الدعم تحديّات الواقع ومسؤولية القرار‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المنفذة لضريبة دخل عدلت هذه المعدالت بموجب المادة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 61‬لعام ‪ 1111‬لتصبح على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ %9‬من قيمة مجموع األعمال اإلنشائية واالكساء لقاء ضريبة الدخل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %1‬من مجموع أعمال الخدمات المقدمة للشركات النفطية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %1‬من قيمة مجموع أعمال الخدمات األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويستثنى من ذلك الجهات المذكورة التي تقوم باستيراد البضائع لحسابها وبيعها في السوق المحلية‪،‬‬
‫حيث تخضع لقانون ضريبة الدخل ‪ 11‬لعام ‪.1119‬‬

‫وبشكل عام يمكن إيراد أهم المالحظات على ضريبة األرباح الحقيقية‪:‬‬

‫‪ -9‬اتبع المشرع أسلوب التصاعد في نسب الضريبة حسب الربح المعلن عنه ويمكن القول أن نظام‬
‫التصاعد حتى يكون فعاال يجب أن يفرض على ضريبة موحدة تقع على الدخل الكلي (وذلك مراعاة‬
‫لمبدأ الضريبة وفقا للمقدرة التكليفية للمكلف) وليس على ضرائب نوعية تصيب بعض مصادر الدخل‬
‫مما يؤدي إلى االبتعاد عن المطلب األول للتصاعد وهو العدالة الضريبية حيث أن صاحب الدخول‬
‫المتعددة ال يصيبه من هذا التصاعد شيء بينما صاحب الدخل الوحيد هو الذي يصيبه التصاعد (مع‬
‫االنتباه أنه أثناء تكليف مكلف األرباح الحقيقية يتم إرسال كتاب إلى الدخل المقطوع لمعرفة فيما إذا‬
‫كان مكلف ضمن فئة الدخل المقطوع عن نفس المهنة أو عن مهنة أخرى وفي هذه الحالة يتم جمع‬
‫أرباح المهنتين ومن ثم تطبيق التصاعد الضريبي أو تحويل المهنة األخرى من الدخل المقطوع إلى‬
‫األرباح الحقيقية باعتبارها تتبع المهنة ذات التصنيف األعلى)‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تخفيض التصاعد الضريبي من ‪ %91‬إلى ‪ %11‬لم يساهم في تحفيز النمو‪ ،‬حيث أن تخفيض‬
‫التصاعد والغاء ضريبة التركات أدت إلى زيادة دخول األغنياء‪.‬‬
‫‪ -9‬حدد المشرع نسبة ضريبة الدخل على الشركات المساهمة بـــ ‪ %91‬وهذه النسبة هي أدنى من‬
‫ضريبة الدخل على شريحة الرواتب واألجور التي تزيد عن ‪ 11‬ألف ليرة سورية شهري ا والتي تبلغ‬
‫‪ %11‬وهذا أمر غير معقول إذ ال يمكن أن تكون نسبة ضريبة الدخل الناتج عن رأس المال أدنى من‬
‫نسبة ضريبة الدخل الناتج عن العمل‪ ،‬ولكن مؤخرا تم االستدراك وتم إصدار المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 11‬لعام ‪ ،1199‬حيث أصبحت أعلى نسبة للرواتب واألجور هي ‪ %11‬عن جزء الدخل الصافي الذي‬
‫يتجاوز ‪ 11111‬ل س‪ .‬وال تزال هذه النسب مرتفعة‪.‬‬
‫‪ -1‬حاول المشرع الضريبي من خالل التعديالت التي أحدثها على النسب والشرائح بموجب القانون ‪19‬‬
‫لعام ‪ 1116‬تحفيز االستثمار حيث أصبحت ‪ %11‬بعد أن كانت تصل إلى ‪ %11‬حتى نهاية عام‬
‫‪ 9119‬عن أرباح صافية قدرها مليون ليرة سورية‪ ،‬أما أرباح شركات األموال على اختالفها تتراوح بين‬
‫‪ %91‬و‪ % 11‬مع التخفيضات التحفيزية األخرى‪ ،‬هذا إلى جانب اإلعفاءات الواردة في القوانين‪ .‬وذلك‬
‫كله بهدف تمكين المستثمرين واقامة وتوسيع المنشآت الصناعية والتجارية في القطر‪ ،‬وحول هذه‬
‫النقطة يمكن أن نورد مايلي‪:‬‬
‫هذه التخفيضات واإلعفاءات لم تؤدي إلى زيادة االستثمار في البلد ألنه باألساس هناك تهرب‬ ‫‪‬‬
‫ضريبي واسع‪ ،‬إضافة إلى أن تحفيز االستثمار ال يكون فقط من خالل توفير تخفيضات واعفاءات‬

‫‪21‬‬
‫كبيرة جدا حيث أن رأس المال ال يعتبر تخفيض الضريبة أو اإلعفاء منها سوى عامل من ضمن‬
‫عوامل عديدة تقوده إلى االستثمار ويصبح من الالزم االهتمام بجميع هذه العوامل لهذا من‬
‫المفروض عدم المبالغة في التخفيضات واإلعفاءات‪ ،‬كما يتعين تحديد حجم هذه التخفيضات‬
‫واإلعفاءات انطالقا من عدة مقاييس‪ ،‬بمعنى أنه ينبغي اختيار القطاع االقتصادي الذي يعاني من‬
‫نقص اإلنتاج على ضوء حاجة البلد فقد تنتشر في البلد استثمارات غير ضرورية وأحيانا لها آثار‬
‫سلبية مثل االستثمارات في القطاع العقاري – المضاربات العقارية أو في القطاع السياحي في‬
‫حين تترك االستثمارات الزراعية والصناعية مثال وهذا يؤدي إلى نتائج سيئة من الناحية المالية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫إن منح تخفيضات واعفاءات مباشرة وغير مباشرة كسياسة تهدف إلى زيادة االستثمارات األجنبية‬ ‫‪‬‬
‫في البلد تعتبر من السياسات الخطيرة وغير الفعالة على األغلب (كما تشير الكثير من‬
‫اإلحصاءات والدراسات) فمن الناحية السياسية تؤدي برأي البعض إلى المس باستقالل البلد ومن‬
‫الناحية االقتصادية تؤدي إلى اختالل ميزان المدفوعات بسبب تحويل أرباح رؤوس األموال بالعملة‬
‫الصعبة إلى الخارج‪ ،‬كما أنها ال تراعي حاجات البلد اإلنمائية بقدر ما تراعي مصلحتها بالربح‬
‫بالدرجة األولى‪.53‬‬
‫‪ -1‬هناك العديد من المطارح الضريبية غير مصنفة ضمن فئة األرباح الحقيقية وهي مصنفة ضمن فئة‬
‫الدخل المقطوع (مثال تصنيف المهنة بقالية عادية بينما المكلف يمارس فيها تجارة الجملة والمفرق‬
‫وتغلب على ممارسته تجارة الجملة) وهذا يؤدي إلى غياب الكثير من المطارح الضريبية وخضوعه ا‬
‫لضريبة أقل ضمن فئة الدخل المقطوع ويعتبر هذا نوع من أنواع التهرب القانوني‪.‬‬
‫‪ -6‬فيما يخص أسس التكليف بضريبة األرباح الحقيقية يجب لفت النظر إلى أن المكلف والمحاسب‬
‫القانوني يقدم ضمن بيانه الضريبي أرقام وهمية تخص رقم العمل واألرباح الصافية والنفقات باعتبار‬
‫أن ثقافة التوثيق غير موجودة لدى المكلفين‪ ،‬يعمد مراقب الدخل إلى إتباع أسلوب التكليف المباشر‬
‫القائم على تقدير قيمة رقم العمل وبالتالي األرباح الصافية‪ ،‬وهذا يعني االبتعاد تماما عن استخدام‬
‫القيم الحقيقية‪ ،‬إضافة إلى أن المراقب يجب عليه في كل سنة زيادة رقم العمل واألرباح الصافية عن‬
‫السنة السابقة أو تثبيتها وال يجوز له أبدا أن تكون منخفضة عن السنوات السابقة حيث أن هذا‬
‫يعرضه للمساءلة القانونية‪ ،‬وبالتالي هنا ال يستطيع المراقب أن يأخذ بعين االعتبار تعرض المكلف‬
‫لنوع من الخسارة وتأثره بتقلبات السوق‪ ،‬وهذا يعكس عدم الثقة بين المكلف واإلدارة المالية ‪ ،‬كما أن‬
‫إتباع هذا األسلوب في التكليف يؤدي إلى خسارة المالية لموارد إضافية وأيض ا دفع المكلف ضرائب‬
‫إضافية‪ .‬وفي النهاية ترفع هذه التقارير إلى المدققين ومن ثم لجان اإلدارة أو الطعن يقومون بدورهم‬
‫برفع هذه الضريبة أو تثبيتها مكتبيا بصورة غيابية وناد ار ما يتم تخفيضها‪ ،‬وهذا يعكس أيضا حالة‬
‫من عدم الثقة بين مسؤولي اإلدارة الضريبية ومراقبي الدخل وبالتالي االعتماد دائم ا على التقدير دون‬
‫اإلطالع على الواقع الحقيقي مما يعرض فئة كبيرة من المكلفين للظلم والغبن‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ -‬قسم الدراسات االقتصادية‪ ،‬المركز االستشاري للدراسات والتوثيق‪ ،‬دراسة مقارنة حول االتجاهات الضريبية (لبنان – سوريا‪-‬‬
‫األردن – الكيان الصهيوني – أمريكا) بيروت ‪ 1991‬ص ‪. 10-39‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -1‬إن مساهمة القطاع الخاص في ضريبة دخل األرباح الحقيقية منخفضة جدا كما تدل الدراسات وال‬
‫تتناسب مع حجم مساهمته في الناتج المحلي اإلجمالي ويرجع ذلك ألسباب عديدة في مقدمتها‬
‫التهرب الضريبي الكبير‪ ،‬باإلضافة إلى وجود قطاع غير نظامي ال يخضع للضريبة‪.‬‬
‫‪ -1‬حمل القانون ‪ 11‬لعام ‪ 1119‬وتعديالته القطاع العام لمعدل ضريبة يبلغ ‪ %11‬وبالتالي فهو يخضع‬
‫ألعلى الشرائح‪ ،‬بينما أخضع القطاع الخاص للشرائح الضريبية المختلفة‪ ،‬وهذا يعني أن المشرع قد‬
‫حمل القطاع العام عبء ضريبي أكبر من العبء الضريبي المفروض على القطاع الخاص وبالتالي‬
‫تكاليف إضافية مما يخل بمبدأ المنافسة االقتصادية بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫‪ -1‬ما حبذه الخبير البريطاني ستاوت عند نقده لهذه الضريبة وهو أن التكليف كان يجب أن يفرض على‬
‫الوحدة العائلية بدالا من فرضها على األفراد تسهيال الحتساب األعباء واإلعفاءات على الدخل‬
‫المحصل‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ضريبة الدخل المقطوع‪:‬‬


‫يمكن تعريف هذه الضريبة بأنها الضريبة التي يكلف بها كل من يمارس حرفة أو مهنة صناعية أو‬
‫تجارية أو غير تجارية وال يدخل ضمن فئة مكلفي دخل األرباح الحقيقية وتقدر أرباحهم من قبل لجان بدائية‬
‫و استئنافية وشرعية‪ ،‬هذه الزمرة من المكلفين كبيرة ومنتشرة ومتناثرة جغرافيا في أنحاء المدن والمحافظات‬
‫واألرياف والحارات‪ .‬تفرض هذه الضريبة على األرباح السنوية الصافية للمكلف والتي تحدد كما جاء في ظل‬
‫أحكام القانون رقم ‪ 11‬لعام ‪ 1119‬بطريقة التقدير من قبل لجان التصنيف البدائية و االستئنافية المخصصة‬
‫والمؤلفة بقرار من وزير المالية‪ ،‬كما أن المبالغ المحصلة من ضريبة الدخل المقطوع هي مبالغ ضئيلة جدا‬
‫قياسا بحجم الفعاليات االقتصادية الناجمة عنها ولم تزدد بشكل كبير منذ عام ‪ 1111‬حتى عام ‪ 1191‬رغم أن‬
‫كثي ار من المهن العلمية كاألطباء والمحامون والمهندسون وغيرها من المهن تدخل ضمن هذه الزمرة الضريبية‬
‫وأكثرهم من أصحاب الدخول العالية‪ .‬ولقد حول القانون رقم ‪ 19‬تكليف الجامعات و المشافي والمعاهد‬
‫والمدارس الخاصة و المباقر و المداجن ومكاتب السفريات التي تستخدم سيارات البولمان السياحية من‬
‫ضريبة األرباح الحقيقية إلى ضريبة الدخل المقطوع‪ ،‬ورغم أن هذه المنشآت تكون أرباحها عالية وال تتناسب‬
‫مع ضريبة الدخل المقطوع األمر الذي فوت على الخزينة موارد كبيرة‪ .‬وفي هذا خلل في تطبيق مبدأ العدالة‬
‫الضريبية أي عدالة توزيع األعباء الضريبية على المواطنين وفقا لمقدرتهم التكليفية ويشكل سياسة ضريبية‬
‫استرضائية ألصحاب الدخول الكبيرة غير مبررة اقتصاديا وال اجتماعي ا‪.54‬‬

‫وبشكل عام يمكننا إبداء المالحظات التالية على هذه الضريبة‪:‬‬

‫أ ن إجراءات التكليف المتعلقة بهذه الضريبة أصبحت مطولة وبعيدة عن العدالة والواقع وذلك بسبب‬ ‫‪-‬‬
‫عدم زيارة اللجنة ميدانيا ومجتمعة لإلطالع على واقع عمل المكلف بصورة فعلية‪ ،‬حيث أسندت هذه‬
‫المهمة إلى مراقب دخل منفرد سيوزع عليه العمل جغرافيا وهذا يقتضي منه زيارة مئات المكلفين‬
‫وعشرات المهن الذين يتواجدون في الشارع الواحد وفروعه وجاداته وهو ليس بقادر إن يلم بشؤون هذه‬

‫‪54‬‬
‫‪ -‬د نجمة‪ ،‬الياس‪ ،‬المواطن وثالثية الضرائب‪ ،‬جريدة االقتصادية‪ ،‬شباط ‪. 2001،‬‬

‫‪30‬‬
‫المهن الكثيرة وهؤالء المكلفين جميعا نظ ار ألن تجواله سيكون يوميا وعلى مختلف هذه المهن ومكلفيها‬
‫بصورة آنية وبالتالي فهو غير قادر على أن ينظم تقرير يمثل واقع عمل المكلف‪.‬‬
‫هذه الضريبة في المرحلة األساسية تعتمد على التقدير الشخصي وتدخل فيها المساومات كما تتأثر‬ ‫‪-‬‬
‫بشدة بشخصية مراقب الدخل وأعضاء اللجان‪.‬‬
‫هذه الضريبة تتيح التهرب القانوني من الضرائب باعتبارها تعتمد على التقدير الجزافي وليس على القيم‬ ‫‪-‬‬
‫الحقيقة‪ ،‬وهي بذلك بعي دة عن تحقيق العدالة نتيجة عدم ترافقها مع أساسها القانوني وهو الربح‬
‫المحقق سنويا لدى المكلف‪ ،‬حيث تنجز ق اررات التكليف في فترة وجيزة دون االعتماد على معلومات‬
‫دقيقة وثابتة وأكيدة‪.‬‬
‫هذه الضريبة بالرغم من أنها تفرض بالقياس إلى ربح المكلف سنة إجراء التصنيف إال أنها تبقى ثابتة‬ ‫‪-‬‬
‫خالل سريانها في السنوات الالحقة وهي تدر مبلغا سنوي ثابت للخزينة دون أن تؤدي أي دور في‬
‫مكافحة التضخم أو دعم التنمية‪.‬‬
‫تعتبر هذه الضريبة معقدة ومكلفة وجزئية لعدم تمكنها من تصنيف كافة مكلفيها كما يعتبر المكلفين‬ ‫‪-‬‬
‫انضمامهم لهذه الزمرة ميزة لهم وهذا ما يفسر محاولة العديد من مكلفي األرباح الحقيقية تحويل‬
‫تكليفهم إلى الدخل المقطوع لكي يحصلوا على ضريبة أقل‪.‬‬

‫وهكذا نجد أن هذه الضريبة أبعد ما تكون عن مطلب العدالة الضريبية ويجب إلغاء هذه الضريبة‬
‫وتكوين ضريبة عامة على الدخل يراعى فيها االعتماد على القيم الحقيقة والمقدرة التكليفية للمكلف‪.‬‬

‫وبالنتيجة فإن ضريبة المهن والحرف التجارية والصناعية وغير التجارية بنوعيها الحقيقية‬
‫والمقطوعة هي األولى في دعم اإليرادات الضريبية‪ ،‬خاصة ضريبة األرباح الحقيقية فهي الضريبة األساسية‬
‫التي تقتطع من أصحاب الدخول العالية‪.‬‬

‫وتبلغ حص يلة ضريبة أرباح المهن والحرف الصناعية والتجارية وغير التجارية لعام ‪ 1191‬وفقا‬
‫ألرقام الموازنة التقديرية مبلغ ‪ /911111/‬مليون ليرة سورية بنسبة ‪ %11‬من إجمالي الضرائب والرسوم‬
‫ونسبة ‪ %9141‬من إجمالي إيرادات الدولة‪.55‬‬

‫كما ويجب لفت االنتباه إلى أن نسبة مساهمة ضرائب دخل الشركات النفطية في مجمل ضرائب دخل‬
‫المهن والحرف الصناعية والتجارية وغير التجارية قد وصل أحيانا إلى ‪ /%1141/‬في عام ‪ 1119‬وهذا الرقم‬
‫يخفي وراءه مشكلة خطيرة وهي عدم قدرة الحكومة على تحصيل إيرادات كافية لتغطية التزاماتها مما جعلها‬
‫تعتمد على النفط كمصدر سهل لتأمين هذه اإليرادات‪ ،‬وبالتالي فإن انخفاض الثروة النفطية سوف يؤدي إلى‬
‫انخفاض هائل في حصيلة إجمالي الضرائب والرسوم على اعتبار أن ضرائب دخل المهن والحرف الصناعية‬
‫والتجارية وغير التجارية من أهم الضرائب من حيث كمية تمويل الموازنة العامة للدولة ومع ذلك نجد أن‬
‫حوالي نصفها من الشركات النفطية شوه قرار إخضاع شركات النفط للضريبة التحقيق والتحصيل الضريبي منذ‬
‫عام ‪ 9116‬وحتى الوقت الحاضر‪ .56‬وبالرغم من بساطة تقدي ار اإليرادات النفطية بالمقارنة بغيرها من اإليرادات‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬الموازنة العامة للدولة لعام ‪ – 2010‬وزارة المالية‪ ،‬النسب حسبت من قبل الباحثة ‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ -‬الغندور‪ ،‬غسان – اإليرادات الضريبية في سورية ومساهمتها في إيرادات الموازنة العامة للدولة‪ ،‬رسالة ماجستير في االقتصاد‬
‫إشراف الدكتور علي كنعان كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة دمشق‪ 2009 ،‬ص ‪. 77‬‬

‫‪31‬‬
‫للدولة كانت الوصول إلى معدل ‪ % 1‬من الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫فإن تقديرات الخطة الخمسية العاشرة‬
‫بحلول ‪ ٥٥٦٥‬لكنها لم تصل إال ‪ % ٧,٠‬في نهاية ‪ ،٥٥٥٢‬والدالئل تشير إلى استمرار االنخفاض‪.57‬‬

‫‪ -‬ضرائب الدخل الناتج عن العمل‪:‬‬

‫أ‪ -‬ضريبة الرواتب واألجور‪:‬‬


‫تعتبر هذه الضريبة إحدى الضرائب النوعية على الدخل وتقتطع من المنبع وتتسم بالطابع الشخصي‬
‫وهي من أيسر الضرائب تحصيال ويصعب التهرب منها‪ ،‬وهي أقرب الضرائب إلى العدالة فالمكلف بها شخص‬
‫محدد تطبق عليه كافة اإلعفاءات والتنزيالت التي يستحقها‪.‬‬

‫ولقد شرعت هذه الضريبة ونظمت أصول طرحها بموجب عدة مراسيم تشريعية وقوانين أولها‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ /11/‬لعام ‪ 9111‬وتخضع اآلن لقانون الدخل رقم ‪ /11/‬لعام ‪ .1119‬والذي عدل‬
‫بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 99‬لعام ‪ 1111‬والذي أصبح فيه الحد األدنى المعفى من الضريبة ‪ /6191/‬ل‬
‫س شهريا كما تم تعديل المعدالت الضريبية وآخر تعديل جرى على هذه الضريبة هو بموجب المرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪ 1199‬حيث شمل التعديل الحد األدنى المعفى الذي أصبح ‪ /91111/‬ل س شهري ا‬
‫إضافة إلى تعديل المعدالت الضريبية‪ .‬والتي أصبحت كالتالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )9‬معدالت ضريبة الرواتب و األجور في سورية وفقا للمرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪1199‬‬

‫نسب الضريبة‬ ‫الشريحة‬


‫إعفاء‬ ‫‪91111-9‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪91111-91119‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪11111-91119‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪11111-11119‬‬
‫‪%99‬‬ ‫‪91111-11119‬‬
‫‪%99‬‬ ‫‪91111-91119‬‬
‫‪%96‬‬ ‫‪11111-91119‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪11111-11119‬‬
‫‪%11‬‬ ‫ما يتجاوز ‪11111‬‬

‫المصدر‪ :‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪.11199‬‬

‫تطرح ضريبة الرواتب واألجور على شخص يتقاضى راتبا أو أجرة أو تعويضا من خزينة خاصة إذا‬
‫كان مقيما في الجمهورية العربية السورية ومن خزينة عامة إذا كان مقيما في الجمهورية العربية السورية أو‬
‫في الخارج‪ .‬ويعفى منها‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -‬د القاضي حسين‪ ،‬السياسة الضريبية في سورية‪ ،‬مرجع يبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 21‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -9‬السفراء المعتمدون في الجمهورية العربية السورية وغيرهم من رجال السلك السياسي والقناصل‬
‫ورجال السلك القنصلي وموظفوهم من األجانب بشرط المعاملة بالمثل وال يتناول هذا اإلعفاء سوى‬
‫ما يتقاضونه عن األعمال المتعلقة بوظائفهم‪.‬‬
‫‪ -1‬العسكريون التابعون للقوات المسلحة وعناصر قوى األمن الداخلي وعناصر اإلطفاء‬
‫‪ -9‬القائمون على المساجد والكنائس‪.‬‬
‫‪ -1‬العاملون المحليون المستخدمون في البيئات السورية الخارجية من السوريين وغير السوريين‪.‬‬
‫‪ -1‬معاشات التقاعد والتعويضات العائلية التي تصرف معها وتعويضات التسريح أو الصرف من‬
‫الخدمة‪.‬‬
‫‪ -6‬التعويضات التي تدفع لضحايا حوادث العمل‪.‬‬
‫‪ -1‬أجور الخدم في المنازل الخاصة‪.‬‬
‫‪ -1‬المنح النقدية التي تصدر من قبل السيد رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫وقد تم تحديد ضريبة الرواتب واألجور على المنشآت السياحية بموجب المادة ‪ 6‬من المرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 19‬تاريخ ‪ 1116/91/9‬كمايلي‪:‬‬

‫تستوفى ضريبة الدخل وضريبة الرواتب واألجور بنسبة محددة من رقم العمل اإلجمالي من‬ ‫‪-‬‬
‫المنشآت السياحية اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬الفنادق من المستوى الدولي والدرجات الممتازة األولى والثانية والمطاعم من الدرجة الدولية الممتازة‬
‫واألولى والثانية حسب تصنيفات وزارة السياحة‪.‬‬

‫‪ -91‬المالهي من جميع الدرجات حسب تصنيف وزارة السياحة‪.‬‬

‫‪ -99‬منشآت المبيت السياحية من المستوى الدولي والدرجات الممتازة واألولى والثانية وما يتبع لها من‬
‫مطاعم وشاليهات وكازينوهات حسب تصنيف وزارة السياحة‪.‬‬

‫تحديد نسبة الضريبة الواجب تأديتها من رقم العمل اإلجمالي كمايلي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ %141‬من رقم العمل ضريبة دخل‪.‬‬

‫‪ %141‬ضريبة رواتب وأجور‪.‬‬

‫وتبلغ حصيلة هذه الضريبة في عام ‪ 1191‬مبلغ ‪ / 1111/‬مليون ليرة سورية وتشكل ما نسبته‬
‫‪ %941‬من إجمالي الضرائب والرسوم ونسبة ‪ %941‬من إجمالي إيرادات الموازنة‪.58‬‬

‫مالحظات على هذه الضريبة‪:‬‬


‫‪59‬‬
‫نجد أن المشرع رفع مقدار‬ ‫بالمقارنة مع النسب والشرائح المعمول بها حسب القانون القديم‬ ‫‪-‬‬
‫الشريحة أربعة أضعاف لما كانت عليه في السابق وحافظ على التصاعد بالمعدالت والنسب ولكن بنسب‬
‫وشرائح جديدة مع تخفيض الفرق بين النسب في الشرائح األولى وزيادتها بشكل كبير في الشريحة‬

‫‪58‬‬
‫‪ -‬الموازنة العامة للدولة ‪ – 2010‬وزارة المالية – األرقام تقديرية والنسب من إعداد الباحثة استنادا ألرقام الموازنة‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫‪ -‬المرسوم ‪ 15‬لعام ‪ 1961‬والقرار ‪ 1171‬تاريخ ‪. 1957‬‬

‫‪33‬‬
‫األخيرة حتى ال يفقد التصاعد قيمته ورفع الحد األدنى المعفى إلى ‪91111‬ل س من أجل رفع مستوى‬
‫الدخل وتحقيق العدالة الضريبية المنشودة‪ ،‬وبذلك يكون قد أعفى عند التعيين موظفي الفئتين الثالثة‬
‫والخامسة بشكل كلي وغالبية موظفي الفئتين الثانية والرابعة‪ ،‬في حين أخضع موظفي الفئة األولى (فئة‬
‫التحصيل العلمي) للضريبة ولكن بنسب أقل بعشرة أضعاف تقريب ا‪ ،‬وسعى المشرع من وراء ذلك لتحقيق‬
‫العدالة الضريبية فنجح في تحقيق الشعور بالعدالة ولكن شعور المكلف بتخفيض الضريبة لم يدم‬
‫بسبب ارتفاع األسعار للمواد األولية وآثاره والذي أفقد التخفيض قيمته الحقيقية‪ ،‬مع اإلشارة إلى شعور‬
‫األفراد بثقل العبء الضريبي وضعف العدالة عندما يرتفع الدخل بنسب مساوية الرتفاع األسعار‪.60‬‬

‫تعتبر ضريبة الرواتب واألجور ضريبة غير عادلة‪ ،‬وبمقارنتها في سورية مع معظم دول العالم سواء‬ ‫‪-‬‬
‫التي طبقت الضريبة الموحدة أو التي التزال تطبق الضرائب النوعية على الدخل نجد أن هذه الضريبة‬
‫تنقصها العدالة ألنها ال تراعي مطلقا ظروف ذوي الدخل المحدود بل هي عامل مساعد على تدني‬
‫مستوى دخلهم إلى أقل من الحد األدنى المطلوب‪ ،‬ففي األردن على سبيل المثال معدالت الضريبة على‬
‫الدخل هي نفس معدالت الضريبة على األشخاص الطبيعيين كونها تطبق الضريبة الموحدة على الدخل‬
‫بعد تجميع الدخول وتنزيل اإلعفاءات فالعامل الذي يبلغ دخله ‪ 6111‬دينار أي ما يعادل ‪ 111111‬ل‬
‫س ال يترتب عليه أي ضريبة على الدخل‪.61‬‬

‫إن الحد األدنى المعفى من الضريبة هو ‪ 91111‬ل س ونسبة الضريبة على الدخل فوق ‪ 11111‬ل‬ ‫‪-‬‬
‫س هي ‪ % 11‬وهي نسب غير عادلة‪ ،‬لذلك ال بد من رفع الحد األدنى المعفى مع التغير في معدل‬
‫التضخم بحيث يعفى الحد الضروري للحياة‪ ،‬كما أن اإلعفاءات العائلية هي إعفاءات متواضعة جد ا لذلك‬
‫البد من إعادة النظر بهذه اإلعفاءات وذلك لتقريب الضريبة من التشخيص الحقيقي‪ .‬ولقد وجدت إحدى‬
‫ّ‬
‫‪62‬‬
‫الدراسات أن مستوى الدخل الضروري لتلبية احتياجات اإلنسان السوري الغذائية وغير الغذائية‬
‫‪ /11169/‬ل س في الشهر وهو ما يسمى بالحد األدنى للدخل‪ ،‬أو خط الفقر المطلق حسب الدخل‪،‬‬
‫وهذا يدل أن الحد األدنى المعفى من الرواتب ال يغطي الحاجات األساسية لألسرة السورية‪ ،‬لذلك ال بد‬
‫من زيادة الرواتب واألجور وزيادة الحد األدنى المعفى بما يتناسب مع الحد األدنى للدخل‪.‬‬

‫وجود تهرب ضريبي كبير من هذه الضريبة في القطاع الخاص‪ ،‬فهو ال يدفع إال جزء ضئيل مما هو‬ ‫‪-‬‬
‫مفروض عليه حسابيا‪ ،‬وهو ال يعترف بالحد األدنى ألجور عماله هذا إذا ما اعترف بوجودهم أصال‬
‫بالرغم من كل الجهود المبذولة من وزارة المالية في سورية لكشف ومتابعة تحققات ضريبة الرواتب‬
‫واألجور للقطاع الخاص المتهرب من الضريبة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -‬نعوش صباح‪ ،‬الضرائب في الدول العربية – المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت ص ‪.160‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -‬رجال‪ ،‬عبد الحليم‪ ،‬االتجاهات الجديدة في النظام الضريبي السوري‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص ‪. 51‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ -‬د جميل قدري ‪ ،‬التعد دية االقتصادية في ظل التطورات الحديثة ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادية ‪ ،‬جمعية العلوم االقتصادية ‪ ،‬دمشق ‪،‬‬
‫‪. 2009‬‬

‫‪31‬‬
‫ضريبة الدخل الناتج عن رأس المال‪:‬‬

‫أ‪ -‬ضريبة ريع رؤوس األموال المتداولة‪:‬‬


‫نظمت هذه الضريبة بموجب قانون ضريبة الدخل رقم ‪ 11‬لعام ‪ ،1119‬وهي ضريبة نوعية ومباشرة إذ‬
‫تفرض على اإليراد اإلجمالي ال الصافي كما أنها عينية تفرض على إيراد الثروة المنقولة دون األخذ بعين‬
‫االعتبار شخصية المكلف وقدرته على الدفع وليس ثمة تنزيالت على األعباء العائلية‪.‬‬

‫تفرض هذه الضريبة وحسب نص المادة ‪ /19/‬من قانون الدخل رقم ‪ 11‬لعام ‪ 1119‬على األسهم‬
‫والسندات وكافة األوراق المالية التي تطرحها المؤسسات السورية على اختالف أنواعها أو المؤسسات‬
‫األجنبية القائمة في سورية وكذلك الديون التأمينية والودائع النقدية والحسابات الجارية‪ ،‬وتتناول الضريبة‬
‫مختلف اإليرادات الناتجة عن هذه األموال وأرباحها وفوائدها وعائداتها وجوائز السحب (اليانصيب) والتسديد‬
‫وغيرها‪ ،‬وهي ضريبة نسبية مقدرة بــــ ‪ %141‬من اإليراد وتساهم هذه الضريبة في تمويل الموازنة العامة للدولة‬
‫بشكل ضئيل ومحدود‪ ،‬وال بد من اإلشارة إلى أن القانون ‪ 11‬لعام ‪ 1119‬لم يغير كثي ار في هذه الضريبة عما‬
‫كانت عليه في المرسوم ‪ 11‬لعام ‪ 9111‬سوى ما جاء في المادتين ‪ 911‬و‪ 911‬المعدلة بالقانون ‪ 61‬لعام‬
‫‪63‬‬
‫وكذلك تكليف‬ ‫‪ 1111‬المادة ‪ )99‬حيث تم اقتطاع جوائز أوراق اليانصيب التي تزيد عن مليون ليرة سورية‬
‫‪ % 11‬من فوائد األموال اآلتية من شهادات االستثمار والمبالغ المودعة في حسابات التوفير لدى المصارف في‬
‫الجمهورية العربية السورية وليس العامة فقط‪ ،‬أما معدل الضريبة فقد بقي كما كان ‪ %141‬ولكنها أصبحت‬
‫شاملة للمجهود الحربي‪.‬‬

‫ويالحظ على هذه الضريبة مايلي‪:‬‬

‫أن هذه الضريبة من أقل الضرائب أهمية بالنسبة إلى الضرائب على الدخل من حيث مقدار التمويل‬ ‫‪-‬‬
‫في الموازنة العامة للدولة‪ ،‬حيث بلغت نسبتها في عام ‪ 1111‬من إجمالي الضرائب والرسوم ‪%1411‬‬
‫فقط ومن إجمالي إيرادات الدولة ‪ ،%1411‬كما بلغت نسبتها من إجمالي ضرائب الدخل ‪،%1491‬‬
‫ويعود السبب في تدني حصيلتها في عام ‪ 1111‬وما قبل إلى مجموعة من األسباب أهما عدم وجود‬
‫سوق أوراق مالية والحكومة ال تطرح سندات دين عام على الجمهور‪ ،‬إضافة إلى عدم كفاءة اإلدارة‬
‫الضريبية وغياب نظم المعلوماتية‪.‬‬

‫نالحظ ارتفاع قيمة هذه الضريبة ابتداء من عام ‪ 1111‬وما بعد حيث بلغت نسبتها من ضرائب الدخل‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %1466‬ومن إجمالي الضرائب والرسوم ‪ %1491‬ومن إجمالي إيرادات الموازنة ‪ ،%1491‬كما بلغت‬
‫نسبتها في عام ‪ 1191‬من ضرائب الدخل ‪ %1416‬ومن الضرائب والرسوم ‪ %1411‬ومن إيرادات‬
‫الموازنة ‪ %1491‬ويعود السبب في هذا االرتفاع هو إحداث سوق لألوراق المالية في سورية‪.64‬‬

‫إيراداتها ضئيلة جد ا ومساهمتها في تمويل الموازنة العامة منخفض جد ا‪ ،‬بالرغم من أن لها مردود‬ ‫‪-‬‬
‫كبير جدا في الدول المتقدمة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ -‬جوائز أوراق اليانصيب الصادرة عن جهات أخرى غير المؤسسة العامة للمعارض فهي تخضع لضريبة ريع رؤوس األموال‬
‫المتداولة مهما كانت قيمتها ‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫‪ -‬النسب محسوبة من قبل الباحثة استنادا إلى أرقام الموازنات العامة للدولة ‪. 2010-2009-2001-2007‬‬

‫‪35‬‬
‫تعديل معدل هذه الضريبة البالغ ‪ %141‬نظ ار لكونه منخفض جدا بالمقارنة بمعدالت ضرائب الدخل‬ ‫‪-‬‬
‫األخرى‪ ،‬حيث أن تعديلها يمكن أن يستخدم كأداة في يد الدولة للتأثير على قرارات االستثمار وتشجيع‬
‫المدخرين على تحويل أموالهم لالستثمار وتشغيلها ضمن أنشطة أكثر فعالية ومردود ا (كما أوصى‬
‫بذلك خبراء صندوق النقد الدولي عند دراستهم لهذه الضريبة)‪.65‬‬

‫ب‪ -‬ضريبة ريع العقارات‪:‬‬


‫يعود أصول فرض هذه الضريبة إلى القانون رقم ‪ 911‬تاريخ ‪ 9111/1/96‬وتعديالته والذي يقضي‬
‫بفرض ضريبة سنوية على ريع العقارات الواقعة ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية ‪،‬ثم تم تعديل‬
‫القانون ‪ 911‬بالقانون رقم ‪ 91‬لعام ‪ ،9111‬ومن ثم المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪ ،1116‬حيث تفرض‬
‫ضريبة سنوية على ملكية العقار ويعد ريع العقار المقدر أساس لحساب الضريبة‪ ،‬ولقد اعتبرت هذه الضريبة‬
‫من ضمن ضرائب رأس المال ضمن التشريعات الضريبية ولكن نظ ار لكونها ضريبة على الريع أي على دخل‬
‫اعتبرناها من ضمن ضرائب الدخل‪ .‬وتخضع لهذه الضريبة جميع اإلنشاءات المعدة لالستعمال على اختالف‬
‫أنواعها وتخصيصها سواء كانت تامة البناء أو على الهيكل‪ ،‬والمقسم الذي ال تتجاوز مساحته ألف متر من‬
‫األراضي المتصلة بهذه اإلنشاءات‪ ،‬وكذلك األراضي واألسطح~ المستعملة ألغراض تجارية أو مهنية أو خدمية‬
‫أو صناعية أو إعالمية‪ .‬ويعفى من هذه الضريبة بشكل دائم وفقا للمادة ‪ 1‬من المرسوم التشريعي رقم ‪19‬‬
‫لعام ‪:1116‬‬

‫األمالك العامة وعقارات الجهات ذات الطابع اإلداري غير المؤجرة والمؤسسات والبلديات واألحزاب‬ ‫‪-‬‬
‫والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية‪.‬‬
‫العقارات المعدة لحفظ الحاصالت واآلالت واألدوات الزراعية وإليواء المواشي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنشاءات المعدة لسكن مالكي األراضي الزراعية أو مستثمريها أو العمال الزراعيين على أال تكون‬ ‫‪-‬‬
‫هذه العقارات مؤجرة وأن تكون واقعة في المزرعة أو في األراضي المستثمرة‪.‬‬
‫العقارات المعدة للسكن أو لغايات زراعية في القرى التي ليس فيها مركز بلدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫األماكن المخصصة لتربية الخيول ودود القز وأبراج الحمام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العقارات التي تملكها الهيئات والجمعيات الخيرية واتحاداتها المرخصة أصوال شرط أال تكون مستأجرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عقارات الدول األجنبية المخصصة لسكن ممثليها السياسيين أو القنصليين أو لدوائرهم بشرط المعاملة‬ ‫‪-‬‬
‫بالمثل‪.‬‬
‫العقارات غير المؤجرة والمخصصة لممارسة الشعائر الدينية أو أديرة أو معاهد أو مدارس شرعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العقارات المعفاة بموجب معاهدات واتفاقات دولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عقارات صندوق الدين العام‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويعفى إعفاء مؤقت‪:‬‬

‫المؤسسات الصناعية (لمدة ست سنواتى من تاريخ ترخيصها وفق المرسوم ‪ 919‬لعام ‪.)9111‬‬ ‫‪-‬‬
‫المنشآت السياحية (مالكي الفنادق من المستوى الدولي ومستثمريها التي ترخص وتنشأ في سوريا‬ ‫‪-‬‬
‫تعفى من جميع الضرائب والرسوم لمدة سبع سنوات من تاريخ استثمارها‪ ،‬ويعفى مالكو الفنادق من‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬ريم جودت يعقوب آغا‪ ،‬دور اإليرادات الضريبية في تمويل اإلنفاق العام‪ ،‬إشراف د الياس نجمة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪36‬‬
‫الدرجتين الممتازة واألولى والمطاعم والمالهي المستثمرة ضمنها ومستثمروها من جميع الضرائب‬
‫والرسوم لمدة خمس سنوات من تاريخ بدء االستثمار)‪.‬‬
‫ولقد حصل تعديل بموجب المرسوم رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬النافذ من تاريخ ‪ 1111/9/9‬حيث أخضعت‬
‫جميع المنشآت السالفة الذكر لضريبة دخل األرباح (كما شرحناها سابقا في ضريبة األرباح الحقيقية)‬
‫وبقيت معفاة من ضريبة ريع العقارات بشكل مؤقت‪.‬‬
‫الجمعيات التعاونية السكنية والمساكن الشعبية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الجمعيات السكنية لمدة سبع سنوات للمساكن التي ال تزيد مساحتها عن ‪991‬م‪1‬‬
‫المساكن الشعبية لمدة خمس سنوات من السنة التي تلي تاريخ انتهاء إنشائها‪.‬‬

‫يكلف بهذه الضريبة المالك سواء أكان طبيعيا أم اعتباريا المنتفع بالعقار حسب قيود السجل العقاري‬
‫وتقدر قيمة العقارات وتحدد ريعها السنوي من قبل لجنة مختصة باالستناد إلى العوامل المؤدية إلى تحديدها‬
‫ومنها ميزات الموقع والمساحة وأنواع مواد البناء والتقسيمات وغيرها من العوامل‪ .‬ويعاد تقدير قيم العقا ارت‬
‫عند إفراز العقار أو في حال دمج العقار مع عقارات أخرى أو تبدل األوصاف األساسية للعقار أو دخول العقار‬
‫ضمن المخطط التنظيمي المصدق أو تبدل صفة استعمال العقار أو بناء على طلب المؤجر أو المستأجر إذا‬
‫كان آخر تقدير مالي لها ثالث سنوات‪ ،‬واذا ط أر تعديل على قيمة العقار في الحي أو القرية أو المدينة نقص‬
‫أو زيادة تتجاوز ‪.%11‬‬

‫أساس التكليف في هذه الضريبة هو ريع العقار المقدر ولقد جرى أول تقدير عام للعقارات فعلي ا في‬
‫سوريا عام ‪ 9161‬وجرى عليه زيادات غير ذات قيمة في النسب في السبعينات والثمانينات والتسعينات‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن قيم العقارات المالية الموجودة في سجالت الدوائر المالية هي القيم الفعلية التي كانت فعالا في عام‬
‫‪ ، 9161‬أما اآلن وبسبب الفرق الكبير في األسعار عما كان عليه الحال في السنوات الماضية أصبحت هذه‬
‫القيم تخمينية افتراضية ال تعبر الواقع الفعلي للقيم الحقيقية‪ ،‬وباعتبار أن قيمة العقارات حاليا زادت أكثر من‬
‫مائتي ضعف من تاريخ ‪ 9161‬ونحن حتى اآلن نعتمد في تقييم المال الخاضع للضريبة على القيم التخمينية‬
‫القديمة كأساس قانوني في حساب العديد من الضرائب والرسوم والريوع واألرباح وهذا يؤدي إلى خسارة خزينة‬
‫الدولة للكثير من األموال بسبب عدم االعتماد على القيم الحقيقية في حساب الضرائب‪ ،‬لذلك ال بد من إجراء‬
‫تقييم عام للعقارات يعتمد على القيم الحقيقية كما هو متبع في أكثر البلدان لمراعاة الزيادة في األسعار‬
‫ومعدالت التضخم‪ ،‬مع ضرورة العمل على إعادة النظر بالنسب المطبقة لتصبح مالئمة للقيم الحقيقية‪.‬‬

‫معدالت ضريبة ريع العقارات‪:‬‬


‫حددت المادة ‪ 96‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬نسب ضريبة ريع العقارات على أساس‬
‫بدل إيجار العقار أو مجموع بدالت إيجار العقارات التي تعود لمكلف واحد في األراضي السورية باستثناء‬
‫عقارات المنشآت الصناعية غير المؤجرة (بما فيها رسم الحراسة واضافات الدفاع الوطني وحصة البلدية‬
‫ورسوم المدارس) كمايلي‪:‬‬

‫‪ %91‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي ال يتجاوز ‪ 9111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %96‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي ال يتجاوز ‪ 9111‬ل س وحتى ‪ 1111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %11‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي ال يتجاوز ‪ 1111‬ل س وحتى ‪ 1111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ %91‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي ال يتجاوز ‪ 1111‬ل س وحتى ‪ 91111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %11‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي ال يتجاوز ‪ 91111‬ل س وحتى ‪ 91111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %11‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي ال يتجاوز ‪ 91111‬ل س وحتى ‪ 11111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %61‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي يتجاوز ‪ 11111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أما عقارات المنشآت الصناعية غير المؤجرة فتخضع للنسب التالية‪:‬‬

‫‪ %91‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي ال يتجاوز ‪ 1111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %9141‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي ال يتجاوز ‪ 1111‬ل س وحتى ‪ 6111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %19‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي ال يتجاوز ‪ 6111‬ل س وحتى ‪ 91111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %11‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي ال يتجاوز ‪ 91111‬ل س وحتى ‪ 11111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ %91‬عن جزء الريع أو الريوع السنوية الذي يتجاوز ‪ 11111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫هذا وتعتبر ضريبة ريع العقارات ضريبة سنوية تحقق في بداية كل سنة ميالدية استنادا للتقدير‬
‫المالي النافذ‪.‬‬

‫هذا وتتميز موارد هذه الضريبة أنها شبه معدومة كما أنها تتميز باختالل كبير وسوء في التقدير‬
‫وهي غير منتظمة مع أن مصدرها من أكثر المصادر دوام ا وانتظام ا‪ ،‬حيت بلغت حصيلة هذه الضريبة في عام‬
‫‪ 1191‬مبلغ ‪ /1111/‬مليون ليرة سورية وتشكل نسبة ‪ %141‬من إجمالي الضرائب والرسوم ونسبة ‪%149‬‬
‫من إجمالي إيرادات الموازنة‪ ،‬وتبين هذه األرقام أن واردات هذه الضريبة ضئيلة ونسبة مساهمتها في إجمالي‬
‫إيرادات الدولة شبه ثابتة ومنخفضة‪.‬‬

‫ويمكن القول أن ضريبة ريع العقارات هي ضريبة ذات صفة شخصية نسبيا ألخذها بالمعدالت‬
‫التصاعدية وتناولها لمجموع العقارات التي يملكها المكلف ولكنها ال تراعي قدرة المكلف الشخصية وتفرض‬
‫على المادة الخاضعة للتكليف مما يضفي عليها الصفة العينية‪ ،‬كما أنها ذات صفة مكانية باعتبارها تفرض‬
‫على ريوع جميع العقارات الكائنة في أراضي سورية‪.‬‬

‫إن بعض الباحثين اعتبروا ضريبة ريع العقارات ضمن ضرائب رأس المال وآخرون اعتبروها ضمن‬
‫ضرائب الدخل‪ ،‬والسبب في ذلك هو عدم تفريق المشرع ما بين العقارات المسكونة من قبل مالكيها والعقارات‬
‫البد من الفصل بين النوعين‬
‫المؤجرة التي تدر على مالكيها دخالا إضافي ا‪ ،‬لذلك ومن أجل عدالة التكليف كان ّ‬
‫من خالل المعدالت والشرائح المفروضة فتكلف الفئة األولى مثالا بمعدالت منخفضة نسبيا مع توسع حجم‬
‫الشريحة وتخفيف التصاعد بين بعضها البعض وبشكل معاكس بالنسبة للفئة الثانية بحيث يزداد التصاعد حدة‬
‫ويوسع حجم الشريحة ولكن بمعدالت أخفض من المعدالت المطبقة حالي ا‪ ،‬وهذا ما يفسر لنا كونها ضريبة‬
‫غير فعالة يكثر التهرب منها‪.66‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -‬آغا ‪ ،‬ريم جودت يعقوب ‪ ،‬دور اإليرادات الضريبية في تمويل اإلنفاق العام ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬

‫‪31‬‬
‫الضرائب على اإلنفاق‪:‬‬
‫يقول الباحث السيد هشام الغزي في مذكرته المقدمة حول النظام الضريبي السوري بين النظريات‬
‫والواقع‪" :67‬أنه يمكن بشكل عام أن نعتبر أن ض ارئب اإلنفاق العامة هي ضرائب البلدان المتقدمة حيث يكون‬
‫مطرحها واسعا أما ضرائب اإلنفاق الخاصة فهي ضرائب البلدان الفقيرة التي يضيق فيها مطرح الضريبة العامة‬
‫وينعدم مجال تطبيقها على الشعب فيستعاض عنها بالضرائب الخاصة والرسوم الجمركية" وهي تماما كما هي‬
‫الحال في سورية فمعظم ضرائبها ضرائب نوعية على أشكال من اإلنفاق كضرائب الجمارك والضريبة على‬
‫اإلنفاق الكمالي‪ .‬ويمكن أن نعتبر أن الضرائب على اإلنفاق في النظام الضريبي السوري هي عبارة عن‬
‫الضرائب التالية‪:‬‬

‫‪ -9‬رسم اإلنفاق االستهالكي‪.‬‬

‫‪ -1‬الرسوم الجمركية‪.‬‬

‫‪ -9‬رسم الطابع المالي والرسوم األخرى‪.‬‬

‫وفيما يلي شرح لهذه الضرائب‪:‬‬

‫‪ -‬رسم اإلنفاق االستهالكي‪:‬‬


‫فرض هذا الرسم ألول مرة بموجب القانون رقم ‪ 91‬لعام ‪ 9111‬حيث يتناول أهم السلع والخدمات‬
‫الكمالية الترفيهية وبنسب تتراوح بين ‪ 1‬و‪ % 11‬حسب قيمة السلعة أو الخدمة المطلوبة‪ ،‬ثم جاء المرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 69‬لعام ‪ 1111‬ليوسع قاعدة السلع االستهالكية والخدمات الخاضعة للرسم ليلغي الصفة‬
‫الكمالية من السلع االستهالكية‪ ،‬وفيمايلي جدول لنسب رسم اإلنفاق االستهالكي حسب المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 69‬لعام ‪:1111‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬ريم جودت يعقوب آغا ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬

‫‪39‬‬
‫جدول رقم (‪ )1‬نسب رسم اإلنفاق االستهالكي للخدمات والسلع‬

‫بموجب المرسوم ‪69‬‬ ‫بموجب القانون‬ ‫البيان‬


‫رقم ‪91‬‬
‫نسبة موحدة ‪ %91‬مع إضافة فنادق ومطاعن من الدرجة الثانية‬ ‫‪-9‬خدمات الفنادق واألبنية والمطاعم من‬
‫الدرجة الدولية والممتازة واألولى‬
‫‪%91‬‬ ‫‪-‬خدمات المبيت الدرجة الدولية والممتازة‬
‫‪%1‬‬ ‫‪-‬خدمات المبيت الدرجة األولى‬
‫‪%91‬‬ ‫خدمات الطعام الدرجة الدولية والممتازة‬
‫‪%1‬‬ ‫خدمات الطعام الدرجة األولى‬
‫‪%91‬‬ ‫المشروبات‬
‫‪%91‬‬ ‫الحفالت‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-1‬خدمات المالهي من جميع الدرجات –‬
‫مشروبات – حفالت – مطاعم‬
‫‪%9‬على جميع التذاكر السياحية‬ ‫‪ %91‬تذاكر‬ ‫‪-9‬تذاكر السفر بالطائرة إلى خارج القطر‬
‫الدرجة األولى‬
‫‪%91‬‬ ‫‪-----‬‬ ‫‪-1‬خدمات مدن األلعاب الكهربائية‬
‫‪ %91‬لمرة واحدة عند تسجيل واقعة شراء السيارة المستوردة ألول‬ ‫‪ %91‬عند كل‬ ‫‪-1‬السيارات السياحية‬
‫مرة عدل بموجب المرسوم ‪ 19‬لعام ‪ 1111‬وأصبح‪:‬‬ ‫عملية بيع‬
‫‪-‬السيارات السياحية الخاصة (عدا الحكومية) التي ال تزيد سعة‬
‫اسطوانتها عن ‪ 9611‬سم مكعب إلى ‪.%91‬‬
‫‪-‬السيارات السياحية الخاصة التي تزيد سعة اسطوانتها ‪9611‬‬
‫سم مكعب إلى ‪.%11‬‬
‫ثم تم التعديل بموجب المرسوم رقم ‪ 99‬تاريخ ‪ 1111/1/1‬حيث تم‬
‫خفض رسم اإلنفاق االستهالكي إلى ‪ %11‬بالنسبة لألجزاء‬
‫والمكونات المصنعة محليا من قبل مصانع السيارات وذلك لمدة‬
‫ست سنوات من تاريخ صدور المرسوم‪.‬‬
‫‪ %91‬على الدمغة مع تعديل طريقة االستيفاء‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-6‬الذهب‬
‫‪ %91‬وتقوم لجنة مشرفة بالوسم وتحتسب الضريبة كل مرة يتم‬ ‫‪%91‬‬ ‫الذهب مرصع لؤلؤ –أحجار ثمينة – ألماس‬
‫فيها الوسم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-1‬أجهزة الفيديو – مدافىء كهرباء‪-‬وحدات‬
‫تكييف‪-‬مكيفات – أجهزة تسخين المياه‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-1‬السجاد المستورد‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-1‬مصنوعات الكريستال والثريات‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-91‬أجهزة عرض صور وعرض سينما‬
‫وآالت تصوير التي تزيد قيمتها عن ‪9111‬‬
‫ل س ما عدا التصوير الشعاعي‪.‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-99‬الساعات المصنوعة من الذهب أو‬
‫الفضة أو المعادن الثمينة‪.‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-91‬أسلحة الصيد والرماية‪.‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-99‬أدوات المائدة المصنوعة من الذهب –‬
‫الفضة – المعادن الثمينة‪.‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-91‬المشروبات الكحولية المستوردة‪.‬‬
‫‪ %91‬وأضيفت مادة الغرانيت‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-91‬الرخام والمرمر الخالص‪.‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫‪-96‬المشروبات الغازية‪.‬‬
‫المواد المضافة إلى قائمة المواد الخاضعة لرسم اإلنفاق االستهالكي‬
‫‪%1‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-91‬الشاي‬
‫‪ %99‬عدلت بالمرسوم ‪ 19‬لعام ‪ 1111‬إلى ‪%91‬‬ ‫‪----‬‬ ‫‪-91‬زيوت وسمون نباتية (محلية ومستوردة)‬
‫وعدلت بالمرسوم ‪ 19‬لعام ‪ 1199‬إلى ‪%1‬‬ ‫بدال من الضميمة على الزيوت‪.‬‬
‫‪ %91‬عدلت بموجب الرسوم ‪ 19‬لعام ‪ 1199‬إلى‬ ‫‪---‬‬ ‫‪ -91‬سمون حيوانية وزبده حيوانية (محلية‬
‫‪%1‬‬ ‫ومستوردة)‬
‫‪ %1‬عدل بموجب المرسوم ‪ 19‬لعام ‪ 1199‬إلى ‪%9‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-11‬البن‬
‫‪%1‬‬ ‫‪---‬‬ ‫روح البن نسكافيه‬
‫‪%1‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-19‬المتة بأنواعها‬
‫‪%91‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-11‬البهارات والتوابل‬
‫‪%91‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-19‬الفطر‬
‫‪%91‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-11‬أفالم تصوير فوتوغرافي‬
‫‪%91‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-11‬مستحضرات التجميل‬
‫‪%1‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-16‬الشوكوال والمحضرات الغذائية التي تحتوي‬

‫‪11‬‬
‫على الكاكاو (تم تعديلها بتعليمات الحقة وألغيت‬
‫على معامل الشوكوال المحلية‪.‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-11‬عجينة ومسحوق الكاكاو‬
‫‪%91‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-11‬أجهزة التلفاز وآالت التسجيل الصوتي‬
‫‪%11‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-11‬األجهزة الالسلكية الالقطة المرسلة وقطعها‬
‫‪ 9111‬للطن‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-91‬اإلسمنت بأنواعه(بدال من رسم سابق)‬
‫‪ %1‬عدل بموجب المرسوم ‪ 19‬لعام ‪ 1199‬إلى ‪%9‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-99‬السكر (بدال من رسم سابق)‬
‫‪%1‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-91‬الملح (بدال من رسم سابق)‬
‫‪%1‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-99‬اللوز‬
‫‪%1‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-91‬عصائر الفواكه والخضر وخليط عصائر عدا‬
‫المكثفات الصناعية‬
‫‪%941‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪-91‬جميع المواد المستوردة ما عدا المواد‬
‫األولية الالزمة للصناعة الخاضعة لرسم جمركي‬
‫‪ %9‬والمواد السالفة الذكر في البنود ‪91-9‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول السابق أن المرسوم ‪ 69‬قام بمايلي‪:‬‬

‫‪ -9‬إلغاء رسوم االسمنت والسكر والملح وتضمينها ضمن جدول السلع الخاضعة للرسم وأصبح باإلمكان‬
‫استرداد الرسم المدفوع على أية سلعة في حاالت خاصة مبينة في المرسوم‪.‬‬

‫‪ -1‬ألغى العديد من التشريعات والقوانين التي يعود بعضها لخمسين عام (مثل المادة ‪ 9‬من المرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 919‬لعام ‪...... 9111‬إلخ)‬

‫ومن ثم عدل بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬تاريخ ‪1111/1/6‬الذي أضاف السلع والخدمات‬
‫التالية وأخضعها لرسم اإلنفاق االستهالكي وهي‪:‬‬

‫أجور مكالمات الهاتف الخليوي عند تحصيلها بنسبة رسم ‪.%9‬‬ ‫‪-‬‬

‫أجور مكالمات الهاتف الثابت عند تحصيلها بنسبة رسم ‪.%1‬‬ ‫‪-‬‬

‫لفائف بيع سيجار (المحلي والمستورد) بنسبة رسم ‪.%91‬‬ ‫‪-‬‬

‫لفائف بيع سيجار (المحلي والمستورد) تبغ التدخين وان احتوى على إبدال تبغ محلي ومستورد‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة ‪.%91‬‬

‫ثم عدل مرة ثانية بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬الذي عدل بعض المؤيدات الجزائية‬
‫لرسم اإلنفاق االستهالكي‪ ،‬وعدل للمرة الثالثة بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬تاريخ ‪ 1111/9/99‬الذي‬

‫‪12‬‬
‫عدل رسم اإلنفاق االستهالكي بما يتماشى مع المستجدات االقتصادية حيث نص على استيفاء رسم اإلنفاق‬
‫االستهالكي على األجزاء والمكونات المصنعة محلي ا عند إنتاج السيارة كاملة وتتخذ تكلفة هذه األجزاء‬
‫والمكونات أساس الستيفاء الرسم المذكور‪ ،‬كما أخضعت األجزاء والمكونات المستوردة من قبل الشركات‬
‫المرخصة بصناعة وتجميع السيارات السياحية محليا للرسم حين تخليصها من األمانات الجمركية ثم تم‬
‫تعديلها بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 99‬لعام ‪ 1111‬حيث بقيت األجزاء والمكونات المستوردة الالزمة‬
‫لصناعة السيارات وفقا للمرسوم ‪19‬لعام ‪ 1111‬أما األجزاء والمكونات المصنعة محليا فقد تم خفض رسم‬
‫اإلنفاق االستهالكي عليها إلى ‪ %11‬ولمدة ست سنوات من تاريخ صدور المرسوم ويحتسب الرسم من قيمة‬
‫تكلفة هذه األجزاء وتدفع لمرة واحدة أول مرة عند تسجيل السيارة في مديرية النقل‪ .‬كما عدل رسم اإلنفاق‬
‫االستهالكي مؤخ ار بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1199‬والذي يقضي بتخفيض رسم اإلنفاق‬
‫االستهالكي للزيوت والسمون النباتية والحيوانية والبن غير المحمص والسكر بأنواعه المختلفة‪ .‬كما يقضي‬
‫المرسوم بتخفيض رسم ترخيص طلبات االستيراد المحدد بنسبة ‪ 1‬بالمئة بحيث تصبح ‪ 9‬بالمئة‪ .‬و ال تزال‬
‫التعديالت مستمرة ‪.‬‬

‫ونعرض فيمايلي أهم المالحظات على رسم اإلنفاق االستهالكي‪:‬‬

‫‪ -9‬إخضاعه لعدد من السلع والخدمات الضرورية التي ال يمكن االستغناء عنها لجميع طبقات الشعب‬
‫مثل السكر والملح واالسمنت والزيوت والسمون النباتية والشاي والبن والمتة وهي سلع تتميز بأن‬
‫الطلب عليها غير مرن‪ ،‬هذا األمر يؤدي إلى ارتفاع أسعارها ويجعل تطبيق هذا الرسم بعيد عن‬
‫العدالة الضريبية باعتبار أن الطبقات الغنية تنفق على هذه السلع نسبة من دخلها أقل بكثير من‬
‫النسبة التي تنفقها عليها الطبقات الفقيرة وبالتالي فإن العبء الضريبي يكون أشد على الطبقات‬
‫الفقيرة‪.‬‬

‫‪ -1‬فرض رسم على التبغ بمعدل ‪ %91‬وتعد هذه السلعة غير مرنة في السوق‪.‬‬

‫‪ -9‬وجود تهرب ضريبي كبير من هذا الرسم من قبل المطاعم والفنادق بسبب عدم وجود فواتير نظامية‬
‫ونظام رقابي معين يثبت الواقع الحقيقي ألعمال هذه المهن‪.‬‬

‫‪ -1‬عند تقديم بعض المواد من قبل المنشآت السياحية يجعلها تخضع مرة أخرى للرسم من خالل الفواتير‬
‫الصادرة عن تلك المنشآت‪ ،‬وكذلك بالنسبة للسيارات حيث يتم إخضاع سعر السيارة مضافا إليه‬
‫الرسوم الجمركية ثم يخضعونه لرسم اإلنفاق االستهالكي وهذا ما يسمى باالزدواج الضريبي أو فرض‬
‫ضريبة على الضريبة‪.‬‬

‫‪ -1‬ارتفاع حصيلة هذا الرسم باستمرار ووصوله إلى ‪ 9141‬مليار في عام ‪ 68 1116‬و‪ 11‬مليار عام‬
‫‪ 1191‬ويعود سبب هذا االرتفاع إلى إخضاع العديد من السلع األساسية للرسم كما هو موضح‬
‫بالجدول رقم (‪ )1‬وفقا لمرسوم رسم اإلنفاق االستهالكي الجديد‪ ،‬إضافة إلى دمج عدد من الرسوم‬
‫برسم اإلنفاق االستهالكي ورفع نسبة هذه الرسوم مثل (األجهزة الالسلكية وأجهزة التلفزيون ورسم‬
‫اإلسمنت ورسم الملح والمواد الكحولية والسكر والزيوت والسمون وغيرها)‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -‬رجال‪ ،‬عبد الحليم ‪ ،‬االتجاهات الجديدة في النظام الضريبي السوري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 70‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -6‬إن رسم اإلنفاق االستهالكي يكون واجب األداء عند وقوع عملية البيع أو تقديم الخدمة الخاضعة‬
‫للرس م‪ ،‬وكيفما تمت العملية نقدا أو ألجل أو لالستهالك الشخصي ويبوب في الموازنة باسم رسم‬
‫اإلنفاق االستهالكي الكمالي( ألغيت كلمة الكمالي عمال بأحكام المادة ‪ 99‬من المرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 69‬لعام ‪ ) 1111‬ضمن الضرائب المباشرة دون أي مبرر علمي‪ ،‬وهو من الضرائب غير المباشرة‪.‬‬

‫‪ -1‬عدل المرسوم ‪ 69‬بعد صدوره بسبعة أشهر ثم عدل ثالث مرات و هذا يدل على ضعف التشريع‬
‫الضريبي لدينا وان إصدار القوانين يتم دون إعداد أية دراسة عملية أو تطبيقية تبين أثر الضريبة‬
‫المفروضة اقتصاديا واجتماعيا‪.‬‬

‫‪ -1‬إن مساهمة هذا الرسم في اإليرادات اإلجمالية ضئيلة وال تلعب دورها الحقيقي المالي واالقتصادي‪،‬‬
‫بالرغم من التعديالت والمطارح الجديدة التي أضافها قانون رسم اإلنفاق االستهالكي الجديد‪ ،‬ولقد‬
‫بلغت حصيلتها في عام ‪ 1191‬مبلغ ‪ /11111/‬مليون ليرة سورية بنسبة ‪ %9141‬من إجمالي‬
‫الضرائب والرسوم ونسبة ‪ %149‬من إجمالي إيرادات الموازنة‪.‬‬

‫ولقد نظرت وزارة المالية إلى رسم اإلنفاق االستهالكي على أنه ضريبة مبيعات وهو خطوة أولى وصوال لتطبيق‬
‫الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬

‫‪ -‬الرسوم الجمركية‪:‬‬
‫تعتبر الرسوم الجمركية من أقدم التكاليف في العالم وأكثرها شيوعا وحصيلة حيث وجد أن لها جذو ار‬
‫قديمة منذ الحضارات الرومانية وما قبلها أيضا في مختلف بقاع العالم‪ ،‬وكانت لها تسميات عديدة منها‬
‫المكوس واألعشار والدخولية والجمرك‪ ،‬والهدف من فرضها هو حماية الصناعة الوطنية‪ ،‬وتأمين الحاجات‬
‫المالية للدولة‪ ،69‬وتعتبر الضريبة الجمركية (الرسم الجمركي) ضريبة غير مباشرة تتسم بكافة مزايا هذا النوع‬
‫من الضرائب مثل وفرة الحصيلة الضريبية وعدم شعور الممول بعبئها والمرونة‪ ،‬حيث تتغير الحصيلة‬
‫الضريبية بتغير الظروف االقتصادية‪ ،‬فتزيد في أوقات الرواج وتقل في أوقات االنكماش‪.70‬‬

‫يفرض الرسم الجمركي على السلع والبضائع التي تعبر الحدود الجمركية للدولة دخوالا وخروجا‪ ،‬أي‬
‫أن اجتياز السلعة هذه الحدود هو الواقعة المنشئة للرسم الجمركي‪.‬‬

‫وتستوفي مديريات الجمارك في سورية عند االستيراد الرسوم الجمركية باإلضافة إلى رسوم وضرائب‬
‫أخرى تضاف على البيان الجمركي لصالح عدة جهات في الدولة‪ ،‬ولقد استخدم المشرع السوري تعبير الرسوم‬
‫الجمركية وفق ما ورد بقانون الجمارك السوري رقم ‪ /1/‬لعام ‪ 9111‬وتعديالته‪ ،‬في حين استخدم المشرع‬
‫المصري تعبير الضرائب الجمركية‪ .71‬وكان األجدر بالمشرع السوري استخدام تعبير الضرائب الجمركية على‬
‫اعتبار أن الرسم يستوفى مقابل خدمة معينة تقدم‪ ،‬في حين أن الضريبة تفرض جبرا من قبل الدولة على‬
‫المكلفين بصرف النظر عن المنافع التي تعود عليهم من وراء الخدمات العامة‪.72‬‬

‫‪69‬‬
‫‪-‬د كنعان علي‪ ،‬المالية العامة واإلصالح المالي في سورية‪ ،‬دار الرضا للنشر‪ ،‬دمشق‪ ،2003 ،‬ص ‪. 36‬‬
‫‪70‬‬
‫‪ -‬عثمان‪ ،‬سعيد عبد العزيز‪ ،‬النظام الضريبي وأهداف المجتمع – مدخل تحليلي معاصر‪ ،‬الدار الجامعية للنشر‪ ،‬بيروت‪،2007 ،‬‬
‫ص ‪.121‬‬
‫‪71‬‬
‫‪ -‬فتحي حسن سالمة‪ ،‬النظم الجمركية‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،1991 ،‬ص ‪. 90‬‬
‫‪72‬‬
‫‪ -‬قرعان‪ ،‬محمد فادي‪ ،‬النظام الضريبي في سورية وآثاره االقتصادية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 75‬‬

‫‪11‬‬
‫وهناك نوعان من الرسوم‪:‬‬

‫‪ -9‬الرسوم المفروضة على الواردات أي على البضائع األجنبية المستوردة من الخارج‪ ،‬وكذلك البضائع‬
‫التي تجلب من المناطق الحرة لالستهال ك المحلي‪.‬‬

‫‪ -1‬الرسوم المفروضة على الصادرات وهي أقل أهمية بسبب اتجاه الدول في الوقت الحاضر إلى إلغاء‬
‫هذه الرسوم والى منح إعانات تصدير تشجيعا منها للوحدات االقتصادية وتنشيط صادراتها التي‬
‫تعاني منافسة شديدة في األسواق الخارجية‪.‬‬

‫ويعد قانون الجمارك الصادر بالقرار ‪ /991/‬لعام ‪ /9191/‬البداية الفعلية للتشريع الجمركي وتم‬
‫تعديله الفتقاره إلى وحدة التشريع واالنسجام‪ ،‬فيمايلي استعراض للتعديالت على قانون الجمارك حتى اآلن‪:‬‬

‫قانون الجمارك رقم ‪ /1/‬لعام ‪ 9111‬وصدر هذا القانون كتشريع جمركي موحد ومتكامل بهدف‬ ‫‪-‬‬
‫تحقيق االقتطاع الجمركي وتأمين حصيلة مناسبة للخزينة‪.‬‬

‫المرسوم التشريعي رقم ‪ /1/‬تاريخ ‪.9119/1/11‬‬ ‫‪-‬‬

‫المرسوم ‪ /11/‬تاريخ ‪ 9111/9/99‬الذي تضمن التعرفة الجمركية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المرسوم ‪ /161/‬تاريخ ‪ 1119/1/1‬المتضمن التعرفة الجمركية المعدلة المنسقة والمعدة وفقا ألحكام‬ ‫‪-‬‬
‫االتفاقية الدولية للنظام المنسق لتوصيف وترميز السلع‪ ،‬وجميع هذه الرسوم تنصب على القيمة‬
‫وتشكل نسبة مئوية منها‪.‬‬

‫المرسوم رقم ‪ /166/‬تاريخ ‪ ،1119/1/1‬القاضي بتخفيض الرسوم الجمركية على بعض المواد‬ ‫‪-‬‬
‫والسلع بحيث تصبح ‪.%9‬‬

‫المرسوم ‪ /996/‬تاريخ ‪ ،1111/1/11‬القاضي بدمج الضريبة الموحدة على االستيراد مع الرسم‬ ‫‪-‬‬
‫الج مركي في معدل جديد واحد‪ ،‬وتوحيد أسعار الصرف لجميع السلع والمواد إلى معدل واحد هو سعر‬
‫البلدان المجاورة‪.‬‬

‫المرسوم رقم ‪ /991/‬تاريخ ‪ ،1111/1/9‬وتم بموجبه تعديل نسب الرسوم الجمركية (ويعتبر هذا‬ ‫‪-‬‬
‫‪73‬‬
‫الرسم شامال الضريبة الموحدة ) وكلفت مديرات الجمارك العامة بإعداد جدول تعريفة الرسوم‬
‫الجمركية الشاملة للتعديالت الصادرة عن المنظمة العالمية للجمارك وكذلك التعديالت األخرى الصادرة‬
‫بمراسيم سابقة بما فيها التعديالت التي تمت بموجب هذا المرسوم‪ ،‬واعتمد جدول التعريفة المشار‬
‫إليه بقرار من وزير المالية‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ -‬الضريبة الموحدة على االستيراد الصادرة بالقانون ‪ /1/‬لعام‪ 1910‬والتي كانت تبدأ بنسبة ‪ %6‬وتنتهي بنسبة ‪ %33‬على مختلف‬
‫المواد حسب البند الجمركي وتضم هذه الضريبة إضافات الدفاع المدني المحددة بالقانون ‪ 213‬لعام ‪ 1956‬والمعدل بالقانون ‪ 313‬لعام‬
‫‪ 1957‬بنسبة ‪ %15‬من الرسوم الجمركية‪ ،‬ورسم المرفأ المحدد بالقانون ‪ 17‬لعام ‪ 1951‬وتعديالته‪ ،‬ورسم المدارس المحدد بالقانون‬
‫رقم ‪ 150‬لعام ‪ 1951‬بنسبة ‪ % 2‬من الرسم الجمركي‪ ،‬ورسم االستهالك البلدي على البضائع المستوردة المحددة بالقانون ‪ 61‬لعام‬
‫‪ 1950‬المعدل بالقانون ‪ 11‬لعام ‪ 1959‬بنسبة ‪ % 1‬من قيمة البضائع ‪،‬و رسم النقل البحري المحدد بالقانون ‪ 11‬لعام ‪ 1959‬بنسبة‬
‫‪ % 2‬من قيمة البضائع‪ ،‬ورسم ترخيص طلبات االستيراد والتصدير المحدد بالقانون ‪ 176‬لعام ‪ ،1959‬ورسم اإلحصاء المحدد‬
‫بالقانون ‪ 203‬لعام ‪ ( .1960‬لقانون رقم ‪ 1‬لعام‪ 1910‬المتضمن الضريبة الموحدة على االستيراد)‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المرسوم رقم‪ /911/‬تاريخ ‪ ،1111/1/6‬الذي عدل نسب الرسوم الجمركية (ويعتبر الرسم شامالا‬ ‫‪-‬‬
‫الضريبة الموحدة) لمجموعة كبيرة من المواد والسلع وكان أهمها تخفيض الرسوم الجمركية على‬
‫السيارات السياحية‪ ،‬حيث خفضت من ‪ %911‬إلى ‪ %11‬للسيارات السياحية التي ال تتجاوز سعتها‬
‫‪ 9611‬س س‪ ،‬أما السيارات التي تتجاوز سعتها ‪ 9611‬س س خفضت رسومها من ‪ %111‬إلى‬
‫‪.%61‬‬

‫المرسوم رقم ‪ /111/‬تاريخ ‪ ،1111/1/91‬الذي عدل نسب الرسوم الجمركية لمجموعة من المواد‬ ‫‪-‬‬
‫والسلع للفصول (‪.)11-61- 11 ....-19-11-11-91‬‬

‫المرسوم ‪ /111/‬تاريخ ‪ 1111/91/1‬الذي عدل نسب الرسوم الجمركية لجدول التعريفة المنسقة‬ ‫‪-‬‬
‫للفصول من (‪ )11-9‬وتم العمل به اعتبا ار من ‪.1116/9/9‬‬

‫المرسوم رقم ‪ /16/‬تاريخ ‪ ،1116/1/16‬وتم بموجبه تعديل نسب الرسوم الجمركية المنصوص عليها‬ ‫‪-‬‬
‫في جدول التعريفة المنسقة (ويعتبر هذا الرسم شامال الضريبة الموحدة المنصوص عليها في‬
‫القانون ‪ /9/‬لعام ‪ )9111‬واعتمد جدول التعريفة المعدل بقرار من وزير المالية بتاريخ ‪.1116/9/9‬‬

‫المرسوم رقم ‪ /111/‬تاريخ ‪.1116/1/9‬‬ ‫‪-‬‬

‫المرسوم رقم ‪ /911/‬تاريخ ‪.1111/1/11‬‬ ‫‪-‬‬

‫المرسوم ‪ 111‬تاريخ ‪ 1111/1/16‬حيث تم بموجبه المصادقة على انضمام الجمهورية العربية‬ ‫‪-‬‬
‫‪74‬‬
‫‪.‬‬ ‫السورية إلى االتفاقية الدولية للنظام المنسق لتوصيف وترميز السلع والبروتوكول الملحق بها‬

‫ويعتبر القانون رقم ‪ 91‬تاريخ ‪ 1111/1/6‬هو قانون الجمارك الجديد بدالا من قانون الجمارك رقم ‪1‬‬ ‫‪-‬‬
‫لعام ‪ 9111‬والمعدل بالمرسوم رقم ‪ 1‬تاريخ ‪ ،9119/91/91‬ويتضمن القانون الجديد كافة النصوص‬
‫األساسية المتعلقة بالمواضيع الجمركية والقواعد المتعلقة بإدخال البضائع واخراجها واألحكام الجزائية‬
‫وغير ذلك‪ ،‬وهو لم يختلف كثي ار عن القانون القديم إال ببعض اإلجراءات الجمركية‪.‬‬

‫المرسوم رقم ‪ 11‬لعام ‪ 1199‬المتضمن تعديل التعرفة الجمركية على السلع والمواد األساسية (أرز –‬ ‫‪-‬‬
‫سكر‪ -‬زيوت نباتية – شاي – بن – حليب مجفف – موز)‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أنه تم تخفيض الرسوم الجمركية على البضائع بشكل كبير منذ عام ‪ 1111‬وحتى‬
‫نهاية عام ‪ 1111‬حيث أن أعلى رسم في التعرفة النافذة في عام ‪ 1111‬كان ‪ %111‬من قيمة البضاعة في‬
‫حين أصبح أعلى رسم في التعرفة الجديدة النافذة في عام ‪ 1111‬ال يتجاوز ‪ %61‬من قيمة البضاعة‪ ،‬كما تم‬
‫تعديل عدد شرائح الرسوم الجمركية ونسبها بحيث أصبح عدد هذه الشرائح يقتصر في التعرفة الجمركية النافذة‬
‫حاليا إحدى عشر شريحة هي (‪- %11 - %91 - %11 - %91 - %91 - %1- %1- %1- %9‬‬
‫‪ )%61 - %11‬وذلك بدالا ‪ 11‬شريحة رسم في التعرفة الجمركية السابقة التي كانت نافذة عام ‪.1111‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ -‬تمت هذه االتفاقية في مدينة بروكسل بتاريخ ‪ 11‬حزيران عام ‪ 1913‬وإن األطراف المتعاقدة على االتفاقية التي أنشئت تحت‬
‫رعاية مجلس التعاون الجمركي بهدف تسهيل التجارة الدولية وخفض النفقات التي ستترتب على إعادة وصف وتبنيد وترميز السلع‬
‫عند انتقالها من نظام تصنيف إلى نظام آخر في مجرى التجارة الدولية ولتسهيل توحيد القياس للمستندات التجارية وتسهيل نقل‬
‫المعلومات والمعطيات‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫أما بالنسبة لإليرادات الجمركية فيمكن تتبع تطورها من خالل الجدول رقم (‪ )1‬التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬تطور حصيلة الرسوم الجمركية في الفترة ‪ 1191-1119‬بماليين الليرات السورية‬

‫نسبة الرسوم‬ ‫نسبة الرسوم‬ ‫نسبة الرسوم‬


‫إجمالي‬
‫الجمركية إلى‬ ‫الجمركية إلى‬ ‫الجمركية إلى‬ ‫إجمالي‬ ‫الضرائب على‬ ‫الرسوم‬
‫الضرائب‬ ‫البيان‬
‫إجمالي‬ ‫إجمالي الضرائب‬ ‫الضرائب على‬ ‫اإليرادات‬ ‫اإلنفاق‬ ‫الجمركية‬
‫والرسوم‬
‫اإليرادات‬ ‫والرسوم‬ ‫اإلنفاق‬
‫‪941‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪919611‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪1119‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪969111‬‬ ‫‪91611‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪9946‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪161111‬‬ ‫‪916111‬‬ ‫‪11911‬‬ ‫‪11611‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪919911‬‬ ‫‪11911‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪1116‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪1649‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪111611‬‬ ‫‪69111‬‬ ‫‪96111‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪941‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪611111‬‬ ‫‪191161‬‬ ‫‪16111‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪946‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪611111‬‬ ‫‪111611‬‬ ‫‪16111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪941‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪1191‬‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫تقديري‬ ‫تقديري‬ ‫تقديري‬ ‫تقديري‬

‫المصدر‪ :‬الموازنات العامة للدولة للسنوات المذكورة‪ ،‬النسب من إعداد الباحث‪.‬‬

‫ولقد بلغت حصيلة الرسوم الجمركية في عام ‪ 1191‬مبلغ ‪ /11111/‬مليون ليرة سورية وتشكل‬
‫مساهمة الرسوم الجمركية في تمويل اإليرادات العامة للدولة نسبة ضئيلة جدا حيث وصلت إلى ‪ %941‬عام‬
‫‪ 1119‬ثم ارتفعت إلى ‪ % 141‬عام ‪ 1111‬لتعود وتنخفض إلى ‪ %141‬عام ‪ 1111‬ثم ترتفع ارتفاع ا بسيط ا‬
‫لتصل إلى ‪ %941‬عام ‪ .751191‬ويمكننا تفسير ذلك من خالل قيام سورية بإجراء تخفيضات متتالية على‬
‫الرسوم الجمركية المفروضة على المستوردات منذ عام ‪ ، 1111‬وبنفس الوقت ألغيت بالكامل الرسوم الجمركية‬
‫على بعض السلع المستوردة من الدول العربية بموجب اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى منذ عام‬
‫‪ 1111‬باإلضافة إلى دخول سورية عدد من االتفاقيات للتجارة الحرة مع دول عديدة كتركيا وايران واألردن‪.76‬‬

‫هذا ويتم توزيع حصيلة الرسوم الجمركية والضريبة الموحدة على االستيراد على النحو التالي‪:77‬‬

‫‪ %91 -9‬للبلديات‪.‬‬

‫‪ %1 -1‬لمؤسسة أبنية التعليم‪.‬‬

‫‪ %9 -9‬لمرفأي الالذقية طرطوس‪.‬‬

‫‪ %9 -1‬للمؤسسة العامة للنقل البحري‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬حسبت باالعتماد على أرقام من الموازنات العامة للدولة عن األعوام المذكورة ‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ -‬الغندور غسان ‪ ،‬اإليرادات الضريبية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.97‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ -‬ناديا نعمان ثابت – رسالة ماجستير ‪ ،‬ص ‪. 11-13‬‬

‫‪17‬‬
‫يتم توريد هذه الحصص إلى الجهات العامة بموجب حواالت مصرفية‪ ،‬أما المبالغ المتبقية والبالغ‬
‫نسبتها ‪ %11‬توزع كمايلي‪:‬‬

‫‪ %11 -9‬رسوم جمركية‪.‬‬

‫‪ %1 -1‬رسم إحصاء‪.‬‬

‫‪ %1 -9‬رسم استيراد‪.‬‬

‫وهذا يعني أن الدور التمويلي للجمارك ال ينحصر في تحصيل الرسوم الجمركية فقط بل يتعداه إلى‬
‫تمويل بعض مؤسسات الدولة‪.‬‬

‫أهم المالحظات على هذه الضريبة‪:‬‬

‫‪ -9‬إن التخفيض الكبير في الرسوم الجمركية إضافة إللغاء رسوم الضريبة الموحدة على االستيراد أفقد‬
‫التعرفة الجمركية وظيفتها الحمائية للصناعة الوطنية‪ ،‬وسيؤدي إلى انخفاض حصيلتها ومساهمتها‬
‫في اإليرادات الضريبية وايرادات الموازنة العامة للدولة‪ ،‬وهذا يستوجب إيجاد موارد بديلة تحل محلها‪.‬‬

‫‪ -1‬إن توحيد سعر صرف الليرة السورية بالنسبة للدوالر كان له آثار إيجابية على التعرفة فقد صدر‬
‫المرسوم ‪ 11‬تاريخ ‪ 1111/6/11‬والذي حدد سعر صرف الدوالر األمريكي المحدد في نشرة أسعار‬
‫صرف عمليات الدولة والقطاع العام محل سعر الصرف البالغ ‪ 99411 – 99461‬ليرة سورية للدوالر‬
‫الواحد في استيفاء الرسوم والبدالت والتعويضات على مختلف أنواعها واألجور والغرامات والجزاءات‬
‫والفوائد الواجبة بالعمالت األجنبية حيثما وردت في القوانين واألنظمة النافذة وبناء عليه فقد صدر‬
‫قرار مجلس الوزراء رقم ‪/11‬م وتاريخ ‪ 1111/91/16‬الذي حدد سعر صرف الدوالر حيث أصبح‬
‫‪ 11411‬ليرة سورية للدوالر الواحد شراء و‪ 11‬ليرة سورية للدوالر الواحد مبيع أو ما يعادله بالعمالت‬
‫األخرى اعتبا ار من ‪ ،1111/9/9‬وسمي هذا السعر بسعر صرف عمليات الدولة والقطاع العام‪.‬‬

‫‪ -9‬في مجال التشريع الجمركي لم يختلف قانون الجمارك الجديد كثيرا عن القانون رقم ‪ 1‬لعام ‪9111‬‬
‫ف يما يتعلق بالكثير من األحكام السيما اإلعفاءات الجمركية وكان هناك جوانب جديدة تتعلق‬
‫باإلجراءات الجمركية‪ ،‬وبقيت السياسات الجمركية على حالها تحافظ على الهدف الذي وضع من‬
‫أجله القانون القديم رغم التطورات الكبيرة التي طرأت على هيكل التجارة الدولية في العالم والتي‬
‫تقتضي سياسة جديدة وأنظمة حديثة تستجيب لهذه التطورات‪ ،‬وهذا يحول دون فاعلية السياسة‬
‫الجمركية كأداة من أدوات السياسة المالية المؤثرة في توجيه النشاط االقتصادي للدولة بل كأنها‬
‫أداة جباية لجمع األموال وتوريدها لخزينة الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬تعاني اإلدارة الجمركية في سورية من البيروقراطية والفساد في عمل الجمارك‪ ،‬لذلك البد من إصالح‬
‫اإلدارة الجمركية وأتمتة هذا العمل وربط كافة المديريات مع بعضها البعض ومع المنافذ الحدودية‪.‬‬

‫‪ -1‬إن المرسوم التشريعي رقم ‪ 911‬تاريخ ‪ ،1111/1/6‬الذي خفض الرسوم الجمركية على السيارات‬
‫السياحية التي سعتها ‪ 9611‬س س وما دون من ‪ %911‬إلى ‪ %11‬والسيارات فوق الفئة السابقة‬
‫من ‪ %111‬إلى ‪ %61‬أضيف له ما يدعى بــــ (عمولة مؤسسة سيارات) وتصل إلى ‪ %1‬من قيمة‬

‫‪11‬‬
‫السيارة‪ ،‬كما توجد رسوم أخرى تحت اسم البيئة والطرق وغيرها وترافق تخفيض الرسوم الجمركية مع‬
‫زيادة رسم اإلنفاق االستهالكي من ‪ %91‬للفئتين‪ ،‬إلى ‪ %91‬للفئة األولى والى ‪ %11‬للفئة الثانية‪،‬‬
‫علم ا أنه يتم احتساب الرسم األخير بعد إضافة الرسوم الجمركية وعمولة مؤسسة سيارات على قيمة‬
‫السيارة‪ ،‬وهذا يعني أن الواقع التطبيقي للتخفيض هو ‪ %11‬للفئة األولى و‪ %911‬للفئة الثانية‪،‬‬
‫وهذا يعني وجود خلل وعدم تكامل في دراسة وتحديد المعدالت والرسوم الضريبية‪ ،‬إضافة إلى فرض‬
‫ضريبة على الضريبة‪.‬‬

‫‪ -6‬إن تخفيض الرسوم الجمركية على بعض السلع و المواد لم يؤدي إلى تخفيض أسعارها‪ ،‬وهذا‬
‫يعكس عدم التنسيق والتعاون بين الجهات االختصاصية في الدولة كوزارة االقتصاد والمالية‪.‬‬

‫‪ -‬رسم الطابع المالي والرسوم األخرى‪:‬‬

‫‪ -9‬رسم الطابع المالي‪:‬‬


‫فرض هذا الرسم بموجب القانون رقم ‪ 9‬تاريخ ‪ 9119/9/1‬والذي يتضمن فرض رسم الطابع على‬
‫العقود والصكوك والوثائق واألوراق المحررة وما شابه ذلك‪ .‬ولكن بعد أن صدر المرسوم التشريعي رقم ‪11‬‬
‫تاريخ ‪ 1111/1/6‬والذي تضمن رسم الطابع المالي الجديد‪ ،‬ألغى أحكام القانون ‪ 9‬لعام ‪ 9119‬والمادة ‪ 9‬من‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪ 9111‬كما ألغى القانون رقم ‪ 91‬لعام ‪ 9119‬المتضمن بعض أحكام رسم‬
‫الطابع المالي‪ .‬ثم صدر القانون رقم ‪ 11‬تاريخ ‪ 1116/91/9‬الذي ألغى البندين رقم ‪ 6‬و‪ 1‬من الجدول رقم ‪1‬‬
‫الذين يتعلقان بالتذاكر واألوراق الخاصة بنقل المسافرين ونقل البضائع في وسائل النقل‪.‬‬

‫ووفق ا للمرسوم رقم ‪ 11‬لعام ‪ 1111‬فقد حددت العقود والصكوك والوثائق والوراق بموجب جدولين (رقم‬
‫‪ 9‬و‪ )1‬الملحقين بالمرسوم التشريعي‪.‬‬

‫كما أن األ وراق والوثائق المعفاة من الرسم تم توضيحها بالجدول رقم ‪ 9‬الملحق بالمرسوم ‪ 11‬لعام‬
‫‪.1111‬‬

‫ولهذا الرسم نوعان‪:‬‬

‫‪ -9‬رسم نسبي وهو مدرج إلى جانب كل نوع من الوثائق الخاضعة لهذا الرسم والمحددة بالجدول رقم ‪9‬‬
‫الملحق بالمرسوم التشريعي ويتراوح ما بين ‪ 9‬باأللف إلى ‪.%9‬‬

‫‪ -1‬رسم مقطوع وهو مدرج إلى جانب كل نوع من الوثائق الخاضعة لهذا الرسم المحدد بالجدول رقم ‪1‬‬
‫الملحق بالمرسوم التشريعي والذي يتراوح بين عشر ليرات سورية وخمسين ألف ليرة سورية‪.‬‬

‫ويتحقق هذا الرسم خالل ثالثين يوما بالنسبة للعقود المبرمة مع الجهات العامة‪ ،‬الشركات المحدودة‬
‫المسؤولية‪ ،‬ومن تاريخ صدور الوثيقة محل الرسم بالنسبة للوثائق المحددة من البنود ‪ 16‬إلى ‪ 91‬من‬
‫الجدول رقم ‪ 1‬الملحق بالمرسوم ‪ 11‬لعام ‪ ،1111‬وعند التوقيع على سائر العقود والوصوالت والوثائق‬
‫واألوراق األخرى وتمنح مهلة خمسة أيام للتسديد‪ ،‬كما تمنح أيضا مهلة خمسة أيام لتسديد الرسم بالنسبة‬
‫للعقود والصكوك والوثائق واألوراق وغيرها التي نظمت وأنشئت في الخارج أو إحدى السفارات والقنصليات‬
‫األجنبية عند إبرازها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وهناك عدة طرق الستيفاء هذا الرسم هي‪:‬‬

‫إلصاق طابع مالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الختم بالسمة الخاصة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الدفع النقدي لقاء إيصال‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫اقتطاعا عام من أوامر الصرف الصادر عن دوائر الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫بالطرق األخرى التي يحددها وزير المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫هذا وتبلغ حصيلة رسم الطابع المالي في عام ‪ 1191‬مبلغ ‪ /99111/‬مليون ليرة سورية بنسبة‬
‫‪ %141‬من إجمالي الضرائب والرسوم ونسبة ‪ %941‬من إجمالي إيرادات الموازنة‪.‬‬

‫وفيمايلي أهم المالحظات على هذا الرسم‪:‬‬

‫‪ -9‬يتميز نظام رسم الطابع بالتعقيدات والغموض وكثرة الحاالت والمستندات واختالف الرسم عليها وسبب‬
‫ذلك صعوبات كبيرة في التطبيق وسوء فهم من العديد من الموظفين لحدودها وأنواعها‪.‬‬

‫‪ -1‬رسم حماية البيئة‪:‬‬


‫فرض هذا الرسم ألول مرة بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪ 1111‬وعلى جميع المركبات‬
‫والدراجات اآللية حسب سنة الصنع بمبلغ ‪ 9111‬ل س من سنوات الصنع ‪ 9111‬وما قبل‪ ،‬ثم يتناقص‬
‫هذا الرسم حسب سنة الصنع بحيث يبلغ ‪ 9111‬ل س على المركبات من سنوات الصنع ‪ 1119‬وما‬
‫بعد‪ ،‬ولقد صدر المرسوم رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1191‬الذي يقضي بإعفاء السيارات الكهربائية والسيارات‬
‫الهجينة من رسم حماية البيئة‪.‬‬

‫‪ -9‬ضريبة المطار ورسم المغادرة‪:‬‬


‫نصت المادة األولى من المرسوم التشريعي رقم ‪ 99‬تاريخ ‪ 1111/1/91‬والنافذ اعتبا ار من ‪،1111/1/9‬‬
‫على استيفاء رسم مغادرة مقداره كمايلي‪:‬‬

‫‪ 9111‬ل س عن كل شخص يغادر القطر عن طريق أحد المطارات السورية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 111‬ل س عن كل شخص يغادر القطر عن طريق المنافذ الحدودية البرية أو البحرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1111‬ل س عن كل سيارة سورية خاصة تغادر القطر عن طريق أحد المنافذ البرية أو البحرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫السيارات غير السورية يفرض عليها الرسم أو تعفى منه بقرار من رئيس الوزراء وتبعا لمبدأ‬ ‫‪-‬‬
‫المعاملة بالمثل‪.‬‬

‫كما أن هذا الرسم يفرض على غير السوريين على مبدأ المعاملة بالمثل‪ ،‬أما إعفاءاته فتتضمن‬
‫حسب المادة الرابعة من المرسوم التشريعي رقم ‪ 99‬لعام ‪ 1111‬اإلعفاءات الدبلوماسية وغيرها‪.‬‬

‫عدل هذا المرسوم بموجب المرسوم رقم ‪ 91‬لعام ‪ 1111‬حيث تم إلغاء تسمية رسم المغادرة وأصبح‬
‫اسمها ضريبة المطار ورسم المغادرة وهي كمايلي‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫تستوفى ضريبة مطار قدرها ‪ 9111‬ل س عن كل شخص يغادر القطر عن طريق أحد المطارات‬ ‫‪-‬‬
‫السورية‪.‬‬

‫يستوفى رسم مغادرة‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 111‬ل س عن كل شخص يغادر القطر عن طريق المنافذ الحدودية البرية أو البحرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1111‬ل س عن كل سيارة سورية خاصة تغادر القطر عن طريق أحد المنافذ البرية أو البحرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثم صدر القرار رقم ‪/11‬م ولعام ‪ 1111‬الذي يحدد الفئات المعفاة من ضريبة المطار ورسم المغادرة‬
‫والقرار رقم ‪/11‬م ولعام ‪ 1111‬الذي يحدد إعفاء الطالب الوافدين إلى الجامعات والمؤسسات‬
‫السورية‪.‬‬

‫‪ -1‬رسم العبور‪:‬‬
‫حل هذا الرسم محل عدد من الرسوم هي‪ :‬بدل فارق سعر المازوت‪ ،‬بدل الترفيق‪ ،‬رسم العبور‪ ،‬بدل‬
‫الخدمات‪ ،‬إدارة محلية‪ ،‬مساعي وقيان زراعية‪ ،‬صحية‪ ،‬كشف ذرة‪.‬‬

‫ولقد صدر المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬تاريخ ‪ 1119/1/9‬وتم بموجبه توحيد الرسوم المفروضة على‬
‫السيارات الشاحنة العابرة ترانزيت لأل راضي السورية أو التي مقصدها سورية لرسم واحد يتم استيفاؤه‬
‫وفق نسبة مئوية تعدل بقرار من وزير النقل بالتنسيق مع وزير المالية ويحسب الرسم كمايلي‪:‬‬

‫) دوالر‬ ‫وزن السيارة * المسافة المقطوعة * ‪( – 1411‬‬

‫‪ -1‬رسم ترخيص حيازة األسلحة‪:‬‬


‫يدفع على امتالك األسلحة رسم سنوي يدفع حسب نوع السالح المرخص وبموجب المرسوم التشريعي‬
‫رقم ‪ 11‬تاريخ ‪ 1111/1/91‬تم تعديل المرسوم التشريعي القديم رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1119‬حيث تم جعل‬
‫الرسم السنوي لترخيص السالح يدفع نفسه لمدة خمس سنوات عن كامل فترة الترخيص‪.‬‬

‫‪ -6‬رسم المغتربين‪:‬‬
‫ألغي هذا الرسم بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 61‬تاريخ ‪ 1111/1/1‬النافذ بتاريخ ‪ 1111/9/9‬وتم‬
‫تحديد قيمة جواز السفر بمبلغ ‪ 9111‬ل س‪.‬‬

‫‪ -1‬الرسوم القنصلية‪:‬‬
‫يفرض الرسم القنصلي على الوثائق التي تنظم في بلد أجنبي ومعدة لتبرز أمام السلطات السورية‪ ،‬أو‬
‫منظمة في سورية ومعدة لتبرز أمام السلطات األجنبية‪.‬‬

‫فرض هذا الرسم بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 999‬لعام ‪ 9111‬وأجريت عليه عدة تعديالت كان‬
‫آخرها المرسوم ‪ 911‬تاريخ ‪ 1119/1/1‬تم فيه تحديد الرسوم القنصلية المتوجب استيفاؤها على‬
‫الوثائق والمعامالت بما فيها الفواتير التجارية وشهادات المنشأ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أما إعفاءات هذا الرسم فهي‪:‬‬

‫إعفاء شهادات المنشأ والفواتير التجارية العائدة للبضائع الوطنية المنشأ المستوردة إلى سورية‬ ‫‪-‬‬
‫من الدول العربية الموقعة على اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية (خدمة التسجيل ورسم‬
‫التصديق) وذلك بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬تاريخ ‪ 1111/1/11‬والمرسوم التشريعي رقم‬
‫‪ 11‬تاريخ ‪.1111/1/91‬‬

‫إعفاء شهادات المنشأ والفواتير التجارية العائدة للبضائع التركية المنشأ بموجب المرسوم‬ ‫‪-‬‬
‫التشريعي رقم ‪ 11‬تاريخ ‪.1116/91/11‬‬

‫إعفاء شهادات المنشأ والفواتير التجارية العائدة للبضائع الوطنية المنشأ المستوردة إلى سورية‬ ‫‪-‬‬
‫من الدول العربية الموقعة على اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية أو الدول الغربية الموقعة‬
‫على اتفاقات تجارية ثنائية مع سورية من التصديق القنصلي المنصوص عليه بموجب المرسوم‬
‫‪ 11‬لعام ‪ 9111‬وتعديالته شرط المعاملة بالمثل‪ ،‬وذلك بموجب المرسوم رقم ‪ 11‬لعام ‪1111‬‬

‫ولقد قامت وزارة المالية في عام ‪ 1111‬ودعما للصناعة الوطنية بالموافقة على استيفاء الرسم‬
‫القنصلي عند تنظيم البيان الجمركي بالليرة السورية وبدون أي غرامات بعد إبراز الفواتير وشهادات المنشأ‬
‫مصدقة أصوال للبضائع المستوردة من بلدان ال يوجد فيها قنصليات سورية وذلك بعملية قابلة للتحويل دون‬
‫ترتب أي غرامة‪.78‬‬

‫‪ -1‬رسم األمن العام‪:‬‬


‫وهي عبارة عن رسوم تفرض على األجنبي المقيم في سورية وغرامات وعقوبات التأخير في اإلقامة‬
‫على األراضي السورية ورسم المغادرة المحدد على األجنبي عند مغادرته األراضي السورية والرسوم التي‬
‫توضع على وثائق السفر للمواطنين السوريين‪.‬‬

‫وهي رسوم ضئيلة جد ا تعود إلى عان ‪ 9111‬بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪ 9111‬وتعديالته‬
‫الالحقة‪.‬‬

‫وهناك العديد من الرسوم األخرى في النظام الضريبي السوري تورد ضمن ضرائب اإلنفاق وهي قديمة العهد‬
‫نوردها كمايلي‪:‬‬

‫‪ -9‬رسوم كتاب العدل‪ :‬رسم نسبي أو مقطوع على معامالت مسجلة لدى كاتب العدل وتعود لعام‬
‫‪.9111‬‬

‫‪ -1‬رسوم قضائية‪ :‬تستوفى بلصق طابع على الوثائق القضائية المختلفة وتعود لعام ‪ 9119‬وآخر‬
‫تعديل لها كان بموجب القانون ‪ 1‬لعام ‪.1119‬‬

‫‪ -9‬وهناك أيضا‪ :‬رسم مقطوعية الكهرباء‪ ،‬ورسم الري‪ ،‬ورسم الصيد البري والبحري والمائي‪ ،‬ورسم‬
‫الموانئ والمنائر ورسم حماية الملكية التجارية والصناعية ورسم المناجم والمقالع‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬عن موقع وزارة المالية‪ ،‬آخر التطورات والقرارات في عام ‪www.syrianfinance.org2009‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -1‬رسوم اإلدارة المحلية‪:‬‬
‫تفرض هذه الرسوم لصالح اإلدارة المحلية بموجب القانون ‪ 91‬تاريخ ‪ 1111/91/99‬حيث تم فرض‬
‫رسوم وتكاليف محلية تضاف على ضرائب ورسوم الدولة والوحدات اإلدارية بقرار من مجلس‬
‫المحافظة ويصدق من وزير اإلدارة المحلية على أال يتجاوز هذا الرسم ‪ %91‬من ضرائب ورسوم‬
‫الدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬رسم استقدام الخادمات‪:‬‬


‫وهو رسم جديد فرض بسبب انتشار ظاهرة استقدام الخادمات األجنبيات‪ ،‬وفرض بموجب المرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 61‬تاريخ ‪ 1111/91/9‬النافذ بتاريخ ‪ 1111/9/9‬ويبلغ ‪ 11111‬ل س تحصل لمدة‬
‫ثالث سنوات‪.‬‬

‫‪ -6‬صدر عام ‪ 1191‬المرسوم رقم ‪ 11‬الذي يحدد رسم مالي على طلب الحصول على شهادة محاسب‬
‫قانوني واستالمها‪.‬‬

‫‪ -9‬الضرائب على الثروة و رأس المال‪:‬‬


‫هذه الضرائب يكون مطرحها بشكل أساسي هو رأس المال والثروة‪ ،‬وهي ضرائب قديمة امتدت أصولها إلى‬
‫حضارات الفراعنة واليونان والرومان ومن بعدها إلى حضارات القرون الوسطى‪ .‬ويمكن أن نميز بين‬
‫مفهوم الثروة ورأس المال كمايلي‪:79‬‬

‫رأس المال المقصود به رأس المال المستخدم في العملية اإلنتاجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫والثروة هي ملكية المكلف لألموال العقارية والمنقولة دونما صلة باإلنتاج‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫إال أن هذا التمييز ظل نظريا حيث أن تطبيق الضريبة على رأس المال لم يقم وزنا له‪.‬‬

‫كما عرف البعض الثروة الفردية على أنها قيمة ما يملكه الفرد في لحظة معينة من عقار أو منقول‬
‫سواء كان هذا المنقول ماديا أو معنويا قابال للتقويم (شهرة المحل) وسواء كانت هذه الممتلكات تدر دخالا‬
‫نقدي ا أو عيني ا أو ال تدر على اإلطالق‪ ،‬وبذلك تكون الثروة هنا هي صافي المركز المالي للممول أي فائض‬
‫األصول المملوكة للشخص عن خصومه في لحظة معينة وهي بهذا المفهوم تقترب من مفهوم صافي الميزانية‬
‫في العرف المحاسبي وتختلف عن مفهوم رأس المال في علم االقتصاد‪ .80‬ولقد اشتملت الضرائب على الثروة‬
‫ورأس المال على‪:‬‬

‫‪ -9‬ضريبة العرصات والرسوم العقارية وضريبة السيارات وضريبة المواشي‪.‬‬


‫‪ -1‬رسم االنتقال على التركات والوصايا والهبات‪.‬‬
‫ضريبة العرصات‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهي ضريبة مباشرة على الثروة ورأس المال مع ا‪ ،‬تتناول رأس المال العقاري الذي ال ريع له‪،‬‬
‫وفرضت بالقانون ‪ 911‬لعام ‪ 9111‬وهي ذات طابع شخصي العتمادها المعدالت والشرائح التصاعدية‪ ،‬كما‬

‫‪79‬‬
‫‪ -‬د جمل‪ ،‬برهان الدين‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬دراسة مقارنة – دار طالس‪ ،‬دمشق‪ ،1992 ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪80‬‬
‫‪ -‬دراز‪ ،‬حامد عبد المجيد‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬مركز اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص ‪. 131-137‬‬

‫‪53‬‬
‫أنها ال تأخذ وضع المكلف المالي واالجتماعي بعين االعتبار‪ .‬والعرصة هي األرض المعدة للبناء‪ ،‬ولقد نصت‬
‫المادة الثانية من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬يكلف بالضريبة المالك حسب قيود السجل العقاري‪،‬‬
‫سواء كان شخص طبيعي أو اعتباري‪ ،‬وفي حال تعدد المالكين تفرض عليهم بالتكافل والتضامن‪.‬‬

‫وتضمنت المادة ‪ 91‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬أسس التكليف والتقدير لهذه‬
‫الضريبة حيث يتم التقدير من قبل لجنة مختصة وفق األسس التي يتم بها تقدير العقار من حيث الموقع‬
‫وكلفة البناء وغيرها‪ ،‬وتبقى العرصة مكلفة بضريبتها النوعية إلى أن يتم تكليف اإلنشاءات المقامة عليها‬
‫بضريبة ريع العقارات‪ .‬وتحدد نسب الضريبة على أساس قيمة العرصة التي تعود لمالك واحد في األراضي‬
‫السورية بما فيها إضافات الدفاع المدني ورسوم المدارس كمايلي‪:‬‬

‫‪ 641‬باأللف عن جزء القيمة الذي ال يتجاوز ‪ 11111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ 141‬باأللف عن جزء القيمة الواقع بين ‪ 11111‬حتى ‪ 911111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 9141‬باأللف عن جزء القيمة الذي يتجاوز ‪ 911111‬ل س‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضريبة ثابتة بنسبة ‪ 641‬باأللف على العرصات العائدة للدوائر الوقفية والهيئات الخيرية ذات النفع‬ ‫‪-‬‬
‫العام والوحدات التي ال ريع لها والعائدة للبلديات‪.‬‬

‫ويالحظ أن حصيلة هذه الضريبة ضئيلة وذات تأثير بسيط في اإليرادات الضريبية حيث تبلغ‬
‫حصيلتها في عام ‪ 1191‬مبلغ ‪ /11/‬مليون ليرة سورية بنسبة ‪ %14191‬من إجمالي الضرائب والرسوم ونسبة‬
‫‪ %14116‬من إجمالي إيرادات الموازنة‪ ،‬وهذا راجع إلى عدم تقدير قيمة العرصات بما يتناسب مع ارتفاع‬
‫األسعار للعقارات بل يتم اللجوء للتخمين الثالثي بطريقة عفوية ال تمت بصلة للتقدير العلمي والواقعي‪.‬‬

‫‪ -‬رسم الفراغ واالنتقال والتسجيل العقاري‪:‬‬


‫تم فرض هذا الرسم بالقانون رقم ‪ 111‬لعام ‪ ،9111‬وتهدف إلى استيفاء رسوم مقابل خدمات مؤداه‬
‫لتسجيل العقود وتدوين واجراء المعامالت المتعلقة بإنشاء حق عيني عقاري أو نقله‪ ،‬وبمعنى آخر فإن مطرح‬
‫الضريبة هو المعامالت العقارية عند تسجيلها في السجل العقاري‪ .‬ويتألف رسم التسجيل العقاري من رسوم‬
‫نسبية ومقطوعة واردة ضمن القانون ‪ 111‬تاريخ ‪ .9111‬وتفرض النسب على القيم التخمينية التي ال تناسب‬
‫الواقع‪ ،‬كما أنها ضئيلة نسبيا وهذا الرسم ذو حصيلة منخفضة‪ ،‬وبالتالي ال بد من إعادة النظر في هذه‬
‫الضريبة لزيادة حصيلتها واستخدامها في الحد من ارتفاع أسعار العقارات دون مبرر‪.‬‬

‫‪ -‬رسوم السيارات‪:‬‬
‫اعتبر المشرع السوري هذه الرسوم من ضمن ضرائب اإلنفاق وتم معاملة السيارات وغيرها من‬
‫المركبات معاملة السلع وليس معاملة رؤوس األموال وفي هذا الجانب يمكن إيراد مايلي‪:81‬‬

‫أخطأ المشرع عندما اعتبر هذه الضريبة السنوية الدورية رسما وهي ليست مقابل خدمة وانما‬ ‫‪-‬‬
‫ضريبة غير مخصصة بكل معنى الضريبة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬آغا ‪ ،‬ريم جودت يعقوب ‪ ،‬دور اإليرادات الضريبية في تمويل اإلنفاق العام ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬

‫‪51‬‬
‫أخطأ المشرع عندما اعتبرها رسما على اإلنفاق حيث أن هذا الرسم لم يفرض على عملية اإلنفاق‬ ‫‪-‬‬
‫عند شراء السيارة لمرة واحدة وانما هو ضريبة دورية وال تتعلق بعملية اإلنفاق قطع ا‪.‬‬

‫لذلك يفترض أن تكون هذه الضريبة من ضمن ضرائب الثروة ورأس المال‪ ،‬ولقد تم فرض هذه‬
‫الضريبة وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم ‪ 991‬تاريخ ‪ 9169/99/16‬والقانون ‪ 11‬لعام ‪9111‬‬
‫وتم إلغاء القانون ‪ 991‬بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬تاريخ ‪ ،1111/1/6‬الذي وضع رسوم‬
‫للسيارات بحسب فئتها ونوعها وتمت إضافة هذه الرسوم بنسبة ‪ %91‬على مركبات الركوب‬
‫السياحية وبنسبة ‪ %11‬على مركبات الركوب المتوسطة وذلك بحسب المادة ‪ 1‬من المرسوم‬
‫التشريعي رقم ‪ 19‬لعام ‪.1111‬‬

‫وكذلك تم فرض رسم إضافي على السيارات السياحية عند تسجيلها ألول مرة لدى دوائر النقل ولمرة‬
‫واحدة حسب سعة اسطوانتها بحيث تفرض ‪ 91111‬ل س على السيارات السياحية التي ال تزيد‬
‫سعتها عن ‪9611‬سم‪ 9‬و‪ 11111‬ل س على السيارات السياحية التي تزيد عن ‪9611‬سم‪.9‬‬

‫كما تم تعديل الرسوم السنوية للسيارات بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪ 1111‬بحيث‬
‫أصبحت كالتالي‪:‬‬

‫‪ 9111‬ل س للسيارات التي ال تزيد سعة محركاتها على ‪ 9611‬سم‪.9‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1111‬ل س للسيارات التي سعتها من ‪ 1111 – 9619‬سم‪.9‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 91111‬ل س للسيارات التي سعتها من ‪ 1111 – 1119‬سم‪.9‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 91111‬ل س للسيارات التي سعتها ‪ 9111 – 1119‬سم‪.9‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 11111‬ل س للسيارات التي سعتها ‪ 9111 – 9119‬سم‪.9‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 11111‬ل س للسيارات التي سعتها ‪ 1111 – 9119‬سم‪.9‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 911111‬ل س للسيارات التي سعتها تزيد عن ‪ 1111‬سم‪.9‬‬ ‫‪-‬‬

‫وتعمل الدولة حاليا على دراسة مشروع قانون الستبدال الترسيم السنوي للسيارات بإضافة ضريبة‬
‫بين ‪ 1‬و‪ 1‬ليرات سورية إلى ثمن اللتر الواحد من البنزين‪ ،‬حيث تستثنى السيارات التي تتراوح سعة محركاتها‬
‫‪ 9111‬فما فوق ‪.82‬‬

‫وتتميز هذه الرسوم بأنها من أكثر الضرائب والرسوم جدوى وأوفرها حصيلة كما أنها تتزايد سنويا‬
‫حيث انتقلت من ‪ 941‬مليار ل س عام ‪ 9111‬إلى ‪ 6‬مليار ل س عام ‪ 1111‬وهذا نتيجة عدم إمكانية تهرب‬
‫المكلفين منها‪ ،‬كما أنه يمكن حصرها ضمن سجالت واضحة يسهل معها تحديد المكلف بها وارغامه على‬
‫أدائها ومعاقبة المتهربين منها‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -‬جريدة االقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،113‬ص ‪. 11‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬رسم المواشي‪:‬‬
‫تم إلغاء القانون رقم ‪ 111‬لعام ‪ 9111‬وتعديالته الخاصة بضريبة المواشي الذي كان يعتمد على‬
‫األسلوب البدائي وهو عد المواشي في المراعي‪ ،‬ثم صدر المرسوم التشريعي رقم ‪ 91‬تاريخ ‪ 1111/1/91‬الذي‬
‫يتضمن إخضاع المواشي المصدرة والمواشي التي تدخل األراضي السورية بقصد الرعي والتسمين لرسم مالي‬
‫قدره ‪ 911‬ل س لكل رأس‪.‬‬

‫تعتبر هذه الضريبة غير مجدية ويفضل إلغاؤها أو فرضها بشكل آخر كما في الدول المتقدمة عند‬
‫ذبح الرأس وليس عند إنتاجه‪ ،‬ويفترض أن تكون هذه الضريبة من ضمن ضرائب الثروة ورأس المال في‬
‫النظام الضريبي السوري‪.‬‬

‫رسوم االنتقال على التركات والوصايا والهبات‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫أحدثت هذه الضريبة بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 919‬لعام ‪ 9111‬وهو يتناول جميع األمالك‬
‫والثروات المنقولة وغير المنقولة التي تؤول للغير بطريق اإلرث أو الوصية أو الهبة أو بأي طريق آخر شرط‬
‫أن يكون بال عوض‪ ،‬حيث ميز المرسوم من حيث المعاملة بين األموال التي تنقل عن طريق اإلرث وتلك التي‬
‫تنقل بالوصايا والهبات من خالل النسب الموجودة في جداول موضحة في متن المرسوم التشريعي ‪ 919‬لعام‬
‫‪ .9111‬ثم صدر المرسوم التشريعي رقم ‪ 16‬لعام ‪ 1111‬والذي أنهى العمل بأحكام المرسوم التشريعي ‪919‬‬
‫لعام ‪. 9111‬‬

‫إعفاءات هذه الضريبة‪:‬‬

‫‪ -9‬المفروشات البيتية واألوراق الشخصية والصور والتماثيل ومجموعات الكتب والمجموعات الفنية‬
‫واألوسمة والمعاشات التقاعدية وتعويضات التسريح ومبالغ التأمين على الحياة والودائع العينية‬
‫والمبالغ النقدية المودعة في حسابات لدى المصارف أو صناديق االدخار السورية على اختالف‬
‫أنواعها واعفاء دار سكن واحدة لعائلة المورث‪.‬‬

‫وأهم المالحظات على هذه الضريبة‪:‬‬

‫‪ -9‬هذه الضريبة غير مستقرة وهذا يعود ألنها غير دورية‪ ،‬كما أن األموال متأتية بدون عوض أو جهد‬
‫فالمكلف يدفعها دون الشعور بها‪.‬‬
‫‪ -1‬معدالتها غير منطقية ومرتفعة فهي تتراوح بين ‪ %16-1‬في األموال المنتقلة باإلرث وبين ‪%911-1‬‬
‫في األموال المنتقلة بالوصايا وبذلك نكون أمام حالة مصادرة أموال ال عالقة لها بالضرائب كيفما كان‬
‫نوعها‪ ،83‬وهذا أدى إلى التهرب سواء بالوسائل المشروعة وغير المشروعة‬
‫‪ -9‬تتميز هذه الضريبة بضآلة حصيلتها حيث أن أعلى قيمة محققة كانت سنة ‪ 1111‬بلغت ‪ 141‬مليار‬
‫ل س في حين لم تسجل سنة ‪ 1111‬وال ليرة سورية‪ ،‬وبلغت حصيلتها في عام ‪ 1191‬مبلغ ‪/911/‬‬
‫مليون ليرة سورية بنسبة ‪ %1419‬من إجمالي الضرائب والرسوم ونسبة ‪ 1419‬من إجمالي إيرادات‬
‫الموازنة‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪-‬غندور‪ ،‬غسان فاروق‪ ،‬اإليرادات الضريبية في سوريا ومساهمتها في إيرادات الموازنة العامة للدولة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -1‬إن إلغاء رسم االنتقال على التركات والوصايا والهبات بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 16‬لعام ‪1111‬‬
‫قد أدى إلى انخفاض الحصيلة (رغم مواصلة العمل بقانون التركات القديم على المعامالت الكثيرة جد ا‬
‫المتراكمة والتي سوف يستغرق االنتهاء من إنجازها سنوات عديدة) لذلك كان يجب إعادة العمل به‬
‫بمعدالت تصاعدية وشرائح معدلة واصدار تشريع يجعل كل ثروة تقل عشرة ماليين ليرة ال تدفع ضريبة‬
‫وما يزيد عن هذا الرقم يدفع ضريبة فنكون قد حققنا نوعا من العدالة خاصة وأن هذه الضريبة‬
‫معمول بها عالمي ا‪ ،‬وهي عادلة إذا أحسن تطبيقها من ناحية جبايتها وتقليل تكاليف ذلك‪.‬‬
‫‪ -1‬إن المرسوم التشريعي ‪ 16‬لعام ‪ 1111‬فرض الرسم كنسبة من القيمة التخمينية غير الحقيقية األمر‬
‫الذي خفض بشكل كبير الحصيلة المتأتية من هذا الرسم مما أفقد ضريبة التركات والهبات وظيفتها‬
‫األساسية في إعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع وبالتالي أفقد هذه الضريبة الغاية التي أنشئت‬
‫من أجلها‪.‬‬
‫‪ -6‬إن المرسوم ‪ 16‬لعام ‪ 1111‬يحابي األغنياء ألنه وبحسب هذا المرسوم التركة الكبيرة تخضع لنسبة‬
‫واحدة فقط حسب درجة القرابة هي ‪ ،%11‬والتركة الصغيرة أيض ا تخضع لذات النسبة وحسب درجة‬
‫القرابة‪ ،‬حيث أن المرسوم ‪ 16‬ال يشتمل على أية إعفاءات من الضريبة كما أنه ال يأخذ بعين االعتبار‬
‫القاصرين‪ ،‬بينما وفق ا للمرسوم ‪ 919‬كان صاحب التركة القليلة في كثير من األحيان يشمله اإلعفاء‬
‫من الضريبة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اإلدارة الضريبية ‪:‬‬


‫اإلدارة الضريبية هي الجهاز الفني واإلداري الذي يتحمل مسؤولية تنفيذ التشريع الضريبي من حيث‬
‫فرض الضرائب وجبايتها وان نجاح أي سياسة ضريبية يتطلب توفر إدارة ضريبية كفؤة وخبيرة ونزيهة تتبع‬
‫أساليب عمل مرنة تتالءم مع الظروف االقتصادية العامة‪ .‬وتتكون اإلدارة الضريبية من الكادر البشري‪،‬‬
‫والتجهيزات المادية‪ ،‬ونظام اإلدارة وتلعب كفاية وكفاءة التجهيزات المادية مثل المباني ومرافقها والتجهيزات‬
‫المكتبية وخاصة تقنية جمع المعلومات وتخزينها ومعالجتها‪ ،‬ووسائط االنتقال والمخصصات المالية الكافية‬
‫ومنح العاملين مكافآت مجزية تتناسب مع كفاءاتهم ومع خطورة الدور الذي يلعبونه وكفاءة الهيكل التنظيمي‬
‫لإلدارة الضريبية ومرونته كل هذا يلعب دو ار في كفاءة النظام الضريبي‪ .‬فالوسط اإلداري الضريبي والقيم‬
‫والطروحات السائدة في اإلدارة الضريبية‪ ،‬إذا كانت جيدة وايجابية تستطيع تالفي الكثير من مساوئ أو تخلف‬
‫التشريع‪ ،‬وتساعد على إشاعة ثقافة مالية نزيهة‪ ،‬وخصوص ا في اإلدارات الضريبية المتصلة بضريبة الدخل أو‬
‫الرسوم الجمركية‪ ،‬كما تساعد على تخفيض نفقات التحصيل التي تأكل أحيان ا جزء ا كبيرا من حصيلة بعض‬
‫الضرائب لدينا‪ ،‬حيث ما زالت تسود أساليب قديمة في التحقق والجباية إلى غير ما هنالك من مظاهر التخلف‪،‬‬
‫ومع األسف وفق ا لكافة التقارير والدراسات التي قام بإعدادها خبراء سوريون وأجانب‪ ،‬يتبين لنا أن ضعف‬
‫اإلدارة الضريبية لدينا وتخلفها ال يعادله سوى ضعف التشريع الضريبي وتخلفه‪ ،‬كما أنها تعاني من نقص‬
‫شديد في التعامل مع الشأن المالي بعقل محاسبي ضيق وبأساليب إدارية بيروقراطية‪ .84‬وان واقع اإلدارة‬
‫الضريبية في سورية يقوم على التقسيم النوعي واعتماد التقدير اإلداري ونظام أتمتة بسيط جد ا‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى إجراءات معقدة وبطء في انجاز المعامالت الضريبية ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬د نجمة الياس ‪ :‬الدعم تحديات الواقع و مسؤولية القرار ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ولقد سعت سورية إلى إصالح اإلدارة الضريبية من ضمن عمليات اإلصالح الضريبي‪ ،‬فأصدرت القانون ‪19‬‬
‫الخاص بإحداث الهيئة العامة للضرائب والرسوم في سورية بتاريخ ‪ 1111/91/99‬غايتها اقتراح وتنفيذ‬
‫السياسة الضريبية في ضوء السياسة المالية واالقتصادية العامة للدولة ووضع الخطط الالزمة وتنفيذها بما‬
‫يخدم المساهمة الفعالة في تنفيذ خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬من اقتراح التشريعات الضريبية‬
‫واعداد تقديرات اإليرادات السنوية للموازنة ووضع وتنفيذ خطط مكافحة التهرب الضريبي وابرام المعاهدات‬
‫واالتفاقيات المتعلقة بالضرائب والرسوم والتنسيق مع األجهزة الرقابية لضمان تنفيذ التشريعات الضريبية‬
‫والتنسيق مع مديرية الجمارك‪ .‬إن من شأن هذه الهيئة إذا كانت متميزة وقوية أن تؤدي إلى ارتفاع نسبة‬
‫الضرائب إلى الناتج وانخفاض عجز الموازنة وانخفاض الدين العام وتحسين الخدمات العامة وتعزيز قدرة الدولة‬
‫على القيام بمهامها السيادية بشكل أفضل واعادة توزيع الدخل بشكل يقلل من التفاوت المرعب والصارخ في‬
‫التوزيع‪ ،‬أي أننا يمكن أن نحل أكثر من مشكلة من المشاكل الكبرى لدينا من خالل مؤسسة رائدة‪ ،‬ولقد أنشئت‬
‫الهيئة العامة للضرائب‪ ،‬إال أن بنيتها ومهامها وبنائها‪ ،‬رغم أهميتها‪ ،‬ال ينبأ بأنها ستكون مؤسسة رائدة‪،‬كونها‬
‫بنيت بنفس الطريقة النمطية للهيئات القائمة‪.85‬‬

‫وفي ضوء ذلك تقوم وزارة المالية أيضا بتقسيم المكلفين الخاضعين لزمرة األرباح الحقيقية إلى كبار‬
‫المكلفين (رقم عملهم ‪ 11‬مليون ليرة سورية) ومتوسطي المكلفين (رقم عملهم من ‪ 91‬مليون إلى ‪ 11‬مليون‬
‫‪86‬‬
‫كما قامت بإنشاء وحدة لكبار المكلفين في دمشق وذلك بموجب قرار وزير المالية رقم (‪)1111‬‬ ‫ليرة سورية)‬
‫تاريخ ‪1116/1/19‬المتضمن إحداث قسم لكبار المكلفين في مديرية مالية دمشق يعنى بأمورهم في كل من‬
‫محافظة دمشق و ريف دمشق استعدادا إلحداث أقسام مماثلة في المحافظات السورية في حلب وحمص‬
‫والمنطقة الساحلية وال بد من التوقف قليال عند وحدة كبار المكلفين في سوريا المنشأة حديثا والتي تعتبر نوعا‬
‫من أنواع إصالح اإلدارة الضريبية المرتكز على التقسيم الوظيفي ‪ ،‬فهذا القسم تحكمه أنظمة خاصة بحيث‬
‫يقوم بتقديم الخدمات والمعلومات واإلرشاد والتوعية ومن ثم إدارة قوية وفعالة لمخاطر التدقيق والمتمثلة في‬
‫تصاريح المكلفين عن مختلف ضرائبهم ‪ ،‬كما أن هذا القسم يقوم بإدارة جميع أنواع الضرائب والرسوم (‬
‫المباشرة وغير المباشرة ) لذلك فإن المكلفين المسجلين في هذا القسم يقومون بتقديم بياناتهم و إق ارراتهم و‬
‫طلباتهم و كل ما يخص جميع أنواع الضرائب و الرسوم الخاضعين لها في هذا القسم حص ار ‪ ،‬و يتألف قسم‬
‫وحدة كبار المكلفين من ستة دوائر هي (دائرة الخدمات – التسجيل و الحذف – االلتزام – المتابعة و إدارة‬
‫الديون – األرشيف و الشؤون اإلدارية – المعلوماتية ) ‪.‬‬

‫كما تم اعتماد الرقم الضريبي في سورية حيث تم بداية منحه مع البطاقة الضريبية لكبار المكلفين‬
‫ثم انتقلت بمنحه الى المصدرين والمستوردين على مستوى سوريا و على ان يتم االنتقال به لكل مكلف في‬
‫سوريا بشكل تدريجي و من شأن هذا اإلجراء أن يكون له فوائد للمكلف و للدوائر المالية بحيث يحقق للمكلف‬
‫وجود مكان واحد و رقم واحد لمتابعة إجراءاته الضريبية و تحقق لإلدارة المالية نوعا من تبسيط اإلجراءات و‬
‫توفير إ مكانية إدارة المخاطر بما يضمن العدالة الضريبية ووجود قاعدة بيانات مركزية يمكن الرجوع إليها ‪.‬‬

‫من الممكن لهذه اإلجراءات أن تحقق لإلدارة المالية خطوة إصالحية حيث تعتبر وزارة المالية أن هذه‬
‫األقسام هي خطوة هامة الستكمال عملية اإلصالح الضريبي و قسم دمشق هو النواة المركزية الرائدة على‬

‫‪85‬‬
‫‪ -‬د خضور رسالن‪ ،‬المؤسسات الرائدة ودورها في اإلصالح االقتصادي ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪ ، 2009/5/12‬ص ‪. 13‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ -‬قرار وزير المالية رقم ‪ 2937‬تاريخ ‪ 2006/10/5‬الذي يحدد معايير التسجيل ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫مستوى القطر ‪ ،‬و تأمل الوزارة من هذه األقسام تزويد السيد الوزير بتقارير شفافة و دقيقة و توفر معطيات‬
‫واقعية و صحيحة لصانعي و متخذي القرار و ذلك من خالل قاعدة البيانات المؤتمتة التي ستتوفر في هذه‬
‫األقسام ‪ .‬كما ستفيد في معالجة الشفافية و تحديد المسؤوليات و سوف تتمكن وزارة المالية من تحصيل‬
‫إيرادات ضريبية بجدوى اقتصادية عالية من خالل انخفاض التكلفة باعتماد التقدير الذاتي ‪ ،‬و تسعى بذلك‬
‫اإلدارة الضريبية الوصول إلى مجتمع ضريبي يعتمد على تكامل العالقة بين العناصر الرئيسية الثالثة (‬
‫المكلف – اإلدارة الضريبية – المحاسب القانوني ) من خالل التعاون الوثيق بين األطراف الثالثة ‪.‬‬

‫بعد كل هذه الخطط إلصالح اإلدارة الضريبية‪ ،‬لم نلحظ وجود أي تغير على األقل في مديريات مال‬
‫المحافظات ال من حيث التحديث المعلوماتي أو من حيث التأهيل والتدريب‪ ،‬وال يزال العامل في المالية أو‬
‫مراقب الدخل يكون خائفا من وجود خطأ ما في عمله عائد إلى ضعف خبرته‪ ،‬أو وجود تعليمات جديدة لم‬
‫تصله‪ ،‬أو أسلوب عمل في الوزارة لم يتعرف عليه في الماليات مما يعرضه للعقوبة‪.‬‬

‫ناهيك عن العالقة بين المكلف وموظف اإلدارة الضريبية (مراقب الدخل) والتي هي عالقة على درجة‬
‫عالية من الحساسية ولألسف فهي في سورية عالقة تنافر وسيطرة وفرض‪ ،‬فالمكلف ال يكون صادقا في‬
‫تقديم بياناته وأوراقه الثبوتية وبالمقابل فإن المراقب ال يستطيع أيض ا أن يعتبر أن كل بيانات المكلف صحيحة‪،‬‬
‫كما انه قد تكون هناك عالقة مباشرة بين المكلف ومراقب الدخل من خالل مساعدة المكلف بإصدار بيانه‬
‫الضريبي واغفال بعض األمور في التكليف مقابل مكاسب مادية‪ ،‬إضافة إلى قيام المحاسبين القانونيين بتقديم‬
‫بيانات ضريبية تعتمد على أرقام افتراضية لعمل المكلف وفي الغالب يقوم المكلف بالتوقيع على هذه األرقام‬
‫دون معرفت ه بها وبتأثيرها على مهنته‪ .‬هذا إلى جانب عدم قدرة المراقب تخفيض ضريبة المكلف عن السنة‬
‫السابقة إطالقا كما أن الضريبة التي يقوم بوضعها من خالل مشاهداته وتدقيقه تتعرض للزيادة عدة مرات من‬
‫قبل المدققين ومن قبل اللجان المالية‪.‬‬

‫من خالل واقعنا الضريبي نجد أن اإلدارة الضريبية أو وزارة المالية تلعب دو ار مهيمنا احتكاريا‪ ،‬فهي‬
‫تحتكر وضع مسودات التشريعات وتصدر تعليماتها التنفيذية‪ ،‬كما أنها الجهة التي تنظر في االعتراضات‬
‫الضريبية وتظلمات المكلفين من النظام الضريبي وممارسات اإلدارة الضريبية‪ ،‬وهي بالتالي الخصم والحكم‪،‬‬
‫وبعد إحداث مديرية االستعالم ومكافحة التهرب الضريبي استطاعت المالية أن تمركز وتحتكر لديها كل ما له‬
‫عالقة بالضرائب على نحو مطلق وهذا وضع شاذ يحتاج إلى تعديل بحيث تتولى اإلدارة الضريبية تنفيذ‬
‫التشريعات وتطبيق القوانين فقط دون الخوض في صياغة مشاريع التشريعات‪ ،‬كما أنه يجب استحداث‬
‫المحاكم الضريبية المختصة التي تتبع للقضاء أصوال لفض المنازعات بين المكلفين واإلدارة الضريبية ‪.‬‬

‫كل هذا يكشف عن الضعف والخلل الذي يسيطر على اإلدارة الضريبية وأصول العمل فيها والفساد‬
‫اإلداري الذي يسيطر عليها‪ ،‬لذلك البد من إجراء عملية إصالح لإلدارة الضريبية وذلك في إطار التطوير‬
‫والتحديث وصوال لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية ‪ ،‬حيث تشير كافة التجارب العالمية أن‬
‫تطبيق الضريبة على القيمة المضافة يساعد بشكل كبير في إصالح اإلدارة الضريبة ألن متطلبات تطبيق هذه‬
‫الضريبة يستلزم وجود إدارة ضريبية عالية المستوى ‪.‬‬

‫إن دراستنا السابقة لبنية النظام الضريبي السوري والتشريع الناظم له‪ ،‬يضعنا أمام صورة واضحة لهذا‬
‫النظام الذي يقوم على قوانين وأنظمة قديمة وحديثة تفتقد للوحدة والتجانس وتتعرض للتعديل المستمر ولعدة‬

‫‪59‬‬
‫مرات‪ ،‬وهذا يبرز الضعف الشديد والتقصير في د ارسة التشريع قبل صدوره‪ ،‬ويتنافى مع مبدأ االستقرار‬
‫التشريعي و قاعدة اليقين الذي يصر عليه كبار الفقهاء الماليين والذين يمارسون العمل المالي نظ ار لخطورة‬
‫وأهمية هذا الموضوع‪.87‬‬

‫إن نظامنا الضريبي الحالي غير مقنع بسبب عدم عدالته‪ ،‬وغير فعال حاليا بسبب تخلف وقدم ضرائبه‬
‫وعدم عصرنته قياسا على األنظمة الضريبية الموجودة في الدول العربية المجاورة كتركيا ومصر واألردن‬
‫وتونس‪ ،‬فجميع التعديالت التي أجريت عليه مؤخ ار كانت هامشية وال تمس بنيته ألنه ما زال يعتمد على‬
‫الضرائب النوعية في تكليف الدخول وهي ضرائب قديمة وغير فعالة وال تسمح بتحقيق التصاعدية الحقيقية‬
‫وتم التراجع عنها في كل دول العالم وفي كثير من الدول العربية كاألردن ومصر والجزائر والمغرب وتركيا والبد‬
‫من االعتماد على ضريبة اإليراد العام حتى يحقق التصاعد العدالة الضريبية وادخال الضريبة على القيمة‬
‫المضافة والتي أصبحت ضرورة ملحة اآلن‪.‬‬

‫كما أن هذه التعديالت لم تؤدي إلى زيادة فعلية حقيقية بموارده‪ ،‬وأن الزيادات المتحققة باإليرادات‬
‫الضريبية في السنوات األخيرة إذا أخذت باألسعار الثابتة تكاد تكون معدومة واذا أخذت باألسعار الجارية فهي‬
‫ال زالت ضعيفة بجميع المقاييس خصوصا إذا ما عرفت أسبابها الظرفية‪.88‬‬

‫لدينا مشكلة كبيرة فيما يخص السياسة الضريبية والتحصيل الضريبي‪ ،‬والعبء الضريبي لدينا ال زال‬
‫ضعيفا وضعيفا جدا إذا ما قورن بالبلدان المتطورة أو البلدان المجاورة أو المماثلة لنا اقتصاديا كمصر‪ ،‬ففي‬
‫سورية تراوح بين ‪ %9141‬و‪ %9149‬من الناتج المحلي اإلجمالي وهو منخفض مقارنة مع مصر ‪/%19/‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪89‬‬
‫وهذا يعني أن الطاقة الضريبية أو المقدرة التكلفية للدخل القومي السوري‬ ‫واألردن ‪ /%11/‬وتركيا ‪/%19/‬‬
‫متدنية جدا ويمكن القول أن سبب ضعف الطاقة الضريبية هو انخفاض متوسط دخل الفرد‪ ،‬وعدم وجود جهاز‬
‫ضريبي كفء‪ ،‬وغياب الوسائل المادية الالزمة وكثرة اإلعفاءات الضريبية‪ ،‬والتهرب الضريبي الواسع اال نتشار‪،‬‬
‫وانتشار ظاهرة االقتصاد غير الرسمي‪.‬‬

‫لذا على التشريع الضريبي أن يأخذ بعين االعتبار اتجاهات العصرنة والحداثة والتماسك والتجانس‬
‫والوحدة في الرؤية والتشريع بما يحقق العدالة في التكليف والمساواة بين المواطنين والوفرة في الموارد‪ ،‬ليكون‬
‫فعاالا على الصعيد المالي والضريبي وفعاال كأداة للسياسة االقتصادية واالجتماعية للدولة‪ ،‬حتى نستبدل‬
‫بمجموعة القوانين واألنظمة الضريبية ذات الصياغة السيئة والمتناثرة والمبعثرة نظاما ضريبيا يستجيب للواقع‬
‫والعصر ولحاجات القطر ويستحق هذا االسم‪.‬‬

‫و ترى الباحثة أن نظامنا الضريبي الحالي غير مالئم لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة إال ان‬
‫هناك ضرورة لتطبيق هذه الضريبة لدورها الكبير في إصالح اإلدارة الضريبية و تحديث النظام الضريبي و في‬
‫حال قررت سورية اتخاذ القرار بتطبيق ضريبة القيمة المضافة يجب فعليا العمل عل إصالحه على عدة محاور‬
‫يمكن اختصارها كالتالي‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -‬د نجمة الياس‪ ،‬الدعم تحديات الواقع ومسؤولية القرار‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ -‬د نجمة الياس‪ ،‬الدعم تحديات الواقع ومسؤولية القرار ‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ -‬الغندور‪ ،‬غسان فاروق‪ ،‬رسالة ماجستير مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 110‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ -‬الطاقة الضريبية حسب رأي الدكتور الياس نجمة هي مقدار من الدخل القومي يمكن اقتطاعه عن طريق الضرائب دون إثارة‬
‫اعوجاجات اقتصادية أو اجتماعية ضارة بالمجتمع ويحددها بالمتبقي من الدخل القومي بعد سحب ما يلزم لالستهالك واالدخار الخاص‬
‫‪ .‬انظر ريم جودت يعقوب آغا‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -9‬على صعيد التشريع الضريبي ‪.‬‬
‫‪ -1‬على صعيد هيكلية النظام الضريبي و االتجاه نحو الضرائب الموحدة ‪.‬‬
‫‪ -9‬على صعيد اإلدارة الضريبية و التي تحتاج إلى إصالح جذري و التوجه نحو عصرنتها من خالل‬
‫االستفادة من تجارب الدول األخرى‪.‬‬

‫و يعتبر االعتماد على هذه الضريبة في تحديث واصالح اإلدارة الضريبية في سورية خطوة في االتجاه‬
‫الصحيح و إن كافة المشاكل التي تعاني منها هذه اإلدارة يمكن أن يحل عن طريق هذه الضريبة‬
‫لألسباب التالية ‪:‬‬

‫‪ -0‬إن أهم أهداف تحديث وتطوير اإلدارة الضريبية يتمثل بوجود إدارة ضريبية واحدة وشفافة تعتمد أسس‬
‫عمل متطورة ‪ ،‬وتحديث وتبسيط إجراءات العمل آلياته وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمكلفين و‬
‫تفعيل االلتزام الضريبي وبالتالي بناء نظام ضريبي أكثر عدالة وتحقيق زيادة في نسبة الواردات إلى‬
‫الناتج المحلي اإل جمالي وهذا ما تحتاجه اإلدارة الضريبية في سورية ‪ ،‬وبالتالي فإن أهم سمات اإلدارة‬
‫الضريبية الحديثة يقوم على ‪:‬‬
‫هيكل تنظيمي متكامل يقوم على أساس وظيفي ‪ :‬و هذا يعني وفقا لتجارب الدول االنتقال من‬ ‫‪‬‬
‫التنظيم القائم على أساس الضرائب إلى التنظيم القائم على أساس توزيع المهام واستحداث‬
‫وحدات جديدة في اإلدارة الضريبية و إعادة تنظيم الماليات بما يتفق مع هذا التقسيم و إنشاء‬
‫فرق عمل في كافة المجاالت ( فريق االلتزام – فريق التدقيق – فريق خدمات المكلفين ‪ ....‬الخ )‬
‫مقر رئيسي فعال حيث وجدنا من خالل الدراسات و التجارب ضرورة وجود إدارة موحدة للضرائب و‬ ‫‪‬‬
‫هذا ما قامت به سورية بإنشائها للهيئة العامة للضرائب و الرسوم و التي ذكرناها مسبقا ‪.‬‬
‫ممارسات عمل آلية تساند التقدير الذاتي ‪ ،‬و لقد بينا أنه تم في سورية مؤخ ار إقرار التقدير‬ ‫‪‬‬
‫الذاتي لمعالجة األوضاع الضريبية لكبار و متوسطي المكلفين علما أنه في نظام التقدير الذاتي‬
‫يتمثل دور اإلدارة الضريبية في تحصيل الضرائب من خالل خدمات الممولين و برامج التوعية‬
‫الموثوقة وبرامج إنفاذ التحصيل والتدقيق الموجهة و ال يتحقق ذلك إال إذا قامت اإلدارة الضريبية‬
‫بتحديث عملياتها من خالل توفير قانون ضريبي بسيط و مستقر و خدمات و معلومات موثوقة‬
‫للممولين و إجراءات بسيطة لتقديم اإلق اررات الضريبية و دفع الضريبة و جزاءات مالئمة مطبقة‬
‫بفعالية و نظام فعال و نزيه للتظلم ‪.‬‬
‫خدمات موثوقة و برامج لالمتثال تقوم على المخاطر و يمكن االستفادة من التجربة المصرية في‬ ‫‪‬‬
‫هذا المجال ألن لديها نظام فعال جدا إلدارة المخاطر ‪.‬‬
‫موظفون مهرة و متخصصون يعملون بإنصاف و أمانة و شفافية ‪ .‬و هذا ما يستدعي التدريب‬ ‫‪‬‬
‫الجيد للعاملين الموجودين مسبقا و استقدام عمالة جديدة ذات كفاءة عالية و مدربة بشكل جيد ‪،‬‬

‫‪61‬‬
‫مما يستدعي ضرورة وضع برنامج ممنهج للتدريب ( كما في مصر مثال ) و إنشاء معهد لمنفذي‬
‫الضرائب يقدم العلم و التدريب و الكفاءة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تحتاج اإلدارة الضريبية في سورية إلى أسس عمل محددة تستطيع الحصول عليها من خالل إدخال‬
‫نظام الضريبة على القيمة المضافة ألن إدارة هذه الضريبة تقوم على هذه األسس حتى تضمن النجاح‪:‬‬
‫التوجه نحو خدمة المكلف من خالل تفعيل خدمة المكلف و تحسين جودة الخدمات المقدمة‬ ‫‪‬‬
‫للمكلفين وزيادة ثقافة المكلفين لجهة حقوقهم وواجباته من خالل إنشاء فريق لخدمة المكلفين‬
‫‪91‬‬
‫بالتحضير لتسجيل المكلفين بالخدمات الضريبية‬ ‫الذي يقوم كما في التجربة اللبنانية‬
‫اإللكترونية (‪ ) E – Taxation‬و التحضير إلطالق مركز االتصاالت لخدمة المكلفين ( ‪call‬‬
‫‪ ) center‬و صيانة و تحديث الموقع اإللكتروني ( ‪ ) web site‬إضافة إلى قيام اإلدارة‬
‫الضريبية بتسهيل الخدمات للمكلفين من خالل إرسال و إنجاز المعامالت عبر البريد االلكتروني‬
‫والبريد العادي و اعتماد آلية تسديد الضرائب عن طريق المصارف و تعقب كافة المعامالت‬
‫إلكترونيا و نسبة إنجازها و المراحل التي مرت بها من خالل إنشاء نظام معلوماتي يخدم هذا‬
‫األمر و أيضا إرسال و إنجاز المعامالت الضريبية إلكترونيا عبر اإلنترنت ‪.‬‬
‫الفعالية و الفاعلية من خالل تعزيز الموارد و القدرات البشرية و توفير أنظمة معلوماتية و تقنيات‬ ‫‪‬‬
‫متقدمة و تنظيم آليات سير المعامالت و المراجعات و إعادة هندسة النماذج الضريبية ( في‬
‫سورية تم تغيير شكل البيان الضريبي المقدم من قبل مكلفي ضريبة األرباح الحقيقية ) و تحديث‬
‫و تفعيل اإلجراءات الضريبية من خالل تبسيطها و تطبيق نظام إدارة الضرائب المميكن ‪ ،‬و‬
‫تحديث القوانين و التشريعات و تبسيطها و استحداث قانون جديد لإلجراءات الضريبية يكون‬
‫هدفه ترشيد معايير اإلجراءات الضريبية و توحيدها ( تسجيل – تحصيل – دفع – اعتراضات و‬
‫استئناف ) و تحديد حقوق المكلف وواجباته و حقوق اإلدارة الضريبية وواجباتها ‪ .‬كما يجب‬
‫تعزيز القدرات البشرية من خالل االعتماد على التدريب الداخلي والخارجي ‪.‬‬
‫الشفافية وتتم من خالل الشفافية في تزويد المكلفين بالمعلومات الضريبية ونشر التقارير و‬ ‫‪‬‬
‫اإلحصاءات والنشرات التطبيقية‬
‫تحسين األداء واإلنتاجية من خالل التنسيق و العالقات الخارجية و تطوير قاعدة المعلومات و‬ ‫‪‬‬
‫المساواة بين المكلفين وتحديد مهل زمنية إلنجاز المعامالت من خالل مؤشرات محددة (‬

‫‪ -‬لؤي الحاج شحاذة ‪ ،‬تحديث و تطوير اإلدارة الضريبية في لبنان ‪ ،‬مدير الواردات في و ازرة المالية اللبنانية ‪NENA-.‬‬
‫‪91‬‬

‫‪OECD INVESTMENT PROGRAMME- Na National Investment Reform Agenda Workshop‬‬


‫‪April 19, 2007, Beirut – Lebanon.‬‬

‫‪62‬‬
‫اعتراضات – تدقيق) وتحليل إنتاجية ساعات العمل و ترشيد الطاقة الوظيفية و تعزيز الرقابة‬
‫الداخلية ‪.‬‬

‫إن ما ذكرناه سابقا هو بعض مما يمكن أن تتيحه ضريبة القيمة المضافة من إصالح لإلدارة الضريبية في‬
‫سورية و لكن ترى الباحثة أن برنامج إصالح اإلدارة الضريبية حتى و لو كان عن طريق إدخال هذه الضريبة‬
‫يجب أن يتم عن طريق تطور مرحلي و زمني و على عدة أصعدة تبدأ بإنشاء فريق متخصص إلصالح اإلدارة‬
‫الضري بية يقوم بإصالح نظام الضرائب النوعية و تطبيق الصور الفنية و الحديثة للضرائب باعتماد الضرائب‬
‫الموحدة و دعمها بالتشريعات المناسبة والقوية وادخال نظام الميكنة المتطور والربط مع جميع الو ازرات‬
‫والهيئات ذات الصلة ونشر وتعميم نظام الفوترة كثقافة عامة و إلزامية و إنشاء معهد غايته التدريب والتطوير‬
‫واجراء األبحاث والدراسات كما ال بد من إنشاء فرق متخصصة للعمل في كافة المجاالت التي تحتاج إلى‬
‫تحدث وتطوير واصالح في اإلدارة الضريبية مهمتها تشخيص العيوب ودراستها واقتراح أفضل األساليب المتبعة‬
‫والمناسبة من خالل االستفادة من تجارب الدول األخرى ‪ ،‬و الغاية و الهدف هو الوصول إلى إدارة ضريبية‬
‫تتسم بالكفاءة والنزاهة والقدرة على تحقيق األهداف ولعل دراسة كل من التجربة اللبنانية والمصرية في تطوير‬
‫وتحديث اإلدارات الضريبية لديها من خالل إدخال ضريبية القيمة المضافة يزودنا بتفاصيل هامة جدا تغني‬
‫في إعداد برنامج إصالح وتطوير اإلدارة الضريبية في سورية بشكل فعال ‪ ،‬و أهم من هذا أن الكثير من آليات‬
‫تطور اإلدارة الضريبية يجب أن يسبق تطبيق هذه الضريبة في سورية و ذلك لتهيئة المناخ الضريبي من‬
‫ناحية اإلدارة و المكلف لتطبيقها بنجاح أو على األقل لتطبيقها بالتدريج بما يتناسب و تهيئة شروط هذه‬
‫البيئة ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬مفهوم وتطور الضرائب على اإلنفاق وتطبيقها يف سورية‬
‫الضرائب على اإلنفاق هي الضرائب التي تفرض على استعماالت الدخل أو أوجه إنفاقه في الحصول‬
‫على السلع والخدمات االستهالكية المختلفة‪ ،‬والمقصود هنا هو اإلنفاق غير االستثماري أي هو أوجه اإلنفاق‬
‫على السلع والخدمات االستهالكية لذلك فكثي ار ما يفضل البعض تسمية هذا النوع من الضرائب باسم الضرائب‬
‫على االستهالك أو الضرائب على السلع ولما كانت هذه الضرائب قد تصيب السلع حال إنتاجها أو حال تداولها‬
‫بين البائعين والمشترين لذلك فقد فرضت هذه الضرائب تحت مسميات مختلفة مثل الضرائب على المبيعات‬
‫والضريبة على المشتريات والضريبة على االستعمال والضرائب على اإلنتاج المحلي ولكن يفضل تسميتها‬
‫بالضرائب على اإلنفاق (غير االستثماري)‪ ،92‬والواقع أن اإلنفاق االستهالكي يعبر بدقة عن المقدرة التكليفية‬
‫للممول ألنه كلما زاد حجم الموارد التي يتمتع بها الممول كلما زادت نفقاته االستهالكية ‪.93‬‬

‫وتتلخص هذه الضرائب في كونها غير مباشرة تصيب مظاهر رأس المال ومظاهر استخدامات الدخل‬
‫وليس عين الدخل مباشرة ومن يتحمل عبئها ليس الشخص الذي يقوم بدفعها‪ ،‬وتعتمد في فلسفتها للعدالة‬
‫على أن من يحصل على دخل أكبر يكلف بها بشكل أكبر مع وجود حد أدنى من السلع الضرورية يتم تكليفه‬
‫بمعدالت قليلة أو يتم إعفاؤه‪.‬‬

‫ويتميز هذا النوع من الضرائب بوفرة حصيلتها وخاصة إذا ما أحسن اختيار وعاء الضريبة وطرق ربطها‬
‫وتحصيلها حيث تتوالى حصيلتها على مدار السنة‪ ،‬وهي أخف وقعا على المواطن حيث تندمج قيمتها في‬
‫أسعار السلع فال يشعر بها المكلف‪ ،‬وهي لقربها من مراكز النشاط االقتصادي تحدث من اآلثار على سياسات‬
‫اإلنتاج والتوزيع واالستهالك ما يجعلها قادرة على المساهمة الفعالة في تحقيق أهداف المجتمع‪ ،‬كما تمتاز‬
‫بالمرونة حيث تتأثر تأثرا مباشرا وسريع ا باألحوال االقتصادية من رخاء وكساد فتساعد بذلك على التغلب على‬
‫بعض مشاكل التوقيت في رسم وتنفيذ السياسة الضريبية‪ ،‬وهي سهلة اإلدارة وصعبة التهرب قليلة التكاليف‪،‬‬
‫وبسبب هذه الميزات أصبحت شائعة االستعمال في جميع النظم الضريبية‪.‬‬

‫تعرضت الضرائب على اإلنفاق النتقادات شديدة أهمها‪:94‬‬

‫يعاب عليها تأثرها باألحوال االقتصادية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى انخفاض حصيلتها في حالة‬ ‫‪-‬‬
‫الكساد بدرجة قد تؤدي إلى ظهور عجز ضخم في إيرادات الدولة‪.‬‬
‫نظ ار الندماج قيمتها في أسعار السلع فقد عاب عليها البعض عدم إشعار المواطنين بثقل العبء‬ ‫‪-‬‬
‫الضريبي ومن ثم بمسؤوليتهم في متابعة ومراقبة النشاط الحكومي‪.‬‬
‫عجزها عن تحقيق العدالة الضريبية عند فرضها على السلع بغض النظر عن حالة مستهلكيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وبسبب هذه االنتقادات توجهت أنظار المشرع الضريبي إلى أن يأخذ بعين االعتبار عند فرض هذه‬
‫الضريبة أهمية اختيار السلع والخدمات التي تفرض عليها الضريبة وأيض ا معدالت هذه الضريبة وذلك مراعاة‬
‫لمبدأ العدالة الضريبية من جهة ووفرة الحصيلة من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -‬دراز‪ ،‬حامد عبد المجيد ‪ ،‬مبادئ المالية العامة ‪،‬ى مركز اإلسكندرية للكتاب ‪ ،2000‬ص ‪.160‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ -‬د السيوفي قحطان‪ – 1919 ،‬اقتصاديات المالية العامة – دار طالس للترجمة والنشر – دمشق – ص ‪.130‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ -‬دراز حامد عبد المجيد‪ ،‬مبادئ المالية العامة ‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 161‬‬

‫‪61‬‬
‫لذلك تتأثر الدولة عند اختيار السلع التي تفرض عليها الضريبة بالعديد من العوامل واالعتبارات‬
‫االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬وتنقسم السلع والخدمات التي يمكن إخضاعها للضرائب على اإلنفاق إلى‬
‫األنواع التالية‪:95‬‬

‫‪ -9‬السلع والخدمات الضرورية‪:‬‬


‫تتميز هذه السلع بأن استهالكها عام فهي مطلوبة من جميع فئات المجتمع بغض النظر عن‬
‫دخولهم ويترتب على ذلك ضخامة الكميات المستهلكة منها‪ ،‬كما أن الطلب عليها غير مرن‪ ،‬فارتفاع‬
‫أسعارها ال يؤدي إلى انخفاض الطلب عليها‪ ،‬وبالتالي فإن فرض الضرائب على السلع والخدمات‬
‫الضرورية يتماشى مع مبدأ وفرة الحصيلة ولكنه يتعارض مع مبدأ العدالة‪ ،‬والسبب في ذلك أن‬
‫األغنياء ينفقون على هذه السلع نسبة من دخلهم أقل بكثير من النسبة التي تنفقها عليها الطبقات‬
‫الفقيرة‪ ،‬وبالتالي فإن عبئها أشد على الطبقات الفقيرة‪.‬‬
‫‪ -1‬السلع والخدمات الكمالية‪:‬‬
‫تتميز هذه السلع بأنه ينحصر الطلب عليها من قبل طبقة األغنياء وبالتالي فإن الطلب عليها‬
‫محدود‪ ،‬كما أن الطلب عليها مرن حيث أن الطبقة الغنية تنقص طلبها على السلع الكمالية بنسبة‬
‫أقل من نسبة الزيادة في أسعارها‪.‬‬
‫لذلك فإن فرض الضريبة عليها قد يقترب ينا من تحقيق العدالة الضريبية ولكنها ال تحقق إال حصيلة‬
‫ضريبية تافهة‪ ،‬عالوة على استحالة تحديد ماهية السلع الكمالية على أسس موضوعية‪.‬‬
‫‪ -9‬السلع والخدمات الشائعة‪:‬‬
‫تتميز هذه السلع بعمومية استهالكها من جميع أفراد المجتمع ‪،‬و تتميز بقلة مرونة الطلب عليها‪،‬‬
‫أي أن زيادة أسعار الضرائب عليها ال يؤدي إلى نقص الطلب عليها إال بنسبة أقل من زيادة‬
‫الضرائب‪ ،‬وذلك بسبب استحكام العادة في مستهلكيها‪ ،‬وبالتالي فإن فرض الضرائب على السلع‬
‫والخدمات الشائعة يأتي بحصيلة كبيرة‪ ،‬ويرى معظم الكتاب أن فرض الضرائب على هذه السلع‬
‫والخدمات يوفق بين اعتباري العدالة والحصيلة‪ ،‬بحيث أن ارتفاع أسعارها ال يضر ضررا كبيرا‬
‫بمستوى معيشة الطبقات الفقيرة‪ ،‬كما أنه يمد الموازنة بموارد كبيرة‪.‬‬
‫وتتأثر الدولة وهي بصدد اختيار السلع التي تفرض عليها ضرائب االستهالك‪ ،‬بوضعها االقتصادي‬
‫والمالي والموارد المتاحة لها من مصادر اإليرادات األخرى‪ .‬فإن كانت الحالة االقتصادية متدهورة‬
‫وكانت مصادر اإليرادات قليلة‪ ،‬فإن الغلبة تكون لالعتبار المالي وتفرض الدولة الضرائب على جميع‬
‫أنواع السلع حتى الضرورية منها‪ ،‬أما إذا كانت الحالة االقتصادية منتعشة‪ ،‬وكانت مصادر اإليرادات‬
‫غزيرة‪ ،‬فإن األولوية تكون لالعتبار اإلنساني والعدالة وتفرض الدولة الضريبة على السلع الكمالية‬
‫وحدها‪.96‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬فرهود‪ ،‬محمد سعيد‪ .‬مبادئ المالية العامة ‪ /‬الجزء األول ‪ . /‬جامعة حلب ‪ 1915‬ص ‪. 233‬‬
‫‪96‬‬
‫‪ -‬ناشد‪ ،‬سوزي عدلي‪ ،‬المالية العامة – النفقات العامة – اإليرادات العامة – الميزانية العامة‪ ،‬دار الحلبي الحقوقية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪. 116‬‬

‫‪65‬‬
‫أوالا‪ :‬أنواع الضرائب على اإلنفاق‪:‬‬
‫‪ -9‬الضريبة العامة على اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ -1‬الرسوم الجمركية‪.‬‬
‫‪ -9‬الضريبة العامة على اإلنفاق‪:‬‬
‫تفرض الضريبة هنا على كافة السلع والخدمات أي على مجموع ما ينفقه الشخص على السلع‬
‫والخدمات االستهالكية ولهذا سميت بالضريبة العامة على اإلنفاق نظرا ألنها تتخذ من اإلنفاق االستهالكي‬
‫مطرحا لها‪ .97‬وتأخ ذ الضريبة العامة على اإلنفاق شكلين هما الضريبة المتتابعة والضريبة الوحيدة‪ ،‬ويمكن‬
‫فهم هذين الشكلين من خالل شرح أهم تطبيقاتها وهي الضرائب على رقم األعمال والضريبة على القيمة‬
‫المضافة‬

‫أ‪ -‬الضرائب على رقم األعمال‪:‬‬


‫ويقصد بها الضرائب التي تفرض على حجم المعامالت كاإل نتاج واالستهالك وكذلك المعامالت‬
‫الخاصة باالستيراد والتصدير‪ ،‬وتمتاز هذه الضرائب باتساع وعائها وارتفاع حصيلتها وتعرف أيضا بالضرائب‬
‫على االستهالك‪ ،98‬وتقسم الضرائب على رقم األعمال إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫الضريبة العامة المتتابعة على رقم األعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫الضريبة العامة الواحدة على رقم األعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الضرائب النوعية المتعددة على رقم األعمال‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويعرف رقم األعمال بأنه إجمالي ما يتم صرفه بأي مرحلة من مراحل تداول السلعة منذ إنتاجها‬
‫وحتى استهالكها‪ ،‬فتصيب الضريبة مجموع ما ينفقه صاحب العمل في سبيل إنتاجه وجميع ما ينفقه تاجر‬
‫الجملة في سبيل بي ع هذا اإلنتاج باإلضافة إلى جميع ما ينفقه تاجر المفرق في سبيل تأمين السلعة‬
‫للمستهلك مع شمولها جميع األعمال التي يمارسها المكلف ويكتسب منها ربحا كالعمولة والسمسرة وبذلك فهي‬
‫تفرض على اإلنتاج واالستهالك معا‪.99‬‬

‫ونادى بمثل هذا النوع من الضرائب كتاب عدة منهم آرفينغ فيشر ونيكوالس كالدور وبينوا أن هذه‬
‫الضريبة تكمل الضريبة على الدخل ودافعوا عن وجهة نظرهم بقولهم أن هذه الضريبة هي أداة للعدالة المالية‬
‫بين المكلفين أكثر من ضريبة الدخل ألنها تصيب جميع مصروفات الشخص المعبرة عن مقدرته التكليفية‬
‫سواء كان مصدرها الدخل العا دي أو االستثنائي أو الثروة‪ ،‬كما أنها أداة لزيادة الميل الحدي لالدخار ألنها‬
‫تفرض على سلع االستهالك فتخفض اإلنفاق االستهالكي وتحوله إلى ادخار‪ ،‬وهي تكافح التضخم النقدي‬
‫بواسطة كبحها لإلنفاق االستهالكي وتستوفى هذه الضريبة عدة مرات عبر مراحل تداول السلعة أو مرة واحدة‬
‫في مرحلة معينة ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪- kaldor ,n. ,Is Personal Expenditure Tax Particable In Public Finance , London 1965, p 191.‬‬
‫‪98‬‬
‫‪ -‬د المحجوب‪ ،‬رفعت‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬الكتاب الثاني (اإليرادات العامة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ، 1971 ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪99‬‬
‫‪ -‬الحوراني‪ ،‬منار عمر‪ ،‬االتجاهات الحديثة في الضرائب على اإلنفاق وإمكانية تطبيقها في سوريا‪ ،‬أطروحة أعدت لنيل درجة‬
‫الماجستير في كلية االقتصاد‪ ،‬قسم المحاسبة‪ ،‬إشراف الدكتور المهايني محمد خالد المهايني‪ ،8991 ،‬جامعة دمشق‪ ،‬ص ‪. 54‬‬

‫‪66‬‬
‫ب ‪ -‬الضريبة على القيمة المضافة‪:‬‬
‫تتشابه الضريبة على القيمة المضافة مع الضريبة التراكمية على كافة المراحل من حيث أن كل‬
‫منهما يسري على السلع والخدمات في كل مرحلة من مراحل اإلنتاج والتوزيع واالستهالك‪ ،‬كما يتشابها في‬
‫إمكانية فرضهما بسعر موحد على جميع المراحل وجميع السلع والخدمات وبأسعار تختلف وفقا لنوع السلعة أو‬
‫الخدمة أو تبعا للمرحلة اإلنتاجية إال أن الضريبة على القيمة المضافة ال تفرض على القيمة اإلجمالية للسلعة‬
‫وانما تفرض على القيمة التي أضيفت للسلعة في كل مرحلة‪.‬‬

‫والضريبة على القيمة المضافة هي ضريبة عامة تصيب المنتجات والخدمات ومن نتائجها تامين‬
‫العدالة في فرض الرسوم على مستوى المستهلك والمستورد وذلك طوال مرحلة اإلنتاج والتوزيع ومهما كانت‬
‫طبيعة الوسائل المستخدمة لهذا الغرض وترتكز آليتها على إعطاء التعويضات على الحدود وأسلوب الدفع‬
‫بالتقسيط‪.‬‬

‫وتمتاز هذه الضريبة بإمكانية وجود رقابة داخلية في كل مرحلة من مراحل تداول السلعة ولها‬
‫مميزات وخصائص كثيرة ‪ .‬كما وتتميز هذه الضريبة بحصيلتها العالية لذلك فقد طبقت في العديد من البلدان‬
‫المتقدمة وفي معظم دول العالم‪ ،‬وبسبب اإلدارة الجيدة والتطبيق المالئم تالفت الدول المتقدمة أكثر سلبياتها‬
‫واستفادت من حصيلتها العالية‪ .‬أما في البلدان النامية‪ ،‬فقد عمد البعض إلى التقليد غير المدروس للدول‬
‫المتطورة في فرض الضريبة وهذا ما أدى إلى نتائج سيئة على اقتصاديات هذه الدول‪ ،‬باعتبارها اعتمدت على‬
‫النسخ الحرفي دون األخذ بعين االعتبار الظروف والمعطيات التي تتصف بها مجتمعاتها واقتصادياتها‪.‬‬

‫‪ -‬االشكال المختلفة للضريبة على القيمة المضافة‪:100‬‬


‫تأخذ الضريبة على القيمة المضافة عدة أشكال ويعتمد الفرق بينها على مدى تغطية الوعاء‬
‫الضريبي للسلع اإلنتاجية والرأسمالية‪ .‬فإذا اقتصر الوعاء الضريبي على السلع االستهالكية فقط كانت‬
‫الضريبة على القيمة المضافة على االستهالك‪ .‬أما إذا اشتمل الوعاء على السلع االستهالكية والسلع‬
‫اإلنتاجية فتصبح الضريبة تفرض على الدخل فتسمى الضريبة على القيمة المضافة على الدخل‪ .‬وهذا الدخل‬
‫يمكن أن يكون صافيا أو إجمالي ا حسب إدخال قيمة استهالك رأس المال من ضمن الوعاء أو عدم إدخاله‪،‬‬
‫وأ هم األشكال التي نالت االهتمام في التطبيق وخاصة في الدول األوروبية هي الضريبة على القيمة المضافة‬
‫على االستهالك‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -‬د القباني‪ ،‬غسان فوزي‪ ،‬نظام الضريبة على القيمة المض افة وإمكانية األخذ بها في سوريا‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة الزقازيق‬
‫‪ ،1913‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ – 143‬د جورجي‪ ،‬سونيا الياس‪ ،‬إطار مقترح لتصميم مسار الضريبة العامة على المبيعات‪ ،‬المؤتمر الضريبي الخامس‪ ،‬الضريبة‬
‫العامة على المبيعات بين التشريع والتطبيق ‪ ،‬جامعة عين شمس‪ 22 – 21 ،‬ديسمبر ‪ ،1991‬ص ‪. 10‬‬

‫‪67‬‬
‫وسوف نتناول األشكال المختلفة للضريبة على القيمة المضافة‪:‬‬

‫‪ -9‬الضريبة على القيمة المضافة على االستهالك‪:101‬‬


‫تفرض الضريبة من خالل هذا الشكل على االستهالك فقط‪ .‬وتوجد ثالثة طرق لألخذ بها هي‪:‬‬

‫الضريبة على االستهالك‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الضريبة على مبيعات التجزئة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الضريبة على القيمة المضافة خالل إنتاج السلع االستهالكية وتوزيعها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فيحدد وعاء الضريبة بإجمالي ربح المنشاة مخصوما منه تكلفة المنتجات الوسيطة (مواد وانتاج‬
‫تحت التشغيل) باإلضافة إلى اإلنفاق الرأسمالي على المباني واآلالت والمعدات والتجهيزات‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬فان‬
‫السماح للمنشآت بخصم اإلنفاق االستثماري (الرأسمالي) يؤدى إلى تكوين الناتج القومي من السلع‬
‫االستهالكية فقط‪ .‬وتتعادل هذه الضريبة مع الضريبة العامة على مبيعات التجزئة من السلع االستهالكية‬
‫ولكنها تختلف عنها من حيث اإلجراءات اإلدارية‪.‬‬

‫وتحسب الضريبة على القيمة المضافة بواسطة الشخص المكلف بها بإحدى الطريقتين التاليتين‪:‬‬

‫‪ -‬طريقة الحسابات‪ :‬يقصد بها حساب الضريبة وفق ا للبيانات الفعلية التي تظهرها حسابات المنشاة المؤيدة‬
‫بالدفاتر والسجالت المنتظمة‪.‬‬

‫‪ -‬طريقة الفاتورة الضريبية‪ :‬يقصد بها حساب الضريبة بضرب سعرها في إجمالي المبيعات خالل الفترة ثم‬
‫يخصم منها مبالغ الضريبة السابق سدادها في المراحل السابقة إلنتاج السلعة وتوزيعها بواسطة موردي‬
‫مستلزمات اإلنتاج والسلع الرأسمالية إلى المنشاة‪ .‬وتلزم هذه الطريقة كل مشتر بان يطلب صورة للفاتورة‬
‫الضريبية الخاصة بمشترياته‪.‬‬

‫ويمكن التعبير عن وعاء الضريبة بالشكل السابق بالمعادلة التالية‪:‬‬

‫وعاء الضريبة = المبيعات – (مشتريات المنتجات الوسيطة ‪+‬المشتريات الرأسمالية)‪.‬‬

‫ويساعد هذا الشكل على تشجيع االستثمار ألنه يسمح بخصم المشتريات الرأسمالية للوصول إلى‬
‫وعاء الضريبة‪ ،‬وذلك أحد العوامل التي أدت إلى انتشار تطبيق هذا الشكل في عدد كبير من الدول األوروبية‪.‬‬

‫‪ – 1‬الضريبة على القيمة المضافة على الدخل‪:‬‬


‫وطبقا لهذا الشكل فان وعاء الضريبة يتمثل في إجمالي اإليرادات مخصوما منه تكلفة مستلزمات‬
‫اإلنتاج (ويطلق على ذلك إجمالي القيمة المضافة) أو يتمثل وعاء الضريبة في إجمالي اإليرادات مخصوما‬
‫منها تكلفة مستلزمات اإلنتاج واهالك األصول الرأسمالية (ويطلق على ذلك صافى القيمة المضافة)‪.‬‬

‫نقال عن‪:‬‬
‫‪- Richard A . Margrave, Public Finance in Theory and Practice (U . S . A . – Mc Graw Hill ,‬‬
‫‪1980) page 459 – 462 .‬‬

‫‪61‬‬
‫أي أن‪:‬‬

‫مجمل القيمة المضافة = المبيعات – تكلفة مستلزمات اإلنتاج‪.‬‬

‫صافى القيمة المضافة = المبيعات – (تكلفة مستلزمات اإلنتاج ‪ +‬إهالك األصول الثابتة)‬

‫ويالحظ أن وعاء الضريبة بالقيمة المضافة الصافية يعادل وعاء ضريبة الدخل وهو ما يتضح من‬
‫المعادالت التالية‪:102‬‬

‫‪ – 9‬األرباح = المبيعات – تكلفة شراء المستلزمات السلعية – اإلهالك – األجور – اإليجار – الفوائد‪.‬‬

‫‪ – 1‬تكلفة البضاعة المباعة = المشتريات – التغير الصافي في المخزون‪.‬‬

‫وبإعادة الترتيب يكون‪:‬‬

‫‪ – 9‬المبيعات – المشتريات ‪ +‬التغير الصافي في المخزون – اإلهالك = األجور ‪ +‬اإليجار ‪ +‬الفوائد ‪+‬‬
‫األرباح‪.‬‬

‫وهناك طريقة ثانية الحتساب صافى القيمة المضافة‪ ،‬وذلك بحساب القيمة المضافة من ناحية‬
‫توزيعها أو التصرف فيها‪ ،‬فمقدار القيمة المضافة التي يحققها المشروع يجب أن يتم توزيعها على أصحاب‬
‫عوامل اإلنتاج التي ساهمت في خلق هذه القيمة في صورة عوائد لعوامل اإلنتاج ويشمل هذا التوزيع األجور‬
‫للعمال والموظفين مقابل خدمة العمل‪ ،‬واإليجار كريع ألصحاب المباني واألراضي والفائدة كعائد ألصحاب‬
‫األموال واألرباح كعائد للتنظيم وللمخاطرة‪ ،‬وبالتالي عن طريق حصر عوائد عوامل اإلنتاج هذه يكون الناتج‬
‫هو صافى القيمة المضافة ويتساوى في قيمته مع مقدارها المحسوب بالطريقة األولى‪.103‬‬

‫ويفضل استخدام مفهوم صافى القيمة المضافة لعدة أسباب من أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -9‬أن القيمة المضافة الصافية – على عكس القيمة المضافة اإلجمالية – تتوافق مع تعريف القيمة‬
‫المضافة‪ ،‬وتحقق االتساق للقياس‪ ،‬وتتفادى تضمين توزيعات القيمة المضافة لعناصر ال تنتمي إليها‪.‬‬

‫‪ -1‬يفضل معاملة اإلهالك مثل السلع والخدمات المشتراة من الغير وذلك ألغراض التقرير الخارجي عن‬
‫القيمة المضافة للمنشاة‪ .‬والمنطق في ذلك يعتمد على أن استئجار األصول الرأسمالية بدال من شرائها‬
‫ينتج عنه معاملة تكاليف تأجير هذه األصول كتكلفة مدخالت بخصمها من القيمة المضافة‪ .‬وبالتالي‬
‫يمكن اعتبار تكلفة االستخدام لألصول الثابتة التي تحوزها المنشاة (مملوكة ومستأجرة) مثل تكلفة السلع‬
‫والخدمات المشتراة من الغير وذلك لتوحيد المعاملة المحاسبية لجميع األصول التي تستخدمها المنشاة‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ -‬د القباني‪ ،‬غسان فوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ -‬البكري‪ ،‬محمود‪ ،‬رسالة ماجستير عن الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬مأخوذ عن د‪ .‬محمد سعيد‬
‫‪103‬‬

‫الشناوي‪ ،‬المحاسبة القومية – دراسات نظرية وتطبيقية‪ ،‬بدون ناشر‪ ،1991 ،‬ص ‪. 139‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -9‬ال تحتوى ط ريقة القيمة المضافة الصافية على ازدواج حسابي بعكس القيمة المضافة اإلجمالية حيث‬
‫تشتمل على ازدواج حسابي وتضليل وينشا ذلك من عدم تحديد االستهالك في ظل طريقة القيمة المضافة‬
‫اإلجمالية‪.104‬‬

‫وهذا الشكل على عكس الشكل السابق ال يسمح بخصم المشتريات الرأسمالية للوصول لوعاء الضريبة‬
‫مما يعتبر أحد معوقات تشجيع االستثمار خاصة في الدول النامية‪ ،‬وهو ما يحد من انتشار تطبيق هذا‬
‫الشكل بصورة كبيرة‪.‬‬

‫– الضريبة على القيمة المضافة على أساس إجمالي الناتج القومي‪:‬‬


‫يفترض هذا النمط خضوع جميع السلع والخدمات التامة اإلنتاج خالل فترة معينة للضريبة على‬
‫المبيعات في نفس الفترة‪ ،‬بمعنى أن تفرض الضريبة على المبيعات على إجمالي الناتج القومي متضمنا كالا‬
‫من السلع االستهالكية والسلع الرأسمالية سواء في ذلك المبيع منها والمخزون‪ .‬ويقصد بالقيمة المضافة في‬
‫كل مرحلة "إيراد المبيعات مخصوما منه تكلفة شراء مستلزمات اإلنتاج من المرحلة السابقة في خط إنتاج‬
‫السلعة أو توزيعها" ‪ .‬وعلى ذلك يتكون وعاء الضريبة في كل مرحلة من مجموع إهالك األصول الرأسمالية‬
‫واألجور والفوائد واألرباح واإليجار‪ .‬ويتعادل هذا الشكل مع الضريبة على مبيعات تاجر التجزئة من السلع‬
‫االستهالكية والرأسمالية‪.‬‬

‫ومن أهم عيوب هذا الشكل في التطبيق ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬يؤدى إلى المغاالة في مقدار القيمة المضافة في حالة التغير في كميات المخزون بالزيادة‪ ،‬ويؤدى‬
‫إلى التقليل من مقدار القيمة المضافة في حالة التغير في كميات المخزون بالنقص‪.105‬‬

‫‪ .1‬شراء البضائع الرأسمالية مثل‪ :‬اآلالت‪ ،‬والمباني‪ ،‬واألجهزة‪ ،‬األثاث‪ ،‬السيارات ‪ 111‬الخ ال يمكن خصم‬
‫قيمتها من رقم المبيعات‪ ،‬لذلك هذا النموذج يلقى على المنشات جهدا كبي ار ويدعوها إلى استخدام‬
‫طرق إنتاج ال تتطلب إدخال أصول رأسمالية جديدة‪.106‬‬

‫مما سبق يتضح أن أفضل األشكال المناسبة للتطبيق هو الشكل األول خاصة في الدول النامية التي‬
‫تحتاج إلى توافر استثمارات كبيرة لتحقيق التنمية االقتصادية المرغوبة‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ -‬البكري‪ ،‬محمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬مأخوذ عن ‪:‬‬
‫‪– Michael F. Morley : The Value Added Statement in Britain, The Accounting Review ,July‬‬
‫‪1979, p 627 .‬‬
‫‪ -116‬البكري محمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬مأخوذ عن ‪ :‬د‪ .‬احمد بسيونى شحاتة‪ ،‬نحو تطوير التقارير المحاسبية للمشروعات الصناعية لتحقيق الدقة‬
‫والقابلية لالعتماد على نتائج قياس النمو االقتصادي‪ ،‬مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية‪ ،‬المجلد العشرون‪ ،‬العدد الثاني‪ ،8911 ،‬ص ‪861 – 841‬‬
‫‪.‬‬
‫د‪ .‬احمد بسيونى شحاتة‪ ،‬نحو تطوير التقارير المحاسبية للمشروعات الصناعية لتحقيق الدقة والقابلية لالعتماد على نتائج قياس النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية‪ ،‬المجلد العشرون‪ ،‬العدد الثاني‪ ،8911 ،‬ص ‪.861 – 841‬‬
‫‪106‬‬
‫‪ -‬د القباني‪ ،‬غسان فوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 25-21‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -‬خصائص الضريبة على القيمة المضافة‪:‬‬

‫‪ -1‬ضريبة عامة وواحدة ‪General Tax‬‬

‫‪ -2‬ضريبة غير تراكمية* تدفع مجزأة عند كل‬


‫مرحلة من مراحل الدورة االقتصادية ** أي متعددة‬
‫المراحل ‪Multiple Tax‬‬

‫‪ -3‬ضريبة غير مباشرة يتحمل عبئها المستهلك‬


‫‪Indirect Tax‬‬

‫‪ -4‬تحصل من المستهلك لحساب الخزينة بواسطة‬


‫الموردين‬

‫‪ -5‬ضريبة حيادية ليس فيها أي ازدواجية و ال تؤثر‬


‫على الكلفة‬

‫‪ -6‬تعتمد في إطار الدولة ( مبدأ إقليمية الضريبة )‬


‫‪Territorial Tax‬‬

‫‪ -7‬تؤمن إيرادا ضريبيا وفير و منتظم (ضريبة دورية‬


‫التحصيل) ‪Monthly Paid‬‬

‫‪ -8‬ضريبة مستندة إلى نظام الحسم ‪Credit Mechanism‬‬

‫يتضمن مفهوم الضريبة على القيمة المضافة الخصائص األساسية لهذه الضريبة‪ 107‬التي تميزها عن غيرها‬
‫من الضرائب وفقا للتالي‬

‫المصدر‪ :‬القاعي – فادي موييز – الضريبة على القيمة المضافة القانون رقم ‪ 911‬وفقا للمراسيم التطبيقية‪ ،‬دار‬
‫النهار – بيروت ص ‪99‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ -‬القاعي – فادي موييز – الضريبة على القيمة المضافة القانون رقم ‪ 379‬وفقا للمراسيم التطبيقية‪ ،‬دار النهار – بيروت ‪2002‬‬
‫ص ‪. 33‬‬

‫‪71‬‬
‫‪108‬‬
‫الشكل رقم (‪ )9‬خصائص الضريبة على القيمة المضافة‬

‫إضافة إلى هذه الخصائص هناك خصائص ومزايا أخرى أبرزتها التجارب هي‪:109‬‬

‫‪ -9‬أنها عادلة باعتبار أنها تطال كل مستهلك حسب استهالكه غير أن عبئها على محدودي الدخل‬
‫أكثر‪.‬‬

‫‪ -1‬أنها تمنع التهرب منها أو تحد منه ألن تواطؤ المكلفين في هذا المجال محدود‪ ،‬وال يوجد أي دافع‬
‫مباشر لدى المؤسسات للتهرب منها باعتبار أن المستهلك النهائي هو الذي يدفعها‪ .‬كما تساعد‬
‫الضريبة على القيمة المضافة على محاربة الغش فالتجار ال يسمح لهم بخصم الضريبة على‬
‫مشترياتهم إال في الحدود التي يحصلون فيها على فواتير تبين تحصيل هذه الضريبة وبالتالي ال‬
‫يفضلون الشراء – بدون فواتير – من تجار الجملة أو الصناع وهذا يدفعهم بالضرورة إلى االهتمام‬
‫بصحة حساباتهم ‪ .110‬أي أنها ضريبة ذات رقابة ذاتية تتم هذه الرقابة من خالل مبدأ الخصم و‬
‫دورة الفواتير الضريبية‪. 111‬‬

‫‪ -9‬ال تأثير لهذه الضريبة على حساب النتيجة للمؤسسات ألنها ال تعتبر عبئا على نشاطها‪.‬‬
‫‪ -1‬ال ينكر تأثيرها على سيولة المؤسسات خاصة عندما تكون الضريبة المدفوعة أكبر من الضريبة‬
‫المحصلة أو عندما تبيع هذه المؤسسات أمواال وسلع ا بالدين‪.‬‬
‫‪ -1‬أنها تعوض اإليرادات التي تنتج عن تخفيض الرسوم الجمركية‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫‪ ،‬تقديم خدمات) أي المادة‬ ‫‪ -6‬أنها ضريبة عينية ‪ In kind tax‬تفرض على العمليات (تسليم أموال‬
‫الخاضعة للضريبة ( سلع و خدمات) أي اإليراد ذاته بصرف النظر عن وضع المكلف الشخصي‪ ،‬أي‬
‫أنها ال تأخذ بعين االعتبار األوضاع الشخصية للمكلف (أعزب‪ ،‬متأهل‪ ،‬غني‪ ،‬فقير‪....... ،‬الخ ) إال‬
‫أن ما يخفف من شخصيتها اإلعفاءات العديدة التي توضع في قانون الضريبة حسب كل دولة‪.‬‬
‫‪ -1‬أنها ضريبة نسبية ذات معدل واحد في المرحلة األولى لتطبيقها في بعض الدول وتفرض على المبلغ‬
‫اإلجمالي وتلجأ الدول فيما بعد العتماد معدالت متفاوتة ألن اعتماد معدل واحد يناقض مبدأ المساواة‬
‫العام بواسطة الضرائب‪ ،‬فالدول تعتمد أكثر من معدل مميزة بين السلع الضرورية كاألدوية والسلع‬
‫الرائجة والسلع الكمالية‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم ‪ 1‬شرح مفصل لخصائص الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬
‫* ‪ -‬مبدأ عدم التراكمية موجود في ال بلدان التي تطبق هذه الضريبة بشكل مثالي‪ ،‬في بعض البلدان مثل لبنان تبقى هذه الضريبة في‬
‫بعض الحاالت تراكمية خصوصا في ظل وجود فئات من األشخاص غير خاضعة للضريبة‪ ،‬وفي ظل وجود ازدواجية ضريبية عند‬
‫االستيراد‪.‬‬
‫** ‪ -‬الدورة االقتصادية‪ :‬هي مجموع العمليات التي تقوم ب ها المنشأة إلنتاج أو بيع أموال أو خدمات تشكل بمجموعها دورتها‬
‫االقتصادية وتختلف الدورة االقتصادية في ما إذا كانت المنشأة صناعية أو تجارية أو موضوعها تقديم خدمات‪ ،‬انظر الملحق رقم (‪.)1‬‬
‫‪109‬‬
‫‪ -‬قطيش – عبد الرؤوف – الضريبة على القيمة المضافة تشريعا وتطبيقا – دار الخلود –بيروت ‪ 2002‬ص ‪. 25‬‬
‫‪110‬‬
‫‪ -‬البكري‪ ،‬محمود‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة األزهر‪.2006 ،‬‬
‫‪111‬‬
‫‪ -‬د السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة دراسة مقارنة للنظم الضريبية العالمية ‪ ،‬ايتراك للنشر و التوزيع ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 20‬‬
‫‪112‬‬
‫‪ -‬يستخدم المشرع اللبناني كلمة تسليم األموال وتقديم الخدمات بدال من إنتاج السلع وتقديم الخدمات‪ ،‬ولكن كلمة تسليم األموال غير‬
‫شائعة والترجمة اإلنجليزية أكثر وضوحا حيث يعبر عن تسليم األموال بأنها ‪ supplying goods and services‬ولذا يفضل‬
‫استخدام كلمة إنتاج السلع والخدمات وهو الشائع في غالبية دول العالم‪ .‬وتسليم األموال وفقا للقانون اللبناني قيام الخاضع للضريبة بنقل‬
‫الحق بالتصرف كمالك بمال مادي منقول أو غير منقول إلى الغير أو إلى نفسه كالبيع والمقايضة وهو يشمل المال المادي المنقول مثل‬
‫التفرغ عن سلع وبضائع أو عن مؤ سسة تجارية وغير المنقول مثل العقارات الطبيعية (بيع العقارات المبنية وغير المبنية ال يخضع‬
‫للضريبة على القيمة المضافة) مع اإلشارة إلى أن البعض يعتبر تسليم المال المادي المنقول بمثابة تقديم خدمة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -1‬لها آثار إيجابية على صعد عدة‪:‬‬
‫تقليص خدمة الدين العام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تخفيض عجز الموازنة بما توفره من مردود حيث يشكل هذا المردود ‪ %11‬من الواردات الضريبية‬ ‫‪‬‬
‫في بعض البلدان‪.‬‬
‫حث الوحدات االقتصادية على االنطالق بمشاريع استثمارية نوعية نتيجة تخفيض الرسوم‬ ‫‪‬‬
‫الجمركية المصاحبة لهذه الضريبة على االستثمارات ونتيجة لمبدأ الحسم الذي تقوم عليه‬
‫الضريبة‪ ،‬إن لجهة الضريبة المدفوعة على المواد األولية والمصاريف أم لجهة الضريبة المدفوعة‬
‫على األصول المستثمرة في نشاط هذه الوحدات‪.‬‬
‫تفعيل اإلدارة الضريبية المعنية بضريبة الدخل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تؤدى الضريبة على القيمة المضافة دو ار بالغا في تحقيق االستقرار االقتصادي‪ ،‬إذ إنها تتسم‬ ‫‪‬‬
‫بالحساسية الشديدة والمرونة الكبيرة‪ ،‬وتتماشى مع سير اإلصالح االقتصادي‪ ،‬حيث يمكنها تحقيق‬
‫التوازن بين التدفقات النقدية والتدفقات الحقيقية‪ .‬كما أن الضريبة على القيمة المضافة تناهض‬
‫التضخم‪ ،‬نظرا ألنها تساعد على تخفيض القدرة الشرائية‪ ،‬وهو األمر الذي يترتب عليه التخفيف‬
‫من حدة الزيادة السريعة باألسعار والحد من تدهور قيمة العملة ‪.113‬‬

‫تساعد الضريبة على القيمة المضافة في تحسين المركز التنافسي للدولة إذا تم االعتماد عليها‬ ‫‪‬‬
‫بشكل أكبر من الضرائب المباشرة‪ ،‬ففي ظل تطبيق االتفاقية العامة للتعريفة الجمركية‪ ،‬يسمح‬
‫للدولة بتعديل أسعار البنود المصدرة بقيمة الضرائب غير المباشرة‪ ،‬بينما ال يسمح إطالقا بخصم‬
‫الضرائب المباشرة مثل‪ :‬الضرائب على الدخل والضرائب على التأمينات االجتماعية‪ .‬وبناء على‬
‫ذلك فإن الدول المطبقة للضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬والتي يقل اعتمادها على الضرائب‬
‫المباشرة‪ ،‬تتمتع بميزة تنافسية أكبر من تلك الدول التي تصدر سلعا تتضمن تكلفتها ضرائب‬
‫مرتفعة على الدخل والرواتب‪.114‬‬

‫تعمل هذه الضريبة على تبسيط وترشيد الهيكل الضريبي ألنها تحل محل ضرائب متعددة مثل‬ ‫‪‬‬
‫الضرائب الخاصة على االستهالك والضرائب على الخدمات على الضرائب على بعض المعامالت‬
‫‪.115‬‬

‫من أهم إيجابيات الضريبة على القيمة المضافة استخدامها كأداة لتفعيل السوق العربية‬ ‫‪‬‬
‫المشتركة وبناء كيانات اقتصادية عربية ضخمة قادرة على المنافسة في األسواق الدولية وتحقيق‬
‫التكامل االقتصادي العربي‪ ،‬ومن أهم التجارب الدولية في هذا الصدد تجربة االتحاد األوروبي الذي‬
‫اعتمد على الضريبة على القيمة المضافة كأداة رئيسية لتفعيل السوق األوروبية المشتركة‪ ،‬حيث‬

‫‪113‬‬
‫‪ -‬البكري‪ ،‬محمود‪ ،‬مرجع سابق مأخوذ عن د ‪ /‬جالل الشافعي‪ ،‬مدى إمكانية تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة للضريبة العامة‬
‫على المبيعات في مصر ومقومات ذلك‪ ،‬ملحق األهرام االقتصادي‪ ،‬عدد ‪ 86‬أبريل ‪ ،1008‬ص ‪. 1‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ -‬البكري‪ ،‬محمود‪ ،‬مرجع سابق مأخوذ عن د ‪ /‬يحيى عبد الغنى‪ ،‬إحالل ضريبة المبيعات والتجارة الخارجية (األثر في ظل‬
‫اتفاقات التجارة الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪ 8991 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 61 – 68‬العالمية)‪ ،‬مؤسسة شباب‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫‪ -‬د عبد المنعم عبد الغنى‪ ،‬علي‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪73‬‬
‫كانت أحد الركائز الرئيسية لتحقيق التكامل االقتصادي األوروبي الذي وصل إلى تطبيق عملة‬
‫نقدية موحدة هي اليورو بداية من العام ‪.1169111‬‬

‫إلى جانب خصائص وآثار أخرى يمكن أن تظهر عند التطبيق ‪.‬‬

‫مبادئ فرض الضريبة على القيمة المضافة و أهم التجارب الدولية و العربية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفرض الضريبة على القيمة المضافة وفقا لمبدأين‪: 117‬‬

‫‪ -9‬مبدأ الوجهة ‪ :‬و هو المبدأ المأخوذ به دوليا و بموجبه تحدد الضريبة الكلية المدفوعة‬
‫على سلعة ما على أساس معدل الضريبة التي تم تحصيلها في منطقة االختصاص التي‬
‫يتم فيها البيع النهائي مع استحقاق اإليراد لهذه المنطقة ‪.‬‬
‫‪ -1‬مبدأ المنشأ ‪ :‬و يمثل هذا المبدأ البديل للضريبة القائمة على أساس مبدأ الوجهة حيث‬
‫تسدد الضريبة إلى البلد أو البلدان المنتجة للسلعة بالمعدل المطبق في تلك البلدان و ليس‬
‫في البلد أو البلدان المستهلكة لها و ال بالمعدل المطبق فيها‪.‬‬

‫‪ -‬التجارب الدولية والعربية‪:‬‬

‫‪ -9‬التجربة الفرنسية وتجربة االتحاد األوروبي‪:‬‬


‫في بادئ األمر ظهرت الضريبة الحديثة على مجموع المبيعات (رقم األعمال) التي انتشرت في كافة‬
‫بلدان أوروبا نتيجة لحاجات مالية لدى هذه الدول بعيد الحرب العالمية األولى ‪.‬ثم حدثت تطورات‬
‫تعتبر األساس للضريبة التي نعرفها اليوم بالضريبة على القيمة المضافة‪ .‬فالضريبة على القيمة‬
‫المضافة الفرنسية مرت بمراحل ودراسات عديدة لتالفي عيوب كل مرحلة حتى وصلت إلى شكلها‬
‫الحالي كمايلي‪:‬‬
‫في عام ‪ 9191‬نشأت أول ضريبة فرنسية على رقم األعمال سميت بالضريبة على المدفوعات‪.118‬‬ ‫‪‬‬
‫في عام ‪ 9111‬كانت الضريبة على رقم المبيعات بالتسلسل‪.119‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 9191- 9111‬ضرائب خاصة ونوعية على الفحم عند استخراجه واللحم عند ذبحه والرسوم على‬ ‫‪‬‬
‫الشحوم وهنا ظهرت فكرة المنتج وفكرة الشراء مع تعليق الضريبة‪.‬‬
‫في عام ‪ 9196‬ظهر الرسم النوعي على المنتجات أو الضريبة على اإلنتاج‪.120‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 116‬البكري‪ ،‬محمود‪ ،‬مأخوذ عن ﺃ ‪ /‬شويكار إسماعيل يوسف‪ ،‬رؤية مستقبلية للضريبة على القيمة المضافة أعلى درجات تطور‬
‫الضريبة العامة على المبيعات (دراسة مقارنة)‪ ،‬المؤتمر الضريبي الخامس‪ ،‬متطلبات اإلصالح الضريبي الشامل في مصر‪ ،‬الجمعية‬
‫المصرية للمالية العامة والضرائب‪ ،‬سنة ‪ ،2000‬ص ‪110‬‬
‫‪117‬‬
‫‪ -‬حبيقة ‪ ،‬لويس ‪ ،‬ضريبة القيمة المضافة ‪ :‬ماذا تضيف ‪ ،‬مجلة المقاول ‪ ،‬العدد ‪ ، 60‬لبنان ‪ ،‬أيلول ‪ ، 2000‬ص ‪. 9‬‬
‫‪118‬‬
‫‪ -‬كانت تصيب هذه الضريبة المبيعات بالمفرق فقط أما المبيعات التي تمت في المراحل السابقة (بواسطة الصناعيين والمبيعات‬
‫بالجملة) فقد كان يجري فيها تعليق الضريبة وكانت الضريبة التي تستوفى بواسطة إدارة التسجيل‪ ،‬تدفع على شكل طابع مالي ونسبتها‬
‫‪ %2‬وترتفع إلى ‪ % 10‬على أصناف الكماليات وقد خلقت هذه الضريبة العابرة مناخا من التحايل على القانون والتخلص من دفعها مما‬
‫جعل مردودها ضئيالً جداً‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫‪ -‬الضريبة بالتسلسل تعني الضريبة التي تصيب قيمة خدمة أو منتج ما عند تنظيم كل فاتورة أو انتقال ملكية من يد إلى يد حيث أن‬
‫تطبيقها يتم على فترات متتالية‪.‬‬
‫الضريبة على رقم المبيعات بالتسلسل تصيب المنتجات التي تباع لمدد طويلة من قبل صغار التجار وهي ضريبة سهلة وذات مردود‬
‫كبير كما أنها أتاحت الفرصة إلعداد مبادئ كان لها تأثير كبير ولمدة طويلة على الضريبة في فرنسا‪ ،‬ولكن اصطدمت هذه الضريبة‬
‫بعداوة التجار والحرفيين الذين يشكلون السواد األعظم من المدنيين في فرنسا بسبب تأثيرات هذه الضريبة على األسعار في حالة‬
‫االنكماش إضافة إلى قضايا تتعلق بعدم المساواة التي تسببها هذه الضريبة أدت مساوئ هذه الضريبة إلى تحول التجار إلى باعة‬
‫بالعمولة وأصبح هناك تكاثر في عمليات دمج المؤسسات بعضها مع بعض لتحقيق االتحاد العامودي والتكتل بين المؤسسات‬

‫‪71‬‬
‫قانون ‪ 91‬نيسان ‪ 9111‬إقرار الضريبة على القيمة المضافة ‪.121‬‬ ‫‪‬‬

‫وبناء على ذلك وللوصول إلى هذه النتيجة استلزم األمر ستة عشر عاما من العمل الدؤوب‬
‫والمتواصل للوصول إلى هذه الضريبة‪ ،‬ويمكن القول أنه لو لم يكن هناك من ضريبة على القيمة المضافة في‬
‫فرنسا لما كانت قد اعتمدت داخل المجموعة األوروبية فالضريبة على القيمة المضافة المطبقة في فرنسا تعد‬
‫أفضل صورة وصل إليها الفن الضريبي‪ ،‬وقد أوصت دول السوق األوروبية المشتركة باألخذ بها‪ ،‬وتطبق حاليا‬
‫فرنسا معدل مثالي هو ‪ 9146‬ومعدلين مخفضين هما ‪ 149‬و‪.122141‬‬

‫بالنسبة للمجموعة األوربية تم تحديد التعليمات السادسة في ‪/91‬أيار ‪ 9111‬التي تحدد النسق العام‬
‫الموحد لوعاء الضريبة على القيمة المضافة‪ .‬كما قامت أوروبا بعمل موحد عام ‪ 9111‬تهدف من خالله إلى‬
‫خلق مساحة داخلية غير محدودة تؤمن من خاللها االنتقال الحر للبضائع واألشخاص ورؤوس األموال‬
‫والخدمات‪ ،‬فصدرت تعليمات لتعدل وتكمل التعليمات السادسة‪ ،‬ثم جاءت لجنة بروكسل التي بذلت جهد ا كبيرا‬
‫في سبيل إيجاد وسائل معقولة الحتساب الرسوم والغاء الرسوم بالتسلسل والغاء الحدود الضريبية فتم اقتراح‬
‫نظام مشترك للضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬يكون من شأن هذه الضريبة الموحدة المساعدة على تمويل‬
‫المؤسسات األوروبية والتمهيد لوحدة أوروبية سياسية‪ .123‬وكان على الدول األعضاء التخلي عن الرسوم‬
‫بالتسلسل واعتماد الضريبة على القيمة المضافة األوروبية ابتداء من ‪ 9111‬ثم أجلت إلى عام ‪.1249119‬‬

‫وحاليا أصبحت ضريبة القيمة المضافة هي الضريبة على اإلنفاق األساسية في دول االتحاد‬
‫األوروبي ويتجاوز حاليا عدد الدول التي تطبق هذه الضريبة بشكل أو بآخر ما يزيد على ‪ 991‬دولة وأوشكت‬
‫أن تصبح الشكل الوحيد والمقبول لنظام الضرائب غير المباشرة‪.‬‬

‫ويستخدم االتحاد األوروبي تطبيق ضريبة القيمة المضافة من نوع االستهالك‪ 125‬وهذا ما أدى إلى‬
‫مزايا اقتصادية أهمها إعفاء الواردات من السلع الرأسمالية والسلع الرأسمالية المنتجة محليا باعتبارها من‬

‫‪120‬‬
‫‪ -‬تعتبر هذه الضريبة خطوة إصالحية للمرحلة السابقة وتهدف إلى تأمين الحياد بين دورتين قصيرة وطويلة األجل والمساواة بين‬
‫السلع ا لمستوردة وتلك المنتجة محليا وكانت تستوفى الضريبة عند إنشائها بإتباع طريقة تعليق الدفع‪ ،‬وتتميز هذه الضريبة بأنها ذات‬
‫صفة تراكمية وتصيب مرتين قيمة السلعة أو الخدمات الوسيطة‪ ،‬وتبع هذه الضريبة بعد ذلك الكثير من اإلصالحات مثل الترخيص‬
‫للدفع بالتقسيط وإلغاء نظام تعليق الدفع ‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫‪ -‬نتيجة التحسينات التي أضيفت على ضريبة اإلنتاج أدت إلى نشوء الضريبة على القيمة المضافة التي تصيب المنتجات‬
‫ً‬
‫والخدمات معا وتطبق وصوال إلى مرحلة التجارة بالمفرق وتحافظ على نظام الدفع بالتقسيط دون الحد من الحسم ‪.‬‬
‫وعند تطبيق هذه الضريبة تم رفع ا لرسوم وأجرى تخفيضات على الرسوم التي تصيب الموال االستثمارية واألعباء العامة وتخفيضات‬
‫على رسوم تقديم الخدمات وتم إعطاء القطاع الزراعي إعانة مالية تقدر ب ‪ %15‬من قيمة فواتير شراء المعدات ثم توسع نطاق‬
‫استعمال الضريبة في عام ‪ 1963‬ليشمل مجال األمالك المبنية وفي عام ‪ 1961‬شمل استخدام الضريبة البيع بالمفرق والزراعة‬
‫والخدمات وبذلك يكون جوهر مشروع القيمة المضافة الفرنسية قد تحقق‪ .‬وتم بعد ذلك اعتماد تسهيالت عديدة مثل إلغاء فسحة الشهر‬
‫لحسم الرسوم على االستثمارات وإجراء بعض التعديالت في قيمة وعدد النسب المئوية وإلغاء النسب المضافة‪.‬‬
‫‪122‬‬
‫‪ -‬منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ‪www.ocde.com‬‬
‫‪European COMMISSION Taxation CUSTOMS Union, VAT Rates Applied in The Member states of‬‬
‫‪European union , Situation at 1 January 2010 , p 9.‬‬
‫‪123‬‬
‫‪ -‬في ‪/11‬نيسان ‪ 1967‬كانت التعليمات األولى التي تنص على مبادئ تتعلق بالضريبة على القيمة المضافة األوروبية وتعليمات‬
‫ثانية أعطت وبالتفصيل طرق تطبيق هذه الضريبة‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم ‪. 3‬‬
‫‪125‬‬
‫‪ -‬ت رجع أهمية استخدام االستهالك كأساس في فرض الضرائب إلى الفيلسوف هوبز ‪ Hobbes‬ونظريته المادية فمن رأي هوبز أن‬
‫العدالة تتطلب فرض الضرائب على أساس ما يأخذه الفرد من اإلنتاج وليس ما يضيفه إلى تيار السلع والخدمات‪ ،‬ثم أيد هذه الفكرة‬
‫جون ستيوارت ميل معتبرا أن القدرة على الدفع تتمثل في حجم الدخل المنفق وليس في مجموع الدخل وكذلك عرف فيشر الدخل الذي‬
‫قصره على االستهالك والذي جعل من ضرائب الدخل في الواقع ضرائب على االستهالك ويؤيد بعض االقتصاديون مثل بيجو‬

‫‪75‬‬
‫مدخالت العملية اإلنتاجية مما أدى إلى تشجيع االستثمار وترتب على ذلك زيادة الطاقة اإلنتاجية والعمالية‬
‫والدخل وغيرها‪.‬‬

‫وتطبق دول االتحاد األوروبي معدالت متعددة بدال من معدل وحيد‪ ،‬حيث تطبق معدل منخفض أو‬
‫متوسط للمنتجات الغذائية والرعاية (وذلك وفق ا لدرجة تحويلها) ومعدل أكثر ارتفاع ا للسلع الترفيهية والكمالية‪،‬‬
‫وهو معدل نمطي يصل في المتوسط إلى ‪ %91‬يطبق على المنتجات المحلية واألجنبية على السواء لكي‬
‫تحقق مبدأ عدم التمييز ضد المنتجات األجنبية للسوق المحلية ويطلق عليها باصطالحات منظمة التجارة‬
‫العالمية مبدأ المعاملة الوطنية ويسمح هذا المبدأ باسترداد الضريبة على الصادرات بينما ال يسمح باسترداد‬
‫ضرائب الدخل عليها‪.126‬‬

‫ويوضح الجدول رقم (‪ )6‬التالي معدالت الضريبة على القيمة المضافة داخل االتحاد األوروبي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )6‬معدالت الضريبة على القيمة المضافة داخل االتحاد األوروبي‬

‫السنة التي‬
‫النسبة المخفضة‬ ‫النسبة العادية في‬ ‫النسبة العادية‬
‫استحدثت فيها‬ ‫اسم البلد‬
‫في العام ‪% 9111‬‬ ‫العام ‪% 9111‬‬ ‫األصلية ‪%‬‬
‫الضريبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫النمسا‬
‫‪91-6-9-1‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫الدانمرك‬
‫‪1-1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪91-1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9949‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫فنلندا‬
‫‪141-9،1‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪1-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫اليونان‬
‫‪9141-141-1‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪9641‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫ايرلندا‬
‫‪99-1-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫ايطاليا‬
‫‪91-6-9‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫لوكسمبورغ‬
‫‪6‬‬ ‫‪91411‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫هولندا‬
‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫البرتغال‬
‫‪1-1‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫المملكة المتحدة‬
‫‪91-91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9949‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫السويد‬

‫المصدر‪ :‬أوغريه – جورج ‪ 1111‬الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫وكالدور هذا االتجاه على أساس أن ضرائب االستهالك تتميز بالبساطة كما أنها تتالفى كثيرا مع مشاكل ضرائب الدخل والضرائب‬
‫على األرباح الرأسمالية فضال عن أنها تتجنب االزدواج إذ أنها تفرض على إنفاق نهائي ال تبادل بعده ‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم ‪ ،3‬المعدالت المطبقة في الدول األعضاء حتى عام ‪. 2010‬‬

‫‪76‬‬
‫أما بالنسبة للضريبة على القيمة المضافة الحالية مع المعدالت وحدود التسجيل واإليرادات في دول‬
‫‪127‬‬
‫اإلتحاد األوروبي كما في الجدول رقم (‪ )1‬التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )1‬الضريبة على القيمة المضافة في دول اإلتحاد األوروبي المعدالت‪ ،‬حدود التسجيل‪ ،‬اإليرادات‬

‫حد التسجيل بالدوالرات‬


‫إيرادات ال ‪VAT‬‬ ‫السنة التي‬
‫األمريكية‬ ‫المعدل‬
‫معدالت أخرى‬ ‫استحدثت‬ ‫اسم البلد‬
‫نسبة مئوية‬ ‫نسبة مئوية من‬ ‫المعياري‬
‫خدمات‬ ‫أساسي (‪)9‬‬ ‫فيها الضريبة‬
‫من ‪GDP‬‬ ‫إيرادات الضريبة‬
‫‪641‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪61111‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9641‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪1911‬‬ ‫‪91-91-91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫النمسا‬
‫‪641‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪6911‬‬ ‫‪946491‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9611‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫الدانمرك‬
‫‪96‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪91-91-6‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫فنلندا‬
‫‪1.1‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪149-141‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫اليونان‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪61911‬‬ ‫‪9141-91-946‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫ايرلندا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪199911‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪96-91-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫ايطاليا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪91-6-9‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫لوكسمبورغ‬
‫‪641‬‬ ‫‪9641‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫هولندا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1949‬‬ ‫‪11611‬‬ ‫‪91-1‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫البرتغال‬
‫المملكة‬
‫‪641‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9119‬‬
‫المتحدة‬
‫‪141‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪69911‬‬ ‫‪19-91-6‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫السويد‬

‫المصدر‪ :‬ابريل –ليام‪ ،‬كيين –مايكل‪ ،‬بوديين – جين بول‪ ،‬سومرز – فيكتوريا‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة‬
‫العصرية‪ ،‬صندوق النقد الدولي ‪ 1119‬ص‪.1‬‬

‫(‪ )9‬حد التسجيل المعروض لمستوى رقم العمل حيث التسجيل يكون إلزامي وللحاالت التي يكون فيها أكثر من‬
‫حد تسجيل واحد تشير إلى أن أحدهما يفترض أن يكون أكثر أهمية في تطبيق تحديد عدد دافعي‬
‫الضريبة‪.‬‬

‫ولعل أهم شروط تطبيق ضريبة القيمة المضافة في اإلتحاد األوروبي هي أن هذه الضريبة يجب أن‬
‫تكون من النوع الذي يطبق على االستهالك‪ .128CONUMPTION TYPE VAT‬كما ينبغي أن تكون‬
‫في مكان االستهالك أو ما يسمى‪ ،Destination Principle :‬واستخدام طريقة الحسم غير المباشر‬

‫‪127‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم ‪ 3‬الضريبة على القيمة المضافة حول العالم ‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫‪- Mintz ,- Jack-M:- The Thorny Problem of Implementing New consumption Taxes, National-Tax-‬‬
‫‪Jornal;49(3),September1996, Pages461-74 .‬‬

‫‪77‬‬
‫وطريقة الفواتير في ربط وتحصيل الضريبة أو ما يطلق عليها ‪Indirect Credit Method Invoice‬‬
‫‪ ،129Type‬ويجب أال يطبق ال معدل الصفري إال على الصادرات واألنشطة المرتبطة بها مباشرة‪ ،‬كما ينبغي‬
‫اإلعداد الكامل لدافعي الضريبة واإلدارة الضريبية المختصة قبل وضع الضريبة موضع التطبيق لتالفي زيادة‬
‫األسعار والتضخم‪ 130‬وبذلك يمكن القول أنه من بين ‪ 991‬بلد ا يطبقون الضريبة على القيمة المضافة هناك‬
‫‪ 91‬بلد ا في أفريقيا‪ ،‬و‪ 11‬بلد ا في أمريكا الالتينية‪ ،‬و‪ 11‬بلد ا في اإلتحاد األوروبي‪ ،‬و‪ 11‬بلد ا في منطقة آسيا‬
‫والمحيط الهادي و‪ 96‬بلدا في االتحاد السوفييتي السابق و‪ 1‬بلدان في الشرق األوسط‪.‬‬

‫‪ -‬ضريبة القيمة المضافة في الشرق األوسط و شمال إفريقية‪:‬‬


‫انتشرت هذه الضريبة في الشرق األوسط وشمال أفريقيا كمايلي‪:‬‬

‫في المغرب وتونس وتركيا‬ ‫‪9111-9111‬‬

‫الجزائر ومصر وموريتانيا وباكستان‬ ‫‪9111 – 9111‬‬

‫األردن ولبنان والسودان‬ ‫‪1116-1111‬‬


‫‪131‬‬
‫ودراسات أولية في المملكة العربية السعودية واإلمارات‬ ‫مشروعا قانون في إيران واليمن‬ ‫‪1191-1116‬‬
‫العربية المتحدة وسوريا‪.‬‬

‫ويمكن فهم سمات الضريبة على القيمة المضافة في بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا من‬
‫الجدول رقم (‪ )1‬التالي‪:‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ -‬حجازي – المرسي السيد‪ ،‬ضرائب الدخل والثروة واإلنفاق في لبنان‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫‪ -‬التخطيط الج يد للضريبة على المستوى الرسمي واالتصال الدائم بالغرف التجارية والصناعية مع نشر الوعي من قبل أفراد‬
‫المجتمع واإلدارة الضريبية يمكن أن ال يسبب زيادة األسعار (أو التضخم) حيث تبين دراسة على مجموعة كبيرة من الدول أن ‪%16‬‬
‫منها لم يظهر التضخم كنتيجة إلدخال الضريبة على القيمة المضافة بينما في الـ‪ % 11‬األخرى نشأ التضخم بسبب زيادة األجور أو‬
‫الزيادات غير المبررة من المكلفين نتيجة نقص الشفافية والوعي لدى أفراد المجتمع‪ .‬وحتى في حال زيادة األسعار فإنه من المتوقع أن‬
‫تكون الزيادة لمرة واحدة وليست بصفة مستمرة إالإذا صاحب الضريبة زيادة في عرض النقود وكانت التوقعات مرتفعة نحو التضخم‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫‪ -‬سميت في اليمن الضريبة العامة على المبيعات وتم إقرارها بالقانون رقم ‪ 89‬لعام ‪ 1008‬وتعديالته‪ ،‬وحدثت عدة تطورات‬
‫لحين تطبيقه ففي الفترة من ‪8998‬م حتى ‪8995‬م في هذه الفترة تم استحداث تشريعات ضريبية جديدة تمثلت في تجميع القوانين‬
‫والمراسيم التي كانت تفرض الضرائب غير المباشرة على السلع والخدمات في قانون واحد تحت مسمى (قانون ضرائب اإلنتاج‬
‫واالستهالك والخدمات رقم (‪ )10‬لسنة ‪8998‬م)‪ ،‬والذي أخضع للضريبة (‪ )15‬سلعة وخدمة فقط‪ ،‬وفرضت الضريبة بموجبه في‬
‫المرحلة األولى من مراحل الدورة االقتصادية‪ ،‬وكانت تحصل الضريبة من قبل المنتجين والمستوردين مباشرة‪ .‬وخالل السنوات‬
‫‪8994‬م‪ 8999/‬م تم إجراء العديد من التعديالت القانونية على بعض أحكام قانون ضرائب اإلنتاج واالستهالك والخدمات رقم (‪)10‬‬
‫لسنة ‪8998‬م وفرضت الضريبة بنسبة عامة (‪ )%80‬على جميع السلع والخدمات المنتجة محليا ً والمستوردة مع فرض الضريبة‬
‫بنسبة خاصة على بعض السلع‪ ،‬مع إعفاء بعض السلع والخدمات من الضريبة مراعاة لذوي الدخل المحدود‪ .‬ورغم تلك التعديالت‬
‫كانت هناك صعوبات كثيرة على صعد عدة لذلك صدرت العديد من التعديالت هي‪:‬‬
‫القانون رقم (‪ )16‬لسنة ‪1001‬م الصادر بتاريخ ‪ 18‬أغسطس ‪1001 /‬م الذي حدد بدء السريان اعتباراً من ‪1005/8/8‬م ‪.‬‬
‫القانون رقم (‪ )51‬لسنة ‪1001‬م الصادر بتاريخ ‪ /19‬ديسمبر ‪1001 /‬م الذي حدد بدء السريان اعتبارا من ‪1004/1/8‬م ‪.‬‬
‫القانون رقم (‪ )85‬لسنة ‪1005‬م الصادر بتاريخ ‪ /10‬يونيو ‪1005/‬م والذي حدد بدء السريان اعتباراً من اليوم األول من شهر يوليو‬
‫عام ‪1004‬م ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الجدول رقم (‪ )1‬سمات ضريبة القيمة المضافة في بلدان الشرق الوسط وشمال إفريقيا‬

‫المبالغ‬ ‫المبالغ المحصلة‬ ‫عام‬


‫المستوى الحدي للتسجيل‬ ‫المعدل‬
‫المحصلة من‬ ‫من إجمالي الناتج‬ ‫معدالت أخرى‬ ‫استحداث‬ ‫البلدان‬
‫(اليورو)‬ ‫المعياري‬
‫المجموع ‪%‬‬ ‫المحلي ‪%‬‬ ‫الضريبة‬
‫‪1941‬‬ ‫‪949‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪1111‬‬ ‫‪-11-91-1‬‬
‫‪9141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫مصر‬
‫( ‪ 19111‬لمبيعات التجزئة )‬ ‫‪11-91‬‬
‫‪ 111111( 11111‬لمبيعات‬
‫‪1141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫األردن‬
‫التجزئة )‬
‫‪1141‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫لبنان‬
‫‪1949‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪ 111111( 91111‬لمبيعات‬
‫‪1141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪91-91-1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫المغرب‬
‫التجزئة )‬
‫‪9141‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫باكستان‬
‫‪1141‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫السودان‬
‫‪1149‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪ 61111( 1‬لمبيعات التجزئة )‬ ‫‪11-91-6‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫تونس‬

‫المصدر‪ :‬جون بول بودان‪ ،‬حلقة تطبيقية حول ضريبة القيمة المضافة – أبو ظبي ‪ 99-1‬مايو ‪. 1116‬‬

‫ولقد تميزت االتجاهات العامة لسياسة ضريبة القيمة المضافة في بلدان الشرق األوسط وشمال‬
‫إفريقيا بمايلي‪:‬‬

‫التحرك نحو األوعية الضريبية الواسعة لضريبة القيمة المضافة‪ ،‬بحيث تشتمل على مبيعات‬ ‫‪‬‬
‫التجزئة والخدمات (مصر واألردن ولبنان وباكستان والمغرب وموريتانيا على سبيل المثال)‪.‬‬
‫زيادة ضخمة في حدود التكليف (مصر واألردن ولبنان وباكستان)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هيكل المعدل الواحد (مصر ولبنان وموريتانيا وباكستان)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أما بالنسبة لإلدارة الضريبية في بلدان الشرق األوسط وشمال إفريقيا فتميزت جميع البلدان التي‬
‫تطبق ضريبة القيمة المضافة بأنه سيكون لديها قريبا إدارة ضريبية متكاملة تقوم على أساس وظيفي وينتقل‬
‫من المنهج التقليدي إلدارة ضريبة القيمة المضافة (إدارتان منفصلتان لضريبة القيمة المضافة وضريبة الدخل‬
‫وقصور فهم نظام التقدير الذاتي والتعامل مع كبار وصغار الممولين ومتوسطي الحجم في نفس المكاتب) إلى‬
‫المنهج الحديث الذي يعتمد على دمج إدارة إيرادات الضرائب المحلية‪ 132‬واستنادها إلى األساس الوظيفي‬

‫‪132‬‬
‫‪ -‬قامت الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا بدمج إدارة ضرائبها المحلية في الثمانينات‪ ،‬كما قامت كل من األردن وباكستان‬
‫مؤخرا بدمج إدارتها الضريبية وحاليا تقوم مصر و لبنان بدمج ضريبة القيمة المضافة وضريبة الدخل في إدارة واحدة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫والفهم الجيد لنظام التقدير الذاتي ووظائف إدارة ضريبية قوية وتضمين اإلدارة الضريبية وحدة لكبار‬
‫الممولين‪.133‬‬

‫التجربة اللبنانية‪:‬‬
‫تعد الضريبة على القيمة المضافة من أحدث الضرائب التي أدخلها المشرع الضريبي اللبناني في‬
‫النظام الضريبي‪ ،‬وتم البدء في تطبيقها من أول شباط عام ‪ 1111‬ومن أهم الجوانب اإليجابية للتجربة‬
‫اللبنانية االهتمام باإلعداد المسبق لتطبيق الضريبة‪.134‬‬

‫وتعد هذه الضريبة ضريبة عامة تفرض على السلع والخدمات المستوردة محليا مع بعض‬
‫اإلعفاءات‪ ،‬وهي تطبق على السلع والخدمات المحلية والمستوردة بنسبة ‪ ،%91‬وبمعدل صفر على السلع‬
‫والخدمات المصدرة إلى الخارج‪ ،‬ويعتبر هذا المعدل معدالا مقبوالا في البداية باعتبار هذه الضريبة حديثة‬
‫ومستحدثة في النظام اللبناني وليست بديلة لضرائب االستهالك والضريبة على رقم األعمال لذلك ال ينبغي أن‬
‫يزيد العبء الضريبي عن هذه النسبة ‪ %91‬حاليا‪ ،‬كما أن وجود معدل نمطي وحيد خالل الفترة األولى من‬
‫تطبيق الضريبة يسهل إدارة الضريبة بدال من معدالت متعددة للضريبة‪ ،‬كما أن هذا المعدل معتدل ويالءم‬
‫الحالة االقتصادية المعاصرة (خصوصا في وقت الركود)‪ ،‬ولذلك وفقا لتجارب بلدان اإلتحاد األوروبي سيحتاج‬
‫لبنان مستقبال إلى زيادة معدل الضريبة النمطي عن ‪ %91‬بمرور الوقت‪ 135‬و مؤخ ار كان هناك دراسات‬
‫لزيادته لحدود ‪ %91‬سنوردها الحقا‪ .‬ويمكن معرفة سمات هذه الضريبة وخصائصها في لبنان من خالل‬
‫معرفة حد التسجيل والوعاء الضريبي الذي يوضحه الجدول رقم (‪ )1‬التالي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ )1‬الضريبة على القيمة المضافة في لبنان حد التسجيل والوعاء الضريبي‬

‫‪1111‬‬ ‫‪1116‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫‪1111‬‬


‫الحد األدنى‬
‫‪111‬مليون ل ل ‪911‬مليون ل ل ‪111‬مليون ل ل ‪911‬مليون ل ل ‪911‬مليون ل ل ‪911‬مليون ل ل‬
‫اإللزامي للخضوع‬
‫‪914191‬‬ ‫‪914119‬‬ ‫‪914191‬‬ ‫‪914611‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫‪64116‬‬ ‫المسجلين إلزاميا‬
‫الحد األدنى‬
‫‪1‬لل‬ ‫‪1‬لل‬ ‫‪1‬لل‬ ‫‪1‬لل‬ ‫‪11‬مليون ل ل‬ ‫‪911‬مليون ل ل‬
‫االختياري للخضوع‬
‫‪14911‬‬ ‫‪64919‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫المسجلين اختياريا‬
‫‪114911‬‬ ‫‪11191‬‬ ‫‪914191‬‬ ‫‪96161‬‬ ‫‪994911‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬أالن بيفاني – مدير عام المالية العامة في وزارة المالية اللبنانية – عرض مقدم في مؤتمر الضريبة‬
‫على القيمة المضافة‪ .‬دمشق‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -‬الجزائر ومصر وإيران واألردن ولبنان والمغرب وموريتانيا وباكستان واليمن لديها وحدات لكبار الممولين وتقوم سوريا وليبيا‬
‫حاليا ً بإنشاء وحدات لكبار الممولين‪ ،‬كما تقوم الجزائر ومصر ولبنان واألردن أيضا بإنشاء مكاتب خاصة لصغار الممولين والممولين‬
‫متوسطي الحجم ‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫‪ -‬أعدت وزارة المالية اللبنانية ‪ 35‬شخص من أصحاب الكفاءات مسئولين عن إدارة هذه الضريبة ويساعدهم مستشارون أجانب‬
‫من دول اإلتحاد األوروبي والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وخبراء من بلجيكا وفرنسا ومصر والمغرب من أجل المساهمة في‬
‫بناء الكوادر الوطنية الالزمة إلنجاح تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في لبنان‪.‬‬
‫‪135‬‬
‫‪ -‬حجازي – المرسي السيد ‪ – 2002‬ضرائب الدخل و الثروة و اإلنفاق في لبنان – الدار الجامعية للنشر بيروت ص ‪.215‬‬

‫‪10‬‬
‫نالحظ من خال ل الجدول أن القانون اللبناني فرض في بداية تطبيق هذه الضريبة حد تسجيل ‪111‬‬
‫مليون ل ل أي ما يعادل ‪ 991‬ألف دوالر وهو حد تسجيل مرتفع بصورة كبيرة‪ ،‬وهذا الحد سيقلل بصورة كبيرة‬
‫نطاق تطبيق الضريبة على المستوى المحلي وسيقلل بدوره من الحصيلة الضريبية مما سيقلل من فاعليتها‬
‫في تخفيف الدين العام وللداللة على ذلك نالحظ أن وزارة المالية اللبنانية قد خفضت حد التسجيل في السنوات‬
‫الالحقة حتى وصل إلى ‪ 911‬مليون ل ل عام ‪ 1111‬كما هو موضح في الجدول‪ ،‬ويبلغ هذا الحد في مصر‬
‫‪ 91‬ألف دوالر للصناعيين أو مؤدي الخدمة‪ ،‬و‪ 11‬ألف دوالر لتاجر الجملة أو تاجر التجزئة‪.‬‬

‫السلع والخدمات المعفاة‪:‬‬

‫(طبابة‪ ،‬تعليم‪ ،‬محاصيل زراعية غير محولة‪ ،137‬المواد‬ ‫‪136‬‬


‫جميع السلع والخدمات األساسية‬ ‫‪‬‬
‫الغذائية األساسية ‪ .....‬إلخ)‪.‬‬
‫النشاطات المصرفية والمالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التأمين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بيع وتأجير عقارات مبنية باستثناء التأجير التجاري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلعفاءات المرتبطة باالستيراد والتصدير والنقل الدولي‪ :‬وهي ذاتها اإلعفاءات المقررة في التشريع‬ ‫‪‬‬
‫الجمركي والمرتبطة برئاسة الجمهورية ومنظمة األمم المتحدة واإلعفاءات السياسية والقنصلية‬
‫واالمتيازات العسكرية‪.‬‬

‫إدارة ضريبة القيمة المضافة في لبنان‪:‬‬

‫تم تحديث اإلدارة الضريبية واستخدام أساليب عمل متطورة‪ ،‬وذلك باعتماد مبدأ االلتزام الطوعي‬
‫المرتكز على التكليف الذاتي وتنظيم اإلدارة الضريبية وفقا للمهام أو حسب فئة المكلف كما هو مبين في‬
‫الشكل رقم (‪ )1‬وتطوير استراتيجيات وأساليب التدقيق وتعزيز خدمات المكلفين وتوعيتهم وتفعيل تبادل‬
‫المعلومات بين اإلدارات المحلية واألجنبية‪.‬‬

‫بنية قائمة على أنواع الضرائب‬


‫الضرائب المباشرة‬
‫الضرائب غير المباشرة‬
‫بنية قائمة على المهام‬
‫خدمات المكلفين‬
‫معالجة المعلومات‬
‫االلتزام الضريبي‬
‫التدقيق الضريبي‬
‫االعتراضات‬

‫‪136‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم ‪. 2‬‬
‫‪137‬‬
‫‪ -‬يعفى القطاع الزراعي ألسبا ب إدارية إذ يتسم القطاع الزراعي في لبنان بصغر الحيازات الزراعية وامتداد القطاع الزراعي‬
‫على الجانب األكبر من المناطق اللبنانية مما يجعل تطبيق هذه الضريبة يكلف اإلدارة الضريبية كثيرا مما يجعلها غير كفء إضافة‬
‫إلى ذلك وبسبب تأثير الظروف الطبيعية وخصوصا المناخي ة على حجم اإلنتاج الزراعي يصبح من الصعوبة بمكان تقدير مقدار القيمة‬
‫المضافة (وعاء الضريبة) بدرجة مقبولة من الدقة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫التحصيل‬
‫الضرائب النوعية‬
‫الشؤون اإلدارية‬
‫بنية قائمة المهام حسب فئة المكلف‬
‫كبار المكلفين‬
‫المكلفين المتوسطين (الحق ا)‬
‫باقي المكلفين (الحق ا)‬
‫المصدر‪ :‬أالن بيفاني – مدير عام المالية العامة في وزارة المالية اللبنانية – عرض مقدم في مؤتمر الضريبة‬
‫على القيمة المضافة‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ )1‬الدوائر والفروع الضريبية في لبنان بحسب المهام‪:‬‬

‫كما قامت أيضا بتطوير الخدمات من أجل التصريح والتسديد من خالل البريد والمصارف ونظام‬
‫خدمات الضريبة اإللكتروني ومركز لالتصاالت‪ .‬كما تم استخدام أنظمة معلومات مترابطة مع الخزينة‬
‫والصرفيات ومع الضمان االجتماعي والسجل العقاري والسجل التجاري ونظام البلديات‪ .‬وتم أيضا العمل على‬
‫تحديث القوانين والتشريعات واعادة تصنيف األنشطة االقتصادية وفقا للمعايير المعتمدة دولي ا‪.‬‬

‫إيرادات الضريبة على القيمة المضافة اللبنانية‪:‬‬

‫يظهر الجدول رقم (‪ )91‬إيرادات الضريبة على القيمة المضافة في لبنان حيث كانت تسعى لبنان من‬
‫وراء اعتماد هذه الضريبة ماليا إلى مواجهة مشكلة تغطية وسداد خدمة الدين العام‪ ،‬وأعلن وزير المالية أن‬
‫حصيلة هذه الضريبة ستوجه كليا لتخفيض حجم الدين العام‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ )91‬إيرادات الضريبة على القيمة المضافة في لبنان ( مليون ل ل )‬

‫‪1111‬‬ ‫‪1116‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫السنوات‬


‫الضريبة المحصلة من قبل‬
‫‪941194111‬‬ ‫‪949114911‬‬ ‫‪949114111‬‬ ‫‪949114111‬‬ ‫‪1194911‬‬ ‫‪1914111‬‬
‫الجمارك‬
‫‪1994911‬‬ ‫‪1114111‬‬ ‫‪1114111‬‬ ‫‪1114111‬‬ ‫‪1114191‬‬ ‫‪1194111‬‬ ‫الضريبة المحصلة داخليا‬
‫‪141914669‬‬ ‫‪946194191‬‬ ‫‪94611919‬‬ ‫‪941114111‬‬ ‫‪949114191‬‬ ‫‪949914111‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬أالن بيفاني – مدير عام المالية العامة في وزارة المالية اللبنانية – عرض مقدم في مؤتمر الضريبة‬
‫على القيمة المضافة‪.‬‬

‫إيجابيات التجربة اللبنانية‪:‬‬

‫‪ -9‬تفعيل أداء اإلدارة الضريبية‪.‬‬


‫‪ -1‬مرونة مع الخاضعين عند بدء التطبيق (إعفاءات الغرامات وصلت لحد ‪.)%11‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -9‬مصداقية اإلدارة من خالل التزامها بالمهل المحددة بالقانون فيما خص االسترداد واالعتراض‪.‬‬
‫‪ -1‬إدخال موارد مالية دوريا إلى الخزينة‪.‬‬
‫‪ -1‬زيادة واردات ضريبة الدخل‪.‬‬
‫‪ -6‬اعتماد إستراتيجية تدقيق حديثة‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلعالم والتوعية‪.‬‬

‫سلبيات التجربة اللبنانية‪:‬‬

‫‪ -9‬تمرس المكلفين مع الوقت على القانون وبالتالي اعتماد آليات تهرب ضريبي‪.‬‬
‫‪ -1‬غرامات مرتفعة‪.‬‬
‫‪ -9‬العبء اإلداري والمالي الناجم عن حجم اإلعفاءات للسلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -1‬االحتيال بطريقة الدوامة‪.138‬‬
‫‪ -1‬خلق نوع من عدم التوازن بين المكلفين‪ ،‬جزء خاضع وجزء غير خاضع وهم صغار المكلفين‪.‬‬
‫إن إحدى االنتقادات الموجهة إلى التجربة اللبنانية في تطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬هو افتقار‬ ‫‪-‬‬
‫هذا المشروع إلى التدرج في تطبيقها بمعنى أن المشروع يتضمن تطبيق الضريبة على كافة المراحل‬
‫اإلنتاجية والتوزيعية في ‪ ،1111/9/9‬والحقيقة أن التدرج في التطبيق يمكن أن يزيد من احتماالت نجاح‬
‫هذه الضريبة في تحقيق األهداف المتوخاة منها فتطبيق الضريبة على مراحل‪ :‬مرحلة الصانع ومؤدو‬
‫الخدمة والمستورد أوال ثم تطبق الضريبة بعد ذلك على مراحل تجارة الجملة وتجارة التجزئة كان هذا‬
‫سيتيح فرصة لوزارة المالية للتعرف على طبيعة المشاكل وعلى كيفية معالجتها بصورة مبسطة مقارنة‬
‫بالتطبيق على ال مراحل جميعها‪ ،‬كما أن التدرج في التطبيق كان سيزيد من وعي المواطنين نحو هذه‬
‫الضريبة وآثارها‪ .‬وبالمقارنة مع تجربة مصر نجد أنها طبقت المرحلة األولى للضريبة على الصانع‬
‫والمستورد ومؤدي الخدمة وتم تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة على تجارة الجملة وتجارة التجزئة بعد‬
‫عشر سنوات أي في عام ‪ ،1119‬إال أن التجربة المصرية وجدت عدم وجود مبرر للتفرقة في التكليف‬
‫عند إدخال الضريبة بين المنتج والموزع‪.‬‬

‫التجربة المصرية‪:‬‬
‫تم استصدار التشريع المصري لضريبة المبيعات في عام ‪ 9119‬وتم اإلعداد الجيد للتشريع من‬
‫خالل االلتزام بالمبادئ العالمية لضريبة القيمة المضافة أخذ ا في االعتبار الواقع المصري عام ‪9119‬‬
‫واالستفادة من تجارب الدول األخرى‪ ،‬واالستفادة من الدعم الفني لصندوق النقد الدولي لدى مناقشة برنامج‬
‫اإلصالح‪ .‬وكذلك المعونة الفنية لـ ‪ USAID‬وبيت الخبرة األمريكي (بيت مارويك)‪ .‬إضافة إلى معالجة أوجه‬
‫القصور في التشريع السابق أي الضريبة على االستهالك‪ .‬حاول التشريع المصري األخذ بالمبادئ األساسية‬
‫لضريبة القيمة المضافة منذ البداية في تشريع عام ‪ 9119‬حتى مرحلة التجزئة (ولكن على ثالث مراحل‬

‫‪138‬‬
‫‪ -‬يقصد باالحتيال بطريقة الدوامة‪ ،‬بيع السلع من خالل سلسلة من المعامالت المفتعلة‪ ،‬بدال من بيعها لالستهالك في السوق المحلي‬
‫مثال في دولة تابعة لإلتحاد األوروبي‪ ،‬قبل بيعها لتاجر في بلد عضو آخر في االتحاد األوروبي‪ ،‬يقوم بعد ذلك ببيع السلع مرة أخرى‬
‫إلى السوق المحلي‪ .‬وهذا يسمح للمحتالين بأن يكرروا عمليات االحتيال مرات عديدة باستخدام السلع ذاتها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫تتالءم مع تطور المجتمع وقابليته للضريبة)‪ .‬وتعمد في البداية تطبيق ضريبة قيمة مضافة (غير كاملة) أمالا‬
‫في إحداث التطوير التشريعي خالل فترة قصيرة بعد نجاح المرحلة األولى‪ ،‬لكن الظروف االقتصادية‬
‫واالجتماعية في مصر لم تسمح إال بإدخال بعض التحسينات خالل السنوات السابقة‪.‬‬

‫و لقد ركز التشريع المصري على النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪ -9‬بالنسبة لعمومية فرض الضريبة على السلع والخدمات‪:‬‬


‫تم فرض الضريبة العامة على السلع إال ما تم إعفاؤه بنص خاص بينما أخذ بمبدأ فرض الضريبة‬
‫على الخدمات (بشكل انتقائي)‪ ،‬وذلك بسبب عدم وجود خبـرة سابقـة في تطبيـق الضريبة على الخدمات‪ .‬وأهم‬
‫المشاكل التي صادفت هذا اإلجراء هو التوسع في إعفاء بعض السلع خاصة الغذائية ألغراض اجتماعية‬
‫(‪ %91‬في المتوسط من قيمة اإلنتاج الصناعي‪ %11 ،‬من السلعة المستوردة غير خاضع للضريبة)‪ .‬وأكثر‬
‫المشاكل التي واجهت التطبيق كان في تطبيق ضريبة الخدمات بشكل انتقائي (حوالي ‪ %61‬من اإلنتاج‬
‫الخدمي غير خاضع للضريبة)‪.‬‬

‫وأهم ما توصلت إليه التجربة المصرية في هذا المجال أنه كان من الضرورة األخذ بمبدأ عمومية‬
‫فرض الضريبة على السلع والخدمات منذ بدء التطبيق وعدم التخوف من التطبيق لثبوت العكس‪ ،‬وأنه من‬
‫الممكن تنمية الجهاز الضريبي مع نمو الضريبة‪ .‬كما توصلت التجربة المصرية إلى أن التدرج في التطبيق قد‬
‫يقابله صعوبات تحول دون اتخاذ القرار الالزم في الوقت المناسب‪ .‬وأنه يجب عدم التوسع في اإلعفاءات‬
‫لتآكل وعاء الضريبة‪.‬‬

‫وتتجه مصر إلى العمل على تعميـم فـرض الضريبة على الخدمات إال ما يستثنى بنـص‪ ،‬وترشيـد‬
‫قائمة اإلعفاءات‪ ،139‬مع مراعـاة أن تكون الصياغـات القانونيـة دقيقــة‪.‬‬

‫‪ -1‬حـد التسجيـل‪:‬‬
‫أخذت مصر بحد التسجيل منخفض نسبيا حوالي ألف جنيه (‪ 91‬ألـف دوالر تقريبا في عـام (‪)9119‬‬
‫للمنتجين الصناعيين ومؤدى الخدمات‪ .‬و‪ 911‬ألـف جنيه للتجــار (‪ 91‬ألف دوالر تقريبا في ‪ .)1119‬وال‬
‫يسـرى حد التسجيـل على المستورديـن بغـرض اإلتجار ومنتجو سلع الجدول (‪ )9‬المرافق للقانون المصري‪.‬‬
‫وبلغ عدد المسجلين في ضريبة المبيعات ‪ 91911‬مسجـل عام ‪ 9119‬زيد الى ‪ 911111‬فى عام‬
‫‪ 1111‬بمعدل نمو سنوي ‪ .%9146‬وتم اتخاذ هذه اإلجراءات استنادا إلى فكرة ضرورة تنظيم المجتمع‬
‫الضريبي المصري في بدء التطبيق‪ ،‬ولم يتم توحيد حد التسجيل فى ‪ 1119‬عند االنتقال لمرحلة التجزئة خوفا‬
‫من حدوث مشاكل بين التسجيل للجديد والغاء القديم‪.‬‬
‫ولقد صادف هذا اإلجراء العديد من المشاكل أهمها‪:‬‬
‫تدنى االلتزام الضريبي عند صغار المسجلين‪ ،‬وارهاق الجهاز اإلداري وارتفاع نسبي في تكلفة‬
‫التحصيل‪ ،‬وتزايد نسبي لإلقرارات الصفرية‪ .‬ومن خالل التطبيق تم التوصل إلى ضرورة أن يكـون حـد التسجيل‬
‫مرتفع نسبيا وموحـدا‪ ،‬ويعكس القدرات اإلدارية للجهاز الضريبي‪ ،‬وأيضا قدرات المسجلين فــي إمساك دفاتر‬
‫منتظمة وتَ َح ُّمل أعباء االلتزام بالضريبة‪ .‬وتسعى مصر إلى رؤية مستقبلية تهدف إلى توحيد حد التسجيل‬

‫‪139‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق رقم ‪ 2‬لإلطالع على قائمة الخدمات المعفاة من الضريبة العامة على المبيعات في مصر ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫لمختلف المكلفين ليكون ‪ 111‬ألف جنيه (رقم األعمال في السنة)‪ .‬والغاء تسجيل ‪ 911‬ألف مسجل وتعويض‬
‫خسارة اإليراد الناتجة عن ذلك من خالل رفع كفاءة األداء‪.‬‬
‫‪ -9‬فرض الضريبة حتى تاجر التجزئة‬
‫تدرج التطبيق المصري حيث اقتصر الفرض في عام ‪ 9119‬على مبيعـات المنتجين الصناعيين‬
‫ومستوردي السلع المثيلة‪ .‬وفــي عام ‪ 1119‬تـم انتقال التطبيق إلى مراحل التجارة حتى التجزئة‪ .‬وكان السبب‬
‫في إتباع هذا األسلوب عدم وجود مجتمع أعمال منظم خاصة فى قطاع التجارة وعدم وجود جهاز إداري قادر‬
‫على إحكام عمليات التحصيل حتى مرحلة التجزئة‪ .‬إضافة إلى العمل على تأمين التطبيق في مراحله األولى‬
‫بتكليف القطاعات المنظمة نسبي ا والتي لدى المصلحة خبرة في التعامل معها‪.‬‬
‫ولقد واجهت التجربة المصرية عدة مشاكل في هذا االتجاه كان أبرزها عدم التكافؤ في المعاملة‬
‫الضريبية بين الصناع والتجار والتمييز ضد الصناعة‪ ،‬ووجود العديد من المشاكل في تحديد نقطة الضريبة‬
‫ووعائها بالنسبة للمنشآت التي تجمع بين التصنيع والتوزيع‪.‬‬
‫وأهم ما تم التوصل إليه في هذا المجال هو‪:‬‬
‫عدم وجود مبرر للتفرقة في التكليف عند إدخال الضريبة بين المنتج والموزع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام حد تسجيل مرتفع نسبي ا يعمل على الحد من التخوفات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -1‬سعر الضريبة‪:‬‬
‫سعر الضريبة العام في مصر ‪ %91‬على السلع والخدمات وتوجد فئات ضريبة أخرى (‪ %1‬على‬
‫بعض السلع الضرورية ومستلزمات اإلنتاج‪[ %91 ،%11 ،‬أدمجت لتكون ‪ ]%11‬على سلع القادرين)‪.‬‬
‫إضافة إلى وجود أسعار ضريبية نوعية في الغالب على سلع الجدول (‪ )9‬حسب قانون الضريبة المصري‪ .‬كما‬
‫زيدت فئات الضريبة وتعددت الزيادة على السيارات‪ .‬هذا باإلضافة إلى قائمة اإلعفاءات وسعر الصفر‬
‫للصادرات‪ .‬وتم تحديد سعر الضريبة استنادا إلى ضرورة إعطاء مضمون اجتماعي للضريبة في مواجهة‬
‫المجتمع الرافض لها‪ .‬وازالة التخوف الذي كان سائد ا من رجعية الضريبة على ذوي الدخل المحدود‪.‬‬
‫وتم من خالل التجربة التوصل إلى نتيجة مفادها أنه يجب االقتصار على فئة واحدة لتبسيط تحصيل‬
‫الضريبة وحسابها‪ .‬واقتصار سعر الصفر على الصادرات فقط وضرورة ترشيد اإلعفاءات واعادة النظر في‬
‫المعالجة الضريبية لسلع الجدول (‪.)9‬‬
‫‪ -1‬عمومية الخصم الضريبي على المدخالت‪:‬‬
‫قصر القانون المصري خصم الضريبة على الضريبة السابق تحميلها على السلع الوسيطة الداخلة‬
‫في إنتاج سلعة خاضعة فقط‪ .‬ولم يطبق مبدأ الخصم على الخدمات‪ .‬في عام ‪ 1111‬تم إعمال خصم الضريبة‬
‫للسلع الرأسمالية التي تستخدم في إنتاج سلع أو خدمات خاضعة للضريبة (فيما عدا سيارات نقل األفراد‬
‫والركوب إال إذا كان استخدامها هو النشاط المرخص)‪ .‬وتم إتباع هذا األسلوب بسبب عدم وجود جهاز فني‬
‫قادر على مراقبة عمليات الخصم‪ .‬إضافة إلى التخوف من ازدياد حجم التهرب والتخوف من عدم تحصيل‬
‫اإليرادات المستهدفة‪.‬‬
‫ونشأت مشاكل أبرزها‪ :‬اختالف وجهات النظر حول ما يخضع وما ال يخضع‪ ،‬وما هي السلعة‬
‫الوسيطة الداخلة في إنتاج السلع الخاضعة‪ ،‬وتحمل المنشآت بأعباء ضريبية غير ما هو مستهدف من‬
‫الضرائب غير المباشرة‪ ،‬وتقليص حجم االستثمارات المتاحة للتنمية‪ ،‬لزيادة العبء الضريبي على المنشآت‪.‬‬
‫وتم التوصل إلى ضرورة تعميم مبدأ الخصم الضريبي على السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -6‬رد الضريبة‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫أهم حاالت رد الضريبة في التشريع المصري هي رد الضريبة على التصدير‪ ،‬ورد الضريبة المحصلة‬
‫بالخطأ‪.‬‬

‫وعمد المشرع المصري إلى اتخاذ بعض اإلجراءات الضريبية لنجاح هذا المشروع أهمها‪:‬‬

‫‪ -9‬استخدام نظام إدارة المخاطر في تحديد عينة الفحص االنتقائي‪.140‬‬


‫‪ -1‬العمليات الضريبية المميكنة‪.141‬‬

‫التجربة اإلدارية المصرية ‪:‬‬

‫إدارة إدخال الضريبة في مصر‪:‬‬

‫‪ ‬تعييـن أحد كبار المسؤوليـن لوضع وتنفيـذ الضريبة ذو مواصفات خاصة للعمل بجانب رئيس‬
‫المصلحة للقيام بهذه المهمـة تحت اإلشراف اليومي والمباشر لوزير المالية‪.‬‬

‫‪ ‬تم تكوين عدد من اللجان التنفيذية‪ ،‬وعين لكل لجنة رئيس‪ ،‬وهـو عادة أحد كبار المسئولين في‬
‫مصلحة الضرائب على االستهالك‪ ،‬وهذه اللجان هي( التخطيط ‪ -‬التشريع والالئحة ‪ -‬اإلعالم‬
‫والتثقيف ‪ -‬التسجيل ‪ -‬التنظيم – التدريب ‪ -‬الميكنـة – التنسيق مع الجمارك ‪ -‬المعلومات‬
‫واإلحصاء ‪ -‬إجراءات النماذج ‪ -‬الشئون اإلدارية والمالية)‪.‬‬

‫‪ ‬ترأس لجنـة التخطيط (اللجنـة التنفيذية) المسئول الذي اختير إلدارة الضريبـة‪ ،‬وكانـت تضم رؤساء‬
‫اللجان األخرى وذلك للتنسيق بين العمليات المتصلة لمختلــف اللجان‪.‬‬

‫‪ ‬وضع مسودة التشريع المالئمة (استمرت ما يقرب من عام) – استخدم فيهـا تجارب الدول األخرى –‬
‫المسودة السابق إعدادها بمعرفة بعثة فنية من صندوق النقد الدولي – الدعم الفني لبيت الخبرة‬
‫األمريكي‪.‬‬

‫‪ ‬إجراء تقديرات دورية لتأثير التشريع على اإليـرادات وعلـى توزيـع الدخول وعلى المستوى العام‬
‫لألسعار‪.‬‬

‫‪ ‬تــم وضع قانـون للضريبة العامة على المبيعات قابل للتطبيق يمكن إدارتـه بنجاح فــى مصـر أخــذ ا‬
‫في االعتبار األوضاع االقتصادية واالجتماعية والثقافيـة وظروف مجتمع األعمال‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫يهدف هذا النظام إلى مراعاة مقدرة الجهاز الضريبي على القيام بعمليات الفحص والمراجعة للمجتمع الضريبي‪ ،‬وتخفيض تكلفة‬
‫التحصيل‪ ،‬وإيجاد نظام فعال للرقابة على المجتمع الضريبي‪ .‬كما يعتمد يعتمد نظام إدارة المخاطر على‪ :‬توفير قواعد بيانات عن كافة‬
‫المسجلين‪ ،‬وتصنيف المسجلين بحيث تتجانس كل فئة في نوع النشاط أو حجم األعمال‪ ،‬ووضع مجموعة من المعايير تحدد مدى التزام‬
‫المسجل‪ .‬ووضع وزن نسبى لكل معيار (درجة من ‪ )800‬بحيث كلما ازدادت الدرجة زاد الشك وكان أولى بالفحص إعداد مصفوفة‬
‫الدرجات واستخراج مجموعة من التقارير لكل فئة يشمل ترتيب تنازلي وفقا ً للدرجات التي حصلوا عليها‪ .‬وتمرير مصفوفة الدرجات‬
‫على المسجلين من خالل الحاسب اآللى لوضع درجة من ‪ 800‬لكل مسجل (كلما زادت الدرجة كلما دل ذلك على أن هناك فاقد أكبر‬
‫في الضريبة لدى المسجل) واختيار المسجلين الذين حصلوا على أعلى الدرجات في كل فئة وفقا ً لطاقة الفحص المتاحة‪ ،‬لتكون هي‬
‫العينة المنتقاة للفحص السنوي ‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫‪ -‬التشغيل اإللكتروني الكامل للعمليات الضريبية (التسجيل – معالجة اإلقرارات – التحصيل – وتم استخدام العديد من األنظمة‬
‫اإلليكترونية لعدد من أنشطة العمل بالمصلحة منها‪ :‬نظـــام معلومـــات الضريبــة العامـة علـى المبيعاتت ‪ GSTACS‬ونظــم‬
‫معلومــات فحص دفاتر وسجالت المسجلين (أسلوب تحليل المخاطر)‪ .‬ونظام الحصر‪ .‬ونظام الخرائط الجغرافية ‪ GIS‬ونظام متابعة‬
‫التحصيل‪ .‬ونظام الشئون القانونية‪ .‬ونظام التنبؤ بالظروف االقتصادية العامة‪ .‬ونظام الشئون المالية واإلدارية‪ .‬ونظام العمالء (خدمة‬
‫اإلنترنيت ‪ -‬البريد اإلليكتروني‪ -‬الخدمة الصوتية‪ -‬نظم االجتماعات عن بعد‪.)....‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ ‬إعطاء تدريـب مكثـف لعمالـة المصلحــة على أعمال التنفيذ والفحص كأولـوية لضمان الحصول على‬
‫مستوى عال من االلتزام‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد وسائل وأساليب االتصال بمجتمع األعمال والمجتمع الخارجي والوسائل المرغوبة لتقبل‬
‫التشريع‪.‬‬

‫ولقد سبق إقرار وتنفيذ الضريبة العديد من الخطوات أهمها التسجيل و التدريب و التنسيق مع‬
‫الجمارك ‪.‬‬

‫وكانت أهم اإلنجازات التي تمت‪:‬‬

‫تـدر ضريبـة المبيعـات حصيلـة مهمة تساعد في سد عجز الموازنة (معدل الزيادة فى الحصيلة‬ ‫‪‬‬
‫السنوي فى المتوسط يصل إلى ‪.)%91‬‬
‫أصبح لدى مصر جهاز إداري لضريبة المبيعات عال الكفاءة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استطاع الجهاز الضريبـى أن يحظى بثقة مجتمع الضريبة من منظمات رجـال األعمال واالتحادات‬ ‫‪‬‬
‫حيـث بلغت نسبة االلتزام الطوعي ‪ %11‬في المتوسـط وأن نسبــة التهرب من الضريبة أقل من‬
‫‪ %149‬من عدد المسجلين‪.‬‬
‫‪ ‬إحــداث التطوير المستمر لدى الجهاز اإلداري وكان من أهم مظاهر هذا التطوير هو التطوير اإلداري‬
‫المستمر وفق ا ألحدث نظم اإلدارة‪ ،‬واستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة (أدوات العمل واستخدام‬
‫الميكنة الشاملة في تطوير األداء)‪ ،‬وتبسيط وتطوير وتوثيق إجراءات العمل ‪،‬ورفع كفاءة أعمال‬
‫الفحص‪ ،‬والحد من حاالت التهرب الضريبي‪ ،‬واحكام الرقابة على المجتمع الضريبي‪ ،‬ورفع الوعي‬
‫الضريبي ومد جسور الثقة مع المسجلين‪ ،‬وتطوير وتحديث ظروف العمل وادارته بهدف خلق بيئة‬
‫عمل نظيفة تحقق التواصل بين الجهاز ومجتمع الضريبة‪ ،‬وتطويـر الهيكل التنظيمي بما يتالءم مع‬
‫اتساع المجتمع الضريبي (هيكل تنظيمي وظيفي)‪.‬‬
‫ولقد تجلت أهم مظاهر هذا التطوير في وضع معايير لقياس األداء‪ ،‬وتطوير نظام الحوافز‪ ،‬والعمل‬
‫على خلق نظام معلومات شامل ومتكامل واالهتمام بالعملية التدريبية المخططة والمستمرة والعمل لتحقيق‬
‫األهداف المنشودة وفق ا لخطة مدروسة وفى إطار معايير محددة لألداء وفق ا لنظام موازنة البرامج والمحاسبة‬
‫عن األداء والجودة الشاملة‪ .‬وكان من محصلة هذا التطوير الوصول بإيرادات الدولــة السياديــة من الضريبة‬
‫العامة على المبيعـات إلـى الربــط المقرر في الموازنة العامة للدولة سنوي ا بأعلى كفاءة ممكنة وبعدالة مــن‬
‫خالل جهــاز إداري قـوي وقادر ولديه اإلمكانيـات وأدوات العمـل التي مكنته من ذلك‪ ،‬وفقـا لرؤيا وبخطط‬
‫مدروسة وأهداف محددة لكـل وحدة تحدد مسارها في إطار معايير واضحة وموضوعية‪ ،‬ومتابعة مستمرة تُقََّوم‬
‫األداء وتدفعه من خالل نظام حوافز فعال‪ .‬كما تم العمل على رفع نسبة االلتزام من خالل نظام قامت بموجبه‬
‫اإلدارة المركزيـــة للحصر بربط وتنسيق وتنظيم ومراقبة أعمـال الحصر في كافـــة المناطق والمأموريات ممـا‬
‫أدى إلـى إتسـاع عدد المسجلين‪ ،‬وتُشيع لدى الناس القناعـة ألن الضريبة سوف تطولهم جميع ا دون استثناء‪،‬‬
‫ويؤدى ذلك إلى ارتفاع نسبة االلتزام الطوعي‪ .‬إضافة إلى توفر جانب العدالة الضريبيـة فى الفحص والربط‬
‫وشيوع هذا اإلحساس لدى جمهور الممولين أدى في النهاية إلى االلتزام الطوعي‪ ،‬والنهوض بالعاملين فنيا‬
‫واداري ا‪ ،‬وخلق آلية سهلة للتنسيق بين إدارات الحصر والفحص فى المناطق والمأموريات بما يضمن انسيابية‬

‫‪17‬‬
‫المعلومات واالستفادة منها فى الوقت المناسب‪ .‬واالرتقاء بطرق الفحــص‪ ،‬واالرتفاع بمستوى القائمين عليه‬
‫يضمن الحيدة والعدالة التي هي أكبر حافز لاللتزام الطوعي‪ ،‬ولقد بلغت نسبة االلتزام في بداية االنتقال لمرحلة‬
‫التجارة (الجملة والتجزئة) في بداية التطبيق ‪ .%61‬وفيما يلي جدول يبين أعداد المسجلين بالضريبة‪:‬‬
‫الجدول رقم (‪ )99‬تطور أعداد المسجلين بالمصلحة منذ عام ‪ 19/11‬وحتى ‪1111/1111‬‬

‫نسبة المساهمة‬ ‫عدد المسجلين‬ ‫الفترة‬

‫‪-‬‬ ‫‪91911‬‬ ‫‪19/11‬‬


‫‪%91‬‬ ‫‪11911‬‬ ‫‪11/19‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪19/11‬‬

‫‪%91‬‬ ‫‪16111‬‬ ‫‪11/19‬‬


‫‪%19‬‬ ‫‪91199‬‬ ‫‪11/11‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪91191‬‬ ‫‪16/11‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪11/16‬‬
‫‪%99‬‬ ‫‪11919‬‬ ‫‪11/11‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪16191‬‬ ‫‪11/11‬‬
‫‪%99‬‬ ‫‪69119‬‬ ‫‪1111/11‬‬
‫‪%11‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪142‬‬
‫‪1119/1111‬‬
‫‪%96‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪1111/1119‬‬
‫‪%91‬‬ ‫‪916116‬‬ ‫‪1119/1111‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪996191‬‬ ‫‪1111/1119‬‬
‫‪%141‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪1111/1111‬‬

‫المصدر‪ :‬عرض مقدم إلى مؤتمر الضريبة على القيمة المضافة في دمشق من الهيئة العامة‬
‫للضرائب في مصر‪.‬‬
‫ولقد أعدت ونظمت مصر جهاز إداري فعال من منطلق ضرورة وجود جهاز إداري قادر على التطبيق‬
‫الجيد للضريبة ك شرط أساسي لنجاح إدخال ضريبة القيمة المضافة ذات القاعدة العريضة إلى أي بلد‪ ،‬وأخذت‬
‫جهود اإلعداد لبناء جهاز قوي عدة محاور أهمها‪:‬‬

‫‪ - 142‬يرجع التضخم في عدد المسجلين عام ‪ 1002/1000‬إلى االنتقال للمرحلة الثانية والثالثة من قانون الضريبة العامة‬
‫على المبيعات عدد المسجلين غير متضمن عدد حاالت إلغاء التسجيل والمسجلين موسمي وهذا العدد يتراوح ما بين ‪%8‬‬
‫إلى ‪ %20‬من إجمالي المسجلين ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أ) خلق بيئة عمل نظيفة ‪.‬‬
‫)ب) قابلية جهاز الضريبة المستمر للتطوير‪.‬‬

‫(ج) تحقيق الرضاء الوظيفي للعاملين‪.‬‬

‫(د) االهتمام بتحقيق رضاء المتعاملين ‪.‬‬

‫ولقد سعت مصر إلى تطوير هذه الضريبة من خالل إصدار قانون الضرائب الجديـد رقـم ‪ 19‬لسنة ‪1111‬‬
‫والئحته التنفيذيـة وذلك للقضاء علـى مشاكـل تطبيق القانون ‪ 911‬لسنه ‪ 9119‬و ذلك من أجل تخفيض فئات‬
‫الضريبة وتوسيع القاعدة الضريبية من خالل تشجيع ممولين جدد علـى الخضــوع الطوعــــــــى والحد مـــــن‬
‫اإلعفاءات والتخفيضات الضريبية واستكمال األخــذ بنظام الضريبة الموحدة مع ما يترتب على ذلك مـن‬
‫تحقــــيق المزيد مـن العدالة الضريبيـ ة (من خالل معاملة الدخول من مصادرها المختلفة معاملة واحدة)‬
‫واالنتهاء من التعديالت المقترحة على قانـون الضريبة العامة على المبيعات للوصول إلى ضريبة قيمة مضافة‬
‫كاملة وانشاء مركز كبار الممولين ‪ .‬وتسعى مصر من خالل تجربتها العمل بشكل مستمر للتطوير واإلصالح‬
‫الضريبي واصالح اإلدارة الضريبية بالتعاون مع صندوق النقد الدولي باعتبار أن العنصر األساسي لبرنامج‬
‫اإلصالح الضريبي الناجح يعتمد على إنشاء إدارة ضريبية تتسم بالفاعلية والكفاءة والعدالة‪.‬‬

‫وتعتبر التجربة المصرية من أهم تجارب الدول العربية في تطبيق الضريبة العامة على المبيعات‬
‫ولذلك تم التعمد إلى شرح تفصيلي لكيفية االنتقال من الضريبة العامة على المبيعات إلى ضريبة القيمة‬
‫المضافة مع شرح تفصيلي لمشروع اإلدارة لهذه الضريبة‪ ،‬في سبيل االستفادة منها وتالفي الصعوبات من‬
‫مرحلة اإلعداد وحتى مرحلة التطبيق بما يالئم واقعنا الداخلي‪ .‬مع ضرورة اإلشارة إلى انه رغم كل هذه‬
‫اإلجراءات و اإلصالحات المتخذة كطريق للوصول إلى ضريبة القيمة المضافة في مصر إال أنها لم تستطع‬
‫الوصول إلى تحقيق ضريبة على القيمة المضافة كاملة بسبب الكثير من المشكالت التشريعية و التطبيقية‬
‫وأهمها مشكلة الخصم الضريبي‪. 143‬‬

‫الرسوم الجمركية (الضرائب الجمركية)‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫وهي إحدى صور الضرائب على اإلنفاق وتفرض على السلع والخدمات عند عبورها الحدود الجمركية‬
‫للدولة فتسمى ضرائب الواردات عندما تفرض على السلع والخدمات الداخلة إلى الدولة وتسمى ضرائب‬
‫الصادرات إذا فرضت على السلع والخدمات عند خروجها من الحدود الجمركية‪ .‬ومثلها مثل الضرائب على‬

‫‪143‬‬
‫‪ -‬أهم المشكالت التطبيقية هي مشكلة خضوع تجار التجزئة في مصر و مشكلة خضوع بعض القطاعات ذات الطبيعة الخاصة و‬
‫مشكلة خضوع خدمات التشغيل للغير و مشكلة قطاع الغزل و النسيج و الصناعات المتعددة المراحل إضافة إلى المشاكل المحاسبية‬
‫الكثيرة و المشاكل التشريعية أيضا مثل مشكلة تعميم الخصم الضريبي و تعدد األسعار و أساليب الفحص الضريبي ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلنفاق تتسم بوفرة الحصيلة الضريبية وعدم شعور الممول بعبئها والمرونة‪ ،‬ويمكن التمييز بين نوعيين‬
‫رئيسيين من الضرائب الجمركية‪:144‬‬

‫‪ -9‬الضرائب النوعية‪:‬‬

‫وهي تفرض على أساس العدد أو الوزن أو نوع السلعة بغض النظر عن قيمتها‪ ،‬وتفرض كمبلغ‬
‫ثابت على كل وحدة من وحدات السلعة المستوردة بغض النظر عن قيمة السلعة‪ .‬ويتميز هذا النوع من‬
‫الضرائب بالميزات التالية‪:‬‬

‫البساطة والسهولة النسبية في الربط والتحصيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الثبات النسبي في حصيلة الضريبة الرتباطه بعدد الوحدات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وتواجه هذه الضريبة العديد من االنتقادات أهمها‪:‬‬

‫صعوبة االعتماد عليها بصورة فعالة في تحقيق أهداف المجتمع االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث أنها عديمة االستجابة التلقائية للتغير في الظروف االقتصادية (رواج ‪ /‬انكماش)‪ ،‬مما يستلزم‬
‫تغيير مقدارها باستمرار حتى تكون مالئمة لتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫أنها ضريبة غير عادلة حيث تتحمل األنواع رخيصة الثمن نفس عبء الضريبة الذي تتحمله األ نواع‬ ‫‪‬‬
‫غالية الثمن من نفس السلعة‪ ،‬وهذا يعني تفضيل استيراد السلع غالية الثمن‪ ،‬وهذا له أثرين من وجهة‬
‫النظر القومي أثر إيجابي يتمثل باستيراد منتجات ذات جودة عالية‪ ،‬وأثر سلبي هو أن استيراد السلع‬
‫غالية الثمن سوف ينعكس سلبا على الميزان التجاري بميزان المدفوعات ويزداد العجز وتزداد ندرة‬
‫الموارد بالعمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪ -1‬الضرائب القيمية‪:‬‬

‫وهي ضريبة تفرض كنسبة من قيمة السلع المصدرة أو المستوردة‪ ،‬وهذه النسبة تختلف من سلعة‬
‫إلى أخرى ولنفس السلعة من فترة زمنية إلى أخرى وفقا الختالف األهداف التي ترغب الدولة في تحقيقها‪.‬‬

‫واستخدام هذا النوع من الضرائب يتفق مع خصائص وسمات االقتصاد الحديث من حيث تنوع السلع‬
‫وتعددها واختالف أثمانها‪ ،‬وهي أكثر عدالة بالمقارنة بالضرائب النوعية‪.‬‬

‫من ناحية أخرى إن تطبيقها ينجم عنه العديد من المشاكل والصعوبات تتعلق بتقدير القيمة الخاضعة‬
‫للضريبة ألنواع مختلفة من السلع والخدمات تختلف أثمانها من بلد إلى آخر ومن فترة زمنية إلى أخرى‪،‬‬
‫ويتطلب تطبيقها توافر خبراء ومثمنين ذوي خبرة عالية وتوافر بيانات واحصاءات حديثة بصورة متجددة عن‬
‫األسعار العالمية‪.‬‬

‫وان غالبية النظم الجمركية الحديثة تعتمد بصفة رئيسية الضرائب القيمية لتحقيق أهدافها‪ ،‬وفي‬
‫حاالت معينة قد تندمج الضرائب النوعية القيمية معا في النظام الجمركي‪ ،‬كما أن القاعدة العامة في‬

‫‪144‬‬
‫‪ -‬أ د عثمان‪ ،‬سعيد عبد العزيز‪ ،‬النظام الضريبي وأهداف المجتمع ‪ /‬مدخل تحليلي معاصر‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،2007 ،‬ص‬
‫‪.121‬‬

‫‪90‬‬
‫التشريعات الضريبية المختلفة هي فرض ضريبة على المنتجات المستوردة واعفاء المنتجات المصدرة والسعي‬
‫لتشجيعها لدور الصادرات الحيوي في النمو االقتصادي‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬الواقع الحالي للضرائب على اإلنفاق في سورية وتطورها‪:‬‬


‫تهتم سورية حاليا بالضرائب على اإلنفاق‪ ،‬خصوص ا بعد قيامها باتباع سياسات اقتصادية إصالحية‬
‫ومحاولتها االنتقال إلى اقتصاد السوق االجتماعي‪ ،‬وعقد الكثير من االتفاقيات التجارية مع الدول األخرى في‬
‫محاولة لالنفتاح على اقتصاديات العالم من جهة‪ ،‬ورغبة منها بزيادة إيراداتها من جهة أخرى‪ .‬و لقد فرضت‬
‫ضرائب و رسوم اإلنفاق في سورية خالل مراحل سياسية مختلفة حيث فرضت أول ضريبة على اإلنفاق في‬
‫عشرينيات القرن الماضي ( ضريبة المواد المشتعلة بالقرار رقم ‪ 911‬لعام ‪ ، ) 9111‬وتتكون الضرائب على‬
‫اإلنفاق في سورية وكما رأينا في المبحث األول من رسم اإلنفاق االستهالكي والرسوم الجمركية ورسم الطابع‬
‫المالي والرسوم األخرى‪ ،‬ولقد وجدنا أن رسم اإلنفاق االستهالكي له أهمية كبيرة ضمن ضرائب اإلنفاق في‬
‫سورية‪ ،‬ومن ثم الرسوم الجمركية والتي هي في طريقها للتخفيض أو الزوال تدريجيا‪ ،‬أما بقية الرسوم األخرى‬
‫مثل رسم الطابع المالي وغيره فهي رسوم ذات حصيلة منخفضة جد ا‪.‬‬

‫حاليا بإطالق برامجها الوطنية من خالل برامج اإلصالح االقتصادي والمالي‬ ‫و بدأت سوريا‬
‫والضريبي‪ ،‬وذلك بإصدار قانون االستعالم الضريبي ومكافحة التهرب الضريبي رقم ‪ 11‬لعام ‪ .1119‬واصدار‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 69‬تاريخ ‪ 1111/1/96‬المتضمن إخضاع بعض المواد والسلع والخدمات لرسم اإلنفاق‬
‫االستهالكي وتعديالته بالمرسوم ‪ 19‬لعام ‪ 1111‬والمرسوم رقم ‪ 19‬لعام ‪ 1116‬والمرسوم رقم ‪19‬لعام ‪1111‬‬
‫والمرسوم ‪ 99‬لعام ‪ 1111‬وأخي ار المرسوم ‪ 19‬لعام ‪ ،1199‬وسورية ال زالت كبقية البلدان الفقيرة تتبع ضرائب‬
‫اإلنفاق الخاصة مثل الرسوم الجمركية وضرائب نوعية على أشكال من اإلنفاق كالضريبة على اإلنفاق‬
‫االستهالكي والتي طورتها مؤخرا إضافة إلى عدة رسوم مشابهة لها ويمكن إيرادها كالتالي‪:‬‬

‫‪ -9‬ضريبة المواد المشتعلة‪.‬‬

‫‪ -1‬ضريبة مقطوعية الكهرباء‪.‬‬

‫‪ -9‬ضريبة حصر التبغ‪.‬‬

‫‪ -1‬رسوم كتاب العدل‪.‬‬

‫‪ -1‬الرسوم الجمركية‪.‬‬

‫‪ -6‬رسوم اإلحصاء‪.‬‬

‫‪ -1‬رسم الطابع‪.‬‬

‫‪ -1‬رسم الصيد البحري والبري‪.‬‬

‫‪ -1‬رسوم المعادن والمقالع‪.‬‬

‫‪ -91‬الرسوم القنصلية‪.‬‬

‫‪ -99‬رسم المتاجرة باآلثار‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -91‬رسوم حماية الملكية‪.‬‬

‫‪ -99‬الرسوم القضائية‪.‬‬

‫‪ -91‬رسم اإلنفاق االستهالكي‪.‬‬

‫‪ -91‬رسوم التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ -96‬ضريبة الري‪.‬‬

‫إضافة إلى الضرائب والرسوم التي لم يتم إلغائها فعليا إنما تم تضمينها لرسم اإلنفاق االستهالكي وهي‪:‬‬

‫‪ -9‬ضريبة االسمنت‪.‬‬

‫‪ -1‬ضريبة السكر‪ .‬أخضعت لرسم إنفاق استهالكي ‪ %1‬من القيمة و ألغيت بعد مرور ‪99‬سنة على آخر‬
‫تعديل ط أر عليها ‪.‬‬

‫‪ -9‬ضريبة المواد الكحولية‪.‬‬

‫‪ -1‬ضريبة الملح‪.‬أخضعت لرسم إنفاق ‪ %1‬و ألغيت بد مرور ‪ 11‬سنة من آخر تعديل له المادة ‪99‬‬
‫الفقرة ه من المرسوم ‪ 69‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -1‬ضريبة المالهي‪.‬‬

‫‪ -6‬ضريبة اإلنتاج الزراعي‪.‬‬

‫‪ -1‬رسم التلفزيون‪.‬‬

‫وباعتماد هذا التصنيف يمكن إيراد الجدول التالي الذي يوضح تطور حصيلة هذه الضرائب ونسبتها‬
‫من إجمالي الضرائب والرسوم في السنوات األخيرة‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )91‬تطور حصيلة الضرائب على اإلنفاق في سورية بماليين الليرات السورية‬

‫النسبة من إجمالي‬ ‫النسبة من‬


‫الضرائب والرسوم‬ ‫إجمالي الضرائب‬
‫‪1191‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫الضرائب و الرسوم‬
‫لعام‬ ‫على اإلنفاق‬
‫لعام ‪ 1191‬فقط‬ ‫لعام‪ 1191‬فقط‬
‫‪1419‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪---‬‬ ‫ضريبة المواد المشتعلة‬
‫‪949‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1911‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫ضريبة مقطوعية الكهرباء‬
‫‪141‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1911‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫ضريبة حصر التبغ‬
‫‪1419‬‬ ‫‪1419‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫رسوم كتاب العدل‬
‫‪9149‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪96111‬‬ ‫الرسوم الجمركية‬
‫‪141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪1911‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫رسوم اإلحصاء‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪99111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1611‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫رسم الطابع‬
‫‪14116‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫رسم الصيد البحري والبري‬

‫‪92‬‬
‫‪1419‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫رسوم المعادن والمقالع‬
‫‪94116‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1911‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫الرسوم القنصلية‬
‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪----‬‬ ‫‪----‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪---‬‬ ‫رسم المتاجرة باآلثار‬
‫رسوم حماية الملكية‬
‫‪149‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫الرسوم القضائية‬
‫‪9141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪99111‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫رسم اإلنفاق االستهالكي‬
‫‪141‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪9911‬‬ ‫‪9911‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫رسوم التجارة الخارجية‬
‫‪1411‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪911‬‬ ‫‪911‬‬ ‫ضريبة الري‬
‫‪9149‬‬ ‫‪%911‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪16111‬‬ ‫‪16111‬‬ ‫‪11119‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬الموازنة العامة للدولة لألعوام المذكورة‪ ،‬النسب حسابات شخصية‪ .‬األرقام تقديرية‬

‫يالحظ من خالل الجدول السابق يتضح مايلي‪:‬‬

‫إن هذه الضرائب متنوعة وال يجمعها أي رابط وال تهدف لتحقيق سياسة اقتصادية محددة كالتأثير على‬ ‫‪-‬‬
‫االستهالك وانما فقط لتحقيق الهدف المالي وهو تأمين إيراد للدولة‪.‬‬

‫الضرائب التي تشكل حصيلتها نسبة عالية من الضرائب على اإلنفاق ومجمل الضرائب والرسوم هي فقط‬ ‫‪-‬‬
‫رسم اإلنفاق االستهالكي (‪ %1141‬من الضرائب على اإلنفاق و‪ %9141‬من إجمالي الضرائب والرسوم)‬
‫والرسوم الجمركية (‪ %1141‬من الضرائب على اإلنفاق و‪ %9149‬من إجمالي الضرائب والرسوم) أما بقية‬
‫الضرائب والرسوم فإيراداتها تشكل نسبة ضئيلة جدا من إجمالي الض ارئب على اإلنفاق‪.‬‬

‫إن نسبة الضرائب على اإلنفاق من إجمالي الضرائب و الرسوم في عام ‪ 1191‬تبلغ ‪ % 9149‬وهي نسبة‬ ‫‪-‬‬
‫ضئيلة تلفت النظر إلى االعتماد في النظام الضريبي السوري على إيرادات ضرائب الدخل‪.‬‬

‫أنه بدال من رسم اإلنفاق االستهالكي وغيره من الضرورة وجود ضريبة موحدة على االستهالك‪.145‬‬ ‫‪-‬‬

‫وللتفصيل أكثر فإن رسم اإلنفاق االستهالكي الذي يحتل النسبة الكبيرة في الحصيلة من بين الضرائب‬
‫على اإلنفاق‪ ،‬ال يحقق إال هدف واحد فقط وهو الهدف المالي‪ ،‬حيث تم تطبيقه قبل استكمال اإلصالحات‬
‫االقتصادية وتحسين دخل المواطن السورية وزيادة قدرته الش ارئية‪ .‬و لقد أصاب سلعا تنعكس مباشرة على‬
‫المواطن العادي والطبقة ذات الدخل المحدود وتشمل المواد الغذائية األساسية مثل الزيوت والسمون والملح‬
‫والسكر والشاي ‪.....‬إلخ‪ .‬وحصلت زيادات في األسعار تناولت سلع غير مشمولة بالمرسوم ورفعت أسعار‬
‫السلع المشمولة بنسب أعلى‪ ،‬وهذا أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وعدم تصحيح العالقة بين الرواتب واألجور‬
‫وبين األسعار‪.‬‬

‫كما ان وزارة المالية طبقت رسم اإلنفاق االستهالكي على البضائع المصدرة دون أن تضع نظام لرد‬
‫الضريبة عند التصدير‪ ،‬ففي كل دول العالم التي تطبق الضريبة على القيمة المضافة تطبق المعدل الصفري‬
‫على الصادرات‪ ،‬أي تخرج البضائع دون أن تحمل بأي ضريبة محلية على القيمة المضافة‪ ،‬كما أن هذا الرسم‬

‫‪145‬‬
‫‪ -‬د نجمة الياس‪ ،‬مجلة النور‪ ،‬العدد ‪. 2007/9/26 ،311‬‬

‫‪93‬‬
‫أدى إلى حدوث ازدواج ضريبي بالنسبة للسيارات ألنه يضاف إلى الرسم الجمركي المحسوب بطريقة معقدة مما‬
‫يجعله تك ار ار للرسم‪.‬‬

‫و في سياق آخر فقد صرح وزير المالية في حوار مفتوح مع وسائل اإلعالم بتاريخ ‪ 1111/1/11‬أن (صدور‬
‫المرسوم التشريعي المتعلق بالرسوم على اإلنفاق االستهالكي أعاد هيكلة الكثير من القوانين ونظرتنا له أنه‬
‫قانون ضريبة مبيعات اآلن‪ ،‬وسيكون قابال للتطور مستقبالا وصوالا إلى القيمة المضافة)‪ .‬حيث ينظر إلى‬
‫الضريبة على القيمة المضافة على أنها شكل متطور من أشكال الضرائب على اإلنفاق االستهالكي‪ ،‬فهي تُفرض‬
‫على اإلنفاق عند االستهالك وتقديم الخدمات من قبل الفرد أو الوحدة االقتصادية‪ ،‬ومن ثم فإن الضريبة على‬
‫القيمة المضافة من حيث مقدارها ومتحملها ال تخرج عن كونها شكالا متطو ار من أشكال رسم اإلنفاق االستهالكي‬
‫المفروض في سورية حاليا‪.‬‬

‫و يمكن القول أن تطبيق رسم أو ضريبة اإلنفاق االستهالكي هو شكل مبسط وتمهيدي للضريبية على القيمة‬
‫المضافة التي تُعد مرحلة أكثر تطورا في النظام الضريبي‪ ،‬والفرق الجوهري بينهما هو آلية التحصيل ودفعاته‬
‫ومراحله ‪.‬وللمقارنة مع األمثلة‪ :‬نفترض أن ِ‬
‫منتج لسلعة جاهزة باع هذه السلعة لمؤسسة تعمل بتجارة الجملة‬
‫بمبلغ ‪ 1111‬ل س ثم قامت هذه المؤسسة ببيعها إلى تاجر المفرق بمبلغ ‪ 6111‬ل س‪ ،‬وقام تاجر المفرق‬
‫بتحديد ربح لبيعها للمستهلك النهائي قدره ‪ 1111‬ل س ‪ ،‬فتكون آلية الحساب والتحصيل بحسب مبدأ رسم‬
‫اإلنفاق االستهالكي كالتالي‪:‬‬

‫سعر البيع للمستهلك (دون الرسم) ‪ 1111 = 1111 + 6111‬ل س‬ ‫‪‬‬


‫‪ 111 = %91 * 1111‬ل س‬ ‫مبلغ الرسم أو الضريبة‬ ‫‪‬‬
‫سعر المبيع للمستهلك (مع الرسم) ‪ 111 + 1111‬ال = ‪ 1111‬ل س‬ ‫‪‬‬

‫وهذا يعني أن تاجر المفرق يقوم وحده بتحصيل الضريبة على اإلنفاق االستهالكي دفعة واحدة من‬
‫المستهلك النهائي مباشرة عند البيع‪ ،‬أي عند اإلنفاق االستهالكي ثم يقوم بتسديدها بنفسه للسلطات‬
‫الضريبية‪.146‬‬

‫وتتابع وزارة المالية إصالحاتها في مجال التشريع الضريبي واإلدارة الضريبية حتى اآلن وصوال إلى‬
‫البيئة المناسبة لفرض الضريبة على القيمة المضافة والتي وعدت في وسائل اإلعالم تطبيقها ابتداء من عام‬
‫‪ 1111‬وتم تأجيل ذلك بسبب عدم التحضير الكافي لها‪ ،‬كل هذه اإلصالحات تبدو ظاهريا خطوة فعالة في‬
‫مجال اإلصالح الضريبي إال أنها تحمل في طياتها الكثير من الضعف واألخطاء والتي يجب االنتباه لها‬
‫وتالفيها قبل البدء بتطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للرسوم الجمركية فلقد وجدنا في المبحث األول من هذه الدراسة‪ ،‬أن سورية تستوفي‬
‫الرسوم الجمركية عند االستيراد باإلضافة إلى رسوم وضرائب أخرى تضاف على البيان الجمركي لصالح عدة‬
‫جهات في الدولة‪ ،‬كما يوجد في سورية رسوم مفروضة على الواردات ورسوم أقل أهمية مفروضة على‬
‫الصادرات وتتجه نحو اإللغاء‪ ،‬وهي تحمل خاصيتين هما حماية الصناعة الوطنية من المنافسة وتوفير مبالغ‬
‫كبيرة للخزينة بهدف الحاجة المالية للدولة‪ ،‬والبد من اإلشارة إلى النقاط التالية‪:‬‬

‫‪146‬‬
‫‪ -‬الحوراني‪ ،‬منار عمر‪ ،‬االتجاهات الحديثة في الضرائب على اإلنفاق وإمكانية تطبيقها في سورية‪ ،‬رسالة ماجستير بإشراف‬
‫الدكتور خالد المهايني‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة دمشق( ‪ ،8991‬ص ‪. 51‬‬

‫‪91‬‬
‫تخضع البضائع التي تدخل وتخرج من سورية إلى أربعة أنواع من التعريفة هي‪:‬‬ ‫‪-9‬‬
‫التعريفة العادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعريفة القصوى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعريفة االتفاقية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعريفة ذات الغرض المالي والتعريفة الحمائية‪ .‬وهذه التعريفة في طريقها إلى الزوال تدريجيا في ظل‬ ‫‪-‬‬
‫االتفاقيات الدولية والعربية وخاصة بعد أن قدمت سورية طلبا لالنضمام إلى منظمة التجارة العالمية‪.‬‬
‫وتعتمد سورية نوعين من الرسوم تفرض على السلع المستوردة فقط والرسوم في سورية هي‪:‬‬
‫رسوم مالية هدفها تغذية موارد الخزينة بصرف النظر عن أي هدف اقتصادي آخر‪ ،‬وهي في طريقها إلى الزوال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الرسوم التعويضية وهي مجموعة إجراءات عامة وخاصة ترمي إلى تحميل المستهلكين أعباء غزو األسواق‬ ‫‪‬‬
‫الخارجية‪ ،‬أو مقاومة اإلغراق‪.‬‬
‫الرسوم التشجيعية هدفها تشجيع بعض النشاطات والفعاليات االقتصادية كالزراعة والصناعة وتوفير بعض المواد‬ ‫‪‬‬
‫بأسعار مخفضة كاألدوية والمواد األولية واألدوات العلمية والكتب والمطبوعات‪.‬‬
‫الرسوم االقتصادية وهي ذات نسب عالية تفرض على بعض السلع الكمالية بقصد الحد من استيرادها واالستفادة‬ ‫‪‬‬
‫من القطع الناجم عن النشاطات االستهالكية األخرى‪.‬‬
‫رسوم التصدير لها غرض واحد هو الحيلولة دون خروج المواد األولية الضرورية للصناعات الوطنية أو على‬ ‫‪‬‬
‫المنتجات الزراعية‪.‬‬
‫و لقد رأينا في المبحث األول أن إيرادات الرسوم الجمركية تشكل في عام ‪ 1191‬حوالي ‪ %941‬من اإليرادات و‬
‫هي تعتبر نسبة منخفضة جدا و ذلك للجوء سورية إلى تخفيض هذه الرسوم الجمركية بشكل متتالي و بنفس‬
‫الوقت إلغاء الرسوم الجمركية عن بعض السلع و البضائع بسبب االتفاقيات التجارية مع البلدان العربية و غيرها‬
‫كما بينا سابقا و هذا ما يضعنا أمام حقيقة واضحة أن هناك نقص في اإليرادات يجب البحث عن بديل يعوض‬
‫عنه و ذلك باستخدام الفن الضريبي الحديث ‪.‬‬

‫ويمكن توضيح دور الضرائب على اإل نفاق وأهميتها في تمويل الخزينة العامة نورد الجدول رقم‬
‫(‪ )99‬التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )99‬دور الضرائب على اإلنفاق في تمويل الخزينة العامة بماليين الليرات السورية‬

‫نسبة‬ ‫نسبة‬ ‫الضرائب على‬


‫نسبة الضرائب‬
‫الضرائب‬ ‫الضرائب على‬ ‫الناتج‬ ‫اإليرادات‬ ‫إجمالي‬ ‫اإلنفاق‬
‫غير المباشرة‬
‫على اإلنفاق‬ ‫اإلنفاق إلى‬ ‫المحلي‬ ‫العامة‬ ‫الضرائب‬ ‫تقديري من‬ ‫السنة‬
‫إلى الناتج‬
‫إلى اإليرادات‬ ‫إجمالي‬ ‫اإلجمالي‬ ‫للدولة‬ ‫والرسوم‬ ‫الموازنة‬
‫المحلي اإلجمالي‬
‫العامة‬ ‫الضرائب‬ ‫العامة للدولة‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪9111191‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪111611‬‬ ‫‪11119‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪9919196‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪191161‬‬ ‫‪16111‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪9111911‬‬ ‫‪691996‬‬ ‫‪111611‬‬ ‫‪16111‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪641‬‬ ‫‪9649‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪916191‬‬ ‫‪111119‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪1191‬‬
‫المصدر ‪ :‬الموازنة العامة للدولة لألعوام المذكورة ‪ /‬تقديري ‪/‬‬

‫‪95‬‬
‫نالحظ من خالل الجدول انخفاض الوزن النوعي لهذه الضرائب في تمويل األعباء العامة حيث نالحظ‬
‫انخفاض حصتها إلى واردات العامة والى الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬لذلك فهي تحتاج إلى تطوير وتحديث والى‬
‫إعادة دراسة كافة أنواع هذه الضرائب واللجوء جديا إلى الضرائب العامة‪.‬‬

‫لذلك يمكن القول أنه في الظروف الراهنة‪ ،‬حيث أن الرسم الجمركي في طريقه إلى الزوال تدريجي ا‬
‫في ظل االتفاقيات الدولية والعربية لتحرير التجارة الخارجية وخاصة بعد تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية‬
‫الكبرى واالنفتاح على دول الجوار مثل تركيا وبسبب عدم فاعلية رسم اإلنفاق االستهالكي واآلثار الناجمة‬
‫عنه وبسبب انخفاض حصيلة الضرائب على اإلنفاق نسبة إلى اإليرادات العامة وارتفاع تكاليف حسابها‬
‫وتحققها وجبايتها مما يجعلها دون جدوى فهذا يحتم علينا إعادة دراسة هذه الضرائب والعمل على إقرار‬
‫ضريبة موحدة على االستهالك تخدم التطور االقتصادي واالجتماعي وتحقق حصيلة ضريبية وافرة مثل‬
‫الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫واقع القطاعات االقتصادية يف سوريا وآثار تطبيق ضريبة القيمة املضافة عليها‬

‫المبحث األول‪ :‬موقع ضريبة القيمة المضافة في اإليرادات ‪ /‬دراسة مقارنة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة على اإلنتاج‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة على الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة على المبادالت الخارجية‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة على االستثمار‪.‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة على القطاعات االقتصادية المختلفة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬موقع ضريبة القيمة املضافة يف اإليرادات ‪ /‬دراسة مقارنة ‪:‬‬
‫تعتبر اإليرادات العامة من أهم أوجه النشاط الحكومي وهي تمثل الوجه اآلخر للنفقات العامة‪ .‬وتشكل‬
‫اإليرادات الضريبية أهم بنود اإليرادات العامة وخاصة في البلدان غير النفطية‪ .‬والضرائب في عصرنا الراهن‬
‫هي أهم موارد الدول على اإلطالق حيث تمول ثالثة أرباع اإلنفاق العام في الدول المتقدمة‪ ،‬ومن المفيد الذكر‬
‫أن اإليرادات الضريبية تمول في بعض الدول المتقدمة ‪ %11 - %11‬من النفقات العامة‪ .147‬كما تشكل‬
‫نسبة اإليرادات الضريبية في تكوين الدخل القومي اإلجمالي في بلدان السوق األوروبية المشتركة ما بين‬
‫‪ %91‬إلى ‪.148%11‬‬

‫وتشكل حصيلة الضريبة على القيمة المضافة مصد ار تمويليا مهما للعديد من البلدان المطبقة لهذه‬
‫الضريبة وقد تمت اإلشادة بفعالية هذه الضريبة في زيادة اإليرادات العامة منذ أن تم تقديمها منذ ‪ 11‬عاما‬
‫مضت‪ .‬ويقول أحد الباحثين‪" 149‬أن هذه الضريبة البسيطة غير المباشرة وغير التشويهية قد أثبتت نفسها‬
‫على أنها (آلة لصنع المال) مع تبني أكثر من ‪ 991‬بلدا لها"‪.‬‬

‫ونظرا لتزايد االهتمام بالكفاية االقتصادية وبساطة الضريبة ضمن اقتصاد العالم المتكامل والتنافسي تسعى‬
‫العديد من البلدان إلى تخفيض ضرائبها واستبدال بعضها بالضريبة على القيمة المضافة ذات النوع‬
‫االستهالكي‪ .‬وبالتالي يبرز هنا السؤال األكثر أهمية‪ :‬ما هو الدخل المحتمل من الخطط البديلة لهذه الضريبة‬
‫الجديدة الذي يمكن أن تحصل عليه الحكومات عندما تعمل على استبدال ضرائبها وتغيير نظامها الضريبي‬
‫الحالي؟‬

‫يعتمد الدخل المحتمل الذي يمكن أن ينشأ عن ضريبة القيمة المضافة على جملة من العوامل‪150‬مثل‪ :‬ألي‬
‫مدى سيصل األساس الضريبي والى أي حد ستتالءم األعمال مع الضريبة‪ ،‬بمعنى العمل على تأمين اإلطار‬
‫التحليلي الذي يمكن أن يستخدم لتقدير األساس الضريبي المحتمل واإليرادات ذات الصلة بالنسبة لضريبة‬
‫القيمة المضافة في بلد نام‪ .‬ولذلك عندما ترغب حكومة بلد نام أن تعتمد أكثر على ضريبة القيمة المضافة‬
‫بمرور الزمن عندئذ يجب ان تقوم بشكل قسري بتوسيع األساس وتعزيز الموائمة‪.‬‬

‫إن تحديد أساس الضريبة الذي سوف تتبناه أي دولة ستطبق هذه الضريبة وهدف هذا األساس‪،‬‬
‫وتحديد درجة المواءمة الضريبية وكمية ومستوى النسب‪ ،‬لهما دور أساسي في التخطيط لإليراد المحتمل من‬
‫هذه الضريبة‪ .‬وهناك عدة طرق بديلة تستخدم لتقدير أساس ضريبة القيمة المضافة وعلى كل دولة اختيار‬
‫المنهجية التي تتناسب مع وضعها واقتصادها‪ .‬وتعتبر أفضل الطرق المعتمدة هي ضريبة القيمة المضافة ذات‬
‫الطابع االستهالكي المطبقة في دول االتحاد األوروبي‪ ،‬حيث تطبق الضريبة على مبيعات البضائع والخدمات‬
‫في كل مراحل سلسلة اإلنتاج والتوزيع‪ .‬ولذلك كله ال بد من دراسة جادة وتحليلية لكل أنواع السلع والبضائع‬
‫وتحديد كافة البضائع والخدمات ذات المعدل الصفري‪ ،‬وتلك المعفاة من الضريبة ألسباب اجتماعية‪ ،‬وأيضا‬

‫‪147‬‬
‫‪ -‬صندوق‪ ،‬عفيف عبد الكريم – دور السياسة المالية العامة في تحقيق التوازن االقتصادي مع إشارة خاصة إلى واقع الجمهورية‬
‫العربية السورية – رسالة ماجستير – إشراف‪ :‬د موسى الضرير – جامعة دمشق – ‪ -2000‬ص‪ 101‬و‪. 101‬‬
‫‪148‬‬
‫‪ -‬د المهايني‪ ،‬محمد خالد – د الجشي‪ ،‬خالد الخطيب – المالية العامة والتشريع الضريبي – جامعة دمشق – ‪ – 2000‬ص ‪. 179‬‬
‫‪149‬‬
‫‪- Keen, M. (2007), “VAT Attacks!”, IMF Working Paper No. 07/142‬‬
‫‪150‬‬
‫‪- Glenn P .Jenkins Chun –Yan Kuo – A VAT REVENUE SIMULATION MODEL FOR TAX REFORM IN‬‬
‫‪DEVELOPING COUNTRIE- 2010 – WWW . cid.harvardedu/hiid/occ.pdf.‬‬

‫‪91‬‬
‫الخاضعة للضريبة‪ ،‬مع دراسة كل مرحلة يتم فيها منح اإلعفاء الضريبي خصوصا في مرحلة التجزئة أو‬
‫المرحلة المتوسطة‪.‬‬

‫ويمكن استخدام ثالث طرق بديلة لتقدير األساس الضريبي واإليرادات ذات الصلة والتي غالب ا ما‬
‫تحتاج إلى جداول (مدخالت – مخرجات) وحسابات قومية وهذه الطرق هي‪:151‬‬

‫‪ .9‬الطريقة األولى‪ :‬تقوم على بناء أساس ضريبي شامل وتبدأ بالناتج المحلي اإلجمالي والذي هو‬
‫مجموع القيمة المضافة في اإلنتاج المحلي لكافة البضائع والخدمات‪ ،‬وباعتبار أننا نطبق ضريبة‬
‫القيمة المضافة حسب مبدأ الوجهة فيجب طرح الصادرات وجمع الواردات إلى إجمالي الناتج المحلي‪.‬‬
‫‪ .1‬الطريقة الثانية‪ :‬يحسب األساس بجمع القيمة المضافة لكل قطاع صناعي في االقتصاد‪ ،‬وبالتالي‬
‫يؤمن حساب األساس الضريبي تبعا للقطاع‪ .‬على أن يتم ضبط األساس باعتبار الضريبة تعتمد على‬
‫مبدأ الوجهة‪ .‬هذه الطريقة ال تسهل أي أثر أو تحليل لألسعار أو القضايا الهامة لإلصالح الضريبي‬
‫للمبيعات‪.‬‬
‫‪ .9‬الطريقة الثالثة‪ :‬تعتمد على استخدام تكافؤ األساس الضريبي للقيمة المضافة بالنسبة لضريبة‬
‫المبيعات بالتجزئة المفروضة على سعر البيع النهائي لكافة البضائع والخدمات‪ ،‬وقد تكون هذه‬
‫الضرائب متكافئة ألن سعر البيع النهائي للمنتج هو مجموع كل القيمة المضافة في االقتصاد‬
‫والمطلوبة إلنتاج ذلك المنتج‪ .‬إن قياس قيمة البضائع والخدمات التي تم شراؤها من قبل المستهلكين‬
‫قد يلفت االنتباه تلقائيا إلى مبدأ التخصيص لضريبة القيمة المضافة بما أنه يستثني الصادرات‬
‫ويشمل الواردات‪ ،‬ولذلك يمكن أن يحسب أساس ضريبة القيمة المضافة تبعا للسلعة باستخدام قيم‬
‫المبيعات السلعية عند المستوى االستهالكي النهائي‪ .‬كما تأخذ هذه الطريقة بعين االعتبار تحليل‬
‫التأثير وأثر السعر لضريبة القيمة المضافة على المستهلكين‪.‬‬

‫وتعتبر الطريقة الثالثة هي المنهجية العامة المتبعة لدى العديد من البلدان في تقدير أساس‬
‫الضريبة‪ ،‬والتي تعتمد بشكل أساسي على جداول (مدخالت – مخرجات) وبالتالي يجب توفير بيانات حول‬
‫االستهالك المحلي‪.152‬‬
‫‪153‬‬
‫وتكون نقطة البداية في حساب أساس ضريبة القيمة المضافة مع مبالغ النفقات الخاصة‬
‫‪154‬‬
‫ويكون هذا المبلغ معادل للنفقات الكلية المبينة في جداول (مدخالت – مخرجات)‪ ،‬ويتم إجراء‬ ‫والحكومية‬
‫العديد من التعديالت والحسابات للوصول في النهاية إلى أساس ضريبة القيمة المضافة بحيث يتم الوصول‬

‫‪151‬‬
‫‪- Glenn P .Jenkins Chun –Yan Kuo – A VAT REVENUE SIMULATION MODEL FOR TAX REFORM IN‬‬
‫‪DEVELOPING COUNTRIE- 2010 – WWW . cid.harvardedu/hiid/occ.pdf .‬‬
‫‪152‬‬
‫‪ -‬توجد هذه البيانات في مصفوفة الطلب النهائي لجداول (مدخالت – مخرجات) وتحتوي هذه المصفوفة على مجموعة صفقات‬
‫لجملة من السلع تبعا لعدد من فئات الطلب النهائي ويمكن أن تتضمن هذه الفئات عدد من البنود مثل االستهالك الخاص – النفقات‬
‫الحكومية – االستثمار – الواردات – الصادرات‪ .‬ويتم استثناء االستثمار من حساب األساس ألن ضريبة القيمة المضافة تأخذ بعين‬
‫االعتبار الحسم الضريبي للمدخالت بالنسبة ألي مشتريات تجارية بما فيها االستثمار الرئيسي ويتم استثناء الصادرات باعتبارها ذات‬
‫معدل صفري وتجاهل الواردات ألن المشتريات التي تتم بواسطة فئات الطلب النهائي تشتمل على الواردات‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫‪ -‬يشير االستهالك الشخصي عادة إلى األفراد واألسر أو الشركات والذين يحتاجون بضائع وخدمات الستهالكهم الخاص وال‬
‫ينتجون لوازم من نوع تجاري كما يتضمن المبيعات التي تتم بواسطة األفراد والمنظمات التي ال تستهدف الربح ‪.‬‬
‫‪154‬‬
‫‪ -‬النفقات الحكومية تتضمن اإلنف اق الرئيسي والحالي تبعا لكافة مستويات الحكومة وقد يعامل بشكل مشابه لإلستهالك الخاص‬
‫بموجب نظام ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫إلى معادلة نسبة إيرادات الضريبة المتوقعة إلى الجبايات الضريبية الفعلية وذلك بتطبيق نسبة مواءمة‬
‫مدروسة‪.‬‬

‫نسبة المواءمة‪ :‬هي نسبة اإليراد الفعلي إلى اإليراد المتوقع‪ ،‬وتتغير نسبة المواءمة تبع ا للسلعة معتمدة على‬
‫ظروف السوق باإلضافة إلى عوامل أخرى وتكون عادة نسبة المواءمة في كل نظام ضريبي أقل من واحد‪،‬‬
‫وتكون فعليا أقل من واحد في العديد من األنظمة الضريبية حتى في البلدان المتقدمة‪.155‬‬

‫إن األساس الضريبي يمكن تغييره ومضاعفته عن طريق النسب الخاضعة للضريبة لكل سلعة حيث‬
‫تحدد هذه النسب وفقا للسياسات الضريبية والقوانين قيد الدراسة‪ ،‬وتختلف تبعا لنوع السلع خاضعة أو معفاة‬
‫أو ذات معدل صفري ووفقا لذلك يتم تعديل األساس الضريبي من خالل حذف أو إضافة سلع وخدمات إلى‬
‫األساس الضريبي‪ ،‬في نهاية المطاف تتم مضاعفة األساس الضريبي لكل مادة سلعية عن طريق نسبة‬
‫المواءمة بموجب النظام الضريبي للمبيعات الحالية وذلك للوصول إلى التقدير النظري لناتج اإليراد‪ .‬ويمكن‬
‫ضبط نسبة المواءمة بدرجة أعلى عندما يعتقد أن نظام ضريبة القيمة المضافة قد يعوز مواءمة دافع الضريبة‬
‫أو عندما تتمكن الحكومة من زيادة مستوى األداء اإلداري الفعال‪ ،‬وعلى العكس تماما فإنه يمكن ضبط نسبة‬
‫المواءمة بدرجة دنيا عندما يتم التوقع بانتشار التهرب الضريبي مع إدخال ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬عندئذ‬
‫سيكون إجمالي إيرادات ضريبة القيمة المضافة المتوقعة بالنسبة لالقتصاد معادل لمجموع كافة األساسات‬
‫الضريبية المعدلة من خالل البضائع والخدمات التي تم شراؤها عن طريق كل من القطاعات الحكومية‬
‫والخاصة مضروبة بمعدالت ضريبة القيمة المضافة المطبقة‪.‬‬

‫إن هذا النموذج السابق الذكر تم تطبيقه في نيبال (وتعتبر نيبال بلد نامي تمتلك بيانات إحصائية‬
‫محدودة جدا وتنتقل من نظام الضريبة غير المباشرة والغير كاملة إلى نظام ضريبة القيمة المضافة)‪ .‬وذلك‬
‫من أجل تقدير اإليرادات المحتملة بالنسبة لخيارات ضريبة القيمة المضافة البديلة في نيبال‪ .‬وباعتبار أن‬
‫البيانات اإلحصائية في نيبال غير متوفرة بأسلوب ثابت أو بشكل معلن عنه تم بذل جهود كبيرة جدا لجمع‬
‫بيانات اإلنفاق تبعا لنوع السلعة ولفئة المستهلك من جملة من المصادر الثانوية‪.‬‬

‫وقد تبين من نتائج الدراسة أنه عندما تزيد المواءمة الضريبية بما معدله خمس نقاط مئوية بالنسبة‬
‫لضريبة القيمة المضافة في نيبال قد تتمكن ضريبة القيمة المضافة المطبقة بمعدل ‪ %91‬من جمع إي اردات‬
‫أكثر من ضريبة المبيعات الحالية التي ستحل محلها ‪ ،‬و مع معدل ‪ %99‬قد تلغي الحكومة على نحو إضافي‬
‫ضرائب اإلنتاج على خالف أنواعها بما يقارب ‪ 911‬مليون روبيه من السلع غير المشروبات الكحولية و‬
‫منتجات التبغ و اإلسمنت‪.‬‬

‫وفقا للعرض السابق ولتجربة نيبال في تطبيق الضريبة على القيمة المضافة يتبين أنه يلزم لكل دولة‬
‫سوف تطبق هذه الضريبة وخصوصا الدول النامية من إجراء دراسات دقيقة ومحسوبة لكل تفصيل يتعلق بهذه‬
‫الضريبة وما يتناسب مع طبيعة الواقع االقتصادي واالجتماعي والنظام الضريبي لكل دولة‪ ،‬حيث أن هناك‬
‫معادالت وحسابات دقيقة لتحديد أساس الضريبة ووعائها ومعدالتها وايراده وتأثيراتها‪ ،‬وقياس معدالت الكفاءة‬

‫‪155‬‬
‫‪- Glenn P .Jenkins Chun –Yan Kuo – A VAT REVENUE SIMULATION MODEL FOR TAX REFORM IN‬‬
‫‪DEVELOPING COUNTRIE- 2010 – WWW . cid.harvardedu/hiid/occ.pdf .‬‬

‫‪100‬‬
‫ومعدالت الكفاءة االستهالكية والمعدالت المعيارية التي تلعب دورا أساسي ا في تحديد اإليراد وزيادته ودراسته‬
‫وفقا للمتغيرات المؤثرة في االقتصاد‬

‫وترى الباحثة أن استعراض تجربة نيبال في قياس و تقدير اإليرادات المحتملة لتطبيق ضريبة القيمة المضافة‬
‫يعكس تجربة مهمة على صعيد دولة نامية تعاني من عدم توفر البيانات اإلحصائية الكافية وتعتمد على‬
‫ضرائب غير مباشرة متنوعة حيث يعتبر وضعها مقاربا للوضع في سورية و التي ال تمتلك بيانات إحصائية‬
‫دقيقة ومحددة تخص السلع والخدمات و المدخالت والمخرجات والقيم المضافة باإلضافة الحتواء نظامها‬
‫الضريبي على ضرائب و رسوم غير مباشرة متنوعة و كثيرة و غير مترابطة و ذات حصيلة ضئيلة و تعاني‬
‫من وجود تهرب ضريبي كبير جدا و بالتالي تمكننا تجربة نيبال من استطالع النتائج التي توصلت إليها‬
‫واستخدام الطرق والنماذج الرياضية و السيناريوهات المتبعة في قياس أثر هذه الضريبة على اإليرادات و‬
‫إجراء المقارنات و استخدام نسبة المواءمة لحصر التهرب الضريبي و معرفته و لكن طبعا بما يتناسب مع‬
‫خصوصية االقتصاد و الواقع المعيشي في سورية ‪.‬‬

‫ودائم ا تشير الدراسات الحديثة سعي الدول التي طبقت هذه الضريبة منذ زمن طويل إلى تطويرها‬
‫باستمرار وتجري عليها إصالحات مستمرة تتالءم مع كل مرحلة اقتصادية تخص هذه الدول كما تقوم بدراسة‬
‫اآلثار التوزيعية لهذه اإلصالحات وذلك للوصول إلى ضريبة أكثر فعالية وكفاءة‪.‬‬

‫أوال ‪:‬العوامل المؤدية إلى إنتاجية اإليرادات المحصلة من ضريبة القيمة المضافة‪:‬‬
‫يعتبر مؤيدي ضريبة القيمة المضافة أنها شكال من أشكال الضريبة على درجة عالية من الكفاءة‪،‬‬
‫ويعتبرون أن اختبار صحة هذه المقولة يتضح من خالل كمية اإليرادات التي تحصل عليها الدول المطبقة‬
‫لهذه الضريبة مقارنة مع الدول التي ال تطبقها‪ ،‬طبع ا مع افتراض تساوي جميع الظروف األخرى‪ .‬وقد اعتمدت‬
‫الدراسات في قياس مدى فعالية ضريبة القيمة المضافة في تحصيل اإليرادات على معيارين‪:‬‬

‫المعيار األول‪ :‬وهو نسبة الكفاءة والذي يقاس بنسبة إيراد ضريبة القيمة المضافة إلى الناتج‬ ‫‪‬‬
‫القومي اإلجمالي منسوبا إلى السعر النمطي لهذه الضريبة‪.‬‬

‫المعيار الثاني‪ :‬وهو نسبة الكفاءة لالستهالك ويقاس بنسبة ضريبة القيمة المضافة إلى‬ ‫‪‬‬
‫االستهالك مقسومة على السعر النمطي للضريبة‪.‬‬

‫إن األثر اإليجابي لضريبة القيمة المضافة على اإليرادات يقل كلما ارتفعت نسبة الواردات إلى‬
‫إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬األمر الذي يرجح كون أنواع الضرائب األخرى في تلك االقتصاديات ‪/‬التعريفة‬
‫الجمركية‪ /‬أقل فعالية من ضريبة القيمة المضافة في تعبئة اإليرادات‪ ،‬حيث أنه من المفترض أن اعتماد‬
‫ضريبة القيمة المضافة ينبغي أن يعود بالنفع على أداء الصادرات نتيجة استثنائها من هذه الضريبة‪ ،‬إال أن‬
‫سعر الصرف واأل سعار الداخلية من الممكن أن تتعدل لكي توازن إلى حد ما أثار الضرائب عل تكاليف اإلنتاج‬
‫ولهذه األسباب ناد ار ما يستخدم تحسن أداء الصادرات كحجة العتماد ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬ومع ذلك تشير‬
‫الدراسات التجريبية إلى أن وجود ضريبة القيمة المضافة يرتبط بانخفاض التدفقات التجارية في البلدان‬
‫النامية‪ .156‬ولقد توصلت األبحاث إلى وجود تباين كبير بين البلدان في أداء ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬و يفسر‬

‫‪156‬‬
‫‪ -‬وثيقة مؤتمر الحوار الدولي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪. 13‬‬

‫‪101‬‬
‫هذا التباين من خالل دراسة العوامل التي تؤدي إلى إنتاجية اإليرادات المحصلة من ضريبة القيمة المضافة‬
‫سواء من –حيث تصميم الضريبة (وعاء الضريبة) أو البيئة االقتصادية األوسع (نسبة الواردات في إجمالي‬
‫الناتج المحلي)‪ ،‬وقد تم التوصل إلى نتائج هامة بعد إجراء التحليل االقتصادي القياسي من خالل الربط بين‬
‫حصيلة الضريبة ومواصفاتها واالقتصاد ككل وهذه النتائج هي‪:157‬‬

‫معدل ضريبة القيمة المضافة المعياري له تأثير ملموس على اإليرادات فكل زيادة مقدارها نقطة‬ ‫‪‬‬
‫مئوية واحدة في المعدل المعياري تؤدي إلى زيادة نسبة إيرادات الضريبة إلى االستهالك الخاص‬
‫بحوالي ‪ 146‬نقطة مئوية في المتوسط‪ ،‬وزيادة بنسبة ‪ %1491‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪.158‬‬
‫االرتباط الموجب لمدى أهمية التجارة في االقتصاد بالنسبة لحصيلة ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬فكلما‬ ‫‪‬‬
‫زادت أهمية التجارة ازدادت اإليرادات التي يمكن تحصيلها من ضريبة القيمة المضافة المطبقة مع‬
‫افتراض تساوي جميع الظروف األخرى‪.‬‬
‫األثر اإليجابي لعمر تطبيق ضريبة القيمة المضافة حيث أن تطبيق الضريبة واالمتثال لها‬ ‫‪‬‬
‫يتحسنان مع كثرة التجارب‪ ،‬مع تحسن تصميم هذه الضريبة بمرور الوقت‪.‬‬
‫هناك ارتباط موجب بين معدل اإللمام بالقراءة والكتابة وبين الحصيلة المتحققة من ضريبة القيمة‬ ‫‪‬‬
‫المضافة‪ .‬مع وجود قدرات إدارية أفضل‪.‬‬

‫ووفقا للدراسات المعدة من قبل صندوق النقد الدولي فيما يخص إيرادات هذه الضريبة وتأثير هذه اإليرادات‬
‫على الناتج المحلي اإلجمالي و اإليرادات الضريبية و الحكومية األخرى تبين مايلي ‪:‬‬

‫أداء هذه الضريبة يجب أن يقاس بأكثر من اإليرادات التي تزيدها و أيضا يجب أن يقيم من‬ ‫‪-‬‬
‫خالل مقاييس الكفاءة و العدالة التي تزيد تلك اإليرادات ‪.‬‬
‫كيف ينظر إلى هذه الضريبة عند التطبيق فهل هي استبدال ضمني للضرائب غير المباشرة‬ ‫‪-‬‬
‫الموجودة أو الهدف منها زيادة اإليرادات أكثر من الضرائب التي ستحل مكانها ‪.‬‬
‫إن عائد إيرادات الضريبة على القيمة المضافة يزداد مع زيادة مستوى حصة الفرد من الناتج‬ ‫‪-‬‬
‫المحلي اإلجمالي و ينخفض مع زيادة حصة الزراعة من الناتج المحلي اإلجمالي ‪.‬‬
‫إن فهم أداء الضريبة على القيمة المضافة ومعرفة درجة فعاليتها في تحقيق اإليرادات وزيادتها‬ ‫‪-‬‬
‫أو نقصانها يعتمد على عدة مقاييس وحسابات ومعادالت تقيس معدالت الكفاءة ومعدالت كفاءة‬
‫االستهالك والمعدل المعياري ‪.159‬‬
‫إن اإليراد الناتج عن الضريبة على القيمة المضافة يعتمد على ثالث مجموعات من العوامل‬ ‫‪-‬‬
‫الواسعة هي ‪ :‬القوانين التي تحدد النسب ‪ ،‬األوعية الضريبية ‪ ،‬حد التسجيل و غيرها من‬

‫‪157‬‬
‫‪ -‬وثيقة مؤتمر الحوار الدولي‪ ،‬مرجع سابق الذكر‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪158‬‬
‫‪ -‬يتم التمييز هنا بين معدل الكفاءة أو معدل اإلنتاجية و هو حصة إيرادات الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة للناتج المحلي‬
‫اإلجمالي م قسوم على المعدل المعياري (المعيار األول)‪ ،‬ومعدل كفاءة االستهالك و هو حصة إيرادات الضريبة على القيمة المضافة‬
‫من االستهالك مقسوم على المعدل المعياري (المعيار الثاني) وهو المقياس المفضل في قياس أداء الضريبة ‪.‬‬
‫‪159‬‬
‫‪ -‬معدل الكفاءة ( معدل اإلنتاجية ) هو حصة إيرادات الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي مقسوم‬
‫على المعدل المعياري معبر عنه بنسبة مئوية ‪ ،‬أما معدل كفاءة االستهالك هو حصة إيرادات الضريبة على القيمة المضافة من‬
‫االستهالك إلى المعدل المعياري ‪ .‬لإلطالع انظر ‪ /‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية – صندوق النقد الدولي – ‪ – 2001‬ص‬
‫‪. / . 12-11‬‬

‫‪102‬‬
‫الميزات التركيبية للضريبة ‪ ،‬مقياس النشاطات الخاضعة للضريبة ‪ ،‬درجة طواعية هذه القوانين‬
‫‪ ،‬و يعتبر استكشاف هذه العوامل هام جدا للوصول إلى الفهم الكامل لحصيلة مقياس اإليراد ‪.‬‬

‫وبالنتيجة يشير الخبراء دائما أن هذه الضريبة تتسم بالتعقد الشديد وهي مكلفة في تطبيقها وادارتها‬
‫ومن ثم هي ال تالئم البلدان النامية‪ ،‬لذلك يلجأ دائما إلى قياس أداء الضريبة على القيمة المضافة عند‬
‫مستويات التنمية األدنى ومقارنته مع أداء الضرائب األخرى البديلة التي تحقق إيرادات متساوية‪ ،‬فيتم دراسة‬
‫وتحليل تكاليف تطبيق هذه الضريبة التي تتميز بارتفاع تكاليف تحصيلها في بداية تطبيقها وانخفاض هذه‬
‫التكاليف بصورة ملموسة عندما تكون هذه الضريبة بسيطة‪ ،‬وتشير تجارب الدول المتقدمة أن ضريبة القيمة‬
‫المضافة أقل تكلفة من الضريبة على الدخل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إيرادات ضريبة القيمة المضافة في بعض الدول المطبقة لها‪:‬‬


‫بالرغم من أنه قد تم إقرار الضريبة على القيمة المضافة غالبا كبديل لضرائب المبيعات أو اإلنتاج أو جملة‬
‫المب يعات الحالية فلقد ثبت بالدليل انه قد أدت زيادات معدل ضرائب القيمة المضافة إلى زيادات في نسبة‬
‫اإليراد الحكومي المتعلق بإجمالي الناتج المحلي بمرور الزمن‪ .‬ولقد وجد في دراسة لهنري آرون‪ 160‬تتعلق‬
‫بدارسة تأثيرات إقرارات ضريبة القيمة المضافة األوروبية المبكرة بالنسبة لإلثني عشر دولة أنه زادت اإليرادات‬
‫كنسبة مئوية من إجمالي الناتج المحلي على نحو ملحوظ بعد أن تم إقرار هذه الضريبة كما تبين بيانات‬
‫منظمة التعاون االقتصادي والتنمية أن الدول األوروبية األعضاء اختبرت مع ضريبة القيمة المضافة زيادة‬
‫بنسبة ‪ %91‬في نسبة إيرادات هذه الضريبة المتعلقة بإجمالي الناتج المحلي بين عامي ‪ 9111‬و‪ 1116‬بينما‬
‫لم يتم بالضرورة ربط نسبة متزايدة إليراد هذه الضريبة المتعلق بإجمالي الناتج المحلي بمرور الزمن مع‬
‫زيادات في نسبة اإلنفاق الحكومي المتعلق بإجمالي الناتج المحلي‪ ،‬وقد تبين من الدراسة أنه يمكن أن تدعم‬
‫ضريبة القيمة المضافة مستويات أعلى من اإلنفاق الحكومي مقارنة باستخدام الضرائب المباشرة كضريبة‬
‫الدخل مثالا‪ ، .‬و فيمايلي نبرز أهم إيرادات هذه الضريبة في بعض الدول األجنبية و العربية ‪:‬‬

‫‪ ‬إيرادات الضريبة على القيمة المضافة في فرنسا‪:161‬‬


‫تشكل حصيلة الضريبة ع لى القيمة المضافة النسبة األكبر من اإليرادات الضريبية الفرنسية ‪ ،‬وتجدر اإلشارة‬
‫أنه في عام ‪ 0102‬كانت حصة الضريبة على القيمة المضافة األكثر ارتفاعا الى جانب نسبة ‪ %50‬لإليرادات‬
‫الضريبية ‪ .‬هذه النسبة انخفضت إلى ‪ %40‬في العام ‪ 0112‬لترتفع بعدها في العام ‪ 0111‬الى ‪ %44‬على‬
‫أثر التدابير التي اتخذتها الحكومة االشتراكية في العام ‪ 0112‬وقد عاد مردود الضريبة ليقارب معدل ‪%51‬‬
‫من إيرادات الحكومة الضريبية باعتماد سعر بنسبة ‪ %21.2‬كما بلغت مجموع اإليرادات الضريبية في فرنسا‬
‫لعام ‪ 0114‬بما يعادل ‪ 0425.5‬مليار فرنك شكلت الضريبة على القيمة المضافة نسبة ‪ %44‬منها ‪ ،‬وكانت‬
‫فرنسا تطبق في ذلك الوقت معدل معياري قدره ‪ 21.2‬و معدالت مخفضة هي ‪ 2.0‬و ‪ 5.5‬و ‪ ، 03‬و الجدول‬

‫‪160‬‬
‫‪- Drs. Robert Carroll, Robert Cline, and Tom Neubig Ernst &Young LLP And Drs. John‬‬
‫‪Diamond and George Zodrow Tax Policy Advisers LLC and Baker Institute for Public Policy‬‬
‫‪and Economics Department, Rice University - / The Macroeconomic Effects of an Add-on‬‬
‫‪Value Added Tax Prepared for the National Retail Federation / -Ernst & Young - October‬‬
‫‪2010.‬‬
‫‪161‬‬
‫‪ -‬أوغريه – جورج ترجمة كامل مجيد سعادة مرجع سبق ذكره – الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬ص ‪. 161‬‬

‫‪103‬‬
‫رقم (‪ )04‬التالي يبين اإليرادات الضريبية الفرنسية في عام ‪، 0114‬هذا ويمكن تتبع تطور نسبة ضريبة‬
‫القيمة المضافة في فرنسا لغاية عام ‪ 2111‬من خالل استعراض تطور هذه الضريبة في دول منظمة التعاون‬
‫والتنمية االقتصادية األوروبية ‪ /OECD/‬في الجداول الالحقة ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )91‬اإليرادات الضريبية في فرنسا ‪9111‬‬

‫‪%11‬‬ ‫‪61141‬‬ ‫الضريبة على القيمة المضافة‬


‫‪%1149‬‬ ‫‪11146‬‬ ‫الضريبة على الدخل‬
‫‪%9941‬‬ ‫‪91641‬‬ ‫إيرادات ضريبية أخرى‬
‫‪%9141‬‬ ‫‪91149‬‬ ‫الجمارك و المنتجات النفطية‬
‫‪%1491‬‬ ‫‪99141‬‬ ‫الضرائب على الشركات‬
‫‪%141‬‬ ‫‪%141‬‬ ‫التبغ و الرسوم غير المباشرة‬
‫‪ 916141‬مليار‬

‫المصدر ‪ :‬جورج أوغريه – الضريبة على القيمة المضافة – ‪ 1111‬ص ‪. 961‬‬

‫‪ ‬إيرادات ضريبة القيمة المضافة في بعض دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‬
‫األوروبية ‪: /OECD/‬‬

‫يمكن استعراض إيراد الضريبة على القيمة المضافة في بعض دول منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‬
‫‪ /OECD/‬كنسبة مئوية من إجمالي الضرائب وفقا للجدول التالي ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ ) 91‬الضريبة على القيمة المضافة كنسبة من إجمالي الضرائب‬

‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1116‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫الدولة‬


‫‪1141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪1141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪1141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1641‬‬ ‫‪1641‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫ايطاليا‬
‫‪9141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫اليابان‬
‫‪1149‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1641‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪1141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫تركيا‬

‫المصدر‪ :‬منظمة التعاون والتنمية االقتصادية‪/ statistic – WWW.OECD.ORG ،‬‬


‫‪taxes on goods and services(5000) as presently of total taxation .‬‬

‫وكذلك نسبة هذه الضريبة إلى الناتج المحلي اإلجمالي وفقا للجدول التالي‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫جدول رقم ( ‪ )96‬الضريبة على القيمة المضافة كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي‬

‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1116‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫الدول‬


‫‪9146‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9949‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪9141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪9146‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪9949‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫إيطاليا‬
‫‪149‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪141‬‬ ‫اليابان‬
‫‪149‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪9941‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫تركيا‬
‫‪/ statistic – taxes on goods and services(5000) as presently of WWW.OECD.ORG‬‬
‫‪total taxation .‬‬

‫وتبين هذه الجداول مستوى أداء هذه الضريبة في الواقع العملي وامكانية تحقيقها إليرادات أكثر مما حققته‬
‫ضرائب المبيعات التي سبقتها‪ ،‬مع العلم أن ضريبة القيمة المضافة يروج لها سياسيا باعتبارها ذات أثر محايد‬
‫على اإليرادات وهي تحل محل التعريفات الجمركية‪ .162‬تشير الدراسات أن ضريبة القيمة المضافة تدر ‪%11‬‬
‫من اإليرادات الضريبية في العالم وتتضح ألمعية هذه الضريبة في فرضها على االستهالك بنحو يجعل‬
‫اإليرادات محمية لكونها تحصل أثناء مراحل اإلنتاج دون أن تتأثر ق اررات اإلنتاج وهذا ما يجعلها ضريبة عالية‬
‫الكفاءة‪.163‬‬

‫ويبين الجدول التالي المكاسب التي حققتها هذه الضريبة ( ‪ %‬من إجمالي الناتج المحلي ) في بعض الدول‬
‫المطبقة لها و ذلك بمقارنة السنوات السابقة والالحقة لتطبيقها حيث تم قياس معدل الزيادة في اإليراد بالنسبة‬
‫للناتج المحلي اإلجمالي خالل السنوات الثالث األولى من تطبيق ضريبة القيمة المضافة و مقارنتها مع معدل‬
‫الزيادة في اإليراد المحقق من قبل ضرائب المبيعات التي كانت موجودة سابقا قبل تطبيق ضريبة القيمة‬
‫المضافة و ذلك خالل فترة مماثلة وكانت النتائج كمايلي ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ ) 91‬المكاسب التي حققتها ضريبة القيمة المضافة في بعض الدول المطبقة‬

‫بلدان البلطيق وروسيا وغيرها‬


‫الجزر‬ ‫اال تحاد‬ ‫بلدان شمال أفريقيا‬
‫من بلدان االتحاد السوفييتي‬ ‫آسيا‬ ‫أمريكتان‬ ‫أفريقيا‬
‫الصغيرة‬ ‫األوروبي‬ ‫والشرق األوسط‬
‫السابق‬
‫‪141‬‬
‫‪941‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪941-‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪949‬‬

‫‪162‬‬
‫‪- - The VAT in Theory and Practice- Michael Keen-Abu Dhabi, May 8-11, 2006‬‬
‫‪163‬‬
‫‪- The VAT in Theory and Practice- Michael Keen-Abu Dhabi, May 8-11, 2006.‬‬

‫‪105‬‬
‫‪The VAT in Theory and Practice- Michael Keen-Abu Dhabi, May 8-‬‬
‫‪11, 2006‬‬

‫ولكي نصل إلى قناعة تامة بكل هذه النتائج والدراسات ال بد من مقارنة ضريبة القيمة المضافة مع ضرائب‬
‫أكثر تنوعا‪ .‬ويبقى السؤال‪ :‬هل تحقق البلدان التي تعتمد ضريبة القيمة المضافة إيرادات أكبر؟‬

‫نستطيع اإلجابة على هذا السؤال في ضوء السمات األخرى التي نعرف أهميتها في تفسير مجموع‬
‫اإليرادات الضريبية مثل (نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي – االنفتاح ‪ -‬المنطقة‪ .......‬إلخ) ووفقا‬
‫لذلك تقوم البلدان المطبقة لهذه الضريبة بقياس نسبة مجموع الضرائب إلى إجمالي الناتج المحلي ويتوقع أن‬
‫تكون النسبة أكبر في البلدان المطبقة للضريبة أكثر من غيرها ويعتبر هذا مقياس لمعرفة الكفاءة النسبية‬
‫لهذه الضريبة حيث يتوقع من تطبيقها الوصول إلى أداة ضريبية أكثر كفاءة تحقق للحكومات مزيد من‬
‫اإليرادات ‪.‬وتدل كافة الدراسات على أن مكاسب إيرادات الضريبة على القيمة المضافة في المعتاد ترتفع في‬
‫البلدان ذات الدخل المرتفع‪.‬‬

‫‪ ‬إيرادات الضريبة على القيمة المضافة في بعض البلدان العربية‪:‬‬


‫تشكل إيرادات ضريبة القيمة المضافة أهم مصادر اإليرادات الضريبية في الدول العربية التي طبقتها‪،‬‬
‫ولقد كانت الغاية األولى من تطبيقها هو الحصول على إيرادات أكثر‪ .‬وللتعرف على مدى كفاءة هذه الضريبة‬
‫وتحقيق الغاية المرجوة منها في الدول العربية نستعرض إيراداتها في بعض الدول منها‪:‬‬

‫‪ -‬في لبنان‪:‬‬
‫كان هدف لبنان من تطبيق هذه الضريبة زيادة إيراداتها لمواجهة خدمة الدين العام ولقد حققت‬
‫الضريبة على القيمة المضافة العوائد التالية‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )91‬إيرادات الضريبة على القيمة المضافة في لبنان‬

‫‪vat‬إيرادات‬ ‫السنة‬
‫‪9991111‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪949114191‬‬ ‫‪1119‬‬
‫‪941114111‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪94611919‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪94619.191‬‬ ‫‪1116‬‬
‫‪141914669‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪ 1111‬مليار ليرة‬ ‫‪1111‬‬
‫‪9111‬مليار‬ ‫‪1111‬‬
‫‪ 94919‬مليار‬ ‫‪1191‬‬

‫المصدر‪ :‬أالن بيفاني – مدير عام المالية العامة في وزارة المالية اللبنانية – عرض مقدم في مؤتمر الضريبة‬
‫على القيمة المضافة ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -‬في مصر‪:‬‬

‫كان هدف مصر من تطبيق ضريبة المبيعات وتطويرها هو تحقيق إيرادات ضريبية وتحقيق الهدف‬
‫االجتماعي منها وسعت مصر لوضع برنامج كامل لهذه الضريبة وطورتها بشكل جيد جدا واهتمت باإلدارة‬
‫الضريبية والتدريب ولقد استعرضنا في الفصل السابق تجربة مصر في تطبيق هذه الضريبة‪ ،‬وبالتالي تظهر‬
‫كفاءة هذه الضريبة من خالل استعراض حصيلتها ونسبة مساهمتها في إيرادات الدولة ونسبتها من الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي كما هو مبين في الجدول رقم (‪ )11‬التالي‪:‬‬
‫جدول (‪ ) 91‬إيرادات الضريبة على القيمة المضافة ونسبتها من إجمالي اإليرادات ومن إجمالي الناتج‬
‫المحلي في مصر‬

‫الناتج المحلي‬ ‫إجمالي اإليرادات‬


‫الحصيلة (بالمليون‬
‫نسبة المساهمة‬ ‫باألسعار الجارية‬ ‫نسبة المساهمة‬ ‫السيادية ‪ /‬بالمليون‬ ‫معدل النمو‬ ‫السنة‬
‫جنيه)‬
‫‪/‬مليون جنيه‬ ‫جنيه ‪/‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪--‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪11/11‬‬

‫‪%1411‬‬ ‫‪991111‬‬ ‫‪%1946‬‬ ‫‪91119‬‬ ‫‪%1141‬‬ ‫‪9911‬‬ ‫‪19/11‬‬

‫‪%1411‬‬ ‫‪991911‬‬ ‫‪%1641‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪%1146‬‬ ‫‪691941‬‬ ‫‪11/19‬‬

‫‪%1411‬‬ ‫‪911119‬‬ ‫‪%1641‬‬ ‫‪11991‬‬ ‫‪%9941‬‬ ‫‪111149‬‬ ‫‪19/11‬‬

‫‪%1411‬‬ ‫‪919991‬‬ ‫‪%1649‬‬ ‫‪99919‬‬ ‫‪%9941‬‬ ‫‪191141‬‬ ‫‪11/19‬‬

‫‪%1466‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪%1141‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪%9941‬‬ ‫‪199146‬‬ ‫‪11/11‬‬

‫‪%1411‬‬ ‫‪199166‬‬ ‫‪%1141‬‬ ‫‪91661‬‬ ‫‪%9141‬‬ ‫‪9111141‬‬ ‫‪16/11‬‬

‫‪%1411‬‬ ‫‪191111‬‬ ‫‪%1149‬‬ ‫‪11191‬‬ ‫‪%9149‬‬ ‫‪9911941‬‬ ‫‪11/16‬‬

‫‪%1411‬‬ ‫‪161111‬‬ ‫‪%1141‬‬ ‫‪11911‬‬ ‫‪%9941‬‬ ‫‪9991149‬‬ ‫‪11/11‬‬

‫‪%1491‬‬ ‫‪111116‬‬ ‫‪%1149‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪%9941‬‬ ‫‪9111141‬‬ ‫‪11/11‬‬

‫‪%1416‬‬ ‫‪911199‬‬ ‫‪%1141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪%9949‬‬ ‫‪96191‬‬ ‫‪1111/11‬‬

‫‪%1411‬‬ ‫‪991111‬‬ ‫‪%9941‬‬ ‫‪11116‬‬ ‫‪%149‬‬ ‫‪9611146‬‬ ‫‪1119/1111‬‬

‫‪%1419‬‬ ‫‪911161‬‬ ‫‪%9941‬‬ ‫‪11911‬‬ ‫‪%941‬‬ ‫‪9611946‬‬ ‫‪1111/1119‬‬

‫‪%1461‬‬ ‫‪911691‬‬ ‫‪%9941‬‬ ‫‪11696‬‬ ‫‪%149‬‬ ‫‪9191149‬‬ ‫‪1119/1111‬‬

‫‪%1461‬‬ ‫‪116911‬‬ ‫‪%9941‬‬ ‫‪66111‬‬ ‫‪%9141‬‬ ‫‪1911149‬‬ ‫‪1111/1119‬‬

‫‪%1411‬‬ ‫‪111611‬‬ ‫‪%9141‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪%9141‬‬ ‫‪1111141‬‬ ‫‪1111/1111‬‬

‫‪%1411‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫إجمالي مستهدف‬


‫‪111911‬‬
‫‪1116/1111‬‬

‫المصدر‪ :‬مصلحة الضرائب على المبيعات في مصر ‪WWW.SALESTAX.GOV.EG‬‬

‫‪107‬‬
‫‪164‬‬
‫‪ -‬في المغرب‪:‬‬

‫عرفت الفترة بين ‪2113‬و ‪ 2110‬نموا مستم ار في مداخيل الضريبة على القيمة المضافة في المغرب بمعدل‬
‫يناهز ‪ % 01‬سنويا‪ ،‬وارتفعت حصة هذه الضريبة في الموارد الجبائية إلى ‪ %33‬سنة ‪ 2110‬كما ارتفعت‬
‫حصة الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة للناتج القومي الخام من ‪ %5.5‬سنة ‪ 2113‬إلى ‪ %1.3‬سنة‬
‫‪ . 2110‬ويمكن القول أن إنتاجية هذه الضريبة مرتبطة أساسا بخصائص هذه الضريبة نفسها إضافة إلى‬
‫الحركة االقتصادية بصفة عامة ‪.‬و الجدول التالي يوضح تطور حصيلة هذه الضريبة في المغرب ‪:‬‬

‫جدول رقم ( ‪ )21‬تطور إيرادات ضريبة القيمة المضافة في المغرب‬

‫المعدل‬ ‫‪2110‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2115‬‬ ‫‪2114‬‬ ‫‪2113‬‬ ‫بيان‬


‫‪%01‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫‪%00‬‬ ‫‪%03‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫نسبة التطور السنوي للضريبة‬
‫على القيمة المضافة‬
‫‪%30‬‬ ‫‪%33‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%21‬‬ ‫حصتها في مجموع الموارد‬
‫الجبائية‬
‫‪%2.5‬‬ ‫‪%1.3‬‬ ‫‪%2.1‬‬ ‫‪%2.3‬‬ ‫‪%5.1‬‬ ‫‪%5.5‬‬ ‫حصتها في الناتج القومي الخام‬
‫المصدر‪ :‬مؤتمر الضريبة على القيمة المضافة ‪ :‬عرض وتجارب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬الثالثاء‪1 ،‬تشرين األول‪،‬‬
‫‪2111‬‬

‫‪ -‬في السودان ‪:‬‬

‫بلغت حصيلة هذه الضريبة في السودان لعام ‪ 1119‬مبلغ ‪ 11411‬مليار دينار استحوذ النصيب األكبر منها‬
‫والية الخرطوم وتم تقسيم هذه الحصيلة بين الحكومة االتحادية ‪ %61‬الوالئية ‪ ،%91‬كما بلغت نسبتها من‬
‫إجمالي الناتج المحلي في السودان لعام ‪ 1111‬نسبة ‪.165%941‬‬

‫في سورية ‪:‬‬


‫تشير كافة الدراسات االقتصادية إلى أن الحصيلة الضريبية في سورية هي دون المستوى المطلوب‪،‬‬
‫وأن هذه الحصيلة تعتبر متدنية بالرغم من إصدار عدد كبير من التشريعات الضريبية منذ عام ‪ 1119‬ولغاية‬
‫اآلن‪ ،‬وبالرغم من الزيادات المعلنة أو المتحققة في هذه الحصيلة فهي غير قادرة على تغطية اإلنفاق الجاري‬
‫رغم ضآلته لدينا قياسا مع الدول األخرى ‪،‬حيث أن اإليرادات الضريبية في سورية (خالفا لما يجري في غالبية‬
‫الدول وما كان يجري حتى أواخر الستينات من القرن الماضي) ال تغطي سوى جزء محدود ال يتجاوز‪– 11‬‬

‫‪ -‬ورقة مقدمة من قبل المديرية العامة للضرائب و ازرة االقتصاد و المالية في المملكة المغربية إلى مؤتمر الضريبة على‬
‫‪164‬‬

‫القيمة المضافة ‪ ،‬عرض و تجارب ‪ ،‬دمشق سورية ‪ ،‬الثالثاء ‪ 9‬تشرين األول ‪.8002‬‬

‫‪165‬‬
‫‪ -‬محمد نور – حسن بشير – الضريبة على القيمة المضافة وآثار تطبيقها في السودان‪ ،‬شركة الظالل للخدمات واالستشارات –‬
‫الخرطوم ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪166‬‬
‫وهذا يعكس وضعا ضريبيا ذو فعالية ضعيفة‪ ،‬ويبين الجدول التالي تطور اإليرادات‬ ‫‪ %11‬من اإلنفاق العام‬
‫الضريبية خالل السنوات الماضية‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )19‬تطور اإليرادات الضريبية في سورية بمليارات الليرات السورية‬

‫الضرائب على الدخل‬


‫نسبة الضرائب‬ ‫الضرائب‬ ‫الضرائب‬ ‫دخل‬ ‫إجمالي‬
‫دخل‬ ‫اإليرادات‬
‫والرسوم إلى‬ ‫على‬ ‫على رأس‬ ‫العمل‬ ‫دخل‬ ‫الضرائب‬ ‫البيان‬
‫المجموع‬ ‫راس‬ ‫العامة‬
‫اإليرادات العامة‬ ‫اإلنفاق‬ ‫المال‬ ‫ورأس‬ ‫العمل‬ ‫والرسوم‬
‫المال‬
‫المال‬
‫‪9941‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪11141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪1641‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪641‬‬ ‫‪911‬‬ ‫‪99141‬‬ ‫‪1119‬‬
‫‪9149‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪91941‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪946‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪91641‬‬ ‫‪99141‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪9649‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪99141‬‬ ‫‪911‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪91946‬‬ ‫‪1119‬‬
‫‪9141‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪991‬‬ ‫‪99149 941‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪11141‬‬ ‫‪969‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪9141‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪91949‬‬ ‫‪991‬‬ ‫‪949‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪91641‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪9146‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪99149‬‬ ‫‪916‬‬ ‫‪149‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪91949‬‬ ‫‪1116‬‬
‫‪9141‬‬ ‫‪6941‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪99949‬‬ ‫‪911‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪649‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪11146‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪9641‬‬ ‫‪1641‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪911‬‬ ‫‪911‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪611‬‬ ‫‪19141‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪9149‬‬ ‫‪1641‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪919‬‬ ‫‪991‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪611‬‬ ‫‪11146‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪9641‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪9649‬‬ ‫‪91141‬‬ ‫‪911‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪11141‬‬ ‫‪1191‬‬
‫‪%‬‬ ‫تقديري‬ ‫تقديري‬ ‫تقديري‬ ‫تقديري تقديري تقديري‬ ‫تقديري‬ ‫تقديري‬ ‫مالحظات‬

‫المصدر ‪ :‬أرقام من المجموعة اإلحصائية للسنوات المذكورة ‪ ،‬النسب من إعداد الباحثة ‪.‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول التطور البطيء للحصيلة الضريبية في سورية ونالحظ أنها منذ عام‬
‫‪ 1111‬وحتى ‪ 1191‬ال تزال تدور في نفس النسب من اإليرادات العامة تقريبا وهذا يدل على عدم حدوث أي‬
‫تطور في هذه الحصيلة رغم كافة اإلصالحات الضريبية والكم الهائل من القوانين التشريعية التي أخذت من‬
‫عام ‪ 1111‬ولغاية الوقت الحاضر‪.‬‬

‫هذا ولقد بلغت إيرادات الضرائب والرسوم المباشرة وغير المباشرة بحسب الموازنة العامة للدولة لعام‬
‫‪ )911( 1199‬مليار وهي تساوي نسبة (‪ )%9141‬من الموازنة العامة للدولة‪ ،‬وتساوي (‪ )%9941‬من الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي المقدر لعام ‪. 1199‬إذا يمكن القول أن اإليرادات الضريبية في سورية المتوقعة لعام ‪1199‬‬
‫إذا أخذت باألسعار الثابتة وقورنت مع اإليرادات الضريبية لعام ‪ 1116‬والتي قدرت في حينها وفقا لوزارة‬
‫المالية بـ (‪ ) 111‬مليار ليرة سورية‪ ،‬هي من حيث القوة الشرائية أقل مما كانت عليه عام ‪ .1116‬ولذلك تبقى‬
‫اإليرادات الضريبية في سورية قاصرة عن تغطية اإلنفاق الجاري البالغ (‪ )111‬مليار ليرة سورية‪.167‬‬

‫بالنتيجة إن اإليرادات الضريبية في سورية هي إيرادات ضعيفة جدا مقارنة بدول أخرى‪ ،‬وهي تتأثر‬
‫بعدة عوامل أدت إلى ضعفها أهمها السياسة الضريبية المتبعة وضعف النظام الضريبي المتمثل بالضرائب‬

‫‪166‬‬
‫‪ -‬د نجمة‪ .‬الياس‪ ،‬األمن االقتصادي السوري‪ :‬رؤية إستراتيجية‪ ،‬دمشق ‪. 2010/10/21‬‬
‫‪167‬‬
‫‪ -‬د نجمة ‪ .‬الياس‪ ،‬دراسة تحليلية للموازنة العامة للدولة للعام ‪ – 2011‬دمشق ‪. 2010/10/21‬‬

‫‪109‬‬
‫النوعية واعتماد ضريبة الدخل المقطوع التي تفسح مجاال كبيرا للتهرب القانوني من الضريبة إضافة للفساد‬
‫اإلداري وسوء العالقة بين الموظف المالي والمكلفين‪ .‬ويمكن إيضاح تطورات اإليرادات الضريبية في سورية‬
‫من خالل مقارنتها مع الدول العربية األخرى خالل عام ‪ 1191‬كما يبين الجدول رقم (‪ )11‬التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )11‬تطور اإليرادات الضريبية ونسبتها إلى اإليرادات العامة والناتج المحلي اإلجمالي في الدول‬
‫العربية (مليون دوالر) لعام ‪1191‬‬

‫النسبة من الناتج‬ ‫النسبة من‬ ‫معدل نمو اإليرادات‬


‫اإليرادات الضريبية‬ ‫الدولة‬
‫المحلي اإلجمالي‬ ‫اإليرادات العامة‬ ‫الضريبية‬
‫‪9141‬‬ ‫‪6149‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪14191‬‬ ‫األردن‬
‫‪1641‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪994611‬‬ ‫تونس‬
‫‪1941‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪119‬‬ ‫جيبوتي‬
‫‪641‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫السودان‬
‫‪141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪14616‬‬ ‫سورية‬
‫‪9141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪69‬‬ ‫القمر‬
‫‪9641‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪64691‬‬ ‫لبنان‬
‫‪9149‬‬ ‫‪6946‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪914111‬‬ ‫مصر‬
‫‪1141‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪146-‬‬ ‫‪114111‬‬ ‫المغرب‬
‫‪9146‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪191‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪149‬‬ ‫‪1641‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫اليمن‬
‫‪141‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪9941-‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫عمان‬
‫‪141‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪9141-‬‬ ‫‪94199‬‬ ‫الكويت‬
‫‪9141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪914919‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪949‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪1141-‬‬ ‫‪94119‬‬ ‫العراق‬
‫‪941‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪641‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫ليبيا‬

‫المصدر ‪ :‬التقرير العربي االقتصادي الموحد ‪ ،‬جدول رقم ‪ 6/9‬ص ‪. 911‬‬

‫ونالحظ من خالل الجدول أن اإليرادات الضريبية في سورية منخفضة جدا مقارنة مع لبنان ومصر‬
‫والمغرب والجزائر‪ ،‬خصوص ا إذا ما قارنا االقتصاد السوري والدولة السورية مع هذه الدول كما أن نسبة هذه‬
‫اإليرادات من اإليرادات العامة تبلغ ‪ %9149‬ومن الناتج المحلي اإلجمالي ‪ %141‬وهي نسب منخفضة جدا‬
‫مقارنة مع الدول األخرى سابقة الذكر‪ ،‬حيث من المفترض أن تغطي اإليرادات الضريبية أغلبية اإلنفاق في‬
‫الدولة وهذا يعني نسبة أكبر من اإليرادات الضريبية‪ ،‬إذا إن هذه الحصيلة معرضة لالنخفاض وفقا لالتفاقيات‬
‫التجارية التي ستشارك فيها سوريا و قد تم التوجه إلى الكثير من الحلول لتعويض نقص اإليرادات وكانت‬
‫الضريبة على القيمة المضافة من بين البدائل المطروحة وقد أعلنت الحكومة عن مواعيد لتطبيقها أجلت‬
‫لمرات عديدة ‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫وفقا لما سبق ترى الباحثة أن تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية هو من الوسائل الجيدة التي‬
‫ستؤدي إلى زيادة اإليرادات الضريبية ‪ ،‬و لقد طرحت وزارة المالية أنها سوف تقوم باستبدال مجموعة من‬
‫الضرائب على اإلنفاق بهذه الضريبة لذلك من المفترض أن تكون حصيلة هذه الضريبة مقارنة بالضرائب التي‬
‫ستحل محلها أكبر بكثير ‪ ،‬هذا و تبلغ حصيلة الضرائب على اإلنفاق في سوريا لعام ‪ 2101‬مبلغ ‪14110‬‬
‫مليون ليرة سورية بنسبة ‪ %34.0‬من إجمالي الضرائب و الرسوم و بنسبة ‪ %2.4‬من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي و يجب على الضريبة على القيمة المضافة أوال تحقيق إيرادات أعلى من الضرائب التي سوف تحل‬
‫مكانها‪.‬‬

‫إن معرفة حجم اإليرادات المحتملة التي يمكن أن ينتجها تطبيق ضريبة القيمة المضافة في سورية يعتمد‬
‫بشكل أس اسي على تحديد األساس الضريبي و تحديد درجة المواءمة الضريبية و كمية و مستوى النسب ‪ ،‬و‬
‫يبلغ حجم اإلنفاق الكلي في سورية عام ‪ 2110‬بحسب مسح دخل و نفقات األسرة السورية مبلغ ‪/3111/‬‬
‫مليار ليرة سورية فإذا افترضنا مثال أن حجم اإلنفاق الخاضع للضريبة بعد تنزيل اإلعفاءات وفقا للنموذج‬
‫المحتمل أن تطبقه سورية يبلغ ‪0511‬مليار ليرة سورية فإن إيراد الضريبة على القيمة المضافة عند معدل‬
‫‪ %01‬سيكون ‪ 051‬مليار ليرة سورية ‪ ،‬و لكن يمكن القول إن إعطاء نتيجة بسيطة كهذه ال يكفي لمعرفة‬
‫اإليرادات المحتملة من هذه الضريبة في سورية ألن هذا يتطلب دراسات تخص السلع في سورية واعداد‬
‫جداول مدخالت ومخرجات و توفير بيانات تخص االستهالك المحلي واعداد أساس هذه الضريبة بعد إجراء‬
‫دراسات تعتمد أسس علمية ورياضية وسيناريوهات عديدة الختيار األساس األنسب لسورية كما في تجربة‬
‫نيبال ‪ ،‬واعداد دراسات خاصة بمتوسط دخل الفرد واالستعانة بخبراء لقياس المعدالت المعيارية ( معدل كفاءة‬
‫االستهالك و معدل اإلنتاجية ) واجراء التنبؤات باالعتماد على القيم الحقيقية للوصول إلى تصور مبدئي‬
‫لمستوى اإليرادات التي يمكن أن تحققها هذه الضريبة مقارنة مع الضرائب التي ستحل مكانها و التكاليف التي‬
‫سوف تدفع ألجلها و يجب اإلشارة إلى الكثير من هذه البيانات اإلحصائية غير متوافرة لدى المكتب المركزي‬
‫لإلحصاء لكي نتمكن من التنبؤ بحجم اإليرادات المتوقع الحصول عليها من هذه الضريبة ‪.‬‬

‫هذا إلى جانب وجود العديد من المشكالت مثل مشكلة معدالت التضخم العالية واألسعار المرتفعة و تأثيرات‬
‫ذلك على مستوى اإلنفاق الخاص مع ما يمكن أن يعكسه تطبيق هذه الضريبة على األسعار من ارتفاع مرة‬
‫واحدة فقط عند التطبيق أو ارتفاع مستمر بحسب مستوى التطبيق وأثر ذلك على الدخل الحقيقي للفرد ‪( 168‬‬
‫حيث وجدنا من التجارب أن الدول التي لديها مستوى دخل فردي مرتفع تحقق إيرادات أكثر عند تطبيق هذه‬
‫الضريبة ) ‪ ،‬إضافة إلى ضرورة قياس درجة االنفتاح في سورية و أهمية قطاع التجارة و حجمه بالنسبة‬
‫للقطاعات األخرى‪ ،‬كما أن القطاع الزراعي في سورية له حجمه الكبير و الذي يؤثر سلبا على مردود ضريبة‬
‫القيمة المضافة ‪.‬‬

‫نج د مما سبق أن الدول العربية التي طبقت هذه الضريبة كغيرها من الدول سعت من خالل تطبيقها إلى‬
‫الحصول على إيرادات ضريبية عالية وسعت أيضا إلى تطوير و إصالح أنظمتها و إداراتها الضريبية و قد‬

‫‪168‬‬
‫‪ -‬إن توضيح تأثير ضريبة القيمة المضافة على الدخل الفردي و مستوى المعيشة يحتاج إلى دراسات توضح كيفية تأثيرها على‬
‫األسعار و اإلنفاق االستهالكي و ا لناتج المحلي اإلجمالي و من ثم دراسة اآلثار التوزيعية لتطبيق هذه الضريبة على مستوى المعيشة و‬
‫الدخل الحقيقي و القوة الشرائية ‪ .‬و تشير تجارب الدول المطبقة للضريبة أنها تخفض الدخل الحقيقي للفرد من خالل ما تعكسه من‬
‫ارتفاع في األسعار إال ان ارتفاع األسعار في حال نجاح هذه الضريبة يكون مرة واحدة فقط عند بداية التطبيق ‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫استطاعت كما تبين التجارب من تحقيق أهدافها في رفد خزينة الدولة بإيرادات مميزة و إدارة ضريبية فعالة‪ ،‬و‬
‫لقد حققت هذه الضريبة إيرادات أكبر من الضرائب السابقة المطبقة قبلها في أغلب البلدان بالرغم من وجود‬
‫آثار ناجمة عن حيثيات و متغيرات خاصة باقتصاد هذه الدول و سوء التنفيذ و التطبيق والتهرب الضريبي و‬
‫نأمل أن تتحقق هذه النتائج في سورية أيضا ‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة املضافة على اإلنتاج ‪:‬‬
‫أن النظام الضريبي له آثار بعيدة المدى من الناحية االقتصادية فهو يؤثر على كفاءة استخدام‬
‫الموارد اإلنتاجية الموجودة تحت تصرف المجتمع عن طريق تأثيره على األثمان النسبية للمنتجات ولعناصر‬
‫اإلنتاج‪ ،‬إذ ينتج عن النظام الضريبي تغير بعض األثمان باالرتفاع وتغير البعض اآلخر باالنخفاض األمر‬
‫الذي يؤدي إلى إعادة توزيع الموارد اإلنتاجية بين االستخدامات المختلفة سعيا وراء معدل أعلى من الربح‬
‫كي يؤثر النظام الضريبي على معدل نمو االقتصاد القومي عن طريق تأثيره على دخول األفراد وتوزيعها بين‬
‫االستهالك والمدخرات ومن ثم على كمية االستثمارات التي تمثل أحد محددات معدل النمو االقتصادي وكذلك‬
‫عن طريق تأثيره على معدل النمو االقتصادي من حيث كيفية توزيع الكمية المعينة من االستثمارات بين‬
‫الفروع المختلفة للنشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫وتختلف اآلثار االقتصادية لضريبة ما حسب نوع هذه الضريبة فقد تكون ضريبة عامة تصيب كافة‬
‫األفراد (كالضريبة العامة على اإليراد مثالا) وقد تكون ضريبة قاصرة على فرع معين من فروع النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬وتختلف في تأثيرها فيما إذا كانت ضرائب مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫وتتشابك آثار الضرائب مع اآلثار التي تنشأ عن النفقات العامة كذلك تختلف هذه اآلثار تبع ا لما إذا‬
‫كنا ننظر إلى كل ضريبة على حدة أم الهيكل الضريبي بأسره حيث يتضح لنا أن اآلثار النهائية االقتصادية‬
‫للضرائب ال تتوقف على اآلثار المترتبة على فرضها فقط بل تختلف تبعا لما يترتب على إنفاق حصيلتها من‬
‫نتائج‪ ،‬ولهذا يجب أن تكون السياسة الضريبية متسمة بطابع المرونة التلقائية حيث يتهيأ للهيكل الضريبي‬
‫من مقومات المرونة ما يجعله قادرا على التكيف وفق الظروف المتغيرة وتبعا لمستوى النشاط الكلي السائد في‬
‫المجتمع دون ما حاجة إلجراء تعديالت في التشريع الضريبي نفسه‪.‬‬

‫رأينا فيما سبق أن الضريبة تشكل عبئ ا على األفراد ويتبقى أن نتساءل عما إذا كانت الضريبة وهي‬
‫تحول جزءا من الدخل القومي من األفراد إلى الدولة تشكل بدورها عبئا على الدولة في مجموعها أم ال فقد‬
‫خلص البعض إلى أن الضريبة إذا ما استخدمت حصيلتها فو ار في تغطية النفقات العامة في الداخل ال تشكل‬
‫عبئا حقيقيا في الناتج القومي ولكن هذه النظرية غير صحيحة ألنها تسقط من حسابها اآلثار التوزيعية‬
‫للضريبة بمعنى معرفة االنعكاسات التي يبديها االقتصاد القومي في مختلف مجاالته إزاء االقتطاع الضريبي‬
‫فالضريبة ال يمكنها أن تكون محايدة إذا ما أدخلنا في حسابنا هذه اآلثار التوزيعية ألنها تؤدي وبدون قصد‬
‫وبصرف النظر عن كيفية استخدام حصيلتها إلى التأثير في حجم االستهالك وحجم االدخار وحجم اإلنتاج وفي‬
‫البنيان االجتماعي للطبقات وتشكل هذه اآلثار التي تترتب على الضريبة الحدود التي ال يمكن للضريبة أن‬
‫تتعداها دون اإلضرار باالقتصاد القومي‪.‬‬

‫من هذا المنطلق تلجأ الكثير من الدول التي تحاول إدخال ضريبة جديدة إلى نظامها الضريبي دراسة‬
‫كافة اآلثار التوزيعية لهذه الضريبة على اقتصادها‪ ،‬ألن فرض أي ضريبة جديدة أو تغيير في سعر الضريبة‬
‫القديمة سينتج عنه نتائج عديدة ومعقدة‪ ،‬وأن أي ضريبة ستنتج عنها سيقع تأثيرها على الشخص الذي قدر‬
‫له أن يخضع لها وتنطبق هذه الحالة على ضرائب الدخل‪ ،‬أما فيما يخص ضرائب اإلنفاق فتكون فيها الضريبة‬
‫محولة‪ ،‬ولذلك ال بد دائما من دراسة اآلثار التوزيعية التي تتعلق بدراسة تأثير الضرائب على إعادة توزيع‬

‫‪113‬‬
‫الدخل القومي واالستهالك واالدخار واإلنتاج وغير ذلك ودراسة التأثيرات اإلنتاجية من خالل دراسة العرض‬
‫والطلب في حالة ضرائب اإلنفاق وتوزيع الدخل الثروة في حالة ضرائب الدخل‪.‬‬

‫وقبل دخولنا في استعراض أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة على اإلنتاج وغيره من التأثيرات ال بد‬
‫من التعرف إلى مفهوم تأثير الضريبة وعبئها ومرونتها‪:169‬‬

‫كل الضرائب تفرض عبئا ضريبيا يمكن ان يظهر نفسه بعدة طرق مختلفة‪:‬‬

‫العبء النقدي المباشر‪ :‬وذلك من خالل تحديد من هو في الواقع سيدفع النقود بشكل ضريبة‬ ‫‪‬‬
‫ومن هنا تظهر مسألة تأثير الضريبة‪ ،‬حيث أظهرت الدراسات أنه عند دراسة التأثيرات الضريبية‬
‫البد من تسليط الضوء على مفهوم توزيع العبء النقدي المباشر ليكون تأثير الضريبة في‬
‫موضع االهتمام‪.‬‬
‫العبء المالي غير المباشر‪ :‬كأن تفرض الضريبة على عدة سلع يتعامل معها تجار الجملة و‬ ‫‪‬‬
‫يقوم تاجر الجملة في آخر المطاف باسترداد الضريبة عن طريق السعر الذي يحمله تاجر‬
‫المفرق‪ ،‬ولكنه في نفس الوقت يكون قد خسر الفائدة من استخدام النقود في الفترة الواقعة بين‬
‫دفع الضريبة وتلك التي استردها فيها‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه العبء المالي غير المباشر‪.‬‬
‫العبء الحق يقي المباشر‪ :‬تتمثل بانخفاض دخل الخاضع للضريبة وتعتبر كل ضريبة مدفوعة‬ ‫‪‬‬
‫خسارة مباشرة في مجمل الرفاهية االقتصادية عن دافع الضريبة‪.‬‬
‫العبء الحقيقي غير المباشر‪ :‬إذا ارتفع سعر بضاعة ما إثر تضمين سعرها ضريبة معينة مما‬ ‫‪‬‬
‫يؤدي إلى انخفاض استهالكها حسب مرونة هذه البضاعة ودرجة محدودية الدخل‪.‬‬

‫و مما ال شك فيه أن ظاهرة انتقال عبء الضريبة تظهر بوضوح في الضرائب غير المباشرة عنها في الضرائب‬
‫المباشرة فالقانون الخاص بالضرائب غير المباشرة كالضريبة على القيمة المضافة يحدد شخصا معينا يقوم‬
‫بتوريد الضريبة للخزانة العامة و هذا الشخص يقوم بدوره بنقل هذا العبء إلى شخص آخر‪ ، 170‬و البحث‬
‫عن اآلثار االقتصادية النهائية المترتبة على فرض الضرائب ال يكون ممكنا إال بعد استقرار الضريبة ‪ ،‬و إن‬
‫كان هذا االستقرار تسبقه مرحلة تحدث فيها الضرائب المطبقة تأثيرات أولية في التوزيع الفعلي للعبء المالي‬
‫بين المكلفين من خالل ما يثيره نقل عبء الضريبة و انتشارها ‪. 171‬‬

‫و العبء الضريبي في جوهره عبارة عن عملية اقتصادية تتمثل في المبلغ الذي يتحمله المكلف بدفعها أو هو‬
‫اآلثار االقتصادية التي تترتب على اقتطاع الضريبة ‪ ،‬أما انتقال عبء الضريبة فهو العملية االقتصادية التي‬
‫يتوص ل بواسطتها دافع الضريبة إلى نقل ما دفعه كله أو بعضه إلى الغير مستعينا بذلك ببعض القوى‬
‫االقتصادية و هناك ثالثة أنواع لهذا النقل ‪:‬‬

‫‪ -9‬النقل الكلي أو الجزئي ‪ :‬وتعتبر الضريبة على القيمة المضافة بصفتها ضريبة على اإلنفاق أو‬
‫االستهالك من الضرائب التي يمكن نقل عبئها كامال ‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫‪ -‬سيدون‪ ،‬ادموند – اقتصاديات المالية العامة – ترجمة معن عبد القادر الزكر وعادل فليح العلي – جامعة الموصل – ‪– 1915‬‬
‫ص ‪. 95‬‬
‫‪170‬‬
‫‪ -‬د ‪ .‬عبد المنعم عبد الغني ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪171‬‬
‫‪ -‬د ‪ .‬عادل أحمد حشيش ‪ ،‬أصول الفن المالي لالقتصاد العام ‪ ،‬مدخل لدراسة أساسيات المالية العامة ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ، 1997 ،‬ص ‪. 117‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ -1‬النقل إلى األمام والنقل إلى الخلف ‪ :‬النقل إلى األمام بحيث تفرض الضريبة على شخص في أحد‬
‫المراحل اإلنتاجية فيقوم بنقلها إلى شخص آخر في المرحلة التالية مثل ضريبة القيمة المضافة التي‬
‫تفرض على المنتج فينقل عبئها الى المشتري ‪.‬أما للخلف كالمنتج الذي ينقل عبء الضريبة إلى‬
‫مورد المواد األولية ‪.‬‬
‫‪ -9‬النقل المقصود والنقل غير المقصود ‪ :‬وذلك بحسب قصد المشرع الضريبي فمثال في ضريبة القيمة‬
‫المضافة لو تقررت على سلعة و يكون الملتزم القانوني بسدادها هو البائع سواء كان منتج أو تاجر‬
‫ولكن المشرع قصد في النهاية أن يتحملها المستهلك ‪ .‬أما النقل غير المقصود فتتمثل من خالل‬
‫‪172‬‬
‫قيام المكلف بهذه الضريبة برفع أسعاره بقيمة الضريبة‪.‬‬

‫و تعتبر الضريبة على القيمة المضافة أفضل التطبيقات العملية من الضرائب غير المباشرة النتقال عبء‬
‫‪173‬‬
‫‪ ،‬كما تعمل على توزيع العبء الضريبي على كل مراحل العملية اإلنتاجية بحيث‬ ‫الضريبة إلى األمام‬
‫ال تتحمل بها مرحلة واحدة و طبقا للقيمة التي تم إضافتها لكل مرحلة‪ . 174‬و الواقع يشير دائما أن‬
‫الضرائب مهما كانت طبيعتها يسعى المكلفون بها لنقل عبئها إلى الغير ‪ .‬و تتبع عملية نقل عبء‬
‫الضريبة عملية أخرى تعرف بانتشار الضريبة حيث تنتقل التأثيرات الناشئة عن فرض الضريبة إلى أفراد‬
‫آخرين فيستفيد البعض منها و يضار اآلخر ‪ ،‬و بذلك تظهر التأثيرات الدائرية بين أطراف العالقات‬
‫التبادلية المختلفة‪. 175‬‬

‫إن ما أوردناه قد يبين كيف يمكن للضريبة أن تؤثر على المكلفين بها و ما يحيط بها أيضا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬طبيعة ومرونة الضرائب على اإلنفاق وتأثيرها‪:‬‬


‫أثبتت الضرائب على اإلنفاق أنها أكثر شيوعا من سواها‪ ،‬لكونها أسهل في الجباية من ضرائب الدخل‬
‫وخاصة في حال عدم توفر اآللية اإلدارية الكفوءة‪ ،‬كما أنها تأتي بحصيلتها في الحال وهي ذات طبيعة‬
‫تراجعية يؤخذ عليها فقط من ناحية العدالة حيث أن جميع المستهلكين يدفعونها دون األخذ بعين االعتبار‬
‫قابليتهم للدفع‪ ،‬ومن هنا تظهر األهمية الكبيرة لدراسة التأثير الضريبي مع االهتمام بالظروف المختلفة للسوق‬
‫مع تكاليف اإلنتاج‪.‬‬

‫لقد أثبتت المالحظات والدراسات صعوبة التفريق في فحص العبء الضريبي عن اآلثار الضريبية‪،‬‬
‫وان فرض أي ضريبة جديدة له تأثيرات عديدة تدرس من خالل طبيعة مرونة العرض والطلب بالنسبة للسلع‬
‫وأنواعها وطبيعتها ‪/‬خاصة بالنسبة للضرائب على اإلنفاق‪ /‬حيث تؤثر اختالفات المرونة على كل من‬
‫االستهالك واالدخار واالستثمار واألسعار وغير ذلك من التأثيرات المرتبطة بها‪.‬‬

‫والضريبة على القيمة المضافة يختلف تأثيرها بحسب قربها من المستهلك فكلما اقتربت من‬
‫المستهلك كان أثرها أخف وطأة إال أنها تحتاج إلى رقابة قوية وجهود من اإلدارة الضريبية مما يزيد من‬

‫‪172‬‬
‫‪ -‬د السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة دراسة مقارنة للنظم الضريبية العالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 219‬‬
‫‪173‬‬
‫‪ -‬د عبد المنعم عبد الغني ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 179‬‬
‫‪174‬‬
‫‪ -‬د السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة دراسة مقارنة للنظم الضريبية العالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 291‬‬
‫‪175‬‬
‫‪ -‬د عادل أحمد حشيش ‪ ،‬أصول الفن المالي لالقتصاد العام ‪ ، ....‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 200‬و يمكن التوضيح أكثر بأن عبء‬
‫الضريبة يجعل من غير الضروري أن ينقص المكلف القانوني من استهالكه الخاص بينما يفرض انتشار الضريبة على الفرد الذي‬
‫تستقر عنده حداً على االستهالك يمتد إلى أصحاب المشروعات التي يشتري منها السلع االستهالكية ‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن ظاهرة‬
‫انتشار الضريبة تتعلق بكافة أنواع الضرائب ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫تكاليفها‪ ،‬في حين كلما ابتعدت الضريبة على القيمة المضافة عن المستهلك كلما قل عدد المكلفين بها‬
‫وانخفضت تكاليفها‪ ،‬إال أنها تصبح أشد أثرا‪ ،‬وبقدر ما توفق الدولة بين االعتبارين ‪/‬القرب من المستهلك وقلة‬
‫عدد المكلفين‪ /‬كلما نجح التنظيم الفني للضريبة وبالتالي تتحقق األهداف من فرضها‪.176‬‬

‫إن فرض أي ضريبة يؤثر على المنتج بشكل مباشر من خال ل تأثيرها على نفقات اإلنتاج من جهة‬
‫ومن خالل تأثيرها على رغبة وقدرة المنتج على االستمرار في العمل من جهة ثانية‪ ،‬فالضريبة التي تفرض‬
‫كنسبة مئوية على السلعة أو كمبلغ إجمالي تؤدي إلى رفع سعر السلعة بشكل غير مباشر ولكن المشكلة‬
‫تزداد تعقيدا عندما تفرض الضريبة على مادة أولية تدخل في إنتاج هذه السلعة األمر الذي سينتج عنه ارتفاع‬
‫أسعار عدة سلع تتكامل فيما بينها‪.‬‬

‫إن جميع هذه العوامل تؤخذ بعين االعتبار عند فرض أي ضريبة جديدة أو رفع سعر ضريبة قديمة‪،‬‬
‫وبما أن تأثير الضرائب على اإلنفاق يتطلب دراسة أثر فرض الضريبة على مرونة وعرض السلع فال بد من‬
‫توضيح كيفية تأثير فرض ضريبة القيمة المضافة على عرض وطلب السلع ‪:177‬‬

‫إن فرض الضريبة على القيمة المضافة يؤدي إلى ارتفاع أثمان السلع التي تفرض عليها فمن يتحمل‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع األسعار المنتج أم المستهلك و كيف يؤثر ذلك على اإلنتاج و االستهالك حسب مرونة العرض‬
‫والطلب ؟‬
‫إذا كانت مرونة الطلب بالنسبة للسلعة قليلة‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى تحمل المستهلك للضريبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا كانت مرونة العرض بالنسبة للسلعة قليلة فإن ذلك يؤدي إلى تحمل المنتج للضريبة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وبالتالي فإن تحمل الضريبة يوزع بين البائع والمشتري بحسب مرونة العرض والطلب أي‪:‬‬

‫مرونة العرض‬ ‫=‬ ‫عبء الضريبة على المستهلك‬

‫مرونة الطلب‬ ‫عبء الضريبة على المنتج‬

‫علما أن مرونة العرض هي التغير النسبي في العرض على التغير النسبي في الثمن‪ ،‬ومرونة الطلب‬
‫هي التغير النسبي في الطلب على التغير النسبي في الثمن‪ ،‬وبالتالي هناك ارتباط وثيق بين مرونة العرض‬
‫والطلب بتغير الثمن ولكن هذا االرتباط ليس واحد بالنسبة لجميع السلع فهو يختلف حسب كون السلع كمالية‬
‫أو ضرورية أو شائعة االستخدام‪.‬‬

‫نخلص مما سبق أن وقع الضريبة الجديدة قد يشترك فيه طرفان هما البائع والمشتري وفقا لقوة‬
‫مركز كل منهما التفاوضي ففي الحالة التي تتساوى فيهما مرونة الطلب مع مرونة العرض يتقاسم الطرفان‬
‫العبء المالي بالتساوي‪.‬‬

‫واذا تم اعتبار مرونة العرض ثابتة ومرونة الطلب متغيرة هناك أربع حاالت هي‪:‬‬

‫‪ -1‬طلب غير مرن‪ :‬يكون للضريبة أثر كبير في رفع ثمن السلعة‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫‪ -‬كناني هاني ‪ -‬الضريبة على القيمة المضافة في التشريع الضريبي‪ ،‬أطروحة أعدت لنيل درجة الماجستير في كلية االقتصاد‪،‬‬
‫قسم المحاسبة‪ ،‬إشراف الدكتور المهايني محمد خالد‪ ،‬جامعة دمشق‪ .8999 ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪177‬‬
‫‪ -‬د القباني‪ ،‬غسان فوزي – نظام الضريبة على القيمة المضافة وإمكانية األخذ بها في سورية – رسالة دكتوراه – القاهرة –‬
‫‪ – 1913‬ص ‪. 31‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ -1‬طلب مرن‪ :‬يكون للضريبة أثر قليل في رفع ثمن السلعة‪.‬‬
‫‪ -6‬طلب عديم المرونة‪ :‬يرتفع الثمن بنفس مقدار الضريبة دون أن يكون لذلك أي تأثير على الكمية‬
‫المنتجة أو المباعة‪.‬‬
‫‪ -1‬طلب ال نهائي المرونة‪ :‬ال يرتفع الثمن بالمرة بسبب الضريبة ولكن الكمية المنتجة تتوقف على‬
‫درجة مرونة العرض‪.‬‬

‫واذا تم اعتبار مرونة الطلب ثابتة ومرونة العرض متغيرة فهناك أيضا أربع حاالت‪:‬‬

‫‪ -9‬عرض مرن‪ :‬في هذه الحالة يمكن نقل عبء الضريبة إلى المستهلك بنسبة كبيرة مقارنة بالمنتج‬
‫حيث أن اإلنتاج يتكيف بسهولة تبعا للظروف الجديدة والتي تم فيها فرض الضريبة‪.‬‬
‫‪ -1‬عرض غير مرن‪ :‬عكس الحالة األولى حيث يتحمل المنتج الجزء األكبر من الضريبة‪.‬‬
‫‪ -9‬حالة العرض عديم المرونة‪ :‬يتحمل المنتج الضريبة بشكل كامل وال ترتفع األسعار‪.‬‬
‫‪ -1‬العرض ال نهائي المرونة‪ :‬يرتفع السعر بنفس مقدار الضريبة‪.‬‬

‫وهناك حالة أن كال من العرض والطلب ال نهائي المرونة‪ :‬في هذه الحالة التعامل ال يمكن أن يتم إذا‬
‫كانت الضريبة تفوق الفرق بين ثمن الطلب ونفقات اإلنتاج‪ ،‬أما إذا كانت الضريبة تقل عن الفرق المشار‬
‫إليه آنفا فإنه سوف يترتب على ذلك نقص في فائض المنتج أو فائض المستهلك أو فيما بينهما‪ ،‬وال يمكن‬
‫في هذه الحالة تحديد النسبة التي يتم على أساسها تحديد نسبة تحمل الضريبة بين المنتج والمستهلك‪.‬‬

‫وهناك أيضا حالة أن كالا من العرض والطلب عديما المرونة‪ :‬وفي هذه الحالة إذا كانت الكمية‬
‫المعروضة أكبر من الطلب فإن المشتري يتحمل الضريبة‪ ،‬أما إذا كانت الكمية المطلوبة أكبر من العرض فإن‬
‫المنتجين سوف يتحملون الضريبة بشكل كامل‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬أثر الضريبة على القيمة المضافة على اإلنتاج في سورية‪:‬‬


‫من المعروف أن الضريبة تؤثر في االستهالك من خالل تأثيرها مباشرة على مقدار دخل المكلفين‬
‫بالنقصان وذلك بحسب سعر الضريبة‪ ،‬وبموجب ذلك يتأثر حجم ما يستهلك من سلع وخدمات من خالل تأثير‬
‫سعر الضريبة على مستوى األثمان‪ .‬ويكون التأثير سلبيا خاصة ألصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة‬
‫ويختلف هذا التأثير بحسب مرونة الطلب على هذه السلع ونوع هذه السلع (ضرورية أم كمالية) وحجم الدخل‬
‫أيض ا‪ .‬وهذا بدوره يؤثر في اإلنتاج بالنقصان كذلك يتأثر اإلنتاج نتيجة تأثير الضرائب في عرض وطلب رؤوس‬
‫األموال اإلنتاجية‪ .‬حيث أن عرض رؤوس األموال اإلنتاجية يتوقف على االدخار ثم االستثمار فالضرائب تؤدي‬
‫إلى نقص االدخار وقلة رؤوس األموال خاصة الضرائب المباشرة‪ ،‬أما الطلب على رؤوس األموال اإلنتاجية‬
‫فهو يتأثر بمقدار الربح المتحقق وتأثير الضريبة عليه زيادة أو نقصانا من خالل التأثير على نفقات اإلنتاج‪.‬‬
‫كما أن فرض الضريبة قد يؤدي إلى انتقال عناصر اإلنتاج إلى فروع اإلنتاج األخرى األقل في العبء الضريبي‬
‫مما يؤثر على إجمالي النشاط االقتصادي‪.178‬‬

‫‪178‬‬
‫‪ -‬عدلي ناشد‪ ،‬سوزي – المالية العامة – النفقات العامة – اإليرادات العامة – الميزانية العامة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬جامعة‬
‫اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪117‬‬
‫ويمكن القول أن المدى الذي يتأثر عنده اإلنتاج في حالة فرض الضريبة يعتمد على درجة تأثيره‬
‫على القابلية والرغبة للعمل واالدخار واالستثمار‪ 179‬على التوالي‪ ،‬ويتوضح ذلك من خالل مايلي‪:‬‬

‫‪ -9‬القابلية على العمل‪ :‬إذا انخفضت الكفاءة الشخصية تنخفض القابلية على العمل تباع ا وبصورة‬
‫متوازية‪ ،‬حيث أن الضرائب بصورة عامة تخفض من الرفاهية االقتصادية للعناصر األكثر فقرا في‬
‫مجتمع العمل مثل الضرائب المباشرة على األجور المنخفضة أصال والضرائب غير المباشرة على‬
‫الضروريات‪ ،‬ويكون من الصعب عند التطبيق العملي تحديد أي مستوى من الدخل النقدي تكون ما‬
‫دونه الكفاءة قد ضعفت خصوصا أن هذا المستوى يتغاير تبعا لمختلف الوظائف‪.‬‬
‫‪ -1‬القابلية على االدخار‪ :‬هناك شكلين من االدخارات هي‪:‬‬
‫االدخارات الشخصية‪ :‬كل الضرائب الشخصية تخفض القابلية على االدخار‪ ،‬ما عدا الضرائب‬ ‫‪‬‬
‫المفروضة على دخول منخفضة جدا يكون معها االدخار غير ممكن‪.‬‬
‫االدخارات المشتركة‪ :‬وتتألف هذه االدخارات من األرباح غير الموزعة والفوائض المنخفضة في‬ ‫‪‬‬
‫القطاع العام وهذه االدخارات ال ينالها التأثير الضريبي بنفس الدرجة كما االدخارات الشخصية‪.‬‬
‫‪ -9‬القابلية على االستثمار‪ :‬كل الضرائب لها التأثير المباشر في خفض حجم الموارد المتوفرة لالستثمار‬
‫في القطاع الخاص‪.‬‬

‫ويمكن القول أن الضرائب ككل لها تأثيرات محفزة فيما يتعلق برغباتنا في العمل ولكن تأثيرها سوف‬
‫يصبح غير محفز بخصوص رغباتنا في االدخار واالستثمار‪ ،‬ولكن هذه الحقيقة ال تصلح لجميع األفراد وال ألية‬
‫ضريبة تعتمد بصورة انفرادية‪ ،‬حيث يعتمد تأثير ضريبة ما بصورة أساسية على مميزاتها وعلى الطريقة التي‬
‫يتأثر بها دافعوا هذه الضريبة وردود أفعالهم تجاهها والذي يعتمد على مرونة الطلب على الدخل أي مدى‬
‫رغبة الفرد بالموافقة على تخفيض دخله تبعا اللتزاماته الشخصية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لتأثير الضريبة على القيمة المضافة على اإلنتاج في سورية فأرى أن هذا التأثير يتحدد‬
‫من خالل تأثير هذه الضريبة على مرونة العرض والطلب على السلع الذي أوردناه سابقا‪ ،‬وبحسب نوع هذه‬
‫السلع وخضوعها أو إعفائها من الضريبة أو التأثير على أسعار هذه السلع‪.‬‬

‫وتدل الدراسات أن أحد أهم خصائص هذه الضريبة أنها حيادية بالنسبة لق اررات اإلنتاج أي أنها ال‬
‫تؤثر على الكلفة وليس لها أثر سلبي على ق اررات الوحدة االقتصادية ألن هذه الوحدات تستطيع استرجاع‬
‫الضريبة التي دفعتها على المواد األولية وغيرها من النفقات كما أنها أقل تسببا لآلثار السلبية أو التشوهات‬
‫االقتصادية‪ ،‬باعتبارها تفرض على المنتجات المحلية والمستوردة دون تفريق وبإعفاء السلع المصدرة منها‬
‫يؤمن للضريبة حيادية تامة إزاء التبادل الخارجي والداخلي‪ ،‬باعتبار تأثيرها على األسعار هو تأثير محدود نظ ار‬
‫لما سيصاحب هذه الضريبة من تخفيضات على الرسوم الجمركية والغاء لبعض الضرائب غير المباشرة ‪.180‬‬

‫غير أن هناك من ال يتفق مع كون الضريبة على القيمة المضافة حيادية بالنسبة لق اررات اإلنتاج‬
‫ويعللون ذلك بأن قرارات اإلنتاج تتعلق مباشرة باالستهالك أي بالتصريف التسويقي وهنا يميزون بين نوعين‬
‫من اإلنتاج‪ ،‬األول‪ :‬إنتاج ينتج للسوق الخارجية بدافع التصدير وهذا اإلنتاج أثره على هذا النوع من الضرائب‬

‫‪179‬‬
‫‪ -‬د محمد العمر ‪ ،‬عن شبكة اإلنترنت ‪.‬‬
‫‪180‬‬
‫‪ -‬قطيش عبد الرؤوف‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة تشريعا وتطبيقا‪ ،‬دار الخلود للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ 2002 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪111‬‬
‫ضعيف باعتبار التصريف يتم خارج البالد فهو يستورد مواده األولية من خارج البالد ويصنعها في الداخل‬
‫ويضيف عليها بعض المواد األولية من الداخل وبعد أن يكون دفع عليها الضريبة على القيمة المضافة عند‬
‫االستيراد أو شراء المواد األولية سيعود ويسترد ما دفعه عند التصدير استنادا لمبدأ الوجهة الشائع التطبيق‬
‫عالميا وبالتالي فهو ال يتأثر بمعدل الضريبة المفروض في مكان اإلنتاج‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬إنتاج يتجه لتصريف منتجاته في السوق المحلية فتكون هذه خاضعة للضريبة عند االستيراد‬
‫وعند االستهالك وبالتالي سيتغير سعر السلعة وعليه فالطلب الكلي على السلع سيتغير بشكل عكسي واإلنتاج‬
‫سيقرر االنخفاض وربما يتوقف عند مرحلة ما لعدم كفاية الطلب وبالتالي سينخفض إيراد الضريبة نظ ار‬
‫النخفاض االستهالك‪ .‬وال بد هنا من دراسة طبيعة هذه السلع وخضوعها للضريبة أو إعفائها‪ .‬و يعاب على‬
‫هذه الضريبة أ نها قد تؤدي إلى التكامل الرأسي أو األفقي في الصناعات ألغراض التهرب من الضريبة مما‬
‫يؤدي إلى عدم الكفاية في اإلنتاج و ربما االحتكار ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة املضافة على الناتج احمللي اإلمجايل‪:‬‬
‫يعتبر الناتج المحلي اإلجمالي المقياس األكثر أهمية للنشاط االقتصادي وللرفاه في أي بلد وذلك في‬
‫المقارنات الزمانية والدولية‪ ،‬وهو نقطة العبور في ثالثة جوانب لالقتصاد هي اإلنفاق والناتج والدخل ‪.181‬‬

‫والناتج المحلي اإلجمالي هو جميع ما أنتج في االقتصاد الوطني من سلع وخدمات نهائية خالل فترة‬
‫زمنية معينة (سنة) مقوم بالنقود (كقاسم مشترك) حيث تحتسب السلع النهائية فقط‪ ،‬كما تحتسب الخدمات‬
‫(كالطبيب والمحامي والحالق ‪ )....‬على أساس الدخل السنوي المتحصل منها أما الخدمات العامة على تلك‬
‫الخدمات فتكون كما هي مبينة في الميزانيات التقديرية أو الفعلية‪.182‬‬
‫‪183‬‬
‫"أن الضريبة على اإلنفاق قليلة الحساسية بالنسبة لتطورات الحالة‬ ‫لقد أظهرت الدراسا ت‬
‫االقتصادية ‪ ،‬وأن معدالت نمو الضريبة على اإلنفاق ال تتوافق مع تغير معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫بسعر السوق والسبب يعود إلى اختالف حصيلة مكوناتها‪ ،‬وليس إلى حساسيتها الشديدة ‪.‬كما ان هناك‬
‫حساسية في ضرائب اإلنفاق تجاه التغيرات في الناتج المحلي الصافي بسعر السوق من شأنها العمل على‬
‫تحقيق التالؤم بين المتحوالت االقتصادية والمالية وذلك في الفترة القصيرة طبع ا"‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬التحليل التجريبي لتأثير ضريبة القيمة المضافة على الناتج المحلي اإلجمالي ‪:‬‬
‫‪184‬‬
‫التي تتناول التأثيرات االقتصادية الشاملة إلمكانية تطبيق ضريبة‬ ‫ولقد وجد في إحدى الدراسات‬
‫القيمة المضافة في الواليات المتحدة بهدف تخفيض العجز بنسبة ‪ %1‬من الناتج المحلي اإلجمالي نتائج‬
‫هامة على صعيد الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬حيث استخدمت هذه الدراسة ثالثة نماذج لتطبيق الضريبة على‬
‫القيمة المضافة هي‪:‬‬

‫‪ -9‬ضريبة قيمة مضافة على أساس محدود تغطي ‪ %19‬من االستهالك الكلي‪ ،‬وتستثني قدر واسع من‬
‫السلع التي تستحوذ على الحصة األكبر من ميزانيات األسر ذات الدخل المنخفض‪ ،‬ويتطلب هذا‬
‫معدل ضريبة بقيمة ‪.%9149‬‬
‫‪ -1‬ضريبة قيمة مضافة على أساس أوسع تغطي ‪ %61‬من االستهالك الكلي والتي تستبدل بعض‬
‫اإلعفاءات لهذه الضريبة بمنحة نقدية لألسر ذات الدخل المنخفض وهذا يتطلب معدل قدره ‪.%1‬‬
‫‪ -9‬ضريبة قيمة مضافة على أساس محدود والتي تتضمن منحة نقدية لألسر ذات الدخل المنخفض‬
‫وهذا يتطلب معدل قدره ‪.%9141‬‬

‫‪202- Valentino Piana -economics web institute –gross domestic product. www.economics web‬‬
‫‪institute , 2001 p 1 .‬‬
‫‪182‬‬
‫‪ -‬بالكورد جيمس‪ ،‬الموجز في النظرية االقتصادية – ترجمة اشرف محمود – دار زهران للنشر – عمان – ‪ 2006‬ص ‪. 213‬‬
‫‪183‬‬
‫‪ -‬زيدان رامي – حساسية النظام الضريبي في سوريا – منشورات وزارة الثقافة – دمشق – ‪ 2006‬ص ‪. 160‬‬
‫‪184‬‬
‫‪- Drs. Robert Carroll, Robert Cline, and Tom Neubig Ernst &Young LLP And Drs. John‬‬
‫‪Diamond and George Zodrow Tax Policy Advisers LLC and Baker Institute for Public Policy‬‬
‫‪and Economics Department, Rice University - / The Macroeconomic Effects of an Add-on‬‬
‫‪Value Added Tax Prepared for the National Retail Federation / -Ernst & Young - October‬‬
‫‪2010.‬‬

‫‪120‬‬
‫وكانت أهم نتائج هذه الدراسة‪:‬‬

‫قد تخفض ضريبة القيمة المضافة نفقات البيع بالمفرق بمقدار ‪ 141‬تريليون دوالر خالل العشر‬ ‫‪‬‬
‫سنوات القادمة وقد تنخفض نفقات البيع بالمفرق بما يقارب ‪ 161‬بيليون دوالر أو بما معدله‬
‫‪ %141‬في السنة األولى بعد سن قانون ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬
‫قد تسبب ضريبة القيمة المضافة انخفاض إجمالي الناتج المحلي لعدة سنوات‪ ،‬وقد يفقد االقتصاد‬ ‫‪‬‬
‫‪ 111111‬وظيفة في السنة األولى كما يمكن أن يكون هناك أقل من ‪ 111111‬وظيفة في‬
‫السنوات العشر الالحقة‪.‬‬
‫وفقا لهذه الدراسة فإن السكان ‪/‬األمريكيون‪ /‬الذين تتجاوز أعمارهم ‪19‬سنة سيكون معظمهم عند‬ ‫‪‬‬
‫ت شريع ضريبة القيمة المضافة أسوأ حاال بسبب سن قانون الضريبة‪ ،‬وقد تملك ضريبة القيمة‬
‫المضافة تأثيرات إعادة توزيع هامة عبر األجيال مخفضة الدخل الحقيقي والتوظيف بالنسبة‬
‫للعمال الحاليين‪.‬‬
‫وازاء اقتصاد يواصل تقدمه بصعوبة قد يسبب التشريع الفوري لقانون ضريبة القيمة المضافة‬
‫أضرار خطيرة ‪ ،‬حيث يملك الهبوط في نفقات البيع بالتجزئة والوظائف واجمالي الناتج المحلي‬
‫اإلمكانية إلضعاف االقتصاد في األجل القريب بدال من تقويته‪ .‬وبالنتيجة وكضريبة على أساس‬
‫االستهالك‪ ،‬تنتقل هذه الضريبة إلى المستهلكين من خالل أسعار استهالكية أعلى ونتيجة لذلك‬
‫ينخفض االستهالك الخاص وتنخفض األجور الحقيقية والتي قد تسبب انخفاض في موارد اليد‬
‫العاملة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للناتج المحلي اإلجمالي فقد بينت الدراسة خصوص ا بالنسبة للسيناريو األول وهو الخيار‬
‫األكثر تشابها لضرائب القيمة المضافة في دول أخرى‪ ،‬انه بعد إدخال هذه الضريبة ينخفض إجمالي الناتج‬
‫المحلي في البداية بنسبة ‪ % 1‬في سنة واحدة ويكون سلبيا بالنسبة للسنتين التاليتين‪ ،‬يتم تثبيت إجمالي‬
‫الناتج المحلي عمليا لعدة سنوات قادمة ويستغرق عشر سنوات تقريبا ليبدأ باالرتفاع بمقدار قابل للقياس‬
‫(بنسبة ‪ %149‬في عشر سنوات) وينخفض االستهالك مباشرة بنسبة ‪ %946‬مع هبوطات في قيمة مطلقة‬
‫بنسبة ‪ %949‬في خمس وعشر سنوات‪.‬‬

‫إن تأثير السنة األولى هو أكبر في الدرجة األولى‪ ،‬حيث أن إحدى المزايا الهامة للضرائب على‬
‫أساس االستهالك مثل الضريبة على القيمة المضافة هي أنها ناد ار ما تكون شاملة وتستثني أجزاء هامة من‬
‫االستهالك‪ ،‬وان اإلعفاءات االجتماعية واإلدارية الخاصة بهذه الضريبة تعني فرض الضريبة على بعض‬
‫السلع االستهالكية واعفاء بعضها ويتوقع من هذه المعاملة التباينية لالستهالك تشجيع األسر على استهالك‬
‫المزيد من السلع االستهالكية المعفاة والقليل من السلع االستهالكية الخاضعة للضريبة‪ .‬وفيمايلي جدول يبين‬
‫التأثيرات االقتصادية الشاملة لضريبة القيمة المضافة على أساس محدود والتي تخفض العجز بمقدار ‪ %1‬من‬
‫إجمالي الناتج المحلي‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫جدول رقم (‪ )19‬التأثيرات االقتصادية الشاملة لضريبة القيمة المضافة‬

‫السنوات بعد أن تبدأ الضريبة‬


‫‪ 91‬سنوات‬ ‫‪ 1‬سنوات‬ ‫‪ 9‬سنة‬
‫‪%149‬‬ ‫‪%149‬‬ ‫‪%141-‬‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫‪%949-‬‬ ‫‪%949-‬‬ ‫‪%946-‬‬ ‫االستهالك‬
‫‪%146-‬‬ ‫‪%146-‬‬ ‫‪%946-‬‬ ‫نفقات البيع بالمفرق‬
‫‪%941-‬‬ ‫‪%941-‬‬ ‫‪%941-‬‬ ‫الخدمات‬
‫‪%949‬‬ ‫‪%941‬‬ ‫‪%941‬‬ ‫اإلسكان‬
‫‪%941-‬‬ ‫‪%941-‬‬ ‫‪%141-‬‬ ‫الخدمات و نفقات البيع بالمفرق الخاضعة للضريبة‬
‫‪%141‬‬ ‫‪%141‬‬ ‫‪%141‬‬ ‫الخدمات و نفقات البيع بالمفرق غير الخاضعة للضريبة‬
‫‪%146‬‬ ‫‪%149‬‬ ‫‪%141‬‬ ‫االستثمار‬
‫‪%141-‬‬ ‫‪%141-‬‬ ‫‪%146-‬‬ ‫التوظيف ‪ /‬إجمالي اليد العاملة‬
‫‪%1146‬‬ ‫‪%1141‬‬ ‫‪%1141‬‬ ‫الدين الحكومي المتعلق بإجمالي الناتج المحلي‬

‫المصدر ‪Drs. Robert Carroll, Robert Cline, and Tom Neubig Ernst &Young LLP :‬‬
‫‪And Drs. John Diamond and George Zodrow Tax Policy Advisers LLC and‬‬
‫‪Baker Institute for Public Policy and Economics Department, Rice University - /‬‬
‫‪The Macroeconomic Effects of an Add-on Value Added Tax Prepared for the‬‬
‫‪National Retail Federation / -Ernst & Young - October 2010.‬‬

‫من خالل الجدول يتم تسليط الضوء على مظهر عملي وهام لضريبة القيمة المضافة‪ ،‬نظ ار ألنها‬
‫عمليا تطبق على جزء واحد من االستهالك‪ ،‬لذلك فمن المتوقع أن يكون لديها تأثيرات تباينيه هامة على‬
‫عناصر االستهالك الخاضعة وغير الخاضعة للضريبة‪ ،‬وهذه توحي أيضا بالتأثيرات التوقعية‪ ،‬حيث نالحظ أن‬
‫الهبوط في االستهالك يكون موافقا لزيادة االستثمار بينما يتم تحويل االدخار الخاص إلى االستثمار الخاص‪،‬‬
‫كما تنخفض موارد اليد العاملة المقدرة كنسبة التوظيف (ساعات العمل) بالنسبة إلجمالي اليد العاملة (إجمالي‬
‫الساعات المحتملة) نظ ار للتخفيض في األجر الحقيقي مع تخفيضات بنسبة ‪ %146‬في المدى القصير‬
‫و‪ %141‬في المدى المتوسط كما في الجدول وبعد عشر سنوات من تخفيض العجز عن طريق ضريبة القيمة‬
‫المضافة تنخفض نسبة الدين الحكومي المتعلق بإجمالي الناتج المحلي من ‪ %1941‬إلى ‪ %1146‬وتنخفض‬
‫أسعار الفائدة بمرور الزمن نظرا للزيادة في مخزون االدخار الخاص المتاح بالنسبة لالستثمار الخاص‪.‬‬

‫نالحظ من خالل هذه الدراسة أن السيناريوهات الثالثة للضريبة المذكورة سابقا تؤدي إلى انخفاض‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي في البداية ومن ثم يزداد في السنوات الالحقة‪ ،‬وهذه النتائج درست على اقتصاد‬
‫الواليات المتحدة بحيث يتم إدخال ضريبة القيمة المضافة إضافة إلى ضرائبها الموجودة ولكن دون استبدالها‬
‫بضرائب أخرى وبهدف تخفيض العجز المتوقع‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى يمكن القول أن ارتفاع األسعار نتيجة تطبيق هذه الضريبة يؤدي إلى انخفاض‬
‫االستهالك‪ ،‬بسبب انخفاض القوة الشرائية للمستهلك‪ .‬واالستهالك هو أحد العناصر الهامة في الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي فعلى سبيل المثال‪ُ ،‬يمثل االستهالك المحلي في الواليات المتحدة حوالي ‪ %11‬من إجمالي الناتج‬

‫‪122‬‬
‫المحلى األميركي‪ .‬لذلك فإن انخفاض االستهالك من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض في الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫من خالل آليتين هما‪:‬‬

‫‪ - 9‬تأثير مباشر من خالل عالقة حسابية مباشرة بين الناتج المحلي اإلجمالي واالستهالك‪.‬‬
‫‪ - 1‬تأثير غير مباشر عن طريق االستثمار‪ ،‬إذ أن انخفاض االستهالك يدفع الشركات الى تخفيض‬
‫االستثمار‪ ،‬وبالتالي انخفاض الناتج المحلي اإلجمالي‪.185‬‬

‫أما بالنسبة لتجا رب الدول األخرى والتي طبقت ضريبة القيمة المضافة واستبدلت بها بعض الضرائب‬
‫الموجودة لديها كان الهم األساسي هو دراسة التأثير المتوقع على مستوى وتكوين االستهالك‪ ،‬حيث يتضمن‬
‫دراسة التأثيرات االقتصادية الشاملة اإلضافية لهذا الشأن تأثيرات ضريبة القيمة المضافة على التضخم‬
‫والتغيرات في األسعار والناتج المحلي اإلجمالي والتوظيف وصادرات وواردات البلد‪ ،‬واعتمدت هذه البلدان في‬
‫دراسة التأثيرات االقتصادية الشاملة والمتوقعة لهذه الضريبة على أساس تحليل توازن جزئي بشأن كيفية تغير‬
‫األسعار والنشاط االقتصادي بالنسبة لالقتصاد ككل‪ ،‬وكذلك استنتاج التأثيرات من خالل إجراء مقارنات‬
‫المتغيرات االقتصادية الشاملة مثل معدالت التضخم قبل وبعد إقرار الضريبة‪ ،‬وبالنتيجة ينبغي أن تنطبق‬
‫النظرية االقتصادية لتحليل تأثيرات ضرائب القيمة المضافة المستخدمة كضريبة بديلة على تحليل ضريبة قيمة‬
‫مضافة تضاف إلى الضرائب الموجودة ‪/‬كما في الواليات المتحدة‪./‬‬

‫وعموما يتضح أثر الضريبة على الناتج المحلي من خالل تأثيرها على مكونات الناتج المحلي فمن‬
‫خالل تأثير الضريبة على الدخل الشخصي‪ ،‬واالستهالك‪ ،‬واالدخار‪ ،‬واالستثمار‪ ،‬والطلب الكلي في االقتصاد‪،‬‬
‫يتضح لنا مدى تأثير الضريبة على الناتج المحلي‪ .‬ومن جانب آخر‪ ،‬تؤثر الضريبة على الكميات المنتجة من‬
‫السلع والخدمات‪ ،‬مما يعني تأثر الناتج المحلي أيضا بفعل الضريبة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الناتج المحلي اإلجمالي في سورية و التأثير المحتمل ‪:‬‬


‫يعتبر النمو االقتصادي الهاجس األكبر للحكومات واألفراد وهو أهم أهداف السياسة االقتصادية كونه‬
‫يمثل الخالصة المادية للجهود االقتصادية وغير االقتصادية المبذولة في المجتمع وهو شرط ضروري لتحسين‬
‫مستوى معيشة األفراد إذا ترافق مع توزيع عادل للنمو المحقق بين األفراد‪ .‬ويعتبر معدل النمو االقتصادي‬
‫تعبير مباشر عن الزيادة في قيمة الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة‪ ،‬والبد من الوصول إلى مستوى‬
‫معين من الكفاءة االقتصادية لتحقيق النمو المطلوب‪ .‬و يبين الجدول التالي الناتج المحلي اإلجمالي في‬
‫سورية باألسعار الثابتة لعام ‪ 1111‬خالل الفترة (‪) 1191-1116‬‬

‫‪- Nisreen Salti- Jad Chaaban- THE POVERTY AND EQUITY IMPLICATIONS OF A RISE IN‬‬
‫‪185‬‬

‫– ‪THE VALUE ADDED TAX: A MICROECONOMIC SIMULATION FOR LEBANON- May 2009‬‬
‫‪UNDP .‬‬

‫‪123‬‬
‫جدول رقم (‪ )11‬تطور الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة لعام ‪( 1111‬مليون ل س)‬

‫‪*1191‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1116‬‬ ‫العام‬


‫‪9161119‬‬ ‫‪9111911‬‬ ‫‪9919196‬‬ ‫‪9111191‬‬ ‫‪9191111‬‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫‪%941‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫معدل النمو‬

‫المصدر‪ :‬التقرير السنوي الخامس لالستثمار لعام ‪ – 1191‬هيئة االستثمار السورية‪ ،‬ص ‪. 1‬‬
‫*بيانات أولية أخذت من المجموعة اإلحصائية لعام ‪ ، 1199‬جدول ‪. 91/1‬‬

‫ويبين الجدول أن معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي متذبذبة فتارة تزداد وتارة تنخفض‪ ،‬حيث بلغ‬
‫معدل نموه في عام ‪ 1111‬عن عام ‪ )%1( 1116‬وبلغ معدل نموه في عام ‪ 1111‬عن عام ‪)%1( 1111‬‬
‫وبلغ عام ‪ /9111911/ 1111‬مليون ل س أي بمعدل نمو قدره ‪ %6‬عن عام ‪ .1111‬وفقا للمؤشرات‬
‫اإلحصائية لعام ‪186 1199‬في سورية فقد بلغ معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي ‪ %9141‬باألسعار الجارية‬
‫لعام ‪ 1191‬مقارنة بعام ‪ ،1111‬أما باألسعار الثابتة فقد بلغ معدل نمو الناتج ‪ % 9.1‬حيث نالحظ ت ارجع‬
‫معدالت النمو االقتصادي في الدولة في عام ‪ 1191‬ويعود السبب إلى سوء األداء االقتصادي‪.‬‬

‫وبالمقارنة نجد أن وسطي معدالت نمو االقتصاد السوري في العقود الثالثة المنصرمة من القرن الماضي‬
‫بلغت (‪ )%141‬وفي فترة السبعينات (‪ )%149‬ويتسم هنا بقوة ازدهاره حيث كانت الدولة مسيطرة وحجم دورها‬
‫كبير بل لعب تكبير دور الدولة دو ار تنمويا بتوسيع الطلب وحشد الطاقات‪ .‬وفي الثمانينات (‪ )%1411‬بسبب‬
‫الحصار االقتصادي آنذاك وفي الفترة الممتدة من عام ‪ 9116-9111‬بلغت (‪ )%1411‬أما الفترة الممتدة من‬
‫‪ 9116‬لغاية ‪ 1119‬فكانت (‪ 187)%1491‬والفترة الممتدة من عام ‪ 1111 – 1119‬بلغت ‪ %1‬وفي الفترة‬
‫الممتدة من ‪.)%146( 1191-1116‬‬

‫إن معدالت نمو الناتج المحلي اإلجمالي في سورية تتسم بالتذبذب والتراجع ولقد بلغت أوجها خالل‬
‫فترة السبعينات بسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية ومساعدات الدول النفطية العربية التي تلقتها سورية بعد‬
‫حرب تشرين التحريرية حيث استخدمت سورية هذه المساعدات في تحسين الخدمات العامة واقامة بعض‬
‫الصناعات‪.‬‬

‫أما في السنوات الخمس األخيرة نجد أن واقع النمو كان متذبذبا أيض ا ويتسم بالتراجع وقد بلغت أعلى‬
‫نسبة نمو في عام ‪ )%6( 1111‬تم تراجعت بشكل كبير لتصبح في عام ‪ )%941( 1191‬فما السبب في ذلك‬
‫؟ لقد تميزت الفترة الممتدة من ‪ 1111‬ولغاية ‪ 1191‬بصدور كم كبير من التشريعات والقوانين على مختلف‬
‫األصعدة تماشيا مع سياسة اإلصالح والتطوير المتبعة في الدولة وحدثت في هذه الفترة تطورات مهمة على‬
‫الصعيد المالي واالقتصادي فقد تم إدخال الكثير من المصارف الخاصة إلى البالد وتوحيد سعر الصرف‬
‫وتخفيض المعدالت الضريبية ومنح الكثير من اإلعفاءات الضريبية والحوافز بغية تشجيع االستثمار‪ ،‬إضافة‬
‫إلى كم كبير من السياسات االقتصادية التي تم إتباعها خالل هذه الفترة مع عدم إغفال قيام الدولة تدريجيا‬
‫بالتحول نحو اقتصاد السوق االجتماعي وما رافقه من سياسات وتداعيات‪ .‬ويمكن القول أنه بالرغم من ذلك‬

‫‪186‬‬
‫‪ -‬المكتب المركزي لإلحصاء ‪ ،‬أهم المؤشرات االقتصادية ‪www.cbssyr. Org ،‬‬
‫‪187‬‬
‫‪ -‬هيئة تخطيط الدولة ‪ ،‬تحليل االقتصاد الكلي السوري ‪. 2005 ،‬‬

‫‪121‬‬
‫تعتبر معدالت النمو هذه معقولة رغم األزمة المالية العالمية وتوتر األجواء السياسية في المنطقة‪ ،‬حيث أن‬
‫هذا النمو ال يعتمد على المساعدات الخارجية العربية أو الدولية بل يعتمد على رفع نسبة االستثمار من ‪%91‬‬
‫إلى ‪ %11‬من الناتج المحلي‪ ،188‬وبخاصة رفع معدالت استثمار القطاع الخاص‪.‬‬

‫هذا وتبلغ نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة لعام ‪ 1111‬بما يعادل‬
‫(‪ )%6141‬محققة بذلك تزايدا في عام ‪ 1111‬عن السنوات السابقة‪ ،‬مقابل تراجع مساهمة القطاع العام فيه‬
‫والذي بلغ (‪ )%9141‬كما يبين الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )11‬مساهمة القطاع العام والخاص في الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة لعام ‪1111‬‬

‫نسبة مساهمة الناتج ‪%‬‬ ‫الناتج‬


‫السنوات‬
‫مجموع‬ ‫قطاع خاص‬ ‫قطاع عام‬ ‫مجموع‬ ‫قطاع خاص‬ ‫قطاع عام‬
‫‪911‬‬ ‫‪6149‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9191111‬‬ ‫‪111191‬‬ ‫‪119111‬‬ ‫‪1116‬‬
‫‪911‬‬ ‫‪6146‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪9111191‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪111169‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪911‬‬ ‫‪6149‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9919196‬‬ ‫‪111196‬‬ ‫‪161111‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪911‬‬ ‫‪6141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9111911‬‬ ‫‪199911‬‬ ‫‪111119‬‬ ‫‪1111‬‬

‫المصدر‪ :‬التقرير السنوي الخامس لالستثمار لعام ‪ – 1191‬هيئة االستثمار السورية‪ ،‬ص ‪. 91‬‬

‫كما يبلغ معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة لعام ‪ 1111‬ليبلغ (‪)11661‬‬
‫ل س في عام ‪ 1111‬بمعدل نمو قدره ‪ %9411‬عن عام ‪ ،1111‬والجدول رقم () التالي يوضح معدل نصيب‬
‫الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي‪:‬‬
‫جدول رقم ( ‪ )16‬معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة لعام ‪1111‬‬

‫‪*1191‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1116‬‬ ‫السنوات‬


‫‪19111‬‬ ‫‪11661‬‬ ‫‪61119‬‬ ‫‪66111‬‬ ‫‪61191‬‬ ‫نصيب الفرد‬

‫المصدر ‪ :‬المكتب المركزي لإلحصاء ‪www.cbssyr. Org ،‬‬


‫*بيانات متوقعة ‪.‬‬

‫كما يعاني االقتصاد السوري من الهدر الذي يشكل نسبة ‪ %11-11‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪.189‬‬
‫إضافة إلى اإلعفاءات الضريبية المبالغ بها في النظام الضريبي السوري والتي تؤدي إلى ضياع قسم كبير من‬
‫الموارد‪.‬كما تبلغ نسبة الناتج ‪ /‬اإلنتاج والذي يعبر عن مستوى الكفاءة االقتصادية للناتج والجدول التالي‬
‫يوضح ذلك‪:‬‬

‫‪188‬‬
‫‪ -‬سعيفان ‪ ،‬سمير – المرجع السابق نفسه ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬
‫‪ -‬د زياد عربش ‪http://www.syriaall.com/news.php?id=11839#ixzz1hgjMxx1b ،‬‬ ‫‪189‬‬

‫‪125‬‬
‫جدول رقم (‪ )11‬نسبة الناتج إلى اإل نتاج‬

‫‪1191‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1116‬‬ ‫السنة‬


‫‪916191‬‬ ‫‪9111911‬‬ ‫‪9919196‬‬ ‫‪9111191‬‬ ‫‪9191111‬‬ ‫الناتج‬
‫‪1111111‬‬ ‫‪1111111‬‬ ‫‪1116119‬‬ ‫‪1111119‬‬ ‫اإلنتاج‬
‫‪1411‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫النسبة‬

‫المصدر‪ :‬المجموعات اإلحصائية لألعوام المذكورة‬

‫نالحظ من الجدول أن النسبة تكاد تكون متقاربة في كل السنوات وقد ارتفعت بشكل طفيف وهذا‬
‫يعكس كفاءة اقتصادية أعلى‪ .‬وأخيرا يبقى أمام سورية تحديات كبيرة جدا لرفع معدالت النمو االقتصادي ليس‬
‫فقط باالعتماد على االستثمارات الخارجية واختراع كافة السبل واإلعفاءات لجذبها وانما باالعتماد على الداخل‬
‫واالستثمارات الداخلية اإلصالح االقتصادي واإلداري الشامل وصوال لتحقيق معدالت نمو تناسب إمكانيات‬
‫سورية وتحقق مستوى دخل فردي يوفر الحياة الكريمة للفرد ويقارب الدول المجاورة‪ .‬هذا ويبلغ الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي في سورية باألسعار الجارية ‪ 1199‬مليار ليرة سورية لعام ‪ 1111‬وبلغت التقديرات ‪ 1191‬مليار ليرة‬
‫سورية لعام ‪ 1191‬على حين ستبلغ ‪ 1111‬مليار ليرة سورية لعام ‪.1199‬‬

‫بناء على ما سبق يتضح تأثير الضريبة على القيمة المضافة على الناتج المحلي اإلجمالي في سورية حسب‬
‫السيناريو الذي سوف تتبعه‪ ،‬و بما أنها سوف تقوم باستبدال ضرائب اإلنفاق بضريبة القيمة المضافة و‬
‫سوف تستخدم ضريبة القيمة المضافة من نوع االستهالك لذلك فإن تأثيرها على الناتج المحلي اإلجمالي في‬
‫سورية يكون من خالل تأثيرها على االستهالك الذي يتم عن طريق التأثير على العوامل النفسية والموضوعية‬
‫وبصفة مبدئية فان الضريبة على القيمة المضافة تؤثر في القوى الشرائية لألفراد بالسالب نظرا الرتفاع أسعار‬
‫‪190‬‬
‫مما يعني انخفاض الناتج المحلي‬ ‫السلع التي تفرض عليها مما يؤدي في النهاية إلى انخفاض االستهالك‬
‫اإلجمالي ‪ .‬و إن دور الضريبة على القيمة المضافة في المفاضلة بين االستهالك و االدخار و توزيع الدخل‬
‫الفردي بين االستهالك الخاص و االدخار يكون تبعا لمرونة كل منهما بالنسبة للشخص‪ ،‬و تأثير هذه‬
‫الضريبة يتوقف على عدة أمور أهمها ‪:‬‬

‫مقدار الضريبة التي يتم اقتطاعها من دخول األفراد حيث أن معدل ما ينفقه الفرد على االستهالك‬ ‫‪‬‬
‫مرتبط ارتباطا وثيقا بحجم دخله ‪.‬‬
‫مدى مرونة الطلب على السلعة ‪ ،‬فالسلع ذات الطلب المرن يتأثر استهالكها نتيجة فرض‬ ‫‪‬‬
‫الضرائب أكثر من السلع ذات الطلب غير المرن ‪.‬‬
‫درجة مرونة طلب الطبقات التي نقع عليها الضريبة حيث أن أثر الضرائب على استهالك الطبقتين‬ ‫‪‬‬
‫الغنية و الفقيرة يتناسب عكسيا مع حجم الدخول اإلجمالية في كل منهما ‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بتأثير ضريبة القيمة المضافة على االدخار و االستثمار فهي أيضا تؤثر تأثي ار نفسيا من خالل‬
‫مفاضلة الشخص في ذهنه مابين االستهالك و االدخار ‪ ،‬و تتميز الضريبة على القيمة المضافة بإمكانيتها‬

‫‪190‬‬
‫‪ -‬د عبد المنعم عبد الغني ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 112‬‬

‫‪126‬‬
‫في القدرة على االرتفاع بمعدالت االدخار عموما و االدخار اإلجباري خصوصا ‪ ،‬من خالل عدم فرض هذه‬
‫الضريبة على المدخرات مما يزيد الحافز على االدخار مقارنة بأنواع اإلنفاق االستهالكي المختلفة كما أن‬
‫اتساع نطاق هذه الضريبة و أوعيتها ووفرة حصيلتها تؤدي لرفع معدالت االدخار اإلجباري ‪ ،‬و بالتالي فإن‬
‫هذه الزيادة في المدخ ارت توجه صوب اإل نتاج االستثماري و هذا ما يساعد الصناعة و تشجيع حركة اإلنتاج‬
‫و االستثمار و تحسين فاعلية االقتصاد و بالتالي تساعد هذه الضريبة في زيادة الموارد و استخدام الزيادة في‬
‫تقليل العجز المالي و خفض االقتراض الحكومي مما يؤدي إلى هبوط سعر الفائدة فيحفز ذلك االستثمار و‬
‫يساعد على تقدم الصناعة ‪ ،‬فهي بالتالي أكثر الضرائب تشجيعا لحركة اإلنتاج و االستثمار و تعمل على‬
‫زيادة الكفاءة االقتصادية ‪.191‬‬

‫و بناء على ما سبق ترى الباحثة أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة من نوع االستهالك في سورية سيؤدي‬
‫حتما الرتفاع في األسعار ‪ ،‬هذا االرتفاع الذي سيؤدي بدوره إلى تخفيض القوة الشرائية لألفراد و انخفاض‬
‫الدخل الحقيقي لهم و انخفاض االستهالك و ما يتبعه من تأثيرات على االدخار وصوال إلى الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي ‪ ،‬و عموما كل التجارب أكدت أن تطبيق هذه الضريبة سواء تم إضافتها إلى الضرائب الموجودة أو‬
‫تم إحال لها محل ضرائب أخرى تؤدي إلى تخفيض الناتج المحلي اإلجمالي في بداية التطبيق و تزيده الحقا ‪،‬‬
‫لكن كل هذا يتعلق بكيفية فرض هذه الضريبة و نوع و طبيعة السلع و القطاعات المعفاة و األخرى المكلفة‬
‫بالضريبة و تأثرها على االستهالك لذلك إن تصميم جيد لهذه الضريبة يراعي مشكالت الواقع السوري فيما‬
‫يخص الدخل الفردي و األسعار و طبيعة الحياة يمكن أن يجعل هذا األثر محدودا و ليس سلبيا لنستفيد من‬
‫المزايا اإليجابية لهذه الضريبة ‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫‪- Alan a. Tait , Value added tax …….., p 221‬‬

‫‪127‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة املضافة على التجارة اخلارجية‪:‬‬
‫تعد التجارة الخارجية معيار تطور وتوازن الدول في تأمين احتياجاتها من استيراد وتصدير البضائع‬
‫إلى العالم‪ .‬فالتجارة الخارجية هي التي تحكم باألرقام على اتجاه تأثير فعاليات مختلف السياسات الداخلية‬
‫والخارجية حيث تعكس مؤشرات التجارة الخارجية البنية الهيكلية لالقتصاد الوطني وتعبر عن مستوى تطور‬
‫ذلك االقتصاد‪ ،‬وعن السياسات المتبعة في مختلف القطاعات االقتصادية‪ ،‬وموقعه في مجال التبادل التجاري‪.‬‬
‫وتتبلور أهمية التجارة الخارجية من خالل مكوناتها وهي االستيراد والتصدير وأهمية هذه المكونات في الداللة‬
‫على درجة النمو االقتصادي‪.‬‬

‫أوالا ‪ -‬آلية الضريبة على القيمة المضافة والتجارة الخارجية‪:‬‬


‫نظرا ألهمية التجارة الخارجية تسعى الدول إلى إتباع سياسات محددة في فرض الضرائب على‬
‫الصادرات والواردات‪ .‬والضريبة على القيمة المضافة قد خصت الصادرات والواردات بآلية محددة نظ ار لوجود‬
‫ارتباط كبير بين التجارة وايرادات هذه الضريبة‪ ،‬وتسعى كل دولة التخاذ اإلجراء المناسب لها من هذه اآللية‪.‬‬

‫وتعتمد هذه اآللية على ان الضريبة على القيمة المضافة تصيب المنتج المبيع أو الخدمة المقدمة‬
‫للمستهلك النهائي‪ ،‬لذلك فإن ضريبة البلد المستهلك أو كما يسميها الخبراء ضريبة البلد المقصود هي التي‬
‫يجب أن تعتمد‪ .‬ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلجراء التسوية على الحدود‪ .‬بحيث يتم تنظيم ضرائب القيمة‬
‫‪192‬‬
‫وهذا يعني أن الضريبة تفرض في البلد الذي يحدث فيه‬ ‫المضافة كضرائب على أساس التخصيص‬
‫االستهالك وليس حيث يوجد اإلنتاج‪ ،‬ووفق ا لذلك ال تفرض ضريبة القيمة المضافة على صفقات التصدير ويتم‬
‫رد الضريبة المترتبة على المدخالت المستخدمة إلنتاج الصادرات إلى المصدرين‪ ،‬وتكون الواردات خاضعة‬
‫لفرض ضريبي كامل‪ .‬وان دراسة تأثير فرض ضريبة القيمة المضافة على الصادرات والواردات ينبغي معرفة‬
‫فيما إذا كانت هذه الضريبة سوف تضاف إضافة إلى الضرائب الحالية الموجودة‪ ،‬أو أنها سوف تحل محل‬
‫ضرائب المبيعات ( االستهالك) في البلد الذي سيطبق هذه الضريبة‪.‬‬

‫في حال تم إضافة ضريبة القيمة المضافة إلى الضرائب الموجودة‪ ،‬ينبغي هنا أال تؤثر على أسعار‬ ‫‪-‬‬
‫التصدير بما أنها ال تطبق على أسعار مبيعات التصدير‪ ،‬بمعنى آخر ال يكون هناك تغيير صافي في‬
‫الضرائب على الصادرات‪ .‬أما بالنسبة للواردات قد تزيد ضريبة القيمة المضافة سعر الواردات في توافق‬
‫مع األسعار المتزايدة بالنسبة لإلنتاج الداخلي المنافس لالستيراد‪ ،‬وهذا قد يبقي األسعار وثيقة الصلة‬
‫ثابتة بين البضائع المستوردة واإلنتاج المحلي‪ ،‬أي عدم وجود تأثير على التنافس الدولي‪.‬‬
‫في حال تم إحالل ضريبة القيمة المضافة محل ضرائب أخرى (ضرائب المبيعات األخرى أو ضرائب‬ ‫‪-‬‬
‫الشركات في بعض البلدان)‪ ،‬فإنه يمكن أن تملك تأثير قصير المدى على أسعار الصادرات والواردات نظ ار‬
‫للفروق في أثر الضرائب أو مزايا التعديل الحدودي خاصتها‪.193‬‬

‫‪192‬‬
‫‪ -‬النوع التقل يدي لطريقة الضبط عبر الحدود هو فرض ضريبة قيمة مضافة على أساس التخصيص أي فرض الضرائب على‬
‫البضائع المستوردة‪ ،‬أما الصادرات فتكون الضريبة عليها صفر‪ ،‬وهناك نوع آخر على أساس المصدر يتم فيه إعفاء البضائع‬
‫المستوردة ومنح حسم محدد على البيع التالي للمواد المستوردة و تفرض الضريبة على الصادرات‪ ،‬إال أن المتبع في كل دول العالم هو‬
‫الضريبة على أساس التخصيص ‪.‬‬
‫‪193‬‬
‫‪- Drs. Robert Carroll, Robert Cline, and Tom Neubig Ernst &Young LLP And Drs. John Diamond‬‬
‫‪and George Zodrow Tax Policy Advisers LLC and Baker Institute for Public Policy and Economics‬‬

‫‪121‬‬
‫لكن يفترض عموما انه في المدى األطول قد تتأقلم معدالت الصرف المرنة لتوازن أي تغيرات في‬
‫األسعار وثيقة الصلة بالنسبة للصادرات والواردات وكنتيجة لذلك هذا اإلحالل ال يؤدي إلى زيادة الصادرات‬
‫المتعلقة بالواردات‪.‬‬

‫ثاني ا ‪ -‬التحليل التجريبي لتأثير الضريبة على القيمة المضافة على التجارة الدولية‪:‬‬
‫إن التحليل التجريبي الحديث لتأثير ضريبة القيمة المضافة على حجم واردات وصادرات دولة أدى‬
‫إلى زيادة احتمال أن هذه الضريبة يمكن أن تملك تأثير طويل المدى على مستوى صادرات الدولة‪.‬‬

‫ولقد كشفت الدراسة ‪ 194‬التي قام بها (‪ )Mihir A.Desai & James R. Hines‬في عام ‪1111‬‬
‫دليل تجريبي بأن الدول المعتمدة بشكل كبير على ضريبة القيمة المضافة كمصدر لإليراد تملك حصص أقل‬
‫من الواردات والصادرات المتعلقة بإجمالي الناتج المحلي ويشير المؤلفون إلى أن أنظمة ضريبة القيمة‬
‫المضافة الحالية غير قابلة لتحقيق الحياد التجاري لعدة أسباب هي‪:‬‬

‫‪ -9‬تملك ضرائب القيمة المضافة الفعلية معدالت متعددة واعفاءات كثيرة والتي تفضي إلى معدالت‬
‫ضريبية فعالة أعلى على السلع المتداولة (المنتجات الملموسة) المتعلقة بالسلع غير المتداولة‬
‫(الخدمات بالدرجة األولى) لذلك تمتلك الدول التي تعتمد بشكل ضخم على ضرائب القيمة المضافة‬
‫قطاعات تجارية أصغر وتجارة خارجية متعلقة بإجمالي الناتج المحلي‪.‬‬
‫‪ -1‬قد تعيق ضرائب القيمة المضافة الصادرات بسبب انه لن يتم تقديم خصومات كاملة لضريبة القيمة‬
‫المضافة إلى المصدرين بموجب بعض أنظمة ضريبة القيمة المضافة الفعلية‪ ،‬وفي هذه الحالة تشمل‬
‫الصادرات بعض الضرائب المندرجة التي تقحم المصدرين في وضع تنافسي غير مالئم‪.‬‬

‫ويمكن الوقوف بشكل تفصيلي عند هذه الدراسة لتوضيح تأثير ضريبة القيمة المضافة على التجارة‬
‫الخارجية وتوضيح هذا الدليل التجريبي لالستفادة منه إلجراء الدراسات عند القيام بتطبيق ضريبة القيمة‬
‫المضافة في سورية‪:‬‬

‫تبدأ الدراسة في البحث في االعتقاد السائد أن ضريبة القيمة المضافة على أساس التخصيص‬
‫تساعد الصادرات عموم ا‪ ،‬نظ ار ألن الصادرات تكون معفاة من الضريبة بينما تفرض على الواردات‪.‬‬

‫تالقي الصادرات حسومات معادلة لمبلغ ضريبة القيمة المضافة المدفوعة أثناء إنتاج السلعة‬
‫المصدرة‪ ،‬بينما تكون الواردات خاضعة للضريبة بالسعر ذاته كسلع منتجة محليا وبما أن ضريبة القيمة‬
‫المضافة على أساس التخصيص هي ضريبة مفروضة على الواردات وعلى السلع األخرى المستهلكة محلي ا‬
‫وغير مفروضة على الصادرات فهناك اعتقاد شائع بأنها تساعد الصادرات ربما بكلفة الواردات واالستهالك‬
‫الداخلي‪ ،‬وتدل النظرية االقتصادية على أن تعديل سعر الصرف يمنع ضرائب القيمة المضافة على أساس‬
‫التخصيص من التأثير على الصادرات والواردات بما أن تقدير سعر الصرف يبطل تماما تأثيرات إدخال ضريبة‬

‫‪Department, Rice University - / The Macroeconomic Effects of an Add-on Value Added Tax Prepared‬‬
‫‪for the National Retail Federation / -Ernst & Young - October 2010.‬‬
‫‪194‬‬
‫‪- Mihir A. Desai, Harvard University and NBER - James R. Hines Jr.University of Michigan and‬‬
‫‪NBER, Value-Added Taxes and International Trade: The Evidence ,November 2002 .‬‬

‫‪129‬‬
‫القيمة المضافة على المحفزات بالنسبة لالستيراد والتصدير‪ ،‬فعلى سبيل المثال في حال فرضت دولة ما ضريبة‬
‫قيمة مضافة على أساس التخصيص بنسبة ‪ %1‬على كافة السلع والخدمات وزاد سعر الصرف بنسبة ‪%1‬‬
‫كنتيجة لذلك‪ ،‬عندئذ لن تتغير العائدات بالنسبة للمصدرين والمستوردين‪.‬‬

‫إن هذه النوع من التعديل واحد مقابل واحد ألسعار الصرف بالنسبة لضريبة القيمة المضافة على‬
‫أساس التخصيص يؤدي إلى نتيجة مفادها عدم توقع تأثير هذه الضريبة على نماذج التجارة الدولية‪ .‬ولقد‬
‫القت هذه الفكرة قبوالا جيدا بين علماء االقتصاد حيث يبين الدليل التجريبي من ‪ 996‬دولة عام ‪ 1111‬أن‬
‫االعتماد على ضرائب القيمة المضافة مرتبط بواردات وصادرات أقل حيث تملك الدول التي تستخدم هذه‬
‫الضريبة صادرات أقل بنسبة الثلث مما تملكه دول ال تستخدمها‪ ،‬بعد مراقبة الدخل والخاصيات الجغرافية‬
‫المختلفة‪ .‬كما أن إيراد ضريبة قيمة مضافة أكبر بنسبة ‪ %91‬مرتبط بصادرات أقل بنسبة ‪ .%1‬وتأثير‬
‫ضريبة القيمة المضافة على الصادرات أقوى ضمن الدول ذات الدخل المنخفض مما هو ضمن الدول ذات‬
‫الدخل المرتفع‪ ،‬ومع ذلك هناك تأثير سلبي معنوي لهذه الضريبة على الصادرات ضمن الدول ذات الدخل‬
‫العالي‪.‬‬

‫إذا النتيجة التي تم الحصول عليها من نظرية التجارة الدولية هي انه قد تؤثر ضرائب القيمة‬
‫المضافة على أساس التخصيص على أسعار الصرف لكن ليس على الصادرات والواردات‪ ،‬والسبب هو أن‬
‫مستويات األسعار وأسعار الصرف االسمية تتأقلم لتوازن تأثير تعديالت الحدود جيد ا‪ .‬مقابل ذلك فإن نظرية‬
‫التجارة الدولي ة تالحظ أن موازنة التجارة قد تمت موازنتها بمرور الزمن‪ ،‬بمعنى أن القيمة الحالية لواردات دولة‬
‫ما يجب أن تساوي القيمة الحالية لصادراتها‪ ،‬وهنا يظهر الميزان التجاري فكرة بسيطة أن الدول تكون غير‬
‫قادرة على تحمل العجز طويل األمد مع بقية العالم‪ ،‬وغير قادرة على أن يكون لديها محفزات للمحافظة على‬
‫الفائض طويل األمد‪ ،‬وبالتالي يكون للميزان التجاري نتيجة واحدة هي أن السياسات (مثل التعريفات الجمركية)‬
‫التي تعوق الواردات بشكل غير مباشر تقلل الصادرات أيض ا‪.‬‬

‫إذا إن ضريبة القيمة المضافة على أساس التخصيص هي ضريبة على صافي الواردات (الواردات –‬
‫الصادرات) وبما أن الميزان التجاري يقتضي ضمنا أن صافي الواردات يساوي صفر في القيمة الحالية‪ ،‬فإن‬
‫ضريبة القيمة المضافة ال تساعد وال تعوق الصادرات‪ ،‬أما التعريفات الجمركية فهي ضرائب مفروضة على‬
‫إجمالي الواردات‪ ،‬وهكذا فهي تعيق كل من الواردات والصادرات عن طريق تدوير عمليات تجارية مكلفة‪.‬‬

‫وتظهر إمكانية تأثير الضرائب على القيمة المضافة على أساس التخصيص على التجارة من خالل‬
‫المعدالت العالية والتي غالب ا ما تطبق على القطاعات المتداولة لألنظمة االقتصادية‪ ،‬وبالتالي فقد وجد بعض‬
‫علماء االقتصاد أن فرض الضرائب التفاضلي هذا قد يسبب ارتباط سلبي بين استخدام ضريبة القيمة المضافة‬
‫وأداء التصدير‪ ،‬إضافة إلى ذلك قد تتأخر أو تكون ناقصة حسومات ضريبة القيمة المضافة الخاصة‬
‫بالتصدير‪ .‬كما تحل ضرائب القيمة المضافة محل ضرائب أخرى لديها اإلمكانية للتأثير على الصادرات‬
‫والواردات‪ ،‬وتسهل ضرائب القيمة المضافة النمو الحكومي الذي يمكن أيضا أن يؤثر مباشرة على التجارة‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫ثالث ا ‪ -‬تأثير ضريبة القيمة المضافة على التجارة وتجارب الدول ‪:195‬‬
‫إن توضيح تأثير ضرائب القيمة المضافة على التجارة يفرض علينا ضرورة شرح ودراسة تجربة‬
‫الدول التي تقر وتعت مد على ضرائب القيمة المضافة حيث تم دراسة دليل تأثيرات ضرائب القيمة المضافة على‬
‫الصادرات واالنفتاح االقتصادي‪ .‬اعتمدت هذه الطريقة في تحليل تأثير ضريبة القيمة المضافة على التجارة‬
‫الدولية على مصادر تغطي البيانات االقتصادية الشاملة على المستوى اإلقليمي حيث تم استخدام جداول بن‬
‫الدولية‪ 196‬في االعتماد على إعداد المقاييس وهي‪:‬‬

‫مقياس االنفتاح االقتصادي‪ :‬تم تحديده كإجمالي التجارة (صادرات ‪ +‬واردات) موزعة تبعا إلجمالي الناتج‬ ‫‪-‬‬
‫المحلي‪.‬‬
‫مقاييس الصادرات والواردات بأسعار متداولة وثابتة‪ ،‬وتستخدم هذه المقاييس بشكل منفصل لتقييم تأثير‬ ‫‪-‬‬
‫ضرائب القيمة المضافة على التجارة ‪.‬‬
‫مقاييس دخل الفرد ‪ :‬تستخدم لمراقبة تنوع المزايا اإلقليمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجموعة قياسية من المتغيرات الجغرافية التي تكون مرتبطة بالقوة التجارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مقياس رسوم االستيراد المأخوذة من مؤشرات التنمية العالمية يستخدم لمقارنة تأثيرات ضرائب القيمة‬ ‫‪-‬‬
‫المضافة والتعريفات الجمركية‪.‬‬

‫تعتمد الطريقة على إحداث تراجع لهذه المقاييس من التجارة الدولية على المتغيرات اإليضاحية التي‬
‫تتضمن مؤشرات استخدام ضريبة القيمة المضافة وذلك بغية مطابقة أي تأثير مستقل لضرائب القيمة‬
‫المضافة‪ ،‬ولقد تمت دراسة ثالث أنماط منفصلة للدليل هي‪:‬‬

‫‪ -9‬مجمل السلوك التجاري عام ‪ 1111‬ل ‪ 996‬دولة‪.‬‬


‫‪ -1‬إجمالي السلوك التجاري في جدول متحيز لـ ‪ 961‬دولة من عام ‪.1111 – 9111‬‬
‫‪ -9‬دليل السلوك التجاري للشركات الفرعية األجنبية للشركات األمريكية متعددة القوميات في ‪ 11‬دولة‬
‫عام ‪.9111‬‬

‫وكانت النتائج كمايلي‪:‬‬

‫‪ -9‬النمط األول‪ :‬يكون هنا المتغير التابع هو درجة انفتاح دولة ما والمتغير اإليضاحي الوحيد هو متغير‬
‫وهمي يساوي واحد في حال استخدمت دولة ضريبة القيمة المضافة ويساوي صفر خالف ذلك‪ ،‬وقد‬
‫دلت نتائج الدراسة أن استخدام ضريبة القيمة المضافة مرتبط بواردات وصادرات أقل‪ ،‬كما يبين الدليل‬

‫‪195‬‬
‫‪- Mihir A. Desai, Harvard University and NBER - James R. Hines Jr.University of Michigan and‬‬
‫‪NBER , Value-Added Taxes and International Trade: The Evidence ,November 2002 – p 10.‬‬

‫‪196‬‬
‫‪- The Penn World Table provides purchasing power parity and national income accounts‬‬
‫‪converted to international prices for 189 countries for some or all of the years 1950-2007. The‬‬
‫‪European Union or the OECD provide more detailed purchasing power and real product estimates for‬‬
‫‪their countries and the World Bank makes current price estimates for most PWT countries at the GDP‬‬
‫‪level.‬‬

‫‪131‬‬
‫وجود ارتباط سلبي بين ضرائب القيمة المضافة واالنفتاح‪ ،‬حيث يمكن أن يختلف تأثير استخدام‬
‫ضريبة القيمة المضافة على نماذج التجارة الدولية بين الدول بسبب االختالفات في إدارة ضريبة‬
‫القيمة المضافة‪ ،‬المعدل الصفري وأشكال أخرى من فرض ضرائب مخفضة لسلع محددة وأسباب أخرى‪.‬‬
‫إضافة إلى وجود دليل بأن الدول ذات الدخل المنخفض تواجه صعوبات عملية أكثر مما تواجهه دول‬
‫أخرى في حسم الضرائب على الصادرات‪ ،‬كما أن العالقة السلبية بين االنفتاح االقتصادي واستخدام‬
‫ضريبة القيمة المضافة تظهر استجابات بالنسبة للمحفزات االقتصادية وتصبح هذه العالقة أقوى‬
‫عندما ينخفض دخل الفرد‪ ،‬ويدل قياس التفاعل بين متغير ضريبة القيمة المضافة وسجل دخل الفرد‬
‫على أن استخدام ضريبة القيمة المضافة مرتبط إلى حد كبير بإضعاف االنفتاح ضمن الدول ذات‬
‫الدخل المنخفض أكثر مما هو مع الدول ذات الدخل العالي‪.‬‬

‫وعند تضمين متغيرات إجمالي الناتج المحلي لمراقبة تأثيرات فروق الدخل‪ ،‬وادخال المتغيرات‬
‫الجغرافية دل المعامل على أن االعتماد األكبر بنسبة ‪ %91‬على ضرائب القيمة المضافة كمصدر لإليراد‬
‫الحكومي يكون مرتبط بإضعاف االنفتاح بنسبة ‪.%1‬‬

‫أما عند دراسة محددات التصدير والتي هي إحدى مكونات اال نفتاح‪ ،‬حيث يكون المتغير التابع هو‬
‫نسبة الصادرات إلى إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬وتكون المتغيرات المستقلة هي نفسها عند دراسة االنفتاح‬
‫االقتصادي‪ ،‬والنتيجة كمايلي‪:‬‬

‫يعرض سلوك التصدير النموذج ذاته كما يعرضه االنفتاح والذي تكون فيه ضرائب القيمة المضافة‬
‫مرتبطة بالصادرات المنخفضة‪ ،‬وتأثير ضريبة القيمة المضافة على الصادرات هو األقوى عند مستويات الدخل‬
‫األقل‪.‬‬

‫كما أن التأثيرات المقدرة على الواردات تكون مشابهة أيض ا لتلك التأثيرات بالنسبة للصادرات‪.‬‬

‫‪ -1‬النمط الثاني‪ :‬تبين الدراسة والدليل التجريبي المدروس أن الدول التي تستخدم ضرائب القيمة المضافة‬
‫لتمويل حكوماتها عام ‪ 1111‬هي أقل انفتاحا ولديها صادرات أقل من الدول غير المستخدمة لضريبة‬
‫القيمة المضافة‪ ،‬لذلك سيكون من المفيد دراسة سلوك جدول الدول خالل فترة زمنية أطول بكثير بغية‬
‫تحديد ما إذا كانت هذه االرتباطات ستدوم بمرور الزمن‪ ،‬لذلك عند دراسة التراجعات على مستوى ‪961‬‬
‫دولة خالل فترة زمنية تمتد من ‪ 9111‬ولغاية عام ‪ ،1111‬حيث كان المتغير التابع في هذه التراجعات‬
‫هو االنفتاح االقتصادي‪ ،‬والمتغيرات األخرى هي نفسها المذكورة سابقا‪.‬‬

‫تشبه النتائج إلى حد كبير ماتم الحصول عليه عن طريق التحليل السابق الذكر حيث يشير الدليل أن‬
‫استخدام ضريبة القيمة المضافة مرتبط بإضعاف االنفتاح ويكون التأثير األقوى بالنسبة للدول ذات الدخل‬
‫المنخفض ‪ ،‬وعند إدخال اآلثار الثابتة للبلد التي تراقب المزايا الزمنية المحددة القتصاد دولة ما تؤثر على‬
‫التجارة الدولية إضافة إلى الضوابط السنوية وضوابط إجمالي الناتج المحلي التي تزيد في هذه الحالة تأثير‬
‫معدالت النمو التي تختلف بين الدول خالل الفترة ‪ 1111 – 9111‬والضوابط الجغرافية‪ ،‬كانت النتيجة أن‬
‫االعتماد على ضريبة القيمة المضافة ال زال مرتبط بإضعاف االنفتاح ولكن ينخفض مقدار التأثير المقدر إلى‬
‫حد كبير‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫ويمكن تفسير أسباب انخفاض التأثير المقدر لضريبة القيمة المضافة عندما تم إهمال التأثيرات‬
‫الثابتة للبلد إلى مايلي‪:‬‬

‫‪ -9‬انخفاض المعامل مع التأثيرات المحددة ي ارقب مزايا الدولة السيما فيما إذا أقرت في أي وقت‬
‫ضريبة قيمة مضافة أم لم تقر‪ ،‬وهكذا تم تعيين معامل ضريبة القيمة المضافة فقط تبعا للتغيرات‬
‫الزمنية عندما يستجيب اقتصاد مع إدخال ضريبة القيمة المضافة‪ .‬وعلى األرجح أن أي تباطؤ في‬
‫تجاوب الصادرات والواردات بالنسبة إلقرار ضريبة القيمة المضافة يتجلى بأثر منحدر في مقدار‬
‫التأثير المقدر لضرائب القيمة المضافة على التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -1‬التأثيرات المحددة تزيل أثر المتغيرات المهملة (مثل االعتبارات االقتصادية والسياسية) والتي تم‬
‫ربطها بكل من االنفتاح االقتصادي وبالق اررات الستخدام ضرائب القيمة المضافة ‪.‬حيث بينت‬
‫االختبارات األخرى مثل دراسة متغير نسبة ضريبة القيمة المضافة من اإليراد الضريبي اإلجمالي‬
‫بدال من متغير ضريبة القيمة المضافة الوهمي تم الحصول على نفس النتائج السابقة عند‬
‫استخدام المتغير الوهمي لضريبة القيمة المضافة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للصادرات وقياس تراجعات التصدير في هذه المرحلة بالنسبة للفترة الزمنية ‪-9111‬‬
‫‪ 1111‬تكون النتائج هي نفسها فعند استخدام المتغير الوهمي لضريبة القيمة المضافة في قياس التراجع‬
‫الترجعات نصل‬
‫تكون النتيجة ان استخدام ضريبة القيمة المضافة مرتبط بصادرات مخفضة‪ .‬وعند قياس كافة ا‬
‫إلى نفس النتيجة وهي أن االعتماد األكبر على ضرائب القيمة المضافة يملك تأثير معنوي وسلبي على‬
‫الصادرات ويكون التأثير هو األقوى في الدول ذات الدخل المنخفض‪.‬‬

‫واذا أردنا تخصيص الدراسة على الدول ذات الدخل العالي فتكون النتيجة أن االعتماد على ضريبة‬
‫القيمة المضافة يملك تأثير مقدر إيجابي على االنفتاح االقتصادي وذلك عندما تم تضمين التأثيرات الثابتة‪،‬‬
‫حيث يملك عدد كبير من المتغيرات االقتصادية والسياسية إمكانية التأثير على نماذج التجارة الدولية‪ ،‬مما‬
‫يجعل من المستحيل مراقبة كافة تأثيراتها أثناء تقدير أثر ضرائب القيمة المضافة‪ ،‬وبما أن التعرفات الجمركية‬
‫تؤثر بوضوح على المحفزات بالنسبة للتصدير واالستيراد وتشارك ضرائب القيمة المضافة بعضا من مزاياها‬
‫وجدت الدراسة أن التأثير المقدر لضريبة القيمة المضافة ال تختلف وفقا لإلحصاءات عن الصفر في التفاصيل‬
‫المتضمنة التأثيرات الثابتة للبلد ومتوسط معدالت التعرفة الجمركية‪ ،‬حيث تضعف المعدالت األعلى للتعرفة‬
‫الجمركية االنفتاح في كافة التفاصيل وتقلل الصادرات في كافة التفاصيل باستثناء تلك التي تتضمن التأثيرات‬
‫الثابتة للبلد والتي تملك فيها التعرفة الجمركية رابطة إيجابية على نحو دقيق مع الصادرات‪ ،‬والنتيجة أن مقدار‬
‫تأثيرات التعرفة الجمركية المقدرة متوافق بشكل عام مع مقدار تأثير ضريبة القيمة المضافة المقدرة‪.‬‬

‫فيما يتعلق بتأثير ضريبة القيمة المضافة على التجارة تبعا للشركات األمريكية‬ ‫‪ -9‬النمط الثالث‪:‬‬
‫متعددة القوميات‪ ،‬تظهر النتائج على ان الشركات الفرعية المؤسسة في دول ذات معدالت ضريبة‬
‫قيمة مضافة عالية تقوم بتصدير أقل من الشركات الفرعية األخرى والمقاسة هنا كأجزاء من إجمالي‬
‫المنتجات ‪ ،‬هذا وتفيد دراسة التراجعات أن استجابة الشركات الفرعية األجنبية للشركات األمريكية‬
‫لضرائب القيمة المضافة يكون بالطريقة ذاتها التي تفعلها الشركات المحلية عن طريق تقليل‬
‫الصادرات والواردات‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫وفي النهاية قضية أن ضرائب القيمة المضافة تساعد الصادرات بحسم ضرائب عند الحدود ليس‬
‫لديها أساس تجريبي‪ ،‬كما تسمح الحكومات التي تتوقع إدخال أو توسع استخدام ضريبة القيمة المضافة‬
‫ضمن صالحياتها بمواجهة كافة هذه القضايا‪ ،‬وتؤمن النظرية االقتصادية بفكرة أن ضرائب القيمة المضافة‬
‫على أساس التخصيص ال تؤثر بالتجارة مؤمنة بأن العالقة التجريبية بين استخدام ضريبة القيمة المضافة‬
‫وأداء التصدير واالستيراد هو نادر في حال تم تحليلها في أي وقت حيث أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة‬
‫يختلف عن نظرية ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬ويكون إلصالح إدارة ضريبة القيمة المضافة تأثي ارت مفيدة‬
‫محتملة في الدول حول العالم‪.‬‬

‫رابع ا ‪ -‬واقع التجارة الخارجية في سورية والتأثير المحتمل لضريبة القيمة المضافة‪:‬‬
‫اتسمت السياسة التجارية في سورية منذ الخمسينات باتجاه الدولة إلى التدخل في التجارة الخارجية‬
‫مع اختالف مدى وشكل هذا التدخل في الفترات المختلفة تبعا للظروف االقتصادية والسياسية التي مرت بها‬
‫سورية منذ االستقالل وحتى نهاية القرن العشرين وبدء األلفية الثالثة‪ ،‬وقد هدفت السياسة التجارية السورية‬
‫إلى تنظيم شؤون االستيراد والتصدير‪ ،‬حيث أخضعت االستيراد إلى التراخيص وشجعت استيراد المنتجات التي‬
‫تحتاجها البالد السيما المواد األولية واآلالت الالزمة للزراعة والصناعة ومنعت استيراد المنتجات الصناعية‬
‫األجنبية التي ينتج ما يماثلها محلي ا‪ ،‬وشجعت تصدير مجموعة من المنتجات الزراعية إلى الخارج ومن أهمها‬
‫القطن‪.‬‬

‫هذا وتبلغ قيمة الصادرات السورية لعام ‪ 1111‬مبلغ ‪ /119911/‬مليون ليرة سورية‪ ،‬وتبلغ قيمة‬
‫الواردات لعام ‪ 1111‬مبلغ ‪ /199119/‬مليون ليرة سورية‪ .197‬و في عام ‪ 1191‬بلغت قيمة الصادرات‬
‫‪ /161161/‬مليون ل س و الواردات مبلغ ‪ /191111/‬ل س ‪.‬‬

‫ومن المعروف أنه وفقا لضريبة القيمة المضافة فإن تأثير هذه الضريبة على الصادرات في حكم‬
‫المعدوم في حالة إلغاء الضريبة على السلع والمنتجات المصدرة ( في سورية الصادرات معفية من الضرائب‬
‫بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 91‬لعام ‪ .)1119‬وهي تفرض على أساس مبدأ التخصيص ‪ -‬أي خضوع ‪-‬‬
‫السلع المخصصة لالستهالك المحلي فقط للضريبة واعفاء السلع المخصصة للتصدير‪ .‬إن إخضاع الصادرات‬
‫السورية في المستقبل لسعر الصفر سيكون من أفضل مميزات تطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬فهو‬
‫يحقق ميزة تنافسية لمنتجات الدول المصدرة خاصة في ظل اتفاقية الجات (‪ )gatt‬وغيرها من االتفاقيات‬
‫الثنائية التي عقدتها سورية مع بقية الدول العربية والعديد من دول العالم‪ .‬والضريبة على القيمة المضافة قد‬
‫تزيل وتنهي بعض التشوهات القائمة في نظام الضريبة الحالي في سورية‪ .‬ما يستدعي‪ :‬التصدي إلى‬
‫الصعوبات التي قد تظهر من خالل تطبيق نص المشروع المقترح لهذا القانون وخاصة فيما يتعلق‪ :‬باإلدارة‬
‫المالية ومراقبة إجراءات تطبيق قانون الضريبة على القيمة المضافة ونظام تطبيقه‪.‬‬

‫و كما رأينا إن الضريبة على القيمة المضافة يتم فرضها في بلد االستيراد وردها في بلد التصدير ‪ ،‬و‬
‫يرى بعض الباحثين أن هناك احتمال حدوث بعض التشوهات في التجارة الخارجية في ظل تطبيق هذه الضريبة‬
‫في الدول التي يعفى فيها بعض السلع و الخدمات ‪ ،‬فعند تصدير سلع معفاة ال يستطيع الموردون استرداد‬
‫الضريبة السابق سدادها على توريداتهم (أحيان ا)‪ ،‬واذا استخدمت هذه السلع والخدمات في إنتاج سلع أو‬

‫‪197‬‬
‫‪ -‬التقرير السنوي الخامس لالستثمار لعام ‪. 2010‬‬

‫‪131‬‬
‫خدمات خاضعة للضريبة فهذه األنشطة عندئذ يمكنها رغم ذلك أن تسترد الضريبة على القيمة المضافة في‬
‫مكان التصدير ولكن‪ :‬ال يتضمن ذلك المبلغ الضريبة على القيمة المضافة التي سبق أن دفعها النشاط المعفى‬
‫وقد يسوء الوضع النهائي للمصدرين‪ ،‬والنتائج تتوقف عندئذ على حركة أسعار الصرف (فقد تنخفض قيمتها)‬
‫نتيجة لزيادة المشتريات من الصادرات استجابة للتغير في األسعار وكرد فعل من المصدرين تجاه التغير في‬
‫أسعار المنتج وأخيرا كرد فعل للمستهلكين المحليين تجاه التغيرات النسبية في األسعار لمصلحة السلع‬
‫المستوردة‪ .‬واألدلة الموجودة في كل من جمهورية ألمانيا الفيدرالية وكوريا تشير إلى أنه ربما تكون الحكومة‬
‫قد قامت بتعويض المصدرين بشكل غير كاف في ظل الضرائب التراكمية القديمة‪ ،‬وبذلك فإن عائد تطبيق‬
‫الضريبة على القيمة المضافة هو التخلص من محتوى الضرائب التراكمية على السلعة وذلك المحتوى يختلف‬
‫من منتج آلخر حسب درجة التخصص ودرجة التصنيع‪ .‬ومقدار استفادة التجارة من التحول للضريبة على‬
‫القيمة المضافة يعتمد على اآلتي‪:‬‬

‫‪ -9‬رد الفعل االيجابي للمنتجين تجاه التغير الذي يحدث في نسبة أسعار إنتاج الصادرات نسبة‬
‫إلى أسعار إنتاج السلع المحلية‪.‬‬
‫‪ -1‬نوعية استجابة مستهلك السلعة المصدرة للتغير في السعر‪.‬‬
‫‪ -9‬االستجابة السلبية للمستهلك المحلي فيما يتعلق بسعر السوق للواردات مقارنة بسعر‬
‫السوق للسلع المنتجة محليا‪.‬‬

‫من المقرر في سورية و كما أسلفنا سابقا أنه سيتم إلغاء بعض الضرائب و الرسوم ( و هي مصنفة‬
‫في النظام الضريبي السوري على أنها ضرائب غير مباشرة ) استعرضناها سابقا و أوردنا أيضا أنه ينظر في‬
‫سورية إلى رسم اإلنفاق االستهالكي على أنه ضريبة مبيعات ‪ ،‬و هذا يعني انه من المقرر أن سورية ستدخل‬
‫ضريبة القيمة المضافة محل ضريبة المبيعات لديها (رسم اإلنفاق االستهالكي ) و من المعروف أن ضرائب‬
‫المبيعات على مستوى التجزئة و كذا معظم الضرائب أحادية المرحلة سواء على مستوى تاجر الجملة أو‬
‫المنتج الصناعي ال تطبق على الصادرات إال أنها تسبب زيادة تراكمية في أسعار الصادرات‪ . 198‬و عليه فإن‬
‫إحالل هذه الضريبة محل تلك الضرائب لن يغير من الوضع الضريبي بالنسبة للصادرات ‪ ،‬و لكن في ظل‬
‫الضريبة على القيمة المضافة تخضع الصادرات لسعر الصفر فال يدفع المصدر ضريبة على المخرجات و‬
‫يحصل من مصلحة الضرائب على القيمة المضافة على ما سبق له سداده من ضريبة على المدخالت ‪ ،‬و لقد‬
‫دلت تجارب الدول أن األنظمة التي تعفي أو تخضع لسعر الصفر قطاعات هامة في االقتصاد و خاصة الغذاء‬
‫و اإلسكان و الكثير من الخدمات الشخصية مما يعني رفع أسعار المنتجات غير االستهالكية نسبيا عن‬
‫المنتجات االستهالكية و يعني ذلك انخفاض كال من الصادرات و الواردات و يكون األثر المحتمل إلدخال‬
‫الضريبة على القيمة المضافة هو حدوث انخفاض تدريجي في الصادرات‪. 199‬‬

‫و بصفة عامة فإن هناك تأثير طفيف تحدثه الضريبة على القيمة المضافة على قطاع التجارة‬
‫الخارجية فالمستورد يدفع الضريبة عند دخول السلعة للبالد و تدخل الضريبة على الخزانة العامة بدون فوائد‬
‫حتى يتحقق البيع المحلي أو تستخدم السلع المستوردة في اإلنتاج إلجراء الخصم المتعارف عليه و ذلك يمثل‬

‫‪198‬‬
‫‪- Alan A. Tait , Value Added Tax International……. , p223 .‬‬
‫‪199‬‬
‫‪- Alan A. Tait , Value Added Tax International……. ,p221.‬‬

‫‪135‬‬
‫عبئا على المستورد‪ . 200‬و بالنسبة ألثر الضريبة على الصادرات فلم يكن هناك أثر واضح في بعض البلدان‬
‫مثل إيطاليا و السويد و المملكة المتحدة بينما زادت الصادرات في ألمانيا عند بدء تطبيق الضريبة على القيمة‬
‫المضافة ألسباب ال تعود للضريبة فقد تزامن تطبيقها مع تغير الطلب المحلي و ارتفاع اإلنتاجية و ما‬
‫يصاحبها من انخفاض تكلفة األجر عالوة على ذلك فإن السياسة الجمركية هي التي تقود التجارة الخارجية و‬
‫ليست الضريبة على القيمة المضافة حيث أن أساس تطبيق الضريبة هو أن تكون سيادية بمعنى خضوع‬
‫السلع و الخدمات المحلية و المستوردة لذات فئة الضريبة ‪.201‬‬

‫و بالتالي فإن التأثير النهائي للضريبة على القيمة المضافة على التجارة يتوقف على الظروف‬
‫االقتصادية لكل بلد و قد يختلف أثر الضريبة على التجارة من قطاع إلى آخر و بصفة عامة لن تتأثر التجارة‬
‫تأث ار كبي ار بسبب إدخال الضريبة على القيمة المضافة ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫‪ -‬جورج أوغريه ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬ترجمة كامل مجيد سعادة ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 13‬‬
‫‪201‬‬
‫‪ -‬السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة دراسة مقارنة للنظم الضريبية العالمية ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 300‬‬

‫‪136‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة املضافة على االستثمار‪:‬‬
‫لقد تطورت أهداف الضريبة عبر العصور‪ ،‬مع تطور المجتمعات حيث ارتبطت طرق وأساليب فرضها‬
‫وتحصيلها بشكل االقتصاد والتنظيم االجتماعي‪ ،‬وكذلك بطبيعة الخدمات المقدمة من طرف الدولة‪ .‬فمن مجرد‬
‫ضريبة لتمويل اإلنفاق العام إلى أداة تساهم في معالجة األزمات االجتماعية والسياسية والتأثير على األوضاع‬
‫االقتصادية‪ ،‬وذلك من خالل اإلعفاءات والتخفيضات الضريبية التي تقدمها الدولة لألنشطة االقتصادية‪ ،‬خاصة‬
‫ما يتعلق منها باالستثمارات باعتبارها محرك التنمية االقتصادية‪ .‬ويلعب االستثمار دورا أساسي ا في الحياة‬
‫االقتصادية باعتباره عامالا محدد ا في النمو االقتصادي وتطوير اإلنتاجية‪ ،‬ويؤلف عنصرا ديناميكي ا فعاالا في‬
‫الدخل القومي‪ .‬حيث أن حجمه وتوزعه يبين اتجاه النمو أو تقلصه‪ ،‬وعالقة ذلك بالتراكم ال أرسمالي والمخزون‬
‫والعمالة والدخل ‪ .‬و االستثمار هو اإلضافة إلى رصيد المجتمع من رأس المال كتشييد مباني سكنية جديدة‪،‬‬
‫مصانع جديدة‪ ،‬آالت جديدة‪ ،‬فضال على أنه إضافة إلى المخزون من المواد األولية والسلع التامة الصنع أو‬
‫نصف المصنعة ‪.‬فاالستثمار هو اإلضافات إلى المخزون فضالا على رأس المال‪."202‬‬

‫وعرف االستثمار بأنه‪" :‬التخلي عن استخدام أموال حالية‪ ،‬ولفترة زمنية معينة‪ ،‬من أجل الحصول على مزيد من‬
‫التدفقات النقدية في المستقبل تكون بمثابة تعويض عن القيمة الحالية لألموال المستثمرة‪ ،‬وكذلك تعويض عن‬
‫االنخفاض المتوقع في القوة الشرائية لألموال المستثمرة بسبب التضخم‪ ،‬مع إمكانية الحصول على عائد معقول‬
‫‪203‬‬
‫مقابل تحمل عنصر المخاطرة "‬

‫وهناك عدة أنواع لالستثمار هي االستثمار الفردي واستثمار شركات واستثمار حكومي وهناك‬
‫استثمار محلي واستثمار أجنبي (مباشر وغير مباشر)‪ ،‬وتعتبر الضرائب وسعر الفائدة من أهم محددات‬
‫االستثمار‪ ،‬حيث تعد الضرائب من أهم بنود التكاليف المؤثرة على االستثمار‪ ،‬والمالحظ أن أغلبية الدول‪ ،‬خاصة‬
‫النامية منها‪ ،‬تعتمد في تمويل استثماراتها على فرض الضرائب وذلك من خالل سياستها الضريبية المتبعة‪ ،‬عن‬
‫طريق اإلعفاءات والتخفيضات الممنوحة بهدف تنمية االستثمارات وتشجيع مجاالت استثمارية معينة والحد من‬
‫مجاالت أخرى‪.‬كما تعتبر الضرائب أيضا من أهم معوقات االستثمار حيث ان فرض الضرائب العالية وتعددها‬
‫واالزدواج الضريبي وعدم وضوح القوانين تعيق عملية االستثمار‬

‫أوالا‪ :‬العالقة بين الضرائب واالستثمار‪:‬‬


‫للضرائب دو ار هاما في تهيئته البيئة االقتصادية المشجعة على االستثمار‪ ،‬من خالل التأثير على كل من‪:‬‬

‫معدل األرباح‪ :‬إن للضرائب تأثي ار هاما على معدالت األرباح‪ ،‬فيزيد الميل لالستثمار كلما زادت فرص‬ ‫‪-‬‬
‫الحصول على األرباح‪ ،‬ويكمن التأثير السلبي للضرائب على األرباح بتخفيض معدالتها‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫خفض االستثمارات‪ ،‬ويظهر هذا األثر جليا بالنسبة لالستثمارات الحديثة‪ ،‬حيث تحول الضريبة دون‬
‫استخدام أكثر األساليب الفنية حداثة‬

‫‪ - 202‬بكري كامل ‪:‬مبادئ االقتصاد‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،8911‬ص ‪.149‬‬


‫‪ -‬محمد عبد الفتاح الصيرفي ‪:‬دراسة الجدوى االقتصادية وتقييم المشروعات‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪203‬‬

‫مصر‪ ، 1001 ،‬ص ‪. 12‬‬

‫‪137‬‬
‫معدل رأس المال‪ :‬إن من بين أهم المشاكل التي تواجه االستثمار في الدول النامية هو ضعف وعدم كمال‬ ‫‪-‬‬
‫أسواق رأس المال بها والقصور في الوسائط المالية التي تحول األموال من المدخرين إلى المستثمرين‬
‫ولذا فإن فرض الدخل على المشروعات يؤثر سلب ا على معدل تكوين رأس المال بها‪.204‬‬
‫فزيادة الضرائب على االستهالك مثال يؤدي إلى زيادة معدل المدخرات وبالتالي زيادة معدل تكوين رأس‬
‫المال ومن ثم مضاعفة االستثمار وعلى العكس ففرض الضرائب التصاعدية على التملك مثال يؤدي إلى‬
‫تخفيض معدل المدخرات وبالتالي يقلل من معدل تكوين رأس المال‪.‬‬
‫على السلع النهائية‪ :‬تؤثر الضرائب على السلع النهائية بدورها في الرغبة في االستثمار في تلك السلع‬ ‫‪-‬‬
‫مقارنة بغيرها‪ ،‬حيث يحاول رجال األعمال االبتعاد عن السلع ذات العبء الضريبي األكبر إلى السلع‬
‫األخرى األقل عبئا‪.‬‬
‫ما يمكن استخالصه هو أن الضرائب تشكل عبئا على المستثمرين‪ ،‬فزيادتها (خاصة المباشرة منها) تؤدي‬
‫إلى كبح االستثمارات‪ ،‬وتخفيضها‪ ،‬واإلعفاء منها يقلل من تكلفة االستثمارات‪ ،‬وبالتالي زيادة انتشارها‪.‬‬

‫لذا فيمكن اعتبار اإلعفاء أو التخفيض من الضرائب والرسوم أحد أهم مغريات االستثمار سواء‬
‫الداخلية منها أو الخارجية‪ .‬ويبقى للضريبة دور مزدوج‪ ،‬حيث يمكن أن تكون كرادع لالستثمار من خالل‬
‫المغاالة في األعباء الضريبية أو االزدواج الضريبي‪ ،‬كما يمكن أن تكون محفز له‪ ،‬وذلك عن طريق تأثيرها‬
‫على كل من معدل األرباح والتكاليف وعلى المدخرات وبالتالي على تكوين رأس المال الضروري لالستثمار‬
‫وبهذا تساهم الضريبة في تحقيق النمو االقتصادي والتوازن القطاعي أو الجهوي والتخفيف من حدة البطالة‬
‫إلى غير ذلك من األهداف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضريبة على القيمة المضافة واالستثمار‪:‬‬


‫ولدت الضريبة على القيمة المضافة من الهموم االقتصادية وكان من أولى أهدافها تشجيع‬
‫االستثمارات باإلضافة إلى تطوير الصادرات‪.‬‬

‫وتاريخي ا إذا عدنا إلى الضريبة الفرنسية نجد أنها نشأت في األساس لغايات اقتصادية‪ ،‬من اجل‬
‫إلغاء الصفة التمييزية للرسوم على اإلنتاج أمام االستثمارات‪ ،‬حيث انه في ظل نظام للرسوم على اإلنتاج فان‬
‫االستثمارات باتت تخضع مرتين للرسوم‪ ،‬األولى عند شراء االستثمار والثانية عند بيع المنتجات المصنوعة من‬
‫هذا االستثمار ‪ ،‬ومن هذه الزاوية فان إلغاء الرسوم المضاعفة قد خلقت حاف از لتشجيع االستثمار ويزيد‬
‫التشجيع على االستثمار كلما زاد اعتمادنا في موضوع الضريبة على إجراء الحسومات الفردية على الضريبة‬
‫التي كان تحملها االستثمار في مرحلة الشراء وليس على حسومات تجري طوال مدة استهالكها‪.205‬‬

‫وفي دراسة أعدت لمناقشة تأثير إقرار ضريبة القيمة المضافة على مستوى االدخار واالستثمار لدولة‬
‫ما في إطار إحالل ضريبة قيمة مضافة محل مصدر ضريبي رئيسي آخر‪ ،‬مثل ضرائب الشركات أو ضرائب‬
‫الدخل الخاصة أو الضرائب األخرى غير المباشرة على االستهالك تتنبأ النظرية االقتصادية أنه قد يحفز إحالل‬
‫ضريبة القيمة المضافة محل ضرائب الدخل االدخار واالستثمار‪ ،‬نظرا ألن ضرائب الدخل ترهق المردود بالنسبة‬
‫للمدخرات‪ ،‬فهي تالئم االستهالك الحالي أكثر من االدخار المستخدم لتمويل االستهالك المستقبلي‪.‬‬

‫‪ -‬د مرسي سيد حجازي ‪:‬النظم الضريبية ‪-‬بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪،1002 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪204‬‬

‫‪205‬‬
‫‪ -‬جورج أوغريه ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 50‬‬

‫‪131‬‬
‫ونظرا ألنه قد يتم استخدام ضريبة القيمة المضافة بالدرجة األولى لإلحالل محل الضرائب غير‬
‫المباشرة الحالية‪ ،‬مثل ضرائب مبيعات التصنيع أو ضرائب جملة المبيعات يستنتج علماء االقتصاد بالعموم أن‬
‫لدى هذا اإلحالل تأثير ضئيل على إجمالي مستوى االدخار واالستثمار‪ .‬ولكن عندما تحل هذه الضريبة محل‬
‫ضرائب االستهالك التي تطبق على مشتريات االستثمار الرئيسي التجاري وتزيلها فمن المتوقع زيادة مستوى‬
‫االدخار واالستثمار‪ .‬وكمثال على ذلك في كندا كان هناك تأثير إيجابي على االدخار واالستثمار نتج من خالل‬
‫إحالل ضريبة القيمة المضافة محل ضرائب المبيعات اإلقليمية حيث أن هذا اإلحالل زاد االستثمار الرئيسي في‬
‫المقاطعات بمعدل ‪ %91‬في السنوات التالية لتنسيق الضرائب اإلقليمية واالتحادية لعام ‪ . 1111‬إال أنه حدث‬
‫االستثمار األعلى من اإلحالل من إزالة الضرائب العالية نسبيا عن رؤوس المال بموجب ضريبة المبيعات‬
‫الحالية وبذلك ال تفرض ضريبة القيمة المضافة على مشتريات الدخل التجارية والسيما رأس المال‪.206‬‬

‫ومن ناحية أخرى تشير الدراسات أن لمعدالت ضريبة القيمة المضافة تأثير على استقطاب وتوجيه‬
‫االستثمارات األجنبية ولتوضيح ذلك نقدم شرحا عن تجربة الصين في هذا المجال‪:207‬‬

‫لقد قامت الصين خالل السنوات العشرين الماضية بإجراء إصالحات اقتصادية متعددة ساهمت بشكل‬
‫رئيسي في استقطاب االستثمار األجنبي المباشر‪ .‬وخالل انتقاء مواقع استثمار في الصين‪ ،‬قام المستثمرون‬
‫األجانب باختبار عوامل عديدة كان للضريبة عامال هاما فيها‪ ،‬حيث أن دراسة الفئات والمعدالت الضريبية‬
‫تعتبر من العوامل الهامة جدا التي تبين مدى استعداد المستثمرين األجانب الختيار مواقع خاصة الستثماراتهم‬
‫ضمن البلد‪.‬‬

‫ومنذ عام ‪ 9111‬قامت الصين بإصالح نظامها الضريبي الصناعي والتجاري وأسست نظاما جديدا‬
‫مكون من ثالث مستويات هي ضرائب مركزية وضرائب محلية وضرائب مركزية محلية وبموجب هذا النظام‬
‫أصبح هناك خمسة عشر ضريبة قابلة للتطبيق على االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬ومن بين هذه الضرائب كان‬
‫لضريبة القيمة المضافة دور كبير في انتقاء المستثمرين األجانب للمواقع سواء في المقاطعات أو المدن أو‬
‫المناطق‪.‬‬

‫نتيجة السياسات االقتصادية التي اتبعتها الصين وافقت في نهاية عام ‪ 1116‬على إقامة أكثر من‬
‫‪ 111111‬مشروع أجنبي مستثمر مع استثمارات أجنبية مفيدة بقيمة ‪ 61141‬بيليون دوالر أمريكي‪ ،‬وفي عام‬
‫‪ 1111‬بلغ عدد المشاريع األجنبية المستثمرة التي تم تأسيسها حديث ا ‪ 114191‬أي زيادة بنسبة ‪ %1419‬عن‬
‫عام ‪ 1111‬وكان االستثمار األجنبي بقيمة ‪ 9114161‬بيليون دوالر أمريكي أي بزيادة ‪ %19491‬عن عام‬
‫‪ .1111‬وهذه النسب تتطور سنة بعد أخرى‪ .‬هذا وقد قسمت الصين توزع االستثمارات إلى مناطق متفرقة كل‬
‫منطقة لها مميزاتها في جذب االستثمارات إليها‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫‪- Drs. Robert Carroll, Robert Cline, and Tom Neubig Ernst &Young LLP And Drs. John Diamond‬‬
‫‪and George Zodrow Tax Policy Advisers LLC and Baker Institute for Public Policy and Economics‬‬
‫‪Department, Rice University - / The Macroeconomic Effects of an Add-on Value Added Tax Prepared‬‬
‫‪for the National Retail Federation / -Ernst & Young - October 2010.p 57 .‬‬
‫‪207‬‬
‫‪- Jr-tsung Huang , Shih-tsung Li - China’s VAT on Foreign Enterprises and Its Impact on‬‬
‫‪Attracting Investments by Local Governments . Prospect Journal No.2 , April 20 00 .‬‬

‫‪139‬‬
‫وبالحديث عن معدالت ضريبة القيمة المضافة ودورها في جذب االستثمارات األجنبية المباشرة تبعا‬
‫للمنطقة‪ ،‬فلقد تم فرض ضريبة القيمة المضافة في الصين على األشخاص الذين ينتجون األرباح‪ ،‬ويكون من‬
‫يدفع ضريبة القيمة المضافة هو الكيان أو الشخص الذي يقوم بمبيع أو تأمين خدمات معالجة تصنيعية أو‬
‫إصالح وابدال أو القيام باستيراد في منطقة في الصين‪ ،‬وأما مجال الضريبة فهو مبيعات السلع وتوفير معالجة‬
‫تصنيعية واصالحات وخدمات اإلبدال واستيراد البضائع‪ ،‬وتكون المشاريع التي تدفع الضرائب مشاريع صناعية‬
‫وتجارية ومستوردين ومشاريع مستخدمة في المعالجة التصنيعية واإلصالح واإلبدال وهناك ثالث مجموعات‬
‫لمعدالت ضريبة القيمة المضافة وهي‪ :‬معدل أساسي ‪ ،%91‬ومعدل مخفض ‪ ،%99‬والمعدل الصفري‪ .‬أما‬
‫أساس الضريبة فهو دخل دافع الضريبة من بيع سلعة أو تأمين خدمات خاضعة للضريبة‪ ،‬أما أساس‬
‫الضريبة للسلع المستوردة فهو إجمالي الحصص المشروطة الخاضعة للضريبة‪ ،‬وفيما يتعلق بتشكيل ضريبة‬
‫القيمة المضافة فالقيمة المضافة الخاضعة للضريبة هي دخل المبيعات ناقص تكاليف المواد الخام والمواد‬
‫ا إلضافية والطاقة والوقود ووسائل أخرى تمد اإلنتاج وينبغي أال يتم حسم المدخالت الرأسمالية مثل األصول‬
‫الثابتة واألصول غير الملموسة‪ ،‬بل يمكن تضمينها في أساس الضريبة‪.‬‬

‫لقد وجدت الدراسات أن معدالت ضريبة القيمة المضافة لديها تأثير ال ريب فيه على اختيار الموقع‬
‫تبعا للمستثمرين األجانب‪ ،‬مع العلم أن المبلغ اإلجمالي لضريبة القيمة المضافة لن يتم تحويله إلى‬
‫المستهلكين والمستخدمين في نهاية المطاف أثناء عملية تجارية بالكامل وفي الوقت ذاته‪ ،‬وعالوة على ذلك‬
‫ستضاف الزيادة في ضريبة القيمة المضافة إلى تكاليف العملية وستكون سلبية بالنسبة للعملية التجارية‬
‫وللتوسع ولذلك ستصبح عامال هاما يؤثر على اختيار الموقع بالنسبة للمستثمرين األجانب‪ ،‬ولقد وزعت‬
‫ال صين معدالت ضريبة القيمة المضافة بحيث كانت أقل في المنطقة التي انفتحت بشكل أوسع مع منافسة‬
‫قوية والمزيد من االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬أو في منطقة ذات انفتاح متأخر وتنمية اقتصادية ضعيفة‬
‫وشروط استثمارية وتدخل أقل للمستثمرين األجانب‪.‬‬

‫وكنتيجة للبحث فإن المناطق ذات معدالت ضريبة القيمة المضافة األقل تصنف تبعا لألفضل في‬
‫استقطاب االستثمار األجنبي المباشر‪ .‬ووفقا لهذه النتيجة تم إعداد دراسة لمعرفة فيما إذا كانت معدالت‬
‫ضريبة القيمة المضافة األقل ستؤدي إلى قبول أفضل لالستثمار من قبل المستثمرين األجانب وتم األخذ بعين‬
‫االعتبار كافة العوامل المؤثرة األخرى إضافة إلى معدالت الضريبة مثل البنية الصناعية – الفعالية الحكومية –‬
‫متوسط أجور العمل – الطرقات لكل كيلو متر مربع – االستثمار األجنبي المباشر المتراكم – حصة الواردات‬
‫والصادرات في إجمالي الناتج المحلي – االتجاه الزمني‪ .‬بعد اتخاذ كافة هذه المتغيرات واستخدام الطرق‬
‫الحسابية (طريقة المربعات الصغرى) تم الوصول إلى نتيجة مفادها أنه عندما تكون معدالت ضريبة القيمة‬
‫المضا فة على المشاريع األجنبية المستثمرة أقل في منطقة واحدة‪ ،‬سيكون لدى المستثمرين األجانب تكاليف‬
‫أقل للعملية وايراد أكبر‪ ،‬ووفق ا لذلك يرى البحث أن معدالت ضريبة القيمة المضافة في مكان ما لها تأثير‬
‫سلبي على االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬أي في حال كان لمنطقة ما معدالت ضريبة قيمة مضافة أقل مع بقاء‬
‫األشياء األخرى على حالها‪ ،‬فإنه أكثر أهمية بالنسبة للمستثمرين األجانب‪ ،‬ويمكن أن يشهد المكان استثمار‬
‫أجنبي مباشر أكثر‪.‬‬

‫وبتطبيق هذه الطريقة على الصين الختبار العالقة بين معدالت ضريبة القيمة المضافة المحلية‬
‫واالستثمار األجنبي ودرج ة تأثير معدالت هذه الضريبة على االستثمار األجنبي تبعا للمنطقة والتي قسمت في‬
‫الصين إلى مناطق شرقية ووسطى وغربية‪ ،‬تم إجراء دراسة خاصة طبقت طريقة المربعات الصغرى واستخدمت‬

‫‪110‬‬
‫اختبارات جديدة إضافية لمراعاة الدقة والفعالية (اختبارات تجانس التباين – تعددية النسق الواحد) وكانت‬
‫النتيجة الدقيقة والفعالة بعد االختبارات كمايلي‪:‬‬

‫عند اخذ المواقع بعين االعتبار في المنطقة الغربية قد يعتبر المستثمرون األجانب معدالت ضريبة‬
‫القيمة المضافة المحلية عامال هاما في اتخاذ قرار بما ان ظروف االستثمار األخرى رديئة نسبيا حيث يعلق‬
‫المستثمرون األجانب أهمية أكبر على ضريبة القيمة المضافة تماما لتقليل التكاليف وبالتالي هناك نتيجة‬
‫واحدة هي اعتبار ضريبة القيمة المضافة محدد هام للمستثمرين األجانب عند األخذ بعين االعتبار المنطقة‬
‫الغربية‪ ،‬هذا يعني انه عندما تكون معدالت ضريبة القيمة المضافة في المنطقة الغربية من الصين امتيازيه‬
‫أكثر من المناطق الوسطى والشرقية يفكر المستثمرون األجانب بتوظيف النقود هناك‪ ،‬ولكن ليست معدالت‬
‫ضريبة القيمة المضافة هذه من االعتبارات األولى للمستثمرين األجانب في المناطق الشرقية والوسطى نظرا‬
‫لما تتمتع به هاتين المنطقتين من ميزات جاذبة أهم من معدالت الضريبة‪.‬‬

‫يبين استعراض التجربة الصينية كيف استطاعت الصين االعتماد على معدالت ضريبة القيمة‬
‫المضافة لديها لجذب االستثمارات إلى المنطقة الغربية التي تعاني من العديد من المساوئ‪ ،‬حيث كان معدل‬
‫الضريبة هو العامل األكثر جذبا لالستثمار في هذه المنطقة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لالستثمار في سورية نجد أن سورية قد اهتمت باالستثمار بشكل كبير‪ ،‬فأنشأت هيئة‬
‫عامة لالستثمار في سورية ومجلس أعلى لالستثمار‪ ،‬وقامت باتخاذ الكثير من اإلجراءات لتشجيع االستثمار‬
‫من خالل القوانين والتشريعات والمواقع وتوفير البيئة االستثمارية المناسبة‪ ،‬ولعل أهم ما يميز االستثمار في‬
‫سورية هو الكم الكبير جدا من اإلعفاءات والحوافز الضريبية التي قدمت في سبيل زيادة االستثمار وجذبه‪.‬‬

‫وبالتالي فإن ضريبة القيمة المضافة المحتمل تطبيقها في سورية و التي سوف تحل محل رسم‬
‫اإلنفاق االستهالكي و غيره من الضرائب غير المباشرة و التي هي من نوع االستهالك سيتوقف تأثيرها على‬
‫االستثمار على مدى و حجم تأثيرها على االستهالك ‪ ،‬و باعتبارها ضريبة على االستهالك فهي ستؤدي إلى‬
‫زيادة األسعار خصوصا بالنسبة للسلع الخاضعة للضريبة و بالتالي انخفاض اإلنفاق االستهالكي ‪ ،‬إال أن هذه‬
‫الضريب ة تخفض أسعار االستثمارات و مخزون المؤسسات من السلع نتيجة مبدأ الحسم لذلك فإن تأثير هذه‬
‫الضريبة سيكون ضئيال على مستوى االدخار و االستثمار في سورية و سيكون لعوامل اقتصادية أخرى دور‬
‫في التأثير على االدخار و االستثمار أكثر من الضريبة على القيمة المضافة ‪ .‬و يلعب تصميم هذه الضريبة‬
‫دو ار كبي ار مما يعني ضرورة االستفادة من الدراسات العلمية التي قامت بها الدول األخرى‪ ،‬وبالتالي تصميم‬
‫الضريبة وخصوصا معدالتها بما يشكل عامالا جاذبا لالستثمار‪ .‬و إن من شأن استعراض تفاصيل التجربة‬
‫الصينية و تجارب بعض البلدان األخرى أن يرسم صورة واضحة لما سيكون عليه األثر في سورية إذا ما‬
‫أحسن تطبيق و تصميم هذه الضريبة وترى الباحثة أن من شأن تطبيق الضريبة على القيمة المضافة أن‬
‫يشجع على االستثمار خصوصا إذا ما تم تحديد معدالت الضريبة بشكل جيد يسمح بان تكون آثارها على‬
‫االستهالك و االدخار و من ثم االستثمار إيجابية مع مراعاة توزيع المعدالت بين المناطق و إعادة دراسة‬
‫اإلعفاءات و تخفيضها وربطها فقط بالنواحي االجتماعية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫املبحث السادس‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة املضافة على القطاعات االقتصادية املختلفة‪:‬‬

‫يتم دراسة ضريبة القيمة المضافة عموما على أنها تغيير لألحسن مقارنة بأنظمة الضريبة غير‬
‫الفعالة والتي تم استبدالها بغية اإلصالح الضريبي والحصول على موارد إضافية‪ .‬وقد اتفقت الكثير من‬
‫الدراسات انه قبل فرض الضريبة على القيمة المضافة يجب دراسة وضع االقتصاد بشكل عام من حيث ضعف‬
‫االقتصاد وانكماشه‪ ،‬لتحديد التوقيت األ نسب إلدخال هذه الضريبة وذلك منعا ألن تثير آثارها السلبية المزيد‬
‫من المشاكل االقتصادية وتجعل االنتعاش أكثر صعوبة‪ .‬علما أنه لكي تضمن أي حكومة ترغب بإدخال نظام‬
‫ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬بقاء هذه الضريبة وتأثيراتها المفيدة تحتاج لمعرفة تأثيرها االقتصادي الشامل على‬
‫األسعار واإلنتاج والدخل واالستهالك‪ ،‬نظرا الحتمال أنها يمكن أن تجعل المستهلكين يخفضون من استهالك‬
‫سلع معينة وتتأثر بذلك إنتاجية اليد العاملة‪.‬‬

‫إن تطبيق ضريبة القيمة المضافة في أي بلد يفرض نوعين من القطاعات وهي‪:‬‬

‫قطاعات قابلة لتطبيق ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫قطاعات تواجه صعوبة في تطبيق ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬و يطلق عليها األنظمة الضريبية‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة ‪.‬‬

‫أوالا – القطاعات القابلة لتطبيق ضريبة القيمة المضافة‪:‬‬


‫إن دراسة العمليات الخاضعة لضريبة القيمة المضافة واألشخاص الخاضعون أيض ا لها يبين لنا أن‬
‫تطبيق هذه الضريبة يمكن أن يسري على جميع القطاعات االقتصادية في أي بلد من البلدان‪ ،‬إال أن كل بلد‬
‫من هذه البلدان ووفقا للقواعد العامة ألنظمة الضريبة على القيمة المضافة يفرض هذه الضريبة بقواعد‬
‫ومعدالت تتناسب مع أهمية كل قطاع في هذا البلد ووفق ا للدراسات االقتصادية الشاملة لها‪ ،‬لذلك يكون هناك‬
‫في نفس القطاع ما هو مطبق عليه الضريبة أو معفى أو يملك حق الحسم وفق معالجات معينة تفرضها كل‬
‫دولة بما يتناسب مع أهمية كل قطاع فيها‪.‬‬

‫وقد وجدنا سابقا أن الضريبة على القيمة المضافة تفرض على السلع والخدمات الم َنتجة محليا‬
‫وتشمل النشاطات التي يقوم بها األشخاص الطبيعيين أو المعنويين الخاضعون للضريبة كما تُفرض على‬
‫السلع والخدمات المستوردة سواء أكانت خاضعة للضريبة في بلدها األصلي أم غير ذلك وتختلف تفاصيل‬
‫تطبيق هذه الضريبة و‪/‬أو اإلعفاء منها بين دولة وأخرى ومن نشاط إلى آخر‪ ،‬هذا يعني أن هذه الضريبة‬
‫تشمل كافة القطاعات االقتصادية في الدولة مثل قطاع التجارة الداخلية والخارجية وقطاع الصناعة والخدمات‬
‫والزراعة والبناء والطاقة‪ ،‬إال أن بعض هذه القطاعات يواجه صعوبات أثناء التطبيق و بعضها بحكم طبيعته‬
‫يحتاج إلى آلية خاصة لتكليفه بالضريبة ‪.‬‬

‫و الضريبة على القيمة المضافة تطبق على مرحلة اإلنتاج وتجارة الجملة وتجارة التجزئة‪ ،‬ولقد دلت الدراسات‬
‫أن تأثيرها على الصناعة المحلية سيكون كبيرا‪ ،‬فمن المعلوم أن أصحاب المصانع المحلية يدفعون حالي ا‬
‫رسوم ا جمركية على استيرادهم من المواد األولية بنسب معينة وأن ضريبة القيمة المضافة تختلف في طريقة‬
‫احتسابها عن الرسوم الجمركية حيث تشمل هذه الضريبة كافة مراحل العملية التصنيعية بدء ا من استيراد‬
‫المواد األولية‪ ،‬مرورا بالتصنيع وانتهاء بطرح السلع في األسواق المحلية وبالتالي فإن نسبة الضريبة الفعلية‬

‫‪112‬‬
‫قد تتعدى ذلك‪ ،‬وكذلك ستشمل الضريبة مجموعة واسعة من السلع والخدمات في االقتصاد الوطني‪ .‬وبالتالي‬
‫فمن المرجح أن ترتفع تكاليف اإلنتاج المحلي ما سيجعل أثرها يطال المستهلك وبالتالي تقل قدرة المنتج‬
‫ال محلي على المنافسة أمام غيره‪ .‬مما قد يفضي إلى إغراق األسواق المحلية بالسلع المصنعة ذات الميزة‬
‫التنافسية العالمية‪ ،‬كالصينية والهندية مثالا‪ ،‬والتي تمتاز بالجودة نوع ا ما إضافة إلى انخفاض أسعارها‪.‬‬
‫وسيؤثر ذلك سلب ا في حوافز االستثمار في القطاع الصناعي‪ .‬لذلك على الجهات المسؤولة أن تراعي مسألة‬
‫إعفاء بعض السلع األساسية والمواد األولية الداخلة في الصناعات المحلية التي من شأنها أن تدعم الحياة‬
‫االقتصادية والقطاع الصناعي الذي يتوجب أن نعمل إلدخاله في صلب الحياة االقتصادية بشكل أكبر كونه أحد‬
‫أهم القطاعات االقتصادية في أي دولة‪ ،‬وال يكون ذلك إال بتخفيف األعباء عن هذا القطاع ال بزيادة الضرائب‪.‬‬

‫وال بد من ضرورة توخي الحيطة والحذر لدعم وحماية الصناعة الوطنية‪ ،‬واعادة النظر في هيكل‬
‫السلع والخدمات المشمولة في ضريبة القيمة المضافة بحيث نجنب بعض الصناعات المحلية على األقل تلك‬
‫التي تحتاج أساسا إلى دعم وحماية ورعاية خاصة‪ ،‬مع جواز فرضها على الصناعات التي تقدم الكماليات‬
‫والسلع الفارهة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى التشاور وتدارس هذه الضريبة من قبل الجهات المسؤولة عن فرض‬
‫الضريبة مع الجهات والدوائر االقتصادية وغرف التجارة في الدولة للوقوف على مثل تلك اآلثار المحتملة‬
‫للضريبة على النشاط الصناعي الوطني عالوة على آثارها على التضخم‪.‬‬

‫وان تأثير الضريبة على القيمة المضافة على التجارة المحلية سواء أكانت جملة أو تجزئة فهو يرتبط‬
‫بتأثيرها على االقتصاد بشكل عام من خالل التضخم وارتفاع األسعار‪ ،‬وتلجأ دائما أنظمة الضريبة على القيمة‬
‫المضافة إلى األخذ بعين االعتبار العدالة فتلجأ عند تصميم هذه الضريبة إلى مراعاة الدقة في تحديد حد‬
‫التسجيل في الضريبة الذي يميز في التعامل ما بين كبار التجار وصغار التجار (الذين يقعون تحت حد‬
‫التسجيل) ‪ ،‬وبذلك يتخلص صغار التجار مقارنة بمنافسيهم ممن هم فوق حد التسجيل من عبء االلتزام‬
‫وحاجات التكليف الضريبي‪.‬‬

‫إال أن ميزة الضريبة على القيمة المضافة هي في أن هؤالء التجار الصغار الذين هم دون حد‬
‫التسجيل قانونا يدفعون الضريبة على مدخالتهم والتي ال يمكن استرجاعها وهذا ما يمكن من نشر عبء‬
‫الضريبة على القيمة المضافة بشكل أوسع وأكثر عدال من باقي الضرائب‪.208‬‬

‫ومن المعلوم أن هناك مشكالت تتعلق بتجار التجزئة وصغار التجار في معرض تطبيق الضريبة على‬
‫القيمة المضافة ‪ ،‬حيث يعتبر قطاع تجارة التجزئة من أكثر قطاعات النشاط االقتصادي ضرورة للتعاون فإجراء‬
‫الخصم الضريبي آليا والفحص لكل من المشتريات والمبيعات أمور يمكن تطبيقها من الناحية النظرية في‬
‫جميع المراحل التي تسبق مرحلة تجارة التجزئة ‪ .‬إال أنه يتعذر إجراء مثل هذا الفحص بالنسبة لمبيعات‬
‫التجزئة نفسها ألن المستهلكين النهائيين (الجمهور) ال يحق لهم المطالبة بخصم أية مبالغ ضريبية على‬
‫مشترياتهم ‪ ،‬و ال شك أن الرقابة على تجارة التجزئة بشكل أو بآخر هو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه‬
‫اإلدارات الضريبية في البلدان التي تطبق الضريبة على القيمة المضافة بنجاح و هي تدرك أنها تفرض عبئا‬
‫على التجار الخاضعين لها و ان عليها ان تطبق الضريبة كل أبعادها لتتناسب مع اإلجراءات التجارية و حتى‬
‫تنجح في تطبيق نظام الضريبة عمليا لذلك ال بد من استشارة الهيئات التجارية المختلفة بما فيها الهيئات‬

‫‪208‬‬
‫‪ -‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية ‪ ،‬ص ‪. 115‬‬

‫‪113‬‬
‫التي تمثل صغار و متوسطي تجار التجزئة عند بدء تطبيق هذه الضريبة ‪ .209‬و يعاني تجار التجزئة و صغار‬
‫التجار من عدة مشاكل وجود تباين في المعاملة الضريبية مما يثير الشعور بتفضيل بعض المشروعات على‬
‫غيرها و هذا ما يؤثر في االلتزام الطوعي و يشعر البعض باالضطهاد ‪ ،‬إضافة إلى استخدام نظام متعدد‬
‫األسعار مما يؤدي الى زيادة التكلفة و انعدام العدالة ‪ ،‬أيضا وجود أنظمة تشكل عبئا ثقيال على تجار التجزئة‬
‫مثل نظام إخضاع السلع المباعة إلى الشركات الصغيرة المعفاة لسعر ضريبي أعلى من السعر األساسي و‬
‫لهذا النظام مساوئ كثيرة و كل الدول التي اتبعته قامت بإلغائه فيما بعد مثل تركيا ‪ ،‬و هناك نظام آخر يطبق‬
‫على صغار التجار هو النظام القطعي و لم يلق هذا النظام أي قبول ألنه يحتاج إلى عدد كبير جدا من‬
‫الموظفين و نظام رقابة صارم إال أنه يطبق بنجاح هائل في بلجيكا ‪ ،‬و هناك نظام آخر يسمى نظام المبلغ‬
‫القطعي و يتضمن تحديد وعاء الضريبة بمساعدة اإلدارة الضريبية على أساس السجالت التي تملكها الشركة‬
‫‪ ،‬مع إمكانية اللجوء إلى معايير أخرى و هذا النظام يعطي سلطات واسعة لمفتش الضرائب و يؤدي إلى‬
‫‪210‬‬
‫‪.‬‬ ‫الفساد‬

‫و مجمل القول أن أفضل البدائل يتمثل في إعفاء األنشطة الصغيرة جدا و السماح لها بالتمتع‬
‫ببعض المميزات نتيجة ذلك ‪ ،‬إال أن حجم المبيعات الذي يحدد حد اإلعفاء يجب أن يظل منخفضا ‪ ،‬و يجب‬
‫استخدام البدائل التي ذكرناها سابقا مع االنتباه إلى أنه يجب أال يتم التمييز بين تجارة التجزئة و أية منشأة‬
‫صغيرة أخرى و أ ن يتم تقسيم المنشآت الصغيرة إلى فئتين وفقا لرقم العمل وفقا لنظام معين في االعفاء و‬
‫التسجيل‪. 211‬‬

‫و بشكل عام النظم الخاصة المطبقة على تجار التجزئة تعمل بصورة ال بأس بها في معظم الدول‬
‫األوروبية و هي ال تعد خروجا عن مبادئ الضريبة على القيمة المضافة التي تم وضعها أساسا لتتفق مع‬
‫األوضاع التجارية بل تعد ضرورية للغاية حيث تلعب دو ار جوهريا في أي نظام للضريبة على القيمة المضافة‬
‫و بدونها تتضرر إدارة النظام كلية‪. 212‬‬

‫ثاني ا – القطاعات التي تواجه صعوبة في تطبيق ضريبة القيمة المضافة ‪:‬‬
‫هناك العديد من القطاعات التي تواجه صعوبة في تطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬مما يستلزم من‬
‫أنظمة هذه الضريبة إيجاد طرق تكليف هذه القطاعات أو إعفائها‪ ،‬ومن هذه القطاعات هي‪ :‬القطاع العام –‬
‫قطاع الزراعة – القطاع المالي – اإلسكان – القطاع غير المنظم‪.‬‬

‫‪ -0‬القطاع العام‪:‬‬
‫يخضع القطاع العام للضريبة على القيمة المضافة بالنسبة لكافة العمليات التجارية التي يقوم بها‪،‬‬
‫ومبرر هذا الخضوع هو لعدم حدوث اختالل أو تشوه في الشروط التنافسية مع المؤسسات الخاصة الخاضعة‪.‬‬
‫وأهم النشاطات االقتصادية الخاصة بالقطاع العام والخاضعة للضريبة بحسب التجربة اللبنانية هي‪ :‬تأجير‬
‫وبيع األمالك الخاصة من عقارات مبنية وغير مبنية وحقوق عينية غير منقولة تخص الدولة‪ ،‬ويتم فقط إعفاء‬

‫‪209‬‬
‫‪- Alan A. Tait , Value Added Tax International……. ,p101‬‬
‫‪210‬‬
‫‪- Alan A. Tait , Value Added Tax International……. ,p111‬‬
‫‪211‬‬
‫‪- Alan A. Tait , Value Added Tax International……., p 120.‬‬
‫‪212‬‬
‫‪A. T- Alan ait , Value Added Tax International……., p123.‬‬

‫‪111‬‬
‫التأجير السكني‪ .‬وتخضع أيضا للضريبة على القيمة المضافة االتصاالت وتوزيع المياه والكهرباء واإلعالم‬
‫المرئي والمسموع واألسواق االستهالكية والمسالخ والمخازن ومواقف السيا ارت والتبغ التنباك والمرافئ‬
‫والمطارات والتعاونيات‪.‬‬

‫أما بالنسبة للخدمات المقدمة من القطاع العام فتعتبر معفاة من الضريبة وعلى األخص الخدمات‬
‫اإلدارية واالجتماعية والتربوية والثقافية والرياضية‪.‬‬

‫وان السياسة الموجهة إلى القطاع العام والمطبقة في االتحاد األوروبي تمثل بوجه عام تطبيق هذه‬
‫الضريبة على كافة األنشطة االقتصادية للقطاع العام باستثناء الخدمات غير التجارية التي تقدمها هيئات‬
‫القطاع العام‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫التي أعدت بخصوص القطاع العام وتأثره بضريبة القيمة المضافة في ظل تطبيقها‬ ‫إن الدراسات‬
‫تمت من خالل المفاضلة بين إعفاء هذا القطاع أو إخضاعه للضريبة بشكل تام‪ ،‬حيث تبين أن إعفاء القطاع‬
‫العام يمكن أن ينجم عنه نفس اآلثار السلبية المتعلقة باإلعفاء الممنوح للفعاليات الخاصة مثل التسبب في‬
‫تشويه ق اررات اإلنتاج بسبب انعكاس اإلعفاء على أسعار المدخالت‪ ،‬حيث يفترض بالهيئات العامة تخفيض‬
‫تكاليف إنشائها على أقصى حد بدال من زيادة أرباحها‪ ،‬وهذا ما يولد عدم الكفاءة اإلنتاجية عند حدوث تشوه‬
‫في أسعار المدخالت‪( ،‬ألن إعفاء القطاع العام يعني عدم قدرته على استرداد الضريبة المدفوعة على‬
‫المدخالت وهذا يقابله زيادة التكلفة الواقعة على عاتق الحكومة لتمويل أنشطتها)‪ ،‬إضافة إلى مشاكل تتعلق‬
‫بالهيئات العامة المتخصصة في مجالي الفعاليات التجارية وغير التجارية وكيفية حصولها على إعفاء جزئي‪.‬‬

‫إن وجود التنافس في بعض الفعاليات بين القطاع العام والخاص في أي دولة ولد مجموعة من‬
‫المصاعب ساهمت في لجوء العديد من الدول المطبقة لهذه الضريبة إتباع استراتيجيات خاصة ومعينة في هذا‬
‫الخصوص مثل كندا والعديد من دول االتحاد األوروبي وهذه اإلستراتيجية تتمثل في إمكانية الهيئات العامة رد‬
‫الضريبة على القيمة المضافة المدفوعة فيما يخص فعالياتها المعفية‪ ،‬وفعلي ا سوف يتحول اإلعفاء إلى المعدل‬
‫الص فري وهذا ما سيقضي على إمكانية حدوث تشوه في الخيارات المتعلقة بالمدخالت‪ ،‬ويسهل مشكلة التمييز‬
‫بين األنشطة التجارية واألنشطة األخرى وفي كال الحالتين سوف تسترد الضريبة على المدخالت ولو من خالل‬
‫وسائل إدارية مختلفة‪ .‬وهناك بعض الدول مثل نيوزيلندة تخضع كافة نشاطات القطاع العام للضريبة‪.‬‬

‫إن ما يرتبط بالقطاع العام هو التعليم والصحة ومن المعروف أن هذين القطاعين يتم إعفاؤهما من‬
‫الضريبة على القيمة المضافة ألسباب اجتماعية‪ ،‬وفي كال القطاعين هناك خدمات مقدمة من القطاع الخاص‬
‫وخدمات مقدمة من القطاع العام وتلجأ بعض الدول المتطورة في إطار التخلص من مشاكل الضريبة التي‬
‫تؤثر على المنافسة بين العام والخاص إلى إتباع استراتيجيات محددة بدالا من اإلعفاء أهمها تطبيق المعدل‬
‫الصفري ‪ ،‬باعتباره من وجهة نظرها طريقة للتسوية بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬إال أن الدول النامية ال‬
‫لهذا تلجأ إلى إعفاء هذين‬ ‫تستطيع اللجوء إلى هذا الخيار لما ستعانيه من مشاكل تخص االسترداد‬
‫القطاعين‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫‪ -‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬

‫‪115‬‬
‫ومن ناحية أخرى فقد رأى بعض النقاد أن استخدام ضريبة القيمة المضافة سيسبب توسع القطاع‬
‫العام وستزيد قوة صانع القرار المالي‪ ،‬ووفقا لذلك يمكن استبدال أي نقص في اإليرادات الحكومية بزيادة‬
‫أساس الضريبة أو المعدالت الضريبية‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك تمت اإلشارة إلى أن استبدال ضريبة القيمة‬
‫المضافة عوضا عن ضرائب أخرى سيزيد اإليرادات الضريبية‪ .‬كما يمكن أن يحفز استخدام معدل أعلى‬
‫للضرائب المنتج للقيام بمزيد من العمل وتبع ا لتطور اإلنتاج ستزيد اإليرادات الضريبية للحكومة‪ ،‬ونظرا‬
‫للجانبين المسيطرين على صفة نظام الضريبة على القيمة المضافة ستتناقص فرص التهرب الضريبي حيث‬
‫تعتبر كافة العوامل المذكورة سابقا أسباب لزيادة اإليرادات الحكومية وتوسع القطاعات العامة‪.214‬‬

‫ومن المعروف أنه في سورية هناك اعتماد وانتشار كبير للقطاع العام كما تلجأ الدولة إلى دعم‬
‫قطاع التعليم من خالل مجانية التعليم‪ ،‬هذا إضافة إلى انتشار الخدمات المتعلقة بالصحة و الطبابة مجانا في‬
‫مشافي الدولة والمنظمات التابعة لوزارة الصحة‪ ،‬لذلك سيكون من المفيد عند تطبيق هذه الضريبة االعتماد‬
‫على خيار إعفاء قطاعي التعليم والصحة من ضريبة القيمة المضافة‪ .‬كما يجب توخي الدقة واجراء الدراسات‬
‫الخاصة بالقطاع العام والعمل على تصنيف فعالياته وحل مشاكله قبل تطبيق الضريبة على القيمة المضافة‬
‫وذلك بغية تدعيم هذا القطاع الذي يتميز حاليا بالضعف الشديد‪.‬‬

‫‪ -2‬قطاع الزراعة‪:‬‬
‫يعتبر القطاع الزراعي من القطاعات الهامة جدا في أي بلد من البلدان‪ ،‬ويتسم هذا القطاع بأنه يتأثر بالعوامل‬
‫الطبيعية كما أن أ غلب العاملين فيه هم خارج إطار القطاع الرسمي‪ ،‬كما أن له أث ار ارتدادي بالنسبة لمواد‬
‫الغذاء الرئيسية‪ ،‬من هذا المنطلق يعامل قطاع الزراعة معاملة خاصة في ظل نظام الضريبة على القيمة‬
‫المضافة في البلدان النامية والمتطورة على حد سواء ألنه يثير مشكالت خاصة فيما يتعلق بهذه الضريبة ‪.‬‬

‫ففي الضريبة على القيمة المضافة الفرنسية كانت النشاطات الزراعية بعيدة عن مجال تطبيق هذه‬
‫الضريبة ثم أصبحت تدخل تدريجي ا‪ ،‬حيث بدأت الرسوم تصيب موردي األسمدة الكيماوية وعلف الماشية‬
‫واألدوات الزراعية وأصبحت اإلعفاءات وفقا لمفهوم النظام الفرنسي تتم عن طريق تحميل هؤالء ضريبة غير‬
‫قابلة لالسترداد عند التصدير‪ ،‬وباتو يستخدمون تدريجيا الوسائل الصناعية والتجارية التي تضعهم في خانة‬
‫المكلفين‪ ،‬وفي عام ‪ 0121‬تم إدخالهم على مراحل عن طريق توسيع مجال الخاضعين للرسوم اإللزامية‬
‫وتسهيل خيارهم بإنشاء نظام للضريبة مبسط يجنبهم مسك محاسبة تجارية نظامية‪ ،‬ثم تم وضع نظام التسديد‬
‫الجزافي أو المقطوع لغير الملتزمين بالضريبة والذين لم يحددوا خيارهم وذلك تعويض ا عن األعباء الضريبية‬
‫التي أصابت مشتريات هؤالء المستثمرين‪.‬‬

‫ولقد بينت الدراسات أن تطبيق الضريبة على قطاع الزراعة وما يرافقه من صعوبات في التحصيل‬
‫وهموم التوزيع واالعتبارات الس ياسية تبين ضرورة اعتماد اإلعفاءات‪ ،‬ألنه من الصعب فرض ضريبة نتيجة‬
‫تعدد األسباب االجتماعية والمهنية والسياسية‪ ،‬لكن اإلعفاء يبرز وجود مشاكل ثانوية تتولد عن حاجات‬
‫إلعفاء أو جعل ضريبة المدخالت الزراعية صفر‪ ،‬أي اإلعفاء بطريقة المعدل الصفري‪ ،‬ولكن يتوجب هنا الحذر‬
‫من هذه اإلعفاءات التي تنتشر في الدول النامية بشكل كبير والتي قد تؤدي إلى خطر ما يسمى بزحف‬

‫‪214‬‬
‫‪- Value added Tax Advantages, disadvantages and economic effects‬‬

‫‪116‬‬
‫اإلعفاءات وهو أمر غير مرغوب به‪ .215‬لقد سعت الدراسات إلى تطوير إستراتيجية مفصلة لهذا القطاع‬
‫تتضمن فرض الضريبة على القيمة المضافة على مدخالت الزراعة وتطبيق حد تسجيل عالي لضم كبار‬
‫المزارعين‪ ،‬أما صغار المزارعين فيجب السماح لهم بالتسجيل طوع ا‪ .‬هذا ومن الملفت أن العديد من الدول‬
‫المتقدمة ال تكلف كامل هذا القطاع بالضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬فالعديد من دول االتحاد األوروبي تدير‬
‫برامج خاصة بالزراعة‪ ،‬وتسعى بعض الدول إلى إجراء تكليف شامل لها‪.‬‬

‫وتشير تجارب العديد من البلدان أن إعفاء القطاع الزراعي من الضرائب لم يولد أي أثر إيجابي في‬
‫تطوير هذا القطاع أو جذب استثمارات له أو تنميته‪ ،‬وذلك ألسباب تتعلق بالبنية التحتية الخاصة به في هذه‬
‫الدول وخدمات اإلقراض والتأمين وغيره والتي تقلل من اآلثار اإليجابية إلعفائه من الضرائب‪.‬‬

‫تتلخص المشكالت التي تواجهها الزراعة بأن فيها الكثير من التوريدات تتم نقدا و ليس هناك سجالت‬
‫للمبيعات ‪ ،‬و غالبا ما تفتقر السجالت إلى القدر الكافي من البيانات مما يصيب السلطات باإلحباط و يعرض‬
‫المزارع للعقوبة فيما يتعلق بتكاليف االلتزام و األخطاء في حساب مبالغ الضريبة على القيمة المضافة و يمكن‬
‫أن تخضع تلك ال منتجات ألسعار ضريبية مختلفة ( كالحبوب و الخمور و الماشية ) و غالبا ما يقوم‬
‫المزارعون بزراعة كثي ار من المنتجات و بيعها مباشرة ‪ ،‬و من الصعوبات أن المزارعين يشترون مدخالتهم‬
‫بصورة غير منتظمة ( كاألسمدة و البذور و المعدات الجديدة ) و هذه المدخالت يمكن ان تخضع أيضا‬
‫ألسعار ضريبية متعددة كذلك يتم الخلط بين نشاط المزارع و األنشطة األخرى كتأجير الغرف للمبيت أو تأجير‬
‫العربات أو تقديم الخدمات الزراعية و تصنيع المخرجات الزراعية ‪.‬‬

‫و تحاول دائما اإلدارات الضريبية أن تتجنب صعوبات التعامل مع المزارعين و ذلك عن طريق إزاحة العبء‬
‫إلى الوراء ووضعه على كاهل الموردين الزراعيين و إلى األمام ووضعه على كاهل المشترين للمخرجات‬
‫الزراعية ‪ ،‬و لقد عمدت الدول إلى استخدام أنظمة خاصة بالنسبة للزراعة فما هو سائد في دول السوق‬
‫األوروبية استخدام سعر تحاسبي موحد يطبق على المزارعين ‪ ،‬بحيث ان المزارع ال يسجل نفسه لدى السلطة‬
‫الضريبية و ليس بحاجة إلصدار الفواتير‪ ،‬و يتم تعويضه عن ضريبة القيمة المضافة التي دفعها على‬
‫مدخالته من خالل زيادة السعر التحاسبي للضريبة و الذي يضاف الى السعر النهائي للسلعة و يتحمله‬
‫عمالؤه ‪ ،‬و تسري على جميع المزارعين دون وجود عيوب تنافسية ‪ ،‬و يستطيع مشتري المخرجات الزراعية‬
‫المطالبة بخصمها في مقابل الضريبة المستحقة عليه و بهذه الطريقة ال يتقدم للتسجيل لدى الضريبة سوى‬
‫البائع للمدخالت الزراعية و المشتري للمخرجات الزراعية و المزارع نفسه ال يحمل المسؤولية الضريبية‪، 216‬‬
‫مع العلم أن هناك أنظمة خاصة في كل بلد لمعالجة القطاع الزراعي بما يناسبه مثل أسبانيا و هولندا و تركيا‬
‫و فرنسا و إيطاليا ‪ ،‬و هناك مشكل كثيرة ترتبط بهذه األنظمة تعالجها كل دولة وفق أسس معينة ‪ ،‬علما أن‬
‫تطبيق السعر التحاسبي هو أمر متناقض حيث أنه ليس سعر الضريبة و لكنه يعامل باعتباره كذلك ألغراض‬
‫خصم الضريبة على المدخالت لكل من يشتري منتجات من المزارعين ‪.‬‬

‫‪ -‬إبريل ليام ‪ ،‬كيين مايكل ‪ ،‬بوديين جين بول ‪ ،‬سومرز فيكتوريا ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية ‪، 8002 ،‬‬
‫‪215‬‬

‫صندوق النقد الدولي ‪ ،‬ص ‪. 231‬‬

‫‪216‬‬
‫‪- Alan A. Tait , Value Added Tax International……., p112.‬‬

‫‪117‬‬
‫و الحلول المفضلة في معالجة الزراعة هو معاملة المزارعين كسائر األنشطة ‪ ،‬فإذا كانت مبيعاتهم محدودة‬
‫يتم إعفاؤهم وفقا لنظام إعفاء األنشطة الصغيرة ‪ ،‬أما إذا كانت تتجاوز حد اإلعفاء و لكنها ال تقل عن الحد‬
‫الذي يسمح بالمعاملة الخاصة فالحل قد يكون إما باستخدام نظام التعويض التحاسبي أو إخضاع المدخالت‬
‫الزراعية لسعر الصفر و كل نظام له عيوبه إال أن كالهما يعفي المزارعين من تكاليف االلتزام ‪ ،‬أما الزارعون‬
‫الكبار و من يمارسون أنشطة تجارية يتعين عليهم التسجيل مثل التجار الخاضعين للضريبة خضوعا كامال‬
‫‪.217‬‬

‫إن قطاع الزراعة في سورية هو قطاع هام للغاية و هو يشكل مع بعض القطاعات األخرى قاطرة النمو في‬
‫سورية ‪ ،‬و تحاول دائما الحكومة السورية منذ عام ‪ 0110‬تطوير القطاع الزراعي بهدف التحول من‬
‫التخطيط المركزي إلى إجراءات التخطيط التأشيري المرتبط بسياسات تحرير القطاع الزراعي ‪ ،‬و قد كانت‬
‫النتائج إيجابية ففي نهاية التسعينيات أصبحت سورية مصدر صاف للكثير من المنتجات الزراعية بينما بقيت‬
‫تستورد كميات كبيرة من المواد الغذائية الرئيسية ( سكر‪-‬رز‪-‬زيوت نباتية – ذرة صفراء‪-‬منتجات ألبان –‬
‫حليب مجفف – زبده – لحم ) و بالرغم من ذلك ال زال القطاع الزراعي في سورية في مرحلة انتقالية و ال زال‬
‫هناك الكثير من التشوهات في سوق المنتجات الزراعية‪ ،‬و من الناحية الزراعية فإن أية سياسات يمكن أن‬
‫تؤدي إما إلى الدعم أو إلى التكليف الضريبي على القطاع الزراعي ‪ ،‬و تقوم سورية بتقديم الدعم لبعض‬
‫المحاصيل و تتدخل في تحديد أسعار المحاصيل اإلستراتيجية لذلك و نظ ار ألهمية هذا القطاع في سورية ال بد‬
‫عند إدخال ضريبة القيمة المضافة المفاضلة ما بين اإلعفاء و التكليف الضريبي من خالل االستفادة من‬
‫تجارب الدول و ترى الباحثة ضرورة تكليف هذا القطاع من خالل إعفاء المزارعين الصغار و محاولة تخفيف‬
‫العبء الضريبي عن المزارع قدر اإلمكان من خالل تكليف الموردين والبائعين الزراعيين و ذلك بما يتناسب‬
‫مع خصوصية هذا القطاع في سورية و لكن أن يتم ذلك في مراحل متقدمة من تطبيق هذه الضريبة ‪.‬‬

‫‪ -3‬القطاع المالي ‪:‬‬


‫من حيث المنطق تدخل النشاطات المالية والمصرفية مبدئيا في نطاق الضريبة على القيمة المضافة‬
‫ولكن تلجأ أنظمة هذه الضريبة إلى إعفاء بعض األنشطة كالخدمات المالية والمصرفية والسبب في إعفاء‬
‫العمليات المالية والمصرفية هو الصعوبة التقنية المتمثلة في عدم التمكن من معرفة القيمة المضافة لدى هذه‬
‫المؤسسات فليس هناك أي تبرير عن سبب إعفاء مخرجات البنوك و غيرها من الشركات المالية و هي‬
‫الخدمات المالية بينما تخضع للضريبة معظم السلع االستهالكية األخرى ‪ ،218‬و تتمثل الخدمات المالية‬
‫بالخدمات المقدمة من البنوك و شركات إدارة األموال و اتحادات االئتمان التعاوني و شركات التمويل كما‬
‫تشمل الوساطة المالية و المعامالت البنكية و االتجار في األصول الثابتة من أسهم و سندات و منح القروض‬
‫‪219‬‬
‫‪ .‬و في أغلب البلدان تعفى الخدمات المالية من الضريبة على القيمة‬ ‫المالية و الرسوم و العمالت‬
‫المضافة بسبب عدة عيوب تظهر بوضوح عند تطبيق الضريبة عليها فمن صعوبة تحديد القيمة المضافة لكل‬
‫خدمة من هذه الخدمات إلى صعوبات أخرى تتمثل في حدوث خلل في األسواق المالية نتيجة عدم قابلية‬

‫‪217‬‬
‫‪ -‬السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة دراسة مقارنة النظم الضريبية العالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 177‬‬
‫‪218‬‬
‫‪ -‬تكلم أحد وزراء المالية و قال ( أشعر بالقلق القتراح فرض الضريبة على القيمة المضافة على كافة السلع و الخدمات بما في‬
‫ذلك الغذاء مع إعفاء البنوك و شركات التأمين فلماذا يتحمل الفقراء الضريبة على القيمة المضافة بينما ال يتحمل األغنياء الضريبة‬
‫على خدمات المؤسسات المالية التي يتعاملون معها ) للمزيد راجع ‪Alan A. Tait , Value Added Tax International…p 12,‬‬
‫‪219‬‬
‫‪ -‬السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة دراسة مقارنة ‪ ، .......‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 239‬‬

‫‪111‬‬
‫إخضاع جميع المعامالت المالية للضريبة على القيمة المضافة مثل الفائدة ‪ ،‬وأيضا التعقيدات المرافقة لمنح‬
‫خصم للخدمات المالية المصدرة للخارج ‪ ،‬و حصول تشوه في االقتصاد و فقدان للعدالة المرافق إلعفاء هذه‬
‫الخدمات من الضريبة ‪.‬‬

‫و عموما يخضع كل من رأس المال و الخدمات المالية للتقلبات الدولية بشكل كبير مما يضعها أمام‬
‫مشكلة تتعلق بالتدقيق و الرقابة ‪ ،‬لذلك و مع كافة هذه المشاكل المرافقة و الصعوبات في التكليف تلجأ‬
‫أنظمة الضريبة في فرض الضريبة عليها باستخدام طريقة الجمع (فرض الضريبة مباشرة على مجموع األرباح‬
‫واألجور)‪ ،220‬والبديل المحتمل عن هذه الطريقة هي طريقة الطرح‪ ،221‬وهذه الطرق مناسبة في إطار نظام‬
‫ضريبة قيمة مضافة يعتمد كليا على طريقة الجمع أو الطرح‪ ،‬ألن كال الطريقتين ال تتوافقان مع طريقة خصم‬
‫الفاتورة‪ ،‬ولقد وجدت الدراسات أنه يمكن التحايل على هذه الصعوبة بواسطة تطبيق الضريبة على القيمة‬
‫المضافة على أساس التدفق النقدي‪ ،222‬كما وجدت أنه من غير المؤكد أن إخضاع الخدمات المالية التام‬
‫للضريبة سيولد زيادة في إيرادات الضريبة على القيمة المضافة وأنه لن يكون الحل المالي للحكومات التي‬
‫تعاني من أزمة نقدية حيث أن إخضاع الخدمات المالية للضريبة ال يسبب فعليا زيادة كبيرة في وعاء الضريبة‬
‫‪ ،‬فعلى الرغم أنه يزيد من العدالة إال أنه ليس بالضرورة إن يدر حصيلة إضافية كبيرة ‪.223‬‬

‫في النهاية نرى ضرورة خضوع الخدمات المالية للضريبة على القيمة المضافة مع السماح بإجراء‬
‫الخصم كغيرها من الخدمات األخرى ‪ ،‬ألن عدم فرض الضريبة على هذا القطاع يتضمن خسائر في اإليرادات‬
‫و حدوث تشوهات في االقتصاد و فقدان للعدالة الحقيقية والمحسوسة ‪.‬‬

‫‪ -4‬اإلسكان‪:‬‬
‫إن أثر تطبيق الضريبة على القيمة المضافة على خدمات اإلسكان تظهر تنازلية هذه الضريبة‬
‫وتؤدي إلى زيادة تكاليف اإلسكان بالنسبة للفقراء وخصوص ا في البلدان النامية حيث يكون األثرياء مفرطين‬
‫في استهالك السكن مقارنة مع الفقراء كما أن فرض هذه الضريبة على اإلسكان الجديد يؤدي الى تحقيق‬
‫أرباح مفاجئة وغير عادلة تعود على مالكي المنازل القديمة‪.‬‬

‫لذلك تلجأ أنظمة الضريبة على القيمة المضافة إلى إعفاء األبنية السكنية واإليجار ومبيعات المنازل‬
‫الحالية واعادة بيع األبنية السكنية‪ ،‬بينما تفرض الضريبة على بناء وايجار المكاتب‪.‬‬

‫ولقد تم إيجاد طريقة لفرض الضريبة على اإلسكان ‪/‬الخدمات المشغولة من قبل المالك‪ /‬وهي طريقة‬
‫الدفع المسبق‪ ،‬والتي تعني فرض ضريبة القيمة المضافة على الممتلكات التي يشغلها المالك عند الشراء‪ ،‬أي‬

‫‪220‬‬
‫‪ -‬ة تسمى الضريبة على الخدمات المالية ‪ financial services tax‬و تكون منفصلة عن الضريبة على القيمة المضافة و لكنها‬
‫تفرض على القيمة المضافة للوكاالت المالية أي على األجور و اإلرباح و ينظر لها أنها ضريبة مباشرة و بالتالي ال يسمح بخصمها‬
‫لذلك لتجنب التشوهات التي يحدثها االزدواج الضريبي يمكن ان تطبق تلك الضريبة بسعر اقل من سعر الضريبة على القيمة المضافة‬
‫األساسي و على الرغم من ان تلك الضريبة ال يمكن اعتبارها جزء من ضريبة القيمة المضافة إال أنها سوف تكون وسيلة حاسمة و‬
‫جاهزة لمعالجة العدالة ‪.‬‬
‫‪221‬‬
‫‪ -‬طريقة الطرح تحسب الضريبة على سعر بيع السلعة او الخدمة و تطرح الضريبة على المدخالت ‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫‪ -‬طرقة التدفق النقدي ‪ :‬تعامل كافة التدفقات النقدية الواردة بما فيها استالم القروض و دفعات الفائدة بشكل مشابه لمعاملة المبيعات‬
‫و تفرض عليها الضريبة في حال كان المستلم مسجال كما و ان كافة التدفقات النقدية الصادرة بما فيها إعادة القروض أو دفعات الفوائد‬
‫تخضع للخصم في حال كان الدافع مسجال ‪.‬‬
‫‪223‬‬
‫‪ -‬السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة دراسة مقارنة ‪ ، .......‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 210‬‬

‫‪119‬‬
‫فرض الضريبة سلف ا على التمتع بهذه الخدمات وهي الطريقة الموصى بها لفرض الضريبة على العقارات‬
‫السكنية في إطار الضريبة على القيمة المضافة‪.224‬‬

‫‪ -5‬القطاع غير المنظم‪:‬‬


‫يعرف القطاع غير المنظم في الدول باسم اقتصاد الظل وغيره من التسميات‪ ،‬وتعاني الكثير من‬
‫البلدان النامية من انتشار هذا القطاع بنسب كبيرة كما في سورية حيث تصل نسبته إلى أكثر من ‪.%41‬‬
‫ولقد بينت األبحاث في البلدان المختلفة أن هناك تفاعل بين تطبيق ضريبة القيمة المضافة واالقتصاد غير‬
‫الرسمي‪ ،‬فقد يؤدي تطبيق الضريبة على القيمة المضافة الى اتساع قاعدة االقتصاد السري باإلضافة الى‬
‫انخفاض في الرفاهية االجتماعية‪ ،‬ويؤدي اتساع االقتصاد غير الرسمي الى زيادة التهرب الضريبي ومن ثم‬
‫انخفاض في اإليرادات الناجمة عن تطبيق هذه الضريبة‪.225‬‬

‫معدل ضريبة القيمة المضافة يميل إلى إحداث زيادة في‬


‫وبحسب صندوق النقد الدولي فإن ارتفاع ّ‬
‫المعدل عندما يكون االقتصاد غير الرسمي مدعاة للقلق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االقتصاد غير الرسمي‪ ،‬وينبغي من ثم تخفيض هذا‬
‫ولكن األدوات الضريبية األخرى مثل ضريبة الدخل‪ ،‬تحفز أيضا االقتصاد غير الرسمي‪ ،‬وتتيح ضريبة القيمة‬
‫المضافة بعض المزايا‪ ،‬فإذا كان عمالء أحد التجار مسجلين ألغراض ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬فإن من األفضل‬
‫لهم أن يسجلوا أنفسهم أيضا (وهذا يعزى إلى أن تسجيل تاجر ألغراض ضريبة القيمة المضافة يعطيه الحق‬
‫في استرداد الضريبة عن مدخالته بينما يحصل عمالءه على خصم من الضريبة المقررة عليهم في هذه‬
‫الحالة)‪ ،‬ولكن يمكن أن تنشأ أيضا سالسل "سيئة " لهذه الضريبة‪ ،‬ألنه إذا كان عميل التاجر غير مسجل‪،‬‬
‫فإن من األفضل له أال يسجل نفسه أيضا‪ ،226‬كما أن ضريبة القيمة المضافة قد تتعامل مع االقتصاد غير‬
‫الرسمي بطريقة أقل فعالية مقارنة بالتعريفات‪ ،‬ألن التجار غير المسجلين سيدفعون تعريفات على األقل عن‬
‫وارداتهم‪.227‬‬

‫ويمكن مع ذلك زيادة اإليضاح‪ :‬سيتحمل المشغلون غير المسجلين ضريبة القيمة المضافة التي لم‬
‫يتسن استردادها على المدخالت‪ ،‬مثلما سيتحملون الرسوم الجمركية‪ ،‬وعلى خالف التعريفات‪ ،‬فإن ضريبة‬
‫القيمة المضافة‪ ،‬ستصل أيضا إلى المشغلين غير الرسميين‪ ،‬عن مشترياتهم من الشركات المحلية الممتثلة‬
‫للضرائب‪.‬‬

‫وقد ظهرت مشاكل أخرى كبيرة نتيجة لتطبيق ضريبة القيمة المضافة في الدول النامية‪ ،‬التي لديها‬
‫قطاع غير رسمي أو سوق سوداء كبيرة‪ 228‬فضريبة القيمة المضافة أساسا ضريبة على القطاع الرسمي‪ ،‬وال‬

‫‪ -‬إبريل ليام ‪ ،‬كيين مايكل ‪ ،‬بوديين جين بول ‪ ،‬سومرز فيكتوريا ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية ‪ ، 8002 ،‬صندوق‬
‫‪224‬‬

‫النقد الدولي ‪ ،‬ص ‪. 240‬‬


‫‪225‬‬
‫‪- Zahra Afshari - Estimating the Inflationary Effect of Implementing Value Added Tax in Iran (An‬‬
‫‪Input –Output Approach)- Professor of Economics Alzahra University,Iran .‬‬

‫‪ -‬صندوق النقد الدولي ‪ -‬اإليرادات في البلدان النامية‪ ،‬أعدتها إدارة شؤون المالية العامة ووافق عليها كارلو كوتاريللي ‪ 26‬يناير‬
‫‪226‬‬

‫‪.2011‬‬
‫‪227‬‬
‫‪-Emran, Shahe, and Joseph Stiglitz, 2005, “On Selective Indirect Tax Reform in Developing‬‬
‫‪Countries,” Journal of Public Economics, Vol. 89, pp. 599–623.‬‬
‫‪228‬‬
‫‪- Stiglitz, Joseph and M Shahe Emran (2004). Price neutral tax reform with an informal economy,‬‬
‫‪Public Economics 0407010, Economics Working Paper Archive at WUSTL .‬‬

‫‪150‬‬
‫يمكن أن تغطي النشاطات غير الرسمية‪ ،‬مثل الزراعة الصغيرة والمؤسسات المنزلية وصغار الباعة وتجار‬
‫المفرق أو مقدمي الخدمات ‪.‬لذلك وبطريقة غير جيدة يمكن لضريبة القيمة المضافة أن تعيق التنمية بتشجيع‬
‫مثل هذه النشاطات للبقاء ضمن فئة القطاع غير الرسمي‪ ،‬بدال من الدخول في القطاع الرسمي حيث هنالك‬
‫زيادة أكثر للقيمة ‪.‬استجابة لذلك قد تتجه الحكومة نحو زيادة الضريبة على القطاع الرسمي والتي بدورها قد‬
‫تقود الكثير من النشاطات إلى القطاع غير الرسمي‪ .‬هذا كله محتمل جد ا ألنة في الكثير من الدول النامية‬
‫يكون األفراد والمؤسسات في كل مستويات الدخل مرتبطين بدرجات متفاوتة مع القطاع غير الرسمي‪.‬‬

‫وهذا يعني أن ضريبة القيمة المضافة في معظم الدول النامية ليست" ليس لها تأثير تشويهي "‬
‫بحسب الزعم ‪.‬فإذا كان القطاع غير الرسمي كبي ار‪ ،‬فسيكون لها أثر تشويهي حيث أنها تخلق حوافز ضد‬
‫االنتقال إلى النشاطات االقتصادية الرسمية أو المسجلة‪ ،‬برغم رغبة الحكومات في توسيع هذه النشاطات‪ .‬من‬
‫المستحيل عمليا في معظم الدول النامية تقريبا فرض ضريبة على كل السلع والخدمات‪.‬‬

‫ولذلك يبقى السؤال في البلدان التي ترغب بتطبيق ضريبة القيمة المضافة والتي ينتشر فيها‬
‫االقتصاد السري وتعاني أنظمتها الضريبية من التهرب الضريبي من مدى مالئمة اختيار تطبيق هذه الضريبة‪.‬‬

‫و من ناحية أخرى تشير تجارب البلدان أن تطبيق الضريبة على القيمة المضافة من شانه المساهمة‬
‫في إصالح األنظمة الضربية واإلدارة الضريبية‪ ،‬وبالتالي فإن تطبيقها سيؤدي إلى تخفيض التهرب الضريبي‬
‫من خالل زيادة فعالية النظام الضريبي‪ ،‬ومن الممكن انه في ظل اإلصالحات والدراسات المتأنية أال يؤدي إلى‬
‫اتساع االقتصاد السري‪.‬‬

‫في النتيجة يمكننا تصنيف التأثيرات االقتصادية لنظام ضريبة القيمة المضافة إلى مجموعتين‪:229‬‬
‫هما التأثيرات االقتصادية الشاملة مثل تأثيرات ضريبة القيمة المضافة على النمو االقتصادي ومستوى األسعار‬
‫واالستثمارات وايرادات الحكومة واالستهالك ‪.....‬إلخ‪ ،‬والتأثيرات االقتصادية المحلية مثل التأثيرات على الفعالية‬
‫والحقوق االجتماعية ‪.......‬إلخ ‪.‬‬

‫وفي غالبية الدول المتقدمة‪ ،‬يكون نظام ضريبة القيمة المضافة بديل للضريبة على االستهالك‬
‫والضرائب األخرى وتبعا الستخدام ضريبة القيمة المضافة فإنه من المتوقع أن تسبب هذه االستعاضة تأثيرات‬
‫إيجابية على اإلنتاج والنمو االقتصادي‪ ،‬في حال أدخل هذا النوع من فرض الضرائب في اقتصاد معين للمرة‬
‫األولى وكان الغرض من استخدامه تحقيق زيادة في الدخل الحكومي‪ ،‬في الواقع تعتمد تأثيرات ضريبة القيمة‬
‫المضافة على النمو االقتصادي على الخطة والسيما الغرض من إحاللها محل طرق أخرى لفرض الضرائب‬
‫حيث ال يمكن التنبؤ بها من البداية‪.‬‬

‫أما تأثير هذه الضريبة على الفعالية االقتصادية فيرى علماء االقتصاد أنه إذا تم حساب القيمة‬
‫المضافة من المعادلة التالية‪:‬‬

‫القيمة المضافة = األجور ‪ +‬الفائدة ‪ +‬اإليجار ‪ +‬الربح‬

‫‪229‬‬
‫‪- Drs. Robert Carroll, Robert Cline, and Tom Neubig Ernst &Young LLP And Drs. John Diamond‬‬
‫‪and George Zodrow Tax Policy Advisers LLC and Baker Institute for Public Policy and Economics‬‬
‫‪Department, Rice University - / The Macroeconomic Effects of an Add-on Value Added Tax Prepared‬‬
‫‪for the National Retail Federation / -Ernst & Young - October 2010.‬‬

‫‪151‬‬
‫فإن استخدام هذا النوع لنظام فرض الضرائب ال يعوق أي من عوامل اإلنتاج و بالتالي يزيد الفعالية‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫وبالنتيجة فإن األسباب الرئيسية الستخدام ضريبة القيمة المضافة من قبل الحكومات هي زيادة‬
‫الدخل للحكومات وانقاص المقدار الضريبي على اإلنتاج واالستثمار في القطاع اإلنتاجي وزيادة الفعالية في‬
‫نظام فرض الضرائب واالستفادة من مزايا الضريبة مثل حياد الضريبة وتخفيض فرص التهرب وتسهيل الدخول‬
‫في البروتوكوالت اإلقليمية والقدرة على توليد الدخل القومي‪.‬‬

‫إن إيراد كافة التفاصيل السابقة و نتائج تجارب الدول مع الصعوبات التي واجهتها و الحلول من شأنه أن‬
‫يضع القائمين على إعداد نظام للضريبة على القيمة المضافة في سورية األخذ بعين االعتبار كل المشاكل‬
‫التي تتعلق بالقطاعات كافة من أجل العمل على دراسة خصوصية كل قطاع في سورية أهميته و الطريق‬
‫األنسب للتعامل معه لذلك ال بد أوال من التطبيق التدريجي لهذه الضريبة ليصار فيما بعد إلى تحديد آثارها‬
‫األولية و دراسة آثارها الالحقة بعد توفر البيانات المطلوبة لكل دراسة وبالرغم مما قامت به وزارة المالية إال‬
‫أن الواقع يشير إلى العديد من المعوقات التي تقف في وجه تطبيق هذه الضريبة في سورية نعرضها كمايلي‪:‬‬

‫‪ -0‬المعوقات االقتصادية‪:‬‬
‫انخفاض مستوى الدخل الفردي في سورية وما يترافق معه من ضعف القوة الشرائية‪ .‬ونظرا أن تطبيق‬ ‫‪-‬‬
‫مبدأ الضريبة على القيمة المضافة سيؤدي حتم ا إلى ارتفـاع مسـتوى األسـعار‪ ،‬فـإن هـذا الوضـع لـيس‬
‫مالئم ا لتطبيقها ما لم يتم تحسين مستوى الدخل الحقيقي من جهة‪ ،‬وضبط صارم لألسواق واألسـعار‬
‫من جهة أخرى ‪ .‬واال فإن ذلك سيؤدي إلـى مفعـول عكسـي يـؤدي إلـى إحجـام األفـراد عـن اإلنفـاق ومـا‬
‫يتبع ذلك من انكماش اقتصادي غير مرغوب فيه‪.‬‬

‫عدم االلتزام باعتماد الفـاتورة كوثيقـة أساسـية فـي عمليـات البيـع داخـل البلـد وذلـك رغـم وجـود قـوانين‬ ‫‪-‬‬
‫تلزم البائع بتحرير الفاتورة عند عملية البيع ولكنها غير مفعلة من قبل الجهات الرسمية‪ ،‬إضافة إلـى‬
‫ذلك عدم توفر الوعي لدى المستهلك بطلب الفاتورة عند الشراء‪ .‬وكمـا هـو معلـوم فـان نظـام الضـريبة‬
‫علــى القيمــة المضــافة يعتمــد بشــكل أساســي علــى آليــة الخصــم التــي تعتمــد علــى تحريــر الفــاتورة‪.‬‬
‫ويمكــن القــول انــه إذا لــم يعمــم نظــام الفــوترة بشــكل جيــد فلــن يكــون هنــاك أي إمكانيــة لتطبيــق هــذه‬
‫الضــريبة‪ ،‬وقــد شــجعت وزارة الماليــة علــى تعمــيم هــذا النظــام عنــدما ألغــت رســم الطــابع علــى الفــاتورة‬
‫بموجب قانون رسم الطابع رقم ‪ 44‬لعام ‪ ، 2115‬نظ ار لمـا كـان يسـببه هـذا الرسـم مـن مخـاوف لـدى‬
‫قطاع األعمال عند تنظيم الفاتورة ‪.‬‬

‫بنيــة االقتصــاد الســوري الــذي يعتمــد بشــكل أساســي علــى النشــاط الزراعــي الــذي يصــعب إخضــاعه‬ ‫‪-‬‬
‫للضريبة على القيمة المضافة(لطبيعته الخاصة ) وهذه مشكلة عامـة فـي جميـع البلـدان التـي طبقـت‬
‫وتنــوي تطبيــق الضــريبة علــى القيمــة المضــافة ‪،‬إضــافة إلــى ذلــك فــان أغلــب األنظمــة االقتصــادية ال‬
‫تخضع القطاع الزراعي للضرائب من أجـل تحقيـق هـدف اجتمـاعي‪ ،‬وهـو سـوف يشـكل تحـديا لألجهـزة‬
‫الضريبية من الصعب التغلب عليه‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫ضعف اإلدارة الجمركية في معالجة موضوع التهريب عبر الحدود مع دول الجـوار واسـتخدام األسـاليب‬ ‫‪-‬‬
‫التقليدية في معالجة هذه المشكلة ‪،‬األمر الذي يؤثر بشكل كبير على عمل آلية الضريبة على القيمـة‬
‫المضافة من ناحية االستيراد (تؤدي إلى حـدوث عمليـات تجاريـة خـارج سـيطرة نظـام الضـريبة علـى‬
‫القيمة المضافة)‪.‬‬

‫التجارة االلكترونية ‪:‬إن انتشار التجارة االلكترونية وتوسعها على نطاق واسع خالل السنوات القادمة‬ ‫‪-‬‬
‫من شأنه أن يربك ويسبب مزيدا من المشكالت الفنية والورقية للسلطات الضريبية على مستوى‬
‫تسوية صفقات هذا النوع من التبادل التجاري‪ ،‬وخاصة في دولة نامية كسورية‪ ،‬لعدم وجود النصوص‬
‫التشريعية الناظمة لها‪.‬‬
‫اقتصاد الظل أو االقتصاد غير الرسمي الذي يشكل نسبة كبيرة جدا من االقتصاد السوري ‪ ،‬و بالتالي‬ ‫‪-‬‬
‫كيفية إيجاد طريقة معينة لحصره‪ ،‬علما ان الضريبة على القيمة المضافة تساعد في حل هذه‬
‫المشكلة كما وجدنا سابقا‪.‬‬
‫القطاع المالي و الخدمات المالية و الصعوبة المرتبطة به عند تطبيق هذه الضريبة‬ ‫‪-‬‬
‫الصعوبات التي تظهر أثناء تطبيق هذه الضريبة في كيفية معاملة السلع المختلفة وتصنيفها و‬ ‫‪-‬‬
‫خصوصا السلع الرأسمالية‪.‬‬
‫‪ -2‬المعوقات اإلدارية والمالية‪:‬‬
‫انخفاض مستوى التقانات المتوفرة والالزمة لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة (أي عملية‬ ‫‪-‬‬
‫المكننة الشاملة والربط بين مديريات الماليات والجمارك مع اإلدارة المركزية وتوفر قاعدة بيانات)‪.‬‬
‫فالضريبة على القيمة المضافة هي ضريبة حديثة ومتطورة واجراءاتها تعتمد على تقانات حديثة‬
‫وعصرية ‪،‬وبناء نظام األتمتة يحتاج إلى وقت ليس بالقصير‪.‬‬
‫التعقيد الحالي في اإلدارة الضريبية واعتماد التقدير اإلداري في إنجاز التكليف الضريبي رغم الطاقة‬ ‫‪-‬‬
‫المحدودة لإلدارة‪ ،‬وهنا نؤكد على أهمية اعتماد أسلوب التقدير الذاتي في التكليف الذي يعني أن‬
‫يتمثل بموجبه المكلفين اللتزاماتهم الضريبية دون تدخل من قبل اإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫عدم توفر األرقام واإلحصاءات الصحيحة والدقيقة المتعلقة باالقتصاد السوري والالزمة للقيام‬ ‫‪-‬‬
‫بالدراسات االقتصادية واالجتماعية التي يتطلبها التحضير لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬
‫التقسيم النوعي إلدارة الضرائب المنسجم مع اعتماد الضرائب النوعية على الدخل بحيث أن اغلب‬ ‫‪-‬‬
‫الدول اتجهت إلى تطوير تقسيم إدارة الضرائب باعتماد التقسيم الوظيفي إلدارة الضرائب واعتماد نظام‬
‫الضريبة الموحدة على الدخل (وباألخص عند اعتماد إدارة موحدة لضريبة الدخل والضريبة على‬
‫القيمة المضافة)‪.‬‬
‫البيروقراطية والفساد والضعف التي يتسم بها الجهاز الضريبي السوري من جهة‪ ،‬وغياب) الوعي‬ ‫‪-‬‬
‫الضريبي للمكلفين من جهة أخرى‪ ،‬وضعف آلية االستعالم الضريبي للجهات الضريبية من جهة‬
‫ثالثة‪ ،‬والطرائق التقليدية والعشوائية التي تسيطر على آلية عمل وادارات النشاطات االقتصادية‬
‫لقطاعات اإلنتاج والتجارة والخدمات من جهة رابعة‪ ،‬كل ذلك ال يعد مساعد ا في تطبيق مبدأ الضريبة‬
‫على القيمة المضافة‪ ،‬ما لم تتم تذليل هذه العقبات أو التقليل منها‪ ،‬وهذا ليس سهالا ويتطلب‬
‫سياسات واجراءات حكومية فعالة متكاملة ويحتاج إلى الوقت‪ ،‬وما التهرب الضريبي والجمركي‬

‫‪153‬‬
‫السائدان حالي ا سوى خير دليل على عوامل الضعف المذكورة‪ .‬وفي هذا السياق ال بد من التنويه إلى‬
‫أن إصالح اإلدارة الضريبية يكتسب أهمية كبرى في عملية اإلصالح الضريبي‪ ،‬ألن النظام الضريبي‬
‫الذي تقوم هذه اإلدارة بتنفيذه ما هو إال انعكاس للسياسة الضريبية التي تنتهجها الدولة كجزء من‬
‫السياسة المالية‪ ،‬ويمكن القول إنه عندما تفتقد اإلدارة الضريبية الكفاءة يمكن أن تحول أفضل‬
‫النظم والتشريعات إلى أسوءها ‪.230‬‬
‫إن ضعف البيئة العامة والبنية التحتية المؤسسية والتشريعية والتنظيمية والرقابية الالزمة) لنجاح‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيق مبدأ الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬تجعل قضية االلتزام أو عدم االلتزام بتسديد مبلغ‬
‫الضريبة من قبل المكلفين على رأس قائمة المصاعب التي قد تعيق تحقيق األهداف المرجوة منها‪،‬‬
‫إذ قد ال تنحصر المشاكل بمحاوالت التهرب الضريبي وال بآلية احتساب مبلغ الضريبة وفوترتها و‪/‬أو‬
‫تحصيلها من قبل مؤدي الخدمة أو مكلف الحلقة اإلنتاجية أو التجارية التالية‪ ،‬بل بالتأخر أو‬
‫التهرب من تسديدها للجهات الضريبية ‪.‬ففي حاالت الركود والقلة والحاجة والعسر واإلفالس( و‪/‬أو‬
‫وحصلوه‬
‫ّ‬ ‫القصد المبيت )ستصطدم الخزينة الضريبية بمشكلة عدم التزام المكلفين بتسديد ما سبق‬
‫من مبالغ ضريبية لواحد أو أكثر من الحاالت أعاله‪ ،‬ومن ثم ال بد‪ ،‬وقبل اعتماد مبدأ هذه الضريبة‬
‫من وضع اآلليات والتشريعات واإلجراءات المناسبة لتفادي ذلك‬
‫الصعوبات المتعلقة بضمان تحصيل الضريبة‪ ،‬والتأخر بتسديدها والتدقيق بالمستندات والتصاريح‬ ‫‪-‬‬
‫المغلوط بها ودراسة االعتراضات المتعلقة بها‪ ،‬واإلجراءات المعقدة والوقت الطويل الالزم الستردادها !‬
‫وهذه الصعوبات جميعها موجودة حالي ا ويعاني منها النظام الضريبي السوري‪ ،‬ولكنها سوف‬
‫تتضاعف وتزداد تعقيد ا في ظل تطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪ .‬فمسألة رد المبالغ الضريبية‬
‫المستحقة للمكلف( على سبيل المثال )هي فن ال تتقنه وال تريد أن تتعلمه الجهات الضريبية في‬
‫كثير من دول العالم‪ ،‬وال سيما النامية منها‪ ،‬وعلى األخص إذا علمنا أن الرديات الضريبية قد تصل‬
‫نسبتها إلى ‪ %51‬من إجمالي المبالغ الضريبية المسددة قبل االسترداد‪.‬‬
‫من أهم المحاذير التي ينبغي أخذها بالحسبان واالستعداد للتقليل من آثارها‪ ،‬هو االنتشار المبرر‬ ‫‪-‬‬
‫وغير المبرر لثقافة الغالء في المجتمع كظاهرة عامة‪ ،‬قد يستغلها أصحاب الملكية والفعاليات‬
‫االقتصادية والكبار والصغار من التجار‪ ،‬تحت غطاء االرتفاع العام القسري لألسعار والتستر بغطاء‬
‫الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬لذلك ال بد في هذا اإلطار من التحضير والقيام بما يلزم من قبل‬
‫السلطات المعنية لوضع الضوابط الرقابية المناسبة للجم هذه الظاهرة‪ ،‬علم ا أن السنوات القليلة‬
‫الماضية أثبتت محدودية قدرة هذه السلطات في ضبط االرتفاعات غير المبررة ألسعار معظم السلع‬
‫والمواد الغذائية والضرورية ‪.‬ومن الجدير بالذكر أن الرفع الموضوعي والمبرر ألسعار ‪ %21‬من‬
‫السلع المبيعة في السوق على سبيل المثال‪ ،‬من شأنه في ظروف ضعف الرقابة وظل ثقافة الفساد‬
‫أن يتسبب برفع أسعار ال )‪ ( 40 %‬الباقية بال أي مبرر‪.231‬‬

‫‪ - 230‬رجاّل‪ ،‬عبد الحليم‪ ،‬االتجاهات الجديدة في النظام الضريبي السوري‪ ،‬رسالة ماجستير بإشراف ‪.‬الدكتور الياس نجمة‬
‫كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬نيسان‪ ، 1002‬ص ‪. 220‬‬
‫‪231‬‬
‫‪ -‬د فضلية عابد ‪ ،‬ألية حساب الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬خصائصها و معوقات تطبيقها في الجمهورية العربية السورية ‪،‬‬
‫بحث منشور في مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية ‪. 2009/1/26 ،‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ -3‬المعوقات االجتماعية‪:‬‬
‫ضعف الثقة بين المواطن والمؤسسة الحكومية (المالية) فيما يخص انعكاس اإليرادات الضريبية على‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع بأشكال مختلفة‪.‬‬
‫معارضة مجتمع األعمال لهذا النظام ألنه يمكن موظفي الدوائر المالية من الوصول إلى السجالت‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة بالمكلف عبر التدقيق المتقاطع اللتزامات المكلف (ضريبة الدخل و الضريبة على القيمة‬
‫المضافة )‬
‫ض عف الوعي الضريبي لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة لدى المكلف والمستهلك وحتى هذه‬ ‫‪-‬‬
‫اللحظة فالمعرفة بهذه الضريبة ال تزال محصورة بعدد قليل من موظفي اإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫الصعوبات المتعلقة بإمكانية تطبيق المكلفين اللتزاماتهم اإلجرائية‪ ،‬والمتمثلة بتقديم تصاريح دورية‬ ‫‪-‬‬
‫شهرية مرفقة بمقدار الضريبة المطلوب حسمها‪ ،‬وااللتزام الكامل بالتعامل بالفواتير والمستندات‬
‫األخرى ذات الصلة في كل مرة يتم فيها إنجاز أي نشاط اقتصادي‪.‬‬

‫وأهم الصعوبات والمعوقات األخرى تتجلى بـــ‪:‬‬

‫اآلثار الناتجة عن تطبيق هذه الضريبة حيث اضطرت معظم الدول التي فرضت هذه الضريبة نتيجة‬ ‫‪-‬‬
‫الخالفات بين المكلفين واإلدارة الضريبية إلى إجراء تعديالت متعددة على القانون بعد فرضه مما يخل‬
‫بقاعدة اليقين المعروفة ضريبيا ‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى قلق المكلفين‪.‬‬
‫انعكاس اآلثار االقتصادية الناتجة عن فرض هذه الضريبة على ذوي الدخل المحدود و على‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصاد بشكل عام‪ ،‬وما يرافقها من صعوبات في اختيار الطريق األمثل لتفادي تنازلية الضريبة‪.‬‬
‫صعوبة تكليف جميع الفعاليات‪ ،‬خاصة أن معظم الدول التي تطبق هذه الضريبة تطلب حدا معينا من‬ ‫‪-‬‬
‫رقم األعمال للتسجيل في الضريبة مما يؤدي إلى عدم المساواة بين المسجل وغير المسجل‪.‬‬
‫القدرة على البت في المنازعات‪ ،‬وخاصة أن حل الخالفات الناتجة عن الضريبة يتطلب السرعة منعا‬ ‫‪-‬‬
‫لعرقلة النشاط االقتصادي للمكلفين وهذا األمر يحتاج إلى فرض قانون مرافق للضريبة غالبا ما يكون‬
‫بعيدا عن القوانين النافذة‪ ،‬ففي انكلت ار يتم اللجوء إلى حكم مستقل قبل اللجوء إلى القضاء‪ ،‬وفي‬
‫إسبانيا يتم اللجوء إلى المحكمة اإلدارية المختصة بالضرائب‪ ،‬وفي إيطاليا هناك محاكم خاصة‬
‫بالضرائب‪ ،‬أما في هولندا فيلجأ المكلف إلى اإلدارة المالية قبل القضاء‪ ،‬أما في سورية فيتم النظر‬
‫في المنازعات عن طريق لجان الطعن في الماليات ولجنة إعادة النظر في الوزارة‪ ،‬أي ال تخرج عن‬
‫سلطة وزارة المالية وهذه نقطة ضعف أشرنا إليها سابقا‪ ،‬كما أن القضاء السوري في وضعه الراهن‬
‫ال يملك اإلمكانيات للبت بالمنازعات الضريبية التي قد تنشأ أثناء تطبيق هذه الضريبة‪.‬‬
‫حاجة الضريبة إلى نظام محاسبي خاص‪ ،‬حيث تتطلب هذه الضريبة وجود نظام محاسبي مرافق لها‬ ‫‪-‬‬
‫يكون قابل للتطبيق على جميع المكلفين بأداء الضريبة مهما كان النشاط الذي يمارسونه ومهما كان‬
‫حجمه‪ ،‬بسهولة وبساطة متكامل من حيث العناصر الالزم توافرها للنظام المحاسبي ومن حيث‬
‫المفاهيم التي تنبثق من نظرية المحاسبة أو القواعد المحاسبية المتعارف عليها‪ ،‬وأن يكون فيه دور‬
‫للمحاسب باعتباره طرفا محايدا يضع النظام المحاسبي موضع التنفيذ ويتبنى حماية نظام المراقبة‬
‫الداخلية ويشرف على استخراج نتائج النشاط ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫الحاجة إلى كفاية المعلومات حيث أن حصر وفحص وتحصيل الضريبة على أفضل صورة ممكنة‬ ‫‪-‬‬
‫يتطلب م علومات كثيرة مترابطة يجب أن يؤمنها النظام الضريبي لإلدارة الضريبية للقيام بعملها على‬
‫أفضل صورة ممكنة‪ ،‬وهذا األمر غير متوفر حاليا بسبب عد االستعانة بأنظمة المعلومات الضربية‬
‫االلكترونية المتقدمة وضعف االستعالم الضريبي‪ ،‬حيث أن وزارة المالية أنشئت دائرة مختصة‬
‫باالستعالم الضريبي ووضعت قانونا ينظم عملها وهو القانون ‪ 25‬لعام ‪ ،2114‬إال أنها ال تعمل كما‬
‫يجب لها أن تعمل‪ ،‬وهي غير مفعلة‪ ،‬وتفوت على الدولة الكثير من المطارح الضريبية ويرى الباحث‬
‫أنها تكلف الدولة أكثر مما تنتج حيث يصرف إلى العاملين (كضابطة استعالمية) فيها كل شهر‬
‫تعويضات تعادل ‪ %41‬من قيمة رواتبهم ‪.‬‬
‫الحاجة إلى الرقابة اإلدارية الشديدة حيث ان فرض هذه الضريبة يتطلب فرض رقابة إدارية شديدة‬ ‫‪-‬‬
‫مما قد يعرقل النشاط االقتصادي بسبب المضايقات التي تحدثها للمكلفين مما يحفزهم على الغش‬
‫والتهرب من الضريبة‪.‬‬

‫و بالرغم من المعوقات السابقة فإن اآلثار اإليجابية التي تنتج من تطبيق الضريبة على القيمة المضافة‬
‫تفوق بكثير اآلثار السلبية الناتجة عن تطبيقها مما يجعلها ظاهرة ضريبية ال نظير لها اكتسحت العالم و‬
‫انتشرت في كل قارة من قارات الدنيا و في مطلع كل عام تراها تدخل بلدانا جديدة محولة خصومها إلى‬
‫أنصار مؤيدين لها‪.232‬‬

‫‪232‬‬
‫‪ -‬د السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القي مة المضافة دراسة مقارنة للنظم الضريبية العالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 12‬و‬
‫انظر أيضا ‪:‬‬
‫د شويكار إسماعيل يوسف ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة في إطار السوق العربية المشتركة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫الواقع االجتماعي وآلية تطبيق ضريبة القيمة املضافة‬

‫المبحث األول‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة المضافة على التضخم واألسعار والقوة الشرائية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األثر االجتماعي لتطبيق ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسس تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية‬

‫‪157‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أثر تطبيق ضريبة القيمة املضافة على التضخم و األسعار و القوة الشرائية ‪:‬‬

‫إن أهم ما يثيره تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في أي بلد هو تأثيرها على األسعار‪ ،‬فتوجد متغيرات‬
‫كثيرة ومتنوعة ال يمكن معها ان نرجع إحداها بالذات وبصورة منفردة الى اآلخر ( مثال كأن يكون إدخال‬
‫الضريبة على القيمة المضافة متزامنا مع فوران في األسعار بسبب ارتفاع أسعار البترول أو ارتفاع األسعار‬
‫ألسباب أخرى كالحروب وغيرها كما حدث في ايرلندا والنمسا وبوليفيا وايطاليا والمملكة المتحدة عام ‪0102‬‬
‫‪233‬‬
‫) ‪.‬و تالقيا لهذه اآلثار المتوقعة للضريبة على القيمة المضافة يجري دائما إعداد دراسات لتقدير‬ ‫و‪0103‬‬
‫حجم هذه اآلثار على أسعار البيع بالتجزئة وتحاول الحكومات جاهدة حماية الجمهور من ارتفاع األسعار ‪،‬‬
‫كما يحاول التجار وصغار رجال األعمال ترقب وتوقع هذه اآلثار بسبب عدم تأكدهم مما ستفعله هذه الضريبة‬
‫بما لديهم من سيولة نقدية‪ ،‬فيقومون بعدة تدابير احترازية كالمبالغة في هوامش إرباحهم‪ .‬والمنطق السليم‬
‫يفرض علينا تتبع ما يمكن حدوثه لألسعار والتضخم عند إدخال الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬لذلك‬
‫سنوضح أوال تأثيرات هذه الضريبة على التضخم و األسعار و تغيراته المرافقة ‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬ضريبة القيمة المضافة والتضخم و األسعار‪:‬‬


‫حدث جدل كبير فيما إذا كانت ضريبة القيمة المضافة تملك تأثيرات تضخمية قوية‪ ،‬حيث كان هناك‬
‫اتجاهان ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬يرى انه ليس لها أي تأثير على المستوى العام لألسعار ‪ ،‬و ان ارتفاع األسعار المتزامن في‬ ‫‪-‬‬
‫بعض األحيان مع تطبيق هذه الضريبة سببه التوسع في سياسات القروض و الزيادة في األجور ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬يرى ان ضريبة القيمة المضافة ترفع األسعار وتزيد من حدة التضخم القائمة‪.234‬فقد أشارت‬ ‫‪-‬‬
‫بعض الدول إلى أن أحد األسباب الرئيسية لعدم استخدامها ضريبة القيمة المضافة هو اعتقادهم‬
‫بوجود عالقة ايجابية بين ضريبة القيمة المضافة والتضخم ‪.‬‬

‫وال توجد دراسات نهائية توضح وبصورة قاطعة آثار ضريبة القيمة المضافة على األسعار والتضخم ‪ ،‬وال‬
‫يرجع هذا السبب الى عدم االهتمام بهذه المسالة ‪ ،‬و إنما يرجع السبب في ذلك الى عدة عوامل أخرى مثل‬
‫التغيرات الناتجة عن المؤثرات األخرى كاالرتفاع في األجور أو سياسة القروض أو زيادة أسعار السلع‬
‫االستهالكية أو توقيت تطبيق الضريبة في فترة تضخم فعلي‪ .235‬و بناء على ذلك تكون هذه األسباب هي‬
‫التي أحدثت التضخم و ليست الضريبة على القيمة المضافة هي السبب األصيل له ‪ .‬كما يرى بعض الخبراء‬
‫الماليون أن استخدام ضريبة القيمة المضافة كنوع آخر من أنواع األنظمة الضريبية يعتبر سياسة انكماش أي‬
‫لديها تأثيرات انكماش ‪.‬فعلى سبيل المثال في البرتغال كان تأثير الضريبة على األسعار ال يذكر الن تطبيقها‬

‫‪233‬‬
‫‪- Alan A. Tait – value added tax international practice and problems, international monetary, fund ,‬‬
‫‪Washington , dc. 1988, p 191 .‬‬
‫‪234‬‬
‫‪- Bramon Gerard (m) : the value added tax is a good utility infilder - national tax‬‬
‫‪jornal,spe.1984,vol37,no.3,pp..303-312 .‬‬
‫‪235‬‬
‫‪ -‬أ الصياد – أميرة ‪ ،‬ورقة عمل كيفية مواجهة اثر الجات على مستوى األسعار ‪ ،‬بحث مقدم في دليل أبحاث وحدة البحوث و‬
‫المقارنة عن الفترة ‪ 2001/96‬بمصلحة الضرائب على المبيعات ‪ ،‬مصر ص ‪. 37‬‬

‫‪151‬‬
‫تصادف حدوثه مع موجة انكماشية ‪ .‬ولفهم تأثير الضريبة على القيمة المضافة على التضخم ال بد من‬
‫استعراض العديد من الدراسات و تجارب الدول وفقا للتالي ‪:‬‬

‫عند قيام أي بلد بإدخال ضريبة القيمة المضافة يقوم بدراسة التأثير الممكن لهذه الضريبة على‬ ‫‪-‬‬
‫مستوى أسعار المفرق كما أسلفنا ‪ ،‬حيث انه من المتوقع لضريبة القيمة المضافة أن تخفض الدخل‬
‫الحقيقي تبعا لمقدار معادل تقريبا لحجم الضريبة‪ .‬تقترح النظرية االقتصادية وجود طريقتين لحدوث‬
‫هذا وهما‪:‬‬
‫‪ -9‬قد ينخفض الدخل الحقيقي من خالل هبوط في األجور االسمية ودفعات عناصر اإلنتاج األخرى دون‬
‫أي تغيير في المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫‪ -1‬قد ينخفض الدخل الحقيقي من خالل زيادة مرة واحدة في مستوى األسعار بينما يتم بقاء األجور‬
‫االسمية ودفعات عناصر اإلنتاج األخرى ثابتة أو غير متأثرة تبعا للضريبة‪ .‬وفي كال الحالتين قد‬
‫ينخفض الدخل الحقيقي لألسر تبعا لمقدار الضريبة‪.‬‬

‫في هذا السياق وردت العديد من الدراسات واألبحاث‪ ،‬ففي عام ‪ 9119‬عقد معهد بروكينغس مؤتم ار‬
‫لمناقشة تجربة الدول األوروبية التي كانت من أوائل المتبنين لضرائب القيمة المضافة في عامي ‪9161‬‬
‫و‪ ،9119‬حيث تم مناقشة الخلفية والعمل واآلثار االقتصادية لضرائب القيمة المضافة في فرنسا‪ ،‬إيطاليا‪،‬‬
‫ألمانيا‪ ،‬نيوزيلندا ‪ ،‬المملكة المتحدة والسويد‪ ،‬وكانت النتيجة التي تم التوصل إليها أن قضية ضريبة القيمة‬
‫المضافة تدرس التأثيرات القليلة الملحوظة على مستويات األسعار عندما يتم إقرار الضريبة‪ ،‬حيث كانت‬
‫ضرائب القيمة المضافة الجديدة ضرائب بديلة حلت محل ضرائب المبيعات أو حجم األعمال الحالية وزادت‬
‫المبلغ اإلجمالي لإليراد الضريبي إضافة إلى ذلك فقد اتخذت معدالت ضريبية متعددة السيما المعدل الصفري‬
‫واإلعفاء الكامل لتخفيف التغيرات في الضريبة وثيقة الصلة عبر الصناعات وأنواع اإلنفاقات‪.‬‬

‫وبالمقارنة مع تحديد زيادات األسعار األدنى في زمن اإلقرار‪ ،‬اكتشفت أبحاث المؤتمر أن الزيادات‬
‫التالية في المعدالت الضريبية أدت إلى زيادات أسعار ملموسة‪ ،‬وتعتبر هذه نتيجة متوقعة في حال تم إحالل‬
‫ضريبة قيمة مضافة محل ضرائب أخرى‪ ،‬بالرغم من أنها تزيد اإليرادات الضريبية‪ .‬وقد أشار أحد الباحثين‬
‫(هنري آرون)‪ 236‬أن األبحاث المتعلقة باالقتصاد القياسي للدول المستقلة وجدت أن زيادة بنسبة ‪ %9‬في‬
‫معدالت ضريبة القيمة المضافة أدت إلى أقل من زيادة بنسبة ‪ %9‬في إجمالي مستوى األسعار‪ ،‬ومن المتوقع‬
‫أن تكون هذه االستجابة أو المرونة أقل من واحد نظ ار ألنه لن تطبق ضرائب القيمة المضافة على كافة‬
‫اإلنفاقات االستهالكية على نحو نموذجي‪ ،‬كما الحظ أن هذه الزيادة مرة واحدة في مستوى األسعار كان‬
‫محتمالا‪ ،‬نظ ار ألن كل دولة ازدت موارد المال لمالئمة اإلنفاق األعلى المطلوب لدعم زيادات األسعار‪ .‬وبالتالي‬
‫يكون ارتفاع مستوى األسعار له تأثير على تخفيض الدخل الحقيقي للعمال بسبب ازدياد األسعار أكثر من‬
‫انخفاض األجور االسمية أو ارتفاع البطالة‪.‬‬

‫كما وجدت دراسة متعلقة باالقتصاد القياسي لتأثير إحالل ضريبة قيمة مضافة محل ضرائب مبيعات‬
‫المفرق في أربع مقاطعات كندية تفاوت األسعار بتوافق مع التغير في فعالية معدالت ضريبة القيمة المضافة‬

‫‪236‬‬
‫‪- Aaron, Henry, 1981. editor, The Value-Added Tax: Lessons from Europe Brookings Institution‬‬
‫‪(September).‬‬

‫‪159‬‬
‫تبعا لفئة اإلنفاق االستهالكي الرئيسية‪ ،‬بمعنى كانت التغيرات في األسعار االستهالكية تبعا لفئة اإلنفاق‬
‫تناسبية وفقا للتغير في ضرائب االستهالك المفروضة على كل فئة‪.‬إذا تطبيق ضريبة القيمة المضافة على‬
‫جزء فقط من ا الستهالك يعود إلى إعفاءات هامة ومعدالت ضريبية مخفضة حيث تستنتج منظمة التعاون و‬
‫التنمية االقتصادية أن متوسط نسبة التامين (إيرادات ضريبة القيمة المضافة الفعلية التي تمت مقارنتها‬
‫بضرائب اإلنفاقات االستهالكية الخاصة كاملة عند المعدل القياسي) بالنسبة لدول منظمة التعاون االقتصادي‬
‫والتنمية هي ‪ %11‬ولكن كما تشير نتائج االبحاب يبقى هناك توقع لزيادة مرة واحدة في مستوى األسعار‪،‬‬
‫وهي زيادة اقل مما تم تضمينه تبعا لضريبة شاملة والتي تظهر جزء من االستهالك خاضع للضريبة‪.‬‬
‫‪237‬‬
‫أحجام التضخم مدة سنتين قبل وبعد إقرار ضريبة قيمة مضافة في ‪ 91‬دولة‬ ‫ولقد درس (تايت)‬
‫وجد أنه يتم تصنيف ضرائب القيمة المضافة في ‪ 11‬دولة أو (‪ )%19‬من الدول التي تمت معاينتها على انه‬
‫لن يكون لديها تأثير على مؤشر أسعار المستهلكين أو انه لديها فقط زيادة مرة واحدة في مؤشر أسعار‬
‫المستهلكين كما في (فرنسا وألمانيا) (لم يسبب استخدامها زيادة في معدالت التضخم)‪ ،‬ولقد كان هناك زيادة‬
‫في معدل التضخم في الدول الستة الباقية أو ‪ %91‬من الدول نظ ار ألنه في هذه الدول يتبع استخدام ضريبة‬
‫القيمة المضافة بسياسات التضخم المتعلقة باألجور والنقد في وقت واحد وبسبب هذه الحقيقة ال يمكن‬
‫التوصل إلى نتيجة أن استخدام ضريبة القيمة المضافة يسبب التضخم‪ .‬والمرحلة النهائية التي تم إجراؤها من‬
‫قبل (تايت) هي أنه حتى في حال لم يتأثر معدل التضخم الكلي بإق اررات ضريبة القيمة المضافة أو تغيرات‬
‫المعدل فإن هناك تغيرات هامة في األسعار وثيقة الصلة‪.‬‬

‫كما تم إعداد بحث لدراسة التأثير التضخمي لتطبيق ضريبة القيمة المضافة في إيران‪ ،238‬ولتحقيق هذا‬
‫الغرض تم تطبيق جدول (مدخالت – مخرجات)‪ ،‬وتم حساب مؤشر الحساسية لتحديد التأثير التضخمي لتطبيق‬
‫‪ %91‬من ضرائب القيمة المضافة في القطاعات التسعة والعشرين لالقتصاد اإليراني‪ ،‬والجدول رقم (‪) 11‬‬
‫التالي يوضح نتائج الدراسة‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )11‬تغير السعر قبل و بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة في إيران‬

‫االعفاء‬ ‫المرتبة‬ ‫تغير‬ ‫السعر بعد‬ ‫السعر قبل‬ ‫مؤشر‬ ‫القطاع‬


‫الضريبي‬ ‫السعر‬ ‫‪%91VAT‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫الحساسية‬
‫‪VAT‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪11‬‬ ‫‪14916‬‬ ‫‪94961‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫‪9411‬‬ ‫الزراعة‬ ‫‪9‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪16‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94119‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪9416‬‬ ‫الثروة الحيوانية والصيد‬ ‫‪1‬‬

‫‪237‬‬
‫‪- Tait, Alan. 1990. “VAT Revenue, Inflation and Foreign Trade Balances,” In Value Added Taxation‬‬
‫‪in Developing Countries, ed. Malcolm Gillis. International Bank for‬‬
‫‪Reconstruction, pp. 17-31.‬‬
‫‪242- Zahra Afshari Professor of Economics, Estimating the Inflationary Effect of Implementing Value‬‬
‫‪Added Tax in Iran (An Input –Output Approach).‬‬

‫‪160‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪14911‬‬ ‫‪94911‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫صيد األسماك‬ ‫‪9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫األحراج‬ ‫‪1‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪9‬‬ ‫‪14919‬‬ ‫‪14991‬‬ ‫‪14911‬‬ ‫‪9411‬‬ ‫النفط والغاز الطبيعي‬ ‫‪1‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫‪14191‬‬ ‫‪14199‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫التعدين‬ ‫‪6‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪91‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94911‬‬ ‫صناعة األغذية‬ ‫‪1‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪14611‬‬ ‫‪14161‬‬ ‫‪14611‬‬ ‫‪14699‬‬ ‫النسيج‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪14161‬‬ ‫‪14161‬‬ ‫‪14611‬‬ ‫‪14691‬‬ ‫الخشب ومنتجاته‬ ‫‪1‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪9411‬‬ ‫صناعة طباعة الورق‬ ‫‪91‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪9‬‬ ‫‪14166‬‬ ‫‪14199‬‬ ‫‪14661‬‬ ‫‪14991‬‬ ‫البالستيك ومنتجاته‬ ‫‪99‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫منتجات المعادن‬ ‫‪91‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪1‬‬ ‫‪141111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94911‬‬ ‫الصناعات األساسية‬ ‫‪99‬‬
‫المتعلقة بالمعادن‬
‫‪9‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪141619‬‬ ‫‪14161‬‬ ‫‪14619‬‬ ‫‪14191‬‬ ‫اآلليات‬ ‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14116‬‬ ‫‪14161‬‬ ‫‪14619‬‬ ‫المعدات الكهربائية‬ ‫‪91‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫‪14199‬‬ ‫‪14616‬‬ ‫توزيع الغاز‬ ‫‪96‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪141111‬‬ ‫‪941191‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14611‬‬ ‫الموارد المائية‬ ‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14169‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫‪141611‬‬ ‫البناء الخاص‬ ‫‪91‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14191‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪146199‬‬ ‫البناء العام‬ ‫‪91‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪91‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫‪94191‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫النقل‬ ‫‪11‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪141111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫االتصاالت‬ ‫‪19‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪19‬‬ ‫‪141111‬‬ ‫‪941611‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪9416‬‬ ‫التجارة‬ ‫‪11‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪141111‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪1461‬‬ ‫المطاعم الفندقية‬ ‫‪19‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪91‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94196‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94199‬‬ ‫الوساطة المالية‬ ‫‪11‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪14191‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14919‬‬ ‫‪146111‬‬ ‫التامين‬ ‫‪11‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫العقارات‬ ‫‪16‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪9411‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫‪14611‬‬ ‫الخدمات المتخصصة‬ ‫‪11‬‬
‫إعفاء‬ ‫‪91‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94199‬‬ ‫‪14191‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫الخدمات االجتماعية‬ ‫‪11‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪94111‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪14119‬‬ ‫الخدمات العامة‬ ‫‪11‬‬

‫المصدر ‪- Zahra Afshari Professor of Economics, Estimating the Inflationary Effect‬‬


‫‪of Implementing Value Added Tax in Iran (An Input –Output Approach).2000‬‬
‫تم إعداد الجدول من قبل الكاتبة بناء على جدول مدخالت – مخرجات العام ‪ 9119‬في إيران‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫يشير الجدول رقم ( ‪ )11‬إلى أن القطاعات ذات تأثير السعر المرتفع هي (‪-91 -1 -1 -1 -9‬‬
‫‪ ،) 11 -11 -11 – 11 -99 – 99‬تظهر أسعار كل قطاع من القطاعات قبل وبعد ضريبة القيمة المضافة‬
‫بشكل بيانات في العمود (‪ )1‬والعمود (‪ )9‬للجدول‪ ،‬حيث نالحظ من خالل العمود رقم ‪ 9‬أنه يتغير السعر في‬
‫القطاعات المختلفة بين ‪ %9‬و‪ ،%9141‬وسيكون التأثير التضخمي لتطبيق ضريبة القيمة المضافة في‬
‫القطاعات اإلحدى عشر لالقتصاد اإليراني كبير‪ ،‬ولكن ستواجه القطاعات الثمانية عشر المتبقية تأثي ار طفيفا‬
‫نسبي ا من التضخم‪ ،‬وبتطبيق طريقة نموذج السعر‪ 239‬نجد أنه بعد تطبيق ‪ %91‬من ضريبة القيمة المضافة‬
‫على كافة القطاعات التسعة والعشرين سيزيد معدل التضخم بمقدار ‪ ،%141‬لذلك وبغية تخفيض التأثير‬
‫التضخمي لضريبة القيمة المضافة نأخذ بعين االعتبار نتيجة اإلعفاء من ضريبة القيمة المضافة للقطاعات‬
‫اإلحدى عشر (والتي تتأثر أسعارها بضريبة القيمة المضافة بشكل كبير) والمصنفة في المرتبة األولى (العمود‬
‫‪ 1‬و‪ )1‬وكنتيجة للتغير الكلي في مؤشر األسعار المتحول إلى ‪ ،%941‬لذلك أشارت نتائج البحث الى ضرورة‬
‫إتباع السياسة التدريجية بغية تخفيض التأثير التضخمي لضريبة القيمة المضافة أي سياسة خطوة بخطوة‪.‬‬

‫من ناحية أخرى تدل بعض الدراسات ‪240‬أنه من الممكن االستفادة من ضريبة القيمة المضافة في‬ ‫‪-‬‬
‫مجابهة حدة التضخم وخاصة في البلدان النامية‪ ،‬حيث أن عملية التنمية الشاملة والتوسع في‬
‫االستثمار تخلقان ضغوطا تضخمية بسبب زيادة حجم الدخول والعمالة‪ ،‬والتمويل بالعجز والتوسع‬
‫بالدعم والمنح وزيادة النفقات التمويلية مع زيادة اإلنفاق على االستثمارات الجديدة والتوسع في‬
‫سياسة اإلعفاءات مما يؤدي إلى زيادة الطلب الفعلي الذي يقابله محدودية اإلنتاج وعجز الجهاز‬
‫اإل نتاجي عن تلبية الطلب المتزايد وبالتالي ارتفاع األسعار‪ .‬ويمكن أن تقوم الضريبة على القيمة‬
‫المضافة بدورها في كبح جماح التضخم حتى وان تسببت في رفع مستويات األسعار بشكل قليل‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب أنها تصيب االستهالك مباشرة و بالتالي فهي أفضل من اللجوء إلى تخفيض النفقات العامة‪،‬‬
‫حيث أن متطلبات التنمية تفرض عدم تخفيض النفقات العامة وخاصة في مجال االستثمار‪ ،‬فالضريبة‬
‫على القيمة المضافة تمايز بين السلع بقدر أهميتها االستثمارية أو االستهالكية‪ .‬وبما أن التمويل‬
‫بالعجز يخلق ضغوطا تضخمية فإنه يجب خلق توازن بين الدخول المتاحة وحجم اإل نتاج المعروض‬
‫وذلك من خالل سياسات أسعار دقيقة يكون للضريبة دو ار هاما في ضبطها ألن حركة األسعار هي‬
‫من أهم أسباب التقلبات االقتصادية‪ .‬وعن طريق الضريبة على القيمة المضافة وما لها من أثر‬
‫تحويلي أو ناقل سيتم توجيه االستثمارات الجديدة وتحويل ما هو قائم منها من المشاريع السلبية إلى‬
‫المشاريع المجدية‪ ،‬وهو ما سيؤدي إلى تحرير االقتصاد والتعجيل في سير عملية التنمية‪.‬‬

‫بالنتيجة ‪ :‬يمكن القول بصفة عامة انه ليس من السمات األصيلة لتطبيق الضريبة إحداث اثر تضخمي‬
‫و لم يؤدي تطبيق الضريبة على القيمة المضافة الى ارتفاع ملحوظ في األسعار في أكثر من ‪ %11‬من‬
‫الدول المطبقة للضريبة و ان أي زيادة في معدل التضخم كان مرتبطا في كل حالة بتوسع في األجور و‬

‫‪239‬‬
‫‪ -‬طريقة نموذج السعر‪ :‬وهو نموذج سعر ليونتيف وهو مجموعة من المعادالت الخطية اآلنية والتي يكون في كل قطاع اقتصادي‬
‫منتج مجموع إنتاجه = مجموع نفقاته‪ ،‬وتبين كل معادلة التوازن بين السعر المستلم و الدفعة الناتجة عن كل قطاع داخلي وفقا‬
‫لمجموعة منتجاته‪ ،‬وتتضمن النفقات األجور والفائدة والمقاوالت المنسوبة إلى األسر والضرائب المدفوعة للحكومة ودفعات أخرى‬
‫تبعا للقطاعات‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫‪ -‬د يوسف‪ ،‬شويكار إسماعيل‪ .‬الضريبة العامة على المبيعات خطوة على الطريق الصحيح لتحرير االقتصاد المصري‪ ،‬بحث مقدم‬
‫إلى المؤتمر الضريبي الخامس المنعقد في جامعة عين شمس ‪ 1991‬بعنوان الضريبة العامة على المبيعات بين التشريع والتطبيق‪ ،‬ص‬
‫‪.5‬‬

‫‪162‬‬
‫سياسات القروض و ان األثر الفوري للضريبة على القيمة المضافة هو ارتفاع أثمان السلع المفروضة‬
‫عليها ‪ ،‬و لكن هذا االرتفاع في السعر يختلف تماما عن ذلك االرتفاع الذي يؤدي الى التضخم الن ارتفاع‬
‫األسعار الناجم عن فرض الضريبة على القيمة المضافة ال يترتب عليه زيادة في الدخل النقدي ‪،‬‬
‫والمرتبات و األجور تتلوها زيادات أخرى و في كل زيادة في األجور تزداد األسعار ارتفاعا ‪ ،‬و تصل‬
‫بالفعل الى تضخم حقيقي ألنها ترفع األسعار مرة واحدة فقط عند بداية فرضها ‪ ،‬و يرى احد الباحثين ان‬
‫ارتفاع األسعار الناجم عن فرض الضريبة على القيمة المضافة يؤدي الى تخفيض القوة الشرائية‬
‫الحقيقية وبالتالي ترشيد االستهالك والذي هو أحد أهداف الضريبة‪.241‬‬

‫هناك بعض اإلجراءات التي تتخذها الدول الحتواء التضخم و أية آثار أخرى تضخمية محتملة قد‬
‫تصاحب تطبيق الضريبة و من اهم هذه اإلجراءات قيام الحكومة بإعالم الجمهور و التجار باآلثار‬
‫المتوقعة للضريبة على القيمة المضافة على األسعار و تعريفهم بنظم مراقبة األسعار و النظم و‬
‫اإلجراءات التعويضية التي توجد في الضرائب األخرى و الوقت المناسب الستبدال الضريبة بأخرى و‬
‫األحكام التي تكفل خصم الضرائب السابق دفعها على األصول و المخزون و استخدام كافة أساليب‬
‫الرقابة على األسعار( كما فعلت النمسا و فرنسا و كوريا و النرويج و هولندا ) و يجب أال تطبق هذه‬
‫الضريبة إال عند مستوى تضخم ال يزيد عن ‪ %1‬حتى ال يرتبط باألذهان أن أثر الضريبة يؤدي إلى‬
‫تضاؤل حجم المدخرات وما يستتبعه من أثر على االستثمارات‪. 242‬‬

‫ومما ال شك فيه ان لفرض الضريبة ثالث نتائج بصورة طبيعية في مجال األسعار هي‪:‬‬

‫‪ -9‬تخفيف أسعار االستثمارات (السلع االستثمارية – الرأسمالية) ومخزون المؤسسات من السلع‪ ،‬وذلك‬
‫نتيجة مبدأ الحسم الذي تعتمده الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪ -1‬تخفيض طفيف لألسعار عند التصدير إذ سيصبح المنتج (السلعة أو الخدمة المصدرة) في حل من‬
‫الضريبة المستوفاة في األصل على المواد األولية أو االستثمارات واألعباء العامة وبشكل عام األموال‬
‫والخدمات الالزمة إلنتاجه أو استيراده‪ ،‬باإلضافة لخضوعه للمعدل الصفري للضريبة‪ ،‬وذلك بفضل‬
‫آلية حسم الضريبة لعمليات التصدير المعفاة من الضريبة مع حق الحسم‪.‬‬
‫‪ -9‬ارتفاع األسعار االستهالكية والذي سيتم توضيحه بشكل موسع في الفقرات القادمة‪.‬‬

‫نظرا ألن ضرائب الق يمة المضافة تقدم إعفاء كامل أو معدالت أقل بالنسبة لجزء هام من االستهالك‪،‬‬
‫سوف تزيد ضريبة القيمة المضافة أسعار بعض المنتجات أو الخدمات المتعلقة بغيرها‪ ،‬ويمكن أن يؤدي هذا‬
‫إلى تغيرات المشتريات والتوظيف والنشاط االقتصادي ضمن الشركات والصناعات‪ .‬على سبيل المثال‪ :‬يمكن أن‬
‫تنخفض المبيعات والتوظيف في صناعة المفرق بينما تزيد األسعار وثيقة الصلة (من ضمنها الضريبة)‪ ،‬في‬
‫حين يمكن أن يزيد النشاط االقتصادي في الصناعات غير الخاضعة للضريبة أو الخاضعة لضريبة أقل‬
‫متضمنة ربما صناعات خدمية كثيرة ‪ ،‬بينما تنخفض أسعارها المتعلقة بالسلع المثقلة بالضرائب‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫‪- Due (john) : sales taxation . p43.‬‬
‫‪242‬‬
‫‪- Alan A. Tait –VAT administrative and policy issues international montarary fund , Washington dc‬‬
‫‪. , 1991 , p9 .‬‬

‫‪163‬‬
‫إن التنبؤ بالتغير في األسعار وفقا لهذه الضريبة يفرض علينا التفرقة بين كون الضريبة على القيمة‬
‫المضافة تستهدف زيادة اإليرادات أم تعد مجرد تعويض عما فقد من حصيلة ضرائب أخرى تم تخفيضها أو‬
‫استبدالها ‪ ،‬و من المالحظ من خالل تجارب الدول أن إدخال الضريبة في معظم الحاالت كان يستهدف توفير‬
‫إيرادات بديلة مساوية لضرائب أخرى ‪ .243‬و في هذه الحالة يجب أن يؤخذ في االعتبار اآلثار المترتبة على‬
‫تخفيض الضريبة أو الضرائب األخرى ‪ ،‬و كمثال على ذلك في كوريا تم استبدال الضريبة على القيمة المضافة‬
‫بثماني ضرائب تضمنت مزيجا معقدا من التغيرات في أسعار المصنع و أسعار المنتج عند مرحلتي اإلنتاج‬
‫الصناعي و تجارة الجملة ‪ .‬و لقد قامت كوريا بإعداد عينة تتألف بما يزيد عن مائة نشاط لتقييم مدى‬
‫انعكاس كل من الضرائب التي ستحل الضريبة على القيمة المضافة محلها على األسعار ‪ ،‬و من ثم انخفاض‬
‫األسعار أو ارتفاعها و هو ما يمكن توقعه عند إلغاء تلك الضرائب لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة بدال‬
‫منها ‪.‬‬

‫وفقا لهذه الفكرة هناك قضايا رئيسية ال بد من التعرض لها و هي االفتراضات التي تصاحب ذلك‬
‫التحول فمثال من المتوقع أن تمرر الضريبة على القيمة المضافة إلى األمام ‪ forward‬بالكامل ‪ ،‬و يكون‬
‫هناك فكرة عامة ان التجار جميعهم سيتأثرون بالضريبة ‪ ،‬و في أحيان أخرى يغتنم التجار الفرصة لزيادة‬
‫األسعار بشكل مبالغ به و يحدث هذا حتى لغير الخاضعين للضريبة ‪ ،‬و بطبيعة الحال فإن أسعار الضريبة‬
‫المختلفة ستؤدي إلى تغيرات في ا ألسعار النسبية حيث يرى البعض أن الضريبة على القيمة المضافة تؤدي‬
‫الى ارتفاع المستوى العام لألثمان بأكثر مما تفعل الضرائب الخاصة على بعض السلع كما أنها تعامل السلع‬
‫المختلفة األهمية بالنسبة للمستهلك معاملة واحدة و هي على ذلك تعتبر أشد عبئا على الطبقات الفقيرة ذات‬
‫الدخول المحدودة منها على الطبقات الغنية ذات الدخول المرتفعة و بذلك فهي تتالءم أكثر في البالد المتقدمة‬
‫‪244‬‬
‫‪ ،‬و سيتحمل بالنتيجة كافة التجار بالضريبة و تكاليف‬ ‫حيث يتحقق مستوى مرتفع من الدخل الفردي‬
‫االلتزام بها آملين في تعويضها ‪.‬‬

‫كما يمكن أيضا نقل الضريبة إلى الخلف ‪ backward‬أي تحميل عبئها على التكلفة و ذلك بعدم‬
‫زيادة المعروض من النقود لتعويض الزيادة في األسعار حيث ينخفض الطلب الكلي استجابة لعوامل أخرى و‬
‫بالتالي يضطر التجار الستيعاب الضريبة عن طريق تمريرها خلفا و تحميلها على المراحل السابقة للبيع ‪.‬‬

‫بالنتيجة فقد تبين أنه إذا حلت الضريبة على القيمة المضافة محل ضريبة مطبقة بالفعل فقد يحدث‬
‫تغير في األسعار النسبية ‪ ،‬و لكن ال تزيد األسعار عموما إال إذا صاحب تطبيق الضريبة عوامل أخرى تسبب‬
‫التضخم كما بينا سابقا مثل زيادة عرض النقود أو زيادة أسعار السلع األساسية ‪ ،‬أو تطبيقها في فترة تضخم‬
‫أو زيادة األجور ‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫‪ -‬انظر الجدول في الملحق رقم ( ‪ )1‬جدول أمثلة على أثر إدخال الضريبة على القيمة المضافة على األسعار ‪.‬‬
‫‪244‬‬
‫‪ -‬د القباني غسان فوزي ‪ ،‬نظام الضريبة على القيمة المضافة و إمكانية األخذ بها في سوريا ‪ ،‬رسالة دكتوراه ‪ /‬مرجع سابق ‪،‬‬
‫ص ‪. 11‬‬

‫‪161‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تجارب بعض الدول ‪:‬‬
‫قامت العديد من البلدان مثل كوريا و المكسيك و المغرب و نيوزيلندا و البرتغال و المملكة المتحدة‬
‫بتحليل البيانات لمعرفة اآلثار المتوقعة إلدخال الضريبة على القيمة المضافة و جاءت النتائج جيدة و لكن‬
‫معظم البلدان ال تتوفر لديها البيانات‪ ،‬حيث لم يتم اختبار أي من نظم الضريبة التي تم إدخالها و مضاهاتها‬
‫بالضرائب السابقة و حساب أثر كل من الضريبة على القيمة المضافة و الضرائب المستبدلة على السلع و‬
‫مدى انصراف المستهلكين عن السلع الخاضعة للضريبة ‪ ،‬و إن استعراض تجارب الدول و طريقتها في التنبؤ‬
‫بالتغيرات السعرية و محاولتها معالجة المشكالت الحساسة فيها عند إدخال الضريبة على القيمة المضافة‬
‫تظهر أشياء عديدة فمع تجميد األسعار في بلجيكا و كوريا و هولندا ‪ ،‬أو السيطرة على األسعار و األجور في‬
‫المملكة المتحدة أو تشكيل لجنة محلية للرقابة على األسعار في ايرلندا أو التحكم في هوامش الربح في ايرلندا‬
‫و هولندا ‪ ،‬إضافة إلى النتائج الحديثة التي تم التوصل إليها في كل من المجر و البرتغال و نيوزيلندا و‬
‫استراليا و كرواتيا و دراسات االتحاد األوروبي و منظمة التنمية و التعاون االقتصادي توضح ان الحكومات ما‬
‫تزال تهتم غاية االهتمام برد فعل المستهلكين ‪.‬‬

‫فيمايلي بعض الدراسات و تجارب الدول المطبقة لهذه الضريبة وتغيرات األسعار فيها‪:‬‬

‫‪ -9‬في بلجيكا طبقت الضريبة على القيمة المضافة في عام ‪ 9119‬و كانت ضريبة تراكمية معقدة بسعر‬
‫‪ %1‬تمتد إلى كافة المراحل عدا تجارة التجزئة ‪ ،‬اتخذت فيها إجراءات مثل سياسة الرقابة على‬
‫األسعار و تم تجميد األسعار على مدى ثالثة أشهر األولى إلدخال هذه الضريبة و قد أدى هذه‬
‫اإلجراء مع تطبيق سياسة صارمة على زيادة األسعار فيما بعد إلى الحد من الزيادة إلى ‪ %149‬خالل‬
‫الشهور الثالثة األولى من عام ‪ 9119‬و ‪ %1‬خالل بقية العام و هو ما لم يزد كثي ار عن السنوات‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫‪ -1‬في الدانمارك‪ : 245‬أدخلت الضريبة فيها لتحل محل ضريبة على تجارة الجملة ‪ ،‬و اتسع نطاقها و‬
‫تضاعفت اإليرادات و تقبل الناس حدوث أثر محسوس على األسعار في المستقبل ‪ ،‬و ما يميز‬
‫الدانمارك هو إمكانية حساب أثر الضريبة على األسعار بوجه دقيق بسبب توافر مؤشرات لألسعار‬
‫مثل مؤشر أسعار المستهلك و الذي يأخذ في اعتباره التغييرات في الضريبة ‪ ،‬و مؤشر األجور (‬
‫معدالت األجور ) و كانت النتيجة هي زيادة مؤشر أسعار المستهلك بنسبة ‪ %1‬على حين زاد مؤشر‬
‫أسعار األجور بنسبة ‪ %949‬و لذلك اعتبرت الضريبة على القيمة المضافة هي المسؤولة عن زيادة‬
‫مؤشر أسعار المستهلك بنسبة ‪ %141‬مع مراعاة أن الزيادة في األجور بشكل كبير قد عوضت جزئيا‬
‫عن تآكل حجم االستهالك الحقيقي و من ثم خضع تأثير الضريبة على مستوى األسعار للتعديل‬
‫بالتدخل الحكومي المباشر ‪.‬‬
‫‪ -9‬في فرنسا حدث زيادة طفيفة في مؤشر أسعار المستهلك‪ ، %9491‬و لكن ال تعزى كلها للضريبة‬
‫على القيمة المضافة بل يعزى فقط ما يقل عن ‪ %9‬و قامت فرنسا بأجراء تحليالت تخص ‪ 11‬منتجا‬
‫أوضحت أن الفروق في األسعار قبل التحول و بعده تعكس التغيرات الضريبية انعكاسا صحيحا و‬

‫‪245‬‬
‫& ‪- Ernest & young " international vat, a guide to practice and procedures in 21 countries , Ernest‬‬
‫‪young international . London, 1991 p 53.‬‬

‫‪165‬‬
‫قامت إدارة تحديد األسعار عند امتداد تطبيق الضريبة ببذل جهد في إسداء النصح ووضع جدول‬
‫لحساب هوامش الربح اإلجمالية من اجل إرشاد و توجيه تجار التجزئة و تفادي زيادة األسعار‪. 246‬‬
‫‪247‬‬
‫تحليل النظام المالي لجمهورية كرواتيا عند إدخال ضريبة القيمة المضافة وخصوص ا‬ ‫‪ -1‬في دراسة‬
‫ما يتعلق منها بدراسة تأثيرات السعر بالنسبة إلدخال ضريبة القيمة المضافة حيث تعاني كرواتيا من‬
‫حاالت تضخم مفرط إضافة إلى أنه ال تزال التوقعات المتعلقة بالتضخم موجودة ‪.‬لذلك تكون دراسة‬
‫التأثيرات المتعلقة باألسعار هامة جد ا‪.‬‬
‫ال بد من اإلشارة أن إدخال ضريبة القيمة المضافة إلى كرواتيا تم في عام ‪ ،9111‬حيث حلت ضريبة‬
‫قيمة مضافة مفردة بمعدل وحيد ‪ %11‬مع مجال محدود جدا من اإلعفاءات محل ضريبة المبيعات‬
‫بالمفرق على البضائع والخدمات التي كانت موجودة في ذلك الوقت‪ .‬وقد اتبعت كرواتيا في دراستها‬
‫طريقة التخمين تبعا لوجود بيانات إحصائية‪ ،‬وكان الخيار الوحيد هو تحليل حركات األسعار المحتملة‬
‫بالنسبة لمجموعة من البضائع والخدمات (بسبب عدم وجود جداول مدخالت – مخرجات) وكانت‬
‫الفكرة هي اختيار مثال نموذجي للبضائع والخدمات لتحليل بنية األسعار فيما يتعلق بالضرائب وتحديد‬
‫المبلغ الفعلي للضريبة بواسطة األسعار‪.‬‬
‫وقد تم استخدام سلسلة بيانات مكتب اإلحصاء الرسمي بغية تحديد بنية األسعار وتحديد المقدار‬
‫الضريبي لألسعار وتم استخدام ثالث مجموعات من البيانات‪:‬‬
‫سلسلة معدل أسعار المنتج (ألكثر من ‪ 911‬منتج (سلعة))‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سلسلة معدل أسعار البيع بالجملة (ألكثر من ‪ 911‬منتج في أربع مدن)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سلسلة معدل أسعار البيع بالمفرق (ألكثر من ‪ 111‬سلعة وخدمة)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مع العلم أن مجموعة البضائع والخدمات المختارة هي نفسها مستخدمة للتحليل ولحساب مؤشرات‬
‫األسعار السابق ذكرها وهي المعايير الرسمية للتضخم في كرواتيا‪ ،‬ووفقا لهذه الطريقة ستتضمن النتيجة‬
‫النهائية للتحليل ليس فقط تخمين حركات األسعار بالنسبة للسلع األحادية‪ ،‬بل أيضا تقدير التغير في التضخم‬
‫الناتج عن إدخال ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬

‫ويتم اللجوء إلى إتباع أسلوب معين في حساب التخمينات األولية للتنبؤ بتأثير األسعار بالنسبة‬
‫إلدخال ضريبة القيمة المضافة تعتمد على اتخاذ وتحديد بنية أسعار معينة تبين أن كال من ضريبة المبيعات‬
‫على المنتجات وضريبة المبيعات على الخدمات يتم حسابها كضريبة على الضريبة وتتم اإلشارة إلى ظهور‬
‫عنصر ضريبة على الضريبة ضمن بنية السعر كتأثير تسلسلي‪ .‬كما يتم العمل على تقدير معدل العبء‬
‫الضريبي بالنسبة لمنتجات محددة من خالل مرحلتين قدرت المرحلة األولى معدل العبء الضريبي الفعلي على‬
‫المنتجات الشخصية التي لديها أسعار تشترك في حسابات مؤشر أسعار التجزئة‪ ،‬وقدمت هذه النتائج أساسا‬
‫لتقدير معدل العبء الضريبي المرجح والفعلي على االستهالك ويعتبر حساب هذا المعدل هاما لألسباب‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪246‬‬
‫‪Georges Egret " Que Sais – je? La tva , press. Universitaire de france, deuxieme edition, 1978‬‬
‫‪pp108-109 .‬‬
‫‪247‬‬
‫‪- Martina Dalić , PRICE EFFECTS OF VAT INTRODUCTION IN CROATIA , Occasional Paper‬‬
‫‪No. 4 , December 1997, Institute of Public Finance .‬‬

‫‪166‬‬
‫يقصد بتكوين معدل العبء الضريبي للمنتجات التي تشترك في حسابات مؤشر األسعار تشكيل المعدل‬ ‫‪-‬‬
‫الحقيقي أو معدل الضريبة الفعلي‪.‬‬
‫يبين إجمالي العبء الضريبي المرجح والحالي في االستهالك وموازنته مع معدل ضريبة القيمة‬ ‫‪-‬‬
‫المضافة كمقياس للعبء الضريبي بموجب شروط الضريبة الجديدة‪ ،‬التوجيه العام للتغير في مؤشر‬
‫األسعار الذي يمكن توقعه بعد إدخال ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬

‫أما المرحلة الثانية فهي حساب معدل العبء الضريبي بالنسبة لكامل نموذج البضائع والخدمات وبعد‬
‫هذه التخمينات واستخدام نظام األوزان المستخدم عادة لحساب مؤشر أسعار المفرق يتم تقدير إجمالي معدل‬
‫العبء الضريبي على البضائع والخدمات وشيكة االستهالك‪ .‬ونتيجة لذلك تم التوصل إلى مايلي‪ :‬اتجاه‬
‫التغيرات في أسعار مجموعات المنتجات التي تم تحليلها وكذلك في إجمالي مؤشر أسعار المفرق بعد إدخال‬
‫ضريبة القيمة المضافة يعني ذلك تماشيا مع النتيجة المتفق عليها حول تغيرات األسعار الناتجة عن إدخال‬
‫ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬يمكن أن تسبب ضريبة القيمة المضافة تغيرات (زيادة) في إجمالي السعر في حال‬
‫كان معدل ضريبة القيمة المضافة مختلف (أعلى) من العبء الضريبي الفعلي الحالي ومن جهة أخرى يعتمد‬
‫العبء الضريبي الفعلي والحالي على معدل نسبة الضريبة الحالي وعلى درجة تأثير التسلسل‪.248‬‬

‫ولقد قامت هذه الدراسة بتقدير التغيرات في مؤشر األسعار بعد إدخال ضريبة القيمة المضافة بإتباع طريقة‬
‫معينة نوجزها بمايلي‪:‬‬

‫ابتداء من معدل العبء الضريبي الفعلي الذي تم حسابه باألسلوب المبين سابقا يتم حساب معدل‬
‫السعر الصافي بالنسبة لكل سلعة في نموذج البضائع والخدمات الذي تم اختياره‪ ،‬حيث يتم حساب معدل‬
‫السعر الصافي كنسبة لسعر المفرق والمعدل الضريبي الفعلي الذي تم حسابه بالنسبة لكل سلعة في النموذج‪،‬‬
‫ويمكن اعتبار السعر الصافي كتقريب جيد لألساس الضريبي بالنسبة لضريبة القيمة المضافة باعتباره ال‬
‫يتضمن أي عنصر لضريبة المبيعات على البضائع والخدمات‪ ،‬ويعتبر تدرج المراحل مماثل في تأثيراته‬
‫االقتصادية لضريبة مبيعات المفرق على البضائع والخدمات التي تم حسابها عند المعدل ذاته في المرحلة‬
‫األخيرة لسلسلة اإلنتاج والتوزيع‪ ،‬وباستخدام ذلك تم إعادة تنظيم األسعار التي ينبغي أن توجد في نظام‬
‫ضريبة القيمة المضافة عن طريق مضاعفة معدل السعر الصافي تبعا لمعدل ضريبة القيمة المضافة (‪)%11‬‬
‫ومن المفترض أن تبقى أسعار الخدمات المعفاة ثابتة‪ .‬وبالتالي كان هناك سيناريوهان للتكهن بالتغير المحتمل‬
‫لمؤشر األسعار الذي يلي إدخال ضريبة القيمة المضافة هما‪:‬‬

‫السيناريو األول ‪:‬يرى أن كافة المنتجين والتجار في كافة سالسل القيمة المضافة يقومون بحساب‬
‫الضريبة أوال بدقة عالية مباشرة بعد أن يتم إدخال ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬هذا يعني دراسة تأثيرات سيناريو‬
‫تصبح فيه المنتجات الخاضعة في الوقت الحاضر لمعدالت ضريبة مبيعات فعلية أقل من معدل ضريبة القيمة‬
‫المضافة أكثر غالء تبعا للفرق بين المعدل الفعلي ومعدل ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬كما تصبح المنتجات التي‬
‫تم فرض ضريبة عليها في الوقت الحاضر بمعدل فعلي أعلى من معدل ضريبة القيمة المضافة أرخص تبعا‬
‫لمقدار الفرق بين هذين المعدلين ‪.‬بالنسبة لكافة الخدمات المعفاة فإنه من المفترض بعد إدخال ضريبة القيمة‬

‫‪248‬‬
‫‪- Tait, Alan (1990): "Revenue, Inflation and the Foreign Trade Balance" in Gillis, Malcom, C.S.‬‬
‫‪Shoup, G.P. Socat (ed.): "Value Added Taxation in Developing Countries", World Bank Symposium,‬‬
‫‪Washington, pp. 17-32‬‬

‫‪167‬‬
‫المضافة أن يبقى السعر ثابت أو مشابه لسعر تلك الخدمة في الوقت الحاضر‪ ،‬وضمن المفهوم المتعلق‬
‫بالرياضيات تم وضع تخمينات هذا السيناريو تبعا لحساب المعدل ‪ %11‬على معدل السعر الصافي الذي تم‬
‫التوصل إليه باألسلوب المبين سابقا حيث يهمل هذا السيناريو عدم مرونة األسعار الهابطة ويفترض بأن‬
‫المقدار الكامل للهوامش التجارية وأرباح المنتج تبقى ثابتة مع العلم إن الخدمات الشخصية للصناع والتجار‬
‫تعتبر مهملة في نظام ضريبة القيمة المضافة هذه‪.‬‬

‫السيناريو الثاني‪ :‬يرى أن كافة المنتجين والتجار الذين يملكون منتجات خاضعة للضريبة بمعدالت‬
‫فعلية أعلى من معدل ضريبة القيمة المضافة في الوقت الحاضر سينجحون بتخفيض العبء الضريبي‬
‫(فبواسطته قد خفضوا أسعارهم في الواقع) إلى هوامش ربحهم‪ .‬ولقد كان الغرض من هذا السيناريو اختبار ما‬
‫قد يحدث لمؤشر األسعار في حال أصبحت كافة المنتجات الخدمات التي لديها عبء ضريبي فعلي اقل من‬
‫العبء الضريبي الذي تم إدخاله مع ضريبة القيمة المضافة أكثر غالء وبقيت أسعار كافة المنتجات األخرى‬
‫ثابتة‪ ،‬وكما في السيناريو األول من المفترض أن تبقى أسعار المنتجات المعفاة ثابتة وأن تكون كافة الخدمات‬
‫هي في نظام ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬

‫إن الدراسة عمدت إلى تفسير النتائج بحذر بالغ‪ ،‬حيث لم يكن من الممكن إزالة تأثير التسلسل‬
‫بالكامل في عملية تحقيق هذه الخطة أي إزالة كامل الضريبة من السعر وهذا يعني انه من الممكن أن نتوقع‬
‫العبء الضريبي الحالي سيكون اكبر نوعا ما من العبء الضريبي المفترض في تقدير مؤشر األسعار وبناء‬
‫على ذلك في حال كان العبء الضريبي الفعلي أكبر مما كان مفترض في الحساب‪ ،‬عندئذ في حال تم حساب‬
‫ضريبة القيمة المضافة على نحو دقيق وصحيح ينبغي أن يكون تغير السعر األعلى والحقيقي أقل‪ ،‬وتغير‬
‫السعر األدنى الحقيقي أكبر والنتيجة فإن قيمة مؤشر األسعار ينبغي أن تكون أصغر‪.‬‬

‫إن نتيجة تطبيق السيناريو األول في حال تم برهنته وتطبيق ضريبة القيمة المضافة بدقة تامة‪،‬‬
‫سوف تزداد األسعار بنسبة ‪ %9411‬كحد أعلى‪ ،‬وتصبح الخدمات أكثر غالء بنسبة ‪ %9141‬على األكثر وهذا‬
‫سيناريو يدعو للتفاؤل‪ .‬أما نتيجة تطبيق السيناريو الثاني يبين أن األسعار تزداد بمعدل ‪ %141‬كحد أعلى‬
‫والخدمات تصبح أكثر غالء بنسبة ‪ %1411‬وهذا سيناريو يدعو للتشاؤم‪.‬‬

‫إذا إن نتائج كال السيناريوهين تبين إمكانية تغير في األسعار مرة واحدة‪ ،‬كما انه من الواضح أن‬
‫زيادة في أسعار الخدمات تسهم بزيادة في إجمالي مؤشر األسعار على نحو ملحوظ ‪ ،‬وبالتالي يمكننا أن نتنبأ‬
‫بصورة واقعية بأن تغيرات األسعار الفعلية في الشهر األول لتطبيق ضريبة القيمة المضافة ستكون بين هذين‬
‫الحدين‪ ،‬كذلك من المتوقع بان عدم مرونة األسعار اآلخذة بالهبوط لن تكون مطلقة حتى ان المنتجات التي‬
‫تواجه نقص في العبء الضريبي لن تصبح مع ذلك ارخص الى درجة أكبر أو أقل‪.‬‬

‫و قد لجأت الباحثة إلى استعراض بعض التفاصيل في طريقة التنبؤ بتغيرات األسعار في التجربة‬
‫الكرواتية ‪ ،‬ليس فقط من أجل معرفة اآلثار المترتبة على تطبيق هذه الضريبة على األسعار و إنما أيضا‬
‫اإلفادة من طرق الدراسة ومعرفة نوعية البيانات التي يجب أن تكون متوافرة وفقا لهذه الطريقة و لغيرها ‪،‬‬
‫خصوصا في حالة وجود تضخم مفرط و قابل للزيادة كما هو الحال في سورية ‪.‬‬

‫إذا تبعا لتجارب الدول األخرى يمكن أن تسبب ضريبة القيمة المضافة ارتفاع األسعار خالل الفترة‬
‫التي تلي إدخالها مباشرة ‪ ،‬وتعتبر محددات سلوك األسعار في الفترة التي تلي إدخال ضريبة القيمة المضافة‬

‫‪161‬‬
‫كثيرة‪ ،‬حيث سيؤثر على زيادة األسعار وثيقة الصلة وأنماط الطلب التي تعني بأنه سيتم تحقيق دخل جديد‬
‫ومرونة في األسعار كما تعتمد تأثيرات األسعار بالنسبة إلدخال ضريبة القيمة المضافة على التفاعل والعالقات‬
‫المتبادلة بين عدة عوامل أخرى‪ ،‬حيث تعتبر سياسة سعر الصرف والسياسة النقدية وسلوك اإليرادات‬
‫والضرائب األخرى فضال عن حالة الدورة االقتصادية وعدم مرونة األسعار اآلخذة بالهبوط والتوقعات المتعلقة‬
‫بالتضخم عوامل ستمارس تأثي ار ملحوظا على األسعار في الفترة التي تلي إدخال ضريبة القيمة المضافة ‪.249‬‬

‫وال بد من اإلشارة أن البلدان العربية التي طبقت ضريبة القيمة المضافة ومن بينها لبنان ‪250‬كمثال‬
‫تتوقع أال يكون للضريبة على القيمة المضافة أثر ملحوظ على مؤشر األسعار اإلجمالي لعدة أسباب ومنها‪:‬‬

‫سيتزامن إدخال الضريبة على القيمة المضافة مع سياسة إلغاء بعض الضرائب غير المباشرة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مثل ضريبة الـ ‪% ٠‬على المطاعم والفنادق بالنسبة لألشخاص الخاضعين لهذه الضريبة‪ .‬كما أن‬
‫نسبة المعدل المقترح )‪ ،)%٦٥‬هو معدل معقول ومنخفض (بالمقارنة مع بلدان أخرى(‪ .‬ويرى أحد‬
‫‪251‬‬
‫أنه في حال فرضها على جميع السلع والخدمات في لبنان دون استثناء أو إعفاء‬ ‫الباحثين‬
‫فإنها ستحدث تضخما (ارتفاع األسعار قدره ‪ %01‬في السنة التي فرضت فيها) وحتى في حال‬
‫زيادة األسعار فمن المتوقع أن تكون الزيادة لمرة واحدة وليست بصفة مستمرة إال إذا صاحب‬
‫الضريبة توسيع في عرض النقود وتوقعات مرتفعة نحو التضخم‪ ،‬مما يستدعي بدوره التخطيط‬
‫الجيد للضريبة على المستوى الرسمي واالتصال الدائم بالغرف التجارية والصناعية‪ ،‬وباعتبار أن‬
‫هناك إعفاءات متعددة في التطبيقات العملية يمكن القول إن الضريبة على القيمة المضافة تغير‬
‫من األسعار النسبية في االقتصاد الوطني أكثر مما تزيد المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫السبب األكثر أهمية لعدم تضخم األسعار‪ ،‬فهو إعفاء الئحة سلع أساسية من الضريبة‪ ،‬مما‬ ‫‪‬‬
‫يشكل قسما ملحوظا من مجمل سلة السلع المستهلكة محلي ا‪ .‬كما أن كون بعض القطاعات‬
‫كالصحة‪ ،‬التربية والزراعة معفاة من الضريبة‪ ،‬واعفاء الشركات والمؤسسات التي يقع رقم أعمالها‬
‫تحت عتبة الخمسمائة مليون ليرة لبنانية‪.‬‬

‫وتقدر الزيادة في المستوى العام لألسعار في لبنان بحوالي ‪ %3.0‬للمستهلكين ذوي الدخل المحدود‬
‫و‪ %5.4‬لذوي الدخل الميسور‪ ،‬وسيكون ذلك لمرة واحدة وذلك بسبب اإلعفاءات المذكورة آنفا‪.‬‬

‫في النتيجة ‪:‬‬

‫إن اختبار التغيرات في مؤشرات أسعار المستهلك قبل إدخال الضريبة على القيمة المضافة و بعدها في‬
‫حوالي خمس و ثالثين دولة على مدى عامين عام قبلها و عام بعدها ‪ ،‬و اختبار ست حاالت أخرى للتغيرات‬
‫التي حدثت في أسعار الضريبة على القيمة المضافة تبين مايلي ‪:‬‬

‫‪ -3‬حدوث ارتفاع في األسعار في ثمان من البلدان التي تم اختبارها و مع ذلك يرتبط التحول‬
‫بزيادة معدل التغير سريعا في مؤشر أسعار المستهلك إال في حالة واحدة هي النرويج ‪ ،‬و‬
‫تم التوصل إلى أن ارتفاع األسعار لم يكن راجعا إلى الضريبة ‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫‪- Tait, Alan (1988): "Value Added Tax: International Practice and Problems", IMF.P198.‬‬
‫‪250‬‬
‫شبكة االنترنت ‪- VAT Project Lebanon .‬‬
‫‪251‬‬
‫‪ -‬صال ح أمين‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة بين النظرية و التطبيق ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬مكتبة صادر ناشرون – بيروت ‪ ،‬لبنان ‪،‬‬
‫‪ 2003‬ص ‪61‬‬

‫‪169‬‬
‫‪ -4‬هناك سبع حاالت أدت فيها الضريبة إلى ارتفاع ملحوظ في مؤشرات أسعار المستهلك‬
‫‪ -5‬زادت معدالت األسعار باطراد في خمس دول طبقت الضريبة ‪.‬‬
‫‪ -2‬باقي الدول و عددها ‪ 22‬دولة أو ‪ %23‬من البلدان لم يكن هناك أثر يذكر على مؤشرات‬
‫أسعار المستهلك فيها أو كان التأثير منعدما تماما ‪.‬‬
‫‪ -0‬فحص التغيرات في أسعار الضريبة يشير أنه ال يوجد ارتباط تلقائي بين التغير في سعر‬
‫الضريبة و بين التضخم فال توجد سوى دولة واحدة هي ايرلندا عانت من اطراد التغيرات‬
‫السعرية ‪ ،‬و على هذا فالذين يربطون بين التغيرات في سعر الضريبة و بين التضخم ال‬
‫يوجد لديهم أدلة على ذلك لذلك فمن البديهي افتراض عكس ذلك و هو ان أي زيادة في‬
‫األسعار تخفف من الضغوط التضخمية‪ . 252‬و الجدول رقم (‪ ) 21‬التالي يبين تغيرات‬
‫األسعار في هذه الدول ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )21‬تغيرات األسعار في بعض الدول‬

‫انتقال األسعار‬ ‫ارتفاع بسيط في‬


‫ارتفاع غير‬ ‫زيادة مطردة في‬ ‫انتقال األسعار‬
‫إلى أعلى مع‬ ‫األسعار أوال‬
‫معروف أسبابه‬ ‫األسعار‬ ‫إلى أعلى‬
‫زيادة سريعة بها‬ ‫ارتفاع‬

‫المكسيك‬ ‫ايطاليا‬ ‫النرويج‬ ‫الدانمارك‬ ‫فرنسا‬

‫بيرو‬ ‫هولندا‬ ‫النمسا‬

‫إسرائيل‬ ‫إكوادور‬ ‫بلجيكا‬

‫بنما‬ ‫ألمانيا‬

‫أوروجواي‬ ‫شيلي‬

‫ايرلندا‬

‫بريطانيا‬

‫السويد‬

‫لوكسمبورغ‬

‫كولومبيا‬

‫‪252‬‬
‫‪ -‬د السيد عوض – خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة دراسة مقارنة للنظم الضريبية العالمية ‪ ،‬ايتراك للنشر و‬
‫التوزيع ‪ ،‬مصر ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 211‬‬

‫‪170‬‬
‫ساحل العاج‬

‫األرجنتين‬

‫البرازيل‬

‫السنغال‬

‫كوريا‬

‫المغرب‬

‫هندوراس‬

‫مدغشقر‬

‫المصدر ‪ :‬د عبد المنعم عبد الغني ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫‪ ، 0115‬ص ‪. 012‬‬

‫من خالل استعراض الدراسات السابقة الذكر نستنتج أيضا وجود نماذج كثيرة لتقدير تأثيرات األسعار‬
‫بالنسبة إلدخال ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬حيث تعتبر طريقة جداول مدخالت – مخرجات من الطرق المفيدة‬
‫جدا في هذا المجال‪ ،‬مع العلم أن هناك دراسات مختلفة كثيرة استخدمت في عدة دول لتخمين ردود األفعال‬
‫المحتملة لألسعار‪.‬‬

‫ثالث ا‪ -‬التأثير على األسعار في سورية ‪:‬‬


‫إن قدرتنا على التنبؤ باآلثار المحتملة لتطبيق ضريبة القيمة المضافة في سورية في ظل عدم توفر‬
‫البيانات ‪ ،‬عملية صعبة للغاية ‪ ،‬إضافة إلى أن سورية من البلدان النامية التي تسعى إلدخال ضريبة القيمة‬
‫المضافة إلى نظامها الضريبي‪ ،‬حيث تعاني من التضخم وارتفاع المستوى العام لألسعار الحقيقية خالل‬
‫السنوات األخيرة كما يبين الجدول رقم (‪ )91‬التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )91‬التضخم في سورية خالل األعوام ‪1191-1111‬‬

‫معدل التضخم السنوي ‪%‬‬ ‫الرقم القياسي العام‬ ‫العام‬


‫‪141‬‬ ‫‪91141‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪9141‬‬ ‫‪99141‬‬ ‫‪1116‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪91141‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪9141‬‬ ‫‪961411‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪149‬‬ ‫‪966‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪%1491‬‬ ‫‪1191‬‬

‫المصدر ‪ :‬المكتب المركزي لإلحصاء – المجموعات اإلحصائية لألعوام المذكورة ‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫و نالحظ من الجدول ارتفاع معدل التضخم في ‪ 1111‬و‪ 1116‬وانخفاضه في ‪ 1111‬ثم يعود‬
‫لالرتفاع في عام ‪ 1111‬بسبب األزمة المالية العالمية‪ ،‬ثم يبدأ باالنخفاض في عام ‪ 1111‬ليصل إلى ‪%149‬‬
‫وفي عام ‪ 1191‬بلغ ‪. % 1.35‬‬

‫ويرى بعض االقتصاديين‪ 253‬أن االرتفاعات في األرقام القياسية لألسعار في سورية بسيطة أمام ما‬
‫يشهده السوق من ارتفاعات حقيقية في األسعار والتي تؤثر بشكل كبير في ارتفاع تكاليف المعيشة وهذا يعني‬
‫وجود خلل في واقعية أرقام التضخم وطريقة حسابها المعتمدة على سلة االستهالك التي يجب إعادة النظر في‬
‫تقسيماتها‪ .‬و قد الحظنا من خالل تجارب الدول أنه ال يجوز إدخال الضريبة على القيمة المضافة في دولة‬
‫يزيد فيها التضخم عن ‪ %1‬ألن ذلك سيكون له انعكاسات كبيرة على المستوى العام لألسعار ‪ ،‬و لم يتفق بعد‬
‫في سورية من قبل االقتصاديين على األرقام الواقعية التي تخص معدالت التضخم ناهيك عن عدم توفر بيانات‬
‫أساسية تساعد في التنبؤ بتغيرات األسعار و إعداد الدراسات فيما يخص السلع و المستهلكين‪ ،‬و هذا يعني‬
‫ان القدرة الشرائية متدنية بسبب ارتفاع األسعار و التضخم من ناحية و بسبب انخفاض متوسط الدخل الفردي‬
‫حيث يبلغ معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي في سورية لعام ‪ 1191‬مبلغ ‪ /19111/‬ل س من‬
‫المعروف ان متوسط الدخل الفردي في سورية منخفض جدا مقارنة مع دول الجوار مثل لبنان و الذي يبلغ‬
‫ثالثة أضعاف متوسط الدخل الفردي في سورية على الرغم من أن لبنان ليس أغنى من سورية و ال يمتلك‬
‫نصف اإلمكانيات االقتصادية التي تمتلكها سورية ‪ ،‬هذا إضافة إلى انخفاض مستوى األجور و الذي يخفض‬
‫أيضا القدرة الشرائية ‪.‬‬

‫و كما بينا سابقا أن الضريبة على القيمة المضافة في سوريا سوف تدخل بدال عن مجموعة من الضرائب و‬
‫الرسوم غير المباشرة المتواجدة فعال لذلك ال بد من تقييم مدى انعكاس كل من الضرائب التي ستحل الضريبة‬
‫على القيمة المضافة محلها على األسعار و من ثم انخفاض األسعار أو ارتفاعها و ما يمكن توقعه عند إلغاء‬
‫تلك الضرائب لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة بدال منها مصحوبة باالفتراضات التي تصاحب ذلك التحول‬
‫و نحن نرى أن تطبيق هذه الضريبة سيؤدي إلى رفع مستوى األسعار في سورية في ظل وجود الكثير من‬
‫المتغيرات األخرى التي ستؤثر على األسعار أيضا حيث أنها ضريبة على االستهالك فهي على األقل سوف‬
‫تؤدي إلى رفع أثمان السلع التي تقع عليها هذه الضريبة لكن ما نرغب به أن يكون هذا التأثير مقارب‬
‫للتأث ير الذي أحدثته هذه الضريبة في البلدان األخرى التي طبقتها و هذا يعتمد على اإلجراءات و األساليب‬
‫التي يجب إتباعها قبل التطبيق وبعده ‪ .‬ويجب التأكيد أن في سورية جدل كبير فيما يخص الحد األدنى‬
‫لألجور ومستوى المعيشة والتضخم و األسعار المرتفعة وفقا للواقع ولذلك ترى الباحثة أنه قبل تطبيق هذه‬
‫الضريبة ال بد من حل كافة المشكالت ذات الصلة والربط بين كافة الو ازرات والقطاعات والتوصل إلى األرقام‬
‫الحقيقية لكل متغير في االقتصاد و االعتماد على توفير بيانات تخص مؤشرات األسعار حسب السلع و‬
‫المناطق ومن ثم اإلعداد الجيد لهذه الضريبة وفقا لشروطها الواضحة و هذا ما يضمن الحصول على نفس‬
‫النتائج من حيث تأثيرها على األسعار في الدول األخرى واالستفادة من تجاربها و طرقها العلمية في‬
‫القياس‪ .‬كما ال بد من االستفادة من تجربة كرواتيا التي تعاني من التضخم المفرط و االستفادة من طريقتها في‬
‫حساب التأثيرات المتوقعة ‪ ،‬لذلك ال بد من إعداد الدراسات قبل التطبيق و اتخاذ الخطوات التي تقلل من تأثير‬
‫هذه الضريبة على التضخم واألسعار من خالل التطبيق التدريجي للضريبة وادخالها مكان ضرائب مستبدلة‬

‫‪253‬‬
‫‪ -‬د جميل قدري ‪ ،‬التضخم في سورية ‪ ،‬جمعية العلوم االقتصادية ‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫ووضع إعفاءات مدروسة واستخدام التدخل الحكومي لمنع أي زيادة محتملة في األسعار نتيجة فرض الضريبة‬
‫و إجراء الرقابة الصارمة على األسعار عند إدخالها و االمتناع عن إتباع سياسات قد تؤدي الى زيادة األسعار‬
‫عند إدخال هذه الضريبة‪.‬‬

‫نرى في النهاية أن استعراض عدة دراسات تتناول تغيرات وتأثيرات األسعار عند تطبيق ضريبة القيمة‬
‫المضافة‪ ،‬يساعدنا على معرفة الطرق العديدة والكثيرة المتبعة لدراسة تأثيرات األسعار واختيار طرق تتناسب‬
‫مع طبيعة اقتصاد كل بلد‪ ،‬وبالتالي يلفت النظر لدى كل دولة تسعى إلصالح نظامها الضريبي وادخال ضريبة‬
‫القيمة المضافة االعتماد على األرقام الفعلية واعداد اإلحصاءات الدقيقة جدا وجداول السلع والمدخالت‬
‫والمخرجات وكافة القوائم المالية والمحاسبية التي تساعد للوصول إلى نتائج فعالة وواقعية عند إجراء أي‬
‫دراسة‪ .‬كما أن االتجاه العام لتطبيق ضريبة القيمة المضافة يدل على توجه األسعار نحو االرتفاع مرة واحدة‬
‫عند بدء التطبيق مع تضافر عدة عوامل أخرى مرافقة تؤثر مثل سعر الصرف والسياسة النقدية‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬األثر االجتماعي لتطبيق ضريبة القيمة املضافة‪:‬‬
‫لقد صممت أي ضريبة (بشكل عام) لكي يكون لها من بين أدوارها دو ار اجتماعيا‪ ،‬يرتكز على‬
‫مساهمتها في المحافظة على إمكانية اقتناء بعض السلع ذات االستهالك الواسع وذلك بفرض ضرائب‬
‫منخفضة المعدل على السلع االستهالكية كالخبز والحليب‪ ،‬أو الحفاظ على الصحة العمومية بفرض ضرائب‬
‫مرتفعة المعدل على بعض السلع التي ينتج عنها أضرار صحية‪ ،‬وتأمين أكبر قدر ممكن من المساكن‪،‬‬
‫وتخفيف حدة التفاوت بين الدخول وال ثروات المرتفعة‪ ،‬ومن ثم إعادة توزيع الحصيلة على أصحاب الدخول‬
‫المنخفضة‪ ،‬وتحقيق العدالة االجتماعية في فرض الضريبة‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬األهداف االجتماعية للضريبة‪:‬‬


‫يفترض بكل ضريبة ان تحقق مجموعة من األهداف االجتماعية‪ ،‬وبشكل عام إن األهداف االجتماعية‬
‫للضريبة‪ ،‬كثيرة ومتنوعة وخصوصا بعد ظهور مفهوم العدالة االجتماعية‪ ،‬وبروز االتجاهات الحديثة لتوزيع‬
‫عادل للدخل‪ ،‬والحد من استغالل الطبقات العاملة‪ ،‬باإلضافة الى ظهور مفاهيم العبء الضريبي وتوزيعه في‬
‫المجتمع‪ ،‬حسب مستوى الدخل‪ .‬ومن المالحظ أن الضريبة العصرية وسيلة إلعادة توزيع الدخول والثروات‪،‬‬
‫والدور االجتماعي للضريبة نادى به كل من )جان جاك روسو( في كتابه العقد االجتماعي وألح عليه األديب‬
‫الفرنسي (فولتير ) والمفكر االشتراكي ( كارل ماركس( أشار الى أهمية استعمال الضرائب لتحقيق العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬حتى أنه ظهرت اتجاهات في أوروبا الى إتباع الطرق القسرية في استخدام الضرائب‪ ،‬إلعادة‬
‫توزيع الدخل القومي بشكل عادل ‪.254‬‬

‫ولقد حاولت الدول في عصرنا الراهن استخدام الضريبة كوسيلة هامة في تحقيق مجموعة من‬
‫الغايات االجتماعية‪ ،‬ومن أهم هذه الغايات ما يلي‪:‬‬

‫* منع تكتل الثروات في أيدي عدد قليل من أفراد المجتمع‪ ،‬ويتم ذلك بطرق متعددة منها فرض ضريبة على‬
‫الثروات‪ ،‬كما هو مطبق في ألمانيا‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وفرض ضرائب عالية على السلع الكمالية‪ ،‬وعن طريق التصاعد‬
‫‪255‬‬
‫‪.‬‬ ‫في معدل الضريبة‬

‫* توجيه سياسة النسل في الدولة‪ ،‬فالدولة الراغبة بتشجيع النسل كبلدان أوروبا والدول االسكندنافية تستخدم‬
‫الضرائب في اإلكثار من عدد السكان‪ ،‬وذلك عن طريق تقسيم الضريبة على الدخول الى أجزاء متساوية بقدر‬
‫عدد أفراد األسرة‪ ،‬ومعاملة كل جزء منها كأنه جزء مستقل‪ ،‬سواء من حيث التصاعد‪ ،‬أو من حيث االعفاء‪ ،‬أو‬
‫في إعفاء بعض الدخول الفردية الناشئة عن العمل من الضريبة‪ ،‬بنسبة متصاعدة مع عدد األوالد ضمن حدود‬
‫معينة‪ ،‬بالمقابل الدول الراغبة في تحديد النسل‪ ،‬تقوم برفع معدل الضرائب على الدخول‪ ،‬والمعدل يزداد بازدياد‬
‫عدد أفراد األسرة‪ ،‬أو ال تعفي قوانين الضرائب الحد األدنى للمعيشة من الضريبة ‪ ،‬كما هو مطبق في كل من‬
‫الهند والصين‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫‪ -‬القيسي أعاد أحمد ‪ ،‬المالية العامة و التشريع الضريبي ‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ، 1991 ،‬ص‬
‫‪. 129‬‬
‫‪255‬‬
‫‪ -‬الكردي ميس موسى ‪ ،‬أثر ضريبة القيمة المضافة في نشاط التداول و االستثمار في سوق فلسطين لألوراق المالية ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير ‪ ،‬إشراف د محمد شراقة ‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية ‪ ،‬نابلس ‪ ،‬فلسطين ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪171‬‬
‫* معالجة أزمة السكن ‪:‬يمكن استخدام الضريبة كوسيلة لحل مشكلة السكن‪ ،‬وذلك بإعفاء رأسمال المستثمر‬
‫في هذا القطاع من الضرائب‪ ،‬لفترة زمنية محددة‪ ،‬مثالا‪ ،‬أو تسمح باالستهالك السريع لألدوات‪ ،‬والتجهيزات‬
‫المستخدمة في قطاع اإلسكان‪ ،‬فألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية فرضت ضريبة إضافية على العقارات‬
‫القديمة‪ ،‬وخصصت ثالثة أرباع إيراداتها إلنشاء مساكن جديدة رخيصة األجر‪ .256‬وفرنسا فرضت ضريبة‬
‫مماثلة‪ ،‬حيث فرضت ضريبة على المساكن غير المشغولة شغال كامال‪ ،‬مثل هذا األمر‪ ،‬دفع أصحاب هذه‬
‫العقارات على تأجيرها‪ ،‬أو إشغالها تفاديا من أداء ضريبة عالية‪.‬‬

‫* استخدام الضريبة لتشجيع االستثمار‪ ،‬واالدخار‪ :‬ويتم ذلك عندما تعفي الدولة عائدات سندات التنمية التي‬
‫تصدرها من أي ضرائب‪ ،‬لتشجيع شراء مثل هذه السندات‪ ،‬أو تخفض الضريبة‪ .‬على الودائع في صناديق‬
‫االدخار أو أي استثمار مالي بدعم االقتصاد الوطني‪.257‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اآلثار االجتماعية للضريبة ‪:‬‬


‫لقد استعرضنا في الفصل السابق اآلثار االقتصادية للضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬ويمكن القول أنها‬
‫تحمل الكثير من اآلثار االجتماعية فكل تغير يحمل انحراف بالواقع االجتماعي‪.‬‬

‫وتتجلى اآلثار االجتماعية ألي ضريبة في كونها تقتطع جزاءا من دخول األفراد‪ ،‬كما تؤثر في إعادة‬
‫توزيع الدخل القومي حيث تقتطع من دخول األغنياء وتعيد التوزيع على شكل نفقات يستفيد منها أصحاب‬
‫الدخل المنخفض بشكل خاص‪.‬‬

‫وبشكل عام فإن أثر إدخال ضريبة القيمة المضافة على الواقع االجتماعي سلبي مع افتراض ثبات‬
‫كل العوامل األخرى وهذا األثر يتغير بقدر تغيير سياسة اإلنفاق العام في الموازنة العامة للدولة وسياسة‬
‫الرواتب واألجور العامة والخاصة وسياسة الخدمات االجتماعية والضمان االجتماعي ودورها في االقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬ومراعاة توزع السكان وفقا لمعدالت الفقر المعروفة عالميا ومراعاتها‪.‬‬

‫لذلك نجد في معرض دراستنا عن اآلثار االجتماعية لهذه الضريبة أن نلقي الضوء على تأثيراتها‬
‫على كل من الفائض االقتصادي واعادة توزيع الدخل القومي واإلنفاق االستهالكي واإلنفاق الحكومي ومن ثم‬
‫اآلثار التوزيعية لهذه الضريبة والتي وان كانت تحمل صفة اقتصادية إال أن تغيراتها تؤدي إلى حدوث العديد‬
‫من اآلثار االجتماعية‪:‬‬

‫ثالث ا‪ :‬الضريبة على القيمة المضافة والفائض االقتصادي‪:258‬‬


‫الفائض االقتصادي هو الذي يتحدد بما يزيد من الناتج القومي عن الحد الالزم لإلنفاق االستهالكي‬
‫الضروري واإلنفاق االستثماري الرشيد‪ .‬وان عدم تعبئة الفائض االقتصادي ومشاركته إيجابيا في عملية التنمية‬
‫هو من األسباب الرئيسية النخفاض معدالت االدخار واالستثمار في البلدان النامية‪ ،‬حيث أن معظم الفائض‬
‫االقتصادي يضيع في االستهالك الكمالي وذلك بسبب وجود أفراد غير منتجين وعدم وجود تنظيم جيد لإلنتاج‪.‬‬

‫‪ - 256‬العمر‪ ،‬حسين ‪:‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ - 257‬شامية‪ ،‬احمد زهير‪ ،‬الخطيب‪ ،‬خالد ‪:‬المالية العامة‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،1997 ،‬ص ‪-811‬‬
‫‪. 858‬‬
‫‪258‬‬
‫‪ -‬د يوسف شويكار إسماعيل ‪ ،‬الضريبة العامة على المبيعات خطوة على التحرير السريع لتحري االقتصاد المصري ‪ ،‬مرجع‬
‫سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 11- 5‬‬

‫‪175‬‬
‫والسياسة المالية هي األداة الفعالة لتعبئة الفائض االقتصادي وتوجيهه نحو التراكم الرأسمالي‬
‫وتمويل التنمية االقتصادية واالجتماعية أو توجيه االستهالك وضبطه مع الحث على االدخار أو لتحويل‬
‫الموارد من االستهالك إلى االستثمار‪ ،‬أو تحويل الموارد من القطاعات غير المنتجة إلى أخرى منتجة‪ ،‬أو من‬
‫مشاريع سلبية إلى مشاريع إيجابية كما تعمل السياسة المالية على الحد من التفاوت بين الدخول والثروات‪.‬‬

‫وبما ان الضريبة على القيمة المضافة تستخدم للتأثير بالطلب الكلي الفعال‪ ،‬فتفرض بسعر مخفض‬
‫للحد من الضغط الناشئ عن التنمية حيث تهيئ الطريق لتحقيق الوسائل غير التضخمية للتنمية وال سيما‬
‫االدخار االختياري وتشجيع رأس المال وذلك عندما تؤدي إلى الحد من االستهالك خاصة البذخي أو االستثمار‬
‫السلبي بتحويل بعض الموارد إلى استخدامات مناسبة‪ ،‬وهو ما يعرف بالدور الوظيفي التحويلي للضريبة في‬
‫ظل النظرية الحديثة‪ ،‬بحيث تكون الطاقة الضريبية المثلى في نطاق هذه الضريبة ذات أسعار تأتي بأكبر‬
‫حصيلة ممكنة بدون أي ضرر‪ ،‬ويحدث هذا الضرر إذا ما أصابت هذه الضريبة سلعا ضرورية للطبقات الفقيرة‬
‫‪.‬‬

‫ونظ ار لما تتميز به شعوب الدول اآلخذة في النمو بارتفاع الميل الحدي لالستهالك بدرجة تكاد تلتهم‬
‫غالبية الدخول الموزعة فقد قسمت السلع االستهالكية إلى ثالثة أقسام (سلع ضرورية‪ ،‬وسلع شائعة‪ ،‬وسلع‬
‫كمالية ) تكون أسعار فرض الضريبة عليها أداة تستخدمها اإلدارة الضريبية لتوجيه عملية التنمية‪ .‬والمالحظ‬
‫في الدول النامية أنه في حال وجود زيادة في الدخل فإن هذه الزيادة توجه بشكل خاطئ نحو االستهالك‪،‬‬
‫فكان البد من الضريبة القيمة المضافة لترشيد استخدام هذه الزيادة في الدخل لتكون عامال لرفع مستوى‬
‫المعيشة في حدود معقولة‪ ،‬مع تحويل ما يمكن تحويله إلى االدخار العام أو الخاص وذلك من خالل التأثير‬
‫على القوة الشرائية لألفراد‪.‬‬

‫بناء على ما سبق نحن نعلم أن النظام الضريبي يقوم على مبدأين اثنين و هو أن الضريبة تدفع من‬
‫ا‬ ‫‪-‬‬
‫الفائض االقتصادي و تؤخذ وفقا للقدرة التكليفية للمواطن ‪ ،‬و هذا ماال ينطبق على النظام الضريبي‬
‫في سورية باعتبار هناك مشكلة دائمة تتعلق بانخفاض مستوى الدخل الفردي و عدم تالؤمه مع‬
‫مستوى المعيشة هذا يعني عدم وجود فائض اقتصادي‪ ،‬إضافة إلى وجود ظاهرة التضخم و التي‬
‫تتفاقم بمرور األيام ‪ ،‬والمشكلة القائمة واألساسية وهي مشكلة األجور واألسعار في سورية ومن هنا‬
‫فمن الممكن لتطبيق ضريبة قيمة مضافة في سورية أن تحد من االستهالك من خالل تأثيرها على‬
‫القوة الشرائية لألفراد حيث قد يؤدي ارتفاع األسعار إلى انخفاض القوة الشرائية لألفراد و خصوصا‬
‫الطبقات الفقيرة و المتوسطة في المجتمع و هذا يترافق مع تأثيرات معدالت التضخم العالية التي‬
‫‪259‬‬
‫تقر أن ال تأثير لضريبة القيمة‬ ‫تعاني منها سورية بالرغم من أن أغلب الدراسات االقتصادية‬
‫المضافة على معدالت التضخم في أغلب الدول التي طبقتها إال أن لها تأثيرات هامة على األسعار‬
‫وثيقة الصلة ‪ .‬ناهيك عن تأثر القوة الشرائية بانخفاض معدل الدخل الفردي في سورية حيث يبلغ‬

‫‪1-‬‬ ‫‪259‬‬
‫‪- Tait, Alan. 1990. “VAT Revenue, Inflation and Foreign Trade Balances,” In‬‬
‫‪Value Added Taxation in Developing Countries, ed. Malcolm Gillis. International‬‬
‫‪Bank for Reconstruction, pp. 17-31.‬‬

‫‪176‬‬
‫معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪ /00214/ 2101‬ل س بمعدل نمو ‪1.02‬‬
‫عن عام ‪ 2111‬و هو معدل نمو منخفض جد ا ‪ ،‬إضافة إلى انخفاض مستوى األجور حيث تبلغ‬
‫كتلة األجور في سورية بعد الزيادات األخيرة ‪251/‬مليار ل س ‪ /‬من أصل ‪ 151‬مليار مجموع الدخل‬
‫الوطني‪ ،‬مع وجود عالقة مختلة بين األجور واألرباح في سورية هي ‪ %25‬أجور و ‪ %05‬أرباح و‬
‫مقارنة مع الدول الرأسمالية مثل أميركا فهي ‪ %21‬أجور و ‪ %41‬أرباح و هذا ما يعكس انخفاض‬
‫مستوى األجور الذي يؤدي إلى تخفيض القدرة الشرائية‪ . 260‬من هنا نجد أن القدرة الشرائية منخفضة‬
‫في سورية بسبب انخفاض مستوى الدخل الفردي و األجور و بتطبيق ضريبة القيمة المضافة سوف‬
‫يزداد انخ فاض هذه القدرة الشرائية بسبب ارتفاع األسعار ‪ ،‬علما أنه و كما تشير أغلب الدراسات‬
‫االقتصادية أن ضريبة القيمة المضافة تزيد األسعار مرة واحدة فقط عند التطبيق و ترى الباحثة أنه‬
‫من الممكن تجنب هذا األثر السلبي للضريبة عن طريق دراسة السلوك االستهالكي للمواطن السوري‬
‫و أنواع السلع االستهالكية و تصنيفها وفقا لطبيعة استهالك الشرائح السكانية و من ثم تصميم هذه‬
‫الضريبة بأساس و معدالت و نظام يتناسب مع هذه التفصيالت ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الضريبة على القيمة المضافة و إعادة توزيع الدخل القومي ‪:261‬‬
‫تشكل الضرائب أداة إلعادة توزيع الدخل القومي عن طريق التأثير في الدخول النقدية والعينية‪،‬‬
‫وكذلك عن طريق رفع أثمان السلع والخدمات‪ .‬ولتحديد اثر الضرائب في إعادة توزيع الدخل القومي يجب‬
‫تحديد الشخص الذي استقر عليه عبء الضريبة بشكل نهائي‪ ،‬ألن نقل عبء الضريبة قد يؤدي إلى إعادة‬
‫توزيع الدخل القومي بغير الوجهة التي أرادها المشرع‪.‬‬

‫كما أن األثر النهائي للضرائب في إعادة توزيع الدخل القومي يتوقف على سياسة اإلنفاق العام‬
‫واتجاهاته‪ ،‬فقياس إعادة توزيع الدخل القومي يتم عن طريق الموازنة بين ما يدفعه الفرد من الضرائب وبين‬
‫قيمة المنافع التي تعود عليه من النفقات العا مة‪ ،‬فإذا كان ما حصل عليه من منافع أقل مما دفعه من ضرائب‬
‫فمعنى ذلك أن هذا الفرد قد نقل إلى غيره جزءا من دخله‪ ،‬أما إذا كان ما حصل عليه أكثر مما دفعه فمعنى‬
‫ذلك أنه استفاد من عملية إعادة التوزيع‪.‬‬

‫والحكم على مدى فعالية النظام الضريبي في إعادة التوزيع يتطلب النظر إلى النظام الضريبي بأكمله‬
‫كوحدة متكاملة‪ ،‬ألن ما قد تحدثه بعض الضرائب من نتائج جيدة في المساواة والعدالة في إعادة توزيع الدخل‬
‫القومي‪ ،‬قد تبطله ضرائب أخرى ذات نتائج سيئة‪ ،‬وهذا يمكن عالجه عن طريق اتخاذ بعض اإلجراءات في‬
‫نطاق ضرائب أخرى‪ ،‬وتلعب الضرائب دورها في التوزيع في االتجاهات التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬تعيد توزيع الدخل القومي بين مختلف الطبقات أو عوامل اإلنتاج أو األنشطة واألقاليم المختلفة‬
‫للدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬الضرائب غير المباشرة ومنها الضريبة على القيمة المضافة تقع على المستهلك وتشكل عبئا أكبر‬
‫على الطبقات ذات الدخول المحدودة والتي تخصص الجزء األكبر من دخلها لالستهالك‪ ،‬وهي ذات‬

‫‪ - 260‬د جميل ‪ ،‬قدري ‪ ،‬التضخم في سورية ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪ ،‬جمعية العلوم االقتصادية ‪ ،‬دمشق ‪.‬‬
‫‪261‬‬
‫‪ -‬د يوسف شويكار إسماعيل ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬

‫‪177‬‬
‫ميل حدي مرتفع لالستهالك بالمقارنة بالطبقات الغنية‪ ،‬وهذا يعني إعادة توزيع الدخل القومي في‬
‫صالح الطبقات الغنية‪ .‬ولكن أثر الضرائب غير المباشرة في هذا االتجاه يتوقف على نوعية السلعة‬
‫التي تفرض عليها كمالية أو ضرورية وعلى أسلوب فرضها قيميه أو نوعية‪.‬‬
‫ففرض الضرائب غير المباشرة على السلع الكمالية ال يؤثر على أصحاب الدخول المحدودة حيث‬
‫يكون استهالك هذه السلع يكاد يكون مقصو ار على الطبقات الغنية والعكس صحيح‪ ،‬وبالتالي يجب‬
‫أن تتدرج أسعار الضريبة حسب أهمية السلع للمواطنين فيرتفع السعر كلما كانت السلعة كمالية ‪.‬‬
‫و لقد أوردنا سابقا أن الضريبة على القيمة المضافة هي ضريبة تنازلية باعتبارها ضريبة ذات وعاء‬
‫عريض يمتد ليشمل الضروريات ‪ ،‬و عادة ما تقاس تنازلية هذه الضريبة بمدى تأثيرها على الدخل‬
‫السنوي لألسرة ‪. 262‬‬
‫إذا وجدنا مما سبق أن الضريبة على القيمة المضافة تؤدي إلى إعادة توزيع الدخل القومي لصالح‬
‫الطبقات الغنية إال أنها تتفادى هذه المشكلة من خالل تصنيف السلع و تعدد المعدالت و اإلعفاءات و‬
‫ذلك بحسب أنواع السلع و مرونتها ‪ ،‬و إن واقع الحال في سورية يشير إلى تراجع كبير في عدالة توزيع‬
‫الدخل القومي و يدل على ذلك ارتفاع قيمة معامل جيني من ‪ %34‬عام ‪ 0110‬إلى ‪ %30.2‬عام‬
‫‪ 2114‬و هذا يدل على التراجع و اقترابه من حد الخطورة المحدد عالمي ا ب ‪ ،263 %41‬كما يدل على‬
‫سوء توزيع الدخل ارتفاع معدالت التضخم و األسعار في الفترة األخيرة حيث بلغ معدل التضخم في عام‬
‫‪ 2101‬وفق المكتب المركزي لإلحصاء ‪ . %4.35‬و ترى الباحثة أن تطبيق الضريبة على القيمة‬
‫المضافة في سورية و فق نظام و تصميم يراعي تنوع السلع و تصنيفها إلى ضرورية و شائعة و كمالية‬
‫ووفق معدالت متعددة و تطبيق جيد من شأنه أن يعمل على االستفادة من مزاياها اإليجابية التي تتمثل‬
‫في الحصيلة المرتفعة و التي يمكن من خالل سياسات إنفاق فعالة في البلد أن تحل الكثير من‬
‫المشكالت‪.‬‬

‫خامس ا‪ :‬أثر ضريبة القيمة المضافة على اإلنفاق االستهالكي واإلنفاق الحكومي‪:‬‬
‫تلعب الضريبة على القيمة المضافة دو ار كبي ار في المفاضلة عند توزيع الدخل بين االستهالك و االدخار و‬
‫في حجم االستهالك و يتوقف هذا على العديد من العوامل النفسية و الموضوعية و من أهمها حجم الدخل‬
‫فكلما كان الدخل بسيطا و محدودا استهلك كله أو أغلبه و إذا كان الدخل مرتفعا تزيد النسبة التي توجه‬
‫لالدخار ‪،‬كما تؤثر الضريبة على القيمة المضافة مبدئيا على القوة الشرائية لألفراد بالسالب نظ ار الرتفاع‬
‫أسعار السلع التي تفرض عليها مما يؤدي في النهاية الى انخفاض االستهالك ‪ ،‬و يتوقف تأثير الضريبة على‬
‫القيمة المضافة في االستهالك على عدة أمور منها ‪:‬‬

‫‪ -0‬مقدار الضريبة التي يتم اقتطاعها من دخول اإلفراد حيث ان معدل ما ينفقه الفرد على االستهالك‬
‫مرتبط ارتباطا وثيقا بحجم دخله ‪ ،‬فالضريبة التي تفرض على السلع التي يستهلكها األشخاص ذوو‬

‫‪262‬‬
‫‪ -‬يعتبر هذا المعيار غير مالئم ألننا إذا افترضنا أنه يتم إنفاق دخل الفرد على مدى سنوات عمره فان ضريبة عامة بسعر موحد‬
‫سوف تتناسب مع الدخل طوال العمر و لكن األسر تدخر رؤوس األموال و من ثم فان الضريبة على القيمة المضافة قد تشكل نسبة‬
‫من دخول األسر صغيرة السن أعلى من نسبة الضريبة على القيمة المضافة من دخول األسر األقدم عهدا و األكبر سنا للمزيد راجع ‪:‬‬
‫د السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة دراسة مقارنة ‪ ، ....‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪260‬‬
‫‪ -‬د جميل ‪ ،‬قدري ‪ ،‬التضخم في سورية ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪ ،‬جمعية العلوم االقتصادية ‪ ،‬دمشق ‪.‬‬
‫‪263‬‬

‫‪171‬‬
‫الدخل المحدود تعمل على خفض االستهالك الخاص بنفس القدر الذي تقتطعه تقريبا ‪ ،‬أما اذا‬
‫فرضت الضريبة على السلع الترفيهية التي يستهلكها ذوو الدخل المرتفع فإنها تعمل على خفض‬
‫االستهالك و لكن بصورة اقل من القدر الذي تقتطعه ‪ ،‬و يعتبر هذا ظلما للطبقات محدودة الدخل‬
‫على الرغم من ان هذه الضرائب تستخدم كأداة لتحقيق التنمية االقتصادية و من ثم يجب ان يوزع‬
‫عبؤها على جميع إفراد المجتمع في سبيل تحقيق النمو و زيادة الرفاهية‪. 264‬‬
‫‪ -2‬مدى مرونة الطلب على السلعة ‪ ،‬فالسلع ذات الطلب المرن يتأثر استهالكها نتيجة فرض الضرائب‬
‫أكثر من السلع ذات الطلب غير المرن ‪.‬‬
‫‪ -3‬درجة مرونة طلب الطبقات التي يقع عليها الضريبة ‪ ،‬فالضريبة التي يدفعها األغنياء ال تنقص‬
‫استهالكهم أما الضريبة التي يدفعها الفقراء فهي تقلل استهالكهم‪.‬‬

‫و تتميز الضريبة على القيمة المضافة أنها تنصب على اإلنفاق االستهالكي و تركز عليه مما يؤدي إلى زيادة‬
‫فاعليتها في تقييد معدالت االستهالك والتأثير على الميول الحدية لالستهالك وخفضها بصورة جبرية تمنع أي‬
‫زيادة في اإلنفاق االستهال كي نتيجة الزيادة التي تنتج عن التوسع في االستثمار فهي تحد بصورة كبيرة‬
‫اإلنفاق االستهالكي غير الرشيد الذي يمثل جزء هام من عناصر الفائض االقتصادي ‪.‬‬

‫ولقد وجدت األبحاث والدراسات انه من المتوقع أن يملك إقرار ضريبة القيمة المضافة تأثيرات قصيرة‬
‫المدى على توقيت إنفاق االستهالك‪ ،‬وانه حدثت تغيرات في االستهالك في الزمن الذي تم فيه تطبيق ضريبة‬
‫القيمة المضافة وليس عندما تم اإلعالن عن استخدامها‪ .‬ولتوضيح طبيعة تأثيرها على اإلنفاق االستهالكي‬
‫نورد بعض األمثلة‪:265‬‬

‫في استراليا أدى سن قانون ضريبة قيمة مضافة إلى تغير قصير المدى في االستهالك مع تغير‬ ‫‪‬‬
‫أساسي لإلنفاق االستهالكي‪ ،‬حيث زادت مبيعات المفرق بنسبة ‪ %3.0‬في الفصل قبل أن يتم‬
‫تطبيق ضريبة القيمة المضافة واستغرق إجمالي مبيعات المفرق ثمانية عشر شه ار ليعود إلى‬
‫المستوى قبل تطبيق ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬
‫في اليابان كان هناك دراسة تبين تغيرات اإلنفاق االستهالكي استجابة للتغيرات الضريبية فتبين أن‬ ‫‪‬‬
‫الزيادات في معدل ضريبة القيمة المضافة في نيسان ‪ 0110‬لها تأثير قابل للقياس على توقيت‬
‫اإلنفاق االستهالكي‪ ،‬كما وجدت أن زيادة المعدل الضريبي خفضت نمو اإلنفاق في سنة الزيادة‬
‫بنسبة أكثر من ‪ %0‬في حين لم يتم اإلعالن عن مقدار تغيير اإلنفاق تبعا لألشهر السابقة‬
‫لتطبيق زيادة المعدل في الدراسة‪ ،‬إال أنه تم انتقال مقدار ضئيل أقل من ثلث التخفيض إلى عام‬
‫‪.0110‬‬
‫إذا يشير تحليل هذه الدراسات أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة من الممكن أن يحد ث تغي ار أساسيا‬
‫في اإلنفاق االستهالكي يتجلى بانخفاض هذا اإلنفاق بعد تطبيق هذه الضريبة‪ ،‬كما أن زيادة المعدل‬

‫‪264‬‬
‫‪ -‬د عبد المنعم عبد الغني ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬مرجع سابق الذكر ‪ ،‬ص ‪112-110‬‬
‫‪265‬‬
‫‪- Drs. Robert Carroll, Robert Cline, and Tom Neubig Ernst &Young LLP And Drs. John Diamond‬‬
‫‪and George Zodrow Tax Policy Advisers LLC and Baker Institute for Public Policy and Economics‬‬
‫‪Department, Rice University - / The Macroeconomic Effects of an Add-on Value Added Tax Prepared‬‬
‫‪for the National Retail Federation / -Ernst & Young - October 2010.‬‬

‫‪179‬‬
‫الضريبي تؤدي إلى تخفيض في اإلنفاق االستهالكي‪ .‬وان دراسة واقع اإلنفاق االستهالكي لألسر في‬
‫سورية و بموجب مسح دخل و نفقات األسرة لعام ‪ 2110‬الذي أجراه المكتب المركزي لإلحصاء في‬
‫سوريا نجد أن متوسط إنفاق األسرة السورية على السلع الغذائية يبلغ ‪ /01121.42/‬ل س‬
‫ومتوسط إنفاقها على السلع غير الغذائية يبلغ ‪ /04113.14/‬ل س كما ويبلغ اإلنفاق الشهري‬
‫الكلي لألسرة السورية حسب الشرائح السكانية الثالثة وفق ا للجدول التالي‪:‬‬
‫جدول رقم ( ‪ )30‬اإلنفاق الشهري الكلي لألسرة السورية حسب الشرائح السكانية الثالثة‬ ‫‪-‬‬
‫نسبة من مجموع اإلنفاق‬ ‫وسطي‬ ‫الشرائح‬

‫‪21.40‬‬ ‫‪05240.10‬‬ ‫الشريحة الدنيا ‪%51‬‬


‫‪30.15‬‬ ‫‪22103.04‬‬ ‫الشريحة الوسطى ‪%31‬‬
‫‪31.55‬‬ ‫‪50233.00‬‬ ‫الشريحة العليا ‪%21‬‬
‫‪011‬‬ ‫‪25102151‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬المكتب المركزي لإلحصاء ‪ ،‬مسح دخل و نفقات األسرة لعام ‪ ، 2110‬دمشق‬

‫و نالحظ أنه في كافة المسوح المعدة في سورية يقسم السكان إلى عشر شرائح ومن ثم إلى ثالث شرائح ‪ ،‬و‬
‫تدرس تفصيالت اإلنفاق بشكل عام على كامل سورية ريف و حضر ‪ ،‬و لذلك إن أغراض دراسة تأثير ضريبة‬
‫القيمة المضافة على اإلنفاق االستهالكي في سورية يتطلب تقسيم السكان إلى ثالث شرائح فقيرة و متوسطة‬
‫و غنية وتوفير بيانات اإلنفاق االستهالكي المفصل حسب السلع لكل شريحة من هذه الشرائح ثم للشعب كله‬
‫بشكل عام وهذا ما يقدم معلومات إحصائية تساعد في إجراء الطرق و الدراسات الرياضية المتبعة في كافة‬
‫دول العالم لقياس األثر المحتمل لهذه الضريبة ‪ ،‬و نجد من خالل هذا التقسيم أن الشريحة الدنيا و الوسطى‬
‫يشكالن ‪ %11‬من الشعب السوري و هي سوف تتحمل عبء هذه الضريبة أكثر من الطبقات الغنية كما‬
‫تشير أغلب الدراسات مما سينعكس سلبا على واقع هذه األسر ‪ ،‬حيث أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة في‬
‫سوريا سوف يؤدي إلى زيادة في أسعار السلع و الخدمات و هذا يعني انخفاض الدخل الحقيقي لألسر و‬
‫خصوصا ذات الدخل المحدود يتبعه انخفاض في القوة الشرائية و بالتالي انخفاض اإلنفاق االستهالكي لألسر‬
‫‪ ،‬و ترى الباحثة أن هذه اآلثار موجودة لدى كافة الدول المطبقة لهذه الضريبة إال أنها تجد حلوال لهذه‬
‫المشاكل من خالل تصميم هذه الضريبة تصميما جيدا يتناسب مع واقع هذه الدول و بما يتناسب مع الدراسات‬
‫و اإلحصاءات التي تجريها فيما يخص السلوك اإلنفاقي و أنواع السلع و مرونتها وواقع النظام الضريبي في‬
‫هذه الدول و من ثم التطبيق الجيد لهذه الضريبة من خالل إدارة ضريبية فعالة تسهم في تطبيق جيد للضريبة‬
‫تحل كافة هذه المشكالت و توفر الحصيلة العالية المرجوة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق ٌباإلنفاق الحكومي فقد تبين أن زيادات معدل ضريبة القيمة المضافة أدت إلى زيادات في نسبة‬
‫اإليراد الحكوم ي المتعلق بإجمالي الناتج المحلي بمرور الزمن‪ ،‬حيث تبين بيانات منظمة التعاون والتنمية‬
‫االقتصادية ‪ OECD‬أن الدول األوروبية األعضاء مع ضرائب القيمة المضافة اختبرت زيادة بنسبة ‪%30‬‬
‫في نسبة إيرادات ضريبة القيمة المضافة المتعلقة بإجمالي الناتج المحلي بين عامي ‪ 0105‬و‪ 2112‬بينما‬
‫لن يتم بالضرورة ربط نسبة متزايدة إليراد ضريبة القيمة المضافة المتعلق بإجمالي الناتج المحلي بمرور الزمن‬

‫‪110‬‬
‫مع زيادات في نسبة اإلنفاق الحكومي المتعلق بإجمالي الناتج المحلي‪ ،‬وقد وجد نقاد هذه الضريبة أنه قد‬
‫تدعم ضريبة قيمة مضافة غير مباشرة مستويات أعلى من اإلنفاق الحكومي مقارنة باستخدام ضرائب‬
‫مباشرة‪ . .266‬و ترى الباحثة أنه إذا ما تم تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سوريا كضريبة عامة‬
‫على اإلنفاق بتصميم و تطبيق جيدان مع إجراءات إصالح هيكل النظام الضريبي السوري واالتجاه نحو‬
‫الضرائب الموحدة و إصالح اإلدارة الضريبية سيؤدي هذا إلى ارتفاع الحصيلة الضريبية و هذا بدوره سينعكس‬
‫إيجابا على اإلنفاق الحكومي و على التنمية في البالد ‪.‬‬

‫سادس ا‪ :‬اآلثار التوزيعية للضريبة على القيمة المضافة‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬العدالة التوزيعية‪:267‬‬


‫إن مفهوم العدالة في توزيع الدخل مفهوم نسبي وغامض في آن واحد بمعنى هل يأخذ كل فرد من‬
‫أفراد المجتمع من الدخل القومي بمقدار مساهمته في تحقيق هذا الدخل أو أن يتوفر لكل فرد حد أدنى من‬
‫الدخل أوال ثم يزداد نصيبه وفقا لمدى إنتاجيته ومساهمته في الناتج القومي‪ ،‬وقد اجمع الكثير من الكتاب أن‬
‫مفهوم العدالة التوزيعية يتوقف على الفلسفة السائدة في المجتمع‪ ،‬وتتفق غالبية الفلسفات االجتماعية على‬
‫مايلي ‪:‬‬

‫التوزيع العادل للدخل ليس هو التوزيع الذي تترتب عليه المساواة التامة في توزيع الدخول بين أفراد‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫الفجوات الكبيرة في توزيع الدخول بين أفراد المجتمع تكون غير عادلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تحقيق العدالة في توزيع الدخل باستخدام السياسة الضريبية بشكل خاص والسياسة المالية بصفة‬ ‫‪-‬‬
‫عامة يحتل أهمية كبيرة في كل من الدول المتقدمة والمتخلفة اقتصاديا على حد سواء‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫دوره في تحقيق االستقرار االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وكي تنجح السياسة الضريبية في تحقيق العدالة‬
‫في توزيع الدخول‪ ،‬ينبغي أن تتسم كل من الضرائب المباشرة وغير المباشرة بالتصاعدية‪ ،‬أي كلما‬
‫ارتفع الدخل كلما ازدادت نسبة الضريبة عليه‪ .‬ففي حالة السلع والخدمات تتحقق التصاعدية عن‬
‫طريق التمييز بين هذه السلع والخدمات على أساس الفئات المستهلكة لها‪ ،‬بمعنى أن السلع الكمالية‬
‫والترفيهية التي يستخدمها األغنياء تفرض عليها ضرائب أعلى من السلع األساسية‪ ،‬ويطلق على هذا‬
‫النوع من الضرائب "الضرائب على السلع وفقا لسمتها التوزيعية‪ ".‬ومن هنا لكي تنجح السياسة‬
‫الضريبية في إعادة توزيع الدخل‪ ،‬يجب أن يتحمل األغنياء بنصيب اكبر من عبء الضرائب المباشرة‬
‫وغير المباشرة‪ ،‬كما تستطيع الدول أن تتدخل بصورة مباشرة في إعادة توزيع الدخول لصالح الفقراء‬
‫ومحدودي الدخل عن طريق‪:‬‬
‫‪ -0‬وضع قوانين الحد األدنى لألجور‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع قوانين تحديد الملكية الزراعية والصناعية ‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫‪- Drs. Robert Carroll, Robert Cline, and Tom Neubig Ernst &Young LLP And Drs. John Diamond‬‬
‫‪and George Zodrow Tax Policy Advisers LLC and Baker Institute for Public Policy and Economics‬‬
‫‪Department, Rice University - / The Macroeconomic Effects of an Add-on Value Added Tax Prepared‬‬
‫‪for the National Retail Federation / -Ernst & Young – October 2010.‬‬
‫‪267‬‬
‫‪ -‬مسيمي ‪ ،‬دالل عيسى موسى ‪ ،‬السياسة الضريبية و دورها في تنمية االقتصاد الفلسطيني ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬إشراف أ د طارق‬
‫الحاج ‪ ،‬د يوسف غنيم ‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية ‪ ،‬نابلس ‪ ،‬فلسطين ‪ . 2006 ،‬ص ‪. 10‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ -3‬تحويل بعض األنشطة االقتصادية الى أنشطة عامة ال يسمح للقطاع الخاص المشاركة فيها‪.‬‬

‫ومن المعروف أن استخدام الضرائب التصاعدية على الدخول ومنح اإلعانات لذوي الدخل المحدود‬
‫يمكن أن يؤثر سلبا على الكفاءة االقتصادية في تخصيص الموارد االقتصادية ألنها تؤثر على حوافز العمل‬
‫واالدخار واالستثمار‪ .‬وبطبيعة الحال يختلف تأثير السياسة الضريبية على عدالة توزيع الدخول في الدول‬
‫المتخلفة اقتصاديا عن الدول المتقدمة‪ ،‬وذلك الختالف سماتها االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬حيث‬
‫تنتشر بتلك الدول الحماية الجمركية واستخدام الصرف األجنبي المقنن‪ ،‬والرقابة على األسعار‪ ،‬واألسواق‬
‫السوداء‪ ،‬واالئتمان المقنن‪ ،‬وهذا يجعل األعباء الضريبية تأخذ عكس االتجاه الذي تأخذه في الدول المتقدمة‪،‬‬
‫إضافة الى تفشي بعض الظواهر االقتصادية كالرشوة والفساد والمحسوبية بصورة كبيرة في بعض هذه الدول‬
‫المتخلفة اقتصاديا‪.‬‬

‫إن الحديث عن اآلثار التوزيعية للضريبة وعدالتها االجتماعية وتأثيرها على الفقر واآلثار االجتماعية‬
‫هي مفاهيم مرتبطة ببعضها البعض‪ ،‬وترتكز باألساس فيما يخص ضريبة القيمة المضافة على موضوع تنازلية‬
‫الضريبة ومعالجة هذه التنازلية للوصول إلى درجة العدالة االجتماعية المطلوبة والذي تحدثنا عنه في فقرة‬
‫سابقة ‪ ،‬لذلك ال بد من دراسة هذا الموضوع بشكل أكثر تفصيال كالتالي‪:‬‬

‫إن الضريبة على القيمة المضافة وبالرغم من أنها تأتي بحصيلة وفيرة فإنها يجب أن تفرض على‬
‫سلع شائعة االستهالك وال شك أن شراء هذه السلع و غيرها يستنفذ جانبا أكبر من دخل األفراد في شرائح‬
‫الدخل الدنيا عما هو الحال بالنسبة ألولئك الذين في شرائح الدخل العليا‪ ،‬وعلى ذلك فإن الضريبة التي تفرض‬
‫بأسعار نسبية تقتطع جانبا من دخول فئات الدخل الدنيا أكبر نسبيا مما تقتطعه من دخول فئات الدخل العليا‪.‬‬

‫مثال على ذلك‪ :‬دخل شخص من فئات الدخل الدنيا في سورية هو بحدود ‪ 01111‬ل س شهريا‬
‫يصرف معظمها إن لم يكن كلها على سلع االستهالك وبافتراض أنه ينفق منها ‪ 1511‬ل س‪ ،‬وأن معدل‬
‫الضريبة على القيمة المضافة ‪ %01‬فهو يدفع كضريبة (‪ 151 = %01 * 1511‬ل س ) أي ما يمثل‬
‫‪ %1.5‬من دخله‪.‬‬

‫في حين أن شخص من فئات الدخل العليا وعلى افتراض أن متوسط دخله ‪ 41111‬ل س ينفق منها على‬
‫سلع االستهالك ‪ 05111‬ل س وبالتالي فهو يدفع ضريبة قدرها ‪ 0511‬ل س أي ما يمثل ‪ %3.05‬من‬
‫دخله‪ ،‬بالمقارنة نجد أن ذوي الدخل المحدود يدفع ضريبة تعادل ‪ %1.5‬من دخله‪ ،‬وذوي الدخل المرتفع يدفع‬
‫ضريبة تعادل ‪ %3.05‬من دخله‪.‬‬

‫إن هذا ما يقال عنه تنازلية الضريبة على القيمة المضافة و التي تعني ان ذوي الدخول المنخفضة‬ ‫‪-‬‬
‫نسبيا يدفعون ضرائب بنسبة أكبر إلى دخولهم مما يدفعه ذوو الدخول المرتفعة ‪.‬‬
‫و كمثال آخر على ذلك في الواليات المتحدة ‪ :‬تم إجراء دراسة ألثر إدخال الضريبة على القيمة‬ ‫‪-‬‬
‫المضافة إليها تبين أن إدخالها بسعر ‪ %01‬سوف يشكل ‪ % 00.10‬من دخول األسر ذات الدخل‬
‫المتوسط و ‪ %5.50‬من دخول األسر ذات الدخل المرتفع ‪ ،‬حيث ان فرض الضريبة بسعر ‪%01‬‬
‫سوف يؤدي الى ارتفاع قدره ‪ %1‬في األسعار االستهالكية بافتراض ان ‪ %11‬من اإلنفاق‬
‫االستهالكي خاضع للضريبة و ان عرض النقود سوف يؤدي تحريك األسعار مرة واحدة و الى األبد و‬
‫بدون أية تعديالت في العناصر المكونة لألسعار فإن إدخال الضريبة بسعر ‪ %01‬سوف تعني أن‬

‫‪112‬‬
‫أدنى الدخول (‪ 01111‬دوالر سنويا ) سوف يدفع ‪ %04.2‬من دخلها للضريبة على حين أن‬
‫الدخول التي تتراوح ما بين ( ‪ 211111- 011111‬دوالر سنويا ) سوف تدفع ‪ %3‬فقط من‬
‫‪268‬‬
‫إجمالي دخلها‬

‫وتلجأ الدول التي طبقت هذه الضريبة لمعالجتها باستخدام طرق عديدة مثل المعدل الصفري واإلعفاءات‬
‫وتنويع المعدالت وتخفيضها‪ ،‬إال أن هذه المعالجات المتبعة ترتبط بسياسات الدولة المطبقة المتعلقة باإلنفاق‬
‫والضرائب األخرى وعوامل أخرى مختلفة‪ .‬ونورد فيمايلي أهم الدراسات المتعلقة باآلثار التوزيعية للضريبة‪:‬‬

‫لقد وجدت دراسات صندوق النقد الدولي أن أي نقاش حول التأثير التوزيعي إلقرار ضريبة القيمة‬ ‫‪-‬‬
‫المضافة يجب أن يبدأ بنقاش عن األثر االقتصادي للضريبة بعد رد فعل المؤسسات والمستهلكين‬
‫على فرض الضريبة ‪.‬فإذا تم فرض ضريبة قيمة مضافة شاملة على أساس التخصيص‪ ،‬يعتقد علماء‬
‫االقتصاد أن هذه الضريبة سوف تنتقل بصورة أسعار أعلى إلى المستهلكين مباشرة‪ ،‬وتفترض هذه‬
‫النتيجة أن من الممكن ان تتم جباية ضريبة القيمة المضافة على واردات البضائع والخدمات وازالتها‬
‫عن الصادرات‪ ،‬وكنتيجة لذلك سيدفع المستهلكين المحليين السعر ذاته (ال سيما الضريبة) سواء كانوا‬
‫يشترون من الموردين المحليين أو الخارجيين‪.‬‬
‫يتم تحديد توزيع الضريبة تبعا لمستويات دخل األسرة عن طريق نسبة المبيعات الخاضعة للضريبة‬
‫إلى الدخل عندما يزيد الدخل‪ ،‬وبسبب انخفاض هذه النسبة عموما عندما يزيد الدخل‪ ،‬يتم تصنيف‬
‫ضريبة القيمة المضافة على أنها تنازلية‪ ،‬وللتغلب على التنازلية أو موازنتها جزئيا تستطيع الدول‬
‫التي تقر ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬كما أسلفنا سابقا‪ ،‬أن تقدم حسومات ضريبية أو خصومات لألسر‬
‫األقل دخال التي تدفع الضريبة‪ ،‬أو إقرار ضريبة قيمة مضافة متعددة المعدالت والتي تزيل أو تخفض‬
‫الضرائب المفروضة على أنواع محددة من البضائع والخدمات المشار إليها غالبا كضروريات والتي‬
‫تشكل حصة اكبر من إنفاق المستهلكين األقل دخال‪.‬‬
‫إن معظم أنظمة الضريبة على القيمة المضافة الحالية تستخدم معدالت ضريبية متعددة (السيما‬
‫المعدل الصفري) لتخفيض تنازلية ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬
‫ولكن يعاب على هذه الطريقة تكاليفها الضخمة من حيث تكاليف المواءمة والناحية اإلدارية بالنسبة‬
‫لكل من الوكاالت الضريبية ودافعي الضرائب ومن حيث التحريفات االقتصادية الفادحة‪.‬‬
‫ولقد لخصت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬قضايا السياسة الضريبية المتعلقة‬
‫بضرائب القيمة المضافة ذات المعدالت المتعدد‪ ،‬أن فعالية معدالت ضريبة القيمة المضافة المخفضة‬
‫لتحقيق األغراض التوزيعية هي موضع شك ويستفيد منها األفراد األكثر ثراء من السكان‪ ،‬ومن حيث‬
‫اإلنفاق على السلع الغير أساسية فمن المحتمل أن يدفع األ كثر ثراء ضريبة أكثر في قيم مطلقة‪.‬‬
‫ويمكن أال تكون دائما معدالت ضريبة القيمة المضافة المستخدمة لتلبية األغراض االجتماعية‬
‫الطريقة األكثر فعالية لضمان أن أولئك الذين يحتاجون المساعدة يتلقونها في الواقع‪.‬‬
‫في هذا المجال وبالنسبة للضريبة ذات المعدل الواحد يمكن أن تستخدم االعتمادات الضريبية‬
‫والخصومات لتوازن تنازلية الضريبة‪ ،‬كمثال على ذلك اليابان والتي تعتبر المثال الوحيد لدولة هامة‬
‫تستخدم المعدل المفرد‪ ،‬وتستخدم طريقة الطرح متفادية بذلك نظام الفاتورة‪ ،‬ونظ ار للقلق بسبب‬

‫‪268‬‬
‫‪-‬‬

‫‪113‬‬
‫التنازلية المتزايدة لمعدل ضريبة القيمة المضافة الوحيد في اليابان في حال تم اللجوء الى رفعه ‪،‬‬
‫يناقش صناع السياسة في اليابان إمكانية إدخال معدالت ضريبة قيمة مضافة مخفضة على‬
‫الضروريات من خالل المعدل الصفري واإلعفاءات وهذا يستوجب استخدام ضريبة قيمة مضافة‬
‫بطريقة االئتمان والفاتورة محل الضريبة الحالية (بطريقة الطرح)‪ ،‬مدخلة بذلك كافة التعقيدات‬
‫المتعلقة من الناحية اإلدارية والمواءمة‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫تتناول دراسة األثر التوزيعي إلصالح ضريبة القيمة المضافة في الفلبين‪،‬‬ ‫وفي ورقة بحث حديثة‬
‫تم تقييم الطرق البديلة التي قدمت للتخفيف من آثار اإلصالح على األسر الفقيرة‪.‬باستخدام بيانات المسوحات‬
‫االسروية وتحليل حالة الخمس (األخماس) الرفاهي‪ ،‬وجدوا ان إصالح الضريبة على القيمة المضافة كان‬
‫تقدميا ومستهدف على نحو جيد نسبيا‪.‬وقدر متوسط االستهالك اإلجمالي في االستهالك األسري الحقيقي بعد‬
‫زيادة بمعدل الضريبة على القيمة المضافة من ‪ %01‬الى ‪ %02‬بقيمة ‪ .%2,5‬تكبدت العائالت في أسفل‬
‫الخمس انخفاضا بقيمة ‪ %2,4‬في االستهالك الحقيقي بينما خسرت العائالت في الخمس األعلى ‪.%2,0‬‬

‫إن ما تم التوصل إليه كان منسجما مع أنماط استهالك األسر الفقيرة في الفيليبين التي تميل الى‬
‫االعتماد أكثر على المنتجات الزراعية غير المصنعة والتي هي معفاة من الضريبة على القيمة المضافة‪.‬ووجد‬
‫أيضا ان تخفيف تدابير الحماية االجتماعية قد خفضت األثر السلبي إلصالح الضريبة على القيمة المضافة‬
‫بالنسبة لكافة األسر ولكن قد ار كبي ار من الفائدة ط أر لألسر ذات الدخل العالي‪.‬‬

‫إذا إن تقييم التأثير التوزيعي ألي ضريبة يتطلب مقارنتها ببدائل أخرى‪ ،‬كأن تحل محل مصادر أخرى‬
‫للدخل‪ .‬وتشير األدلة إلى أنه من المحتمل ان تكون ضريبة القيمة المضافة أقل في مستواها التنازلي من‬
‫الضرائب التجارية والرسوم اإلضافية المخصصة التي حلت هذه الضريبة محلها‪ ،‬وقد تكون ضريبة القيمة‬
‫المضافة على األقل في البلدان النامية تصاعدية تماما كما ضريبة الدخل‪ .270‬ومن ناحية أخرى إذا مولت‬
‫ضريبة القيمة المضافة مصروفات زائدة‪ ،‬عندئذ ممكن أن يكون الناتج التوزيعي النهائي تصاعديا حتى في‬
‫حال وجود وعاء ضريبي عريض ومعدل وحيد لهذه الضريبة‪.‬‬

‫ومع ذلك يبقي أنه لم تحدد في كثير من األحيان التدابير الدقيقة لمعالجة القضايا والشواغل المتعلقة‬
‫بالعدل واإلنصاف استنادا إلى اإلصالحات الضريبية المقترحة‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن تخفيف وطأة الفقر هو أحد‬
‫األسباب الرئيسية لفرض هذه الضرائب ‪ ،‬وتشير دراسة حالة أثيوبيا أنه حتى عندما تكون أدوات اإلنفاق‬
‫ضعيفة‪ ،‬فإن تباين المعدالت يمكن أن يكون سياسة واهنة‪.271‬‬

‫‪269‬‬
‫‪- Newhouse, D. and D. Zakharova (2007), “Distributional Implications of the VAT Reform in‬‬
‫‪the Philippines”, IMF Working Paper No. 07/153.‬‬
‫‪270‬‬
‫‪- Zolt, Eric M., and Richard M. Bird, 2005, “Redistribution via Taxation: The Limited Role of the‬‬
‫‪Personal Income Tax in Developing Countries,” UCLA Law Review, Vol. 52, pp. 1627–95.‬‬
‫‪271‬‬
‫‪- Muñoz, Sonia, and Stanley Sang-Wook Cho, 2004, “Social Impact of a Tax Reform: The Case of‬‬
‫‪Ethiopia,” in Helping Countries Develop: The Role of Fiscal Policy, ed. by Sanjeev Gupta, Benedict‬‬
‫‪Clements, and Gabriella Inchauste, pp. 353–84 (Washington: International Monetary Fund).‬‬

‫‪111‬‬
‫ويبقى مع ذلك أن حجة تنويع المعدالت تحقيقا للعدل هي أقوى بوجه عام في البلدان النامية منها‬
‫في االقتصادات المتقدمة ‪.‬وان مقبولية تباين المعدالت في سياق معين‪ ،‬تتوقف على أهداف الحكومة في‬
‫مجال العدل‪ ،‬واألدوات المتاحة لها على وجه التحديد لحماية الفقراء‪.‬‬
‫‪272‬‬
‫يبقى أمامنا حالن ال ثالث لهما إلعطاء المزيد من العدالة‬ ‫وفي النتيجة وكما يقول أحد الباحثين‬
‫لنظامنا الضريبي‪ :‬األول هو أال نخلط مشكالت العدالة مع وعاء الضريبة حيث تتحقق العدالة عن طريق‬
‫اإلعانات والمساعدات‪ ،‬وهذا ما يجري في البالد االسكندنافية ونيوزيلندا وكندا في حال إنشاء الضريبة على‬
‫القيمة المضافة‪.‬‬

‫والثاني ويقوم على نقل جزء من الضريبة على القيمة المضافة إلى الضرائب المتصاعدة (التصاعدية‬
‫الموجودة حاليا‪ ،‬والتي ستجد في المستقبل إن هناك بعض التحويالت الممكنة دون شك‪ ،‬لكن اإلحصائيات‬
‫وبعض األمثلة أظهرت أنه لكي يتحقق هذا الهدف يجب أال نحمل األثرياء وزر الضرائب وحدهم بل يجب أن‬
‫يعم ذلك على كافة المكلفين‪ .‬ونحن نقول أنه يجب أال نحمل الفقراء عبء الضرائب األكبر بل يجب توزيعه‬
‫على كافة المكلفين وفقا لقدرة كل منهم على الدفع المنبثقة من مجمل دخله‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬العدالة االجتماعية والفقر ‪:‬‬


‫يرى معظم الباحثين أن الزمن الذي كانت تصنف فيه الضرائب بين مباشرة أي عادلة وغير مباشرة‬
‫أي غير عادلة قد مر وانتهى‪ ،‬ألن الحكم على عدالة الضريبة هي إمكانية تشخيصها أي جعلها مال ئمة لحالة‬
‫المكلفين االقتصادية واالجتماعية وال يوجد معيار آخر في هذا الموضوع‪ .‬وفيما يتعلق بالضريبة على القيمة‬
‫المضافة يرى البعض وفقا لالعتبار السابق أنها عادلة‪ ،‬وهناك من له وجهة نظر مختلفة فيما يتعلق بعدالة‬
‫هذه الضريبة‪.‬‬

‫أما من يقول بعدالة ضريبة القيمة المضافة فهو يعتبر أن هناك عناصر كثيرة تبين عدالتها أهمها‪:‬‬

‫أنها ضريبة عامة على المجموع الكلي الستهالك الفرد من السلع والخدمات وهذا االستهالك ينم عن‬ ‫‪-‬‬
‫قدرة المستهلك على إسهامه باألعباء العامة بالقياس الى ما يأخذه من الناتج المحلي في شكل‬
‫استهالك سلع أو حصول على خدمات‪ ،‬لذلك فإن المقدرة الفعلية على اإلسهام في النفقات تكون أقرب‬
‫إلى العدالة إذا ما قيست بالدخل المنفق الذي يدفع صاحبه الضريبة بمناسبة استعماله وليس بالدخل‬
‫غير المنفق الذي ال يستعمله المكلف وال يستفيد منه‪.‬‬
‫أنها ضريبة عامة لكنها ليست شاملة‪ ،‬فقد حرص القانون على تخفيف وطأة هذه الضريبة عن كاهل‬ ‫‪-‬‬
‫ذوي الدخل المحدود فأعفى من هذه الضريبة غالبية السلع والخدمات التي تؤلف الجزء األكبر من‬
‫نفقات ذوي الدخل المتوسط كبعض المواد الغذائية األساسية (المواشي‪ ،‬المواد الزراعية بحالتها‬
‫الطبيعية‪ ،‬الخبز‪ ،‬الطحين‪ ،‬األسماك‪ ،‬اللحوم وغيرها من السلع االستهالكية األساسية‪ .‬كما أعفى‬
‫القانون قطاعات الصحة واالستشفاء والتعليم والزراعة والنقل والتأمين والمصارف وغيرها‪ .‬فمثال إذا‬
‫نظر إلى ميزانيات األسر في لبنان واستهالكها من سلع وخدمات قياسا إلى مستوى دخلها نجد ان‬
‫الجزء األكبر من استهالك األسر من أصحاب الدخل المحدود سوف لن تنالها الضريبة‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫‪ -‬أوغريه ‪ ،‬جورج ‪ .‬الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬ترجمة كامل مجيد سعادة ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫لبنان ‪ .2002 ،‬ص ‪. 111‬‬

‫‪115‬‬
‫مدى أهمية هذه الضريبة في واردات دول يصعب الحكم على عدم عدالة أنظمتها الضريبية‪ ،‬ذلك أن‬ ‫‪-‬‬
‫مردود هذه الضريبة في الدول الصناعية مثل أوروبا يزيد عن ‪ %11‬من مجموع وارداتها الضريبية‪،‬‬
‫ومع ذلك ال يمكن القول بأن النظام الضريبي ل هذه الدول الذي يستند في معظمه على مردود الضريبة‬
‫على القيمة المضافة غير عادل‪.‬‬

‫لخص الصحافي بيير‬ ‫أما فيما يتعلق بوجهة النظر األخرى الخاصة بعدالة هذه الضريبة فقد‬
‫فيانسون بونتي آراء الكثيرين في موضوع الضريبة فقال إن الضريبة غير المباشرة أي الضريبة على القيمة‬
‫المضافة هي أساسا مناقضة للعدالة االجتماعية‪ ،‬ويجب أن ندرك بأن الضريبة غير المباشرة التي تصيب‬
‫االستهالك وحتى المنتجات األساسية تولد عدم المساواة ألنها تدفع بدون تمييز من قبل الشاري في حين أن‬
‫الضريبة المباشرة التي تستوفى على أساس الدخل تشكل ضريبة أكثر عدالة‪ ،‬فمن يجرؤ إذا على القول بأنه‬
‫يجب البدء بتخفيض الضرائب غير المباشرة بشكل كثيف وزيادة الضرائب المباشرة بالقدر نفسه تأمينا للعدالة‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫ولقد أشارت الدراسات الخاصة بصندوق النقد الدولي إلى المخاوف الشائعة التي ظهرت عند تطبيق‬
‫الضريبة على القيمة المضافة من حيث تأثيرها السلبي على الفقر أو على توزيع الدخل الحقيقي بشكل أكثر‬
‫عمومية‪ .‬إن إمكانية الحصول على نتيجة غير مضللة في هذا المجال يتطلب عدم التركيز على األثر التوزيعي‬
‫لضريبة القيمة المضافة فقط‪ ،‬حيث أن ضريبة معينة ال تؤثر وحدها على الفقر والعدالة ولكن ما يؤثر هو‬
‫النظام الضريبي ككل‪ ،‬فالجانب الضريبي ليس وحده المهم لتخفيف الفقر والسعي وراء العدالة‪ ،‬وانما هناك‬
‫أيضا السياسات العامة لإلنفاق العام حيث يمكن للضريبة التنازلية أن تعتبر الحل األمثل لتمويل اإلنفاقات‬
‫لصالح الفقراء بغية تحقيق الحد من الفقر كهدف نهائي‪ .273‬والدور المناسب لضريبة القيمة المضافة يتمثل‬
‫في رفع اإليراد بطريقة فعالة و معالجة مخاوف التوزيع باللجوء إلى ضرائب أخرى أو أدوات إنفاق أخرى‪ ،‬وهذا‬
‫ما يحدده تصميم ضريبة القيمة المضافة فقد أظهرت الدراسات أن توزيع دفعات الضريبة على القيمة‬
‫المضافة يكون حساس ا للغاية تبعا لنمط االستهالك المفضل ولبنية المعدل واإلعفاءات المركبة ضمن الضريبة‬
‫على القيمة المضافة نفسها‪ ،‬فالضريبة على القيمة المضافة التي تتميز بوعاء واسع وبنية معدل بسيطة‬
‫تظهر بمظهر ضريبة تنازلية عندما ينظر إليها بعالقتها ببعض قياسات الدخل الحالية وبمظهر تناسبي واسع‬
‫عندما ترى من ارتباطاتها باالستهالك اإلجمالي مثل ما ظهر في الدانمارك وهولندا والسويد‪.274‬‬

‫وهناك أمثلة عديدة على تنازلية الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬فمثال الضريبة على القيمة المضافة‬
‫التي تطبقها كوريا بسعر موحد هو ‪ % 91‬ضريبة تنازلية‪ ،‬وقد شكلت مدفوعات الضريبة نسبة ‪ %146‬من‬
‫الدخل لدى القطاعات األسرية ذات الدخل األدنى على حين لم تمثل سوى ‪ % 941‬من الدخل لدى القطاعات‬
‫ذات الدخل األعلى‪.‬‬

‫كما إن الدراسات التي أجريت في فرنسا كشفت أن الضريبة على القيمة المضافة نسبية أو تصاعدية‬
‫إلى حد ما مقارنة بمستويات االستهالك‪ ،‬وبالنسبة لمستويات الدخول كانت الضريبة تنازلية كما أنها تنازلية‬
‫بالتأكيد إذا ما قورنت بضريبة الدخل المغالية في التصاعدية‪ .‬على حين نجد أن هولندا خططت إلدخال‬

‫‪273‬‬
‫‪ -‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية – صندوق النقد الدولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪274‬‬
‫‪- OECD, Taxing Consumption, 1988 . www.oecd.com .‬‬

‫‪116‬‬
‫الضريبة على القيمة المضافة بحيث تكون حيادية من ناحية أثرها في توزيع النفقات‪ ،‬حيث كانت األسعار‬
‫األصلية للضريبة على القيمة المضافة وهي من (‪ )%1‬إلى (‪ )%91‬تقارب أسعار الضريبة السابقة (ضريبة‬
‫المبيعات)‪ ،‬وقد أجرى مكتب التخطيط المركزي بهولندا حسابات أسفرت عن أن التغير قد يزيد من تصاعدية‬
‫الضريبة‪ ،‬نظرا إلخضاع الخدمات‪.‬وتشير الدراسات التي أجريت حديث ا إلى أن الضريبة على القيمة المضافة‬
‫الهولندية نسبية تقريب ا‪ .‬وتخلص الدراسات التي أجريت مؤخرا لحساب أثر إدخال الضريبة على القيمة المضافة‬
‫‪ ،‬أنها ضريبة تصاعدية ويرجع السبب األساسي في ذلك إلى تطبيق سعر الصفر على األطعمة يستفيد منه كل‬
‫مشتر للطعام نجد أن األسر األكثر ثراء تحصل على ميزة أكبر من األسر الفقيرة‪ .‬وأشارت اللجنة التي درست‬
‫نتائج الضريبة على القيمة المضافة في ايرلندا أن اإلنفاق على األطعمة والمالبس واألحذية الخاضعة لسعر‬
‫الصفر بلغ نحو ‪ 9111‬مليون جنيه ايرلندي عام ‪.9161‬‬

‫إن نتائج فرض الضريبة على األطعمة واألحذية والمالبس وفرض الضريبة على هذه النفقات يحقق‬
‫حصيلة تتجاوز كثي ار المبلغ الالزم لتعويض الفقراء من األثر التنازلي للضريبة العامة على القيمة المضافة‪،‬‬
‫ويرى البعض أن الضريبة على القيمة المضافة هي ضريبة عينية ال يؤخذ فيها عادة بظروف المكلف بدفعها‬
‫أو المواطن الذي يقوم بشراء المنتج أو الخدمة‪ ،‬وأن اإلعفاءات وسعر الصفر وكثرة فئات الضريبة هي أساليب‬
‫غير ناجحة لمعالجة التنازلية المحتملة للضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬

‫كما أنه من الواضح أنه إذا فرضت الضريبة بالفعل على السلع المعفاة فإنه يمكن استخدام الحصيلة‬
‫في تعويض األسر ذات الحد األدنى من الدخول كذلك ينبغي تأكيد ضرورة اإلبقاء على الخصائص المميزة‬
‫للضريبة ومنها الحصيلة المرتفعة‪ ،‬مع تحديد إعفاءات قليلة جد ا‪ ،‬وأن يكون سعر الصفر للصادرات فقط‪ ،‬وأال‬
‫يتجاوز عدد األسعار فيها عن سعرين على األكثر‪ ،‬مع دراسة الوسائل األخرى لمعالجة التنازلية مثل زيادة‬
‫ضرائب اإلنتاج على السلع الكمالية‪ ،‬وتحسين إدارة ضريبة الدخل ووضع حدود أمان لإلنفاق موضع االعتبار‬
‫وهو ما يطلق عليه في الوقت الحاضر النظم التعويضية للضريبة على القيمة المضافة ‪compensation‬‬
‫‪.275Schemes of VAT‬‬

‫كما أن اختالف المعدل واإلعفاءات يستطيع جعل ضريبة القيمة المضافة تصاعدية على األقل عندما‬
‫تكون على أساس االستهالك‪ ،‬ومثال على ذلك المملكة المتحدة التي تملك ضريبة قيمة مضافة بمعدل صفري‬
‫واسع على المواد الغذائية والمواد األخرى ذات األهمية للفقراء‪ ،‬وقد وجدت منظمة التعاون والتطوير االقتصادي‬
‫‪ OECD‬أن نسبة االستهالك المعتمد في ضريبة القيمة المضافة ترتفع من ‪ %649‬من االستهالك اإلجمالي‬
‫لشريحة ‪ %91‬من السكان ذوي االستهالك األقل إلى نسبة ‪ %141‬لشريحة ‪ %91‬من ذوي االستهالك‬
‫األعلى‪ ،‬وهذا يعني أن توزيع دفعات الضريبة على القيمة المضافة في المملكة المتحدة كان تصاعديا‪ ،‬بمعنى‬
‫أن ازدياد الدخل أدى الى زيادة اإلنفاق بحصة أعلى على المواد الخاضعة للضريبة بشكل كامل‪.‬‬

‫إذا إن االختالفات في المعدل تستطيع فعليا التخفيف من األذى الذي تعاني منه الفئات ذات الدخل‬
‫المنخفض بانتقالها من ضريبة الدخل باتجاه ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬وقد وجد من خالل التجارب أن االنتقال‬
‫من ضريبة قيمة مضافة ذات معدل وحيد إلى أخرى ذات معدل متعدد يفيد الشريحة األفقر بحوالي ‪ %141‬من‬
‫دخلهم مدى الحياة و يحول خسارتهم إلى مكسب‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫‪ -‬المحامي نذير سنان ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪132‬‬

‫‪117‬‬
‫كما يمكن للضريبة على القيمة المضافة أن تصبح تصاعدية بشكل كبير عندما ينظر إليها في ضوء‬
‫ارتباطها باالستهالك‪ ،‬وقد وجد الباحثون في دراسة أجريت في مدغشقر عام ‪ 9111‬أن توزيع دفعات الضريبة‬
‫على القيمة المضافة يتم بشكل أكثر مساواة من التوزيع الكلي لالستهالك هذا يعني أن حصة كل من الضريبة‬
‫على القيمة المضافة المدفوعة من قبل الفقراء أقل من حصتهم في إجمالي االستهالك‪ ،‬وهنا تظهر الضريبة‬
‫على القيمة المضافة أكثر تصاعدية من ضرائب أخرى عديدة‪.‬‬

‫إن ما ناقشناه سابقا يتناول فقط أثر هذه الضريبة على الدخول الحقيقية لمشتري السلع التي‬
‫فرضت عليها الضريبة‪ ،‬أما ما يتعلق بالتأثير على البائعين نورد مايلي‪:‬‬

‫تشتمل النفقات الناتجة عن االلتزام بضريبة القيمة المضافة على عنصر أساسي ثابت ومهم يتحمله‬
‫صغار التجار بشكل أكبر وقد ينتقل جزء من هذا العبء إلى المستهلكين على شكل ارتفاع في األسعار‪ ،‬وهذا‬
‫ما يحدده حد التسجيل الذي وضع للضريبة على القيمة المضافة والذي يصبح التسجيل فوقه إلزاميا‪ ،‬لذلك‬
‫لتحقيق العدالة قد يتم رفع حد التسجيل عندما تدعو الحاجة لذلك‪ ،‬وتشير الدراسات أن قدرة الضريبة على‬
‫القيمة المضافة من الوصول إلى المؤسسات التجارية تحت حد التسجيل عن طريق تكليفهم بالضريبة على‬
‫مدخالتها يمكن من نشر عبء هذه الضريبة بشكل أوسع وربما بشكل أكثر عدال من باقي الضرائب وهذه‬
‫تعتبر ميزة مستقبلية للضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬

‫هذا الفرض الهادئ للضريبة على تلك القطاعات التي يصعب فرض ضريبة عليها من خالل ضريبة‬
‫القيمة المضافة على مدخالتهم ستتمكن فعليا من التوسع بشكل مدروس للتأثير على مثل هذه القطاعات‪،‬‬
‫فمثال القطاع الزراعي يعتبر من القطاعات التي يصعب فرض الضريبة عليها لذلك يرى خبراء صندوق النقد‬
‫الدولي أن فرض الضريبة على هذا القطاع من خالل مدخالته قد يكون مقبوال كأفضل ثالث فكرة لضمان بعض‬
‫العدالة في توزيع العبء الضريبي بين هذا القطاع والقطاعات األخرى‪.‬‬

‫وتحقيقا للعدالة ومحاولة لتجنب تأثير تنازلية الضريبة على القيمة المضافة لجأت العديد من الدول‬
‫المطبقة لهذه الضريبة إلى اعتماد طرق لمعالجة وقع هذه الضريبة على األسر الفقيرة والتعويض عليها‬
‫نستعرضها كالتالي‪:‬‬

‫جربت بعض الواليات األميركية مثل هاواي وكانساس ونيومكسيكو التعويض بمنح تقابل الخصم‬ ‫‪-‬‬
‫لتعويض تكاليف الضريبية على المبيعات بالوالية للفئات المتضررة‪ ،‬فكان يستفيد بالمنح مكلفو دفع‬
‫ضريبة الدخل الذين تقل دخولهم عن مبلغ محدد (بما ال يجاوز ‪ $1119‬في إحدى الواليات)‪.‬‬
‫كما نجد أن نيوزلندا قررت تعويض الفقراء عن طريق زيادة األسعار نتيجة لتطبيق الضريبة على‬ ‫‪-‬‬
‫القيمة المضافة بضمان وجود حد أدنى من األجور يدفعه صاحب العمل (بوصفه وكيالا عن رئيس‬
‫مصلحة اإليرادات المحلية)‪ ،‬ويقوم صاحب العمل باستقطاع مبلغ من الضريبة التي يحصلها ويدفعها‬
‫للمصلحة من أجور ورواتب العاملين‪ ،‬ويرفع بها المرتبات الدنيا واذا كان لدى صاحب العمل عدد‬
‫كبير من ذوي الدخول الدنيا والمبالغ التي استقطعها من الضريبة ال تفي بتعويضها كلها‪ ،‬فإنه‬
‫يستطيع استرداد الفروق التي دفعها من رئيس مصلحة اإليرادات الداخلية في نيوزلندا‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫كندا اتبعت نظام األجور اإلضافية بقصد تجنب إعفاء األطعمة والمالبس من الضريبة حيث تم مزج‬ ‫‪-‬‬
‫أسعار الصفر للضريبة بالنسبة للطعام واإلسكان مع إضافات الدخل الخاصة باإلسكان لمساعدة األسر‬
‫ذات الدخل المحدود‪.‬‬
‫المساعدات التي تقدم على أسس فردية والتي تعتبر كأساس تمنح لألطفال الصغار أو األمهات‬ ‫‪-‬‬
‫ولبرامج التغذية في (تأميل نادوبا‪ /‬الهند) والبرامج المشابهة في كل من( بوليفيا) أو (شيلي)‬
‫و(كولومبيا)‪ ،‬أو عن طريق المنافذ الخاصة وبرامج تقديم الغذاء كما في المكسيك وسيرالنكا‪.‬‬
‫من الوسائل المستخدمة أيض ا لمعالجة التنازلية تقديم القروض ونظم االئتمان للمشروعات الصغيرة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما هو الحال في غانا وبنغالديش وموريتانيا والسنغال‪.‬‬
‫ومما ال شك فيه أن لهذه األنظمة عيوبها في المعالجة إال أن ذلك ال يعني أن المشكلة تكمن فيما إذا‬ ‫‪-‬‬
‫كانت الضريبة على القيمة المضافة تنازلية أم ال‪ ،‬ولكن المشكلة تتمثل فيما إذا كان نظام الضريبة‬
‫بأكمله يحقق المراد والمستهدف منه ‪.‬‬
‫إذا إن قضية الضريبة على القيمة المضافة تتمثل في أنها وسيلة ناجحة لتحقيق حصيلة كبيرة‬
‫للحكومة تمكنها من مساعدة ذوي الدخول المحدودة بطرق أكثر فاعلية‪ ،‬وهذا أفضل بكثير لمعالجة‬
‫موضوع التنازلية بدالَ من نبذ تلك الضريبة أو تناولها بأسلوب يحولها إلى مسخ‪ ،‬وعاؤه متآكل‬
‫واعفاءاته متضخمة وأسعاره وفئاته معقدة‪.‬‬
‫ونورد فيمايلي الدراسة الوحيدة (في البلدان العربية) التي تتناول اآلثار التوزيعية للضريبة على‬
‫القيمة المضافة وانعكاس رفع معدالتها على الفقر والمساواة في لبنان‪:‬‬
‫في دراسة ‪276‬أجريت في الجامعة األمريكية في لبنان تتناول انعكاس رفع الضريبة على القيمة‬ ‫‪-‬‬
‫المضافة على الفقر والمساواة في لبنان وهو مشروع طرحته الحكومة يتضمن زيادة نسبة الضريبة‬
‫على القيمة المضافة من ‪ %91‬إلى ‪ %91‬عام ‪ 1111‬و‪ %91‬عام ‪ 1191‬بهدف تغطية العجز في‬
‫الموازنة العامة الناتج عن خفض اإليرادات نتيجة إجراءات تحرير التجارة‪ .‬وتهدف هذه الدراسة إلى‬
‫تقدير ارتفاع الضرائب وقياس التنازلية والتصاعدية لهذه السياسة بتقدير األثر المباشر على‬
‫االستهالك الحقيقي لألسر‪ ،‬وقد استندت هذه الدراسة على تحليل بسيط للتغير في الضريبة على‬
‫القيمة المضافة مستخدم اة بيانات دفاتر اإلنفاق للدراسة الوطنية لألحوال المعيشية لألسر ‪ -‬المسح‬
‫المتعدد األهداف للعام ‪ 1111‬وبعض مؤشرات األسعار (تنوعات السعر المكانية لتقدير نظام طلب‬
‫شبه مثالي ‪.277 )AIDS‬‬

‫في ضوء وحدة نسبة الضريبة على القيمة المضافة في لبنان‪ ،‬وبالنظر إلى فئات االستهالك المتوفرة‬
‫في بيانات المسح‪ ،‬نجد ان نسبة اإلنفاق الستهالك الطعام يبلغ ‪ %91‬من مجموع اإلنفاق االستهالكي لدى الـ‬
‫‪ %11‬من األسر األكثر فق ار بينما تنخفض هذه النسبة مع ازدياد الغنى‪ ،‬تليها نسبة اإلنفاق على المواصالت‬

‫‪276‬‬
‫‪- Nisreen Salti , Jad Chaaban THE POVERTY AND EQUITY IMPLICATIONS OF A RISE IN‬‬
‫‪THE VALUE ADDED TAX: A MICROECONOMIC SIMULATION FOR LEBANON, American‬‬
‫‪University of Beirut ,UNDP ,MAY 2009 .‬‬
‫‪277‬‬
‫‪ -‬نظام الطلب شبه المثالي و هو نظام مطور من قبل ديتون و ميلبور ‪ 1910‬و هو أداة لتحليل التغير في معدل الضريبة على‬
‫القيمة المضافة باستخدام بيانات مسوحات على اإلنفاق و على بضعة لوائح أسعار باستخدام تنوعات السعر المكانية لتقدير نظام طلب‬
‫شبه مثالي ( ‪ ) aids‬و هو طريقة لنمذجة النفقات مع العديد من السلع و يرضي االفتراضات االقتصادية األساسية على سلوك‬
‫المستهلك ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫التي تشكل ‪ %91‬من استهالك األسر الفقيرة مقارنة مع ‪ %96‬لألغنياء‪ .‬أما حصة االتصاالت فترتفع مع‬
‫غنى‪ .‬أما في ما يتعلّق بمرونة الطلب‪ ،‬فقد أظهرت الدراسة أن‬
‫الغنى لتبلغ ‪ %99‬عند األسر الـ‪ %11‬األكثر ا‬
‫مرونة السعر الذاتي للمجموعة االستهالكية هي سلبية وبمعدل معقول كما هو متوقع‪ ،‬في حين أن مرونة‬
‫اإلنفاق لجميع فئات المنتجات فهي ايجابية‪.‬‬

‫تبين أن ارتفاع‬
‫عند دراسة أثر زيادة الضريبة على القيمة المضافة على اإلنفاق االستهالكي لألسر‪ّ ،‬‬
‫الضريبة بنقطتين مئويتين سيؤدي إلى خفض اإلنفاق االستهالكي لدى األسر الفقيرة بـ ‪ %99‬و‪ %91‬لألسر‬
‫الغنية‪ .‬أما ارتفاع نسبة الضريبة إلى ‪ %91‬سيؤدي إلى المزيد من االنخفاض في اإلنفاق االستهالكي لكل‬
‫األسر مع نسبة أعلى لألغنياء منها للفقراء‪ .‬والجدول رقم (‪ )91‬التالي يوضح قياسات انعدام المساواة‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )91‬قياسات انعدام المساواة في مشروع رفع ‪ VAT‬في لبنان ‪ %91‬و ‪%91‬‬

‫‪ VAT‬بنسبة ‪%91‬‬ ‫‪ VAT‬بنسبة ‪%91‬‬ ‫الوضع الراهن‬


‫‪%9141‬‬ ‫‪%9141‬‬ ‫‪%146‬‬ ‫حصة االستهالك األفقر ‪%11‬‬
‫‪%9141‬‬ ‫‪%9141‬‬ ‫‪%9149‬‬ ‫حصة االستهالك األغنى ‪%11‬‬
‫‪%9411‬‬ ‫‪%9411‬‬ ‫‪%149‬‬ ‫نسبة األغنى ‪ %11‬إلى األفقر‬
‫‪%11‬‬

‫المصدر ‪Nisreen Salti , Jad Chaaban THE POVERTY AND EQUITY :‬‬
‫‪IMPLICATIONS OF A RISE IN THE VALUE ADDED TAX: A‬‬
‫‪MICROECONOMIC SIMULATION FOR LEBANON, American University of‬‬
‫‪Beirut ,UNDP ,MAY 2009 .‬‬
‫ويشير الجدول إلى أن حصة أفقر األسر في االستهالك اإلجمالي ناد ار ما تتغير بينما حصة األسر‬
‫األغنى تنخفض على نحو طفيف‪ .‬وهذا اثر مباشر النحدار اكبر في اإلنفاق االستهالكي الحقيقي لألسر‬
‫الغنية‪ ،‬مما يعني أن نظام الضريبة على القيمة المضافة اللبناني الحالي متدرج بعض الشيء ‪.‬‬

‫بناء على هذا التحليل‪ ،‬فإن نسبة اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر األدنى (‪ $141‬لليوم)‬
‫سترتفع من ‪ %1‬الحالية إلى ‪ %91‬إذا ما ارتفعت الضريبة على القيمة المضافة إلى ‪ %91‬وستبلغ ‪ %96‬إذا‬
‫ارتفعت الضريبة إلى ‪ ،%91‬أما نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر األعلى (‪ $1‬لليوم) فمن المتوقع أن‬
‫ترتفع من ‪ %11‬إلى ‪ %91‬و‪ %11‬إذا تم رفع الضريبة على القيمة المضافة إلى ‪ %91‬و‪ %91‬على‬
‫التوالي‪.‬كما يبين الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )99‬أثر رفع معدالت ضريبة القيمة المضافة على الفقر في لبنان‬

‫خط الفقر األعلى‬ ‫خط الفقر األدنى‬


‫‪%91‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫معدل الفقر الحالي‬
‫‪%91‬‬ ‫‪%91‬‬ ‫ارتفاع ‪ VAT‬إلى ‪%91‬‬
‫‪%11‬‬ ‫‪%96‬‬ ‫ارتفاع ‪ VAT‬إلى ‪%91‬‬

‫المصدر ‪ :‬نفس مصدر الجدول السابق ‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫هذه المحاكاة تبين أن زيادة طفيفة في الضريبة على القيمة المضافة لها أثر محدود نوعا ما على‬
‫الفقر المدقع في لبنان‪ ،‬ومع ذلك فإن تأثيرها على الفقر عموما مهم وان زيادة ضريبة القيمة المضافة إلى‬
‫‪ ٪ 91‬يترجم إلى زيادة كبيرة في كل من معدالت الفقر المدقع والعام‪ ،‬مع الفقر العام تقترب نسبة عدد‬
‫الموظفين الى ‪ ٪ 11‬من السكان‪ .‬هذا التدهور في األوضاع المعيشية االقتصادية يرجع في معظمه إلى تأثير‬
‫ارتفاع ضريبة القيمة المضافة على الطبقة المتوسطة الدنيا‪ ،‬وبينما األسر التي هي حاليا فوق خط الفقر‬
‫تعاني من خطر الوقوع في الفقر مع زيادة األسعار ويمكن لتأثير ارتفاع األسعار المحدود إلى حد ما على‬
‫الفقر المدقع أن يكون انعكاسا لألثر االيجابي المحتمل إلعفاءات ضريبة القيمة المضافة الحالية‪ .،‬إذا كانت‬
‫المنتجات المعفاة من الضرائب تشكل حصة كبيرة من استهالك األسر األكثر فقرا‪ ،‬فإن رفع معدل ضريبة‬
‫القيمة المضافة بعد ذلك سيكون له تأثير محدود على هذه الفئات‪.‬‬

‫إن تحليل مستوى العدالة في اإلعفاءات الحالية يشير الى أن اإلعفاءات على األطعمة وغاز البيوتان‬
‫هو ايجابي وتصاعدي‪ ،‬أما اإلعفاءات على التعليم والكتب والنقل الجوي والرفاهية والمجوهرات فهو سلبي أو‬
‫تنازلي‪ .‬إال أن اإلعفاءات على التعليم رغم أنها ارتجاعية‪ ،‬غير انه من األفضل اإلبقاء عليها في المدى‬
‫القصير بسبب اعتماد لبنان على رأس المال البشري‪.‬‬

‫بناء على ما سبق نستطيع ان نخلص إلى ان زيادة نسبة الضريبة على القيمة المضافة من ‪%91‬‬
‫إلى ‪ % 91‬في لبنان سيكون لها أثر محدود على األسر الشديدة الفقر الن اإلعفاءات الحالية على الطعام‬
‫والغاز هي مالئمة للفقراء‪ .‬إال ان الزيادة في الضريبة على القيمة المضافة سيكون لها اثر سلبي على وضع‬
‫األسر المتوسطة وتلك التي تعيش فوق خط الفقر مباشرة‪ .‬فنسبة الفقراء الذين يعيشون تحت خط الفقر‬
‫األعلى في لبنان والتي تقدر حاليا بـ‪ %91‬من اللبنانيين قد ترتفع إلى ‪ %91‬وحتى ‪ %11‬إذا ما ارتفعت نسبة‬
‫الضريبة على القيمة المضافة إلى ‪ %91‬و‪.%91‬‬

‫بالنتيجة تشير النتائج التجريبية للدراسات أن زيادة المعدل الضريبي تؤدي إلى تخفيض في اإلنفاق‬
‫االستهالكي‪ .‬إذا إن الضرائب المصممة لتحقيق أهداف العدالة وسياسات اإلنفاق غالبا ما يمكن توجيهها‬
‫لتحقيق هذه األهداف بالشكل األمثل‪ ،‬فيكون أول واجب للتكليف الضريبي هو رفع العوائد مع اقل تشوه ممكن‬
‫للنشاط االقتصادي‪ .‬ومن المعروف أن معظم البلدان النامية ومن بينها سورية تواجه قصو ار شديدا في فعالية‬
‫سياساتها اإلنفاقية‪ ،‬لذلك يرى الخبراء انه من الممكن أن تكون ضريبة القيمة المضافة أسلوبا نافعا في إجراء‬
‫إصالحات ذات فعالية‪ ،‬تؤدي إلى زيادة قدرتها على تخفيف الفقر تعزيز العدالة‪.‬‬

‫من خالل استعراض واقع الضريبة على القيمة المضافة و أثرها على العدالة التوزيعية و االجتماعية و‬
‫الفقر في بعض الدول التي طبقتها وجدنا أن لهذه الضريبة عيوب في هذا المجال استطاعت هذه الدول‬
‫إيجاد الحلول لها بطرق مختلفة بما يتناسب مع واقع كل بلد و يتبين في النهاية أن هذه الضريبة هي‬
‫خالصة الفن الضريبي و هي ضريبة عالية الكفاءة تتمسك بها أغلب الدول المطبقة لها نظ ار لصفاتها‬
‫اإليجابية المتمثلة بالحصيلة الوافرة و التنظيم اإلداري و االصالح الضريبي و القدرة على تصميمها بما‬
‫يعزز العدالة و يخفف من الفقر و بالتالي فهي جاذبة للكثير من الدول من أجل تطبيقها ‪ ،‬و في هذا‬
‫السياق ال بد من اإلشارة إلى أن النظام الضريبي في سورية من منظور العدالة الضريبية يتحدد من خالل‬
‫نسبة الضرائب المباشرة إلى إجمالي الضرائب و إلى الناتج المحلي اإلجمالي حيث بلغت النسبة من الناتج‬

‫‪191‬‬
‫المحلي اإلجمالي ‪ %03‬عام ‪ 2110‬تراجعت إلى ‪ %2.5‬عام ‪ 2111‬وهو تناقص مستمر يخلو من‬
‫التذبذب مما يشير إلى استمرار هذا التناقص لألعوام القادمة‪ ،‬إضافة إلى وجود تراجع في النسبة من‬
‫إجمالي الضرائب حيث بلغت ‪ %21‬عام ‪ 2110‬تراجعت إلى ‪ %42‬عام ‪ 2111‬يضاف إلى ذلك التضخيم‬
‫الوهمي للضرائب المباشرة بسبب تصنيف بعض الضرائب غير المباشرة ضمنها بالمقابل نالحظ تزايد نسبة‬
‫الضرائب غير المباشرة حيث بلغت عام ‪ 2110‬كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي ‪ %2.5‬ارتفعت إلى‬
‫‪ %1.1‬عام ‪ ،2111‬إذ ا يمكن القول أن زيادة نسبة الضرائب المباشرة عن الضرائب غير المباشرة في‬
‫النظام الضريبي السوري يشير إلى عدالة هذا النظام‪ ،‬إال أن الواقع يختلف بسبب أخطاء التصنيف‬
‫واالعتبارات األخرى الخاصة بالعدالة‪ .278‬وان تطبيق ضريبة القيمة المضافة في سورية من شأنه ان يعمل‬
‫على توحيد الضرائب والرسوم غير المباشرة الموجودة في النظام الضريبي السوري بضريبة موحدة على‬
‫االستهالك ‪ ،‬تتيح هذه الضريبة من خالل نظامها العام و تصميمها الذي يجب أن يوضع بدقة عالية‬
‫باالعتماد على دراسات دقيقة و فعالة بحيث يتم تحديد أساس هذه الضريبة و النسب الخاصة بها و‬
‫اإلعفاءات بما يناسب الواقع االقتصادي واالجتماعي في سورية من خالل إعداد دراسات خاصة تتعلق‬
‫بتنازلية هذه الضريبة و كيفية عالجها و إيجاد النظم التعويضية الضرورية ‪ .‬أما من ناحية الفقر فقد‬
‫بلغت نسبة الفقر في سورية عام ‪ 2101‬كحد أدنى ‪ %02‬و‪ %35‬كحد أعلى على الرغم مما كان مخطط ا‬
‫له بتخفيض الحد األدنى إلى ‪ %1‬واألعلى إلى ‪.279%24‬هذا وقد اختلفت النسب التي تدل على الفقر في‬
‫سورية ألن طرق حساب الفقر تختلف بين المكتب المركزي لإلحصاء والمنظمات الدولية والمعايير المتبعة‪.‬‬
‫إن أثر هذه الضريبة من الناحية االجتماعية يترك أثره بشكل أساسي على الطبقات الفقيرة و المهمشة في‬
‫المجتمع بحيث أنها تزيد حاالت الفقر إذا لم تتخذ الدولة إجراءات على صعيد األسعار و الدخول و أن‬
‫تراعي في تصميم هذه الضريبة كافة الحاالت التي تخص العدالة االجتماعية من حيث وعاء الضريبة و‬
‫نسبها ‪ ،‬ووفقا لذلك فإنه إذا ما تم تطبيق ضريبة القيمة المضافة في سوريا وفق هذا الواقع فإنه سيؤثر‬
‫سلبا على العدالة االجتماعية و الفقر إال أن إجراء اإلصالحات المتعددة ذات الصلة ( النظام الضريبي و‬
‫هيكله‪ ،‬اإلدارة الضريبية ‪ ،‬سياسات اإلنفاق ‪ ،‬األجور و األسعار)‪ ،‬و غيرها الكثير من اإلصالحات منها ما‬
‫يتم قبل تطبيق الضريبة و منها ما يترافق مع تطبيقها من شأنه أن يساعد على تحقيق األهداف المرجوة‬
‫من هذه الضريبة ‪.‬‬

‫وفقا للعرض السابق ترى الباحثة ان تأثير الضريبة على القيمة المضافة اجتماعيا على سورية قد يكون‬
‫خطير جدا إذا لم تحدث إصالحات حقيقة تتناول المحاور ذات الصلة ‪ ،‬إال أن تطبيقها بعد إجراء اإلصالحات و‬
‫ا‬
‫توفير البنية التحتية و التنظيمية و األجهزة المطلوبة قد تؤدي إلى نتائج اجتماعية إيجابية تنعكس من خالل‬
‫قدرتها على تضخيم اإليرادات و ما يرافق ذلك من إعادة توزيع هذه اإليرادات بما يحقق اإلنفاق الممنهج و‬
‫الرفاه االجتماعي للمواطنين كافة ‪.‬‬

‫‪ - 278‬د القاضي ‪ ،‬حسين ‪ ،‬السياسة الضريبية في سورية ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادية الرابعة و العشرين ‪ ،‬جمعية العلوم‬
‫االقتصادية ‪. 8022/3/2 ،‬‬
‫‪ - 279‬د ديب علي سنان‪ ،‬االنعكاسات االجتماعية للسياسات االقتصادية‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادية الرابعة والعشرين ‪،‬‬
‫جمعية العلوم االقتصادية‪ ،‬دمشق ‪ ،‬سورية ‪ 8022/5/20 ،‬ص ‪80‬‬

‫‪192‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬أسس تطبيق الضريبة على القيمة املضافة يف سورية‬
‫قبل البدء في تحديد أسس فرض هذه الضريبة في سوريا البد أوال من دراسة وتحديد مفهوم القيمة‬
‫المضافة في الفكر االقتصادي‪.‬‬

‫أوالا‪:‬أهمية تحديد القيمة المضافة‪:‬‬


‫إن لتحديد مفهوم القيمة المضافة أهمية كبيرة في تحديد وعاء الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬حيث‬
‫تشير الدراسات إلى أهمية االهتمام بالتقرير عن القيمة المضافة ألن ذلك سوف يخدم أغراض الفحص‬
‫الضريبي في ظل تطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪ .‬وسوف نحاول في البداية توضيح مفهوم القيمة‬
‫المضافة على مستوى الوحدة االقتصادية وعلى المستوى القومي‪.‬‬

‫‪ -‬مفهوم القيمة المضافة على مستوى الوحدة االقتصادية‪:‬‬


‫يقصد بتعبير القيمة المضافة ‪/‬على مستوى الوحدة االقتصادية‪ /‬الفرق بين قيمة منتجات وحدة‬
‫اقتصادية معينة وقيمة العناصر المستخدمة في اإلنتاج والمشتراة من الوحدات االقتصادية األخرى‪ .‬كما يمكن‬
‫القول أن القيمة المضافة تعبر عن الزيادة التي تطرﺃ خالل العملية اإلنتاجية على القيمة األصلية لعوامل‬
‫اإلنتاج (المستلزمات) المستخدمة في إتمام هذه العملية‪.‬‬

‫لذا يمكن النظر إلى القيمة المضافة من زاويتين هما‪:‬‬

‫‪ -‬زاوية اإلضافة حيث تتمثل القيمة المضافة في (األجور ‪ +‬األرباح)‪.‬‬

‫‪ -‬واألخرى زاوية الخصم حيث تتمثل القيمة المضافة في (المخرجات – المدخالت)‪.‬‬

‫‪ -‬مفهوم القيمة المضافة على المستوى القومي‪:280‬‬


‫أما على مستوى االقتصاد القومي فإن القيمة المضافة تكون باستبعاد قيمة المشتريات التي تتم بين‬
‫مختلف ال وحدات االقتصادية أو المشروعات والتي تتعلق باإلنتاج الجاري من مجموع قيمة اإلنتاج الجاري‬
‫الكلي ‪ .‬فهي تعبر عن القيمة اإلنتاجية التي خلقتها الوحدة االقتصادية أسهمت بها مع غيرها من الوحدات في‬
‫خلق اإلنتاج القومي‪ ،‬وتظهر أهمية القيمة المضافة على المستوى القومي في تحديد األهمية النسبية التي‬
‫تتمتع بها مختلف األنشطة االقتصادية‪ ،‬حيث تفصل مساهمات كل نشاط في المراحل اإلنتاجية المختلفة فلو‬
‫اقتصرت حسابات الدخل القومي على تيار المنتج النهائي فقط‪ ،‬فقد يترتب على ذلك إغفال أهمية الصناعات‬
‫المغذية للمنتجات النهائية‪ ،‬ومثال ذلك تجاهل صناعة الصلب المغذية لصناعة السيارات لو اقتصرت حسابات‬
‫الدخل القومي على المنتج النهائي من وسائل الركوب‪.‬‬

‫ونستنتج مما سبق مايلي‪:‬‬

‫أن القيمة المضافة هي قيمة إنتاجية وليست قيمة إنتاج الوحدة االقتصادية‪ ،‬أي أنها تمثل جزءا وليس كل‬ ‫‪-‬‬
‫ما أنتجته تلك الوحدة‪ .‬هذا الجزء اإلنتاجي هو ما أضافته الوحدة االقتصادية من منفعة إلى ما حصلت‬

‫‪ - 280‬القباني‪ ،‬غسان فوزي‪ ،‬نظام الضريبة على القيمة المضافة وإمكانية األخذ بها في سوريا‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫الزقازيق‪ .2281 ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪193‬‬
‫عليه من الوحدات األخرى في صورة مستلزمات إنتاج لتصل بها في النهاية إلى إنتاجها المستهدف من‬
‫سلعة أو خدمة‪ ،‬والذي قد يدخل بدوره كمستلزمات إنتاج لوحدة اقتصادية أخرى‪.‬‬

‫وبتعبير آخر فإن القيمة اإلنتاجية التي أضافتها الوحدة االقتصادية تتمثل في قيمة ما أنتجته خالل‬
‫فترة زمنية معينة بكافة صوره وأشكاله مستبعد ا منها قيمة المستلزمات الداخلة في ذلك اإلنتاج والتي حصلت‬
‫عليها من وحدات اقتصادية أخرى‪.‬‬

‫إن الذي أضاف هذه القيمة هي وحدة اقتصادية معينة ولكنها جزء من االقتصاد القومي الذي يمتد‬
‫ليشمل كافة الوحدات العاملة في المجتمع‪ ،‬والتي تتبادل المنافع مع بعضها‪ ،‬مع األخذ في االعتبار أن ذلك الجزء‬
‫له موارده اإلنتاجية الخاصة به دون غيره‪ ،‬وأن هذه الموارد هي مصدر القيمة المضافة‪ .‬وبتعبير آخر فإن لكل‬
‫وحدة اقتصادية ذات موارد إنتاجية محددة‪ ،‬قيمة مضافة خاصة بها دون غيرها من الوحدات‪ ،‬وأن مجموع القيم‬
‫المضافة لكافة الوحدات االقتصادية العاملة في المجتمع خالل فترة زمنية معينة تمثل إجمالي قيمة الناتج على‬
‫المستوى القومي خالل هذه الفترة‪.‬‬

‫وفي مجال الضريبة على القيمة المضافة فقد ظهر في الدول األوروبية اتجاه نحو إعداد قائمة القيمة‬
‫المضافة ‪281‬ضمن القوائم المالية المعتادة وبدأ انتشارها في انجلت ار ثم تبعتها العديد من الدول األوروبية مثل‬
‫فرنسا وألمانيا وايطاليا والسويد‪.‬‬

‫وذلك بسبب تغير معايير تقويم األداء في المنشآت‪ ،‬وألن التقارير المالية لم تكن توضح سوى‬
‫الكيفية التي يتم فيها قياس الربح لذلك وتلبية لمتطلبات التطور التي حصلت في بيئة األعمال فقد أصدرت‬
‫لجنة المعايير المحاسبية بمجمع المحاسبين القانونيين بإنجلت ار وويلز عام ‪ 9111‬بان يتم إضافة ست قوائم‬
‫مالية إضافية إلى القوائم المعتادة أهم هذه القوائم قائمة القيمة المضافة‪ .‬وتنبع أهمية هذه القائمة في‬
‫اعتبارها مقياسا نافعا لتقويم األداء ويمكن من خاللها الحصول على مؤشرات هامة لألداء تتميز قائمة القيمة‬
‫المضافة بعدة مميزات أضافت إلى مالءمتها ألغراض التقرير الخارجي مالءمتها كأداة ألغراض التقرير‬
‫الداخلي ومن هذه المزايا ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬التأثير اإليجابي على سلوك العاملين تجاه المنشأة التي يعملون بها‪.‬‬

‫‪ ‬التأثير اإليجابي على سلوك اإلدارة بتحسين اإلنتاجية ورفع القدرة التنافسية‪.‬‬

‫‪ ‬استخدامها في تخطيط االستثمار‪.‬‬

‫‪ ‬مالءمتها لقياس الكفاءة اإلنتاجية‪.‬‬

‫أن الممارسة العملية قد أثبتت أن تركيز المحاسبة على قياس األرباح قصيرة األجل من خالل قائمة‬
‫الدخل تتحمل المسؤولية عن تدهور اإلنتاجية والقدرة التنافسية للمشروعات الصناعية‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫النتيجة التي تقررها قائمة الدخل وهى الربح هي في نفس الوقت تمثل أحد عناصر قائمة القيمة المضافة أي‬
‫أن قائمة الق يمة المضافة تفصح عن نفس المعلومات التي تفصح عنها قائمة الدخل باإلضافة إلى معلومات‬
‫مهمة أخرى مما يؤهل قائمة القيمة المضافة الن تصبح هي القائمة األساسية قبل قائمة الدخل‪ ،‬وهذا يستلزم‬

‫‪281‬‬
‫‪ -‬البكري‪ ،‬محمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬مأخوذ عن د‪ .‬أحمد بسيونى شحاتة‪ ،‬تقييم قائمة القيمة المضافة كاتجاه أوروبي جديد في التقرير‬
‫المالي‪ ،‬مجلة كلية التجارة للبحوث العلمية‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬المجلد ‪ ،16‬العدد األول‪.8919 ،‬‬

‫‪191‬‬
‫ضرورة تضمين قائمة القيمة المضافة في التقارير السنوية المنشورة‪ ،‬كما يجب على مهنة المحاسبة االهتمام‬
‫بهذا التطور ومحاولة االستفادة منه في تنمية وتطوير هذه المهنة‪.‬‬

‫ولقد ظهر في العصر الحديث شكل جديد للقيمة المضافة‪282‬من خالل المجتمع الرقمي واستخدام‬
‫شبكة اإلنترنت في األغراض التجارية والذي أدى إلى عرض وبيع العديد من البضائع والخدمات عن طريق‬
‫اإلنترنت‪ .‬حيث أن استراتيجيات اإلنترنت وتطبيقها وفر مرونة كبيرة للمؤسسات من خالل المعرفة فأصبح من‬
‫المحتم أن تعرف هذه المؤسسات والهيئات التجارية القيمة المضافة التي يمكن تحقيقها من خالل تطبيق‬
‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال الحديثة في رفع قدرة تصريف المنتجات والخدمات وكيفية إثراء وانتقاء المنتجات‬
‫والخدمات القابلة للعرض افتراضيا وتطويرهما عن طريق التحديث ورفاهية االستخدام‪.‬‬

‫إن تكوين القيمة المضافة في االقتصاد الرقمي هي وظيفة من وظائف موقع الويب التي نادرا ما‬
‫تُستعرض من قبل المؤسسات‪ ،‬هذه الوظيفة يمكن أن تكون عامل تنافسي هام بحوزة بعض القطاعات واألساس‬
‫في هذه الوظيفة هو استخدام موقع الويب لزيادة قيمة استخدام منتج أو خدمة معينة عن طريق التحديث أو إثراء‬
‫الخدمات المرتبطة به( كرفاهية االستخدام )وتظهر هذه الزيادة خصوصا في المنتجات والخدمات المعلوماتية‬
‫وأحيانا تظهر في المنتجات المادية‪ ،‬هذه القيمة قد تثمن حسب حالة االستخدام‪.‬‬

‫ولجؤوا أيضا إلى تنمية وتطوير القيمة المضافة من خالل التحديث والتطوير وتخفيض النفقات وتم‬
‫اعتماد وسيلة إلعادة تشكيلها باستخدام الوسيط االفتراضي أو بائع تجزئة افتراضي كما نشأت أيضا شبكات‬
‫القيمة المضافة (‪.283)VAN‬‬

‫إذا إن مؤشر القيمة المضافة من أهم مؤشرات االقتصاد الكلي كونه نتاج عنصر العمل العضلي‬
‫والفكري والعلمي والتنظيمي‪ ،‬وألنه من جهة أخرى التعبير الكمي عن حجم الرواتب واألجور والفوائد واألرباح‬
‫والتأمينات التي تؤول إلى األفراد والمؤسسات والفعاليات االقتصادية‪ ،‬أي يعكس مستوى دخول أعضاء المجتمع‪،‬‬
‫وألن القيمة المضافة هي الوعاء الذي تطاله الضرائب المباشرة وغير المباشرة‪ ،‬أي المنهل الحقيقي لخزينة الدولة‬
‫‪.284‬‬

‫أما األهمية الكبيرة الحتساب مؤشر القيمة المضافة المقارن واستخدامه فيكمن في أنه يعبر بشكل‬
‫مباشر عن مستوى إنتاجية العمل بمختلف أشكاله وأنواعه بالنسبة إلى رأس المال‪ ،‬أي عن المستوى المعرفي‬
‫عن الذي تتسم به العملية اإلنتاجية‪ ،‬ومن ثم فاقتصاد المعرفة هو االقتصاد الذي تكون فيه نسبة القيمة المضافة‬
‫مرتفعة‪ ،‬وعندما تكون هذه النسبة متدنية يكون االقتصاد متخلفا أو تقليديا‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫‪ -‬د بختي‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬تنمية وتطوير المنتجات والقيمة المضافة في المجتمع الرقمي‪ ،‬مأخوذ عن شبكة اإلنترنت‪WWW. E- ،‬‬
‫‪.Commerce .com‬‬
‫‪ -‬شبكة القيمة المضافة هي شبكة حاسوبية تقوم باستضافتها وتشغيلها مؤسسة ثالثة لفائدة مؤسستين أخريتين تمارسان فيكون لكل‬
‫‪283‬‬

‫منهما‪(Electronic Data Interchange :EDI) ،‬التجارة االلكترونية من خالل أنظمة تبادل المعلومات الكترونيا بتبادل ‪VAN‬‬
‫ويقوم حاسب ‪ VAN‬صندوق بريد الكتروني على حاسب المؤسسة المستضيفة التي تمتلك شبكة القيمة المضافة البيانات بين صناديق‬
‫البريد االلكترونية للمؤسسات على الشبكة؛ ويطلق على هذا النوع من الشبكات بشبكات القيمة غالبا ما توفر خدمات أخرى باإلضافة‬
‫لهذه الخدمة‪ ،‬فهي تساهم في تكوين ‪ VAN‬المضافة ألن المؤسسة صاحبة حاسب القيمة المضافة بالمؤسسة المستضيفة أو بالمؤسسة‬
‫المستفيدة من شبكتها‪.‬‬
‫‪284‬‬
‫‪ -‬كناني‪ ،‬هاني‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة وموقعها في التشريع الضريبي‪ ،‬رسالة ماجستير بإشراف الدكتور محمد خالد‬
‫المهايني‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬جامعة دمشق‪ ، 2222،‬ص ‪. 8-4‬‬

‫‪195‬‬
‫ثانيا ‪ :‬موجبات تطبيق ضريبة القيمة المضافة في سورية‪:‬‬
‫تبرز الحاجة في سورية إلى تطبيق الضريبة على القيمة المضافة من خالل مايلي‪:‬‬

‫‪ -9‬اإليراد‪ :‬قامت سورية بإلغاء مجموعة من الضرائب والرسوم غير المباشرة أو تخفيضها أو دمجها‬
‫وتوحيدها ضمن مرسوم اإلنفاق االستهالكي وتعديالته وكذلك الدخول في مجموعة من االتفاقيات الدولية‪،‬‬
‫هذه اإلجراءات سوف تؤثر على حصيلة اإليرادات الضريبية غير المباشرة لذلك ظهرت الحاجة إلى تأمين‬
‫موارد بديلة من أجل زيادة تحصيل اإليرادات غير النفطية ولعل الضريبة على القيمة المضافة هي البديل‬
‫األنسب ‪.‬حيث تتميز هذه الضريبة بأنها تزيد من الطاقة الضريبية وتوفر حصيلة وفيرة للخزينة العامة‬
‫التساع مطرحها وشموليته‪ ،‬فهي من حيث المبدأ تُفرض على كل شيء وعلى أي شيء‪ ،‬قبل أن تستثني‬
‫وتخفض وتعفي وتصيب بذلك حزما ومجموعات واسعة من السلع والخدمات وعموما فقد أثبت الواقع العملي‬
‫أن نجاعة تطبيق مبدأ الضريبة على القيمة المضافة كان بمستويات متباينة في الدول التي طبقتها‪ ،‬فاقت‬
‫نسبتها من إجمالي اإليرادات الضريبية في بعض الدول ‪ ،%11‬حيث بلغت في األرجنتين ‪ %1941‬في حين‬
‫بلغت في فرنسا ‪ %91‬وتتراوح في الدول العربية التي تطبقها بين ‪ %9141‬كما في مصر وبين ‪ %99‬كما‬
‫في الجزائر‪ ،‬وتبلغ على سبيل المثال ‪ 25.3%‬في تونس و‪ %1141‬في المغرب و‪ %1949‬في موريتانيا ‪.‬أما‬
‫نسبة حصيلة هذه الضريبة من الناتج المحلي اإلجمالي للدول التي طبقتها‪ ،‬فهي تتراوح عموم ا بين ‪%9‬‬
‫و‪ %91‬وهذا يعادل بالمتوسط ‪ %11‬من إجمالي اإليرادات الضريبية‪ ،‬فهي تُشكل في مصر على سبيل المثال‬
‫‪ %141‬من الناتج في حين في تونس ‪ %641‬وتتوقع وزارة المالية السورية أن تطبيق هذه الضريبة في‬
‫البداية سيدر نحو ‪ 11‬مليار ل س‪( ،‬ويتعلق ذلك بالطبع( زيادةا أو نقصان ا بنطاق تطبيقها ومعدالته‪،‬‬
‫وستزداد هذه الحصيلة تباع ا مع االرتقاء بكفاءة تطبيقها وفعاليته خالل السنوات التالية‪.285‬‬
‫‪ -1‬مزاياها حيث ترى الجهات الحكومية ضرورة األخذ بهذه الضريبة نظرا لمزاياها فهي سريعة التحصيل ويتم‬
‫توريدها إلى الخزينة العامة بعد مدة قصيرة جد ا من استحقاقها أو حدوث الواقعة المنشئة لها‪ .‬ومرنة‬
‫ومالئمة للخزينة العامة فهي تزداد مع ازدياد النشاط االقتصادي‪ ،‬وال تتأثر كثيرا في حالة الركود إذ ال يبقى‬
‫منها دون سداد سوى أجزاء أو فقط الجزء األخير المتعلق بتجارة المفرق و‪/‬أو الجملة‪ .‬ومن شأنها نظري ا‬
‫وفي حال تم التطبيق بشكل مدروس أن تسمح بتبسيط الهيكل الضريبي ألنها تحل عادةا محل العديد من‬
‫الضرائب المختلفة ‪.‬وفي حال تم تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية‪ ،‬فهي بحسب تقرير لوزارة‬
‫المالية‪ ،‬ستحل محل العديد من الضرائب غير المباشرة‪ ،‬منها ‪:‬رسم اإلنفاق االستهالكي ‪/‬رسم إضافي على‬
‫السيارات ‪/‬ضريبة المواد المشتعلة ‪/‬ضريبة مقطوعية الكهرباء ‪/‬رسوم اإلحصاء ‪/‬رسم المتاجرة باآلثار ‪/‬‬
‫ضريبة الري‪ ..‬الخ‪ .‬علم ا أنه يوجد في سورية ما يزيد على ‪ 111‬شكل ونوع من الرسوم والضرائب على‬
‫النشاطات الصناعية واالقتصادية األخرى منها ‪ 1‬محملة على فاتورة الكهرباء وترفع من قيمتها بنسب‬
‫‪.%11‬‬
‫تُعد الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة إلى الجهات الحكومية )أداة تقييم حقيقي ومباشر لمخرجات كل‬
‫مرحلة من مراحل النشاط االقتصادي المختلفة‪ ،‬وتضمن للمكلف بالوقت ذاته إمكانية استرداده لكامل‬
‫الضريبة المدفوعة من قبله على مدخالت نشاطه اإلنتاجي وسهلة التحصيل والجباية كون تحصيلها‬

‫‪285‬‬
‫‪ -‬مذكرة لوزارة المالية موجهة إلى رئاسة مجلس الوزراء حول الضريبة على القيمة المضافة وآفاق تطبيقها في سورية‪ ،‬تاريخ‬
‫‪ ،1001/1/89‬ص ‪. 8‬‬

‫‪196‬‬
‫وسدادها يتم من قبل المكلف مباشرةا‪ ،‬ومن ثم فهي من جهة أخرى تسهم في انخفاض التكاليف اإلدارية‬
‫للتحصيل الضريبي وتُعد أداة رقابية على ضرائب الدخل‪ ،‬فهي تُحقق تدقيق مزدوج بينها وبين ضرائب الدخل‬
‫من خالل مقارنة البيانات الخاصة بضريبة القيمة المضافة مع البيانات الخاصة بضرائب الدخل‪.‬‬
‫‪ -9‬اإلصالح الضريبي‪ :‬تشهد سورية إصالح اقتصادي واسع النطاق‪ ،‬وتسعى إلى تطبيق نظام ضريبي حديث‬
‫يتوافق مع تشجيع النمو االقتصادي واالستثمار والتنمية االجتماعية‪ .‬إضافة إلى ضرورة إصالح اإلدارة‬
‫الضريبية في سوريا باعتبارها تقوم على التقسيم النوعي واعتماد التقدير اإلداري ونظام أتمته بسيط جد ا‪.‬‬
‫لذلك تسعى إلى وضع نظم حديثة إلدارة اإليرادات تقوم على االمتثال الطوعي‪ ،‬والعمل على رفع مستويات‬
‫االمتثال الضريبي المنخفضة حاليا ومعالجة قضايا الفساد‪ ،‬وقد أثبتت تجارب الدول المطبقة للضريبة‬
‫على القيمة المضافة قدرة هذه الضريبة على تحقيق إصالح اإلدارة الضريبية ألنها تقوم على الحسابات‬
‫والتقدير الذاتي ونظام أتمته شاملة ومتطورة‪.‬‬
‫‪ -1‬الحاجة لالندماج في االقتصاد العالمي‪ :‬حيث تتسابق معظم الدول إلى تطوير أنظمتها الضريبية بحيث‬
‫تكون الضريبة أداة مشجعة لالستثمارات المحلية واألجنبية وتنشيط الصادرات‪ .‬وتستطيع الضريبة على‬
‫القيمة المضافة أن تعكس الحاجة إلى االندماج في االقتصاد العالمي ومواكبة التطورات الدولية واإلقليمية‬
‫كونها تستجيب لمتطلبات النظام االقتصادي العالمي الجديد‪.‬‬

‫إن من شأن هذه المتطلبات مجتمعة ضرورة فرض الضريبة على القيمة المضافة ‪Value added tax‬‬
‫ل مواجهة المنافسة غير المشروعة في األسواق للسلع المنتجة محليا سواء في األسواق الوطنية أو‬
‫الخارجية وهذا من شأنه القضاء على المفارقات غير المقبولة في تداول السلع والخدمات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية‪:‬‬

‫‪ -9‬ألية تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية ‪:‬‬


‫تعتمد اآللية وفق الخطوط العامة اآلتية وكل دولة تعيد صياغتها بما يناسب أوضاعها االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬نطاق فرض الضريبة على القيمة المضافة ‪:286VAT‬‬


‫إن إطار الضريبة أو نطاقها يحدد من وجهات نظر ثالث‪:‬‬

‫‪ -9‬طبيعة العمليات الخاضعة للضريبة‪.‬‬


‫‪ -1‬شكل تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -9‬األشخاص الذين ينفذونها‪.‬‬
‫العمليات الخاضعة للضريبة‪:287‬‬ ‫‪-‬‬

‫هنالك أربع فئات للعمليات‪:‬‬

‫‪ -9‬العمليات الخاضعة للضريبة وفقا لطبيعتها‪.‬‬


‫‪ -1‬العمليات الخاضعة للضريبة بمقتضى القانون‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫‪ -‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬قطيش عبد الرؤوف ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة تشريعا و تطبيقا ص ‪. 21‬‬
‫‪287‬‬
‫مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ترجمة كامل مجيد سعادة ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة ص ‪. 76‬‬

‫‪197‬‬
‫‪ -9‬العمليات المعفاة وفقا للقانون‪.‬‬
‫‪ -1‬العمليات الخاضعة اختياريا للضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال الخاضعة للضريبة وفقا لطبيعتها‪:‬‬
‫كان تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في بدايتها يرتبط بشكل وثيق بمفهوم النشاط الصناعي‬
‫والتجاري مع استبعاد الزراعة والنشاطات غير التجارية والعمليات المدنية‪ ،‬أما بالنسبة للخدمات فكانت تقتصر‬
‫على خدمات متنوعة عديدة‪ ،‬هذا المفهوم تم تغييره وتم وضع قوانين سببت تغييرات في األعمال الخاضعة‬
‫للضريبة وفقا لطبيعتها والتي ترجمت بتوسيع دائرة تطبيق الضريبة وأصبح كل نشاط اقتصادي بعوض سواء‬
‫كان تجاريا أو زراعيا أو ح ار وحتى مدنيا عاديا أو بالصدفة ومهما كانت األهداف والنتائج فهو خاضع بالنهاية‬
‫لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪ .‬كما تم استبدال مفهوم البيع وانتقال الملكية بمفهوم التسليم أي انتقال‬
‫حق التصرف‪ ،‬بعوض‪ ،‬وان كل العمليات باستثناء تسليم األموال تعتبر خدمات‪ ،‬إضافة إلى اعتبار أعمال‬
‫الصناعة بمثابة تقديم خدمات‪.288‬‬

‫‪ -‬العمليات الخاضعة للضريبة وفقا للقانون‪:‬‬


‫تشتمل هذه العمليات على إنتاج السلع وتقديم الخدمات من قبل أشخاص طبيعيين أو معنويين‬
‫خاضعين للضريبة‪ ،‬وكذلك عمليات االستيراد من بضائع وسلع وخدمات سواء كان المستورد خاضعا للضريبة‬
‫أم غير خاضع لها‪.‬‬

‫العمليات الخاضعة للضريبة بمعدل صفر بالمائة (معفاة مع حق الحسم)‪ :‬إن العمليات الخاضعة‬ ‫‪‬‬
‫للضريب ة بمعدل صفر هي العمليات التي تتناول تسليم البضائع والسلع وتقديم الخدمات من دون‬
‫استيفاء أي ضريبة على القيمة المضافة عنها من قبل الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يقوم‬
‫بها‪ ،‬ولكن يمكن لهذا المكلف االستفادة من حق حسم الضريبة المذكورة التي يكون قد سبق‬
‫وتكبدها في سبيل تصنيع أو استيراد أو شراء هذه البضائع والسلع وغيرها من الخدمات الضرورية‬
‫لمزاولة نشاطه‪ ،‬مثال‪ :‬عمليات التصدير‪ ،‬حيث يستفيد المصدر من حق حسم الضريبة المذكور‪.‬‬
‫العمليات المعفاة من الضريبة دون حق الحسم‪ :‬هي عمليات تسليم البضائع والسلع والخدمات‬ ‫‪‬‬
‫وغيرها وتقديم الخدمات دون استيفاء أي ضريبة على القيمة المضافة عنها من قبل الشخص‬
‫الطبيعي أو المعنوي الذي يقوم بها‪ ،‬ومن دون أن يحق له حسم الضريبة التي يكون قد تكبدها في‬
‫سبيل تصنيع أو استيراد أو شراء هذه البضائع والسلع وغيرها من األموال والخدمات‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪ :‬بيع السلع الغذائية واألساسية ونفقات االستشفاء والتعليم‪ .‬وال يجوز لبعض األشخاص‬
‫الذين يقومون بعمليات معفاة من الضريبة أن يطلبوا استردادا كليا أو جزئيا للضريبة المدفوعة‬
‫على بعض مشترياتهم‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫‪ -‬أوغريه جورج ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ترجمة كامل مجيد سعادة الضريبة على القيمة المضافة ‪.‬ص ‪. 71‬‬

‫‪191‬‬
‫‪ -‬العمليات المعفاة من الضريبة‪:‬‬
‫تصنف اإلعفاءات على الشكل التالي وكل دولة تضع إعفاءات تتناسب مع طبيعة اقتصادها‪:289‬‬

‫‪ -9‬األعمال المعفاة من خارج حقل تطبيق الضريبة على القيمة المضافة مثل النشاطات المدفوعة ألنها‬
‫غير مستقلة والنشاطات التي يقوم بها أشخاص معنويون من القطاع العام (إال في حال المنافسة مع‬
‫القطاع الخاص) والنشاطات االقتصادية التي تمارس بصفة مجانية‪ .‬وهناك بعض الخدمات التي‬
‫توضع في خانة العمليات من خارج حقل تطبيق الضريبة عندما ينتفي وجود أي رابط مباشر بين‬
‫الخدمات المقدمة وقيمتها المقبوضة‪.‬‬
‫‪ -1‬األعمال المعفاة لتجنب تكرار الضريبة على الصعيد الدولي من الصادرات واألعمال المماثلة (نسبة‬
‫صفر)‪.‬‬
‫‪ -9‬األعمال المعفاة بسبب خضوعها ألنواع أخرى من الضرائب‪.‬‬
‫‪ -1‬األعمال المعفاة ألسباب اجتماعية‪.‬‬

‫ويمكن تصنيف اإلعفاءات بشكل آخر كالتالي‪:‬‬

‫األنشطة االقتصادية المعفاة من الضريبة‪ :‬تعفى في هذه الحال‪ ،‬العمليات المتعلقة باألنشطة التي تتم داخل‬ ‫‪-‬‬
‫الدولة مثل‪:‬‬
‫خدمات األطباء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التعليم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التأمين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الخدمات المصرفية المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنشطة الهيئات والجمعيات التي ال تتوخى تحقيق الربح باستثناء األنشطة المتكررة التي تمثل‬ ‫‪‬‬
‫منافسة غير متكافئة مع المؤسسات الخاضعة للضريبة‪.‬‬
‫النقل المشترك لألشخاص (بما فيها سيارات األجرة)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المراهنات واليانصيب وسائر ألعاب الحظ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بيع العقارات أو تأجيرها إلى التاجر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫هذا يعني أن قطاع الصحة واألطباء يعفى من الضريبة ألسباب اجتماعية وانسانية‪ ،‬وكذلك يعفى‬
‫النقل المشترك ألسباب اجتماعية لمحدودي الدخل‪ ،‬بينما يعفى التعليم العتبارات اجتماعية وثقافية وتشجيعا‬
‫للمؤسسات التي ال تهدف إلى تحقيق الربح ‪،‬أما الخدمات المالية والمصرفية والتأمين فتعفى إما لصعوبة‬
‫تحديد وعاء الضريبة على القيمة المضافة لمثل هذه الخدمات‪ ،‬أو لتمكين هذه األنشطة في الدولة من منافسة‬
‫الخدمات المناظرة التي تقدمها البنوك والشركات األجنبية‪ ،‬أو بسبب خضوعها ألنواع أخرى من الضرائب في‬
‫بعض البلدان‪.290‬‬

‫أما قطاع الزراعة يعفى من الضريبة ألسباب إدارية واجتماعية لتأثير الظروف الطبيعية وخصوص ا المناخية‬
‫على حجم اإلنتاج الزراعي فيصبح من الصعوبة تقدير مقدار القيمة المضافة بدقة‪ .‬وغالبا ما يعامل قطاع‬

‫‪289‬‬
‫‪ -‬الملحق رقم ‪ 1‬بعض اإلعفاءات غير المعيارية األساسية في مجموعة مختارة من الدول ‪.‬‬
‫‪290‬‬
‫‪ -‬أوغريه – جورج مرجع سبق ذكره الضريبة على القيمة المضافة ص ‪. 12‬‬

‫‪199‬‬
‫الز ارعة معاملة خاصة في ظل الضريبة على القيمة المضافة فغالبية البلدان تعفي الزراعة بينما تقوم األقلية‬
‫من االقتصاديات المتحولة بفرض الضريبة عليها كما ويعفي العديد من البلدان المدخالت الزراعية كاألسمدة‬
‫والمبيدات الحشرية والبذور واآلليات‬

‫الزراعية وهناك بلدان تفرض عليها المعدل الصفري‪ ،‬وتدل التجارب بأن زيادة اإليراد المرتبطة بوجود‬
‫الضريبة على القيمة المضافة تكون منخفضة بينما يتساوى الباقي في البلدان التي تساهم فيها الزراعة‬
‫بحصة أكبر في اإلنتاج المحلي‪ ،‬وهذا يعني أن القيمة المضافة في الزراعة تؤدي إلى تكليف ضريبي منخفض‬
‫نسبيا‪.‬‬

‫وبالنتيجة ليس هناك أي أساس في الزراعة يدل على عدم وجوب خضوع هذا القطاع للضريبة على‬
‫القيمة المضافة فصعوبات التحصيل وهموم التوزيع واالعتبارات السياسية من ناحية أخرى تعني أن اإلعفاءات‬
‫قد أثبتت كونها خيا ار ال مفر منه للعديد من البلدان وبالتالي من المهم تطوير إستراتيجية مفصلة لهذا القطاع‪،‬‬
‫مواد هذه اإلستراتيجية يجب أن تتضمن فرض الضريبة على مدخالت الزراعة وتطبيق حد تسجيل عالي لضم‬
‫كبار المزارعين إلى شبكة الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬أما صغار المزارعين فيجب السماح لهم بالتسجيل‬
‫طوعا‪.291‬‬

‫السلع المعفاة من الضريبة‪ :‬تشتمل هذه السلع كل مما يأتي‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫السلع الزراعية التي تباع بحالتها الطبيعية وكذلك المواشي والدواجن‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الخبز والطحين واللحوم واألسماك والحليب واأللبان ومشتقاتها‪ ،‬واألرز والبرغل والسكر والملح‬ ‫‪‬‬
‫والمعكرونة (أي سلة الغذاء الرئيسية المعفاة)‪.‬‬
‫البذور واألسمدة والعلف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الكتب والمجالت‪292‬والخدمات الصحية واألدوية وكذلك الغاز المعد لالستهالك المنزلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلعفاءات المرتبطة باالستيراد والتصدير والنقل الدولي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تشتمل هذه اإلعفاءات من الضريبة على القيمة المضافة في مجال االستيراد على ذات اإلعفاءات‬
‫الموجودة في التشريع الجمركي وهي تلك اإلعفاءات المرتبطة برئاسة الجمهورية ومنظمة األمم المتحدة‬
‫واإلعفاءات السياسية والقنصلية واالمتيازات العسكرية أو الهبات الواردة إلدارة الدولة والمؤسسات العامة‪،‬‬
‫إضافة إلى األمتعة الشخصية للمسافرين واألدوات المنزلية‪.‬‬

‫في مجال التصدير‪ :‬فإن القاعدة العامة هي أن الصادرات السلعية وتقديم الخدمات خارج أراضي الدولة‬
‫معفاة من الضريبة على القيمة المضافة إضافة إلى ذلك يحق للمصدر المسجل للضريبة على أساس القيمة‬

‫‪291‬‬
‫‪ -‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية – مرجع سبق ذكره – ص ‪. 101‬‬
‫في فرنسا مثال كانت النشاطات الزراعية ال تدخل في نطاق الضريبة على القيمة المضافة إلى أن تم إدخالها تدريجيا حيث تم تحميل‬
‫موردي األسمدة الكيماوية وعلف الماشية واألدوات الزراعية ضريبة غير قابلة لالسترداد عند التصدير‪ ،‬وباتوا يستخدمون تدريجيا‬
‫الوسائل الصناعية والتجارية التي تضعهم في خانة المكلفين وأصبح عمالؤهم التجار بالجملة والمفرق الذين تحولوا بدورهم إلى‬
‫أشخاص خاضعين للضريبة يحثونهم على عدم وقف سلسلة الحسومات والدخول في حقل تطبيق نظام الضريبة على القيمة المضافة‪،‬‬
‫إلى أن قرر المشرع إدخالهم على مراحل في حقل تطبيق الضريبة عن طريق توسيع مجال الخاضعين للرسوم اإللزامية وتسهيل‬
‫خيارهم بإنشاء نظام للضريبة مبسط إلى أن تم وضع ما يسمى نظام التسديد الجزافي أو المقطوع لغير الملتزمين بالضريبة والذين لم‬
‫يحددوا خيارهم وذلك تعويضا عن األعباء الضريبية التي أصابت مشتريات هؤالء المستثمرين‪.‬‬
‫‪292‬‬
‫‪ -‬في بلدان المجموعة األوروبية يطبق نظام ال يصيب أحيانا سوى الصحف اليومية يقوم على فرض ضريبة بمعدل صفر كما هو‬
‫الحال في بريطانيا وإيطاليا وبنسبة مخفضة كما هو الحال في ألمانيا‪ ،‬وتطبق هذه النسبة المخفضة في إيطاليا على المجالت األسبوعية‬
‫والشهرية فقط‪ ،‬أما المنشورات غير المبيعة تستخدم األسلوب الجزافي ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫المضافة أن يسترد الضريبة التي تم وضعها على المراحل اإلنتاجية والتوزيعية السابقة للتصدير وهو ما يطلق‬
‫عليه المعدل الصفري للضريبة‪ ،‬حيث يعني تطبيق المعدل الصفري‪ 293‬للضريبة على صادرات سلعة معينة‬
‫أمران‪:‬‬

‫األول‪ :‬هو حق الحسم أو إعفاء تصدير هذه السلعة من الضريبة على القيمة المضافة في مرحلة‬
‫التصدير‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬حق استرداد ما سبق دفعه من ضريبة القيمة المضافة على مدخالت هذه السلعة (حيث إن‬
‫مصدر السلعة لن يدفع الضريبة على القيمة المضافة في مرحلتها األخيرة وله الحق أيض ا أن يسترد قيمة ما‬
‫دفعه في مرحلتي التصنيع وتجارة الجملة ويشترط بالطبع توفر فواتير دفع الضريبة)‪.‬‬

‫وينطبق نفس اإلعفاء مع حق الحسم للمراحل السابقة على إنتاج السلع وتقديم الخدمات في المناطق‬
‫الحرة‪ ،‬إضافة إلى تصدير الذهب للمصارف المركزية‪.‬‬

‫‪ -‬في مجال النقل الدولي‪ :‬تشتمل على مايلي‪:‬‬

‫‪ 9‬ـ إنتاج أو تمويل أو إصالح أو صيانة أو استثمار أو تأجير السفن البحرية المخصصة للمالحة في عرض‬
‫البحر طالما تؤمن حركة النقل بمقابل وسفن اإلنقاذ المساعدة بح ار وتلك المخصصة للصيد‪ .‬وأيضا وسائل‬
‫النقل الجوي التي تستعملها شركات الطيران للنقل بمقابل‪.‬‬

‫‪1‬ـ تقديم الخدمات المتعلقة بالسفن أو وسائل النقل الجوي وحمولتها بمقابل‪.‬‬

‫‪9‬ـ النقل الدولي لألشخاص والبضائع‪.‬‬

‫وأخي ار تعفى من الضريبة على القيمة المضافة الخدمات التي يقدمها الوكالء والذين يعملون باسم‬
‫ولحساب موكليهم عن دما تتناول هذه الخدمات عمليات معفاة من الضريبة أو عمليات تتم خارج الدولة‬
‫باستثناء الخدمات التي تقدمها وكاالت السفر‪.‬‬

‫في مجال االستيراد‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫نجد أنها تتم عادة العتبارات سياسية أو لتشجيع الصناعة المحلية (استيراد مواد أولية تكون الصناعة‬
‫الوطنية بحاجة إليها) واألهم من ذلك أن السلع المعفاة من الضرائب الجمركية تعفى أيض ا من الضريبة على‬
‫القيمة المضافة‪ .‬أما في مجال التصدير فتحصل تلك السلع ليس فقط على اإلعفاء في مرحلة التصدير من‬
‫الضريبة على القيمة المضافة ولكن تتمتع أيض ا بحق استرداد الضريبة على المدخالت‪ ،‬وهذا تطبيق ا للمعدل‬
‫الصفري للضريبة‪.‬‬

‫أما فيما يتصل بالنقل الدولي فيأخذ في حكمه حكم التصدير ولذا يعفى من الضريبة على القيمة المضافة‬
‫وتسترد الضريبة على القيمة المضافة السابقة (بشرط توفر المستندات الدالة على دفع الضريبة) تشجيعا‬
‫للتصدير والخدمات المرتبطة به‪ ،‬وزيادة للمقدرة التنافسية للسلع الوطنية وخدمات التصدير وما يتعلق بها‬

‫‪293‬‬
‫‪ -‬الفرق بين المعدل الصفري واإلعفاء‪ ،‬هو أن المعدل الصفر ي يسمح للخاضع للضريبة بممارسة حق الحسم‪ ،‬بينما اإلعفاء من‬
‫الضريبة ال يسمح له أحيانا بممارسة هذا الحق و المعدل الصفري هو معدل ضريبي بالمعنى الضريبي للمعدل ‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫مما يشجع في الحصول على قدر أكبر من العمالت الصعبة بما يسهم في تخفيف العبء على ميزان‬
‫المدفوعات‪.‬‬

‫آثار اإلعفاءات‪:294‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪295‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -9‬إعادة التضاعف الضريبي وما يصاحبه من تشوهات في اإلنتاج‬
‫‪ -1‬تخل بمبدأ الوجهة في حال البنود المتداولة دوليا‪.‬‬
‫‪ -9‬تتسبب في إيجاد ديناميكية تغذي فيها اإلعفاءات بعضها البعض مما يؤدي إلى ظهور ما تنشئ‬
‫حوافز لتجنب االلتزام الضريبي عن طريق التكامل الرأسي في حال التجار المتمتعين باإلعفاء وتؤدي‬
‫إلى تخطيط ضريبي أكثر جسارة في البلدان المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -1‬يمكن تسميته زحف اإلعفاءات (‪.)exemption creep‬‬
‫‪ -1‬تطرح اإلعفاءات إشكاليات على الجانب اإلداري منها‪:‬‬
‫ضرورة وضع قواعد لتخصيص المدخالت الخاضعة للضرائب في حالة التجار الذين يبيعون‬ ‫‪‬‬
‫مخرجات خاضعة للضريبة ومخرجات معفاة منها‪.‬‬
‫وجود مشكالت تثيرها نظم الشهادات الضريبية وغيرها من النظم المستخدمة إلعفاء مشاريع‬ ‫‪‬‬
‫المساعدة الممولة من مصادر أجنبية‪.‬‬

‫إذا من المرجح هو وضع اإلعفاءات بما يتالءم مع كل دولة وضرورة العمل على الحد من هذه‬
‫اإلعفاءات كطريقة إلصالح ضريبة القيمة المضافة عبر السنوات القادمة لتطبيقها‪ ،‬مع إمكانية إيجاد بدائل‬
‫ممكنة لإلعفاءات في القطاع العام والخدمات المالية‪.296‬‬

‫‪ -‬العمليات الخاضعة اختياريا للضريبة‪:‬‬

‫الضريبة على القيمة المضافة هي الضريبة الوحيدة التي يطالب بدفعها بعض المكلفين طوعا عندما‬
‫يكون لديهم عمالء يخضعون للضريبة‪ .‬ولهذا الطلب أهداف ثالثة‪ :‬استرجاع الضرائب المدفوعة في األصل‪،‬‬
‫وعدم وقف سلسلة الحسومات‪ ،‬واالستفادة من اإلعفاءات التي تصيب الرسوم والرواتب المدفوعة للمستخدمين‪.‬‬
‫وهذه العمليات هي العمليات من خارج نطاق تطبيق الضريبة على القيمة المضافة والمتعلقة بالنشاطات‬
‫المدنية والزراعية والمهن الحرة‪.‬‬

‫وقبل االختيار يجب على الشخص من جهة معرفة قيمة الضريبة التي ستفرض (والتي يمكن حسمها‬
‫في حالة االختيار) ومن جهة ثانية تركيبة الزبائن (خاضعين أو غير خاضعين)‪.297‬‬

‫‪294‬‬
‫‪ -‬ضريبة القيمة المضافة التجارب والقضايا (شعار مبادرة الحوار الدولي حول القضايا الضريبية) – وثيقة أعدت لمؤتمر الحوار‬
‫الدولي حول القضايا الضريبية المعني بضريبة القيمة المضافة ‪ ،‬روما ‪ 16-15‬مارس ‪ 2005‬ص ‪. 19‬‬
‫‪295‬‬
‫‪ -‬اإلعفاءات تتعارض مع المنطق األساسي لضريبة القيمة المضافة‪ ،‬لكونها في المنتصف بين فرض معدل موجب بالطريقة‬
‫المعتادة (وذلك بإخضاع المخرجات للضريبة ومنح خصم ضريبي على المدخالت) ومعدل صفري (أي إلغاء ضريبة القيمة المضافة‬
‫المتضمنة في أسعار المنتجات إلغاء كامل عن طريق منح خصم ضريبي على المدخالت مع عدم إخضاع المخرجات للضريبة‪ ،‬لذلك‬
‫عندما تكون سلعة معفاة مدخال في إنتاج سلعة أخرى ال يمكن المطالبة بخصم الضريبة المحملة على سعر السلعة المعفاة في مرحلة‬
‫سابقة من مراحل اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪296‬‬
‫‪ -‬مثال‪ :‬بالنسبة للخدمات المالية ظهر االهتمام في السنوات األخيرة بإمكانية تطبيق نموذج التدفق النقدي لضريبة القيمة المضافة‪،‬‬
‫واعتمدت نيوزلندا المعدل الصفري على كل ما تورده جهات تقديم الخدمات المالية حينما يكون العميل خاضعا للضريبة على ‪%75‬‬
‫على األقل من مخرجاته وال ينفي ذلك وجود مشكلة التضاعف الضريبي لكنه يعتبر تطور جدير باالهتمام ‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫‪ -‬األشخاص الخاضعون للضريبة ‪:‬‬

‫إن الشخص الخاضع للضريبة هو كل شخص طبيعي أو معنوي‪ ،‬مهما كان شكله القانوني ويمارس بصورة‬
‫مستقلة نشاط ا اقتصادي ا خاضع ا للضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬أو معفى منها مع حق الحسم وذلك عندما‬
‫يتجاوز رقم أعماله مبلغ ا تحدده كل دولة وفق ا لمستويات النمو االقتصادي لديها‪( .‬والمقصود برقم األعمال هنا‬
‫قيمة العمليات الخاضعة للضريبة مشتملة على الضرائب والرسوم كافة باستثناء الضريبة على القيمة‬
‫المضافة)‪ .‬فإذا كان رقم أعمال الشخص أقل من حد التسجيل للضريبة يكون غير خاضع للضريبة‪ .‬مثال‪:‬‬
‫(في لبنان الشخص المكلف هو من يتجاوز رقم أعماله خمسمائة مليون ليرة لبنانية خالل أربعة فصول‬
‫متتالية) ورقم األعمال الخاضعة للضريبة تحدده كل دولة وفق ا ألوضاعها االقتصادية ومتوسط دخل الفرد لديها‬
‫ويختلف من دولة إلى أخرى‪.‬‬

‫تحديد وعاء الضريبة على ‪:VAT‬‬ ‫‪-‬‬

‫يختلف وعاء الضريبة على القيمة المضافة بين إنتاج السلع وتقديم الخدمات المحلية وبين السلع‬
‫المستوردة فيتحدد وعاء الضريبة على السلع المحلية على القيمة التي يضفيها المنتج أو التاجر لقيمة مواده‬
‫الخام ومشترياته وتحدد هذه القيمة أساسا على أساس البدل المقابل الذي حصل عليه أو سوف يحصل عليه‬
‫مورد السلعة المحلية أو مقدم الخدمة مقابل تقديم سلعته أو خدمته‪ .‬وبمعنى آخر يتمثل أساس فرض‬
‫الضريبة في جميع المبالغ والقيم واألموال والخدمات التي حصل أو سيحصل عليها موردو األموال (سلع‬
‫وبضائع) ومقدمو الخدمات مقابل تسليم األموال أو تقديم الخدمات‪ ،‬وتدخل في أساس التكليف الضرائب‬
‫والرسوم والنفقات الملحقة باستثناء الضريبة على القيمة المضافة ‪.298‬‬

‫وال يدخل ضمن أساس الضريبة التخفيضات مثل‪:‬‬

‫التخفيض الممنوح إلى الشاري بتاريخ استحقاق الضريبة شرط أن تكون قيمة التخفيض مدونة على‬ ‫‪-‬‬
‫الفاتورة الصادرة من البائع ويكون لدى البائع سياسة واضحة ومعلنة لجهة التخفيضات تكون متناسبة‬
‫ومنسجمة مع ما هو معمول به في السوق‪.‬‬
‫قيمة التخفيض الممنوح إلى الشاري بعد استحقاق الضريبة شرط أن ينظم البائع الخاضع للضريبة مستند‬ ‫‪-‬‬
‫ثبوتي بهذا التخفيض وأن يكون لدى البائع سياسة واضحة ومعلنة لجهة التخفيضات تكون متناسبة‬
‫ومنسجمة مع ما هو معمول به في السوق‬

‫‪297‬‬
‫‪-‬قطيش – عبد الرؤوف – الضريبة على القيمة المضافة تشريعا و تطبيقا – مرجع سبق ذكره – ص ‪. 15‬‬
‫‪298‬‬
‫‪ -‬القاعي‪ ،‬فادي موييز‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬دار النهار للنشر‪ ،‬بيروت‪ ،2002 ،‬ص ‪. 57‬‬

‫‪203‬‬
‫مع اإلشارة أنه في فرنسا ال تدخل التخفيضات في أس الضريبة‪.299‬‬

‫وفي حال تقديم المنتج لنفسه سلعا أو خدمات يحدد وعاء الضريبة بالنسبة لتلك السلع بثمن شراء‬
‫سلعة مماثلة‪ ،‬وفي حال تعذر الثمن تعتمد قيمة التكاليف بتاريخ إجراء العمليات‪ ،‬أما بالنسبة لتوريد الخدمات‬
‫لنفسه فيحدد الوعاء الضريبي على أساس مجموع النفقات التي تحملها الخاضع للضريبة من أجل تقديم هذه‬
‫الخدمات وعند تحديد وعاء الضريبة على السلع والخدمات المحلية يدخل في تحديد وعاء الضريبة جميع‬
‫النفقات الملحقة كنفقات الوساطة والتغليف والنقل والتأمين وغيرها‪.‬‬

‫وأخي ار يتحدد وعاء الضريبة على القيمة المضافة على السلع المستوردة بالمعادلة التالية‪:300‬‬

‫وعاء الضريبة ‪ = VAT‬قيمة السلعة لألغراض الجمركية‪ + 301‬وعاء الضريبة على ‪ VAT‬عند االستيراد‪.‬‬

‫بمعنى أوضح يكون أساس فرض الضريبة عند االستيراد هو القيمة الجمركية الواجب التصريح‬
‫عنها للبضائع المستوردة وفق قانون الجمارك مضافا إليها جميع الرسوم بما فيها الرسوم الجمركية والضرائب‬
‫المتوجبة بسبب االستيراد والنفقات األخرى التابعة لعملية االستيراد ‪.302‬‬

‫و يختلف تحديد وعاء الضريبة على القيمة المضافة من دولة إلى أخرى ‪.‬و هناك طريقتان لتحديد‬
‫وعاء الضريبة ‪:‬‬

‫‪303‬‬
‫‪ :‬و يجب لتطبيقه أن يكون رقم األعمال السنوي بسيطا و أن‬ ‫الطريقة األولى ‪ :‬التقدير الجزافي‬
‫يكون االستغالل إما فرديا أو من أشخاص و يستفيد من هذا النظام المنشآت الصغيرة و يمكن إلغاء التقدير‬
‫الجزافي بناء على طلب الخاضع للضريبة أو اإلدارة الضريبية بعد انقضاء مدة سنتان أو عند تغيير النشاط أو‬
‫صدور تشريع جديد ‪.‬‬

‫الطريقة الثانية ‪ :‬التقدير الحقيقي ‪ :‬حيث وعاء الضريبة هنا يشمل كل النفقات التي دفعها العميل و‬
‫التي تعتبر مكمالت للثمن ‪.‬‬

‫معدالت ضريبة القيمة المضافة ‪Tax rates‬‬ ‫‪-‬‬


‫المقصود بمعدل الضريبة أو سعر الضريبة هو نسبتها إلى المادة الخاضعة للضريبة ‪ ،‬و هذا السعر قد‬
‫يكون نوعيا ‪ Specific Rate‬و هو السعر الذي يتحدد بمبلغ ثابت على الوحدة من السلعة ( الطن ‪،‬‬

‫‪ -‬قطيش – عبد الرؤوف – الضريبة على القيمة المضافة تشريعا ً وتطبيقا ً – مرجع سبق ذكره – ص ‪. 165‬‬
‫‪299‬‬
‫‪300‬‬
‫‪ -‬ثابت – ناديا خالد نعمان ‪ -‬الرسوم الجمركية في ظل تحرير التجارة الخارجية وإمكانية تطبيق ضريبة القيمة المضافة كبديل‬
‫عنها في سورية‪ ،‬أطروحة أعدت لنيل درجة الماجستير في االقتصاد‪ ،‬قسم االقتصاد‪ ،‬إشراف الدكتور محمد الحريري – د ثناء أبا‬
‫زيد‪ ، 1006 ،‬جامعة تشرين ‪.‬‬
‫‪301‬‬
‫‪ -‬تحدد قيمة السلع في الجمارك عند االستيراد بموجب جدول مصطلحات التجارة الدولية لتحديد قيمة السلع في الجمارك عند‬
‫االستيراد حسب نوع البيوع التجارية ‪.‬‬
‫‪302‬‬
‫‪ -‬قطيش – عبد الرؤوف – الضريبة على القيمة المضافة تشريعا وتطبيقا – مرجع سبق ذكره – ص ‪. 173‬‬
‫‪303‬‬
‫‪ -‬د السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضاف دراسة مقارنة النظم الضريبية العالمية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 93‬‬

‫‪201‬‬
‫الكيلوجرام ‪ ،‬المتر ‪ ،‬اللتر ‪ ...،‬إلخ ) و ال يتغير مهما تغير وعاء الضريبة و قد يكون هذا السعر‬
‫تصاعدي ‪ AD- Volorem Rate‬و السعر الذي يتحدد بنسبة مئوية من ثمن السلعة و يزيد معدله‬
‫‪304‬‬
‫‪ .‬و األسعار الضريبية تشكل أم ار هاما جدير بأن يؤخذ في االعتبار عند‬ ‫كلما زادت المادة الخاضعة له‬
‫تطبيق الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬و من المعتاد أن يتم تطبيق معدل واحد لضريبة القيمة المضافة‬
‫ومعدل صفري على الصادرات ‪ ،305‬إال أن هذا لم يؤخذ به في كل األحوال ونورد الجدول رقم (‪ )91‬الذي‬
‫يوضح عدد معدالت ضريبة القيمة المضافة دولي ا‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ )91‬توزيع معدالت الضريبة في الدول التي تطبقها‬

‫خمسة معدالت‬ ‫أربعة معدالت‬ ‫ثالثة معدالت‬ ‫معدالن‬ ‫معدل واحد‬


‫‪9‬دولة‬ ‫‪ 1‬دولة‬ ‫‪ 99‬دولة‬ ‫‪ 91‬دولة‬ ‫‪ 19‬دولة‬

‫المصدر‪ :‬وثيقة مؤتمر الحوار الدولي المعني بضريبة القيمة المضافة‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص ‪.91‬‬

‫ونالحظ أن غالبية الدول تطبق معدل واحد للضريبة لسهولة جبايتها‪ ،‬وتطبق بعض الدول معدالت‬
‫ضريبية مختلفة رغبة منها في تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬إضافة إلى وجود معدالت خاصة تسمى‬
‫‪ / Parking Rate /‬تطبق في بعض دول اإلتحاد األوروبي على منتجات الطاقة وخدمات معينة‪.306‬‬
‫ونالحظ أنه كلما مر وقت طويل على بدء تطبيق الضريبة زاد تعدد المعدالت‪.‬‬

‫وهناك عدة اعتبارات تؤخذ بالحسبان عند تحديد المعدالت وهي‪:‬‬

‫‪ -9‬اعتبارات الكفاءة التي تدعو إلى األخذ بمعدالت مختلفة استنادا إلى قاعدة المرونة المعكوسة‬
‫(‪ )inverse elasticity‬أي أن السلع التي يكون الطلب عليها مفتق ار إلى المرونة يجب إخضاعها‬
‫لمعدالت ضريبية أعلى من المتوسط ‪.‬‬
‫‪ -1‬االعتبارات اإلدارية التي تضعف حجة األخذ بالمعدالت المختلفة‪ ،‬بحيث تفسح المجال إلمكانية فرض‬
‫ضرائب انتقائية على استهالك بعض السلع ذات الطلب المنعدم المرونة‪.‬‬
‫‪ -9‬اعتبارات العدالة أي إخضاع السلع التي تمثل النصيب األكبر من إنفاق الميسورين ألعلى المعدالت‬
‫الضريبية‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫& ‪- Ben J –M. Terra . & Julie Kajus ,Introduction to value added tax in the EC after 1992 Ernest‬‬
‫‪Young Boston , 1992,p.13 .‬‬
‫‪305‬‬
‫‪ -‬الضريبة التي تشمل سعر أساسي موجب باإلضافة لسعر الصفر تتطلب توافر تسع معلومات على االقل لدى كل ممول و‬
‫الضريبة التي تشمل ثالثة أسعار موجبة و سعر الصفر تتطلب توافر سبعة عشر معلومة على االقل و كلما ازداد عدد االسعار ازدادت‬
‫النماذج الضريبية تعقيدا باإلضافة الى وجود فرصة اكبر للخطأ من جانب الممول و مسئولي التهرب ‪ ،‬للمزيد ‪see : Alan A. Tait .‬‬
‫‪Value added tax international p 42 .‬‬
‫‪306‬‬
‫‪ -‬منظمة التعاون والتنمية االقتصادية ‪www.oecd.com‬‬
‫‪European COMMISSION Taxation CUSTOMS Union, VAT Rates Applied in The Member states of‬‬
‫‪European union , Situation at 1 January 2010 , p 9‬‬

‫‪205‬‬
‫في البلدان النامية ال توجد ضرائب دخل تطبق بصورة سليمة‪ ،‬وبرامج إنفاق موجهة إلى مستحقيها‬
‫تحقق أهداف العدالة‪ ،‬إضافة على أن تطبيق معدالت مختلفة يحتاج إلى آليات عمل تنظيمية كبيرة قد ال‬
‫تتوافر في البلدان النامية ومنها سورية‪.‬‬

‫و هناك العديد من السلبيات التي تترافق مع استخدام أسعار متعددة أهمها ‪:‬‬

‫‪ -9‬األسعار المتعددة تعمل على تشويه اختيارات كل من المستهلك و المنتج ‪.‬‬


‫‪ -1‬أسعار الضريبة المنخفضة ال تعود بالفائدة على المستهلك النهائي ألن فرض أسعار متعددة‬
‫يجعل التجار يتالعبون في أسعارهم بشكل يتالءم مع ظروف السوق ‪.‬‬
‫‪ -9‬األسعار المختلفة تعتبر وسيلة لمحاباة أسر معينة على حساب األسر األخرى ‪.‬‬
‫‪ -1‬تعدد األسعار يحتاج وجود فريق من العاملين األذكياء المؤهلين على مستوى عال‬

‫إضافة إلى الكثير من السلبيات األخرى ‪.‬‬

‫‪ -‬حد التكليف‪:‬‬
‫يعتبر مستوى حد التكليف الذي يصبح عنده التكليف إلزاميا في ضريبة القيمة المضافة اختيا ار‬
‫حاسما من حيث تصميم وتنفيذ الضريبة‪ .‬واألهم في تحديد حد التكليف في أي بلد يطبق الضريبة على القيمة‬
‫المضافة المفاضلة بين اإليرادات وتكاليف تحصيلها عند تحديد حد التكليف المالئم‪.‬‬

‫ولقد دلت تجارب الدول المطبقة للضريبة على مايلي‪:‬‬

‫حد التكليف المنخفض للضريبة ال تتحمله اإلدارات الضريبية حديثة العهد بضريبة القيمة المضافة‬ ‫‪‬‬
‫وخاصة في الدول النامية‪.‬‬
‫الحالة األكثر شيوعا هي تطبيق حد تكليف واحد إال أن هناك تنوع كبير في الشكل الذي يتخذه حد‬ ‫‪‬‬
‫التكليف وفي مدى طبيعة التدابير ذات الصلة‪.‬‬
‫حد التكليف األمثل يعتمد على اختالف اإليرادات وتكاليف التحصيل المرتبطة بالضريبتين الواقعتين‬ ‫‪‬‬
‫حول حد التكليف‪.‬‬

‫بالنسبة للبلدان النامية ومن بينها سورية ال ننصح بتطبيق معدالت منخفضة لحد التكليف ألن ذلك‬
‫سيشمل المؤسسات صغيرة األعمال مما يؤدي إلى خلل في تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬كما انه يؤدي إلى‬
‫شمول عدد كبير من الخاضعين للضريبة وهذا ما ال تتحمله اإلدارة الضريبية الحديثة العهد بضريبة القيمة‬
‫المضافة وخاصة بسبب عدم وجود خبرات كافية ألن الخبرة تنشأ بعد المرحلة األولى للتطبيق‪ ،‬مع العلم أن‬
‫كندا ومالطة طبقتا في البداية حد تكليف منخفض‪ ،‬وكان ذلك من األسباب األولية التي أدت إلى فشل ضريبة‬
‫القيمة المضافة‪ .‬كما أن وضع حد تكليف مرتفع يحقق زيادة في اإليرادات مقابل تكلفة بسيطة من الموارد و‬
‫تعد المفاضلة بين اإليرادات و تكاليف تحصيلها مسألة هامة و أساسية ‪ ،‬إذ يرتفع حد التكليف المالئم كلما‬
‫ازدادت تكلفة الضريبة و االمتثال أو الخضوع و قلت حاجة الحكومة إلى الموارد و انخفضت القيمة المضافة‬
‫كنسبة من المبيعات و في هذا الصدد تنشأ بعض القضايا من اختالف المعاملة بين من هم فوق حد التكليف‬
‫و من هم دونه ‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫إجراءات التقدير الذاتي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫التحدي األساسي أمام البلدان التي ستبدأ بتطبيق الضريبة على القيمة المضافة هو مدى توفير‬
‫القدرات الالزمة إلدارة عملية التقدير الذاتي وكيفية تنفيذ المبادئ األساسية للتقدير الذاتي‪ ،‬وتقوم األنظمة‬
‫الضريبية الحديثة واداراتها على مبدأ االلتزام الطوعي الذي يعني أن المكلفين يؤدون طواعية ما عليهم من‬
‫التزامات ضريبية أساسية مع تدخل محدود من جانب الموظفين المعنيين باإليرادات‪ ،‬ويتحقق ذلك عمليا من‬
‫خالل نظام الربط الضريبي الذاتي حيث يقوم المكلفون بحساب التزاماتهم الضريبية وتقديم اإلق اررات‬
‫والمدفوعات إلى إدارة الضرائب وقد يخضعون بعد ذلك للتدقيق‪.‬‬

‫ويعرف نظام التقدير الذاتي بأنه نظام يمتثل بموجبه الممولون اللتزاماتهم الضريبية األساسية دون‬
‫تدخل من المسؤولين الضريبيين حيث يزود المسؤولون الضريبيون الممولين بالمعلومات عن التزاماتهم‪ ،‬ثم‬
‫يستكمل الممولون إق ارراتهم الضريبية بدقة ويقدمونها طواعية مع مدفوعاتهم‪ ،‬واال يتعين اتخاذ إجراءات‬
‫اإلنفاذ وتطبيق الجزاءات‪.‬‬

‫شروط التقدير الذاتي‪:‬‬

‫قانون ضريبي بسيط ومستقر‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫خدمات (ومعلومات) موثوقة للممولين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إجراءات بسيطة لتقديم اإلق اررات الضريبية ودفع الضريبة (نماذج بسيطة)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فعالية إنفاذ التحصيل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فعالية التدقيق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جزاءات مالئمة (مطبقة بفعالية)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظام فعال ونزيه للتظلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مزايا التقدير الذاتي‪:‬‬
‫‪ -9‬تفرغ موظفي الضرائب للتركيز على األقلية من المكلفين الذين ال يلتزموا بمسؤولياتهم الضريبية‪.‬‬
‫‪ -1‬تخفيض تكاليف االمتثال الضريبي بسبب تقلص الحاجة إلى التفاعل الدائم بين المكلفين وادارة‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫‪ -9‬غياب التقدير الذاتي يجعل إجراءات تقديم اإلق اررات الضريبية ودفع الضرائب عملية مرهقة بسبب‬
‫كثرة اإلجراءات وضياع الوقت وانخفاض كفاءة اإلدارة الضريبية وفعاليتها‪.‬‬
‫‪ -1‬يحد من الفساد ألن االتصاالت المنتظمة بين المكلفين وموظفي الضرائب يشجع أعمال الفساد‪.‬‬

‫وخلص استعراض التجارب الذي أجري في ‪ 99‬بلد نامي ا إلى أن إدارة ضريبة القيمة المضافة تقوم‬
‫على مفهوم التقدير الذاتي في ‪ 16‬بلد ا‪ ،‬إلى مايلي‪:307‬‬

‫‪ % 11 -9‬من البلدان المشمولة بالمسح قامت بتنفيذ إجراءات التحصيل الحديثة باستخدام استمارات‬
‫بسيطة لتقديم اإلقرارات ودفع الضريبة وتطبيق نظام التقدير الذاتي‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫‪ -‬وثيقة مؤتمر الحوار الدولي المعني بضريبة القيمة المضافة‪ ،‬ص ‪ ،29‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫‪ % 11 -1‬أخرى من البلدان المشمولة بالمسح‪ ،‬تستخدم التقدير الذاتي ولكن ال يزال فهمها قاص ار لكيفية‬
‫إدارة المخاطر وتشترط على المكلفين تقديم بيانات أكثر مما ينبغي‪.‬‬
‫‪ -9‬هناك عدد من البلدان ال يستخدم التقدير الذاتي على اإلطالق ويكون تقديم اإلق اررات وسداد‬
‫االلتزامات الضريبية عملية معقدة‪ ،‬ومن أبرزها بلدان التحول االقتصادي التي ال تزال تفتقر إلى الفهم‬
‫الكامل للمتطلبات اإلدارية الالزمة لتطبيق الضريبة‪.‬‬

‫وتدل تجارب البلدان المطبقة للضريبة أن تنفيذ التقدير الذاتي استغرق وقتا أكثر مما كان متوقعا في‬
‫كثير من البلدان التي اعتُمدت ضريبة القيمة المضافة في التسعينات وليست المشكلة في كيفية استحداث‬
‫ضريبة القيمة المضافة في بلد تنقصه القدرة على تطبيق التقدير الذاتي‪ ،‬وانما في كيفية تطبيق التقدير الذاتي‬
‫في بلد يرغب في استحداث ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة ضريبة القيمة المضافة‪:‬‬


‫تتولى اإلدارة الضريبية بشكل عام مسؤولية تنفيذ التشريع الضريبي‪ ،‬فتقوم بفرض الضريبة‬
‫وتحصيلها وتأمين االنضباط الضريبي‪ .‬وادارة الضريبة على القيمة المضافة هي واحدة من الجهاز الضريبي‪،‬‬
‫وهي في الواقع ال تتولى فرض الضريبة بقدر ما هي تراقب فرضها وتحصيلها وااللتزام بها‪ .‬ويجب االنتباه إلى‬
‫أن اعتماد ضريبة القيمة المضافة هو فرصة إلجراء تحديث شامل لإلدارة الضريبية‪ ،‬ولكن األهم من ذلك هو‬
‫تحديد موقع إدارة ضريبة القيمة المضافة ضمن اإلدارة الضريبية‪.‬‬

‫ولقد دلت تجارب الدول األخرى أن هناك ثالث بدائل ممكنة إلدارة الضريبة هي‪:‬‬

‫‪ -9‬إدارة ضريبة القيمة المضافة من خالل اإلدارة المسؤولة عن المعامالت الضريبية المحلية‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلدارة من خالل جهة مستقلة مختصة بضريبة القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪ -9‬اإلدارة من خالل هيئة الجمارك ‪ .‬مع العلم انه البد من التنسيق الوثيق بين إدارتي ضريبة الدخل‬
‫والجمارك إلجراء االستعدادات الالزمة لتطبيق ضريبة القيمة المضافة‪.‬‬

‫إن اختيار أحد هذه البدائل الثالثة يتأثر بعوامل هي‪:‬‬

‫باعتبار ضريبة القيمة المضافة تقوم على التقدير الذاتي والكشوف المحاسبية‪ ،‬هذا يتطلب‬ ‫‪‬‬
‫االستفادة من المهارات الموجودة في الهيئات المعنية بالضرائب المحلية أكثر من الهيئات‬
‫الجمركية‪.‬‬
‫إنشاء هيئة مختصة بضريبة القيمة المضافة تؤدي إلى تفتيت اإلدارة الضريبية ووجود صعوبات‬ ‫‪‬‬
‫في التوظيف ويؤدي إلى زيادة تكاليف االمتثال واإلدارة‪.‬‬
‫يوصي معظم الخبراء إلى أن إدارة ضريبة القيمة المضافة يجب أن يتم من خالل الهيئة المعنية‬ ‫‪‬‬
‫بالضرائب المحلية‪ ،‬مع ضرورة إنشاء جهاز يقوم على أساس وظيفي ويدعم أنظمة إدارة الضريبية‬
‫الحديثة التي تعتمد مبادئ التقدير الذاتي وادارة المخاطر‪.‬‬
‫توضح التجربة أن هذا المنهج هو األكثر فعالية وفي حالة ضعف اإلدارة الضريبية الحالية‪ ،‬يتم‬
‫في البداية إنشاء قسم منفصل لضريبة القيمة المضافة‪ ،‬على أن يكون تابع ا لنفس المسؤول‬
‫عن اإلدارة الضريبية‪ ،‬ثم تأتي بعد ذلك عملية الدمج التدريجية بدء ا بوحدة كبار الممولين حيث‬

‫‪201‬‬
‫س ِّهل تحديث اإلدارة الضريبية ويساعد على تخفيض تكلفة االمتثال التي يتحملها‬
‫أن الدمج ُي َ‬
‫الممولون ويزيل االزدواجية ويخفض تكاليف اإلدارة الضريبية‪ ،‬كما يعمل على تحسين الخدمات‬
‫المقدمة للممولين ويتيح نظما أكثر فعالية إلنفاذ التحصيل ويتيح برامج أكثر فعالية لتدقيق‬
‫حسابات ضريبتي الدخل والقيمة المضافة‪.‬‬

‫هناك ‪ 1‬بلدان قامت مؤخ ار بدمج إدارتي ضريبة القيمة المضافة وضريبة الدخل (األردن‪ ،‬وكينيا‪،‬‬
‫وباكستان‪ ،‬ورواندا‪ ،‬وتنزانيا‪ ،‬وأوغندا‪ ،‬والمملكة المتحدة) أو تقوم حاليا بدمجهما (مصر ولبنان)‪ ،‬ومن الواضح‬
‫أن اتجاه الدمج هو السائد‪.‬‬

‫وهناك قضايا تنظيمية أخرى ركزت عليها بعثات المالية العامة في صندوق النقد الدولي في السنوات‬
‫األخيرة هي‪:‬‬

‫موقع وظيفة السياسة الضريبية (ودور اإلدارة الضريبية في السياسة الضريبية)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إطار الحوكمة السليمة في إدارة اإليرادات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دمج وظيفة تحصيل االشتراكات االجتماعية مع اإلدارة الضريبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقسيم الممولين وانشاء وحدات لكبار الممولين (‪large taxpayers unit )LTU‬‬ ‫‪-‬‬

‫ولقد اعتمدت بضع إدارات ضريبية تنظيمي ا قائم ا على التقسيم خالل العقد الماضي مثل هولندا في‬
‫عام ‪ 9111‬ونيوزيلندا في عام ‪ 9111‬وأستراليا‪ ،‬وفرنسا‪ .‬ويتم االتجاه نحو التقسيم ألنه يفيد في وضع‬
‫استراتيجيات لالمتثال تراعي مفاهيم إدارة المخاطر‪ ،‬ويعمل على تخصيص موارد لإلنفاذ والتدقيق في المجاالت‬
‫األكثر خطرا‪ ،‬واستحداث خدمات للممولين تتوافق مع احتياجاتهم الخاصة (التركيز بصورة أفضل على‬
‫احتياجات العميل)‪.‬‬

‫االتجاه السائد حاليا يميل إلى زيادة التركيز على تقسيم الممولين‪ ،‬الذي يبدأ عادة بإنشاء وحدة‬
‫لكبار الممولين‪ ،‬يتوقع منها الحد من عدم االمتثال بين كبار الممولين وتقديم خدمات أفضل لكبار الممولين‬
‫والعمل على استخدام وحدة كبار الممولين كنموذج رائد الستحداث تغييرات كبيرة (مثل الدمج والتقدير الذاتي)‬
‫واستخدامها لضمان إجراء إصالحات كبرى في السياسة الضريبية (مثل ضريبة القيمة المضافة)‪.‬‬

‫في سورية يفضل إتباع جدول زمني أطول لتنفيذ ضريبة القيمة المضافة و قد تم فعال في سورية‬
‫إنشاء وحدات لكبار و متوسطي المكلفين أي تم التقسيم على أساس وظيفي ‪ ،‬كما عمدت أيضا إلى استحداث‬
‫إدارة مستقلة للضرائب سميت بالهيئة العامة للضرائب والرسوم كما أقرت نظام التقدير الذاتي و أصدرت ميثاق‬
‫المكلف ‪ ،‬و يعتبر هذا من الخطوات األولى التي تقوم بها سورية من أجل خلق البيئة المناسبة داخل اإلدارة‬
‫الضريبية الحالية من أجل تطبيق الضريبة على القيمة المضافة إال أن هناك طريق طويلة جدا للوصول إلى‬
‫إدارة ضريبية نزيهة و فعالة على مستوى عال من العلم و التدريب و التقانة ‪ ،‬و يجب عند تطبيق هذه‬
‫الضريبة تخصيص شعبة مستقلة إلدارة ضريبة القيمة المضافة في سنوات تنفيذها األولى‪ ،‬ومن ثم إدارتها من‬
‫خالل هيئة الضرائب المحلية‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫‪ -‬تدقيق حسابات الضريبة‪:‬‬
‫يعتبر أداء تدقيق الحسابات في بلدان كثيرة‪ ،‬السيما في البلدان النامية‪ ،‬جانبا من جوانب الضعف‬
‫الشديد في إدارة ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬وقد تبين لبعض البلدان أن برامج الزيارات االستشارية التي يقوم بها‬
‫مدققو الحسابات أثناء األشهر األولى من تطبيق الضريبة الجديدة يساعد على زيادة تقبل المكلفين لضريبة‬
‫القيمة المضافة وتعاونهم مع اإلدارة الضريبية‪ ،‬وكذلك يساعد هذا البرنامج المدققين تحقيق فهم أفضل‬
‫لدورهم األوسع نطاقا في تعزيز االمتثال الطوعي‪.‬‬

‫إال أن هناك مصادر أخرى للتهرب الضريبي تتصل بطبيعة الضريبة على القيمة المضافة وتشمل هذه المصادر‬
‫استخدام فواتير مزيفة والمطالبة بخصوم ضريبية عن مشتريات ال يستحق عليها الخصم‪ .‬ولعل األهم من ذلك‬
‫كله‪ ،‬هو ما يميز ضريبة القيمة المضافة عن سواها من ضرائب المبيعات العامة‪ ،‬وهو تلك العالقة بين فعالية‬
‫تدقيق الحسابات والقدرة على إدارة نظام مالئم لرد الضريبة‪ .‬ولقد دلت التجارب إلى أن برنامج تدقيق‬
‫الحسابات المحكم التصميم يمثل عنصرا حاسم ا في الحد من عمليات االحتيال والتهرب من ضريبة القيمة‬
‫المضافة وتتميز برامج التدقيق األكثر نجاحا‪ 308‬بمايلي‪:‬‬

‫‪ -9‬التغطية الواسعة لمجموعات المكلفين بحسب الحجم والقطاع ولقضايا االمتثال مع تدقيق حسابات ما‬
‫يصل إلى ثلث مجموع المكلفين سنويا‪.‬‬
‫‪ -1‬توزيع موارد التدقيق على مختلف عناصر البرنامج‪ ،‬مع التأكد من عدم تخصيص حصة غير‬
‫متناسقة للتحقق من مطالبات رد الضريبة قبل الدفع‪ ،‬واقتصار التدقيق قبل رد الضريبة على الحاالت‬
‫عالية المخاطر‪ ،‬مع إخضاع المطالبات األقل خط ار إلى عمليات تدقيق انتقائية بعد رد الضريبة‪.‬‬
‫‪ -9‬إجراء عمليات تدقيق قصيرة وموجهة نحو مسائل معينة (كمراجعة الخصوم الضريبية المطالب بها‬
‫عن توريدات خاضعة للضرائب تذهب إلى أنشطة معفاة من الضرائب‪ ،‬أو عن عمليات شراء خاصة)‬
‫وتقتصر على فترة ضريبية أو فترتين‪.‬‬
‫‪ -1‬التنسيق الوثيق بين برنامج التدقيق الخاص بضريبة القيمة المضافة وبرامج التدقيق الخاصة‬
‫بالضرائب األخرى‪ ،‬السيما ضريبة الدخل‪.‬‬
‫‪ -1‬التحقيق في الحاالت التي تنطوي على عمليات احتيال خطيرة‪ ،‬لتقديم مرتكبيها إلى المحاكمة‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق أن عدم توافر البيئة االقتصادية المالئمة قبل البدء بتطبيق الضريبة يؤدي إلى‬
‫اتخاذ موقف دفاعي باللجوء إلى إجراءات مفرطة في التعقيد ويعتبر ذلك سبب ا في تفاقم مشكالت تدقيق‬
‫حسابات الضريبة وخاصة في الدول النامية‪.‬و تشير كافة التقارير أن العديد من البلدان النامية في السنوات‬
‫العشر إلى الخمسة عشر الماضية ليس لديها برامج فعالة لتدقيق الحسابات ‪.‬‬

‫‪ -‬رد الضريبة‪:‬‬
‫من أهم السمات المميزة لضريبة القيمة المضافة إخضاع الصادرات لمعدل صفري للضريبة حيث‬
‫يحق للمصدرين المطالبة باسترداد الضريبة عند التصدير‪ .‬وذلك يتطلب إنشاء آلية فعالة لرد تلك الضريبة‬
‫لتجنب تشويه عملية تخصيص الموارد‪ .‬وبينما يعتبر رد الضريبة مسألة بسيطة من حيث المبدأ‪ ،‬فهناك‬

‫‪308‬‬
‫‪ -‬وثيقة مؤتمر الحوار الدولي المعني بضريبة القيمة المضافة ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫مشكالت كبيرة تنشأ في الممارسة الفعلية‪ ،‬مما يجعل من عملية رد الضريبة مكمن الضعف في نظام ضريبة‬
‫القيمة المضافة لما ينشأ عنها من مشكالت كبيرة أثناء الممارسة الفعلية مثل‪:‬‬

‫دفع المردودات الضريبية قد يخلق فرصا كبيرة لالحتيال (كأن يبالغ المصدرون في تقدير حجم‬ ‫‪‬‬
‫الضرائب المسددة على مدخالت اإلنتاج)‪.‬‬
‫إن سلطة موظفي المالية في اتخاذ ق اررات رد الضريبة قد تحرض على أعمال الفساد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هناك حكومات تستهوي فكرة تأخير رد الضريبة عند تعرض ميزانياتها للضغوط السياسية مما‬ ‫‪‬‬
‫يسبب مشكالت خطيرة لمؤسسات األعمال فيما يتعلق بتدفقاتها النقدية (خاصة البلدان التي تدفع‬
‫المردودات من حصيلة ضريبة القيمة المضافة) من ناحية أخرى إذا لم ترد الضريبة المسددة‬
‫بالزيادة يؤدي هذا إلى تقويض سالمة ضريبة القيمة المضافة واضعاف مصداقية إدارة الضريبية‪.‬‬

‫مخاطر عدم رد الضريبة‪:‬‬

‫‪ -9‬ال تستطيع ضريبة القيمة المضافة المحافظة على وضعها كضريبة على االستهالك المحلي فقط‪.‬‬
‫‪ -1‬تلحق التشوهات بمعامالت السلع الوسيطة‪.‬‬
‫‪ -9‬تلحق الضرر بالقدرة التنافسية لقطاع التصدير‪.‬‬
‫‪ -1‬تميل كفة الميزة التنافسية في اتجاه معاكس للشركات الجديدة التي تتحمل تكاليف ضخمة عند بدء‬
‫التشغيل‪.‬‬
‫‪ -1‬تعرض االمتثال لمخاطر جسيمة بسبب فقدان الثقة بنظام الضريبة على القيمة المضافة وهذا يؤدي‬
‫إلى االحتيال والتهرب‪.‬‬

‫ولتالفي مخاطر االحتيال في رد الضريبة ومن أجل الوصول إلى نظام رد ضريبة فعال حاولت البلدان‬
‫المطبقة لضريبة القيمة المضافة اتخاذ أشكال مختلفة لرد الضريبة تتناسب مع كل بلد ودرجة ضعف أو قوة‬
‫إداراتها الضريبية‪.‬‬
‫‪309‬‬
‫عند تطبيق رسم اإلنفاق االستهالكي الذي يشمل عدد محدود من السلع والخدمات‪،‬‬ ‫في سورية‬
‫وينص على إعفاء مستلزمات اإلنتاج من الرسم عند التصدير‪ ،‬فإن الدوائر المالية خلقت أزمة ثقة كبيرة مع‬
‫المصدرين في ناحية عدم رد الضريبة عند التصدير باإلضافة إلى تعقيدات عملية الرد‪ ،‬لذلك عند تطبيق‬
‫ضريبة القيمة المضافة األهم في مجال اإلدارة الضريبية الجيدة وفي مجال رد الضريبة هو االمتثال الطوعي‬
‫ونظام التقدير الذاتي ومبادئ إدارة المخاطر‪.‬‬

‫‪ -‬ربط وتحصيل الضريبة‪:‬‬


‫يتم ربط الضريبة على المكلفين من خالل التصريح الدوري الشهري الذي يلتزم المكلفون بالضريبة‬
‫بتقديمه‪ ،‬ويرفق مع التصريح عادة مقدار الضريبة المطلوب حسمها‪ ،‬ويلتزم المكلف بالضريبة إصدار الفواتير‬

‫‪309‬‬
‫‪ -‬الرسوم الجمركية في ظل تحرير ا لتجارة الخارجية وإمكانية تطبيق ضريبة القيمة المضافة كبديل عنها في سورية ‪ ،‬أطروحة‬
‫أعدت لنيل درجة الماجستير في االقتصاد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫أو المستندات األخرى التي تقوم مقامها وذلك عند تقديمه السلع والخدمات ألي شخص آخر ويجب أن تتضمن‬
‫الفاتورة على األقل ما يلي‪:310‬‬

‫‪ -‬اسم وعنوان ورقم تسجيل مورد السلع أو مقدم الخدمات لدى وزارة المالية وأيض ا اسم وعنوان‬
‫الشخص الصادرة الفاتورة لمصلحته‪.‬‬

‫‪ -‬موضوع توريد السلعة أو تقديم الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬رقم الفاتورة التسلسلي وتاريخها‪.‬‬

‫‪ -‬المبلغ المتوجب عن توريد السلعة‪ ،‬أو تقديم الخدمات‪.‬‬

‫أ ما بالنسبة لضمان تحصيل الضريبة تفرض وزارة المالية غرامة تأخير تسديد الضريبة تبدأ من انتهاء‬
‫مهلة تأدية الضريبة‪ ،‬أما بالنسبة لألشخاص غير المقيمين تحصل الضريبة والغرامات من الشخص (الطبيعي‬
‫أو المعنوي) الذي أدى التعاقد معه إلى توجب الضريبة‪.‬‬

‫تتراوح المخالفات ال مرتبطة بالضريبة على القيمة المضافة بين التأخر في تقديم المستندات المختلفة‬
‫(طلب التسجيل أو طلب إلغاؤه‪ ،‬التصريح الشهري) وبين تقديم المستندات على غير حقيقتها (التصريح غير‬
‫الصحيح والطلب غير المبرر السترداد الضريبة والفواتير غير الصحيحة وعدم مسك السجالت والمستندات)‪،‬‬
‫ومن هنا يأتي دور وزارة المالية بتحديد جهاز كبير من العاملين المتخصصين بشؤون الضرائب لتوعية‬
‫المواطنين ضريبي ا‪ ،‬أي توعية المواطن بحقوقه وواجباته وهي قضية مهمة جد ا عند بدء عملية تطبيق‬
‫الضريبة فوزارة المالية تشكل لجنة لالعتراضات مكونة من قاض وموظف من وزارة المالية يختاره وزير المالية‬
‫ومندوب من غرفة التجارة والصناعة وتتخذ اللجنة ق ارراتها باألكثرية ويبلغ قرار اللجنة إلى الوحدة الضريبية‬
‫المختصة والى الخاضع للضريبة خالل خمسة عشر يوم ا من تاريخ صدوره‪ .‬ويحق لكل من المكلف والوحدة‬
‫الضريبية استئناف قرار االستئناف بشرط إيداع مبلغ تأمين يعادل نسبة محددة من قيمة الضريبة‪ .‬أما في حال‬
‫االعتراضات على الضريبة عند االستيراد فتراعى عندها األصول المتبعة في التشريع الجمركي‪.‬‬

‫إن القيام بإنشاء وتصميم نظام للضريبة على القيمة المضافة في سوريا ‪ .‬كما يجب على سورية‬
‫تحديد األسلوب الخاص بنظام الضريبة على القيمة المضافة فهل سيطبق على كافة البضائع و المواد التي‬
‫تنتج في سورية أي هل سيتم اتباع مبدأ الوجهة المفضل عالميا أم الخيار البديل و هو مبدأ المنشأ ‪.‬‬

‫ترى الباحثة أن األسلوب الثاني ينطوي على الكثير من المساوئ بالنسبة للحالة التنافسية في سورية‬
‫في ميدان التجارة العالمية إذ أن هذا األسلوب يتطلب تطبيق ضريبة القيمة المضافة على الصادرات ( صادرات‬
‫النفط الخام على سبيل المثال ) و لن تبقى هناك حاجة لوجود اختالفات في التعامالت التجارية الداخلية تحت‬
‫هاتين الصيغتين من ضريبة القيمة المضافة و إنما في معاملة الصادرات و الواردات فقط ‪ ،‬لذلك ال بد من‬
‫وجود نظام لتنظيم قوائم لضريبة المخرجات و فتح رصيد لضريبة المدخالت ضمن سلسلة التجهيزات المحلية‬
‫لكافة البضائع و المواد و الخدمات و إن الكثير من التفاصيل يمكن تطويرها من أمثلة قياسية لتشريعات‬
‫ضريبية خاصة بالقيمة ال مضافة إلى آلية يمكن تطبيقها في أماكن أخرى و هذا بأكمله يتطلب التفصيل لكي‬
‫يناسب الوضع السوري بمتغيراته المختلفة ‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫‪ -‬دليل المحاسبة لضريبة القيمة المضافة الصادر عن وزارة المالية اللبنانية ‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫إن إنجاز تشريع و تصميم و تنفيذ متقن لهذه الضريبة في سورية من شأنه تالفي الكثير من‬
‫اآلثار االقتصادية و االجتماعية السلبية التي يمكن أن ترافق تطبيق هذه الضريبة ‪ ،‬و أن ينعكس ذلك من‬
‫خالل كسب المزيد من آثارها اإليجابية المتمثلة في زيادة اإليرادات و إحداث اإلصالح الهيكلي و اإلداري‬
‫للنظام الضريبي ‪.‬‬
‫‪311‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ -1‬نموذج مفترض لتطبيق ضريبة القيمة المضافة في سورية‬
‫قامت وزارة المالية السورية بوضع نموذج مفترض لتطبيق ضريبة قيمة مضافة من نوع االستهالك تحل محل‬
‫عدد من الضرائب غير المباشرة في سورية منها رسم اإلنفاق االستهالكي و بعض الضرائب و الرسوم األخرى‬
‫خالل الفترة ‪ 1111-1111‬وفقا لما هو موضح في الجدول التالي رقم (‪: )91‬‬

‫‪311‬‬
‫‪ -‬دراسة حول إمكانية تطبيق ضريبة القيمة ا لمضافة في الجمهورية العربية السورية‪ ،‬إعداد فريق تطوير وتحديث اإلدارة‬
‫الضريبية بإشراف معاون وزير المالية لشؤون الضرائب والرسوم ‪ 2007/1/7 ،‬غير منشورة‬

‫‪213‬‬
‫الجدول رقم ( ‪ ) 35‬المقترح إزالته من الضرائب والرسوم بالنسب المئوية‬

‫‪2115‬‬ ‫‪2114‬‬ ‫‪2113‬‬ ‫‪2112‬‬ ‫‪2110‬‬ ‫‪2111‬‬ ‫الرسم أو الضريبة ‪ /‬العام‬

‫‪11.92657‬‬ ‫‪11.62135‬‬ ‫‪15.06819‬‬ ‫‪12.36822‬‬ ‫‪9.85760‬‬ ‫‪9.85630‬‬ ‫الرسوم الجمركية‬

‫‪4.91329‬‬ ‫‪4.75409‬‬ ‫‪3.74761‬‬ ‫‪3.49853‬‬ ‫‪3.11608‬‬ ‫‪4.21346‬‬ ‫رسم الطابع‬

‫‪3.89978‬‬ ‫‪2.86538‬‬ ‫‪2.54960‬‬ ‫‪2.37720‬‬ ‫‪1.65760‬‬ ‫‪1.90909‬‬ ‫رسوم السيارات‬

‫‪11.95390‬‬ ‫‪3.30332‬‬ ‫‪2.29265‬‬ ‫‪1.69823‬‬ ‫‪1.00901‬‬ ‫‪0.84820‬‬ ‫رسم اإلنفاق االستهالكي‬

‫‪2.98164316‬‬ ‫‪2.905338626‬‬ ‫‪3.767048728‬‬ ‫‪3.092054762‬‬ ‫‪2.464398913‬‬ ‫‪2.464074689‬‬ ‫‪ %25‬الرسوم الجمركية‬

‫‪1.228322923‬‬ ‫‪1.188522667‬‬ ‫‪0.936901359‬‬ ‫‪0.874632439‬‬ ‫‪0.77902003‬‬ ‫‪1.0533654‬‬ ‫‪ %25‬رسم الطابع‬

‫‪0.974944087‬‬ ‫‪0.716344569‬‬ ‫‪0.637398883‬‬ ‫‪0.594300167‬‬ ‫‪0.414401181‬‬ ‫‪0.477271975‬‬ ‫‪ %25‬رسوم السيارات‬

‫‪ %011‬رسم اإلنفاق‬
‫‪11.95390‬‬ ‫‪3.30332‬‬ ‫‪2.29265‬‬ ‫‪1.69823‬‬ ‫‪1.00901‬‬ ‫‪0.84820‬‬ ‫االستهالكي‬

‫‪0.07317‬‬ ‫‪0.04969‬‬ ‫‪0.05965‬‬ ‫‪0.06339‬‬ ‫‪0.05308‬‬ ‫‪0.06630‬‬ ‫ض األسمنت‬

‫‪0.00001‬‬ ‫‪0.00001‬‬ ‫‪0.00002‬‬ ‫‪0.04641‬‬ ‫‪0.00222‬‬ ‫‪0.00001‬‬ ‫ض المواد المشتعلة‬

‫‪0.00000‬‬ ‫‪0.67773‬‬ ‫‪0.76537‬‬ ‫‪0.44331‬‬ ‫‪0.41246‬‬ ‫‪0.66046‬‬ ‫ض مقطوعية الكهرباء‬

‫‪1‬‬
‫‪0.93089‬‬ ‫‪0.05878‬‬ ‫‪0.06369‬‬ ‫‪0.06902‬‬ ‫‪0.01701‬‬ ‫‪0.07108‬‬ ‫ض السكر‬

‫‪1.29062‬‬ ‫‪0.00589‬‬ ‫‪0.00607‬‬ ‫‪0.00556‬‬ ‫‪0.02731‬‬ ‫‪0.00833‬‬ ‫ض الملح‬

‫‪0.00021‬‬ ‫‪0.01583‬‬ ‫‪0.01812‬‬ ‫‪0.02139‬‬ ‫‪0.02089‬‬ ‫‪0.01604‬‬ ‫ض المالهي‬

‫‪0.00006‬‬ ‫‪0.00216‬‬ ‫‪0.00000‬‬ ‫‪0.00000‬‬ ‫‪0.03240‬‬ ‫‪0.00000‬‬ ‫ض التصدير للقطن‬

‫‪0.03765‬‬ ‫‪0.05471‬‬ ‫‪0.13297‬‬ ‫‪0.25000‬‬ ‫‪0.22317‬‬ ‫‪0.24135‬‬ ‫رسوم أموال التأمين‬

‫‪1.24102‬‬ ‫‪1.55009‬‬ ‫‪0.92319‬‬ ‫‪1.26180‬‬ ‫‪1.42410‬‬ ‫‪2.40678‬‬ ‫رسوم االحصاء‬

‫‪0.52141‬‬ ‫‪0.82456‬‬ ‫‪0.41862‬‬ ‫‪0.64125‬‬ ‫‪0.71668‬‬ ‫‪1.27491‬‬ ‫رسوم التجارة الخارجية‬

‫‪0.08588‬‬ ‫‪0.20732‬‬ ‫‪0.45449‬‬ ‫‪0.15867‬‬ ‫‪0.14758‬‬ ‫‪0.09034‬‬ ‫رسوم استيراد الراديو‬

‫‪0.16030‬‬ ‫‪0.12018‬‬ ‫‪0.00488‬‬ ‫‪0.00508‬‬ ‫‪0.00727‬‬ ‫‪0.00022‬‬ ‫ض المواشي‬

‫‪0.49040‬‬ ‫‪0.34268‬‬ ‫‪0.30167‬‬ ‫‪0.33287‬‬ ‫‪0.33007‬‬ ‫‪0.53263‬‬ ‫رسم التركات‬

‫‪0.00934‬‬ ‫‪0.01791‬‬ ‫‪0.02361‬‬ ‫‪0.03648‬‬ ‫‪0.02378‬‬ ‫‪0.06294‬‬ ‫رسوم التلفزيون‬

‫‪1.02439‬‬ ‫‪0.73337‬‬ ‫‪0.56195‬‬ ‫‪0.52666‬‬ ‫‪0.40138‬‬ ‫‪0.49234‬‬ ‫رسم الفراغ واالنتقال‬

‫‪0.17870‬‬ ‫‪0.16929‬‬ ‫‪0.14607‬‬ ‫‪0.13250‬‬ ‫‪0.15793‬‬ ‫‪0.16811‬‬ ‫رسم الري‬

‫‪0.10320‬‬ ‫‪0.00012‬‬ ‫‪0.00000‬‬ ‫‪0.00000‬‬ ‫‪0.00000‬‬ ‫‪0.00000‬‬ ‫رسم انتقال حق االستثمار‬

‫‪2‬‬
‫مجموع نسبة ض‪.‬غ‪.‬م المزاحة‬
‫‪23.28609‬‬ ‫‪12.94385‬‬ ‫‪11.51438‬‬ ‫‪10.25359‬‬ ‫‪8.66416‬‬ ‫‪10.93478‬‬ ‫من االجمالي‬

‫نسبة الضرائب المباشرة من‬


‫‪38.84082‬‬ ‫‪27.37446‬‬ ‫‪27.53842‬‬ ‫‪23.93656‬‬ ‫‪19.63762‬‬ ‫‪14.04825‬‬ ‫االجمالي‬

‫‪185,004,994,000‬‬ ‫‪182,392,672,000‬‬ ‫‪183,446,313,000‬‬ ‫‪169,674,275,000‬‬ ‫‪167,338,990,000‬‬ ‫‪109,789,294,813‬‬ ‫مجموع م ‪+‬غ‪.‬م‬

‫قيمة الضرائب غير المباشرة‬


‫‪43,080,424,750‬‬ ‫‪23,608,629,000‬‬ ‫‪21,122,701,750‬‬ ‫‪17,397,712,250‬‬ ‫‪14,498,514,250‬‬ ‫‪12,005,216,049‬‬
‫المزاح‬

‫وعليه تشكل اإليرادات الضريبية الممكن إحالل الـ ‪ VAT‬مكانها خالل عام ‪ 2115‬ما نسبته ( ‪ ) %23.21‬من إجمالي اإليرادات الضريبية بينما تشكل الضرائب المباشـرة فيهـا حـوالي (‬
‫‪ ،) %31.14‬لتكون بالتالي اإليرادات الضريبية المزاحة لصالح الـ ‪ VAT‬المقترحة حوالي ‪ 43 /‬مليار ليرة سورية ‪ .‬ولبيـان التـأثير المتوقـع علـى األسـعار قامـت الدراسـة بمحاولـة تحديـد‬
‫الحاجات األساسية لألسرة السورية وذلك انطالق ا من سلة غذاء أساسية قائمة على أساس الحاجات الغذائية األساسية للفرد حيث كانت النتائج كمايلي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫فــي عــام ‪ 2115‬وبالنســبة ألســرة مؤلفــة مــن ‪ 2‬أشــخاص فقــد بلغـت كلفــة الغــذاء الشــهري ‪ 03510 /‬ل‪.‬س ‪/‬‬
‫وألسرة مؤلفة من ‪ 4‬أشخاص مبلغ وقدره ‪ 1042 /‬ل‪.‬س ‪ ، /‬أما فـي عـام ‪ 2112‬فكانـت ألسـرة مؤلفـة مـن ‪2‬‬
‫أشخاص ‪ 02350 /‬ل‪.‬س ‪ /‬وألسرة مؤلفة من ‪ 4‬أشخاص مبلغ وقـدره‪ 01512 /‬ل‪.‬س ‪ ،/‬بينمـا كـان وسـطي‬
‫الرواتب واألجور حسب بيانات المكتب المركزي لإلحصاء عـام ‪ 2115‬مبلـغ وقـدره ‪ 0201 /‬ل‪.‬س ‪ /‬وفـي عـام‬
‫‪ 2112‬أصبح ‪ 1340 /‬ل‪.‬س ‪ /‬ومـع األخـذ بعـين االعتبـار نسـبة النفقـات الوسـطية المقـدرة علـى غيـر الغـذاء‬
‫والنفقات ذات الطابع االجتماعي ونفقات الكهرباء والماء والهاتف واإليجار الشهري والمأخوذة مـن عينـة مكونـة‬
‫من ‪ 0511‬أسرة سورية وذلك حسب دراسة ميدانيـة منجـزة مـن قبـل هيئـة تخطـيط الدولـة وباالسـتناد إلـى عـدد‬
‫السكان البـالغ ‪ 01411111 /‬نسـمة ‪ /‬وعلـى معـدل إعالـة واحـد ألربعـة ‪،‬فـإذا تـم إعفـاء كامـل حاجـات الغـذاء‬
‫واعفاء ‪ / % 41 /‬من النفقات ذات الطابع االجتماعي واعفـاء ‪ / %11 /‬مـن اإليجـار الشـهري يكـون اإلنفـاق‬
‫الكلــي الخاضــع للتكلي ـف بالـــ ‪ VAT‬مبلــغ وقــدره ‪ 520 /‬مليــار ل‪.‬س ‪ /‬وعليــه تكــون اإلي ـرادات مــن الـــ‬
‫‪VAT‬المتوقعــة عنــد نســبة ( ‪ ) % 01‬مبلــغ ‪ 52 /‬مليــار ل‪.‬س ‪ /‬وعنــد نســبة ( ‪ ) % 05‬مبلــغ ‪ 01 /‬مليــار‬
‫ل‪.‬س ‪ /‬أما عند نسبة ( ‪ ) % 00‬فتبلغ حوالي ‪ 12 /‬مليار ل‪.‬س ‪. /‬وفقا للجدول التالي ‪:‬‬

‫الجدول رقم ( ‪ ) 32‬اإليرادات المتوقعة من الـ ‪VAT‬‬

‫‪1,193,809,379,013.44‬‬ ‫اإلنفاق الكلي‬

‫‪527,689,903,564‬‬ ‫اإلنفاق الكلي الخاضع للضريبة‬

‫‪43,080,424,750‬‬ ‫ض‪.‬غ‪.‬م‪ .‬مزاحة‬

‫‪19,042,491,692‬‬ ‫حصة اإلنفاق المكلف من ض‪.‬غ‪.‬م‬

‫‪301,388,385,792‬‬ ‫المستوردات‬

‫‪52,237,198,049‬‬ ‫قيمة المنتجات المقترح إعفائها من وجهة نظرنا‬

‫‪249,151,187,743‬‬ ‫قيمة المنتجات الخاضعة للتكليف من وجهة نظرنا‬

‫‪508,647,411,872‬‬ ‫اإلنفاق الكلي الخاضع للضريبة بعد تخفيض ض‪.‬غ ‪ .‬م‬

‫‪25,432,370,594‬‬ ‫الـ‪%5 VAT‬‬

‫‪50,864,741,187‬‬ ‫الـ‪%01 VAT‬‬

‫‪76,297,111,781‬‬ ‫الـ‪%05 VAT‬‬

‫‪86,470,060,018‬‬ ‫الـ‪%00 VAT‬‬

‫‪1‬‬
‫وبــافتراض أن المعــدل المطــروح للتطبيــق هــو ( ‪ ) % 01‬يكــون األثــر علــى األس ـعار فــي حــال كــان‬
‫االقتصاد محكوم بقوى سوق فعالة وأدوات حكومية فعالة للرقابة والتحكم ومناقشة تامـة مـا نسـبته ‪% 2.21 /‬‬
‫‪ /‬على السلع الخاضعة للضريبة‪ .‬أما بالنسبة لواقع اقتصادنا الذي يحمل الكثيـر مـن التشـوهات والشـوائب فمـن‬
‫المتوقع أن يكون األثر على األسعار حوالي ( ‪ ) % 0.31‬في الفترة األولى للتطبيـق بالنسـبة للسـلع الخاضـعة‬
‫للتكليف أما األثر على القوة الشرائية العامة فستكون ما بين ‪ / % 0.01 /‬إلـى ‪ / % 3.52 /‬وتكـون نسـبة‬
‫الضريبة من الـ ‪ GDP‬حوالي ‪ . / % 2.02 /‬وفقا للجدول التالي ‪:‬‬

‫الجدول رقم ( ‪ ) 30‬األثر على األسعار‬

‫‪43,080,424,750‬‬ ‫ض‪.‬غ‪.‬م‪ .‬مزاحة‬

‫‪37,194,043,750‬‬ ‫ض‪.‬غ‪.‬م‪ .‬مزاحة ومتواجدة فعالا‬

‫‪50,864,741,187‬‬ ‫الـ‪%01 VAT‬‬

‫‪13,670,697,437‬‬ ‫قيمة الفرق المتحصل من الـ‪VAT‬‬

‫‪2.688‬‬ ‫نسبة الفرق المتحصل من الـ‪ VAT‬إلى اإلنفاق الخاضع‬

‫‪5.38‬‬ ‫األثر على األسعار للسلع الخاضعة المتوقع في المرحلة األولى*‪2‬‬

‫‪1,150,728,954,263‬‬ ‫اإل نفاق الكلي باستثناء ض‪.‬غ‪.‬م المزاحة‬

‫‪1.78‬‬ ‫األثر على القوة الشرائية العامة‬

‫‪756,404,000,000‬‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي ‪2115‬‬

‫‪6.72‬‬ ‫نسبة الـ‪ VAT 10%‬من ‪GDP‬‬

‫كمــا تــم تعــديل النمــوذج اســتنادا إلــى دراســة دخــل ونفقــات األسـرة الســورية المدروســة علــى عينــة مــن‪0511 /‬‬
‫أسرة ‪ /‬على مستوى سورية حيث تم استخالص ثالثة شرائح أساسـية لإلنفـاق فـي سـورية كمـا يلـي ‪ :‬الشـريحة‬
‫الــدنيا ‪ ،‬الشــريحة الوســـطى ‪ ،‬الشــريحة األكثـــر ثــراء وعليـــه تــم تعــديل النمـــوذج مــع اعتبـــار عــدد الســـكان ‪/‬‬
‫‪ 01411111‬نسمة ‪ /‬لنحصل بالنتيجة علـى كتلـة اإلنفـاق الكلـي المتوقعـة وتـم توسـيع النمـوذج علـى أسـاس‬
‫فرضيتين ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫( ‪ : ) A‬يعتمــد هــذا النمــوذج علــى إعفــاء كلــي لنفقــات الغــذاء واعفــاء ( ‪ ) % 41‬مــن النفقــات ذات الطــابع‬
‫االجتماعي و إعفـاء ( ‪ ) % 11‬مـن نفقـات اإليجـار حسـب مـا هـو مبـين فـي الجـدول رقـم ( ‪ ) 2‬بحيـث يكـون‬
‫اإلنفاق الكلي ‪ 3111 /‬مليار ل‪.‬س ‪ /‬واإلنفاق الخاضـع للــ ‪ 0020 / VAT‬مليـار ل‪.‬س ‪ /‬وبالتـالي فـإن إيـراد‬
‫الـ ‪ VAT‬المتوقع عند نسبة ( ‪ ) % 01‬سيكون ‪ 004 /‬مليار ل‪.‬س ‪ /‬وبالتالي األثر على األسعار في حـال‬
‫كــان االقتصــاد حــر ومحكــوم بقــوى ســوق فعالــة ح ـوالي ( ‪ ) % 0.10‬وبالتــالي ال يتوقــع انحرافــه فــي ظروفنــا‬
‫الحالية إلى أكثر من ( ‪ ) % 1.5‬كون الدراسة هنا تشمل وقائع اقتصادية أكثر دقة أي أن األثر سيكون علـى‬
‫الســلع الخاضــعة للتكليــف بــين ( ‪ ) % 0.10‬إلــى ( ‪ ) % 1.5‬واألثــر علــى القــوة الش ـرائية العامــة ح ـوالي (‬
‫‪ ) % 4.02‬أما النسبة من الـ ‪ GDP‬فهي حوالي ( ‪ ) % 23.02‬وهي ال تعطي مؤشـر واضـح ألن حسـابات‬
‫الـ ‪ GDP‬تتطلب دقة أكثر لتشمل األرقام الفعلية للفعاليات باإلضافة إلى فعاليات اقتصاد الظل ‪.‬‬

‫( ‪ : ) B‬أما بالنسبة إلى النموذج الثاني المبني علـى الفرضـية القائمـة علـى إعفـاء كامـل الغـذاء و( ‪)% 01‬‬
‫من النفقات ذات الطابع االجتماعي واعفـاء ( ‪ ) %011‬مـن اإليجـار الشـهري المقـدر ليكـون اإلنفـاق الكلـي ‪/‬‬
‫‪ 0235‬مليار ل‪.‬س ‪ /‬وايراد الـ ‪ VAT‬المتوقع عند معدل ( ‪ ) % 5‬حوالي ‪ 11 /‬مليار ل‪.‬س ‪ /‬وعند معدل (‬
‫‪ )% 01‬حوالي ‪ 020 /‬مليار ل‪.‬س ‪ /‬و عند معدل ( ‪ ) % 00‬حوالي ‪ 205 /‬مليـار ل‪ .‬س ‪ /‬وبالتـالي يكـون‬
‫األثــر علــى الســلع الخاضــعة للضــريبة بــين ( ‪ ) % 0.0‬إلــى حـوالي ( ‪ ) % 1.3‬و األثــر علــى القــوة الشـرائية‬
‫العامة تنخفض إلى حوالي ( ‪ ) % 0.0‬وتكون نسبة اإليرادات الضريبية من الـ ‪ GDP‬حوالي ( ‪) % 20.31‬‬

‫أما في حال تم تعديل النموذج األول مـن أرقـام ‪ 2115‬إلـى أرقـام محسـوبة علـى أسـاس أسـعار ‪ 2110‬للسـلع‬
‫الغذائيــة الرئيســية المســتخدمة فــي الدراســة مــع األخــذ بعــين االعتبــار عــدد الســكان ‪ 19000000 /‬نســمة ‪/‬‬
‫ســيكون بالتــالي إجمــالي اإلنفــاق الكلــي المتوقــع فــي ســورية حـوالي ‪ 0351 /‬مليــار ل‪.‬س ‪ /‬الخاضــع منهــا للـــ‬
‫‪ VAT‬حوالي ‪ 2111 /‬مليار ل‪ .‬س ‪ /‬وبالتالي ستكون اإليرادات المتحصلة من الـ ‪ VAT‬عند معـدل ( ‪% 01‬‬
‫) حوالي ‪ 51 /‬مليار ل‪ .‬س ‪ /‬إلنفاق كلي خاضـع للتكليـف يبلـغ حـوالي ‪ 510 /‬مليـار ل‪.‬س ‪ /‬وسـيكون األثـر‬
‫علــى األســعار اســتناد ا إلــى فرضــية ثبــات اإلي ـرادات الضــريبية للض ـرائب المباشــرة عــام ‪ 2110‬علــى اإلي ـرادات‬
‫الفعلية المسجلة عام ‪ 2115‬بالنسبة لإلنفاق الخاضع للتكليف من الناحية النظريـة للدراسـة حـوالي ( ‪% 3.2‬‬
‫) أما من الناحية الفعلية التي تحكمها آليات السوق الموجودة لدينا فمن المتوقـع أن تكـون مـا بـين ( ‪% 5.4‬‬
‫) إلــى ( ‪ ) % 0.2‬ليكــون بالتــالي األثــر علــى القــوة الش ـرائية العامــة مــا بــين ( ‪ ) % 2.31‬إلــى ( ‪) % 3.5‬‬
‫لتشكل بالتالي اإليرادات الضريبية للـ ‪ VAT‬ما نسبته حوالي (‪ )%0.21‬من الـ ‪. GDP‬‬

‫إن هذه الدراسة التي أعدتها وزارة المالية وفق هذا السيناريو المحتمـل و الـذي أرادت مـن خاللـه الوقـوف علـى‬
‫بعض اآلثار االقتصادية و االجتماعية لتطبيـق هـذه الضـريبة يفتقـر للكثيـر الكثيـر مـن الحيثيـات و التفاصـيل و‬
‫طرق الدراسة و الحساب و لقد اعتمدت على طريقة بسيطة جدا في حساب اإليرادات المحتملة من تطبيق هذه‬
‫الضريبة فهي قد قامت بحساب مبلغ اإلنفاق الكلي الخاضع للضـريبة ثـم طرحـت منـه ‪ /‬حصـة اإلنفـاق المكلـف‬

‫‪3‬‬
‫من الضرائب غير المباشرة ‪ /‬ثـم طبقـت عليـه أسـعار الضـريبة المحتملـة و هـذه النتيجـة التـي حصـلنا عليهـا ال‬
‫تعطــي نتيجــة مقاربــة لمــا يحتمــل أن يكــون عنــد تطبيــق هــذه الضــريبة ألن هنــاك إج ـراءات و طــرق مختلفــة و‬
‫دراسات عديدة يجب إعـدادها لتحديـد اإليـراد المحتمـل مـن هـذه الضـريبة و قـد وضـحناه فـي المبحـث األول مـن‬
‫الفصل الثاني ‪ ،‬أما بالنسبة لتحديد األثر على األسعار و القوة الشرائية فقد اتبعـت طريقـة ضـبابية لتحديـد هـذا‬
‫األثر و هناك دراسات تقوم على تفاصيل تخص األسعار بالنسبة لكل سلعة مـع وجـود جـداول و طـرق رياضـية‬
‫معروفــة فــي الحســاب كمــا أوردنــاه و بطــرق مختلفــة حســب طريقــة إدخــال هــذه الضــريبة كضــريبة إضــافية أو‬
‫ضــــريبة بديلــــة و بحســــب الســــيناريوهات و الطــــرق الرياضــــية و الحســــابية المســــتخدمة و نوعيــــة البيانــــات‬
‫اإلحصائية التـي يجـب توافرهـا و أنـواع الجـداول التـي يجـب إعـدادها لخدمـة هـذه الغايـة‪ ،‬و إن هـذه الدراسـة ال‬
‫تعكس النتيجة المقاربة لما يمكن أن يحدث من انعكاسات عند تطبيق هذه الضريبة ‪.‬‬

‫لقد توصلت كافة األبحاث و الدراسات التـي أعـدت عـن اآلثـار االقتصـادية و االجتماعيـة للضـريبة علـى القيمـة‬
‫المضافة سواء في الدول التي كانت تطبق هذه الضريبة أو في دول يحتمل أن تطبقها ‪ /‬معظم الدراسات كانـت‬
‫في دول تطبق فعال هذه الضريبة ‪ /‬توصلت إلى نتائج عن تأثير هذه الضريبة سواء علـى اإليـرادات و األسـعار‬
‫و اإلنفــاق االســتهالكي و النــاتج المحلــي اإلجمــالي و غيــره مــن منــاحي االقتصــاد تكــاد تكــون عامــة يمكــن أن‬
‫تحدث في أي بلد يطبق هذه الضـريبة بشـكل جيـد ‪ ،‬إال أن اخـتالف هـذه اآلثـار أو ظهـور مـا يختلـف عـن هـذه‬
‫النتائج كان في أغلب األحيان مرتبط بسياسات اقتصادية و نقدية تتبعها هذه الدولة بالذات أو غيرها ‪.‬‬

‫إن دراسة اآلثار االقتصادية و من ثم انعكاساتها االجتماعية تحتاج دائما إلى تـوفر كـم هائـل مـن المعلومـات و‬
‫البيانات اإلحصائية المفصلة الخاصة بكل بند من البنود فمثال دراسة تأثير هـذه الضـريبة علـى األسـعار يتطلـب‬
‫أوال معرفة نظام تطبيق هذه الضريبة في البلد ( على االستهالك ‪ ،‬على الدخل ‪ ،‬على الناتج ‪ ،‬مبدأ الوجهـة أو‬
‫المنشأ ‪ ،‬طريقة االئتمان والفاتورة أو طريقة الطرح ‪ ،‬معدل واحد أو معدالت متعـددة ‪ ،‬مصـحوب بسياسـات مـن‬
‫الحكومــة للــتحكم باألســعار أم ال ‪..........‬إلــخ ) إضــافة إلــى تــوفر بيانــات كاملــة تخــص أســعار المفــرق وفقــا‬
‫لتصـــنيف الســـلع و تصـــنيف الشـــرائح الســـكانية ( فقيـــرة – متوســـطة – غنيـــة ) و تـــوفر جـــداول ( مـــدخالت –‬
‫مخرجات) و من ثم تطبيق طريقة نموذج السعر التي هي معادالت خطيـة تبـين التـوازن بـين السـعر المسـتلم و‬
‫الدفعة الناتجة عن كل قطاع داخلي وفقا لمجموع إنتاجه‪ ،‬و في حال عدم توفر هـذه الجـداول فالطريقـة األخـرى‬
‫هي التخمين تبعا لحركات األسعار المحتملـة لمجموعـة مـن البضـائع و الخـدمات و ذلـك لتحليـل بنيـة األسـعار‬
‫فيما يتعلق بالضرائب و تحديد المبلغ الفعلي للضريبة بواسطة األسعار و من ثم هناك سلسلة من الحسـابات و‬
‫الدراســات التفصــيلة للوصــول فــي النهايــة إلــى األثــر علــى األســعار أو باســتخدام طريقــة الطلــب شــبه المثــالي‬
‫‪.ADIS‬‬

‫و في النتيجة ووفقا لرأي ‪/‬تايت‪" /‬أنه من الصعب جدا جدا تقدير آثـار تطبيـق الضـريبة علـى القيمـة المضـافة‬
‫كبقية الضرائب األخرى تقدي ار واقعيا ال يخلو من التخمينات و الفروض بل يكاد يستحيل الربط ربطا ال لبس فيـه‬

‫‪1‬‬
‫يبــين أي تغييــر فــي الضــريبة و التغييـرات فــي األســعار و الكفــاءة االقتصــادية و االســتثمار و اإلنتــاج و ســوق‬
‫العمل و شتى مناحي االقتصاد" ‪.‬‬

‫و في بحث أولي للدروس المستفادة ‪ ،‬يمكن أن تتعلم سورية مـن تجربـة اإلتحـاد األوروبـي فـي إقـرار الضـريبة‬
‫على القيمة المضافة أو من تجـارب البلـدان األخـرى الكثيـرة جـدا العربيـة أو األجنبيـة أنـه يمكـن أن تحـدث لـدى‬
‫ســورية نفــس هــذه التــأثيرات ‪ ،‬خصوصــا إذا كانــت هــذه الضــريبة مصــدر إي ـراد إضــافي و تــم التعامــل مــع هــذا‬
‫االنتقــال علــى نحــو مناســب ‪ .‬بنــاء علــى ذلــك فــإن تقــدير هــذه اآلثــار المحتملــة يعتمــد علــى النمــوذج المحتمــل‬
‫لتطبيق هذه الضريبة في سورية و تحديد األسس الفنية لتطبيقها و التي ذكرناهـا سـابقا ‪ ،‬وازالـة كافـة العقبـات‬
‫التــي تقــف فــي وجــه تطبيــق هــذه الضــريبة بمعنــى إعــداد البيئــة و البنيــة المناســبة لتطبيقهــا ‪،‬و اتبــاع كافــة‬
‫األســاليب العلميــة و الرياضــية بتفاصــيلها مــع تــوفير بيانــات كــل دراســة للوصــول إلــى تحديــد اآلثــار االقتصــادية‬
‫واالجتماعية المترتبة على هذه الضريبة بصورة قريبة من الواقع ‪ .‬و ذلك لكي نتمكن من تطبيق هـذه الضـريبة‬
‫و االستفادة من خصائصها و مزاياها اإليجابية و الذي يفسر كثرة الدول التي تطبق هذا النوع من الضرائب ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫أوالا‪ :‬النتائج‪:‬‬
‫تعيش سورية اليوم حالة من التحوالت االقتصادية واالجتماعية الهامة‪ ،‬ففي إطار مسيرة التحديث‬
‫والتطوير ومحاولة االنتقال باالقتصاد السوري إلى اقتصاد السوق االجتماعي‪ ،‬و االنفتاح التجاري على كافة‬
‫الدول من خالل االتفاقيات التجارية التي أبرمتها وسوف تبرمها مع دول المنطقة ودول العالم‪ ،‬و مواكبة‬
‫االقتصاد العالمي تحاول جاهدة إجراء إصالحات اقتصادية شاملة ومن أهمها اإلصالح الضريبي في سورية‬
‫والرغبة في تطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬فقامت بإصدار كم هائل من التشريعات الضريبية ابتداء من‬
‫قانون الدخل رقم ‪ 11‬لعام ‪ ،1119‬وهذا أدى إلى دخول النظام الضريبي السوري في مرحلة جديدة حيث نبين في‬
‫هذا المجال‪:‬‬

‫‪ -9‬إن النظام الضريبي السوري بوضعه الحالي غير مالئم لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬فبالرغم‬
‫من إصدار كم هائل من التشريعات والقوانين‪ ،‬لم يحدث أي تغير يذكر في بنية النظام الضريبي السوري‬
‫حيث ال زال يعتمد على الضرائب النوعية على الدخل دون توحيد لها في إطار ضريبة عامة على‬
‫اإليراد‪ ،‬ويقوم على مجموعة من القوانين واألنظمة القديمة ذات المرجعيات المختلفة وتخضع لتفسيرات‬
‫وتأويالت متباينة‪ ،‬قد تختلف في التطبيق بين مديرية مال في إحدى المحافظات وأخرى‪ ،‬كما ان‬
‫القوانين الجديدة بعضها منسوخ عما هو قديم مع بعض التغيرات الطفيفة ويعاب عليه أن خضع‬
‫ويخضع للتعديل بشكل مستمر و هذا يحدث اضطراب تشريعي و يتنافى مع مبدأ االستقرار التشريعي‬
‫الذي يصر عليه كبار الفقهاء الماليين و الذين يمارسون العمل المالي نظ ار لخطورة و أهمية هذا‬
‫الموضوع‪ ،‬مما أفقد هذه التشريعات الوحدة والتماسك‪ ،‬واالستجابة للحاجات واألغراض المالية الحديثة‬
‫ومواكبة تغيرات االقتصاد السوري واالقتصاد العالمي‪.‬‬
‫‪ -1‬ال تزال بنية النظام الضريبي السوري متماثلة مع ما كان قائما منذ نهاية األربعينيات‪ ،‬وخصوصا بما‬
‫يتصل بالضرائب النوعية المباشرة وغير المباشرة والتي تخلت عنها الكثير من الدول العربية مثل مصر‬
‫واألردن والعراق والسودان وكافة الدول المتقدمة‪ ،‬وهذا يحول دون الوصول إلى العديد من المطارح‬
‫الضريبية و عدم إحداث أو األخذ بضرائب جديدة وفقا للتطور الحديث في التكليف الضريبي ‪.‬‬
‫‪ -9‬عانى النظام الضريبي السوري من ردود أفعال لظروف مالية الدولة‪ ،‬فالتعديالت التي تم إجراؤها في‬
‫السنوات السابقة لم تكن ضمن خطة مدروسة ومتكاملة ولم تحدث التغير المطلوب سواء في طبيعة‬
‫النظام الضريبي أو في العقلية التي تدار من خاللها عملية التطبيق ‪.‬‬
‫‪ -1‬يتسم النظام الضريبي السوري بعدم العدالة‪ ،‬بسبب غياب التصاعدية الحقيقية‪ ،‬كما انه يتصف بعدم‬
‫الكفاءة والفعالية فاإليرادات الضريبية المتحققة بالرغم من زيادتها في السنوات األخيرة إال أن هذه‬
‫الزيادة ليست فعلية حقيقية ألنها إذا أخذت باألسعار الثابتة تكاد تكون معدومة وباألسعار الجارية ال‬
‫تزال ضعيفة وهي غير قادرة على تغطية اإلنفاق العام بشقيه الجاري واالستثماري‪.‬‬
‫‪ -1‬كل ضريبة من الضرائب التي يتكون منها النظام الضريبي السوري وخصوصا ضرائب الدخل تعاني من‬
‫مجموعة كبيرة من الثغرات‪ ،‬تتركز هذه الثغرات في نص التشريع أحيانا وكيفية تطبيقه‪ ،‬وتتركز بشكل‬

‫‪6‬‬
‫كبير في أسس التكليف واإلجراءات التي يتبعها موظف المالية والقواعد الناظمة لذلك‪ ،‬واالعتماد على‬
‫التقدير والتكليف المباشر واألرقام غير الحقيقية‪ ،‬واجراءات تدقيق مختلفة ال تستند على أسس ومبادئ‬
‫علمية‪ ،‬إضافة إلى الدور السلبي للجان المالية والتي تلجأ دائما إلى اتخاذ قراراتها إداريا‪ ،‬وتعكس في‬
‫تصرفاتها انعدام الثقة بين موظف المالية (مراقب الدخل) وبين هذه اللجان (اإلدارة المالية) في أغلب‬
‫األحيان‪.‬‬
‫‪ -6‬تعاني اإلدارة الضريبية السورية من ضعف شديد ومشاكلها متراكمة رغم اإلصالحات التي أدخلت عليها‬
‫مؤخ ار‪ ،‬فهي تعاني من البيروقراطية في األساليب اإلدارية وهي تعتمد على التقسيم النوعي والتقدير‬
‫اإلداري ونظام أتمته بدائي وبسيط‪ ،‬و هو غير متوفر في العديد من مديريات المال الفرعية‪ ،‬إضافة‬
‫على البطء في اإلنجاز اإلداري‪ ،‬وتعتبر هذه اإلدارة احتكارية‪ ،‬فهي تحتكر وضع مسودات التشريعات‬
‫وتصدر تعليماتها التنفيذية‪ ،‬كما أنها الجهة التي تنظر في االعتراضات الضريبية وتظلمات المكلفين من‬
‫النظام الضريبي وممارسات اإلدارة الضريبية‪ ،‬وهي بالتالي الخصم والحكم‪ ،‬وبعد إحداث مديرية‬
‫االستعالم ومكافحة التهرب الضريبي استطاعت المالية أن تمركز وتحتكر لديها كل ما له عالقة‬
‫بالضرائب على نحو مطلق وهذا وضع شاذ يحتاج إلى تعديل كأن يكون هناك من يقوم بوضع التشريع‬
‫الضريبي ومسؤولية اإلدارة الضريبية هي التنفيذ وأن يكون القضاء مسؤوال عن فض النزاعات بين‬
‫المكلفين واإلدارة الضريبية ‪.‬إضافة إلى وجود عالقة غير سليمة بين المكلف والمالية تحتاج إلى تسوية‬
‫و تطوير ‪.‬‬

‫‪ -1‬العبء الضريبي في سورية ال زال ضعيفا وضعيفا جدا إذا ما قورن بالبلدان المتطورة أو البلدان‬
‫المجاورة أو المماثلة لنا اقتصاديا كمصر‪ ،‬ففي سورية يبلغ ‪ %9149‬من الناتج المحلي اإلجمالي وهو‬
‫منخفض مقارنة مع مصر ‪ / %19/‬واألردن ‪ /%11/‬وتركيا ‪ /%19/‬وهذا ليس بسبب ضعف الطاقة‬
‫الضريبية أو المقدرة التكلفية للدخل القومي السوري‪ .‬أو بسبب انخفاض الدخل الفردي في سورية‬
‫وارتفاع تكاليف المعيشة بل بسبب ضعف اإلدارة الضريبية و عدم فعاليتها باإلضافة ألسباب تشريعية‬
‫أخرى و عدم وجود تطوير ضريبي‬

‫‪ -1‬يعا ني النظام الضريبي في سورية من مشكلة التهرب الضريبي‪ ،‬وهو تهرب كبير الحجم قانوني وغير‬
‫قانوني وال بد هنا أن نشير إلى أن سورية لجأت إلى إصدار قانون االستعالم الضريبي ‪ 11‬لعام ‪1119‬‬
‫لمعالجة التهرب الضريبي والبحث عن مطارح جديدة غير مكلفة ولكن من المهم الذكر أن مديريات‬
‫االستعالم الضريبي التي أنشئت لهذه الغاية غير فعالة وال تقوم بعملها وال زالت المشكلة قائمة‪.‬‬
‫‪ -1‬يعاني النظام الضريبي السوري من حجم اإلعفاءات الضخمة‪ ،‬حيث تطال ‪ %11‬من الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي‪ ،‬وتتميز هذه اإلعفاءات بأنها جاءت العتبارات اقتصادية و تتجاهل البعد االجتماعي كما أنها‬
‫بعيدة عن العدالة االجتماعية وال تهتم بها‪ ،‬وانما وضعت في أغلبها تشجيعا لالستثمار في سورية‪ ،‬إال‬
‫أنها لم تحقق األهداف المطلوبة منها‪.‬‬
‫‪ -91‬يعاني النظام الضريبي السوري من عدم عصرنته فبالرغم من كافة التعديالت التي طرأت عليه إال أته‬
‫لم يتطرق إلى موضوع التجارة والتسويق االلكتروني والتقيد بمسك الدفاتر المحاسبية إلكترونيا ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أما فيما يخص الضرائب على اإلنفاق في سورية وامكانية وأسس تطبيق الضريبة على القيمة المضافة ‪،‬‬
‫نجد أنها عبارة عن ضرائب ورسوم متنوعة ال يجمعها أي رابط وال تهدف لتحقيق سياسة اقتصادية أو‬
‫اجتماعية محددة وانما هدفها مالي وهو توفير إيرادات مالية للدولة وال بد من إيراد المالحظات التالية ‪:‬‬

‫يشكل رسم اإلنفاق االستهالكي حجر األساس لهذه الضرائب حيث تشكل حصيلته ‪ %1141‬من‬ ‫‪-9‬‬
‫الضرائب على اإلنفاق‪ ،‬وينظر له في وزارة المالية على أنه ضريبة مبيعات لحين القيام بكافة اإلجراءات‬
‫لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪ .‬وفي هذا المجال نسلط الضوء على أهم جوانب الضعف فيه ‪:‬‬
‫ضعف اإلعالم الضريبي بشأنه و خاصة انه طبق على عدد محدود من السلع والخدمات وأغلب هذه‬ ‫‪‬‬
‫السلع كانت تخضع لضرائب ورسوم مختلفة وقديمة تم إلغاؤها‪ ،‬وألحقت هذه السلع في جدول اإلنفاق‬
‫االستهالكي مما أدى ارتفاع أسعار جميع هذه السلع مع اإلشارة إلى وجود سلع أساسية للمواطن ذو‬
‫الدخل المحدود مثل الزيت والسكر والملح والشاي‪ ،‬إضافة إلى ارتفاع أسعار السلع غير المشمولة‬
‫أيضا وهذا أدى إلى ارتفاع تكاليف المعيشة للمواطن ذي الدخل المحدود ‪.‬‬
‫إدخال رسم اإلنفاق االستهالكي دون إجراء إصالح ضريبي كإعادة النظر بمعدالت وشرائح ضريبة‬ ‫‪‬‬
‫الدخل على األرباح والرواتب واألجور ال سيما الحد األدنى المعفى‪ ،‬وعدم وجود إعفاءات اجتماعية‬
‫مما انعكس سلبا على االقتصاد الوطني وأدى إلى زيادة األسعار وانخفاض القوة الشرائية لذوي‬
‫الدخل المحدود‪.‬‬
‫لم تضع المالية (التي تنظر له على أنه ضريبة مبيعات) آلية عمل فعالة لرد الضريبة عند التصدير‬ ‫‪‬‬
‫عند تطبيق رسم اإلنفاق االستهالكي‪ ،‬حيث أن الضريبة على القيمة المضافة تخضع الصادرات‬
‫لمعدل صفري وهي بحاجة لنظام فعال لرد الضريبة‪.‬‬
‫‪ -1‬تقع الرسوم الجمركية في المرتبة الثانية من اإليرادات حيث تبلغ حصيلتها ‪ %1141‬من الضرائب على‬
‫اإلنفاق‪ ،‬وهي متراجعة بسبب االتفاقيات التجارية‪.‬‬
‫‪ -9‬إن بقية الضرائب والرسوم األخرى ليست ذات أهمية و تتميز بمردود ضعيف جدا‪.‬‬
‫‪ -1‬إن دور الضرائب على اإلنفاق في سورية في تمويل الخزينة العامة هو دور ضعيف مقارنة مع الكثير‬
‫من دول العالم مثل لبنان و مصر و تونس ‪ ،‬والتي اتجهت على االعتماد على هذا النوع من الضرائب‬
‫في أنظمتها الضريبة‪ ،‬حيث تشكل هذه الضرائب ‪ %9149‬من إجمالي الضرائب والرسوم في عام ‪1191‬‬
‫وتشكل ‪ %9649‬من اإليرادات العامة و‪ %641‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ -1‬هناك حاجة ملحة في سورية لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة وذلك ألسباب تتعلق بإمكانية‬
‫االستفادة من مزايا هذه الضريبة في تحقيق اإلصالح الضريبي وخصوصا اإلدارة الضريبية وتطويرها‬
‫وأتمتتها‪ ،‬واصالح هيكل النظام الضريبي السوري‪ ،‬إضافة إلى الحاجة للحصول على إيرادات ضريبية‬
‫تغطي ما ستخسره الدولة من خالل سياساتها في التجارة و مواكبة االقتصاد العالمي‪.‬‬
‫‪ -6‬يحتاج تطبيق ضريبة القيمة المضافة في سورية إجراء تعديالت كثيرة تتناول النظام الضريبي واإلدارة‬
‫الضريبية‪ ،‬وتطوير نظم المعلوماتية واالهتمام بالكادر البشري وتدريبه‪ ،‬وتطوير الموازنة العامة‬
‫وسياسات اإلنفاق وتطوير النظام النقدي ‪ ،‬كما ال بد من العمل على تقليص حجم االقتصاد غير‬
‫الرسمي في سورية والذي يشكل نسبة كبيرة جدا‪ ،‬ألن الضريبة على القيمة المضافة كبقية الضرائب ال‬

‫‪1‬‬
‫تطال سوى االقتصاد الرسمي‪ .‬إضافة إلى العمل على رفع مستوى دخل الفرد وتحسين القدرة الشرائية‬
‫والعمل على االصالح الجمركي ‪.‬لذلك فإن تطبيق هذه الضريبة يعتبر أداة مساعدة في تحقيق االصالح‬
‫الضريبي في سورية‪.‬‬
‫‪ -1‬إن إمكانية وأسس تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية يعتمد على التصميم الجيد لهذه‬
‫الضريبة ومن ثم التطبيق الجيد لها وضرورة االستفادة من تجارب الدول المطبقة لهذه الضريبة من‬
‫أجل اختيار حد التسجيل المناسب وطرق معالجة من هم دون حد التسجيل‪ ،‬وامكانية المفاضلة بين‬
‫اختيار المعدل الوحيد أو المعدالت المتعددة‪ ،‬والتعامل مع اإلعفاءات بما ال يؤدي إلى تشويه الضريبة‬
‫على القيمة المضافة‪ ،‬وكيفية تكليف الخدمات‪ ،‬وأمور التقدير الذاتي وبرامج التدقيق وألية الخصم‬
‫الضريبي ورد الضريبة ‪،‬طريقة التعامل مع السلع‪ .‬أي االهتمام بالتصميم الجيد لهذه الضريبة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق باآلثار االقتصادية واالجتماعية التي من المحتمل أن تحدث عند تطبيق الضريبة على القيمة‬
‫المضافة نورد مايلي‪:‬‬

‫‪ -9‬تبين كافة األبحاث و الدراسات التي تم ذكرها في البحث على وجود طرق حسابية و رياضية مختلفة‬
‫لدراسة و تحديد اآلثار االقتصادية و االجتماعية لضريبة القيمة المضافة و التي تتطلب وجود بيانات و‬
‫معلومات إحصائية مفصلة و حقيقية و جداول معينة تعد لهذه الغاية بغية تطبيق هذه الطرق و إن‬
‫أغلب هذه المعلومات و البيانات ال تتوافر لدينا في سورية ‪ ،‬و إن البيانات التي يعدها المكتب‬
‫المركزي لإلحصاء في سورية غير كافية إلجراء هذه الدراسات الدقيقة جدا مما يعيق إجراء دراسة قريبة‬
‫من الواقع السوري تقدم اآلثار المحتملة لتطبيق هذه الضريبة ‪.‬‬
‫‪ -1‬تشكل الضريبة على القيمة المضافة أهم مورد لإليرادات في البلدان المطبقة فيها‪ ،‬حتى أطلق عليها‬
‫البعض بأنها آلة لصنع المال‪ ،‬حيث ثبت فعاليتها في زيادة اإليرادات العامة منذ بداية تطبيقها وحتى‬
‫اآلن و هذا ما أشارت إليه كافة دراسات وتجارب الدول المطبقة لهذه الضريبة ‪،‬لذلك فإن ‪:‬‬
‫تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية هو البديل األنسب و المثالي لزيادة اإليرادات‬ ‫‪‬‬
‫الضريبية وتعويض النقص الحاصل فيها ‪ ،‬وتتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه الكثير من الباحثين‬
‫و منهم )‪ .)Keen, M.2007‬و ترى الباحثة ان المقارنة واستعراض ودراسة تجارب البلدان األخرى‬
‫فرصة للتعلم واالستفادة من خبرتها ‪ ،‬كما أن استعراض الطرق الحسابية والرياضية المختلفة التي‬
‫تتبعها البلدان في تقدير وقياس حجم اإليرادات المحتملة من هذه الضريبة ( خاصة أن هناك طرائق‬
‫مختلفة ) يساعدنا على البحث من خالل المقارنة بين هذه الطرائق عن النقاط المميزة التي تشكل‬
‫دليل أو طريقة تساعدنا على تقدير اإليرادات المحتملة من تطبيق هذه الضريبة في سورية بطريقة‬
‫أكثر حقيقة وواقعية‪.‬‬
‫‪ -9‬إن فرض أي ضريبة جديدة يمكن أن يؤثر في اإلنتاج من خالل تأثيرها على االستهالك وعلى عرض‬
‫وطلب السلع حسب نوعها وتصنيفها‪ ،‬وكذلك من خالل تأثيرها على عرض وطلب رؤوس األموال‬
‫اإلنتاجية وان تمتع الضريبة على القيمة المضافة بخاصية الحياد بالنسبة لقرارات اإلنتاج جعلها ال‬
‫تؤثر بالكلفة وبق اررات الوحدة االقتصادية‪ ،‬كما أن طريقة فرضها أبعدت عنها اآلثار السلبية والتشويهية‬
‫لالقتصاد‪ ،‬لذلك فإن درجة تأثير هذه الضريبة أو عدم تأثيرها يتعلق بالعرض والطلب على السلع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -1‬تؤثر الضريبة على الناتج المحلي من خالل تأثيرها على الدخل الشخصي‪ ،‬واالستهالك‪ ،‬واالدخار‪،‬‬
‫واالستثمار‪ ،‬والطلب الكلي في االقتصاد‪ ،‬والكميات المنتجة من السلع والخدمات‪ ،‬وأهم آثار الضريبة‬
‫على القيمة المضافة على الناتج المحلي اإلجمالي أنها تؤدي إلى انخفاضه في البداية و من ثم يزداد‬
‫في السنوات الالحقة‪ ،‬و إن تأثيرها على الناتج المحلي اإلجمالي في سورية يمكن أن يتحدد من خالل‬
‫تأثيرها على االستهالك و من ثم ما يتبعه من تأثيرات اقتصادية أخرى تتعلق باالدخار واالستثمار و من‬
‫شأن التجارب و آليات و طرق دراسة التأثيرات التي فصلناها في البحث أن توضح طبيعة البيانات و‬
‫المعلومات التي يجب توفيرها للقيام بدراسات صحيحة تعكس التأثير الواقعي و تغني بطرق جديدة و‬
‫حلول ذات فعالية ‪.‬‬
‫‪ -1‬يختلف تأثير الضريبة على القيمة المضافة على التجارة الخارجية (الصادرات والواردات) بحسب كونها‬
‫ستضاف إضافة إلى الضرائب الحالية الموجودة أو أنها ستحل محل ضرائب المبيعات (االستهالك) في‬
‫البلد الذي ستطبق به ويكون تأثيرها كمايلي‪:‬‬
‫‪ -9‬في حال تم إضافة ضريبة القيمة المضافة إلى الضرائب الموجودة‪ ،‬ال تؤثر على أسعار‬
‫التصدير بما أنها ال تطبق على أسعار مبيعات التصدير‪ .‬أما بالنسبة للواردات قد تزيد ضريبة‬
‫القيمة المضافة سعر الواردات ولكن ال تؤثر على التنافس الدولي ‪.‬‬
‫‪ -1‬في حال تم إحالل ضريبة القيمة المضافة محل ضرائب أخرى (ضرائب المبيعات األخرى أو‬
‫ضرائب الشركات في بعض البلدان)‪ ،‬فإنه يمكن أن يكون لها تأثير قصير المدى على أسعار‬
‫الصادرات والواردات نظ ار للفروق في أثر الضرائب أو مزايا التعديل الحدودي خاصتها‪ .‬ولكن‬
‫يفترض عموما انه في المدى األطول قد تتأقلم معدالت الصرف المرنة لتوازن أي تغيرات في‬
‫األس عار وثيقة الصلة بالنسبة للصادرات والواردات وكنتيجة لذلك هذا اإلحالل ال يؤدي إلى‬
‫زيادة الصادرات المتعلقة بالواردات‪.‬‬
‫‪ -6‬تؤثر ضريبة القيمة المضافة على أساس التخصيص على أسعار الصرف وليس على الصادرات‬
‫والواردات والسبب أن مستويات األسعار وأسعار الصرف االسمية تتأقلم لتوازن تأثير تعديالت الحدود‬
‫جيدا‪ ،‬وبذلك فإن هذه الضريبة ال تساعد وال تعوق الصادرات‪ ،‬وهي تسهل النمو الحكومي الذي يمكن‬
‫أن يؤثر مباشرة على التجارة الدولية‪ .‬و قد تم مناقشة هذا الموضوع بالتفصيل في فقرة التحليل‬
‫التجريبي لتأثير ضريبة القيمة المضافة على التجارة الدولية ‪ ،‬ص ‪. 111 – 111‬‬
‫‪ -1‬من المقرر أن سورية أنه ستدخل ضريبة القيمة المضافة محل ضريبة المبيعات لديها (رسم اإلنفاق‬
‫االستهالكي ) وعليه فإن إحالل هذه الضريبة محل تلك الضرائب لن يغير من الوضع الضريبي بالنسبة‬
‫للصادرات ( المعفية أصال بموجب المرسوم التشريعي رقم ‪ 91‬لعام ‪ ،) 1119‬و لكن في ظل الضريبة‬
‫على القيمة المضافة تخضع الصادرات لسعر الصفر فال يدفع المصدر ضريبة على المخرجات و يحصل‬
‫من مصلحة الضرائب على القيمة المضافة على ما سبق له سداده من ضريبة على المدخالت ‪ ،‬و لقد‬
‫دلت تجارب الدول أن األنظمة التي تعفي أو تخضع لسعر الصفر قطاعات هامة في االقتصاد و خاصة‬
‫الغذاء و اإلسكان و الكثير من الخدمات الشخصية ( و من الممكن أن يحصل ذلك في سورية ) مما‬
‫يعني رفع أسعار المنتجات غير االستهالكية نسبيا عن المنتجات االستهالكية و يعني ذلك انخفاض كال‬

‫‪10‬‬
‫من الصادرات والواردات و يكون األثر المحتمل إلدخال الضريبة على القيمة المضافة هو حدوث‬
‫انخفاض تدريجي في الصادرات ‪.‬و عموما فإن التجارة الخارجية في سورية ( كما في غيرها من البلدان‬
‫) لن تتأثر تأث ار كبي ار بتطبيق الضريبة على القيمة المضافة ‪.‬‬
‫‪ -1‬يختلف تأثير الضريبة على القيمة المضافة على االستثمار وفقا لنوع الضريبة التي ستحل محلها‪ ،‬حيث‬
‫أن إحالل هذه الضريبة محل ضرائب الدخل يحفز االدخار واالستثمار‪ ،‬أما إذا حلت محل الضرائب غير‬
‫المباشرة مثل ضريبة المبيعات فإن تأثيرها يكون ضئيل على مستوى االدخار واالستثمار‪ ،‬أما إذا حلت‬
‫محل ضرائب االستهالك التي تطبق على مشتريات االستثمار الرئيسي التجاري وتزيلها فمن المتوقع أن‬
‫تزيد مستوى االدخار واالستثمار‪ ،‬من ناحية أخرى تلعب معدالت ضريبة القيمة المضافة دو ار هاما في‬
‫استقطاب وتوجيه االستثمارات األجنبية‪ .‬و عليه في سورية ستحل هذه الضريبة محل ضريبة المبيعات‬
‫( رسم اإلنفاق االستهالكي ) و بعض الضرائب غير المباشرة و بالتالي فان تأثيرها على االستثمار‬
‫واالدخار قد يكون ضئيال وفقا لتجارب الدول األخرى إال إذا كان تأثيرها على االستهالك قويا ‪ ،‬وتستطيع‬
‫سورية االستفادة من التجربة الصينية التي فصلناها ضمن البحث في استقطاب و توجيه االستثمارات‬
‫عبر هذه الضريبة ‪.‬‬
‫‪ -1‬تطبيق الضريبة على القيمة المضافة يفرض نوعين من القطاعات‪ ،‬قطاعات قابلة لتطبيق هذه الضريبة‬
‫وهي تشمل كافة القطاعات في الدولة من صناعة وتجارة وخدمات غيرها‪ ،‬وقطاعات تواجه صعوبة في‬
‫تطبيقها وهي القطاع العام‪ ،‬الزراعة‪ ،‬القطاع المالي‪ ،‬اإلسكان واالقتصاد غير الرسمي‪ ،‬وهذا يعني أنها‬
‫تحتاج إلى آلية خاصة ضمن نظام الضريبة على القيمة المضافة و تؤثر فيها هذه الضريبة وفق‬
‫مايلي‪:‬‬
‫إن السياسة العامة في تطبيق الضريبة على القيمة المضافة على القطاع العام هي تناول كافة‬ ‫‪‬‬
‫أنشطته االقتصادية باستثناء الخدمات غير التجارية‪ ،‬وهناك بعض البلدان تكلفه بالكامل‪ ،‬وان معرفة‬
‫تأثير ضريبة القيمة المضافة على القطاع العام تتم من خالل المفاضلة بين إعفاؤه أو إخضاعه‬
‫للضريبة بشكل تام‪ ،‬ففي حال تم إعفاؤه تظهر اآلثار السلبية من خالل التسبب بتشويه ق اررات‬
‫اإلنتاج بسبب انعكاس اإلعفاء على أسعار المدخالت وبالتالي زيادة الكلف‪ ،‬إضافة إلى مشاكل‬
‫الهيئات العامة المتخصصة في مجالي الفعاليات التجارية وغير التجارية وكيفية حصولها على‬
‫إعفاء جزئي‪ ،‬وتعالج بعض الدول المنافسة بين القطاع العام والخاص من خالل المعدل الصفري إال‬
‫أن هذا اإلجراء ال يناسب البلدان النامية التي تلجأ إلى االعفاء بسبب الصعوبات المتعلقة‬
‫باالسترداد‪ .‬ويمكن لهذه الضريبة ان توسع القطاع العام وتزيد قوة صانع القرار المالي ‪ ،‬وهناك‬
‫تواجد كبير للقطاع العام في سورية له مشاكله العديدة وان خيار الدولة السورية باعتبارها من الدول‬
‫النامية إعفاء هذا القطاع سي كون أمر خاطئ وبذلك يتوقف تأثير هذه الضريبة عليه وفقا للقرار‬
‫الخاص بتكليفه بهذه الضريبة أو إعفاؤه ‪.‬‬
‫قطاع الزراعة يعامل معاملة خاصة في نظام الضريبة على القيمة المضافة في البلدان النامية‬ ‫‪‬‬
‫والمتطورة على حد سواء نظ ار لحساسيته وانعكاساته االجتماعية والمهنية والسياسية‪ ،‬وهناك بلدان‬
‫طورت برامج خاصة للتعامل معه‪ ،‬وتلجأ العديد من الدول إلى إعفائه‪ ،‬أو إعفائه بطريقة المعدل‬

‫‪11‬‬
‫الصفري وهي تنتشر في البلدان النامية و ينجم عنها آثار سلبية مثل زحف اإلعفاءات‪ ،‬وتسعى‬
‫بعض الدول إلى إجراء تكليف شامل له ‪ ،‬و أن التأثير المحتمل لضريبة القيمة المضافة على هذا‬
‫القطاع الواسع و الهام في سورية يتوقف على القرار إما بإعفائه أو تكليفه بالضريبة وفقا لما هو‬
‫سائد عالميا ‪ ،‬فإذا تقرر إعفاؤه ستخسر الدولة إيرادات هامة و سينجم عن ذلك مشاكل كثيرة‬
‫باعتباره قطاع كبير و هام في سورية و إذا تقرر تكليفه فهذا يستلزم نظاما خاصا يناسب الواقع‬
‫السوري ( مع االستفادة من معالجات الدول األخرى لهذا القطاع ) علما أن كافة الدراسات بينت أن‬
‫إعفاء هذا القطاع من الضرائب لم يؤدي إلى تنميته و تطوره و إنما هناك أمور أخرى تحقق ذلك ‪.‬‬
‫تدخل النشاطات المالية والمصرفية ضمن نطاق الضريبة على القيمة المضافة إال أن أنظمة الضريبة‬ ‫‪‬‬
‫على القيمة المضافة تعفي الخدمات المالية والمصرفية وذلك بسبب الصعوبة التقنية المتمثلة بعدم‬
‫القدرة على معرفة القيمة المضافة لدى هذه المؤسسات‪ ،‬وقد تبين أنه يمكن التحايل على هذه‬
‫الصعوبة باستخدام طرق متعددة بيناها في متن البحث ‪ ،‬و يجب في سورية تطبيق هذه الضريبة‬
‫على هذا القطاع باعتبار أن عدم تكليفه يعني خسارة في اإليرادات و البعد عن العدالة و حدوث‬
‫تشوهات اقتصادية ‪ ،‬و أما تكليفه فيجب أن يتم وفق األسس المتبعة عالميا مما يعني وجود إدارة‬
‫ضريبية على مستوى عال من الكفاءة و أنظمة تدقيق فعالة ‪.‬‬
‫أثر تطبيق الضريبة على القيمة المضافة على خدمات اإلسكان يظهر تنازلية هذه الضريبة ويؤدي‬ ‫‪‬‬
‫إلى زيادة تكاليف اإلسكان بالنسبة للفقراء وخصوصا في البلدان النامية‪ .‬كما أن فرض هذه الضريبة‬
‫على اإلسكان الجديد يؤدي الى تحقيق أرباح مفاجئة وغير عادلة تعود على مالكي المنازل القديمة‪.‬‬
‫لذلك تلجأ أنظمة الضريبة على القيمة المضافة إلى إعفاء األبنية السكنية وما يتعلق بذلك ولقد تم‬
‫إيجاد طريقة جديدة لفرض هذه الضريبة على اإلسكان وهي طريقة الدفع المسبق‪ ،‬و في سورية‬
‫هناك مشكلة كبيرة في ما يتعلق بأسعار المساكن لذلك فإن أثر هذه الضريبة على هذا القطاع يمكن‬
‫تالفيه باتباع نظام خاص مالئم ‪.‬‬
‫هناك تفاعل بين تطبيق الضريبة على القيمة المضافة واالقتصاد غير الرسمي‪ ،‬حيث يؤدي تطبيقها‬ ‫‪‬‬
‫إلى اتساع قاعدته ‪.‬و لقد ظهرت مشاكل كبيرة عند تطبيقها في البلدان النامية فيما يخص االقتصاد‬
‫غير الرسمي (اقتصاد الظل ) حيث أنها تعيق التنمية بتشجيعها هكذا نشاطات للبقاء ضمن القطاع‬
‫غير الرسمي‪ ،‬وبالتالي سيكون لها تأثير تشويهي‪ ،‬من ناحية أخرى يرى البعض أن تطبيق الضريبة‬
‫يؤدي إلى إصالحات تخفض التهرب الضريبي و يمكن أن ال تؤدي إلى اتساع االقتصاد غير الرسمي‬
‫‪ ،‬في سورية اقتصاد الظل يشكل نسبة كبيرة و عالية جدا ‪ ،‬و بسبب انخفاض الوعي الضريبي لدى‬
‫المواطن السوري قد يؤدي إدخال هذه الضريبة إلى اتساع قاعدته ‪ ،‬و لكن ترى الباحثة أنه إذا تم‬
‫إجراء إصالحات حقيقية للنظام الضريبي و اإلدارة الضريبية فمن شأن ذلك الحد من التهرب‬
‫الضريبي ‪ ،‬و من الممكن في ظل اإلصالحات و الدراسات المتأنية أال يؤدي إلى اتساع اقتصاد الظل‬
‫في سورية ‪.‬‬
‫إن استخدام الضريبة على القيمة المضافة على العموم ال يملك آثا ار تضخمية (باستثناء‬ ‫‪-91‬‬
‫حاالت خاصة) ولكن في حال سبب استخدامها حاالت تضخم يمكن تبريرها تبعا لسياسات ضبط‬

‫‪12‬‬
‫األسعار‪ ،‬حيث أن زيادة معدالت الضريبة بنسبة ‪ %9‬تؤدي إلى ارتفاع إجمالي في مستوى األسعار‬
‫بنسبة زيادة أقل من ‪ ،%9‬إضافة إلى وجود دراسات تفيد ان استخدام هذه الضريبة وخصوصا في‬
‫البلدان النامية يؤدي إلى التخفيف من حدة التضخم حتى وان تسببت في رفع األسعار بشكل طفيف‪.‬‬
‫إن تأثير الضريبة على القيمة المضافة على األسعار يكون من خالل زيادة األسعار لمرة‬ ‫‪-99‬‬
‫واحدة فقط عند بدء التطبيق (األسعار االستهالكية)‪ ،‬كما أن تطبيقها يخفض أسعار االستثمارات‬
‫ومخزون المؤسسات من السلع وذلك نتيجة مبدأ الحسم‪ ،‬كما يؤدي إلى تخفيض طفيف لألسعار عند‬
‫التصدير‪.‬‬
‫إن تأثير هذه الضريبة على األسعار في سورية سوف يبدو من خالل ارتفاع هذه األسعار‪ ،‬و‬ ‫‪-91‬‬
‫لكن إن إجراء الرقابة الصارمة على األسعار و وجود التصميم الجيد لهذه الضريبة ‪ ،‬قد يساعدان على‬
‫تجنب حصول آثار سلبية على األسعار و من الممكن أن تكون النتيجة مقاربة لما حصل في الدول‬
‫األخرى و هي زيادة األسعار لمرة واحدة عند التطبيق ‪ ،‬إال أن العقبة الوحيدة أمام ذلك تتجلى بارتفاع‬
‫معدالت التضخم في سورية األمر الذي يؤدي إلى آثار سلبية و كبيرة على األسعار في سورية فيما إذا‬
‫تم تطبيق هذه الضريبة في ظل معدالت التضخم هذه ‪.‬‬
‫وفقا للنظام الض ريبي واالقتصادي القائم حاليا فإن سوريا تعاني الكثير من المشاكل‬ ‫‪-99‬‬
‫االجتماعية المرتبطة بهذا الواقع مثل التضخم و ارتفاع األسعار و انخفاض مستوى الدخل الفردي‬
‫واألجور والقوة الشرائية و سوء توزيع الدخل القومي و ضعف العدالة الضريبية ‪ ،‬و هذا يعني أن‬
‫تطبيق الضريبة على القيمة المضافة من شأنه إذا تم إحداث إصالحات حقيقة و إعداد بنية تنظيمية‬
‫على مستوى عالي و إدارة ضريبية عالية الكفاءة و النزاهة و نظام محاسبي متطور و نظام رقابي و‬
‫استعالمي فعال إضافة إلى إعداد تشريع و تصميم لهذه الضريبة تراعى فيه عوامل عديدة لها عالقة‬
‫بالعدالة واإلنصاف كالوعاء الضريبي و النسب الضريبية ‪ ،‬مع عدم إغفال أهمية تصميمها بما يحقق‬
‫إيرادات وفيرة لسورية فقد تستطيع هذه الضريبة حل كافة هذه المشاكل و التخفيف من حدة اآلثار‬
‫االجتماعية المذكورة بدال من تعقيدها و زيادتها في حال فشل تطبيق هذه الضريبة ‪.‬‬
‫قد يؤدي تطبيق ضريبة القيمة المضافة في سورية إلى انخفاض اإلنفاق االستهالكي نتيجة‬ ‫‪-91‬‬
‫ارتفاع األسعار حتى و لو كان ارتفاع األسعار مرة واحدة فقط عند التطبيق و يتطلب هذا وقتا حتى‬
‫يعود اإلنفاق االستهالكي إلى سابق عهده ‪.‬‬
‫قد يؤدي تطبيق ضريبة القيمة المضافة في سورية إلى زيادة اإلنفاق الحكومي و تحقيق‬ ‫‪-91‬‬
‫العدالة ‪ ،‬في حال تم إجراء اإلصالحات المطلوبة و تم تطبيقها و تصميمها بالشكل األنسب مما يعني‬
‫ارتفاع اإليرادات الذي سيؤدي إلى زيادة اإلنفاق الحكومي ‪،‬كما أن إعادة التوزيع العادل بإيجاد آلية‬
‫فعالة له تؤدي إلى تحقيق شيء من العدالة ‪.‬‬
‫‪ -96‬ي عترض تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في أي دولة من الدول عقبات ومعوقات تظهر هذه‬
‫العقبات قبل وأثناء اإلعداد لهذه الضريبة وأيضا أثناء التطبيق‪ ،‬وفي سورية العديد من المعوقات التي‬
‫تقف في وجه تطبيقها هي عبارة عن معوقات اقتصادية مثل انخفاض مستوى دخل الفرد وعدم وجود‬
‫نظام الفوترة وضعف اإلدارة الجمركية وصعوبات تتعلق ببنية االقتصاد السوري وغيرها الكثير إضافة إلى‬

‫‪13‬‬
‫معوقات إدارية ومالية تتجلى بتخلف اإلدارة الضريبية الحالية وانخفاض مستوى التقانة وعدم توفر‬
‫األرقام الحقيقية وانتشار الفساد والبيروقراطية‪ .‬ومن ثم تظهر المعوقات االجتماعية التي تظهر من‬
‫خالل انخفاض مستوى الوعي الضريبي لدى المكلفين وسوء العالقة بين المكلف و اإلدارة الضريبية‬
‫والغياب التام لمفهوم االلتزام بكافة أشكاله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االقتراحات ‪:‬‬


‫‪ -9‬إن تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية و التقديم الناجح لهذه الضريبة يتطلب فترة من‬
‫التخطيط تسبق التنفيذ و قد تستغرق هذه الفترة سنتين على األقل في أي دولة من الدول يراد تطبيق‬
‫هذه الضريبة فيها و في سورية هناك جوانب عديدة يجب النظر فيها قبل تطبيق هذه الضريبة و هي ‪:‬‬

‫‪ ‬القيام بإصالح ضريبي حقيقي وفعال للوصول إلى نظام ضريبي يتصف بالكفاءة والعدالة والعصرنة‪،‬‬
‫وذلك من خالل التغيير الجذري لتشريع وهيكلية النظام الضريبي السوري من خالل تطبيق الضريبة‬
‫العامة على اإليراد (الدخل) وضريبة عامة على اإلنفاق (الضريبة على القيمة المضافة) وضريبة‬
‫عامة على الثروة‪ ،‬مع وجود بعض الضرائب النوعية لمعالجة الحاالت الخاصة‪ .‬واعادة دراسة‬
‫اإلعفاءات الضريبية إللغاء ما يجب إلغاؤه و تحديد اإلعفاءات بمدد زمنية محددة بهدف تخفيض‬
‫الحجم الحالي الضخم لإلعفاءات (‪ %61-11‬من الناتج المحلي اإلجمالي) والعمل على وضع‬
‫اإلعفاءات وفقا لغايات اجتماعية‪ .‬إن القيام بهذا االصالح الضريبي من شأنه أن يزيل أهم عوائق‬
‫تطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية‪ .‬كل هذه النقاط وغيرها أيضا تحتم علينا وجود‬
‫إرادة سياسية واقتصادية قوية تدعم وتفرض إعداد دراسات مفصلة لواقع الضرائب والنظام الضريبي‬
‫من خالل إقامة مؤسسة في وزارة المالية مهمتها إعداد هذه الدراسات مع دراسة الطاقة الضريبية‬
‫والعبء الضريبي الحقيقي دون إهمال أي تفصيل بما يطور ويفعل نظامنا الضريبي ويجعله عصريا‬
‫قاد ار على مواكبة كافة التغيرات العالمية ودعم اقتصاد البلد‪ ،‬ووضع خطة اإلصالح الضريبي‬
‫واإلشراف على حسن تنفيذها وتكليف مختصون لمراقبة وتتبع كافة المتغيرات في االقتصاد السوري‬
‫وخاصة التضخم النقدي يوما بيوم والحرص على أن يكون النظام الضريبي مرنا لحل المشكالت‬
‫الناجمة عن هذه التغيرات وأن تكون اإلعفاءات واالستقطاعات تتناسب مع معدالت التضخم لتجنب‬
‫اآلثار السلبية للتضخم النقدي على العدالة االجتماعية‪ .‬فمثالا في النظام الضريبي األمريكي يتم‬
‫وضع إعفاءات شخصية من الدخل اإلجمالي من أجل تحقيق العدالة االجتماعية ويتم التحكم بها‬
‫تبعا لمعدالت التضخم النقدي فتتغير بما يتناسب معها ويتم وضع أسعار الضريبة واإلعفاءات حسب‬
‫الوضع االجتماعي ‪ /‬أعزب – متزوج – متزوج وله أطفال – عدد األطفال ‪ ...........‬إلخ ) وتزيد‬
‫اإلعفاءات كلما زاد عدد أفراد األسرة‪ .312‬وبالتالي يكون هدف النظام الضريبي ليس فقط تحقيق‬
‫الهدف المالي وانما ممارسة دور رئيسي وفاعل في تحقيق هدف النمو االقتصادي والعدالة في‬
‫توزيع الدخل بين أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫‪ -‬عباس‪ ،‬فؤاد‪ ،‬حيرة الضرائب بين االقتصاد والسياسة‪ ...‬بين الكفاءة والعدالة‪ ...‬بين قوى الضغط والرأي العام والمصالح االنتخابية‪،‬‬
‫عن اإلنترنت‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ‬ضرورة إصالح اإلدارة الضريبية في سورية " فما الفائدة من وجود أفضل تشريع ضريبي إذا أنيط‬
‫‪313‬‬
‫تطبيقه بإدارة ضريبية ضعيفة تفتقر للكفاءة و ال تتوفر لديها معايير النزاهة "‬

‫و ذلك من خالل اإلجراءات التالية ‪:‬‬


‫إعادة النظر كليا بتنظيم اإلدارة الضريبية وأساليب عملها وتقنياتها باتجاه التحديث والعصرنة التي تم‬ ‫‪‬‬
‫الحصول عليها من خالل تطبيق الضريبة على القيمة المضافة واالستفادة من تجارب الدول في هذا‬
‫المجال و تبدأ من ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إعادة هيكلية اإلدارة الضريبية على المستوى التنظيمي ‪ ،‬من حيث األقسام ومسمياتها واألقسام‬
‫الجديدة وغيرها ‪ ،‬واللجوء إلى التقسيم الوظيفي وانشاء فرق عمل وفقا لهذا التقسيم لمتابعة‬
‫أدق التفاصيل ‪.‬‬
‫ب‪ -‬توفير الموارد البشرية المؤهلة والمدربة بحيث يتم االستفادة من تجارب الدول األخرى و خبرتهم‬
‫مثل لبنان و مصر و ذلك عن طريق إنشاء نظام للتدريب متطور و إتباع أساليب علمية‬
‫متطورة بحيث يتم تأهيل و تدريب العمالة الموجودة سابقا و إبقاء األفضل ‪ ،‬إضافة إلى محاولة‬
‫استقطاب اختصاصيين مدربين في كافة المهام و األقسام ‪.‬‬
‫ت‪ -‬إنشاء معهد مالي أو معهد خاص بالضرائب مهمته إجراء األبحاث و التدريب نظريا و عمليا‬
‫وفقا لألرقام ووفق خطة للتدريب ممنهجة و معدة وفق أصول علمية ‪ ،‬مع وجود قسم خاص‬
‫لمتابعة الواقع الضريبي و االقتصادي بشكل يومي بحيث يتم اتخاذ القرارات في الوقت المناسب‬
‫و يتم تفعيل دور الضريبة و إدارتها في الحياة االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬
‫ث‪ -‬إنشاء نظام معلوماتي متطور يتم من خالله إتباع كافة األساليب التي تساعد في خدمة‬
‫المكلفين والربط بين اإلدارات والمؤسسات واستخدام أفضل الوسائل التكنولوجية في تطوير األداء‬
‫و اإلدارة الضريبية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬إنشاء إدارة عامة للتطوير والتغيير مهمتها متابعة أداء اإلدارة الضريبية و تطويره وفق نماذج‬
‫تدرس و تصمم لتناسب كل مرحلة ‪.‬‬
‫ح‪ -‬تفعيل عمل االستعالم الضريبي على مستوى القطر و حتى في أصغر المدن مع ضرورة اختيار‬
‫أفضل العاملين المتمتعين بالنزاهة و الكفاءة ‪ ،‬و التأكيد على ضرورة أن يقوم بإنجاز عمله‬
‫بشكل حقيقي و مميكن مع تقديم معلومات مفصلة وواضحة تساعد في الوصول إلى أماكن‬
‫التهرب الضريبي ‪ ،‬مع ضرورة إنشاء شرطة ضريبية على غرار ما هو قائم في العديد من‬
‫البلدان العربية و األجنبية ‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫‪ -‬أ د الياس نجمة ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫خ‪ -‬إطالق نظام الفوترة من خالل إصالح المنبع و الدراسات السعرية ‪ ،‬حيث أن تطبيق هذه‬
‫الضريبة‪ ،‬والتي تفرض على اإلنفاق وعلى مراحل متسلسلة تحتاج إلى أساسيات مهمة جدا‬
‫أولها تعميم نظام الفوترة بين كافة الحلقات االقتصادية‪ .‬وتعميم نظام الحوسبة واألتمتة ألعمال‬
‫هذه الفعاليات‪ ،‬ويتطلب هذا األمر متابعة فعالة من قبل وزارة االقتصاد لمتابعة تعميم نظام‬
‫الفوترة والزام كافة الفعاليات على االلتزام به تنفيذا للقوانين الناظمة لهذا الموضوع‪ ،‬وتمهيدا‬
‫أساسي ا ومهما لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬ويمكن القول انه إذا لم يعمم نظام الفوترة‬
‫بشكل جيد فلن يكون هناك أي إمكانية لتطبيق هذه الضريبة ألن الفاتورة الضريبية تشكل الركن‬
‫األساسي لنظام الضريبة على القيمة المضافة ‪.‬‬
‫د‪ -‬العمل بشكل جدي وفق برنامج مدروس على نشر الوعي الضريبي و إصالح العالقة بين‬
‫المكلف و اإلدارة الضريبية و االستفادة من التجربة المصرية في هذا الخصوص‪.‬‬
‫ذ‪ -‬تبسيط اإلجراءات الضريبية و إيجاد آليات متبعة عالميا للتقييم والرقابة و التحفيز و العقوبات‪.‬‬
‫ر‪ -‬إن كل ما تتطلبه إدارة الضريبة على القيمة المضافة من تقنيات وضروريات في حال تم تطبيقه‬
‫ودمجه مع إدارة ضريبية موحدة يؤدي خطوة بخطوة إلنجاز إدارة ضريبية ذات كفاءة عالية و‬
‫هذا ما تحتاجه سورية ‪.‬‬
‫تطوير نظم المعلوماتية حيث تحتاج اإلدارة الضريبية السورية إلى االهتمام بالميكنة وعمليات‬ ‫‪‬‬
‫األتمتة وعدم تطبيق الضريبة على القيمة المضافة قبل استكمال كافة التجهيزات المادية والمعنوية‬
‫(أتمتة‪ ،‬تدريب الكوادر البشرية‪.............‬الخ) الن طبيعة الضريبة على القيمة المضافة تتطلب‬
‫وجود آليات عمل محددة‪ ،‬برمجيات‪ ،‬شبكات ربط مع الجهات المعنية لسرعة الحصول على‬
‫المعلومات المطلوبة في الوقت المناسب‪ .‬واالستفادة من العمل المصرفي االلكتروني وبالرغم من‬
‫األشواط المقبولة التي قطعها الجهاز المصرفي السوري في مجال أتمتة عمله‪ ،‬إالّ أنه ال يزال هناك‬
‫أشواط أخرى طويلة يجب العمل على إنجازها لتقديم خدمات مصرفية ترقى إلى مستوى ما تقدمه‬
‫مصارف البلدان المجاورة‪ ،‬على األقل تلك التي أسست فروع ا باشرت أعمالها في سوريا ففي‬
‫اإلدارات الضريبية الحديثة يتم اللجوء إلى المصارف ليقوم المكلفين عبرها بسداد مختلف التزاماتهم‬
‫الضريبية‪ ،‬لما في ذلك من سهولة ويسر على المكلف واإلدارة الضريبية في نفس الوقت‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الحد من التواصل المباشر بينهما‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬في لبنان‪ :‬يسدد المكلف جميع الضرائب‬
‫المستحقة عليه (بما في ذلك الغرامات) عن طريق الفرع المصرفي الذي يتعامل معه ويحصل على‬
‫ثم تقوم الفروع المصرفية بتحويل األموال المتحصلة لديها إلى‬
‫إشعار بالدفع من قبل الفرع المصرفي‪ّ .‬‬
‫ثم إلى الخزينة وعندها يتم الكترونيا تعديل‬
‫حساب وزارة المالية في مصرف لبنان المركزي ومن ّ‬
‫الحساب الضريبي لكل مكلف‪ .‬لذلك البد من العمل على اعتماد آلية التعاون بين اإلدارة الضريبية‬
‫والقطاع المصرفي في مجال تسديد كافة أنواع الضرائب وخاصة في قسم كبار المكلفين والحقا‬
‫الضريبة على القيمة المضافة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تطوير الموازنة العامة وسياسات اإلنفاق فاالتجاهات الحديثة للضرائب تتجه نحو فرض ضرائب على‬ ‫‪‬‬
‫االستهالك واإلنفاق وبشكل خاص نحو الضريبة على القيمة المضافة وذلك انطالقا" من الدور الهام‬
‫والمتزايد الذي تلعبه هذه الضرائب في تغذية موازنات الدول بالموارد الالزمة لتغطية نفقاتها حيث‬
‫أ ثبتت دراسات صندوق النقد الدولي أن هناك أدلة على أن وجود ضريبة القيمة المضافة يرتبط‬
‫بارتفاع نسبة إيرادات الحكومة العامة إلى إجمالي الناتج المحلي‪ .‬لذا نجد أنه من الضروري وفي‬
‫معرض دراسة آلية تطبيق الضريبة على القيمة المضافة أن نأخذ بعين االعتبار كيف سنتمكن من‬
‫االستفادة من إيرادات هذه الضريبة بالشكل األمثل في تمويل النفقات العامة لتنعكس في المجاالت‬
‫االجتماعية واالقتصادية وذلك على اعتبار أن ضريبة القيمة المضافة بمفهومها العام ضريبة ال تأخذ‬
‫بعين االعتبار المقدرة التكليفية للمكلف ويدفعها األفراد بغض النظر سواء كانوا من ذوي الدخل‬
‫المحدود أم من أصحاب الدخول والثروات الكبيرة وبالتالي فان جهود تحقيق العدالة يجب أن توجه‬
‫نحو وضع برامج إنفاق متطورة وذلك بهدف الوصول إلى الغايات االجتماعية واالقتصادية لهذا النوع‬
‫من الضرائب وبالتالي فان هذا يتطلب العمل على اتجاهين‪:‬‬
‫اإلتجاه األول ‪ :‬توفير بيانات إحصائية وتقارير دقيقة ومفصلة عن اإلنفاق الحقيقي بكل قطاع من‬
‫القطاعات والتي ستساعد صانعي القرار على اتخاذ القرارات المناسبة باللحظة المناسبة وتصحيح‬
‫االنحرافات بالوقت المناسب وبالتالي ربط اإلنفاق بالنتائج بحيث تكون الموازنة المعدة من قبل الجهة‬
‫هي أداة رقابة فعالة وليست وسيلة لرصد االعتمادات بمعزل عن الموارد وذلك على اعتبار أن الواقع‬
‫الحالي لتصنيف وتبويب النفقات العامة للدولة وايراداتها يفرز العديد من التداخالت وبالتالي فهو ال‬
‫يوفر أرقام واضحة فلو أردنا مثال" معرفة اإلنفاق بقطاع التعليم لوجدنا أن هناك مدارس صحية‬
‫ومدارس صناعية ومدارس تربوية إال أنها ال تصنف مع بعضها البعض في قطاع التعليم وهي‬
‫موزعة بأكثر من جهة وذلك الن التبويب المتبع في سورية هو التبويب النوعي ويجوز عند‬
‫االقتضاء إتباع التبويب الوظيفي واإلداري واإلقليمي واالقتصادي وأي تبويب آخر بقرار من وزير‬
‫المالية‪ .‬أما اإليرادات فيتبع التبويب النوعي ويجوز تبويبها تبويب أخر بقرار من وزير المالية وذلك‬
‫كما هو وارد في المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪ .1116‬إذا نحن بحاجة إلى إعادة تبويب للنفقات‬
‫واإليرادات بالشكل الذي ينسجم مع المعايير الدولية بالشكل الذي يوفر لنا صورة دقيقة وواضحة‬
‫تمكن من اتخاذ الق اررات الصحيحة وتوجيه اإلنفاق نحو القطاعات وفقا"للحاجة الفعلية لهذا القطاع‬
‫أو الجهة‪ .‬ويجري حالي ا في وزارة المالية "التدريب على إعداد الموازنة على أساس النتائج‪( 314‬أي‬
‫ربط اإلنفاق بالنتائج)‪.‬‬

‫اإلتجاه الثاني ‪ :‬يجري العمل عليه حاليا هو إعداد البيئة المحاسبية الصحيحة والسليمة عن طريق‬
‫وضع نظام محاسبي يستند إلى المعايير الدولية والذي سيمكننا فيما لو تم اعتماده من توفير تقارير مالية‬

‫‪314‬‬
‫‪ -‬الموازنة على أساس النتائج‪:‬هي أداة تخطيط ورقابة لألعمال المراد القيام بها وهي أيضا أداة لمراجعة الفعاليات الموجودة فيها‬
‫بمعنى آخر هي التحليل الهيكلي والمنطقي لألعمال‪.‬تهدف إلى إلقاء الضوء على ماتريد الجهة تحقيقه وكيفية تحقيقه ومراقبة األعمال‬
‫وتقييم نجاحها واطالع المعنيين والمهتمين واألجهزة الحكومية على سير العمل وزيادة الحافز الستخدام الموارد بشكل كفء وفعال‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫صحيحة ودقيقة عن مختلف المؤسسات والهيئات والقطاعات وبالتالي توفير البيانات واإلحصاءات الدقيقة التي‬
‫ستمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة‪ ،‬و االعتماد على القوائم مثل قائمة الدخل و قائمة القيمة المضافة ‪.‬‬

‫ضرورة تحسين الدخل الفردي للمواطن السوري وذلك لزيادة قدرته الشرائية حتى ال تنقلب هذه‬ ‫‪‬‬
‫الضريبة عبئا على المكلفين وتؤدي إلى مفعول عكسي بإحجام األف ارد عن اإلنفاق وما يتبعه من‬
‫انكماش اقتصادي غير مرغوب به‪.‬‬
‫يجب قبل البدء بتطبيق ضريبة القيمة المضافة إجراء إصالحات جمركية وتعديل قانون الجمارك‬ ‫‪‬‬
‫والتأكيد على تزامن تطبيق الضريبة مع التخفيض التدريجي للرسوم الجمركية‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك ضرورة لتطبيق الضريبة على القيمة المضافة في سورية وذلك بغرض زيادة اإليرادات الضريبية‬
‫واجراء االصالح االقتصادي ومواكبة االقتصاد العالمي واالستفادة من مزاياها الكثيرة لتحقيق عائد‬
‫كبيير‪ ،‬و بناء على ذلك توصي الباحثة باتخاذ العديد من اإلجراءات التي ستؤدي إلى زيادة اإليرادات‬
‫الضريبية في سورية من خالل تطبيق الضريبة على القيمة المضافة وهي ‪:‬‬
‫تحديد الضرائب التي سوف تستبدلها بهذه الضريبة ‪ ،‬مع إجراء دراسة مقارنة بين إيرادات هذه‬ ‫‪‬‬
‫الضرائب وبين اإليرادات المتوقع الحصول عليها من الضريبة على القيمة المضافة قبل تطبيق هذه‬
‫الضريبة ‪.‬‬
‫إن قدرة سورية في الوصول إلى إيرادات ضريبية عالية من خالل الضريبة على القيمة المضافة‬ ‫‪‬‬
‫يستوجب منها التصميم والتنفيذ الجيدان لهذه الضريبة ‪ ،‬واالستفادة من الطرق المتبعة في الدول‬
‫األخرى لتخطيط وتصميم هذه الضريبة بما يساعد على تحقيق الهدف المنشود منها وهذا يتطلب من‬
‫سورية توجيه المكتب المركزي لإلحصاء والمنظمات البحثية ذات الصلة إلى إعداد و توفير بيانات‬
‫تتعلق بمايلي ‪:‬‬
‫إعداد دراسة كاملة عن كافة السلع والخدمات الموجودة في سورية في كافة القطاعات القابلة وغير‬ ‫‪‬‬
‫القابلة لتطبيق هذه الضريبة و من ثم إعداد جداول المدخالت والمخرجات لكل قطاع وبشكل إجمالي‬
‫أيضا ‪.‬‬
‫الحصول على بيانات خاصة باإلنفاق وتقسيمها الى ثالث فئات رئيسية خاصة وتجارية وحكومية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كتوفير بيانات اإلنفاق الخاص وفصله الى ريفي وحضري بالنسبة لكل نوع من اإلنفاق السلعي ووفقا‬
‫لشرائح السكان‪ ،‬و توفير كافة البيانات المتعلقة بالنفقات التجارية واالستثمارات و المدخالت نصف‬
‫الجاهزة وكافة المعلومات الخاصة بالسلع الرأسمالية واألصول الثابتة واإليجارات واألبنية والفصل بين‬
‫األبنية السكنية و غير السكنية وتوفير بيانات كاملة فيما يخص سلع و خدمات كافة القطاعات ‪.‬‬
‫توفير البيانات الخاصة بالنفقات الحكومية وتقسيمها إلى نفقات منتظمة ونفقات تنموية ومن ثم‬ ‫‪‬‬
‫تقسيمها الى نفقات رئيسية وحالية تبعا للمواد السلعية والمهام االقتصادية ‪ ،‬إن هذه البيانات‬
‫والمعلومات إذا تم إعدادها بالشكل الصحيح فإننا نصل إلى بيانات كاملة تخص النفقات األساسية‬
‫والمفصلة في سورية و بذلك نتمكن من تطبيق كافة الطرق الرياضية ذات الصلة التي تساعدنا‬
‫على التنبؤ بحجم اإليراد المحتمل من تطبيق ضريبة القيمة المضافة ومدى فعاليتها نسبة إلى‬
‫الضرائب التي استبدلت بها ‪ .‬كما يمكن من خالل توفر هذه المعلومات العمل على تحديد األساس‬

‫‪11‬‬
‫الضريبي الذي يجب اعتماده و كيفية فرض النسب الضريبية وهل من األجدى فرض معدل وحيد أو‬
‫عدة معدالت وصوال إلى تصميم نستطيع من خالله توفير إيرادات ضريبية ذات مستوى عالي ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد كافة المشاكل االقتصادية و ما يرتبط بها من مشاكل اجتماعية في الدولة ‪ ،‬و العمل على دراسة‬
‫هذه المشاكل من عدة محاور ( األسباب ‪ ،‬الحيثيات ‪ ،‬الحل أو الحلول البديلة ) و ذلك بما يناسب‬
‫واقعنا االقتصادي واالجتماعي ‪ .‬واعداد الدراسات وخطط العمل إلجراء اإلصالحات االقتصادية و المالية‬
‫و الضريبية ‪.‬‬
‫‪ -4‬توجيه المكتب المركزي لإلحصاء لتأمين بيانات تتصف بالدقة و تعكس الواقع السوري و ذلك من أجل‬
‫إجراء الدراسات المتعلقة باآلثار المحتملة لتطبيق هذه الضريبة على الواقع االقتصادي و ما تخلفة من‬
‫آثار خطيرة على الواقع االجتماعي ‪ ،‬و ذلك باستخدام األساليب و الطرق الرياضية العالمية المتبعة في‬
‫قياس هذا األثر بدقة و موضوعية من خالل اإلطالع على الطرق المتبعة في تجارب الدول األخرى و‬
‫التي توصلت إلى النتائج التي رأيناها في البحث ‪.‬‬
‫‪ -1‬ضرورة إعداد دراسات خاصة باالقتصاد غير الرسمي والعمل على حل هذه المشكلة ولو جزئيا‪ ،‬حيث‬
‫أن هذا القطاع يشكل تقريبا ‪ %11‬من االقتصاد السوري‪ ،‬و ذلك حتى ال تضيع الكثير من الموارد على‬
‫خزينة الدولة‪ ،‬ومن المعروف ان الضريبة على القيمة المضافة تطال فقط االقتصاد الرسمي‪.‬‬
‫‪ -6‬ضرورة إجراء اإلصالحات الجمركية والتأكد من بدء تخفيض الرسوم الجمركية بشكل متزامن مع تطبيق‬
‫الضريبة على القيمة المضافة منعا لحدوث ازدواجية في فرض الضرائب تزيد العبء الضريبي على‬
‫المواطن وتفرغ الضريبة على القيمة المضافة من مزاياها‪.‬‬
‫‪ -1‬ضرورة االهتمام بالتصميم الجيد لضريبة القيمة المضافة بما يالئم الواقع االقتصادي واالجتماعي في‬
‫سورية واالستفادة من تجارب الدول األخرى التي طبقت هذه الضريبة سواء كانت متقدمة أو نامية‬
‫وخصوصا التجربة المصرية‪ ،‬وذلك من خالل مايلي‪:‬‬
‫إعداد مشروع قانون الضريبة على القيمة المضافة ليكون بديال عن كافة الضرائب غير‬ ‫‪-91‬‬
‫المباشرة المتعلقة باالستهالك‪ .‬والعمل على إخضاع الصادرات للمعدل الصفري وضرورة وضع سياسة‬
‫إعفاءات لهذه الضريبة تحقق العدالة االجتماعية من خالل إعفاء المواد الغذائية األساسية والخدمات‬
‫الصحية والنقل المشترك وغيرها ومراعاة عدم التوسع بها لعدم تآكل وعاء الضريبة‪ ،‬كما هو في بلدان‬
‫العالم األخرى مع ضرورة العمل بشكل دائم على إعادة دراسة هذه اإلعفاءات وتخفيضها بغرض إصالح‬
‫هذه الضريبة‪.‬‬
‫إعداد دراسة خاصة ومفصلة لكيفية تعامل ضريبة القيمة المضافة مع القطاع الزراعي في‬ ‫‪-91‬‬
‫سورية باعتباره يشكل قطاع رئيسي في سورية‪.‬‬
‫‪ -91‬اعتماد التدرج في تطبيق الضريبة على القيمة المضافة مع عدم التفرقة في التكليف عند إدخال‬
‫الضريبة بين المنتج والموزع‪ ،‬واستخدام حد تسجيل مرتفع نسبيا واعتماد معدل وحيد في البداية لتالفي‬
‫تعقيدات المعدالت المتعددة‪ ،‬واالستفادة من تجارب البلدان العربية وخصوصا التجربة المصرية والتي‬
‫اتبعت التدرج في تطبيق هذه الضريبة‪ ،‬وذلك لتالفي مشكالت تطبيق هذه الضريبة ومعالجتها وتحديد‬
‫البدائل المناسبة واستخدام التدخل الحكومي لمنع أي زيادة محتملة في األسعار نتيجة فرض الضريبة ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -11‬القيام بحملة عبر وسائل اإلعالم واعداد ورش عمل ودورات ونشر كتيبات توضح لعموم المواطنين‬
‫ماهية الضريبة على القيمة المضافة ومزاياها وأهمية تعاون المكلف مع الدوائر المالية وضرورة فهمه‬
‫للقوانين‪ ،‬ونشر ثقافة االلتزام الضريبي بدال من التهرب‪ ،‬وتعريف المواطن بنظام التقدير الذاتي وااللتزام‬
‫الطوعي الذي تقوم عليه ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬وتدريبه عليه فترة من الزمن ‪ .‬ونشر الثقة بين‬
‫المكلف والدائرة المالية‪.‬‬
‫‪ -19‬إعداد دراسات خاصة بمعدالت الضريبة على القيمة المضافة بعد تطويرها‪ ،‬الستخدامها كأداة‬
‫لتشجيع وجذب االستثمار واالستفادة من التجربة الصينية في هذا المجال ‪.‬‬
‫‪ -1‬إجراء دراسات خاصة تتعلق بتنازلية و تصاعدية هذه الضريبة و ما يعكسه على الطبقات الفقيرة في‬
‫المجتمع ووضع عدد من النظم التعويضية التي تتناسب مع واقع سورية ‪.‬‬
‫‪ -1‬إجراء اختبارات تخص المجتمع وتهيئه وفقا لخصوصية الشارع السوري بقبول الضرائب بشكل عام و‬
‫بقبوله بضريبة القيمة المضافة من خالل تعريفه بهذه الضريبة و خصائصها و ميزاتها و منافعها ‪.‬‬
‫‪ -01‬حل مشكلة األجور واألسعار في سورية واعداد كافة الدراسات التي تعكس تأثير هذه الضريبة على‬
‫الواقع االقتصادي واالجتماعي ودراسة تأثيرها على األسعار باعتماد الطرق العلمية والرياضية‬
‫واالستفادة من الطرق المتبعة في البلدان األخرى للوصول إلى تحديد األثر الصحيح و العمل على‬
‫إيجاد الحل المناسب له ‪ ،‬خصوصا أن سورية تعاني من التضخم و ارتفاع األسعار بحيث يمكن أن‬
‫تحصل سورية عند تطبيق هذه الضريبة على نتيجة مقاربة لنتائج الدول األخرى التي طبقتها من حيث‬
‫تأثيرها على مستويات التضخم و األسعار ذات الصلة ‪.‬‬
‫‪ -00‬مراجعة كافة العقبات التي تقف في وجه تطبيق الضريبة على القيمة المضافة و العمل على إيجاد‬
‫سبل إزالة ما يمكن إزالته من هذه العقبات ‪ ،‬بهدف تطبيق هذه الضريبة باعتبارها تعبر عن الفن‬
‫الضريبي الحديث و آثارها اإليجابية تفوق بكثير آثارها السلبية مما يجعلها ضريبة جاذبة للكثير من‬
‫الدول ‪ ،‬و من بينها سورية ‪.‬‬
‫‪ -91‬عدم تطبيق هذه الضريبة إال بعد التأكد من تنفيذ الخطوات السابقة الذكر ‪ ،‬مما يعني نجاح تطبيق‬
‫هذه الضريبة و قدرتها على تحقيق أهدافها بالحصيلة الوافرة و االصالح الضريبي و تالفي ما قد ينجم‬
‫عنها من آثار اجتماعية و اقتصادية سلبية تحولها إلى عبء على المواطن السوري ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫املراجع املستخدمة يف البحث‪:‬‬

‫أوالا‪ -‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬


‫‪ -9‬أوغريه‪ ،‬جورج‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة – ملحق القانون اللبناني والمراسيم التطبيقية للضريبة‪،‬‬
‫ترجمة سعادة كامل مجيد‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.1111 ،‬‬
‫‪ -1‬د ‪ .‬قطيش‪ ،‬عبد الرؤوف‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة تشريعا وتطبيقا‪ ،‬دار الخلود‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪. 1111‬‬
‫‪ -9‬القاعي‪ ،‬فادي موييز‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬ملحق القانون رقم ‪ 911‬وفقا للمراسيم التطبيقية‪،‬‬
‫دار النهار‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ترجمة كامل مجيد سعادة ‪.1111،‬‬
‫‪ -1‬صالح‪ ،‬أمين‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الجزء األول والجزء الثاني‪ ،‬مكتبة‬
‫صادر ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪.1119 ،‬‬
‫‪ -1‬درويش‪ ،‬محمد كامل‪ ،‬ضريبة القيمة المضافة خطوة أساسية لمواكبة االقتصاد العالمي‪ ،‬دار بيروت‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان ‪.1119 ،‬‬
‫‪ -6‬المرسي‪ ،‬السيد حجازي ‪ ،‬ضرائب الدخل والثروة واإلنفاق في لبنان مع عرض وتحليل ضريبة القيمة‬
‫المضافة ‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪. 1111،‬‬
‫‪ -1‬د شرف‪ ،‬سمير‪ ،‬االقتصاد المالي والنقدي‪ ،‬منشورات جامعة تشرين‪.1111 ،‬‬
‫‪ -1‬د عطوي‪ ،‬فوزي‪ ،‬المالية العامة ‪ :‬النظم الضريبية وموازنة الدولة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫لبنان‪. 1119 ،‬‬
‫‪ - 91‬د جمل‪ ،‬برهان الدين‪ ،‬المالية العامة – دراسة مقارنة ‪ ،‬دار طالس للدراسات والترجمة والنشر‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬سوريا‪.9111 ،‬‬
‫‪ – 99‬د بشور‪ ،‬عصام‪ ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي‪ ،‬مطابع مؤسسة الوحدة‪ ،‬منشورات جامعة‬
‫دمشق‪ .‬سوريا‪.9111 ،‬‬
‫‪ – 91‬د عثمان‪ ،‬سيد عبد العزيز‪ ،‬النظم الضريبية – مدخل تحليل مقارن‪ ،‬الدار الجامعي‪ ،‬جامعة‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1111 ،‬‬
‫‪ – 99‬د البطريق‪ ،‬يونس أحمد – د حامد عبد المجيد دراز ‪ ،‬النظم الضريبية‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪. 9119،‬‬
‫‪ – 91‬د النقاش‪ ،‬غازي عبد الرزاق‪ ،‬المالية العامة – تحليل أسس االقتصاديات المالي‪ ،‬دار األوائل للنشر‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.1119 ،‬‬
‫‪ – 91‬د بشور‪ ،‬عصام ‪ -‬د نور اهلل نور اهلل – د البطريق يونس ‪ ،‬التشريع الضريبي‪ ،‬المطبعة‬
‫التعاونية‪ ،‬دمشق ‪ ،‬سوريا‪. 9111 ،‬‬
‫‪ – 96‬د عواضة‪ ،‬حسن ‪ ،‬المالية العامة – دراسة مقارنة – الموازنة – النفقات – و الواردات العمومية‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪. 9119 ،‬‬
‫‪ – 91‬د السيوفي‪ ،‬قحطان‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬دار طالس للنشر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا ‪.9111 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ – 91‬د دراز‪ ،‬حامد عبد المجيد‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب ‪ ،‬مصر‪.9111 ،‬‬
‫‪ – 91‬د ناشد‪ ،‬سوزي عدلي‪ ،‬المالية العامة – نفقات عامة – إيرادات عامة – الميزانية العامة‪ ،‬منشورات‬
‫الحلبي الحقوقية ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪.1116 ،‬‬
‫‪ – 11‬د أبو شقرا‪ ،‬أسامة كامل ‪ ،‬أصول تطبيق ضريبة القيمة المضافة ‪ ،‬برعاية بنك المدينة‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫لبنان‪. 1111 ،‬‬
‫‪ – 19‬أمين‪ ،‬محمد أحمد – حماد ‪ ،‬طارق عبد العال ‪ ،‬ضريبة المبيعات بمراحلها الثالث ‪ ،‬كلية التجارة ‪،‬‬
‫جامعة عين شمس‪. 1119 ،‬‬
‫‪ – 11‬عبد الخالق‪ ،‬أسامة علي ‪ ،‬الضريبة العامة على المبيعات في ضوء أحدث التعديالت‪ ،‬دراسات في‬
‫الفكر المحاسبي الضريبي ‪ ،‬القاهرة ‪.1111-1111 ،‬‬
‫‪ – 19‬د القاضي‪ ،‬حسين‪ ،‬اإلصالح االقتصادي في سوريا إلى أين ‪ ،‬دمشق ‪ ،‬دار الرضا للنشر ‪ ،‬دمشق ‪،‬‬
‫سوريا ‪.1111 ،‬‬
‫‪ – 11‬كنعان‪ ،‬علي‪ ،‬المالية العامة واإلصالح المالي في سوريا‪ ،‬دار الرضا للنشر‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫‪.1119‬‬
‫‪ – 11‬النجار‪ ،‬إبراهي م عبد العزيز‪ ،‬موسوعة ضريبة المبيعات معوقات التطبيق وكيفية معالجتها‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪. 1111-1119 ،‬‬
‫‪ – 16‬إبريل ليام‪ ،‬كيين مايكل‪ ،‬بوديين جين بول‪ ،‬سومرز فيكتوريا‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة‬
‫العصرية ‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪. 1119 ،‬‬
‫‪ – 11‬سيدون أدموند ‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬ترجمة أل زكي عبد القادر‪ ،‬العلي عادل فليح ‪.9111 ،‬‬
‫‪ – 11‬روكار‪ ،‬ميشيل‪ ،‬التضخم في الصميم‪ ،‬ترجمة أنطون حمصي‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة ‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪. 9111‬‬
‫‪ – 11‬أفيودج – م البيريني‪ ،‬ما هو التضخم‪ ،‬ترجمة صافي فلوح منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪9111 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ – 91‬سعيفان‪ ،‬سمير‪ ،‬قضايا االصالح المالي واالقتصادي في سورية‪ ،‬دار الرضا للنشر‪ ،‬دمشق‪.1119 ،‬‬
‫‪ – 99‬زيدان‪ ،‬رامي‪ ،‬حساسية النظام الضريبي في سوريا – حساسية اإليرادات العامة العادية تجاه تغيرات‬
‫الدخل القومي في سوريا‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪.1116 ،‬‬
‫‪ – 91‬الحمش‪ ،‬منير ‪ ،‬دراسات في المالية العامة واتجاهاتها الحديثة‪ ،‬دمشق ‪.9111 ،‬‬
‫‪ – 99‬ناصر‪ ،‬سمير محمود‪ ،‬جماعات الضغط االقتصادية الدولية وآثارها السلبية على التطور االقتصادي‪،‬‬
‫دار الفرقد للطباعة والنشر‪ ،‬دمشق‪.1111 ،‬‬
‫‪ – 91‬عبود‪ ،‬ابراهيم نعوم‪ ،‬مشاكل وأزمات اقتصادية تقلق العالم‪ ،‬دمشق ‪.1111 ،‬‬
‫‪ – 91‬الحمش‪ ،‬منير‪ ،‬االصالح االقتصادي بين أوهام الليبرالية االقتصادية الجديدة وحق الشعوب في‬
‫الحياة‪ ،‬دار الرضا للنشر‪ ،‬دمشق‪. 1119 ،‬‬
‫‪ – 96‬الشرع‪ ،‬منذر‪ ،‬التحوالت االقتصادية العربية واأللفية الثالثة‪. 1111 ،‬‬
‫‪ – 91‬زكي‪ ،‬رمزي‪ ،‬انفجار العجز‪ ،‬دار المدى للثقافة والنشر‪ ،‬دمشق‪.1111 ،‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ – 91‬الوادي‪ ،‬محمود حسين – عزام‪ ،‬زكريا أحمد ‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‬
‫‪ /‬األردن‪. 1111 ،‬‬
‫‪ – 91‬العكام‪ ،‬محمد خير‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة ودورها التكاملي‪ ،‬هيئة الموسوعة العربية‪ ،‬دمشق‬
‫‪.1111 ،‬‬
‫‪ - 11‬نعوش صباح‪ ،‬الضرائب في الدول العربية – المركز الثقافي العربي‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ - 19‬فتحي حسن سالمة‪ ،‬النظم الجمركية‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪. 9111 ،‬‬

‫‪ - 11‬جان شارل أسالن‪ ،‬التاريخ االقتصادي للقرن العشرين‪ ،‬الجزء الثاني ترجمة الدكتور أنطون‬
‫حمصي‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬دمشق‪. 9111 ،‬‬

‫‪ - 19‬ناشد‪ ،‬سوزي عدلي‪ ،‬المالية العامة – النفقات العامة – اإليرادات العامة – الميزانية العامة‪ ،‬دار‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬القاهرة‪. 1116 ،‬‬

‫‪ - 11‬د المحجوب‪ ،‬رفعت‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬الكتاب الثاني (اإليرادات العامة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪. 9119‬‬

‫‪ - 11‬د المرسي‪ ،‬السيد حجازي‪ ،‬منظمة التجارة العالمية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪.1119 ،‬‬

‫‪ - 16‬د الصطوف‪ ،‬محمد حسين‪ ،‬الحسابات االقتصادية القومية‪ ،‬جامعة تشرين‪9111 ،‬‬

‫‪ - 11‬العمر‪ ،‬حسين ‪:‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪1111 ،‬‬

‫‪ -11‬شامية‪ ،‬احمد زهير‪ ،‬الخطيب‪ ،‬خالد ‪:‬المالية العامة‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.9111 ،‬‬

‫‪ -11‬القيسي‪ ،‬أعاد أحمد‪ ،‬المالية العامة والتشريع الضريبي‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫األردن‪.9111 ،‬‬

‫‪ -19‬د البطريق‪ ،‬يونس أحمد ‪ ،‬د دراز حامد عبد المجيد ‪ ، 9119 ،‬النظم الضريبية‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪ -11‬د دراز حامد عبد المجيد‪ ،‬مبادئ المالية العامة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.9111 ،‬‬

‫‪ -19‬نجار‪ ،‬أحمد منير‪ ،‬الحسابات االقتصادية القومية ‪ ،‬منشورات جامعة حلب ‪ ،‬كلية االقتصاد ‪ ،‬حلب ‪،‬‬
‫سورية ‪.9119 ،‬‬

‫‪ -11‬د مرسي‪ ،‬سيد حجازي‪ :‬النظم الضريبية ‪-‬بين النظرية و لتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪. 1119 ،‬‬

‫‪ - 11‬بكري‪ ،‬كامل ‪:‬مبادئ االقتصاد‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪. 9111‬‬


‫‪ - 16‬محمد عبد الفتاح الصيرفي ‪:‬دراسة الجدوى االقتصادية وتقييم المشروعات‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪. 1111 ،‬‬
‫‪ - 11‬هيكل عبد العزيز فهمي ‪:‬موسوعة المصطلحات االقتصادية واإلحصائية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫بيروت‪.9111 ،‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ - 11‬بالكورد جيمس‪ ،‬الموجز في النظرية االقتصادية – ترجمة اشرف محمود – دار زهران للنشر –‬
‫عمان – ‪ 1116‬ص ‪. 199‬‬
‫‪ - 11‬زيدان رامي – حساسية النظام الضريبي في سوريا – منشورات وزارة الثقافة – دمشق – ‪. 1116‬‬
‫‪ - 61‬محمد نور – حسن بشير – الضريبة على القيمة المضافة وآثار تطبيقها في السودان‪ ،‬شركة‬
‫الظالل للخدمات واالستشارات – الخرطوم ‪.1116،‬‬
‫‪ - 69‬د المهايني‪ ،‬محمد خالد – د الجشي‪ ،‬خالد الخطيب – المالية العامة و التشريع الضريبي – جامعة‬
‫دمشق – ‪.. 1111‬‬
‫‪ – 61‬د السيد ‪ ،‬خالد عبد العليم ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة دراسة مقارنة للنظم الضريبية العالمية ‪،‬‬
‫ايتراك للنشر و التوزيع ‪،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪. 1111 ،‬‬

‫المجالت والدوريات ‪:‬‬


‫‪ -9‬مجلة التنمية والسياسة االقتصادية ‪ ،‬المجلد السابع ‪ ،‬العدد الثاني ‪. 1111 ،‬‬
‫‪ -1‬مجلة التنمية و السياسة االقتصادية ‪ ،‬المجلد الرابع ‪ ،‬العدد الثاني ‪. 1111 ،‬‬
‫‪ -9‬مجلة التنمية و السياسة االقتصادية ‪ ،‬المجلد الخامس ‪ ،‬العدد األول ‪. 1111 ،‬‬
‫‪ -1‬نشرة اتجاهات االقتصاد السوري ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬اإلصدار األول ‪. 1111 ،‬‬
‫‪ -1‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪.1191 ، 119‬‬
‫‪ -6‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 1119 ، 11‬‬
‫‪ -1‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 1111 ، 11‬‬
‫‪ -1‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 1119 ، 991‬‬
‫‪ -1‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 1111 ، 961‬‬
‫‪ -91‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 1119 ، 11‬‬
‫‪ -99‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 1111 ، 111‬‬
‫‪ -91‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 1111 ، 961‬‬
‫‪ -99‬جريدة االقتصادية ‪ :‬العدد ‪. 1119 ،11‬‬
‫‪ -91‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 1111 ، 996‬‬
‫‪ -91‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 1111 ، 11‬‬
‫‪ -96‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬العدد ‪. 1111 ، 191‬‬
‫‪ -91‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا ‪ ،‬العدد السادس‬
‫‪ -91‬جريدة االقتصادية العدد ‪911‬‬
‫‪ -91‬مجلة العلوم اإلنسانية في الجزائر ‪ ،‬السنة السادسة ‪ ،‬العدد ‪. 1111 ، 91‬‬
‫‪WWW.ULUM.NL‬‬
‫‪ -11‬مجلة أبيض و أسود ‪ ،‬العدد ‪. 1191 ،111‬‬
‫‪ -19‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 16‬العدد الثاني ‪. 1191 ،‬‬
‫‪ -11‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 96‬العدد الثاني ‪. 1111 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -19‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية و القانونية ‪ ،‬المجلد ‪ ، 91‬العدد الثاني ‪. 1119 ،‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪ -11‬د جميل ‪ .‬قدري – واقع النمو االقتصادي و توزيع الدخل الوطني – جريدة قاسيون‬
‫‪1199/91/6‬‬
‫‪ -11‬مجلد البحوث المالية ‪ ،‬وزارة المالية في مصر ‪ ،‬اإلدارة المركزية للبحوث المالية و التنمية اإلدارية ‪،‬‬
‫اإلدارة العامة للبحوث المالية ‪ ،‬المجلد الثاني ‪. 1111 ،‬‬

‫األبحاث والدراسات ‪:‬‬


‫‪ -9‬د ‪ .‬نجمة‪ ،‬الياس‪ ،‬محاضرة بعنوان السياسة المالية في سوريا‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادية تاريخ‬
‫‪. 1119/1/19‬‬
‫‪ -1‬د نجمة‪ .‬الياس‪ ،‬دراسة تحليلية للموازنة العامة للدولة للعام ‪ – 1199‬دمشق ‪.1191/91/11‬‬
‫‪ -9‬د نجمة ‪ .‬الياس ‪ ،‬األمن االقتصادي السوري ‪ :‬رؤية إستراتيجية ‪ ،‬دمشق ‪1191/91/11‬‬
‫‪ -1‬د نجمة الياس ‪ ،‬مجلة النور ‪ ،‬العدد ‪. 1111/1/16 ، 999‬‬
‫‪ -1‬د نجمة ‪ .‬الياس – اإلصالح المالي – صحيفة تشرين – ‪ 1‬آب ‪. 1111‬‬
‫‪ -6‬د نجمة الياس ‪ :‬الدعم تحديات الواقع و مسؤولية القرار ‪.‬‬
‫‪ -1‬د نجمة‪ ،‬الياس ‪ ،‬المواطن و ثالثية الضرائب ‪ ،‬جريدة االقتصادية ‪ ،‬شباط ‪. 1111،‬‬
‫‪ -1‬قسم الدراسات االقتصادية ‪ ،‬المركز االستشاري للدراسات و التوثيق ‪ ،‬دراسة مقارنة حول االتجاهات‬
‫الضريبية ( لبنان – سوريا‪ -‬األردن – الكيان الصهيوني – أمريكا ) بيروت ‪. 9111‬‬
‫‪ -1‬د جميل ‪ ،‬قدري ‪ ،‬التضخم في سورية ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪ ،‬جمعية العلوم االقتصادية ‪ ،‬دمشق ‪.‬‬
‫‪ -91‬د القاضي ‪ ،‬حسين ‪ ،‬السياسة الضريبية في سورية ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪ ،‬جمعية العلوم‬
‫االقتصادية ‪. 1199/9/9 ،‬‬
‫‪ -99‬أ نصر ‪ ،‬ربيع ‪ ،‬الفقر في سورية مفاهيم بديلة ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪ ،‬جمعية العلوم‬
‫االقتصادية ‪. 1199/1/9 ،‬‬
‫‪ -91‬د ديب ‪ ،‬سنان عل ي ‪ ،‬االنعكاسات االجتماعية للسياسات االقتصادية ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪،‬‬
‫جمعية العلوم االقتصادية ‪. 1199/1/9 ،‬‬
‫‪ -99‬د سعيفان ‪ ،‬سمير ‪ ،‬تحديات االقتصاد السوري و مخاطر تجاهلها ‪ ، ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪،‬‬
‫جمعية العلوم االقتصادية ‪. 1111/6/1 ،‬‬
‫‪ -91‬مركز فقيه لألبحاث و التطوير ‪ ،‬الطرق المختلفة في حساب متوسط الدخل الفردي السنوي في دولة‬
‫من الدول ‪ ،‬مصر ‪. 9111 ،‬‬
‫‪ -91‬تعبئة اإليرادات في البلدان النامية ‪ ،‬صندوق النقد الدولي ‪. 1199 ،‬‬
‫‪ -96‬د مرزوق ‪ ،‬نبيل ‪ ،‬معوقات التنمية في سورية ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪ ،‬جمعية العلوم‬
‫االقتصادية ‪. 1199/1/9 ،‬‬
‫‪ -91‬د الضابط ‪ ،‬مدين ‪ ،‬السياسات المالية من منظور صندوق النقد الدولي و البنك الدولي و المصلحة‬
‫الوطنية ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪ ،‬جمعية العلوم االقتصادية ‪. 1199/1/1 ،‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -91‬د فضلية ‪ ،‬عابد ‪ ،‬تحديات الجانب االجتماعي القتصاد السوق بين الطموح و الواقع ‪ ،‬ندوة الثالثاء‬
‫االقتصادي ‪ ،‬جمعية العلوم االقتصادية ‪. 1199/1/9 ،‬‬
‫‪ -91‬د تميم ‪ ،‬ختام ‪ ،‬تجربة الجمهورية العربية السورية في مكافحة الفقر ‪ ،‬المعهد العالي للدراسات و‬
‫البحوث السكانية ‪ ،‬سورية ‪.‬‬
‫‪ -11‬أ نصر ‪ ،‬ربيع ‪ ،‬النمو االقتصادي المحابي للفقراء ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي ‪ ،‬جمعية العلوم‬
‫االقتصادية ‪. 1111/1/16 ،‬‬
‫‪ -19‬عبد الجواد ‪ ،‬فاطمة و علي ‪ ،‬ناجحة عباس ‪ ،‬اآلثار االقتصادية للضرائب في العراق للمدة ‪-9119‬‬
‫‪ 1111‬من وجهة نظر إحصائية ‪ ،‬هيئة الضرائب في العراق ‪.‬‬
‫‪ -11‬د عبود ‪ ،‬سالم محمد ‪ ،‬عايش ‪ ،‬عروبة معين ‪ ،‬العالقة بين الوعي الضريبي و التهرب الضريبي و‬
‫تأثيرها على التنمية ‪ ،‬هيئة الضرائب في العراق ‪.‬‬
‫‪ -19‬تحليل االقتصاد الكلي السوري ‪ ،‬هيئة تخطيط الدولة ‪. 1111 ،‬‬
‫‪ -11‬الخرسان محمد حلو داوود ‪ ،‬دراسة إمكانية فرض ضريبة القيمة المضافة في العراق ‪ ،‬بحث منشور‬
‫تاريخ ‪ ، 1111/91/11‬الكلية التقنية اإلدارية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬العراق ‪.‬‬

‫‪ -11‬دراسة غير منشورة حول إمكانية تطبيق ضريبة القيمة المضافة في الجمهورية العربية السورية ‪،‬‬
‫إعداد فريق تطوير و تحديث اإلدارة الضريبية بإشراف معاون وزير المالية لشؤون الضرائب و الرسوم‬
‫‪. 1111/1/1 ،‬‬

‫‪ -16‬نصر ‪ ،‬ربيع – رؤية للنمو االقتصادي و المستدام في سورية – جمعية العلوم االقتصادية – دمشق‬
‫‪.‬‬
‫‪ -11‬سعيفان ‪ ،‬سمير – اآلثار االجتماعية للسياسة االقتصادية – ندوة الثالثاء االقتصادية – جمعية‬
‫العلوم االقتصادية – دمشق ‪. 1111 ،‬‬

‫‪ -11‬عباس‪ ،‬فؤاد ‪ ،‬حيرة الضرائب بين االقتصاد والسياسة‪ ...‬بين الكفاءة والعدالة‪ ...‬بين قوى الضغط‬
‫والرأي العام والمصالح االنتخابية ‪ ،‬عن اإلنترنت ‪.‬‬

‫‪ -11‬د خضور رسالن‪ ،‬المؤسسات الرائدة ودورها في اإلصالح االقتصادي ‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادي‬
‫‪. 1111/1/91‬‬
‫‪ -91‬د جميل قدري‪ ،‬التعددية االقتصادية في ظل التطورات الحديثة‪ ،‬ندوة الثالثاء االقتصادية‪ ،‬جمعية‬
‫العلوم االقتصادية ‪ ،‬دمشق‪. 1111 ،‬‬
‫‪ -99‬د جليالتي‪ ،‬محمد‪ ،‬النظام الضريبي السوري واتجاهات إصالحه‪ ،‬الثالثاء االقتصادي‪ ،‬الجزء األول‬
‫‪.‬جمعية العلوم االقتصادية ‪. 1111 ،‬‬

‫التقارير الرسمية‪:‬‬
‫‪ -9‬تقرير االستثمار السوري الرابع لعام ‪. 1111‬‬
‫‪ -1‬تقرير االستثمار السوري الخامس عام ‪.1191‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -9‬التقرير الوطني األول لتنافسية االقتصاد السوري لعام ‪. 1111‬‬
‫‪ -1‬التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪. 1191‬‬
‫‪ -1‬التقرير الوطني الثاني ألهداف التنمية في الجمهورية العربية السورية ‪. 1111 ،‬‬
‫‪ -6‬تقرير خبراء صندوق النقد الدولي حول مشاورات المادة الرابعة لعام ‪ 1111‬في الجمهورية العربية‬
‫السورية ‪. 1191/1/91 ،‬‬
‫‪ -1‬خطة العمل لدى وزارة المالية فيما يتعلق بضريبة القيمة المضافة ‪ ،‬دمشق ‪. 1116 ،‬‬

‫رسائل الماجستير والدكتوراه ‪:‬‬


‫‪ -9‬د القباني غسان فوزي‪ ، 9119 ،‬نظام الضريبة على القيمة المضافة و إمكانية األخذ بها في سوريا‪،‬‬
‫رسالة دكتوراه ‪ ،‬جامعة الزقازيق ‪ ،‬مصر‬
‫‪ - -1‬البكري‪ ،‬محمود‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة األزهر‪. 1116 ،‬‬
‫الضريبة على القيمة المضافة في التشريع الضريبي‪ ،‬أطروحة أعدت لنيل درجة‬ ‫‪ -9‬كناني هاني ‪-‬‬
‫الماجستير في كلية االقتصاد‪ ،‬قسم المحاسبة ‪،‬إشراف الدكتور المهايني محمد خالد ‪ ،‬جامعة دمشق‪،‬‬
‫‪. 9111‬‬
‫‪ -1‬ثابت ناديا خالد نعمان ‪ -‬الرسوم الجمركية في ظل تحرير التجارة الخارجية وامكانية تطبيق ضريبة‬
‫القيمة المضافة كبديل عنها في سورية‪ ،‬أطروحة أعدت لنيل درجة الماجستير في االقتصاد‪ ،‬قسم‬
‫االقتصاد‪ ،‬إشراف الدكتور محمد الحريري – د ثناء أبا زيد‪ ،1116 ،‬جامعة تشرين ‪.‬‬
‫‪ -1‬الحوراني منار عمر‪ ،‬االتجاهات الحديثة في الضرائب على اإلنفاق وامكانية تطبيقها في سوريا‪،‬‬
‫أطروحة أعدت لنيل درجة الماجستير في كلية االقتصاد ‪ ،‬قسم المحاسبة‪ ،‬إشراف الدكتور المهايني‬
‫محمد خالد المهايني ‪ ، 9111 ،‬جامعة دمشق ‪.‬‬

‫‪ -6‬ريم جودت يعقوب آغا – دور اإليرادات الضريبية في تمويل اإلنفاق العام في سورية – رسالة‬
‫ماجستير – إشراف الدكتور الياس نجمة – جامعة دمشق ‪. 9111‬‬

‫‪ -1‬رجال عبد الحليم – االتجاهات الجديدة في النظام الضريبي السوري – رسالة ماجستير في االقتصاد‬
‫إشراف الدكتور الياس نجمة جامعة دمشق – كلية االقتصاد ‪. 1111‬‬

‫‪ -1‬الغندور‪ ،‬غسان‪ ،‬اإليرادات الضريبية في سورية و مساهمتها في إيرادات الموازنة العامة للدولة رسالة‬
‫ماجستير في االقتصاد إشراف الدكتور علي كنعان‪ ،‬جامعة دمشق‪.1111 ،‬‬

‫‪ -1‬قرعان‪ ،‬محمد فادي‪ ،‬النظام الضريبي في سورية وآثاره االقتصادية‪ ،‬رسالة ماجستير ‪ ،‬جامعة حلب‪.‬‬

‫‪ -91‬الكردي ‪ ،‬ميس موسى ‪ ،‬أثر ضريبة القيمة المضافة في نشاط التداول واالستثمار في سوق فلسطين‬
‫لألوراق المالية ‪ ،‬رسالة ماجستير إشراف الدكتور محمد شراقة ‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية ‪ ،‬نابلس ‪،‬‬
‫فلسطين ‪. 1111 ،‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -99‬سيد احمد ‪ ،‬هناء يحيى ‪ ،‬دراسة تحليلية لحركة التجارة الخارجية في سورية في ضوء المتغيرات‬
‫االقتصادية و السكانية خالل الفترة ‪ ، 1111-9111‬اشراف د محمد عكروش – د عبد الهادي الرفاعي‬
‫‪،‬رسالة دكتوراه ‪ ،‬جامعة تشرين ‪ ،‬الالذقية ‪ ،‬سورية ‪. 1111 ،‬‬

‫‪ -91‬درويش البسطامي ‪ ،‬مؤيد عبد الرؤوف‪ ،‬ضريبة القيمة المضافة المطبقة في فلسطين وضريبة‬
‫المبيعات المطبقة في األردن ‪ /‬دراسة مقارنة ‪ ،/‬إش ارف ا د طارق الحاج‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس ‪ ،‬فلسطين ‪. 1116 ،‬‬

‫‪ -99‬ملحم‪ ،‬سامر نعيم عبد الرحيم‪ ،‬أثر ضريبة الدخل على القرار االستثماري لدى لقطاع الخاص في‬
‫الضفة الغربية للفترة مابين ‪، 1111-9111‬رسالة ماجستير‪ ،‬إشراف ا د طارق الحاج‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫الوطنية‪ ،‬نابلس ‪ ،‬فلسطين ‪. 1116 ،‬‬

‫‪ -91‬حجار‪ ،‬مبروكة‪ ،‬أثر السياسة الضريبية على إستراتيجية االستثمار في المؤسسة ‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة ‪ ،‬الجزائر‪. 1116 ،‬‬

‫‪ -91‬محمود موسى‪ ،‬عمر عبد العزيز‪ ،‬ضريبة القيمة المضافة وعالقتها بضريبة الدخل‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫أشراف د حسن فالح الحاج موسى‪ ،‬د غسان خالد‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين ‪1116 ،‬‬

‫‪ -96‬البكري‪ ،‬محمود ‪ ،‬الضريبة على القيمة المضافة وامكانية تطبيقها في مصر ‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة األزهر‪. 1116 ،‬‬

‫‪ -91‬مسيمي‪ ،‬دالل عيسى موسى‪ ،‬السياسة الضريبية ودورها في تنمية االقتصاد الفلسطيني‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬إشراف أ د طارق الحاج‪ ،‬د يوسف غنيم‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪. 1116 ،‬‬
‫ص ‪. 11‬‬

‫‪ -91‬ركاج يحيى محمد‪ ،‬أثر العدالة الضريبية على السكان والتنمية في سورية خالل الفترة ‪-9111‬‬
‫‪ ،1111‬رسالة ماجستير‪ ،‬إشراف الدكتور محمد الحسين الصطوف ‪ -‬جامعة تشرين – الالذقية ‪،‬‬
‫سورية ‪. 1111،‬‬

‫صندوق‪ ،‬عفيف عبد الكريم – دور السياسة المالية العامة في تحقيق التوازن االقتصادي مع‬ ‫‪-91‬‬
‫إشارة خاصة إلى واقع الجمهورية العربية السورية – رسالة ماجستير – إشراف ‪ :‬د موسى الضرير –‬
‫جامعة دمشق – ‪. 1111‬‬

‫المؤتمرات‪:‬‬
‫‪ -9‬مؤتمر الضريبة على القيمة المضافة في دمشق‬

‫‪ -1‬مؤتمر الضريبة على القيمة المضافة ‪ ،‬أبو ظبي ‪. 1116 ،‬‬

‫‪ -9‬المؤتمر الضريبي الرابع ‪ ،‬أثر الضرائب على االستثمار في مصر و الدول العربية ‪ 16-11‬سبتمبر ‪1111‬‬

‫‪21‬‬
‫القوانين واألنظمة‪:‬‬
‫‪ -9‬قانون الضريبة على الدخل رقم ‪ 11‬لعام ‪. 1119‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 11‬لعام ‪1119‬‬

‫‪ -9‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 91‬تاريخ ‪1111/1/91‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 11‬تاريخ ‪1119/99/1‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 11‬لعام ‪1119‬‬

‫‪ -6‬القانون رقم ‪ 11‬تاريخ ‪1119/91/91‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 91‬تاريخ ‪1111/1/11‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 69‬تاريخ ‪1111/1/96‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 61‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -91‬المرسوم رقم ‪ 11‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -99‬المرسوم ‪ 16‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -91‬القانون رقم ‪ 61‬تاريخ ‪1111/91/91‬‬

‫‪ -99‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬تاريخ ‪1111/1/1‬‬

‫‪ -91‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬تاريخ ‪1111/91/16‬‬

‫‪ -91‬القانون ‪ 19‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -96‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -91‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -91‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 61‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -91‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪1116‬‬

‫‪ -11‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 19‬تاريخ ‪1116/91/9‬‬

‫‪ -19‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪1116‬‬

‫‪ -11‬المرسوم التشريعي رقم ‪ /19/‬لعام ‪1116‬‬

‫‪ -19‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 16‬لعام ‪1116‬‬

‫‪ -11‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 1‬لعام ‪1116‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -11‬القانون رقم ‪ 91‬لعام ‪1116‬‬

‫‪ -16‬المرسوم ‪ 91‬لعام ‪1116‬‬

‫‪ -11‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪1116‬‬

‫‪ -11‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 69‬تاريخ ‪1111/91/9‬‬

‫‪ -11‬المرسوم التشريعي رقم ‪ /19/‬تاريخ ‪1111/9/99‬‬

‫‪ -91‬المرسوم رقم ‪ 9‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -99‬المرسوم ‪ 61‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -91‬المرسوم التشريعي رقم ‪ /11/‬تاريخ ‪1111/1/99‬‬

‫‪ -99‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 99‬لعام ‪1111‬‬

‫‪ -91‬المرسوم التشريعي رقم ‪ /11/‬تاريخ ‪1111/1/91‬‬

‫‪ -91‬المرسوم التشريعي رقم ‪ /99/‬تاريخ ‪1111/1/91‬‬

‫‪ -96‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 99‬تاريخ ‪1111/1/1‬‬

‫‪ -91‬القرار رقم ‪/11‬م و لعام ‪1111‬‬

‫‪ -91‬القرار رقم ‪/11‬م و لعام ‪1111‬‬

‫‪ -91‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪1191‬‬

‫‪ -11‬المرسوم رقم ‪ 19‬لعام ‪1191‬‬

‫‪ -19‬المرسوم التشريعي رقم ‪ 11‬لعام ‪1199‬‬

‫مواقع االنترنت‪:‬‬
‫‪1- www.cipe-arabia.org‬‬
‫‪2- www.oecd.com.‬‬
‫‪3- www.cipe-arabia.org.‬‬
‫‪4- www.syrianfinance.org‬‬
‫‪5- WWW.SYRIAINVEST.GOV.SY‬‬
‫‪6- www.Arab_api.org‬‬
‫‪7- www.undp.org.lb‬‬
‫‪8- www.eeo.cn/ens/finance-investment‬‬
‫‪9- www.iiea.com/events‬‬

‫‪30‬‬
10- www.iioa.org
11- www.cid.harvard.edu/hiid/occ
12- www.E-commerce.com
13- WWW.CPCYRRY.ORG
14-

: ‫المراجع باللغة األجنبية‬


1- Hancock ,-Dora : Taxation – policy and practice ; London ; 1995 ,pages
277-302 .
2- Dassesse-marc : - Human Rithts and value Added Tax FINES: Are the
Belgian Rules Contrary to Community Law? Bulletin- For-
International- Fiscal- Documentation ; December 1999 , bages 566-69 .
3- Reiss ,- Wolfram : - Value Added Taxation in Germany , bulletin-for-
International – Fiscal – Documentation ; Aug-Sept . 2000 , pages405-413.
4- kaldor ,n. ,Is Personal Expenditure Tax Particable In Public Finance ,
London 1965 , p 191 .
5- Mintz ,- Jack-M:- The Thorny Problem of Implementing New
consumption Taxes, National-Tax-Jornal;49(3),September1996,
Pages461-74 .

6- Alan, Schenk, Oviler Oldman, Value Added Tax : A comparative


Approach in Theory and Practice , Brill Academic Pub ,USA. 2001,p 415 .
7- Muñoz, Sonia, and Stanley Sang-Wook Cho, 2004, “Social Impact of a
Tax Reform: The Case of Ethiopia,” in Helping Countries Develop: The
Role of Fiscal Policy, ed. by Sanjeev Gupta, Benedict Clements, and
Gabriella Inchauste, pp. 353–84 (Washington: International Monetary
Fund).
8- Zolt, Eric M., and Richard M. Bird, 2005, “Redistribution via Taxation:
The Limited Role of the Personal Income Tax in Developing Countries,”
UCLA Law Review, Vol. 52,
9- pp. 1627–95.
10- Newhouse, D. and D. Zakharova (2007), “Distributional Implications of
the VAT Reform in the Philippines”, IMF Working Paper No. 07/153.
11- Nisreen Salti , Jad Chaaban THE POVERTY AND EQUITY
IMPLICATIONS OF A RISE IN THE VALUE ADDED TAX: A
MICROECONOMIC SIMULATION FOR LEBANON, American
University of Beirut ,UNDP ,MAY 2009 .

31
12- Tait, Alan (1988): "Value Added Tax: International Practice and
Problems", IMF.
13- - Tait, Alan (1990): "Revenue, Inflation and the Foreign Trade Balance"
in Gillis, Malcom, C.S. Shoup, G.P. Socat (ed.): "Value Added Taxation
in Developing Countries", World Bank Symposium, Washington, pp. 17-
32
14- Martina Dalić , PRICE EFFECTS OF VAT INTRODUCTION IN
CROATIA , Occasional Paper No. 4 , December 1997, Institute of Public
Finance.
15- Zahra Afshari Professor of Economics, Estimating the Inflationary Effect
of Implementing Value Added Tax in Iran (An Input –Output
Approach).2000
16- Tait, Alan. 1990. “VAT Revenue, Inflation and Foreign Trade Balances,”
In Value Added Taxation in Developing Countries, ed. Malcolm Gillis.
International Bank for Reconstruction, pp. 17-31.
17- Aaron, Henry, 1981. editor, The Value-Added Tax: Lessons from Europe
Brookings Institution (September).
18- OECD 2002. Purchasing Power Parity. Organization of Economic
Cooperation and Development .
19- World Bank Group – Data and Statistics, Methodology: World Bank
Atlas Method; 2002
20- Stiglitz, Joseph and M Shahe Emran (2004). Price neutral tax reform
with an informal
21- economy, Public Economics 0407010, Economics Working Paper Archive
at WUSTL .
22- Emran, Shahe, and Joseph Stiglitz, 2005, “On Selective Indirect Tax
Reform in Developing Countries,” Journal of Public Economics, Vol. 89,
pp. 599–623.
23- Zahra Afshari - Estimating the Inflationary Effect of Implementing
Value Added Tax in Iran (An Input –Output Approach)- Professor of
Economics Alzahra University,Iran .
24- Value added Tax Advantages, disadvantages and economic effects
25- Jr-tsung Huang , Shih-tsung Li - China’s VAT on Foreign Enterprises
and Its Impact on Attracting Investments by Local Governments .
Prospect Journal No.2 , April 2000 .
26- Mihir A. Desai, Harvard University and NBER - James R. Hines
Jr.University of Michigan and NBER , Value-Added Taxes and
International Trade: The Evidence ,November 2002 – p 10.
27- Drs. Robert Carroll, Robert Cline, and Tom Neubig Ernst &Young LLP
And Drs. John Diamond and George Zodrow Tax Policy Advisers LLC
and Baker Institute for Public Policy and Economics Department, Rice
University - / The Macroeconomic Effects of an Add-on Value Added Tax
Prepared for the National Retail Federation / -Ernst & Young - October
2010.

32
28- Valentino Piana -economics web institute –gross domestic product .
www.economics web institute , 2001 p 1 .
29- Glenn P .Jenkins Chun –Yan Kuo – A VAT REVENUE SIMULATION
MODEL FOR TAX REFORM IN DEVELOPING COUNTRIE- 2010 –
WWW . cid.harvardedu/hiid/occ.pdf .
30- Keen, M. (2007), “VAT Attacks!”, IMF Working Paper No. 07/142
31- European COMMISSION Taxation CUSTOMS Union , VAT Rates
Applied in The Member states of European union , Situation at 1 January
2010 , p 9 www.oecd.com
32- kaldor ,n. ,Is Personal Expenditure Tax Particable In Public Finance ,
London 1965 , p 191
33- David K. Stout - An-loh Lin - Stephen P. Dresch, ISubstituting a
Value-Added Tax for the Corporate Income Tax ,First-Round Analysis ,
Published for the National Bureau of Economic Research, Inc.1977

33
‫المالحق‬
‫الملحق رقم ‪9‬‬
‫بعض اإلعفاءات غير المعيارية األساسية في مجموعة مختارة من الدول‬
‫اإلعفاء‬ ‫الدولة‬
‫خدمات اإلسكان والبريد ومستوردات الدبلوماسيين والكيروسين المستخدم في التدفئة‬ ‫ألبانيا‬
‫الخدمات القانونية‬ ‫بلغاريا‬
‫المنتجات الزراعية والمصايد السمكية و الغاز والنفط‬ ‫بوركينافسكو‬
‫الزراعة و السلع األساسية مثل الحليب والقمح و األسمدة ‪ ،‬مستوردات الدبلوماسيين‬
‫الكاميرون‬
‫والمنظمات غير الربحية‪ ،‬والصحف والدوريات ‪.‬‬
‫المنتجات الزراعية المنتجة ذاتيا‪ ،‬المواد المستوردة المستخدمة في األبحاث العلمية والتجارب‬
‫الصين‬
‫والتعليم‪ ،‬وأجهزة المعوقين المستوردة مباشرة من أجل منظماتهم‬
‫الخدمات االجتماعية والثقافية والجماعات الدينية‬ ‫كرواتيا‬
‫الزراعة بما فيها المدخالت ومعدات الصيد و الماء و الكتب و الصحف و البريد و السلع‬
‫غانا‬
‫المستوردة للدبلوماسيين واآلليات و مواد البناء‬
‫الخدمات الحرفية و البريد و الصحف‬ ‫موريتانيا‬
‫الرز و البصل و البطاطا و الكتب‬ ‫مورشيس‬
‫المنتجات الزراعية‬ ‫مودوفا‬
‫نقل الركاب ‪ ،‬و الخدمات الثقافية‪ ،‬المنظمات الدينية خدمات كاتب العدل ‪ ،‬السلع المستوردة‬
‫منغوليا‬
‫للدبلوماسيين ‪ ،‬المنح األجنبية ‪.‬‬
‫المنتجات الزراعية‪ ،‬السكر والغز والنفط والكهرباء واألسمدة والمبيدات الحشرية مخازن الدفاع‪،‬‬
‫السفن والطائرات وقطع التبديل بضائع الدبلوماسيين ‪ ،‬الصحف والكتب والمجالت االسمنت‬ ‫الباكستان‬
‫أجهزة الكومبيوتر وبرامجها السلع الرأسمالية‬
‫الزراعة متضمنة المدخالت والفحم والغاز والنفط والكتب والصحف واستيراد السفن الضخمة ‪.‬‬ ‫الفلبين‬
‫توجد بعض الفروق بين السلع المحلية والمستوردة ومنها مثال المعدات التكنولوجية وقطع‬
‫روسيا‬
‫غيارها‪.‬‬
‫الزراعة متضمنة المدخالت واالسمنت والماء والسكر والبريد ونقل الركاب ومستوردات‬
‫األشخاص ممن لديهم اتفاق مع مجلس االستثمار واألماكن الفندقية المخصصة للسياح و‬ ‫سيريالنكا‬
‫اللؤلؤ و األحجار الكريمة‪.‬‬
‫الغذاء غير المصنع و العقارات و النفط و الدبلوماسيين و المنظمات غير الحكومية‬ ‫توغو‬
‫نقل الركاب و النفط و اليانصيب‬ ‫أوغندة‬
‫المواد الغذائية غير المصنعة‪ ،‬السلع الرأسمالية المستوردة البنود الخاضعة لضريبة انتقائية‬
‫فيتنام‬
‫الرياضة والثقافة‪ ،‬الصحف والمجالت‪ ،‬النقل العام‪ ،‬مشتريات حكومية معينة‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية – صندوق النقد الدولي ص ‪11‬‬

‫‪31‬‬
‫األنشطة المعفاة من ضريبة القيمة المضافة في لبنان هي‪: 315‬‬

‫‪ -9‬العمليات التي تتناول أراضي غير مبنية ‪ ،‬كالبيع و اإليجار و قروض االستعمال و اإلعارة و انشاء أي‬
‫حق عيني حسب قوانينهم أو التفرغ عن هذا الحق أو التنازل عندما يقع على أرض غير مبنية‬
‫مخصصة لالستعمال الزراعي ‪.‬‬
‫‪ -1‬الخدمات الطبية و نفقات االستشفاء ‪.‬‬
‫‪ -9‬التعليم‬
‫‪ -1‬الضمان و إعادة الضمان والتقديمات الصحية التي تؤديها صناديق التعاضد و أرباب العمل و الخدمات‬
‫المتعلقة بها ‪.‬‬
‫‪ -1‬الخدمات المصرفية و المالية‬
‫‪ -6‬أنشطة الهيئات و الجمعيات التي ال تتوخى الربح باستثناء األنشطة التي تقوم بها بشكل متكرر و‬
‫التي يشكل إعفاؤها منافسة غير متكافئة للمؤسسات الخاضعة للضريبة ‪.‬‬
‫‪ -1‬النقل المشترك لألشخاص بما في ذلك النقل الذي يتم بواسطة سيارات األجرة‬
‫‪ -1‬تسليم الذهب إلى المصرف المركزي‬
‫‪ -1‬المراهنات و اليانصيب و سائر ألعاب الحظ‬
‫‪ - 91‬عمليات القطاع العقاري‬
‫‪ – 99‬أعمال المزارعين بالنسبة لتسليم محاصيلهم الزراعية‬
‫‪ – 91‬بيع العقارات المبنية و تأجير العقارات المبنية للسكن فقط‬

‫األموال و األشياء المعفاة من الضريبة على القيمة المضافة في لبنان ‪:‬‬

‫‪ -9‬المواشي و الدواجن و األسماك الحية المعدة لألكل ‪.‬‬


‫‪ -1‬المواد الزراعية الغذائية غير المصنعة‬
‫‪ -9‬الخبز الذي ال يدخل في تركيبه الزبدة و الحليب و السكر و الفواكه الجافة‬
‫‪ -1‬الطحين بكل أنواعه‬
‫‪ -1‬اللحوم واألسماك و القشريات و الرخويات الصالحة لألكل‬
‫‪ -6‬الحليب واأللبان و مشتقاتهما ما عدا الحليب المضاف له مواد التحلية و مصل اللبن‬
‫‪ -1‬األرز والبرغل على أنواعهما‬
‫‪ -1‬السكر الخام والمكرر وملح الطعام والزيوت النباتية والمعكرونة والمحضرات الغذائية المعدة لتغذية‬
‫األطفال‬
‫‪ -1‬الكتب والمطبوعات المماثلة لها والمجالت والصحف وتصنيع الكتب والنشر والتوزيع والطباعة والورق‬
‫والكرتون المستخدم في الطباعة والحبر المعد للطباعة والمغلفات وما شابه ‪.‬‬
‫‪ -91‬الطوابع البريدية و المالية و أوراق النقد‪.‬‬
‫‪ -99‬الغاز المعد لالستهالك المنزلي‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫‪ -‬د قطيش – عبد الرؤوف ‪ – 2002 ،‬الضريبة على القيمة المضافة تشريعا و تطبيقا – دار الخلود ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -91‬البذور الزراعية واألسمدة الكيماوية والطبيعية والمبيدات الزراعية والعلف واآلالت الزراعية‪.‬‬
‫‪ -99‬األدوية والمواد الصيدالنية‪.‬‬
‫‪ -91‬األحجار الكريمة وشبه الكريمة واللؤلؤ واأللماس والذهب والفضة والمعادن الثمينة‪.‬‬
‫‪ -91‬النقود الورقية والمعدنية المطروحة للتبادل‪.‬‬
‫‪ -96‬اليخوت والمراكب وزوارق النزهة‪.‬‬
‫‪ -91‬وسائل النقل الجوي المستعملة لنقل األشخاص و البضائع ‪.‬‬
‫‪ -9‬قائمة الخدمات المعفاة من الضريبة العامة على المبيعات في مصر‪:‬‬

‫‪ .9‬الخدمات المالية وهى‪:‬‬

‫أ‪ -‬عمليات البنوك من إيداع – سحب – حسابات جارية – شهادات االستثمار – دفاتر التوفير –‬
‫االئتمان المصرفي – تحويل واستالم األموال – القروض – تغيير العملة – التعامالت في األوراق‬
‫المالية‪.‬‬

‫ب‪ -‬صندوق توفير البريد‬

‫ج‪ -‬الوساطة في بيع األوراق المالية‪ ،‬وصناديق االستثمار في األوراق المالية‪.‬‬

‫د‪ -‬بيع وشراء العملة بشركات الصرافة‪.‬‬

‫وال يدخل ضمن هذا البند (الخدمات المالية) خدمات أمناء االستثمار – السمسرة في غير األوراق‬
‫المالية – االستشارات ودراسات الجدوى – تأجير الخزائن – البيع لحساب الغير – تأجير المعدات‪.‬‬

‫‪ .9‬خدمـات التاميـن واعــادة التأميـن التي يقـوم بهـا الشخص الطبيعي أو المعنوى‪.‬‬

‫وال يدخـل ضمن هذا البند الخدمات التي يقوم بها مصفى التأمين وخبـراء تقديـر القيمـة (الثمنيـن) والمعاينـة‪،‬‬
‫الخبراء اآلخرين‪ ،‬والخدمات القانونية المتعلقة بتقديم المطالبات والخدمات الناتجة عـن التأميـن مثل اإلصالح‬
‫والصيانة‪..‬الخ التي تؤديها شركة التأمين بمعرفتها أو عن طريق الغير‪.‬‬

‫‪ .9‬خدمات التعليم المجانية‪.‬‬

‫‪ .1‬الخدمات التي تقدمها المستشفيات بالمجان وخدمات التأمين الصحي الحكومي‪.‬‬

‫‪ .9‬خدمات المكتبات العامة‪.‬‬

‫خدمات نقل األفراد فيما عدا النقل السياحي والمكيف‪.‬‬

‫خدمات األلعاب الرياضية وأنشطة رعاية الشباب في النوادي ومراكز الشباب والساحات الشعبية‬
‫الرياضية وال يشمل هذا اإلعفاء مقابل العضوية ودخول النوادي واشتراكات األعضاء ومقابل انتقاالت الالعبين‬
‫بين األندية‪.‬‬

‫‪ .1‬الخدمات التي تؤدى لدور العبادة لتأدية الشعائر الدينية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ .1‬خدمات البث اإلذاعي والتليفزيوني المجاني‪ ،‬وال يندرج تحـت هــذا البنـــد قيمــة االشتـراك في القنـــوات‬
‫الخاصـة‪ ،‬والقنوات الفضائية‪ ،‬ومقابل بث اإلعالنات بالتليفزيون أو اإلذاعة‪.‬‬

‫‪ .91‬تأجير المباني ألغراض السكن (الغير مفروش)‪.‬‬

‫‪ .99‬خدمات نقل ودفن الموتى‪.‬‬

‫‪ .91‬خدمات طباعة الكتب والصحـف والمجـــالت والكراســـات والكشاكيل ‪.‬‬

‫‪ .99‬خدمات توصيل الخطابات والطرود بالبريد العادي ‪.‬‬

‫‪ .91‬الخدمات المجانية التي تقوم بها الحكومة ووحـدات الحكم المحلي والهيئــــات العامـــة والمنظمــــات غيــر‬
‫الحكومية المرخص لها قانون ا التي ال تهدف إلى الربح ‪.‬‬

‫‪ .91‬خدمــات استصالح واستــزراع األراضــي وشـــق التـــرع والمصارف وتطهيرها وانشاء الجسور والسدود الالزمة‬
‫لذلك ‪.‬‬

‫‪ .96‬الخدمــــات التي تقدم‪ ،‬للطائــرات المدنيـــة داخـــل الدوائر الجمركية‪ ،‬وسفن أعالي البحار ‪.‬‬

‫الملحق رقم ‪: 9‬‬


‫جدول يبين تواريخ دخول الضريبة على القيمة المضافة إلى دول االتحاد األوروبي ‪:‬‬

‫التاريخ‬ ‫الدولة‬
‫‪9111‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪9161‬‬ ‫فنلندا‬
‫‪9161‬‬ ‫الدانمرك‬
‫‪9161‬‬ ‫الجمهورية الفدرالية األلمانية‬
‫‪9161‬‬ ‫السويد‬
‫‪9111‬‬ ‫اللوكسمبور‬
‫‪9119‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪9111‬‬ ‫ايرلندا‬
‫‪9119‬‬ ‫بريطانيا‬
‫‪9119‬‬ ‫ايطاليا‬
‫‪9119‬‬ ‫النمسا‬
‫‪9116‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪9116‬‬ ‫البرتغال‬
‫‪9111‬‬ ‫اليونان‬

‫المصدر ‪ :‬أوغريه – جورج الضريبة على القيمة المضافة مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫وبموجب ذلك لم يعد في المجموعة األوروبية رسم على الربح اإلجمالي غير الصافي لدى المؤسسات و‬
‫حلت محله ضريبة مستوحاة من الضريبة على القيمة المضافة الفرنسية و التي تصيب استهالكات األفراد و يتم‬
‫دفعها بحسب نظام المدفوعات المقسطة مع حسم الرسم من الرسم أو الضريبة من الضريبة و تؤدي بالتالي‬
‫على الصعيد االقتصادي إلى نفس النتيجة كم لو أنها تستوفى مرة واحدة في مرحلة البيع بالمفرق ‪ .‬و كان هناك‬
‫ثالثة مستويات للضريبة عادي و منخفض و مرتفع و كانت الحسومات مباشرة و استدركت عدة مراحل تتعلق‬
‫في شأن توسيع مجال الضريبة على القيمة المضافة و المتعلقة بالبيع بالمفرق و الزراعة و المؤسسات الصغيرة‬

‫جدول يبين آخر المعدالت المطبقة في دول أعضاء االتحاد األوروبي حتى عام ‪1191‬‬

‫المعدالت المتوقفة‬ ‫المعدالت‬ ‫المعدالت‬ ‫المعدالت المخفضة‬ ‫الدول األعضاء‬


‫‪parking rate‬‬ ‫المرتفعة‪Increased rate‬‬ ‫المثالية‬ ‫‪Reduced Rate‬‬ ‫والتواريخ‬
‫‪standard‬‬
‫‪rate‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬ ‫بلجيكا ‪9119/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪9111/9/9‬‬
‫‪1+11-11‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9111/91/9‬‬
‫‪1+11-11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪9119/1/9‬‬
‫‪1+11-11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6-9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪1+11-11‬‬ ‫‪696-9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9141‬‬
‫‪9111/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1+11-11‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91-6-9‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91-6-9‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91-6-9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91-6‬‬
‫‪9116/9/9‬‬
‫‪-‬‬
‫‪1111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫بلغاريا ‪9111/1/9‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9116/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬

‫‪Czech republic‬‬
‫‪9119/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1111/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬

‫‪31‬‬
‫‪1111/9/9‬‬
‫‪1191/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫دانمارك‪9161/1/9‬‬
‫‪9141‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9161/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/6/11‬‬
‫‪91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1411‬‬ ‫‪9111/1/11‬‬
‫‪91‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11411‬‬ ‫‪9116/9/9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/91/9‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/91/9‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/6/9‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ألمانيا ‪9161/9/9‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪141‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9161/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪641‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫استونيا ‪9119‬‬


‫‪91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9119‬‬
‫‪1111-1111‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1111/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫غريك‬
‫‪-‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6-9‬‬ ‫‪9111/9/9Greece‬‬
‫‪9111/9/9‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪96‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6-9‬‬ ‫‪9111/1/11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪9111/1/1‬‬
‫‪91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪1111/1/9‬‬

‫‪39‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1-141‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أسبانيا ‪9116/9/9‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6-9‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪96‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1191/1/9‬‬

‫‪99‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪96466‬‬ ‫‪6‬‬ ‫فرنسا ‪9161/9/9‬‬


‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪9146‬‬ ‫‪99499‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪9161/91/9‬‬
‫‪9146‬‬ ‫‪99.33‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪99499‬‬
‫‪9146‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪9119/9/9‬‬
‫‪9146‬‬ ‫‪1-141-1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪99499‬‬
‫‪9146‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪99499‬‬ ‫‪1-141-1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪99499‬‬
‫‪9146‬‬
‫‪9111/1/9‬‬
‫‪9146‬‬ ‫‪99-1-141-1-149‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪99499‬‬
‫‪9116/9/9‬‬
‫‪9146‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪99-1-141-1-149‬‬
‫‪9146‬‬ ‫‪9116/1/9‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪99-1-141-1-149‬‬
‫‪11-11‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪9111/1/91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪99-141-149‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪9111/91/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪99-141-149‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪99-141-149‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫‪9111/1/1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪99-141-149‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪141-149‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9111/1/99‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪141-149‬‬
‫‪9119/1/11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪141-149‬‬
‫‪9119/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪141-149‬‬
‫‪9111/1/9‬‬
‫‪1111/1/9‬‬

‫‪99499‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪96491‬‬ ‫‪1416-9‬‬ ‫ايرلندا ‪9111/99/9‬‬


‫‪99499‬‬ ‫‪96411‬‬ ‫‪9141‬‬
‫‪6411-9‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11-91‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9116/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91-9‬‬
‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91-9‬‬

‫‪10‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91-941‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪91-19‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91-941‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪91-19‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪19-149‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪91-19‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91-1-149‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪19‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91-1-1‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91-1-1-1‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91-141‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪91-141‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪19‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91-941‬‬ ‫‪9116/9/9‬‬
‫‪19‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪91-1-941‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪91-1-1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪19‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪91-149‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪9141-91-149‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪19‬‬
‫‪96‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪9141-91-141‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪9141‬‬
‫‪9141‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪9141-141‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪19‬‬
‫‪9141‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪9141-141‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪9141‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪9141-949‬‬ ‫‪9116/9/9‬‬
‫‪9141‬‬
‫‪1941‬‬
‫‪9141‬‬ ‫‪9141-946‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪19‬‬
‫‪9141‬‬
‫‪9141-1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪9141‬‬
‫‪9941‬‬ ‫‪9141-141‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪9941‬‬ ‫‪9141-149‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬
‫‪9941‬‬
‫‪9941‬‬ ‫‪9141-149‬‬ ‫‪1119/9/9‬‬
‫‪9941‬‬ ‫‪9141-149‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬
‫‪9941-141‬‬ ‫‪1119/9/9‬‬
‫‪9941-141‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬
‫‪9941-141‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬
‫‪9941-141‬‬ ‫‪1111/91/9‬‬
‫‪1191/9/9‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬ ‫إيطاليا ‪9119/9/9‬‬


‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪91‬‬
‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1-6‬‬ ‫‪9116/9/91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪9116/1/91‬‬

‫‪11‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1-6-9-9‬‬ ‫‪9116/91/19‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪91-1-6-9-9‬‬ ‫‪9111/1/1‬‬
‫‪91-91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪91-1-6-9-1-9‬‬ ‫‪9111/99/9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪91-91‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91-91-1-1‬‬ ‫‪9111/1/1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91-91-1-1‬‬ ‫‪9111/1/91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪9111/91/11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪91‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪96‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91-1-1‬‬ ‫‪9119/1/99‬‬
‫‪-‬‬
‫‪1-1‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪1-1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪91-1‬‬ ‫‪9111/1/11‬‬
‫‪91-1‬‬ ‫‪9111/91/9‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫قبرص ‪9111/1/9‬‬


‫‪1‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9119/91/9‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1111/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1111/1/9‬‬
‫‪91‬‬
‫‪1-1‬‬ ‫‪1119/9/9‬‬
‫‪1111/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لوتيفيا ‪9111/1/9‬‬
‫‪91‬‬
‫‪91‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1119/9/9‬‬
‫‪1‬‬
‫‪19‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1111/1/9‬‬
‫‪1111/9/9‬‬

‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫لتوانيا ‪9111/1/9‬‬


‫‪91‬‬
‫‪91‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪-‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1111/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪1119/9/9‬‬
‫‪1-1‬‬

‫‪12‬‬
‫‪1-1‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬
‫‪1111/1/9‬‬
‫لكسمبورغ ‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪6-9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪6-9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪6-9‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪91-1‬‬ ‫هنغاريا ‪9111/9/9‬‬


‫‪11‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪6-1‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪91-1‬‬
‫‪9111/9/9‬‬
‫‪11‬‬
‫‪91-1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬
‫‪91-1‬‬
‫‪1116/9/9‬‬
‫‪1‬‬
‫‪1116/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مالتا ‪9111/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪1111/9/9‬‬

‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نيذرالند‪9161/9/9‬‬


‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪9116/9/9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪9141‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪9141‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪9116/91/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪9111/9/9‬‬
‫‪9111/91/9‬‬
‫‪1119/9/9‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1‬‬ ‫استراليا ‪9119/9/9‬‬


‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9116/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1-99‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬

‫‪13‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪9111/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪9111/9/9‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪1-9‬‬ ‫بولندا ‪9119/9/1‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1‬‬ ‫البرتغال ‪9116/9/9‬‬


‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111/9/11‬‬
‫‪-‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91-1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪91-1‬‬ ‫‪9116/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91-1‬‬ ‫‪1111/6/1‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91-1‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1111/1/9‬‬
‫‪1111/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫رومانيا ‪9119/1/9‬‬
‫‪91‬‬
‫‪11‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪99‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬
‫‪1111/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سلوفينيا ‪9111/1/9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪141‬‬
‫‪1111/9/9‬‬
‫السلوفاك ‪sloak‬‬
‫‪9119/9/9 republic‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9116/9/9‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪1119/9/9‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪1111/9/9‬‬
‫‪91‬‬
‫‪1111/9/9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪1-91‬‬ ‫فنلندا ‪9111/6/9‬‬
‫‪11‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪6-91-91‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪11‬‬

‫‪11‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪1-91‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪1-91‬‬ ‫‪1111/91/9‬‬
‫‪1-99‬‬ ‫‪1191/1/9‬‬
‫‪99499‬‬ ‫‪1411-6491‬‬ ‫السويد ‪9161/9/9‬‬
‫‪91461‬‬
‫‪11469‬‬ ‫‪9411-1411‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪19416‬‬ ‫‪9411-99419‬‬ ‫‪9111/6/9‬‬
‫‪19419‬‬
‫‪9411-91411‬‬ ‫‪9111/1/1‬‬
‫‪19416‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪9461-99411‬‬ ‫‪9119/99/96‬‬
‫‪11‬‬
‫‪9411-91411‬‬ ‫‪9119/9/9‬‬
‫‪11‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪1491-99461‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪19‬‬
‫‪9119/9/9‬‬
‫‪91-19‬‬
‫‪9119/1/9‬‬
‫‪91-6‬‬
‫‪9116/9/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫المملكة المتحدة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/1/11‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/99/91‬‬
‫‪9141‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9116/1/91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9141‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/6/91‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9141‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9119/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9141‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪9111/1/9‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111/9/9‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪9111/1/9‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1111/91/9‬‬
‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫‪1191/9/9‬‬

‫المصدر ‪European Commission Taxation and Customs Union , VAT Rates Aplied :‬‬
‫‪in the Member States of the European Union, January 2010 .p 23.‬‬

‫ويوضح الجدول التالي ضرائب القيمة المضافة في العالم وتاريخ استحداث الضريبة في كل منها‪.‬‬

‫ضريبة القيمة المضافة الحالية حول العالم المعدالت و حدود التسجيل و اإليرادات‬

‫‪15‬‬
‫إيرادات ال‪VAT‬‬ ‫حد التسجيل بالدوالر األمريكي‬ ‫عام‬
‫معدالت موجبة‬ ‫المعدل‬
‫استحداث‬ ‫الدولة‬
‫نسبة مئوية من نسبة مئوية من‬ ‫أخرى ‪%‬‬ ‫المعياري‪%‬‬
‫خدمات‬ ‫أساسي‬ ‫الضريبة‬
‫‪GDP‬‬ ‫إيرادات الضريبة‬
‫‪141‬‬ ‫‪9641‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫روسيا‬
‫‪641‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫المملكة‬
‫المتحدة‬
‫‪641‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪61111‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪141-1-9‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪941‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪191111‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪99-6-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫الصين‬
‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫استراليا‬
‫‪641‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪11-11-1-9‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫تركيا‬
‫‪91-11-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫مصر‬
‫‪146‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪91-91-1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫المغرب‬
‫‪641‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪11-91-6‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫تونس‬
‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫األردن‬
‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪999111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫السودان‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫لبنان‬
‫‪941‬‬ ‫‪1949‬‬ ‫‪16111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪146‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪19611‬‬ ‫‪941-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫كوريا‬
‫‪---‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫تايوان‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫إثيوبيا‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫سيرالنكا‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫زمبابوي‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫ألبانيا‬
‫‪949‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫الجزائر‬
‫‪641‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪11-9141‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫األرجنتين‬
‫‪641‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫أرمينيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪1911‬‬ ‫‪91-91-91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫النمسا‬
‫‪149‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫أذربيجان‬
‫‪141‬‬ ‫‪9946‬‬ ‫‪91611‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫بنغالديش‬
‫‪141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫بربادوس‬

‫‪16‬‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫بيالروس‬
‫‪641‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪6911‬‬ ‫‪91-6-9‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫بلجيكا‬
‫‪146‬‬ ‫‪1946‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫بنن‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫بوليفيا‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫بتسوانا‬
‫‪146‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪- 1411 -11‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫البرازيل‪1/‬‬
‫‪91496‬‬
‫‪146‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫بلغاريا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫بوركينافاسو‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪61111‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫كمبوديا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫الكاميرون‬
‫‪146‬‬ ‫‪641‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫كندا‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫الرأس‬
‫األخضر‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫جمهورية‬
‫أفريقيا‬
‫الوسطى‬
‫‪941‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫تشاد‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫تشيلي‬
‫‪99-6-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫الصين‪9/‬‬
‫‪1141‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪-11-91-11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫كولومبيا‬
‫‪11-91‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫جمهورية‬
‫الكونغو‬
‫‪641‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫كوستاريكا‬
‫‪9149‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪6111‬‬ ‫‪9949‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫كوت ديفوار‬
‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫كرواتيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫قبرص‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪96111‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫الجمهورية‬
‫التشيكية‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9611‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫الدانمرك‬
‫‪949‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫الجمهورية‬
‫الدومينيكية‬

‫‪17‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪1946‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫إكوادور‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪-11-91-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫مصر‬
‫‪11‬‬
‫‪149‬‬ ‫‪1946‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫السلفادور‬
‫‪141‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪96111‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫استونيا‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫إثيوبيا‬
‫‪641‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫فيجي‬
‫‪141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪91-91-6‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫فنلندا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪141-149‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫فرنسا‬
‫‪149‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪9111111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫غابون‬
‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫غامبيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫جورجيا‬
‫‪641‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪61111‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫ألمانيا‬
‫‪941‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫غانا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫اليونان‬
‫‪941‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫غواتي ماال‬
‫‪141‬‬ ‫‪1949‬‬ ‫‪991111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫غينيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫هايتي‬
‫‪941‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫هندوراس‬
‫‪149‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫هنغاريا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫ايساندا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪91611‬‬ ‫‪91911‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫اندونيسيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪619111‬‬ ‫‪-91-946‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫ايرلندا‬
‫‪9141‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪199911‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪96-91-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫ايطاليا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9641‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫جامايكا‬
‫‪146‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪161111‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫اليابان ‪1/‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫األردن‬
‫‪141‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫كازاخستان‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫كينيا‬
‫‪146‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪19611‬‬ ‫‪941-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫كوريا‬
‫‪149‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫جمهورية‬
‫قيرغيزستان‬

‫‪11‬‬
‫‪146‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪91911‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫التفيا‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫لبنان‬
‫‪91-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫ليستو‬
‫‪141‬‬ ‫‪1641‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫ليتوانيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪91-6-9‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫لكسمبورغ‬
‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫مقدونيا‬
‫‪149‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫مدغشقر‬
‫‪141‬‬ ‫‪9641‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫مالوي‬
‫‪941‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪1911‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫مالي‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫مالطا‬
‫‪941‬‬ ‫‪1949‬‬ ‫‪16111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫موريتانيا‬
‫‪941‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫موريشيوس‬
‫‪941‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫المكسيك‬
‫‪641‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫مولدوفا‬
‫‪149‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫منغوليا‬
‫‪146‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪91-91-1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫المغرب‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫موزمبيق‬
‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫ناميبيا‬
‫‪149‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫نيبال‬
‫‪641‬‬ ‫‪9641‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫هولندا‬
‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪6-9‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫جزر األنتيل‬
‫الهولندية‬
‫‪141‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫نيوزلندا‬
‫‪9141‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫‪6-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫نيكاراغوا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫‪96111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫النيجر‬
‫‪941‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫نيجيريا‬
‫‪146‬‬ ‫‪1949‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫النرويج‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫باكستان‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫بنما‬
‫‪941‬‬ ‫‪146‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫بابوا غينيا‬
‫الجديدة‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫باراغواي‬

‫‪19‬‬
‫‪649‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫بيرو‬
‫‪941‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪91911‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫الفلبين‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪91 - 1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫بولندا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1949‬‬ ‫‪11611‬‬ ‫‪91-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫البرتغال‬
‫‪941‬‬ ‫‪9649‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪99-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫رومانيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫روسيا‬
‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫رواندا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1641‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫ساموا‬
‫‪641‬‬ ‫‪9149‬‬ ‫‪911111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫السنغال‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫صربيا‬ ‫صربيا والجبل‬
‫‪1119،11‬‬ ‫األسود‬
‫‪11‬‬
‫الجبل‬
‫األسود‬
‫‪1119‬‬
‫‪941‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪111111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪941‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪141‬‬ ‫‪1941‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫الجمهورية‬
‫السلوفاكية‬
‫‪9149‬‬ ‫‪1146‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫سلوفينيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪19911‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫شمال إفريقيا‬
‫‪641‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪919111‬‬ ‫‪1-1‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫اسبانيا‬
‫‪941‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪99111‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫سيرالنكا‬
‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪999111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫السودان‬
‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫سورينام‬
‫‪141‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪69911‬‬ ‫‪19-91-6‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫السويد‬
‫‪941‬‬ ‫‪9941‬‬ ‫‪941-1‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫سويس ار‬
‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪11-91‬‬ ‫‪141‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫تايوان‬
‫‪141‬‬ ‫‪1946‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫طاجيكستان‬
‫‪941‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫تنزانيا‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫تايالند‬
‫‪141‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪61111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫توغو‬
‫‪941‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫ترينيداد و‬
‫توباغو‬

‫‪50‬‬
‫‪641‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪19111‬‬ ‫‪11-91-6‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫تونس‬
‫‪641‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪11-11-1-9‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫تركيا‪1/‬‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫تركمنستان‬
‫‪941‬‬ ‫‪9946‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫أوغندا‬
‫‪641‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫أوكرانيا‬
‫‪641‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫المملكة‬
‫المتحدة‬
‫‪141‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪9161‬‬ ‫أوروغواي‬
‫‪146‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫أوزبكستان‬
‫‪149‬‬ ‫‪9146‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫فانواتو‬
‫‪941‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9119‬‬ ‫فنزويال‬
‫‪1‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪91-1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫فييت نام‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫فلسطين‬
‫‪141‬‬ ‫‪1141‬‬ ‫‪99111‬‬ ‫‪---‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫زامبيا‬
‫‪---‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫زمبابوي‬

‫المصدر ‪ :‬الضريبة على القيمة المضافة العصرية – مرجع سبق ذكره ‪111 ،‬‬

‫‪ -1‬جدول يبين االنتشار اإلقليمي لضريبة القيمة المضافة (عدد الدول المطبقة لل‪ VAT‬بدءا من العام المحدد) ‪:‬‬

‫أوروبة الوسطى‬
‫الجزر‬ ‫شمال إفريقيا‬ ‫اإلتحاد األوروبي‬ ‫آسيا والمحيط‬ ‫إفريقيا‬
‫األمريكتين‬ ‫ودول البلطيق‬
‫الصغرى‬ ‫والشرق األوسط‬ ‫والنرويج وسويس ار‬ ‫الهادي‬ ‫الوسطى‬
‫وروسيا (‪)9‬‬
‫‪)11( 1‬‬ ‫‪)16( 11‬‬ ‫‪)19( 6‬‬ ‫‪)16( 11‬‬ ‫‪)91( 91‬‬ ‫‪)11( 91‬‬ ‫‪)19(11‬‬ ‫‪ 1119‬نيسان‬
‫‪9‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9111‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9111‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪9161‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫قبل ‪9161‬‬

‫المصدر ‪ :‬ليام ابريل – مايكل كيين – جين بول بوديين‪ -‬فيكتوريا سومرز – الضريبة على القيمة المضافة‬
‫العصرية – صندوق النقد الدولي – ‪ – 1119‬ص ‪. 6‬‬

‫‪51‬‬
‫مالحظة‪ :‬األرقام بين قوسين هي العدد الكلي للدول في كل إقليم في أيلول ‪. 9111‬‬

‫(‪ )9‬دول البلطيق وروسيا والدول األخرى المشكلة لإلتحاد السوفييتي السابق ‪.‬‬

‫‪ -9‬جدول يبين المزايا المتغيرة للدول المطبقة لل ‪: VAT‬‬

‫من ‪ 9111‬إلى نيسان ‪1119‬‬


‫‪-9111‬‬
‫أوروبا الوسطى ودول بحر‬ ‫‪9111-9111‬‬
‫أخرى‬ ‫أفريقيا الوسطى‬ ‫‪9111‬‬
‫البلطيق وروسيا‬
‫‪99‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪11‬‬ ‫المطبقة ‪91‬‬ ‫الدول‬ ‫عدد‬
‫للضريبة خالل‬
‫‪14911‬‬ ‫‪14111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪14911‬‬ ‫حصة الفرد من الناتج ‪14611‬‬
‫بال‪$‬‬ ‫اإلجمالي‬ ‫المحلي‬
‫باألسعار الجارية (‪)9‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪91‬‬ ‫التعداد السكاني‬
‫( بالمليون )(‪)9‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪11‬‬ ‫االنفتاح (‪)1-9‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪11‬‬ ‫التعليم‬

‫المصدر‪ :‬ليام ابريل وآخرون – الضريبة على القيمة المضافة العصرية‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪.‬‬

‫(‪ )9‬هذه األرقام لعام ‪. 11،11،11‬‬


‫(‪ )1‬مقاسه ب ( الصادرات – الواردات ) ‪ ( /‬الناتج المحلي اإلجمالي * ‪) 1‬‬
‫(‪ )5‬في السودان‬

‫لقد بلغت حصيلة هذه الضريبة في السودان (وفق ما هو متوافر من إحصائيات) لعام ‪ 2110‬مبلغ ‪22.11‬‬
‫مليار دينار استحوذ النصيب األكبر منها والية الخرطوم و تم تقسيم هذه الحصيلة بين الحكومة االتحادية‬
‫‪ %25‬و الوالئية ‪ ، %35‬كما بلغت نسبتها من إجمالي الناتج المحلي في السودان لعام ‪ 2111‬نسبة ‪%0.2‬‬
‫[‪]02‬‬

‫‪52‬‬
‫الملحق رقم (‪)1‬‬

‫أمثلة على أثر إدخال الضريبة على القيمة المضافة على األسعار‬

‫الرقابة‬ ‫أية‬ ‫تغيرات‬ ‫التغير الفوري في‬ ‫أثر ذلك‬ ‫الضرائب‬ ‫تاريخ إدخال‬ ‫الدولة‬
‫على‬ ‫تغيرات‬ ‫ضريبية‬ ‫األسعار‬ ‫على‬ ‫الرئيسية‬ ‫الضريبة‬
‫األسعار‬ ‫أخرى‬ ‫أخرى‬ ‫اإليرادات‬ ‫التي تم‬
‫جارية‬ ‫جارية‬ ‫الذي‬ ‫عموما‬ ‫استبدالها‬
‫سببته‬ ‫بالنسبة‬
‫الضريبة‬ ‫المئوية‬
‫نعم‬ ‫رقابة‬ ‫ضرائب‬ ‫‪111‬‬ ‫‪141‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫يناير ‪9119‬‬ ‫النمسا‬
‫شديدة‬ ‫دخل‬ ‫متساوية‬ ‫تراكمية‬
‫على‬ ‫مخفضة‬ ‫على تجارة‬
‫االئتمان‬ ‫الجملة‬
‫نعم‬ ‫زيادة‬ ‫‪111‬‬ ‫‪146‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫يناير ‪9119‬‬ ‫بلجيكا‬
‫االجور‬ ‫متساوية‬ ‫تراكمية‬
‫على تجارة‬
‫الجملة‬
‫ال‬ ‫اسعار‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪141‬‬ ‫عائدات‬ ‫نظام‬ ‫اكتوبر‪9119‬‬ ‫بوليفيا‬
‫ضريبية‬ ‫مساوية‬ ‫حلقي‬
‫جديدة‬ ‫او زيادة‬ ‫متعدد‬
‫على‬
‫السلع‬
‫الترفيهية‬
‫و زيادة‬
‫في‬
‫الضريبة‬
‫على‬
‫االنتاج‬
‫ال‬ ‫مبيعات‬ ‫يناير ‪9161‬‬ ‫البرازيل‬
‫الوالية و‬
‫الضرائب‬
‫الصناعية‬
‫بالمحليات‬

‫‪53‬‬
‫ال‬ ‫زيادة‬ ‫زيادة‬ ‫تغير‬ ‫‪91641‬‬ ‫زيادة في‬ ‫ضريبة‬ ‫مارس‬ ‫شيلي‬
‫أسعار‬ ‫الضريبة‬ ‫طفيف‬ ‫العائدات‬ ‫تراكمية‬ ‫‪9111‬‬
‫المرافق و‬ ‫على‬ ‫على تجارة‬
‫تخفيف‬ ‫البنزين و‬ ‫الجملة‬
‫الرقابة‬ ‫على‬
‫على‬ ‫الدخل و‬
‫اإليجارات‬ ‫علة‬
‫الممتلكات‬
‫ال‬ ‫إلغاء‬ ‫تغيير‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫زيادة في‬ ‫‪VAT‬‬ ‫يناير‪9111‬‬ ‫كولومبيا‬
‫أكثر‬
‫كثير من‬ ‫الضريبة‬ ‫العائدات‬
‫بساطة‬
‫الحوافز‬ ‫على‬
‫الدخل و‬
‫العقارات‬
‫و إرباح‬
‫راس‬
‫المال‬
‫ال‬ ‫زيادة‬ ‫‪111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫زيادة في‬ ‫نظام‬ ‫يناير ‪9111‬‬ ‫كوستاريكا‬
‫ضرائب‬ ‫العائدات‬ ‫حلقي‬
‫االنتاج‬ ‫متعدد‬
‫المراحل‬
‫ال‬ ‫عائدات‬ ‫‪VAT‬‬ ‫يناير ‪9161‬‬ ‫كوت‬
‫على‬
‫مساوية‬ ‫ديفوار‬
‫المنتجين‬
‫الصناعيين‬
‫ال‬ ‫زيادة في‬ ‫خفض‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زيادة في‬ ‫ضريبة‬ ‫يوليو‪9161‬‬ ‫الدانمارك‬
‫التحويالت‬ ‫الضريبة‬ ‫العائدات‬ ‫على تجارة‬
‫و االجور‬ ‫على‬ ‫الجملة‬
‫الدخل‬
‫ال‬ ‫خفض‬ ‫خفض‬ ‫(‪)1.0‬‬ ‫‪141‬‬ ‫زيادة في‬ ‫كانت‬ ‫يوليو‪9111‬‬ ‫اإلكوادور‬
‫قيمة‬ ‫ضريبة‬ ‫العائدات‬ ‫‪VAT‬‬
‫ضريبة‬
‫العملة‬ ‫التعدين‬
‫جديدة تم‬
‫استبدالها‬
‫ببعض‬

‫‪51‬‬
‫الضرائب‬
‫على رقم‬
‫األعمال‬
‫في مجال‬
‫التعدين و‬
‫التصنيع‬
‫نعم بعد‬ ‫زيادة‬ ‫إلغاء‬ ‫‪9‬‬ ‫‪149‬‬ ‫عائدات‬ ‫نظام أبسط‬ ‫يناير ‪9161‬‬ ‫فرنسا‬
‫إدخال‬ ‫األجور‬ ‫اإلعفاءات‬ ‫مساوية‬ ‫لل‪VAT‬‬
‫‪VAT‬‬ ‫الضريبية‬
‫و تعديل‬
‫ضريبة‬
‫الدخل‬
‫تحت‬ ‫‪146‬‬ ‫‪941‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫يناير ‪9161‬‬ ‫جمهورية‬
‫الرقابة‬ ‫مساوية‬ ‫تراكمية‬ ‫ألمانيا‬
‫على تجارة‬ ‫الفيدرالية‬
‫التجزئة‬
‫ال‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪9‬‬ ‫زيادة في‬ ‫نظام‬ ‫يناير ‪9116‬‬ ‫هندوراس‬
‫العائدات‬ ‫حلقي‬
‫متعدد‬
‫المراحل‬
‫ال‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪941‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫ابريل‪9111‬‬ ‫اندونيسيا‬
‫مساوية‬ ‫انتاج‬
‫تحت‬ ‫خفض‬ ‫‪111‬‬ ‫‪141‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫نوفمبر‪9111‬‬ ‫ايرلندا‬
‫الرقابة‬ ‫التعريفة‬ ‫مساوية‬ ‫مبيعات‬
‫الجمركية‬ ‫على تجارة‬
‫الجملة و‬
‫التجزئة‬
‫ال‬ ‫زيادة في‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9141‬‬ ‫زيادة في‬ ‫ضرائب‬ ‫يوليو‪9116‬‬ ‫اسرائيل‬
‫األجور و‬ ‫العائدات‬ ‫مبيعات‬
‫اإلعفاءات‬ ‫مختلفة‬
‫الضريبية‬
‫ال‬ ‫زيادة في‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪649‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫يناير ‪9119‬‬ ‫إيطاليا‬
‫األجور‬ ‫متساوية‬ ‫مبيعات‬

‫‪55‬‬
‫بالحكومة‬
‫المركزية و‬
‫المحليات‬
‫نعم‬ ‫تخفيض‬ ‫تغير في‬ ‫تغيرات‬ ‫‪149‬‬ ‫عائدات‬ ‫ثماني‬ ‫يوليو ‪9111‬‬ ‫كوريا‬
‫سعر‬ ‫ضريبة‬ ‫طفيفة‬ ‫مساوية‬ ‫ضرائب‬
‫الفات‬ ‫االنتاج‬ ‫مبيعات‬
‫المفتوح و‬ ‫تمثل‬
‫هو ‪%99‬‬ ‫‪ %11‬من‬
‫إلى ‪%91‬‬ ‫اإليرادات‬
‫ال‬ ‫تغير في‬ ‫‪111‬‬ ‫‪141‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫يناير ‪9161‬‬ ‫المغرب‬
‫ضرائب‬ ‫مساوية‬ ‫تراكمية‬
‫الشركات‬ ‫على‬
‫و ضرائب‬ ‫اإلنتاج‬
‫اإلنتاج‬
‫نعم‬ ‫زيادة‬ ‫خفض‬ ‫‪941‬‬ ‫‪141‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫يناير ‪9161‬‬ ‫هولندا‬
‫األجور‬ ‫الضريبة‬ ‫مساوية‬ ‫تراكمية‬
‫على‬ ‫على تجارة‬
‫الدخل‬ ‫الجملة‬
‫ال‬ ‫خفض‬ ‫‪641‬‬ ‫‪141‬‬ ‫زيادة في‬ ‫ضريبة‬ ‫اكتوبر‬ ‫نيوزيالندا‬
‫الضريبة‬ ‫العائدات‬ ‫على تجارة‬ ‫‪9116‬‬
‫على‬ ‫الجملة‬
‫الدخل‬
‫ال‬ ‫تخفيض‬ ‫‪111‬‬ ‫‪111‬‬ ‫عائدات‬ ‫نظام‬ ‫يناير‪9111‬‬ ‫نيكاراغوا‬
‫الرسوم‬ ‫مساوية‬ ‫حلقي‬
‫الجمركية‬ ‫متعدد‬
‫المراحل‬
‫نعم‬ ‫زيادة‬ ‫تخفيض‬ ‫‪141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫خسائر‬ ‫ضريبة‬ ‫يناير ‪9111‬‬ ‫النرويج‬
‫التحوالت‬ ‫ضريبة‬ ‫مبيعات‬
‫و االجور‬ ‫الدخل و‬ ‫على‬
‫الضريبة‬ ‫‪ %61‬من‬
‫العقارية‬ ‫االستهالك‬
‫ال‬ ‫زيادة‬ ‫تخفيض‬ ‫(‪)949‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زيادة في‬ ‫ضريبة‬ ‫مارس‬ ‫بنما‬
‫اسعار‬ ‫ضريبة‬ ‫العائدات‬ ‫على تجارة‬ ‫‪9111‬‬

‫‪56‬‬
‫المرافق‬ ‫التمغة و‬ ‫الجملة‬
‫زيادة‬
‫ضرائب‬
‫اإلنتاج‬
‫ال‬ ‫(‪)9941‬‬ ‫‪1149‬‬ ‫زيادة في‬ ‫ضريبة‬ ‫يوليو‪9116‬‬ ‫بيرو‬
‫العائدات‬ ‫تراكمية‬
‫على‬
‫اإلنتاج‬
‫ال‬ ‫(‪)9‬‬ ‫‪91‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫يناير ‪9116‬‬ ‫البرتغال‬
‫مساوية‬ ‫مبيعات‬
‫تراكمية و‬
‫رسوم‬
‫ثانوية‬
‫ال‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫عائدات‬ ‫‪VAT‬‬ ‫مارس‬ ‫السنغال‬
‫على‬
‫مساوية‬ ‫‪9169‬‬
‫المنتجين‬
‫الصناعيين‬
‫تحت‬ ‫تغيرات‬ ‫‪1‬‬ ‫‪141‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫يناير ‪9161‬‬ ‫أسبانيا‬
‫الرقابة‬ ‫إدارية‬ ‫مساوية‬ ‫مبيعات‬
‫كبيرة‬ ‫تراكمية‬
‫ضريبة‬ ‫‪111‬‬ ‫‪946‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضريبة‬ ‫يناير ‪9161‬‬ ‫السويد‬
‫كسب‬ ‫مساوية‬ ‫مبيعات‬
‫العمل‬ ‫على تجارة‬
‫بسعر‬ ‫التجزئة‬
‫‪%9‬‬
‫لتعويض‬
‫الخسائر‬
‫في‬
‫الحصيلة‬
‫ال‬ ‫خصومات‬ ‫(‪)91‬‬ ‫‪11‬‬ ‫عائدات‬ ‫تسع‬ ‫يناير ‪9111‬‬ ‫تركيا‬
‫العاملين‬ ‫مساوية‬ ‫ضرائب و‬
‫بأجور‬ ‫رسوم على‬
‫متفاوتة و‬ ‫اإلنتاج‬

‫‪57‬‬
‫الكوبونات‬
‫البديلة‬
‫للنقود‬
‫تحت‬ ‫إلغاء‬ ‫‪141‬‬ ‫‪141‬‬ ‫خسائر‬ ‫ضريبة‬ ‫ابريل ‪9119‬‬ ‫المملكة‬
‫الرقابة‬ ‫الضريبة‬ ‫متعددة‬ ‫المتحدة‬
‫االنتقالية‬ ‫األسعار‬
‫على‬ ‫على تجارة‬
‫التوظيف‬ ‫الجملة‬
‫ال‬ ‫(‪)19‬‬ ‫‪6649‬‬ ‫عائدات‬ ‫ضرائب‬ ‫يناير ‪9161‬‬ ‫أوروغواي‬
‫مساوية‬ ‫على‬
‫المنتجين‬
‫الصناعيين‬
‫و تجار‬
‫الجملة و‬
‫تجار‬
‫التجزئة‬
‫المصدر ‪:‬‬

‫‪Alan A. Tait – value added tax international practice and problems, international‬‬
‫‪monetary, fund , Washington , dc. 1988,P194-196.‬‬

‫‪51‬‬
Abstract

The value –added tax is the most important tax development that has
happened in the twentieth century. the characteristics and properties of
this tax have made it a magnet for many countries. It has been proved
that VAT has ability to increase the tax revenues, make tax reforms,
keep abreast of the worldwide economic developments, and solve
problems of many countries which they have introduced it.

It has been proved that VAT system has important role to reform and
develop the tax administration according to the experiences of countries
where this system requires new and modern administrative means that
depend on robust sophisticated system of information, great possibility of
self –assessment, and voluntary compliance.

As Syria has been keen to apply VAT recently, this research has
examined the study of the effect of this tax introduction on the
economics and society, because every economic reflex is related to
social on .

It has been concluded that vat could help in directing the consumption
and savings policies by influencing the purchasing power. VAT affects
the consumptive expenditure and leads to decrease as a result of prices
raise accompanied by its. Its relation to the social justice is related to
how the government will do regressive treatment of this tax .

59
Syrian Arab Republic

University of Damascus
Faculty of Economics

Value added tax and its impact of economics and society in

Syrian

Presented to obtain the degree of doctorate in economics

prepared by

Nada Salem Hdeweh

supervisor by

Dr . Elias Najmeh

You might also like