You are on page 1of 66

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة محمد الصديق بن يحيى – جيجل‪-‬‬

‫كليـة العلـوم اإلقتصاديـة ‪ ،‬التجارية وعلـوم التسييـر‬

‫قسم العلوم التجارية‬

‫دروس في مقيـاس‬

‫الفسـاد وأخالقيـات العمل‬

‫مطبوعة موجهـة لطلبة السنة الثانية علوم تجارية‬

‫من إعداد الدكتور ‪ :‬عبد الحفيظ مسكين‬

‫السنة الجامعية ‪.6102/6102‬‬


‫د‪ .‬مسكين عبد الحفيظ‬ ‫محاضرات في الفساد وأخالقيات العمل‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫أ‪-‬د‬ ‫مقدمة‬
‫‪07‬‬ ‫أوال ‪ :‬جوهر الفساد‬
‫‪07‬‬ ‫‪ -1‬الفساد لغة‬
‫‪08‬‬ ‫‪ -2‬الفساد يف اإلصطالح‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -3‬الفساد يف الدين ( القرآن والسنة )‪.‬‬
‫‪06‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أنواع الفساد‬
‫‪06‬‬ ‫‪ -1‬الفساد طبقا للمجال الذي نشأ فيه ( املايل ‪ ،‬اإلداري ‪،‬األخالقي ‪ ،‬السياسي‪ ...‬إخل)‬
‫‪08‬‬ ‫‪ -2‬التقسيم من حيث إنتماء املنخرطني يف الفساد‬
‫‪08‬‬ ‫‪ -3‬التقسيم من حيث حجم الفساد‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -4‬التقسيم من حيث نطاق الفساد‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -5‬التقسيم من حيث طبيعة العالقة بني طرفيه‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -6‬التقسيم من حيث درجة التنظيم‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬مظاهر الفساد املايل واإلداري‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1‬الرشوة‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -2‬احملسوبية‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -3‬احملاباة‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -4‬الوساطة‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -5‬اإلبتزاز والتزوير‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -6‬هنب املال العام واإلنفاق الغري قانوين له ‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -7‬التباطؤ يف إجناز املعامالت ‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -8‬اإلحنرافات اإلدارية والظيفية والتنظيمية‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -9‬املخالفات اليت تصدر عن املوظف العام خالل تأديته ملهامه ‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫عدم إحرتام أوقات العمل‬ ‫‪-11‬‬
‫‪15‬‬ ‫إفشاء أسرار الوظيفة ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫‪15‬‬ ‫خمالفة القواعد املالية واألحكام املالية القانونية‬ ‫‪-12‬‬
‫‪16‬‬ ‫رابعا ‪ :‬أسباب الفساد اإلداري واملايل‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -1‬من وجهة نظر املنظرين‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -2‬األسباب العامة للفساد ‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫خامسا ‪ :‬آثار الفساد اإلداري واملايل ‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -1‬أثر الفساد اإلداري واملايل على النواحي اإلجتماعية‬
‫‪I‬‬
‫د‪ .‬مسكين عبد الحفيظ‬ ‫محاضرات في الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪20‬‬ ‫‪ -2‬تاثري الفساد اإلداري واملايل على التنمية اإلقتصادية‬


‫‪21‬‬ ‫‪ -3‬تاثري الفساد اإلداري واملايل على النظام السياسي واإلستقرار‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -4‬اآلثار اإلدارية للفساد اإلداري واملايل‬
‫‪21‬‬ ‫سادسا‪ :‬حماربة الفساد من قبل اهليآت واملنظمات الدولية واحمللية‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1‬منظمة الشفافية الدولية ‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -2‬إتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد اإلداري‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -3‬برنامج البنك الدويل ملساعدة الدول النامية يف مكافحة الفساد اإلداري ‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -4‬صندوق النقد الدويل‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -5‬اجلهود اجلزائرية ملكافحة الفساد‬
‫‪33‬‬ ‫‪ 1-5‬القانون رقم ‪ 11/16‬املؤرخ يف ‪ 21‬فرباير ‪ 2116‬املتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫‪35‬‬ ‫‪ 2-5‬اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد وكافحته‬
‫‪37‬‬ ‫‪ 3-5‬دور الضبطية القضائية يف مكافحة الفساد‬
‫‪38‬‬ ‫سابعا ‪ :‬طرق العالج وسبل حماربة ظاهرة الفساد‬
‫‪40‬‬ ‫ثامنا ‪ :‬مناذج لتجارب بعض الدول يف مكافحة الفساد‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -1‬التجربة اهلندية‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -2‬التجربة السنغافورية‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -3‬التجربة األمريكية‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -4‬جتربة هونغ كونغ‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -5‬التجربة املاليزية‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -6‬التجربة الرتكية‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -7‬التجربة اجلورجية‬
‫‪60‬‬ ‫اخلامتة‬
‫‪61-67‬‬ ‫قائمة املراجع‬

‫‪II‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫مقدمــة ‪:‬‬
‫الفساد ظاىرة متالزمة لإلنسان ‪،‬ظهرت بظهوره ‪ ،‬فال يكاد خيلو عصر من العصور من مظاىر الفساد ‪ ،‬وتعمل‬
‫األمم دائما على التصدي للفساد ألنو خيرجها عن احلياة ادلستقيمة ويهدد اجملتمع وبنيتو وبقائو ‪ ،‬فما ىلكت األمم‬
‫السابقة وال هتلك األمم احلالية والالحقة إال بالفساد ‪ ،‬فقد أخربنا القرآن الكرمي عن ىالك األمم السابقة بفسادىا ونبأنا‬
‫خبراب ديار األمم الالحقة نتيجة للفساد ‪.‬‬
‫قصد التحسيس مبخاطر الفساد وضرورة حماربتو ووضع ميكانيزمات لذلك عملت األمم ادلتحدة على وضع‬
‫إتفاقية دلكافحة الفساد تلزم من خالذلا الدول ادلصادقة عليها بضرورة التصدي للظاىرة مبوجب اإلتفاقية اليت دخلت حيز‬
‫التنفيذ يف الواحد والثالثون أكتوبر العام ‪ 3002‬حيث وقعت عليها ‪ 040‬دولة وصادقت عليها حلد اآلن ‪ 001‬دولة‬
‫‪.‬‬
‫اجلزائر صادقت بتحفظ على اإلتفاقية مبوجل ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 032-04‬ادلؤرخ يف ‪ 03‬أفريل ‪، 3004‬‬
‫ادلتضمن ا لتصديق بتحفظ على إتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد ادلعتمد من قبل اجلمعية العامة لألمم ادلتحدة‬
‫بنيويورك يوم ‪ 20‬أكتوبر ‪ ، 3002‬حيث تلتزم مبوجب اإلتفاقية على ضرورة منع الفساد وجعلو جرمية جنائية والتعاون‬
‫على مكافحتو واإللتزام بإعادة ادلسروقات ‪.‬‬
‫ويهدف ىذا ادل قياس إ ى اإلحاطة الااملة مبصلل الفساد وحماولة توعية اللالب مبخاطر الفساد وتوجيهو‬
‫لتجنب كل مظاىره وادلسامهة الفعالة يف مكافحتو مبختلف الوسائل ادلتاحة ‪ ،‬وذلك كون طالب اليوم ىو إطار الغد‪،‬‬
‫وبالتايل فتوعيتو مبخاطر الفساد ىو العمل على القضاء على الفساد يف العقول أوال على أن تكون النتائج مكافحة كل‬
‫مظاىر الفساد مستقبال ‪ .‬إحاطة بادلوضوع سنستعرض يف ىذا البحث اإلطار ادلفاىيمي للفساد وأنواعو ومظاىره ‪،‬‬
‫أسباب الفساد ادلايل واإلداري وأثاره على اجلوانب اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية ‪ ،‬واجلهود الدولية والوطنية دلكافحة‬
‫الفساد والوقاية منو وأخريا اإلشارة إ ى مناذج لدول جنحت يف مكافحة الفساد ‪.‬‬
‫وقد وضعت وزارة التعليم العايل والبحث العلمي عن طريق جلاهنا العلمية حمتوى مضبوط ذلذه ادلادة نتناولو‬
‫بالتفصيل من خالل احملاور التالية ‪4‬‬
‫أوال‪:‬جوهر الفساد ‪:‬‬

‫‪ -0‬الفساد لغ ًة‬
‫‪ -3‬الفساد اصلالحاً‬
‫‪ -2‬الدين والفساد‬

‫‌أ‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫ثانيا‪-‬أنواع الفساد‪:‬‬

‫‪ .0‬الفساد ادلايل‬

‫‪ .3‬الفساد اإلداري‬

‫‪ _2‬الفساد األخالقي‪.‬‬

‫‪ – 4‬الفساد السياسي‪.....‬إخل‬

‫ثالثا‪ -‬مظاهر الفساد اإلداري والمالي ‪:‬‬

‫‪ ‬الرشوة‬
‫‪ ‬احملسوبية‬
‫‪ ‬احملاباة‬
‫‪ ‬الوساطة‬
‫‪ ‬اإلبتزاز والتزوير‪.‬‬
‫‪ ‬هنب ادلال العام واإلنفاق غري القانوين لو‪.‬‬
‫‪ ‬التباطؤ يف إجناز ادلعامالت‪.‬‬
‫‪ ‬االحنرافات اإلدارية والوظيفية أو التنظيمية من قبل ادلوظف وادلسؤول‪.‬‬
‫‪ ‬ادلخالفات اليت تصدر عن ادلوظف العام أثناء تأديتو دلهام وظيفتو‪.‬‬
‫‪ ‬عدم احرتام أوقات ومواعيد العمل يف احلضور واالنصراف أو متضية الوقت يف قراءة الصحف واستقبال الزوار‪،‬‬
‫واالمتناع عن أداء العمل أو الرتاخي والتكاسل وعدم حتمل ادلسؤولية‬
‫‪ ‬وإفااء أسرار الوظيفة واخلروج عن العمل اجلماعي واحملاباة يف التعيني يف مناصب ادلسؤولية‪...‬‬
‫رابعا ‪-‬أسباب الفساد اإلداري والمالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أسباب الفساد من وجهة نظر المنظرين‪:‬‬

‫أكد منظري وباحثي علم اإلدارة والسلوك التنظيمي على وجود ثالث فئات حددت ىذه األسباب واليت ىي ‪4‬‬

‫‪ -‬حسب رأي الفئة األولى ‪:‬‬

‫‪-‬أسباب حضرية ‪.‬‬


‫‌ب‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪-‬أسباب سياسية ‪.‬‬

‫‪ -‬حسب رأي الفئة الثانية ‪:‬‬

‫‪-‬أسباب ىيكلية ‪.‬‬

‫‪-‬أسباب قيمية ‪.‬‬

‫‪-‬أسباب اقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬حسب رأي الفئة الثالثة ‪:‬‬

‫‪ -‬أسباب بايولوجية و فزيولوجية ‪.‬‬

‫‪ -‬أسباب اجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬أسباب مركبة ‪.‬‬

‫‪-2‬األسباب العامة للفساد‪ (.‬ضعف ادلؤسسات‪،‬تضارب ادلصاحل‪،‬السعي للرب السريع‪،‬ضعف دور التوعية بادلؤسسات‬
‫التعليمية ووسائل اإلعالم وغريىا‪...‬عدم تلبيق القانون بالاكل الصارم‪....،‬إخل‬

‫خامسا‪ -‬آثار الفساد اإلداري والمالي ‪:‬‬

‫‪ -‬اثر الفساد اإلداري وادلايل على النواحي االجتماعية‬

‫‪ -‬تأثري الفساد اإلداري وادلايل على التنمية االقتصادية‬

‫‪ -‬تأثري الفساد اإلداري وادلايل على النظام السياسي واإلستقرار‬

‫سادسا _محاربة الفساد من طرف الهيئات والمنظمات الدولية والمحلية‪:‬‬

‫‪ -‬منظمة الافافية الدولية‪4‬‬

‫‪ -‬اتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد اإلداري‬

‫‪ -‬برنامج البنك الدويل دلساعدة الدول النامية ىف حماربة الفساد االدارى‬

‫‪ -‬صندوق النقد الدويل‬

‫‌ج‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -‬الجهود الجزائرية لمكافحة الفساد( قانون حماربة الفساد‪،00-00‬ىيئة مكافحة الفساد‪،‬دور الضبلية القضائية يف‬
‫مكافحة الفساد‪...‬إخل)‬

‫سابعا‪-‬طرق العالج وسبل محاربة ظاهرة الفساد‪:‬‬

‫(اجلانب الديين‪ ،‬اجلانب التثقيفي وزيادة الوعي مبخاطرالفساد‪٠‬اجلانب السياسي‪،‬اجلانب االقتصادي‪،‬اجلانب التاريعي‪،‬اجلانب‬
‫القضائي ‪،‬اجلانب االدارى‪ ،‬اجلانب البارى ‪،‬اجلانب الرقايب‪،‬جانب ادلااركة ‪ ،‬جانب االنتماء والوالء )‬

‫ثامنا‪ -‬نماذج لتجارب بعض الدول في مكافحة الفساد‪:‬‬

‫‪ -‬التجربة اذلندية ‪ ،‬التجربة السنغافورية ‪،‬جتربة الواليات ادلتحدة األمريكية ‪،‬جتربة ىونغ كونغ ‪ ،‬التجربة ادلاليزية والتجربة‬
‫الرتكية‪.‬‬

‫الهدف من دراسة المقياس ‪ :‬توعية اللالب وحتسيسو من خلر الفساد‪،‬ودفعو للمسامهة فـي حماربتو‪.‬‬

‫‌د‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫أوال ‪ :‬جوهر الفساد‪.‬‬


‫واملراد يف هذا احملور حول اإلحاطة املفامهية مبصطلح الفساد ‪ ،‬لغة وإصطالحا ومن وجهة نظر اهليئات‬
‫واملنظمات الدولية وال حلية املهتمة بدراسة الظاهرة ‪.‬‬
‫‪-1‬الفساد يف اللغة ‪:‬‬
‫الفساد يف اللغة العربية ضد الصالح ‪ ،‬من فسد ‪ ،‬يفسد ‪ ،‬وفسد ‪ ،‬فسادا فسودا فهو فاسد وفسيد ‪ ،‬فنقول‬
‫تفاسد القوم مبعىن قطعوا األرحام ن واملفسدة خالف املصلحة ‪ ،‬واإلستفساد ضد اإلستصالح ‪ ،‬ويطلق العرب لفظ‬
‫الفساد على التلف والعطب ‪ ،‬واإلضطراب واجلذب والقحط ‪ ،‬فيقال فسد اللحم أي أننت ‪ ،‬ويقال فسد العقل ‪،‬‬
‫وفسدت األمور مبعىن أضطربت وأدركها اخللل ‪.‬‬
‫فالفساد هو خروج الشيء عن اإلعتدال ‪ ،‬قليال كان اخلروج عنه أو كثريا ‪ ،‬ويضاده الصالح ‪ ،‬ويستعمل‬
‫ذلك يف النفس والبدن واألشياء اخلارجة عن االستقامة ‪.‬‬
‫( ‪Moyens‬‬ ‫وال خيتلف ذلك عن اللغ ـات األخـرى فالفساد فـي اللغ ـة الفرنسية ورد أبنه رشـوة حاكم أو قاض‬
‫أو تشويه احلقيقة‬ ‫‪)Changement vicieux dans‬‬ ‫‪les‬‬ ‫‪textes‬‬ ‫‪ )de corrompre un‬أو حتريف نص (‬ ‫‪juge‬‬

‫( ‪ ، )dépravation de la vérité‬أو حتريق حليثيات عقد ( ‪ ، )dénaturation de contrat‬كما ورد أبنه اجلـور والظلم‬
‫واالضطهاد ( ‪ ، )oppression‬والظلم الواضح( ‪، )injustice‬أو التدمري واخلراب ( ‪ ، )destruction‬ويعين كذلك‬
‫االحنالل والتعفن ( ‪ ، )putréfaction‬السرقة ( ‪ ، )volerie‬واإلسراف والتبذير ( ‪ )extravagance‬أو خرق القوانني‬
‫( ‪ )violation des lois‬أو إغتصاب السلطة ( ‪.)Tyrannie‬‬

‫أما يف اللغة األجنليزية فله أيضا إستعماالت متعددة ‪ ،‬حيث اشتق مصطلح الفساد من الفعل الالتيين‬
‫( ‪ )rumpere‬والذي يعين كسر شيء ما ‪ ،‬وقد يكون هذا الشيء املكسر له مدلول مادي أو أخالقي أو إجتماعي‬
‫أو قاعدة إدارية ‪ ،‬ويرتبط الكسر ابحلصول على كسب مادي ‪.‬‬

‫فقد جاء يف قاموس ‪ Oxford‬أن املقصود ابلفساد هو تدهور القيم األخالقية ( ‪ )Immoral‬يف اجملتمع أو‬
‫لدى الفرد ‪ ،‬ويعين الفساد أيضا يف اللغة االجنليزية تضييع األمانة (‪ )Dishonesty‬بسبب إستعمال الرشوة ‪.‬‬

‫وتعـد الرشـوة ( ‪ )Bibery‬مـن أكثر املعاين تعبيـرا عـن الفساد فـي اللغة إلجنليزيـة بل تكاد تكون مرادفة هلا ‪،‬‬
‫كما تعين كلمة الفساد يف اللغة اإلجنليزية غياب النزاهة واالحتيال والغش ( ‪ ، )Fraud‬وإساءة إستعمال السلطة‬
‫والنفوذ ( ‪ ، )misuse of authority and power‬واحملسوبية والتحيز ( ‪. )Favoritism‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫وبناءا على ما سبق ميكن القول أنه هناك شبه إتفاق على أن الفساد يف اللغة هو نقيض الصلح ‪ ،‬وهو‬
‫خروج األشياء عن اإلعتدال‪ ،‬ففساد اآلالت يكون خبراهبا ‪ ،‬وفساد اجلسم مبرضه وفساد الثمار بفقدان طعمها ‪،‬‬
‫وفساد الدولة مبعىن ختليها وأحنرافها عن املهام املوكلة هلا وفقدان أمنها ورمبا وحدهتا ‪ ،‬فالفساد مرفوض عند كل سوي‬
‫الفطرة ‪ ،‬فاألصل أن اإلنسان السوي حيب الصالح ويكره الفساد‪.‬‬

‫‪ -2‬الفساد إصطالحا ‪.‬‬

‫تعددت التعاريف اإلصطالحية للفساد حبسب الزاوية اليت ينظر منها للفساد ‪ ،‬فالبنك الدويل عرف الفساد أبنه‬
‫سوء إستغالل السلطة العامة من أجل احلصول على مكاسب خاصة ‪ ،‬فالفساد من وجهة نظر البنك يكون يف‬
‫احلاالت التالية على سبيل املثال ‪:‬‬

‫‪ -‬قبول أو طلب رشوة من قبل املوظف العمومي بغرض تسهيل إجراءات إدارية لفائدة جهة ما أو تسريع‬
‫إجراءات عقود‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي رشاوى من القبل الشركات أو وسطائها لإلستفادة من إمتيازات تنافسية وحتقيق أرابح غري قانونية يف‬
‫األصل ‪.‬‬
‫‪ -‬إستغالل الوظيفة من أجل توظيف األقارب أو ترقيتهم بطرق غري شرعية ‪.‬‬

‫أما األمم املتحدة فقد أشارت إىل تعريف الفساد يف املشروع التمهيدي إلتفاقية األمم املتحدة ملكافحة‬
‫الفساد ‪ ،‬غري أن عدم اإلتفاق ع لى تعريف موحد للفساد جعلها ترتاجع عن تعريف الفساد وتربز يف اإلتفاقية‬
‫صور الفساد فقط كالرشوة وإختالس املمتلكات وإستغالل الوظيفة واملتاجرة ابلنقود والرشوة يف القطاع اخلاص‬
‫واإلثراء الغري مشروع ‪ ،‬وإعاقة السري احلسن للعدالة ‪ ...‬إخل ‪.‬‬

‫واملالحظ يف رؤية هيئة األمم املتحدة للفساد أهنا عددت مظاهر الفساد ووضعت اإلطار العام ملكافحة كل‬
‫ظاهرة وعلى الدول أن تضع ميكانيزمات الوقاية واملكافحة حسب ظروف وإمكانيات كل دولة ‪.‬‬

‫أما منظمة الشفافية الدولية وهي املنظمة العاملية اليت تعىن ابلفساد وجتتهد ملكافحته والوقاية منه فتعرف‬
‫الف ساد أبنـه " السلـوك الـذي ميـارسه املسؤولون يف القطاع العام أو القطاع اخلاص ‪ ،‬سواء كانوا سياسيني أو‬
‫موظفني إداريني هبدف إثراء أنفسهم أو أقارهبم بصورة غري قانونية وذلك من خالل سوء إستغالهلم للسلطة‬
‫املمنوحة هلم "‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫واملالحظ أن الفساد من وجهة نظر املنظمات السابقة هو إساءة إستغالل السلطة واإلستفادة من مزااي تلك‬
‫السلطة بطريقة غري شرعية لتحقيق مكاسب سواء للمسؤول أو ألحد أقاربه ‪.‬‬

‫‪-3‬الفساد يف الدين ( الكتاب والسنة )‪.‬‬

‫‪ 3-1‬الفساد يف القرآن الكرمي ‪.‬‬

‫جاء الفساد يف القرآن الكرمي مبختلف التصريفات مخسني مرة ‪ ،‬فأما الفعل فذكر يف مثانية عشر موضعا ‪،‬‬
‫كقوله تعاىل ‪ " ،‬فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا يف األرض وتقطعوا أرحامكم " حممد ‪ ،22‬أما املصدر فقد جاء يف‬
‫إحدى عشرة مرة منها قوله تعاىل " وهللا ال حيب الفساد " البقرة ‪.205‬‬

‫وجاءت آايت القرآن الكرمي منبهة إىل خماطر الفساد على شىت جماالت حياة املسلم ‪ ،‬نستعرض فيما يلي‬
‫بعض آايت القرآن الكرمي اليت تطرقت ملصطلح الفساد‪.‬‬

‫قال تعاىل‬

‫[البقرة‪.]30 :‬‬

‫وقال تعاىل‬

‫[البقرة‪.]205 :‬‬

‫وقال تعالـى‬

‫[األعراف‪.]127 :‬‬

‫وقال تعاىل‬

‫[البقرة‪.]27 :‬‬

‫‪10‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫وقال تعاىل‬

‫[البقرة‪.]205 :‬‬

‫وقال تعاىل‬

‫[املائدة‪.]32 :‬‬

‫ااااااااااااااا ل‬ ‫وقااااااااااااااا‬

‫[األعراف‪.]74 :‬‬

‫‪ 1-1-3‬بيان مدلوالت الفساد من خالل آايت القرآن‬

‫لقد أوردان حنو مخسني موضعاً لورود كلمة الفساد ومشتقاهتا يف القرآن الكرمي ‪ ،‬ويالحظ املرء أن هناك شبه‬
‫تالزم بني مصطلح الفساد وبني كلمة األرض‪ .‬وقد ورد هذا التالزم يف حنو أربعني آية‪ ،‬وهي بلغة احلساب مثانني ابملائة‬
‫تقريباً من جمموع اآلايت‪ ،‬والقرآن يستعمل مصطلح الفساد مبعىن أوسع يشمل الفساد العقدي والسلوكي واحلكمي‬
‫واألمين واملايل ‪.‬‬

‫والقرآن ال يستخدم مصطلح الفساد يف املعىن الشرعي اخلاص فقط‪ ،‬بل ينقل ذلك حكاية على ألسنة الظاملني‬

‫والعصاة يف وصفهم حلركة األنبياء والصاحلني كوصف أتباع فرعون لدعوة موسى بقوهلم‬

‫[األعراف‪.]127 :‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫وكقول بلقيس يف وصف امللوك‬

‫[النمل‪.]34 :‬‬

‫واترة جنـد مصطلح الفسـاد يف القرآن معرباً عن رأي السماء والشريعة يف وصف الطغاة أو اخلارجني عن الشريعة‬

‫كقوله تعاىل‬

‫[القصص‪.]83 :‬‬

‫ل‬ ‫و رة نجده م برا ً عن التحذير من عمل يؤدي إل الفس د كقوله‬

‫[األنف ‪.]73 :‬‬

‫وأطلق القرآن مصطلح الفساد على هتديد احلياة اآلمنة وترويع اآلمنني بقطع الطريق عليهم‪ ،‬وإزهاق أرواحهم‪،‬‬
‫وهنب أمواهلم‪ ،‬كما هو شأن العصاابت اإلجرامية‪ ،‬ومن يطلق عليه مجاعات النهب املسلح اليوم قال تعاىل‬

‫[املائدة‪.]33 :‬‬

‫وأطلقه على سفك الدماء وانتهاك العروض حني أورد ذلك القرآن يف التنديد بفعل فرعون وقومه‪ ،‬قـال تعـاىل‬

‫[القصص‪.]4 :‬‬

‫إن الشعور ابحلماية واألمن واالطمئنان من احلاجات األساسية يف أي جمتمع‪ ،‬وفقدانه فقدان للمعىن احلقيقي‬
‫للحياة‪ ،‬وإن شيوع ظاهرة االعتداء والتجاوز وسفك الدماء جتعل اجملتمع يعيش رعباً مما جيعل احلياة بدون أمل وغري‬

‫قابلة للتطور وجاء مصطلح الفساد يف القرآن كمقابل ملصطلح الصالح مثل قوله تعاىل‬

‫[األعراف‪ ،]56 :‬وقوله تعاىل‬

‫[الشعراء‪ ،]152 :‬وقوله تعاىل‬


‫‪12‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫[األعراف‪.]142 :‬‬

‫وجــاء مصــطلح الفســاد يف القــرآن مبعــىن القطيعــة ‪ ..‬قطيعــة األرحــام والتــدابر بــني املســلمني ‪ ...‬وقطــع كــل مــا أمــر‬

‫هللا ب ــه أن يوص ــل ق ــال تع ــالى‬

‫[الرعد‪.]25 :‬‬

‫[حممد‪.]22 :‬‬ ‫وقال تعاىل‬

‫والطغيان أحد مدلوالت الفساد يف القرآن قال تعاىل يف وصف آل فرعون قال تعاىل‬

‫[الفجر‪.]12-11 :‬‬

‫كما قلنا سابقا ‪َّ ،‬‬


‫فإن مدلول الفساد يف ألفاظ القرآن الكرمي مدلول شامل جلميع أنواع الفساد وصوره‪ .‬وقد‬
‫جعل الشرع احلنيف املعاصي‪ ،‬كل املعاصي‪ ،‬فساداً يف األرض‪ ،‬فكل املخالفات خروج عن جادة الصالح‪ ،‬واحنراف‬
‫عن الطريق املستقيم‪ ،‬سواء كانت هذه املخالفات يف جمال السلوك أو جمال اجلرائم اجلنائية أو احلقوق املدنية أو‬
‫احلقوق العامة‪.‬‬

‫‪1-2-3‬بيان أنواع الفساد من خالل آايت القرآن‬


‫على ضوء ما قلناه فإن الشرع احلنيف قد جعل كل املعاصي فساداً يف األرض فإن الفساد قد يكون يف العقيدة‬
‫فيكون فساداً عقدايً وهو أسوأ أنواع الفساد وصوره‪ ،‬وقد يكون أمنياً واجتماعياً‪ ،‬وقد يكون مالياً أو أخالقياً وهذه‬
‫الصور واألنواع نتناوهلا بقليل من الشرح‪.‬‬

‫• الفساد يف العقيدة ‪:‬‬

‫وهو فساد االعتقاد الذي هو أساس كل فساد ‪ ،‬فسعي اإلنسان تبع ملعتقده؛ فإذا كان املعتقد فاسداً كان‬

‫السعي فاسداً‪ ،‬وإذا كان املعتقد صحيحاً صاحلاً صلح سعيه‪ ،‬قال تعاىل‬

‫[البقرة‪ ،]11 :‬قال ابن عباس ـ رضي هللا عنهما ـ املراد ابلفساد‪:‬‬
‫الكفر‪ ،‬وقال غريه‪ :‬إنه النفاق الذي صادقوا به الكفار‪ ،‬واطّلعوهم على أسرار املؤمنني‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫وكل من الكفر والنفاق اعتقاد فاسد‪ ،‬يفسد به سلوك املرء فيسعى يف األرض فساداً ‪ ،‬وكيف يصلح من سلب‬
‫اإلميان من قلبه ؟ فالكفر والنفاق نوع من أنواع الفساد بل أقبح األنواع ألنه املؤثر على مسلك اإلنسان وسلوكه ‪.‬‬

‫• الفساد األمين واالجتماعي ‪.‬‬

‫األمن أساس النعم‪ ،‬ومن فقد األمن ال يشعر بسائر النعم ‪ ...‬يقول الرسول ص‪ ( :‬من أصبح منكم آمناً يف‬
‫سربه‪ ،‬معافاً يف بدنه‪ ،‬عنده قوت يومه‪ ،‬فكأمنا حيزت له الدنيا)‪ .‬فقدَّم األمن على الصحة والرزق ‪.‬‬

‫وكما أسلفنا فإن أغلب آايت القرآن اليت جاء فيها ذكر الفساد جاءت مرتبطة ابألرض اليت هي موطن اإلنسان‬
‫مفصل حتت تعبري اإلفساد يف األرض إىل ضماانت األمن االجتماعي خصوصاً‬‫وفيها نشاطه ‪.‬ويتعرض القرآن بشكل َّ‬

‫الداخلي منه يقول تعاىل‬

‫[املائدة‪ ،]33 :‬ويقول‬

‫[البقرة‪.]205 :‬‬

‫وأن هناك حاجات رئيسية وحقوقاً أساسية حيتاجها اجملتمع‪ ،‬وبدون حتققها ال ميكن أن يستمر حنو حتقيق أهدافه‬
‫‪ ،‬وهي حاجات طبيعية تفرضها ظروف اإلنسان الطبيعية من غذاء ‪ ،‬وسكن وسالمة وطمأنينة‪ ،‬وتعد حقوقاً أساسية‬
‫يف كل جمتمع ‪ ،‬وأي هتديد هلذه احلاجات أو خلل يف تلبيتها أو كفايتها يعد فساداً أمنياً واجتماعياً يه ِّّدد مسرية‬
‫اإلنسان ألداء رسالته‪.‬‬

‫• الفساد املايل ‪.‬‬

‫املالية‬ ‫البشر‬ ‫عالقات‬ ‫بتنظيم‬ ‫اإلسالم‬ ‫عين‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫احلياة‬ ‫عصب‬ ‫هو‬ ‫املال‬

‫[البقرة‪ ،]275 :‬ومن املفاهيم اليت تناوهلا القرآن منوذج غياب األمانة يف‬
‫األسواق‪ ،‬وسوء اإلنتاج متمثالً يف الغش والسرقة يف البيع‪ ،‬وعدم الصدق يف العقود ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫وأن املعامالت االقتصادية من بيع وشراء وإجارة ومضاربة وما شابه ذلك من أنواع التعامل املايل اليت هي عقود‬
‫بني الطرفني‪ ،‬إذا سادها جو الصدق‪ ،‬وعدم التجاوز على حقوق اآلخرين‪ ،‬والتزم كل طرف مبا يقتضيه العقد‪ ،‬فإن‬
‫التعامل االقتصادي والتجاري سوف يكون انشطاً وفاعالً وبعيداً عن اخلداع واالعتداء والغنب والتدليس‪ ،‬مما يعود على‬
‫السوق مبزيد من األموال‪ ،‬وينعكس ذلك أثراً فاعالً على شيوع قيم الثقة والصدق يف اجملتمع‪ ،‬مقابل قيم اجلشع والظلم‬
‫يعد أوضح صور‬ ‫واالعتداء والغش اليت تؤدي إىل زعزعة الروابط االجتماعية ومتاسك اجملتمع‪ ،‬ويهدد استقراره‪ ،‬مما ُّ‬
‫الفساد يف األرض‪.‬‬

‫• الفساد األخالقي ‪.‬‬

‫وهو من أخطر أنواع الفساد ألنه َتع ٍّّد على العروض‪ ،‬خادش لشعور الناس‪ .‬وقد نظم هللا العالقة اجلنسية فقصرها‬

‫على الزواج‪ ،‬وجعل غري ذلك تعدايً‪ ،‬قال تعاىل يف وصف املؤمنني‬

‫[املؤمنون‪.]7-5 :‬‬

‫فالزان نوع من أنواع الفساد األخالقي مشني ويذكر القرآن نوعاً من الفساد األخالقي ضمن دعوات قوم لوط‬
‫وقوم شعيب‪ ،‬فالقرآن يعترب أن عمل قوم لوط من صور الفساد يف األرض‪ ،‬وهذا العمل الشائن يؤدي ابإلضافة إىل‬
‫األمراض املختلفة إىل هتديد النسل‪ ،‬واستمرار الوجود البشري‪ ،‬األمر الذي ال حيتاج إىل مزيد بيان‪.‬‬

‫واملوضوع يطرح يف حضارة اليوم حتت عنوان‪( :‬املشكلة اجلنسية) اليت أصبحت معلماً ابرزاً وسيئاً وخطرياً ال‬
‫سيما يف احلضارة الغربية اليت تريد أن حتكم العامل اليوم‪ ،‬واجلنسية املثلية اليت يريد الغرب أن يقننها كظاهرة إنسانية‬
‫مقبولة‪ ،‬يعتربها القرآن من صور ومناذج الفساد يف األرض‪.‬‬

‫هذه الظاهرة خراهبا يعُ ُّم األرض اآلن مبا أفرزته من أمراض عجيبة مثل األيدز (طاعون العصر) ولعل هذه‬
‫املشكلة وتعقدها تعترب معلماً يف حساب درجة اإلفساد يف األرض ‪ ،‬وما تعيشه حضارة الغرب اليت تلقي بظالهلا‬
‫السيئة على كل العامل‪ ،‬وهي منوذج جلي الهنيار اجملتمع وفساده وتفككه ‪.‬‬

‫واإلحصاءات آلاثر هذه الظاهرة متأل الصحف وتفيض هبا اجملالت ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫• الفساد البيئي ‪.‬‬

‫إن قضااي البيئة واجهت البشر يف أخرايت القرن املاضي ‪ ،‬والتلوث البيئي أصبح هاجساً جلميع األمم املتقدمة‬
‫وغريها‪ ،‬وأصبحت مكوانت البيئة من مكان وهواء وماء مهددة ابلفساد واالستهالك‪ ،‬وجيمع املختصون أن السلوك‬
‫البشري يعترب أول مهددات البيئة ابإلسراف والتبذير والتلوث‪.‬‬

‫ولعلنا جند اإلشارة هلذا يف قوله تعاىل‬

‫[الروم‪.]41 :‬‬

‫وقد أوىل الشرع احلنيف أمور البيئة كل العناية‪ ،‬فمن مبادئ الشرع عدم اإلسراف يف استهالك كل شيء‪ ،‬فمثالً‬
‫هنى عن اإلسراف يف املاء‪ ،‬ولو كان ذلك يف الطهارة‪ ،‬ولو كان املتوضي على ضفة هنر جار ‪ .‬ومحى املاء من التلوث‪،‬‬
‫فنهى عن البول يف املاء‪ ،‬وعن التبول يف أماكن الناس ومواردهم‪ ،‬وإن االعتداء على البيئة نوع من أنواع الفساد ‪.‬‬

‫‪ 2-3‬الفساد يف السنة النبوية الشريفة ‪.‬‬

‫وردت أحاديث كثرية تتحدث عن الفساد واملفسدين ‪،‬لعل أمهها ما يلي ‪:‬‬

‫• حديث النعمان بن بشري رضي هللا عنهما قال مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول " احلالل بني‬
‫واحلرام بني وبينهما متشاهبات ال يعلمها كثري من الناس ‪ ،‬فمن أتقى الشبهات إستربأ لدينه وعرضه ‪ ،‬ومن‬
‫وقع يف الشبهات كراع يرعى حول احلمى ‪ ،‬يوشك أن يواقعه ‪ ،‬أال وأن لكل ملك محى ‪ ،‬أال وأن محى هللا يف‬
‫أرضه حمارمه ‪ ،‬أال وأن يف اجلسد مضغة أذا صلحت صلح اجلسد كله ‪ ،‬وإذا فسدت فسد اجلسد كله ‪ ،‬أال‬
‫وهي القلب " احلديث أخرجه البخاري ‪.‬‬
‫• حديث معاوية بن قرة ‪ ،‬عن أبيه رضي هللا عنهما قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " أذا فسد أهل‬
‫الش ام فال خري فيكم ‪ ،‬ال تزال طائفة من أميت منصورين ال يضرهم من خذهلم حىت تقوم الساعة " أخرجه‬
‫أمحد وقال األلباين حديث حسن صحيح ‪.‬‬
‫• حديث معاوية بن ايب سفيان رضي هللا عنهما قال مسعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول " إمنا األعمال‬
‫كالوعاء إذا طاب اسفله طاب أعاله ‪ ،‬وأذا فسد أسفله فسد أعاله" أخرجه أبن ماجة يف سننه ‪ ،‬وصححه‬
‫االلباين ‪.‬‬
‫• حديث سهل بن سعد الساعدي رضي هللا عنه قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " إن اإلسالم بدا‬
‫غريبا وسيعود غريبا ‪ ،‬فطوىب للغرابء ‪ ،‬قالوا ايرسول هللا وما الغرابء ؟ قال الذين يصلحون عن فساد الناس " ‪،‬‬
‫أخرجه الرتميذي يف سننه ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫• حديث أيب الدرداء رضي هللا عنه قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " أال أخربكم أبفضل من درجة‬
‫الصيام والصالة والصدقة ‪ ،‬قالوا بلى ‪ ،‬قال صالح ذات البني فإن فساد ذات البني هي احلالقة " أخرجه‬
‫الرتميذي يف سننه وقال األلباين صحيح‬
‫• حديث أيب أمامة الباهلي رضي هللا عنه عن النيب صلى هللا عليه وسلم قال " أن األمري أذا أبتغى الريبة يف‬
‫الناس أفسدهم " احلديث أخرجه أبو داوود يف سسنه ‪.‬‬
‫• وقوله صلى هللا عليه وسلم " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ‪ ،‬االّ تفعلوا تكن فتنة يف األرض‬
‫وفساد كبري " رواه الرتميذي يف سننه ‪.‬‬
‫وابلرجوع إىل مدلوالت الفساد يف السنة النبوية تتلخص فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تلف االشياء وذهاب نفعها ‪.‬‬
‫‪ -‬تغري احلال من صالح إىل فساد ‪.‬‬
‫‪ -‬فساد ذات البني ‪.‬‬

‫ختاما هلذا احملور ميكن القول أن الفساد هوكل عمل خمالف لإلعتدال سواء يف السياسة أو الثقافة أو اإلقتصاد أو‬
‫يف األخالق ‪ ،‬ويف أي جمال من جماالت احلياة ‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬أنـواع الفساد ‪.‬‬

‫الفساد ظاهرة اجتماعية و سياسية و اقتصادية‪ ،‬يكاد ال خيلو منها أي جمتمع و إن اختلفت خطورهتا من جمتمع آلخر‪ ،‬و للفساد‬
‫عدة أنواع و تصنيفات ختتلف ابختالف املعايري اليت على أساسها يتم التصنيف‪ ،‬سوف نقتصر على بعضها نظرا لتعددها‪.‬‬

‫‪ -1‬الفساد طبقا للمجال الذي نشأ فيه (اجملال الذي ينتشر فيه أو نشاطه) ‪:‬‬

‫يعترب هذا املعيار من أهم املعايري اليت تتم االستناد عليها لتحديد أنواع الفساد على اإلطالق‪ ،‬و يقسم الفساد تبعا‬
‫هلذا املعيار إىل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ 1-1‬الفساد املايل ‪ :‬و يتمثل يف جممل االحنرافات املالية‪ ،‬و خمالفة القواعد و األحكام املالية اليت تنظم سري العمل‬
‫املايل يف الدولة و مؤسساهتا‪ ،‬و خمالفة التعليمات اخلاصة أبجهزة الرقابة املالية‪.‬‬

‫و تتنوع مظاهر الفساد املايل لتشمل ‪ :‬غسل األموال و التهرب الضرييب‪ ،‬تزييف العملة النقدية ‪....‬‬

‫‪ 2-1‬الفساد اإلداري ‪ :‬و يقصد به جمموعة االحنرافات اإلدارية و الوظيفية أو التنظيمية‪ ،‬و كذا املخالفات اليت‬
‫تصدر عن املوظف العام أثناء أتديته ملهام وظيفته ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪3-1‬الفساد األخالقي ‪ :‬هو ذلك الفساد الذي يؤدي ابملرء إىل االحنطاط يف سلوكياته بصورة جتعله ال حيكم عقله‪،‬‬
‫الذي ميزه هللا به عن غريه من املخلوقات‪ ،‬فيستسلم لنزواته و رغباته فينحط بذلك إىل أقل الدرجات و املراتب‪ ،‬و‬
‫ينتج عن ذلك انتشار الرذيلة و الفاحشة‪ ،‬و السلوكات املخالفة لآلداب ‪.‬‬

‫‪ 4-1‬الفساد السياسي ‪ :‬للفساد السياسي عدة تعريفات منها ‪ :‬تعريف املوسوعة احلرة "ويكيبداي" و اليت تعرفه كما‬
‫يلي ‪" :‬هو إساءة استخدام السلطة العامة من قبل النخب احلاكمة ألهداف غري مشروعة‪ ".‬كما عرفته هيئة األمم‬
‫املتحدة أبنه ‪" :‬استغالل السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة" أو هو تغليب مصلحة صاحب القرار على مصاحل‬
‫اآلخرين ‪.‬‬

‫و يعترب اجملال السياسي من أوسع امليادين اليت يتفشي الفساد و يستشري فيها‪ ،‬و هو األساس و النواة لبقية‬
‫أنواع الفساد‪ ،‬و ذلك راجع إىل كون الذي بيده صنع القرار هو الذي يتحكم يف مصائر الناس ماليا و ثقافيا و‬
‫تربواي‪ ...،‬اخل و املناهج و القوانني و االقتصاد و اإلدارة اليت حتكم و تسري اجملتمع كلها حتت سيطرته ‪.‬‬

‫و للفساد السياسي ع ـدة مظاهر أمهـ ها احلكم الشمويل للفساد‪ ،‬غياب الدميقراطية‪ ،‬فقدان املشاركة‪ ،‬فساد‬
‫احلكام‪ ،....‬و يقسم الفساد السياسي إىل عدة أقسام منها ‪ :‬فساد القمة‪ ،‬فساد السلطة التشريعيـة و التنفيذية‪ ،‬و‬
‫الفساد االنتخايب ‪.‬‬

‫‪ 5-1‬الفساد الثقايف ‪ :‬و يقصد به خروج أي مجاعة عن الثوابت العامة لدى األمة‪ ،‬مما يفكك هويتها و إرثها‬
‫الثقايف‪ ،‬و هو عكس األنواع األخرى من الفساد يصعب اإلمجاع على إدانته أو سن تشريعات جترمه‪ ،‬لتحصنه وراء‬
‫حرية الرأي و التعبري و اإلبداع ‪.‬‬

‫‪ 6-1‬الفساد االجتماعي ‪ :‬هو اخللل الذي يصيب املؤسسات االجتماعية اليت أوكل هلا اجملتمع تربية الفرد و تنشئته‪،‬‬
‫كاألسرة و املدرسة و اجلامعات و مؤسسات العمل‪ ،‬كما أن التنشئة الفاسدة تؤدي حتما إىل فساد اجتماعي‬
‫مستقبلي‪ ،‬يتمثل يف عدم تقبله الوالء الوظيفي‪ ،‬و عدم احرتام الرؤساء و عدم تنفيذ األوامر و اإلخالل ابألمن العام ‪.‬‬

‫‪ 7-1‬الفساد القضائي ‪ :‬و هو االحنراف الذي يصيب اهليئات القضائية‪ ،‬مما يؤدي غلى ضياع احلقوق و تفشي‬
‫الظلم‪ ،‬و من ابرز صوره ‪ :‬احملسوبية و الواسطة‪ ،‬و قبول اهلدااي و الرشاوى‪ ،‬و شهادة الزور‪ ،‬و الفساد القضائي هبذا‬
‫الشكل هو من أخطر ما يهلك احلكومات و الشعوب‪ ،‬ألن القضاء هو السلطة اليت يعول عليها الناس إلعادة‬
‫حقوقهم املهضومة ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ 8-1‬الفساد االقتصادي ‪ :‬و يتعلق هذا النوع من الفساد ابملمارسات املنحرفة و االستغاللية و االحتكارات‬
‫االقتصادية و قطاعات األعمال‪ ،‬اليت تستهدف حتقيق منافع اقتصادية خاصة على حساب مصلحة اجملتمع مبا ال‬
‫يتن اسب مع القيمة املضافة اليت تسهم هبا‪ ،‬و حتدث هذه املمارسات نتيجة غياب الرقابة أو نتيجة ضعف الضوابط و‬
‫القواعد احلاكمة و املنظمة للمناخ االقتصادي ‪.‬‬

‫كما انه احلصول على منافع مادية و أرابح عن طريق أعمال منافية للقيم و األخالق و القانون‪ ،‬كالغش‬
‫التجاري و التالعب يف األسعار من خالل افتعال أزمات يف األسواق و الرشاوى اليت متنحها الشركات األجنبية‪،‬‬
‫هتريب األموال‪ ،‬الفساد اجلمركي‪ ،‬التهرب اجلمركي‪...‬إخل ‪.‬‬

‫‪ -2‬وفق انتماء األفراد املنخرطني يف الفساد ‪.‬‬

‫هنا ميكن التمييز بني نوعني‪ ،‬فساد القطاع العام و القطاع اخلاص ‪.‬‬

‫فساد القطاع العام ‪:‬‬ ‫‪2-1‬‬

‫و يعترب هذا النوع من الفساد اشد عائقا للتنمية على مستوى العامل‪ ،‬و هو استغالل النشاط العام خاصة يف‬
‫تطبيق أدوات السياسات املالية و املصرفية‪ ،‬مثل التعريفات اجلمركية و االئتمان املصريف و اإلعفاءات الضريبية ألغراض‬
‫خاصة‪ ،‬حيث يتواطأ املوظفون العموميون معا لتحويل الفوائد و الرسوم ألنفسهم بدال من حتويلها خلزينة الدولة مثال‪،‬‬
‫بطرق خمتلفة كاالختالس و السرقة و الرشوة‪ ...‬و غريها‪.‬‬

‫‪ 2-2‬فساد القطاع اخلاص ‪:‬‬

‫يتمثل فساد القطاع اخلاص يف استغالل نفوذه بفضل ما ميلكه من مال للتأثري على السياسات احلكومية‪ ،‬و‬
‫يظهر أ يضا يف شكل هدااي و رشاوى من قبل القطاع اخلاص مقابل إعفاءات و إعاانت تقدم من طرف القطاع‬
‫العام‪ ،‬و هو ما يرتتب عليه تغري السياسات احلكومية و احنرافها حنو طبقة معينة من األفراد و هي املؤسسات اخلاصة‬
‫و رجال األعمال و األثرايء علة حساب طبقة البسطاء و الفقراء‪ ،‬و ينتشر هذا النوع من الفساد عندما تتميز‬
‫األسواق هبياكل قانونية غامضة‪ ،‬و تكون سيادة القانون فيها معطلة و حيثما تسمح القوانني مبمارسة السلطة عن‬
‫طريق االحتكار‪ ،‬و اليت ال ختضع للرقابة و السيطرة ‪.‬‬

‫‪ -3‬من حيث حجم الفساد ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫و ميكن التمييز بني نوعني من الفساد حسب هذه الزاوية و مها الفساد الكبري و الصغري ‪.‬‬

‫‪ 1-3‬الفساد الكبري ‪:‬‬

‫يرتبط هذا النوع من الفساد ابلصفقات الكربى يف املقاوالت و جتارة السالح‪ ،‬و احلصول على التوكيالت‬
‫التجارية للشركات الدولية الكربى املتعددة اجلنسيات‪ ،‬و يطال غالبا هذا النوع من الفساد كبار املسئولني يف الدولة و‬
‫صناع القرار‪ ،‬و هناك عدة أمثلة على الفساد الكبري كاالستيالء على املال العام‪ ،‬من خالل سحب القروض الضخمة‬
‫من البنوك‪ ،‬و تسهيل حصول رجال األعمال من القطاع اخلاص و مسئولني يف السلطة على قروض بفوائد منخفضة‬
‫و بدون أي ضماانت‪ ،‬و التزوير يف احملررات الرمسية بفضل النفوذ لالستيالء على املمتلكات العامة و غريها‪ ،‬و يتسم‬
‫هذ ا النوع من الفساد بكونه منظما‪ ،‬و عادة ما ينتشر يف الدول الضعيفة‪ ،‬و اليت تعاين من غياب القواعد و‬
‫التنظيمات اليت حتكم عملها‪،‬و من غياب قضاء مستقل و مساءلة و حماسبة و يرتبط الفساد الكبري ابلفساد الدويل‪،‬‬
‫حيث تقوم الفئات املمارسة هلذا النوع من الفساد بتحويل جزء كبري من املعوانت و املساعدات و القروض اليت‬
‫تقدمها بعض اهليئات الدولية هبدف متويل التنمية إىل حساابت مصرفية خارجية‪ ،‬ما يعمل على تضخيم حساابت‬
‫كبار املسئولني بينما يعاين اآلخرون من الفقر و التخلف و اآلفات األخرى ‪.‬‬

‫و قد أطلق دانيال كوفمان و هو خبري يف البنك الدويل على هذا الشكل من الفساد ابالستحواذ على الدولة‬
‫حيث ربطه مبن يدعون أعضاء القلة احلاكمة الذين يتالعبون بتشكيل السياسة و حىت بصياغة القواعد األساسية‬
‫البازغة للعبة من أجل حتقيق منافع جوهرية خاصة‪ ،‬و اعترب هذا النوع من الفساد من أكثر املشاكل خبثا و استعصاء‬
‫يف االقتصاد السياسي لإلصالح ‪.‬‬

‫‪ 2-3‬الفساد الصغري ‪:‬‬

‫و يشري إىل كافة أشكال الفساد الصغرية اليت تعرب عن سلوك شخصي أكثر مما تعرب عن نظام عام ابملنظمة‪،‬‬
‫و يقوم به عادة صغار املوظفني عرب االختالسات الصغرية و تلقي الرشاوى و غريها‪ ،‬و يتسم بكونه غري منظم يف‬
‫أغلب األحيان‪ ،‬و قد يكون اهلدف منه تيسري اإلجراءات املعقدة‪ ،‬توفري اخلدمات الروتينية و لكن قد يكون سببا يف‬
‫تعقيد اإلجراءات ‪ .‬و ال ميكن القول أبن الفساد الصغري أقل أثرا من الفساد الكبري‪ ،‬إذ قد يكون له أثرا ابلغا يف تركيبة‬
‫اجملتمع و على الطبقات الفقرية‪ ،‬فضال عن صعوبة السيطرة عليه عندما ينتشر يف جمتمع ما خاصة و أن آلليات‬
‫الفساد كالرشوة تتم بطرق سرية و ال ميكن كشفها يف أغلب األحيان ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -4‬من حيث نطاق الفساد ‪.‬‬

‫ابلنظر إىل الفساد من زاوية نطاق ممارسته‪ ،‬فيما إذا كان يتم داخل حدود البلد أو يتجاوزها فإنه يقسم إىل ‪:‬‬

‫‪ 1-4‬الفساد احمللي ‪:‬‬

‫و هو الفساد الذي يتم داخل حدود البلد‪ ،‬و يقتصر على أطراف حمليني و يتم عادة عند التقاء القطاع‬
‫اخلاص ابلقطاع العام يف معاملة ما‪ ،‬و قد يكون الطرفان من القطاع العام‪ ،‬فاحلكومة عادة ما تقوم بشراء مواد و‬
‫مستلزمات من السوق احمللية بكميات كبرية‪ ،‬و تطرح عددا من املشروعات للتنفيذ عرب مناقصات يتقدم هلا القطاع‬
‫اخلاص احمللي‪ ،‬و قد يتم رشوة بعض املسئولني احلكوميني للحصول على هذه الصفقات‪ ،‬مما خيل بقواعد املنافسة بني‬
‫وحدات القطاع اخلاص‪ ،‬كما يؤدي إىل زايدة تكاليف هذه املشروعات‪ ،‬و من مث زايدة األسعار‪ ،‬بسبب إضافة قيمة‬
‫الرشاوى املدفوعة إىل تكاليف املشروع ما حيمل الدولة نفقات إضافية ‪.‬‬

‫‪ 2-4‬الفساد الدويل ‪:‬‬

‫و هو الفساد الذي يتجاوز حدود الدولة‪ ،‬و ذلك عند تعامل الدولة مع أطراف خارجية حيث تقوم‬
‫احلكومات يف الدول النامية بشراء معدات و مستلزمات و جتهيزات من اخلارج‪ ،‬و قد يتم دفع الرشاوى و العموالت‬
‫للتعاقد مع شركات معينة دون أخرى‪ ،‬مما يدفع الشركات األجنبية إىل دفع عموالت كبرية للحصول على املناقصات‬
‫اخلارجيـ ة و االمتيازات يف الدول النامية‪ ،‬و يتم ذلك بصفة خاصة يف الصفقات الكربى املتعلقة ابلنشاط االستخراجي‬
‫و مشروعات البنية األساسية و صفقات السالح ‪ ...‬و غريها ‪.‬‬

‫‪ -5‬من حيث طبيعة العالقات بني طريف الفساد ‪.‬‬

‫ميكن تقسيم الفساد من حيث العالقة بني أطرافه إىل فساد قصري (جربي) و فساد آتمري ‪.‬‬

‫‪ 1-5‬الفساد القصري ‪:‬‬

‫يف هذه احلالة جيرب املستهلك أو طالب اخلدمة على دفع الرشوة و إال أتخر حصوله اخلدمة و تعطلت‬
‫مصاحله‪ ،‬و رمبا ال يستطيع احلصول عليها‪ ،‬و يف هذه احلالة تكون العالقة بني املوظفني الذين حيصلون على الرشوة و‬
‫طالب اخلدمة عالقة متناقضة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ 2-5‬الفساد التآمري ‪:‬‬

‫قد يكون هناك تعاون بني طريف الفساد‪ ،‬كما يف حالة دفع مبالغ ملوظفي اجلمارك للسماح بدخول السلع‬
‫اخلاضعة للضريبية اجلمركية بدون تقاضي هذه الضريبية أو ختفيضها عما هو مقرر و يعتمد العائد من ذلك على القوة‬
‫التفاوضية لطريف العالقة مع خسارة احلكومة و االقتصاد عموما إيراد الضرائب‪ ،‬و من مثة نقص تغطية النفقات‬
‫العامة‪ ،‬و يعرف هذا الفساد ابلفساد التآمري أو اإلتفاقي حيث يتفق أطراف الفساد على جتنب الدفع للحكومة و‬
‫دفع مبلغ أقل للموظف احلكومي ‪.‬‬

‫و يف األخري ميكن القول أن هناك عدة تصنيفات للفساد‪ ،‬فايل جانب التصنيفات السابق ذكرها ميكن أن‬
‫يصنف الفساد حسب الفئة املمارسة له إىل فساد القمة و الفساد املؤسسي ( املؤسسة التشريعية واملؤسسة التنفيذية )‬
‫و قد مت اإلشارة له من خالل أمناط الفساد‪ ،‬كما قد يصنف إىل فساد عارض ( استثنائي ) و فساد منظم ( ممتد)‪ ،‬و‬
‫ال ميكن الفصل بني هذه األنواع املختلفة من الفساد‪ ،‬فهنالك تداخل و تشابك و تعقيد فيما بينها تشكل بذلك‬
‫نسيج عنكبويت متداخل اخليوط ‪.‬‬

‫‪ -6‬الفساد حسب درجة التنظيم‬

‫هناك ثالث أنواع رئيسية للفساد حسب هذا املعيار هي ‪ :‬العرضي أو الصغري‪ ،‬و املنظم‪ ،‬و الشامل‪ ،‬و فيما يلي‬
‫تفصيل كل نوع ‪.‬‬

‫‪ 1-6‬الفساد العرضي ‪:‬‬

‫و هذا التعبري يشري إىل كافة أنواع الفساد الصغرية و العرضية‪ ،‬اليت تعرب عن السلوك الشخصي أكثر مما تعرب‬
‫عن نظام عام ابإلدارة‪ ،‬و هذا مثل االختالس‪ ،‬و احملسوبية‪ ،‬و احملاابة‪ ،‬سرقة األدوات املكتبية‪ ،‬أو بعض املبالغ‬
‫الصغرية‪.‬‬

‫‪ 2-6‬الفساد املنظم ‪:‬‬

‫و هو ذلك النوع الذي ينتشر يف اهليئات و املنظمات و اإلدارات املختلفة من خالل إجراءات و ترتيبات‬
‫مسبقة و حمددة‪ ،‬تعرف من خالهلا مقدار الرشوة و آلية دفعها و كيفية إهناء املعاملة‪ ،‬مبعىن أن يدير العمل برمته شبكة‬
‫مرتابطة للفساد‪ ،‬يستفيد و يعتمد كل عنصر منها على اآلخر ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ 3-6‬الفساد الشامل ‪:‬‬

‫و هو هنب واسق النطاق لألموال و املمتلكات احلكومية عن طريق صفقات ومهية‪ ،‬أو تسديد أمثان سلع‬
‫صورية‪ ،‬حتويل ممتلكات عامة إىل مصاحل خاصة بدعوى املصلحة العامة‪ ،‬الرشاوى‪...‬‬

‫اثلثا ‪ :‬مظاهر الفساد اإلداري واملايل ‪.‬‬

‫للفساد اإلداري و املايل العديد من املمارسات اليت تعرب عن الظاهرة‪ ،‬و عادة ما تكون متشاهبة و متداخلة و‬
‫ميكن تقسيمها إىل األشكال التالية ‪:‬‬

‫الرشـوة ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫عرف الفقه الرشوة أبهنا متاجرة املوظف أبعمال وظيفته عن طريق طلب أو قبول أو تلقي ما يعرضه صاحب‬
‫احلاجة مقابل أداء خدمة أو االمتناع عن أدائها ‪ ،‬و عرف القانون اجلزائري مرتكب الرشوة من خالل املادة ‪ 127‬من‬
‫قانون العقوابت على أنه " يعد مرتشيا و يعاقب ابحلبس من سنة إىل ‪ 5‬سنوات و بغرامة مالية ترتاوح من ‪ 500‬إىل‬
‫‪ 5000‬دج لكل عامل أو مندوب أبجر أو مرتب على أي صورة كانت طلبا أو قبل عطية‪ .....‬إال أن من شأن‬
‫وظيفته أن تسهل له أداءه أو كان من املمكن أن سهله له ‪.‬‬

‫و الرشوة ليست بظاهرة عابرة أو عرضية ‪ ،‬و إمنا هي ظاهرة مؤثرة يف االقتصاد بدليل اخلسائر النامجة يف‬
‫الواقع عن دفع الرشوة اليت تعد فادحة و ال نظري هلا إىل احلد الذي ميكن أن يرهن مستقبل الكثري من األجيال ‪ ،‬و‬
‫تظهر الرشوة يف نظام املنافسة االحتكارية ألن االحتكار جيرب املستهلك على تغيري أولوايت سلوكه االقتصادي سعرا‬
‫أعلى من سعر التكلفة إال أن هذا السعر ال يذهب إىل املنتجني بل إىل طرف وسيط يف التبادل جنم عن تصرفه تزايد‬
‫احلاجة للسلطة أو اخلدمة يف السوق ‪.‬‬

‫‪ -2‬احملسوبية ‪:‬‬

‫احملسوبية هي إصرار ما تؤيده التنظيمات من خالل نفوذهم دون استحقاقهم له أصال و يرتتب عن انتشار ظاهرة‬
‫احملسوبية شغل الوظائف العامة أبشخاص غري مؤهلني مما يوثر على اخنفاض كفاءة اإلدارة يف تقدمي اخلدمات و زايدة‬
‫اإلنتاج ‪.‬‬

‫‪-3‬احملابـاة‬

‫يقصد ابحملاابة تفضيل جهة على أخرى بغري وجه حق كما يف منح املقاوالت و عقود االستئجار واالستثمار‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫و تعترب احملاابة و احملسوبية من أكثر مظاهر الفساد خطورة و األصعب عالجا يرتتب عنها آاثر سلبية تنعكس على‬
‫حياة اجملتمعات نتيجة لتلك املمارسات ‪ ،‬و من أمثلة ذلك ما شهدته احملاكم املصرية لواحدة من أشهر قضااي الفساد‬
‫سنة ‪. 1997‬‬

‫كما أن التحيز و احملاابة لطبقة ما و العتبارات عرقية أو عقائدية يؤدي إىل شق الوحدة الوطنية و غرس العداء‬
‫و احلقد يف النفوس و إضعاف ثقتهم بنزاهة اإلدارة و عدالتها ؛‬

‫‪-4‬الوساطة ‪:‬‬

‫و تعد من الظواهر االجتماعية العامة اليت تسود معظم اجملتمعات ‪ ،‬و تعرف على أهنا تدخل شخص ذو مركز‬
‫و نفوذ لصاحل من ال يستحق التعيني ‪ ،‬أو إحالة العقد ‪ ،‬أو إشغال املنصب ‪ ،‬و ترجع أسباب الوساطة إىل ‪:‬‬

‫‪ -‬دور التنظيمات البريوقراطية الرمسية و واجباهتا و إمكانياهتا ؛‬


‫‪ -‬التفاوت االجتماعي و االقتصادي لفئات اجملتمع ؛‬
‫‪ -‬مستوى انتشار التعليم ؛‬

‫و تظهر الوساطة يف اجملتمعات اليت تسود فيها عدة عوامل مثل ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم وضوح النظام و القوانني للتنظيمات العامة و اخلاصة ؛‬


‫‪ -‬عالقة املواطنني ابملنظمة اليت يتعاملون معها ‪ ،‬فهناك عالقة عكسية بني الثقة و اللجوء للوساطة ؛‬
‫‪ -‬شيوع فكرة أن لكل قاعدة استثناء و منها الوساطة ‪.‬‬

‫‪-5‬اإلبتزاز والتزوير ‪.‬‬

‫االبتزاز هـو احلصول على أموال من طرف معني يف اجملتمع مقابل تنفيذ مصاحل مرتبطة بوظيفة الشخص املتصف‬
‫ابلفساد ‪ ،‬والتزوير يتعلق بتحريف حمتوى الواثئق الرمسية واحملررات اإلدارية بغية احلصول على منافع شخصية وقد يكون‬
‫لطمس احلقائق أو للهروب من املتابعات القضائية وطمس األخطاء اإلدارية ‪ ،‬ومثال ذلك تزوير اتريخ امليالد مثال‬
‫لإلستفادة سواءا من زايدته أو نقصانه ( الزايدة لبلوغ سن العمل مثال ‪ ،‬والنقصان للهروب من العدالة والعقاب حبجة‬
‫عدم البلوغ )‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -6‬هنب املال العام واإلنفاق الغري قانوين له‪.‬‬


‫يظهر الفساد أيضا يف صورة االعتداء على املال العام ‪ ،‬و هو ذلك االعتداء الصادر من أصحاب الوظيفة العامة‬
‫لتعدد و تزايد حاالت اختالس املال العام ‪ ،‬و الذي يقع على مبالغ كبرية خاصة يف جمال الصفقات العمومية و‬
‫االستثمارات عموما‪.‬‬

‫كما يعد اإلنفاق الغري قانوين للمال العام من أبرز العوامل اليت تقود إىل تبديد الثروة القومية و يتمثل صوره يف‬
‫منح الرتاخيص و اإلعفاءات الضريبية و اجلمركية لألشخاص و الشركات الغري مؤهلة قانونيا أو الغري كفاءة ‪ ،‬و بدون‬
‫وجه حق ‪ ،‬و بشكل غري نزيه و غري عادل ‪ ،‬هدفه إرضاء من هم يف السلطة أو لتحقيق املصاحل املتبادلة ؛‬

‫و تبني يف العديد من حاالت االختالس أنه بعد االستيالء على املال العام يلجأ املسؤولون إىل هتريب تلك‬
‫األموال إىل اخلا رج بسرية ‪ ،‬و تكون مبنأى عن اسرتدادها أو من أن متتد يد العدالة إليها عن طريق التصرف فيها‬
‫صوراي أو ظاهراي إىل الغري الزوجة أو األبناء ‪.‬‬

‫‪-7‬التباطؤ يف إجناز املعامالت ‪.‬‬

‫واملقصود هنا هو ذلك املظهر املتعلق بال مباالة املوظف العمومي وإستهتاره ابملواطنني أو اهليئات املفرتض أن‬
‫يقدم هلا اخلدمة املنوطة به واملكلف هبا قانوان فنجده ال يقوم بعمله يف الوقت املناسب مما يضيع حقوق األفراد‬
‫واجلماعات ‪ ،‬بل وقد يؤدي ذلك إىل اىل العصيان اإلجتماعي ما يهدد اإلستقرار اإلجتماعي والسياسي للدول ‪،‬‬
‫وغالبا ما يكون التباطؤ بنية اإلبتزاز واحلصول على منافع شخصية لإلسراع يف إجناز املعامالت ‪.‬‬

‫‪-8‬اإلحنرافات اإلدارية والوظيفية أو التنظيمية من قبل املوظف املسؤول‪.‬‬

‫‪-9‬املخالفات اليت تصدر عن املوظف العام أثناء أتديته ملهام وظيفته ‪.‬‬

‫‪ - 10‬عدم إحرتام أوقات العمل ومواعيد العمل يف احلضور واإلنصراف او أتدية الوقت يف قراءة الصحف‬
‫‪ ،‬وأستقبال الزوار واإلمتناع عن العمل أو الرتاخي أو التكاسل وعدم حتمل املسؤولية ‪:‬‬

‫و يظهر بعدم التزام املوظف وقت العمل ‪ ،‬أو حبسب تفضيل العالقات فإنه بذلك يصرف وقتا هو ملك‬
‫للدولة فيلحق الضرر ابملراجعني من خالل سرقته لوقتهم و أتخريه و إجناز معامالهتم ‪ ،‬مما يؤدي إىل ظهور الفساد‬
‫اإلداري و املايل ألن املراجع سيلجأ يف مثل هذه احلالة إىل البحث عن مصادر غري قانونية لتسوية معامالته حىت قبل‬
‫املراجعة‬
‫‪25‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫كما أن ختوف املوظفني و عدم حتملهم املسؤولية يدفعهم إىل جتزئة إجراءات املعاملة الواحدة بني عدة أشخاص‬
‫‪ ،‬العتقادهم أبن زايدة عدد متخذي القرار يتناسب عكسيا مع احتمال التعرض للمسؤولية ‪ ،‬على الرغم من أن قرار‬
‫بعض املعامالت ال يتحمل على أساسه املوظف أي مسؤولية ‪.‬‬

‫‪-11‬إفشاء أسرار الوظيفة واخلروج عن العمل اجلماعي واحملاابة يف التعيني يف مناصب املسؤولية ‪.‬‬

‫اخلروج عن العمل اجلماعي أو اإلنفراد ابلعمل واخلروج عن العمل املؤسسايت اجلماعي كثريا ما يوقع املصاحل‬
‫واإلدارات واهليئآت يف مشاكل قد تؤدي إىل ضياع حقوق الناس ورمبا اللجوء إىل القضاء ‪ ،‬ألن األعمال الفردية مهما‬
‫يكن صاحبها ففيها نقصان ‪ ،‬والعمل اجلماعي أكثر مصداقية واقل خطأ ‪.‬‬

‫كما أن إفشاء السر امل هين يعترب من مظاهر الفساد نظرا ملا قد ينجر عنه من خماطر سواءا على املستوى الفردي‬
‫أو اجلماعي ‪ ،‬فالطبيب الذي يفشي سر مريضه قد يضره من الناحية املعنوية أمام اجملتمع واملوظف الذي يفشي أسرار‬
‫عمله أو أسرار شخصية متعلقة بزمالء العمل يضر ابلتأكيد ابإلنسجام داخل املؤسسات ‪ ،‬وقد أعترب املشرع اجلزائري‬
‫إفشاء او حماولة إفشاء السر املهين كخطأ جيب معاقبة مرتكبه ‪.‬‬

‫‪ -12‬خمالفة القواعد املالية و األحكام املالية القانونية ‪:‬‬

‫إن امليل حنو خمالفة القواعد و األحكام املالية املنصوص عليها يف القانون أو داخل املنظمة و حماولة جتاوزها ‪،‬‬
‫و اعتبار ذلك نوع من الوجاهة أو دليل على النفوذ و السلطة هو أحد املظاهر البارزة للفساد اإلداري و املايل الذي‬
‫يتعايش معه السلوك اإلنساين إىل درجة حتول الفساد من جمرد سلوك يتقبله البعض إىل سلوك معتمد و مربر من قبل‬
‫األكثرية و كنتيجة لذلك تسود الرغبة يف خمالفة أحكام القانون و اخلروج عن ضوابطه للحصول على املنافع الشخصية‬
‫اليت ختدم مرتكبيه ‪ ،‬و من أبرز املخالفات شيوعا االحتيال و التهرب اجلبائي الذي يضعف ميزانية الدولة ‪ ،‬و التهرب‬
‫اجلمركي الذي خيل من تنافسية الشركات و حيرم الدولة من اإليرادات ‪ ،‬و هتريب األموال الذي يقلل من ثقة املستثمر‬
‫األجنيب و احمللي ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬أسباب الفساد اإلداري واملايل ‪.‬‬

‫هناك جمموعة من األسباب اليت أدت إىل بروز ظاهرة الفساد وانتشارها يف خمتلف اجملتمعات‪ ،‬فقد أكد منظري‬
‫وابحثي علم اإلدارة والسلوك التنظيمي على وجود ثالث فئات حددت هذه األسباب واليت هي ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫أساب الفساد من وجهة نظر املنظرين ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ 1-1‬أسباب الفساد اإلداري حسب رأي الفئة األوىل‪:‬‬

‫‪ 1-1-1‬األسباب احلضرية ‪ :‬وتعين إن سبب بروز ظاهرة الفساد اإلداري هو وجود فجوة كبرية بني القيم احلضرية‬
‫السائدة يف اجملتمع وبني قيم وقواعد العمل الرمسية املطبقة يف أجهزة الدولة لذلك ستكون هناك حاالت خمالفة لقيم‬
‫وقواعد العمل الرمسية تعد استجابة طبيعية للنظام ألقيمي احلضري ‪.‬كما أهنا تبدو حتركا طبيعيا لتقليص الفجوة بني‬
‫قيم قواعد العمل الرمسية ‪.‬‬

‫‪ 2-1-1‬األسباب السياسية ‪ :‬إن حمدودية قنوات التأثري غري الرمسية على القرارات اإلدارية إضافة إىل ضعف العالقة‬
‫مابني اإلدارة واجلمهور وانتشار الوالءات اجلزئية ‪.‬كل هده احلاالت من شأهنا أن تؤدي إىل بروز الفساد اإلداري ‪.‬‬

‫‪ 2-1‬أسباب الفساد اإلداري حسب رأي الفئة الثانية ‪:‬‬

‫‪ 1-2-1‬أسباب هيكلية ‪ :‬وتعزى األسباب اهليكلية إىل وجود هياكل قدمية لألجهزة اإلدارية مل تتغري على الرغم‬
‫من التطور الكبري والتغري يف قيم وطموحات األفراد ‪،‬وهذا له أثره الكبري يف دفع العاملني إىل اختاذ مسالك وطرق‬
‫تعمل ستار الفساد اإلداري بغية جتاوز حمدودايت اهلياكل القدمية وما ينشأ عنها عن مشاكل تتعلق ابإلجراءات‬
‫وتضخم األجهزة اإلدارية املركزية ‪.‬‬

‫‪ 2-2-1‬أسباب قيمية ‪ :‬إن الفساد اإلداري حيدث نتيجة الهنيار النظام ألقيمي للفرد أو اجملموعة ‪.‬‬

‫‪ 3-2-1‬أسباب اقتصادية ‪ :‬لعل من أهم هده األسباب هو عدم العدالة يف توزيع الثروة يف اجملتمع والذي من‬
‫شأنه أن يولد فئات ذات ثراء كبري و أخرى حمرومة‪.‬‬

‫‪ .3-1‬أسباب الفساد اإلداري حسب رأي الفئة الثالثة‬

‫إن أهم أسباب الفساد اإلداري هي‪:‬‬

‫‪ 1-3-1‬أسباب ابيولوجية وفزيولوجية‪ :‬وهي مجيع األسباب اليت دافعها األويل واألساسي هو ما اكتسبه الفرد عن‬
‫طريق الوراثة وكل ما يتعلق ابخللفية السابقة من حياته وما تركته من أاثر سلوكياته وتصرفاته‬

‫‪ 2-3-1‬أسباب اجتماعية ‪ :‬وهي مجيع األسباب اليت تنشأ نتيجة للتأثريات البيئية واالجتماعية ‪.‬‬

‫‪ 1-3-2‬أسباب مركبة ‪ :‬وهي مجيع األسباب اليت تظهر نتيجة لتفاعل اجملموعتني السابقتني من األسباب‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫األسباب العامة للفساد‬ ‫‪-2‬‬


‫‪ 2-1‬ضعف املؤسسات ‪:‬‬

‫واملقصود هنا ضعف املؤسسات الوقائية والرقابية على حد سواء فال املؤسسات الوقائية قدرت على التحسيس‬
‫مبخاطر الفساد والوقاية منه وال املؤسسات الرقابية قامت بدورها واكتشفت مواطن الفساد قبل إستفحاله وال‬
‫املؤسسات القضائية قامت مبعاقبة املفسدين ليكونوا عربة لآلخرين وكلها عوامل تقود إىل إنتشار الفساد ‪.‬‬

‫‪ 2-2‬تضارب املصاحل ‪:‬‬

‫واملقصود بتضارب املصاحل ذلك املوقف الذي تتأثر فيه موضوعية وإستقاللية قرار املوظف أثناء قيامه أبعماله‬
‫مبصلحة شخصية مادية أو معنوية هتمه هو شخصيا أو هتم أحد أقاربه أو أصدقائه املقربني ‪ ،‬أو عندما يتأثر أدائه‬
‫للوظيفة إبعتبارات شخصية مباشرة أو غري مباشرة أو مبعرفته ابملعلومات اليت تتعلق إبختاذ القرار ‪.‬‬

‫وعلى املوظف يف هذه احلاالت أن يلتزم ابلعمل املؤسسايت من خالل إلتزامه ابلعدالة والنزاهة واملسؤولية‬
‫واإلفصاح ملسؤوليه عن ذلك التعارض وإظهار التشدد أمام األهل واألقارب وإبداء عدم قبوله احملاابة والوساطة‬
‫واحملسوبية ‪.‬‬

‫‪ 2-3‬السعي للربح السريع ‪:‬‬

‫غالبا ما يكون السعي للربح السريع وجتاوز اخلطوات العملية واملوضوعية للربح سببا من أسباب الفساد فاملوظف‬
‫الذي ال يقنع أبجرته الشهرية حتت أي حجة من احلجج كضعف القدرة الشرائية أو زايدى اإللتزامات العائلية ‪ ،‬قد‬
‫ختلق لديه رغبة يف الربح السريع وحتقيق مكانة إجتماعية قد يلجا للرشوة لتحقيق ذلك وابلتايل يقع الفساد ‪.‬‬

‫‪ 2-4‬ضعف دور التوعية ابملؤسسات التعليمة واإلعالم واملساجد ‪:‬‬

‫واملقصود هنا أنه من بني أسباب إستفحال ظاهرة الفساد هو عدم قيام الوسائط اإلعالمية والتعليمية ابلدور‬
‫املنوط هبا يف التحذير من خماطال الفساد على الفرد واألسرة واجملتمع من كل النواحي اإلقتصادية ‪ ،‬اإلجتماعية ‪،‬‬
‫السياسية ‪ ...‬إخل ‪ ،‬فقيام األسرة ابلرتبية السليمة لألبناء وحتذيرهم من الفساد بل وإستشعارهم مبخاطر الفساد ‪،‬‬
‫وتكملة املدرسة واملعلم هلذا املنهج يف الوقاية من الفساد ومكافحته جيعل الطفل يكرب وهو واع جدا مبخاطر الفساد‬
‫بل وجتعله طالبا جامعيا أو عامال أو حيارب الفساد ليس فقط يستشعر خماطره ‪.‬‬

‫املساجد بدورها هلا دور كبري جيب أن تقوم به من خالل التحسيس املستمر لكل أطياف اجملتمع ابخلطر‬
‫الكبري للفساد ليس على األخالق فقط بل الفساد بكل أنواعه خاصة الفساد املايل واإلداري الذي ينعكس أثره على‬

‫‪28‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫شىت مناحي احلياة ‪ ،‬فاملساجد جيب أن ترفع الوازع الديين ألفراد اجملتمع جتعلهم ينبذون الفساد بكل أنواعه ويسامهون‬
‫مبختلف الطرق يف مكافحته والوقاية منه‪.‬‬

‫وسائل اإلعالم هي األخرى حري هبا أن تقوم بدور فعال يف كشف التحذير من خماطر الفساد والكشف عن‬
‫مواطنه أن وجدت بل واملسامهة يف مكافحة الفساد من خالل كشف الفاسدين يف اجملتمع واملستفيدين من بقاء‬
‫واستفحال الفساد ‪.‬‬

‫عدم قيام املؤسسات املشار إليها أعاله ابلدور املنوط هبا يف التحسيس مبخاطر الفساد و وتوعية أفراد اجملتمع‬
‫مبخاطره واملسامهة يف مكافحته هو سبب من أسباب الفساد عموما والفساد املايل واإلداري على وجه اخلصوص ‪.‬‬

‫‪ 2-5‬عدم تطبيق القانون بشكل صارم ‪:‬‬

‫كما يقال "جيب أ ن تكون للقانون أسنان " وأال ما الفائدة من سن قوانني ال تطبق ‪,‬إذا طبقت تطبق على‬
‫البعض دون اآلخر ‪ ،‬كل ذلك ال يكون رادع أمام الفاسدين يف اجملتمع مما يكون سببا لفساد أشخاص آخرين ‪.‬‬

‫و يعد من األسباب العامة للفساد ايضا ما يلي ‪:‬‬

‫• انتشار الفقر واجلهل ونقص املعرفة ابحلقوق الفردية‪ ،‬وسيادة القيم التقليدية والروابط القائمة على النسب‬
‫والقرابة‪.‬‬
‫• عدم االلتزام مببدأ الفصل املتوازن بني السلطات الثالث التنفيذية والتشريعية و القضائية يف النظام السياسي‬
‫وطغيان السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية وهو ما يؤدي إىل اإلخالل مببدأ الرقابة املتبادلة‪ ،‬كما إن ضعف‬
‫اجلهاز القضائي وغياب استقالليته ونزاهته يعترب سببا مشجعا على الفساد ‪.‬‬
‫• ضعف أجهزة الرقابة يف الدولة وعدم استقالليتها ‪.‬‬
‫• كثرة املراحل اإلنتقالية والفرتات اليت تشهد حتوالت سياسية واقتصادية واجتماعية ويساعد على ذلك حداثة أو‬
‫عدم اكتمال البناء املؤسسي واإلطار القانوين اليت توفر بيئة مناسبة للفاسدين مستغلني ضعف اجلهاز الرقايب‬
‫على الوظائف العامة يف هذه املراحل‪.‬‬
‫• غياب قواعد العمل واإلجراءات املكتوبة ومدوانت السلوك للموظفني يف قطاعات العمل العام واخلاص‪ ،‬وهو ما‬
‫يفتح اجملال ملمارسة الفساد‪.‬‬
‫• غياب حرية اإلعالم وعدم السماح هلا أو للمواطنني ابلوصول إىل املعلومات والسجالت العامة‪ ،‬مما حيول دون‬
‫ممارستهم لدورهم الرقايب على أعمال الوزارات واملؤسسات العامة‪.‬‬
‫• ضعف دور مؤسسات اجملتمع املدين واملؤسسات اخلاصة يف الرقابة على األداء احلكومي أو عدم متتعها ابحليادية‬
‫يف عملها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫خامسا ‪ -‬آاثر الفساد اإلد اري واملايل ‪:‬‬

‫هناك عدة آاثر للفساد اإلداري ميكن عرضها على النحو التايل ‪:‬‬

‫‪ -1‬أثر الفساد اإلداري واملايل على النواحي اإلجتماعية ‪.‬‬


‫‪ 1-1‬انتشار مظاهر الفساد يف أجهزة الدولة له انعكاساته يف عملية تنشئة األطفال و الشباب فعندما يالحظ‬
‫هؤالء أن األفراد الفاسدين يعيشون يف وضع مادي أو اجتماعي أفضل من األفراد ذوي السلوك املستقيم‬
‫بسبب الرشاوى و ال عموالت أو غريها فإن ذلك يشكل دافعا و حافزا للسلوك الفاسد و يعطي انطباعا أبن‬
‫للفساد مردود يستحق املخاطرة ‪ .‬و قد يصل األمر إىل إضعاف القيم و اهتزاز معايري اجملتمع فيقبل السلوك‬
‫الفاسد على انه سلوك غري مشني وال مستنكر ‪.‬‬
‫‪ 1-2‬عدم حتقيق العدالة االجتماعية‪ .‬فتسرب الفساد إىل اجلهاز الضرييب سيؤدي إىل حتميل ذوي الدخول البسيطة‬
‫نسبيا عبء الضرائب بينما يتمكن دافعوا الرشوة من التهرب من دفع املبالغ املفروضة عليهم ‪ ،‬و هذا ابلتايل‬
‫سيؤدي إىل تعميق الفجوة بني طبقات اجملتمع ابإلضافة إىل عدم وصول الدعم و املساندة الذي يفرض أن‬
‫تقدمه الدولة إىل مستحقيه من اجلماعات احملرومة ‪.‬‬
‫‪ 1-3‬يعترب الفساد أوال و قبل كل شيء هو مشكلة أخالقية فإنه يف حالة استمراره و استشراءه يقيم نظاما قيميا‬
‫منحرفا و ثقافة فساد هتدد ليس فقط أسس احلكومة و إمنا أيضا ثقافة اجملتمع ‪.‬‬
‫‪ 1-4‬يؤدي الفساد اإلداري إىل املساس ابألمن و الصحة العامة‪ .‬فالرشاوى اليت تدفع إىل اجلهات املسئولة عن‬
‫التفتيش على املسائل املتعلقة ابلشروط الصحية تدفع للتغاضي عن املخاطر اليت قد تلحق ابملواطنني من‬
‫حيث نظافة املطاعم و املستشفيات و أنظمة األمان يف املصانع و التخلص من النفاايت الضارة ابلبيئة‪ .‬هذا‬
‫ابإلضافة إ ىل التساهل يف تطبيق أنظمة املرور و تسهيل هتريب البضائع الفاسدة إىل داخل البالد و رمبا حىت‬
‫هتريب املخدرات و ابلتايل زايدة معدل اجلرائم ‪.‬‬
‫‪ 1-5‬يؤدي الفساد اإلداري إىل تقليل االتفاق على مشروعات البنية األساسية و توفري اخلدمات الصحية و‬
‫التعليمية و ذلك نتيجة الخنفاض إيرادات الدولة مما حيمل املواطنني نفقات إضافية للحصول على خدمات‬
‫صحية و تعليمية مناسبة ‪.‬‬
‫‪ 1-6‬يرتتب على انتشار الفساد يف أجهزة الدولة عدم إسهام املواطنني يف املشروعات اليت تقام عادة عن طريق‬
‫اجلهود الذاتية و يرجع ذلك ملا يصيب اجملتمع من موجات اضطراب و فوضى نتيجة النتشار مظاهر‬
‫االحنراف اإلداري وما يرتتب عليها من إضعاف القيم الراسخة ‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ 1-7‬يرتتب عن فرض العقوبة على الفاسدين ابحلبس أو الفصل من العمل العديد من املشاكل االجتماعية املتعلقة‬
‫برعاية األسرة و تربية األبناء ‪.‬‬
‫‪ -2‬أتثري الفساد اإلداري واملايل على التنمية اإلقتصادية ‪:‬‬
‫‪ 2-1‬جتاوز األولوايت يف جدول مشروعات التنمية‪ .‬فكثري من املشروعات احلكومية تعترب ذات مردود اقتصادي‬
‫منخفض لكنه جرى تنفيذها استجابة لعالقات الفساد أو ألهنا تفتح جماال أوسع للكسب الغري مشروع عرب‬
‫العموالت و الرشاوى ‪.‬‬
‫‪ 2-2‬يؤدي الفساد اإلداري إىل ارتفاع األسعار ذلك ألن الرشاوى و العموالت متثل من وجهة نظر اجلهات‬
‫املقدمة هلا نوعا من التكلفة‪ .‬و هبذا يتم إضافة قيمة هذه الرشاوى و العموالت إىل تكلفة السلع و اخلدمات‬
‫اليت تقدمها هذه اجلهات و ابلتايل إىل أسعارها حبيث يتحملها املستهلك يف هناية األمر ‪.‬‬
‫‪ 2-3‬يؤدي الفساد اإلداري إىل تبديد و استنزاف أموال الدولة نتيجة تقدمي الرشاوى و العموالت ملوظفي احلكومة‬
‫‪ ،‬فإن العمالء و املقاولني حيصلون على قيمة األشياء و العقود و املمتلكات احلكومية املطروحة للعطاء و‬
‫املزاد و املناقصة أبسعار اقل مما هي عليه ‪ ،‬و االختالس سواء كان لألموال أو املعدات أو املواد اخلام أو‬
‫األجهزة‪ .‬و يتم أحياان هتريبها إىل خارج الدولة مما يؤدي إىل استنزاف و إضعاف املقدرة املالية للدولة ‪ ،‬كما‬
‫يؤدي التهرب الضرييب مبساعدة املوظفني الفاسدين إىل فقدان الدولة جلزء كبري من اإليرادات ‪ ،‬و اخلسائر‬
‫املالية املرتبطة ابلشخص الفاسد او املنحرف‪ .‬فهو خسارة مالية تتكلفها الدولة‪ .‬ألنه يعطل عن اإلنتاج و‬
‫حيتاج إىل إنفاق مايل خالل انقضاء فرتة العقوبة ابإلضافة إىل ما أنفقته الدولة لتأهيله و تدريبه للعمل الذي‬
‫كان يشغله ‪ ،‬و اخنفاض العوائد اليت حتققها الدولة من أمواهلا املستثمرة يف املشروعات و تزداد اخلسائر‬
‫خطورة يف حالة االستثمارات العامة املتعلقة ابملوارد البشرية كاملؤسسات التعليمية فاخلسائر هنا ال تقتصر‬
‫على األموال اليت أنفقت و لكنها متتد لتشمل اإلعداد غري اجليد للموارد البشرية الضرورية لعمليات التنمية يف‬
‫شىت اجملاالت ‪ ،‬و اإلسراف و البذخ يف اإلنفاق على األاثث و األبنية لبعض الوزارات أو األجهزة احلكومية‪.‬‬
‫ابإلضافة إىل البذخ الشديد أثناء انعقاد املؤمترات و احلفالت و زايرات كبار املسؤولني ‪.‬‬
‫‪ 2-4‬يؤدي اخنفاض اإليرادات إىل سعي الدولة لتغطية نفقاهتا عرب وسائل أخرى كاالقرتاض الداخلي و اخلارجي‬
‫مما يرتك أثره على االقتصاد لفرتات متتد لسنوات كطويلة قادمة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -3‬أتثري الفساد اإلداري واملايل على النظام السياسي واإلستقرار ‪.‬‬


‫‪ 3-1‬إن الفساد اإلداري واملايل خيلق فجوة بني املواطنني و احلكومة مما يدفعهم إىل مساندة القوى املعارضة‬
‫لإلطاحة ابحلكومة القائمة بسبب االستياء من الفساد املنتشر داخل أجهزة احلكومة ‪.‬‬
‫‪ 3-2‬إن شعور الفئات الفقرية ابحلرمان نتيجة تعميق الفجوة بني فئات اجملتمع بسبب الفساد سيدفع هذه الفئة‬
‫الفقرية إىل االلتجاء إىل العنف و الثورة على النظام القائم للتنفيس عما يرتبط بشعورها ابحلرمان ‪.‬‬
‫‪ 3-3‬يساهم الفساد اإلداري يف التقليل من شرعية النظام السياسي يف نظر املواطنني و عدم الثقة يف احلكومة ‪،‬‬
‫حيث يدرك املواطنون أن املوظفني احلكوميني على مستوايهتم املختلفة جمرد عناصر متورطة يف الفساد و ال‬
‫يعنيها سوى حتقيق مصاحلها اخلاصة و نتيجة لذلك اإلدراك يكون النظام السياسي حمروما من الناحية‬
‫الواقعية من أي مساندة شعبية ‪ ،‬بل تظهر السلبية و عدم إقبال املواطنني على التعاون مع النظام القائم و‬
‫زايدة متسكه بواليته احملدودة كاألسرة و العشرية و فقدان الثقة ابلسياسات العامة ‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬حماربة الفساد من طرف اهليئآت واملنظمات الدولية واحمللية ‪.‬‬

‫ازداد االهتمام الدويل ابلفساد و املشكالت النامجة عنه يف العقد األخري من القرن العشرين على حنو مل يكن‬
‫معهودا من قبل‪ ،‬و يرجع هذا االهتمام املتزايد بتقدير كثري من الباحثني إىل تعاظم اآلاثر السلبية للفساد على خمتلف‬
‫جوانب التنمية املستدامة االقتصادية و االجتماعية و السياسية و حىت البيئية‪ ،‬و قد بذلت العديد من املنظمات و‬
‫اهليئات الدولية جهودا كبرية و معتربة يف حماربة هذه الظاهرة‪ ،‬و يف الوقت ذاته حاولت حتقيق الشروط السياسية (توفري‬
‫احلكم الراشد) للتنمية املستدامة على الصعيد الدويل‪ ،‬و سنحاول إبراز جهود بعض من هذه املنظمات الدولية يف هذا‬
‫اجملال ‪.‬‬

‫‪Transparency International Organization‬‬ ‫‪-1‬منظمة الشفافية الدولية‬

‫يقصد ابلشفافية يف املعاجم والقواميس السرت القليل ‪ ،‬أو ظهر ما وراءه ‪ ،‬فاألشياء الشفافة هي اليت ميكن ما‬
‫ورائها ‪ ،‬بينما يف قاموس ( ‪ ) Oxford‬فمفهوم الشفافية يطلق على شيء ميكن توضيحه و إكتشافه بسهولة ‪ ،‬وقد‬
‫تزامن ظهور املصطلح مع ظهور الفساد يف اجملتمعات ‪ ،‬فالشفافية هتدف إىل السعي لإلصالح ‪ ،‬والعمل على التقليل‬
‫من آاثر الفساد بل ومكافحته ‪.‬‬

‫أنشأت منظمة الشفافية الدولية يف سنة ‪ 1993‬على يد عدد كبري من كبار املسئولني السابقني يف البنك‬
‫الدويل الذين كانت هلم رؤية مسبقة و معلومات عن حجم الفساد املمارس على املستوى الدويل‪ ،‬مقرها برلني يف‬
‫أملانيا‪ ،‬و شعارها هو "اإلحتاد العاملي ضد الفساد"‪ ،‬و هي تعترب من أهم املنظمات غري احلكومية نشاطا و فعالية يف‬
‫‪32‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫جمال مكافحة الفساد؛ الذي حتول إىل غول يلتهم ليس فقط جهود التنمية احمللية‪ ،‬بل حىت اجلهود الدولية املتمثلة يف‬
‫املنح و املعنوايت و القروض‪ ،‬حيث تقوم املنظمة إبصدار تقريرا سنواي عن الفساد يف العامل بناء على معلومات تقوم‬
‫بتجميعها من رجال األعمال و أكادمييني و موظفني ابلقطاع العام يف كل دولة ‪.‬‬

‫و تقوم املنظمة على جمموعة من املبادئ اإلرشادية تتلخص فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬إدراك أن خماطر الفساد تتعدى حدود احلاالت الفردية‪ ،‬و لذا فهناك مسئولية مشرتكة و عامة حملاربته ؛‬

‫‪ -‬اعتبار احلركة ضد الفساد حركة عاملية تتجاوز النظم االجتماعية و السياسية و االقتصادية و الثقافية داخل كل دولة‬

‫‪ -‬االهتمام أكثر مببادئ احلكم الراشد كاملشاركة‪ ،‬الشفافية‪ ،‬املساءلة‪ ،‬الالمركزية على املستوى احمللي ؛‬

‫‪ -‬إدراك أن هناك أسبااب عملية قوية و أخرى أخالقية لوجود الفساد ‪.‬‬

‫من هدا املنطق كان اهلدف األساسي للمنظمة كما جاء يف ورقتها التأسيسية هو احلد من الفساد على‬
‫املستوى الدويل عن طريق تفعيل احتاد عاملي لتحسني و تقوية نظم النزاهة احمللية و العاملية و الزايدة من نسب وفرص‬
‫مساءلة احلكومات و املسئولني ‪ ،‬من اجل متابعة ممارسات الفساد و كشف صفقاته ‪ ،‬و الوقوف على مـدى انتشاره‬
‫و تورط املسئولني يف خمتلف دول العامل فيه ‪ ،‬كما هتدف أيضا لزايدة الوعي العام مبخاطر الفساد و تقوية اجملتمع املدين‬
‫و تشجيعه على مراقبة و مساءلة احلكومات عن خمتلف الصفقات املشبوهة مع رجال العمال املتورطني يف قضااي‬
‫الفساد‬

‫ابإلضافة إىل ما سبق تعمل منظمة الشفافية الدولية على تتبع و رصد التغريات اليت حتدث يف كل دولة يف‬
‫جمال مكافحة الفساد ‪ ،‬و بيان أسباب الرتاخي يف مكافحة و تدعوا احلكام و املسئولني إىل بذل املزيد من اجلهود‬
‫ملواجهة هذه املظاهرة و تساعدهم يف ذلك من خالل تزويدهـم بقاعدة من املعرفة و اخلربات حول برامج مكافحة و‬
‫حتسني طريقة احلكم و توفري الشفافية و املساءلة ‪ .‬وعليه ميكن تلخيص أهدافها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬إخرتاق جدار الصمت الذي حييط بقضااي الفساد يف الدول ‪ ،‬اليت يتورط يف أغلبها كبار السياسيني والعسكريني‬
‫مما جيعل القضااي جد حساسة ‪.‬‬
‫‪ -‬خلق مناخ قادر على التعاون والشفافية يف مكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ -‬زايدة الوعي لدى الرأي العام نتيجة لتفشي ظاهرة الفساد وما نتج عنها من أضرار تؤدي إىل أتخر التنمية ‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة إدراك واقع الفساد على املستوى العاملي واحمللي للقضاء على الظاهرة وال يتحقق ذلك إال من خالل‬
‫اجملتمع املدين‬
‫‪ -‬لفت إنتباه الصحافة ووسائل اإلعالم لقضااي الفساد من أجل تنوير الرأي العام احمللي والعاملي مبخاطر الفساد ‪..‬‬
‫‪33‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫و من أجل حتقيق هذه األهداف تتبىن املنظمة إسرتاتيجية مكونة من عدة عناصر تتمثل يف اآليت ‪:‬‬

‫‪ -‬بناء حتالفات على مستوى احمللي و اإلقليمي و العاملي تضم كل من احلكومات ‪ ،‬اجملتمع املدين ‪ ،‬و القطاع اخلاص‬
‫من اجل حماربة الفساد الداخلي و اخلارجي ؛‬

‫‪ -‬تنظيم و دعم الفروع احمللية للمنظمة لتحقيق مهمتها ؛‬

‫‪ -‬القيام بتصميم و تنفيذ نظم النزاهة الفعالة ؛‬

‫‪ -‬مجع املعلومات عن الظاهرة و حتليلها و بلورة مناهج و أساليب جديدة لقياسها ؛‬

‫‪ -‬العمل كمستشار فين أو كبيت خربة عاملي متطوع ملكافحة ظاهرة الفساد ؛‬

‫‪ -‬التعاون مع املؤسسات املالية و النقدية الدولية ذات السمعة املهنية احملرتمة يف هذا اجملال ‪.‬‬

‫و تعتمد منظمة الشفافية الدولية يف نشاطها على الفعالية يف األداء و الكفاءة يف اختيار املعاونني هلا‪ ،‬و يرجع‬
‫الفضل يف بروز نشاط هذه املنظمة إىل األملاين بيرت أجين (‪ )Peter Eigen‬الذي مترس يف عدة مؤسسات مالية دولية‪،‬‬
‫مما أعطى دافعية أقوى هلذه املنظمة حبكم السمعة الطيبة اليت يتمتع هبا انهيك عن نشاطه الدؤوب الذي أكسبه ثقة‬
‫خمتلف اهليئات العاملية و اإلقليمية‪ ،‬و من الوسائل اليت تعتمد عليها املنظمة يف حماربة الفساد ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬اإل عتماد على املعلومات و التقارير كأحد األدوات اهلامة اليت تستعملها املنظمة‪ ،‬و هذا ما يعرف مبدركات الفساد‪،‬‬
‫حبيث تعمل على استجواب العديد من رجال األعمال‪ ،‬اإلعالم‪ ،‬املواطنني‪...،‬إخل قصد قياس مستوايت الفساد يف‬
‫الدول ؛‬

‫‪ -‬إ عتبار املنظمة مبثابة مكتب دائم يتطوع ملكافحة الظاهرة من خالل املؤمترات اليت تعمل على عقدها‪ ،‬و اليت متكنها‬
‫من التعرف على األوساط و اجلهات الفنية املتخصصة يف مكافحة الظاهرة‪ ،‬و إقامة عالقات قوية معهم‪ ،‬و ذلك من‬
‫اجل التعاون جنبا إىل جنب ملكافحة هذه اآلفة املستعصية‪ ،‬و منها على وجه اخلصوص املؤسسات التجارية و املالية‬
‫الدولية قصد بلورة قواعد و أسس علمية و موضوعية التسيري الراشد ‪.‬‬

‫و تعترب املنظمة نشطة للغاية يف جمال مكافحة الفساد؛ فقد أنشأت هلا فروع يف خمتلف دول العامل‪ ،‬و نظمت‬
‫العديد من املؤمترات‪ ،‬كما أصدرت كتااب مرجعيا شامال عن الفساد و كتبا أخرى عن أنظمة االستقامة الوطنية و تنظيم‬
‫الشفافية‪ ،‬و ضعتها يف متناول املعنيني مبكافحة ا لفساد يف خمتلف دول العامل‪ ،‬هذا ما مكنها من اكتساب مسعة طيبة‬
‫كشريك يعول عليه‪ ،‬إذ تتوىل القيام بدو مهم يف تسهيل االتصال ما بني املنظمات الدولية و احلكومات و دوائر‬
‫األعمال‪ ،‬و من أفكارها اليت لقيت صدى على املستوى العاملي الدعوة غلى خلق ما يسمى ب "جزر النزاهة"‪ ،‬حيث‬
‫تدعوا مجيع املشاركني يف مشروع ما أو يف سوق ما أو يف أي جمال اقتصادي كان أو سياسي أو إداري (مسئولون‬
‫‪34‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫كانوا أو عمال بسطاء) أن يلتزموا مببادئ النزاهة و الشفافية و أن ال ينغمسوا يف ممارسات الفساد‪ ،‬كما تقوم املنظمة‬
‫إبصدار ثالث مؤشرات حول الفساد ‪:‬‬

‫• مؤشر مدركات الفساد بدءا من ‪ ،1995‬ترتب فيه الدول حسب مستوايت الفساد؛‬
‫• مؤشر دفع الرشوة ابتداء من ‪ ، 1999‬يركز هذا املؤشر على مدى ميل الشركات يف الدول الكربى إىل دفع‬
‫الرشوة يف اخلارج؛‬
‫• التقرير العاملي الشامل عن الفساد‪ ،‬و الذي نشر ألول مرة عام ‪ ،2001‬و يركز كل عام على الفساد يف‬
‫قطاع معني من القطاعات احليوية يف خمتلف دول العامل ‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل ما سبق كان للمنظمة العديد من اإلجنازات يف جمال مكافحة الفساد نلخصها فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬حتريك موقف البنك الدويل من وضع رافض لقبول حماربة الفساد إىل وضع جعل رئيسه السابق "جيمس‬
‫ولفنسون" معروفا أبنه زعيم احلركة العاملية الحتواء الفساد؛‬
‫‪ -‬شاركت بنشاط مكثف يف بناء الدعم الدويل لعقد ميثاق منظمة التعاون االقتصادي و التنمية حملاربة الفساد‪،‬‬
‫و الذي أصبح ساراي يف فيفري ‪ ،1999‬و تقدمي الدعم هلا إلصدار اتفاقية مقاومة رشوة املوظفني األجانب‬
‫الذين يعملون يف املعامالت التجارية العاملية‪ ،‬و الذي اعترب نصرا كبريا ملنظمة الشفافية الدولية يف معركتها مع‬
‫الفساد؛‬
‫‪ -‬كسر حاجز احلذر املفروض يف مناقشة أمور الفساد املتعلقة ابلتجمعات الدولية؛‬
‫‪ -‬زايدة فروع املنظمة ابستمرار يف خمتلف دول العامل‪ ،‬و هذا ما يوضح األمهية اليت اكتسبتها قضية الفساد‪ ،‬حىت‬
‫إن بعض ورش عمل النزاهة هبذه الفروع دفعت ببعض رؤساء الدول إىل اإلفصاح عن ممتلكاهتم اخلاصة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)01‬ترتيب الدول العشرة األقل فسادا خالل الفرتة من ‪ 2015 -2012‬حسب منظمة الشفافية الدولية‪.‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬


‫الدرجة‬ ‫البلد‬ ‫‪#‬‬ ‫الدرجة‬ ‫البلد‬ ‫‪#‬‬ ‫الدرجة‬ ‫البلد‬ ‫‪#‬‬ ‫الدرجة‬ ‫البلد‬ ‫‪#‬‬
‫‪91‬‬ ‫الدامنارك‬ ‫‪1‬‬ ‫‪92‬‬ ‫الدامنارك‬ ‫‪1‬‬ ‫الدامنارك‬ ‫‪1‬‬ ‫الدامنارك‬ ‫‪1‬‬
‫‪91‬‬
‫‪90‬‬ ‫فنلندا‬ ‫‪2‬‬ ‫‪91‬‬ ‫نيوزيالندا‬ ‫‪2‬‬ ‫نيوزيالندا‬ ‫‪2‬‬ ‫‪90‬‬ ‫فنلندا‬ ‫‪2‬‬
‫‪89‬‬ ‫السويد‬ ‫‪3‬‬ ‫‪89‬‬ ‫فنلندا‬ ‫‪3‬‬ ‫فنلندا‬ ‫‪3‬‬ ‫نيوزيالندا‬ ‫‪3‬‬
‫‪89‬‬
‫‪88‬‬ ‫نيوزيالندا‬ ‫‪4‬‬ ‫‪87‬‬ ‫السويد‬ ‫‪4‬‬ ‫السويد‬ ‫‪4‬‬ ‫‪88‬‬ ‫السويد‬ ‫‪4‬‬
‫‪87‬‬ ‫هولندا‬ ‫‪5‬‬ ‫‪86‬‬ ‫النرويج‬ ‫‪5‬‬ ‫‪86‬‬ ‫النرويج‬ ‫‪5‬‬ ‫‪87‬‬ ‫سنغفورة‬ ‫‪5‬‬
‫‪35‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫النرويج‬ ‫‪6‬‬ ‫سويسرا‬ ‫‪6‬‬ ‫سنغفورة‬ ‫‪6‬‬ ‫‪86‬‬ ‫سويسرا‬ ‫‪6‬‬


‫‪86‬‬ ‫سويسرا‬ ‫‪7‬‬ ‫‪84‬‬ ‫سنغفورة‬ ‫‪7‬‬ ‫‪85‬‬ ‫سويسرا‬ ‫‪7‬‬ ‫النرويج‬ ‫‪7‬‬
‫‪85‬‬
‫‪84‬‬ ‫سنغفورة‬ ‫‪8‬‬ ‫‪83‬‬ ‫هولندا‬ ‫‪8‬‬ ‫‪83‬‬ ‫هولندا‬ ‫‪8‬‬ ‫أسرتاليا‬ ‫‪8‬‬
‫‪83‬‬ ‫كندا‬ ‫‪9‬‬ ‫‪82‬‬ ‫لكسمبورغ‬ ‫‪9‬‬ ‫أسرتاليا‬ ‫‪9‬‬ ‫كندا‬ ‫‪9‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪81‬‬ ‫املانيا‬ ‫‪10‬‬ ‫‪81‬‬ ‫كندا‬ ‫‪10‬‬ ‫كندا‬ ‫‪10‬‬ ‫هولندا‬ ‫‪10‬‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحث ابإلعتماد على‪:‬‬
‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A4%D8%B4%D8%B1_%D9%85%D8%AF%D8%B1%D9%83‬‬
‫‪%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF#2012‬‬

‫واملالحظ من اجلدول أعاله أن الدامنارك من أحسن الدول إدراكا للفساد فهي األقرب إىل النقطة ‪ 100‬اليت‬
‫تعين صفر فسادا ( الفساد الشيء) وهي مصنفة يف خانة نظيف للغاية (‪ ) Very Clean‬تليها جمموعة من الدول‬
‫األوروبية وسنغفورة ونيوزيالندا واسرتاليا وكلها كل متطورة مبعىن أن إدراك الفساد مرادف للتطور يف أغلب األحيان ‪.‬‬

‫جدول رقم (‪)02‬ترتيب الدول العشرة األكثر فسادا خالل الفرتة من ‪ 2015 -2012‬حسب منظمة الشفافية الدولية‪.‬‬

‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬


‫الدرجة‬ ‫البلد‬ ‫‪#‬‬ ‫الدرجة‬ ‫البلد‬ ‫‪#‬‬ ‫الدرجة‬ ‫البلد‬ ‫‪#‬‬ ‫الدرجة‬ ‫البلد‬ ‫‪#‬‬
‫غ‪.‬بيساو‬ ‫‪159‬‬ ‫إريترياي‬ ‫‪166‬‬ ‫سوراي‬ ‫‪168‬‬ ‫هاييت‬
‫‪17‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪165‬‬
‫فنزويال‬ ‫‪160‬‬ ‫ليبيا‬ ‫‪17‬‬ ‫تركمستان‬ ‫فنزويال‬
‫العراق‬ ‫‪161‬‬ ‫‪11‬‬ ‫اوزبكستان‬ ‫اوزبكستان‬ ‫‪18‬‬ ‫العراق‬ ‫‪169‬‬
‫‪16‬‬
‫ليبيا‬ ‫‪162‬‬ ‫‪12‬‬ ‫تركمنستان‬ ‫‪169‬‬ ‫‪16‬‬ ‫العراق‬ ‫‪171‬‬ ‫تركمستان‬
‫‪17‬‬ ‫‪170‬‬
‫انغوال‬ ‫‪163‬‬ ‫‪15‬‬ ‫العراق‬ ‫‪170‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ليبيا‬ ‫‪172‬‬ ‫اوزبكستان‬
‫‪15‬‬
‫ج‪.‬السودان‬ ‫‪164‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ج‪.‬السودان‬ ‫‪171‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ج‪.‬السودان‬ ‫‪173‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ميامنار‬ ‫‪172‬‬
‫‪12‬‬ ‫السودان‬ ‫‪165‬‬ ‫‪17‬‬ ‫افغانستان‬ ‫‪172‬‬ ‫‪11‬‬ ‫السودان‬ ‫‪174‬‬ ‫‪11‬‬ ‫السودان‬ ‫‪173‬‬
‫‪11‬‬ ‫افغانستان‬ ‫‪166‬‬ ‫السودان‬ ‫‪173‬‬ ‫افغانستان‬ ‫افغنستان‬
‫كوراي‪.‬ش‬ ‫‪167‬‬ ‫‪18‬‬ ‫كوراي ‪.‬ش‬ ‫‪8‬‬ ‫كوراي ‪.‬ش‬ ‫‪175‬‬ ‫‪8‬‬ ‫كوراي ‪.‬ش‬ ‫‪174‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪174‬‬
‫الصومال‬ ‫‪168‬‬ ‫الصومال‬ ‫الصومال‬ ‫الصومال‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحث ابإلعتماد على‪:‬‬


‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A4%D8%B4%D8%B1_%D9%85%D8%AF%D8%B1%D9%83‬‬
‫‪%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B3%D8%A7%D8%AF#2012‬‬

‫واملالحظ من اجلدول أن الدول اليت تعاين فسادا كبريا ودرجة إدراكها للفساد ضعيفة جدا و املصنفة يف خانة‬
‫فاسد جدا (‪ ) highly corrupt‬حسب منظمة الشفافية الدولية ‪ ،‬هي تلك الدول اليت تعاين ختلفا فضال على‬

‫‪36‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫معاانهتا من عدم إستقرار سياسي ونزاع داخلي على السلطة و يف أحسن األحوال دول تعيش يف ظل نظام‬
‫سياسي مشويل ‪.‬‬

‫إتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد اإلداري ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تبذل األمم املتحدة جمهودات معتربة يف جمال مكافحة الفساد على املستوى الدويل‪ ،‬و ذلك ملا يطرحه من‬
‫مشاكل و خماطر هتدد أمن و استقرار اجملتمعات‪ ،‬و تقوض مؤسساهتا الدميقراطية و القيم األخالقية و تشوه قطاع‬
‫العدالة و سيادة القانون‪ ،‬مما يهدد التنمية املستدامة فيها‪ ،‬حيث قامت يف هذا اجملال إبصدار العديد من القرارات‪ ،‬و‬
‫إعداد سياسات و برامج‪ ،‬ابإلضافة إىل تنظيم مؤمترات دولية و إقرار اتفاقيات ملكافحة الفساد‪ ،‬هتدف لتكثيف‬
‫اجلهود الدولية ملنع اجلرمية و إعداد الدراسات و األحباث اليت من شأهنا أن حتد من انتشار الفساد جبميع صوره و‬
‫أشكاله ‪.‬‬

‫فقد قامت منظمة األمم املتحدة من خالل اجمللس االقتصادي و االجتماعي التابع هلا إبنشاء جلنة دولية ملنع‬
‫اجلرمية و مكافحتها و معاقبة املذنبني‪ ،‬تتوىل هذه اللجنة تنظيم مؤمترات كل مخس سنوات للنظر يف اجلرائم املختلفة و‬
‫دراسة التطورات اجلديدة يف جمال املكافحة و أساليب املواجهة و حبث الوسائل الالزمة لضمان معاقبة املذنبني مبا‬
‫يتفق مع مواثيق حقوق اإلنسان الدولية‪ ،‬و قد مت عقد أول مؤمتر يف سويسرا عام ‪ 1955‬حبضور ‪ 61‬دولة‪ ،‬و توالت‬
‫بعدها العديد من املؤمترات و لعل أمهها مؤمتر القاهرة عام ‪ 1995‬شارك فيه حوايل(‪ )200‬دولة‪ ،‬و يسبق هذه‬
‫املؤمترات عادة مؤمترات حتضريية ‪.‬‬

‫و تعترب اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد و برانمج األمم املتحدة اإلمنائي من أهم املبادرات الدولية يف جمال‬
‫مكافحة الفساد ‪.‬‬

‫أمثرت اجلهود السابقة بتبين األمم املتحدة بقرارها ‪ 4-58‬املؤرخ يف ‪ 31‬سبتمرب ‪ 2003‬التفاقية ملكافحة‬
‫الفساد‪ ،‬حيث تضمنت هذه االتفاقية آليات التعاون بني الدول األعضاء لتحرمي و مقاضاة أعمال الرشوة و‬
‫االختالس و غسيل األموال و إساءة استعمال السلطة‪ .‬و لقد شارك يف املفاوضات اخلاصة هبذه االتفاقية ‪ 130‬بلدا‬
‫و اليت دامت سنتني و دخلت حيز التنفيذ يف ‪ 14‬ديسمرب ‪ ، 2005‬و تعد هذه االتفاقية من أكثر االتفاقيات‬
‫تفصيال‪ ،‬إذ تتضمن ‪ 71‬مادة موزعة على مثانية فصول توضح خمتلف أمناط املمارسات اليت توصف ابلفساد و‬
‫األشخاص الذين تنطبق عليهم صفات املوظفني العموميني‪ ،‬كما تويل هذه االتفاقية عناية خاصة للتعاون الدويل و‬
‫دوره يف مكاف حة الفساد من خالل تسهيل إجراءات تبادل املعلومات و اإلجراءات القضائية و تسليم اجملرمني و‬
‫اسرتداد األموال و التدريب و املساعدة الفنية‪ ،‬كما تتميز هذه االتفاقية آبليات التنفيذ الواضحة و قد ساعد على‬
‫ذلك إنشاء جهاز متكامل له مكاتب متخصصة و قوانني و لوائح ملزمة ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫و تضمنت ديباجة هذه االتفاقية خطورة ما يطرحه الفساد من خماطر و أضرار متس استقرار و أمن الدول ة‬
‫استنزاف مواردها و هتديد سيادة القانون فيها و ابلتايل استقرارها السياسي‪ ،‬و هذا ما يعرقل مسار التنمية املستدامة‪،‬‬
‫كما أشارت إىل ضرورة إشراك أفراد اجملتمع إىل جانب اجلمعيات و املنظمات احلكومية و غري احلكومية يف مكافحته‪.‬‬

‫و لقد تبنت معظم الدول و لو بطرق متفاوتة تطبيق اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد و اليت تعد تطورا‬
‫ابرزا يف هيكل االتفاقيات الدولية ملكافحة الفساد اليت سبقتها مثل ‪:‬‬

‫‪ -‬اتفاقية الدول األمريكية ملكافحة الفساد‪ ،‬اليت اعتمدت يف عام ‪1996‬؛‬

‫‪ -‬اتفاقية منظمة التعاون و التنمية يف امليدان االقتصادي بشأن مكافحة رشوة املوظفني احلكوميني األجانب يف‬
‫الصفقات التجارية الدولية اليت اعتمدت يف عام ‪1996‬؛‬

‫‪ -‬اتفاقية اإلحتاد األوريب بشأن مكافحة الفساد اليت اعتمدت يف عام ‪1997‬؛‬

‫‪ -‬ميثاق القانون اجلنائي األورويب الصادر يف عام ‪1999‬؛‬

‫‪ -‬امليثاق اإلفريقي ملنع و مكافحة الفساد لعام ‪.2001‬‬

‫و يرجع سبب هذا اإلمجاع الدويل على هذه االتفاقية لكوهنا بتغطية كافة املواثيق اإلقليمية و الدولية اليت سبقتها‬
‫يف هذا اجملال‪ ،‬و أن املبادئ اليت مت اختيارها ملكافحة الفساد هي مبادئ عاملية ميكن اعتبارها صادرة عن جمموعة من‬
‫البلدان أو املناطق ذات امليول و التفكري املتشابه‪ .‬فهي أول وثيقة ملكافحة الفساد تكون ملزمة قانونيا على املستوى‬
‫العاملي‪ ،‬و تتضمن التزامات الدول األعضاء بتطبيق تدابري وقائية و جترمي جمموعة كبرية من األفعال الفاسدة‪ ،‬و التعاون‬
‫الدويل و املساعدة القانونية املتبادلة‪ ،‬ابإلضافة إىل التعاون الفين و تبادل املعلومات‪.‬‬

‫ورغم أن االتفاقية ال تقدم تعريفا حمددا للفساد‪ ،‬إال أهنا تعرف أدوار املوظفني العموميني‪ ،‬و تؤكد على النزاهة و‬
‫املساءلة‪ ،‬و حسن إدارة الشؤون و املمتلكات العمومية‪ ،‬و ابملثل تتضمن االتفاقية فصال حول اسرتداد املوجودات و‬
‫املساعدة الفنية و هي موضوعات وثيقة الصلة ابلتنمية‪ ،‬كما تطرقت أيضا إلعالن جوهانزبورغ بشأن التنمية املستدامة‬
‫و اعتربت الفساد أكرب خطر يهددها‪ ،‬ابإلضافة إىل تناوهلا ملوضوع استقالل القضاء و ظاهرة غسيل األموال و دعت‬
‫الدول إىل إنشاء نظام داخلي شامل للرقابة و اإلشراف على املصاريف و املؤسسات املالية مبا يف ذلك اإلبالغ عن‬
‫املعامالت املشبوهة‪ ،‬و يف هذا الصدد دعت إىل وضع تدابري لضمان محاية الشهود و اخلرباء الذين يبلغون عن‬
‫ممارسات تتعلق ابلفساد من أية ردود قد تؤدي حبياهتم و حياة أفراد أسرهم‪.‬‬

‫وفيما يلي بعض مواد اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد و متطلبات تنفيذها ‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ )03‬بعض مواد اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد اليت متثل إطارا للحكم الدميقراطي و التنمية املستدامة‬
‫‪38‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫متطلبات تنفيذها‬ ‫مواد االتفاقية‬


‫إطار للسياسات‪ ،‬و إطار قانوين‪ ،‬و االسرتاجتيات و عمليات‬ ‫املادة (‪ :)05‬سياسات مكافحة الفساد‪.‬‬
‫التنسيق و تقييم املشورة‪.‬‬
‫املساعدة الفنية يف إنشاء مؤسسات رقابية و تعزيزها و تعميم‬ ‫املادة (‪ :)06‬استقالل هيئات مكافحة الفساد‪.‬‬
‫املعارف فيما يتعلق مبنع الفساد‪.‬‬
‫إصالح القطاع العام (على سبيل املثال استحداث إجراءات‬ ‫املادة (‪ :)07‬بناء قدرات اخلدمة املدنية‪.‬‬
‫نزيهة يف اختيار املستخدمني العموميني و ترقيتهم‪ ،‬و إعطائهم‬
‫رواتب كافية‪ ،‬و تدريبهم بشكل مناسب)‪.‬‬
‫تعزيز النزاهة و األمانة‪ ،‬و املسؤولية بني املوظفني العموميني و‬ ‫املادة (‪ :)08‬مدونة قواعد السلوك‪.‬‬
‫املساعدة الفنية يف استحداث مدوانت لقواعد السلوك و نظم‬
‫ملنع تضارب املصاحل‪.‬‬
‫تشجيع استحداث نظام فاعل و شفاف للمشرتايت‬ ‫املادة(‪ :)09‬املشرتايت العمومية و إدارة األموال العمومية‪.‬‬
‫العمومية و إدارة األموال العمومية‪.‬‬
‫زايدة الطلب من أجل بذل جهود ملكافحة الفساد‪ ،‬متكني‬ ‫املادة (‪ :)10‬إبالغ الناس‪.‬‬
‫اجملتمع املدين من احلصول على املعلومات‪ ،‬املشاركة الشاملة‪،‬‬
‫زايدة الوعي‪ ،‬اإلدارة الفاعلة للمؤسسات العمومية‪ ،‬و دور‬
‫اإلعالم من خالل التحقيقات الصحفية االستقصائية‪.‬‬
‫دور القطاع اخلاص يف تقدمي اخلدمات االجتماعية‬ ‫املادة (‪ :)12‬القطاع اخلاص‪.‬‬
‫التدقيق االجتماعي و التدقيق من قبل املوظفني‪ ،‬و رصد‬ ‫املادة (‪ :)13‬اجملتمع املدين‪.‬‬
‫املوازنة‪.‬‬
‫املصدر ‪ :‬إتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد ‪.‬‬

‫من اجلدول رقم (‪ ) 03‬يتضح لنا أن هذه املواد من االتفاقية تركز على ضرورة وضع سياسات و إنشاء هيئات مستقلة‬
‫ملكافحة الفساد و تعزيز مبادئ الشفافية و املساءلة و حكم القانون‪ ،‬و العمل على حسن إدارة الشؤون و املمتلكات‬
‫العمومية من خالل استحداث نظام يتسم ابلفعالية و الشفافية خاصة فيما يتعلق ابملشرتايت العمومية‪ ،‬ابإلضافة إىل‬
‫إشراك اجملتمع املدين و القطاع اخلاص يف منع الفساد و حماربته‪ ،‬و العمل على زايدة الوعي لدى الناس خبطورة هذه‬
‫املظاهر‪.‬‬

‫برانمج البنك الدويل ملساعدة الدول النامية يف حماربة الفساد اإلداري ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪39‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫يعد البنك الدويل من أكثر األطراف الدولية اهتماما مبكافحة الفساد‪ ،‬لكونه من اكرب اجلهات الراعية لربامج‬
‫تنمية اجملتمعات و متويلها على املستوى الدويل‪ ،‬و ابلتايل من أكثرها إدراكا ملخاطر الفساد على هذه التنمية و‬
‫استدامتها‪ ،‬ففي دراسة أجراها‪ ،‬وجد أن الفساد يقضي على حوايل ‪ %67‬من االقتصاد العاملي سنواي أي ما يقدر‬
‫بنحو ‪ 2.3‬تريليون دوالر‪ ،‬و من هذا املنطلق فقد أعلن محلته ضد ما أطلق عليه (سرطان الفساد)‪ ،‬و شدد على‬
‫ضرورة تكامل اجلهود الوطنية و الدولية يف هذا اجملال‪ ،‬و ابدر بوضع إسرتاتيجية للقضاء على الظاهرة‪ ،‬كما بعمل على‬
‫مساندة الدول على حتسني طريقة احلكم‪ ،‬للتقليل من اآلاثر السلبية للفساد على التنمية و تتضمن هذه اإلسرتاتيجية‬
‫اجلديدة لنشاطه يف جمال مكافحة الفساد أربعة حماور رئيسية هي ‪:‬‬

‫‪ -‬منع كافة أشكال االحتيال و الفساد يف املشروعات املمولة من طرف البنك الدويل كشرط أساسي لتقدمي العون‬
‫للدول النامية؛‬

‫‪ -‬تقدمي العون للدول النامية اليت تعتزم مكافحة الفساد وال سيما فيما يتعلق بتصميم و تنفيذ برامج املكافحة و ذلك‬
‫بشكل منفرد أو ابلتعاون مع املؤسسات الدولية املعنية‪ ،‬وال يطرح البنك الدويل برانجما موحدا لكل الدول النامية بل‬
‫يطرح مناذج متفاوتة تبعا لظروف كل دولة أو جمموعة دول؛‬

‫‪ -‬اعتبار مكافحة الفساد شرطا أساسيا لتقدمي خدمات البنك الدويل يف جماالت رسم اسرتاتيجيات املساعدة‪ ،‬و‬
‫حتديد شروط و معايري االقرتاض‪ ،‬و وضع سياسة املفاوضات و اختيار و تصميم املشاريع؛‬

‫‪ -‬تقدمي العون و الدعم للجهود الدولية حملاربة الفساد ‪.‬‬

‫و يرى البنك الدويل أن املعاجلة الناجحة للفساد يف الدول النامية ال بد أن تستند بعد الدراسة الوافية لظروف كل‬
‫دولة‪ ،‬إىل مزيج من برامج اإلصالحات السياسية و االقتصادية و القانونية و اإلدارية‪ ،‬و ذلك من خالل الرتكيز على‬
‫اجلوانب املبا شرة‪ ،‬و تتضمن تلك الربامج إصالح اخلدمة العامة بزايدة األجور و تقييد احملسوبية السياسية يف التوظيف‬
‫و الرتقية‪ ،‬و استقالل القضاء‪ ،‬و الفصل الفعال بني السلطات لتعزيز مصداقية الدولة‪ ،‬كما نوه البنك الدويل إىل‬
‫ضرورة تقوية آليات الرصد و العقاب املتعلقة بعمليات الفساد مع ضمان التنفيذ الصارم لقانون العقوابت‪ ،‬إضافة إىل‬
‫تعزيز فاعلية األجهزة التشريعية و الرقابية و مؤسسات اجملتمع املدين ذات الصلة‪.‬‬

‫كما يقوم البنك الدويل منذ عام ‪ 1996‬بدراسات عن احلوكمة تغطي أكثر من ‪ 200‬دولة‪ ،‬تتضمن ستة أبعاد‬
‫و هي ‪ :‬حرية الرأي و املساءلة‪ ،‬االستقرار السياسي‪ ،‬فاعلية احلكومة‪ ،‬جودة التدخل‪ ،‬سيادة القانون‪ ،‬السيطرة على‬
‫الفساد‪ .‬و يعتمد كل بعد من هذه األبعاد على جمموعة من املقاييس اليت يقوم هبا خرباء‪ ،‬فهي و إن كانت تقييمات‬
‫ذاتية للخرباء‪ ،‬إال أهنا تستند إىل خربة املختصني‪ ،‬لذلك متثل أداة فعالة للحكم علة منظومة احلوكمة العامة ‪.‬‬

‫صندوق النقد الدويل ‪FMI‬‬ ‫‪-4‬‬


‫‪40‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫يعترب صندوق النقد الدويل هو اآلخر من املنظمات الدولية احلكومية املعنية ابألنشطة املتعلقة مبكافحة الفساد و‬
‫الرتويج ملبادئ و آليات احلكم الراشد‪ ،‬و قد ساعده على ذلك ما ميتلكه من صالحيات و سلطات واسعة يف جمال‬
‫مراقبة السياسات االقتصادية و املالية سواء على صعيد الدول األعضاء أم على الصعيد العاملي و تشمل هذه‬
‫الصالحيات بعض اجلوانب املتعلقة بسياسات االقتصاد الكلي (املوازنة العامة للدولة‪ ،‬إدارة شؤون النقد و االئتمان و‬
‫سعر الصرف) وما يرتبط هبا من سياسات هيكلية تؤثر يف أداء االقتصاد الكلي (سوق العمل و أتثرياته يف سياسات‬
‫التوظيف و األجور)‪ ،‬و كذلك اجلوانب املتعلقة بسياسات القطاع املايل (تنظيم البنوك و املؤسسات املالية األخرى و‬
‫الرقابة عليها)‪ .‬و دافعه من وراء هذه الرقابة حتقيق االستقرار املايل و النقدي يف العامل على حنو يوفر الشروط املالئمة‬
‫لتنمية شاملة و مستدامة‪.‬‬

‫فصندوق النقد الدويل ميارس ثالثة وظائف رئيسية ميكنه من خالهلا التعامل مع قضااي الفساد و احلوكمة‬
‫أبساليب متنوعة و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬الوظيفة االستشارية ‪ :‬و اليت تتيح للصندوق حق تقدمي املشورة و إعداد املالحظات اليت يراها ضرورية لتصحيح‬
‫السياسات االقتصادية و املالية‪ ،‬حيث يقوم فريق من خرباء الصندوق بزايرات دورية للدول األعضاء جلميع البياانت و‬
‫مناقشة املسؤولني عن وضع و تنفيذ السياسات االقتصادية و املالية على حنو ميكنهم من تقدمي مدى مالئمة النظام‬
‫املايل املتبع‪ ،‬و حتتل قضية الشفافية و توفري املعلومات األزمة و الصحيحة‪ ،‬إضافة إىل احملاسبة و املساءلة موقعا مهما‬
‫يف هذه النقاشات‪ ،‬و ذلك من أجل كشف خمتلف ممارسات الفساد اليت ميكن أن تعرقل عملية التنمية الشاملة‬
‫املستدامة ‪.‬‬

‫‪ -‬الوظيفة االقراضية ‪ :‬من خالل هذه الوظيفة ميكن للصندوق أن يلعب دورا مؤثرا يف محل احلكومات على اختاذ‬
‫إجراءات و سن قواعد و قوانني حمددة تضمن قدرا معينا من الشفافية و املصداقية‪ ،‬والسيما فيما يتعلق مبصداقية‬
‫البياانت املقدمة‪ ،‬و إخضاع بعض القطاعات اليت متس عمل الصندوق مباشرة للمسائلة ‪.‬‬

‫‪ -‬الوظيفة الفنية ‪ :‬يعترب الصندوق مس تودع خلربات فنية هائلة بوسع الدول األعضاء أن تنهل منه إن أرادت تعزيز‬
‫قدرهتا على تصميم و تنفيذ السياسات االقتصادية و املالية و الضريبية و بناء املؤسسات و األجهزة احمللية املسؤولة‬
‫عن إدارة و تنفيذ هذه السياسات (وزارة املالية‪ ،‬البنك املركزي‪...،‬إخل)‪ ،‬ابإلضافة إىل كيفية إعداد اإلحصاءات و‬
‫البياانت و تعزيز الشفافية و املساءلة للتصدي ملختلف أشكال الفساد‪.‬‬

‫كما أكد صندوق النقد الدويل منذ عام ‪ 1997‬أنه سيتوقف أو يعلق مساعداته املالية ألية دولة يثبت أن‬
‫الفساد احلكومي فيها يعيق اجلهود اخلاصة بتجاوز مشاكلها االقتصادية‪ ،‬و حدد الصندوق حاالت الفساد‬
‫ابملمارسات املرتبطة بتحويل األموال العامة إىل غري اجملاالت احملددة هلا و تورط املوظفني الرمسيني يف عمليات حتايل‬
‫مجركية أو ضريبية و إساءة استخدام احتياط العمالت الصعبة من قبل هؤالء املوظفني و استغالل السلطة من قبل‬
‫‪41‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫املشرفني على ا ملصارف‪ ،‬إضافة إىل املمارسات الفاسدة يف جمال تنظيم اإلستثمار األجنيب املباشر‪ ،‬كما اختذ الصندوق‬
‫موقفا حازما من الدول اليت تعترب رشوة املوظفني احلكوميني يف الدول األخرى نوعا من نفقات ترويج األعمال‬
‫تستوجب إعفائها من الضرائب ‪.‬‬

‫اجلهود اجلزائرية ملكافحة الفساد ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫قبل الشروع يف إبراز اجملهودات اليت بذلتها احلكومة اجلزائرية يف مكافحة الفساد والوقاية منه جيب أن نشري‬
‫أوال إىل واقع الفساد يف اجلزائر ‪ ،‬وابلنظر لعدم وجود إحصائيات رمسية تربز بدقة واقع الفساد يف اجلزائر فإننا نكتفي‬
‫مبؤشر إدراك الفساد حسب منظمة الشفافية الدولية ‪ ،‬اليت تصنف سنواي الدول حبسب إدراكها للفساد ‪ ،‬اجلزائر‬
‫واحدة من دول العامل الثالث اليت تعاين من عدم إدراك الفساد فهي تقع يف خانة فاسد جدا حسب املنظمة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )04‬تطور ترتيب اجلزائر يف مؤشر إدراك الفاسد خالل الفرتة ‪ 2016-2005‬حسب منظمة الشفافية الدولية ‪.‬‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬
‫النقاط‬ ‫الرتبة‬ ‫النقاط‬ ‫الرتبة‬ ‫النقاط‬ ‫الرتبة‬ ‫النقاط‬ ‫الرتبة‬ ‫النقاط‬ ‫الرتبة‬ ‫النقاط‬ ‫الرتبة‬ ‫النقاط‬ ‫الرتبة‬
‫‪2.9‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪105‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪97‬‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬
‫النقاط‬ ‫الرتبة‬ ‫النقاط‬ ‫الرتبة‬ ‫النقاط‬ ‫الرتبة‬ ‫النقاط‬ ‫الرتبة‬ ‫النقاط‬ ‫الرتبة‬
‫‪34‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪105‬‬
‫‪https://www.transparency.org/cpi2013/results‬‬ ‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحث ابإلعتماد على‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )01‬تطور ترتيب اجلزائر يف مؤشر مدركات الفساد خالل الفرتة ‪.2016-2005‬‬

‫‪120‬‬
‫‪100‬‬
‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫ترتيب الجزائر‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016‬‬

‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحث ابإلعتماد على اجلدول أعاله ‪.‬‬

‫املالحظ من الشكل أعاله أن ترتيب اجلزائر يف مؤشر مدركات الفساد مل يسبق له أن نزل من الرتتيب ‪ 88‬وهو مؤشر‬
‫خطري ‪ ،‬ذلك أنه هبذه الطريقة فإن اجلزائر تصنف يف خانة قريب من فاسد جدا ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫هذه الوضعية جعلت احلكومة اجلزائرية تبدل جمهودات يف سبيل الوقاية أوال من الفساد ومكافحته اثنيا يف حالة‬
‫وقوع الفساد ‪ ،‬فوضعت اإلطار القانوين ملكافحة الفساد وأهم ما قامت به ‪:‬‬

‫‪ 5-1‬القانون رقم ‪ 01-06‬املؤرخ يف ‪ 20‬فرباير ‪ 2006‬يتعلق ابلوقاية من الفساد ومكافحته ‪.‬‬

‫ابلرجوع إىل هذا النص فقد خصص الباب األول منه لتحديد اهلدف من القانون وحتديد املصطلحات‬
‫ذات الصلة مبكافحة الفساد والوقاية منه ‪ ،‬فالقانون يهدف إىل ‪:‬‬

‫‪ -‬دعم التدابري الرامية إىل الوقاية من الفساد ومكافحته ‪.‬‬


‫‪ -‬تعزيز النزاهة واملسؤولية والشفافية يف تسيري القطاعني العام واخلاص ‪.‬‬
‫‪ -‬تسهيل ودعم التعاون الدويل واملساعدة التقنية من أجل الوقاية من الفساد ومكافحته مبا يف ذلك إسرتداد‬
‫املوجودات‪.‬‬

‫وجاء يف املادة الثانية من هذا القانون اإلشارة إىل جمموعة من املصطلحات ذات الصلة مبوضوع مكافحة الفساد‬
‫نذكرها كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬الفساد ‪ :‬هو كل اجلرائم املنصوص عليها يف الباب الرابع من هذا القانون ‪.‬‬
‫وابلرجوع إىل الباب الرابع من هذا القانون فإن مظاهر الفساد من وجهة نظر املشرع اجلزائري هي ‪:‬‬
‫• رشوة الوظفني العموميني ‪.‬‬
‫• اإلمتيازات الغري مربرة يف جمال الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫• الرشوة يف جمال الصفقات العمومية ‪.‬‬
‫• رشوة املوظفني العموميني األجانب وموظفي املنظمات الدولية العمومية ‪.‬‬
‫• إختالس املمتلكات من قبل موظف عمومي ألو إستغالهلا على حنو غري شرعي ‪.‬‬
‫• الغدر ‪.‬‬
‫• اإلعفاء والتخفيض الغري قانوين يف الضريبة والرسم ‪.‬‬
‫• إستغالل النفوذ‪.‬‬
‫• إساءة إستغالل الوظيفة ‪.‬‬
‫• تعارض املصاحل ‪.‬‬
‫• اخذ فوائد بصفة غري قانونية ‪.‬‬
‫• عدم التصريح او التصريح الكاذب ابملمتلكات ‪.‬‬
‫• اإلثراء الغري مشروع ‪.‬‬
‫• تلقي اهلدااي ‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫• التمويل اخلفي لألحزاب السياسية ‪.‬‬


‫• الرشوة يف القطاع اخلاص ‪.‬‬
‫• إختالس املمتلكات يف القطاع اخلاص ‪.‬‬
‫• تبييض العائدات اإلجرامية ‪.‬‬
‫• اإلخفاء ‪.‬‬
‫• إعاقة السري احلسن للعدالة ‪.‬‬
‫• محاية الشهود واخلرباء واملبلغني والضحااي ‪.‬‬
‫• البالغ الكيدي ‪.‬‬
‫• عدم اإلبالغ عن اجلرائم ‪.‬‬
‫‪ -‬املوظف العمومي ‪ :‬هو كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذاي أو إداراي أو قضائيا أو يف أحد اجملالس‬
‫الشعبية احمللية املنتخبة ‪ ،‬سوا أكان معينا أو منتخبا ‪ ،‬دائما أو مؤقتا ‪ ،‬مدفوع األجر أو غري مدفوع األجر‬
‫بصرف النظر عن رتبته أو أقدميته ‪.‬‬
‫‪ -‬موظف عمومي أجنيب ‪ :‬هو كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذاي او إداراي أو قضائيا لدى بلد‬
‫أجنيب ‪ ،‬سوا أكان معينا أو منتخبا ‪ ،‬وكل شخص ميارس وظيفة عمومية لصاحل بلد أجنيب بنا يف ذلك‬
‫لصاحل هيئة عمومية أو مؤسسة أجنبية ‪.‬‬
‫‪ -‬موظف منظمة عمومية دولية ‪ :‬كل مستخدم دويل أو كل شخص أتذن له مؤسسة من هذا القبيل أبن‬
‫يتصرف نيابة عنها ‪.‬‬
‫‪ -‬الكيان ‪ :‬جمموعة من العناصر املادية أو الغري مادية أو من األشخاص الطبيعيني أو اإلعتباريني املنظمني‬
‫بغرض بلوغ هدف معني ‪.‬‬
‫‪ -‬املمتلكات ‪ :‬املوجودات بكل أنواعها ‪ ،‬سواء كانت مادية أو غري مادية ‪ ،‬منقولة أو غري منقولة ‪ ،‬ملموسة‬
‫أو غري ملموسة ‪ ،‬واملستندات والسندات القانونية اليت تثبت ملكية تلك املوجودات او وجود احلقوق املتصلة‬
‫هبا‪.‬‬
‫‪ -‬العائدات اإلجرامية ‪ :‬كل املمتلكات املتأتية او املتحصل عليه بشكل مباشر أو غري مباشر من إرتكاب‬
‫جرمية‪.‬‬
‫‪ -‬التجميد أو احلجز‪ :‬فرض حضر مؤقت على حتويل املمتلكات أو إستبداهلا أو التصرف فيها أو نقلها ن أو‬
‫تويل عهدة املمتلكات أو السيطرة عليها مؤقتا ‪ ،‬بناءا على أمر صادر عن حمكمة أو سلطة خمتصة أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬املصادرة ‪ :‬التجريد الدائم من املمتلكات أبمر صادر عن هيئة قضائية ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -‬اجلرم األصلي ‪ :‬كل جرم أت تت منه عائدات ميكن أن تصبح موضوع تبييض لألموال وفقا للتشريع املعمول‬
‫بته ذي الصلة ‪.‬‬
‫‪ -‬التسليم املراقب ‪ :‬اإلجراء الذي يسمح لشحنات غري مشروعة أو مشبوهة ابخلروج من اإلقليم الوطين أو‬
‫املرور عربه أو دخوله بعلم السلطات املختصة وحتت مراقبتها بغية التحري عن جرم ما وكشف هوية‬
‫األشخاص الضالعني يف إرتكابه ‪.‬‬
‫‪ -‬اهليئة ‪ :‬يقصد هبا اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته ‪.‬‬

‫أما الباب الثاين من القانون فقد خصص للتدابري الوقائية من الفساد بداية من ضرورة مراعاة النزاهة والشفافية‬
‫والكفاءة يف التوظيف ‪ ،‬وضرورة التصريح ابملمتلكات ‪ ،‬حيث يلزم املوظف قبل توظيف بضرورة التصريح‬
‫مبمتلكاته وكذلك يفعل يف هناية عهدته اإلدارية أو النيابية ‪ ،‬وحدد القانون األشخاص املعنيني ابلتصريح‬
‫ابملمتلكات ‪ ،‬ووضع قواعد ألخالقيات املهنة يف القطاعات خاصة يف قطاع العدالة ‪ ،‬ومن بني التدابري الوقاية‬
‫أيضا ضرورة إعتماد معا يري حماسبية ومشاركة اجملتمع املدين يف الوقاية من الفاسد ومكافحته من خالل جمموعة من‬
‫التدابري ‪:‬‬

‫‪ -‬إعتماد الشفافية يف كيفية إختاذ القرار وتعزيز مشاركة املواطنني يف تسيري الشؤون العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد برامج تعليمية وتربوية وحتسيسية مبخاطر الفساد يف اجملتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬متكني وسائل اإلعالم واجلمهور من احلصول على املعلومات املتعلقة ابلفساد ‪ ،‬مع مراعاة حرمة احلياة‬
‫اخلاصة وشرف وكرامة األشخاص ‪ ،‬وكذا مقتضيات األمن الوطين والنظام العام وحياد القضاء ‪.‬‬
‫‪ 5-2‬اهليئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته ‪:‬‬

‫جاء يف الباب الثالث من القانون رقم ‪ 01-06‬املشار إليه سابقا ضرورة إنشاء هيئة وطنية للوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته ‪ ،‬وقد مت إنشائها مبوجب املرسوم الرائسي رقم ‪ 413-06‬املؤرخ يف ‪ 22‬نوفمرب ‪ 2006‬وهي‬
‫عبارة عن سلطة إدارية مستقلة تتمتع ابلشخصية املعنوىي واإلستقالل املايل وتوضع لدى رئيس اجلمهورية ‪.‬‬

‫وتتشكل اللجنة من رئيس وستة أعضاء يعينون مبوجب مرسوم رائسي ملدة مخس سنوات قابلة للتجديد مرة‬
‫واحدة ابإلضافة إلـى ‪:‬‬

‫• جملس اليقضة والتقييم ‪.‬‬


‫• مديرية الوقاية والتحسيس ‪.‬‬
‫• مديرية التحاليل والتحقيقات ‪.‬‬

‫وتضطلع اللجنة ابملهام التالية ‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -‬إقرتاح سياسة شاملة للوقاية من الفساد جتسد مبادئ دولة القانون وتعكس النزاهة والشفافية واملسؤولية يف‬
‫تسيري الشؤون و األموال العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي توجيهات ختص الوقاية من الفساد ن لكل شخص أو هيئة عمومية او خاصة واقرتاح تدابري خاصة‬
‫منها ذات الطابع التشريعي والتنظيمي للوقاية من الفساد ‪ ،‬وكذا التعاون مع القطاعات املعنية العمومية‬
‫واخلاصة يف إعداد قواعد أخالقيات املهنة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد برامج تسمح بتوعية وحتسيس املواطنني ابآلاثر الضارة النامجة عن الفساد ‪.‬‬
‫‪ -‬مجع ومركزة وإستغالل كل املعلومات اليت ميكن أن تساهم يف الكشف عن أعمال الفساد والوقاية منها ‪،‬‬
‫السيما البحث يف التشريع والتنظيم واإلجراءات واملمارسات اإلدارية عن عوامل الفساد ألجل تقدمي‬
‫توصيات إلزالتها ‪.‬‬
‫‪ -‬التقييم الدوري لألدوات القانونية واإلجراءات اإلدارية الرامية إىل الوقاية من الفساد وكافحته والنظر يف مدى‬
‫فعاليتها ‪.‬‬
‫‪ -‬تلقي التصرحيات ابملمتلكات اخلاصة ابملوظفني العموميني بصفة دورية ودراسة وإستغالل املعلومات الواردة‬
‫فيها والسهر على حفظها ‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان تنسيق ومتابعة النشاطات واألعمال املباشرة ميدانيا على ساس التقارير الدورية واملنتظمة املدعمة‬
‫إبحصائيات وحتاليل متصلة مبجال الوقاية من الفساد ومكافحته ‪ ،‬اليت ترد غليها من القطاعات واملتدخلني‬
‫املعنيني ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على تعزيز التنسيق ما بني القطاعات وعلى التعاون مع هيآت مكافحة الفساد على الصعيدين الوطين‬
‫والدويل ‪.‬‬
‫‪ -‬احلث على نشاط يتعلق ابلبحث عن األعمال املباشرة يف جمال الوقاية من الفساد ومكافحته وتقييمها ‪.‬‬
‫‪ -‬ترفع ال لجنة تقريرا سنواي إىل رئيس اجلمهورية يتضمن تقييما للنشاطات ذات الصلة ابلوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته ‪ ،‬وكذا النقائص املعاينة والتوصيات املقرتحة عند اإلقتضاء ‪.‬‬
‫‪ 5-3‬دور الضبطية القضائية يف مكافحة الفساد ‪:‬‬

‫بداية جيب اإلشارة أن الضبط القضائي هم املوظفون الذين منحهم القانون سلطة مجع اإلستدالالت وضبط‬
‫الوقائع اليت حيدد هلا القانون جانب جنائي ‪ ،‬أو مجع األدلة عليها وعلى من أرتكبها ومن مث ضبطه شخصيا يف‬
‫بعض الظروف ‪.‬‬

‫ومبعىن آخر فالضبطية القضائية هي مؤسسة مينح القانون ألعضائها سلطة مجع األدلة والبحث والتحري يف‬
‫اجلرائم املنوه واملعاقب عليها يف القانون وإلقاء القبض على مرتكبيها ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫وبصورة عامة فغن الضبط القضائي هو جمموعة من اإلجراءات املتخذة من قبل ضباط الشرطة القضائية‬
‫وأعواهنم متعلقة ابلبحث والتحري عن مرتكيب اجلرائم ‪ ،‬شريطة أن تنحصر مهمتهم يف البحث والتحري قبل بداية‬
‫التحقيق ‪ ،‬أما أذا مت اإلنطالق يف التحقيق فيجب أن يرخص هلم من قبل اجلهات القضائية ‪.‬‬

‫وقد عدد املشرع اجلزائري رجال الضبطية القضائية يف املادة ‪ 15‬من قانون اإلجراءات اجلزائية وهم ‪:‬‬

‫• رؤساء اجملالس الشعبية البلدية ‪.‬‬


‫• ضباط الدرك الوطين ‪.‬‬
‫• حمافظو الشرطة‪.‬‬
‫• ضباط الشرطة ‪.‬‬
‫• ذوو الرتب يف الدرك ورجال الدرك الذين أمضو يف سلك الدرك ثالث سنوات على األقل والذين مت تعيينهم‬
‫مبوجب قرار مشرتك صادر عن وزير العدل ووزير الدفاع الوطين بعد موافقة جلنة خاصة ‪.‬‬
‫• مفتشو األمن الوطين الذين قضو يف خدمتهم هبذه الصفة ثالث سنوات على األقل والذين مت تعيينهم‬
‫مبوجب قرار مشرتك صادر عن وزير العدل ووزير الداخلية واجلماعات احمللية بعد موافقة جلنة خاصة ‪.‬‬
‫• ضباط وضباط الصف التابعني للمصاحل العسكرية لألمن الذين مت تعيينهم مبوجب قرار مشرتك صادر عن‬
‫وزير الدفاع الوطين ووزير العدل ‪.‬‬

‫وتساهم الضبطية القضائية يف مكافحة الفساد من خالل قيامها املستمر ابلتحرايت عن مواطن الفساد‬
‫واألشخاص واهليآت الفاسدة وإخبار اجلهات املختصة بذلك وأخذ الرتاخيص القضائية للقيام ابلتحقيقات‬
‫النهائية للوصول إىل الفاسدين وتقدميهم للقضاء ليناولوا العقوابت الالزمة يف إطار التنظيم املعمول به ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬طرق العالج وسبل حماربة ظاهرة الفساد‪.‬‬

‫مل تبقى احلكومات مكتوفة األيدي أما إستفحال ظاهرة الفساد بل بدلت اجملهودات الالزمة ملكافحة الظاهرة‬
‫مستعملة كل الوسائل املتاحة ‪ ،‬ولعل أهم الوسائل املمكن إستغالهلا يف الوقاية من الفساد ومكافحته ما يلي ‪:‬‬

‫‪-1‬اجلانب الديين ‪:‬تنمية منظومة القيم الدينية لدى املواطن ‪ ،‬وتقوية الوازع الديين لدى املواطن وخاصة على مستوى‬
‫املؤسسات التعليمية واملساجد ‪ ،‬وإستشعار املواطن مبخاطر الفساد عليه وعلى أسرته واجملتمع والدولة عموما ‪ ،‬مما‬
‫جيعله يساهم يف مكافحة الفساد ‪.‬‬

‫‪-2‬اجلانب التثقيفي ‪ :‬زايدة الوعي مبخاطر الفساد من خالل املؤسسات الرتبوية واجملتمع املدين وكافة أجهزة اإلعالم‬
‫‪ ،‬وجعل ذلك ثقافة سائدة يف اجملتمع وحتسيس كل أطياف اجملتمع أن حماربة الفاسد والوقاية منه مسؤولية اجلميع‬

‫‪47‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫إعتبارا من أن أثر الفاسد ميس اجلميع ايضا ‪،‬فالنتائج النامجة عن الفاسد متس الفاسدين والغري فاسدين وابلتايل جيب‬
‫على اجلميع نشر ثقافة املسامهة يف مكافحة الفاسد والوقاية منه ‪.‬‬

‫‪-3‬اجلانب السياسي ‪:‬إجياد نظام قائم على الدميقراطية والتعددية واالنفتاح‪ ،‬وتنظيم إنتخاابت نزيهة وحرة ودميوقراطية‬
‫تضمن وصول املنتخبني فعال من الشعب للوصول إىل السلطة مبا يضمن التناغم بني املسؤولني والشعوب وخيلق الثقة‬
‫بينهما مما ينعكس ابلضرورة على احلياة اإلجتماعية ويساهم يف التقليل بل وحماربة الفساد بكل أشكاله ‪.‬‬

‫‪-4‬اجلانب االقتصادي‪ :‬توفري مناصب الشغل والتوزيع العادل للثروة من شأنه أن يقضي على كل اآلفات‬
‫اإلجتماعية املرتبطة ابلفقر وابلتايل املسامهة يف التقليل من الفساد ‪.‬‬

‫‪-5‬اجلانب التشريعي ‪ :‬متابعة وتطوير القوانني والتشريعات ملواكبة التطور املستمر يف شىت جوانب احلياة وحماربة‬
‫الفساد بكل شفافية ‪ ،‬بل وسن قوانني رادعة ضد الفساد وتطبيقها فعال على مرتكيب اجلرائم خللق خوف وحيطة‬
‫شديدة لدى أفراد اجملتمع من الوقوع يف الفساد ‪ ،‬بل واملسامهة يف مكافحته ‪.‬‬

‫‪-6‬اجلانب القضائي‪ :‬استقاللية اجلهاز القضائي والتحلي ابلنزاهة وان ميارس دورة مبعزل عن الضغوط والتداخالت‬
‫ويطبق القوانني املتصلة ابلفساد بكل صرامة بغية خلق ثقافة ردعية يف اجملتمع ‪.‬‬

‫‪-7‬اجلانب االدارى ‪ :‬من خالل االلتزام أبخالقيات املهنة وتصميم الربامج التدريبية اليت حتس على ذلك‪ ،‬ووضع‬
‫قوانني ألخالقيات املهنة يف كل امليادين اإلجتماعية الثقافية ‪ ،‬السياسية ‪ ...‬إخل ‪.‬‬

‫‪-8‬اجلانب البشرى ‪ :‬ابختيار املوظفني على أساس اجلدارة والشفافية وليس الواسطة واجملامالت ‪ ،‬مما خيلق رغبة يف‬
‫العمل لذى املقبلني على التوظيف وحيفزهم إلبراز كفائتهم وإبراز قدراهتم ومهاراهتم يف الوظائف اليت يعملون فيها ‪.‬‬

‫‪-9‬اجلانب الرقايب ‪ :‬تعزيز هذا اجلانب يزيد من التزام املوظف بعمله قدر اإلمكان وذلك عن طريق تفعيل دور الرقابة‬
‫الداخلية واخلارجية ‪ ،‬الرقابة القبلية والبعدية على أعمال املوظفني ‪.‬‬

‫‪-10‬جانب املشاركة ‪ :‬وذلك جيعل القرارات مبنية على النقاش واحلوار بني الرؤساء واملرؤوسني يف مناخ من احلرية‬
‫وحتمل املسئولية ‪٠‬‬

‫‪-11‬جانب االنتماء والوالء ‪ :‬جيب أن تكون رواتب املوظفني جمزية وكافيه حلياه كرمية لبث روح الوالء للمنظمة‬
‫واالنتماء للوطن ‪ ،‬فاملوظف يعمل وفق معيار العائد مبعىن يكون والئه دائما ملن يدفع أكثر ‪ ،‬وابلتايل على املؤسسات‬
‫واهليآت أن تشجع وحتفز أعواهنا خللق لذيهم والء للمؤسسات وليس لألفراد ‪.‬‬

‫اثمنا‪ -‬مناذج لتجارب بعض الدول مكافحة الفساد‬

‫‪48‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫ابت الفساد هاجسا يؤرق غالبية الدول و احلكومات فضال عن املؤسسات الدولية اليت هتتم ابلظاهرة جمتهدة يف‬
‫صياغة املبادرات الرامية للوقاية من الفساد و مكافحته و قد تبنت العديد من الدول معايري دولية يف مكافحـة الفساد‬
‫و وضعت منظومات مؤسساتية و رمست خططا و اسرتاتيجيات ملكافحة الظاهرة‪ ،‬فتعددت بذلك التجارب الدولية‬
‫يف جمال مكافحة الفساد نلخص فيما جتارب جمموعة من الدول ‪.‬‬

‫‪ -1‬التجربة اهلندية يف مكافحة الفساد ‪:‬‬

‫مل يكن الفساد يف اهلند مشكلة حديثة بل عاىن اجملتمع اهلندي من هذه املشكلة منذ الفرتة القدمية تعود إىل‬
‫قبل االستقالل‪ ،‬خالل احلرب العاملية الثانية‪ ،‬مت نشر تقرير حكومي ركز على العالقة املتزايدة بني املتعاقدين واملوظفني‬
‫احلكوميني واليت تتعلق إبنفاق أموال ضخمة يف احلرب‪ .‬وقد ازدادت معدالت الفساد بعد االستقالل‪ .‬وقد أفسد‬
‫الفساد البريوقراطي والفساد القضائي وخمتلف احليل والفضائح السياسية السيناريو السياسي اهلندي‪.‬‬

‫وركزت دراسة أجرهتا منظمة الشفافية الدولية يف عام ‪ 2005‬على أن الشعب اهلندي كان عليه أن يدفع رشوة‬
‫للحصول على أي وظيفة‪ .‬يف ‪ 3‬يونيو ‪ 2009‬كشفت مقالة نشرت يف "اتميز أوف إنداي" تقرير مسح حيث ميكن‬
‫أن نرى أن البريوقراطية اهلندية هي األقل كفاءة مقارنة ابلدول األخرى‪.‬‬

‫وابلرجوع إىل مؤشر مدركات الفساد اخلاص ابملنظمة العاملية للشفافية فقد كانت وضعية اهلند كما يلي ‪:‬‬

‫‪2016-2006‬‬ ‫اجلدول رقم (‪ )05‬تطور وضعية اهلند يف مؤشر مدركات الفساد حسب منظمة الشفافية الدولية‬

‫‪2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006‬‬ ‫السنة‬
‫‪79‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪70‬‬ ‫الرتتيب‬
‫‪4‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫النقطة‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحث ابإلعتماد على ‪:‬‬
‫‪https://www.transparency.org/news/feature/corruption_perceptions_index_2016‬‬

‫هذه الوضعية اليت تبني أن اهلند تعاين من الفساد جعلت احلكومة اهلندية تبدل قصارى جهدها ملكافحة الفساد ‪،‬‬
‫وأهم جهد قامت به احلكومة اهلندية هو إدخال اآللية على كل املمارسات اإلدارية ( احلكومة اإللكرتونية ) حبيث مل‬
‫يعد ابإلمكان طلب الرشاوي من قبل املوظفني احلكوميني‬

‫كما أسس أحد اهلنود الذين عادوا من الوالايت املتحدة األمريكية لإلستثمار يف بلده منظمة مساها " الركيزة‬
‫اخلامسة" وهي منظمة غري حكومية هتدف إىل متكني املواطنني اهلنود من حتدي الفساد والقضاء عليه ‪ ،‬من خالل‬
‫إستخدام برانمج كومبيوتر للرتويج ابملفسدين ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫ومت إنشاء جلنة اإل صالحات اإلدارية اليت تعىن بكشف الفساد على مستوى املسؤولني الكبار يف اهلند تسمى‬
‫"لوكبال "يف وسط كل والية‪ ،‬وتعمل بشكل مستقل مثل السلطة القضائية‪ ،‬ولن يتمكن أي وزير أو بريوقراطي من‬
‫التأثري يف حتقيقاهتم‪ .‬وال تستمر قضااي الفساد لسنوات‪ ،‬وتنتهي التحقيقات يف غضون سنة واحدة‪ ،‬ويتعني إرسال‬
‫الضابط أو القاضي الفاسد إىل السجن يف غضون سنتني‪ .‬وتسرتد اخلسارة اليت حلقت ابحلكومة من اجلاين وقت‬
‫إدانته‪ .‬وإذا مل يكتمل أي عمل يقوم به املواطن يف غضون املهلة احملددة يف أي مكتب حكومي‪ ،‬تفرض لوكبال عقوبة‬
‫مالية ‪.‬‬

‫‪-2‬التجربة السنغافورية يف مكافحة الفساد‬

‫أصبحت سنغافورة خالل الثالثني سنة األخرية أقل الدول فسادا يف آسيا‪ ،‬و يف العامل وفق معايري منظمة الشفافية‬
‫العاملية‪ ،‬و هي حتتل سنة ‪ 2012‬املرتبة اخلامسة عامليا من بني ‪ 184‬دولة‪ ،‬فمنذ عام ‪ 1952‬أنشأت سنغافورة‬
‫مكتب حتقيقات ملتابعة املمارسات اليت قد يشوهبا الفساد‪ ،‬من أجل جذب املزيد من االستثمارات األجنبية للجزيرة‬
‫الصغرية‪ ،‬و مت تطوير هذا املكتب خبربات أكثر توسعا عرب الدورات التدريبية يف تسعينيات القرن املاضي‪.‬‬

‫و قد جنحت إدارة الدولة السنغافورية يف حتويل جمتمع متعدد األعراق و قليل املوارد الطبيعية إىل جمتمع مزدهر‬
‫متطور يوفر أفضل اخلدمات ملواطنيه‪ ،‬و انتقلت من الدولة الفقرية العدمية املوارد إىل احد أهم عواصم التجارة و املال‪،‬‬
‫كما أنشأت احلكومة السنغافورية يف منتصف التسعينيات اهليئة العامة ملكافحة الفساد كوسيلة أخرية إلنقاذ اجملتمع و‬
‫الدولة من ال فساد املدمر و املستشري فيها‪ ،‬لكن التوجه كان جداي بناء على نصائح دولية و وجود وطنية خملصة و‬
‫بعد إنشاء اهليئة صدر القانون املنظم لعملها ماحنا صالحيات كبرية جدا ألعضائها الذين مت اختيارهم بعناية فائقة‬
‫وفقا ملعايري الكفاءة و النزاهة و اإلخالص و الشجاعة و الوالء الوطين و غري ذلك من األسس بعيدا عن احلزبية و‬
‫املناطقية‪.‬‬

‫و النتيجة السريعة للتجربة السنغافورية كانت مذهلة ففي السنة األوىل تضاعفت موارد اخلزينة العامة السنغافورية‬
‫و كانت تتدفق األموال من الضرائب و غريها بشكل مذهل خاصة أثناء و بعد حماكمة الكثري من املتهربني من دفع‬
‫الضرائب فاحملاكمات تكون علنا و تبث أمام الشعب على شاشات التلفزيون و حيكم عليهم مببالغ مضاعفة عن‬
‫اإلقرارات السابقة و خالل أعوام قليلة أصبحت سنغافورة واحدة من النمور االقتصادية اآلسيوية‪.‬‬

‫و قد حلت سنغافورة يف املركز األول عامليا مناصفة مع الدامنرك يف الشفافية و اخللو من الفساد يف عام ‪.2010‬‬

‫‪ 1-2‬إسرتاتيجية سنغافورة ملكافحة الفساد‪:‬‬

‫ارتكزت اإلسرتاتيجية السنغافورية يف مكافحة الفساد على املنطلقات التالية‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -‬الرتكيز على وجود قوانني صارمة و ضمان سيادهتا بتطبيقها الفعلي و عدم التساهل يف ذلك‪ ،‬مع العمل على‬
‫استقرار أجهزة الدولة و اتصافها ابلكفاءة و النزاهة و االنضباط‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة ترتيب األولوايت و حتديد املصاحل األوىل ابلرعاية بشكل واضح‪ ،‬و من ذلك أن تعارض املصلحة العامة مع‬
‫املصلحة اخلاصة أو احلرايت و احلقوق الفردية‪ ،‬يوجب تغليب املصلحة العامة و كذلك تعارض احلرايت الفردية مع‬
‫موجبات التنمية االقتصادية يوجب تغليب الثانية‪.‬‬

‫‪ -‬النظر يف مآالت األفعال بغض النظر عن أي أتصيل فلسفي آخر‪ ،‬فكل األفعال اليت يرتتب عليها نتائج سلبية‪ ،‬أو‬
‫توصف أبهنا أفعال فساد خيضع مرتكبوها للمساءلة و احملاسبة‪ ،‬مع سرعة التحقيق و تطبيق اإلجراءات العقابية‪.‬‬

‫‪ -‬يرتكز النظام السنغافوري يف مكافحة الفساد على دعامتني أساسيتني يكمل كل منهما اآلخر‪ ،‬حيث تنقسم‬
‫سياسة الدولة يف هذا اجملال إىل سياسة وقائية من الفساد من جهة‪ ،‬و سياسة الكشف عنه و العقاب عليه من جهة‬
‫أخرى‪:‬‬

‫‪ 2-2‬سياسة الوقاية من الفساد يف سنغافورة ‪:‬‬

‫تعد السياسة الوقائية السنغافورية يف جمال مكافحة الفساد واسعة النطاق‪ ،‬فباإلضافة إىل التوعية و أتمني الضبط‬
‫اإلجتماعي بوسائله املختلفة‪ ،‬عملت الدولة على سن عدة تدابري منها‪:‬‬

‫‪ -‬الفصل بني الوزارات و إدارة التنفيذ‪ ،‬حيث يتوىل التنفيذ يف الغالب هيئات و مؤسسات منشأة بقانون‪ ،‬هبدف‬
‫تفريغ الوزارة من سلطة التنفيذ و إزالة أسباب إمكانية الفساد‪ ،‬فليس على الوزارة إال التفكري اإلسرتاتيجي على املدى‬
‫املتوسط و البعيد‪.‬‬

‫‪ -‬رفع مرتبات املوظفني يف الدولة بشكل جيعل منها كافية لتوفري مستوى حياة كرمية‪ ،‬إذ يعد دفع أجور مرتفعة أهم‬
‫رادع للفساد‪ ،‬و جينب املوظفني طلب الرشوة أو قبوهلا‪ ،‬حيث يعد مرتب الوزير السنغافوري أعلى مرتب وزير يف العامل‬
‫و أي حماولة فساد منه حترمه من وظيفته و من دخله املرتفع و يعاقب بعدم احلصول على وظيفة أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬تبسيط اإلجراءات اإلدارية و احلد من املستندات املطلوبة للحصول على اخلدمة‪ ،‬مع وضع مدونة إجراءات إدارية‬
‫واضحة‪.‬‬

‫‪ -‬تفادي املنطقة الرمادية يف سلطة املوظف العام ابلتضييق من سلطته التقديرية‪ ،‬بوضع معايري دقيقة يستند عليها يف‬
‫أداء عمله‪ ،‬ألن التوسع يف السلطة التقديرية للموظف العام سبب من أسباب الفساد كما أنه يضعف الرقابة الفعالة‬
‫على عمله‪ ،‬و بذلك قامت الدولة بتخفيض عدد القوانني و اإلجراءات و قامت بتبسيط و توضيح كافة اإلجراءات‬
‫حبيث ال تسمح أبي خروج أو خرق للقوانني و القواعد التنظيمية‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -‬تركيز االختصاص و املسؤولية يف جهة واحدة ملنح الرتخيص يف جمال معني‪ ،‬لتجنب التعقيدات و البريوقراطية‬
‫اإلدارية السلبية اليت يعترب املواطن يف غىن عنها‪.‬‬

‫‪ -‬احلد إىل أكرب قدر من تعامل املوظفني مع املال‪" ،‬فاملوظف ال يرى املال و إمنا يرى األرقام"‪ ،‬فالرسوم و الغرامات‬
‫تدفع إلكرتونيا‪ ،‬ألن التقليل من ملس املوظف للمال يوفر اجلهد و الوقت و يقلل من الفساد‪ ،‬و من أجل ذلك‬
‫وجدت عدة نقاط لتعليم الناس الدفع اإللكرتوين‪.‬‬

‫‪ -‬التوسع يف تقدمي اخلدمة ابلطريق اإللكرتوين‪ ،‬حيث هناك ‪ 1600‬خدمة تتم من منزل الشخص الطالب هلا‪ ،‬و من‬
‫ذلك خدمة احلصول على ‪ 71‬نوعا من الرتاخيص عرب األنرتنت‪ ،‬هبدف كسب الوقت و اجلهد و التقليل من‬
‫اإلتصال املباشر بني املوظف و طالب اخلدمة‪.‬‬

‫‪ -‬إجياد أنظمة شفافة تؤدي إىل التقليل إىل حد كبري من األسرار اليت ميلكها املوظف العام بسبب وظيفته‪ ،‬فاملوظف‬
‫الذي ال ميلك أسرارا ال جيد أسرارا لبيعها‪ ،‬و من ذلك وجود نظام واضح املعامل و مفتوح للمشرتايت احلكومية ميكن‬
‫اإلطالع عليها من خالل مركز األعمال اإللكرتونية‪ ،‬و هو بوابة للمشرتايت احلكومية تسمح للمتقدمني بعروض رؤية‬
‫كل الصفقات و املواصفات املطلوبة‪ ،‬و يقع يف نفس اإلطار ضرورة نشر إجراءات العقود اإلدارية و نتائجها على‬
‫األنرتنت‪ ،‬إضافة إىل رفع أجور املوظفني و منحهم عالوات و حتسني ظروف عملهم هبدف جعل هذه التعويضات‬
‫مضاهية لبدائل القطاع اخلاص‪ ،‬و عدم حبثهم عن مداخيل مادية أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬الفحص املسبق للحالة اإلجتماعية لألفراد قبل التوظيف‪ ،‬و إمكانية تدخل اهليئة العامة ملكافحة الفساد كتدبري‬
‫وقائي ملنع املوظف ما من تويل منصب قيادي أو عمل سياسي بسبب شبهة سابقة ابلفساد‪ ،‬كما أن اهليئة ميكن أن‬
‫تتدخل ابلتوصية بعدم التعاقد مع شركة ما لسبق اهتامها ابلفساد‪ ،‬و يالحظ هذا كفاية اإلهتام دون احلاجة ألن‬
‫يصدر حكم قضائي ابإلدانة‪ ،‬و من هذا املنطلق فالشركات يف سنغافورة شديدة احلرص على عدم الوقوع أو اإلشتباه‬
‫ابلفساد ألن ذلك يؤثر على سري و مستقبل الشركة و نشاطها‪.‬‬

‫‪ -‬احلد من نشر ثقافة الفساد و من احلديث عن الفساد يف الوسط اإلجتماعي‪ ،‬و من اجل ذلك يعترب نشر إشاعات‬
‫حدوث فساد أو احلديث بشأن قضية فساد دون وجود أدلة واضحة جرمية يف حد ذاته‪.‬‬

‫‪ -‬حظر استعمال الصفة يف األماكن اليت تقدم خدمات ابلنسبة للقضاة و أعضاء النيابة العامة و املوظفني العامني‬
‫كافة‪ ،‬و إذا ما ظهر بيان الوظيفة يف مستند رمسي‪ ،‬فيجب أن يكون ذكره ابلقدر الالزم‪ ،‬كأن يدون أنه قاضي دون‬
‫تفصيل آخر‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -‬حتديد أجل أقصاه ستة أشهر لفصل احملاكم يف القضااي املعروضة عليها و عدم جتاوز هذا األجل‪ ،‬مع حتديد أجل‬
‫سنة كحد أقصى جيب أن ينتهي فيه التحقيق و اإلحالة إىل احملكمة أو حفظ األوراق‪ ،‬ذلك أن إطالة عمر القضية يف‬
‫التحقيق و مرحلة احملاكمة مؤشر من مؤشرات الفساد أو اإلمهال‪ ،‬كما أن العدل املؤخر هو عدل مرفوض‪.‬‬

‫فقد أضحت سنغافورة حتتل املراتب األوىل (اخلمس دول األوىل األكثر نزاهة و شفافية و األقل فسادا) بني‬
‫الدول من حيث الشفافية و النزاهة و نقص الفساد منذ سنة ‪ 2001‬إىل غاية الوقت الراهن مبعدل ‪ 09‬درجات من‬
‫حيث النظافة‪ ،‬أما جورجيا فبعد أن كانت من بني الدول األكثر فسادا حيث احتلت املرتبة ‪ 134‬من بني الدول‬
‫األقل فسادا سنة ‪ 2004‬مبعدل أقل من ‪ 02‬درجة من حيث النزاهة و نقص الفساد‪ ،‬لكنها قفزت بعد جتربة‬
‫اإلصالح اليت خاضتها إىل املرتبة ‪ 66‬مبعدل أكثر من ‪ 5,4‬درجة سنة ‪ ،2009‬و كذلك ماليزاي فقد حتسن ترتيبها‬
‫إىل املرتبة ‪ 33‬مبعدل ‪ 2,5‬درجة من حيث الشفافية و نقص الفساد‪.‬‬

‫‪-3‬التجربة األمريكية يف مكافحة الفساد ‪.‬‬

‫جيب أن ننطلق بداية من تطور ترتيب الوالايت املتحدة األمريكية يف مؤشر إدراك الفساد ملنظمة الشفافية‬
‫الدولية ‪ ،‬فهي اآلن حتتل ترتيبا مقبوال بفضل اجملهودات اليت بدلت ملكافحة الفساد والوقاية منه ‪.‬‬

‫‪2016-2006‬‬ ‫اجلدول رقم (‪ )06‬تطور وضعية و‪.‬م‪.‬أ يف مؤشر مدركات الفساد حسب منظمة الشفافية الدولية‬

‫‪2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006‬‬ ‫السنة‬
‫‪18‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الرتتيب‬
‫‪7.4‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫‪7.3‬‬ ‫النقطة‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحث ابإلعتماد على ‪:‬‬
‫‪https://www.transparency.org/news/feature/corruption_perceptions_index_2016‬‬

‫هذا الرتتيب اجليد كان بفضل التجربة األمريكية يف مكافحة الفساد من خالل تبين احلكومة اإللكرتونية يف مكافحة‬
‫الفساد اإلداري ‪ ،‬فقد بدأت اإلدارة األمريكية يف التحول حنو احلكومة اإللكرتونية من خالل البوابة اإللكرتونية‬
‫للحكومة األمريكية ومتثلت أهم خدماهتا يف ‪:‬‬

‫‪ 1-3‬بطاقة الفئات ‪ :‬حيث احتوت البطاقة على أربع بطاقات خاصة بقطاع األعمال وموظفي احلكومة والتعامالت‬
‫بني الدوائر احلكومية وبطاقة املواطن ‪.‬‬

‫‪ 2-3‬فهرس املؤسسات احلكومية ‪ :‬وفيه تعرض كامل املؤسسات احلكومية يف الوالايت املتحدة األمريكية سواء‬
‫الفدرالية أو احمللية أو اإلقليمية والسفارات وفق ترتيب أجبدي أو التخصص الوظيفي أو املوقع اجلغرايف ‪ ،‬فال جيد‬
‫املتصفح هلذه املواقع عناءا يف الوصول إىل املؤسسة احلكومية املطلوبة ‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪3-3‬إعتماد املرشد أو املدرب ‪ :‬حيث يعترب من أفضل مواصفات البوابة ويسهل املعامالت واإلجراءات ‪ ،‬فالبحث‬
‫عن الوظائف مثال يكون إلكرتونيا وال داعي للذهاب للمصلحة [ ما يصعب من الفساد يف التعيني يف املناصب ‪.‬‬

‫‪ 3-4‬جتديد الرخص على األنثرنت لطاليب اخلدمات ‪ :‬حيث يتم جتديد الرخص ملواطين الوالية سنواي حسب‬
‫شهور ميالدهم ابلنسبة للخدمات املرورية ابلنسبة ألصحاب سيارات األجرة يف خمتلف الوالايت ‪.‬‬
‫‪ 3-5‬خدمات التقاعد والرعاية الصحية ‪ :‬تسهيال للعملية وحماربة للفساد يف القطاع الصحي عملت أمريكا على‬
‫تسهيل العملية للمواطن األمريكي ومتكنه من اإلطالع على حساب الضمان اإلجتماعي اخلاص به و‬
‫اإلطالع على حساب الضمان اإلجتماعي اخلاص به ‪.‬‬
‫‪ 3-6‬خدمات احملاكم والبلدايت ‪ :‬حيث تضطلع احملاكم والبلدايت بتقدمي اخلدمات للمواطن إلكرتونيا مما يسهل‬
‫على املواطن احلصول على اخلدمات فضال على كون ذلك يساهم يف حماربة الفساد وغزالة املربرات اليت متكن‬
‫الفساد من الظهور ‪.‬‬
‫جتربة هونغ كونغ يف مكافحة الفساد‬ ‫‪6‬‬

‫شكلت حكومة هونغ كونغ جلنة حملاربة الفاسد وسخرت هلا أموال كبرية ‪ ،‬اللجنة متكونة من ألف موظف‬
‫يتقاضون مرتبات كبرية مهمتهم الكشف عن الفساد ومكافحته ووضع األطر الالزمة حملاربة الظاهرة ‪ ،‬إعتقادا من‬
‫احلكومة أن الفساد سيقضي على الدولة ال حمال ‪.‬‬

‫وقد جنحت اللجنة يف التصدي للظاهرة وأصبحت هونغ كونغ من بني الدول األقل فسادا يف العامل حبيث احتلت‬
‫سنة ‪ 2016‬املرتبة ‪ 15‬يف أحسن الدول إدراكا للفساد وفق ترتيب منظمة الشفافية الدولية ‪.‬‬

‫اجلدول رقم (‪ )07‬تطور وضعية هونغ كونغ يف مؤشر مدركات الفساد حسب منظمة الشفافية الدولية ‪2016-2006‬‬

‫‪2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006‬‬ ‫السنة‬
‫‪15‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الرتتيب‬
‫‪7.7‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪7.4‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫‪8.1‬‬ ‫‪8.3‬‬ ‫‪8.3‬‬ ‫النقطة‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحث ابإلعتماد على ‪:‬‬

‫‪https://www.transparency.org/news/feature/corruption_perceptions_index_2016‬‬

‫واملالحظ من اجلدول أن هونغ كونغ أصبحت من بني الدول العشرين األقل فساءا يف العامل متقدمة على‬
‫العديد من الدول املتقدمة يف جمال الوقاية من الفساد ومكافحته ‪.‬‬

‫‪-5‬التجربة املاليزية يف مكافحة الفساد‬

‫‪54‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫تعترب ماليزاي من بني الدول الناجحة بشكل كبري يف مكافحة الفساد و احلد منه‪ ،‬و هي حتتل املراتب متقدمة بني‬
‫الدول النامية األقل فسادا و األكثر نزاهة و شفافية‪ ،‬حسب منظمة الشفافية العاملية اليت تعد تقارير سنوية حول‬
‫النزاهة و الشفافية يف دول العامل‪ ،‬و تشغل التجربة املاليزية ابل الكثري من املهتمني مبلف التغيري و النهضة يف العاملني‬
‫العريب و اإلسالمي و يف بقية دول العامل‪ ،‬كما يراها الكثريون منوذجا حيتدى به يف جمال التطوير و التنمية‪ ،‬و يف جمال‬
‫مكافحة الفساد خاصة يف اجلانب املؤسسايت الذي اعتمدت عليه ماليزاي يف مسار مكافحتها للفساد و دعم مبادئ‬
‫الشفافية و الذي يعد اجلانب األهم الذي يرى الباحث ضرورة االستفادة منه‪.‬‬

‫بدأت ماليزاي مسار دعم الشفافية و مكافحة الفساد مبكرا‪ ،‬و حىت قبل مرحلة التحرر من االستعمار الربيطاين‪،‬‬
‫ففي سنة ‪ 1950‬أنشأت احلكومة االستعمارية " اللجنة اتيلور " لكشف و رصد الفساد يف مساحة اخلدمة العامة‬
‫ابلدولة املاليزية‪ ،‬و خلصت اللجنة عام ‪ 1955‬إىل أن ممارسة الرشوة و غريها من أشكال الفساد يف مجيع اإلدارات‬
‫الضعيفة املوجودة هبيكل الدولة اإلداري ال بد من مواجهته‪ ،‬مبنظومة أكثر منهجية إلحداث تطور حقيقي يف عملية‬
‫التنمي ة مباليزاي‪ ،‬و منذ هذا التاريخ و مع التطور السياسي احلادث يف بنية الدولة املاليزية اليت مت بناؤها من إحتاد جزر‬
‫خمتلفة كان العمل على أتسيس منظومة ملقاومة الفساد هو الشغل الشاغل حلكومتها‪.‬‬

‫و توسعت مهمة وكالة مكافحة الفساد لتغطي اختبار سالمة اإلجراءات و دقتها يف املؤسسات احلكومية‪ ،‬و‬
‫إعطاء التوجيهات و النصائح ملن حيتاجها‪ ،‬و نشر ثقافة منع الفساد و جتديد الرأي العام ضده‪.‬‬

‫كانت اإلسرتاتيجيات احلكومية املاليزية يف مكافحة الفساد من خالل إتباع عدة أطر قانونية و مؤسساتية‪ ،‬إضافة‬
‫إىل االستعانة ببعض منظمات اجملتمع املدين و اإلعالم‪ ،‬فهي إسرتاتيجية تشاركيه اعتمدت على اآليت‪:‬‬

‫‪ 1-5‬اإلسرتاتيجيات احلكومية املاليزية يف مكافحة الفساد ‪:‬‬

‫اتبعت حكومة ماليزاي عدة اسرتاتيجيات حكومية ملكافحة الفساد منها ما أطلق عليه رئيس الوزراء السابق "عبد‬
‫هللا بدوي" يف املاليو ابخلطة الوطنية للنزاهة يف ماليزاي عام ‪ ،2004‬و قد حددت هذه اخلطة مخسة أهداف رئيسية‬
‫تشمل ‪:‬‬

‫• احلد من الفساد‪.‬‬
‫• احلد من سوء استخدام السلطة‪.‬‬
‫• زايدة كفاءة تقدمي اخلدمات العامة‪.‬‬
‫• تعزيز حوكمة الشركات‪.‬‬
‫• تنظيم ندوات و ورش عمل للمواطنني و الشركات هبدف التوعية و تشجيع املشاركة يف أعمال مكافحة‬
‫الفساد من طرف اجلميع‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ 2-5‬هيئة مكافحة الفساد املاليزية‪:‬‬

‫بدأت هيئة مكافحة الفساد املاليزية رمسيا عملياهتا يف ‪ 01‬أفريل ‪ ،2009‬و ذلك بسن قانون هيئة مكافحة‬
‫الفساد املاليزية اجلديد الذي حل حمل القانون و اهليئة السابقة ملكافحة الفساد‪ ،‬حيث تتلقى هيئة مكافحة الفساد‬
‫املاليزية النصح و التوجيه من قبل سبعة مستشارين مستقلني‪ ،‬و تكون مسؤولة يف هناية املطاف اجتاه اللجنة الربملانية‬
‫اخلاصة حول الفساد‪ ،‬و قد كان من املؤمل يف البداية أن تتمتع هيئة مكافحة الفساد املاليزية مبهمة مباشرة املالحقة‬
‫القضائية و لكن احلزب احلاكم رفض ذلك‪ ،‬حيث بدال من ذلك تبقى القوة القضائية بيد املدعي العام‪ ،‬و تقوم هذه‬
‫اهليئة جبهود كبرية للتحقيق يف الفساد على مستوايت عالية‪ ،‬كما تعني اللجنة فريقا خاصا إلعطاء نصائح و توجيهات‬
‫للجنة التعيينات القضائية من خالل تطوير آلية القضاء‪ ،‬و قد أعدت اللجنة سنة ‪ 2012‬إقرتاح مشروع يوجب على‬
‫كل الوزراء و موظفي اخلدمة املدنية تقدمي كشف بدخوهلم و ذممهم املالية‪.‬‬

‫إذن من املالحظ من نشاط و دور هيئة مكافحة الفساد املاليزية أن هذه اهليئة تعمل من خالل قناعات بوجوب‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬و مدركة خطره الكبري على التنمية و التطور الذي هتدف له دولة ماليزية‪ ،‬كما تدعم كل هذا إرادة‬
‫سياسية حقيقية من طرف احلكومة املاليزية الشيء الذي جيعل ماليزاي حتقق شوطا كبريا من خالل مكافحة الفساد و‬
‫تنجح يف احلد منه إىل حد كبري‪.‬‬

‫‪3-5‬احلوكمة اإللكرتونية املاليزية‪:‬‬

‫تدعمت اهليئات اليت شكلتها احلكومة املاليزية ببوابة إلكرتونية‪ ،‬حيث تضم البوابة الرئيسية على االنرتنت‬
‫وصالت و روابط إىل خدمات املناقصات احلكومية‪ ،‬و اخلدمات احلكومية املختلفة‪ ،‬توفر هذه الوصالت التسهيل‬
‫لوصول رجال األعمال للمبادئ التوجيهية و للنماذج اخلاصة ابلتسجيل و الرتخيص و التصاريح فضال عن دفع‬
‫الضرائب عرب االنرتنت‪.‬‬

‫و مثة بوابة أخرى على األنرتنت و هي نظام الدعم اإللكرتوين لرتخيص األعمال‪ ،‬و تقدمي معلومات و تسهيالت‬
‫للشركات لتقدمي طلب للحصول على تصاريح أو تراخيص لبدأ األعمال التجارية و تسهيل مجيع إجراءات النشاط‬
‫من خالل توفري الواثئق الالزمة على االنرتنت‪ ،‬كما انشأ البنك املركزي "بنك نيجارا ماليزاي" موقعا على شبكة‬
‫االنرتنت لتسهيل اإلستجابة السريعة للمواطنني و خلدمة املؤسسات الصغرية و املتوسطة احلجم يف املسائل ذات الصلة‬
‫ابلقطاع املايل‪ ،‬كما يشجع املخربين للكشف عن الفساد يف القطاع املايل‪.‬‬

‫‪-6‬التجربة الرتكية يف مكافحة الفساد‬

‫تركيا من بني الدول اليت جنحت يف مكافحة الفساد يف شقه السياسي واإلقتصادي ‪ ،‬ذلك أن تركيا كانت‬
‫تعاين من نظام سياسي مشويل وإنقالابت عسكرية متتالية على النظام الدميقراطي فضال على ما رافق ذلك من إهنيار‬
‫‪56‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫إقتصادي حيث كانت تركيا يف التسعينات من القرن املاضي حتتل الرتبة ‪ 116‬يف إقتصادايت العامل واآلن حتتل املرتبة‬
‫‪ 16‬ومرشح أن حتتل املرتبة ‪ 10‬أو ‪ 11‬يف الثالنينات من هذا القرن ‪.‬‬

‫يف اجلانب السياسي سادت تركيا الدميقراطية يف الوصول غلى السلطة والبقاء فيها حبيث خرجت من‬
‫النزاعات السياسية وعدم اإلستقرار الذي رافقها يف القرن املاضي ‪ ،‬ما انعكس على كل مناحي احلياة ‪.‬‬

‫هذه الطفرة السي اسية واإلقتصادية مل تكن لتحدث لوال اإلصالحات اإلقتصادية والسياسية اليت قامت هبا‬
‫احلكومات املتعاقبة يف القرن الواحد والعشرون فحاربت الفاسد يف املؤسسات العسكرية واألمنية والسياسية‬
‫واإلقتصادية وعملت على تطهري اإلدارة من الكوادر امللوثة اليت تبحث عن مصاحلا الشخصية‬

‫ابلفعل كانت تركيا حتارب الفساد رغبة منها يف اإلنظمام إىل اإلحتاد األورويب الذي اشرتط عليه إصالحات‬
‫إقتصادية وسياسية كشرط لإلنظمام ‪ ،‬غري أنه وابلرغم من عدم اإلنظمام إال أن تركيا استغلت الفرصة وحاربت الفساد‬
‫من املؤسسات الرتكية ‪ ،‬فأصبحت قوة إقتصادية عاملية فضال على متتعها ابإلستقرار السياسي أحسن مما كانت عليه‬
‫من قبل ‪.‬‬

‫وابلرغم من ذلك تبقى تركيا حباجة إىل إصالحات أكرب ملقاومة الفساد يف خمتلف النواحي ن ذلك أن ترتيبها يف‬
‫مؤشر مدركات الفساد على املستوى العاملي ال يزال بعيد عن التطلعات املرغوب فيها ‪ ،‬فاجلدول أدانه يبني أن تركيا‬
‫ال تزال يف تعاين من الفساد حبسب منظمة الشفافية الدولية ‪ ،‬وابلرغم اإلنتقادات اليت توجه للمنظمة من قبل اخلرباء‬
‫اإلقتصاديني ابن عم ل املنظمة موجه نوعا ما وفيه تغطية عن الفساد يف جهات من العامل مقابل إبرازه يف جهات‬
‫أخرى إال أنه يبقى عمل املنظمة موضوعي إىل أبعد احلدود ن وعلى الدول أن تسعى جاهدة لتطبيق احلكامة يف‬
‫التسيري والدميقراطية يف الوصول إىل السلطة والشفافية يف منح الصفقات العمومية واملشرتايت احلكومية‬

‫‪2016-2006‬‬ ‫اجلدول رقم (‪ )08‬تطور وضعية تركيا يف مؤشر مدركات الفساد حسب منظمة الشفافية الدولية‬

‫‪2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006‬‬ ‫السنة‬
‫‪75‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الرتتيب‬
‫‪4.1‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫النقطة‬
‫املصدر ‪ :‬من إعداد الباحث ابإلعتماد على ‪:‬‬
‫‪https://www.transparency.org/news/feature/corruption_perceptions_index_2016‬‬

‫‪-7‬التجربة اجلورجية يف مكافحة الفساد‬

‫جورجيا من أكثر الدول فسادا و جرمية يف اإلحتاد السوفيايت‪ ،‬ففي عام ‪ 2002‬كانت يف املركز ‪ 83‬على‬
‫مؤشر اجلرمية التابع ملنظمة الشفافية الدولية‪ ،‬و كان الفساد منتشرا إىل درجة كبرية‪ ،‬حيث كان أفراد جهاز الشرطة‬

‫‪57‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫اجلورجي يضايقون املواطنني و يطالبوهنم ابلرشوة بدال من محايتهم‪ ،‬و كانت اجلماعات اإلجرامية هلا نفوذ و القدرة‬
‫املالية‪ ،‬و حتكم قبضتها على العاصمة "تبليسي"‪.‬‬

‫و يف سنة ‪ 2004‬إنتخب الرئيس احلايل الشاب " ميخائيل ساكاشفيلي" رئيسا للحكومة و كان حينها‬
‫يبلغ من العمر ‪ 36‬سنة ليصبح أصغر رؤساء أورواب سنا‪ ،‬و أعيد انتخابه سنة ‪ 2008‬لعهدة اثنية و ذلك ملا حققه‬
‫من إجنازات و تغريات جذرية من خالل اإلصالحات اليت ابشرها أثناء توليه رائسة احلكومة‪ ،‬حيث كان شعار حزبه‬
‫"جورجيا بال فساد"‪ ،‬و قد قا م بعمل إجراءات إصالحية حامسة و صارمة ملكافحة الفساد يف مجيع أجهزة الدولة‪ ،‬و‬
‫طبق مبدأ الشفافية و املساءلة‪ ،‬و قد أتت مثرة هذا الشعار بعد سبع سنوات و استطاعت جورجيا احلد من الفساد‬
‫بشكل كبري‪ ،‬و حتتل جورجيا حاليا املركز الثاين من بني بلدان شرق أورواب و آسيا الوسطى يف مؤشر إنعدام اجلرمية و‬
‫الفساد ملنظمة الشفافية الدولية‪.‬‬

‫‪ 1-7‬إسرتاتيجية مكافحة الفساد يف جورجيا‪:‬‬

‫قبل أن تشرع جورجيا يف تنفيذ إسرتاتيجيتها يف مكافحة الفساد‪ ،‬واجهتها مشكلة رئيسية و هي أن الفساد‬
‫متغلغل يف مجيع املستوايت احلكومية من جهة و من جهة اثنية أن الفساد أصبح جزء من ثقافة املواطنني الذين فقدوا‬
‫الثقة يف إمكانية إختفاء ظواهر الفساد الذي أصبح واقعا معاشا و أمرا روتينيا مألوفا‪ ،‬لذلك كان التحدي األول قبل‬
‫الشروع يف تنفيذ اإلسرتاتيجية هو نشر التوعية خبطورة الفساد و آاثره الوخيمة على اجملتمع و على الدولة اجلورجية‪ ،‬و‬
‫حماولة إقناع املواطنني أبنه هناك إمكانية لتغيري هذا الواقع و حماربة الفساد الذي خنر جسد الدولة و اجملتمع‪ ،‬و إظهار‬
‫إرادة سياسية حقيقية قوية‪.‬‬

‫وال يتأتى هذا األمر إال من خالل محلة توعية كبرية جتند هلا كافة الوسائل من إعالم و جمتمع مدين و سياسيني و‬
‫أحزاب و مدارس و جامعات‪ ،‬و غدارات حكومية‪ ...‬و غريها و ابلفعل إستخدمت احلكومة اجلورجية محلة إعالمية‬
‫واسعة املدى‪ ،‬و مناظرات عامة‪ ،‬و مت إعتقال مسؤولني كبار و جمرمني‪ ،‬ووضعت الفتات على الطرق السريعة حتمل‬
‫أرقام هواتف لإلتصال و اإلبالغ حباالت الفساد‪ ،‬و مت إستخدام التكنولوجيا بكفاءة بغرض تيسري اإلتصال بني‬
‫املسؤول و املواطن‪ ،‬و كذلك للمتابعة و ضمان املساءلة‪ ،‬و لتأكيد فكرة أنه ال أحد فوق القانون و أن احلكومة جادة‬
‫بشأن القرارات اليت إختذهتا‪ ،‬و قد مت حتقيق بعض األهداف مما اكسب الشعب ثقة يف عمل احلكومة‪.‬‬

‫‪ 2-7‬إصالح جهاز الشرطة يف جورجيا‪:‬‬

‫تعد جتربة جورجيا يف إصالح جهاز الشرطة جتربة فريدة من نوعها‪ ،‬إختذت فيها احلكومة اجلورجية عدة إجراءات‬
‫صارمة وصلت إىل حد املخاطرة لكن يف سبيل اإلصالح و مكافحة أوجه الفساد‪ ،‬لقد كان يف جورجيا جهاز أمين‬
‫قوي متغلغل يف الدولة‪ ،‬قابض على مفاصلها األساسية‪ ،‬مكونة شبكات ضخمة من املوظفني احلكوميني املتعاونني مع‬

‫‪58‬‬
‫د‪.‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫حماضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫عصاابت اجلرمية املنظمة‪ ،‬و عالقات واسعة مع رجال األعمال‪ ،‬كل ذلك عبارة عن منظومة ضخمة‪ ،‬حتميه منظومة‬
‫قانونية و تشريعية فاسدة و جهاز بريوقراطي كان مستفيدا من أوضاع ما قبل الثورة الربتقالية‪.‬‬

‫و انطالقا من هذا قامت احلكومة ابلبدء إبصالح جهاز الشرطة‪ ،‬ألن الشرطة هي اجلهاز الذي يتعامل معه املواطن‬
‫يف الشارع كل يوم و هي اجلهاز الذي يقصده أوال يف حال وقوع مشكل له‪ ،‬و ألنه القسم السيئ جدا يف جورجيا‪،‬‬
‫و فساد رجال الشرطة فيها قد تفشى بشكل كبري جدا‪.‬‬

‫سارعت احلكومة كخطوة مهمة ابختاذ إجراءات جد صارمة خبصوص هذا اجلهاز الفاسد‪ ،‬حيث قامت بفصل‬
‫حوايل "‪ " 18000‬مثانية عشرة ألف شرطي فاسد يف يوم واحد‪ ،‬و كان أغلب املفصولني من شرطة املرور الذين متادو‬
‫يف طلب الرشوة و مضايقة املواطنني‪ ،‬و كانت احلكومة يف بداية األمر متخوفة من هذا اإلجراء ألهنم كانوا مسلحني‬
‫يوم فصلهم‪ ،‬و بعضهم كان له اتصاالت قوية مع عصاابت إجرامية خطرية و قوية‪ ،‬إضافة إىل أن جورجيا بلد صغري‬
‫فقد يقوم عشرة آالف منهم بعمل انقالب أو فوضى يف البالد‪ ،‬لكن ذلك مل حيدث‪ ،‬ألن تيار الثورة كان عارما و‬
‫كان هناك أتييد شعيب كبري جدا ألن الشعب اجلورجي كان متعطشا للتغيري‪.‬‬

‫كما مت تصميم املباين الزجاجية للشرطة لتعطي عدة رسائل منها حماربة فكرة إقتناع الشعب بقيام الشرطة بتعذيب‬
‫املقبوض عليهم‪ ،‬و أن احلكومة تعمل بشفافية‪ ،‬و أنشأت احلدائق حول أقسام و مباين الشرطة لتأكيد اإلحساس‬
‫ابألمان يف وجود الشرطة‪ ،‬حيث ميكن للمواطنني و العائالت اجللوس يف تلك احلدائق و التنزه فيها‪ ،‬فيتحقق اهلدف‬
‫بزرع الشرطة حيث تنتمي وسط الشعب‪.‬‬

‫لقد حققت جورجيا جناحا فريدا يف مكافحة الفساد‪ ،‬حيث ميكن للعديد من البلدان تكييف العديد من جوانبها‬
‫و تطبيقها يف بلدان تواجه حتدايت مماثلة يف التصدي للفساد املتغلغل يف اخلدمات العامة‪ ،‬كما تدل جتربة جورجيا‬
‫على أن الدائرة املفرغة للفساد ميكن كسرها من خالل اإلصالحات املناسبة و احلامسة‪.‬‬

‫اخلامتـة‬

‫ال ندعي أننا أحطنا بكل جوانب املوضوع ‪ ،‬بل نقول أننا أجتهدان يف التطرق إىل النقاط املدرجة يف املقرر‬
‫السنوي لطلبة السنة الثانية علوم جتارية يف مقياس الفساد وأخالقيات العمل ‪ ،‬خاصة ما تعلق مبفهوم الفساد من كل‬
‫اجلوانب ‪ ،‬وإبراز أسبابه ومظاهره ونتائجه وإقرتاح احللول املناسبة ملكافحة الظاهرة ‪.‬‬

‫البد من اإلشارة إىل أن النقائص املمكن ظهورها يف هذا العمل يتحملها الباحث ‪ ،‬وسأكون ممتنا لكل من‬
‫أطلع على املطبوعة ويوافينا ابإلقرتاحات واإلنتقادات ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫د‪ .‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫زلاضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫المراجع ‪:‬‬

‫‪ -1‬ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 128/44‬ادلؤرخ يف ‪ 2414144119‬يتضمن التصديق بتحفظ على إتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد ‪،‬‬
‫ادلعتمدة من قبل اجلمعية العامة لألمم ادلتحدة بنيويورك يف ‪ 2443114131‬اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ‪،‬‬
‫عدد ‪ 26‬لسنة ‪.2444‬‬
‫ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 137/46‬ادلؤرخ يف ‪ 2446144114‬يتضمن التصديق على إتفاقية اإلحتاد األفريقي دلنع‬ ‫‪-2‬‬
‫الفساد ومكافحتو ‪ ،‬باماتو يوم ‪ 11‬جويلية ‪ ،2443‬ج ر ج ج عدد ‪ 24‬لسنة ‪.2444‬‬
‫القانون رقم ‪ 41-46‬ادلؤرخ يف ‪ 24‬فرباير ‪ 2446‬ادلتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحتو ‪ ،‬اجلريدة الرمسية رقم ‪14‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ادلؤرخة يف ‪ 8‬مارس ‪.2446‬‬
‫ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 413-46‬ادلؤرخ يف ‪ 2446111122‬الذي أنشأت مبوجبو اذليئة الوطنية للوقاية من الفساد‬ ‫‪-4‬‬

‫ومكافحتو ‪.‬‬
‫ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 415-46‬ادلؤرخ يف ‪ 2446111122‬الذي حيدد كيفيات التصريح بادلمتتلكات لألعوان‬ ‫‪-5‬‬
‫العموميني غري ادلنصوص عليهم يف ادلادة ‪ 46‬من القانون اخلاص بالوقاية من الفساد ومكافحتو ‪.‬‬
‫ادلرسوم الرئاسي رقم ‪ 414-46‬ادلؤرخ يف ‪ 2446111122‬الذي حيدد منوذج التصريح بادلمتلكات ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ -7‬أسامة السيد عبد السميع ‪ ،‬الفساد االقتصادي وأثره على اجملتمع ‪ ،‬دراسة فقهية مقارنة ‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫‪.2449‬‬
‫‪ -8‬زلمد الصرييف ‪ ،‬الفساد بني اإلصالح والتطوير اإلداري ‪ ،‬مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.2448 ،‬‬
‫‪ -9‬محدي عبد العظيم ‪ ،‬عودلة الفساد وفساد العودلة ( إداري ‪ ،‬جتاري سياسي ‪ ،‬إجتماعي وثقايف ) منهج نظري وعملي ‪ ،‬الدار اجلامعية‬
‫‪ ،‬االسكندرية ‪.2448‬‬
‫‪ -14‬أبو بكر مصطفى زلمود ‪ ،‬اإلدارة العامة ‪ ،‬رؤية إسًتاتيجية حلماية اجلهاز اإلداري بني التخلف والفساد ‪ ،‬الدار اجلامعية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪.2445 ،‬‬
‫‪ -11‬ادلصرايت عبد اهلل أمحد ‪ ،‬الفساد اإلداري ‪ ،‬حنو نظرية إجتماعية يف علم اإلجتماع ‪ ،‬اإلحنراف واجلرمية ‪ ،‬دار اجلامعة احلديثة ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪.2411 ،‬‬
‫‪ -12‬عالء فرحان طالب ‪ ،‬علي حسني محيدي العامري ‪ ،‬إسًتاتيجية زلاربة الفساد اإلداري وادلايل – مدخل سلوكي ‪ ،‬دار األيام للنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪. 2415 ،‬‬
‫‪ -13‬صبحي سالم ‪ ،‬الفساد اإلداري وادلايل كظاىرة وأساليب عالجو ‪ ،‬دار أرلد للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪.2415 ،‬‬
‫‪ -14‬عالم عثمان ‪ ،‬دتويل التنمية يف الدول اإلسالمية ‪ ،‬حالة الدول األقل منوا ‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪، 3‬‬
‫‪.2014/2013‬‬
‫‪-15‬حاحة عبد العايل ‪ ،‬اآلليات القانونية دلكافحة الفساد اإلداري يف اجلزائر ‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف احلقوق ختصص قانون عام ‪ ،‬جامعة‬
‫زلمد خيضر بسكرة ‪.2413/2412‬‬
‫‪ -16‬شعبان فرج ‪ ،‬احلكم الراشد كمدخل حديث لًتشيد اإلنفاق العام واحلد من الفقر ‪ ،‬دراسة حالة اجلزائر (‪، )2414-2444‬‬
‫أطروحة دكتوراه يف العلوم اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪2412/2411 ، 3‬‬
‫‪67‬‬
‫د‪ .‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫زلاضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -17‬تياب نادية ‪ ،‬آليات مواجهة الفساد يف رلال الصفقات العمومية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف القانون ن جامعة تيزي وزو ‪.2413 ،‬‬
‫‪ -18‬فارس بن علوش بن بادي السبيعي ‪ ،‬دور الشفافية وادلساءلة يف احلد من الفساد اإلداري يف القطاعات احلكومية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف‬
‫الفلسفة والعلوم األمنية ‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ‪ ،‬قسم العلوم اإلدارية ‪ ،‬الرياض ‪.2414‬‬
‫‪ -19‬زلمود زلمد عطية معايرة ‪ ،‬الفساد اإلداري وعالجو يف الفقو اإلسالمي ‪ ،‬دراسة مقارنة بني القانون اإلداري األردين ‪ ،‬أطروحة دكتوراه‬
‫يف الفقو وأصولو ‪ ،‬اجلامعة األردنية ‪ ،‬عمان ‪.2414‬‬
‫‪ -24‬جنار الويزة ‪ ،‬التصدي ادلؤسسايت واجلزائي لظاىرة الفساد يف التشريع اجلزائري ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف القانون اجلنائي‬
‫والعلوم اجلنائية ‪ ،‬جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة ‪.2414/2413‬‬
‫‪ -21‬عبد القادر جربيل فرج جربيل ‪ ،‬الفساد اإلداري عائق اإلدارة والتنمية والدميقراطية ‪ ،‬ماجيسًت يف إدارة األعمال ‪ ،‬األكادميية العربية‬
‫الربيطانية للتعليم العايل ‪.2010 ،‬‬
‫‪ -22‬بن بشري وسيلة ‪ ،‬ظاىرة الفساد اإلداري وادلايل يف رلال الصفقات العمومية ‪ ،‬رسالة ماجيسًت يف القانون العام ‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪.20.13 ،‬‬
‫‪ -23‬سارة بوسعيود ‪ ،‬دور إسًتاتيجية مكافحة الفساد اإلقتصادي يف حتقيق التنمية ادلستدامة ‪ ،‬دراسة مقارنة بني اجلزائر وماليزيا ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجيسًت يف علوم التسيري ‪ ،‬جامعة فرحات عباس ‪ ،‬سطيف ‪.2013/2012 ،‬‬
‫‪ -24‬سامي زلمود أمحد البحريي ‪ ،‬مداخل اإلصالح اإلداري ‪ ،‬حبث مقدم لنيل شهادة ادلاجيسًت ‪ ،‬األكادميية العربية الربيطانية للتعليم‬
‫العايل ‪ ،‬لندن ‪.2013‬‬
‫‪ -25‬دادو مسري ن اإلحنرافات يف إستعمال السلطة يف القرارات اإلدارية ‪ ،‬مذكرة ماجيسًت يف القانون ‪ ،‬فرع حتوالت الدولة ‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪.2412‬‬
‫‪ -26‬محزة خضر حسن شيخو الطائي ‪ ،‬الفساد اإلداري يف الوظيفة العامة ‪ ،‬رسالة ماجيسًت يف القانون العام ‪ ،‬األكادميية العربية ادلفتوحة ‪،‬‬
‫الدامنارك ‪.2414 ،‬‬
‫‪ -27‬باديس بوسعيود ‪ ،‬مأسسة مكافحة الفساد يف اجلزائر (‪ ، )2412-1999‬رسالة ماجيسًت يف العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ،‬جوان ‪.2415‬‬
‫‪ -28‬فهد بن زلمد ‪ ،‬مدى فعالية األساليب احلديثة يف مكافحة الفساد اإلداري من وجهة نظر اعضاء رللس الشورى يف ادلملكة العربية‬
‫السعودية ‪ ،‬ماجيسًت يف العلوم اإلدارية ‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية ‪ ،‬قسم العلوم اإلدارية ‪ ،‬الرياض ‪.2411 ،‬‬
‫‪-29‬رشيد بوسعيد ‪ ،‬تطور األداء ادلؤسسايت آلليات مكافحة الفساد يف اجلزائر ‪ ،‬مذكرة ماسًت يف العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‬
‫‪ ،‬ورقلة ‪.2414/2413 ،‬‬
‫‪ -30‬بوبكر إمسهان ‪ ،‬جرمية إستغالل النفوذ يف ظل قانون مكافحة الفساد ‪ ، 01-06‬مذكرة ماسًت يف القانون اجلنائي ‪ ،‬كلية احلقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪.2014/2013 ،‬‬
‫‪ -31‬بوزيد سايح ‪ ،‬سبل تعزيز ادلساءلة والشفافية دلكافحة الفساد ودتكني احلكم الراشد يف الدول العربية ‪ ،‬رللة الباحث ‪ ،‬العدد ‪، 20‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ -32‬زلمد عباس نعمان اجلبوري ‪ ،‬مفهوم الفساد يف القرآن الكرمي ‪ ،‬رللة كلية الًتبية السياسية ‪ ،‬جامل بابل ‪ ،‬العدد ‪.2012/7‬‬
‫‪ -33‬عبد السالم محدان الل ـوح ‪ ،‬ضيائي نعمان السنوسي ‪ ،‬الفساد وأسبابو ‪ ،‬دراسة قرآنية موضوعية ‪ ،‬رللة اجلامعــة اإلسالمية( سلسلة‬
‫الدراسات اإلسالمية ) اجمللد ‪ 15‬العدد‪ 2‬جوان ‪.2447‬‬
‫‪ -34‬عبد احلليم بن مشري ‪ ،‬عمر فرحاين ‪ ،‬الفساد اإلداري مدخل مفاىيمي ‪ ،‬رللة اإلجتهاد القضائي ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬العدد ‪.5‬‬
‫‪68‬‬
‫د‪ .‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫زلاضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -35‬فراس مسلم أبو قاعود ‪ ،‬الوقاية من الفساد ومكافحتو من منظور الفكر اإلسالمي ‪ ،‬رللة كلية بغداد للعلوم اإلقتصادية ‪ ،‬العدد‬
‫‪.2013/36‬‬
‫‪ -36‬عاشور عبد الكرمي ‪ ،‬دور احلكم اإللكًتوين يف مكافحة الفساد اإلداري ‪ ،‬الواليات ادلتحدة ‪ ،‬أمنوذجا ‪ ،‬رللة ادلفكر العدد ‪.11‬‬
‫‪ -37‬وارث زلمد ‪ ،‬الفساد وأثره على الفقر ‪ ،‬أشارة إىل حالة اجلزائر ‪ ،‬رللة دفاتر السياسة والقانون ‪ ،‬العدد ‪ / 8‬جانفي ‪.2013‬‬
‫‪ -38‬ىندة غزيوي ‪ ،‬اجلهود العربية والدولية دلكافحة الفساد ‪ -‬من منظور قانوين ‪ ، -‬رللة البحوث والدراسات اإلنسانية ‪ ،‬جامعة‬
‫سكيكدة ‪ ،‬العدد ‪ 12‬لسنة ‪.2016‬‬
‫‪ -39‬مرمي ىاين ‪ ،‬حنو تفعيل احلوكمة ادلصرفية يف التقليل من الفساد يف القطاع ادلصريف ‪ ،‬رللة ميالف للبحوث والدراسات‪ ،‬ادلركز اجلادتعي‬
‫مبيلة ‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬ديسمرب ‪.6102‬‬
‫‪-44‬رائد وعد سليم ‪ ،‬زينة عبد احلسني داخل ‪ ،‬أساليب محاية ادلال العام ‪ ،‬مؤدتر الفساد اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪ ،‬ادلنظمة العربية‬
‫للتنمية اإلدارية‪ ،‬حبوث أوراق عمل للملتقيات والندوات عقدهتا ادلنظمة خالل عام ‪ 2447‬حول مكافحة الفساد اإلداري وادلايل يف‬
‫الوطن العريب ‪.‬‬
‫‪ -41‬أمحد صقر عاشور وآخرون ‪ ،‬مؤشرات الفساد يف األقطار العربية ‪ ،‬إشكالية القياس وادلنهجية ‪ ،‬حبوث ومناقشات احللقة النقاشية اليت‬
‫أقامتها ادلنظمة العربية دلكافحة الفساد وادلؤسسة العربية للدميقراطية ‪ ،‬ادلنظمة العربية دلكافحة الفساد ‪.2414 ،‬‬
‫‪ -42‬زلمد عبد الفتاح العشماوي ‪ ،‬ضوابط محاية ادلال العام ألغراض احلد من الفساد ادلايل واإلداري‪،‬‬
‫‪ -43‬صبحي منصور ‪ ،‬أخالقيات الوظيفة العامة والفساد اإلداري ‪ ،‬مؤدتر الفساد اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪ ،‬ادلنظمة العربية للتنمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬حبوث واوراق عمل للملتقيات والندوات عقدهتا ادلنظمة خالل عام ‪ 2447‬حول مكافحة الفساد اإلداري وادلاللي يف‬
‫الوطن العريب ‪.‬‬
‫‪ -44‬مسري ابراىيم ‪ ،‬دور مؤسسات القرض يف مكافحة غسيل األموال ودتويل اإلرىاب ‪ ،‬مؤدتر الفساد اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪،‬‬
‫ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬حبوث وأوراق عمل للملتقيات والندوات عقدهتا ادلنظمة خالل عام ‪ 2447‬حول مكافحة الفساد‬
‫اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪.‬‬
‫‪ -45‬فتحي بن حسن السكري ‪ ،‬دراسة حول أسس وأساليب مقاومة الفساد اإلداري ‪ ،‬مؤدتر الفساد اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪،‬‬
‫ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬حبوث وأوراق عمل للملتقيات والندوات عقدهتا ادلنظمة خالل عام ‪ 2447‬حول مكافحة الفساد‬
‫اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪.‬‬
‫‪ -46‬حسني الدوري ‪ ،‬غسيل األموال ( ادلفهوم ‪ ،‬األسباب ‪ ،‬أسس وأساليب مكافحتو دوليا وعربيا )‪ ،‬مؤدتر الفساد اإلداري وادلايل يف‬
‫الوطن العريب ‪ ،‬ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬حبوث واوراق عمل للملتقيات والندوات عقدهتا ادلنظمة خالل عام ‪ 2447‬حول‬
‫مكافحة الفساد اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪.‬‬
‫‪ -47‬عادل عبد العزيز السن ‪ ،‬مكافحة أعمال الرشوة ‪ ،‬مؤدتر الفساد اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪ ،‬ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪،‬‬
‫حبوث واوراق عمل للملتقيات والندوات عقدهتا ادلنظمة خالل عام ‪ 2447‬حول مكافحة الفساد اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪.‬‬
‫‪ -48‬عطا اهلل خليل ‪ ،‬مدخل مقًتح دلكافحة الفساد يف الوطن العريب( جتربة األردن )‪ ،‬مؤدتر الفساد اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪،‬‬
‫ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬حبوث وأوراق عمل للملتقيات والندوات عقدهتا ادلنظمة خالل عام ‪ 2447‬حول مكافحة الفساد‬
‫اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪.‬‬
‫‪ -49‬خلود الفليت ‪ ،‬صديق جنار ‪ ،‬منهج القرآن الكرمي يف عالج الفساد اإلداري ‪ ،‬ادلؤدتر العلمي الدويل األول حول القرآن الكرمي ودوره‬
‫يف معاجلة قضايا األمة ‪ ،‬كلية أصول الدين ن اجلامعة اإلسالمية ‪ ،‬غزة ‪ 16 ،‬و‪ 17‬ديسمرب ‪.2008‬‬
‫‪69‬‬
‫د‪ .‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫زلاضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -50‬عبد القادر عبد احلافظ الشيخلي ‪ ،‬التدابري القانونية دلكافحة الفساد ‪ ،‬ادلؤدتر العريب الدويل دلكافحة الفساد ‪ ،‬الرياض ‪ 8-6 ،‬أكتوبر‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -51‬موسى ‪ ,‬صايف إمام ‪ 1405 ( .‬ىـ ‪ 1985 /‬م ) ‪ .‬اسًتاتيجية اإلصالح اإلداري وإعادة التنظيم يف نطاق الفكر‬
‫والنظريات ( ط‪ . 1‬الرياض ‪ :‬دار العلوم للطباعة والنشر ‪.‬‬
‫‪http://www.islameiat.com/doc/article.php?sid=276&mode=&order=0‬‬
‫‪ -52‬حبر ‪ ,‬يوسف ‪ .‬الفساد اإلداري ومعاجلتو من منظور إسالمي‬
‫‪http://www.scc-online.net/thaqafa/th_1.htm‬‬

‫‪ -53‬محودي ‪ ,‬مهام ‪ .‬مصطلح الفساد يف القرآن الكرمي ‪.‬‬


‫‪http://209.61.210.137/uofislam/behoth/behoth_quran/16/a1.htm‬‬

‫‪ -54‬الفقي ‪ ,‬مصطفى‪ .‬الفساد اإلداري وادلايل بني السياسات واإلجراءات‬


‫‪http://www.cipe-egypt.org/articles/art0900.htm‬‬

‫‪ -55‬زلمود ‪ ,‬مهيوب خضر ‪ .‬من معامل ادلدرسة العمرية يف مكافحة الفساد ‪.‬‬
‫‪http://www.hetta.com/current/mahyoob23.htm‬‬

‫‪ -56‬بزاز ‪ ,‬سعد ‪ .‬محلة ضد الفساد‬


‫‪http://www.saadbazzaz.com/index.asp?fname=articles%5C7540.htm&code=display‬‬

‫‪ -57‬طو ‪ ,‬خالد عيسى ‪ .‬مالحقة الفساد اإلداري‬


‫‪http://www.azzaman.com/azzaman/articles/2004/03/03-29/802.htm‬‬

‫‪ -58‬الفساد اإلداري وجرائم إساءة استعمال السلطة الوظيفية‬


‫‪http://news.naseej.com.sa/detail.asp?InSectionID=1431&InNewsItemID=123076‬‬

‫‪ -59‬السيف ‪ ,‬خليفة عبد اهلل ‪ .‬مىت نرى آلية صحيحة حملاربة الفساد‬
‫‪http://www.alwatan.com.sa/daily/2002-10-19/resders.htm‬‬

‫‪ -60‬الفساد اإلداري وادلايل ( ‪) 1‬‬


‫‪http://www.mof.gov.kw/coag-news11-4.htm‬‬

‫‪ -61‬الفساد اإلداري وادلايل ( ‪) 2‬‬


‫‪http://www.mof.gov.kw/coag-news11-5.htm‬‬

‫‪74‬‬
‫د‪ .‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫زلاضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫‪ -62‬إدارة التغيري وادلوارد البشرية ‪.‬‬


‫‪http://www.ituarabic.org/11thHRMeeting/doc6.doc‬‬

‫‪ -43‬إدارة الذات‬
‫‪-world.com/learn/topicbody.asp?topicid=15&sectionid=41www.alnoor‬‬

‫‪ -44‬برنامج األمم ادلتحدة اإلمنائي – برنامج إدارة احلكم يف الدولة العربية يوليو ‪.2007‬‬

‫الشفافية ودورىا يف مكافحة الفساد – حبث يف كتابات – أ‪ .‬زلمد موسى الشاطي يوليو ‪.2007‬‬ ‫‪-45‬‬
‫وقائع مؤدتر ( آفاق جديدة يف تقوية النزاىة والشفافية وادلساءلة) ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية – القاىرة‬ ‫‪-46‬‬
‫‪.2001‬‬
‫تقرير منظمة الشفافية الدولية بشأن الفساد ( تقرير مرسل) د‪ .‬أمحد النجار – رئيس التحرير االقتصادي – مركز‬ ‫‪-47‬‬
‫األىرام للدراسات السياسية واإلسًتاتيجية عام ‪.2005‬‬
‫مفهوم الفساد اإلداري ومعايريه يف التشريع اإلسالمي ‪ ،‬د‪ .‬أدم نوح على معابره – كلية الشريعة والدراسات‬ ‫‪-48‬‬

‫اإلسالمية – األردن عام ‪.2004‬‬


‫إتفاقية مكافحة الفساد يف الشرق األوسط ومشال أفريقيا‪.‬‬ ‫‪-49‬‬
‫ادلفوض األول للمفوضية ادلستقلة دلكافحة الفساد‪ ،‬جاك كيز ‪ ،‬مؤدتر الكويت للشفافية ‪ 17-13‬يناير‬ ‫‪-50‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪http://www.transparency-libya.com/index.php‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://www.shafafeyah.org/‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://www.undp-pogar.org‬‬ ‫‪-‬‬
‫فريد كورتـل‪ ،‬زلاضرات يف الفساد وأخالقيات األعمال ‪-‬احلوكمة – جامعة ‪ 24‬أوت ‪ 1956‬بسكيكدة ‪1‬‬ ‫‪-15‬‬
‫عبد اهلل بن حاسن اجلابري الفساد االقتصادي أنواعو‪ .‬أسبابو‪.‬آثاره وعالجو ‪ .‬مؤدتر الفساد اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪،‬‬ ‫‪-52‬‬
‫ادلنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬حبوث وأوراق عمل للملتقيات والندوات عقدهتا ادلنظمة خالل عام ‪ 2447‬حول مكافحة‬
‫الفساد اإلداري وادلايل يف الوطن العريب ‪.‬‬
‫وفاء رايس ‪ ،‬بن عيسى ليلى ‪ ،‬احلكم الراشد كآليىة دلعاجلة الفساد يف اإلدارة العمومية اجلزائرية ‪ ،‬ادللتقى العلمي الدويل األول‬ ‫‪-53‬‬
‫حول آليات حوكمة ادلؤسسات ومتطلبات حتقيق التنمية ادلستدامة ‪ ،‬ورقلة ‪ ،‬اجلزائر ‪ 26-52‬نوفمرب ‪.2413‬‬
‫الوزاين كنزة ‪ ،‬تلعيش خالد ‪ ،‬اثر الفساد اإلداري على أبعاد التنمية ادلستدامة يف اجلزائر ( ‪ ، )2414-2444‬مذكرة ماسًت يف‬ ‫‪-54‬‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬ختصص رسم السياسات العامة ‪ ،‬جامعة جيالل بونعامة ‪ ،‬مخيس مليانة ‪ ،‬جوان ‪.2415‬‬
‫صويف اميان ‪ ،‬قوراري مرمي ‪ ،‬أخالقيات العمل كاداة للحد من ظاىرة الفساد اإلداري يف الدول النامية ن ادللتقى الوطين حول ‪:‬‬ ‫‪-55‬‬
‫حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ 7-6‬ماي ‪.2412‬‬
‫وىيبة مصطفى الزحيلي ‪ ،‬التعريف بالفساد وصوره من الوجهة الشرعية ‪ ،‬ادلؤدتر العريب دلكافحة الفساد ‪ ،‬أكادميية نايف العربية‬ ‫‪-56‬‬
‫للعلوم األمنية ‪ 8-6 ،‬أكتوبر ‪.2443‬‬

‫‪71‬‬
‫د‪ .‬عبد احلفيظ مسكني‬ ‫زلاضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

‫بركات سارة وزايد حسيبة ‪ ،‬احلوكمة اجليدة وزلاربة الفساد والرشوة ‪،‬شروط اساسية لتحقيق التنمية ادلستدامة يف الشرق األوسط‬ ‫‪-57‬‬
‫ومشال إفريقيا ‪،‬ادللتقى الوطين حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬جامعة زلمد خيضر بسكرة ‪7-6‬‬
‫ماي ‪.2412‬‬
‫فيصل زلمود الشواورة ‪ ،‬قواعد احلوكمة وتقييم دورىا يف مكافحة ظاىرة الفساد والوقاية منو يف الشركات ادلسامهة العامة األردنية‬ ‫‪-58‬‬
‫‪ ،‬رللة جامعة دمشق للعلوم اإلقتصادية والقانونية ‪ ،‬اجمللد ‪ 25‬العدد ‪.2449 ، 2‬‬
‫الدليل التشريعي لتنفيذ إتفاقية األمم ادلتحدة دلكافحة الفساد ‪ ،‬األمم ادلتحدة ‪ ،‬نيويورك ‪.2446 ،‬‬ ‫‪-59‬‬
‫عز الدين بن تركي ‪ ،‬منصف شريف ‪ ،‬الفساد اإلداري ‪ ،‬اسبابو ‪ ،‬أثاره وطرق مكافحتو ‪،‬إشارة إىل بعض الدول ‪ ،‬ادللتقى الوطين‬ ‫‪-64‬‬
‫حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬جامعة زلمد خيضر بسكرة ‪ 7-6‬ماي ‪.2412‬‬
‫مفتاح صاحل ‪ ،‬معريف فريدة ‪ ،‬الفساد اإلداري وادلايل ‪ ،‬أسبابو ‪ ،‬مظاىره ومؤشرات قياسو ‪ ،‬ادللتقى الوطين حول حوكمة الشركات‬ ‫‪-61‬‬
‫كآلية للحد من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬جامعة زلمد خيضر بسكرة ‪ 7-6‬ماي ‪.2412‬‬
‫بن رجم زلمد مخيسي ن حليمي حكيمة ن الفساد اإلداري وادلايل ‪ ،‬مدخل لظاىرة غسيل األموال وإنتشارىا ‪ ،‬ادللتقى الوطين‬ ‫‪-62‬‬
‫حول حوكمة الشركات كآلية للحد من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬جامعة زلمد خيضر بسكرة ‪ 7-6‬ماي ‪2412‬‬
‫عبد اهلل أمحد فروان ‪ ،‬تطبيقات اإلدارة اإلسالمية يف مكافحة الفساد ‪ ،‬ادلؤدتر العريب الدويل دلكافحة الفساد ‪ ،‬الرياض ‪8-6 ،‬‬ ‫‪-63‬‬
‫أكتوبر ‪.2443‬‬
‫بوعزة نضرية ‪ ،‬جرمية الرشوة يف ظل القانون ‪ 41-46‬ادلتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحتو ‪ ،‬ادللتقى الوطين حول حوكمة‬ ‫‪-64‬‬
‫الشركات كآلية للحد من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬جامعة زلمد خيضر بسكرة ‪ 7-6‬ماي ‪.2412‬‬
‫بروش زين الدين ‪ ،‬دىيمي جابر ‪ ،‬دور آليات احلوكمة يف احلد من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬ادللتقى الوطين حول حوكمة‬ ‫‪-65‬‬
‫الشركات كآلية للحد من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬جامعة زلمد خيضر بسكرة ‪ 7-6‬ماي ‪.2412‬‬
‫دادن عبد الغين ‪ ،‬سعيدة تلي ‪ ،‬فعالية احلوكمة ودورىا يف احلد من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬ادللتقى الوطين حول حوكمة‬ ‫‪-66‬‬
‫الشركات كآلية للحد من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬جامعة زلمد خيضر بسكرة ‪ 7-6‬ماي ‪.2412‬‬
‫عبد الرمحان مجيل قصاص ‪ ،‬مفهوم الفساد واإلفساد يف ضوء آليات القرآن الكرمي ‪ ،‬ادلؤدتر العريب الدويل دلكافحة الفساد ‪،‬‬ ‫‪-67‬‬
‫الرياض ‪ 8-6‬أكتوبر ‪.2443‬‬
‫مشبوط سليمان ‪ ،‬مكافحة الفساد اإلقتصادي من منظور إسالمي ‪ ،‬ادللتقى الدويل األول ‪ ،‬اإلقتصاد اإلسالمي الواقع ورىانات‬ ‫‪-68‬‬
‫ادلستقبل ‪ ،‬جامعة غرداية ‪ 24-23 ،‬فيفري ‪.2411‬‬
‫أمحد أوالد سعيد ‪ ،‬مكافحة الفساد ادلايل يف اإلسالم ‪ ،‬جرمية الرشوة منوذجا ‪ ،‬ادللتقى الدويل األول ‪ ،‬اإلقتصاد االسالمي الواقع‬ ‫‪-69‬‬
‫ورىانات ادلستقبل ‪ ،‬جامعة غرداية ‪ 24-23 ،‬فيفري ‪.2411‬‬
‫عبد اهلل بن ناصر آل عضاب ‪ ،‬منهج الشريعة اإلسالمية يف محاية اجملتمع من الفساد ادلايل واإلداري ‪ ،‬دراسة تأصيلية مقارنة‬ ‫‪-74‬‬
‫تطبيقية ‪ ،‬الرياض ‪.2411 ،‬‬
‫‪-71‬‬
‫‪72-‬‬ ‫‪BELAID Abrika , étude de l’impacte du system de la corruption a gestion clientéliste et/ou‬‬
‫‪clanique dans les pays en développement cas de l’Algérie , thèse doctorat en cotutelle‬‬
‫‪discipline :science économique , université de tizi ouzo 2013.‬‬
‫‪73-‬‬ ‫‪Transparency international corruption perceptions index 2013.‬‬
‫‪74-‬‬ ‫‪Transparency international corruption perceptions index 2014.‬‬
‫‪75-‬‬ ‫‪Transparency international corruption perceptions index 2015.‬‬
‫‪72‬‬
‫ عبد احلفيظ مسكني‬.‫د‬ ‫زلاضرات الفساد وأخالقيات العمل‬

76- Transparency international corruption perceptions index 2016.


77- Jeevan Singh Rajak , Corruption in India: Nature, Causes, Consequences and Cure,
IOSR Journal Of Humanities And Social Science (IOSR-JHSS) Volume 18, Issue 5 (Nov. -
Dec. 2013).
78- Ranu Choubey, CORRUPTION IN INDIA AND FIGHT AGAINST CORRUPTION:
LOKPAL BILL , International Journal of Advancements in Research & Technology,
Volume 3, Issue 8, August-2014.
79- Mousumi Kundu , Some aspects of corruption in India in 21st Century , International
Journal of Scientific and Research Publications, Volume 5, Issue 12, December 2015.
80- Inam karimov , Le rôle de la transparence dans la lute contre la corruption a travers
l’expérience du conseil de l’Europe THÈSE pour obtenir le grade de Docteur en droit
présentée et soutenue publiquement , Université Paris 1 Panthéon-Sorbonne le 04/07/2013.
81- Zenghe He , corruption and anti-corruption in reform china , communist and post-
communist studies , n 33,2000.
82- - Ahmad M. Mashal , CORRUPTION AND RESOURCE ALLOCATION DISTORTION FOR
“ESCWA” COUNTRIES , international Journal of Economics and Management Sciences Vol 1, No.
4, 2011.
83- Seniwoliba J. A.et and Boahene, B.E , Manifestation of corruption in higher education: the role of
the University administrator, Research Journal of Educational Studies and Review Vol. 1 (3), July,
2015.
84- Economic freedom of the world , 2003 annual report.
85- Economic freedom of the world , 2010 annual report.
86- Economic freedom of the world , 2011 annual report.
87- Economic freedom of the world , 2014 annual report
88- Economic freedom of the arab world , 2015 annual report
89- Economic freedom of the world , 2015 annual report.
90- Economic freedom of the world , 2016 annual report.

73

You might also like