You are on page 1of 272

‫شهوة‬

‫كيف نخوض معارك الشهوات‬


‫ً‬
‫وعيا‬ ‫بطريقة أكثر‬

‫الطـبـعـة الثانـيـة‬
‫مـزيـدة ومـنقحة‬

‫حسن باشا‬
‫كيف نخوض معارك الشهوات بطريقة أكثر وعياً‬ ‫شهوة‬ ‫الـك ـتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب‬

‫حسن باشا‬ ‫الـمـؤلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف‬

‫ماجدة الشريقي‬ ‫التخريـج والتدقيـق‬

‫دار الفن للتصميم ‪ -‬هاتف ‪5658787‬‬ ‫التصميم واإلخراج‬

‫م‪.‬حسن صالح‬ ‫اإلشـ ــراف ال ـعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬

‫‪9789957640170‬‬
‫‪2018/2/936‬‬
‫‪3‬‬

‫إهـــداء‪:‬‬
‫لكل شيخ كان يحكيلي "حرام" بس ما كان مستعد يحكيلي كيف أبعد عنه‪!..‬‬
‫لكل أستاذ ما قدر يفرق بيني وبني ذنبي!‬
‫للمدارس اللي ما عرفت تعلمني الصح‪ ...‬بس عرفت كيف تعاقبني عالغلط!‬
‫للمجتمع اللي حكم على جيلي إنه جيل شهواني فاشل!‬
‫للشخصني اللي شافوني يف املسجد وسمعتهم بحكوا‪ :‬يال منيح من هاألشكال‬
‫إنها بتصلي!‬
‫لكل واحد بتغمره السعادة إذا قدر يخوفني وييأسني من رحمة اهلل‪..‬‬

‫لكل من سبق ال أهدي هذا الكتاب‪..‬‬


‫بل أهديه لك أنت أيها الشاب‪!..‬‬
‫‪4‬‬

‫‪#ARK‬‬

‫مبادرة شبابية بتتناول مفاهيم بتخص عالقتنا بخالقنا ‪..‬‬


‫احلب وسيلتنا ‪ .....‬واخلير غايتنا ‪..‬‬

‫‪ = ARK‬الفلك؛ فلك سيدنا نوح عليه السالم‬


‫(هود‪)٣٧ :‬‬ ‫{ﰆﰇﰈ ﰉ}‬
‫وشعارنا = ‪ .. Embark With Us‬اركب معنا‬
‫{ ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭ } (هود‪)٤٢ :‬‬

‫‪/https: //www.facebook.com/lEmbarkWithUsl‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ #‬ليه_شهوة!‬
‫ليه_شهوة!‬
‫إلنه إحنا يف زمن صعب‪ ،‬والشهوات بتلف فينا من كل مكان ومكان!‬
‫لدرجة صار صعب نوقفها أو حتى صرنا نحس إنه مستحيل‪..‬‬
‫وما حد مستعد يساعدنا ‪..‬‬
‫بس الكل مستعد يطلق األحكام بإنه حرام‪ ،‬وكبيرة ولو كانت صغيرة‪ ..‬مهو ما يف‬
‫صغيرة مع إصرار!‬

‫ليه_شهوة!‬
‫إلنه إحنا مناح وبنحب ربنا وإن كنا بنعصيه‪ ..‬وبنحب هالدين‪ ..‬وبنحب سيدنا‬
‫محمد صلى اهلل عليه وسلم‪..‬‬
‫دائ ًما بنظن بربنا ظن َحسن‪ ..‬إنه رح يغفر لنا ويهدينا ألفضل األقوال واألعمال!‬
‫وبنحبه إلنه رحمن رحيم‪..‬‬
‫صحيح إنه مقصرين وبنضعف قدام شهواتنا‪ ..‬بس أملنا فيه وبرحمته كبير‪..‬‬
‫‪6‬‬

‫ليه_شهوة!‬
‫إلنه واهلل بطلنا نتحمل هالتناقض يف شخصياتنا!‬
‫قدام الناس مناح والكل بحترمنا وبق ّدرنا وبظن فينا خير!‬
‫وملا نكون حلالنا بنعمل أشياء غلط!‪ ..‬‬

‫ليه_شهوة!‬
‫إلنه كل مرة بحكي آخر مرة!‬

‫جد إني بكون ناوي آخر مرة!‬

‫مرات قليلة ج ًدا بكون عارف حالي من جوا إنها مش آخر مرة!‬

‫بس واهلل أغلب املرات إنه النية بتكون آخر مرة!‬

‫بس برجع!‬

‫واهلل تعبت!‬

‫ليه_شهوة!‬
‫قس ًما باهلل إني صادق برغبتي إني أتخلص من شهواتي؟ قس ًما باهلل بحكيلكم ‪..‬‬
‫علي حلظات بحس إنه خلص ما رح أرجع للشهوات أب ًدا‪ ..‬بعد كم‬
‫واهلل بتمر ّ‬
‫يوم بنتِكس وبرجع إلها!‬
‫واهلل تعبت‪ ..‬أنا فش أمل مني‪ ..‬فش أمل‪...‬‬
‫‪7‬‬

‫ليه_شهوة!‬
‫علي متا ًما‪ ،‬لدرجة صــرت أحــس إنــه ربنا ممكن ما‬
‫إلنــه الشهوات سيطرت ّ‬
‫يرحمني!‬
‫إلنه وال مرة كنت صادق بوعدي معه‪ ،‬وال مرة!!‬
‫الدنيا كلها مسكرة بوجهي‪ ،‬بكون قاعد مع الناس وتفكيري مشغول باحلالة اللي وصلتلها!‬
‫واهلل ما أنا عارف شو أعمل!‬

‫ليه_شهوة!‬
‫إلنه رحمة ربنا وسعت كل إشي‪ ..‬وأنا إشي‪!..‬‬

‫ليه_شهوة!‬
‫إلنه بحياتك إنت بس قدام خيارين‪ :‬إما بتتقدم‪ ..‬وإما بتتأخر!‬
‫هيك احلياة!‬
‫(املدثر‪)٣٧ :‬‬ ‫{ﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ }‬

‫ليه_شهوة!‬
‫إلنــــه‪ { :‬ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜ‬
‫ﭝ } (النساء‪)٢٧ :‬‬

‫ليه_شهوة؟‬
‫{ﭟﭠﭡﭢ ﭣﭤﭥﭦﭧ} (النساء‪)٢٨ :‬‬ ‫إلنه‪:‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ #‬اعتذار‬
‫أعتذر وبكل صدق كون ُج ِّل هذا الكتاب ُكتِب باللهجة العامية‪ ،‬وقد وجدتُني واهلل‬
‫مضط ًرا لهذا‪.‬‬
‫فالفئة املستهدفة من هذا الكتاب تقتضي أن يكون الكتاب بهذا الشكل‪..‬‬
‫فهو ال يستهدف بالدرجة األولى النخب املثقفة وال من ميلكون حسابات على‬
‫"جود ريــدز"‪ ،‬بل قد يكون هذا الكتاب لدى الكثيرين أول كتاب يطالعونه يف‬
‫حياتهم ‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪ #‬ما_لن_تجده_في_هذا_الكتاب‪:‬‬
‫مثل إنه ابن فارس ع ّرف الشهوة لغة كما يف معجم مقاييس‬ ‫‪ -‬إنه أحكيلك ً‬
‫اللغة‪ 171/3 ..‬على أنها‪ :‬الشني والهاء واحلــرف املعتل كلمة واحــدة‪ ،‬وهي‬
‫الشهوة‪ ،‬يقال‪ :‬رجل شهوان‪ ،‬وشيء شهي!‬
‫‪ -‬وال رح تالقي شو قال الفيروز أبادي يف لسان العرب ‪ :445/14‬شهي الشيء‪،‬‬
‫وشهاه‪ ،‬يشهاه شهوة واشتهاه وتش ّهاه‪ :‬أح ّبه ورغب فيه‪.‬‬
‫‪ -‬وما رح أنقل إلك قصص العابدين والزاهدين وأصحاب الورع!‬
‫‪ -‬وما تتوقع مني أحكي معك بصيغة‪ :‬فاحذر يا أخي رفقة السوء واستبدلها‬
‫برفقة الصاحلني!‬
‫‪ -‬ومش رح أعرفلك التوبة لغة واصطالحاً‪..‬‬
‫‪ -‬ومش حتالقي بيت الشعر تاع احلسن البصري رحمه اهلل‪:‬‬
‫صاحب الشهوة عبد فإذا ‪ ..‬غلب الشهوة أضحى ملكاً‪.‬‬
‫‪ -‬وأكيد ما رح تشوف‪ :‬إنه النظرة تولد خاطرة‪ ..‬واخلاطرة تولد فكرة‪ ..‬والفكرة‬
‫تولد شهوة‪ ..‬والشهوة تولد إرادة‪ ..‬واإلرادة تولد أبصر شو ‪..‬‬
‫‪ -‬ووعد ما رح أحكيلك تزوج‪ ..‬إلنه أنا كمان مش قادر‪!..‬‬
‫‪10‬‬

‫‪ #‬عن_المؤلف‬
‫أنا شاب عادي ج ًدا‪..‬‬
‫التواضع أحدها‪..‬‬
‫ُ‬ ‫قررت اإلمتناع عن إبراز هويتي لعدة أسباب لــم يكن‬
‫بل احلقيقة‪ ..‬أنني ملا عزمت أمري كي أعرف بنفسي وجدت الصمت سي َد املوقف‪..‬‬
‫وكأ َّنه يُشي ُر إلي أ ْن ليس ث َّم َة شيء "محــرز "يف حياتك يستح ُق أن ُت ّدثَ الناس بِه‪..‬‬
‫أما عن أمنِياتي‪ ..‬وأحالمي‪..‬‬
‫فقد توقفت من ُذ ٍ‬
‫زمن طويل عن محاولةِ تغيير العالم‬
‫وفقدت الدهشة من ُذ سنوات‬
‫َ‬
‫أحافظ على بقايا ِالنسانية يف داخلي وداخلكم‬ ‫ه ّمي أن‬
‫وبصوت خافت‪ ..‬يُسمِ ُع اليقظان وال يُوقِ ُ‬
‫ظ النائم‪ ‬‬ ‫ٍ‬ ‫لذلك‪ ..‬ها أنا أكتُب إليكم‬
‫أج َد لدي يف قادم األيام ما يستح ُق أن أجمعكم به على صعيد‬
‫وأمنّي نفسي أن ِ‬
‫واحد حتى أخبركم به‪..‬‬
‫وعسى أن يكون قري ًبا‪!...‬‬
‫‪11‬‬

‫‪ #‬حسن_ باشا‬
‫هناك‪..‬‬
‫يف الزقاق‪ ،‬حتديداً يف الشقة املنارة‪ ،‬تهدهد األم طفلها الذي ال ّ‬
‫يكف عن البكاء‬
‫بصوته احلاد وهي تغنّي منهكة بنبرة مبحوحة "يال تنام‪..‬يال تنام‪..‬الدبحلك طير‬
‫احلمام"‪ ،‬ويعود الوالد من صالة العشاء ركضاً إلى املنزل حتى ال يعطيه أحد‬
‫اجليران درساً عن االعتناء باألطفال‪..‬‬
‫املهم‪..‬هذا الطفل يسمى حسن!‬
‫يقصونها لألطفال بينما يبيعون أشياء عتيقة‬
‫حسن‪..‬حكاية أصحاب الدكاكني؛ ّ‬
‫مليئة بالنقوش العثمانية‪ ،‬يقولون أن حسن الــذي قد أُغلقت بسببه نوافذ‬
‫اجليران فستق ّية اللون حني كان صغيراً‪ ،‬هو ذاته الذي فتحت له القلوب مبجرد‬
‫انسكاب الكلمات مسكاً من فمه عندما كبر‪..‬هو الذي أجبر الناس على قول‬
‫"أف" تضجراً‪ ،‬ويدفعهم اآلن لقولها دهشة!‬
‫ّ‬
‫وقد أصبح مع الوقت باشا‪ ،‬يرتدي بذلة سوداء اللون‪ ،‬مزخرفة بخيوط ذهبية‬
‫بارزة تتوزع على صدره ومعصميه‪ ،‬وطربوشاً أحمر يتحرك من مكانه مع كل مرة‬
‫ّ‬
‫احلي‪..‬يلف مسبحة بخرزات كريستالية رمادية وسط‬ ‫يثني فيها عنقه حت ّية ألهل‬
‫يده‪ ،‬ويتمتم بينما يخطو باتزان‪.‬‬
‫وجذب قميص بذلته‬
‫َ‬ ‫كان كل شيء يسير على ما يرام‪ ..‬حتى أوقفه طفل صغير‬
‫لألسفل‪ ،‬نزل حسن على ركبتيه وابتسم‪ ،‬اقترب الطفل من حسن‪ ،‬وهمس يف‬
‫أذنه‪":‬هناك شاب يقف بجانب صندوق البريد‪ ،‬يقول بأنه سيعطيني السكاكر‪ ،‬إن‬
‫دعوتك إليه"‪..‬وقف حسن وأطلق بصره‪..‬‬
‫ال‪ ،‬يحمل بني يديه ساعة ذهبية‬‫رجل بلباس غريب يقف على مقربة منه فع ً‬
‫‪12‬‬

‫متعجلني‪ ،‬أخرج الشاب كيس سكاكر‪،‬‬


‫ّ‬ ‫اللون‪ ،‬أمسك حسن بيد الطفل وسارا‬
‫ابتسم للصبي‪..‬‬
‫‪ -‬ال تفرط يف تناوله يا ولد‪..‬‬
‫ه ّز الطفل رأسه بحماس وغادر‪.‬‬
‫يحس حسن بألفة من نوع ما‪..‬شيء غريب يدغدغ‬ ‫ّ‬ ‫التقت مقلتا حسن والشاب‪،‬‬
‫فؤاده‪..‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬أنت حسن باشا إذا‪..‬‬
‫‪-‬بلى‪ ..‬ماذا تريد؟‬
‫‪ -‬أريد أن أسلّمك هذه الساعة‪ ،‬إنها وصاية من أحد ما‪ ،‬قد تغ ّير حياتك لألبد!‬
‫ال يتوقف حسن عن جتربة األشياء اجلديدة‪..‬أمسكها بقلق‪ ،‬تن ّدى جبينه‪ ،‬رفع‬
‫بصره محاوالً أن يفهم أكثر‪ ،‬كان الرجل قد ابتعد‪ ،‬من بعيد َ‬
‫منح ُه ابتسامة دافئة‬
‫"سنلتقي قريباً يا حسن باشا"‪.‬‬
‫عاد للمنزل مشدوهاً‪ ،‬قلبه يخفق بقوة‪ ،‬يحس بنزيف بارد يبلل صدره‪ ،‬لكن ال‬
‫شيء يبدو للعوام‪ ،‬صعد لغرفته‪ ،‬بيدين مزر ّقتني قلّب الساعة‪ ،‬نُقِ ش على ظهرها‬
‫بخط كويف‪:‬‬
‫اص َط َفيْنَا مِ ْن ِع َبادِ نَا"‪..‬‬ ‫"ثُ َّم أَ ْو َرثْنَا الْكِ ت َ‬
‫َاب ا َّلذِ ي َن ْ‬
‫ال يدري ما الذي يجري متاماً‪ ،‬لكنه كان يشعر بألم يدلف إلى طبقات روحه دفقة‬
‫تلو دفقة‪ ،‬حتى أغشي عليه‪..‬‬
‫‪...............................................‬‬
‫نسيم بارد تسلّل من شق النافذة‪ ،‬وضوء خافت يجذب النباتات املوضوعة قربها‬
‫إنا "تل ّمح فجر األجر يهن‬ ‫نحوه‪ ،‬صوت أمه الهامس لم يعد يقول له "يال تنام"‪ّ ،‬‬
‫ظالم التكليف"‪.‬‬
‫أفاق فزعاً‪ ،‬هو يف مكان آخر‪ ،‬مختلف متاماً‪ ،‬طربوشه معلق بجوار خريطة‬
‫قدمية حتتل مساحة ال بأس بها من احلائط‪ ،‬معنونة ب ِـ "اركب معنا"‪..‬‬
‫تخبره أن حرباً من نوع فريد بدأت مع هذه احملطة األولى التي مات فيها وحش‬
‫هزيل كان يحشر نفسه يف زوايا الغرفة‪ ،‬يسمى "التردد"‪.‬‬
‫من هنا كانت االنطالقة‪ ،‬ومن هنا كان كتاب شهوة‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫‪ #‬المقدمة‬
‫بسم اهلل والصالة والسالم على رسول اهلل‪..‬‬
‫ترددت كثيراً قبل اإلقبال على كتابة "شهوة "‪،‬‬
‫بل حتى أن التردد قد الزمني يف كل حلظات كتابته‪،‬‬
‫ولم يقف األمر عند ذلك احلد بل وحتى بعد االنتهاء منه‪..‬‬
‫حتى ُحسم األمر بعد عشرات الرسائل التي كانت تستجدي وتستحلف وتطلب‬
‫م ّد يد العون‪...‬‬
‫وال زلت أستذكر رسالة إحداهن والتي كانت تسيل أملًا وانكساراً لم أعهدهما‬
‫يف قلب‪..‬‬
‫حتى بت أقلب النظر يف تلك الرسالة وغيرها سائ ً‬
‫ال املولى عز وجل أن يعينني‬
‫على استنقاذهم من شباك الشهوات‪.‬‬
‫مدفوعا بإخالص السائلني وبقلوبهم املنكسرة أكتب "شهوة "‪.‬‬
‫ً‬ ‫فوجدتني‬
‫وقد حرصت أن يقدم هذا الكتاب بشكل غير تقليدي‪ ،‬فكل ما ميكنك إيجاده من‬
‫خالل محركات البحث لن جتده يف هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫وفيه ستجدني كثيرا ما أعول على "الوعي "باعتباره سالحنا األول يف معارك‬
‫الشهوات‪.‬‬
‫وقد حاول هذا الكتاب أن يدمج ويجمع بني أسلوبني مختلفني يف التعامل مع‬
‫الشهوات‪.‬‬
‫ففيه دمج ملا يف الفضاء اإلسالمي حيث التركيز على التزكية والروحانيات‪،‬‬
‫وكذلك ملا يف الفضاء الغربي حيث الدراسات واألبحاث واخلطوات العملية‪.‬‬
‫وقبل احلديث ع ّما يحمله هذا الكتاب يف طياته‪ ،‬أدعــوك أخي الشاب أن ال‬
‫تستعجل احلكم وال تستبق احلدث يف إبداء إنطباعك عن هذا الكتاب من خالل‬
‫فصوله األولى‪ ،‬فهو مترابط ويكمل بعضه بعضاً من أول فصوله حتى اخلامتة‪.‬‬
‫وقد بدأت حديثي يف هذا الكتاب متناوالً شبهة‪ :‬ملاذا خلق اهلل الشهوة؟ وقد‬
‫حرصت على تقدمي جواب مختصر مبسط دون إسهاب يخرجنا عن موضوع‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫ثم تابعت الكالم بفصل "اعرف عدوك" وتناولت فيه "النفس" و "الشيطان"‪..‬‬
‫وموضحا خططه واستراتيجياته يف إغوائنا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مستعرضا ومب ّينًا أصل الصراع‬
‫وبــعــدهــا أبـ ــدأ بــخــطــوات واعــيــة يف دلــيــل "ع ــب ــادي" منطل ًقا مــن قــولــه تــعــالــى‪:‬‬
‫{ﮚﮛﮜﮝﮞﮟ} يف مواجهة خطط الشيطان واستراتيجياته‪،‬‬
‫وقد قسمته لدليل التزكية‪ ،‬ودليل القوة‪.‬‬
‫ففي دليل التزكية انطلقت من قوله تعالى‪{ :‬ﭰ ﭱﭲﭳ}‪ ،‬وسأتفق معك‬
‫فيه على حد أدنى من العبادات‪ ،‬التي لن نتنازل عنها يف صراعنا مع الشهوات‪،‬‬
‫سمحت فيها‬
‫َ‬ ‫محاول أن أش ّكل وعيك من جديد يف قضايا مصيرية ومهمة‬ ‫ً‬
‫لنفسك وللشيطان أن يضعوا احلواجز تلو احلواجز بينك وبني اهلل‪.‬‬
‫وبعدها ندخل يف الدليل الثاني‪ ،‬وهو دليل القوة منطلقا من قوله صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪( :‬املؤمن القوي خير وأحــب إلى اهلل من املؤمن الضعيف)‪ .‬وفيه‬
‫حديث عن قوى كامنة يف داخلك قد غفلت عنها يف صراعك مع الشهوات‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫وفيه نتحدث عن قوة العادة‪ ،‬وقوة الصبر‪ ،‬وقوة اإلرادة‪.‬‬


‫ففي قوة العادة نتحدث عن استحالة الشهوة إلى عادة يف حياتنا‪ ،‬وكيف نكسر‬
‫عاداتنا القدمية‪ ،‬ونستبدل بها عادات جديدة‪.‬‬
‫ويف قوة الصبر نتحدث عن كيفية تفعيل الصبر كقوة يف حياتنا‪.‬‬
‫ويف ق ّوة اإلرادة نتحدث بشيء من التفصيل عن اإلرادة‪ ،‬وكيف نكتسبها ونقويها‬
‫وننميها ونطورها يف معارك الشهوات‪.‬‬
‫وأنتقل معك بعدها إلى فصل{ﰂﰃﰄﰅﰆﰇ} حتى نتحدث عن‬
‫جوانب مهمة يف حياتك الب ّد من استثمارها لتفادي خوض معارك الشهوات من‬
‫أصلها ‪.‬‬
‫ثم ننتقل إلى فصل االنتكاسة‪ ،‬وفيه مقاالت يقودها الوعي يف فقه التعامل مع‬
‫اإلنتكاسة ‪.‬‬
‫وننهي هذا الكتاب ببعض األسئلة التي وردت على آسك آرك فيما يخص صراعنا مع‬
‫الشهوات واإلجابة عليها‪.‬‬
‫سائل اهلل عز وجل أن يساهم هذا الكتاب ولو بشيء يسير يف إنقاذ الشباب من شباك‬ ‫ً‬
‫الشهوات التي حتفهم من كل جانب‪ ،‬أولئك الذين حالت الشهوات بينهم وبني طاقاتهم‬
‫اجلبارة والتي ما كان لهم أن يبخلوا بها عن أمتهم املقهورة !‬
‫ً‬
‫سائل املولى عز وجل أن يسبقني بهذا الكتاب إلى قلوبكم!‬
16
‫‪17‬‬

‫الفصل األول‬

‫‪ #‬لماذا_خلق_اهلل_الشهوة‪..‬؟‬
‫‪18‬‬

‫‪ #‬شبهة!‬
‫‪ -‬يا اهلل شو ندمان‪!..‬‬
‫ممكن من أكثر حلظات الندم يف حياتي ملا كنت أتعامل مع ربنا عز وجل بند ّية!‬
‫كنت وقتها غرقان يف الشهوات ومش عارف كيف أتخلص منها‪ ..‬ويا اهلل ما أسوء‬
‫شعور االستسالم لشهواتك ورغباتك‪ ..‬بس لألسف بدل ما أجتهد إني أتخلص‬
‫من شهواتي حت ّول املوضوع عندي لشبهات!‬
‫كنت بدي إشي يريحني من تأنيب الضمير اللي بشعر فيه يف كل مرة بوقع فيها‪..‬‬
‫ً‬
‫أصل مش على غلط‪ ..‬فبديت أتعامل‬ ‫كنت بدور على فكرة أقنع حالي فيها إني‬
‫مع ربنا عز وجل بند ّية‪..‬‬
‫ممكن وقتها نسيت إني بخاطب ربنا!‬
‫وصرت أحكي‪:‬‬
‫آه ‪ ..‬طيب ليه ربنا يخلق الشهوة؟ مش لو خلقني بدون شهوة أحسن؟ طيب‬
‫كيف رح يحاسبني على إشي هو خلقه جواتي؟ طيب وين العدل باملوضوع؟‬
‫طيب لو سلّمنا إني تغلبت على شهواتي وأطعت ربنا‪ ،‬طيب هو شو رح يستفيد؟!‬
‫‪19‬‬

‫مش كأنه يف حديث قدسي إنه لو ك ّل الناس عبدوا ربنا ما زاد يف ملكه إشي؟ ولو‬
‫كلّهم عصوه ما نقص من مكله إشي؟ طيب معناته ما رح تفرق عنده إذا وقعت‬
‫يف الشهوة أو تغلبت عليها؟!‬
‫بحكيلكم يا اهلل شو ندمان! وآسف على الكالم غير الالئق يف حقه تعالى‪ ،‬بس‬
‫علي متا ًما‪ ،‬لدرجة خلتني أفكر هيك‪ ،‬وخلتني‬
‫واهلل كانت الشهوات مسيطرة ّ‬
‫أتعامل مع ربنا بندية‪..‬‬
‫كنت أفكر إنه لو طرحت شبهات زي هيك رح يرتاح ضميري‪ ..‬بس لألسف‬
‫املوضوع ما وقف على تأنيب الضمير‪ ،‬حتى صار املوضوع عبارة عن وحشة يف‬
‫القلب ما بعدها وحشة!‬
‫كنت زمان أذنب وأتوب وأحس بال ّراحة والطمأنينة إنه ربنا بقبل توبتي يف كل‬
‫مرة بوقع فيها‪..‬‬
‫بس يا حسرة بعد الشبهات راحت هالراحة وراحت الطمأنينة‪ ..‬وصرت أمتنى‬
‫املوت – حرفياً ‪!-‬‬
‫‪20‬‬

‫‪ #‬لماذا خلق اهلل الشهوة؟!‬


‫مرة رحت على إمام املسجد‪ ،‬كان وقتها شيخ بلبس عمامة بيضا وعنده حلية‬
‫شايبة وكثيفة‪ ،‬وكان طب ًعا بلبس دشداشة‪ ،‬وبالشتا بلبس اخلف األسود اجللد‪،‬‬
‫من باب األمانة كان زملة محترم جداً‪ ،‬بس مشكلته‪ ..‬بنفع لكل إشي يف احلياة‬
‫إال شيخ مسجد!‬

‫مش قصدي ال سمح اهلل أعلق عليه‪ ،‬بس كان بينه وبني العلم بالد!‬
‫ً‬
‫أصل ما كان يف‬ ‫كان مستفز ج ًّدا يف دروسه‪ ..‬ج ًّدا ج ًّدا أكثر مما بتتصوروا‪،‬‬
‫دروس‪ ..‬يعني كان هو بقرأ قراءة‪ ..‬وملا يوصل عند آخر كلمة بحكي تعقيب وال‬
‫إله دخل بالدنيا!‬

‫ذكرني بشيخ سمعت عنه مرة خطب يف الناس يف عيد األضحى‪ ،‬وحكى عن‬
‫األضاحي وقال‪:‬‬

‫وال جتزئ اجل ّماء وال اجللحاء وال التّوالء وال العضباء وال العجفاء وال العوراء‪..‬‬
‫ث ّم سكت هنيهة ورفع رأسه عن الورقة وقال‪ :‬العوراء هي العورة يا جماعة!!!‬
‫‪21‬‬

‫املهم‪ ..‬مرة رحت عليه وحكيتله شيخ‪ :‬ليش ربنا خلق الشهوة فينا؟ وليه رح يحاسبنا‬
‫عليها؟ ‪ ..‬واسترسلت يف نفس األسئلة بس بشكل مؤدب‪ ،‬وبريء‪ ،‬ومحترم!‬
‫فيي لعشر ثواني تقري ًبا‪ ..‬وأنــا بلعت ريقي من هول املوقف‪..‬‬
‫صفن الشيخ ّ‬
‫وتندمت عالساعة اللي قررت أسأله فيها‪ ..‬وكنت مفكر حالي زي ما يف األفالم‬
‫إنه شب راح على رجل حكيم يسأله سؤال‪ ،‬فالرجل احلكيم طلب منه طلبات‬
‫غريبة‪ ،‬الشب أول إشي "خف عقله"وما فهم احلكمة من الطلبات‪ ،‬بعدين بلش‬
‫بطاوش مع الرجل‬ ‫ينفذ طلبات الرجل احلكيم بس مع الوقت بزهق ومبل‪ ،‬فبروح ّ‬
‫احلكيم وبصيروا يصرخوا على بعض‪ ،‬وآخر الفيلم بكتشف احلكمة من طلبات‬
‫الرجل احلكيم وبرجع يعتذر منه‪ ،‬طب ًعا الفيلم بخلص ملا الرجل احلكيم يفوت‬
‫على صالة العرس تاعت الشب‪ ،‬بعد ما الشب يكون فاقد األمــل إنه الرجل‬
‫احلكيم يحضر العرس‪ ،‬بس فجأة بالقيه على باب العرس وبأشرله إشارة إلها‬
‫دخل بالطلبات الغريبة اللي كان يطلبها منه‪ ،‬فالشب ببتسم وبخلص الفيلم!‬
‫كل هذا بعشر ثواني خطر يف بالي‪ ..‬وكنت مجهز حالي إنه يحكيلي ً‬
‫مثل قوم كنّس‬
‫املسجد‪ ،‬أو ل ّيف الشبابيك‪ ،‬أو اطلع على درج املأذنة ‪ 15‬مرة وارجع‪ ،‬إشي زي هيك‬
‫يعني‪ ..‬فقاطع الشيخ تسلسل أفكاري وقال‪{:‬ﯮﯯﯰﯱﯲﯳ}‪!..‬‬
‫(األنبياء‪)٢٣ :‬‬

‫{ﯮﯯﯰﯱﯲﯳ}‬
‫كنت بتمنى لو إنه طلب مني أنظف الشبابيك أو أكنس املسجد أو أشطف اجلامع‪..‬‬
‫كان بالنسبة إلي أحسن من إنه يجاوبني بآية أنا مش فاهمها منيح‪ ..‬أو استغفر‬
‫اهلل ممكن أفهمها غلط‪..‬‬
‫ً‬
‫اعتراضا ال سمح اهلل‪ ...‬أنا قصدي أسأل‬ ‫يا ناس‪ ..‬واهلل مش قصدي أسأل ربنا‬
‫حتى أفهم احلكمة‪ ،‬حتى أقدر أواجه شبهاتي وشهواتي‪ ،‬حتى أرتاح نفس ًّيا من‬
‫الشبهات اللي غرقت فيها!‬
‫‪22‬‬

‫ويف هديك اللحظة بدأت رحلة البحث!‬


‫واللي خلتني أكتشف إنه يف علماء وشيوخ عكس إمام جامعنا‪ ،‬وقادرين على‬
‫تقدمي أجوبة على كل تساؤالتنا كشباب وبالعكس بدفعونا إ ّنا نسأل كل األسئلة‬
‫اللي بتخطر يف بالنا‪..‬وبحكولنا ما تتحرجوا منها ‪..‬‬
‫وراح أنقل إلكم جزء من رحلة البحث واملتعلق يف موضوع الشهوة‪ ،‬أما بقية‬
‫الشبهات فإن شاء اهلل ربنا بعيني أقدمها إلكم يف تصور مستقل بعنوان‪ :‬شبهة!‬
‫ربنا عز وجل يقول يف القرآن‪ { :‬ﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ}(النجم‪.)٢٣ :‬‬
‫اتباع الظن‪ :‬شبهة‪.‬‬
‫ما تهوى األنفس‪ :‬شهوة‪.‬‬
‫فحياتنا ما بني شبهة وشهوة‪ ،‬وال منلك إال االستعانة بربنا إنه يجنبنا الشهوات‬
‫والشبهات ما ظهر منها وما بطن‪.‬‬
‫ونرجع لسؤالنا وشبهتنا‪ ..‬ممكن أكبر خطأ بعمله شيخ إنه يسأله شب أسئلة زي‬
‫هيك‪ ،‬والشيخ يرد عليه بآية‪{ :‬ﯮﯯﯰﯱﯲﯳ} من غير ما الشيخ‬
‫يوضح املسألة واآلية!‬
‫اآلية للوهلة األولى ألي شب ممكن يفكرها تهرب من اإلجابة صح؟ والعياذ باهلل!‬
‫للوهلة األولى وبالنظرة السطحية ممكن هيك يفكرها‪ ..‬لكن املوضوع يختلف‬
‫متا ًما‪..‬‬
‫وحتى نفهم املوضوع أكتر وأكتر‪ ..‬ممكن الزمنا نعمل ‪ ZOOM OUT‬حتى‬
‫نستوعب املوضوع بشكل إجمالي‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫‪#ZOOM OUT‬‬
‫ضروري نفهم إشي ^^‬
‫إحنا إميا ّنا باهلل عز وجل وبالنّبي صلى اهلل عليه وسلم وبرسالة اإلسالم مبني‬
‫على أدلة عقلية منطقية قطعية‪ ،‬يعني إحنا مش مؤمنني بوجود إله إلنه ما عرفنا‬
‫كيف نفسر بداية الكون فافترضنا وجود إله حتى نحل هاإلشكال‪ ..‬ال ال‪ ..‬إحنا‬
‫مؤمنني بإنه األدلة العقلية الفطرية الضرور ّية تضطر العقل اإلنساني لإلميان‬
‫بوجود خالق أزلي عليم حكيم لهذا الكون اللي بنعيش فيه!‬
‫ونفس اإلشي أدلة نبوة سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم ومعجزة القرآن‪^^ ..‬‬
‫النقطة اللي حاب أوصلها وأظن إنه املجال مش مجال إثبات صحة أدلة وجود‬
‫صحة نب ّوة س ّيدنا محمد صلى اهلل وسلم‪،‬‬ ‫إله خالق لهذا الكون وال إثبات أدلة ّ‬
‫إنه بعد ما القرآن عرض إلك هاألدلة العقل ّية املشيرة لوجود إله ولنب ّوة سيدنا‬
‫محمد صلى اهلل وسلم‪ ،‬طلب منك "االستسالم" لهاي احلقيقة!‬
‫عشان هيك إحنا مسلمني‪ ..‬يعني نستسلم ونذعن وننقاد ونخضع للحقيقة املق ّرة‬
‫بوجود إله لهذا الكون‪ ،‬واملقرة بنبوة سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم ^^‪.‬‬
‫بس يف إشي‪ ..‬إنه إنت كمسلم رح تغيب عنك احلكمة من بعض أفعال اهلل عز وجل!‬
‫وغياب احلكمة نوع من أنواع االختبار إلنا كبشر‪..‬‬
‫‪24‬‬

‫مثل ‪ 5%‬من احلكمة من تصرفات وأفعال اهلل عز وجل‪ ،‬مبرر إنك‬ ‫هل غياب ً‬
‫تكفر بــ ‪ 95%‬من األدلة العقلية على وجوده !‬
‫ففكرة االختبار قائمة على‪ :‬مني رح يستسلم حلكمة اهلل عز وجل ويق ّر بضعفه‬
‫كإنسان أمام هذا اخلالق العظيم‪ ،‬ومني رح يرفض االستسالم ويتبع نفسه هواها!‬
‫وشغلة مهمة كمان‪ ..‬يف قاعدة لطيفة بتحكي‪:‬‬
‫"إدراك علة الفعل‪ ،‬مرتبط بإدراك ماه ّية الفاعل"‬
‫يعني إحنا مستحيل ندرك العلة من فعل من أفعال اهلل عز وجل‪ ،‬إال حتى ندرك‬
‫ماهية اهلل عز وجل‪..‬‬
‫طيب اآلن ما دام الفاعل "اهلل عز وجل" كامل‪ ،‬يعني إنه العقل "البشري" احملدود‬
‫مستحيل يدرك علل أفعاله عز وجل‪.‬‬
‫يعني إحنا لو أدركنا العلّة بشكل نهائي‪ ،‬يعني أدركنا ماهية الفاعل بشكل نهائي‪،‬‬
‫ولو أدركنا ماهية الفاعل بشكل نهائي‪ ،‬يعني أحاط عقلنا فيه بشكل كامل!‬
‫بس إلنه ربنا عز وجل كامل كمال مطلق‪ ،‬فمستحيل إنه العقل يحيط فيه عل ًما‬
‫بشكل مطلق! عشان هيك‪{ :‬ﯮﯯﯰﯱﯲﯳ}‪( ..‬األنبياء‪)٢٣ :‬‬

‫كمان إذا إحنا يف كثير من األحيان بتغيب عنا احلكمة من أفعال بعض البشر !‬
‫وفعال بنواجه صعوبة يف فهم احلكمة من تصرفاتهم‪ ،‬أو شو كان بدهم من هذا‬
‫التصرف‪ ،‬أو لشو كانوا يرمزوا ‪ ..‬؟‬
‫فكيف ممكن ندرك احلكمة من كل أفعال خالق البشر ‪ ..‬؟‬
‫مع ذلك‪ ..‬هذا أب ًدا ما مبنعنا نفهم ونتلمس احلكمة من أفعال وتصرفات اهلل عز‬
‫وجل‪ ،‬حتى يطمئن قلبنا أكثر فأكثر‪..‬‬
‫وعفكرة القرآن دائما بشجعنا على فكرة السؤال وبضرب إلنا أمثلة مبالئكة‬
‫وأنبياء سبقونا بفكرة السؤال‪ ،‬بس بنفس الوقت القرآن بأكد علينا على ضرورة‬
‫إنه السؤال يكون مطروح بشكل منهجي ‪.‬‬
‫العالم ليس من ُيعطي اإلجابات الصحيحة‪ ،‬بل من َيسأل‬
‫ِ‬ ‫وكما يقول أحدهم‪:‬‬
‫األسئلة الصحيحة‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫‪ #‬ليطمئن قلبي‬
‫ربنا ع ّز وجل يتّصف بالكمال املطلق‪ ،‬ومن آثار كمال اهلل عز وجل إنه يخلقنا‬
‫حتى يتجلى كمال صفاته يف خلقه ‪.‬‬
‫فمقتضى صفة اخللق إنه يخلقنا‪ ،‬ومقتضى صفة الرحمة إنه يرحمنا‪ ،‬وصفة‬
‫الوهاب إنه يوهبنا‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫فمني رح يرحمنا إذا ما كنا مخلوقني‪ ..‬ومني رح يغفر إلنا يف حال ما كان يف‬
‫مذنبني‪ ،‬ومني رح يتوب علينا يف حال ما كان يف تائبني‪...‬‬
‫فصفات ربنا عز وجل تقتضي ظهور آثارها فينا‪ ،‬مش إلنه سبحانه محتاج لهاي‬
‫اآلثار‪ ،‬لكن صفة الكمال عنده بترتب عليها ظهور آثار صفاته عز وجل‪.‬‬
‫يعني تخيلوا أحكيلكم فالن كرمي ج ًدا ج ًدا‪ ..‬بس ما أظهر كرمه حلد!!‬
‫راح حتكوا ببساطة إنه مش منطق‪ ،‬إلنه صفة الكرم الزم نشوف آثارها على‬
‫أرض الواقع‪.‬‬
‫أو فالن قوي أو حكيم أو عالم‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫وهلل املثل األعلى‪ ..‬فصفات ربنا عز وجل يقتضي كماله إنه يظهرها فينا‪.‬‬
‫زي ما أحكيلكم إنه الشمس املضيئة بتشرق نورها حولها عل ًما إنها مش محتاجة لهذا‪..‬‬
‫فكمال ربنا عز وجل أولى إنه تظهر آثاره يف مخلوقاته ^^‬

‫فحتى تتجلى صفات ربنا عز وجل مبقتضى كماله‪ ..‬خلق هالكون والوجود‪،‬‬
‫وكــان الكون وكــل ما فيه خاضع لربنا عز وجــل‪{ ..‬ﯡﯢﯣﯤﯥﯦ‬
‫ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰ}‪( ..‬فصلت‪ )١١ :‬فخضع كل هاخللق‬
‫لربنا عز وجل يعبدوه ويقدسوه ويسبحوا بحمده وميتثلوا ألوامره‪.‬‬
‫وملا كان كل هاخللق مجبولني على الطاعة ومنقادين للعبادة‪ ،‬كان اإلنسان املخلوق‬
‫الوحيد من بني كل املخلوقات اللي ربنا عز وجل منحه القدرة على االختيار ومنحه‬
‫حرية اإلرادة‪.‬‬
‫وحمل اإلنسان "أنا وإنت" هاألمانة العظيمة اللي أعرضت عنها السموات واألرض‬
‫واجلبال وأشفقوا منها‬
‫{ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ‬
‫(األحزاب‪)٧٢ :‬‬ ‫ﯬﯭﯮﯯﯰﯱ}‬
‫وكونه هاألمانة قائمة على فكرة االختيار ما بني الصح واخلطأ‪ ،‬واخلير والشر؛‬
‫فهذا يعني إنه إحنا مع َّرضني للخطأ بأي حلظة‪ ،‬حتى لو كنا حريصني ج ًدا على‬
‫تفادي الغلط لكن يف احملصلة رح نغلط وهون بتتجلى فينا صفات الرحمة والتوبة‬
‫واملغفرة من ربنا عز وجل‪.‬‬
‫وربنا برحمته راعى هالنقص فينا كبشر‪ ،‬مثل ما أخبر نبينا صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫(والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا‪ ،‬لذهب اهلل بكم‪ ،‬وجلاء بقوم يذنبون‪ ،‬فيستغفرون‬
‫فيغفر اهلل لهم)‪.‬‬
‫هاي األمانة اللي استحقت إنه ربنا عز وجل ينفخ فينا من روحه وجعل املالئكة‬
‫تسجد إلنا‪:‬‬
‫‪27‬‬

‫(احلجر‪)٢٩ :‬‬ ‫‪{ -‬ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ}‬

‫(اإلسراء‪)٧٠ :‬‬ ‫‪{ -‬ﮎﮏﮐﮑﮒ}‬

‫{ﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍ} (اجلاثية‪)١٣ :‬‬ ‫‪-‬‬


‫وحرية اإلختيار واإلرادة اللي ربنا عز وجل منحنا إياها إشي كرمنا فيه من بني‬
‫جميع املخلوقات‪ ،‬يعني إنت اآلن لو أحكيلك بتحب تكون مخلوق ما عنده حرية‬
‫إرادة وإختيار ومبرمج برمجة على الطاعة‪..‬‬
‫وال تكون مخلوق صاحب إرادة واختيار بتختار الطاعة بإرادتك واختيارك؟‬
‫راح يكون اجلواب املنطقي‪ :‬ال طب ًعا‪ ..‬بختار إني أملك حرية إرادة‪.‬‬
‫وصحيح إنه الناس ممكن تتفاوت يف إجاباتها ونظرتها لكن طبيعة احلال وطريقة‬
‫حياة الناس بتأكد على فكرة إنه إحنا بنفضل نكون أصحاب حرية إرادة واختيار‪.‬‬
‫كل الناس سواء كانوا مؤمنني أو حتى ملحدين حريصني عاحلياة‪ ،‬وبيبذلوا كل‬
‫جهدهم حتى يحافظوا على حياتهم‪ ،‬وبخافوا من املوت إلنه املوت بشكل بالنسبة‬
‫إلهم إنتهاء هاحلياة القائمة على حرية اإلرادة واالختيار‪.‬‬
‫يعني بتتوقع لو رحنا على إشي "عــدم" يعني" وال إشــي" وعرضنا عليه فرصة‬
‫احلياة!‬
‫ممكن يحكي ال! بدي أضلني عدم‪..‬‬
‫صحيح إنه فكرة سؤال "عدم" ممتنعة إلنه عدم‪ ..‬لكن افرض ً‬
‫مثل سألنا واحد‬
‫على فراش املوت وهو مش مؤمن بوجود حياة بعد املوت‪ ..‬وسألناه بتحب تعيش‬
‫كمان سنة؟‬
‫بتتوقعوا ممكن يحكي ال خلص بدي أموت‪..‬حابب أرجع عدم!‬
‫مستحيل‪^^ ..‬‬

‫وهون بنرجع لنقطتنا‪ :‬ليه يف شهوات؟ أو شو احلكمة من وجود شهوات؟‬


‫‪28‬‬

‫يفترض إنها اإلجابة تكون خطرت يف بالك بعد الكالم السابق‪..‬‬


‫آه‪ ..‬يعني حتى أمتتع بحرية اإلختيار واإلرادة اللي ربنا عز وجل ميزني فيها عن‬
‫كل املخلوقات الزم يكون يف صح وغلط‪..‬خير وشر‪ ..‬شهوات ورغبات‪ ..‬طاعات‬
‫وعبادات‪..‬‬
‫فبدون وجود شهوات يعني ما يف قيمة حلرية اإلرادة اللي مبتلكها!‬
‫يا سالم عليك‪..‬‬
‫طيب خلينا نفترض إنه الكون بدون شهوات‪ ،‬يعني إنت ما عندك غرائز وال‬
‫رغبات وال شهوات؟!‬
‫كيف ممكن نطبق حرية اإلرادة اللي ربنا عز وجل منحنا إياها وميزنا فيها عن‬
‫بقية الكائنات واملخلوقات؟!‬
‫وعفكرة الكون لو سار على هاملنوال خلال من احلكمة‪ ،‬وراح يروح معنى التكليف‬
‫ومعنى حرية اإلرادة!‬
‫وهاي ُسنّة ربنا يف عباده‪ ،‬منحنا العقل وحرية اإلرادة وبنفس الوقت وضع بني‬
‫إيدينا مــادة اخلير‪ ،‬ومــادة الشر‪ ،‬ومــادة األهــواء والرعونات والشهوات‪ ،‬ومادة‬
‫الطاعة واخلير والعبادات‪.‬‬
‫وق ّدرنا جل يف عاله من خالل اإلرادة إنه نتخذ القرار بني وبني‪.‬‬
‫(البلد‪)١٠-٨ :‬‬ ‫‪{ -‬ﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ}‬

‫(الشمس‪)٨-٧ :‬‬ ‫‪{ -‬ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ}‬


‫يقول الشيخ البوطي رحمه اهلل يف كتابه‪ :‬هل اإلنسان مسي ّر أم مخي ّر‪:‬‬
‫"فقد قضى اهلل عز وجــل أن يشرف اإلنـســان بالتكليف‪ ،‬وأن يؤهله بذلك للمثوبة‬
‫واألج ــر‪ ،‬والتكليف يستدعي الكلفة واجل ـهــد‪ ،‬وال يتحقق كــل منهما إال إن ُح ّمل‬
‫وجهز بأشواق من احلق‬ ‫اإلنسان أثقاال من الغرائز واألهــواء والشهوات والرعونات‪ُ ،‬‬
‫ومكّ ن بعد ذلك أن يختار ما يشاء‪ ،‬وفتحت أمامه السبل إلى إشباع‬‫واخلير واإلحسان‪ُ ،‬‬
‫‪29‬‬

‫غرائزه ورعوناته‪ ،‬وأشرعت أمامه السبل األخرى إلى إشباع أشواقه إلى اخلير واحلق‪.‬‬
‫وهذا ال يتم إال إذا نُثرت أمامه ووضعت حتت خدمته املواد األولية من اخلير والشر‪،‬‬
‫وبهذا يتكامل يف كيان اإلنسان معنى التكليف الذي شرفه اهلل عز وجل به"‪.‬‬
‫ويف نفس الكتاب بذكر الشيخ‪:‬‬
‫"واحلكمة من ذلــك أن يكون انقياد اإلنـســان ألوامــر اهلل عز وجــل مصحو ًبا بجهد‬
‫يستأهل عليه األجر‪ ،‬وإمنا اجلهد أن يقتحم عقبة هذا الصراع ويجتازها إلى تنفيذ‬
‫أوامر اهلل‪ .‬وهذا ما جعل اإلنسان امللتزم بأوامره عز وجل أعلى درجة من املالئكة‪".‬‬
‫ويذكر جيفري النغ يف كتابه‪ :‬الصراع من أجل اإلميان‪:‬‬
‫إننا جنــد أن تعلم الـصــدق يتطلب خيار الـكــذب وبالتالي الـقــدرة على التمييز‬
‫واالختيار‪ .‬وإذا ما أصررنا على قول الصدق يف الشدائد عند حالة فقدان شيء‬
‫مادي أو عيني فإننا نكون قد حافظنا على درجة عالية من اإلخالص هلل‪ .‬ولكي‬
‫يصبح اإلنسان أكثر عطفً ا فإنه يجب عليه أن يكون يف موقع من املعاناة يتطلب‬
‫مثل ذلك العطف ويجب أن تكون لديه احلرية باإلرادة لكي يتجاهل تلك املعاناة‪.‬‬
‫وهــذا ينطبق على كافة الفضائل كاحملبة واإلحسان والعدالة والعفو وما شابه‬
‫ذلك‪ .‬ومن أجل أن نكبر يف كل هذه الفضائل فيجب أن يكون لدينا البديل لفعل‬
‫ما هو مخالف لذلك"‪.‬‬
‫وبالتالي هذا الصراع ما بني احلق والباطل واخلير والشر هو اللي بحدد مصيرنا‬
‫وبجعلنا من أهل اجلنة بإذن اهلل‪ .‬البعض بس ّمي هذا الصراع "بالتطور الروحي‬
‫األخالقي لإلنسان" هذا التطور من خالل صراعه مع شهواته وأهوائه هو اللي‬
‫بأهله لدخول اجلنة إن شاء اهلل ^^‬

‫وبضيف جيفري النغ يف كتابه‪ :‬الصراع من أجل اإلميان‪:‬‬


‫"ال ميكن للمرء أن يحيا أو يوجد يف اجلنة أو الـفــردوس ما لم يرتق إلــى درجة‬
‫سامية من الصالح‪ .‬إن هذا ال يعني أن اإلنسان يجب أن يكون ً‬
‫كامل‪ ،‬ولكنه يجب‬
‫أن يكون من الكمال لدرجة يكون فيها قاد ًرا على التغلب على العيوب الكامنة يف‬
‫شخصيته إذا ما عرض له أمر من أمور احلياة الدنيا‪..‬‬
‫‪30‬‬

‫وهكذا تتبدى لنا غاية احلياة‪ :‬علينا أن نوطن أنفسنا على الفضيلة واحلكمة والعدالة‬
‫والرحمة والعفو والصالح‪ ،‬وأن نهتم بالناس وأن نحبهم‪ ،‬وعلينا أن ند ّرب أنفسنا على‬
‫الشفقة والصبر والكرم‪ ،‬وذلك من خالل كفاحنا وجهادنا يف سبيل العيش"‪.‬‬
‫ويضيف‪" :‬إن فكرة هذه احلاجة من املعاناة والشدة والصراع من أجل حثنا للبحث‬
‫عن التطور الروحي األخالقي‪ ،‬وكذلك حاجتنا لكي نتذكر الهدف النهائي من‬
‫احلياة يف األوقات الصعبة‪ ،‬تتكرر ومرا ًرا يف القرآن‪:‬‬
‫{ﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫ‬
‫(البقرة‪)١٥٥ :‬‬ ‫ﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ}‬
‫{ﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬
‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ ﯯﯰﯱﯲﯳ}‬
‫(البقرة‪)٢١٤ :‬‬

‫(اإلنشقاق‪)٦ :‬‬ ‫‪{ -‬ﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸ}‬


‫وهيك بنكون حاولنا اكتشاف احلكمة من‪ :‬ملاذا خلق اهلل الشهوات؟‬
‫وال يعني هذا إنه إحنا قادرين على اإلحاطة بكامل جوانب احلكمة من أفعاله عز وجل‪،‬‬
‫لكن تذكروا غياب جزء من احلكمة ال يعني إعراضنا وجحودنا عن بقية احلقائق‪.‬‬
‫وبختم بعبارة ذكرها الشيخ بتأكد على كالم سبق وذكرناه‪:‬‬
‫"ليس لك أن تتابع األسئلة إلــى ما ال نهاية‪ ،‬فتقول ً‬
‫مثل‪ :‬فلماذا شــاء اهلل أن يكلف‬
‫اإلنسان مبا يظهر عبوديته له‪ ،‬ثم تتابع فتقول‪ :‬وملاذا خلق اهلل اإلنسان‪ ..‬وهكذا‪ ،‬وذلك‬
‫ألن هذه السلسلة ال نهاية لها فيما يتعلق بتطلع اإلنسان‪ ،‬وإذا جتازوت بأسئلتك حدود‬
‫معرفتك باحلكم اإللهية إلى ما وراء ذلك من املجاهل التي ال تقوى كينونتك البشرية‬
‫فضل عن اإلحاطة بها‪ ،‬فال بد أن جتد نفسك عندئذ أمــام احلــدود التي‬ ‫على فهمها ً‬
‫تر ّدك الى دائرة العبودية قائلة لك‪{ :‬ﯮﯯﯰﯱﯲﯳ}‪( .‬االنبياء‪)٢٣ :‬‬
‫‪31‬‬

‫‪ #‬ليه نعبد اهلل ونترك شهواتنا ؟؟‬


‫هسا مش إحنا مخلوقني للعبادة!‬
‫مش ربنا عز وجل يقول يف القرآن‪{ :‬ﭳ ﭴﭵﭶﭷﭸ}‬
‫(الذاريات‪)٥٦ :‬‬

‫بس بنفس الوقت أنا بعرف إنه يف حديث قدسي بحكي‪:‬‬


‫(يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد‬
‫منكم ما زاد ذلك يف ملكي شي ًئا‪ ،‬يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم‬
‫أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شي ًئا)‪.‬‬‫ِ‬ ‫كانوا على‬
‫طيب مش ربنا طلب منا نعبده‪ ،‬ونترك شهواتنا ورغباتنا وأهوائنا‪...‬؟‬
‫يعني – مش قصدي واهلل –هو محتاج لعبادتنا ً‬
‫مثل؟؟‬
‫احلديث بحكي عكس هيك‪ ..‬إنه ربنا مش محتاج إلنا أب ًدا‪..‬‬
‫طيب أنا مش فاهم!‬
‫استنى شوي‪ ..‬كمل آية {ﭳ ﭴﭵﭶﭷﭸ}‬
‫{ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ}‬
‫(الذاريات‪)٥٨ - ٥٦ :‬‬
‫‪32‬‬

‫يعني تكملة اآلية بتحل اإلشكال املوجود‪ ..‬وإنه ربنا عز وجل غني عنّا وعن‬
‫عبادتنا‪..‬‬
‫وعفكرة مشكلة هاالعتراض إنه بينطلق من تصور خاطىء‪..‬‬
‫بينطلق من ظاهرة اسمها‪ Anthropomorphism :‬يعني َ‬
‫أنسنة اإلله!‬
‫مثل ما أشار الدكتور سامي عامري يف كتابه‪ :‬ملاذا يطلب اهلل من البشر عبادته‪.‬‬
‫وسبق وأوضحنا إنه إحنا مش يف صدد الرد على الشبهات‪ ،‬بس بدنا جناوب‬
‫بالقدر اليسير واللي بخص موضوعنا‪ ،‬على أمل التوسع يف قادم األيام إن شاء‬
‫اهلل يف بحث مستقل ‪^^ .‬‬

‫نرجع لظاهرة أنسنة اإلله ‪:Anthropomorphism‬‬


‫إحنا كبشر ارتبط عنا الطلب = باحلاجة‪.‬‬
‫يعني أنا بدي منك خدمة = أنا محتاج إلك‬
‫أنا محتاج مساعدتك = أنا مفتقر إلك‪ ..‬وهكذا‪..‬‬
‫فالسؤال‪ :‬ليه ربنا يطلب منا نعبده‪ ..‬بنطلق من فكرة‪:‬‬
‫‪ -‬اإلنسان ملا يطلب إشي يعني محتاج‬
‫‪ -‬كل طلب يعني احلاجة‪.‬‬
‫‪ -‬اهلل عز وجل يطلب من العباد‬
‫‪ -‬اهلل عز وجل محتاج!‬
‫طب ًعا هاملنطق خطأ‪ ،‬إلنه بعامل ربنا عز وجل مبنطق البشر وهذا خطأ فظيع!‬
‫وعفكرة حتى يف منطق البشر مش دائ ًما الطلب مر ّده احلاجة‪ ..‬صح؟‬
‫هي إمك بتطلب منك تلبس منيح بالشتاء عشان ما مترض‪..‬‬
‫وأبوك بطلب منك تدرس عشان ما ترسب‪..‬‬
‫هل طلب إمك وأبوك دافعهم احلاجة!‬
‫‪33‬‬

‫يقول سيد قطب‪ :‬هذا سؤال ال يسأله ملحد جاد وال مؤمن جاد!‬
‫إلنه املؤمن يفترض أن يسلم للخالق مبا يريد‪ ،‬وامللحد غير مؤمن أصال بوجود إله‪.‬‬
‫فهذا سؤال يسأله شخص قاعد بتخوث! "هاي من عندي" !‬
‫ومع ذلك هذا ما مبنعنا إنه نتلمس احلكمة من طلب ربنا إنه نعبده ونترك‬
‫شهواتنا ورغباتنا !‬

‫شو الحكمة من إنه نعبد اهلل ونترك شهواتنا؟!‬


‫أختصر كالم الدكتور سامي يف كتابه بالتالي‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬الزم نعرف وندرك إنه ربنا عز وجل غني عن عبادتنا‪ ..‬مثل ما أشارت آيات‬
‫(الزمر‪)٧ :‬‬ ‫قرآنية كثيرة لذلك‪{ :‬ﭺﭻﭼ ﭽﭾﭿ}‬
‫(ابراهيم‪)٨ :‬‬ ‫{ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁ ﮂﮃﮄﮅﮆ }‬
‫(آل عمران‪)٩٧ :‬‬ ‫{ﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ}‬
‫ثاني ًا‪ :‬إحنا بنعبد ربنا إلنه ربنا يستحق العبادة‪:‬‬
‫فاملسلم مأمور من خارجه ومدفوع من داخله لعبادة اهلل‪.‬‬
‫يعني ربنا عز وجل أمرنا بعبادته‪ ،‬وهذا يعني إنه إحنا مأمورين بعبادته‪.‬‬
‫وحتى من داخلنا إحنا مدفوعني لعبادته إلنه إحنا كبشر مش كاملني‪ ..‬ونقصنا‬
‫بيستدعي نعبد ونتوجه لإلله الكامل جل يف عاله‪ ..‬عشان هيك إحنا بنعبد ربنا‬
‫إلنه أهل للعبادة‪.‬‬
‫كمان إذا كانت أعمال الناس يف هالدنيا بتستحق إنه نثني عليهم ونشكرهم‬
‫ونبجلهم‪ ..‬فما بالكم بربنا عز وجل اللي أوجدنا من العدم‪ ..‬واللي كل األعمال‬
‫الصاحلة تاعت الناس جزء من فطرة فطرهم عليها!‬
‫‪34‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬اإلعراض عن عبادة اهلل مش معناها حرية اإلنسان‪ ..‬معناها إنه نعبد‬
‫غيره؛ عبادة اهلل بتقابل عبادة غيره‪ ،‬وما بتقابل حرية اإلنسان‪ ،‬فاإلنسان منجذب‬
‫للعبادة أصـ ًـا‪ ،‬فإما إ ّنــه يعبد ربنا أو يعبد غيره‪ ...‬مثل‪ :‬األهــواء والشهوات‬
‫والرغبات واجلاه واملنصب والشهرة واملال واجلشع والطمع!‬
‫رابع ًا‪ :‬العبادة طريق إنه نتعرف على ذواتنا‪ :‬إحنا جزء من هالكون الفسيح ولبنة‬
‫يف بنائه العظيم‪ ،‬وحتى نحقق معرفة ذواتنا حتى نعرف موقعنا من الكون‪ ،‬وموقع‬
‫الكون منا‪ ،‬وحتى نحصل مرحلة الوعي الكوني‪ ..‬فهذا بحتاج إنه نتعرف على‬
‫خالق هالكون‪ ،‬وما يف وسيلة ملعرفة خالق الكون إال إنه نتقرب منه ونوصل‬
‫حالنا فيه‪ ..‬وطريق هالتواصل هو إنه نتفكر بذاته العلية جل يف عاله‪ ،‬وإنه نلهج‬
‫يف التسبيح بعظمتها وجمالها‪ ،‬وإنه نسير على طريق رضاها وهذا هو مفهوم‬
‫العبادة‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬إحنا محتاجني للعبادة حتى نحقق استواء ذواتنا‪:‬‬
‫العبادة هي‪ :‬التذلل هلل محبة وتعظي ًما بفعل أوامره‪ ،‬واجتناب نواهيه على‬
‫الوجه الذي جاءت به شرائعه‪.‬‬
‫والعبادة مش مجرد رسوم باهتة أو حركات غافلة؛ بالعكس هي انفعاالت قلبية‬
‫بتكون السبب يف أعمال خير على أرض الواقع‪ ،‬على سبيل املثال‪:‬‬
‫يف الصالة‪{ :‬ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ‬
‫(العنكبوت‪)٤٥ :‬‬ ‫ﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮﯯﯰﯱ}‬
‫يف الصيام‪{ :‬ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬
‫(البقرة‪)١٨٣ :‬‬ ‫ﭮ ﭯﭰ}‬
‫يف احلج‪{ :‬ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ‬
‫ﮓﮔﮕﮖ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ‬
‫ﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ ﮩﮪ} (احلج‪)٢٨-٢٧ :‬‬
‫‪35‬‬

‫(التوبة‪)١٠٣ :‬‬ ‫يف الزكاة والصدقة‪{ :‬ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ}‬


‫فكلها عبادات اقترنت باإلنتهاء عن منكر وإطعام فقير ومسكني‪ ،‬وتطهير مال‬
‫من الفساد وغير هذا من أبواب اخلير والرحمة ^^‬

‫قال احلسن البصري لرجل‪ :‬داوِ قلبك بالعبادة فإن حاجة اهلل إلى العباد‬
‫صالح قلوبهم‪.‬‬
‫يعني ربنا مراده منا صالح قلوبنا حتى تستقر فيها معرفته وعظمته وخشيته‬
‫ومهابته جل يف عاله‪.‬‬
‫سادس ًا‪ :‬العبادة مادة االختبار‪ :‬العبادة هي مقياس األعمال وهي امليزان اللي‬
‫بيتفاضل فيه الناس‪ ،‬وإذا ما كان يف صبر عليها ومشقة يف بعض األحيان‪،‬‬
‫فوقتها رح يستوي اإلنسان امل ُ ِج ّد مع اإلنسان املتراخي الكسول‪.‬‬
‫يعني البشر امتحانهم يف باب الطاعة‪.‬‬
‫وامتحانات الطاعة بتختلف بني األديــان‪ ..‬بعض امتحانات الطاعة شاق ج ًّدا‬
‫بدون رحمة‪ ..‬وبعضها مفرغ من أي قيمة أو معنى‪ ..‬وبعضها يحقق الرحمة‬
‫ومينح املعنى مثل العبادات يف اإلسالم‪.‬‬
‫سابع ًا‪ :‬بالعبادة يعرف اإلنسان قدره‪ :‬الزم اإلنسان يتذكر يف كل أوقاته وحتركاته‬
‫إنه عبد هلل‪ ..‬مخلوق لغاية وموجود لسبب‪.‬‬
‫ومن أعظم ّ‬
‫الزلت إنه اإلنسان يغفل عن هاحلقيقة‪..‬‬
‫فمن خالل العبادة يعرف اإلنسان قدره ويدرك بعدها حقيقة هالعالم‪ ،‬ويحسن‬
‫يف النهآية تقدير األشياء من حوله مبا يرضي خالق الكون ‪.‬‬
‫ثامن ًا‪ :‬عبادة اهلل لتحقيق االنتظام الطبيعي‪ :‬الكون يف التصور اإلسالمي وحدة‬
‫متناسقة ومتناغمة من األشياء والقوانني‪ ،‬وزي ما أشرنا قبل إنه الكل خاضع‬
‫بالطاعة القهرية لقوانني املادة‪ ..‬يقول تعالى‪{ :‬ﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈ‬
‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﮖﮗﮘﮙﮚﮛ}‬
‫‪36‬‬

‫ومع هذا اخلضوع القهري إال إنه ربنا عز وجل سخر هالكون لإلنسان‪:‬‬
‫{ﭸﭹﭺﭻﭼ ﭽ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﮑﮒﮓﮔ‬
‫ﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠ‬
‫ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫﮬﮭ ﮮ‬
‫ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ‬
‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ‬
‫ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ} (النحل‪)١٤-١٠ :‬‬

‫فالوجود كله مسخر لإلنسان بدون أي فضل أو استحقاق إله‪.‬‬


‫حتى يحقق اإلنسان العبادة فيكتمل بناء النظام الكوني من ضئيل الذرة إلى‬
‫عظيم املجرة‪.‬‬
‫طوعا ألوامر اهلل بحقق‬
‫ً‬ ‫يعني حترك الكون جب ًرا ألوامر اهلل وحترك اإلنسان‬
‫تآلف بني أجزاء الوجود‪.‬‬

‫واعلم أن اهلل عزيز حكيم‬


‫واخلالصة يا شباب‪..‬‬
‫إنه عبادتنا هلل عز وجل وترك شهواتنا ورغباتنا مش إلنه ربنا عز وجل محتاج عبادتنا‬
‫‪-‬حاشاه‪ ،-‬لكن إلنه إحنا محتاجني لعبادته‪.‬‬
‫فالعبادة وإن كانت ح ًّقا هلل وأد ًبا معه‪ ،‬إال أن مردوديتها للعباد‪ ،‬فثمرة العبادة ومردودها‬
‫ليس هلل بل لعباده‪.‬‬
‫(فاطر‪)١٨ :‬‬ ‫{ﯼﯽﯾﯿﰀ}‬
‫(العنكبوت‪)٦ :‬‬ ‫{ﯶﯷﯸﯹﯺ}‬
‫والزم نكون عارفني إنه إعراضنا عن عبادة اهلل واتباع شهواتنا ورغباتنا ال يعني حريتنا!‬
‫بالعكس‪ ..‬يعني إنه ممكن نعبد املــادة والسلطة واجلــاه واملنصب والشهرة واجلشع‬
‫والطمع والشهوات والرغبات واألهواء!‬
‫‪37‬‬

‫فالعبرة إما إنه نكون منقادين هلل أو منقادين لغيره‪..‬‬


‫وعفكرة حتى إحنا بحياتنا وتعامالتنا يف قيود بنفرضها على بعض مش الهدف منها‬
‫تقييد حريتنا بقدر ما الهدف إنه نرتب احلياة من حولنا‪..‬‬
‫على سبيل املثال‪..‬إنت ملا تدخل عالقاعة يف اجلامعة‪:‬‬
‫ممنوع حتكي تلفون جوا القاعة‪ ..‬أو ً‬
‫مثل إنك حتكي مع جارك‪.‬‬
‫وممنوع تطلع من القاعة بدون ما تستأذن الدكتور‪ ..‬وممنوع تلعب بتلفونك‪ ..‬وممنوع‬
‫كثير شغالت ثانية‪ ..‬‬
‫أكيد ما عمرك حكيت بينك وبني حالك‪:‬‬
‫إنه يا اهلل ليش هيك اجلامعة بتق ّيد حريتي!!‪ ‬‬
‫ليه بتحط الف إشي ممنوع‪ ..‬حقي أسأل جاري شو عمل امبارح‪ ..‬وحقي أرن على إمي‬
‫وأمسي عليها من قلب احملاضرة! ‪ ‬‬
‫ّ‬ ‫أشوف شو طابخة‬
‫أنا ُحــر‪ ..‬‬
‫أكيد ما عمرك حكيت بينك وبني حالك هاحلكي‪ .‬إلنه صح يف أشياء ممنوعة بس‬
‫بدونها ما بتمشي احملاضرة‪ .‬‬
‫وال مبشي التدريس! وال بكون يف نظام‪ ..‬وال ما يحزنون‪. ‬‬
‫واألوامر الربانية إلنا يف القرآن نفس املبدأ‪ ..‬يف كثير أوامر إلـــك‪ ..‬مش الهدف منها‬
‫تقــ ّيد حريتك‪ ..‬‬
‫الهدف منها ترتب حياتك وحياة الناس حولك‪ً ..‬‬
‫مثل‪    :‬‬
‫(لقمان‪)١٩ :‬‬ ‫يف موضوع الصوت‪{ :‬ﰌﰍﰎ}‬
‫(اإلسراء‪)٣٧ :‬‬ ‫واملشية‪{ :‬ﰁﰂﰃﰄﰅ}‬
‫(طه‪)١٣١ :‬‬ ‫ويف النظرة‪{ :‬ﮜ ﮝﮞ}‬
‫{ﭝﭞ} (احلجرات‪)١٢ :‬‬ ‫ويف السمع‪:‬‬
‫{ﭛﭜ} (األعراف‪)٣١ :‬‬ ‫ويف األكل‪:‬‬
‫‪38‬‬

‫وفي الختام يا شباب‪:‬‬


‫هسا إحنا مستحيل ندرك احلكمة من كل أفعال اهلل عز وجل‪ ،‬ممكن مرات نتلمس‬
‫شيء من احلكمة‪ ،‬لكن فكرة اإلحاطة الكاملة واملطلقة بحكمة اهلل إشي ممتنع على‬
‫عقولنا زي ما حكينا قبل‪..‬‬
‫لكن هذا ما مبنع إنه نسأل حالنا سؤال‪ :‬ربنا شو بده منا؟‬
‫ببساطة‪ ..‬ربنا بده يشوف مني من هاملخلوقات اللي خلقها ومنحها حرية اإلرادة رح‬
‫تُؤثِر حبه عز وجل على حب الدنيا!‬
‫ربنا بــده يشوف مني من هاملخلوقات ما رح تستعبدها الشهوة‪ ..‬ومــا رح تأسرها‬
‫األهواء‪ ..‬وما رح تطغى فيها نوازع النفس‪..‬‬
‫مني منها رح تلتمس حاجات الناس وتساعدهم على حساب وقتها ومالها‪..‬‬
‫مني من هاملخلوقات اللي رح جتدد توبتها يف كل حلظة!‬
‫مني منها رح يسلم بكل شيء طلبه ربنا‪ ..‬حتى لو ما قدر يدرك احلكمة من كل أوامره‪..‬‬
‫مني رح يسامح‪ ..‬ويدعي للغلطان بحقه‪ ..‬ويتصدق من ماله كل فترة‪ ..‬وكل ه ّمه كيف‬
‫يرضي ربنا!‬
‫مني؟؟ اهلل يجعلنا منهم يا رب‪..‬‬
‫ممن آثروا حب ربنا على شهواتهم ورغباتهم!‬
‫‪39‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫‪ #‬إعرف_عدوك‬
‫نفسك_التي_ بين_ جنبيك‬

‫الشيطان‬
‫‪40‬‬

‫‪ #‬اعرف عدوك!‬
‫ببساطة اعرف عدوك يعني إنك تشخصه‪ ،‬وتفهمه‪ ،‬وتته ّيأ إله‪ ،‬وحت ّد ّد طرق‬
‫واستراتيجيات مجابهته‪ ،‬وترسم السيناريوهات املتوقعة‪ ،‬وجتهز اخلطط البديلة‪،‬‬
‫وتكون مستعد يف كل أحوالك وظروفك!‬
‫صراعك مع شهواتك يُدار من قبل عدوين خطيرين ج ًّدا!‬
‫أ ّما العدو األول‪ :‬فهي نفسك التي بني جنبيك!‬
‫وأما عدوك الثاني‪ :‬فهو الشيطان!‬
‫املوضوع ببساطة رح يتطلّب منّا نشخص هاألعداء‪ ،‬ونفهمهم منيح‪ ،‬ونحلل‬
‫خطتهم واستراتيجياتهم‪ ،‬ونحاول نبذل قصارى جهدنا يف إحباطها وإفشالها‪،‬‬
‫بنفس الوقت نرسم خططنا وأهدافنا وطموحاتنا!‬
‫وزي ما كانوا يحكولنا‪ :‬إن لم تخطط لنفسك فاعلم أنك ضمن خطط اآلخرين‪!..‬‬
‫وإن لم تخطط للنجاح فاعلم أنك تخطط للفشل‪.‬‬
‫فإذا ما كان عندك خطة للتخلص من شهواتك ورغباتك يعني إنك بتخطط‬
‫للوقوع يف شباك شهواتك ورغباتك‪..‬‬
‫وبالتالي يف هذا الفصل رح ندرس هاألعداء‪ ،‬طب ًعا املجال ما بيتسع ندرسهم بكل‬
‫تفاصيلهم‪ ،‬لكن رح ندرسهم بالقدر املتناسب مع موضوعنا "اَ َّ‬
‫لش ْه َوةْ "!‬
‫خذوا نفس عميق‪ ..‬وقولوا يا رب‬
‫‪41‬‬

‫‪َ #‬ن ُ‬
‫فسْ‬
‫ك التي بين جنبيك!‬
‫ممكن الكالم عن "النفس" بيتطلّب منا نحكي عن أنواع النفس سري ًعا‪ ،‬حتى‬
‫نعرف أي نفس بنقصد فيهم ‪..‬‬
‫أنواع النفس‪:‬‬
‫الـنـفــس األم ـ ــارة‪ :‬وهــي التي متيل إلــى الطبيعة البدنية‪ ،‬وتأمر باللذات‬
‫والشهوات احلس ّية‪ ،‬وهي مأوى الشرور ومنبع األخالق الذميمة‪.‬‬
‫النفس الل ّوامة‪ :‬وهي النفس التي كلما صدرت عنها سيئة بحكم جبلتها‬
‫أخذت تلوم نفسها‪.‬‬
‫النفس املطمئنة‪ :‬وهي التي مت تنوريها بنور القلب‪ ،‬حتى انخلعت عن صفاتها‬
‫الذميمة وتخلقت باألخالق احلميدة‪.‬‬
‫وأظن إنه واضح بالنسبة إلنا أي نفس قصدنا عنها ^^‬
‫ويا اهلل شو يف آيات جميلة تناولت موضوع النفس وركزت على أهمية مجاهدتها‬
‫وصراعها‪:‬‬
‫(الشمس‪)٨-٧ :‬‬ ‫‪{ -‬ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ}‬
‫‪42‬‬

‫(النازعات‪)٤٠ :‬‬ ‫‪{ -‬ﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲ}‬


‫{ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒ} (القيامة‪)٢-١ :‬‬ ‫‪-‬‬
‫{ﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ} (يوسف‪)٥٣ :‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحتى يف أحاديث كثيرة عن النبي صلى اهلل عليه وسلم منها‪( :‬املجاهد من‬
‫(رواه أحمد‪ .‬والترمذي)‬ ‫جاهد نفسه)‪.‬‬
‫ومن الرسائل املؤثرة والتي قالها أبو بكر لعمر‪" :‬إن أول ما أحذّ رك‪ :‬نفسك التي‬
‫بني جنبيك"!‬
‫ممكن واحد يسأل‪ ،‬طيب كيف بدي أدرك حقيقة النفس األمارة بالسوء‪ ،‬حتى‬
‫أقدر أتعامل معها وأفهمها؟!‬
‫النفس إشــي فــطــري أودعـــه ربــنــا عــز وجــل يف داخــلــنــا {ﭨﭩﭪﭫ‬
‫(الشمس‪)٨-٧ :‬‬ ‫ﭬﭭﭮ}‬
‫ما بتالحظ إنه نفسك قادرة على متييز الصح من اخلطأ‪ ،‬قادرة على متييز‬
‫احلق من الباطل‪ ،‬الظلم من العدل‪ ،‬اخلير من الشر!‬
‫هذا ببساطة إلنه إدراك الفرق هو الفطرة اللي ربنا عز وجل أودعها فينا‪ ،‬وهي‬
‫نفسها اللي رح ننسأل عنها يوم القيامة‪ .‬حتى األطفال بكونوا قادرين حلالهم‬
‫يستوعبوا إنه الكذب خطأ والصدق صح!‬

‫أو حتى فطرتهم بترشدهم لوجود خالق لهذا الكون‪ ،‬فبتالقي األطفال بيتقبلوا‬
‫فكرة وجود إله خالق لهذا الكون‪ ،‬عل ًما إنهم ما شافوه؟!‬

‫إلنه معرفة اهلل عز وجل‪ ،‬وإدراك وجوده‪ ،‬والتمييز بني الصح واخلطأ‪ ،‬معرفة‬
‫فطرية موجودة يف داخلنا أودعها اهلل عز وجل‪ ،‬وهي مادة االختبار واالمتحان‬
‫يف هاي احلياة‪.‬‬
‫‪43‬‬

‫وعفكرة املالحدة بفسروا إميان األطفال الصغار بوجود خالق للكون بإنه هذا‬
‫من تأثير اآلباء واألمهات‪ ..‬وإنه األطفال مضطرين لتصديقهم‪ ..‬زي ما أشار‬
‫زعيمهم ريتشرد دوكنز يف كتابه "وهم اإلله"‪..‬‬
‫أحد املذيعني مرة بيسأله‪ :‬طيب هي األطفال الصغار بنحكالهم إنه بابا نويل‬
‫شخصية حقيقية‪ ،‬ليه بس يكبروا بكتشفوا إنه شخصية مش حقيقية‪ ،‬ومع ذلك‬
‫بستمر إميانهم بوجود خالق!‬
‫فبهت الذي كفر!‬
‫ونرجع ملوضوع النفس‪ ،‬أو نرجع لنفس املوضوع "التنتني بزبطوا"^^‬

‫ممكن من أعظم األحاديث اللي ع ّرفت النفس األ ّمــارة بالسوء بشكل عملي‬
‫حركي مذهل‪ ،‬حديث النبي صلى اهلل عليه وسلم ملا سأله "واصبة"عن البر‬
‫واإلثم‪.‬‬
‫فأجاب النبي صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫"البر حسن اخللق‪ ،‬واإلثم ما حاك يف نفسك‪ ،‬وكرهت أن يطلع عليه الناس"‬
‫أي إشي بترتاح نفس ًّيا إله‪ ،‬فهذا ب ّر وهاي نفسك املطمئنة!‬
‫أي إشي بتكره الناس يشوفوه منك‪ ،‬وبتحس بشعور نفور جواتك فهذه نفسك‬
‫األمارة بالسوء‪..‬‬
‫إنت مش بحاجة حلد يوضحلك هاي احلقيقة‪..‬‬
‫واإلنسان على نفسه بصيره ولو ألقى معاذيره!‬
‫حلو إنك تكون عارف إنه يف صراع جواتك ما بني النفس املطمئنة وما بني‬
‫النفس األمارة بالسوء‪ ..‬هذا الصراع ما رح ينتهي‪ ،‬ورح يستمر معك حتى آخر‬
‫حلظة يف حياتك!‬
‫صراع ما بني قيم اخلير والعدل والبر وما بني قيم الشر والشهوة والظلم!‬
‫بس الزم تعرف إنه صراعك مع نفسك مسألة يفترض فيها احلذر التام‪،‬‬
‫‪44‬‬

‫ويفترض فيها املوازنة والدقة‪ ،‬وزي ما بحكي ابن اجلــوزي‪ّ :‬‬


‫"رب شــد أوجــب‬
‫استرخاء‪ ،‬ورب مضيق على نفسه فرت منه‪ ،‬فصعب عليه تالفيها"!‬
‫وزي ما بحكي أبصر مني‪ :‬أي إشي بزيد عن ح ّده‪ ،‬بيقلب ضده!‬
‫يعني دير بالك تتسرع‪ ،‬وتقرر يف حلظة حماس إنك رح تعمل ورح تسوي‪ ،‬إلنها‬
‫أيام معدودة ورح تغلبك نفسك!‬
‫ووقتها رح تشعر بإحباط ويأس إنك مش قادر عليها‪..‬‬
‫احلماس طب ًعا مطلوب‪ ،‬لكن بحذر وذكاء وسياسة ‪..‬‬
‫يف كمان نقطة الزم ما ننساها أال وهي أهداف أو وسائل النفس األمارة بالسوء‪،‬‬
‫حتى ندرك كيف نخوض فكرة الصراع معها‪ ،‬واجلواب ببساطة‪:‬‬
‫‪ -‬ترك طاعات‬
‫‪ -‬اتباع شهوات‬
‫يعني نفسك األمــارة بالسوء بتحوم على شغلتني إما تغرقك يف شهوات‪ ،‬وإما‬
‫تبعدك عن طاعات‪ ،‬وإما التنتني م ًعا‪.‬‬
‫يف الفصول القادمة رح نتناول كيف نواجه النفس وشهواتها ورغباتها وكيف‬
‫نرغمها عالطاعات والعبادت‪ ،‬لكن قبل هديك املرحلة الزم نكون واعيني لطبيعة‬
‫صراعنا مع النفس وأهمية احلذر والدقة يف هذا الصراع‪ ،‬واألهم إنه املوضوع‬
‫مش بيوم وليلة‪ ،‬وال بقرار حلظي‪ ،‬املوضوع عبارة عن جهاد حتى املوت!‬

‫مبتليكم بنهر!‬
‫كان جيش ضخم‪ ..‬‬
‫ضخم ج ًّدا‪ ..‬آالف املقاتلني بكامل قوتهم وعتادهم وجهازهم‪ ..‬أنا كنت بستنى‬
‫إنه القرآن يدخلنا بتفاصيل املعركة‪ ...‬ويوضح إلنا شو صار مع طالوت وجنوده‪..‬‬
‫اللي كانوا عشرات اآلالف وهم متوجهني يحاربوا جالوت‪.‬‬
‫فجأة‪ ..‬سيدنا طالوت بيحكي للجيش‪:‬‬
‫‪45‬‬

‫{ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ‬
‫ﭟ ﭠﭡ ﭢﭣﭤﭥ ﭦﭧﭨﭩﭪ ﭫﭬﭭﭮ}‬
‫(البقرة‪)٢٤٩ :‬‬

‫بصراحة ما فهمت‪ ..‬‬
‫أو باألحرى فهمت إنه حذرهم من نهر وحكالهم ما تشربوا منه‪ ..‬ومسموح بس‬
‫"غرفة" صغيرة على قد اإليد‪ ‬‬
‫بس شو معنى اإلبتالء بهاي اللحظة‪ ..‬وهمه رايحيني على معركة‪ ..‬طيب املعركة‬
‫بحد ذاتها أكبر ابتالء‪..‬؟! ‪  ‬‬
‫مممم غريب‪..‬‬
‫برجع القرآن بعد كم آية‪{ :‬ﮢﮣﮤﮥﮦﮧ}‬
‫(البقرة‪)٢٥١ :‬‬
‫وبينقل إلنا نتيجة املعركة اللي كانت مقتل جالوت وهزمية جيشه الضخم!‬
‫وانتهت القصة‪..‬‬
‫وقتها قمت من مكاني‪ ..‬وصرت أمشي وأنا أحكي بيني وبني حالي‪ ..‬جد شو‬
‫دخل ما يشربوا من النهر وإنه النهر ابتالء من اهلل إلهم وهم مبعركة!‬
‫يا اهلل!!‬
‫يف اللحظة اللي أنا بستنى القرآن ينقلي تفاصيل املعركة‪ ..‬‬
‫راح نقلي تفاصيل معركة ثانية‬
‫وح ّول الصراع من صراع يف أرض املعركة لصراع مع النفس‪..‬‬
‫وبنفس الوقت ربط االنتصار باملعركة باالنتصار على النفس‪..‬‬
‫وإنه اللي بنتصر على نفسه وشهواته وأهوائه‪..‬‬
‫من باب أولى ينتصر على أي حتدي ثاني ‪..‬‬
‫حتى لو كان يف ظاهره صعب ج ًّدا أو حتى ممكن مستحيل‪..‬‬
‫وإنه النصــــر احلقيقي هو إنه تنتصـــر على نفسك‪..‬‬
‫‪46‬‬

‫‪ #‬الشيطان‬
‫مرة كنت قاعد بتمشى يف احلارة‪ ،‬صادفت على باب الدكانة مجموعة شباب‬
‫كانت أعمارهم ما بني ‪ 18-15‬سنة‪ ،‬ملا قربت عليهم غيروا قعدتهم وضبوا‬
‫تلفوناتهم‪ ..‬ممكن حلظتها أيقنت إنهم كانوا يتفرجوا على إشي غلط!‬
‫وبصراحة هذا إشي منتشر ج ًّدا بينهم‪ ،‬يعني ما يف أي مجال للشك إنه قلة قليلة‬
‫من الشباب يف هذا العمر ما تفرجوا على أشياء غلط‪ ،‬يعني اللي ما حضر يف‬
‫املدرسة بحضر يف احلارة‪ ،‬واللي ما حضر يف احلارة بحضر يف البيت‪ ،‬إال من‬
‫رحم ربي!‬
‫وفعل بعد ما أشبع فضوله توقف عن‬‫ً‬ ‫إشي منهم كان دافعه الفضول يف البداية‪،‬‬
‫املشاهدة‪ ،‬إشي منهم لألسف أدمن على املشاهدة‪ ،‬وإشي منهم بتركها وبرجعلها‬
‫بتركها وبرجعلها وحياته بني وبني‪.‬‬
‫كنت وقتها بفكر إنه شو اخلطاب أو األسلوب اللي ممكن يردع شباب بهذا العمر عن‬
‫هاي األشياء الغلط اللي بشوفوها‪ ،‬واللي لألسف رح تكون سبب يف دمار حياتهم‪..‬‬
‫قربت عليهم وكانت الدنيا ليل‪ ،‬سلمت عليهم وقعدت معهم‪ ،‬طب ًعا كوالد حارة‬
‫وحدة أنا بعرفهم وه ّمة بعرفوني‪ ،‬بس كان اإلشي غريب بالنسبة إلهم وحتى‬
‫بالنسبة إلي إنه نقعد مع بعض مع فرق العمر‪!..‬‬
‫‪47‬‬

‫بادرت بالكالم معهم بسؤال خوفهم‪ ،‬فقلتلهم شو بتعرفوا عن الشيطان؟!‬


‫واحد منهم قال‪ :‬بسم اهلل! شو خطر عبالك الشيطان على هالليل!‬
‫قام واحد ثاني منهم وحكى‪ :‬والشيطان يوزك يف سكة شمال‪ ..‬يفضل يقلك‪..‬‬
‫وكلهم بصوت عالي مع بعض‪ :‬إلعب يال‪ ..‬هههه‪..‬‬
‫اضحكنا كلنا وكانت مداخلة لطيفة بصراحة ^^‬
‫واحد منهم رجعنا عاملوضوع وحكى‪ :‬الشيطان مخلوق ما بنشوفه بس هو بشوفنا‪،‬‬
‫بوسوس إلنا نعمل أشياء غلط‪ ،‬وهدفه إنه نبعد عن ربنا‪..‬‬
‫‪ -‬مممم كالمك حلو‪ ،‬طيب أنا بدي أسألكم كمان ســؤال‪ ..‬بتتوقعوا إحنا‬
‫كمسلمني كيف يفترض نتعامل مع وساوس الشيطان إلنا؟!‬
‫رد واحد منهم‪ :‬إنه نحكي أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪ ..‬وما نرد على‬
‫وساوسه ونبعد عنها!‬
‫‪ -‬كالم حلو برضو‪ ..‬طيب كمان سؤال وعارف إني جننتكم‪ ..‬هسا لو قلتلكم إنه‬
‫فالن الفالني ابعدوا عنه ملا تشوفوه‪ ..‬شو بتفهموا من كالمي؟!‬
‫إنه "نختصره" ملا نشوفه‪ ،‬ونبعد عنه‪ ..‬سهلة!‬
‫‪ -‬طيب‪ ..‬لو قلتلكم فالن الفالني اعتبروه عدوكم وخصمكم أو باألحرى‬
‫"اتخذوه" عدو إلكم‪ ..‬شو بتفهموا؟!‬
‫مممممم أظن نتخذه عدو يعني نحط راسنا براسه‪ ،‬ونحاربه ونطاوشه‪،‬‬
‫ونعمل خطط حتى نتصدى إله‪ ،‬وممكن كمان نترصد إله‪ ..‬وهيكا‪..‬‬
‫‪ -‬يا سالم عليك‪ !..‬طيب بتعرفوا القرآن كيف طلب منا نتعامل مع الشيطان؟!‬
‫قصدك‪{ :‬ﭯﭰﭱﭲﭳ ﭴ} (فاطر‪)٦ :‬‬
‫‪ -‬واهلل إنكم خرافيني! يعني الشيطان ديروا بالكم تفكروا إنه املطلوب منا بس‬
‫نبعد عنه وعن وساوسه‪ ،‬القرآن بطلب منا نواجهه ونخطط ضده‪ ،‬ونترصد‬
‫إله كمان‪ ،‬ونواجه خططه واستراتيجياته يف إغوائنا!‬
‫طيب شو استراتيجيات الشيطان؟!‬
‫‪ -‬اسمعوا املوضوع طويل وبنفس الوقت معقد وحلو‪ ..‬بس شو رأيكم إنتو‬
‫حلالكم تكتشفوا أكمن استراتيجية من استراتيجياته؟! افتحوا على سورة‬
‫األعراف من تلفوناتكم‪ ..‬على آية ‪ ...١٢‬يال إنت اقرأ‪..‬‬
‫‪48‬‬

‫{ﭑﭒﭓﭔﭕﭖ ﭗ ﭘﭙﭚﭛﭜ}‬
‫(األعراف‪)١٢ :‬‬
‫‪ -‬استنى وقف عندك‪ ..‬يال جاوبوا؟‬
‫مممم ملا حكى "أنا" يعني الكِ ــــبِر‪ ..‬صح؟‬
‫‪ -‬آه صح‪ ..‬عشان هيك ربنا حكاله يف اآلية اللي بعدها‪{ :‬ﭧﭨﭩﭪﭫ}‬
‫(األعــراف‪ )١٣ :‬هيكم اكتشفتوا أول استراتيجية وهي "الكبر" ‪ ...‬طيب يال‬
‫كملوا قراءة‪ ...‬آية ‪١٧‬‬
‫{ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒﮓﮔ}‬
‫(األعراف‪ )١٧ :‬مممم ممكن نحكي إنه ينسينا شكر ربنا على النعم اللي بنعمها‬
‫علينا‪ ،‬وبنفس الوقت يواجهنا بخططه ووساوسه من كل مكان؟!‬
‫صح ‪ ..‬وهي اكتشفنا كمان وحدة من استراتيجياته! يال اللي بعدو‪ ..‬آية ‪٢٠‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫آلخر الصفحة‪.‬‬
‫{ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ‬
‫ﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ‬
‫ﯵﯶ ﯷ ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃ‬
‫ﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓ}‬
‫(األعراف‪)٢١-٢٠ :‬‬
‫‪ -‬يال مني يجاوب‪..‬وحتى أسهل عليكم معنى "ليبدي لهما ما وري عنهما من‬
‫سوءاتهما "إنه يظهر عوراتهم املستورة‪!....‬‬
‫قام واحد منهم وحكى بشكل عفوي‪ :‬يعني من استراتيجيات الشيطان إنه‬
‫يع ّرينا!!!!!‬
‫‪ -‬ضحكوا كلهم على طريقة كالمه ‪ ..‬وقلتله آه كالمك صح عفكرة ‪ ..‬من‬
‫استراتيجياته إنه "يع ّرينا "وينزع عنا مالبسنا‪ ،‬إلنه كل ما نزع عنّا مالبسنا‬
‫وكشف عوراتنا‪ ،‬كل ما نزع عنا شيء من أخالقنا‪ ..‬وكلما نزع من مالبس‬
‫أثار شهوات بينا يف املجتمع!‬
‫طيب مني بقدر يستخرج كمان استراتيجية؟!‬
‫أظن إنها الكذب‪ ،‬إلنه هو كذب عليهم عشان ياكلوا من الشجرة‪ ،‬وحكالهم‬
‫أنا إلكم من الناصحني!‬
‫‪49‬‬

‫‪ -‬صـ ّـح ‪...‬كثير مــرات الشيطان بعرض عليكم ذنــوب وشهوات معينة بس‬
‫بس ّوقلك إياها بشكل مغري وجذاب‪ ،‬فممكن يطلب منك حتضر إشي غلط‪،‬‬
‫مثل‪ :‬إنت بس اكسر فضولك‪ ،‬أو إنه كل الناس بتحضر‪ ،‬أو إنه‬ ‫ويحكيلك ً‬
‫برضيك تكون أهبل بني صحابك ترفض تتفرج على أشياء غلط‪ ..‬وهيكا‪..‬‬
‫يا اهلل يا شباب واهلل القعدة معكم ال ُتل‪ ،‬بس الوقت كثير تأخر وأنا الزم أمشي‪..‬‬
‫وين متشي‪ ..‬طيب كيف بدنا نعرف استراتيجيات الشيطان التانية‪ ،‬وبنفس‬
‫الوقت كيف رح نواجهه ونفشل خططه‪ ،‬يعني وين ممكن نالقي احلل؟!‬
‫‪ -‬شوفوا شباب‪ ..‬ما أظن الوقت بسمح أحكيلكم أكتر عن منظومة الشيطان‬
‫مثل‪ ..‬وتناقشنا‬ ‫وكيف نواجهها‪ ،‬بلكي لأليام اجلاي رتبنا قعدة كل أسبوع ً‬
‫مع بعض‪ ،‬بس إلى ذلك احلني حاب أحكيلكم إشي‪..‬‬
‫ربنا عز وجل ملا خلقنا‪ ،‬منحنا حرية اإلرادة واالختيار‪ ،‬يعني إنه نختار ما بني‬
‫الصح والغلط‪ ،‬ما بني اخلير والشر‪ ،‬وحتى نطبق حرية اإلرادة الزم يتوافر قدامنا‬
‫اخلير والشر‪ ..‬صح؟‬
‫فربنا عز وجل سمح بوجود الشيطان كممثل ملنظومة الشر يف العالم‪ ،‬وقابلها‬
‫مبنظومة اخلير مبمثلينها األنبياء والرسل واملالئكة والعباد الصاحلني‪.‬‬
‫فاإلنسان يف هاي احلياة حر يف اختياره‪ ،‬إما يختار منظومة الشر والشيطان‪،‬‬
‫وإما يختار منظومة احلق واإلميان!‬
‫يعني املوضوع عبارة عن صراع ما بني منظومتني‪ ..‬يف آية حلوة يف القرآن بتحكي‪:‬‬
‫{ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ‬
‫ﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ‬
‫ﮞﮟ} (االنبياء‪)١٨-١٦ :‬‬
‫يعني إنه هاحلياة عبارة عن صراع ما بني احلق والباطل‪ ،‬وأنت كمسلم دائ ًما الزم‬
‫تسأل حالك أنا وين من حالة هالصراع‪...‬؟!‬
‫وأحلى إشي إنه القرآن وضح إلنا هالصراع‪ ،‬وكشف إلنا عن مخططات الشيطان‬
‫واستراتيجياته‪ ،‬وبنفس الوقت قدملك حلول كيف تواجه وحتبط وتفشل‬
‫مخططاته‪..‬‬
‫‪50‬‬

‫مثل بعد آية {ﯼﯽﯾ} بأكم آيــة‪ ..‬القرآن‬


‫ما بدي أطــول عليكم‪ً ..‬‬
‫بقدملك البديل يف مواجهة استراتيجية "ال ُع ِر ّي" عند الشيطان وبيقول‪:‬‬

‫{ﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻ ﭼ ﭽﭾﭿﮀ ﮁ ﮂﮃﮄ‬


‫(األعراف‪)٢٦ :‬‬ ‫ﮅﮆﮇﮈ}‬
‫وشوفوا كيف القرآن ربط اللباس "بال َّتقْوى "إلنه التقوى يف اللباس هي احلل ضد‬
‫استراتيجية العري! وهكذا ‪..‬‬
‫اخلالصة يا شباب‪ ..‬كل حــدا فيكم داخــل هــذا الــصــراع‪ ،‬وديــروا بالكم ترى‬
‫هالصراع يومي حتى إنه يف كل حلظة‪ ،‬الشيطان مش هدفه بس يوسوس إلكم‪،‬‬
‫هدفه يوقعكم يف شهوة بعد شهوة‪ ،‬هدفه يوقعكم يف الكبر والكذب‪ ،‬هدفه‬
‫يشجعكم تكشفوا عــورات البنات‪ ،‬وعنده أهــداف كثيرة كلها بتصب لصالح‬
‫منظومته‪ ،‬وهدفه احلقيقي إنك تنحاز ملنظومته على حساب منظومة احلق!‬
‫احلرب مش سهلة‪ ..‬واملوضوع عنجد خطير يا شباب‪ ..‬عشان هيك يف األيام‬
‫اجلاي رح نتعرف أكثر وأكثر على الشيطان‪ ..‬وراح نكتب خطة مواجهته مع‬
‫بعض‪ ...‬متام ^^‬

‫صراع!‬
‫ما بتتصوروا قديه انبسطوا الشباب بالكالم‪ ،‬ويا اهلل شو استهوتهم فكرة الصراع‬
‫واملعركة مع الشيطان‪ ،‬كانت فكرة اكتشاف استراتيجيات الشيطان ومحاولة تفاديها‬
‫من األفكار امللفتة إلهم‪ ،‬وكان التحدي احلقيقي إلهم هو رسم استراتيجياتهم اخلاصة‬
‫يف مواجهة استراتيجيات الشيطان‪ ،‬وحلد اآلن بترن بذاني كلمة واحد منهم‪:‬‬
‫أنا رح أضحي يف سبيل منظومة احلق!‬
‫بصراحة فكرة "الصراع" من األشياء اللي بعتقد إنها كفيلة تغير نظرة الناس‬
‫والشباب لصراعهم مع شهواتهم!‬
‫إحنا كلنا بتستهوينا فكرة املعارك والصراعات واحلــروب‪ ،‬كلنا بنحب صورة‬
‫الفارس على حصانه وهو رافع سيفه يف مواجهة خصومه وأعدائه‪ ،‬كلنا بنحب‬
‫األفالم اللي بتحكي عن بطل مات وهو بحارب ببسالة وشجاعة حتى آخر رمق‪،‬‬
‫‪51‬‬

‫وممكن كلنا متنينا يف حلظة من اللحظات إنه لو كنا محل هالفارس الشجاع!‬
‫بس بنفس الوقت‪ ،‬كلنا بننسى إنه إحنا يف صراع يومي مع شهواتنا ورغباتنا‬
‫وأهوائنا والشيطان!‬
‫وكثير من األحيان هالصراع بكون أصعب من صراع الفارس مع أعدائه‪...‬‬
‫صدقوني أصعب‪ ..‬ومش سهل اإلنسان يتجاوزه ويتخطاه‪ ..‬املوضوع حقيقة‬
‫عبارة عن صراع وحروب مستمرة‪ ،‬ومعارك ك ّر وف ّر!‬
‫ويوم إلك ويوم عليك‪ ...‬واحلرب سجال!‬
‫تعاملك مع شهواتك مبنطق "الصراع "رح يساعدك كثير يف احلل‪ ،‬إلنه الصراع‬
‫بفرض عليك الوعي والتخطيط واحلذر والتركيز وإعداد العدة‪ ،‬وطلب املعونة‬
‫من ربنا يف كل حلظة!‬
‫وحابب أحكيلكم زي ما حكيت للشباب‪ ..‬إنه موضوع الشيطان طويل ومعقد‪،‬‬
‫وبالتالي رح أحكي يف الصفحات القادمة بالشكل اللي بفيد موضوعنا "الشهوة "‬
‫وممكن نع ّرج بشكل بسيط على أشياء أخرى من باب إثراء الفكرة يف عقولكم‪...‬‬

‫الشيطان‪ ..‬مرة أخرى!‬


‫طب ًعا أعوذ باهلل تاخذوا عني فكرة إني من جماعة "نظر ّية املؤامرة "وإني قاعد‬
‫بثبت إلكم مؤامرات الشيطان بشكل متكلف وال إله خص يف الدنيا‪..‬‬
‫يعني ممكن تعتبروني من جماعة "واقع املؤامرة" إلنه النظرية جتاوزناها من‬
‫زمان ^^‬

‫الفكرة إنه الطرح رح يكون مبني على آيات القرآن الكرمي واألحاديث الصحيحة‪،‬‬
‫أصل‪ ،‬كل ما أقصده تبسيط املفاهيم إلكم‬‫ً‬ ‫وما يف أي مجال لالجتهاد الشخصي‬
‫وعرضها بشكل سلس حتى تفيد القضية اللي بنحاول نعاجلها ^^‬

‫شوفوا‪ ..‬بدكم تعرفوا أهمية أي قضية بتخطر يف بالكم‪ ،‬اعرضوها على القرآن‪،‬‬
‫وشوفوا ما مدى تناول القرآن لهاي القضية حتى تعرفوا أهميتها‪..‬‬
‫‪52‬‬

‫من القضايا املهمة واملركزية يف القرآن الكرمي "الشيطان وبني إسرائيل" عشان‬
‫هيك أي خطاب ديني يخلو من التركيز والتأكيد على خطر هالعدوين بكون‬
‫إن‪!...‬‬
‫خطاب فيه ّ‬
‫لكن مشكلتنا يف التعامل مع مسألة "الشيطان" إنها مسألة غيبية" يعني إنها‬
‫بحاجة إلى إميان قوي يف قلب املؤمن حتى يدرك أهميتها وخطورتها‪.‬‬
‫ولألسف إلنه إحنا يف عصر املادة‪ ،‬ويف عصر ‪،I believe it when i see it‬‬
‫صار إميا ّنا ضعيف يف األمور الغيبية‪ ،‬وبالتالي ما أسهل إنه ننجر وراء الشيطان‬
‫ومنظومته دون أي وعي يذكر!‬
‫وسـبـحــان اهلل مــا رح يكمل إمي ــان اإلن ـس ــان‪ ،‬حـتــى ي ــدرك أنـ ــواع كـيــد الشيطان‬
‫واستراتيجياته‪ ،‬وحتى يتقن فنون التملص من إغراءاته‪ ،‬ويعرف كيف يواجهه‪..‬‬
‫راح نستفيد يف هذا اجلزء من كتابني‪:‬‬
‫‪ -‬البيان يف مداخل الشيطان ‪ -‬عبد احلميد الباللي‪.‬‬
‫‪ -‬وتستمر املعركة ‪ -‬خالد أبو شادي‬

‫قصتي وقصتكم باختصار!‬


‫"ع َدم "‪ ‬‬
‫أنا كنت بيوم من األيام َ‬
‫ما كنت أسمع وال كنت أشوف وال كنت "إشي"‬
‫"ع َدم"‬
‫مش أنا بس‪..‬حتى الكون كله كان َ‬
‫برحمة "اهلل "أصدر أمر للعدم‪ُ " ..‬كن"‬
‫العدم؛ يعني أنا والكون وكل إشي‪ ..‬سمعنا أمر "ربنا "عل ًما إنه ما بنسمع إلنه‬
‫إحنا عدم‬
‫بس مشيئة ربنا خلتنا نسمع فصرنا "وجود"‪...‬‬
‫انخلق الكون‪ ،‬وأنا انخلقت معه وكنت ذرة يف ظهر أبوي آدم عليه السالم‬
‫‪53‬‬

‫وقتها سألنا ربنا "ألست بربكم "؟!‪ ...‬حكينا "بلى"‬

‫{ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ‬
‫(األعراف‪)١٧٢ :‬‬ ‫ﭸ}‬
‫ميا إله َ‬
‫كخلق من مخلوقات اهلل‪ ،‬وككائن‬ ‫ربنا جعل املالئكة تسجد ألبوي آدم‪ ..‬تكر ً‬
‫ميتلك حرية إرادة واختيار على عكس املالئكة؛ كائنات مأمورة‪!..‬‬
‫بس وقتها إبليس تكب َّر وما رضي يسجد ألبوي!‬
‫وتفضل علي وأوجدني بعد ما كنت "عدم"!‪ ‬‬
‫ّ‬ ‫وقتها عرفت مني "اهلل" اللي خلقني‬
‫ووقتها عرفت مني املالئكة اللي بتحب إلي اخلير وسجدت ألبوي‪..‬‬
‫وعرفت مني عدوي اللي تكبر على أبوي وما رضي يسجد إله!‬
‫إبليس وقتها توعد‪ ،‬وحكى إنه رح يغويني‪ ،‬ورح يِضلّني‪ ،‬ورح ين َّسيني مني اللي‬
‫خلقني وتفضل علي!‬
‫ممكن إذا ما قدر ِين َّسيني رح يِشغلني عن اللي خلقني! بأي طريقة وأي شكل‪.‬‬
‫دخلوا إمي وأبوي "آدم وحواء" عاجلنة‪ ،‬ودخلت معهم‪..‬‬
‫اجلنة كثيييير حلوة‪ ..‬بس أنا لساتني ذرة‪ ،‬وكنت بستنى اللحظة اللي أحتول فيها‬
‫من ذرة إلنسان زي أبوي وأمي‪.‬‬
‫ونسا ُهم‪َ ..‬فأكلوا من الشجرة!‬
‫إبليس وسوس ألبوي وإمي وأغواهم‪َّ ..‬‬
‫ممممم أبوي ندم على غلطه‪ ،‬وهون أنا صفنت وقارنت بني أبوي وبني إبليس إنه‪  :‬‬
‫أبوي آدم غلط ‪ +‬تاب = ُقبل‬
‫إبليس غلط ‪ +‬تكبر = لُعن‪ ‬‬
‫وقتها أدركت رحمة ربنا‪ ،‬وإنه الكل بغلط بس العبرة كيف رح نتعامل مع هذا الغلط؟‬
‫بصراحة كنت مبسوط إلنه أبوي آدم ربنا تاب عليه‪ ..‬وبنفس الوقت كنت مبسوط إنه‬
‫غلطة أبوي رح تكون السبب يف وجودي على هاي احلياة‪ ،‬ككائن عنده حرية إرادة واختيار!‬
‫‪54‬‬

‫ً‬
‫أصل فش مقارنة‪..‬‬ ‫بعدها نزلنا على األرض‪ ..‬صحيح مش حلوة زي اجلنة‪..‬‬
‫بس أنا كنت مبسوط إلنه أنا رح أكون خليفة اهلل بهذا املكان‪..‬‬
‫بعدها انقطع االتصال وصار كل إشي ظالم‪ ..‬‬
‫بعد ماليني السنوات نفخ اهلل من روحه يف اخلاليا والدم فحسيت بحركة‪،‬‏ بس‬
‫املكان كان ظالم‪ ،‬وأنا متك ّور على حالي‪ ،‬حت ّولت خللية عجيبة بتنقسم ملاليني‬
‫اخلاليا بتصنع املخ‏‪ ،‬وماليني اخلاليا بتصنع العظام‏‪ ،‬‏ وماليني اخلاليا بتصنع‬
‫شبكة األعصاب‏‪ ،‬وباليني اخلاليا التي بتصنع بقية اجلسد‪ ،‬والغريب إنه كل‬
‫خلية كانت تعرف طريقها! عل ًما إنه الدنيا كانت كثير ظالم‪ ،‬بس رحمة ربنا‬
‫كشفت هالظالم ُ‬
‫وشفت النور أخي ًرا!‬
‫أحلى إشي ملا أ َّذنوا يف ذاني‪ ..‬رجعوني ملاليني السنني ملا ربنا َطلَّعنِي من العدم‬
‫سجد املالئكة إلي وخالني خليفة يف األرض‪..‬‬ ‫للوجود وأَ َ‬
‫طب ًعا كان نفسي أكبر بسرعة حتى أبلّش أمارس دوري كخليفة لربنا يف األرض‪...‬‬
‫أووووه هسا كبرت واحلياة شوية صعبة! وكثير مرات بنسى وعد إبليس إنه رح‬
‫يغويني‪ ..‬ولألسف كثير مرات بنجر وراه‪..‬‬
‫بس برجع بتذكر وبستغفر ‪ ..‬واهلل بيرحمني زي ما رحمني يف كل مراحل حياتي‬
‫من ماليني السنني‬
‫ومع كل أغالطي وهفواتي وزالتي وإنه كثير مرات ما بكون على قدر املسؤولية‬
‫اللي طلبها مني‬
‫بس هو بيرحمني‪ ،‬وبيكرمني‪ ،‬وبيعطيني‪ ،‬وبيحبني‪ ،‬وبيستر علي‪ ،‬ويف كل ليلة‬
‫بنادي‪:‬‬
‫هل من مستغفر فاغفر له‪ ،‬هل من سائل فأعطيه‪ ،‬هل من صاحب توبة فأتوب‬
‫عليه‪.‬‬

‫أنا يا رب‪! ..‬‬


‫‪55‬‬

‫تفاصيل خطة الشيطان واستراتيجياته!‬


‫الكبر‪:‬‬
‫يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬الكبر بطر احلق وغمط الناس) "مسلم والترمذي "‬

‫وبطر احلق يعني‪ :‬رده وعدم اإلذعان له‪.‬‬


‫وغمط الناس‪ :‬ازدراؤهم وانتقاص أقدارهم وحقوقهم‪.‬‬
‫وهذا اللي كان حاضر يف قصة إبليس ملا رفض السجود آلدم عليه السالم‪.‬‬
‫وعفكرة الكبر "شهوة" !‬
‫بعرف إنه معظم اللي أقبلوا على الكتاب يف بالهم شهوات أخرى‪ ،‬وأنا أكيد مش‬
‫يف صدد احلديث عن شهوة الكبر‪ ،‬بس حبيت أشير إنه يف بعض األحيان ممكن‬
‫نصادف ناس بستمتعوا وبستلذوا يف التقليل من شأن اآلخرين!‬
‫وإذا يف نقطة الزم أنبهك عليها‪ ،‬إنه دير بالك من نظرة الكبر‪ ..‬دير بالك ج ًّدا!‬
‫واعرف إنه نظرة كبر وحدة ممكن عند ربنا أكبر من شهوتك اللي بتعتقد إنها‬
‫السبب يف بعدك عنه!‬
‫واللي بتعتقد إنه بخالصك منها يعني إنت هيك صرت املسلم الكامل!‬
‫الكبر مصيبة يا ناس‪ ..‬دير بالك يف يوم من األيام تنظر حلدا نظرة احتقار‬
‫وازدراء ‪..‬‬
‫دير بالك تستخف بطالب معك عشانه بداوم عاجلامعة بنفس اجلاكيت!‬
‫دير بالك تتأفف يف حال صادفت واحد مسكني أو محتاج‪..‬‬
‫دير بالك إذا ربنا أعطاك ورزقك تشوف حالك على الناس‪..‬‬
‫دير بالك من كلمة أنا على لسانك‪..‬‬
‫ودير بالك من عبارة‪ :‬إنت عارف مع مني بتحكي "؟!‬
‫‪56‬‬

‫واهلل هاي األشياء بتورث النار!‬


‫وال يدخل اجلنة من كان يف قلبه مثال ذرة من كبر‪!..‬‬
‫وآه صح‪ ..‬أنا حاب أعرف مع مني بحكي؟؟‬

‫العجلة‪:‬‬
‫ممكن حدا يحكي كيف؟ وشو دخلها؟‬
‫وهون أنا بدوري بحكيلك طول بالك شوي‪ ،‬محنا شو جايني نعمل‪..‬‬
‫يف حديث عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬التأني من اهلل والعجلة من الشيطان)‬
‫وهون التأني مش معناه البطء والتسويف‪ ،‬هون معناه النظرة الفاحصة البعيدة‬
‫اللي بتورجيك مقدمات كل فعل رح تقبل عليه ونتائجه!‬
‫بحيث إنك ما تتسرع بإنفاذه وتدرس عواقبه بشكل جيد ومنيح!‬
‫أما العجلة فهي‪ :‬قصور النظر وسقوط الهمة عن التعلق بالغايات البعيدة العالية!‬
‫ما عمرك الحظت أثناء وقوعك يف شهوة ما‪ ،‬إنه الشيطان ما بيسمحلك تفكر‬
‫بعواقبها‪!..‬‬
‫ما عمرك حسيت حالك منقاد للشهوة كأنك فاقد للوعي‪ ،‬ومش عارف إنت وين رايح!‬
‫طيب مش إنت يف كل مرة شهوتك بتغلبك فيها بتشعر بتأنيب الضمير!‬
‫ليه شعورك بتأنيب الضمير ما بخطر يف بالك قبل ما توقع بالشهوة‪..‬؟!‬
‫ليه حياتك صارت مش مربوطة ال بهدف وال بغاية وال بطموح‪ ،‬وكل همك كيف‬
‫متضي يومك بس‪..‬‬‫ّ‬
‫ليه مش قاعد بتفكر يف عواقب أغالطك وشهواتك وكل همك تشبع لذة حلظية‬
‫رح يتبعها ندم ونكد وإحباط واكتئاب!‬
‫طيب ليه ما بتعطي حالك فرصة تفكر يف املستقبل املشرق أمامك يف حال‬
‫تخلصت من شهواتك!‬
‫صدقني إنها حلظة تأني صادقة‪ ،‬كفيلة حتقق تغيير جذري يف حياتك!‬
‫{ﯴﯵﯶﯷﯸﯹ} (املعارج‪)٧-٦ :‬‬

‫اإلحراق واإلتالف‪:‬‬
‫‪57‬‬

‫يقولتعالى‪{:‬ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ‬
‫ﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷ‬
‫ﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬
‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑ}‬
‫(البقرة‪)٢٦٦-٢٦٥ :‬‬

‫قال عمر رضي اهلل عنه يوما ألصحاب النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬فيم ترون‬
‫هذه اآلية نزلت؟!‬
‫قالوا‪ :‬اهلل أعلم‪ .‬فغضب عمر وقال‪ :‬قولوا نعلم أو ال نعلم‪ ،‬فقال ابن عباس يف‬
‫نفسي منها شيء يا أمير املؤمنني فقال عمر‪ :‬قل يا ابن عباس‪ ،‬فقال‪ :‬لعمل رجل‬
‫عمل بطاعة اهلل ثم جاءه الشيطان فعمل باملعاصي حتى أحرق عمله‪.‬‬
‫بعتقد إنه أي مسلم مرق يف شعور القرب من ربنا!‬
‫يا اهلل ما أجمله من شعور ملا حتس إنك قريب من ربنا‪ ،‬يا اهلل ما أحلى شعور‬
‫إنه قلبك يكون حاضر ملا تصلي أو تقرأ قرآن‪ ،‬يا اهلل ليالي رمضان ما أحالها‪،‬‬
‫دموع التوبة بعد غلط عملناه‪ ..‬سجدة الندم بني إيدين ربنا يف آخر الليل‪ ،‬صدقة‬
‫تصدقتها بينك وبني ربنا‪..‬‬
‫كلها أشياء كانت كفيلة إنها تشعرك إنك يف اجلنة وإنت لساتك عاألرض!‬
‫القرب من ربنا عبارة عن جنة يف داخلك‪ ،‬بتستشعرها وبتحس فيها كل ما كانت‬
‫عالقتك مع ربنا أقوى وأقوى!‬
‫بس لألسف الشيطان هدفه يحرق اجلنة اللي يف صدرك!‬
‫هدفه يحرق أي طاعة بينك وبينك اهلل‪..‬‬
‫هدفه يحرق أي حبل بينك وبني ربنا‪..‬‬
‫هدفه يحول هاجلنة جلحيم‪ ..‬وهدفه يحولك من عز الطاعة‪ ،‬لذل الشهوة واملعصية!‬
‫‪58‬‬

‫عشان هيك‪ ..‬وإلى حني حلظة النصر‪ ..‬يا ريت نخمد كل احلرائق اللي أشعلها‬
‫الشيطان بينا وبني ربنا‪ ،‬ونبدأ من جديد‪ ..‬يا ريت واهلل!‬

‫ألقعدنَّ لهم ‪-‬آلتينَّهم ‪ -‬وال جتد أكثرهم شاكرين!‪:‬‬

‫(األعراف‪)١٦ :‬‬ ‫{ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ}‬


‫باملعنى العامي يعني "هيني قاعدلكم" ‪ ،‬هيني مترصد إلكم‪ ،‬هيني مستنيكم‬
‫"عالنقرة "!‬
‫ومبضي الشيطان بنفس األسلوب يف سرد خطته‪ ،‬وبنفس اإلصرار وبيحكي‪:‬‬

‫(األعراف‪)١٧ :‬‬ ‫{ﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏ}‬


‫يعني رح يترصدلك من كل مكان‪ ،‬إذا ما أجاك من باب الشهوة بيجيك من باب الشهرة!‬
‫وإذا ما أجاك من باب املعصية بيجيك من باب الطاعة!‬
‫النقطة املهمة هون‪ :‬إنه دير بالك تفكر إنه صراعك مع الشيطان متعلق فقط يف موضوع‬
‫الشهوة‪ ،‬يعني إذا جتاوزت موضوع الشهوة يعني جتاوزت صراعك مع الشيطان!‬
‫ممكن إحنا هدفنا التركيز على فكرة الصراع من خالل الشهوة‪ ،‬لكن ديروا بالكم‬
‫تفكروا إنه الصراع يقتصر فقط على صراعنا مع شهواتنا‪.‬‬
‫الصراع رح يستمر حتى آخر نفس يف حياتك!‬
‫الصراع رح يكون إله أشكال متعددة ومعارك مختلفة!‬
‫الصراع بيبدأ من إنك ترمي علبة البيبسي عاألرض لعند إنك تقتل نفس بريئة!‬
‫يقول النبي صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬إن الشيطان قعد البن آدم بطرق فقعد له بطريق‬
‫اإلسالم فقال‪ :‬أتسلم وتترك دينك ودين آبائك فعصاه وأسلم ثم قعد له بطريق‬
‫الهجرة فقال أتهاجر؟ أتدع أرضك وسماءك؟ فعصاه وهاجر ثم قعد له بطريق‬
‫اجلهاد فقال أجتاهد وهو تلف النفس واملال فتقاتل فتقتل؟‪ ،‬فعصاه فجاهد‪)!..‬‬
‫النقطة األهم‪ ..‬إنه الشيطان بثبت جناح خطته عليك يف موضوع "ألَ ْق ُع َد َّن‪ ‬لَ ُه ْم‪..‬‬
‫‪59‬‬

‫آل ِتيَ ّنَ ُه ْم "‬


‫ت ُد أَ ْكثَ َر ُه ْم َشاكِ ِري َن "!‬
‫من خالل " َوال َ ِ‬
‫فدير بالك!‬
‫وإحكي يا رب‪ ..‬مع كل تقصيري وذنوبي وشهواتي‪ ..‬شك ًرا على كل شيء! شك ًرا‬
‫يا رب‪..‬‬

‫ألز ِّي َ ّ‬
‫ن لهم – ألغوينَّهم‪:‬‬
‫يعني‬ ‫(احل ــج ــر‪)٣٩ :‬‬ ‫{ﮄﮅﮆ ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ}‬
‫اخلطة عبارة عن تزيني ثم إغواء!‬
‫والتزيني من أبرز وسائِل الشيطان واستراتيجياته‪ ،‬والغاية منها "اإلغواء" !‬
‫مرة كنت قاعد مع نفس الشباب اللي حكيتلكم عنهم يف أول الفصل‪ ،‬كنت‬
‫بحكيلهم كيف إنه الشيطان بزين إلنا شغالت لو فكرنا فيها بوعينا رح نكتشف‬
‫إنها أشياء قذرة ومخالفة لفطرتنا السليمة والسو ّية!‬
‫سيء وقذر‪ ،‬وبتخرب‬ ‫وقلتلهم ً‬
‫مثل‪ ..‬كلنا بنعرف إنه األفالم اإلباحية غلط‪ ،‬وإشي ّ‬
‫عقولنا‪ ،‬ولو سألت كل حدا فيكم رح يحكيلي قديه إنها إشي سيء وقبيح!‬
‫بس مع ذلك بنوقع فيها!‬
‫إلنه الشيطان مع قباحتها بزينها إلنا‪ ،‬بحجة إنه إشي نتنفس من خالله‪ ،‬أو‬
‫بحجة إنه يكون الواحد عنده علم بهيك أشياء وما يكون جاهل‪ ،‬أو بحجة إنه‬
‫الكل بحضرها فعادي‪ ،‬أو أو أو‪..‬‬
‫هذا طب ًعا غير ملا يزينلك فكرة الدخان‪ ،‬أو فكرة الغيبة والنميمة!‬
‫ما عمركم الحظتوا إنه من أجمل القعدات اللي ممكن يقعدها اإلنسان قعدة‬
‫يكون فيها حكي على شخص وكشف لبعض من أسراره؟!‬
‫ما بتشوفوا كمية التركيز واإلنبهار يف القعدة؟‬
‫‪60‬‬

‫ما بتالحظوا إنه الكل وقتها بحط التلفون حتى يسمع‪ ،‬على غير العادة يف أي‬
‫موضوع تاني؟‬
‫حتى لدرجة ممكن يزين إلك عبادة لربنا مخالفة للشرع والدين‪ ،‬وبقنعك إنها‬
‫وسيلة تتقرب فيها لربنا!‬
‫اسمعوا‪ ..‬رح يزين كل إشي‪ ..‬كل إشي – حرف ًّيا!‬
‫وعفكرة بنفس القعدة كان واحد من الشباب القاعدين مبني عليه الوحيد فيهم ما‬
‫حضر إشي غلط‪ ..‬عل ًما إنه أكبر من عدد ال بأس به من الشباب اللي قاعدين‪..‬‬
‫كان هالشب أثناء الكالم ملا كنا نحكي عن أشياء بز ّينها الشيطان عل ًما إنها‬
‫"مقرفة "يف ذاتها‪..‬‬
‫كان يحكي بشكل عفوي‪ :‬يععععععع!‬
‫عل ًما إنه الشباب اللي معه كان اإلشي بالنسبة إلهم‪ :‬واااوووووو!‬
‫يا اهلل كيف اإلنسان ملا يتربى على هاي القيم واملعاني‪ ،‬بتتشكل عنده مقاييس‬
‫الصح واخلطأ يف وقت مبكر‪ ،‬حلو إنه يدخل يف مرحلة املراهقة بوعي وإدراك‬
‫تام خلطورة هاملرحلة!‬
‫حلو إنه يستشعر خطر اإلشي قبل ما يقبل عليه‪ ،‬مش أستناه ليوقع يف الغلط‬
‫بعدين أصير أحاول أساعده كيف يتخلص منه‪.‬‬

‫ينزع عنهما لباسهما!‬


‫يا اهلل خطاب الرحمة القرآني يف هاي اآلية‪:‬‬
‫{ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ‬
‫(األعراف‪)٢٧ :‬‬ ‫ﮗﮘ }‬
‫وضوحا للناس‪ ،‬وسبب معظم املصايب‬
‫ً‬ ‫وأظن إنه هاي اخلطة من أكثر اخلطط‬
‫والشهوات اللي بنواجهها‪.‬‬
‫يا اهلل هاخلطة شو دمرت شباب!‬
‫"العري"!‬
‫ّ‬ ‫شباب عندهم طاقة وه ّمة وحب ألمتهم لكنهم وقعوا يف شباك‬
‫‪61‬‬

‫واستستلموا استسالم تام لهاي اخلطة الشيطانية‪.‬‬


‫لكن بنرجع بنذكركم‪ ،‬املوضوع صراع حتى املوت‪ ،‬وربنا يق ِّد ْرنا نِفشل هاملخطط‬
‫ولي التوفيق‪.‬‬
‫ونتبنى مخطط بديل‪ ،‬واهلل ّ‬

‫خطوات الشيطان‪:‬‬

‫{ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫(النور‪)٢١ :‬‬ ‫ﭠﭡ}‬
‫الزم تكون مدرك وواعي لفكرة خطوات الشيطان!‬
‫يعني إنه الشيطان برسم إلك مجموعة خطط متتالية الهدف منها إيصالك يف‬
‫النهاية للهاوية واالنحياز ملنظومته على حساب منظومة احلق‪.‬‬
‫ليه حكيتلك إنه املوضوع يستلزم وعي منك؟‬
‫إلنه الشيطان رح يبدأ معك بخطوات صغيرة ج ًدا‪ ،‬خطوات ممكن تكون صغيرة‬
‫لدرجة إنك صعب حتكي عنها حرام! أو حتى ممكن تكون حتت دائرة اخلالف‪.‬‬
‫مبشي معك نتفة نتفة‪ ،‬وحبة حبة!‬
‫يعني "الشيطان مش غبي" لدرجة يجيك فجأة يقلك يال اسرق‪ ،‬أو يال ازني‪،‬‬
‫املوضوع يبدأ بإنك تستسهل أشياء ج ًّدا صغيرة ومن خاللها يجرك لألكبر فاألكبر‪.‬‬
‫احللو يف القرآن إنه بتناول منظومة الشيطان والباطل من جميع جهاتها‪ ،‬فزي ما‬
‫حذرك من اتباع خطوات الشيطان‪ ،‬حذرك من اتباع كل ما هو ُم ِ‬
‫وصل ملنظومة الباطل!‬
‫على سبيل املثال‪:‬‬
‫(القصص‪)٥٠ :‬‬ ‫‪ -‬اتباع الهوى‪ { :‬ﯰﯱﯲﯳﯴ}‬
‫(األعراف‪)١٤٢ :‬‬ ‫‪ -‬اتباع سبيل املفسدين‪ { :‬ﮪﮫ ﮬﮭ}‬
‫‪ -‬اتباع الشهوات‪{ :‬ﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮ ﮯﮰﮱ‬
‫(مرمي‪)٥٩ :‬‬ ‫ﯓ}‬
‫‪62‬‬

‫(األنعام‪)١٥٣ :‬‬ ‫‪ -‬اتباع السبل‪ { :‬ﮀﮁﮂ ﮃﮄﮅﮆ}‬


‫(األنعام‪)١٤٨ :‬‬ ‫‪ -‬اتباع الظن‪ { :‬ﭿﮀﮁﮂ}‬
‫‪ -‬اتباع اآلباء‪{ :‬ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞ} (البقرة‪)١٧٠ :‬‬

‫تبذير!‬

‫(اإلسراء‪)٢٧ :‬‬ ‫{ ﯹﯺ ﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ}‬


‫ممكن أول ما يخطر يف بالنا ملا نسمع كلمة تبذير موضوع املصاري‪ ،‬وإنفاقها‬
‫فوق احلد املعقول!‬
‫لكن اإلسالم بصحح إلنا مفهوم التبذير وبحكيلنا إنه اإلنسان لو أنفق كل ماله‬
‫يف سبيل احلق ال يعتبر من املبذرين!‬
‫األجمل بصراحة إنه اإلســام ذكر إلنا منــاذج ثانية لفكرة التبذير غير املال‬
‫واملصاري‪ ،‬وذكر منوذج تبذير "الوقت "ومنوذج تبذير "الصحة"!‬
‫ويا اهلل هالشهوات قد ما بتصرف من أوقاتنا وصحتنا!‬
‫ويا ليت قومي يعلمون‪..‬‬
‫اإلستحواذ!‬
‫قديش وقعها مخيف كلمة اإلستحواذ !‬
‫(املجادلة‪)١٩ :‬‬ ‫{ ﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽ}‬
‫ص ّدقني الشيطان ما رح يكتفي إنه يوقعك يف شهوة بس!‬
‫هو راسم لبعيد كثير شغالت‪ ،‬صدقني ما رح يتركك إال ملا يستحوذ عليك متا ًما‪،‬‬
‫وميلك كل عقلك وتفكيرك‪ ،‬ويخلي الشهوة تستعبدك‪ ،‬واألهم ينسيك ذكر اهلل!‬

‫غرس اليأس!‬
‫شفت اللحظة اللي صرت حتكي فيها "أنا خلص ما يف أمل مني"‪" ...‬أنا ربنا ما‬
‫رح يغفرلي"!‬
‫‪63‬‬

‫شفت ملا صرت حتكي‪ :‬مستحيل يف حل لشهواتي‪.‬‬


‫ملا صرت تعاتب حالك‪ :‬إنه ليه كل مرة بتحكي آخر مرة بس بترجع!‬
‫يف هديك اللحظات بكون الشيطان قطع شوط مرتب معك؛ مرحلة اليأس من‬
‫املراحل املهمة واحلساسة للشيطان يف صراعه معنا‪ ،‬فدير بالك!‬

‫االستفزاز‪:‬‬
‫ممكن من أكثر اآليات اللي بتوضح فكرة الصراع ‪-‬حرف ًّيا‪ -‬آية‪:‬‬
‫{ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ‬
‫(اإلسراء‪)٦٤ :‬‬ ‫ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ}‪.‬‬
‫يقول صاحب الظالل‪:‬‬
‫"ه ــو جتسيم لــوســائــل ال ـغــوايــة واإلح ــاط ــة واالس ـت ـيــاء عـلــى الـقـلــوب واملـشــاعــر‬
‫والعقول فهي املعركة الصاخبة تستخدم فيها األصــوات واخليل والرجال على‬
‫طريقة املـعــارك وامل ـبــارزات يرسل فيها الـصــوت فينزع اخلـصــوم ويخرجهم من‬
‫مراكزهم احلصينة أو يستدرجهم للفخ املنصوب واملكيدة املدبرة فإذا استدرجوا‬
‫إلى العراء أخذتهم اخليل وأحاطت بهم الرجال"!‬
‫االحتناك‪:‬‬
‫{ﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟ‬
‫ﮠﮡ} (اإلسراء‪)٦٢ :‬‬

‫واالحتناك‪ :‬وضع الراكب اللجام يف َحنك الفرس ليركبه ويس ّيره!‬


‫يعني رح يقودنا للمعاصي واملهالك مثل ما اإلنسان بقود الدابة!‬
‫شوفوا قمة التسلّط والغطرسة والثقة بالنفس اللي بتكلم فيها الشيطان‪..‬‬
‫واملستهدف إنت!‬
‫‪64‬‬

‫‪ #‬صفات الشيطان!‬
‫حتى يكتمل تصورنا اجتــاه منظومة الشيطان الزم نتعرف على أهم صفات‬
‫الشيطان‪ ،‬هاي الصفات رح تغير نظرتك لكثير شغالت‪ ،‬وأظن إنها رح متنحك‬
‫الثقة يف قادم املعارك‪ ..‬أل؛ أكيد رح متنحك الثقة! إن شاء اهلل‬

‫الضعف‪:‬‬
‫(النساء‪)٧٦ :‬‬ ‫{ ﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆ}‬
‫شفت كل هاخلطط والكالم واالستراتيجيات والوعيد والترصد وإلــخ‪ ،‬كله‬
‫ضعيف ما دامك مؤمن باهلل عز وجل‪ ،‬ومستشعر مراقبته يف كل تفاصيل يومك‬
‫وحياتك ‪.‬‬
‫كيد الشيطان صح ضعيف‪ ،‬لكن ضعفه يعتمد على قوتك مع اهلل!‬
‫كلما قويت عالقتك مع ربنا‪ ،‬ضعف كيد الشيطان‪.‬‬
‫وكلما ضعفت‪ ،‬قوي كيد الشيطان!‬
‫فاملوضوع عندك و إنت بتقرر‪.‬‬
‫‪65‬‬

‫الكذب‪:‬‬
‫دائ ًما بخطر يف بالي وعود الشيطان يف القرآن الكرمي‪ .‬يا جماعة اخلير الشيطان‬
‫بوعد بكل قلب قوي‪ ،‬الشيطان ما عنده خط أحمر يف هاملوضوع‪ ،‬ممكن يعشمك‬
‫يف كثير شغالت وهو بيضحك عليك‪ ،‬ممكن يوعدك إنه خلص إعمل هالشغلة‬
‫بس مرة وحدة بعدين توب!‬
‫ممكن يوعدك إنه يف املستقبل أكيد رح تتخلص من شهواتك‪ ،‬فحال ًيا عادي لو‬
‫وقعت شوية!‬
‫راح يوعدك إنه شهوتك رح توقف عند هذا احلد‪ ،‬وما رح تتجاوزها ألشياء ثانية‪..‬‬
‫وراح يوعدك أشياء كثيرة‬
‫(النساء‪)١٢٠ :‬‬ ‫{ ﯫﯬﯭﯮﯯ}‬

‫إنه يراكم‪:‬‬
‫(األعراف‪)٢٧ :‬‬ ‫{ ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ}‬
‫ممكن من أصعب الشغالت يف هذا الصراع إنك بتواجه عدو غير مادي!‬
‫وهاي النقطة ممكن تعتبر من نقاط القوة للشيطان علينا‪..‬‬
‫بس بتعرفوا يف آية خطرت يف بالي‪:‬‬
‫{ﮉﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ}‬
‫(األعراف‪)٢٠١ :‬‬

‫كلمة مبصرون خلتني أصفن فيها مدة‪..‬‬


‫إنه ليه كلمة مبصرون؟‬
‫يا اهلل‪ ،‬فكرة التذكر كفيلة إنه ربنا عز وجل يخليك تبصر!‬
‫يخليك تبصر خطته واستراتيجياته ووسائله وأالعيبه‪ ،‬يخليك تبصرها كأنك‬
‫شايفها قدامك رأي العني!‬
‫بس العبرة إنك تتذكر ربنا أول ما يتعرضلك الشيطان‪ ،‬وهذا كفيل إنه يخليك‬
‫تبصره وتشوفه!‬
‫‪66‬‬

‫‪ #‬فاتخذوه عدوا!‬
‫يقول ابن القيم‪" :‬واألمر باتخاذه عد ًّوا تنبيه على استفراغ الوسع يف محاربته‬
‫يقصر عن محاربة العبد على عدد األنفاس"‪.‬‬ ‫ومجاهدته كأنه عدو ال يفتر وال ُ‬
‫وممكن هذا بحتّم علينا نراجع قائمة أعدائنا‪ ،‬ونعدل عليها‪ ،‬كما يقول حامت‬
‫األصم‪" :‬رأيــت كل الناس لهم عــدو‪ ،‬فقلت‪ :‬أنظر من عــدوي‪ .‬فأما من اغتابني‬
‫فليس عدوي‪ ،‬وأما من أخذ مني شيئ ًا فليس عدوي‪ ،‬ولكن عدوي الذي إذا كنت‬
‫يف طاعة اهلل أمرني مبعصيته‪ ،‬فرأيت ذلك إبليس وجنوده‪ ،‬فاتخذتهم عــد ًّوا‪،‬‬
‫فوضعت احلرب بيني وبينهم‪ ،‬ووترت قوسي‪ ،‬ووصلت سهمي‪ ،‬فال أدعه يقربني"‪.‬‬
‫حتى إنه القرآن للتأكيد على فكرة اتخاذنا للشيطان كعدو‪ ،‬بنبه علينا من فكرة‬
‫اتخاذ الشيطان كصديق‪ ،‬زي ما بتقول اآلية‪:‬‬
‫{ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ} (مرمي‪)٤٥ :‬‬
‫وبنفس الوقت بح ّذرنا من فكرة اتباع منظومته وحزبه‪ ،‬وهذا الهدف احلقيقي‬
‫ً‬
‫أصل‪:‬‬ ‫اللي بطمح إله‬
‫{ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈ } (املجادلة‪)١٨ :‬‬
‫ويا اهلل هالعتاب والتحذير من ربنا إلنا‪:‬‬
‫{ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓ ﯔ ﯕﯖﯗﯘ} (الكهف‪)٥٠ :‬‬
‫‪67‬‬

‫‪-‬حرفيا ‪! -‬‬
‫ًّ‬ ‫‪ #‬معركة‬
‫وهون ممكن حدا يسأل أو يحكي كأنه يف مبالغة يف فكرة الصراع مع الشيطان؟!‬
‫بصراحة أل‪ ..‬بالعكس أنا حتى مختصر كثير‪ ..‬ورح أشير إلك سري ًعا لبعض اآليات‬
‫واألحاديث اللي تعاملت مع فكرة الصراع باعتباره "معركة" باملعنى احلريف‪..‬‬
‫احلصار‪:‬‬
‫آية‪{ :‬ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ‬
‫ﮌﮍﮎ ﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔ} (األعراف‪)١٧-١٦ :‬‬

‫آية بتحكي عن فكرة "احلصار "ونقطة قوتنا يف هذا احلصار الزماني واملكاني‪،‬‬
‫قول قتادة‪" :‬أتاك الشيطان يا ابن آدم من كل وجه غير أنه لم يأتك من فوقك‪.‬‬
‫لم يستطع أن يحول بينك وبني اهلل!"‬
‫سهام‪:‬‬
‫جاء يف وصف النظرة أنها‪" :‬سهم مسموم من سهام إبليس"‪.‬‬
‫وهون التعبير بسهم بصراحة تعبير مخيف‪ ..‬كيف إنه أحيانا نظرة وشهوة ما‬
‫ممكن تصيب سهم يف قلبك!‬
‫ممكن تتفادى السهم األول وممكن الثاني يجرحك بس الثالث ممكن يصيبك يف مقتل!‬
‫فإذا تدرع اإلنسان بدرع التقوى واخلوف من اجلليل تكسرت كل سهام الشيطان‬
‫على أعتابه!‬
‫‪68‬‬

‫رايات‪:‬‬
‫قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬ما من خارج يخرج إال ببابه رايتان راية‬
‫بيد ملك وراية بيد شيطان‪ ،‬فإن خرج ملا يحب اهلل عز وجل اتبعه امللك برايته‪،‬‬
‫فلم يزل حتت راية امللك حتى يرجع إلى بيته‪ ،‬وإن خرج ملا يسخط اهلل اتبعه‬
‫الشيطان برايته فلم يزل حتت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته"‪.‬‬
‫وفكرة الراية هون إشارة الحتدام القتال يف املعركة‪ ،‬وبنفس الوقت رمز لإلنتصار‪،‬‬
‫وفيها فكرة التوجيه والقيادة‪!..‬‬
‫ونقطة قوتنا بإذن اهلل يف راية املالئكة راية منظومة احلق ^^‬

‫ِّ‬
‫الشراك‪:‬‬
‫يف احلديث الصحيح أن أبا بكر الصديق سأل النبي صلى اهلل عليه وسلم أن‬
‫يعلمه دعاء‪ ،‬فقال صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫(يا أبا بكر‪ ..‬قل اللهم فاطر السموات واألرض عالم الغيب والشهادة‪ ،‬ال إله إال‬
‫أنت‪ ،‬رب كل شيء ومليكه‪ ،‬أعوذ بك من شر نفسي‪ ،‬ومن شر الشيطان َ‬
‫وش َركه‪،‬‬
‫وأن أقترف على نفسي سو ًءا أو أج ّره ملسلم)‪.‬‬
‫َش َركه من ّ‬
‫الشرك‪ :‬يعني ما يصاد به السمك والطير‪ ،‬يعني ممكن نحكي شبكة اصطياد!‬
‫ويف رواية‪ِ :‬شركِ ه‪ ..‬يعني إنه يدعونا للشرك باهلل‪..‬‬
‫اجلنود‪:‬‬
‫إذا أصبح إبليس بثّ جنوده فيقول‪ :‬من أضل اليوم مسلماً ألبسته التاج‪.‬‬
‫األسر‪:‬‬
‫{ﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽ}‬
‫(املجادلة‪)١٩ :‬‬
‫دائما يف أسر شيطانه‪ ،‬وسجن شهوته‪ ،‬وقيود هواه‪،‬‬ ‫يقول ابن القيم‪" :‬العاصي ً‬
‫حال من أسير أسره أَع َدى عدو له! وال‬
‫فهو أسير مسجون مقيد‪ ،‬وال أسي َر أسوء ً‬
‫سجن أضيق من سجن الهوى‪ ،‬وال قيد أصعب من قيد الشهوة‪ ،‬فكيف يسير إلى‬
‫اهلل والدار اآلخرة قلب مأسور مسجون مقيد؟؟"‬
‫‪69‬‬

‫‪ #‬راية بيضاء‬
‫يف غارة الشيطان على دولة القلب‪.‬‬
‫سلّط عليها سلطان الطبع والعادة ليقهر سلطان اإلميان‪..‬‬
‫فكان له ما أراد!‬
‫وتولى إبليس بنفسه حكم مملكة القلب ونشر فيها جند الشهوات‬
‫ورمى قالعها احلصينة مبنجنيق األهواء مستهد ًفا نقاط ضعفها‪:‬‬
‫طول األمل‪ ..‬حب العاجلة‪ ..‬استبطاء الوعد‪.‬‬
‫ثم أغلق بوابة اليقظة‪..‬‬
‫وأقام فى احلراسة على هذه البوابة بواب الغفلة‪..‬‬
‫وقال‪ :‬إياك أن نُؤتَى من قِ بَلِك‬
‫واتخذ حاجب الهوى قائ ً‬
‫ال له‪:‬‬

‫إياك أن ُت ّكن أح ًدا من الدخول ّ‬


‫علي إال معك‬
‫فقيام مملكتنا قد صار إليكما‬
‫‪70‬‬

‫فيا بواب الغفلة ويا حاجب الهوى‪ :‬ليلزم كل منكما ثغره‬


‫فإنكما إن علومتا نصرمتا ونصرنا جمي ًعا‬
‫وإن غفلتما هلكتما وهلكنا جمي ًعا‬
‫وصلح أمر القلب الذي غزوناه‬
‫وانتصر بعد هزمية‪ ..‬وع َّز بعد ِّ‬
‫ذل‬
‫وعادت الدولة حلظيرة التقوى‬
‫وسا َمنا سلطان اإلميان ألوان القهر وعاد لإلنتقام‪..‬‬
‫فال نعود نقرب هذه القلعة بعد اليوم!‬
‫لــــ‪ :‬خالد أبو شادي‪.‬‬
‫‪71‬‬

‫‪ #‬شبهة!‬
‫ممكن بعد كل هالكالم واحد يحكي‪ :‬طيب أنا شو ذنبي إذا الشيطان أجبرني‬
‫على أشياء غلط؟!‬
‫وكيف ربنا يحاسبني على إشي الشيطان غصبني عليه؟‬
‫وهون بنحكي وببساطة شديدة إنه ال يعني استعراضنا الستراتيجات الشيطان‬
‫وخططه يعني إنه الشيطان إله سلطان عليك بحيث يقدر يجبرك على غلط إنك‬
‫تعمله‪ ،‬ولو كان الشيطان بجبرك على إشي فهذا يعني بطالن فكرة التكليف‬
‫واالختبار ‪.‬‬
‫وأضربلك مثال أوضحلك الفكرة‪ ،‬افرض إنك ماشي يف الشارع‪ ،‬وأجاك شخص‬
‫وحكالك اسمع‪:‬‬
‫اقطع الشارع‪ ،‬اقطع الشارع‪ ،‬اقطع الشارع‪ ،‬شوف الشارع ما أحاله‪ ،‬شوف كيف‬
‫مضوي وحلو‪ ،‬وشوف إنك كيف إذا قطعته رح تصادف إشي حلو وبتحبه عاجلهة‬
‫الثانية‪ ،‬يال اقطع اقطع!!‬
‫يا أخي قس ًما باهلل إنك رح تكون أحلى واحد يف العالم بقطع الشارع‪ ،‬يالااااااااا‬
‫اقطع‪ ،‬يال يال‪ ،‬يختي يختي عليه‪ ..‬وهيكا‬
‫‪72‬‬

‫قمت إنت رديت عليه وقطعت الشارع بدون ما تنتبه عالشارع إال هالسيارة‬
‫طاااااااااخ تدعسك!‬
‫بعد ما نقلوك عاملستشفى رحت عالشرطة وقلتلهم فالن دعسني!!‬
‫حكولك بس عفكرة فالن ما كان سايق السيارة‪ ،‬فالن الفالني اللي دعسك‪ ،‬ال‬
‫مش قصدي عالسيارة قصدي عن فالن اللي خالني أقطع ‪.‬‬
‫طيب هو دفشك يعني؟ ممم أل‬
‫طيب رفع عليك سالح وهددك؟ ممم كمان أل‬
‫طيب حطلك رجل ً‬
‫مثل‪ ،‬فإنت تعثرت فيها ورحت عالشارع؟ ممم كمان أل‬
‫طيب شو عمل؟‬
‫ضل يحكيلي اقطع الشارع‪ ،‬اقطع الشارع‪ ،‬اقطع الشارع‪ ،‬أي واهلل جنني!‬
‫وقتها الشرطي بتوشوش مع اللي جنبه‪ :‬شكلها الضربة جاية عراسه !‬
‫وكما قيل‪" :‬نعم يغريك الشيطان ‪..‬لكنه ال يجبرك"!‬
‫{ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ‬
‫ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ ﯙ ﯘ‬
‫(ابراهيم‪)٢٢ :‬‬ ‫ﯚﯛﯜﯝ}‬
‫‪73‬‬

‫‪ #‬الخالصة‪:‬‬
‫استعرضنا يف الصفحات املاضية بعض خطط الشيطان وصفاته وحاولنا قدر‬
‫اإلمكان نعرض فقط املتعلق مبوضوع الشهوة‪ ،‬الهدف من الكالم عن الشيطان‬
‫إنه نتعامل مع موضوع الشيطان والشهوة بوعي‪ ،‬هذا الوعي اللي بكشفلك خطط‬
‫العدو واستراتيجياته حتى ميكنك من مواجهته وبالتالي مواجهة شهواتك!‬
‫ومش الهدف االكتفاء فقط باحلديث عن خطط الشيطان‪ ،‬بدون أي محاولة‬
‫إلفشال هاخلطط وإحباطها‪.‬‬
‫الهدف إنه أذكرك بالعداوة بينك وبني الشيطان‪ ،‬وإنه أذكرك بحقيقة الصراع‬
‫بينك وبينه‪ ،‬وإنه أعرفك عليه أكثر حتى تكون واعي أكثر يف املراحل القادمة‪..‬‬
‫فرح نحرص إن شاء اهلل إنه ننجو من استراتيجياته ومكائده‪ ،‬ونتغلب على نقاط‬
‫ضعفنا اللي سبق وهاجمنا من خاللها‪ ،‬وإنه نحرص نقوم يف كل مرة بنوقع فيها‬
‫حتى نستأنف صراع ومعركة بحاول يحسمها دائ ًما!‬
‫فهدفنا هو "ال َو ِع ْي" !‬
‫هذا الوعي رح نع ّول عليه كثير يف الفصول القادمة‪..‬‬
‫‪74‬‬

‫فيما مضى على صفحة ‪ ،ARK‬كنا نحذرك من أفعال وتصرفات وأقوال بتصدر‬
‫منك أثناء صراعك مع شهواتك‪ ،‬أحيا ًنا كانت تصدر منك بشكل عفوي وأحيا ًنا‬
‫كانت مع سبق اإلصرار‪.‬‬
‫وباملناسبة رح نكرر إلك نفس التحذيرات يف قادم الفصول‪ ،‬لكن بنعتقد إنه‬
‫بعد فصل الشيطان رح تكتشف سبب حتذيرنا إلك وأحيانا غضبنا منك من‬
‫كلمات وتصرفات كنت تفكرها إشي عادي‪ ،‬وهي كانت خطة من خطط الشيطان‬
‫الهدف منها إحباطك!‬
‫املعركة مــش سهلة‪ ،‬والــصــراع مضطرين نخوضه‪ ،‬وأنــت بــن خيارين وبني‬
‫منظومتني‪،‬‬
‫إما منظومة احلق‪ ،‬وإما منظومة الباطل‪.‬‬
‫فأي الفريقني خير؟!‬
‫‪75‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫‪ #‬دليل_عبادي‬
‫{ﮚﮛﮜﮝﮞﮟ}‬

‫‪ #‬دليل_القوة‬
‫‪ #‬دليل_التزكية‬
‫المؤمن القوي‬
‫{ﭰ ﭱﭲﭳ}‬
‫‪76‬‬

‫‪ #‬دليل_عبادي‬
‫{ﮚﮛﮜﮝﮞﮟ}‬
‫وعيا؟‬
‫كيف نخوض معارك الشهوات بطريقة أكثر ً‬
‫قبل الكالم عن دليل عبادي يف مواجهة شهواتنا ورغباتنا‪ ،‬وقبل احلديث عن‬
‫اخلطط واالستراتيجيات التي يجب أن نتبعها‪ ،‬يقتضى التنويه ألمور هامة‪:‬‬
‫هذا الدليل انطالقاً من قوله تعالى‪ :‬إن عبادي ليس لك عليهم سلطان‪،‬‬
‫وسنحرص من خالله على أن نكون من أولئك العباد الذين لن يكون للشيطان‬
‫عليهم سبيل بإذن اهلل ‪.‬‬
‫ال يحرص هذا الدليل على أن يتناول "شهوة" بعينها‪ ،‬بل سيكون ً‬
‫دليل عا ًما‬
‫تستطيع تطبيقه على أي شهوة تعصف بك‪.‬‬
‫سيق ّدم هذا الدليل خطوط ومعالم عامة يقودها الوعي يف صراعك مع الشهوات‪.‬‬
‫ستتناول أكثر األمثلة املطروحة‪ ..‬شهوة النظر احلرام واإلباحيات باعتبارها‬
‫الشهوة األكثر انتشا ًرا بني الشباب‪.‬‬
‫قد ال يكفي هذا الدليل حلسم معارك الشهوات متا ًما‪ ،‬بل ستضطر إلى‬
‫االعتماد على الوعي يف هذا الكتاب ومن ثم إمتام رحلة الصراع بتفاصيل‬
‫وخطط عملية أدق وسأشير لك يف نهاية الكتاب إلى هذا‪.‬‬
‫‪77‬‬

‫سأحرص جاه ًدا أن يكون هذا الدليل مما لن تهتدي له من خالل محركات‬
‫البحث‪ ،‬مبعنى أنني لن أذكر لك على سبيل املثال مضا ّر األفالم اإلباحية‬
‫ألنني لست يف صدد هذا‪ ،‬فهذا أمر تستطيع إدراكه "بنقرة زر"وبهذا أختصر‬
‫وقتي ووقتك!‬
‫جرت العادة أن يتم التعامل مع الشهوات يف الكتابات اإلسالمية باحلديث‬
‫عن تزكية النفس واألمور الروحانية‪ ،‬أما يف الفضاء الغربي فيكون التركيز‬
‫على اخلطوات العملية كقوة اإلرادة وكسر العادة وغيره‪.‬‬
‫ويف هــذا الدليل سنتناول كال الشقني‪ ..‬األول فيما يتعلق بجانب التزكية‬
‫واألخــاق‪ ،‬والثاني فيما يتعلق بجانب اخلطوات العملية املعتمدة على أحدث‬
‫الدراسات واألبحاث‪ ،‬وكالهما يكمل بعضه بعضاً‪ ،‬وأعتقد أن هذا ما سيميز‬
‫طرح هذا الكتاب عن غيره‪.‬‬
‫وعلى اهلل نتوكل ونستعني ^^‬
‫‪78‬‬

‫‪ #‬دليل_التزكية‬
‫{ﭰ ﭱﭲﭳ}‬
‫حكينا إنه النفس األمارة بالسوء كعدو‪ ،‬من أبرز أهدافها ترك الطاعات واتباع‬
‫الشهوات‪ ،‬ونفس اإلشي الشيطان كعدو من أبرز أهدافه التزيني واإلغواء‪.‬‬

‫الهدف من دليل التزكية إحباط خطط الشيطان والنفس وإفشالها‪ ،‬ويف نفس‬
‫الوقت رسم خُ طتنا الشخصية يف عالقتنا مع اهلل‪.‬‬

‫وزي ما حكينا رح نع ّول على "الوعي" العتقادنا إنه الوعي رح يشكل قاعدة‬
‫االنطالق حلياة بعيدة عن الشهوات بإذن اهلل‪.‬‬

‫من أهم النقاط املركزية واملهمة يف موضوع الوعي‪ ،‬إنه نكون واعيني إنه "الشهوة"‬

‫مش كل إشي!‬

‫يعني الشهوة ال ُتثل املرض احلقيقي املفترض عالجه بالدرجة باألولى!‬

‫ض "ملـ ـ ـ ـ ــرض‪ :‬ضعف اإلميان!‬


‫الشهوة عبارة عن "ع ـ ـَ َر ْ‬
‫والعالقة عكسية ما بني اإلميــان والشهوات‪ ،‬كلما زاد إميانك‪ ،‬قلّت شهواتك‬
‫والعكس صحيح!‬
‫‪79‬‬

‫فالتركيز يف هذا الدليل رح يكون على تعزيز جوانب اإلميان واالتفاق على حد‬
‫أدنى ما نتنازل عنه أب ًدا أب ًدا! طب ًعا بنفس الوقت رح نراعي حساسية النفس‬
‫وراح نكون حذرين معها وما رح نرهقها أكثر من الالزم وال رح نش ّد عليها حتى‬
‫ما يكون للموضوع جوانب عكسية ‪.‬‬
‫يف الوقت اللي رح نكون فيه واعني خلطط الشيطان واستراتيجياته واحلريصة‬
‫كل احلرص على إفشال مخططاتنا يف حتسني عالقتنا مع اهلل‪.‬‬
‫والزم نكون عارفني إنه اإلميان بزيد وبنقص مع تغير األحوال والظروف‪ ،‬يقول‬
‫تعالى‪{ :‬ﭯﭰﭱﭲﭳﭴ} (األنفال‪)٢ :‬‬

‫فوقوعنا يف الشهوات يعني إشارة لضعف إميا ّنا‪ ،‬وتفادينا للشهوات إشارة لقوة‬
‫إميا ّنا‪ ،‬والهدف كمان من دليل التزكية إنه تكون حلظات ضعف اإلميان والوقوع‬
‫يف الشهوات هي "االستثناء" يف حياتنا‪ ،‬مش العكس‪.‬‬
‫واسمحولي أضرب إلكم أمثلة معظمكم مرق فيها حتى نأكد على عالقة اإلميان‬
‫بالشهوات‪ .‬على سبيل املثال إحنا بتقل نسب وقوعنا يف الشهوات بشهر رمضان‬
‫بنسبة كبيرة ج ًّدا‪ ،‬لدرجة ممكن توصل ‪!0%‬‬
‫ال عن موضوع الصيام اللي رح نحكي عنه‪ ،‬إنه رمضان بوفر إلنا‬ ‫والسبب فض ً‬
‫أجواء إميانية بتساهم وبتساعد يف تقوية إميا ّنا‪.‬‬
‫ً‬
‫مثل يف العمرة تقري ًبا شبه مستحيل حد يفكر مجرد تفكير بالشهوة‪ ،‬إلنه األجواء‬
‫اإلميانية والروحانية مسيطرة عليه وبالتالي ما يف مجال للشهوات إنها تسيطر‬
‫عليه وتستمكن منه ‪.‬‬
‫أو عمره خطر يف بالك موضوع الشهوة وأنت بتصلي على ميت أو أثناء جنازة‪ ،‬أو‬
‫يف حالة وفاة قريب أو حبيب أو صديق! طيب عمره خطر يف بالك موضوع الشهوة‬
‫وإنت بقسم العنآية املركزة يف املستشفى! بالعكس هديك األوقــات كانت كفيلة‬
‫تخليك تسأل حالك‪ :‬أنا كيف كنت أسمح حلالي أوقع بالشهوات بهذا الشكل؟!‬
‫‪80‬‬

‫هذا التساؤل خطر يف بالك يف حلظة كنت شايف فيها حقيقة هاحلياة الدنيا‪،‬‬
‫وبالتالي كان إميانك باهلل وبحكمته وقدرته يف أعلى مستوياتها!‬
‫لدرجة إنك ممكن بهديك اللحظات وإنت يف الطريق للدفن أو وإنت طالع من‬
‫املستشفى‪ ،‬تصادف بنت البسة لبس غير الئق وتنظر إلها نظرة غريبة على‬
‫عكس العادة وحتكي بينك وبني حالك‪ :‬معقول الناس هيك!‬
‫وبتنسى إنك قبلها بأيام أو ممكن بعدها بأيام رح تختلف نظرتك متا ًما وممكن‬
‫يختلف التعليق أيضاً!‬
‫طيب كيف أوصل لهاي املرحلة؟ كيف أوصل ملرحلة قوة اإلميــان اللي ممكن‬
‫تساعدني أتغلب على شهواتي وأنظر إلها بوعي أكبر؟‬
‫كيف ممكن تكون الشهوات االستثناء بحياتي مش العكس؟‬
‫كيف أستشعر القرب من اهلل يف كل تفاصيل يومي وحياتي؟‬
‫هذا اللي رح نحكيه يف دليل التزكية واللي رح يتكون من‪:‬‬
‫‪ -‬القرآن – التوبة – الدعاء والذكر– الصيام – الصدقة – الصالة‪...‬‬

‫أما قبل‪:‬‬
‫أنا حاس فيك واهلل!‬
‫وبعرف إنك يف كل مرة بتحكي هاي آخر مرة بس بترجع!‪ ‬‬
‫وبعرف إنك مش راضي عن حالك‪ ،‬وإنك نفسك تكون إنسان أحسن‪..‬‬
‫وجد أنا متأكد إنك صادق بندمك يف كل مرة‪..‬‬
‫خصوصاً ملّا تصير تستغفر بعد كل مرة بتوقع فيها‪ ..‬‬
‫وبعرف إنك يف مرة من املرات حاولت تثبت لربنا إنك جد ناوي تتغير‪ ..‬فقمت‬
‫عاهدت ربنا إنك ما رح ترجع للي كنت بتعمله‪!..‬‬
‫‪81‬‬

‫بس يبدو حلظتها إنك حتمست واستعجلت‪ ..‬ألنك بعدها بأسبوع رجعت وقعت!‬
‫وقتها إنت شبه فقدت األمل من حالك إنك تصير إنسان أحسن وإنه تقدر تتغلب‬
‫على ذنوبك وشهواتك‪ ..‬أو حتى ممكن خلص فقدت األمل من مرة‪!..‬‬
‫أنا ما بعرفك‪ ..‬وال إنت بتعرفني‪!..‬‬
‫ال إنت خسران تسمع مني‪ ..‬وال أنا خسران أحكيلك شو عندي‪..‬‬
‫أنا جاي أساعدك وبدي أحكيلك شغلة‪ ..‬‬
‫بدك تعتبر هالشغلة‪..‬صدفة‪ ..‬إشارة‪ ..‬رسالة‪ ..‬اعتبرها شو ما بدك‪ !..‬‬
‫أنا جاي أذكرك إنه إحنا عايشني يف صراع‪!..‬‬
‫صراع مع الشر والباطل والشيطان وشهواتنا ورغباتنا وأهوائنا‪ ..‬‬
‫هذا الصراع بتمثل يف معارك بنخوضها كل يوم‪ ..‬‬
‫إنت صحيح إنك ممكن تخسر معركة الشهوة‪ ..‬بس أنا جاي أنبهك إنه دير بالك‬
‫تخسر بقية املعارك!‪ ‬‬
‫الشيطان مش هدفه يوقعك يف شهوة بس‪!..‬‬
‫هدفه احلقيقي إنه معركة الشهوة تقودك حتى تخسر بقية املعارك‪..‬‬
‫عشان تنسحب تدريج ًّيا من كل املعارك الثانية‪..‬‬
‫وبالتالي إنك تنحاز تدريج ًيا ملنظومة الباطل على حساب منظومة احلقّ ‪ ..‬‬
‫أنا جاي أذكرك إنه أوعك تفقد األمل باهلل‪ ..‬حتى لو شو ما عملت يف حياتك!‬
‫وخليك واثق إنه ربنا رح يخلصك من شهواتك ورغباتك‪ ،‬ورح ينصرك يف املعارك‬
‫اللي بتخوضها يف كل حلظة!‪ ‬‬
‫أهم إشي ما تسمح للشيطان يجرك‪ ،‬وبنفس الوقت قدامك معارك ثانية قادر‬
‫إنت تزاحم فيها معارك الشهوة!‪ ‬‬
‫‪82‬‬

‫إلى حني حلظة االنتصار يف معركة الشهوة‪ ،‬شو اللي بيمنعك إنك تتصدق‪ ،‬إنك‬
‫تطلب رضى أمك وأبوك‪ ،‬إنك تساعد الناس‪ ،‬إنك ما تستغيب وال تنم‪ ،‬إنك تقرأ‬
‫قرآن‪ ،‬شو مبنعك؟!‬
‫اوعــدنــي إنــك تـبــذل قـصــارى جـهــدك يف الصفحات الـقــادمــة‪ ،‬وأن ــا بــوعــدك إنه‬
‫موضوع صراعك مع شهواتك رح يكون حتصيل حاصل!‬
‫‪83‬‬

‫أ‬
‫‪ #‬القرآن_الجميل‬
‫‪84‬‬

‫‪ #‬القرآن_الجميل‬
‫أنا متأكد من شغلة‪ ..‬متأكد منها مليار باملية!‬
‫إنه لو ما يف بينك وبني هالقرآن حواجز‪ ،‬كان ما قررت تقرأ كتاب "شهوة" حتى‬
‫يساعدك كيف تتخلص من شهواتك!‬
‫راح تفكرني ببالغ لو حكيلتك إنه القرآن كايف لوحده يف إنقاذك من حياة الشهوات‪،‬‬
‫ولتحويلك من ذل الشهوة لعز الطاعة‪ ،‬ومن ضيق املعصية لرحابة اإلميان!‬
‫بحكيلك متأكد مليار باملية!‬
‫"نكسر" احلواجز ما بينّا وبني القرآن‪ ،‬وراح نحاول‬
‫ّ‬ ‫راح نحرص يف هذا الفصل‬
‫مع بعض جندد عالقتنا فيه‪ ،‬وراح نحاول نفتح صفحة جديدة معاه ‪.‬‬
‫القرآن مش فقط دليلك العملي للتخلص من شهواتك‪ ،‬القرآن دليلك العملي‬
‫للتعامل مع كل تفاصيل حياتك!‬
‫راح نعالج إشكاالتنا مع الــقــرآن‪ ،‬ونرسم خطتنا من خــال ح ــوارات ما بني‬
‫يوسف ويحيى‪ ،‬راح نحاول من خالل هاحلوارات جندد نظرتنا للقرآن‪ ،‬وراح‬
‫نتبع هاحلوارات مبجموعة مقاالت بتصب يف نفس املصلحة‪ ،‬واألهم إنه نكون‬
‫"واعيني" بأنه يف معجزة بني إيدينا اسمها القرآن!‬
‫نحكي بسم اهلل ^^‬
‫‪85‬‬

‫ما تفهمني غلط!‬


‫‪ -‬يحيى‪ ..‬عندي سؤال‪ ..‬بس بشرط ما تفهمني غلط!‬
‫طيب ما رح أفهمك غلط‪ ..‬يال إحكي‬
‫‪ -‬هسا أنا مؤمن جواتي إنه القرآن معجزة‪ ،‬وإنه هو الكتاب اللي غ ّير العالم‬
‫كله‪ ..‬وإنه كيف مبدة قياسية حتول العرب من حياة اجلاهلية للحضارة‪..‬‬
‫وإنه ربنا أمرنا نقرأ القرآن‪ ..‬بــــــــس ‪ ‬‬
‫بـــس شو؟‪ ‬‬
‫‪ -‬ما بتفهمني غلط؟‬
‫يييييي يوسف خلصني واهلل ما رح أفهمك غلط‪ ..‬يا أخي إذا بتحكيش هسا‬
‫غصب عني بدي أفهمك غلط‪.. ‬‬
‫‪ -‬ال ال خلص‪ ،‬هسا شفت احلكي اللي حكيتلك إياه عن القرآن‪ ..‬أنا مش حاس‬
‫فيه‪ ..‬يا رب سامحني يا رب! وووو يعني بحس بيني وبينه فجوة مش سهلة‪..‬‬
‫مش قادر أتصور إنه معجزة! عل ًما إني مؤمن إنه معجزة‪ ..‬ما بحس حالي‬
‫كثير بتغير ملا بقرأ القرآن عل ًما إنه يف ناس غيري بتغيروا كثير ملا بقرؤوه!‬
‫أنا مش عارف هو أنا مش فاهم وال هو صعب‪ ..‬وال أنا عامل شغلة بحياتي‬
‫حرمتني إنه أحس بالقرآن‪ ..‬وال أنا بالعربي من مرة‪ ..‬جد مش عارف!‬
‫استغفر اهلل يا رب استغفر اهلل يا رب‪.‬‬
‫اسمع! قشعرتلي بدني أقسم باهلل‪ ..‬‬
‫‪ -‬شفت إنك فهمتني غلط؟‬
‫ّ‬
‫وك الاااا‪ ..‬قشعرتلي بدني إنه مبسوط منك! هيك حسيتك بتحكي من كل‬
‫قلبك !‬
‫جد جد إنك خرايف‪.‬‬
‫‪ -‬أيواااا اعملي فيها هسا الشب اإليجابي واللي بيحتوي صاحبه ملا يسأله‪،‬‬
‫وإنك الشب االوبن مايندد اللي بتقبل الطرف اآلخر‪ ..‬ح ّل عني‪ ..‬جاوبني‬
‫عاألسئلة وسيبك مني إني خرايف وقشعرتلك بدنك وأبصر شو! هههه‬
‫‪86‬‬

‫طيب أبشر يا سيدي بنرتب قعدة نحكي فيها‪  ..‬‬


‫‪ -‬بس اسمع حــاول حــاول تفكني من الكالم الفصيح‪ ..‬مش أالقيك جاي‬
‫حتكيلي شو حكى أبو جهل وصاحبه "إن عليه طالوة وحالوة"وأبصر شو‪..‬‬
‫أنا بفهمش بهيك قصص!‪ ‬‬
‫هههههه قصدك الوليد بن املغيرة ملا حكى‪" :‬واهلل إن لقوله الذي يقوله‬
‫حلالوة وإن عليه لطالوة وإنه ملثمر أعاله مغدق أسفله وإنه ليعلو وال يعلى‬
‫وإنه ليحطم ما حتته‪".‬‬
‫‪ -‬أيوااااا هي هاي مغدق! ههه احكي معي حكي أفهمه وأستوعبه‪..‬‬
‫حاضر من عيوني يوسف‪..‬‬

‫معجزة‬
‫‪ -‬مممم شو رأيك نبلش مبوضوع معجزة القرآن؟ إنه كيف معجزة؟ وليه ربنا‬
‫اختار آخر معجزة تكون كتاب مش إشي ثاني ؟ وهيكا‪..‬‬
‫ط ّيب ط ّيب‪ ..‬قبل موضوع املعجزة الزم تكون فاهم شغلة‪ ..‬هسا ربنا سبحانه‬
‫وتعالى كامل احلكمة‪ ..‬صح؟‬
‫‪ -‬آه طب ًعا صح‪ ..‬ج ّل يف عاله‪ .‬‬
‫ومنهاجا للناس! يعني‬
‫ً‬ ‫كمال حكمة اهلل ع ّز وجل‪ ..‬تستلزم أن يرسل شرعة‬
‫كمال احلكمة تقتضي بالضرورة وجود أنبياء ورسل‪.‬‬
‫‪ -‬اسمع شايف إنك بلشت حتكي حكي بالفصحى و"تقتضي ويستلزم وأبصر‬
‫شو‪ ..‬حبة حبة‪ ..‬باهلل عليك‪.‬‬
‫طيب طيب‪ ..‬هسا هل من احلكمة إنه ربنا يخلق الكون ويتركه هيك! وما‬
‫يحكيلنا كيف نتصرف وكيف نتعامل مع بعضنا‪ ..‬وما يوضحلنا ليه نحن‬
‫موجودين‪ ..‬ووين رح نروح بعد املوت‪ ..‬وشو معنى هاحلياة؟؟‬
‫‪ -‬أكيد مش من احلكمة‪..‬‬
‫متام عشان هيك ربنا اختار ناس معينني وأرسلهم للبشرية حتى يوضحوا‬
‫‪87‬‬

‫هاي األمور للناس‪ ..‬وكلفهم بتوصيل الرسالة‪ ..‬وأرسل معهم أدلة بتثبت‬
‫فمثل عيسى عليه السالم كان يشفي‬ ‫ً‬ ‫نبوتهم وإنهم مرسلني من عند اهلل‪..‬‬
‫ومثل سيدنا موسى كانت العصى بتتحول‬ ‫ً‬ ‫املرضى ويحيي املوتى بإذن اهلل‪..‬‬
‫حل ّية وهكذا!‪ ‬‬
‫اهــــا هون سؤالي‪ ..‬ليه آخر معجزة كانت كتاب مش إشي من هاي الشغالت؟‬ ‫‪ّ -‬‬
‫إلنه كل املعجزات املاضية كانت بتعتمد على احلس! يعني بتشوفها وبتحسها‬
‫بحواسك! لكن مع سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم اختلف األمر‪ ..‬كونه‬
‫آخر نبي وآخر رسالة‪ ..‬فربنا اختار إنها تكون معجزة "عقليـــــة" مش بس‬
‫إشي حسي بشوفه مرة وخلص‪ ..‬إشي كلما أقبل عليه بكتشف إشي جديد‬
‫ومعنى جديد وفلسفة جديدة‪.‬‬
‫إشي بالقي فيه أجوبة أسئلتي عن هاي احلياة‪ !..‬عن املــوت‪ ..‬عن اخلير‬
‫والشر والصراع بينهم‪ ..‬عن األمم السابقة‪ ..‬عن سنة ربنا يف الكون‪ ..‬عن‬
‫كل إشي!‬
‫‪ -‬يا اهلل‪ !...‬عفكرة‪ ..‬عشان هيك كان للنبي صلى اهلل عليه وسلم معجزات‬
‫حسية زي إنه يشفي املرضى أو يبارك باألكل أو زي اإلسراء واملعراج‪ ..‬لكن‬
‫املعجزة املستمرة هي القرآن!‬
‫واهلل إنك بتعجبني‪ ..‬فهمت هسا ليه كانت املعجزة األخيرة كتاب‪ ..‬وأول‬
‫كلمة فيه اقرأ ؟‬
‫‪ -‬وكمان عشان القرآن صالح لكل زمان ومكان‪ ..‬صح؟‬
‫آه ‪..‬وكمان ُمصلح لكل زمان ومكان!‬
‫عربي!‬
‫‪ -‬يا أخي أنا ما بحب العربي! مش قصدي كل اللغة العربية‪ ..‬قصدي النحو‬
‫واإلعراب وهاي القصص‪ ..‬يا اهلل ما أزنخها!‪ ‬‬
‫ذكرتني بالتوجيهي‪ ..‬ذاكر ملّا األستاذ حفّظنا موضوع التعبير وقلنا بتكتبوه‬
‫زي ما هو ومحل الفراغ بتحطوا عنوان التعبير املطلوب منكم‪...‬؟‪ ‬‬
‫‪ -‬ههههه أنا اللي ذاكر‪ ..‬لهسا حافظه‪" ..‬خططت بالقلم سطو ًرا امتألت بعبق‬
‫‪88‬‬

‫املعرفة وتسيجت بشباك املنفعة‪ ،‬تلك املعرفة التي تاهت بني السطور‪..‬‬
‫بعدين فراغ وبنحط فيه عنوان املوضوع بعدين بنكمل‪..... ‬‬
‫يا أخي جد إنه األستاذ مش طبيعي‪ ،‬يعني لو حطينا يف الفراغ كلمة "بطيــــخة"‬
‫كان طلع موضوع تعبير إشي خرايف هههه‪ ،‬بس مع ذلك ما بحب العربي‪،‬‬
‫وهاي مشكلتي اللي جاي أحكيلك عنها‪..‬‬
‫يعني قصدك إنه بتحس إنه عالقتك مع القرآن مش وال بد‪ ،‬ألنك ضعيف‬
‫بالعربي؟ واإلعراب وغيره؟‬
‫‪ -‬يعني تقريباً آه‪ ،‬كثير مرات بحس يف كلمات صعبة‪ ،‬وبحس لو إني بفهم‬
‫عربي منيح وشاطر فيه‪ ،‬كان عالقتي معه أحسن‪.‬‬
‫‪ -‬هسا شوف أكيد أكيد إنه الواحد اللي بفهم بالعربي واإلعراب والنحو بكون‬
‫أكثر قدرة على التعامل مع القرآن من اللي ما بعرف‪ ..‬بس أوعك تفكر إنه‬
‫فهمك للقرآن متوقف على هاي النقطة‪ ..‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫ول؟!‬
‫هسا شوف الشيطان حريص كل احلرص إنه ما تقرب عالقرآن‪ ،‬وبحاول‬
‫يحطلك حواجز كثيرة‪ ،‬طيب اسأل حالك سؤال‪ ،‬هي يف ناس بقرؤوا ترجمة‬
‫القرآن بلغتهم والقرآن ب َغ ِ ّير ُهم! كيف صارت؟‪ ‬‬
‫‪ -‬آه واهلل صح‪ ..‬يف برنامج حضرت منه أكم حلقة "بالقرآن اهتديت" كان‬
‫يجيب كثير قصص ناس زي هيك‪ ..‬وكنت أستغرب!‬
‫شفت إنه الشيطان بس بعقّد املوضوع قاعد وبحطلك حواجز‬
‫‪ -‬يخرب بيته ‪!-_-‬‬
‫مثل إنت ملا تقرأ آية‪{ :‬ﯘﯙﯚﯛﯜﯝﯞﯟ} (البقرة‪)١١٠ :‬‬
‫هي ً‬
‫إنت بتقدر تفهم معنى اآلية حلالك بدون ما تكون بتعرف إنه "ما" أداة شرط‪،‬‬
‫و"تقدموا"مجزوم ألنه فعل الشرط‪،‬‬
‫و"جتدوه"مجزوم إلنه جزاؤه‪..‬‬
‫صح؟‬
‫‪89‬‬

‫‪ -‬وال إشي‪ ،‬ه ّيك شاطر بالعربي !‬


‫يييي يوسف أنا بسألك عن الفكرة مش عشان أورجيك إني شاطر بالعربي‪،‬‬
‫ركز معي باهلل عليك!‬
‫‪ -‬آه آه صح‪ ..‬فهمت واهلل‬

‫طيب وشهواتي؟!‬
‫عفكرة يا شاطر واهلل ما إلها دخل‪ ..‬واهلل واهلل!‪ ‬‬
‫‪ -‬إنت شو بفهمك‪ ..‬يعني مش إلني سألتك أكم سؤال تعملي فيها الفهمان‪ ..‬‬
‫واهلل مش عامل فيها الفهمان‪ ..‬بس صدقني ما دخل إنه إذا عندك ذنوب‬
‫إنك ما تفتح القرآن أو حتكي إنه ملا أبطل ذنوب بفتح القرآن‪ ..‬مني فينا ما‬
‫بغلط ؟!‬
‫‪ -‬اسمع إنت جد مش راضي تفهمني! أنا ما بحب أكون منافق‪ ،‬إنو أغلط‬
‫وأذنب‪ ،‬وبعدها بكل ثقة أروح أفتح القرآن‪.‬‬
‫شو دخل إنك تكون منافق! إنت مالك؟‪ ‬‬
‫‪ -‬أيوا‪ ،‬اشتغل ّ‬
‫يف إنت‪..‬‬
‫اسمع أنا بتفق معك إنه إلي عنده ذنوب أكيد ذنوبه رح تكون حاجز كبير عن‬
‫إنه يتدبر القرآن بالشكل املطلوب‪.‬‬
‫‪ -‬أيوا شفت أنا هيك قصدي‪ ،‬شفت إني بطلع منافق!‪ ‬‬
‫ال حول وال قوة اال باهلل! و ّكـــ ما دخل‪ ،‬شغل مخك مشان اهلل‬
‫‪ -‬اسمع‪ ،‬اختصرني جد بحكي! أنا غلطان إني سألتك‪ ،‬أقلك إنت صح وأنا‬
‫غلط‪ ،‬إنت فهمان وأنا بفهمش‪ ،‬ح ّل عني!‪ ‬‬
‫طيب سالم‪!..‬‬
‫‪ -‬استنى شوية!‪ ‬‬
‫نعم‪ ‬‬
‫‪90‬‬

‫‪ -‬ممكن أنا مش عارف أشرحلك شو شعور الواحد ملا يغلط! أصعب شعور‬
‫بالدنيا إنك حتس حالك ضعيف وإنك مش مسيطر على حالك!‪.‬‬
‫أصعب شعور إنك حتكي يا رب هاي آخر مرة وترد ترجع لنفس الغلط‪ ،‬أنا‬
‫بعرف إنه ربنا ما مبل من التوبة‪ ،‬بس أنا واهلل ملّيت حالي! صرت أحس‬
‫حالي جد منافق! وال مرة صدقت عهدي مع ربنا!‪ ‬‬
‫وبتيجي بتحكيلي هذا مش نفاق! وإنه أفتح املصحف عادي!‪ ‬‬
‫هسا إنت ليه ما حتاول حتسبها بالعكس؟!‬
‫‪ -‬كيف يعني؟!‬
‫يعني بدل ما حتكي إنك ما رح تقرأ القرآن إال ملا تترك ذنوبك وأغالطك‪ ،‬ليه‬
‫ما حتكي أنا بدي أقرأ القرآن عشان أترك ذنوبي وأغالطي!‬
‫‪ -‬بصير؟‪ ‬‬
‫ليه معناته آيات التوبة واملغفرة والرحمة والعفو بكل القرآن!‪ ‬‬
‫‪ -‬آسف إني صرخت عليك‪ ،‬ادعيلي! سالم!‬
‫يا للقلوب املنكسرة‬
‫يا للقلوب املنكسرة!‬

‫قول ً‬
‫ثقيل !‬ ‫ً‬
‫شو بتعمل؟!‬
‫‪ -‬قاعد بشوف إذا آرك جاوب على سؤالي عاآلسك؟‪ ‬‬
‫ليه شو سألتهم؟‬
‫‪ -‬بعتلهم‪ :‬آرك هسا عادي إنه الواحد ما يستشعر حالوة القرآن أول مرة وال‬
‫ثاني مرة وال سابع مرة حتى‪ ،‬يعني متى ممكن أوصل شعور إنه يكون جزء‬
‫من حياتي وما أقدر أستغني عنه؟!‬
‫‪91‬‬

‫فجاوبوني‪  :‬‬
‫شك ًرا لسؤالك ^^‪ ‬‬
‫بصراحة ما تتوقع إنه بيوم وليلة رح يصير القرآن جزء من حياتك وصعب‬
‫تستغني عنه!‪ ‬‬
‫املوضوع بده جهد وتعب! بس استنى شوي‪ ،‬مش اجلهد والتعب باملعنى السلبي‪،‬‬
‫ال؛ اجلهد والتعب اللي بفتحلك آفاق جديدة ونظرة جديدة حلياتك!‪ ‬‬
‫مش يف ناس بحكوا اللي بيجي بسرعة بروح بسرعة! يف املقابل اللي بيجي بتعب‬
‫وجهد وقوة صعب يروح بسرعة!‪ ‬‬
‫ممكن عشان هيك ربنا وصف القرآن‪{ :‬ﭦﭧﭨﭩ ﭪ} (املزمل‪ ... )٥ :‬ثقي ً‬
‫ال ؟‬
‫ميسر للذكر‪ ،‬لكنه ثقيل يف ميزان احلق‪،‬‬
‫القرآن يف مبناه مش ثقيل‪ ،‬بالعكس ّ‬
‫ثقيل يف أثره يف القلب‪.‬‬
‫{ﮉﮊﮋ ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓ ﮔ} (احلشر‪)٢١ :‬‬

‫هذا الفيض من النور واملعرفة‪ ..‬استيعابه ثقيل! يعني بده جهد‪ ،‬وبدو قوة !‪ ‬‬
‫{ﭑﭒﭓﭔ} (مرمي‪)١٢ :‬‬ ‫عشان هيك ربنا يقول يف القرآن‪:‬‬
‫إذا ما تعاملت معه بقوة‪ ..‬ما رح يعاملك بقوة!‬
‫بس إلزم حالك بورد يومي‪ ،‬وإبعد التلفون عنك أهم إشي!‬
‫وحاول تقرأ اآليات كإنك بتوشوش حالك وبتهمس جواتك!‬
‫حاول استشعر إنك إنت املخاطب بالكالم!‬
‫ً‬
‫مثل‪ :‬جرب مر على آيات من ‪ 65-61‬بسورة اإلسراء‪ ،‬وتخيل هاملشهد امللحمي!‬
‫أو مر على آيات‪ :‬من ‪ 145-139‬سورة آل عمران‪ ،‬وشوف ما أحلى املواساة!‪ ‬‬
‫أو مر على آية ‪ 54‬من سورة األنعام‪.‬‬
‫راح تكتشف إشي عجيب!‪ ‬‬
‫وشك ًرا لسؤالك مرة تانية ^^‬
‫‪92‬‬

‫فسر القرآن؟!‬
‫ليه ربنا ما ّ‬
‫‪ -‬يحيى يف شغلة محيرتني؟!‪ ‬‬
‫ما شــاء اهلل عليك يوسف‪ ،‬على هالعلم اللي بنزل عليك بـــس بساعة‬
‫احملاضرة!‪ ‬‬
‫‪ -‬له له يا موالنا الشيخ‪ ،‬بدل ما تقول خليني أكسب فيه أجر هالشب‪ ،‬وأجاوبه‬
‫على أسئلته؟‪ ‬‬
‫يا عمي ما حكيتلك ما بدي أجاوبك‪ ،‬بس مش بوقت احملاضرة بتحكيلي‬
‫عندي أسئلة واحلقني وأبصر مالي؟‬
‫‪ -‬هذا بقلك يف مقولة لــ محمود درويش‪" :‬ما أجمل تلك الساعة التي تقضيها‬
‫خارج احملاضرة بينما أقرانك يف داخل احملاضرة يتثاءبون!"‪ ‬‬
‫آه‪ ،‬قلتلي محمود درويش ويتثاءبون!‬
‫‪ -‬آه قرأتها على صفحة أقوال املشاهير والعظماء!‪ ‬‬
‫طيب بتعرف غاندي شو بحكي؟‬
‫‪ -‬شو؟‬
‫ح ّل عني!‬
‫‪ -‬بتتخوث؟!‬
‫إنــت اللي بلشت تتخوث‪ ،‬قــال بينما أقــرانــك يتثاءبون! يــا هــي راحــت‬
‫احملاضرة‪..‬شو سؤالك؟‪ ‬‬
‫فسر القرآن؟ قصدي إنه ليه ما نزل على سيدنا محمد‬ ‫‪ -‬هسا ليه ربنا ما ّ‬
‫تفسير للقرآن‪ ،‬مش ممكن أسهل علينا؟ بدل ما كل مرة نقعد نفكر ونتأمل‬
‫ونقرأ تفاسير وغيره؟!‬
‫‪93‬‬

‫حلو‪ ..‬مش ممكن يكون أسهل علينا‪ ،‬ال أكيد رح يكون أسهل علينا‪..‬‬

‫‪ -‬طيب‪ ،‬بسألك ليه قاعد؟!‬

‫ببساطة إنه القرآن لو نزل معاه تفسيره رح يكون يف مشكلة!‪ ‬‬

‫‪ -‬جد؟ شو هي؟‬

‫إنه رح تقرأه مرة وحدة بعدين خلص‪ ،‬مهو خلص عارفني تفسيره وعارفني‬
‫شو احلكمة من السورة وشو الدروس املستفادة من كل سورة وخلص!‬

‫أما حال ًيا فالقرآن يف كل حلظة يف كل ثانية بقدملك معنى جديد‪ ،‬وإشارة‬
‫جديدة‪ ،‬وتفسير جديد‪ ،‬بخليك تشعر إنه حال ًيا عم بتنزّل عليك‪ ،‬والغريب‬
‫إنك ممكن تتأثر بآية غير اآلية اللي أنا بتأثر فيها‪ ،‬وكل واحد فينا بيشعر‬
‫إنه اآليــة الفالنية فيها رسالة وإشــارة إلــه‪ ،‬ممكن مــرات نفس اآليــة إنت‬
‫بتشوفها من ناحية وأنا من ناحية مختلفة متا ًما‪.‬‬

‫أما لو تفسر‪ ،‬خلص نفس املعنى نفس اإلشارة‪ ،‬نفس الفكرة‪ ،‬بنشوفها مرة‬
‫وحدة وبس وما بتتجاوب مع متغيرات حياتنا!‬

‫عشان هيك ممكن بلحظة توبة بتلفت إنتباهك آية‪{ :‬ﮕﮖﮗﮘﮙ‬


‫(طه‪)٨٢ :‬‬ ‫ﮚﮛﮜﮝ}‬

‫(يوسف‪)٨٧ :‬‬ ‫بلحظة يأس بتبكيك آية‪{ :‬ﭗﭘ ﭙﭚﭛ}‬

‫بلحظة سؤالك عن احلياة‪ ،‬بتجاوبك آية‪ { :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬


‫(امللك‪)٢ :‬‬ ‫ﭡﭢﭣﭤﭥﭦ}‬

‫يف كل حلظة‪ ،‬بتالقي القرآن بجاوبك‪ ،‬وبخليك حتكي بينك وبني حالك‪ :‬أي‬
‫واهلل هاآلية كأنه أول مرة بقرأها!‬

‫‪ -‬ياه‪ ،‬شك ًرا! جد شك ًرا!‬


‫‪94‬‬

‫هجر!‬
‫مية‬
‫‪ّ -‬‬
‫مية‪ ،‬خير؟‬
‫نعم ّ‬
‫مية‪.‬‬
‫‪ -‬ال وال إشي بس هيك حبيت أقلك ّ‬
‫باهلل جد؟ مالك هاألكم يوم صاير منيح وآدمي‪.‬‬
‫‪ -‬اهلل يسامحك‪ ،‬يعني أنا قبل ما كنت آدمي!‬
‫ال مش هيك قصدي‪ ،‬بس حاسيتك متغير إنه فجأة بتكب الزبالة حلالك‬
‫بــدون ما أطلب منك‪ ،‬وبتلم للصحون ملا نخلص أكل حلالك‪ ،‬يعني مش‬
‫عوايدك يا حبيبي؟‪ ‬‬
‫‪ -‬ال مهو أحكيلك شغلة‪ ،‬أو أقلك‪ ..‬خليني أسألك سؤال؟‬
‫هسا إذا قرأتي آية‪ { :‬ﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠ}‬
‫(الفرقان‪ ،)٣٠ :‬شو مفهومك أو تصورك لهجر القرآن؟‬
‫اسمع‪ ..‬أنا مش متصورة إنك بتحكي بهاي الطريقة وبتسأل هيك أسئلة!‬
‫جد مالك؟‬
‫‪ -‬يييي أو بدون يييييي آسف‪ ،‬بس جاوبيني جد؟‪ ‬‬
‫يعني بعتقد إنه هجر القرآن إنه ما نقرؤه‪ ،‬وإنه نقعد أسابيع وأشهر بدون‬
‫ما نفتحه‪.‬‬
‫‪ -‬صح كالمك‪ ،‬بس يف معنى أهم وأع َمق‪..‬‬
‫شو؟‬
‫‪ -‬إنه هجر القرآن مش بس إنك ما تقرؤه‪ ،‬إنك ما تعمل شو موجود جواته‪،‬‬
‫فعادي ممكن تالقي حد كل يــوم بقرأ قــرآن‪ ،‬بس ما بتعامل معه كشيء‬
‫تطبيقي ينعكس على حياته‪ ،‬فهذا بكون هاجر للقرآن حتى لو بصبح ومبسي‬
‫عليه!‬
‫حلو‪ ،‬اهلل يرضى عنك شو فهمان‪ .‬‬
‫‪95‬‬

‫‪ -‬عشان هيك ممكن بعد آية هجر القرآن بصفحات بتيجي صفات عباد‬
‫الرحمن! وكأنها إشارة من ربنا إنه اللي ما بكون حريص على صفات عباد‬
‫الرحمن وتطبيقها بكون هاجر للقرآن‪.‬‬
‫فعشان هيك بتشوفيني صرت أضب الصحون وأكب الزبالة وأساعدك وهيكا‪،‬‬
‫إلنه مش منطق أمر على كل آيات الوالدين وأنا ما بطبق إشي منها‪ ،‬بس مية‬
‫بدي أحكيلك شغلة‪ ..‬هسا قد قد ما كنت حريص إني أكون منيح وبساعد‬
‫وعامل فيها االبن املرضي‪ ،‬صدقيني ممكن أنسى كل هذا ملا أشوفك عاملة‬
‫ِ‬
‫عليك !‪ ‬‬ ‫مية واهلل‪ ..‬العدس شوربة مش طبخة! باهلل‬
‫عدس! ّ‬
‫ولك احكي احلمد هلل غيرك مش مالقي يوكل لقمة‪ ،‬كمان قوم اشطف‬
‫املطبخ ما دامك صاير فهمان وبتنظر! ‪ ‬‬
‫مية‪ ،‬اتفقنا الزبالة والصحون‪ ،‬مش شطف كمان!‬
‫‪ّ -‬‬
‫علي بـــــس!‬
‫اهلل يعوض ّ‬

‫اصطفينا من عبادنا!‬
‫اسمــع‪ ..‬‬
‫‪ -‬سامع‪ ..‬‬
‫إذا قلتلك هسا إنه ربنا اصطفاك من بني الناس؟ شو موقفك؟!‬
‫‪ -‬استغفر اهلل يا زملة! مالك؟‪ ‬‬
‫ما مالي إشي‪ ،‬بسألك سؤال عادي قاعد؟‬
‫‪ -‬ال مش سؤال عادي‪ ،‬إلنه كيف ربنا بده يصطفيني من بني الناس‪ ،‬هو أنا‬
‫كاين نبي؟!‪ ‬‬
‫ال مش نبي طب ًعا‪ ،‬بس ما دخلها عادي ممكن تكون مصطفى من ربنا وإنت‬
‫مش نبي!‬
‫‪ -‬إسمع‪ ،‬الواضح إنك بلشت تخبص شوي‪ ،‬وشكلك استغليت فيها إني غشيم‬
‫شوية وسقتلي فيها الشيخ والفهمان وإنك أبو التأمالت والتدبر!‪ ‬‬
‫‪96‬‬

‫الواضح إنك مش قاعد بتتدبر القرآن زي ما اتفقنا! افتح سورة فاطر آية ‪!32‬‬
‫‪ -‬استنى شوية!‬
‫{ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ‬
‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ} (فاطر‪)٣٢ :‬‬

‫شو طلع معاك؟!‪ ‬‬


‫‪ -‬استنى شوية‪ ..‬هسا اللي فهمته إنه ربنا أو َرث الكتاب للناس اللي اصطفاهم صح؟‪ ‬‬
‫صح‪ ..‬بس كمل اآلية‬
‫‪ -‬منهم ظالم‪ ..‬منهم مقتصد‪ ..‬منهم سابق باخليرات‪!..‬‬
‫آه شو فهمت؟!‪ ‬‬
‫‪ -‬ممممم فهمت إنه ربنا أَ ْو َرث الكتاب للناس اللي اصطفاهم وهمة ‪ 3‬أقسام‪:‬‬
‫ظالم أو مقتصد أو سابق باخليرات!‬
‫بس مش فاهم بصراحة كيف إنه ظالم لنفسه وربنا اصطفاه؟!‬
‫الفكرة إنه ربنا بحكيلنا مع كل تقصيركم وظلمكم لنفسكم يف كثير من‬
‫األوقات‪ ،‬وهجركم لكتابي‪ ،‬لكن رح أضل أصنفكم من الناس اللي اصطفيتهم‬
‫بإني أورثتهم هالكتاب! وممكن كمان رسالة إلنا إنه كل واحد يشوف حاله‬
‫وين من هالتقسيمة! وإنه يجتهد قدر اإلمكان حتى يكون من الناس السابقني‬
‫باخلير دائ ًما!‬

‫ليدبروا آياته!‬
‫ّ‬
‫بتعرف يا يوسف شو مشكلة الناس مع القرآن؟!‬
‫‪ -‬شو؟‬
‫إنهم بفكروا إنه العبرة بالقرآن بس نختمه! يعني بس قراءة عادية والعبرة‬
‫كم مرة تختمه بالشهر!‬
‫‪ -‬طيب شو املشكلة؟!‬
‫‪97‬‬

‫املشكلة إنه نظرتنا تكون للقرآن بس نظرة قراءة‪ ،‬ربنا يقول يف القرآن‪:‬‬
‫{ﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹ ﭺ} (ص‪)٢٩ :‬‬

‫يعني علّة نزوله التدبر!‬


‫‪ -‬طيب شو يعني تدبر؟!‬
‫مممم يعني إنك تتأمل وتفكر وتنظر إلى ما وراء اآليات وحتاول تفهمها‪،‬‬
‫وتفكر كيف ممكن تطبقها يف حياتك‪.‬‬
‫‪ -‬صح مش إنه اقرأ قراءة سطحية وعابرة بدون ال فهم وال معنى‪..‬‬
‫بتعرف يحيى‪ ،‬خطر يف بالي شغلة‪ ،‬القرآن هو الكتاب الوحيد يف العالم اللي‬
‫بنقرؤه بدون فهم وتدبر‪،‬‬
‫يعني عمره خطر يف بالك إنك تعطي كتاب لواحد ويسألك أقرأه بفهم وال بدون؟!‬
‫إلنه املنطق بحكي أكيد بفهم‪ ،‬بس لألسف مع القرآن واقعنا غير‪.‬‬
‫اهلل املستعان يا صاحبي!‬
‫وتــرى القرآن ما ترك إلنا وال عذر إنه منر عليه بــدون فهم وتدبر‪ ،‬إلنه‬
‫بخاطبنا بكل األساليب‬
‫كم قصة وأسلوب وطريقة جابلنا القرآن!‬
‫يعني كم مرة حكالنا يا عبادي‪..‬‬
‫وكم مرة استخدم أسلوب ترغيب‪..‬‬
‫وكم مرة حكالنا عن نعيم اجلنة‪.‬‬
‫كم مرة جابلنا قصص‪.‬‬
‫وحتى كم مرة عادلنا القصة لنعرف وندرك أكثر!‬
‫وكم مرة استخدملنا أسلوب ترهيب وذكرلنا سبحانه سوء عذاب جهنم‪..‬‬
‫وكم مرة ذكرلنا ايش صار باألقوام الفاسدة‪..‬‬
‫وكم مرة حاورت آيات القرآن عقلنا‪ ..‬وكم مرة وصلت لقلبنا !‬
‫يعني بكل الطرق وبأي مزاج عندك رح تالقي خطاب يناسبك بالقرآن‪.‬‬
‫بس يا ريت لو نعيره اهتمامنا‪ ..‬واهلل حياتنا غير تتغير‪ ..‬واهلل!‬
‫‪98‬‬

‫لِ َت ْ‬
‫ش َقى!‬
‫يوسف‪ ..‬قبل ما أنسى الزم تعرف إشي‪..‬‬
‫إحنا يف زمن صعب‪ ،‬والشهوات مش تاركيتنا بحالنا‪ ،‬لدرجة إنه صرنا نحس إنه‬
‫مستحيل نقدر نتركها‪ ،‬وأظن إنه هالشعور من أسوء األشياء اللي ممكن يحسها‬
‫اإلنسان يف حياته!‬
‫واهلل الشهوة ّ‬
‫ذل‪ ..‬واهلل إنك تتعلق بإشي غلط‪ ،‬إشي بوجع القلب‪..‬‬
‫بس أنا حاب أحكيلك إنه القرآن سبب كبير إنه ينقذنا من هالذل‪ ،‬سبب كبير إنه‬
‫ينتشلنا من شهواتنا ورغباتنا‪ ..‬عشان هيك يف أول سورة طه‪:‬‬
‫(طه‪)٢ :‬‬ ‫{ﭷﭸﭹﭺﭻ}‬
‫هذا القرآن مش لشقاءك‪..‬‬
‫حتى شوف استخدم ما النافية! يعني كإنه ربنا بيحكيلنا متى ما كنت شقي فأكيد‬
‫القرآن مش معك!‬
‫والرابط العجيب إنه بآخر السورة‪:‬‬
‫(طه‪)١٢٤ :‬‬ ‫{ﯳﯴﯵ ﯶﯷﯸﯹﯺ}‬
‫واعرف يا صاحبي‪ ،‬كلما قويت عالقتك مع القرآن بتكون إنت أبعد عن الشقاء‬
‫وذل املعصية والشهوة!‬
‫وكلما قصرت معه‪ ،‬بتكون الشهوة استمكنت منك أكثر فأكثر‪.‬‬
‫خلي هاي الشغلة حلقة بذانك‪.‬‬

‫رسالة من يوسف إلى يحيى!‬


‫ما خطرلي إني ممكن أكتب رسالة حلد يف يوم من األيام‪..‬‬
‫بس ممكن اللي صار بيني وبينك من حورات اضطرني لهذا اإلشي‪.‬‬
‫وممكن قررت إني أكتبلك إلني حال ًيا مبر يف حالة مشاعر جياشة "اهلل وكيلك"‪،‬‬
‫وحسيت إني لو بدي أحكيلك هذا احلكي وج ًها لوجه ما رح أقدر أعبر بالشكل‬
‫‪99‬‬

‫خصوصا إنك كثير من املرات بتكون مستفز شوية وأحيا ًنا مر ّوق زيادة‬
‫ً‬ ‫املطلوب‪،‬‬
‫عن اللزوم‪ ،‬فقلت بيني وبني حالي ما بزبط أواجهك‪ ،‬بالش‪ ‬يقلب املوضوع‬
‫مسخرة وضحك أو ينتهي بعبارة‪ :‬لشو بدك توصل‪ ..‬عزومة مش عازمك؟‪ ‬‬
‫عشان هيك قررت أكتبلك‪ ،‬مع علمي املسبق إنه إحنا شعب مش شغل هيك‬
‫قصص وال حول وال قوة إال باهلل‪..‬‬
‫حبيت أحكيلك شك ًرا‪ ،‬آه شك ًرا على كل إشي!‬
‫ما كنت بتصور بيوم من األيام إني رح أكسر احلواجز بيني وبني القرآن!‬
‫ما كنت أتصور إنه رح ييجي يوم ما أقدر فيه أستغني عن وردي القرآني‪..‬‬
‫صحيح إنه املوضوع لسه بده َجلد وصبر ومتابعة أكثر وأكثر‪ ،‬بس أنا مبسوط‬
‫عاإلجناز املبدئي ‪ ‬‬
‫وأحكيلك إشي‪ ،‬آسف إني كثير مرات كنت أزعجك! أو ما أجاوبك بأسلوب‬
‫مناسب‪ ،‬بس يعني إنت كمان بتقهر وكثير مرات بحسك بارد أعصاب يف مواقف‬
‫ال يحتمل فيها إنه تكون بارد أعصاب‪ ،‬وال أقلك مش آسف! ههه‪ ‬‬
‫بتعرف شغلة‪ ،‬خطر ببالي حديث عن النبي صلى اهلل عليه وسلم ملا جاءه واحد‬
‫وقلّه إني أحب فالن!‬
‫فالنبي جاوبه ّ‬
‫هل أخبرته! ومبا معناه باألردني‪ :‬جاي حتكيلي إلي!! قوم إحكيله‬
‫إله! ههه‬
‫اللهم ص ِّل على حبيبنا محمد‪ ،‬فأنا انطال ًقا من هذا احلديث حاب أحكيلك إني‬
‫بحبك يف اهلل‪.‬‬
‫وآخر إشي‪ ،‬يف حلظة من حلظات النكد اللي كنت عايشها الفترة املاضية‪ ،‬فتحت‬
‫املصحف ولقيت رسالة من ربنا إلي! كان فيها بواسيني بقربــــك إنت‪ ،‬آه إنت‬
‫(القصص‪)٣٥ :‬‬ ‫‪...‬وبحكيلي‪{ :‬ﯱﯲﯳ}‬

‫‪ #‬هنا ينتهي حوار يوسف ويحيى ^^ ‪#‬‬


‫‪100‬‬

‫دير بالك!‬
‫إذا حكيتلك إنه سهل الواحد يتخلص من شهواته اللي سيطرت عليه‪ ،‬بكون‬
‫بصراحة مش منصف معك‪.‬‬
‫أظن إنه مرة حكيتلك إنه املوضوع أشبه بصراع حتى املوت‪.‬‬
‫صراع مع نفوسنا وشهواتنا ورغباتنا وأهوائنا‬
‫وفكرة الصراع فيها ُجهد وصبر وإرادة‪ ،‬وفيها جهاد‬
‫وإلى حني حلظة النصر واخلالص‬
‫دير بالك حترم قلبك من القرآن‬
‫دير بالك حترمه من آيات األمل برحمة اهلل‬
‫(الضحى‪)٣ :‬‬ ‫دير بالك حترمه من {ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ }‬
‫ما حترمه من دعاء يونس {ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ}‬
‫(األنبياء‪)٨٧ :‬‬

‫(القصص‪)٢٤ :‬‬ ‫وال من اعتراف موسى {ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ}‬


‫وال من مناجاة آدم وحــواء {ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫(األعراف‪)٢٣ :‬‬ ‫ﭜ}‬
‫(الشعراء‪)١٦٩ :‬‬ ‫ودعاء لوط {ﮕﮖﮗﮘﮙ}‬
‫(األنبياء‪)٨٣ :‬‬ ‫{ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩ}‬
‫وهمهمات يعقوب‬
‫(يوسف‪)٨٧ :‬‬ ‫{ﭗﭘ ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ}‬
‫يا‪ ..‬ما حترم قلبك‪..‬‬
‫‪101‬‬

‫‪Open Book‬‬
‫معظم امتحانات ال‪ Open Book‬اللي قدمتها بحياتي خبصت فيها‪..‬‬
‫يعني لو كان امتحان عادي كان ممكن أجاوب أحسن‪..‬‬
‫أقلّها بكون فاحت املادة قبل وعارف عن شو بتحكي‪..‬‬
‫أما مع ال ‪ Open Book‬بكون بكتشفها حلظة اإلمتحان‪..‬‬
‫خطر ببالي هاإلشي ملا مريت على دراسة جلامعة "نيو ساوث ويلز" يف أستراليا‬
‫بتحكي ‪:‬‬
‫من أكبر األخطاء الشائعة عند الطالب إنهم بعتقدوا إنه اإلمتحان املفتوح مش‬
‫بحاجة إلى دراسة‪..‬‬
‫وبتكمل الدراسة وبتحكي ‪ :‬إنه الطالب اللي ما بدرسوا قبل اإلمتحان املفتوح‬
‫بعانوا من مشكلة عدم مقدرتهم على استخراج اجلواب من الكتاب‪..‬‬
‫ال يف الكتاب‬‫لدرجة إنهم بعتقدوا إنه اجلواب املطلوب منهم مش موجود أص ً‬
‫وبالتالي انخدعوا مبوضوع اإلمتحان املفتوح !‬
‫الفكرة باختصار‪..‬‬
‫إنت مش مطلوب منك حتفظ املادة وتبصمها بصم حتى تنجح باإلمتحان‪..‬‬
‫ممكن مطلوب منك تفهم منيح‪..‬وتقرأ بشكل واعي ومتكرر ودقيق‪..‬‬
‫حتى تقدر ملا تقدم اإلمتحان املفتوح تستخرج اإلجابات بسهولة بدون ما تبذل‬
‫عناء كبير يف البحث عنها‪..‬‬
‫أو تعتقد لوهلة إنه اإلجابات مش موجودة أصال بالكتاب‪!..‬‬
‫‪...............................................‬‬
‫اإلمتحان‪ :‬احلياة الدنيا‪.‬‬
‫والكتاب املفتوح‪ :‬القرآن‪.‬‬
‫ما تطلع من امتحانات الدنيا املتكررة حتكي‪:‬‬
‫ما لقيت اجلواب بالقرآن‪!..‬‬
‫والقصة وما فيها إنك مش مكلف حالك ‪1‬تفتحه إال بلحظة اإلمتحان‪!..‬‬
‫‪102‬‬

‫كل إشي!‬
‫بالنسبة إلي كان منظر األم يف مستشفى احلسني للسرطان وهي ماسكة دموعها‬
‫قدام بنتها اللي عمرها ‪ 5‬سنوات من أكثر املواقف املؤملة والصادمة يف حياتي!‪ ‬‬
‫كانت بتحكيلها إنه رح يطلعلك شعر أحلى‪ ..‬وراح نشتريلك إلي بدك إياه!‪ ‬‬
‫يبدو إنها كانت حتكي مع بنتها قبل جرعتها الكيماوي األولى!‬
‫ممكن كمان موقف هديك البنت‪ ..‬أظن عمرها ما بتجاوز ‪ 25‬سنة‪ ..‬ملا عملت‬
‫حادث مر ّوع قدامي‪ ..‬وقتها ملا نزلنا نحاول نطلعها من السيارة وكانت قاعدة‬
‫بتلفظ أنفاسها األخيرة‪..‬رن تلفونها بالصدفة‪ ..‬قام واحد وأخذ التلفون وكان‬
‫يبدو إنه أهلها اللي برنوا‪ ..‬فقال‪ :‬حد يرد يا جماعة‪ !..‬‬
‫الكل كان ساكت‪ ..‬وال حد بادر إنه يرد عالتلفون‪ !..‬‬
‫يخوان‪..‬حد يرد بقلكم!‪ ‬‬
‫ما أظن حد فينا كان بسترجي يحكي ألهلها إنه بنتكم فارقت احلياة!‪ ‬‬
‫فكرة إنه يف كل فصل بنسمع عن طالب انتقلوا لرحمة ربنا!‪ ‬‬
‫إما مبرض أو حادث أو فجأة‪ ..‬كانت فكرة صادمة بالنسبة إلي كمان‪!..‬‬
‫كل املصايب والــكــوارث واحلــروب واألم ــراض والفقر واملــوت الــي بنشوفه يف‬
‫هالعالم‪ ..‬‬
‫خالني يف حالة ذهول استم ّرت فترة طويلة!‪ ‬‬
‫ما كنت فاهم إشي‪ ..‬كانت فكرة إنه طيب ممكن املرة اجلاي أكون أنا الطالب‬
‫اللي رح ينزلي نعي على صفحات اجلامعة وإنه الناس تترحم علي‪ ..‬وممكن‬
‫وقتها النعي تاعي يجيب ألف اليك وألف كومنت اهلل يرحمه‪ ..‬بس يف النهاية‬
‫أنا متت!‪ ‬‬
‫طيب شو معنى حياتي اللي عشتها!‪ ‬‬
‫مش عارف‪ ..‬‬
‫جد مش فاهم إشي!‬
‫‪103‬‬

‫كنت محتاج إشي يفهمني‪ ..‬يوضحلي‪ ..‬يشرحلي‪ ..‬يجاوبني‪ ..‬بدي أي إشي‬


‫مشان اهلل!‬
‫وصرت أحكي بيني وبني حالي أسأل شيخ اجلامع‪ ...‬ال ال مش رح يفهمني‪ ..‬أو‬
‫ممكن يقلي هاي وساوس شيطان!‪ ‬‬
‫طيب أحكي ألمي‪ ..‬رح حتكيلي خلي ستك تقرأ عليك!‪ ‬‬
‫صحابي‪ ..‬لألسف رح ياخدوها الشغلة مزح!‪ ‬‬
‫ممكن اإلشي اللي كان يوصف حالي آية‪{ :‬ﭕﭖﭗﭘﭙ ﭚﭛ}‬
‫(التوبة‪)١١٨ :‬‬
‫كانت فكرة غريبة إني ما لقيت وال تعبير يع ّبر عن حالتي إال آية من القرآن كنت‬
‫مارق عليها مرور الكرام!‬
‫وهذا اللي خالني أحكي بيني وبني حالي‪ ..‬أبصر ممكن أالقي آيات تانية تعبر‬
‫عن حالتي زي ما هاآلية عملت‪ ..‬أو على األقل جتاوبني على جزء من األسئلة‬
‫اللي عندي؟!‬
‫يا اهلل القرآن!‪ ‬‬
‫املوت‪..‬احلياة‪ ..‬احلق‪ ..‬الباطل‪ ..‬الصبر‪ ..‬البالء‪ ..‬الشيطان‪ ..‬املالئكة‪..‬اجلنة‪..‬‬
‫النار‪ ..‬األمم السابقة‪ ..‬الشر‪ ..‬اخلير‪ ..‬احلكمة‪ ..‬وكل إشي!‪ ‬‬
‫آه واهلل كل إشي!‪ ‬‬
‫مع الوقت الـقــرآن علمني كيف أستقبل فكرة األلــم وامل ــوت‪ ..‬بنفس احلم ــاس‬
‫والشغف اللي بستقبل فيه فكرة احلياة!‬

‫منافق!‬
‫زمان كنت أفكر حالي منافق!‪ ‬‬
‫ممكن إلني ما كنت أتأثر ملا أسمع الدروس اللي بكون يف أولها صدى صوت‪:‬‬
‫املوت املوت املوت! مع صوت ناس بصرخوا‪..‬‬
‫ً‬
‫وأصل تكون‬ ‫ّ‬
‫يخف عقلي‪ ،‬بس ثاني يوم أص ِّبح وال كإني سامع إشي‪،‬‬ ‫أي نعم كان‬
‫رايحة علي صالة الفجر كمان!‪ ‬‬
‫وأرجع ثاني يوم أسمع كمان درس‪ ،‬ونفس اإلشي يخف عقلي‪ ،‬بس برضو أص ّبح‬
‫‪104‬‬

‫عادي وتروح صالة الفجر‪ .‬‬


‫مش ال سمح اهلل بعترض عكل الدروس؛ بس لألسف كان معظمها هيك‪ ،‬من‪ ‬أبو‬
‫الناس اللي بصرخوا مع صدى الصوت!‪ ‬‬
‫آخر إشي أدركت إني منافق‪ ،‬وفقدت األمل من حالي إني أكون إنسان منيح‪ !..‬‬
‫املهم مرت األيام فقررت مرة وأنا بكامل قواي العقلية أو اللي ضل منها بعد درس‬
‫املوت‪ ،‬إنه أصير أقرأ قرآن!‪ ‬‬
‫أول إشي كان املوضوع بالنسبة إلي صعب‪ ..‬وكنت استغفر اهلل بجر حالي جر‬
‫حتى أكمل صفحة وحدة "مهو مش أنا منافق وفاقد األمل من حالي إني أكون‬
‫إنسان منيح "‪  ‬‬
‫مع الوقت بلشت أحس حالي بتحسن شوية شوية‪ ،‬وكانت مرات آية وحدة كفيلة‬
‫إنها تصنع يومي‪ ،‬وحابب أشاركم بشغلة خرافية!‪ ‬‬
‫القرآن مليان حوارات !‬
‫فقررت إني أقحم حالي يف كل هاحلوارات وأعيشها بكل تفاصيلها!‪ ‬‬
‫راح عليكم كيف آيآت املواساة نزلت على قلوب الصحابة بعد معركة أحد!‬
‫وال لو تشوفوا كيف ربنا جبر بخاطر امرأة جاءت تشكي للنبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم من زوجها!‪ ‬‬
‫أحلى إشي بالنسبة إلي حوار ربنا مع املالئكة ملا خ ّبرهم إنه رح يجعل يف األرض‬
‫خليفة!‪ ‬‬
‫حوار إبليس مع ربنا خالني واعي للمعركة والصراع اللي بعيشه يف كل يوم!‪ ‬‬
‫يا اهلل سيدنا نوح وهو بنادي على ابنه!‪ ‬‬
‫وال حوار سيدنا موسى عليه السالم مع البنتني يف مدين‪ ..‬يا اهلل كيف اآلية‬
‫صورت قمة الرجولة وقمة احلياء يف موقف واحد!‪ ‬‬
‫تساؤالت سيدنا إبراهيم أذهلتني‪..‬‬
‫وهمهات سيدنا يعقوب بكتني‪..‬‬
‫‪105‬‬

‫ويا اهلل ما أحلى دعاء آسيا زوجة فرعون‪ :‬رب ابن لي عندك بيتا يف اجلنة‬
‫‪..‬وكيف إنها اختارت اجلار قبل الدار‪..‬‬
‫وال آيات التوبة اللي كانت تشجعني أوقف على رجلي بعد كل مرة بوقع فيها‬
‫وال وصايا سيدنا لقمان إلبنه اللي وقتها صرت أهز راسي بشكل عفوي وأحكي‬
‫"حاضر"‬
‫{ﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ‬
‫ﯵ} (لقمان‪)١٧ :‬‬

‫ورقة وقلم!‬
‫من األشياء اللطيفة يف حياتي‪ ،‬ابتسامة الناس الكبار يف العمر ملا أدخل املسجد!‬
‫بحس ابتسامتهم معناها إنهم حابني يكسبوني للدين واملسجد‪ ،‬وإنه يحسسوني‬
‫إنه وجودي مرحب فيه حتى لو شكلي ال يوحي بااللتزام!‬
‫وإنه شايف هينا مناح وبنبتسم إلك‪.. ‬‬
‫طب ًعا أنا برد االبتسامة بابتسامة مبا معناه‪ :‬إنه شك ًرا على إنه وجودي مرحب‬
‫فيه بينكم‬
‫ياه‪ ،‬جد شك ًرا ‪..‬‬
‫يعني باختصار أنا الشب الذي ال تظهر عليه عالمات االلتزام‪ُ ،‬مستقبل ابتسامات‬
‫املرحب به داخل املساجد ودور العبادة‪.. ‬‬
‫ّ‬ ‫كبار العمر‪ ،‬صاحب الوجود‬
‫طب ًعا مش دائ ًما مرحب فيه‪ ،‬إال ما يطلعلك واحد او اثنني من جماعة "شو جايبه هاظ؟ "‬
‫حاب أحكيلكم شغلة سريعة إنه كيف بتعامل مع القرآن؟‬
‫أنا مستحيل أفتح املصحف ومش جنبي قلم وورقة‪ ،‬زي كإني بدرس دراسة !‬
‫بتعرفوا شو بعمل؟ بحب أكتب الكلمات اللي مش فاهم معناها أو اآليات اللي‬
‫حاب أعرف تفسيرها‪. ‬‬
‫كثير مرات بسجل أسئلة حابب أعرف إجابتها‪ ،‬وببدأ رحلة مع القرآن إلجابة‬
‫هاي التساؤالت!‬
‫‪106‬‬

‫أو بختار موضوع معني وببدأ أقــرأ القرآن حتى أستخرج معادلة معينة منه‬
‫بتخص املوضوع اللي اخترته‪.‬‬
‫سجل طرقه يف التواصل معنا‬ ‫سجل كل آيات الشيطان‪ ،‬وبَ ِّ‬ ‫ً‬
‫مثل‪ :‬الشيطان‪ ،‬بَ ّ‬
‫واستراتيجياته إلغوائنا‪ ،‬وبقعد أد ِّور على حلول لطرقه وأساليبه من القرآن!‬
‫طب ًعا بشكل منهجي وباالعتماد على العلماء واملفسرين‪..‬‬
‫جربوها مع أي موضوع بدكم إياه رح تنصدموا!‬
‫آه واهلل‪ ..‬رح تنصدموا‬

‫اهدنا الصراط المستقيم!‬


‫بضحك وأنا قاعد باجلامع!‪ ‬‬
‫ّ‬ ‫كان وقتها منظري‬
‫إنه مني ضل يقرأ الفاحتة قراءة ! مهو الكل حافظها‪ ..‬‬
‫وحلد هسا ما بعرف شو كان بتهيألي‪ ،‬املهم وصلت لعند {ﭧ ﭨﭩ}‬
‫(الفاحتة‪)٦ :‬‬

‫صدقوني أول مرة بخطر ببالي إنها دعاء ! بعرف إنه كلنا بنعرف إنها دعاء‬
‫بس أول مرة بستشعر معناها يعني! أنداري ‪...‬‬
‫ووقتها سألت حالي طيب كيف بده يهديني للصراط املستقيم؟ شو الطريقة؟ شو‬
‫الوسيلة؟ طيب شو املفروض أعمل هسا؟‪ ‬‬
‫وفجأة عيني أجت على الصفحة اللي جنبها؛ {ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ‬
‫ﭛ} (البقرة‪)٢-١ :‬‬

‫ببساطة طلع اجلواب يف‪{ :‬ﭓﭔ}‬


‫أحصل‬
‫ّ‬ ‫ومن وقتها ما مب ّر علي يوم‪ ..‬بدون ما أقرأ من {ﭓﭔ} حتى‬
‫شيء من الهدى اللي بخليني على الصراط املستقيم يف كل تفاصيل يومي وحياتي!‪ ‬‬
‫وبـــس‪) : ‬‬
‫‪107‬‬

‫الخطوات العملية "القرآن "!‬


‫حاولنا من خالل احلوارات املاضية إنه نغ ّير تعاملنا التقليدي مع القرآن الكرمي‪،‬‬
‫وبنفس الوقت نكسر احلواجز بيننا وبينه‪ ،‬وحتى ننتقل من الكالم خلطوات‬
‫عملية‪ ،‬راح نكتب خطة عملية يف التعامل مع القرآن‪ ،‬كأولى خطواتنا يف مواجهة‬
‫"الشهوة "^^‬

‫اشتري املختصر يف تفسير القرآن "مركز تفسير للدراسات القرآنية " واشتري‬
‫نسخة واهديها لصديقك املفضل حتى تتعاهدوا فيما بينكم إنكم تبدؤوا‬
‫حياة جديد مع القرآن ‪.‬‬
‫اشتري دفتر فقط للقرآن ‪..‬حتى تسجل فيه معاني املفردات وتفاسير اآليات‬
‫واخلطوات العملية اللي طلعت منها من القرآن وكل إشي بخطر يف بالك ‪.‬‬
‫عاهد نفسك إنه ما مير يوم بــدون قــرآن حتى لو بس صفحة وحــدة واألهم‬
‫"التدبر "‪.‬‬
‫املوضوع أوله بده جهد وصبر لكن مع الوقت راح يصير عادة ‪.‬‬
‫اختار وقت يكون قلبك فيه حاضر‪ً ..‬‬
‫مثل بالليل أو قبل ما تنام أو عالفجر‪..‬‬
‫وخلي التلفون بعيد عنك‪ .‬وتذكر القاعدة اللطيفة‪:‬‬
‫^_^ ‪Looking for extra ajr ? Read Quran after Fajr‬‬

‫قبل ما تبدأ قراءة خلي عندك ثقة وقناعة إنه الكتاب اللي بني إيديك قادر‬
‫على تغيير حياتك جذر ًّيا !‬
‫حاول قبل ما تبدأ قراءة‪ :‬ترفع إيديك وتدعي إشي بتحبه!‬
‫دائما يف القرآن‪.‬‬
‫اتفق مع صاحب إلك‪ ،‬أو شلة أصحاب على إنكم تذكّروا بعض ً‬
‫حاول احفظ آيات جديدة‪ ،‬واقرأها يف صالتك‪.‬‬
‫احضر كل فترة وفترة حلقة من برنامج "بالقرآن اهتديت "وشــوف قصص‬
‫لناس كانوا أسرى لشهوات أضعاف شهواتنا وكيف استطاع القرآن يغيرهم ^^‬
‫‪108‬‬

‫ب‬
‫‪ #‬التوبة‬
‫{ﭑﭒﭓﭔﭕ}‬
‫‪109‬‬

‫‪ #‬توبة!‬
‫ممكن حد يحكي‪ ،‬طيب مش األصــل بعد ما نخلص كامل الدليل نحكي عن‬
‫مثل‪ ،‬فيفترض تكون باآلخر مش هسا ؟!‬ ‫"التوبة" إنه يف حال الواحد انتكس ً‬
‫الفكرة إنــه التوبة هي جــزء من احلــل‪ ..‬وبذكرك مبوضوع "الــوعــي" وجتديد‬
‫املفاهيم وكسر احلواجز!‬
‫فكرة التوبة إذا عرفنا كيف نتعامل معها رح يكون إلها نصيب كبير يف مساعدتنا‬
‫للتخلص من شهواتنا ورغباتنا‪ ،‬وبنفس الوقت هذا ما بيمنعنا من فكرة التأكيد‬
‫عليها بعد االنتهاء من الدليل العملي‪.‬‬
‫وضروري نعرف إنه التوبة مش فقط متعلقة بالشهوات‪ ،‬التوبة إشي يفترض يكون‬
‫حاضر بكل تفاصيل حياتنا‪ ،‬مش إنه ما بنتوب وبنستغفر إال ملا شهوتنا تغلبنا!‬
‫وراح نكتشف إنه توبتنا يف أمور جانبية "ممكن ما بنكترث إلها" رح يكون إلها‬
‫تأثير كبير يف قبول توبتنا اخلاصة بشهواتنا وممكن يف مساعدتنا يف التخلص‬
‫من شهواتنا أيضاً‪!..‬‬
‫بنفس الوقت رح نكتشف إنه الناس بنقسموا أقسام يف موضوع التوبة‪ ،‬وراح‬
‫نحاول نعرف إحنا بأي قسم منهم‪ ..‬حتى تكون خطتنا قائمة على فكرة اإلرتقاء‬
‫يف مراتب التوبة ‪.‬‬
‫وعلى اهلل نتوكل ونستعني ‪^^ ..‬‬
‫‪110‬‬

‫يحب التوابين!‬
‫ط ّيب يا رب‪...‬‬
‫أنا بغلط وبذنب‪ ،‬وبتغلبني شهوتي‪ ،‬وبستسلم لنفسي‪ ،‬وبرد على شيطاني‪ ،‬وما‬
‫بستشعر مراقبتك‪ ،‬وبعصيك بالنعم اللي منحتني إياها‪ ،‬وبتخبى من عيون الناس‪،‬‬
‫وبنسى عيونك اللي ما بفوتها شيء‪ ،‬وإنت قادر تقبض روحي وأنا بذنب بس‬
‫بتمهلني‪ ،‬ومش مرة وال مرتني وال ألف‪..‬‬
‫ومجرد ما أوقف بني إيديك نادم منكسر بتبادِ لني احلــــــــــــب!!‬
‫(البقرة‪)٢٢٢ :‬‬ ‫آية‪ { :‬ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ }‬
‫خلتني أحكي مع حالي‪ ،‬إنه كيف يا رب؟!‬
‫وعلى أي أساس! وإحنا أصحاب النفوس الضعيفة‪ ،‬واللي بنتخبط طول وقتنا بشهواتنا‬
‫ورغباتنا وأهوائنا؟! ممكن مع الوقت أدركت إنه املوضوع متعلق بفكرة "تكرار" التوبة‪..‬‬
‫فكرة تكرار التوبة وجتديدها يف كل حلظة وبعد كل معصية وشهوة ‪.‬‬
‫بتعني لربنا إنه ال زال جواتك خير‪ ،‬وإنك ال زلت مستشعر وجوده يف داخلك‪ ،‬وإنك‬
‫حريص تكون إنسان أحسن والدليل إنك بترجعله‪ ،‬وإنه قلبك لسه ما مات‪ ،‬وإنك ما‬
‫استسلمت للشيطان متا ًما‪ ،‬وإنه أملك باهلل لسه قائم‪ ،‬وإنك مش راضي عن نفسك‬
‫وعن حالتك‪ ،‬وإنك بتبحث عن اخلالص‪ ،‬واألهم إنك ما يئست من رحمة اهلل‪!..‬‬
‫كل هذا بعني لربنا كثير‪ ،‬ممكن عشان هيك صرحلك بهذا ا ُ‬
‫حل ْب!‬
‫أكدلي هاي املعاني هذا احلديث املذهل يف صحيح مسلم‪:‬‬
‫عن‪ ‬أبي هريرة‪ ‬عن النبي صلى اهلل عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال‪:‬‬
‫(( أذنــب عبد ذن ًبا فقال‪ :‬اللهم اغفر لي ذنبي‪ .‬فقال اهلل تبارك وتعالى‪ :‬أذنب‬
‫عبدي ذنبا فعلم أن له ر ًّبا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب‪ .‬ثم عاد فأذنب‪ ،‬فقال‪ :‬أي‬
‫رب‪ ،‬اغفر لي ذنبي‪ ،‬فقال تبارك وتعالى‪ :‬أذنب عبدي ذن ًّبا فعلم أن له ر ًّبا يغفر‬
‫الذنب ويأخذ بالذنب‪ ،‬ثم عاد فأذنب‪ ،‬فقال‪ :‬أي رب اغفر لي ذنبي‪ ،‬فقال تبارك‬
‫وتعالى‪ :‬أذنب عبدي ذن ًبا فعلم أن له ر ًّبا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت‬
‫لعبدي فليفعل ما شاء ))‬
‫‪111‬‬

‫بنفس الوقت انتبه!‬


‫الشيطان رح يوظف هاحلديث بشكل خاطىء‪ ،‬ونفسك األمارة بالسوء رح توافقه‪،‬‬
‫راح يحاولوا يقنعوك إنه ما دام ربنا بغفرلك مبجرد ما رجعتله‪ ،‬فشو املشكلة لو‬
‫ضليتك على شهواتك‪ ،‬وتوب بعد كل مرة بتوقع فيها!‬
‫بصراحة املوضوع حساس شو ّية‪ ،‬وبنفس الوقت خطير؛ بس أحكيلك على شو‬
‫بعتمد‪ ،‬بعتمد على اإلخالص جوا قلبك! هل أنت ً‬
‫فعل صادق يف توبتك ونادم‬
‫عليها أشد الندم؟!‬
‫هل أنت ملا توقف بني إيدين ربنا فع ً‬
‫ال بتكون ندمان ومنكسر ونفسك تتخلص‬
‫من ذنبك؟!‬
‫هل أظهرت لربنا إنك بتحاول تتخلص من شهوتك بس مش قادر؟!‬
‫هل شهوتك غلبتك بلحظة ضعف وال إنت رحت عليها مع سبق اإلصرار؟!‬
‫آه ويف نقطة مهمة‪..‬‬
‫هل م ّرت عليك حلظة استصغرت فيها ذنبك‪ ،‬وال كان ذنبك عظيم بالنسبة إلك؟!‬
‫إنت جاوب حالك‪ ،‬وضروري تعرف إشي‪:‬‬
‫كلما استعظمت ذنبك أمام ربنا‪ ،‬صغر ذنبك عند اهلل!‬
‫وكلما استصغرت ذنبك‪ ،‬عظم عند اهلل!‬
‫ممكن حتكي طيب ساعدني أكون صادق بتوبتي أو شو اإلشارة أو العالمة اللي‬
‫ممكن يتحقق من خاللها شرط التوبة؟!‬
‫راح أحكيلك إنك إنت عارف اجلواب وما يف مسلم ما بعرفه‪:‬‬
‫الندم‬
‫العزم على عدم العودة‬
‫اإلقالع عن الذنب‬
‫بس أنا حريص ما أجاوبك أجوبة تقليدية زي هيك‪ ..‬ممكن عشان هيك دليل‬
‫التزكية باملجمل رح يعالج هاي اإلشكاالت إن شاء اهلل‪ ..‬ويف الفصل األخير من‬
‫‪112‬‬

‫الكتاب راح تالقي مجموعة أجوبة على نفس فكرة هالسؤال ‪.‬‬
‫وعفكرة سؤالك ذ ّكرني مبرة من املرات كنت فيها بعيش أسوء أيام حياتي‪ ،‬كنت‬
‫وقتها بعيد عن ربنا كثير‪ ،‬وبصراحة ما كنت أتوقع إنه ممكن أوصل هاي املرحلة‪.‬‬
‫صادفت وقتها شيخ كنت بعرفه من أيام زمان من أيام املدرسة‪ ،‬كان هذا الشيخ‬
‫دائ ًما يبادرني بسؤال غريب ويحكيلي‪ :‬كيف حال قلبك؟!‬
‫وقتها قلتله‪ :‬واهلل يا شيخ مش وال بد‪ ،‬بس هينا راجيني رحمة ربنا‪.‬‬
‫حكالي‪ :‬ندمان؟!‬
‫قلتله طب ًعا واهلل كثير ندمان‪..‬‬
‫الشيخ كان مؤدب وفهمان‪ ،‬وما رضي يسألني طيب إيش مالك؟‬
‫بس وقتها باغتني بسؤال وحكالي‪ :‬شو الندم؟!‬
‫بصراحة ما بحب هيك أسئلة‪ ..‬يعني الندم إشي يف داخل اإلنسان صعب أوصفه!‬
‫حكالي بتعرف شو الندم؟‬
‫الندم إنه توقف بني إيدين ربنا وكلك خجل وعار وانكسار وذل‪..‬‬
‫وإنه قلبك ما يكون فيه مثال ذرة من اليأس من رحمة اهلل‪..‬‬
‫وحتكيله يا رب‪ :‬واهلل لو رجع فيي الزمن ما كنت رح أعمل اللي عملته‪ ..‬سامحني!‬

‫يأس‬
‫ذاكرين ملا حكينا عن استراتيجيات الشيطان كان من ضمنها "غرس اليأس"‬
‫وقتها حكيتلك‪:‬‬
‫شفت اللحظة اللي صرت حتكي فيها "أنا خلص ما يف أمل مني "!‬
‫شفت اللحظة اللي حكيت فيها‪ :‬أنا ربنا ما رح يغفرلي!‬
‫شفت ملا صرت حتكي‪ :‬مستحيل يف حل لشهواتي‪..‬‬

‫ملا صرت تعاتب حالك‪ :‬إنه ليه كل مرة بتحكي آخر مرة بس بترجع!‬
‫‪113‬‬

‫يف هديك اللحظات بكون الشيطان قطع شوط مرتب معك‪ ،‬مرحلة اليأس من‬
‫املراحل املهمة واحلساسة للشيطان يف صراعه معنا‪ ..‬فدير بالك!‬
‫حبيت أرجع أذكرك إلنه املوضوع مهم أو باألحرى خطير وبيترتب عليه كثير شغالت‪!..‬‬
‫بتعرف شو يعني يأس من رحمة اهلل؟!‬
‫يعني إنه ينقطع أملك ورجاءك من رحمة اهلل‪ ..‬وهاي كبيرة من الكبائر!‬
‫ملا ربنا عز وجل يسمي نفسه الرحمن والرحيم والتواب والغفار والعفو وبقية‬
‫األسماء الكفيلة تغير حياتك متا ًما!‬
‫وبتيجي إنت بكل بساطة‪:‬‬
‫اهلل ما رح يرحمني‪ !..‬اهلل ما رح يساعدني!‬
‫ما يف أمل اتخلص من شهواتي!‬
‫خلص يئست من حالي!‬
‫فقدت األمل من فكرة التغيير! ‪ ...‬إلخ‬
‫حلظتها بكون الشيطان قطع شوط مرتب معك‪ ،‬وجهز حالك فأنت على مقربة‬
‫من إنك تعبد شهوتك‪ ،‬وبالتالي تنحاز ملنظومته على حساب منظومة احلق!‬
‫يف مقولة خرافية البن عطاء السكندري‪:‬‬
‫"مــن اسـتـغــرب أن ينقذه اهلل مــن شـهــوتــه‪ ،‬وأن يخرجه مــن وج ــود غفلته‪ ،‬فقد‬
‫استعجز القدرة اإللهية‪ ،‬وكان اهلل على كل شيء مقتد ًرا"! ‪ ‬‬

‫ال تقنطوا!‬
‫علي متا ًما‪ ،‬وإنه‬
‫ما بعرف ليه كل فترة براودني شعور إنه الشهوات سيطرت ّ‬
‫أدمنت على كثير أشياء غلط‪ ،‬ما بعرف ليه بــراودنــي شعور إنــه ربنا ما رح‬
‫يرحمني!‬
‫أنا وال مرة كنت صادق بوعدي معه‪ ،‬وال مرة‬
‫كل الدنيا مسكرة بوجهي‪ ،‬بكون قاعد مع الناس وكل تفكيري بحالتي اللي وصلت إلها‪..‬‬
‫واهلل ما أنا عارف شو أعمل؟؟‬
‫‪114‬‬

‫يا باهلل عليك‪ ،‬باهلل عليك ما تعيد كلمة إنه ربنا ما رح يرحمني‪..‬‬
‫يا أخي إحنا شو مصبرنا على هالدنيا غير رحمة ربنا‪ ‬‬
‫أحكيلك إشي؟‬
‫إذا قــرأت الــقــرآن رح تكتشف إنــه الــقــرآن بشجعنا على االعــتــراف بضعفنا‬
‫وتقصيرنا يف كثير من األوقــات‪ ،‬بنفس الوقت ما بكتفي القرآن باالعتراف‬
‫وبشجعك وبوجهك إنك جتاهد نفسك حتى تتغلب على شهواتك‪ ،‬لكن القرآن‬
‫بصارحك وبوضحلك إنه املهمة مش سهلة وبيربطها دائماً بالصبر واإلرادة‪ ،‬يف‬
‫الوقت اللي براعي فيه القرآن ضعفك البشري وبحكيلك إنك حتى لو وقعت‬
‫ارجع من جديد‪ ،‬ودير بالك تتوقف عن احملاولة ودير بالك تيأس وتقنط من‬
‫رحمة ربنا‪ ..‬العبرة إنك ما تيأس خليك متذكر!‬
‫القرآن بطلب منك إنك تستسلم هلل مش لشهواتك ورغباتك وبيحكيلك إنه‬
‫االستسالم هلل مش قرار واحد أو خطوة وحدة‪ ..‬بتقدر حتكي إنه أشبه بكفاح‬
‫مستمر حتى موتك!‬
‫ومع كل هاملراحل بكون القرآن يستعرض آيات رحمة ربنا فينا واللي األصل‬
‫نعتبرها سالحنا األول يف كفاحنا املستمر لتحقيق رضا اهلل !‬
‫‪-‬كل هذا بالقرآن؟؟‬
‫وأكثر يا صاحبي { ﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ ﮮ ﮯﮰ‬
‫ﮱﯓﯔ ﯕ ﯖﯗﯘﯙﯚ} (الزمر‪)٥٣ :‬‬

‫التوبة من كل إشي‪ ..‬كل إشي!‬


‫اسمعوا‪ ..‬‬
‫كنت زمان أفكر إنه بيني وبني إني أكون إنسان منيح ذنب معني‪ ،‬وإنه لو تخلصت‬
‫منه خلص حياتي بتصير أحسن عاألكيد‪.‬‬
‫وأكون معكم صريح إني جد بحاول قدر اإلمكان أتخلص من هالذنب وكنت كلما‬
‫أوقع فيه أرجع أتوب من جديد‪ ،‬ألنه أهم إشي ما أيأس‪ ،‬واهلل حافظ الدرس‪.‬‬
‫مرة وأنا قاعد مع شباب الكلية جابوا سيرة بنت يف الكلية بإشي مش مناسب‬
‫‪115‬‬

‫وأنا وقتها هزيت براسي إني معهم بالكالم‪ ،‬وبنفس القعدة جابوا سيرة فالن يف‬
‫الكلية وضحكنا عليه‪ ،‬ملا خلص دوامي أمي رنت علي بدها أوصلها وبصراحة ما‬
‫كنت حاب‪ ،‬فقلتلها إني مشغول‪..‬‬
‫فاضطرت تطلع بتكسي‪ ،‬وط ّولت حتى لقت تكسي وضلت بالشمس!‬
‫تغديت مع صحابي برا وما خطرلي أتصل بأختي أسألها إذا بتحب أجيبلها‬
‫إشي معي!‬
‫وملا روحت حكتلي يييييي لو عارفة إنك مروح كان وصيتك على أكل!‬
‫ودخلت على غرفتي وأنا مش مكلّف حالي أحكيلها آسف‪ ..‬‬
‫أبوي حمل كيس الزبالة يرميه وهو طالع على صالة املغرب‪ ،‬وما خطرلي إني‬
‫أقله عنك يابا‪ ،‬ثاني يوم تأخرت عاحملاضرة وك ّذبت عالدكتور إنه يف حادث يف‬
‫الطريق وتأخرت حتى يشطبلي الغياب‪..‬‬
‫يف احملاضرة دقيت اللي جنبي إنه شوف فالنة كيف م َعجبة على حالها وصرنا‬
‫نضحك بالعقل‪..‬‬
‫مع الوقت اكتشفت إنه أغالطي وذنوبي يف يومي العادي وأنا مش منتبه ممكن‬
‫تكون عند ربنا أكبر من الذنب اللي أنا بعتقد إنه حياتي رح تصير أحسن يف‬
‫حال تخلصت منه!‬
‫وأدركت إنه لو قمت من مكاني وحكيت للشباب إنه عيب عليكم جتيبوا سيرة‬
‫الناس وإنه األصل نستر عالناس مش نفضحهم‪ ،‬كان ممكن ربنا يف مقابلها‬
‫يسترني يوم القيامة!‬
‫إنه أدخل االبتسامة على قلب أختي‪ ،‬وأحمل عن أبوي الزبالة وأقله عنك يابا‬
‫ربنا يعزك ويكرمك‪،‬‬
‫وإنه أقول ألمي مسافة الطريق بكون عندك‪ ،‬كانت من األشياء اللي ممكن ربنا‬
‫يباركلي فيها يومي وحياتي وعمري‪..‬‬
‫بتعرفوا ‪  ..‬‬
‫أول ما صرت أحس بشعور الندم والذنب عاملواقف اللي قبل وأصير بدي أتوب‬
‫‪116‬‬

‫وأستغفر‪ ،‬متا ًما زي شعوري ملا أذنب هالذنب اللي بعتقد إنه لو تخلصت منه‬
‫حياتي بتصير أحسن‪..‬‬
‫ربنا ق ّدرني إنه أتخلص منه‪ ..‬وجد صارت حياتي أحسن‬
‫بس مش عشان تخلصت منه حلاله‪ ..‬عشان تخلصت من أشياء ثانية جنبه‬
‫{ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ } (النساء‪)٣١ :‬‬

‫ومن أدعية النبي صلى اهلل عليه وسلم واللي أكدت على فكرة التوبة من كل ما‬
‫يخطر وال يخطر عالبال‪  :‬‬
‫(( اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي‪ ،‬وإســرايف‪ ‬يف‪ ‬أمــري‪ ،‬وما أنت أعلم به مني‪،‬‬
‫اللهم اغفر لي‪ ‬جدي وهــزلــي‪ ،‬وخطئي وعمدي وكــل ذلــك عندي‪ ،‬اغفر لي‪ ‬ما‬
‫قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني‪ ،‬أنت املقدم وأنت‬
‫املؤخر‪ ،‬وأنت‪ ‬على‪ ‬كل شيء قدير ))‬

‫حال الناس مع التوبة!‬


‫يذكر ابن قدامة املقدسي يف مختصر منهاج القاصدين أقسام الناس مع التوبة‪،‬‬
‫وبحكي إنه الناس يف التوبة عبارة عن أربع طبقات‪ ،‬وقبل ما نستعرض الطبقات‬
‫من الضروري حتدد لنفسك أي طبقة إنت منهم‪ ،‬ومن الضروري كمان إنه خطتك‬
‫تكون قائمة على فكرة االرتقاء يف طبقات التوبة‪ ،‬وصد ًقا هذه التقسيمة رح‬
‫تساعدك ج ًّدا يف تقييم نفسك‪ ،‬ومعرفة تفاصيل طبقتك‪ ،‬واألهم يف كتابة خطتك!‬
‫الناس يف التوبة أربع طبقات‪:‬‬
‫الطبقة األولى‪ :‬تائب يستقيم على التوبة إلى آخر عمره‪ ،‬ويتدارك ما ف ّرط من‬
‫أمره‪ ،‬وال يحدِّث نفسه بالعودة إلى ذنوبه‪ ،‬إال الزالت التي ال ينفك عنها البشر‬
‫يف العادات‪ ،‬فهذه هي االستقامة يف التوبة‪ ،‬وصاحبها هو السابق باخليرات‪.‬‬
‫وتسمى هذه التوبة‪ :‬النصوح‪ ،‬وتسمى هذه النفس‪ :‬املطمئنة‪ ،‬وهؤالء يختلفون‬
‫منهم من سكنت شهوته حتت قهر املعرفة ففتر نزاعها‪ ،‬ومنهم من تنازعه نفسه‬
‫وهو مليء مبجاهدتها‪.‬‬
‫‪117‬‬

‫الطبقة الثانية‪ :‬تائب قد سلك طريق االستقامة يف أمهات الطاعات وكبائر‬


‫الفواحش‪ ،‬إال إنه ال ينفك عن ذنوب تعتريه‪ ،‬ال عن عمد‪ ،‬ولكنه يبتلى بها يف‬
‫مجارى أحواله من غير أن يقدم عز ًما على اإلقدام عليها‪ ،‬وكلما أتى شي ًئا منها‬
‫الم نفسه‪ ،‬وندم وعزم على االحتراز من أسبابها‪ ،‬فهذه هي النفس اللوامة ألنها‬
‫تلوم صاحبها على ما يستهدف له من األحوال الذميمة‪ ،‬فهذه رتبة عالية ً‬
‫أيضا‪،‬‬
‫وإن كانت نازلة عن الطبقة األولى‪ ،‬وهى أغلب أحوال التائبني‪ ،‬ألن الشر معجون‬
‫بطينة اآلدمي‪ ،‬فقلما ينفك عنه‪ ،‬وإمنا غاية سعيه أن يغلب خيره شره‪ ،‬حتى يثقل‬
‫ميزانه‪ ،‬فترجح حسناته‪ ،‬فأما أن تخلو كفة السيئات‪ ،‬فبعيد‪ .‬وهؤالء لهم حسن‬
‫الوعد من اهلل سبحانه وتعالى إذ قال‪ { :‬ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤ}‬
‫(النجم‪ )٣٢ :‬وإلى هذه الرتبة اإلشارة بقوله صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬إن اهلل يحب‬
‫املؤمن ّ‬
‫املفت التواب)‪.‬‬
‫الطبقة الثالثة‪ :‬أن يتوب ويستمر على االستقامة مدة‪ ،‬ثم تغلبه شهوته يف بعض‬
‫الذنوب‪ ،‬فيقدم عليها لعجزه عن قهرها‪ ،‬إال إنه مع ذلك مواظب على الطاعات‪،‬‬
‫وترك جملة من الذنوب مع القدرة عليها والشهوة لها‪ ،‬وإمنا قهرته شهوة واحدة أو‬
‫شهوتان‪ ،‬وهو يود لو أقدره اهلل على قمعها‪ ،‬وكفاه شرها‪ ،‬فإذا انتهت ندم‪ ،‬لكنه يعد‬
‫نفسه بالتوبة عن ذلك الذنب‪ ،‬فهذه هي النفس املسؤولة‪ ،‬وصاحبها من الذين قال‬
‫اهلل تعالى فيهم‪ { :‬ﮇﮈﮉﮊﮋﮌ ﮍﮎ} (التوبة‪)١٠٢ :‬‬

‫فأمر هذا من حيث مواظبته على الطاعات وكراهيته ملا يتعاطاه مرجو لقوله‬
‫تعالى‪ { :‬ﮏﮐﮑﮒﮓ} ‪ ،‬وعاقبته مخطرة من حيث تأخيره وتسوفيه‪ ،‬فرمبا‬
‫يختطف قبل التوبة‪ ،‬واألعمال بخواتيمها‪ ،‬فليراقب األنفاس وليحذر من وقوع احملذور ‪.‬‬
‫الطبقة الرابعة‪ :‬أن يتوب ويجري مدة على االستقامة‪ ،‬ثم يعود إلى الذنوب‬
‫منهم ًكا من غير أن يحدث نفسه بالتوبة‪ ،‬ومن غير أن يتأسف على فعله‪ ،‬فهذا‬
‫من املصرين‪ ،‬وهذه النفس هي األمارة بالسوء‪ ،‬ويخاف على هذا سوء اخلامتة‪.‬‬
‫يا رب سلّم‪ ..‬يا رب سلّم!‬
‫‪118‬‬

‫أبو اليسر!‬
‫عن ابن مسعود رضي اهلل عنه (أن ً‬
‫رجل أصاب من امرأة قبلة فأتى رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزلت عليه { ﮩﮪﮫﮬﮭﮮ‬
‫(هود‪)١١٤ :‬‬ ‫ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ }‬
‫قال الرجل‪ :‬ألي هذه؟ قال‪ :‬ملن عمل بها من أمتي) ويف لفظ‪( :‬فقال رجل من‬
‫القوم‪ :‬يا نبي اهلل هذا له خاصة؟ قال‪ :‬بل للناس كافة )‪ .‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫صحيح إنه يف مني ممكن يفهم املوضوع إنه بهاي البساطة! بس ما ننسى إنه‬
‫أبو اليسر "اللي نزلت فيه اآلية" أجى على الرسول اهلل عليه وسلم منكسر ذليل‬
‫حزين على اللي سواه! حتى إنه ذنبه ما منعه يروح عاملسجد ويصلي العصر‬
‫خلف رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪..‬‬
‫وما سمح لذنبه يحجبه عن طاعات ثانية هو قادر عليها‪..‬‬
‫ربنا شاف صدقه فنزلت هاآلية! وكأنه القرآن هون برجع بأكد على فكرة‪ :‬أهم‬
‫إشي ما تيأس‪ ،‬وإنك تزاحم شهواتك بطاعات ثانية !‬
‫يا رب‪ ..‬ممكن إحنا ما أذنبنا ذنب أبو اليسر‪..‬‬
‫بس امنحنا توبة صادقة كتوبته‪ ،‬ويسر إلنا طاعات نزاحم فيها شهواتنا ومعاصينا!‬

‫وفر!‬
‫معارك ّكر ّ‬
‫كل مرة بحكي آخر مرة‬
‫جد إني بكون ناوي آخر مرة‪ ‬‬
‫بس برجع‬
‫ما كنت عارف شو أعمل‬
‫حسيت إنه خلص ما يف أمل أصير إنسان أحسن‬
‫وإنه الزم أقنع حالي إنه خلص‪ :‬هيك حياتك وهيك ظروفك بدك ترضى فيها‬
‫عجبك وال ما عجبك‪.‬‬
‫‪119‬‬

‫بس كنت دائ ًما خايف من فكرة إنه يبطل ضميري يأنبني عالغلط‬
‫وكنت أحكي إنه ال ال‪ ..‬إال هالشغلة‪ ،‬مستحيل أوصل إلها‬
‫بس يبدو إني لألسف وصلتلها! وما بعرف ليه ملا وصلتلها ما إجاني شعور‬
‫اخلوف اللي كنت خايف منه‬
‫يعني كان اإلشي عادي وعادي ج ًّدا كمان‬
‫مهو خلص ما يف أمل إنه أصير إنسان أحسن‬
‫ً‬
‫وأصل هيك حياتي وظرويف والزم أرضى فيها‪ ..‬عجبني وال ما عجبني‬
‫مع كل ما سبق كان األمل باهلل لسه موجود‪ ،‬وإن كنت مش ماخذ أب ًدا باألسباب‬
‫اللي ممكن تعزز هذا األمل‪..‬‬
‫مرة وحدة بس أخذت بسبب واحد من األسباب‪ ،‬وهو إني أقرأ قرآن‪ ،‬لو بس‬
‫صفحة باليوم‪..‬‬
‫وبعترف إنه كان عندي قناعة إنه ما رح أتغير‪..‬‬
‫ً‬
‫وأصل شو رح تعمل هالصفحة قدام كــ ّم هائل من الشهوات والشبهات اللي‬
‫بواجهها كل حلظة‪..‬‬
‫هالصفحة‪ ،‬كانت سبب إنه أعيد النظر يف كثير شغالت يف حياتي‪..‬‬
‫علمتني إنه القنوط من رحمة اهلل ذنب! وممكن يكون أكبر من الذنب نفسه اللي‬
‫بعمله‪..‬‬
‫وصحيح إنه ممكن توقع مرة ومرتني وعشرة‪ ،‬بس أوعك تيأس‪ ،‬آخرتك تقوم‪.‬‬
‫هالصفحة خلتني أفهم إنه التوبة إشي غير ما كنت فاهمه ومتصوره‪..‬‬
‫إنه بس بوست عالفيسبوك أو صورة بروفايل واحد ساجد مبكان عتمة‪.‬‬
‫هالصفحة حكتلي إنه التوبة حالة صراع وحرب ومعارك ك ّر وفر والزم يتبعها‬
‫"عمــــل"‪. ‬‬
‫وإنه صحيح ممكن تخسر معركة‪ ..‬بس قوم وتوب من جديد‪ ..‬وأحسن الظن‬
‫باهلل‪ ..‬وهو رح يعينك إنك ما تخسر كل احلرب ‪.‬‬
‫‪120‬‬

‫هالصفحة خلت كل شهواتي اللي ما كنت متصور إني ممكن أتغلب عليها بحياتي‬
‫(بَ ْح)‬
‫شيء من املاضي‬
‫{ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ‬
‫(التوبة‪)١٠٤ :‬‬ ‫ﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ}‬

‫من ّ‬
‫ذل الشهوة إلى عز الطاعة‬
‫كان بحكي معي بعفوية ما صادفتها بحد غيره وبحكيلي‪  :‬‬
‫اسمع أنا جربت الشغلتني‬
‫جربت شعور إنه أحكي هاي آخر مرة بس لألسف أرجع‬
‫وشعور إنه الشهوة تتحكم فيي مش أنا أحتكم فيها‬
‫ويا اهلل شعور إنه ما يكون عندك ال إرادة وال صبر وال عزمية إنك حتكي للغلط أل‪.‬‬
‫جربت شعور االستسالم واالنقياد والندم واحلسرة يف كل مرة بغلط فيها‪.‬‬
‫ّ‬
‫الذل‪..‬‬ ‫ممكن أصدق كلمة بتعبر عني‪:‬‬
‫آه واهلل يا صاحبي‪ّ ..‬‬
‫ذل‬
‫صفن شوي وحكالي‪:‬‬
‫بس جربت شعور إنه أصحى من النوم بالبرد وأصلي الفجر باجلامع‪..‬‬
‫يا اهلل كلمة اهلل يرضى عنك من ختيار ناولته مصحفه ما أحالها‪..‬‬
‫وال شعور عيلة محتاجة تدعيلي بعد ما وصلتلهم تبرعات‪..‬‬
‫مش رح أقدر أوصفلك شعور إنه أمسك املسبحة قبل ما أنام وأصير أستغفر‬
‫وال شعور إنك متشي بحاجة أخوك املسلم حتى تقضيله إياها‪..‬‬
‫مش عارف شو الكلمة اللي بتعبر عني وقتها‪ ..‬بس هي عكس هديك متا ًما‬
‫آه واهلل عكسها متا ًما‪ ..‬ممكن شعور عزّة ‪.‬‬
‫‪121‬‬

‫ومن وقتها يا صاحبي وأنا واعي لطبيعة الصراع اليومي اللي بعيشه‬
‫ّ‬
‫الذل بلحظات عزّة‬ ‫عشان هيك أخذت على نفسي عهد إنه أزاحم كل حلظات‬
‫وكل حلظات الشهوة بلحظات طاعة‪.‬‬
‫لعل وعسى تيجي اللحظة اللي ربنا ينظر فيها حلرصي وصدق نيتي؛‬
‫وينقلني فيها من وحشة الذنوب لرحابة اإلميان‪..‬‬
‫ومن ذل الشهوة لعز الطاعة‪ ‬‬
‫هذا رجائي وأملي فيه‪ُ  ‬محب التوابني!‬

‫فأدخل نفسك يا بني في زمرة هذه الياء!‬


‫قال له شيخُ ه‪ :‬يا بُني‪..‬‬
‫أتدري ما ِســ ّر تلك اليـــاء؟‬
‫قال وما تلك اليــــاء التي تَعني يا شيخنا؟‬
‫قال يا بُني‪ :‬انظر إلى كرم ربك سبحانه وتعالى‬
‫يَ َ‬
‫قط ُع العبد ِصلَتَه بربه‪ ..‬ويُدبر عنه‪ ..‬ويَش ُرد بـــعـــيــ ًدا يف بيداء الغفلة والوحشة‬
‫والذنوب واآلثام‪..‬‬
‫فيجد نداء الرب‪ ..‬ندا ًء عجي ًبا‪..‬‬
‫{ﮤﮥ}‬
‫ثم قال له يا بني‪:‬‬
‫قطعوا ِصلَتهم به ولم يقطع ِصلَته بهم‪..‬‬
‫فقال لهم ذلك النداء‪ :‬قل يا عبادي‪ ..‬‬
‫بتلك اليـــــاء‪ ..‬يـــاء النسبة إليه‪ ..‬‬
‫َــظــ َل بها‪..‬‬
‫فأدخل نفسك يا بُني يف زُم َر ِة هذه اليـــاء واست ِ‬
‫ِ‬
‫جتد بركتها وأنوارها‪..‬‬
‫لـــــ وجدان العلي‪.‬‬
‫‪122‬‬

‫فورا!‬
‫ً‬
‫يف فكرة الزم أب ًدا ما تغفل عنها يف موضوع التوبة‪ ،‬أال وهي فكرة‪ :‬التوبة فو ًرا!‬
‫يعني إذا حصل وغلبتك شهوتك دير بالك حتط يف بالك إنه خلص بستغفر‬
‫بكرة‪ ..‬أو بعدين‪..‬‬
‫صدق توبتك أمام اهلل بعتمد على فوريتها‪ ..‬ألنه مسارعتك يف التوبة فيها معنى‬
‫اللجوء والندم واملبادرة للتصحيح!‬
‫وتسويفك للتوبة فيها معنى التأخير واالستهتار والالمباالة ‪.‬‬
‫وشوفوا هاحلديث اللي بأكد نفس املعنى والفكرة‪:‬‬
‫(إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد املسلم املخطئ أو املسيء‪،‬‬
‫فإن ندم واستغفر اهلل منها ألقاها‪ ،‬وإال كتبت واحدة)‪.‬‬
‫ويف حديث ثاني مهم ج ًّدا‪:‬‬
‫قال النبي صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫(ما من عبد يذنب ذنب ًا فيتوضأ فيحسن الطهور‪ ،‬ثم يقوم فيصلي ركعتني ثم‬
‫يستغفر اهلل بذلك الذنب إال غفر اهلل له)‪.‬‬

‫بمن صدق‬
‫يف ناس وقعوا بأغالط ما كانوا يتوقعوا بيوم من األيام إنهم ممكن يوقعوا فيها‪..‬‬
‫وال حتى أقرب الناس إلهم ممكن يصدقوا إنه فالن وقع هالوقعة‪..‬‬
‫كيف رح يصدقوا وهو فالن!‬
‫اللي بطلبوا منه يدعيلهم ويساعدهم وياخد بايدهم‪..‬‬
‫وإذا كان هاإلنسان اللي وقع فيه خير وقلبه لسه صاحي‪..‬‬
‫رح يعيش صــراع مخيف ويتهم نفسه بالنفاق بكل حلظة بتذكر فيها أخطاء‬
‫وهفوات املاضي‪..‬‬
‫‪123‬‬

‫وكل ما عينه تلمح ناس حافظوا على حالهم وما غلطوا زي ما غلط بلوم نفسه‬
‫الضعيفة واملقصرة وبيقسو على نفسه وبيجلد ذاته وبيشعر إنه يف آخر الركب‬
‫وفاته من اخلير والفضل الكثير‪..‬‬
‫مش هون املشكلة بس‪..‬‬
‫املشكلة إنه ندمك وعارك من أخطاء املاضي لساته مسيطر عليك وعلى طريقة‬
‫تفكيرك‪..‬‬
‫وبالتالي بحكم على طريقة تصرفك وتعاملك مع أخطاء احلاضر‪..‬‬
‫ولألسف بتصير اإلنسان الهزيل والرث والضعيف يف مواجهة شهواته ورغباته‪..‬‬
‫وهذا يعني إنك رح تفقد قدرتك على خوض صراعات احلاضر‪..‬‬
‫بحجة إنك انهزمت يف املاضي‪..‬‬
‫طيب واحلل؟؟‬
‫احلل إنك تفتح القرآن وتستعرض آيات الرحمة والتوبة واملغفرة‪..‬‬
‫وتسأل حالك مث ً‬
‫ال‪ :‬إنه كيف الواحد لو تاب ربنا رح يبدل سيئاته حسنات؟؟‬
‫يعني معقول لهالدرجة؟ طيب كيف؟‬
‫وجد ذنوب املاضي بتصير حسنات؟؟‬
‫الفكرة إنه إنت وقعت بذنب ما‪..‬ماشي؟‬
‫وقدرت تتجاوزه وتتحداه وتقهره‪..‬‬
‫وأخلصت توبتك هلل‪..‬‬
‫فهذا يعني إنه خطواتك بتستاهل عليها إنه يتحول هالذنب حلسنات !‬
‫يعني الصراع اللي بتخوضه يف قهر ذنبك وجتاوزه إشي مش سهل‪..‬‬
‫هي‪..‬‬
‫والثبات بعد لذة املعصية مش إشي ّ‬
‫وهذا حتدي مش كل الناس بتقدر عليه‪..‬‬
‫عشان هيك ‪ { :‬ﭹﭺﭻﭼﭽ}‬
‫‪124‬‬

‫واحلل كمان‪..‬‬
‫إنك تتخلص من أخطاء املاضي ما دامك تبت منها‪..‬‬
‫أو تخليها حافز ودافــع إلك جتتهد من خاللها للحاضر وتزاحم فيها أخطاء‬
‫املاضي‪..‬‬
‫ولو إنك زعالن على حالك عشان يف ناس سبقوك وما غلطوا باملاضي زيك‪..‬‬
‫فاملقارنة من أصلها غلط إلنه كل حد فينا إله حتدي واختبار شكل‪..‬‬
‫ويا سيدي بكل األحوال هي قدامك حاضر تنافسهم وتسبقهم فيه‪..‬‬
‫والعبرة مبن صدق ال ملن سبق !‬

‫خطواتك العملية "التوبة"‬


‫حاولنا يف الصفحات املاضية على شكل مقاالت متنوعة إنه نأكد على عدة أمور‬
‫مهمة يف موضوع التوبة‪ ،‬باعتبار التوبة بتشكل جزء كبير ج ًّدا يف موضوع تغلبنا‬
‫على شهواتنا‪..‬‬
‫الصفحات املاضية كانت أشبه بـــ فقه التعامل مع الذنب‪..‬‬
‫تعلمنا منها فكرة إنه اليأس ممنوع!‬
‫وفهمنا مداخل الشيطان علينا‪..‬‬
‫وحكينا فيها عن واقعية هالدين واللي براعي النفس البشرية وأخطائها‪.‬‬
‫واتفقنا على فكرة التوبة فــو ًرا‪ ..‬وعلى فكرة التوبة من كل الذنوب مش فقط‬
‫ذنوب الشهوة‪.‬‬
‫وكخطوات عملية بنحكي‪:‬‬
‫اقــرأ ســورة التوبة‪ ..‬واحضر بعدها على اليوتيوب حلقة بعنوان‪ :‬ال نأسف‬
‫على اإلزعاج قصة حب‪.‬‬
‫جدا"‬
‫توضأ وصلي ركعتني واستغفر ربنا بعد كل مرة بتذنب فيها! "ضروري ًّ‬
‫ح ــاول احـصــر ذنــوبــك اجلــانـبـيــة غـيــر الـشـهــوة واحـ ــرص عـلــى الـتــوبــة منها‬
‫مثل‪ :‬الغيبة‪..‬النميمة‪ ..‬كذب‪..‬عالقتك مع إمك وأبوك‪ ..‬عالقتك‬ ‫مباشرة‪ً .‬‬
‫مع الناس ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪125‬‬

‫اجمع اآليات واألحاديث الواردة يف التوبة واكتبهم ‪..‬وضلك مستحضرهم دائم ًا ‪.‬‬
‫علق إشــي بغرفتك متعلق بفكرة التوبة‪ً ..‬‬
‫مثل آيــات أو أحــاديــث بتذكرك‬
‫بالتوبة‪ ،‬وارفع شعار‪ :‬ال لليأس من رحمة اهلل‪!...‬‬
‫ق ّيم نفسك أنت بأي طبقة من طبقات التائبني‪ ،‬وخلي كل تفكيرك منصب‬
‫نحو االرتقاء للطبقة األولى‪.‬‬
‫دامي ًا أربط توبتك بخطوات عملية ‪ ..‬مث ًال‪ :‬هاملرة راح أتصدق ‪ ..‬أو راح أصلي‬
‫ركعتني قيام ‪ ..‬راح أروح عاملسجد بكير واقــرأ قرآن ‪ ..‬راح أصوم ‪ ..‬راح أرتب‬
‫لنشاط زيارة بيت مسنني ‪ ..‬أو بدي أتلمس حاجات الناس وأساعدهم ‪..‬‬
‫يعني التوبة = خطوات عملية ^^‪.‬‬
‫‪126‬‬

‫ت‬
‫‪ #‬الصالة‬
‫‪127‬‬

‫‪ #‬الصالة!‬
‫بصراحة ما كنت ناوي أحكي عن موضوع الصالة‪ ،‬إلنه بعتقد أي إنسان جاي‬
‫يعرف كيف يتخلص من شهواته إلنها ذنب ومعصية فأكيد رح يكون محافظ على‬
‫صالته‪ ..‬هيك كنت أفكر‪!..‬‬
‫عبني ما وصلنا عاآلسك عشرات األسئلة لناس بشكوا من حياتهم وشهواتهم‬
‫وبدهم مساعدة وتوجيه‪ ،‬وكان من ضمن األسئلة يكونوا كاتبني‪ :‬حتى صالة بطلنا‬
‫نصلي!!‬
‫طيب سؤال‪ ..‬يعني الشهوات ذنب وترك الصالة مش ذنب؟‬
‫طيب أموت وأعرف كيف الشيطان لعبها مبخك هالشغلة‪ ..‬واهلل بحكي جد‪..‬‬
‫كيف يعني؟!‬
‫طيب إنت تارك الصالة وهي عمود الدين وإنت بتعرف شو يعني صالة أكثر‬
‫مني‪ ،‬وبتحكي كيف أترك شهواتي؟‬
‫إنت قاطع احلبل اللي بينك وبني ربنا‪ ،‬وجاي تطلب منه يساعدك؟‬
‫آه صح‪ ..‬طيب إنت ليه جاي تتخلص من شهواتك ملني بالضبط؟!‬
‫لربنا‪ ..‬وال إلنك مش حاب حتس حالك ضعيف ومهزوم وبتشعر إنه الشهوات‬
‫بتأخرك عن جناحك يف احلياة؟!‬
‫‪128‬‬

‫آسف إنه بحكي بهيك طريقة‪ ،‬بس قس ًما باهلل بحزن عالناس اللي فيها اخلير‪،‬‬
‫ّ‬
‫بنقطع‬ ‫ال جاي تتغير‪ ،‬وحريصة تكون قريبة من ربنا‪ ،‬وآخر إشي بحكولك‪:‬‬ ‫وفع ً‬
‫بالصالة!‬
‫وبنسوا إنه ترك الصالة وإضاعتها أول طريق اتباع الشهوات‪ ..‬أول إشي‪ ..‬زي‬
‫ما ربنا يقول يف القرآن‪:‬‬
‫(مرمي‪)٥٩ :‬‬ ‫{ﮦﮧﮨﮩ ﮪﮫﮬﮭﮮ}‬
‫بذكركم بحوار يوسف ويحيى‪ ،‬ملا يوسف حكى ليحيى أنا ما بقرأ قرآن ألنه عندي‬
‫شهوات‪!..‬‬
‫فكان جواب يحيى‪ ..‬طيب ليه ما تقرأ قرآن عشان تترك شهواتك‪..‬؟!‬
‫نفس الفكرة هون عن الصالة‪ ..‬صلي والتزم بصالتك وما ّ‬
‫تقطع فيها أب ًدا أب ًدا‪،‬‬
‫حتى ربنا يساعدك تتخلص من شهواتك!‬
‫ومبجرد التزامك بالصالة وصبرك عليها رح حلالك تكتشف ليه ربنا ربطها‬
‫بالنهي عن الفحشاء واملنكر!‬
‫وراح تكتشف ليه ربط إضاعتها باتباع الشهوات‪..‬‬
‫وليه أكد عليها بالقرآن يف أكثر من موضع‪..‬‬
‫يذكر الشيخ سلمان العودة يف "زنزانة "‪:‬‬
‫"تدبر القرآن وخاصة سورة الفاحتة وأنت تقرؤها يف كل ركعة‪ ،‬مؤكد أنك حتتاج‬
‫إلــى جهاد وصبر ومحاولة متكررة ال تعرف الـيــأس‪ ،‬هــذه احملــاولــة هــي (عــادة)‬
‫معنى‬
‫ً‬ ‫وخضوعا وجتعل لصالتك وقــراءتــك يف كــل مــرة‬ ‫ً‬ ‫وعلما‬
‫ً‬ ‫متنحك إميــا ًنــا‬
‫جديدا‪ ،‬ال حاجة لتكرار السؤال عن كيفية اخلشوع‪ ،‬ال يتطلب األمر أكثر من‬ ‫ً‬
‫فعل احلضور القلبي أو محاولة ذلك دون ملل وستنجح يف النهاية!"‬
‫{ﮠ ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ} (العنكبوت‪)٦٩ :‬‬

‫وراح نكتشف يف دليل القوة كيف إنه صبرك على صالتك والتزامك فيها رح‬
‫يكون إله سبب كبير ج ًّدا يف السيطرة على شهواتك ورغباتك‪.‬‬
‫‪129‬‬

‫وتذكر الكالم اللي ذكرناه يف الفصل األول‬


‫إنه ثمرة الصالة عائدها عليك إنت مش على رب العاملني‪..‬‬
‫فهو الغني جل يف عاله‪ ..‬وأنت املفتقر إليه ‪.‬‬
‫اخلطوات العملية "الصالة "‪:‬‬
‫إن ــك تـصـلــي‪ ..‬وخـلــي ال ـصــاة اخل ــط األح ـمــر يف حـيــاتــك وال ـلــي مستحيل‬
‫مستحيل تتخلى أو تتنازل عنه ‪.‬‬
‫حافظ على صالة الوتر والضحى‪.‬‬
‫شاهد حلقة عاليوتيوب بعنوان‪ :‬رسالة إلى هاجر الصالة مصطفى حسني‪.‬‬
‫كتاب أول مرة أصلي‪ :‬وكان للصالة طعم آخر "خالد أبو شادي"‬
‫‪130‬‬

‫ث‬
‫‪ #‬أبواب الخير‬
‫‪131‬‬

‫‪ #‬أبواب الخير!‬
‫دائ ًما بصفن يف حديث النبي صلى اهلل عليه وسلم ملعاذ بن جبل رضي اهلل عنه‪،‬‬
‫ملّا النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪( :‬يا معاذ واهلل إني ألحبك‪ ،‬فال تدعن يف دبر‬
‫كل صالة أن تقول‪ :‬اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)‪.‬‬
‫ما بتتخيلوا قديه نفسي أشوف تعابير وجه سيدنا معاذ‪!..‬‬
‫نفسي أعرف ملا افترق هو والنبي صلى اهلل عليه وسلم بشو كان يفكر؟‬
‫طيب كيف حكى القصة ألهله؟ كيف نام ليلتها‪..‬؟‬
‫وكمحاولة منّي أعيش هديك اللحظة‪ ،‬صرت أحكي إنه أي أمر من النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم للصحابة هو أمر إلي بنفس الوقت‪ ..‬يعني إنه النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم كان بقصدني وبقصدك يف الكالم‪!...‬‬
‫عشان هيك حاول مع كل آية وحديث إنك تتعامل معها كإنه نزلت عليك إنت‪..‬‬
‫راح حتس بفرق كبير بحياتك‪ ..‬واهلل بحكي جد‪!...‬‬
‫يف حديث آخر لنفس الصحابي معاذ بن جبل رضي اهلل عنه‪ ،‬ملّا النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم قال‪:‬‬
‫(يا معاذ‪..‬أال أدلك على أبواب اخلير؟!)‬
‫‪132‬‬

‫حاول تتذكر إنه تتعامل مع كل آية وحديث كإنك إنت املخاطب فيها‪ ..‬يعني‬
‫املفروض اآلن تهز راسك وحتكي‪ :‬نعم!‬
‫(الصوم جنّة‪ ،‬والصدقة تطفئ اخلطيئة كما يطفئ املاء النار)‪...‬‬
‫طب ًعا أبواب اخلير كثيرة يف اإلسالم بتبدأ من عند إنك تشيل ورقة من على‬
‫األرض لعند إنك جتاهد يف سبيل اهلل‪ ،‬وهدفنا يف دليل التزكية نركز على أهم‬
‫أبواب اخلير واللي من خاللها بإذن اهلل رح نتخلص من شهواتنا‪.‬‬
‫فراح نحكي عن الصدقة وعن الصوم ^^‬

‫‪ ) 1‬الصدقة‪:‬‬
‫اآليــات واألحاديث اللي حثت على الصدقة باملئات‪ ،‬وأظن إنه كبسة زر على‬
‫اجلوجل كفيلة تستعرضلك إياهم كلهم‪..‬‬
‫بس بدي أحكيلك إنه الغريب يف الصدقة إنه منطقها خارج عن املنطق البشري!‬
‫يعني لو بدك حتسبها عالورقة والقلم شو ممكن تعمل الصدقة ما رح تتوصل‬
‫لنتيجة يف منطقنا كبشر!‬
‫الصدقة إشي عجيب يا جماعة اخلير‪ ..‬إشي عجيب لدرجة إنه ممكن صدقة‬
‫تتصدقها وإنت مخلص فيها هلل عز وجل وما حدا من الناس عرف عنها‪ ...‬مش‬
‫فقط تكون كفيلة إنها تخلصك من شهواتك‪ ..‬كفيلة إنها حتقق املستحيل يف‬
‫حياتك وبعد مماتك!‬
‫نصيحة وإذا ما طلعت من الكتاب إال منها‪ :‬إنه تخلي الصدقة عادة يف حياتك‪،‬‬
‫وإنها تكون السر اللي بينك وبني ربنا! نصيحة بحكيلك‪..‬‬
‫وهون ممكن حدا يحكي طيب ممكن حدا ما يكون معه مصاري؟ شو يعمل‪..‬‬
‫هون سؤالك بوافق سؤال أبو ذر رضي اهلل عنه ملّا النبي صلى اهلل عليه وسلم‬
‫خبرهم إنه على كل مسلم يف اليوم صدقة؟! طيب يف منّا ما معهم مصاري‪..‬‬
‫فكان جواب النبي صلى اهلل عليه وسلم إنه ح ّول مفهوم الصدقة يف أذهاننا‬
‫جلوانب خير ثانية وقال‪:‬‬
‫‪133‬‬

‫ول‬‫الش ْم ُس َص َد َق ٌة ِمنْهُ َع َلى َنفْ ِس ِه‪ُ ،‬قل ُْت‪َ :‬ر ُس َ‬ ‫(ع َلى ُك ِّل َنفْ ٍس ُك َّل َي ْو ٍم َط َل َع ْت ِف ِيه َّ‬ ‫َ‬
‫الص َد َق ِة التَّكْ ِبي َر‪َ ،‬و ُس ْب َحا َن‬ ‫ال‪َ « :‬و ِإنَّ ِمنَ َّ‬ ‫س‪َ  ‬لنَا أَ ْم َو ٌال؟ َق َ‬ ‫الل ِم ْن أَ ْينَ َنت َ‬
‫َص َّدقُ َو َل ْي َ‬ ‫َّ ِ‬
‫وف َو َت ْن َهى‬‫الل‪َ ،‬و َت ْأ ُم ُر ِبالْ َ ْع ُر ِ‬ ‫الل‪َ ،‬و َّ ُ‬
‫الل أَ ْك َب ُر‪َ ،‬وأَ ْس َتغْ ِف ُر َّ َ‬ ‫ل‪َ ،‬وال ِإ َل َه ِإال َّ ُ‬‫ال ْم ُد ِ َّ ِ‬
‫الل‪َ ،‬و ْ َ‬ ‫َّ ِ‬
‫األ ْع َمى‪،‬‬ ‫ال َج ِر‪َ ،‬و َت ْه ِدي َ‬ ‫َّاس َوا ْل َع ْظ ِم َو ْ َ‬ ‫يق الن ِ‬ ‫الش ْو َك َة َع ْن َط ِر ِ‬
‫َع ِن الْ ُ ْن َك ِر‪َ ،‬و َت ْع ِز ُل َّ‬
‫األ َصـ َّـم َو َ‬
‫األ ْبـ َكـ َم َح َّتى َيفْ َقهَ‪َ ،‬و َت ـ ُـد ُّل الْ ُـ ْـسـ َتـ ِـد َّل َع َلى َح َ‬
‫اج ٍة َلــهُ َقـ ْـد َع ِل ْمتَ‬ ‫َو َت ْس َم ُع َ‬
‫يف‪َ ،‬و َت ْس َعى ِب ِش َّد ِة َسا َق ْي َك ِإ َلى ال َّل ْهف ِ‬
‫َان‬ ‫الض ِع ِ‬ ‫اع ْي َك َم َع َّ‬ ‫َم َكانها‪َ ،‬و َت ْر َف ُع ِب ِش َّد ِة ِذ َر َ‬
‫الص َد َق ِة)‪.‬‬
‫أبواب َّ‬
‫ِ‬ ‫يف‪ُ ،‬ك ُّل َذ ِل َك ِم ْن‬ ‫الض ِع ِ‬
‫َّ‬

‫بعرف شب‪..‬‬
‫بعرف شب ممكن بحياتي ما صادفت وال أظن إني رح أصادف واحد زيه يف‬
‫موضوع خدمة الناس "الصدقة"!‬
‫أكثر من مرة نكون متواعدين نتقابل يف مكان ما ويوصل متأخر !‬
‫فكلنا بنعاتب فيه وين كنت يا رجل؟ ما إنت قبل ساعة قلتلنا إنك متحرك من بيتك؟؟‬
‫مرة شفت وحدة عجوز فوصلتها‪..‬‬
‫ومرة بوصلنا "مشحبر" ركبت بنشر حلد‪..‬‬
‫مرة شفت مقعد فجريته‪..‬‬
‫ومرة ضرير قطعته الشارع‪..‬‬
‫ومرة أختي طلبت مني إشي‪..‬‬
‫هذا الشب إذا خلصنا صالة يف املسجد بتالقيه ركض جهة الباب يفتحه للناس‪..‬‬
‫أو جهة األحذية يساعد العجائز بلبس أحذيتهم‪..‬‬
‫وإنت ماشي معاه بتالقيه بتصيد خير يعمله!‬
‫قاعد بتص ّيد حرفياً!‬
‫كل همه وباله كيف يساعد‪..‬‬
‫مرة بسأله‪ :‬شو قصتك إنت؟‬
‫قلي أنا بطلع من البيت بنية أعمل خير‬
‫‪134‬‬

‫ودائ ًما بدعي اهلل ييسرلي خير وين ما رحت‪ ‬‬


‫وبحب دائ ًما أدعي دعاء سيدنا موسى‪ :‬رب إني ملا أنزلت إلي من خير فقير !‬
‫وإنه يا رب‪ ..‬مع كل خير بتيسرلي إياه إال إني مفتقر ألعمال خير تانية تيسرلي‬
‫إياها‬
‫سكت شوي بعدها وقال‪ :‬شو بعرفك‪..‬ممكن عمل منهم يكون السبب يف دخولي اجلنة‪.‬‬

‫خير الناس‬
‫ً‬
‫طويل كثي ًرا من البحث على الفيسبوك حتى أجدك‪،‬‬ ‫لقد استغرق األمر وقتا‬
‫بالنسبة لك أنا مجرد شخص غريب‪ ،‬لكن بالنسبة لي أنت السبب يف أن أكون‬
‫على قيد احلياة اليوم‪.‬‬
‫منذ شهر مضى كان اجلو ماط ًرا عندما كنت أسير مع أختي يف شارع مارشال‪..‬‬
‫حيث كنا نرتدي األسود‪ ،‬أنت حملتنا من بعيد فغيرت الشارع من اجلهة األخرى‬
‫وقدمت لنا مظلة‪ ،‬يف بادىء األمر رفضنا لكن مع إصرارك قبلناها‪...‬‬
‫قلت لنا‪ :‬ال تقلقوا بالنسبة للمطر فأنا وصلت للمنزل تقري ًبا‪ ،‬كما أني أرتدي هذا‬
‫احلذاء الواقي من األمطار‪.‬‬
‫بعدها سلّمت لنا املظلة ومتنيت لنا يو ًما سعيداً ومضيت‪.‬‬
‫ماال تعرفه أن سبب ارتدائنا األسود هو أننا كنا يف مراسم دفن والدتنا يف صباح‬
‫ذلك اليوم‪ ..‬ويف مسائه كنت قد قررت االنتحار‪ ،‬حركتك اللطيفة التي توجهت‬
‫بها لي وألختي‪ ،‬نحن الغرباء عنك‪ ،‬أعادت إلى ذهني مدى روعة هذا العالم‪..‬‬
‫وروعة من يعيشون فيه‪..‬‬
‫لقد رسمت على وجهي االبتسامة الصادقة الوحيدة يف هذا اليوم‪.‬‬
‫وجعلتني أراجع األفكار القامتة الفاجعة التي كانت تدور يف مخيلتي‪.‬‬
‫اآلن ويف كل يوم متطر فيه أستعمل تلك املظلة وأتذكر ما قمت به من أجلي‪..‬‬
‫حتى وإن كنت تعتقد أن ما قمت به شيء ال يعد عظي ًما يف ذلك الوقت‪ ،‬لكنه‬
‫كذلك بالفعل‪.‬‬
‫‪135‬‬

‫ما أود قوله لكل الناس‪:‬‬


‫حافظ على ابتسامتك‪ ،‬وبث الفرح يف من حولك‬
‫ألنك ال تدري ما ميكن أن يتركه من أثر وكيف ميكن أن يغير الكثير من محيطك‪.‬‬
‫‪ -‬فتاة وضعت اعترافاً على الفيسبوك‪.‬‬

‫في مسجد في أمريكا‪..‬‬


‫طلعت مرة بالصيف أشتغل يف أمريكا‪.‬‬
‫كان املسجد بعيد‪ ،‬وكنت أستنى يوم اجلمعة ألنه اليوم الوحيد اللي بقدر فيه‬
‫أوصل املسجد‪ ،‬إلنه بقية األيام شغل ويوم اجلمعة بقدر أدبر مواصالت مع حدا‬
‫من املسلمني وهو رايح عاملسجد يوخدني بطريقه‪..‬‬
‫كنت حريص إنه أمضي أغلب يوم اجلمعة يف املسجد وما حوله‪ ،‬ألنه هو اليوم‬
‫الوحيد اللي بوصل فيه املسجد‪ ،‬فكنت أحضر خطبة اجلمعة مرتني‪ ..‬إلنه هناك‬
‫بعملوا خطبتني جمعة‪ ..‬عشان املسجد ما بوسع وعشان يف ناس بوظائفها‪..‬‬
‫فحتى يراعوا ظروف اجلميع بعملوا خطبتني‪ ..‬وكنت أضلني للعصر حتى أكسب‬
‫من مرة صالة العصر‪ ..‬ما أنا صرت رايح رايح‪..‬‬
‫فكنت أروح أصلي اجلمعة ‪ ..‬بعدين أطلع من اجلامع شوية أشتري قهوة أشربها‬
‫بعدين أرجع وأستنى العصر‪..‬‬
‫مرة يف خطبة اجلمعة حكى الشيخ عن حملة عاملينها ملساعدة إحدى املناطق املنكوبة‪..‬‬
‫وقتها الشيخ أبدع يف حث الناس على التبرع والصدقة‪ ،‬وفع ً‬
‫ال كان كالمه ج ًّدا مؤثر‪..‬‬
‫خلصنا صالة والناس تقري ًبا ر ّوحت‪ ..‬وضل يف املسجد أكم حد وأنا منهم‪..‬‬
‫دخــل شب واهلل العليم كــان زي حــاالتــي‪ ..‬إنــه طالب جــاي يشتغل بس بفترة‬
‫الصيف‪ ..‬كان شب سمته ال يوحي إنه حدا ملتزم‪ ،‬كان مخفف شعره من اجلنب‬
‫ومطوله من فوق ورافعه‪ ،‬وكان البس شورت حتت الركبة بشوي‪ ،‬وأظن إنه لو‬
‫سجد ممكن تبني ركبته‪ ،‬وكان يف إيده إسواره قماش‪..‬‬
‫‪136‬‬

‫حسيت مبشيته إشي من التردد‪ ..‬وكان بتفرج ميني وشمال‪ ..‬بعدين رد طلع من املسجد!‬
‫بصراحة الفضول دفعني أعرف ماله‪ ..‬فرحت أتفرج بالعقل لقيته عم بعد مصاري‪..‬‬
‫رجع دخل عاملسجد‪ ..‬بنفس التردد وبنفس النظرات لليمني وللشمال بعدين ر ّد‬
‫طلع كمان مرة!‬
‫هاملرة طلع من خارج املسجد كله وحتى من ساحاته‪ ،‬وتوارى عن األنظار‪..‬‬
‫رجع بعد ربع ساعة حامل بإيده ضعف املبلغ اللي كان يعد فيه أولها‪ ..‬ودخل‬
‫هاملرة بدون تردد‪ ،‬وراح على غرفة كان فيها ناس بجمعوا الصدقات‪ ..‬وحط‬
‫املبلغ عالطاولة وحكى هدول هلل!‬
‫ولف وضل طالع برا املسجد‪!..‬‬
‫ما بعرف ليه وقتها خطر يف بالي حديث السبعة الذين يظلهم اهلل بظله يوم ال‬
‫ظل إال ظله‪ ..‬ورجل تصدق بصدقة!‬
‫وصرت أحكي بيني وبني حالي‪ :‬هالشب أبو الشعرات واإلسوارة القماش‪ ..‬واللي‬
‫البس شورت إذا سجد ممكن تبني ركبته‪ ...‬عم يحجز مكان حتت عرش الرحمن‬
‫يف الوقت اللي أنا صرت أقنع حالي إنه أنا جاي عأمريكا أحوش مصاري فخلص‬
‫بتصدق بعدين!!‬
‫يا رب رحمتك!‬

‫شو في بينك وبين ربنا ؟‬


‫بصراحة أنا ما بحب إذا قابلت حدا أسأله األسئلة التقليدية اللي كل الناس‬
‫بتسألها‪..‬‬
‫ال بدي أحكيله كيف حالك‪ :‬راح يجاوب احلمد هلل‬‫مث ً‬
‫كيف موادك هالفصل‪ :‬ماشي احلال ‪..‬‬
‫بعدين بصفن شوي وبرجع بسأله طيب شو أوضاعك ؟ وهي طبعا نفسها كيف حالك !‬
‫اللي نفسها‪ :‬أهم إشي أمورك متام آخر إشي ^^‬
‫‪137‬‬

‫بحب أسأل مث ً‬
‫ال شو لونك املفضل ‪..‬؟ كيف بتشرب قهوتك‪ ..‬؟ إنت إن شاء اهلل‬
‫أبو شو يف املستقبل‪..‬؟ متى مفكر تخطب‪..‬؟ شو كتابك املفضل‪..‬؟ إيش أكثر‬
‫سورة يف القرآن بتحبها‪..‬؟ أكثر صحابي نفسك تقابله‪..‬؟ وهكذا‪..‬‬
‫مرة صادفت شب إنه "فيه إشي هلل هالبني آدم "‪ ..‬يا اهلل شو إنه محترم وخلوق‬
‫ومؤدب‪..‬‬
‫وقتها سألته إحكيلي شو يف بينك وبني ربنا ؟‪ ‬‬
‫طبعا هو يحرام انعجق من السؤال ‪ ..‬وقلي مني قلك يف اشي بيني وبني ربنا ‪..‬‬
‫طبعا إن شاء اهلل يكون بس أنا مش هيك ‪!..‬‬
‫وقتها قلتله باهلل عليك حتكي أي اشي ‪ ..‬حيضل الكالم بينا ‪ ..‬؟‬
‫طبعا هو ضل ُمص ّر ما يحكي ‪ ..‬ووقتها عذرته إلنه ممكن يكون فع ً‬
‫ال مش مدرك‬
‫إنه بعمل اشي ‪ ..‬بس أنا كنت واثق إنه هالبني آدم فيه إشي هلل‪ ..‬‬
‫فطلبت منه ينصحني ؟‬
‫طيب اسمع‪..‬‬
‫شفت اللحظة اللي بتفوت فيها البيت متأخر وبتكون من الصبح طالع من البيت‪،‬‬
‫وبتكون طول الطريق حتكي يا اهلل متى راح أوصل البيت وأنام وأرتاح‪ ..‬‬
‫طبعا إنت وقتها صليت العشا برا عشان ملا تفوت البيت مباشرة تنام‪..‬‬
‫أول ما توصل ‪ ..‬ومع كل تعبك وإرهاقك وإنك مش مصدق متى ترمي حالك‬
‫وتنام‪..‬‬
‫توضى وصلّي ركعتني لربنا‪..‬‬
‫حلظتها قوم ّ‬
‫ما راح أقدر أوصفلك شعور إنك حتكي لربنا‪ :‬يا رب هي آثرت مناجاتك وقربك‬
‫على راحتي‬
‫ما راح أقدر أوصفلك!‬
‫‪138‬‬

‫سكت شوي‪..‬‬
‫أو مث ً‬
‫ال إنك تتصدق صدقة يف وقت كان ظرفك املادي مش كثير بسمح‪..‬‬
‫وكمل كالمه ‪ ..‬أو إنك تاخذ على نفسك عهد مث ً‬
‫ال إنه شو ما كنت تعبان ومشغول‬
‫وفوق راسك ألف اشي ‪ ..‬إنك ما تنام إال واملصحف بإيدك‪..‬‬
‫وقرأ آية‪:‬‬
‫{ ﭴﭵﭶﭷ ﭸ ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁ ﮂﮃ‬
‫ﮄﮅﮆ ﮇ ﮈﮉﮊﮋ ﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦﮧﮨﮩﮪ }‬
‫(املزمل‪)٢٠ :‬‬

‫يال سالم ‪ ..‬بدي أحلق محاضرتي‬


‫‪ ) 2‬الصوم‬
‫ـســألُــه يف الشغل‪:‬‬
‫عــلــى ســيــرة أمــريــكــا قــبــل ك ــان الــســؤال املــعــهــود الــلــي بَــنـ َ‬
‫!? ‪you have a girlfriend‬‬
‫فكنت أجاوب إنه ال!‬
‫طيب ليه؟‬
‫ممم عندي قناعة إنه الزم أحتفظ مبشاعري لزوجة املستقبل‪..‬‬
‫"عجل اهلل يف ظهورها"^^‬
‫كان هاجلواب كفيل إنه يصدمهم‪ ..‬ولسان حالهم‪ :‬معقول يف ناس لطيفيني يف‬
‫الدنيا هيك!‬
‫قصدهم عني طبعاً ههه ^^‬
‫وأنا وقتها مش عارف همه جد متعجبني ومصدومني وال بواسوا فيي قاعدين‪..‬‬
‫وكانوا دائ ًما يستغربوا إنــه كيف ممكن شب يف هالعمر مش مصاحب‪ ،‬وال‬
‫بشرب‪..‬؟‬
‫‪139‬‬

‫ممكن إلنه كنت يف والية نسبة املسلمني فيها جداً قليلة‪ ،‬فكنت ملعظمهم أول‬
‫مسلم بقابلوه يف حياتهم‪..‬‬
‫الشاهد من هالكالم إنه صادف وجودي هناك شهر رمضان‪ ،‬ففي أحد األيام‬
‫نادتني املديرة إنه تعال هي جبنا أكل؟‬
‫فأنا اعتذرت منها وقلتلها صامي‪ ..‬قامت هي بكل عفوية وحكتلي طيب خد هي‬
‫مي وعصير‪..‬‬
‫فقلتها‪ :‬شكراً بس أنا صامي‪..‬‬
‫حكتلي حتى عن املي!!! وكانت الدنيا وقتها بع ّز الصيف ‪!..‬‬
‫كان وقتها متجمع عدد ال بأس به من املوظفني عاألكل‪ ،‬وجوابي ش ّكل صدمة‬
‫ملعظمهم ويف نفس الوقت كان معظمهم ينظرلي نظرة حزن وشفقة إنه ليه هاد‬
‫بعمل يف حالة هيك؟ وشو هالدين‪...‬؟!‬
‫محك‪ ،‬يعني إذا ما أحسنت استثمار هاللحظة رح أندم‬‫ّ‬ ‫بصراحة كوني اآلن على‬
‫طول عمري‪ ،‬وبنفس الوقت الزم أجاوب جواب مقنع‪ ..‬فلو مث ً‬
‫ال حكتلهم إنه إحنا‬
‫بنصوم عشان نحس بالفقراء‪ ..‬ممكن يحكولي طيب ما إنت رح تاكل يف آخر‬
‫النهار‪...‬؟ أو ممكن حدا يحكي‪ :‬يعني الفقراء عندكم ما بصوموا؟!‬
‫خطر يف بالي وقتها فيديو كنت حاضره إنه فكرة الصيام قائمة على‪:‬‬
‫إنه إذا اإلنسان قدر مينع نفسه من األكل والشرب وهي حاجات أساسية يف‬
‫حياته ومن دونها بتنعدم حياته‪ ،‬فهو من باب أولى قادر يسيطر على أي شيء‬
‫آخر‪..‬‬
‫كان اجلواب احلمد هلل موفق بالنسبة إلهم‪ ،‬ووظفته بنفس الوقت على موضوع‬
‫ليه أنا مش مصاحب أو ما بشرب‪ ،‬إلنه إذا أنا قدرت أمنع نفسي من األكل‬
‫والشرب وهي حاجات أساسية‪ ،‬فهذا يعني إني قادر أمنع نفسي عن كل ما هو‬
‫دونهم ‪.‬‬
‫‪140‬‬

‫وهذا بذكرني بشب مرة كان يحكيلي‪ :‬بشهر رمضان ما بتخطر يف بالي الشهوات‬
‫من أصلها‪ ،‬لدرجة إني بشعر إنه خلص تخلصت منها ‪!..‬‬
‫سبحان اهلل رمضان فع ً‬
‫ال عبارة عن مدرسة‪! ..‬‬
‫شهر بستخرج طاقاتك وإمكاناتك‪ ،‬شهر بثبتلك إنه إنت قادر تتخلص من شهواتك‬
‫ورغباتك‪ ،‬بثبتلك إنه الشهوة اللي كنت تعتقد إنك ما بتصبر عليها يومني ه ّيك‬
‫صبرت عاألكبر منها يف شهر‪!..‬‬
‫ممكن عشان هيك النبي صلى اهلل عليه وسلم وصف الصوم با ُ‬
‫جلنّة‪ ..‬يعني‬
‫وقاية وستر‪.‬‬
‫وبعقب ابن القيم على هذا احلديث‪" :‬الصوم يكسر شهوة النفس‪ ،‬ويضيق عليها‬
‫مجاري الشهوة"‪.‬‬
‫والقرطبي يقول‪" :‬كلما قــلّ األكــل ضعفت الشهوة‪ ،‬وكلما ضعفت الشهوة قلت‬
‫املعاصي"‪.‬‬
‫أكيد إحنا صعب نعيش كل أيام السنة زي رمضان‪ ،‬لكن إنت قادر إنك تستدعي‬
‫دروس رمضان يف كل أيام السنة‪ ،‬قادر إنك جتدد ثقتك بنفسك من وقت آلخر‪..‬‬
‫قادر إنك تثبت لنفسك إنك بتقدر‪ ،‬ببساطة إنك تعاهد نفسك من فترة لفترة‬
‫تصوملك يوم من األيام‪..‬‬
‫مدرسة الصيام بتعمل على إنها تستدرجك للخير والطاعة‪ ،‬وبتخليك تشعر‬
‫بحالوة الطاعة‪ ،‬وبحالوة إنك قادر تسيطر على شهواتك‪ ..‬حتى يدفعك هذا‬
‫االستدراج إلى العيش يف بقية أيام حياتك وكأنها رمضان!‬
‫ما أظن إنه يف شعور أجمل من شعور السيطرة‪ ،‬شعور إنك بتتحكم يف شهوتك‬
‫مش هي بتتحكم فيك‪ ،‬شعور إنك قادر عليها‪ ،‬مش هي قادرة عليك‪ ،‬شعور إنه‬
‫املوضوع بإيدك‪ ،‬مش بإيدها‪..‬‬
‫وهذا اللي مبنحك إياه الصيام!‬
‫‪141‬‬

‫خطواتك العملية‬
‫الصدقة‪:‬‬
‫ارجع حلديث الصدقة وخلي يف بالك إنه الصدقة مفهومها شامل لكل خير‬
‫ممكن تقدمه ^^‬
‫إذا قدرت تصدق مببلغ يسير بعد كل مرة بتذنب فيها ‪.‬‬
‫خصص جزء من مصروفك أو راتبك للصدقة‪.‬‬
‫حت ّرى إنه تكون الصدقة لشخص محتاجها ‪.‬‬
‫يف حال كان ظرفك ما بسمح حاول تعمل كل خير بتصادفه بطريقك ^^‬
‫اجعل خدمة الناس وقضاء حوائجهم عادة يومية يف حياتك !‬
‫خـلــي نيتك يف الـصــدقــة إن ــه ربـنــا يـغـفــرلــك وي ـت ـجــاوز عـنــك وي ـســاعــدك يف‬
‫التخلص من شهواتك‪.‬‬

‫الصيام‪:‬‬
‫احرص على صيام يومني من كل أسبوع‪ ،‬وإن كان صعب ‪ 3‬أيام يف الشهر‪ ،‬وإن‬
‫كان صعب يوم واحد يف الشهر‪.‬‬
‫حــاول تتفق مع صديق إلك أو مع شلتك على هاليوم حتى تتشجعوا مع‬
‫بعض‪.‬‬
‫قبل اإلفطار ارفع إيديك لربنا واشكره على نعمه عليك‪ ،‬وما تنسى تطلب‬
‫منه يساعدك ‪..‬‬
‫‪142‬‬

‫ج‬
‫‪ #‬ذكر ودعاء‬
‫‪143‬‬

‫‪ِ #‬ذكِر‪..‬‬
‫ذاكرين ملا حكينا يف استراتيجيات الشيطان عن فكرة "اإلستحواذ "وكيف إنه‬
‫الشيطان حريص يستحوذ عليك وعلى فكرك وعلى تركيزك وعلى كل شي!‬
‫زي ما بتقول اآلية‪:‬‬
‫(املجادلة‪)١٩ :‬‬ ‫{ ﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽ }‬
‫االستحواذ وسيلة واستراتيجية الهدف احلقيقي منها‪ :‬فأنساهم ذكر اهلل‪!...‬‬
‫الشيطان حريص ينسيك ربنا‪ ،‬حريص أكثر مما بتتصور‪..‬‬
‫حريص إنه حياتك تكون بعيدة عن ربنا وعن شرعه ودينه وكتابه ورسوله‪...‬‬
‫حريص إنك تنسى ليه ربنا خلقك‪ ..‬وشو طلب منك‪..‬؟‬
‫حريص إنك تنسى إنه يف جنة ويف نار‪..‬‬
‫حريص يخليك تعيش اللحظة وينسيك عواقب أي شغلة بتعملها‪..‬‬
‫حريص إنك تلتهي يف شهواتك وتنسى كل إشي غيرها‪..‬‬
‫حريص إنه ينسيك إنه إنت يف صراع معه‪!..‬‬
‫واألهم‪ ..‬حريص ينسيك رحمة ربنا‪...‬‬
‫‪144‬‬

‫عشان هيك‪ ..‬بتيجي هون فكرة "الذكــــــــــر" يعني من التذكير‪!..‬‬


‫فاستراتيجيتنا هي "الذكر" يف مواجهة استراتيجية "النسيان" عند الشيطان!‬
‫وهدفنا إنه حتى لو غرقنا يف الشهوات واستمكنت منا‪ ،‬ما رح ننسى إنه يف رب‬
‫رحيم رح يقبلنا مبجرد ما قررنا الرجوع إله‪..‬‬

‫واذكر ربك إذا نسيت!‬


‫‪ -‬اسمع‪ ..‬امبارح حضرت فيديوهات إشي بخوف‪..‬عن برمجة العقل‪ ..‬وكيف‬
‫إنه لو الواحد كرر كلمات معينة بتحقق اإلشي اللي بده اياه‪.‬‬
‫مش مالحظ إني مش رايق لهيك أشياء‪.‬‬
‫‪ -‬يييي أنا كنت أفكر زيك إنه إشي هبل‪ ..‬هاد بحكيلك الزم إنت تصنع‬
‫ظروفك مش هي تصنعك ‪..‬‬
‫إنت شكلك بس حاب حتكي‪ ..‬باهلل ممكن تفهمني إنه كيف لو كررت كلمات‬
‫معينة حياتي رح تتغير ورح أصنع فيها ظرويف؟؟!!‬
‫‪ -‬يعني إنت ملا تكرر كلمات معينة مث ً‬
‫ال إنك رح تنجح‪ ..‬عقلك بتبرمج على‬
‫موضوع النجاح‪ ،‬وبخليك تتغلب على مخاوفك من الفشل والرسوب!‬
‫لــــــااا‪ ..‬إنت هيك جد جد رايق! طيب كان اهلل يسامحك حكيت هاملعلومة‬
‫من األول‪ ،‬كان ما درسنا وريحنا راسنا وضلينا بس نحكي‪ :‬رح ننجح رح‬
‫ننجح!‬
‫‪ -‬إنت بتتخوث؟!‬
‫إنت بلشت عفكرة!‬
‫‪ -‬طيب ليه إحنا بنذكر ربنا يا شاطر‪ ..‬مش عشان نبرمج عقلنا!!‬
‫إنت هيك مبدئياً خلطت ّ‬
‫مي وزيت!‬
‫‪ -‬فهمني يا شاطر‪..‬‬
‫أنا بعتقد إنه الذِ كر مش إنه بس أحكي أذكار وتسابيح معينة وإنها حلالها‬
‫‪145‬‬

‫بحس إنه الذكر دائ ًما بكون مرافق لعمل‬


‫ّ‬ ‫رح تغير الواقع اللي أنا فيه‪..‬‬
‫معني‪ ..‬مث ً‬
‫ال زي أثناء الصالة أو بعدها‪ ..‬باحلج‪ ..‬وقت العيد ملا نكبر بعد‬
‫فترات طاعة وعمل‪ ..‬إنه قصدي التسبيح بكون زي كإنه إشي بعينك عالعمل‬
‫األصلي اللي بتعمل فيه!‬
‫وإنه هو مبثل اإلشي اللي بذكرك دائ ًما بالطريق اللي إنت ماشي عليها‪..‬‬
‫وبزودك بالهمة والطاقة واالستعانة باهلل اللي رح تساعدك تقدم وتعمل أكثر‬
‫وأكثر حلالك ودينك وأمتك‪ !.‬‬
‫ممم وكمان شغلة‪ ..‬أنا مرة صرت أحلل فيها‪ ..‬إنه الذِ كر‪ ..‬كإنها من التذكير‬
‫يعني عكس النسيان‪ ..‬‬
‫وملا رجعت للقرآن اكتشفت إنه النسيان من استراتيجيات الشيطان اللي مبارسها علينا‪ ‬‬
‫(األنعام‪)٦٨ :‬‬ ‫{ﰅﰆ ﰇﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎ}‬
‫(املجادلة‪)١٩ :‬‬ ‫{ ﯸﯹﯺﯻﯼ ﯽ }‬
‫وكإنه الذكر‪ ..‬هو مبثابة التذكير إلك مبهتمك يف هاي احلياة‪ ..‬والهدف اللي‬
‫إنت مخلوق عشانه‪ ..‬وبذكرك بحقيقة الصراع األزلي إلك مع الشيطان‪ ..‬واللي‬
‫بحاول دائ ًما ينسيك إياها‬
‫عشان هيك كل ما تنسى هاي احلقيقة والصراع واملعركة‬
‫(الكهف‪)٢٤ :‬‬ ‫{ﮧﮨ ﮩﮪ}‬

‫يا اهلل‪..‬‬
‫أحيانا ممكن حتضر فيلم ويعيشك يف موود يوم كامل وممكن أكثر‪..‬‬
‫ممكن تشوف مقطع فيديو حلو‪ ،‬وتعيده أكثر من مرة‪ ..‬وحتسه صنع يومك‪..‬‬
‫أحيانا مقطع موسيقى ممكن يعيشك يف جو مش طبيعي‪..‬‬
‫ممكن طشة مع صحابك أو ملّة عفوية ترجعك عالبيت مبسوط وتستنى متى‬
‫الطشة اجلاي‪..‬‬
‫ّلة عيلة‪ ،‬مناسبة معينة‪ ،‬إيفينت شاركت فيه باجلامعة‪ ،‬وهكذا‪..‬‬
‫‪146‬‬

‫ص ّدقني أنا ما ببالغ‪..‬‬


‫رح تيجي حلظة حتس فيها إنه قلبك ماله إشي؟‬
‫رح حتس إنه نَ َف َسك بطلع منك بصعوبة‪ ،‬وإنه الدنيا كلها فوق راسك‪..‬‬
‫رح تيجي حلظة حتس إنه وال إشي من اللي قبل خاطب روحك‪..‬‬
‫رح حتس بكسر جواتك وإنت مش عارف كيف ممكن جتبره‪..‬‬
‫رح تيجي حلظة حتس فيها إنه يف إشي كامت على صدرك‪..‬‬
‫وفجأة وبشكل عفوي‪ ..‬رح تالقي حالك حكيت‪:‬‬

‫يا اهلل‬
‫(الرعد‪)٢٨ :‬‬ ‫{ﰈﰉﰊﰋﰌﰍﰎﰏﰐﰑﰒﰓ}‬
‫‪147‬‬

‫‪ #‬الدعاء‪..‬‬
‫حبيت يكون آخر موضوع من مواضيع دليل التزكية هو الدعاء‪ ...‬إلنه فكرة‬
‫الدعاء قائمة على التوكل واألخذ باألسباب ثم الدعاء‪..‬‬
‫وسبق وحكيتلك مش هديف أطرحلك إشي ممكن تالقيه يف اجلوجل أو على‬
‫اليوتيوب‪..‬‬
‫يعني أظن إنك لو كتبت على اجلوجل اآلن الدعاء‪ ،‬ومتى يستجيب اهلل الدعاء‪،‬‬
‫واحلكمة من تأخير استجابة الدعاء‪ ،‬وموانع استجابة الدعاء‪ ..‬وكثير شغالت‬
‫ثانية‪ ..‬رح يطلعلك ألف إشي‪..‬‬
‫لكن هديف احلقيقي "الوعي" !‬
‫بتتوقع حدا ممكن يدعي إنه ربنا يرزقه مليون دينار وهو قاعد يف بيته ال بروح‬
‫وال بيجي!‬
‫طيب بتتوقع حدا ممكن يدعي ربنا ينقذه من شهواته ورغباته وهو مش خاطي‬
‫وال خطوة وحدة اجتاه فكرة التغيير‪...‬؟! آه يف‪...‬‬
‫لألسف يف ناس بتدعي وبتحكي ربنا ما بستجيب وهي مش مكلفة خاطرها بس‬
‫‪148‬‬

‫جتتهد على حالها شوية صغيرة‪ ،‬عشان ملا توقف بني إيدين ربنا حتكي‪ :‬يا رب‬
‫واهلل إني بحاول!‬
‫ولألسف يف ناس بتحكي‪ً :‬‬
‫أصل كيف ربنا رح يستجيب إلي وأنا غرقان بالشهوات‪،‬‬
‫فذوقاً ما رح أدعي!‬
‫ً‬
‫أصل نسيت فكرة الدعاء وارتبط عندها بس بخطبة اجلمعة أو بالوتر‬ ‫يف ناس‬
‫يف ليالي رمضان وبقية أيام السنة "فاستحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر‬
‫اهلل" !‬

‫يف ناس بتحكي بصراحة جربت أدعي ربنا يف كثير شغالت‪ ،‬وصح استجابلي يف‬
‫مرات بس يف كثير مرات ثانية ما استجاب لي!‬

‫يف ناس مش إنها ناسية فكرة الدعاء‪ ،‬بس مستبعدة إنه احلل ممكن يكون فيه‪،‬‬
‫وبالتالي ما بتعطيه هاألهمية‪....‬‬

‫بس إحنا رح نكون غير عن هالناس‪...‬‬

‫إحنا رح ننطلق من فكرة "الوعي" بأهمية الدعاء‪.‬‬

‫من فكرة اعتقادنا اجلازم إنه الدعاء قادر على صنع املستحيل‪..‬‬

‫من فكرة إنه لو شو ما وصلت حالتنا ما رح ننسى الدعاء‪..‬‬

‫من فكرة إنه الدعاء الزم يسبقه خطوات معناها‪ :‬يا رب واهلل هينا بنحاول‪..‬‬
‫ساعدنا‪!..‬‬

‫من فكرة إنه استجابة الدعاء متعلقة باستجابتنا هلل!‬

‫من فكرة إميانا العميق إنه دعوة صدق بينا وبني ربنا كفيلة إنها جتعل شهواتنا‬
‫شيء من املاضي ‪ ..‬كفيلة تخلينا نبتسم جواتنا ملا تخطر يف بالنا ونحكي بينّا‬
‫وبني حالنا‪ :‬احلمد هلل إنه ربنا خلصنا من ذلها‪..‬‬
‫‪149‬‬

‫احكيله إله‪!..‬‬
‫‪ -‬بتعرف شو أصعب شعور بالدنيا إنــك حتس حالك ضعيف ومــش قادر‬
‫تسيطر على شهواتك ورغباتك؟‪ ‬‬

‫يا اهلل ما أصعب شعور إنك حتكي يا رب هاي آخر مرة‪ ..‬بس ترد ترجع‬
‫لنفس الغلط‪..‬‬

‫يا اهلل ما أصعب إنــك تفقد إرادت ــك وتستسلم استسالم تــام للشيطان‬
‫وشهواتك‪ ،‬شعور إنك صرت تستحي من ربنا من كثر ما وعدته وأخلفت‪..‬‬

‫يا اهلل شعور إنك بعيد عن ربنا‪ ..‬وبعيد عن رضاه‪..‬‬

‫مش عارف شو أحكيلك ألحكيلك‪.‬‬

‫طيب إنت ليه بتحكيلي هاحلكي‪ ،‬أنا زيي زيك عفكرة إحكي لربنا هاحلكي‪..‬‬
‫اه إحكي لربنا شو ما حسيت حالك بعيد عنه بس هو أقرب إلك مما بتتصور‬

‫فضفضله‪ ..‬إحكيله إنك بتحبه وإن كنت بتعصيه‪ ،‬إحكيله يا رب أنا ما كنت‬
‫أعصيك إلني استخفّيت بعظمتك‪ ..‬بس نفسي غلبتني يا رب‪ ...‬اطلب منه‬
‫يعينك على نفسك‪ ..‬ومش مرة وال مرتني وال ألف كل يوم اطلب منه‪ ..‬وأثبتله‬
‫إنك بتحبه‪ ...‬زاحم معاصيك وشهواتك بطاعات تانية ‪ ..‬اقرأ القرآن‪ ..‬وما‬
‫يغيب عن بالك نداءات زكريا وأيوب ويونس‪ ...‬وهمهمات حزن يعقوب‪..‬‬
‫وهواجس اخلوف عند موسى‪ ..‬وما يغيب عن بالك‪{ :‬ﭟﭠﭡ}‬
‫وال يغيب عن بالك إنه ربنا بحب يشوفك بتدعيه حتى بحب‬ ‫(غافر‪)٦٠ :‬‬

‫(االنبياء‪)٨٨ :‬‬ ‫بتلح عليه! ما يغيب عن بالك‪ { :‬ﮦﮧ}‬


‫يشوفك ّ‬

‫وهو رح يساعدك‪ ..‬آه واهلل رح يساعدك !‪ ‬‬


‫‪150‬‬

‫سبحان ربي األعلى‬


‫كان بحكي بينه وبني حاله‪:‬‬
‫خلص بكفي لعب‪..‬‬
‫خليني أقوم أصلي ركعتني سريعات ‪..‬‬
‫واهلل من زمان ما دعيت ربنا‪..‬‬
‫كمان أنا عارف حالي لو ما قمت صليت هسا ضميري راح يأنبني‪..‬‬
‫وأص ً‬
‫ال مهو طول حياتي بضيع الليالي على أشياء فاضية‪..‬‬
‫معقول ما أجور عنفسي هالليلة وأقوم أوقف بني إيديك يا رب‪..‬؟‬
‫آه قبل خليني أطفي تلفوني بالش يلهيني ‪..‬أص ً‬
‫ال ملحق عليه‪..‬‬
‫اهلل أكبر‪ ‬‬
‫سمع اهلل ملن حمده‪..‬‬
‫اهلل أكبر‬
‫سبحان ربي األعلى‬
‫سبحان ربي األعلى‪ ‬‬
‫سبحان ربي األعــ‪.....‬‬
‫ال ال خليني أكمل سجدتي وأدعي فيها عالسريع‪..‬‬
‫ممم يا رب‪..‬‬
‫أنا آسف ما بعرف أصيغ الدعاء بالشكل املناسب والالئق بس أنا بعرف إنك‬
‫فاهم علي وبتسمعني‪..‬‬
‫أنا وال مرة عصيتك فيها كنت بستخف بعظمتك‪..‬واهلل واهلل يا رب‪..‬‬
‫بس واهلل كانت تغ ّرني رحمتك وسعة عفوك‪..‬‬
‫كمان يا رب أنا بعرف إنه العبرة أجلأ إلك‪..‬‬
‫ويف اللحظة اللي بتناسى أو بنسى وجودك فيها راح أنسى نفسي !‬
‫فما بدي أوصل لهاي املرحلة‪..‬أرجوك‪..‬‬
‫‪151‬‬

‫أنا بعرف إنك عند حسن ظن عبدك فيك‪..‬‬


‫وأنــا ظني فيك إنــه ما راح أرفــع راســي من هالسجدة إال وإنــت مسامحني‬
‫وغافرلي‪..‬‬
‫حتى النار يا رب‪..‬‬
‫أنا بعرف إنها لكل متجبر عنيد ظالم جبار طاغية‪..‬‬
‫أنا مش منهم يا رب‪..‬حد اهلل بيني وبني الظلم واجلشع والكبر‪..‬‬
‫عشان هيك ثبتني‪ ..‬وإعتقني من النار يف هاي اللحظة‪..‬‬
‫آه يا رب يف هاي اللحظة نادي يف السماء إنك أعتقتني من النار‪..‬يا رب يا رب‪..‬‬
‫يا رب يسرلي خير أعمله‪..‬‬
‫حتى أزاحم فيه أغالطي وذنوبي‪..‬‬
‫واجعلني مبارك وين ما كنت‪..‬‬
‫وارزقني قلب ما بحتفظ باآلالم واألحقاد والغل واحلسد‪..‬‬
‫هيك قلب صايف نقي طاهر مفعم باخلير والعطاء واحلب‪..‬‬
‫ووو‪ ..‬كمان يا رب حققلي األشياء اللي بحبها وبحلم فيها بحياتي‪..‬‬
‫واغفر لصحابي ومعاريف اللي أدركهم املوت وهمه اآلن حتت التراب‪..‬‬
‫وييسرلي ناس تدعيلي بعد موتي زي ما أنا بدعيلهم هسا‪..‬‬
‫يا رب ما تفتني يف ديني‪..‬‬
‫وما تقبض روحي إال وإنت راضي عني‪..‬‬
‫وووو أنا بحبك يا رب‪ ..‬واهلل بحبك‪..‬‬
‫هيني بحلف فيك إني بحبك‪..‬‬
‫ما بعرف إذا صح أو ال‪..‬بس مش عارف أثبت غير هيك‪..‬‬
‫صح إني عبد ضعيف ومسكني ومذنب ‪..‬‬
‫بس إذا نفسي بإشي‪....‬‬
‫إنك تبادلني هذا احلب‪!..‬‬
‫سبحان ربي األعلى‪ ..‬سبحان ربي األعلى‪ ..‬سبحان ربي األعلى ‪.‬‬
‫‪152‬‬

‫سبق ودعيت ألشياء كثيرة‪ ..‬بس‪...‬؟!‬


‫ولقد يكون تأخر اإلجابة س ًّدا عظيماً بني يدي بالء شديد كان سيهدم بنيانك‬
‫لو لم يكرمك اهلل بدعائه ‪.‬‬
‫فإن الدعاء قد يصرف اهلل به من السوء عن العبد ما ال يعلمه إال اهلل‪،‬‬
‫ويجلس العبد املسكني ليس يدري لطف ربه وإحسانه إليه‪ ،‬ويقول‪ :‬لم يستجب‬
‫لي !‬
‫ولقد يكون يف تأخير اإلجابة تذليل القلب‪ ،‬وإالنته‪ ،‬فينعم اهلل على عبده نعمتني‪:‬‬
‫نعمة القلب الذي أذلته احلاجة لربه فصار ربانياً ‪..‬‬
‫ونعمة قضاء تلك احلاجة‪..‬‬
‫وقد يكون تأخير اإلجابة تأدي ًبا للنفس وكسراً لرعونتها‪ ،‬واختبا ًرا من الرب‬
‫لصدق املقبل عليه والذي إمنا أتى ليقضي حاجته ثم يعرض عنه‪..‬‬
‫وقد يكون تأخير اإلجابة هو عني اخلير الذي لو تعجل للعبد حلا َق به من الضنك‬
‫عاجل وسعي ًرا مختنقاً! فيقول بعد ذلك‪ :‬ليت ربي‬
‫ً‬ ‫والضر ما يجعل حياته أملًا‬
‫ما أجابني !‬
‫وقد يكون تأخير اإلجابة ليبعث اهلل يف قلبك بصر التفتيش يف أعمالك ومالك‬
‫وشأنك كله‪ ،‬فتصلح اخللل‪ ،‬وتستشفي من العلل اخلفية التي كان التأخير بسببها‬
‫وقد يكون تأخير اإلجابة ليذوق قلبك حالوة مناجاته وجمال اإلقبال عليه‪ ،‬فلو‬
‫تعجل قضاء حاجتك لبقي قلبك حيث هو يف غفلته وجفاءه‪..‬‬
‫ولقد يؤخر اإلجابة لتعظم النعمة بها‪ ،‬فينطق القلب بالشكر والثناء على اهلل‪ ،‬فلو‬
‫كانت معجل ًة ملا أحس العبد شرف النعمة‬
‫وقد وقد وقد‪ ...‬األصل أن ربك كرمي جميل‪ ،‬قريب مجيب‪ ،‬وأنك عبده‪ ،‬فأحسن‬
‫ضارعا مخبتاً مستغفراً‬
‫ً‬ ‫به الظن وال تغادر باب الذلة بني يديه‬
‫لـــ‪ :‬وجدان العلي‪.‬‬
‫‪153‬‬

‫اسمع يا‪..‬‬
‫اسمع يا !‬
‫شو ما كانت احلالة اللي وصلت إلها!‬
‫حتى لو حسيت حالك بعيــــد كثير‪ ..‬وإنه خلص ما يف أمل تصير أحسن‪..‬‬
‫حتى لو كنت مكسوف من ربنا إنك بطلت تستشعر مراقبته إلك زي زمان!‬
‫بطل يأنبك عالغلط بعد ما كان‪!..‬‬ ‫حتى لو ضميرك ّ‬
‫حتى لو الشهوات استحكمت فيك‪ ..‬وبتجر رجلك كل حلظة للغلط‪..‬‬
‫حتى وحتى‪!..‬‬
‫دير بالك حترم نفسك إنك توقف بني إيديه وتطلب منه املساعدة؟!‪ ‬‬
‫وقف بني إيديه بنفس الوقت اللي كانت شهواتك تغلبك فيه‪ ..‬واشكيله!‬
‫احكيله يا رب أنا جاي أشكو إلك فقدان أملي بالتغيير‪..‬‬
‫يا رب واهلل الذنوب والشهوات استمكنت مني!‬
‫وكلما جلأت إلك جذبني ذنبي‪ ..‬حتى فقدت األمل يف رحمتك!‬
‫يا رب‪ ..‬واهلل ما بدي إشي من الدنيا إال رحمتك!‬
‫لو رديتني وين أروح‪..‬؟!‬
‫يا رب أحيي أملي برحمتك‪ ..‬‬
‫وخلي عندي يقني بسعة عفوك!‬
‫وأدركني من سطوة ذنبي وما تسلّمني لشهوتي وعيبي!‬
‫واكتبلي يا ربــــ‪ ..‬نصر قريب على شيطان نفسي‪...‬‬
‫يا رب‪..‬‬

‫إلهي‪:‬‬
‫إلهي يا من وهبت لنا أجسا ًدا صحيحة وعقوالً واعية‪ ،‬يا من حفظت علينا‬
‫بفضلك أبداننا ومتعتنا بها طيلة عمرنا‪ ،‬اللهم ال تسلط علينا أنفسنا مبا فيه‬
‫هالكنا وما يكون سب ًبا يف شقائنا وذلنا بني خلقك‪ ،‬فالكون كونك والقدر بيديك‪،‬‬
‫اللهم ن ّور بصائرنا ملا فيه صالح أحوالنا‪ ،‬واصرف عنا ما فيه ضياع أعمارنا‬
‫‪154‬‬

‫واجعلنا ممن سمع احلكمة فوعى واتبع الصراط فنجا واجعلني أميناً يا رب على‬
‫ما أنعمت به علي من جسد كامل وعافيتني مما ابتليت به بعض خلقك حلكمتك‪،‬‬
‫وحل بيني وبني هوى يذلني وشهوة ترهقني‪ ،‬وخذ بيدي من سقطة املتردين‬ ‫ُ‬
‫وعافني من هالك الغاوين وبلغني يا موالي مبالغ من أنعمت عليه ورضيت عنه‬
‫فأحييته حياة حميدة وتوفيته وفاة سعيدة وال تكلني أب ًدا يا ربي إلى حولي وقوتي‬
‫دون حولك وقوتك يا هادي احليارى‪..‬‬

‫يا رب يا ذا اجلالل يا من تقبل عبادك على أي حال‪ ،‬يا غاف ًرا ذنو ًبا وإن كانت‬
‫أمثال اجلبال‪ ،‬يا من أريتنا طريق احلق وجنبتنا طريق الضالل‪ ،‬جاءك عبدك‬
‫الذي نهيته عن معصيتك فخالف أمرك واقترف نهيك ال معاندة لك وال إستكبا ًرا‬
‫راج عفوك واث ًقا يف جتاوزك‪ ،‬فإني يا‬ ‫عليك‪ ،‬لكن دعاه هواه إلى ما حذرته وهو ٍ‬
‫موالي معترف أني خفت عبادك وأمنتك‪ ،‬ولم أرهب سطوتك أو أخاف بأسك‪،‬‬
‫جنيت على نفسي من أجل متعة كالسراب وقد أنساني شيطاني أن مصيري إلى‬
‫التراب‪ ،‬وق ّل حيائي وقتها منك واستحوذت علي شهوتي وغاب عقلي عن مراقبتك‬
‫لي لكنك برحمتك الواسعة حفظتني وإلى استدراك ما فات من عمري هديتني‪،‬‬
‫فيا من ال يخيب فيه الرجاء أنقذ عبدك الضعيف من هذا العناء‪ ،‬أرجو واليتك كما‬
‫توليت أهل طاعتك وأرجو حمايتك كما حميت أهل محبتك‪ ،‬أفزع إليك لتنبهني‬
‫بقدرتك من رقدة الغافلني يا غاية آمال الراغبني ويا جناة كل مسكني ‪.‬‬

‫خطواتك العلمية‪:‬‬
‫"الذكر ‪ ..‬الدعاء "‬
‫وإنــت طالع على دوامــك أو شغلك ما تنسى أذكــار الصباح‪ ،‬وإنــت مــروح ما‬
‫تنسى أذكار املساء ‪.‬‬
‫ملا تسلّم من الصالة ‪ ..‬اصبر ‪ 5‬دقايق بس ‪ ..‬إحكي فيهم أذكار بعد الصالة‬
‫وما تنسى ترفع إيدك وتدعي ‪.‬‬
‫اشتري مسبحة أو خامت تسبيح حتى تتذكر التسبيح والذكر يف كل تفاصيل يومك ‪.‬‬
‫‪155‬‬

‫خصص ولو ‪ 5‬دقائق يومية للدعاء‪ ،‬واحرص على إنه قلبك يكون حاضر‪.‬‬
‫دائما حاضرة على لسانك‪.‬‬
‫اجمع األدعية املوجودة يف القرآن وخليها ً‬
‫زي مــا رح تــدعــي إن ــه ربـنــا يخلصك مــن شـهــواتــك‪ ،‬ادع ــي لـكــل ال ـنــاس اللي‬
‫بتعرفهم ولكل املسلمني‪.‬‬
‫كثر من دعاء‪ :‬ال إله إال أنت سبحانك إني كنت من الظاملني‪.‬‬
‫وحلو لو علقت بعض األدعية يف غرفتك ^^‬

‫الخالصة‪..‬‬
‫وهكذا نكون قد انتهينا من الدليل االول‪" ..‬دليل التزكية "‪..‬‬
‫طبعاً ال يُفهم أن جوانب اخلير تقتصر فقط على ما ذكرنا‪ ،‬وك ّل ما ذكرناه فهو‬
‫على سبيل املثال ال احلصر‪ ،‬وحاولنا قدر اإلمكان أن نختار جوانب اخلير املؤثرة‬
‫تأثيراً كبيراً يف صراعنا مع الشهوات‪.‬‬
‫خالصة دليل التزكية‪:‬‬
‫تقوية اإلميان باعتبار أن الشهوات عرض ملرض ضعف اإلميان‪ ،‬وبهذا الدليل‬
‫وفرنّا احلد األدنى والذي ال تنازل عنه يف عالقتنا مع اهلل عز وجل‪.‬‬
‫يف هذا الدليل حاولنا إعادة تشكيل وعينا من جديد يف بعض القضايا املهمة‬
‫واملصيرية والتي كنا نعاملها بشكل تقليدي وسطحي‪.‬‬
‫حاولنا يف هــذا الدليل رســم خطتنا اخلــاصــة يف مواجهة خطة الشيطان‪،‬‬
‫وأدركنا مداخله ومنافذه‪.‬‬
‫لعلّ هذا الدليل يشكل لنا عذر ًا أمام اهلل عز وجل!‬
‫فنقول لــه‪ :‬يــا رب هــا قــد ألزمنا أنفسنا بطاعات وعـبــادات نتقرب بها إليك‪،‬‬
‫ونزاحم فيها شهواتنا ورغباتنا‪ ،‬فتقبل منا هذا‪ ،‬واعف عنا ذاك!‬
‫‪156‬‬

‫‪ #‬دليل القوة‬
‫تناولنا يف الدليل األول "دليل التزكية" احلد األدنى من العبادات بيننا وبني اهلل‬
‫عز وجل‪ ،‬وحاولنا قدر اإلمكان نعيد تشكيل وعينا يف بعض األمور املهمة زي‬
‫القرآن والتوبة والصدقة وغيرها‪..‬‬
‫وحاولنا نأكد يف أكثر من موضع إنه مهما استحكمت فينا الشهوات فهذا ال يعني‬
‫إنه نقطع احلبل بينا وبني اهلل‪ ،‬وإنه أول خطواتنا يف رحلة اخلالص من الشهوات‬
‫تكمن يف فكرة‪ :‬استمرار عالقتنا مع اهلل عز وجل وعدم اليأس واالستسالم‬
‫ملخططات الشيطان واستراتيجياته‪..‬‬
‫وهون ممكن حدا يحكي‪ :‬طيب أنا معك‪ ..‬فهمنا إنه الزم يكون يف حد أدنى يف‬
‫عالقتنا مع اهلل عز وجل ما نتنازل عنه‪ ،‬وفهمنا خطط الشيطان واستراتيجياته‪،‬‬
‫وفهمنا إنه الزم ما نيأس من رحمة اهلل‪ ..‬وإنــه اليأس دليل جناح الشيطان‬
‫علينا‪ ..‬بــــــــــــس‪...‬‬
‫بــــــــــــــــــــــــــس شو؟؟‬
‫‪ -‬بس إنت حلد هسا ما حكيت عن فكرة "الوعي" فيما يخص نفس الشهوة‪..‬‬
‫وكيف نتعامل معها‪ ،‬وشو اخلطوات العملية حتى نتخلص منها‪..‬؟‬
‫هذا اللي رح نحكيه يف دليل القوة‪ ..‬واللي رح نركز فيه على فكرة "الوعي" أيضاً‪.‬‬
‫‪157‬‬

‫رح نعتمد يف هذا الدليل على جوانب قوة موجودة عندك‪ ،‬إنت بتغفل عنها‪ ،‬أو‬
‫إنك ما بتوظفها بالشكل الصحيح والسليم‪.‬‬
‫وانطالقاً من الشهوة نفسها رح ندرك جوانب القوة املوجودة يف داخلنا‪ ،‬مثل ما‬
‫بحكي "توماس تروارد" ‪:‬‬
‫يف بدايات بناء السفن‪ ،‬كانت السفن تبنى باألخشاب وكان السبب هو أن اخلشب‬
‫ميلك القدرة على الطفو فوق سطح املاء بينما احلديد يغرق‪ .‬ومع ذلك فإن‬
‫السفن اليوم أصبحت تبنى باحلديد‪ .‬عندما ظهر قانون الطفو وبــدأ الناس‬
‫يدرسونه‪ ،‬اكتشفوا أن أي شــيء ميكن أن يطفو إن كــان وزنــه أخــف من السائل‬
‫الذي يحتل مكانه‪.‬‬
‫لــذا فقد أصبحنا اليوم منلك القدرة على جعل احلديد يطفو فــوق املــاء من‬
‫خالل نفس القانون الذي يجعله يغرق!‬
‫وبالتالي نفس الفكرة يف هذا الدليل‪ ..‬رح ندرك مواطن القوة من خالل مواطن‬
‫الضعف فينا‪.‬‬
‫هاي اجلوانب واللي يف حال مت تفعيلها يف حياتك‪ ،‬فال يعني فقط انتصارك‬
‫على شهواتك‪ ،‬بل انتصارك على كل ما يعيق تقدمك وجناحك يف هاي احلياة‪..‬‬
‫وهون جتدر اإلشارة لنقطة مهمة‪..‬‬
‫مثل ما ربنا ع ّز وجل أودع يف داخلنا الشهوة كمادة لإلختبار واإلمتحان يف هذه‬
‫الدنيا‪ ،‬يف نفس الوقت أودع يف داخلنا ُقوى تستطيع كبح جماح هذه الشهوة‬
‫وتوظيفها بالشكل الصحيح‪..‬‬
‫ومــا بدنا نفهم إنــه الشهوة مذمومة يف ذاتها‪ ،‬لكن هــذا يعتمد على السياق‬
‫املستخدمة فيه‪^^ ..‬‬
‫طبعاً الناس بتختلف يف نظرتها لفكرة السيطرة على شهواتها‪ ،‬وبتختلف دوافعهم‬
‫أيضاً‪..‬‬
‫فممكن اإلنسان يسيطر على شهواته حتى يحقق جناح شخصي وهذا النجاح‬
‫الشخصي ما بستطيع يظفر فيه ما دامت شهواته مسيطرة عليه‪..‬‬
‫‪158‬‬

‫ال فهذا بحتم عليك إنه ما يكون إلك‬ ‫زي فكرة إنك تكون مرشح رئاسي مث ً‬
‫عالقات غير شرعية أو مدمن كحول أو فاسد وإلخ‪.‬‬
‫يف ناس متفوقني أكادميياً وبالتالي بكون عندهم قناعة إنه التفوق األكادميي مع‬
‫سيطرة ومتكن الشهوة شيء صعب جداً وممكن مستحيل‪ ،‬فبالتالي بجتهدوا يف‬
‫كبح الشهوة على حساب جناح أكادميي‪.‬‬
‫الرياضي‪ ..‬ال يستوي إنه يكون مدمن على أشياء يف ظل ممارسته الرياضة‪.‬‬
‫يف ناس إميانها قوي باهلل عز وجل‪ ،‬بحيث ترى إنه ال يستوي اإلميان القوي‬
‫وسيطرة الشهوات‪ ،‬فبتتخلص من شهواتها يف سبيل حتقيق رضى ربنا عز وجل‪.‬‬
‫زي فكرة الناس اللي بدخلوا يف اإلسالم جديد يف الدول الغربية‪ ،‬بكون شخص مدمن‬
‫على اخلمر غالباً وعلى العالقات غير الشرعية‪ ،‬وعلى الدخان وممكن املخدرات‪،‬‬
‫لكن بستطيع مبجرد قراره دخول اإلسالم إنه يتخلص من كل شهواته ورغباته!‬
‫وممكن اإلنسان يجمع ما بني حتقيق رضى اهلل عز وجل وما بني حتقيق جناح‬
‫شخصي ‪.‬‬
‫فالفكرة إنه اإلنسان قادر يسيطر على شهواته وإن اختلفت الدوافع واألفكار‪،‬‬
‫وبالتالي ال بد من وجود ُقوى فينا بتساعدنا وبتم ّكنا من مواجهة شهواتنا ورغباتنا‪.‬‬
‫ولو يف إنسان واحد يف هاي احلياة استطاع يسيطر على شهواته فهذا يعني إنه أقام‬
‫احلجة علينا جميعاً إنه اإلشي ممكن ومش مستحيل زي ما كنا نتصور أو نتخيل!‬
‫طيب ما بالك مباليني من الناس اللي استطاعوا ينتصروا على شهواتهم‬
‫ورغباتهم وأهوائهم؟!‬
‫طيب كيف همه قــدروا وإحنا مش قادرين ؟! شو اإلشــي اللي عندهم ومش‬
‫موجود عندنا؟‬
‫طيب كيف نصير زيهم؟ وأكيد يف إشي مشترك بينهم جميعا حتى لو اختلفت دوافعهم؟‬
‫وهذا ما سنحرص عليه يف هذا الدليل والذي سنع ّول فيه كثيرا على "الوعي" ‪..‬‬
‫وراح نحكي فيه‪ :‬عن قوة العادة وقوة الصبر وقوة اإلرادة ^^‬
‫واهلل املوفق واملستعان ^^‬
‫‪159‬‬

‫‪ #‬قوة_العادة‬
‫عادة!‬
‫فكرتنا قائمة على "الوعي" وأنا بعتقد إنه "وعيك" فيما سيأتي من كالم رح يكون‬
‫إله نصيب كبير يف طريقة تعاملك مع الشهوات‪.‬‬
‫من أخطر األمور وأصعبها يف صراعنا مع الشهوات أن تتحول وتستحيل لعادات‪.‬‬
‫يعني حالها حال األكل والشرب‪ ،‬ولألسف إنه تكون الشهوة مرافقة إلنا يف كل‬
‫تفاصيل يومنا وحياتنا‪..‬‬
‫وهون رح نتكتشف إنه حربنا وصراعنا رح يكون مع العادة بالدرجة األولى ومن‬
‫ثم الشهوة‪.‬‬
‫وبالتالي رح نحكي يف الصفحات القادمة عن‪:‬‬
‫كيف تتشكل العادات عند اإلنسان؟ وكيف نشكل عادات جديدة يف حياتنا؟‬
‫ورح نعتمد على الكتاب املتخصص يف هذا املجال "قوة العادة "ملؤلفه "تشارلز دويج‬
‫"بدرجة كبيرة‪ ،‬ومعظم الدراسات واألبحاث يف الصفحات القادمة منقولة من نفس‬
‫الكتاب‪ ،‬طبعاً مع إضافات وتعديالت جتعل الكالم متناسب مع موضوعنا "الشهوة "‪.‬‬
‫‪160‬‬

‫ال محدداً ‪-‬‬


‫وكما يقول "ويليام جيمس"‪ :‬إن حياتنا كلها ‪ -‬رغم أنها تتخذ شك ً‬
‫عبارة عن كتلة من العادات‪.‬‬
‫ويف ورقة بحثية نشرتها جامعة ديوك األمريكية عام ‪ 2006‬تقول فيها‪:‬‬
‫أكثر من ‪ 40%‬من التصرفات التي يقوم بها الناس يف كل يوم ال تع ّبر يف حقيقتها‬
‫عن قرارات‪ ،‬بل عادات‪.‬‬
‫وبالتالي رح نتكشف مع بعض بإذن اهلل حلقة العادة وكيف بتتشكل وكيف ممكن‬
‫نكسر عاداتنا القدمية ونشكل عادات جديدة‪ ،‬إدراكنا لهاي االمور يعني إنه‬
‫قطعنا شوط مرتب يف رحلة اخلالص والسيطرة على شهوتنا‪.‬‬
‫فهل ّموا بنا ^^‬

‫تجربة الفئران‪..‬‬
‫يف دراسة يف معهد ماساتشوستس للتكنلوجيا قام الباحثون بتوظيف تقنيات‬
‫ميكروسكوبية جديدة‪ ،‬تسمح لهم مبالحظة ما يحدث داخل رؤوس الفئران أثناء‬
‫قيامهم بعشرات األمور الروتينة‪ ،‬ومن خالل العمليات اجلراحية كان الباحثون‬
‫يضعون شيئا يشبه الذراع للتوجيه‪ ،‬وعشرات األسالك الدقيقة داخل جمجمة‬
‫كل فأر‪ ،‬وبعد ذلك يضعون كل حيوان يف متاهة على شكل حرف ‪ T‬مع قطعة‬
‫شيكوالته يف نهايتها‪.‬‬
‫‪161‬‬

‫لقد صممت املتاهة بحيث يوضع كل فأر وراء حاجز يفتح عند سماع صوت نقرة‬
‫قوية‪ .‬ويف البداية‪ ،‬عندما كان الفأر يسمع الصوت ويرى احلاجز وهو يختفي‪ ،‬كان‬
‫عادة ما يتجول ذهاباً وإياباً يف املمر الرئيسي‪ ،‬يتشمم األركان ويخدش اجلدران‪.‬‬
‫لقد كان يبدو وكأنه يتشمم الشوكالته‪ ،‬ولكنه ال يستطيع اكتشاف كيفية العثور‬
‫عليها‪ ،‬وعندما كان يصل إلى نهاية املتاهة كان يتجه إلى اليمني بعيداً عن قطعة‬
‫الشوكالته ثم يتجه نحو اليسار ويف النهاية يكتشف مكان اجلائزة‪.‬‬
‫كانت املجسات داخل رؤوس الفئران حتكي قصة مختلفة متاماً‪ ،‬فبينما كان‬
‫كل فأر يتجول يف املتاهة كان مخه يعمل بكل قوة ويف كل مرة كان فيها الفأر‬
‫يتشمم الهواء ويخدش اجلدران كان مخه يتفجر يف النشاط كأنه يقوم بتحليل‬
‫كل رائحة‪ ،‬كل مشهد‪ ،‬كل صوت‪.‬‬
‫لقد كان الفأر يعالج املعلومات يف كل مرة يقوم فيها بالتسكع‪.‬‬
‫ولقد كرر العلماء جتربتهم مرارا وتكرارا‪ ،‬حيث كانوا يشاهدون كيف كان يتغير‬
‫نشاط الفأر وهو يتحرك عبر الطريق نفسه مئات املرات‪ ،‬ثم ظهرت سلسلة من‬
‫التغيرات تدريجياً‪ .‬حيث توقف الفئران عن تشمم األركان وبدأت تسرع اخلطى يف‬
‫اإلنطالق عبر املتاهة شيئا فشيئا‪ ،‬ويف داخل أمخاخها حدث شيء غير متوقع‪ ،‬فمع‬
‫تعلم كل فأر كيف يجتاز املتاهة بدأ النشاط العقلي يف التناقص‪ .‬ومع ازدياد حترك‬
‫الفأر يف املتاهة بطريقة آلية تدريجية‪ ،‬بدأ التفكير الشامل للفأر يتناقص تدريجياً‪.‬‬
‫لقد كان األمر يبدو كأن الفأر كان يستكشف املتاهة يف املرات األولى القليلة‬
‫وأن مخه كان يعمل بكامل طاقته حتى يضفي معنى على كل املعلومات اجلديدة‪.‬‬
‫ولكن بعد أيام من اجلري يف الطريق نفسه‪ ،‬لم يعد الفأر بحاجة إلى التشمم أو‬
‫إلى خدش اجلدران‪.‬‬
‫وهكذا توقف نشاط املخ‪ ،‬ولم يعد الفأر بحاجة إلى اختيار اإلجتاه الذي سيذهب‬
‫إليه‪ ،‬وهكذا هدأت حركة العمل يف مراكز عملية اتخاذ القرار للوصول إلى الشوكالتة‬
‫ويف خالل أسبوع سكنت التراكيب املخية التي كانت ترتبط بالذاكرة‪ ،‬لقد استنبط‬
‫‪162‬‬

‫الفأر كيفية اإلسراع عبر املتاهة‪ ،‬لدرجة أنه نادراً ما كان يحتاج إلى التفكير‪.‬‬

‫تأمل الرسم البياني التالي والذي يظهر النشاط داخل مخ الفأر عندما يواجه‬
‫املتاهة للمرة األولى‪ ،‬ففي بداية األمر يعمل املخ بكل قوة طوال الوقت‪:‬‬

‫وبعد مرور أسبوع حاملا يصبح الطريق مألوفا‪ ،‬ويصبح االنطالق عادة‪ ،‬يهدأ مخ‬
‫الفأر أثناء اجتيازه املتاهة‪.‬‬

‫نفس ما بصير معنا‬


‫جتربة الفيران نفس ما بصير معنا‪..‬‬
‫ذاكر ملا أول ما بديت تتعلم سواقة‪ ،‬كنت حريص تستخدم كل تركيزك أثناء القيادة‪،‬‬
‫يعني إنك حتط غماز عند كل دخلة‪ ،‬وكل شوي تتفرج على املراي‪ ،‬وما تلهي حالك ال‬
‫بتلفون‪ ،‬وال بكاسة قهوة تشربها‪ ،‬ويف حال كنت بتسوق سيارة غيار عادي‪،‬‬
‫‪163‬‬

‫رح تضطر كل مرة توازن ما بني البنزين مع الكلتش حتى ما تطفي معك السيارة وهكذا‪.‬‬
‫بعد فترة بتكون إنت الشخص اللي بسوق وبحكي تلفون وببعت مسج وبشرب‬
‫قهوة وبحط غماز بنفس اللحظة‪ ..‬وبتتعامل مع املوضوع بشكل عفوي جداً‪..‬‬
‫يعني لو بعد ما وصلت مشوارك سألتك‪ :‬ركبت غماز على هديك الدخلة؟؟‬
‫هون إنت رح حتكيلي‪ :‬ما أروقك! ح ّل عني‪ ..‬شو بده يذكرني؟‬
‫ببساطة إلنه القيادة حتولت عندك لعادة‪ ،‬وصرت متارسها بشكل عفوي وبدون‬
‫أي تكلّف أو تركيز‪.‬‬
‫نفس اإلشي مع الولد الصغير أول ما يبدأ يسوق البسكليت‪ ،‬بكون يف كامل‬
‫تركيزه إنه يحقق توزان حتى ما يوقع عنه‪.‬‬
‫وهذا مع كل إشي روتيني بحياتنا‪.‬‬
‫يقول العلماء‪ :‬إن العادات تنشأ ألن املخ دائم ًا ما يبحث عن طرق لتوفير اجلهد‪.‬‬
‫فاملخ بحاول يحول كل أمر روتيني لعادة‪ ،‬إلنه العادات بتسمح لعقولنا بإنها‬
‫تخفف من نشاطها‪.‬‬
‫وهذا إشي مش غلط‪..‬بس الغلط إنه عقولنا حت ّول شهواتنا لعادة!‬
‫مثل ما رح نحكي يف الصفحات القادمة ^^‬

‫كيف تتشكل العادات؟!‬


‫العادة بتتشكل يف عقولنا من خالل ‪ 3‬مراحل‪ ،‬وبتمنى تركز فيهم حتى ملا ندخل‬
‫على موضوع الشهوة يكون املوضوع يف بالك‪..‬‬
‫العادة بتتشكل من خالل‪:‬‬
‫الدليل‬
‫األمر الروتيني‬
‫املكافأة‬
‫‪164‬‬

‫الدليل‪ :‬الشرارة التي تخبر املخ باالنتقال إلى الوضع اآللي أي نوعية العادة التي‬
‫يجب استخدامها‪.‬‬
‫األمر الروتيني‪ :‬والذي من املمكن أن يكون بدنياً أو عقلياً أو عاطفياً‪.‬‬
‫املكافأة‪ :‬النتيجة التي ستحصل عليها‪.‬‬
‫يعني ونرجع ملثال الفئران ملا كان الفأر يسمع الصوت القوي كان هذا الصوت‬
‫مبثل الدليل‪.‬‬

‫هذا الدليل بتبعه عمل روتيني وهو‪ :‬املشي يف املتاهة‪.‬‬

‫واملكافأة‪ :‬حبة الشوكالتة‪.‬‬

‫ّ‬
‫بتوقف املخ عن‬ ‫حلقة العادة واملكونة من الدليل واألمر الروتيني واملكافأة تقريباً‬
‫االنخراط الكامل يف عمليات اتخاذ القرار يف عقولنا‪ .‬واكتشافنا حللقة العادة‬
‫رح يسهل علينا كثير أمور‪ ،‬ورح مينحنا الوعي يف التعامل مع العادات يف حياتنا‪.‬‬

‫وسبق وأشرنا إنه حلقة العادة مش إشي غلط‪ ،‬بالعكس من دونها عقولنا رح‬
‫تتكاثر عليها التفاصيل اليومية وهذا بحد ذاته مرض خطير جداً‪.‬‬

‫ولزيادة التأكيد على فكرة حلقة العادة بنضرب أمثلة ثانية مثل‪:‬‬

‫إنت ملا حتس حالك نعسان وتبدأ بالتثاؤب‪ ..‬التثاؤب مبثل إلك‪ :‬الدليل‪ ،‬بتتبعه‬
‫بعمل ورتيني إنك تتوجه لفراشك‪ ،‬واملكافأة إنك حتصل على النوم والراحة‪.‬‬

‫نفس الفكرة ملا تصحى الصبح‪..‬الصبح بالنسبة إلك دليل والعمل الروتيني تعمل‬
‫قهوة‪ ،‬واملكافأة إنك تصحصح أو تروق وإلخ‪.‬‬

‫ال‪ :‬إنت متعود بعد األكل تنظف أسنانك‪ ،‬األكل بالنسبة إلك دليل‪ ،‬العمل‬ ‫مث ً‬
‫الروتيني تنظف أسنانك املكافأة إنك ترتاح نفسياً ^^‬
‫‪165‬‬

‫ما بتالحظ الناس يف كالمها بتكون بتحكي مث ً‬


‫ال‪ :‬أنا متعود كل ما أصحى الصبح‬
‫ألعب رياضة‪ ،‬أو أشرب قهوة أو أنظف أسناني وهكذا‪.‬‬
‫ولو إنت تركز بحياتك شوي رح تكتشف إنه معظم تفاصيل يومك قائمة على‬
‫هاحللقة‪ ،‬مث ً‬
‫ال إنت معود نفسك قبل ما تنام تش ّيك عالفيسبوك‪..‬‬
‫حلظة النوم بتمثل الدليل‪ ،‬والفيسبوك العمل الروتيني‪ ،‬واملكافأة إنك تسلي‬
‫حالك عبني ما تنام‪.‬‬
‫حتى فكرة الصالة‪ ،‬بنقدر نعتبر األذان الدليل‪ ،‬والعمل الروتيني الصالة‪ ،‬واملكافأة‬
‫اجللوس بني يدي اهلل!‬
‫وهكذا ^^‬

‫عادة الشهوة!‬
‫بتمنى تكون وضحت فكرة "حلقة العادة "يف بالك‪..‬‬
‫الصدمة احلقيقية اآلن ملا نعرف إنه شهواتنا تُدار بنفس الشكل وبنفس الفكرة‬
‫ومن خالل نفس احللقة!‬
‫يعني إنت قبل كان يف بالك إنه أنا يف زمن صعب‪ ،‬والواحد ميسك حاله إشي‬
‫مستحيل‪ ،‬والفنت يف كل مكان‪ ،‬والشهوة متجددة كل حلظة يف حياتي‪ ،‬والسيطرة‬
‫عليها مش ممكن‪ ،‬ولو مسكت حالي مرة بوقع يف املرات اللي بعديها‪ ..‬و و و و!‬
‫اسمحلي أحكيلك إنك كنت بتبالغ ‪ ،‬والصورة مش زي ما إنت بتفكر‪..‬‬
‫املوضوع إنه مخك صار يربطلك أشياء معينة بالشهوة‪ ،‬وهاي األشياء ما إلها‬
‫ً‬
‫أصل!‬ ‫عالقة بالشهوة‬
‫ال مث ً‬
‫ال‪ :‬مخك صار يربط حلظة الفراغ بالشهوة!‬ ‫وحتى تتوضح الفكرة أكثر مث ً‬

‫وهون سؤال‪ :‬إنت بلحظة الفراغ كان عندك شهوة؟ ممم ال‪..‬‬
‫‪166‬‬

‫بس مخك ربط معظم حلظات الفراغ بالشهوة‪ ..‬فصارت مشكلتنا مع العادة مش‬
‫مع الشهوة‪..‬‬
‫وخلينا نطبقها على فكرة حلقة العادة‪:‬‬
‫الدليل‪ :‬حلظة فراغ‬
‫العمل الروتيني‪ :‬أحضر إشي‪ ..‬أدخن سيجارة‪ ..‬إلخ‬
‫املكافأة‪ :‬الشعور براحة حلظية سرعان ما يلحقها ندم‪..‬‬
‫نفس الفكرة يف ناس حلظة الفراغ عندهم ارتبطت بقراءة كتاب‪ ،‬بحضور فيلم‬
‫وثائقي‪ ،‬بقرآن‪ ،‬بعمل خير‪ ،‬وهكذا‪..‬‬
‫وهون نقطة مهمة يا جماعة اخلير‪..‬‬
‫مش مالحظني إنه معظم أوقات وقوعنا يف الشهوة كانت حلظات ما إلها دخل‬
‫بالشهوة!‬
‫كلها أشياء عادية‪ ،‬سمحنا لعقلنا يترجمها لعمل روتيني ثم ملكافأة شهوة!‬
‫وهون حتول املوضوع من فكرة الشهوة بتغلبني‪ ،‬ملوضوع إنه إنت قاعد بدور عليها‬
‫وبتحاول تربطها بكل تفاصيل يومك وحياتك‪.‬‬
‫صدقوني أنا جداً حريص تستوعبوا هاي النقطة‪ ،‬إلنه وعيك بحلقة العادة‬
‫وعالقتها مع الشهوة رح تخليك تغير نظرتك حلياتك!‬
‫قبل كنت تتصور إنه الشهوة متجددة بكل حلظة‪ ،‬واآلن عرفت إنه إنت اللي كاين جتددها‪!..‬‬
‫وعيك لهاي النقطة رح يخليك تتأنى شوي قبل كل "دليل "بتتعرض إله‪ ،‬إنك ما‬
‫تربطه بعمل روتيني يحققلك مكافأة معينة متعلقة بالشهوة!‬
‫تخيل ملا ناس صار الدليل مبثل إلهم‪ :‬كل حلظة بفتحوا فيها التلفون‪ ،‬كل حلظة‬
‫بكونوا فيها حلالهم‪ ،‬كل حلظة بحطوا راسهم بدهم يناموا‪ ،‬كل حلظة توتر‪،‬‬
‫كل حلظة غضب‪ ،‬كل حلظة زهق‪ ،‬كل حلظة بتمثل إلهم دليل مرتبط مباشرة‬
‫مبكافأة الشهوة!‬
‫وهيك تستحيل حياتهم حلياة شهوات إلنهم ربطوا الشهوة بكل تفاصيل يومهم!‬
‫‪167‬‬

‫لحظة مصارحة‬
‫أبصر شو األوقات والظروف اللي بتخليني أوقع باملعصية وأضعف قدام شهواتي‬
‫ورغباتي؟‬
‫كانت هاي إحدى احملاوالت اجلادة يف حياتي حتى أفهم وأستوعب احلالة اللي‬
‫أنا فيها؟‪ ‬‬
‫كان ضايل للفجر شوي‪ ..‬وكنت يف طريقي أعمل كاسة النيسكافيه الثالثة!‪ ‬‬
‫كانت ليلة طويلة‪ ..‬كلها أسئلة بيني وبني حالي لع ّل وعسى أالقي حل حلالتي‬
‫اللي وصلتلها!‪ ‬‬
‫صرت أحسب وأعد شو املرات واألوقات اللي شهوتي فيها بتغلبني‪..‬؟!‬
‫ممكن اللي دفعني لهاي األسئلة إني وصلت مرحلة جد تعبت فيها‪ ..‬‬
‫واهلل تعبت من فكرة إني مش قادر أسيطر على حالي‪..‬وإني دائ ًما دائ ًما شهواتي‬
‫بتغلبني!‪ ‬‬
‫يف هديك اللحظة اكتشفت شغلة وكانت من األشياء اللي ساعدتني كثير لقدام‬
‫احلمد هلل‪ ..‬‬
‫اكتشفت إنه مخي كاين يربط أشياء معينة ما إلها دخل بشهواتي ورغباتي‪......‬‬
‫بشهواتي ورغباتي!‬
‫رح حتكوا كيف؟ مش فاهمني؟‪ ‬‬
‫طيب اصبروا شوية!!‪ ‬‬
‫مث ً‬
‫ال اكتشفت إني كاين أربط نهاية االمتحانات‪ ..‬أو نهاية األسبوع‪ ..‬أو نهاية‬
‫ضغط شغل‪ ..‬أو نهاية طشة مع صحابي‪ ..‬بغلط وذنب معني!!‪ ‬‬
‫كاين مخي يربط حلظة الفراغ‪ ..‬العطلة‪ ..‬الزهق‪ ..‬التوتر‪ ..‬بإني أوقع مبعصية ما!‬
‫كانت الفكرة مش إنها حلظة ضعف وشهوتي غلبتني‪ ..‬ال ال‪.‬‬
‫‪168‬‬

‫كانت الفكرة إني أنا اللي بدور على هاي الشغالت حتى أكافىء حالي فيها بعد‬
‫نهاية إشي معني!‬
‫يف الوقت اللي يف ناس بتربط نهاية األشياء أو حلظات الفراغ والزهق‪..‬بكتاب‪..‬‬
‫بقراءة‪ ..‬بجيم‪ ..‬بتعلم إشي جديد‪ ..‬بخدمة الناس‪ ..‬بشغلة مفيدة تفيدهم‬
‫بحياتهم وآخرتهم!!‪ ‬‬
‫وقتها أذن الفجر‪ ..‬وخلصت كاسة النيسكافيه الثالثة!‪ ‬‬
‫كنت وقتها بحكي بني وبني حالي‪  :‬‬
‫يا اهلل شو ظلمت نفسي! يا اهلل شو كنت أضحك على حالي!‪ ‬‬
‫يا اهلل شو إني قعدت أقنع حالي إنه مستحيل أترك ذنوبي وأغالطي اللي صارت‬
‫كإنها جزء من حياتي!‪ ‬‬
‫طلعت أنا اللي كاين أربط معظم ظروف حياتي فيها!‪ ‬‬
‫وأنا اللي كاين أدور عليها وأجلأ إلها وأكافىء نفسي فيها!‪ ‬‬
‫أنا اللي كنت أهرب إلها من واقع لألسف‪ ..‬ما جنحت يف التخطيط إله!‬
‫سلّمنا من صالة الفجر‪ ..‬حبيت أضلني يف املسجد للشروق‪ ..‬فتحت املصحف‬
‫أقرأ وردي من القرآن والي كنت حريص ما أتركه لو شو ما كان عندي أغالط‪..‬‬
‫بعد أكم صحفة من القراءة‪{ :‬ﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜﮝ‬
‫(النساء‪)١١٠ :‬‬ ‫ﮞﮟﮠ}‬

‫تذكير مهم ^^‬

‫قبل ما ننتقل لبقية اخلطوات وجب التذكير بـــــــــ‪:‬‬


‫قبل فترة اتفقنا إنك يف حال مش قادر حتى هاي اللحظة تنتصر يف معركة‬
‫الشهوة‪ ،‬فال يعني إنك تستسلم يف بقية املعارك!‬
‫‪169‬‬

‫وإنه يف حال كنت حريص على إنك تنتصر يف معركة الشهوة‪ ،‬فابذل قصارى‬
‫جهدك يف بقية املعارك‪ ..‬ومعركة الشهوة رح تكون حتصيل حاصل‪.‬‬
‫أنا بعتقد وبناء على اإلتفاق اللي بينا‪ ..‬إنك من هذاك الوقت وحتى هاي اللحظة‬
‫وإنت بتحقق إنتصارات يف املعارك الثانية!‬
‫مث ً‬
‫ال يف عالقتك مع إمك وأبــوك‪ ..‬يف مساعدتك للناس‪ ..‬يف الصدقة‪ ..‬يف‬
‫الذكر والدعاء‪..‬‬
‫يف جتديد توبتك كل حلظة‪ ..‬إلخ‪ ...‬‬
‫هيك أنا بعتقد‪..‬‬
‫ببساطة اتفاقنا اليوم قائم على فكرة إنه نتجنب ونتفادى نخوض معارك الشهوة‬
‫من أصلها قدر اإلمكان‪ ،‬حتى املناوشات اجلانبية بدنا نختصرها‪..‬‬
‫مش إنه أدور عليها‪ ..‬وأعتبرها ملجأ إلي‪ ..‬وأكافىء حالي فيها‪ ..‬‬
‫وبعدين أصير أحكي‪ :‬إنه مش قادر أقاوم وأتغلب على شهواتي وأهوائي!!‬
‫أنا بعتقد إنه فهمك ووعيك ملعادلة وحلقة العادة‪ ،‬رح يخليك تتفادى خوض معظم‬
‫معارك الشهوة من أصلها‪ ،‬يعني زمان وقبل ما يكون عندك فكرة عن حلقة العادة‬
‫كنت تفكر إنك رح تخوض معركة الشهوة كل يوم‪ ..‬لكن اآلن اختلف األمر متاما‪.‬‬
‫اآلن بدل ما نخوض معركة الشهوة كل يوم صرنا نخوضها ممكن مرة باألسبوع‪..‬‬
‫إلنه صرنا ننتبه أكثر لطريقة تفكيرنا ملا نربط أي دليل بالشهوة‪..‬‬
‫وهيك بنكون اختصرنا على حالنا معارك كثيرة‪ ،‬كنا نعتقد إنه مرغمني نخوضها‪،‬‬
‫لكن اآلن تبني إنه كنا نبالغ بطريقة تفكيرنا اجتاهها!‬

‫كسر عادة قديمة!‬


‫قاعدة مهمة لكسر أي عادة قدمية وكسب عادة جديدة وهي‪:‬‬
‫احملافظة على الدليل القدمي‪.‬‬
‫أمر روتيني جديد‪.‬‬
‫املكافأة القدمية‪.‬‬
‫‪170‬‬

‫يعني رح نحافظ على الدليل واملكافأة ونغير فقط األمر الروتيني‪.‬‬


‫يعني إذا كان الدليل حلظة فراغ واألمر الروتيني إني أشوف أشياء غلط واملكافأة‬
‫لذة حلظية‪.‬‬
‫فهون بتنطلق من حلظة الفراغ وبتغير األمر الروتيني للحصول على مكافأة غير محرمة‪.‬‬
‫وممكن على سبيل املثال نستبدل األمر الروتيني بــــــ ممارسة الرياضة‪ ،‬هذا كفيل‬
‫مينحك سعادة ولذة ومكافأة قد تساوي وجتاوز املكافأة املتعلقة مبشاهدة أمور غلط‪.‬‬
‫يف عام ‪ 2002‬أراد الباحثون يف جامعة نيومكسيكو فهم سبب تعود الناس على‬
‫القيام بتدريبات رياضية بشكل ملتزم‪ ،‬فقاموا بدراسة ‪ 226‬شخص ويف إحدى‬
‫املجموعات قال نحو ‪ 92%‬من املشاركني أنهم اعتادوا على ممارسة التدريبات‬
‫الرياضية ألنها جتعلهم "يشعرون بأنهم يف حالة جيدة "لقد وصلوا إلى توقع‬
‫واشتهاء اإلندورفينات "مواد كيمائية ينتجها اجلسم تعمل على تخفيف األلم‬
‫وإعطاء الشعور بالراحة والتحسن "‪.‬‬
‫وقال نحو ‪ 62%‬أن التدريب مينحهم اإلحساس "باإلجناز" وهؤالء وصلوا إلى‬
‫اشتهاء اإلحساس املنتظم باالنتصار من متابعة أدائهم‪ ،‬وكانت اجلائزة الذاتية‬
‫كافية لهم لكي يحولوا النشاط الرياضي إلى عادة‪.‬‬
‫بنفس الوقت الزم نأكد إنه املوضوع مش بهالسهولة‪ ،‬يعني إدراكك لطريقة تشكل‬
‫العادة وطريقة كسرها وطريقة اكتساب عادة جديدة‪ ،‬ال يكفي أبداً‪..‬‬
‫املوضوع بحاجة إلى جهد وعمل وإصرار وإرادة وهذا رح نذكره يف القوة الثالثة‪:‬‬
‫قوة اإلرادة بالتفصيل‪.‬‬

‫مارشميلو‪:‬‬
‫كنت بحكيلك إنه إدراكــك للدليل ولتشكل العادة غير كايف للتخلص من عادة‬
‫"الشهوة "‪ ...‬وإنه املوضوع بده قوة إرادة يف البداية‪..‬‬
‫يعني املوضوع فيه شوية صعوبة أولها‪ ..‬لكن مع الوقت رح تصير قوة اإلرادة هي‬
‫العادة يف حياتك!‬
‫‪171‬‬

‫يف عام ‪ 2005‬قام مجموعة من الباحثني يف جامعة بنسلفانيا بتحليل ‪ 164‬طالب‬


‫يف الصف الثامن وتبني إلهم إنه الطالب اللي ببذلوا مستويات أعلى يف قوة‬
‫اإلرادة هم األفضل يف احلصول على درجات عالية‪.‬‬
‫يعني الطالب األقــل غياب‪ ...‬األقــل جلوساً على التلفزيون‪ ..‬أحرصهم على‬
‫واجباتهم‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫النقطة املهمة إنه ما يروح بالنا إنه هالطالب أصحاب اإلرادة القوية واملتفوقني‬
‫دراسياً بعيشوا صراع كسر العادة املتعلقة بالتسويف وشهواتهم ورغباتهم يوميا!!‬
‫‪ ..‬ال ال‪..‬‬
‫املوضوع فقط كان يف البداية بالنسبة إلهم بعدين صار عادة‪..‬‬
‫وبتشير الدراسات إنه أفضل طريقة لتقوية اإلرادة ومنح الطالب ميزة للتفوق‬
‫هي بتحويلها لعادة‪.‬‬
‫وبتذكر "أجنيال دوكورث" ‪ :‬يف بعض األوقات يبدو أن االشخاص الذين يتمتعون‬
‫بدرجة عالية من التحكم يف النفس‪ ،‬ال يعملون باجتهاد ولكن هذا يرجع إلى‬
‫أنهم جعلوا العمل يسير بشكل تلقائي‪ .‬إن قوة إرادتهم تظهر دون أن يضطروا‬
‫إلى التفكير يف ذلك‪.‬‬
‫وكمان مثال لعالقة قوة اإلرادة يف العادة‪ ،‬وأنا سبق وحكيتلك رح نتوسع يف القوة‬
‫الثالثة املتعلقة باإلرادة لكن حالياً بهمني يصير هذا الربط ما بني كسر عاداتك‬
‫وما بني قوة الصبر واإلرادة عندك‪.‬‬
‫حتى تكون كل القوى مترابطة فيما بينها وبتوصلنا لإلشي اللي بدنا إياه ^^‬
‫املهم‪ ..‬أكيد معظمكم شاف فيديو على اليوتيوب ألطفال بنحط أمامهم حبة‬
‫مارشميلو‪ ..‬وبنحكالهم إذا بتصبروا مدة معينة رح حتصلوا على مكافأة أكبر‪.‬‬
‫فكان البعض منهم يستستلم وياكل حبة املارشميلو وكان البعض يصبر ويستنى‬
‫حتى يحصل على املكافأة‪.‬‬
‫هاي التجربة نفسها صارت يف الستينيات على مجموعة أطفال أعمارهم ‪ 4‬سنوات‪.‬‬
‫من بني كل هاألطفال جنح فقط ‪ 30%‬يف السيطرة على دوافعهم ورغباتهم‬
‫‪172‬‬

‫وحصلوا بالتالي على املكافأة‪.‬‬


‫اجلميل يف الدراسة إنهم تابعوا األطفال بعد وصولهم للثانوية واكتشفوا‪:‬‬
‫إنه األطفال اللي استطاعوا السيطرة على نفسهم بإنهم ما يأكلوا حبة املارشميلو‬
‫كانوا األعلى حتصي ً‬
‫ال يف نتائج الثانوية‪.‬‬
‫العبرة إنهم هاألطفال استطاعوا حتويل قوة اإلرادة عندهم لعادة‪ ..‬وبالتالي‬
‫استفادوا منها يف كل مناحي حياتهم‪..‬‬
‫لذلك يا شباب‪..‬‬
‫بس لو نقدر نسيطر على نفسنا أليام معدودة نقدر من خاللها نكسر عادات‬
‫الشهوة يف حياتنا‪..‬‬
‫املوضوع ما رح يكون إله تأثير فقط على تخلّصنا من شهواتنا‪..‬‬
‫املوضوع رح يأثر على كافة مناحي حياتنا‪..‬‬
‫بدراستنا‪ ..‬عالقاتنا‪ ..‬ثقافتنا‪ ..‬جناحنا‪ ..‬متيزنا‪ ..‬وكثير أشياء ثانية‪..‬‬
‫وبرجع بحكيلك املوضوع مش سهل‪ ..‬بس بنفس الوقت مش مستحيل‪..‬‬
‫ملشاهدة فيديو جتربة املارشميلو على اليوتيوب‪The Marshmallow Test :‬‬

‫ويلسون‬
‫بيل ويلسون شخص كان مدمن على الكحوليات‪ ،‬وعاش صراع طويل يف محاولة‬
‫التخلص منها‪ ،‬حتى يف ليلة من الليالي قرر يترك الكحوليات وأسس جمعية‬
‫اسمها "مدمني الكحول املجهولني" وهي منظمة دولية غير ربحية ملساعدة الناس‬
‫يف اإلقالع عن الكحوليات‪.‬‬
‫طبعاً إدمان الكحوليات مش عبارة فقط عن عادة‪ ،‬بالعكس إله آثاره اجلسدية‬
‫واألمر يتطلب عالج وأدوية للتعايف منه‪ ،‬مش فقط من خالل حلقة العادة‪.‬‬
‫لكن الغريب إنه مجموعة كبيرة استطاعت التخلص من الكحول من خالل حلقة‬
‫العادة‪ ،‬واللي عمله ويلسون ورفاقه إنهم حافظوا على الدليل وغيروا األمر‬
‫الروتيني وحافظوا على نفس املكافأة‪.‬‬
‫‪173‬‬

‫وكيف صار هاحلكي؟‬


‫إنهم ببساطة اتفقوا فيما بينهم إنه سبب إقبالنا على الكحول إله دوافع كثيرة‬
‫منها‪ :‬الهروب من الواقع‪ ،‬اإلحساس املؤقت بالراحة‪ ،‬الرفقة‪ ،‬التنفيس‪ ،‬مواجهة‬
‫التوتر‪ ،‬النسيان‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫وتوصلوا فيما بينهم إنه مش دائما كان هدفنا الشعور بالنشوة أثناء شرب اخلمر‪.‬‬
‫ومن األشياء أيضاً اللي ساعدتهم على التغلب على إدمانهم وكسر عادته‪ ،‬مقابلتهم‬
‫ألشخاص تخلصوا من إدمانهم يف نفس اجلمعية‪ ،‬وهذا شجعهم وخالهم يحكوا‪:‬‬
‫ما دام فالن قدر فهذا يعني إنه أنا بقدر كمان‪.‬‬
‫وعيهم بدوافع شربهم للخمر ومعاشرتهم لتجارب وقصص ناس ناجحني كان‬
‫سبب كبير يف إنهم يتخلصوا من إدمانهم‪ ،‬واألهــم إنهم أكــدوا على نقطة إنه‬
‫الدافع مش دائما الشعور بالنشوة‪.‬‬
‫ويقول الباحثون‪ :‬أن سبب جناح منظمة "مدمني الكحول املجهولني" أن البرنامج‬
‫يجبر املشاركني فيه على حتديد الدالئل واملكافآت التي تشجع عاداتهم اإلدمانية‪.‬‬
‫وهون إنت اسأل حالك‪ :‬شو املرات اللي فعال كان هدفك تشعر بالنشوة بعد‬
‫شهوة معينة سواء كانت أفالم‪ ،‬دخان‪ ،‬حكي غلط‪ ..‬الخ‪..‬‬
‫وكم املرات اللي كان الدافع إنك زهقان‪ ،‬ومش عارف شو تعمل‪ ،‬وبدك تهرب من‬
‫الواقع‪ ،‬وتنسى همومك‪..‬؟‬
‫الغريب إنه ويسلون حط قواعد معينة يف املنظمة لإلقالع عن الكحول وكان‬
‫معظم التركيز فيها على األمور الروحانية‪ ،‬ومن القواعد‪:‬‬
‫إن مدمني الكحول يستطيعون االمتناع عن تناولها عن طريق اتخاذ قرار‬
‫بتسليم إرادتنا ومقاليد حياتنا إلى الرعاية اإللهية‪.‬‬
‫القيام ببحث وجرد جريء ألنفسنا‪.‬‬
‫االعتراف للخالق وألنفسنا بطبيعة أخطائنا!‬
‫وهذا سبحان اهلل بذكرنا ملا حكينا إنه الشهوة عرض ملرض ضعف اإلميان‪ ،‬وإنه‬
‫كلما كانت عالقتك بربنا أقوى‪ ،‬استطعت تتغلب على شهواتك وتقهرها‪.‬‬
‫‪174‬‬

‫اكتب‬
‫من أفضل األشياء اللي ممكن تساعدك يف كسر عادات قدمية وتشكيل عادات‬
‫جديدة وتعزيز قوة اإلرادة عندك‪ :‬إنك تكتب خطة!‬
‫وعادي لو اخلطة كان فيها الدليل واألمر الروتيني واملكافأة اللي حكينا عنهم‪...‬‬
‫بحيث تتعامل مع حلقة العادة بشكل واعي اكثر وبالتالي تقدر تكسرها وتشكل‬
‫من خاللها عادات جديدة‪.‬‬
‫يف عام ‪ 1992‬يف دراســة عملتها عاملة نفس على مجموعة مرضى يف أحد‬
‫مستشفيات العظام يف بريطانيا‪.‬‬
‫وكان معظمهم خاضع لعميات جراحية يف استبدال الركبة أو الورك‪.‬‬
‫وفكرة التعايف من عملية مثل هيك لناس كبار يف العمر شيء صعب جداً‪ ..‬إلنه‬
‫أي حركة بتبعها آالم كثيرة‪..‬‬
‫واملشكلة إنهم مضطرين للمشي وممارسة الرياضة بشكل بسيط حتى ما يكونوا‬
‫عرضة لتجلطات دموية والزم يحركوا ساقهم كل فترة قبل التئام العضالت‬
‫واجللد‪.‬‬
‫وكان معظم املرضى بعانوا من مشاكل يف موضوع إعادة التأهيل‪ ،‬وما بستجيبوا‬
‫للعالج وملمارسة التمارين الرياضية واملشي‪..‬‬
‫فقامت عاملة النفس وقدمت لكل واحــد منهم كتيب حتى يذكر فيه تفاصيل‬
‫برنامج التأهيل‪.‬‬
‫وعملت صفحة لكل أسبوع وفيها "أهدايف لهذا األسبوع" ‪.‬‬
‫الغريب إنه ممكن الفكرة تكون بالنسبة إلنا سطحية‪ ..‬وأنا شخصياً ممكن لو‬
‫دكتور قلي خذ دفتر عبيه رح أقله باهلل عليك!!! أنا باجلامعة ما كتبت بدك إياني‬
‫أكتب هسا!! هههه‬
‫الغريب يف املوضوع إنه األشخاص اللي كتبوا خطواتهم يف برنامج التأهيل كانوا‬
‫أسرع يف العودة للمشي مبرتني من األشخاص اللي ما كتبوا‪!!..‬‬
‫‪175‬‬

‫والغريب إنه كتابتهم كانت بسيطة وعفوية‪ ..‬مث ً‬


‫ال‪ :‬اليوم رح أمشي من كذا لكذا‪..‬‬
‫اليوم ما كنت حاب أمشي‪ ..‬بس ملا شفت اإلجناز يف الصفحات املاضية حبيت‬
‫أستمر‪ ..‬وهكذا‪ ..‬حلو يكون عندك دفتر صغير تكتب فيه خطتك يف كسر‬
‫عادتك القدمية‪ ..‬وتشكيل عادتك اجلديدة ^^‬

‫ماندي‬
‫ماندي بنت عمرها ‪ 24‬سنة عندها مشكلة غريبة وهي‪ :‬إنها بتاكل أظافرها!‬
‫ومش هون املشكلة مهو نص األردن بتاكل أظافرها‪ ..‬املشكلة إنها بتاكلهم حتى‬
‫ينزل دم من أصابعها‪ ،‬حتى لدرجة إنها كانت بتعض أظافرها من حتت اجللد‪ ،‬و‬
‫وصلت مرحلة إنه أصابعها بدون أظافر!‬
‫حتى إنها كانت يحرام تستحي قدام الناس من شكل أصابعها فتضطر حتط‬
‫إيدها بجيبتها دائ ًما‪..‬‬
‫حاولت مرة تتخلص من هالعادة فحطت على أصابعها مادة سيئة املذاق لكن عالفاضي‪.‬‬
‫طبعاً لو "ماندي" عند إمي أو عند أي أم ثانية عنا‪ ،‬كان ومن هي صغيرة أكلت‬
‫كف بنص صباحها حرمت فيه تاكل أظافرها ههه ^^‬
‫بس شايفني الدلع شو ممكن يعمل‪..‬‬
‫ما علينا نرجع ملاندي إم أظافر‪.‬‬
‫ماندي املسكينة راحت على دكتور نفسي‪ ،‬والدكتور طبق معها فكرة حلقة العادة‪،‬‬
‫فسألها متى بتاكلي أظافرك؟ فجاوبت ماندي إنها بتشعر بحكة بطرف أصابعها‪،‬‬
‫وكلما شعرت يف هاحلكة بتبدأ تاكلهم حتى تخلص عليهم‪.‬‬
‫وإنــه هاحلكة بتجيها بأوقات الفراغ أو ملا بدها تــدرس أو وهي قاعدة على‬
‫التلفزيون وهكذا‪.‬‬
‫كلفها الدكتور احملترم إنها حتمل معها ورقة مفهرسة بحيث تسجل فيها خالل‬
‫األسبوع األوقات واملرات اللي بتشعر فيها إنها حابة تاكل أظافرها‪.‬‬
‫رجعت ماندي بعد أسبوع وكانت مسجلة على البطاقة ‪ 28‬مرة!‬
‫‪176‬‬

‫املهم وبال طول سيرة الدكتور وظف نفس الدليل عند ماندي واستبدل األمر‬
‫الروتيني إنها تشغل إيدها بوقت احلكة بإشي ثاني‪ ،‬إما متسك قلم أو ترسم أو‬
‫حتط إيدها بجيبتها وتطلع تتمشى شوي عبني ما تروح الرغبة يف أكلهم‪.‬‬
‫رجعت ماندي بعد فترة بنفس البطاقة املفهرسة لكن هاملرة بدل ‪ 28‬مرة‪،‬‬
‫‪ 3‬مرات فقط‪.‬‬

‫نعم أتغير‬
‫سألته عن سر التحول يف حياته بعدما فقدته بضع سنوات‪ ،‬وسمعت مبشكالت‬
‫تكتنف حياته‪ ،‬وكنت أظن أنه لن يصبح شيئاً ذا بال‪ ،‬فأدهشني بحضوره وثقته‬
‫بنفسه وتصدره املجلس‪ ،‬وقرأت مالمح النجاح على جبيينه‪ ،‬فأجاب‪:‬‬
‫ذات ليلة طاف بي خاطر رحماني فأحضرت دفتراً وأقالماً مختلفة األلوان‪.‬‬
‫حددت عاداتي السيئة التي أريد اإلقالع عنها يف هذه املرحلة‪.‬‬
‫عقدت العزم على اخلالص منها‪.‬‬
‫وضعت فقرة يف دعائي أطلب من اهلل فيها مساندتي ودعمي يف طريق اخلالص‪.‬‬
‫كتبت أسباب فشلي وغضب والدي علي‪.‬‬
‫استخلصت النتائج السلبية واآلالم الدنيوية واألخروية املترتبة عليه‪.‬‬
‫استبدلت برامجي السيئة بأخرى حسنة‪ ،‬وقــررت تغيير طاقم األصدقاء‬
‫ومصاحبة اجلادين والناجحني‪.‬‬
‫حتليت بالصبر مع النفس‪ ،‬ولم أستسلم لليأس‪.‬‬
‫سألت املجرب والطبيب معاً‪.‬‬
‫كل عادة جديدة أكتسبها كنت أزيح معها عادة سيئة‪.‬‬
‫اتق اهلل حيثما كنت وأتبع السيئة احلسنة متحها‪.‬‬
‫فاحلسنات تذهب السيئات ليس فقط يف صحائف اآلخرة بل يف صحائف أيامنا الدنيوية!‬
‫من مقالة للشيخ سلمان العودة بعنوان ( نعم أتغير )‪.‬‬
‫‪177‬‬

‫عادات جديدة!‬
‫اآلن وبعد فهمك لطريقة كسر عادات قدمية وبناء عادات جديدة‪ ،‬شو مبنعك‬
‫تشكل عادات جديدة يف حياتك؟‬
‫جد شو مبنعك يكون الصبح بالنسبة إلك دليل ألذكار الصباح‪ ،‬واملساء دليل‬
‫ألذكار املساء‪.‬‬
‫ليه ما تكون السالم عليكم من الصالة دليل إنك تقرأ األذكار بعد الصالة‪.‬‬
‫ليه ما يكون دخولك للجامعة دليل لدعاء حلو إنت بتحبه!‬
‫ليه ما يكون خروجك من البيت دليل لــــ‪ :‬بسم اهلل توكلت على اهلل وال حول وال‬
‫قوة إال باهلل‪.‬‬
‫ليه ما يكون اإلشي على األرض دليل إنك حتمله وتشيله عن األرض ومتيط‬
‫األذى عن طريق املسلمني‪.‬‬
‫ليه ما يكون أي حد محتاج بتشوفه وبتصادفه دليل إنك تساعده ومتشي بحاجته‪.‬‬
‫ليه ما تكون الرياضة عملك الروتيني بدل أشياء غلط‪..‬‬
‫ليه ما تكون القراءة عادة يف حياتك!‬
‫ليه ما تكون شوفة إمك دليل إنك تبوس إيدها‪..‬‬
‫ليه ما تكون شوفة أبوك دليل إنك تطلب رضاه‪.‬‬
‫ليه ما يكون الفجر دليل إنك تفتح قرآن‪.‬‬
‫ليه؟؟!!‬
‫وبذكرك إنه صناعتك لعادات إيجابية رح يكون إلها سبب كبير يف إقالعك عن‬
‫عادات سلبية!‬
‫فما تنسى ^^‬
‫‪178‬‬

‫قوة العادة‬
‫هيك بنكون إنتهينا من اجلزء األول من دليل القوة‪ ،‬حاولنا فيه قدر اإلمكان نعيد‬
‫تشكيل وعينا يف الكثير من األمور املتعلقة بالعادات‪ ،‬وعرفنا كيف بتتشكل وكيف‬
‫بتنكسر وكيف نشكل عادات جديدة‪.‬‬
‫والعادة قوة إما إنك بتوظفها باملكان الصحيح والشكل الصحيح‪ ،‬وإما بتوظفها‬
‫بالطريقة اخلطأ وبالشكل اخلطأ‪.‬‬
‫وحتى نشكل عادات قوية صحيحة نواجه فيها عادات قوية سيئة إحنا بحاجة‬
‫إلى جهد وصبر وإرادة وقبل كل شيء استعانة باهلل عز وجل‪.‬‬
‫وخلي يف بالك إنه التزامك بدليل التزكية واللي كان الهدف منه يف احلقيقة‬
‫تشكيل عادات جديدة يف مواجهة عادات قدمية‪ ،‬واللي اتفقنا فيه على حد أدنى‬
‫لن نتنازل عنه يف عالقتنا مع اهلل عز وجل‪.‬‬
‫رح يساعدك جداً يف مواجهة عادة الشهوة‪.‬‬
‫وبصراحة لساتني متذكر ملا أوضحت للشباب فكرة حلقة العادة‪ ،‬كانت ردة فعل‬
‫املعظم‪ :‬طلعنا كاينني نضحك على حالنا!!‬
‫وجزء كبير منهم وهلل احلمد استبدل مع الوقت مكافأة اللذة اللحظية واآلنية‬
‫مبكافآت ساعدتهم مش فقط يف التخلص من شهواتهم بل وبناء شخصياتهم‬
‫من جديد‪..‬‬
‫يا رب اهديني واهدي كل شباب املسلمني ^^‬
‫‪179‬‬

‫‪ #‬قوة_الصبر‬
‫الصــبر‬
‫ممكن لو سألتك متى آخر مرة صبرت فيها رح تستغرب من السؤال‪ ..‬وممكن‬
‫حتكيلي إنه الصبر كمفهوم عارفه بس كتطبيق بشعر إنه بعيد عن تفاصيل يومي‬
‫وإشي نادر ما أستحضره يف بالي‪..‬‬
‫كالمك صح ومش إنت حلالك‪ ،‬معظمنا هيك عفكرة‪ ..‬ولألسف هذا سبب معظم‬
‫مشاكلنا‪..‬‬
‫وحتى أكون معك صريح وأفوت معك باملوضوع مباشرة‪..‬‬
‫ما عمره خطر يف بالك إنك مش قادر تصبر على نص ساعة دراسة متواصلة‪،‬‬
‫وبتحاول كل شوي تقوم من مكانك أو تشيك عالتلفون أو ترن على حدا أو تبعت‬
‫مسج!‬
‫ما بتالحظ إنه الناس مبجرد ما فتحت اإلشــارة بتبدأ تز ّمر ومش مستعدين‬
‫يصبروا ثواني!‬
‫ما عمرك انتبهت على حالك إنه لو أجاك مسج عالتلفون بتترك أي إشي بإيدك‬
‫وبتفتح تلفونك!‬
‫‪180‬‬

‫لو شغلت الكومبيوتر تاعك وكان بده حتديثات معينة بتالقي حالك ممكن ما‬
‫تصبر عليها وبتحكي خلص بعدين بعملها‪!..‬‬
‫طيب ليه مجرد ما سلّمت من الصالة قمت من مكانك علماً إنه وقتها ما كان‬
‫عليك إشي بعدها!‬
‫ليه زمان ما قرأت أذكار بعد الصالة يف املقابل تقريباً شيكت على تلفونك بعد‬
‫كل صالة!‬
‫ليه برمضان بتصير عصبي ومش قادر تتحمل وحالتك حالة!‬
‫متى آخر مرة فتحت فيها كتاب وصمدت ساعة متواصلة بدون ما تقوم من‬
‫مكانك‪..‬‬
‫ليه إذا علقت بأزمة أو ووصيت على أكل أو علقت بطابور طويل بتعصب! علماً‬
‫إنك مش كثير حريص على وقتك يف األشياء التانية ‪!..‬‬
‫وكثير تفاصيل ثانية رح تكشفلك إنه الصبر مش حاضر يف حياتك!‬
‫واملشكلة احلقيقية إنك بتسأل كيف ممكن أصبر على شهوتي يف الوقت اللي إنت‬
‫حتى مش قادر تصبر على األشياء البسيطة والروتينية يف حياتك!‬
‫رح نحاول يف الصفحات القادمة‪ ..‬نحكي عن الصبر ونحاول قدر اإلمكان‬
‫نستحضره يف حياتنا‪ ،‬حتى يكون أحد أسلحتنا يف مواجهة شهواتنا ^^‬

‫نبتة!‬
‫إحنا عفكرة ارتبط مفهوم الصبر يف عقولنا بفكرة‪ :‬اصبر‪ ..‬حت ّمل‪ ..‬استنى‪ ..‬ما‬
‫تستعجل‪ ..‬شدة وبتزول‪ ..‬الصبر مفتاح الفرج‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫وصحيح إنه الصبر بحتمل هاملعاني‪ ..‬لكن مش دائ ًما الصبر معناه إنك تصبر‬
‫عاحلالة اللي إنت فيها‪..‬‬
‫إلنه أحياناً الصبر عاحلالة اللي إنت فيها معناه إنك تتعود وبالتالي تستسلم للواقع !‬
‫وإحنا مش الهدف إنه نتعود وال نستسلم للواقع ‪..‬الهدف إنه تتغير حياتنا‬
‫لألحسن واألفضل‪.‬‬
‫‪181‬‬

‫يف فصل لطيف بكتاب "القرآن لفجر آخر"ألحمد خيري العمري‪ ..‬بربط فيه‬
‫مفهوم الصبر بنبتة الص ّبار وبحكي‪ :‬نبتة الصراع من أجل البقاء‪..‬نبتة انتزاع‬
‫احلياة من بني أسنان املوت‪ ..‬نبتة العمل من أجل واقع أفضل‪ ..‬إنها نبتة جادة‬
‫جداً‪..‬وأولوياتها ال تتعلق باجلمال التقليدي وبزهوة األلوان‪ ،‬ليس هناك ً‬
‫أصل‬
‫مجال لهذا‪..‬لكنها احلياة‪ ..‬وضــرورة البقاء على قيدها‪ ،‬عبر كفاح يقترب من‬
‫حدود األسطورة‪ ..‬ولو أن مفهومنا التقليدي للصبر‪ ،‬جتسد يف نبتة‪ ،‬تنتظر أن‬
‫تأتيها مقومات احلياة‪ ،‬ملا استطاعت النبتة أن تكمل دورة حياة واحدة يف صحراء‬
‫قاسية‪ ..‬ال‪ ،‬ليس االنتظار‪ ،‬ليس حتمل الواقع‪ ..‬بل‪ ،‬العمل من أجل التغيير!‬
‫وإحنا مفهوم الصبر عنا يفترض يكون مبعنى صبرنا على التغيير!‬
‫صبرنا على الصراع اليومي وإنه ما نستسلم لشهواتنا ورغباتنا!‬
‫صبرنا على الطاعة يف زمن كثرت فيه الفنت واملالهي‪..‬‬
‫صبرنا على صراعنا مع نفوسنا األمارة بالسوء والشيطان‪..‬‬
‫صبرنا على انحيازنا ملنظومة احلق وتفادينا ومحاربتنا ملنظومة الباطل والشيطان‪..‬‬
‫صبرنا على اخلير يف وجه الشر‪..‬‬
‫صبرنا على رحلة اخلالص من شهواتنا ورغباتنا‪..‬‬
‫(فصلت‪)٣٥ :‬‬ ‫{ﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮤﮥﮦﮧ}‬

‫قوة الصبر‬
‫إحنا دائ ًما بتستهوينا قصص الناجحني يف حياتهم‪ ،‬وبنحب نسمع عن جتارب‬
‫الناس اللي كان إلهم بصمات يف احلياة‪ ،‬وبننسى إنه الشيء املشترك بينهم‬
‫جمعياً على اختالفهم‪ :‬هو الصبـــــــــر!‬
‫وسبق وأشرنا إنه اللي بصبر وبسيطر على شهوته من باب أولى ينتصر يف أي‬
‫معارك أو حتديات ثانية‪..‬‬
‫والفكرة من الكالم عن الصبر هو اعتقادنا اجلازم إنه الصبر قوة كفيلة مش‬
‫فقط تخليك تنتصر على شهوتك بل كفيلة حتققلك تغيير جذري يف حياتك‪.‬‬
‫‪182‬‬

‫يف إحــدى الــدراســات بتحكي‪ :‬إنه األشخاص األقــل حتصي ً‬


‫ال يف الثانوية هم‬
‫عرضة أكثر بــ ‪ 50%‬من أصحاب التحصيل األعلى للوقوع يف حاالت الطالق‬
‫يف املستقبل‪!..‬‬
‫فكرة الدراسة بتأكد على فكرة الصبر أثناء الدراسة يعني الصبر يف مناحي‬
‫احلياة املختلفة ومنها احلياة الزوجية‪.‬‬
‫وكونه قررنا فيما مضى إنه معركتنا مع الشهوة معركة وعي‪ ،‬فأنا جاي هون‬
‫أوعيك على نقطة مهمة جداً‪ ،‬أال وهي إنه الصبر = قرار وخيار‪.‬‬
‫مبعنى إنه فيما مضى كانت مفردة الصبر غير حاضرة بقوة يف حياتك‪ ،‬لكن من‬
‫اآلن وصاعدا رح تصير هاملفردة مالزمة إلك مش فقط فيما يخص موضوع‬
‫الشهوة بل يف كافة تفاصيل حياتك‪.‬‬
‫يعني اآلن بدنا نعيش حياة‪ ،‬الصبر حاضر يف كل تفاصيلها ‪.‬‬
‫ما بحكيلك إنه اإلشي سهل وباملتناول‪ ،‬بس بنفس الوقت مش صعب‪..‬‬
‫نحصل الصبر يف حياتنا‪..‬‬
‫ّ‬ ‫تخيلوا إنه إحنا مضطرين "نصبر" عشان‬
‫يعني الصبر الحقنا الحقنا وبدونه صعب نحقق أي نصر سواء على صعيد‬
‫الشهوة أو على صعيد حياتنا الشخصي‪.‬‬

‫بين المثير واإلستجابة‬


‫يف كتاب قوة الصبر للكاتبة "إم جيه رايان "بتحكي عن دراسات حديثة جتري‬
‫عن املخ وتقول‪ :‬إن الوقت الذي مير بني املثير واإلستجابة له يبلغ نصف ثانية‪.‬‬
‫واإلدراك يزيد هــذا الوقت مبقدار نصف ثانية أخــرى‪ .‬بعبارة أخــرى‪ ،‬اإلدراك‬
‫يضاعف الوقت بني املثير وردة الفعل‪ .‬هذه النصف ثانية اإلضافية هي الوقت‬
‫الذي يعتبر الصبر فيه خيار ًا قاب ًال للتطبيق‪ .‬بدون هذه الوقفة القصيرة بني‬
‫املثير واإلستجابة‪ ،‬نعمل حتت تأثير اجلانب اإلنفعالي من املخ الذي يهتم فقط‬
‫بأن نحصل على ما نريده على الفور‪ ،‬سواء كان هذا أكثر األشياء فائدة لنا أو ال‪.‬‬
‫وكلما ماراسنا هذه العملية بشكل أكبر‪ ،‬أصبحت قدرتنا على الصبر أكثر تلقائيةـ‬
‫إلى أن يصبح يف مقدورنا أن نختار الصبر بدون أن ندرك أننا اخترناه‪.‬‬
‫‪183‬‬

‫وهذا الكالم ملا قرأته تذكرت كالم شب مرة حكالي إنه بلحظات الوقوع يف‬
‫الشهوة كان يشعر حاله ماشي ورا الشهوة بدون وعي‪ ،‬وما بيصحى على حاله‬
‫إال بعد ما يوقع فيها‪..‬‬
‫فقرر مع الوقت إنه مينح نفسه حلظة وعي قبلها‪ ،‬هاللحظة يفكر فيها بشعور‬
‫الندم اللي رح يصاحبه أو يفكر فيها بشعور اإلنتصار لو قدر يصبر عليها‪ ،‬كان‬
‫يتعامل مع املوضوع بوعي تام بعيداً عن تأثير الشهوة وسطوتها‪..‬‬
‫بحكيلي مــرات أجنــح ومــرات أفشل‪ ..‬لكن جناحه يف مــرات أعطاه أمــل إنه‬
‫املوضوع ممكن مش زي ما كان يتصور زمان‪ ،‬حتى وصل مرحلة تساوت عنده‬
‫تقريباً حلظات اإلنتصار مع الهزمية‪..‬‬
‫وهذا إجناز ما كان يحلم فيه أبداً‪ ،‬ومع الوقت صارت الشهوة االستثناء يف حياته‬
‫ومش االستثناء إنه يصبر عليها‪..‬‬
‫ويا ريت تكون تذكرت استراتيجيات الشيطان املتعلقة بفكرة إنك تعيش اللحظة‬
‫وما تتفرج وتفكر لقدام‪ ،‬واعــرف إنه هاالستراتيجية بنواجهها بس لو مننح‬
‫أنفسنا شوية تفكير أثناء الشهوة‪ ،‬وهالشوية كفيلة إنك تنتصر يف معركة كنت‬
‫بتعتقد إنه النصر فيها مستحيل أو مؤجل حلني ما ربنا يفرجها!‬

‫إشارات إنذار‬
‫عالم النفس "جاري ماك "يطلق على املؤشرات التي تدل على أننا على وشك‬
‫الغضب أو االنفجار أو االنفعال بــــ "إشارات اإلنذار املبكر" ‪ ،‬وهي تشبه أضواء‬
‫التحذير احلمراء املوجودة على لوحة أجهزة القياس يف السيارة‪.‬‬
‫يعني قبل أي حلظة انفعال أو توتر أو غضب أو شهوة جسمنا بوجه إنذارات‬
‫مبكرة بتخبرنا إنه إحنا على وشك الوقوع يف كذا وكذا‪..‬‬
‫وهاإلنذارات واإلشارات كل حدا بقدر يدركها ويحس فيها‪..‬‬
‫يعني لو واحد قاعد وشاف غلط متكرر‪ ،‬رح يحكي مث ً‬
‫ال‪ :‬أنا مش قادر أصبر‬
‫أكثر من هيك!‬
‫كلمة مش قادر أصبر يعني إشارة مبكرة توحي بطبيعة الفعل املقبل عليه الشخص‪.‬‬
‫‪184‬‬

‫احللو يف املوضوع إنه سيطرتك على نفسك يف مرحلة اإلنذارات املبكرة أسهل‬
‫مبراحل من السيطرة على نفسك بعد ما تكون صرت بقلب الفعل‪.‬‬
‫إلنه بلحظة اإلنــذارات هي مجرد أفكار يف بالك‪ ،‬قادر تواجهها بأفكار ثانية‪،‬‬
‫أو قادر تتعامل معها بشكل أكثر عقالنية‪ ،‬لكن يف حال جتاوزت مرحلة اإلنذار‬
‫وصرت على مقربة شديدة من الفعل رح يكون صعب عليك تتراجع‪.‬‬
‫ومن النقاط اللي يفضل يعملها اإلنسان يف حلظات اإلنــذار إنه يعمل إشي‬
‫مختلف متاماً عن اللي يف باله‪ ،‬مش يقعد رجل على رجل يستنى األفكار تروح‪.‬‬
‫إنه يطلع من البيت مث ً‬
‫ال‪ ،‬ميشي‪ ،‬يرن على واحد من صحابه‪ ،‬ينام‪ ،‬يقرأ كتاب‪،‬‬
‫يعمل أي إشي يقدر من خالله يتجاوز موضوع األفكار واإلنذارات‪..‬‬
‫فاملوضوع صبر مرة ومرتني و‪ 10‬يف حلظات اإلنــذار وهذا كفيل إنه مينحك‬
‫القدرة على جتاوز حلظات الشهوة قبل احتدام املعركة‪.‬‬

‫واصطبر عليها!‬
‫قسماً باهلل وما ببالغ إنه اإلنسان بلف وبدور وما بالقي حاله إال راجع للقرآن‪..‬‬
‫كنت زمان أستغرب من فكرة ربط بعض الشعائر اإلسالمية بالصبر‪ ،‬مثل الصالة‪:‬‬
‫(البقرة‪)٤٥ :‬‬ ‫{ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ}‬
‫{ﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅ‬
‫ﮆﮇﮈﮉﮊﮋ} (الرعد‪)٢٢ :‬‬

‫(طه‪)١٣٢ :‬‬ ‫{ﮰﮱﯓ ﯔﯕ}‬


‫وهون القرآن أكد على فكرة حكيناها يف أول كالمنا إنه إحنا مش معطني حالنا‬
‫فرصة نصبر فيها على صالتنا!‬
‫دائ ًما مستعجلني وحتى السنة مش مالقيني وقت إلها‪ ،‬واألذكار بعد الصالة ما‬
‫رح نلحق نحكيها!‬
‫وما ببالغ لو حكيتلك إنه صبرك على صالتك وخشوعك فيها وهي دقائق‬
‫معدودة فقط‪ ،‬إشي كفيل يخليك تصبر على ما دونها يف هاي احلياة‪.‬‬
‫‪185‬‬

‫عشان هيك نصيحة خلي الصالة اإلشي االستثنائي يف يومك‪ ،‬وقبل ما تكبر ذ ّكر‬
‫حالك إنه رح تتعامل مع هاي الصالة بجد ّية تامة‪ ،‬وإنوي اخلشوع فيها زي ما‬
‫بتنوي الصالة‪ ،‬وحاول كون هادي قدر اإلمكان يف حركاتك داخلها‪ ،‬حاول تصبر‬
‫كلها ‪ 5‬دقايق وممكن أقل‪ ،‬بس خليهم ‪ 5‬دقايق من قلبك!‬
‫إنك تر ّكز وإنت بكامل وعيك ملدة ‪ 5‬دقايق يف ‪ 5‬أوقات مختلفة من يومك‪ ،‬يعني‬
‫إنك بتحقق إجناز عظيم على الصعيد الشخصي رح تكتشفه يف تفاصيل يومك‬
‫وحياتك‪..‬‬
‫رح تكتشف مع الوقت إنه تركيزك ووعيك وصبرك على صالتك يعني بالضرورة‬
‫صبرك على شهوتك!‬
‫ورح تكتشف إنه الصالة قوة وكلما أعطيتها قوة منحتك قوة يف مواجهة شهواتك‬
‫ورغباتك وأهوائك وغرائزك !‬
‫(البقرة‪)٤٥ :‬‬ ‫{ﯕﯖﯗﯘﯙ}‬

‫وبشر الصابرين!‬
‫ما بدي أحرمك من لذة النظر يف آيات القرآن املتعلقة بالصبر‪ ،‬ج ّرب اقرأ اآليات‬
‫اللي حكت عن الصبر وشوف ما أحالها وما أعظمها‪ ..‬ودير بالك حترم قلبك‬
‫منها‪!..‬‬
‫وكونه معركتنا معركة وعي يف األســاس‪ ،‬فممكن حدا يحكي إنه كيف ممكن‬
‫أحصل أجــر وجــزاء الصابرين وأنــا احلمد هلل صحتي منيحة ومــا عندي ال‬ ‫ّ‬
‫ابتالءات وال مصائب؟!‬
‫سؤال حلو‪ ،‬بس مشكلته بنطلق من تصور خاطىء اجتاه مفهوم الصبر‪ ،‬الناس‬
‫بتفكر الصبر عبارة عن صبر على ابتالء ومصيبة‪ ،‬ومباشرة بتخطر يف بالنا‬
‫قصة سيدنا أيوب ويا صبر أيوب‪..‬‬
‫وصبر سيدنا أيوب نوع من أنواع الصبر األربعة‪..‬‬
‫أنا حاب أبشرك بشغلة‪ ،‬شفت حلظات الصبر تاعت الصالة اللي اتفقنا عليها‪،‬‬
‫وشفت حلظات الصبر ما بني املثير وردة الفعل اللي حكينا عنها‪ ،‬وشفت حلظة‬
‫‪186‬‬

‫الصبر تاعت اإلنذارات املبكرة‪..‬‬


‫هاي كلها أشياء داخلة يف منظومة الصبر القرآنية ومش شرط تكون صاحب‬
‫بالء ومصيبة!‬
‫الصبر بقسموه العلماء ألربع أقسام‪:‬‬
‫صبر على مصيبة = مثل صبر أيوب عليه السالم‪.‬‬
‫صبر على نعمة = صبر يوسف عليه السالم ملا حكم مصر‪ ،‬أو صبر سليمان‬
‫عليه السالم‪.‬‬
‫صبر على الطاعة = صبرك على الصالة وخشوعك فيها‪.‬‬
‫صبر على املعصية = صبرك على شهوتك!‬

‫إنا وجدناه صابرا!‬


‫يا شباب‪..‬‬
‫ربنا بده يشوف مني فينا ما رح تستعبده الشهوة‪..‬‬
‫وال تأسره األهواء‪..‬‬
‫وال تطغى فيه نوازع النفس‪..‬‬
‫مني فينا رح يآثر حب ربنا على حب شهوته‪..‬‬
‫فراح يصبر عليها‪ ،‬ويكبح جماحها ويسيطر عليها‪..‬‬
‫مني رح يصبر على لذة حلظية مقابل سعادة أبدية‪..‬‬
‫مني رح يتوب كل ما يغلط‪ ..‬ورح يرجع كل ما يذنب‪..‬‬
‫مني؟‬
‫(الزمر‪)١٠ :‬‬ ‫{ﰓﰔﰕﰖﰗﰘ}‬
‫صبرك على شهوتك يف الدنيا مش إشي سهل !‬
‫بتستاهل إنك تدخل اجلنة عليه بدون ال حساب وال سابقة عذاب!‬
‫يا رب رحمتك!‬
‫‪187‬‬

‫‪ #‬قوة_اإلرادة‬
‫قوة اإلرادة‬
‫إذا إنت متذكر بدينا الكالم عن استراتيجيات الشيطان املتعلقة بالشهوة‪ ،‬وبعدها‬
‫حكينا يف دليل التزكية عن حد أدنــى من العبادات ما رح نتنازل عنه أبــداً‪،‬‬
‫واعتبرنا وقتها دليل التزكية أحد خططنا يف مواجهة خطط الشيطان‪ ،‬واتفقنا‬
‫إنه اإللتزام بصدق يف دليل التزكية قد يكون كايف النتصارنا يف معارك الشهوة‪.‬‬
‫لكن هذا ما منعنا أبداً إنه نحكي عن قوى مهمة يف حياتنا يف حال وعينا إلها‬
‫فهذا يعني زيادة فرص انتصارنا يف معركة الشهوات‪.‬‬
‫وحكينا عن قوة العادة واستطعنا من خالل الوعي إنه نفهم حلقة العادة وبالتالي‬
‫نتفادى خوض معارك الشهوة من أصلها أو تقليلها جداً‪.‬‬
‫وبعدها حكينا عن الصبر كقوة‪ ،‬وذكرنا بعض اإلشــارات السريعة اللي ممكن‬
‫تساعد اإلنسان يف جتاوز الشهوة قبل وقوعها بلحظات‪.‬‬
‫ويف الصفحات القادمة رح نستكمل إن شاء اهلل رحلة الوعي‪ ،‬ورح نحكي عن‬
‫شغلة تعتبر من أهم وأبرز األمور يف صراعنا مع الشهوات‪ ،‬والتي يف حال مت‬
‫تفعيلها فهذا يعني البدء بتحقيق انتصارات متتالية على شهواتنا ورغباتنا‪..‬‬
‫‪188‬‬

‫رح نحكي عن "قوة اإلرادة" وأهميتها وكيف بتشتغل جواتنا وكيف نفعلها يف‬
‫حياتنا وكيف نحافظ عليها؟‬
‫ورح نستفيد جداً من الكتاب املتخصص يف هذا املجال وهو ‪THE WILL POWER‬‬
‫‪ INSTINCT‬للكاتبة ‪.KELLY McGONIGAL‬‬
‫وهو كتاب بتناول قوة اإلرادة عند اإلنسان رح نستفيد منه بالقدر الكايف لعالج‬
‫موضوع الشهوة‪.‬‬
‫واهلل املوفق^^‬

‫كيف ولماذا تفقد السيطرة؟‬


‫من أفضل الطرق لتعزيز السيطرة على الذات والتحكم يف اإلرادة هي معرفة‬
‫كيف وملاذا تفقد السيطرة‪.‬‬
‫مبعنى إنــه تعرف شو األوقــات واألســبــاب اللي بتخليك تفقد السيطرة على‬
‫شهواتك‪ ،‬وسبق وأوضحنا يف فصل العادة هاي النقطة‪ ،‬ملا ذكرنا إنه إدراكك‬
‫"للدليل" املوصل ملكافأة الشهوة رح مينحك وعي مبكنك من كبحها‪.‬‬
‫وهاي النقطة ضرورية جداً جداً يف صراعك مع شهواتك‪ ،‬إلنها بتمثل توصيف‬
‫حلالة رح ينبني عليها خطوات عملية مهمة‪ ..‬ومجرد وعيك ألسباب ودوافع‬
‫وقوعك يعني إنك قطعت شوط مش سهل يف رحلة اخلالص بإذن اهلل‪.‬‬
‫بعض الدراسات أظهرت أن الناس الذين يعتقدون أنهم أصحاب إرادة قوية هم أكثر‬
‫عرضة لفقدان السيطرة‪ ،‬والسبب أنهم فشلوا يف التنبؤ مبكان وزمان استسالمهم ‪.‬‬
‫وهون بدي أذكرك بشغلة‪ ،‬كم مرة وقعت فيها يف شهوة ما وأخذت على نفسك‬
‫عهد إنك ما رح ترجع أبــداً‪ ،‬وفع ً‬
‫ال وقتها كنت صادق مع نفسك وكان عندك‬
‫قناعة داخلية إنها أكييييييد هاملرة آخر مرة‪..‬‬
‫بس بعدها بأكم يوم رجعت وقعت!‬
‫السبب باختصار إنك ملا أخذت على نفسك عهد ما ترجع كنت يف داخلك بتعتقد‬
‫إنك خلص رح تقدر تسيطر على نفسك يف املرات اجلاي‪..‬‬
‫‪189‬‬

‫وبالتالي ما أعطيت حلالك فرصة تتنبأ فيها مبكان وزمان صراعك القادم مع‬
‫الشهوة‪..‬فوقعت من جديد لألسف‪.‬‬
‫بس يف املقابل لو إنك أعطيت حلالك فرصة تتنبأ مبكان ووقت معركتك القادمة‬
‫مع الشهوة‪ ،‬يعني أقلها إنك مجهز نفسك وحاسب حسابك ألي معركة قادمة‬
‫مش فجأة بتنصدم فيها!‬
‫واخلالصة‪ :‬رح نبني على ما ذكرناه يف فصل العادة‪ ،‬إنك تتنبأ بأوقات وأماكن‬
‫وظروف وقوعك يف الشهوة‪ ،‬هذا إشي رح يعزز قوة اإلرادة عندك يف مواجهتها ^^‬

‫أنا سوف‪ ،‬أنا لن‪ ،‬أنا أريد‬


‫الناس بتفكر إنه قوة اإلرادة قائمة على فكرة مقاومة الشهوات واإلغراءات فقط‪،‬‬
‫يعني يف حال استطعت أصد الشهوات يعني أنا صاحب إرادة قوية ويف حال ما‬
‫قدرت يعني أنا صاحب إرادة ضعيفة‪.‬‬
‫وهاي لألسف نظرة خاطئة وسطحية لقوة اإلرادة‪ ،‬فاإلرادة مكونة من ‪ 3‬أوجه‬
‫مهمة بتتكامل فيما بينها‪:‬‬
‫أنا لن‪ :‬ما أكثر العادات التصاقاً بحياتك؟ ما الذي تود التوقف عنه أو تقليله‬
‫ألنه يهدر صحتك وجناحك؟‬
‫أنا سوف‪ :‬ما الشيء الذي تود فعل املزيد منه أو التوقف عن تأجيله‪ ،‬إلنك‬
‫تعلم أن فعلك له سوف يحسن من جودة حياتك‪.‬‬
‫أنا أريد‪ :‬ما الهدف البعيد املدى الذي تود تركيز جهدك عليه لتحقيقه؟ ما‬
‫الرغبة اآلنية األكثر تشتيتاً لك عن حتقيق ذلك الهدف‪.‬؟‬
‫وهاي نقطة مهمة جداً يا ناس‪..‬‬
‫إحنا مفهومنا لإلرادة بتعلق يف اجلانب األول فقط "أنا لن" يعني أنا بدي أمنع‬
‫نفسي من الشهوات الفالنية وبس! وما بنعرف إنه نفوسنا ما بتحب القيود وال‬
‫االلتزام وال الضغوط فعند أول منعطف بنفقد إرادتنا وأحياناً بصير عنا ردة فعل‬
‫سلبية فبنرجع لشهواتنا بطريقة أكثر شراهة وقوة!‬
‫‪190‬‬

‫فاحلل إنه نربط حالنا بهدف معني حابني ننجزه من زمان‪ ،‬بس دائ ًما بنأجله‬
‫وبنأخره‪ ،‬إما رياضة أو قراءة أو مشروع ما‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫ويف نفس الوقت عينك تكون على هدف بعيد املدى حلمك توصله‪.‬‬
‫وهيك بتكون مقاومتك للشهوات واإلغراءات مرتبطة بأهداف ومشاريع أخرى‬
‫يف بالك‪ ،‬وهاملشاريع واألهداف ممكن يتعذر عليك إجنازها أو إمتامها ما دامك‬
‫لسه غرقان يف شهواتك ورغباتك‪.‬‬
‫وهيك بتكون قوة اإلرادة عندك مفعلة من كل النواحي وبتكمل بعضها بعضاً‬
‫بحيث الهدف اللحظي وهو اإلقالع عن الشهوات رح يوصلك للهدف بعيد املدى‬
‫وكل ذلك مبر من خالل اإلرادة‪..‬‬

‫األساس العصبي لـــ أنا سوف‪ ،‬أنا لن‪ ،‬أنا أريد‬


‫حتى تتوضح الفكرة أكثر فيما يخص جوانب اإلرادة الثالثة حلو نعرف شو‬
‫أساسهم العصبي يف دماغنا‪.‬‬
‫الثالثة أوجه لإلرادة موجودة يف الفص اجلبهي يف املخ‪ ،‬وهو قسم من املخ بكون‬
‫مباشرة خلف اجلبهة والعينني‪.‬‬
‫بحكي روبرت سابولسكي – أستاذ علم األحياء العصبية يف جامعة ستانفورد– أن‬
‫وظيفة الفص اجلبهي هي دفع املخ ومن ثم دفعك أنت للقيام بعمل أكثر مشقة‪.‬‬
‫يعني يف الوقت اللي بتكون فيه قاعد ال شغلة وال عملة بشتغل الفص اجلبهي‬
‫ليطلب منك تقوم متشي أو تلعب رياضة‪ ،‬أو ملا تكون على وشك توقع يف شهوة‬
‫معينة الفص اجلبهي بحاول يلفت انتباهك لبديل آخر وهكذا‪..‬‬
‫والفص اجلبهي مش منطقة واحدة يف الدماغ‪ ،‬بالعكس بتكون من ثالثة مناطق‬
‫بتتقاسم فيما بينها‪:‬‬
‫أنا سوف‪ ،‬أنا لن‪ ،‬أنا أريد‪.‬‬
‫فاجلانب األعلى األيسر من الفص اجلبهي مختص بقوة‪ :‬أنا سوف أفعل‪.‬‬
‫وهاي بتساعدك على البدء أو مواصلة مهام صعبة أو مملة‪.‬‬
‫واجلانب األمين من الفص اجلبهي مختص بقوة‪ :‬أنا لن‪.‬‬
‫‪191‬‬

‫فبمنعك من اتباع أي شهوة عارضة‪ ،‬يعني لو تتذكر متى آخر مرة قدرت فيها‬
‫متنع نفسك من الوقوع يف إحدى الشهوات‪ ،‬وقتها كان هذا اجلانب من املخ اللي‬
‫شغال ^^‬
‫واملنطقة الثالثة‪ :‬أنا أريد‪.‬‬
‫وهي املعنية مبتابعة سعيك ألهدافك وطموحاتك ورغباتك‪ ،‬وهذا اجلزء من املخ‬
‫بتذكر شو بدنا بالضبط حتى لو كانت بقية أجزاء مخك مشغولة يف صراعها‬
‫ومقاومتها مع الشهوات ^^‬
‫حلو إنــك تكون واعــي لهاي اجلــوانــب يف مخك‪ ،‬حتى تتمكن مــن توظيفها‬
‫واستخدامها يف كبح شهواتك بني احلني واآلخر بإذن اهلل‪.‬‬

‫‪Know Your Self‬‬


‫سبق وأشرنا إنه التنبؤ بأماكن وأوقات وقوعك يف الشهوات رح يعزز قوة اإلرادة‬
‫عندك يف مواجهتها‪.‬‬
‫من األشياء أيضاً اللي ممكن تساعدك جداً يف تعزيز قوة اإلرادة إنك "تعرف نفسك"‪.‬‬
‫يعني تكون واعي لتحركاتك وتصرفاتك‪ ،‬وما تسمح للشهوة هي تتحكم فيك‬
‫وتغيبك عن الوعي وما تصحيك إال ملا توقع!‬
‫يعني إنت الزم تكون واعي حلالك أول ما تفكر مبوضوع الشهوة‪ ،‬والزم تكون‬
‫واعي لوين هالتفكير رح يوصلك‪ ،‬وبنفس الوقت مدرك إنه استسالمك هاملرة‬
‫يعني استسالمك يف غيرها‪ ،‬وإنه إذا قدرت متنع نفسك اآلن يعني إنك قادر‬
‫متنعها يف املرات اجلاي‪ ،‬وهكذا‪...‬‬
‫هذا الوعي لوهلة ممكن يكون إشي بسيط بالنسبة إلك‪ ،‬وممكن تسأل شو دخل‬
‫هذا بقوة اإلرادة؟‬
‫ببساطة ألنه قراراتنا يف كثير من األحيان بنتخذها بشكل آلي غير واعي‪.‬‬
‫وبنتخذها بشكل آلــي غير واعــي إلنــه حياتنا مشتتة تقريباً‪ ،‬فإنت بتكون مبلوش‬
‫باجلامعة ومع صحابك وعالفيسبوك وبتعلق لفالن وبتحط اليك لفالن وبتعمل شير‬
‫لفالن وبلحظة ممكن تصادف صورة أو فيديو وهذا تدريجياً بوقعك يف شباك الشهوة!‬
‫‪192‬‬

‫أستاذ التسويق يف جامعة ستنافورد "بابا شيف "بحكي‪:‬‬


‫األشـخــاص الــذيــن يتعرضون للتشتيت هــم االكـثــر مـيـ ًا لالستسسالم للمغريات‪،‬‬
‫فمث ًال الذين يحاولون تذكر رقم معني هم أقرب الختيار قالب الشوكالته وليس حبة‬
‫الفاكهة‪ ،‬املتسوقون املشتتون هم أكثر الناس تأثر ًا بعمليات الترويج داخــل املتجر‪،‬‬
‫وهم اكثر من يعودون للبيت ومعهم أغراض لم تكن على قائمة التسوق التي كتبوها‪.‬‬
‫يعني ملا عقلك يكون مشغول‪ ،‬فهذا يعني إنه نوازعك اآلنية مش أهدافك البعيدة‬
‫اللي رح حتسم خيارات الصراع مع شهوتك!‬
‫ومن الكتب اللطيفة اللي عاجلت موضوع التشتت‪:‬‬
‫كتاب مصيدة التشتت ل ـ ـ ـ فرانسس بووث‪.‬‬
‫الكتاب بعالج قضية‪ :‬كيف تركز يف فوضى العالم الرقمي؟!‬

‫درب عقلك على قوة اإلرادة‬


‫ّ‬
‫اسمعوا شوية ^^‬
‫احللو إنه قوة اإلرادة إشي بنقدر ندرب حالنا عليه‪ ،‬مثله مثل أي إشي ثاني يف الدنيا ^^‬
‫علماء األعصاب بحكوا إنه املخ يستجيب بشكل الفت للتجريب‪ ،‬جرب أطلب‬
‫من مخك يعمل عمليات حسابية كل يوم ورح تكون النتيجة إنه رح يتحسن يف‬
‫احلسابات‪ ،‬اطلب منه يركز رح يتحسن مع الوقت يف التركيز وهيكا ^^‬
‫على سبيل املثال‪ :‬األشخاص اللي بلعبوا ألعاب ذاكرة ملدة ‪ 25‬دقيقة يف اليوم‬
‫بتتطور عندهم الصالت ما بني أجزاء املخ املرتبطة باالنتباه والذاكرة‪.‬‬
‫وبضيف علماء األعصاب إنه لو طلبت من مخك التأمل‪ ،‬فرح يتحسن مش فقط يف‬
‫التأمل‪ ،‬رح يتحسن يف مجموعة واسعة من املهارات والسيطرة على الذات‪ ،‬مبا فيها‬
‫االنتباه والتركيز والسيطرة على التوتر والسيطرة على البواعث والوعي بالذات‪.‬‬
‫وبالتالي الناس اللي بتأملوا بشكل منتظم مع الوقت بتصير أدمغتهم آالت إرادة‬
‫متميزة وبتصير كثافة الفص اجلبهي عندهم أكبر‪ ،‬ونفس اإلشي مناطق املخ اللي‬
‫بتدعم الوعي بالذات‪.‬‬
‫ويف دراسة ثانية بتحكي إنه ثمانية أسابيع من ممارسة التأمل اليومي تقود إلى زيادة‬
‫‪193‬‬

‫الوعي بالذات يف احلياة اليومية‪ ،‬وكذلك زيادة حجم املخ املتعلقة بهذا الشأن‪.‬‬
‫والتفسير العلمي إنه التأمل بزيد من تدفق الدم للفص اجلبهي بنفس الطريقة‬
‫ملا يتدفق الدم للعضالت يف حال رفع األثقال‪ ،‬يعني املخ بستجيب للتمرين مثله‬
‫مثله العضالت ^^‬
‫وبتعقب "كيلي ماكجونيجال" يف كتابها على هاي األبحاث وبتحكي‪:‬‬
‫تظهر األبحاث أن التأمل املنتظم يساعد على اإلقــاع عن التدخني وإنقاص‬
‫الوزن‪ ،‬والتخلص من تعاطي العقاقير والبعد عن السكر‪ ،‬مهما كانت التحديات‬
‫التي تواجه قدرتي "أنــا ســوف" وأنــا لــن" فــإن التأمل خلمس دقائق هو مترين‬
‫عقلي فعال لتعزيز اإلرادة‪.‬‬
‫بتعرفوا شغلة خطرت يف بالي يا شباب وأنا بقرأ هالدراسات‪..‬؟‬
‫دليل التزكية!‬
‫ذاكرين ملا كنا نحكي عن القرآن والدعاء واألذكار بعد الصالة وغيرها من األمور؟؟‬
‫هاي كلها بتمثل حلظات تأمل كفيلة إنها تعزز قوة اإلرادة عندك‪..‬‬
‫عشان ملا أحكيلكم إنه تطبيق دليل التزكية بصدق يعني انتصارك على شهواتك‬
‫تصدقوني!‬
‫صدقا كل هاألبحاث والكالم فقط لتوسيع األفق ولالستئناس وإال دليل التزكية‬
‫ممكن يكفينا حقيقة ^^‬
‫وهذا اللي خالني أصفن شوية‪ ،‬طيب يف ناس ملتزمني وعندهم إرادة قوية جداً‬
‫يف مواجهة الشهوات وكبحها‪ ،‬طيب كيف صارت؟ يعني همه قرأوا مث ً‬
‫ال كيف‬
‫يعززوا قوة اإلرادة؟‬
‫أو أدركوا واكتشفوا حلقة العادة كيف بتشتغل؟‬
‫وال عارفني إشي عن قوة الصبر؟‬
‫ببساطة ال‪ ..‬لكنهم أخلصوا هلل واتبعوا أوامره فكان اإلميان بالنسبة إلهم أكبر‬
‫دافع وحافز للمحافظة على إرادة قوية وصلبة يف مواجهة الشهوات ^^‬
‫مع ذلك هذا ما مبنعنا نكمل رحلتنا يف عالم اإلرادة ^^‬
‫وخالصة ما سبق حلظات من التأمل وبلغتنا صالة ودعاء وذكر بشكل يومي‬
‫كفيلة تعزز قوة اإلرادة عندك ^^‬
‫‪194‬‬

‫ابدأ بترتيب سريرك‪..‬‬


‫مرة زمان حضرت فيديو عاليوتيوب بعنوان‪ :‬إذا أردت تغيير العالم ابدأ بترتيب سريرك‪.‬‬
‫وكان الفيديو لطيف بحكي عن أهمية إجناز األشياء البسيطة يف حياتنا حتى‬
‫نتمكن من إجناز األشياء الكبيرة والعظيمة‪.‬‬
‫وأكيد الكالم ممكن يكون مبالغ فيه ومجرد خطابات حماسية حتفيزية بنتهي‬
‫مفعولها مع انتهاء الفيديو‪ ..‬لكن احلقيقة إنه يف أبحاث ودراسات بتأكد على‬
‫فكرة أهمية السيطرة على األشياء البسيطة يف حياتنا حتى نتمكن من السيطرة‬
‫على األشياء األكبر‪.‬‬
‫وممكن ذكرنا نفس الفكرة يف قوة الصبر وهون بنأكد عليها‪ :‬كشفت دراسات عن‬
‫أن اإللتزام بأي فعل منتظم صغير من أفعال السيطرة الذاتية ميكن أن يزيد‬
‫من مستوى قوة اإلرادة العام‪..‬‬
‫مثل‪ :‬حتسني وضعية اجلسد‪ ..‬تقليل تناول احللوى‪ ..‬مراقبة حجم اإلنفاق‪...‬‬
‫ويف دراسة أقامها مجموعة من علماء النفس يف جامعة نورث ويسترن اختاروا‬
‫فيها ‪ 40‬شخص وقسموهم لثالث مجموعات‪ ..‬هدف الدراسة كان‪ :‬هل من‬
‫املمكن لقوة اإلرادة أن حتد من العنف يف احلياة الزوجية ؟!‬
‫املجموعة األولــى طلبوا منها تستخدم إيدها التانية سواء يف األكل أو غسل‬
‫الصحون أو فتح األبواب وغيره‪.‬‬
‫واملجموعة الثانية طلبوا منها تتحاشى حلف اليمني وحتكي نعم بدل آه‪.‬‬
‫واملجموعة الثالثة تركوهم بدون توجيهات وال تعليمات‪.‬‬
‫بعد أسبوعني صارت املجموعة االولى والثانية أقل استجابة لألحداث اللي كانت‬
‫تثيرهم عادة مثل الغيرة‪ ،‬والشعور بعد االحترام‪ ...‬إلخ‬
‫أما املجموعة الثالثة فظلت مثل ما هي بدون أي تغيير‪..‬‬
‫ومش هون العبرة إنه مجرد ما استخدمنا اإليد الثانية أو حكينا نعم مش آه يعني‬
‫صرنا أصحاب إرادة‪..‬الفكرة إنه اإلنسان يتعود على مراقبة نفسه‪ ،‬ويلزم نفسه‬
‫بأشياء بسيطة ينجزها حتى يحفز نفسه على إجناز األصعب منها‪.‬‬
‫وفرصة تروح ترتب سريرك ^^‬
‫‪195‬‬

‫َن َفس‬
‫قوة اإلرادة مش إشي ممكن حتصله بسرعة‪ ،‬مثلها مثل العضالت زي ما حكينا‬
‫قبل مع الوقت واجلهد والصبر ممكن نبنيها ونقويها‪..‬‬
‫لكن من األشياء املهمة جداً حتى نعزز فيها قوة اإلرادة يف نفس حلظة الشهوة‬
‫هي (التنفس) !‬
‫زمان حضرت فيديو بحكي عن التنفس كعالج لصرف الشهوة والتغلب عليها‪،‬‬
‫وبصراحة ما اقتنعت يف البداية وشعرت إنه املوضوع فيه تكلف ومبالغة حتى‬
‫اندليت على مقاالت وأبحاث بتأكد هذا الكالم‪..‬‬
‫وبتأكد "كيلي ماكجونيجال"على هاي املعلومة وبتحكي‪:‬‬
‫ثمة طريقة واحــدة لتعزيز قــوة اإلرادة على الـفــور‪ :‬أبطئ تنفسك ليكون بني‬
‫أربعة وستة أنفاس يف الدقيقة‪ ،‬ما يعني عشر إلى خمس عشرة ثانية لكل نفس‪،‬‬
‫وهو أقل من معدل تنفسك الطبيعي‪ ،‬لكنه معدل ال يصعب الوصول إليه مع‬
‫قليل من التدريب والصبر‪ ،‬إبطاء حركة التنفس ينشط الفص اجلبهي ويزيد‬
‫معدل تفاوت ضربات القلب‪ ،‬وهو ما يساعد على حتول املخ واجلسم من وضعية‬
‫التوتر إلى وضعية السيطرة بالذات‪ ،‬دقائق معدودة من هذا اإلجراء سوف تشعر‬
‫بالهدوء والسيطرة والقدرة على التعامل مع املغريات‪.‬‬
‫وتظهر األبحاث أن املمارسة الدائمة لهذا العمل جتعلك أكثر مرونة مع التوتر‬
‫ويرفع احتياطك من اإلرادة‪ ،‬وأظهرت إحدى الدراسات أن ممارسة هذه العادة‬
‫ملدة عشرين دقيقة يومياً تزيد من معدل تفاوت ضربات القلب وتقلل من حاالت‬
‫االشتهاء واالكتئاب بني البالغني الذي يتعافون من تعاطي املخدرات واضطراب‬
‫توتر ما بعد الكرب‪.‬‬
‫وكون املسألة ال حتتاج أكثر من دقيقتني من التنفس بهذه الوتيرة لتعزيز مخزونك‬
‫من قوة اإلرادة‪ ،‬فهو عمل ميكنك القيام به يف أي وقت تواجه فيه حتدياً إلرادتك‪.‬‬
‫‪196‬‬

‫رياضة‬
‫بتمنى إنك تكون بتلخص شو األشياء اللي بتساهم يف تعزيز وتقوية اإلرادة‬
‫عندك يف مواجهة الشهوات‪ ،‬ومن األشياء واللي بعتقد إنك قاعد بتستناني‬
‫أذكرها "الرياضة"^^‬
‫ممكن كلنا بنعرف إنه الرياضة من أبرز األمور اللي بتساهم يف تعزيز وتقوية‬
‫اإلرادة وبالتالي صعوبة االستسالم للشهوات‪ ،‬وهذا بذكرني بشب اختلفت حياته‬
‫بشكل جذري بعد ما كان تقريباً غرقان يف كم هائل من الشهوات والسبب إنه‬
‫التزم بتمارين رياضية‪.‬‬
‫والدراسات بتشير إلى نتائج مبهرة للرياضة أكثر مما بنتصور أو بنتوقع‪:‬‬
‫فالرياضة ال تخفف فقط من التوتر اليومي‪ ،‬بل إنها كذلك عالج مضاد لالكتئاب‬
‫يعادل فعالية عقار بروزاك‪ ،‬وحتسن الرياضة من بيولوجيا السيطرة الذاتية من‬
‫خالل زيادة معدل تفاوت ضربات القلب وتدريب املخ‪.‬‬
‫حيث قام علماء األعصاب بالبحث عميقاً يف أدمغة من مارسوا الرياضة جديداً‬
‫ووجدوا زيادة يف الكتلة الرمادية والكتلة البيضاء واملادة العازلة حول خاليا املخ‬
‫ما يساعدها على التفاعل بسرعة وكفاءة أكبر من بعضها بعضاً‪.‬‬
‫وهــون ما بدي يــروح بالك إنه الرياضة مرتبطة "باجليم" أو بعدد معني من‬
‫الساعات بشكل يومي‪ ..‬ال ال‪..‬‬
‫بالعكس الدراسات بتشير إلى إنه ممارسة الرياضة من ‪ 15 – 10‬دقيقة كفيلة‬
‫تعزز إرادتك وحتسن مزاجك وترفع التوتر عنك‪^^ ..‬‬
‫وكونه موضوع الرياضة مهم وفعال فيما يتعلق بتقوية اإلرادة‪ ،‬حاب أثري الكالم‬
‫باقتباس من كتاب "العادات السبع للناس األكثر فعالية"لستيفن آر‪.‬كويف‪.‬‬
‫هذا الكتاب تناول املربع املشهور اخلاص باألولويات‪.‬‬
‫وفكرة املربع باختصار شديد هي إنه حياتنا موزعة على أربع مربعات‪:‬‬
‫األول‪ :‬طارىء – مهم‬
‫الثاني‪ :‬غير طارىء – مهم‬
‫‪197‬‬

‫الثالث‪ :‬طارىء – غير مهم‬


‫الرابع‪ :‬غير طارىء – غير مهم‬
‫على سبيل املثال ‪...‬‬
‫املربع األول مبثل إنك ال سمح اهلل تعرضت حلادث‪ ،‬أو عندك بكرا امتحان‬
‫فاينل‪ ،‬هون بكون اإلشي طارئ ومهم بنفس الوقت‪.‬‬
‫املربع الثالث‪ :‬هو مبثل اإلكتفاء بردود أفعال اجتاه األحداث اليومية‪ ،‬مثل‬
‫بعض املكاملات‪ ،‬املقابالت‪ ،‬البريد‪ ..‬إلخ‬
‫املربع الرابع‪ ..‬يعني حال كثير من الشباب لالسف‪ ،‬قعدات ال مهمة وال طارئة‬
‫وال ما يحزنون !‬
‫املربع الثاني‪ :‬وهو سبب تفوق معظم الناجحني يف هاي احلياة‪..‬‬
‫مث ً‬
‫ال الرياضة طارئة؟؟ ال‬
‫طيب مهمة؟؟ آه‬
‫مث ً‬
‫ال أصير انسان مثقف طارئ؟؟ ال‬
‫مهم؟؟ آه‬
‫وهكذا‪ ..‬عشان هيك اعرف إنه جناحك يف احلياة متعلق بتفعيلك املربع الثاني‬
‫بعد االستعانة والتوكل على رب العاملني ^^‬
‫نرجع لستيفن آر‪ .‬كويف‪ ..‬كان بحكي إنه الرياضة بتكون يف املربع الثاني عشان‬
‫هيك كثير ناس ما بلتفتوا إلها باعتبارها إشي مش طارئ‪ ..‬وبحكي‪:‬‬
‫أفضل برنامج تدريبي هو ذلك الذي ميكنك ممارسته باملنزل‪ ،‬وذلك الذي يبني‬
‫ثالثة جوانب يف جسمك‪:‬‬
‫قوة التحمل – املرونة – القوة‪.‬‬
‫وتأتي قوة التحمل من ممارسة مترينات األيروبكس ومن كفاءة جهاز القلب‬
‫واألوعية الدموية – أي قدرة القلب على ضخ الدم إلى جميع أجزاء اجلسم‪.‬‬
‫ورغم كون القلب عضلة إال إنه ال ميكن إخضاعها للتدريب املباشر‪ ،‬ولكنها‬
‫‪198‬‬

‫حتصل على التدريب من خالل مجموعة كبيرة من العضالت األخرى وخاصة‬


‫عضالت الساقني‪.‬‬
‫واحلد األدنى للياقة البدنية هو الوصول مبعدل ضربات القلب إلى مائة دقة يف‬
‫الدقيقة الواحدة واحلفاظ على هذا املعدل ملدة ثالثني دقيقة‪.‬‬
‫واملرونة تأتي من متارين االستطالة‪ .‬وينصح معظم اخلبراء بأداء متارين اإلحماء‬
‫إلنها تساهم يف إرخاء العضالت وتسخينها من أجل التدريبات‪.‬‬
‫أما القوة فأساسها تدريبات املقاومة اخلاصة بالعضالت – متارين اجلمباز‬
‫والضغط ومتارين عضالت البطن وكذلك متارين حمل األثقال‪.‬‬
‫وعفكرة لفظة الرياضة يف التراث اإلسالمي بتشمل ‪ 3‬مستويات‪ :‬البدن والذهن‬
‫والنفس‪.‬‬
‫يقول ابن تيمية‪ :‬لفظ الرياضة يستعمل يف ثالثة أنواع‪ :‬رياضة األبدان باحلركة‬
‫واملشي‪ ،‬ورياضة النفوس باألخالق احلسنة‪ ،‬ورياضة األذهان مبعرفة دقيق العلم‬
‫والبحث عن األمور الغامضة‪.‬‬

‫النوم‬
‫أبوي اهلل يسامحه إذا شافني نامي بعملي قصة وبحسسني إني عامل مصيبة‪،‬‬
‫وكثير من األحيان بشعرني إني أحد أسباب تخلف النصر‪ ،‬وبصحيني من النوم‬
‫بحجة إنه إذا ضليت نامي مني رح ينقذ األمة من سباتها!‬
‫املشكلة بصحى من النوم مش شايف قدامي وبروح عليه بقله هيني صحيت‪ :‬من‬
‫وين أبلش يف إنقاذ األمة؟؟‬
‫فبحكيلي‪ :‬صناعة التاريخ تبدأ من صناعة الواجبات املتواضعة‪ ....‬يال ارمي الزبالة‬
‫واعملي كاسة شاي !‬
‫وال حول وال قوة إال باهلل ههه ^^‬
‫النوم على عكس ما بنتوقع بساهم يف تعزيز قوة اإلرادة عنّا‪ ،‬والسبب العلمي إنه‬
‫حرمانك من النوم بضعف استفادة جسمك ومخك من اجللوكوز كمصدر طاقة‬
‫‪199‬‬

‫رئيسي‪ ،‬فلما تكون تعبان اخلاليا بتالقي صعوبة يف امتصاص اجللوكوز من‬
‫الدم‪ ،‬وهذا بترك اخلاليا بدون قدر كايف من الطاقة‪ ،‬وبشعرك باإلنهاك والتعب‪.‬‬
‫طبعاً هذا ال يعني النوم املبالغ فيه أبداً‪ ،‬لكن املقصود النوم اللي اجلسم برتاح‬
‫من خالله‪..‬‬
‫وبصراحة عدد ال بأس به من مدمنني بعض الشهوات بعانوا من مشاكل اضطراب‬
‫النوم‪ ،‬إلنه يف كثير من األحيان بتكون الشهوات على حساب وقت راحتهم‪.‬‬
‫فما بناموا ساعات كافية وبالتالي بكونوا أكثر عرضة للوقوع يف الشهوات‪.‬‬
‫وكثير أبحاث ودراسات بتأكد على أهمية القيلولة كما ورد يف حديث النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ :‬قيلوا فإن الشياطني ال تقيل‪.‬‬
‫وأظهرت األبحاث أن احلصول على غفوة قصيرة خالل الساعات الطويلة والتي‬
‫تظل فيها يقظاً ميكنك من استعادة تركيزك وسيطرتك الذاتية حتى لو لم‬
‫حتصل على قدر كايف من النوم يف الليلة السابقة‪.‬‬
‫للمزيد من االستفادة احضروا حلقة‪ :‬ومحياي ‪ 2‬مع د‪.‬وليد فتيحي | احللقة ‪# |10‬النوم‬

‫االسترخاء‬
‫استنوا شوي‪ ..‬يف مالحظة ^^‬
‫إنه هاألشياء للتطبيق مش للقراءة بس ‪..‬‬
‫متام ^^‬

‫نرجع‪ ..‬هذا بحكيلك االسترخاء حتى ولو لدقائق معدودة يزيد معدل ضربات‬
‫القلب عبر تنشيط اجلهاز العصبي البارا السيمبتاوي وتهدئة اجلهاز العصبي‬
‫السميتاوي‪ ،‬وهــو كذلك يتحول باجلسد إلــى وضعية اإلصــاح واالستشفاء‬
‫ويحسن وظيفة اجلهاز املناعي ويقلل من إفراز هرمونات التوتر‪.‬‬
‫ال الذين يسترخون عبر نفس عميق وإراحــة للبدن يتعافون‬ ‫فالرياضيون مث ً‬
‫بسرعة أكبر من فترات التدريب املنهكة‪ ،‬وتقل لديهم هرمونات التوتر والتلف‬
‫التأكسدي ألجسامهم‪.‬‬
‫‪200‬‬

‫وال يعني االسترخاء اجللوس بجانب التلفاز أمام وجبات غذائية مث ً‬


‫ال‪ ،‬بل االسترخاء‬
‫الذي يحسن اإلرادة هو راحة بدنية وذهنية حقيقية يطلق عليها أستاذ القلب بكلية‬
‫الطب يف جامعة هارفرد – هيربرت بينسون – استجابة االسترخاء الفسيولوجي‪،‬‬
‫فينخفض معدل نبضك وتنفسك‪ ،‬وينخفض ضغط الدم‪ ،‬وتتخلص العضالت مما‬
‫فيها من توتر‪ ،‬ويأخذ مخك استراحة من التخطيط للمستقبل أو حتليل املاضي‪.‬‬
‫ال على وسادة حتت‬ ‫ويفضل باالسترخاء النوم على الظهر مع رفع الساقني قلي ً‬
‫ركبتك‪ ،‬وخذ نفساً عميقاً بحيث تسمح لبطنك باالرتفاع والهبوط مع تنفسك‪،‬‬
‫واستمر على هذه احلال ملدة تتراوح من ‪ 10‬إلى ‪ 15‬دقيقة‪.‬‬
‫ويخلف عليك بس مش تنام‪^^ ..‬‬

‫رخصة أخالقية!‬
‫وصلت أسئلة بأعداد ال بأس بها على آسك آرك وكان مضمون السؤال كالتالي‬
‫طبعاً بصيغ مختلفة ومن أشخاص مختلفني‪:‬‬
‫أنا مسؤول يف فريق تطوعي‪ ...‬أنا بنت ملتزمة بالزي الشرعي كام ً‬
‫ال‪ ...‬أنا‬
‫بد ّرس يف دور قرآن‪ ...‬أنا عندي حلقة يف املسجد‪ ...‬أنا قائد يف اجلامعة‪...‬‬
‫أنا الناس كلها بتظن فيي ظن خير‪ ...‬أنا وأنا‪....‬‬
‫بــــــــس شهوتنا بتغلبنا!‬
‫ً‬
‫أصل!‬ ‫لدرجة إنه أحيانا ما بنشعر بتأنيب الضمير‬
‫كنت وقتها بصراحة ما أستحضر جواب لهيك حاالت حتى مريت على أحد‬
‫الفصول يف كتاب غريزة قوة اإلرادة‪ ،‬وبتبدأ الكاتبة باحلديث عن‪:‬‬
‫هــارجــارد‪ :‬قائد اجتماعي يشتهر مبحاربته حلقوق الشواذ وضبط وهو‬
‫ميارس أفعالهم املشينة!‬
‫سبيتزر‪ :‬احلاكم واملدعي العام يف مدينة نيويورك والذي حارب الفساد بال‬
‫رحمة‪ ،‬اتضح أنه عميل منتظم يف شبكة للتجارة غير الشرعية‪.‬‬
‫إداواردز‪ :‬مرشح رئاسي دميقراطي خاسر بنى حملته على قوة قيمة العائلة‪،‬‬
‫بينما كان يخون زوجته والتي كانت تصارع السرطان!‬
‫‪201‬‬

‫‪ .............‬الخ‪.‬‬
‫هاي األسئلة والقصص بتقودنا لنقطة مهمة جداً جداً وهي‪:‬‬
‫إنه مش دائما بنستسلم للشهوات إلنه فقدنا السيطرة عليها وما امتلكنا قوة‬
‫إرادة‪ ،‬ال ال‪،‬‬
‫يف كثير من األحيان إحنا بنعطي حلالنا اإلذن إنه نوقع يف الشهوات!‬
‫وهذا يطلق عليه "الرخصة األخالقية" يعني ملا تعمل إشي منيح فإنت أكثر ثقة‬
‫بنوازعك‪ ،‬وبالتالي إنك تسمح لنفسك بفعل إشي غلط!‬
‫كثير من أعمال اخلير اللي بنعملها بتكون سبب يف اتخاذ قرارات شريرة بحق‬
‫أنفسنا‪.‬‬
‫فمث ً‬
‫ال‪ :‬األشخاص اللي بتذكروا مناسبة من املناسبات تبرعوا فيها بكرم‪ ،‬هم أقل‬
‫بنسبة ‪ 60%‬من األشخاص اللي ما تذكروا ماضيهم يف عمل اخلير!‬
‫األشخاص اللي بكون عندهم مجرد نية بالتبرع‪ ،‬بتزيد عندهم الرغبة يف مكافأة‬
‫أنفسهم ملا يتسوقوا!‬
‫وهون إذا ذاكرين يف استراتيجيات الشيطان ملا ذكرنا إنه الشيطان ما رح يتركك‪،‬‬
‫ورح يحاول يستثمر أي إشي أمامه‪ ،‬فهو استثمر حلظات اخلير اللي بتقدمها‬
‫بإنه يوقعك يف أخطاء ويقنعك إنه عادي ما دامك بتعمل خير!‬
‫ومش القصد هون ال سمح اهلل اإلساءة لألشخاص اللي وقعوا يف هذا الفخ‪ ،‬لكن‬
‫القصد إنه يتم تنبيههم إنه يف فرق بني إنه الشهوة تغلبك بعد محاوالتك وحرصك‬
‫إنك تتغلب عليها‪ ،‬وبني إنك إنت تتوجه إلها كمكافأة لنفسك عشان خير قدمته!‬
‫وسبحان اهلل استذكرت دعاء سيدنا موسى عليه السالم بعد ما قدم خير للبنتني‬
‫يف مدين وسقى إلهم‪.‬‬
‫ملا استراح عليه السالم دعا بدعاء مذهل ومدهش‪{ :‬ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ}‬
‫(القصص‪)٢٤ :‬‬

‫إنه يا رب مع هاخلير اللي منحتني إياه إال إني مفتقر إلك‪...‬‬


‫وهون دعاء متضمن سؤال وطلب وتضرع‪ :‬إنه يا رب يسرلي اخلير دائما وأبداً!!‬
‫‪202‬‬

‫حين يكون الغد رخصة اليوم‬


‫كم مرة أقنعت حالك إنه هاملرة آخر مرة وبكرا رح أبطل عاألكيد‪....‬‬

‫عشان تبرر لنفسك وقوعك يف الشهوة؟!‬

‫كثير صح؟؟‬

‫أظن حتى إنها يف كل مرة كنت توقع فيها‪ ،‬كنت تقنع حالك إنه هاملرة آخر مرة‪..‬‬

‫ومش قصدي ال سمح اهلل أشكك يف صدقك‪ ..‬بالعكس أنا متأكد إنك صادق‪..‬‬

‫لكنك يف نفس الوقت ما أحسنت التصرف لألسف‪.‬‬

‫يف دراسات بتحكي‪ :‬أي شخص بنوي ممارسة الرياضة الحقاً بكون أكثر عرضة‬
‫لتناول عشاء دسم!‬

‫ونفس الفكرة إنوي إنك بكرا رح تتخلص من شهواتك يعني إنك منحت نفسك‬
‫مبرر توقع الليلة!‬
‫ً‬
‫أصل‪ ..‬بالعكس بنضل نأجل‬ ‫وهيك قوة اإلرادة عنا بتضعف‪ ،‬إلنه ما بنستخدمها‬
‫فيها لوقت غير معلوم حتى نكتشف بعد أشهر وسنوات إنه كل يوم بنحكي فيه‪:‬‬
‫بكرا رح يكون عنا إرادة ورح نواجه فيها شهواتنا!‬

‫يا شباب ‪ ..‬املستقبل تاعنا بنبني على اللحظة احلالية اللي بني إيدينا‪..‬‬

‫املستقبل مش إشي سحر رح ينقذنا من شهواتنا ورغباتنا وأهوائنا‪..‬‬

‫واللحظة احلالية اللي بني إيديك هي اللي بتتحكم مبستقبلك كيف يكون‪..‬‬

‫عشان هيك إحكي أل اليوم‪ ..‬حتى بكرا تقدر حتكي أل بثقة أكبر‪..‬‬

‫ولو سلمنا ال سمح اهلل وقعت من جديد‪ ،‬يكفيك إنه عندك أكثر من "أل" يف‬
‫املاضي وقادر تبني عليهم وتعزز قوة اإلرادة عندك من خاللهم ^^‬
‫‪203‬‬

‫التوتر واالستسالم للشهوة‬


‫كم مرة الشهوة عندك ارتبطت مبوقف سيء مريت فيه؟‬
‫مث ً‬
‫ال‪ :‬عملت مشكلة مع أهلك‪ ،‬ما زبطت يف امتحان‪ ،‬كنت متوتر من إشي ما‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫الزم تكون عارف إنه املخ أكثر عرضة لإلغراء يف احلاالت اللي بتكون فيها مبزاج‬
‫سيء‪ ،‬ويف هديك اللحظة بتالقي حالك اجتهت للشهوات مع سبق اإلصرار‬
‫كهروب من واقع فشلت يف إدارته ‪.‬‬
‫ً‬
‫أصل‪ ،‬لكن توترك ومزاجك دفعوك ملكافأة‬ ‫وقتها إنت ما كان عبالك الشهوة‬
‫حلظية تتخلص فيها من توترك‪.‬‬
‫وعيك لهاي النقطة رح يخليك تتفادى حلظات كثيرة كنت توقع فيها يف شباك‬
‫ال‪ ،‬بس إلنك ببساطة كنت معصب ومش رايق‪.‬‬ ‫الشهوة مش إلنك مستثار مث ً‬

‫واملشكلة إنه اإلغراء اللي بتستسلم إله حتى تتخلص من توترك وحالتك النفسية‬
‫ما يف أي عالقة منطقية بينه وبني مشكلتك‪!...‬‬
‫زي فكرة االستبيان اللي أشار لفكرة إنه النساء القلقات من وضعهم االقتصادي‬
‫بقبلوا على التسوق للتعايش مع حالة القلق واالكتئاب اللي عايشينها!‬
‫طيب شو دخل هاي بهاي؟‬
‫شو دخل أحضر إشي غلط عشان عملت مشكلة مع أهلي؟‬
‫طيب شو دخل أدخن عشان خبصت يف امتحان؟‬
‫عفكرة مش شغلك وهه هي سيجارة عشان تنبسط‪\ :‬‬

‫طبعاً احلل يف تخفيف التوتر كما أشارت اجلمعية األمريكية لعلم النفس‪:‬‬
‫فإن أكثر الطرق فاعلية يف تخفيف التوتر هي ممارسة التمارين الرياضية‪ ،‬أو‬
‫الصالة‪ ،‬أو االنتظام يف طقس ديني‪ ،‬القراءة‪ ،‬االستماع للموسيقى‪ ،‬قضاء الوقت‬
‫مع األصدقاء والعائلة‪ ،‬اخلروج للمشي‪ ،‬التأمل‪ ،‬قضاء الوقت يف هواية إبداعية‪.‬‬
‫‪204‬‬

‫وأقـلـهــا فــاعـلـيــة‪ :‬امل ـقــامــرة‪ ،‬الـتـســوق‪ ،‬الـتــدخــن‪ ،‬ال ـشــرب‪ ،‬ت ـنــاول الـطـعــام‪ ،‬ألـعــاب‬
‫الفيديو‪ ،‬تصفح االنترنت‪ ،‬ومشاهدة التلفزيون أو االنترنت‪.‬‬
‫ضــروري قبل ما تكمل حتضر حلقة بعنوان "التوتر" من برنامج ومحياي‬
‫للدكتور وليد فتيحي ‪.‬‬

‫‪ 10‬دقائق‬
‫يف حلظة معينة بتتمكن الشهوة منك وبتشعر حلظتها إنه ما يف مجال أبداً‬
‫للتراجع وحلظتها ممكن تقنع حالك إنه خلص الشهوة سيطرت عليك متاماً‬
‫وصار مستحيل ترجع!‬
‫طبعاً الغريب يف املوضوع إنه حتى يف هذيك اللحظة إنت بتمتلك مخزون إرادة‬
‫قادر ميكنك تتراجع وتتغلب على شهوتك حتى لو كنت يف اللحظات األخيرة‪.‬‬
‫مثل دراسة مرة انعملت على مجموعة من الشباب يف موضوع "طول النفس "وكان‬
‫مطلوب من الشباب يحبسوا نفسهم ملدة معينة‪ ..‬خلينا نفترض إنها ‪ 50‬ثانية‪.‬‬
‫ملا كان الشباب يوصلوا خلمسني ثانية كانوا بعتقدوا إنه عالواحد وخمسني ثانية‬
‫رح ميوتوا يف حال ما جددوا نفسهم‪ ..‬لكن التجربة طلبت منهم قبل بلحظات من‬
‫الثانية ال‪ 50‬إنهم ميدوا كمان ‪ 20‬ثانية‪..‬‬
‫ال جنحوا مع قناعتهم املسبقة إنه مستحيل‪ ..‬وهالتجربة كشفت عن جوانب‬ ‫وفع ً‬
‫إرادة مبتكلها اإلنسان لكنه بغفل عنها‪.‬‬
‫علي فكرتها وأتغلب عليها؟‬ ‫طيب كيف بقدر أجتاوز الشهوة ملا تسيطر ّ‬
‫‪ -‬اكتشف علماء األعصاب أن ‪ 10‬دقائق تصنع فرق ًا كبير ًا يف طريقة معاجلة‬
‫املخ للمكافأة‪ ،‬حني ترفق مع املكافأة ‪ 10‬دقائق كتأخير إلزامي يتعامل املخ معها‬
‫باعتبارها مكافأة مستقبلية‪ ،‬فيصبح نظام الوعد باملكافأة أقل نشاط ًا‪ ،‬ويتراجع‬
‫النازع البيولوجي القوي الختيار املكافأة الفورية‪.‬‬
‫يعني يف حلظة معينة املخ بستسلم لإلغراء وبوجهك نحو مكافأة حلظية‪ ،‬وقتها‬
‫إلزم نفسك ب‪ 10‬دقائق من التفكير العقالني واملنطقي‪.‬‬
‫هالعشر دقائق رح تكون كفيلة إنه املخ يقل نشاطه اجتاه استسالمه لإلغراء‪ ،‬ليه‬
‫‪205‬‬

‫هاخلطوة مهمة جداً‪..‬؟ إلنه اإلنسان يف حلظة الشهوة بكون شبه فاقد وعيه‪،‬‬
‫وبكون منقاد إلها متاما‪ ،‬فإذا ألزمت حالك بدقائق تفكير واعي وعقالني رح‬
‫تقدر تتجاوزها بإذن اهلل ^^‬
‫وممكن حدا يحكي‪ :‬طيب بشو أفكر حلظتها؟؟!‬

‫َع ّظم الغاية‬


‫إنت كبنت يف حال فرجيتكم شخص عمره ‪ 60‬سنة ومتزوج‬ ‫أظن إنه إنت كشب أو ِ‬
‫وعنده والد وبنات أكبر منكم بس مشكلته لساته بوقع يف الشهوات!!‬
‫هذا املشهد مبكي وممكن يخليكم تتحسروا على شخص بلغ هذا العمر ولساته‬
‫بتصرف بهاي الطريقة‪..‬‬
‫هذا الشخص اللي عمره ‪ 60‬سنة لو قعدتوا معاه رح تشوفوه بقدم مبررات نفس‬
‫مبرراتكم إنتو كشباب ملا بتوقعوا يف الشهوة!‬
‫الشهوة ما إلها عمر معني وسبق وذكرنا إنها صــراع حتى املــوت‪ ..‬لكن هذا‬
‫الصراع مش دائما بحمل نفس درجة الصعوبة‪...‬فقط يف أوله صعب لكن بعدها‬
‫املوضوع بصير أسهل فأسهل‪..‬‬
‫عشان هيك حاول يف ال‪ 10‬دقائق تستحضر يف بالك اإلنسان اللي إنت حاب‬
‫تكون عليه يف املستقبل‪!..‬‬
‫أكيد ما رح يكون يف بالك شخصك احلالي اللي عمره قاعد بضيع يف صراعه مع‬
‫الشهوات ومش عارف ينجز وال إشي بحياته‪ ..‬وال يف بالك الشخص اللي صار‬
‫عمره ‪ 60‬سنة ولساته زي ما هو‪..‬‬
‫أكيد يف صورة يف بالك لإلنسان اللي إنت حاب تكون عليه‪ ،‬لكن مشكلة الناس إنها‬
‫بتعتبر الشخص اللي حابة تكونه يف املستقبل شخص تاني‪ ،‬وبتحمله طموحات‬
‫وأحالم وغايات وبترسم إله صورة مثالية وبتنسى إنه هالشخص بعتمد على‬
‫تصرفاتهم احلالية‪.‬‬
‫واعــرف إنــه جناحك يف جتــاوزك سطوة الشهوة بعتمد على مــدى ارتباطك‬
‫باإلنسان اللي إنت حاب تكونه يف املستقبل‪ ،‬فهذا رح يكون حافز ودافع إلك إنك‬
‫تتصرف اآلن بأفضل شكل ممكن‪.‬‬
‫‪206‬‬

‫تخيلوا يف موقع عاإلنترنت بشجع الناس على خطوة مخاطبة ومراسلة الذات‬
‫املستقبلية تاعتهم برسائل وبرجعوا برسلوا إلهم الرسالة يف تاريخ محدد ه ّمه‬
‫بختاروه ‪. Futureme.org .‬‬
‫حتى أساتذة األعصاب يف املركز الطبي يف جامعة هامبورج – إبيندروف بأملانيا‬
‫بينوا إنه تخيل املستقبل بساعد الناس على تأخير إشباع احلاجة‪.‬‬
‫واحنا كمؤمنني باهلل يفترض دائما نكون مستحضرين مراقبة ربنا إلنا واألجر‬
‫اللي رح نحصله يف حال صبرنا على شهواتنا وهذا يف حد ذاته دافع وحافز‬
‫يخلينا نترك شهواتنا ورغباتنا‪.‬‬
‫ملا قرأت عن فكرة تعظيم الغاية واإلنسان اللي حاب أكونه يف املستقبل لقيت‬
‫حالي كاتب عبارة على ورقة وراميها يف الدرج‪ :‬إنه حتى لو املوت أدركني قبل ما‬
‫أوصل لإلنسان اللي حاب أكونه رح أستقبل فكرة املوت براحة كوني قاعد بحاول‬
‫وببذل كل جهدي‪ ..‬وربنا عارف صدق نيتي!‬
‫وبنفس الوقت حاول يف ال‪ 10‬دقائق إنك تدفع خيال الشهوة ولذتها اللحظية‬
‫بخيال تبعات هالشهوة ولوين رح توصلك‪..‬‬
‫ال الزنا وكيف بنبهنا خلطورته وأبعاده‪:‬‬ ‫ما أحلى القرآن ملا يذكر إلنا مث ً‬
‫{ﮊﮋ ﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑ ﮒ} (اإلسراء‪)٣٢ :‬‬
‫وهون القرآن ما بلفت إنتباهك للذة اللحظية تاعت الزنا وبحاول يلفت إنتباهك‬
‫ألبعاده السيئة!‬
‫وحتى شوفوا املـــــــــــــــد يف كلمة ســــــــــآء وكإنها بتطلب منك تتأمل لقدام شوية‪..‬‬
‫وهالتأمل رح يقودك إنك تعرض عن لذة حلظية يف سبيل سعادة أبدية‪..‬‬
‫ويف إشي مهم يا شباب‪..‬‬
‫لذة اإلنتصار على الشهوة قد تساوي أو جتاوز لذة الشهوة نفسها!‬
‫وعفكرة ما تستهني بشعور إنك عندك إرادة وقادر تسيطر على نفسك وتتحكم‬
‫بشهوتك مش العكس‪.‬‬
‫هذا شعور كفيل إنه يحقق نقلة نوعية وجذرية يف حياتك‪ ..‬على الصعيد الديني‬
‫والدنيوي‪..‬‬
‫وما متاع احلياة الدنيا يف اآلخرة إال قليل ^^‬
‫‪207‬‬

‫عدوى فقدان اإلرادة!‬


‫الغريب يف املوضوع إنه إحنا يف كثير من األحيان بنفقد السيطرة على رغباتنا‬
‫وشهواتنا مش إلنه ما بنملك قوة إرادة‪ ...‬ال ال‪ ..‬إحنا بنفقد السيطرة إلنه الناس‬
‫حولنا ما عندها قوة إرادة!‬
‫يعني يف كثير من السلوكيات اللي بنعتقد إنها حتت سيطرتنا لكنها بشكل كبير‬
‫حتت سيطرة املجتمع!‬
‫يف دراسات بتحكي إنه البنت اللي بزيد وزن أختها بزيد احتمال سمنتها بنسبة ‪!67%‬‬
‫والرجل اللي أخوه مصاب بالسمنة بتزيد احتمالية سمنته بــــــ‪!45%‬‬
‫طيب شو دخل؟؟‬
‫ِ‬
‫وإنت روحي على أختك واحكيلها لهون‬ ‫شو بعرفني‪ ..‬إنت روح على أخوك‬
‫وبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــس! ِ‬
‫إنت ضلك كلي وأنا قاعدة بنصح! هه‬
‫الفكرة إنه يف كثير من األحيان بتضعف إرادتنا وبنفقد السيطرة على ذواتنا‬
‫مبجرد إنه الناس حولنا فقدت اإلرادة والسيطرة على ذواتها!‬
‫يعني كثير ناس بتحضر أشياء غلط‪..‬إلنه كل الشلة بتحضر أشياء غلط!‬
‫وكثير ناس بدخنوا ألنه كل الشلة بتدخن‪..‬‬
‫وهون سبحان اهلل حكمة ربنا من أمرنا بعدم اجلهر يف املعصية‪ ..‬إلنه جهرك‬
‫باملعصية يعني إنك تهونها يف عيون الناس وجتر مع الوقت رجل الناس إلها‪..‬‬
‫(النساء‪)١٤٨ :‬‬ ‫‪{ -‬ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ}‬
‫‪ -‬وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪ُ :‬ك ُّل أَ َّم ِتى ُم َع ًافى ِإ َّال الْ ُ َج ِاه ِرينَ ‪َ ،‬و ِإنَّ ِمنَ الْ َ َجان َِة‬
‫النُ َع ِمل ُْت‬ ‫ول َيا ُف َ‬ ‫الر ُج ُل ِبال َّل ْي ِل َع َم ًال‪ُ ،‬ث َّم ُي ْص ِب َح َو َق ْد َس َت َر ُه َّ ُ‬
‫الل‪َ ،‬ف َيقُ َ‬ ‫أَ ْن َي ْع َم َل َّ‬
‫ا ْل َب ِار َح َة َكذَا َو َكذَا‪َ ،‬و َق ْد َباتَ َي ْستُ ُر ُه َر ُّبهُ َو ُي ْص ِب ُح َيكْ ِش ُف ِس ْت َر ِ‬
‫اهلل َعنْهُ ‪.‬‬
‫يعني دير بالك تفقد إرادتك إلنه احمليط واملجتمع فقد السيطرة على إرادته‪..‬‬
‫واعرف إنه لو كل الناس اتبعت شهواتها وأهوائها فهذا مش مبرر إنك تلحقهم‪..‬‬
‫فال‪ ‬يغرنك يف طريق الباطـل‪ ‬كثرة الهالكني‪ ،‬وال يوحشنك يف درب احلق ِ قلة السالكني!‬
‫‪208‬‬

‫احرق سفنك!‬
‫يف قصة مشهورة عن مستعمر إسباني اسمه "كورتييس" توجه يف حملة من كوبا‬
‫جلزر يف شرق املكسيك بحثاً عن الذهب والفضة‪ ،‬راح هاملستعمر مع ‪500‬‬
‫جندي و‪ 300‬مدني وح ّملهم على ‪ 11‬سفينة ‪.‬‬
‫لكن السكان األصليني يف شــرق املكسيك مــا استسلموا بسهولة حتى إنه‬
‫"كورتييس"وجنوده ترددوا يف التغول يف داخل األرض‪.‬‬
‫ويف الوقت اللي كان يفكر فيه جنود "كورتييس" باالستسالم والعودة لصعوبة املهمة‪..‬‬
‫كان األمر الغريب والعجيب من كورتييس إنه يحرق السفن اللي وصلوا فيها!‬
‫وكانت السفن مصنوعة من اخلشب ومطلية مبادة شديدة القابلية لالحتراق‪..‬‬
‫فاحترقت السفن بالكامل حتى غرقت حتت املاء‪.‬‬
‫ممكن نفس الفكرة بالنسبة إلك‪ ...‬يف كثير من األوقات رح يكون يف صراع بني‬
‫شهوتك ولذتك اآلنية وبني الشخص اللي إنت حاب تكونه يف املستقبل أو حتى‬
‫بني شيطانك ونفسك األمارة بالسوء‪.‬‬
‫هذا الصراع بيتطلّب منك يف البداية تكون حازم وصارم مع نفسك‪ ...‬ممكن‬
‫يتطلّب منك تلغي أي فكرة أو احتمالية لالستستالم والرجوع‪ ...‬رح يتطلّب منك‬
‫خطوات جادة وجريئة يف حياتك‪..‬‬
‫وسبق وحكيتلك اإلشي أوله صعب‪ ..‬وجناحك مرة ومرتني وثالث مرات يعني‬
‫إنك متنح نفسك األمل إنك قادر وإنه املوضوع ممكن وإنه مش مستحيل‪.‬‬
‫بحكي "جورج إينسلي" ‪ :‬فإننا بحاجة إلى اتخاذ خطوات جادة لتوقع وجلم تلك‬
‫الــذات كما لو أنها شخص آخــر‪ ،‬وهــذا يتطلب مكر ًا وشجاعة وإبــداعـ ًا‪ ،‬فيجب‬
‫علينا أن ن ــدرس أنـفــس الـغــوايــة فينا‪ ،‬لنعرف مــواضــع ضعفها‪ ،‬وجنــد طريقة‬
‫إلخضاعها للخيارات املنطقية‪.‬‬
‫عشان هيك ومن اآلن حاول "احرق"كل إشي ممكن يرجعك لشهواتك ورغباتك‪،‬‬
‫وبنفس الوقت ارسم واقع جديد إنت املتحكم واملسيطر فيه‪ ،‬وحاول تعامل مع‬
‫املوضوع بجدية تامة‪ ..‬وحط يف بالك قناعة‪:‬‬
‫إنه ما يف مجال للتراجع واالستسالم!‬
‫‪209‬‬

‫لمن أراد‪..‬‬
‫يف ختام الكالم عن قوة اإلرادة الزم تعرف إنه كل ما سبق ما رح يفيدك يف حال‬
‫ما كنت جاد يف موضوع التغلب على شهواتك!‬
‫واملوضوع مش موضوع‪ :‬أنا حــاب‪ ..‬أنا نفسي‪ ...‬أنا بتمنى‪ ....‬أنا الزم‪ ..‬أنا‬
‫بدي‪ ....‬إلخ‪..‬‬
‫إلنه طبيعة نفوسنا ما بتحب االلتزام وال بتحب تنحط مبوقف اختبـــار!‬
‫إلنه كل اختبار بتواجهه بولد حالة من الضغط اللي ممكن تخليك طول الوقت‬
‫مش على بعضك!‬
‫ومجرد فشلك بواحد من هاي االختبارات يعني شعورك بالفشل والضياع هو‬
‫اللي بوصلك يف النهاية حلالة من الالمباالة‪ !..‬‬
‫طيب واحلل؟‪ ‬‬
‫احلل إنه تقعد مع حالك وحتاول تتعامل بشكل أكثر جدية بعيداً عن "نفسي‪..‬‬
‫وحاب‪ ..‬والزم‪!" .‬‬
‫يعني‪ ..‬إنه تتعامل ب‪ :‬يا أنا‪ ،‬يا شهوتي؟‬
‫هون بتحول املوضوع من اختبــــار لـــــــ "اختيــــار"!‪ ‬‬
‫ومن موقف ضغط ملوقف "قوة" ‪..‬‬
‫وبيجي القرآن وبشكل جميل وبعدة سياقات بطرح عليك مدى جديتك وصدقك‬
‫يف األشياء اللي حاب تكون عليها وكإنه بسألك وبستجوبك‪..‬وبحكيلك "بدك وال‬
‫ما بدك" !!‪ ‬‬
‫ولو "أرادوا" اخلروج ألعدوا له‪..‬‬
‫ملن "أراد" أن يذ ّكر أو أراد شكوراً‪ ..‬‬
‫ومن "أراد" اآلخرة وسعى لها‪ ...‬‬
‫منكم من "يريد" الدنيا ومنكم من "يريد" اآلخرة‪.‬‬
‫ال بدك تتغلب على شهواتك وال ما بدك؟‬ ‫هل فع ً‬
‫‪210‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫‪{ #‬ﰂﰃﰄﰅﰆﰇ}‬
‫‪211‬‬

‫‪ #‬العبرة ما تستسلم‬
‫شفت محاوالتك الدائمة واملستمرة إنك تكون إنسان أحسن‪..‬‬

‫ملا تلوم نفسك على غلط وقعت فيه‪ ..‬‬

‫أو على شهوة غلبتك ‪ ..‬‬

‫أو على ذنب كسرك ‪ ..‬‬

‫فكرة صراعك ما بني الذنب والتوبة ‪ ..‬اخلير والشر ‪ ..‬احلق والباطل ‪ ..‬وإلخ ‪ ..‬‬

‫راح تكتشف مع الوقت إنه معنى حياتك كان بتم ّثل يف هذا الصراع اللي بتعيشه‬
‫كل يوم حتى تصير إنسان أحسن‪..‬‬

‫الشيطان حريص يحسم هالصراع ويخليك تستسلم متا ًما لفكرة التغيير‪ ..‬‬

‫وراح يقنعك إنه ما يف أمل مهما حاولت‪. .‬‬

‫يف املقابل القرآن راح يحكيلك ال‪ ..‬‬

‫طول ما إنت مش راضي عن حالك وحريص تتغير وتكون أحسن ‪ ..‬‬


‫‪212‬‬

‫وطول ما إنت بتتوب مباشرة بعد ما تذنب‪ ..‬‬


‫وبتزاحم معاصيك بطاعات‪ ..‬‬
‫ورافض متاماً فكرة االستسالم واليأس‪ ..‬‬
‫ورافع شعار ال لليأس من رحمة اهلل ‪ ..‬‬
‫فإنت على خير‪ ..‬‬
‫ويف اللحظة اللي ممكن يدركك املوت فيها وإنت لسه ما حسمت الصراع متا ًما‬
‫مع شهواتك ورغباتك‪ ..‬‬
‫راح تكتشف إنه معنى حياتك كان بكمن يف هذا الصراع‪ ..‬‬
‫وإنه رحلة التغيير احلقيقية بتكمن يف فكرة عدم استسالمك‪..‬‬
‫وإنه ربنا ما راح ينسى سعيك وصدقك ومحاوالتك الدائمة واملتكررة إنك حتسم‬
‫هالصراع‪..‬‬
‫راح تدرك مع الوقت إنه مجرد استمرارك يف خوض هذا الصراع بتستاهل‬
‫ينحكالك عليه ‪ :‬‬
‫{ﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥ}‬
‫‪213‬‬

‫‪ #‬فراغ‬
‫حتى أكون صادق وصريح معك أظن إنه بعد كل الكالم السابق الزم أنبهك على‬
‫أكم شغلة مهمة يف صراعك مع شهواتك ورغباتك‪..‬‬

‫وممكن سبق وحكيت عن نفس الفكرة لكن بدون تفصيل‪..‬‬

‫اآلن صحيح إنك ممكن تكون صاحب إميان قوي وملتزم بكل ما هو موجود يف‬
‫دليل التزكية‪..‬‬

‫وصحيح إنك ممكن تف ّعل القوى املوجودة داخل دليل القوة‪..‬‬

‫وإنه ممكن متشي بخطة تفصيلية خاصة بشهواتك اللي بتعاني منها‪..‬‬

‫بس بضل يف إشي مهم جداً يف حال ما كان يف بالك يعني إنه يف احتمالية واردة‬
‫جداً إنك ترجع توقع بشهواتك!‬

‫ذاكر ملا حكينا يف دليل القوة ويف قوة اإلرادة حتديداً إنه قوة اإلرادة مش متعلقة‬
‫فقط مبوضوع السيطرة على شهواتك‪...‬‬

‫ووقتها حكينا إنه الزم نربط ما بني "أنا لـــــــن "وبني "أنا سوف "و "أنا أريد "‪.‬‬
‫‪214‬‬

‫وإنه احلل نربط صراعنا مع شهواتنا بأشياء إحنا حابني ننجزها لكن دائ ًما‬
‫بنأجلها وبنفس الوقت عيننا تكون على هدف بعيد املدى لإلنسان اللي حابني‬
‫نكونه‪.‬‬

‫طيب ليه هاإلشي ضروري؟؟‬

‫مش بس ضروري‪ ...‬وضروري جداً كمان‪..‬‬

‫ببساطة إلنه يف حال وجود هدف أو مشروع يف حياتك بتسعى إله‪ ...‬فهذا يعني‬
‫إنك بتبذل جهدك يف تقليل أوقات الفراغ املوجودة عندك‪.‬‬

‫فمهما كنت صاحب إرادة قوية ما تنسى إنه اإلرادة إلها حدود‪..‬‬
‫ممكن إنت تف ّعل إرادتك بشكل قوي يف حلظة استحكام الشهوة يف يومك وفع ً‬
‫ال‬
‫تتخلص منها وتتجاوزها‪.‬‬

‫لكن املشكلة إنه يكون يف يومك ‪ 6‬و‪ 7‬ساعات إنت فيها فاضي!‬

‫ومش قاعد بتعمل وال إشي مفيد‪..‬‬

‫فإنت وقتها ممكن بساعة من الساعات تتفوق على رغباتك وشهواتك‪ ..‬لكن‬
‫ممكن ما تقدر يف الساعات التانية !‬

‫هذا الفراغ بحد ذاته مش مشكلة‪ ..‬بالعكس ممكن يكون نعمة‪..‬‬

‫لكن املشكلة إنه هالفراغ يكون "الدليل "مثل ما ذكرنا قبل يف وقوعنا يف الشهوات‪.‬‬

‫عشان هيك وجود مشروع وهدف يف حياتك يعني إنشغالك فيه عن شهواتك‬
‫ورغباتك‪.‬‬

‫ومن الوصايا الذهبية والغالية‪ :‬نفسك إن لم تشغلها باحلق شغلتك بالباطل‪.‬‬

‫وأيضاً بذكر الدكتور خالد أبو شادي يف كتابه شباب جنان كالم جميل‪:‬‬
‫‪215‬‬

‫كيف تعطي الشيطان اخلنجر الذي يطعنك به؟! وملاذا تكرر اجلرمية وبنفس‬
‫الكيفية؟! جرمية اغتيال اإلميان وقتل الصفاء‪.‬‬
‫أال تعلم أن كل وقت فراغ ال يسده العبد سيملؤه الشيطان بخواطر سوء تقود‬
‫والبد إلى أفعال سوء‪ .‬والوقاية خير من العالج‪ ،‬وعدم إفساح الطريق للخواطر‬
‫السيئة بــأن ال يسمح لها بالنشوء ابـتــداء أسهل بكثير مــن مـحــاوالت صرفها‬
‫ومحوها مــن الــذهــن بعد استفحالها‪ ،‬لــذا كــان شغل الـفــراغ بالهويات املفيدة‬
‫واألنشطة الترفيهية املباحة والطاعات والقربات من أقــوى األســاك الشائكة‬
‫التي توضع يف مواجهة الشيطان‪ .‬لتمنع زحفه إلى القلب واستيالءه عليه‪.‬‬
‫لذلك رح نحاول يف الصفحات القادمة نحكي عن كيف نستثمر وقتنا‪ ،‬وكيف‬
‫نعرف مواهبنا‪ ،‬وكيف منأل فراغنا بإذن اهلل ^^‬
‫‪216‬‬

‫‪ #‬فإذا فرغت فانصب‪..‬‬


‫وأخيراً خلصت إمتحانات‬
‫كنت دائ ًما أواسي حالي بكمية الراحة اللي رح أرتاحها بعد اإلمتحانات وكذلك‬
‫علي‪..‬‬
‫النوم اللي رح أعوض فيه اللي انكسر ّ‬
‫املهم رحت امبــارح أصلي العشا باجلامع‪ ،‬فقرأ اإلمام سورة الشرح‪ ..‬‬
‫طبعاً أنا حافظها بصم‪ .....‬بس بتعرفوا شو أحلى إشي بالقرآن؟‬
‫إنه بتمر عليك آيات ممكن بتكون حافظها بس بتحس حالك أول مرة بتسمعها بحياتك‬
‫(الشرح‪)٧ :‬‬ ‫قرأ اإلمام‪ { :‬ﯡﯢﯣ }‬
‫صفنت شوي‪ ..‬وحسيت هاآلية شدتـني‪..‬‬
‫يعني أنا مخلص امتحانات‪ ،‬واآلية بتحكي فإذا فرغت‬
‫يعني بتقدروا حتكوا لفتت انتباهي‪..‬‬
‫واستفزتني شوية ألعرف شو يعني فانصب؟‪ ‬‬
‫خلصت صالة‪ ،‬فتحت التلفون وبحثت عاجلوجل‪ ...‬طلعلي مبا معناه إنه‬
‫فانصب = فاتعــب ‪!...‬‬
‫بصراحة ما فهمت وبتقدروا حتكوا إنه تشوقت أكثر ألفهم إنه كيف فاتعب؟‬
‫‪217‬‬

‫صرت أقرأ التفسير الكتشف إنه ربنا بحكيلنا مث ً‬


‫ال‪ ‬‬
‫إذا فرغت "خلصت" من الصالة فانصب باألذكار‬
‫إذا "خلصت" من عبادة تابعها باالستغفار‬
‫خلصت من إشي دنيوي فانصب على إشي فيه خير‬
‫خلصت من طاعة بسرعة تابعها بطاعة تانية‬
‫خلصت امتحانات‪ ،‬تابعها بإشي إيجابي تفيد حالك فيه‬
‫يعني أهم إشي ما يف ‪..STOP‬‬
‫ما يف راحة باملعنى السلبي اململ‪..‬‬
‫يا اهلل عن كمية هاإليجابية اللى شحنتني فيها هاآلية‪..‬‬
‫كإنه القرآن بحكيلك دير بالك تكون هيك كسول ومش ُمجدي وزي اللي بضيع‬
‫وقته إلنه مش عارف شو بده وال وين رايح‪..‬‬
‫املهم وأنا سارح باملعنى الرهيب وبتسلسل أفكار إشي بجنن إال املؤذن بحكيلي يال‬
‫قوم بدنا نسكر املسجد‪ ،‬وفرصة تلعب بتلفونك برا‪..‬‬
‫طيب ماشي حاضر‪!..‬‬
‫‪218‬‬

‫‪#‬يا شباب‪..‬‬
‫شفتوا يا شباب هاإلنسان اللي إنتوا حابني تكونوه يف املستقبل؟؟‬

‫أكيد يف بال كل حدا فيكم شخصية راسمها يف باله حاب يكونها يف املستقبل‪..‬‬

‫لكن املشكلة إنه املستقبل "شماعة" بنعلق عليها كل إخفاقاتنا يف التخطيط‬


‫للحاضر!‬

‫ببساطة شو إنت بتعمل وبتسعى حالياً‪ ...‬شو رح تكون يف املستقبل‪ ..‬ونقطة‪.‬‬

‫وجناحك يف املستقبل بعتمد على ملء أوقات الفراغ ‪!..‬‬

‫وكلما مألت أوقــات الفراغ فهذا يعني إنك بتمتلك قــدرة أكبر على مواجهة‬
‫شهواتك وبالتالي حتقيق جناحات تلو جناحات يف حياتك‪.‬‬

‫شوف وصية احلسن البصري ما أحالها‪:‬‬

‫ما من يوم مير على ابن آدم إال وهو يقول‪ :‬يا ابن آدم‪ ،‬أنا يوم جديد‪ ،‬وعلى عملك‬
‫وأخر ما‬
‫ْ‬ ‫فقدم ما شئت جتده بني يديك‪،‬‬
‫شهيد‪ ،‬وإذا ذهبت عنك لم أرجع إليك‪ّ ،‬‬
‫شئت فلن يعود إليك أبداً‪.‬‬
‫‪219‬‬

‫لذلك يا شباب يفترض نتعامل مع وقتنا بشكل أكثر جد ّية‪.‬‬


‫ما تفكر قصدي إنك تشغل حالك ‪ 24‬ساعة‪ ..‬طبعاً أل‪..‬‬
‫لكن القصد إنه ما يكون عندك أوقات فراغ كثيرة‪..‬‬
‫إنــه يكون عندك ساعتني فــراغ يف اليوم تلتهي فيهم مع صحابك مع أهلك‬
‫يف جيم‪..‬إلخ‪..‬غير ملا يكون عندك ‪ 5‬ساعات فراغ! يعني إنك تخوض صراع‬
‫الشهوات يف ساعة غير ملا تخوضه يف ‪ 5‬ساعات!‬
‫ً‬
‫أصل؟؟‬ ‫ليه تفتح على حالك معارك وجبهات إنت كنت بغنى عنها‬
‫هال‪ 5‬ساعات محسوبة من عمرك‪ ..‬وكما قيل‪:‬‬
‫"يا ابن آدم إمنا أنت أيام‪..‬فإذا ذهب يومك ذهب بعضك!"‬
‫وكما قيل أيضاً‪:‬‬
‫"وطاملا ظللت فارغ ًا ظلّ الشيطان فيك طامع ًا!"‬
‫وأكيد ملء أوقات الفراغ بدوه جهد وتعب وجد ّية!‬
‫‪220‬‬

‫‪#‬جســــر التعب‬
‫إذا أخذت تتصفح (مفكرة املهام) الصغيرة أمامك‪ ،‬أو استخرجت من درج مكتبك‬
‫أوراقـاً عتيقة كنت قد رسمت فيها لنفسك (خططاً) علمية ودعوية‪ ،‬أو حتى‬
‫مهنية‪ ،‬سيثور مع غبار هذه األوراق شيء من احلزن وستشعر أنك ما زلت يف‬
‫أدنى الوادي‪ ،‬بينما طموحاتك وأمنياتك وأحالمك مازالت هي األخرى تعانق‬
‫السحاب! وليس إلى وصلها سبيل بعد‪ ...‬‬
‫فكيف إذا حرث املــرء ذهنه وتذكر طموحاً أجمل من هذه الطموحات كلها‪،‬‬
‫كطموح املرء أن يرافق محمداً ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬يف قصور الفردوس‪،‬‬
‫فيعيش مستقبله السرمدي مع تلك الكوكبة الراقية‪ ...‬‬
‫ما السبب ياترى أن تلك األحالم واخلطط اجلميلة‪ ،‬ركضت فوقها السنوات‬
‫بحوافرها‪ ،‬حتى بهت حبرها؛ ولم تتحقق بعد؟‪ ‬‬
‫احلقيقة أن تفسير اإلخفاق‪ ،‬وتعثر اخلطط والطموحات‪ ،‬له عوامل كثيرة‪ ،‬دلت‬
‫على بعضها النصوص الشرعية‪ ،‬ودلت على بعضها اخلبرة البشرية الهائلة‬
‫اليوم‪ ،‬يف علوم اإلدارة والتخطيط والنجاح‪ ،‬وخصوصاً املعرفة اإلدارية املبرهنة‬
‫جتريبياً ‪.‬‬
‫ولكن ثمة عام ٌل له يف نفسي حفاوةٌ خاصة‪ ،‬عامل يفسر كثيراً من فشل الطموحات‬
‫‪221‬‬

‫واألحالم‪ ..‬هذا العامل بكل اختصار‪ :‬هو أن اخلطط فوق الصخور‪ ،‬واألرجل ما‬
‫زالت ناعمة ما حفيت بعد‪...‬‬
‫مازال يف كثير من النفوس وهم مطمور أنه ميكن أن يبلغ املرء املجد وهو لم‬
‫يكابد املشاق ويلعق الصبِر‪ ..‬‬
‫لقد ر ّكب اهلل يف هذه احلياة أن (معالي األمور) التي نص عليها القرآن‪ ،‬كالرسوخ‬
‫يف العلم‪ ،‬وإظهار الهدى ودين احلق على الدين كله‪ ،‬والتمكني يف األرض‪ ،‬وإصالح‬
‫األمة‪ ،‬ونحوها من املطالب الكبرى ال حتصل للمرء وهو مستكم ٌل راحته وطعامه‬
‫دل عليها الشرع وصرخت بها‬ ‫وشرابه ونومه وأوقات استرخاءه‪ ..‬هذه حقيقة ّ‬
‫جتارب احلياة‪..‬‬
‫إذا كان املرء ينام حتى ُتهرك أشعة احلمرة يف عينيه‪ ،‬ويبسط خوان الطعام‬
‫كلما اشتهى‪ ،‬ويخصص األوقات الطويلة للقهوة والشاي والعصائر والفطائر‪،‬‬
‫وال يسمح لنفسه بأن تتنازل عن أي فرصة فسحة أو مسامرات مع أصحابه‪،‬‬
‫وال يستطيع كبح جماح تصفح اإلنترنت أن يسرق ساعاته‪ ،‬إذا كان املرء كذلك‪..‬‬
‫ومازال يرجو أن تتحقق يوماً ما خططه العلمية والدعوية واإلصالحية فمثل هذا‬
‫الشخص قد استأصل عقله‪ ،‬وزرع بدالً منه مصباح عالء الدين!‪ ‬‬
‫معالي األمــور‪ ،‬والطموحات الكبرى‪ ،‬يف العلم والتعليم والتأليف واإلصــاح‬
‫والتغيير والنهضة باألمة؛ ال تكشف وجهها لك‪ ،‬حتى متسح العرق عن جبينك‬
‫ٍ‬
‫بيد ترتعش من العناء‪..‬‬
‫كنت أحتدث مر ًة مع أحد أقراني الناشطني يف ميدان (التربية الدعوية)‪ ،‬فقال‬
‫لــي‪ :‬من وجهة نظرك ما هي أكبر مشكلة تهدد احملاضن التربوية مع هذه‬
‫املتغيرات والتحديات الفكرية اجلديدة؟ فقلت له بقناعة حتفر أخاديدها يف‬
‫عقلي‪ :‬صدقني يا أبا فالن‪ ،‬دع عنك كل هذه االنحرافات الفكرية‪ ،‬فليست‬
‫بشيء‪ ،‬أخطر مشكلة تهدد التربية الدعوية (نقص اجلدية)‪  ....‬‬
‫يقول ابن القيم‪ :‬الكماالت كلها ال تنال إال بحظ من املشقة‪ ،‬وال يعبر إليها إال‬
‫على جسر من التعب‪!..‬‬
‫من كتاب "مسلكيات "لـــــ ابراهيم السكران‪.‬‬
‫‪222‬‬

‫‪#‬طيب كيف ّ‬
‫أملي وقت فراغي؟‬
‫سؤال حلو‪..‬‬

‫ببساطة أكيد يف بالك اآلن شغالت حاب تنجزها يف حياتك‪ ..‬صح؟‬


‫مث ً‬
‫ال‪ :‬أنا حاب أتعلم قرآن‪..‬؟‬

‫حاب أقوي اإلجنليزي‪..‬‬

‫بدي أسجل بنادي رياضة‪..‬‬

‫بدي أقرأ عن املوضوع الفالني‪..‬‬

‫بدي أكتب خطة للفريق اللي بشتغل معه‪..‬‬

‫يف بالي أقدم مبادرة كذا وكذا‪..‬‬

‫إلخ‪....‬‬

‫ابدأ حالياً باإلشي اللي إنت حاب تنجزه‪ ..‬ودير بالك تأجل أو ترحل املهام‬
‫املطلوبة منك للمستقبل‪!..‬‬
‫‪223‬‬

‫وبتعرفوا شغلة‪ ..‬لو كل حدا فينا يراجع حاله‪ ..‬رح يكتشف إنه يف أشياء حاب‬
‫يعملها وينجزها من أيام املدرسة؟؟‬
‫بس أيام املدرسة صار يحكي خليني أركز للتوجيهي‪ ..‬ويف التوجيهي بس أدخل‬
‫جامعة‪ ..‬ويف اجلامعة بحكي بس أتخرج‪ ..‬وبس يتخرج بس أشتغل‪ ..‬وبس يشتغل‬
‫بس أتزوج‪ ..‬وملا يتزوج بس أخلف‪ ..‬وملا يخلف بس يكبروا‪..‬‬
‫وملا يكبروا بس يتزوجوا‪ ..‬وفجأة صوت الشيخ بحكي‪:‬‬
‫يا إخوان صالة اجلنازة أربع تكبيرات‪ ..‬بعد التكبيرة األولى بنقرأ الفاحتة‪..‬‬
‫وبعد الثانية الصالة اإلبراهيمة‪..‬وبعد الثالثة بندعي للميت وهو رجل‪ ..‬وبعد‬
‫الرابعة نقول‪ :‬اللهم ال تفتنا بعده وال حترمنا أجره!‬
‫ال ال استنى‪ ..‬قبل ما تدركنا حلظة املوت رح نبدأ من اآلن يف مشاريعنا وأفكارنا‪^^ ..‬‬

‫ومثل ما حكينا قبل‪ ..‬حتى لو أدركنا املوت قبل حتقيق النجاح فربنا عز وجل‬
‫عارف صدق نيتنا يف التغيير ^^‬
‫‪224‬‬

‫‪#‬اشغل حالك!‬
‫ممكن واحد يحكي طيب أنا مش يف بالي إشي حالياً أجنزه‪..‬‬

‫طيب د ّور على إشي تشغل حالك فيه‪..‬‬

‫اسمع شوية‪..‬‬

‫هالعالم مليان أفكار ومشاريع ومبادرات وفنون‪ ..‬ما تقنعني إنه ما يف إشي فيهم‬
‫ممكن يلفت انتباهك‪..‬‬

‫بتذكر مرة حضرت فيديو على ‪ TED‬كان يف شب بحكي قصة جناحه يف بطولة‬
‫أللعاب الذاكرة حقق فيها مراكز متقدمة‪.‬‬

‫الشب بحكي‪ :‬كنت أيام اجلامعة طالب عادي جداً‪ ،‬وما كنت أشعر إني ممكن‬
‫أحقق جناح يف حياتي بأي صعيد من األصعدة‪..‬‬

‫عبني مــا اكتشفت بالصدفة متــاريــن للذاكرة وكتب ومؤلفات وفيديوهات‬


‫ومسابقات‪..‬‬
‫‪225‬‬

‫فاملوضوع لفت انتباهي واستهواني حتى إني بديت أشارك مبسابقات وحققت‬
‫نتائج عالية جدا‪.‬‬
‫الشاهد يف املوضوع إنه صحابه بحكوله ما كنا نعرف إنك شاطر بألعاب الذاكرة؟‬
‫فجاوبهم‪ :‬وال أنا!‬
‫ما بتعرف شو من هاألفكار ممكن يلفت انتباهك وتالقي فيه ضالتك‪...‬‬
‫وحاول طور اجلوانب الفكرية واالجتماعية واجلسدية والروحية يف حياتك‪.‬‬
‫اآلن اإلنترنت ما ترك عذر حلدا فينا إنه يطور نفسه وشخصيته‪..‬‬
‫شو مبنعك تتعلم مهارات جديدة يف حياتك؟‬
‫مث ً‬
‫ال‪:‬‬
‫فن االتصال‪ ..‬فن إدارة الوقت‪ ...‬فن التفاوض‪ ..‬فن الــقــراءة‪ ..‬فن مهارات‬
‫التقدمي‪ ..‬اللغة األجنبية‪ ..‬األمناط الشخصية‪ ..‬إلخ‪..‬‬
‫أهم إشي إنك تسعى‪ ..‬وما حتط رجل عرجل وحتكي‪ :‬يف املسقبل رح أصير‬
‫إنسان غير!!‬
‫‪226‬‬

‫‪#‬كيف أعرف أنا بشو‬


‫ببدع أو شو موهبتي؟‬
‫بعتقد إنه معرفتنا مبواهبنا واألشياء اللي ممكن نبدع فيها رح يساهم بشكل كبير‬
‫يف توظيف طاقاتنا وملء أوقات فراغنا وبالتالي االنتصار يف معارك الشهوات‪!..‬‬
‫لكن التحدي كيف نعرف؟ أو ممكن حدا يحكي أنا ما بحس إني موهوب بإشي‪..‬‬
‫أو إني ممكن أبدع بإشي‪..‬؟‬
‫ال ال‪ ..‬كل حدا فينا عنده موهبة فطرية انولدت معه‪ ..‬يف منا ناس اكتشفوها‬
‫ويف ناس لسه ما اكتشفوها‪..‬‬
‫ويف ناس ممكن ميوتوا وهمه لسه مش عارفني شو موهبتهم الفطرية‪..‬‬
‫وحتى ما نكون منهم‪ ..‬وحتى نعرف شو موهبتنا الفطرية إليكم التالي‪:‬‬
‫إحدى مدارس علم النفس "املدرسة التحليلية" رائدها العالم السويسري املشهور‬
‫"كارل يونغ "بتقدم أداة ومقياس ممكن اإلنسان من خاللها يكتشف فطرته‪..‬‬
‫وبالتالي يعرف ذكائه ومزاجه وموهبته‪.‬‬
‫هذا املقياس من أشهر املقاييس عاملياً ويستخدم يف األوساط الغربية يف كل‬
‫املجاالت تقريبا‪..‬‬
‫ولألسف مش منتشر يف الوطن العربي‪.‬‬
‫اسم املقياس‪.MBTI :‬‬
‫‪227‬‬

‫بتكون هاملقياس من ‪ 4‬أسئلة إلها تفريعاتها‪..‬‬


‫كل سؤال منهم إله إجابتني‪..‬‬
‫وبالتالي بطلع عنا ‪ 16‬شخصية‪.‬‬
‫كــل هــالــنــاس والــعــالــم الــلــي بتصادفهم يف حياتك عــبــارة عــن شخصية من‬
‫هالشخصيات ال‪.16‬‬
‫طبعاً هال‪ 16‬شخصية بنقسموا على أربع مجموعات أو ممكن نسميهم ذكاءات‬
‫أو أمزجة‪:‬‬
‫ذكاء دبلوماسي‪..‬‬
‫ذكاء تكتيكي‪.‬‬
‫ذكاء استراتيجي‪.‬‬
‫ذكاء لوجستي‪.‬‬
‫هاملقياس قائم على نظريات علمية ونسبة صحته مرتفعة جداً‪..‬‬
‫يعني مش موضوع تنمية بشرية! ‪..‬‬
‫وبصراحة ممكن املجال ما بتسع نذكر تفاصيل هاملقياس وتاريخه إلنه علم كبير‬
‫وواسع جداً‪..‬‬
‫وال بسمح إنه نشرح عن الذكاءات واألمزجة واالختالف بينهم‪..‬‬
‫ممكن إنت بهمك فقط تعرف شو منطك أو شخصيتك‪ ..‬حتى تعرف شو اإلشي‬
‫اللي ممكن تبدع فيه‪..‬‬
‫من املواقع املتخصصة يف هذا املقياس‪:‬‬
‫‪https: //www.16personalities.com/ar‬‬
‫ادخل على هذا املوقع‪ ..‬واكتشف شخصيتك "منطك"‪..‬‬
‫تع ّرف على نقاط القوة املوجودة عندك‪ ..‬وحاول طورها وابني عليها‪..‬‬
‫تع ّرف على نقاط الضعف وحاول قلل منها‪..‬‬
‫أهم إشي ما يكون تفكيرك منصب على تطوير نقاط الضعف‪..‬‬
‫إلنه يف النهاية رح تكون النتيجة نقاط ضعف مقوية‪..‬‬
‫وخلي تركيزك بالدرجة األولى على نقاط القوة واستثمارها ^^‬
‫اهلل يوفقكم يا رب ☺‬
‫‪228‬‬

‫‪#‬بدي أتغير!‬
‫لألسف يف ناس ما بقرروا يتغيروا إال ملا ميروا بظرف مؤلم وقاسي يف حياتهم‪..‬‬
‫ال إنه واحد ينجو من حادث مميت!‬ ‫زي مث ً‬
‫أو ميوت حدا قريب عليه‪..‬‬
‫أو يصيبه مرض صعب‪ ..‬إلخ‪..‬‬
‫وهذا بذكرني بنص جميل ورد يف رواية "اإلخوة كارمازوف "لديستوفيسكي‪:‬‬
‫وما من يوم انقضى يف حياتي إال وحلفت فيه‪ ،‬وأنا ألطم صدري‪ ،‬ألصلحن أمري‬
‫وألقومن عوجي‪ ،‬ولكني كنت أهوي إلى أخطائي منذ الغد‪ .‬إنني أدرك اليوم أن‬‫ّ‬
‫رجا ًال مثلي محتاجون إلى أن أن يضربهم القدر‪ ،‬محتاجون أن يضربهم القدر‬
‫ضربة تهز كيانهم وتوقظ يف أنفسهم قوى احلقيقية العليا‪.‬‬
‫ما كان لي أبد ًا أبد ًا أن أستطيع النهوض من تلقاء نفسي!‬
‫لكن إنت بإمكانك تتخذ قرار التغيير من اآلن بدون ما تستنى ظرف مؤلم أو‬
‫قاسي أو ضربة من ضربات القدر تصحيك‪!..‬‬
‫بتذكر مرة على آسك آرك وصل سؤال كالتالي‪:‬‬
‫أنــا كل يــوم بحكي خلص بكرة بــدي اتغير بــدي أصير إنسان ثاني بــدي أصير‬
‫أدرس وأتغير مع أهلي وإني أصير اإلنسان اللي أنا نفسي أوصله بيجي ثاني يوم‬
‫ع الفاضي مش قادر أغير حالي أعطوني احلل أنا نفسي أصير بس مش قادر؟؟‬
‫‪229‬‬

‫ج‪ :‬ببساطة إلنه إحنا بدنا نتغير يف يوم وحلظة!‬


‫وهذا شيء مستحيل وغير منطقي‪..‬‬
‫لو كان اإلنسان مبجرد إنه قرر التغيير رح يتغير‪ ،‬ما بعتقد إنه يف قيمة للتغيير‬
‫أو التفوق أو التميز‪..‬‬
‫والتغيير احلقيقي واجلذري يف حياة اإلنسان ما بيجي يف حلظة‪ ،‬وهو بحاجة‬
‫ال‪ ،‬حتى يكتشف الحقاً إنه فكرة‬ ‫إلى تغييرات صغيرة‪ ،‬قد تستغرق عمره كام ً‬
‫الصراع ومجاهدة النفس واحلرص على التميز والتفوق هي اللي كانت متثل‬
‫التغير اجلذري واحلقيقي يف حياته‪..‬‬
‫وبعيداً عن الفلسفة وحتى نحط رجليكم على أول الطريق‪ ،‬الزم تكونوا واعيني‬
‫إنه أي تغيير بنقسم لثالثة أقسام‪ ،‬ومجرد وعيكم بهذه األقسام رح يسهل عليكم‬
‫جداً طريقة تعاملكم مع حياتكم‪..‬‬
‫‪ - 1‬مستوى غير املمكن‪ ‬‬
‫‪ - 2‬مستوى غير املمكن على املدى القريب واملمكن على املدى البعيد‪ ‬‬
‫‪ - 3‬مستوى املمكن على املدى القريب‪.‬‬
‫مشكلة الناس إنها يف حلظة حماس بتتخذ قرار إنها تتغير تغير جذري وبتصير‬
‫ترسم يف بالها "مستوى غير املمكن "وترسم طموحات وأحالم‪ ،‬ومجرد ما صحيت‬
‫تاني يوم بتكتشف إنه األمر أصعب مما كانت بتتصور‪ ،‬وبتبقى يف نفس املكان‪!..‬‬
‫أو ممكن بترسم يف بالها مستوى غير املمكن على املدى القريب‪ ،‬زي إنه بدي‬
‫أصير إنسان مثقف!‬
‫احلل إنه نبدأ مبستوى املمكن على املــدى القريب‪ ،‬ومجرد حتديد أهدافنا‬
‫وخططنا قصيرة املدى فهي حلالها رح تنقلنا للمستويات الثانية‪..‬‬
‫ركزوا عاحلاضر املوجود بني إيديكم‪..‬‬
‫واستفيدوا من أخطاء املاضي‪..‬‬
‫حتى حتققوا التغيير يف املستقبل ^^‬
‫‪230‬‬

‫‪#‬وال يلتفت منكم أحد!‬


‫(هود‪)٨١ :‬‬ ‫{ﰃﰄﰅ ﰆﰇﰈﰉﰊﰋ}‬
‫دائ ًما ملا أمر على هاي اآلية بصير أفكر باحلكمة الربانية من إنه يطلب من‬
‫سيدنا لوط وأهله إنهم ما يلتفتوا للوراء‪ ...‬‬
‫مع الوقت أدركت إنه ممكن احلكمة من نهيهم عن االلتفات حتى إنهم يش ّدوا‬
‫ويج ّدوا يف سيرهم‪ ..‬إلنه أي حد بلتفت للوراء ما رح يخلو من أدنى وقفة‪..‬‬
‫وهالوقفة ممكن تأثر عليك‪ ..‬ممكن تأخر سيرك لقدام‪ ‬‬
‫ممكن ترجعك حملل ما كنت‬
‫ممكن تلهيك عن املكان اللي رايحله‬
‫ً‬
‫أصل !‬ ‫ممكن تنسيك وين كنت رايح‬
‫عشان هيك يف كثير حلظات سلبية مرينا فيها‪،‬‬
‫وصارت خلص جزء من املاضي!‬
‫لكن بنالقي حالنا نسينا حاضرنا ومستقبلنا اللي بستنانا والتفتنا للوراء كثيـــر‬
‫لنفكر فيها؟‬
‫وال يلتفت منكم أحد‪..‬‬
‫إلنه العبرة بحاضرك ومستقبلك اللي رح تبنيه‪..‬‬
‫‪231‬‬

‫‪#‬وهم‪!..‬‬
‫أهم إشي ما تتعلق بوهم!‬
‫من أكثر األشياء اللي ممكن تثنيك وتأخرك عن التغيير واخلالص من شهواتك‬
‫إنك تتعلق بوهم!‬
‫تتعلق بإشي مش موجود وإنت بتعتقد يف داخلك إنه هاإلشي رح يكون السبب يف‬
‫خالصك من شهواتك!‬
‫أكثر من مرة وصلت مسجات وأسئلة بتحكي مث ً‬
‫ال‪:‬‬
‫إنه أنا ما رح تتغير حالتي إال ملا أتزوج!‬
‫أو أنا دعيت ربنا بزوج صالح إلنه ما يف حل غير هيك!‬
‫أو أنا رح أتغير بعد ما أتخرج وأطلع من بيئة اجلامعة!‬
‫وهكذا‪..‬‬
‫اسمع‪..‬‬
‫عمرك ما تعلق أملك وطموحاتك بإشي مش موجود!‬
‫ما بحكيلك ما تدعي ربنا إنه ييسرلك اإلشي اللي إنت حابه‪..‬‬
‫لكن ما تخلي هاإلشي غاية بحد ذاته‪..‬‬
‫‪232‬‬

‫ليه ما يكون عندك خططك ومشاريعك والــزواج أو التخرج مث ً‬


‫ال هو الوسيلة‬
‫بالنسبة لهاي اخلطط‪..‬‬
‫طيب إنت بتعتقد إنه كل حدا متزوج مث ً‬
‫ال ناجح‪..‬‬
‫أو كل حدا تخرج يعني قدر يتغلب على شهواته‪..‬‬
‫إنت ما بتعرف وين اخلير إلك‪ ..‬فدير بالك تعلّق آمالك وطموحاتك على إشي‬
‫ً‬
‫أصل‪ ،‬أو ممكن يتحقق بس متأخر‪ ..‬أو ممكن لو حتقق ما يكون‬ ‫ممكن ما يتحقق‬
‫بالصورة اللي إنت كنت راسمها ببالك‪..‬‬
‫وهذا ذكرني باحلوار الطريف اللي ذكرته الكاتبة " تاتيانا الكسييفا"‪:‬‬
‫‪ -‬أخير ًا وبعد طول انتظار‪ ،‬التقيت بفتى أحالمي!‬
‫جميل وماذا اكتشفت؟‬
‫‪ -‬لم أكن أتخيل أن أحالمي تافهة لهذه الدرجة! ^^‬
‫وتذكروا إنه إحنا يف الدنيا يعني مش يف اجلنة !‬
‫ومش شرط كل إشي بنحبه نحصله‪^^ ..‬‬
‫وبختم بهذا اجلواب ألحد الدعاة أرسلت إله فتاة سؤال بتشكو فيه حالها وتأخر‬
‫حتقق األشياء اللي حابيتها‪:‬‬
‫ال أحب لك اجللوس حتت شجرة األحــزان مقيد ًة إلى همومك تنزفني األلم يف صمت‬
‫وتنسني احلياة الرحبة الفسيحة التي بني يديك!‬
‫وهذا طريق ال يستطيع اإلنسان فيه السير وحده‪ ،‬ولكنه ميضي متوكئًا على فقره لربه‬
‫وذلته بني يديه؛ لتغشاه نسمات السكينة وتورق يف روحه احلياة من جديد‪..‬‬
‫وربنا تعالى هو احلي الذي به حياة كل شيء‪ ،‬والقيوم القائم على كل شيء يدبره ويكلؤه‪..‬‬
‫وهو املقيت الذي يعطي كل مخلوق ُقوته‪ .‬فلو أقات ِ‬
‫قلبك قوت السكينة والسعادة‪ ،‬وأقامه‬
‫من رماد همه ح ًيا وافر البهجة‪ ،‬فإن هذا هو النعيم العاجل!‬
‫وال ــذي قبض روح هــذا يحيي روح ذاك‪ ،‬ولعل مــا التفتنا إليه بأعني مــأى بالدمع لو‬
‫حصلناه وظفرنا به لبكينا منه وضاقت نفوسنا به‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪233‬‬

‫تأخر نصيبها‬
‫أختي تأخر نصيبها‪..‬حالها حال كثير بنات غيرها‪..‬‬
‫وممكن إلنه متعودين من وإحنا صغار نصارح بعض بكل همومنا ومشاكلنا‪..‬‬
‫كثير حكينا عن هاملوضوع وبكل صراحة‪..‬‬
‫كانت تطلب مني أدعيلها ربنا يبعتلها ابن احلالل‪..‬‬
‫وأنا أرد كالعادة‪ :‬يا رب نخلص منك ويبتلي فيك ابن العالم والناس!‬
‫يصحله ^^‬
‫ّ‬ ‫وهي بكل عفوية‪ :‬يييي أص ً‬
‫ال‬
‫أغلب صاحباتها تزوجوا‪..‬‬
‫وبصراحة هي أحسن منهم بكثير شغالت‪..‬‬
‫بس سبحان اهلل نصيب !‬
‫الغريب إنه أختي تغ ّير أسلوبها مع الوقت!‬
‫يعني صارت البنت اللي مش عاجبها موضوع الزواج من األصل‪..‬‬
‫وأص ً‬
‫ال ما بدها‪..‬‬
‫وكله مشاكل وس ّمة بدن‪..‬‬
‫وهيكم شايفني املشاكل بني املتزوجني‪..‬‬
‫وال أخفيكم ما كنت مرتاح لطريقة كالمها‪..‬‬
‫وكنت أشعر إنه كالمها مش نابع منها‪..‬‬
‫كالمها مجرد انفعاالت من مجتمع ما أكثر الظلم وتسميع احلكي فيه‪..‬‬
‫هي تأثرت بكالم الناس واجلــارات اللي ما بشوفوها إال وبسألوها متى بدنا‬
‫نفرح فيك؟؟‪ ‬‬
‫بصراحة أنا بشوف هيك موضوع إشي فطري فينا كبشر‪..‬‬
‫ومحاولة التبرير املبالغ فيه مش إشي صح‪..‬‬
‫بنفس الوقت ما بلومها على ردة فعلها وكالمها من نظرات مجتمع أب ًدا ما برحم‪!..‬‬
‫مرة بتحكيلي وبشكل مباشر وبدون مقدمات‪:‬‬
‫يعني اللي صاحبت وطلعت ولبست‪ ،‬تزوجت !‬
‫‪234‬‬

‫واللي عفّت حالها والتزمت بحجابها وصانت قلبها‪ ،‬قاعدة !‬


‫وبسرعة تداركت الكالم وحكت‪ :‬آسفة آسفة واهلل مش قصدي‪..‬ما تفهمني غلط !‬
‫شويف‪..‬‬
‫أول إشي أنا بحبك!‬
‫ثاني إشي‪..‬‬
‫الزم تكوني عارفة إنه هالدنيا لفترة محدودة !‬
‫والدنيا قائمة عالصراع ما بني اخلير والشر‪..‬‬
‫فكرة الصراع بحد ذاتها بتوحي لكل شخص إنه هالدنيا دار بالء ومشقة وجهد وتعب‪..‬‬
‫وهي بتمثل فقط ممر لدار اجلزاء يوم القيامة‪..‬‬
‫استني بعرف إنك بتعريف هاحلكي‪..‬بس خليني أكمل فكرتي‪..‬‬
‫والبالء إله أشكال وألوان وأنواع مختلفة‪..‬‬
‫ممكن يكون مرض‪..‬حرب‪..‬حصار‪..‬ظلم‪..‬فقر‪..‬فنت‪..‬شهوات‪..‬‬
‫وممكن يكون تأخر رزق !‬
‫وتأخر الرزق مطلوب منا نتعامل معه كالتالي‪:‬‬
‫نآخد باألسباب اللي بني إيدينا بس بنفس الوقت الزم نكون مستحضرين جواتنا‬
‫إنه يف رب حكيم وعليم ورحيم بإيده كل هالكون‪..‬‬
‫ربنا صح رحيم وكرمي ومجيب الدعاء لكن ما تنسي إنه "حكيم" !‬
‫إله حكمة بتعجيل الرزق وبتأخيره‪..‬‬
‫بل وحتى يف عدم توفره من األصل‪..‬‬
‫هاي احلكمة اللي من خاللها الزم ندرك إنه ربنا بستجيب بالوقت اللي بشوفه‬
‫مناسب إلنا‪..‬مش بالوقت اللي إحنا بنشوفه مناسب ألنفسنا‪..‬‬
‫وشو بعرفك ممكن هالرزق اللي بنفكر حياتنا قائمة عليه يحمل يف طياته شر !‬
‫حصلناها لضاقت منها نفوسنا‬ ‫وقديه يف أشياء كنا بنفكر سعادتنا فيها ولو ّ‬
‫ونكدت علينا كل عيشتنا‪..‬؟؟‬
‫وعشان سؤالك ناس عملوا وطلعوا وإجوا ولبسوا وهيهم تزوجوا‪..‬‬
‫طيب عادي ممكن حد يحكيلك هي يف كمان ملتزمات وتزوجوا‪..‬؟‬
‫‪235‬‬

‫ويف "فايعات" ما تزوجوا‪..‬‬


‫واهلل ما بح ّبلك تفكري بهاي الطريقة‪..‬‬
‫بهمني تستحضري اللي حكيتلك إياه عن الدنيا‪..‬وإنه ربنا إله حكمة بكل إشي‪..‬‬
‫ومستحيل يكلفك بإشي فوق طاقتك ووسعك !‬
‫وتذكري كالمه‪:‬‬

‫{ﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ}‬
‫وسيبك من كالم اجلارات اللي بس ّم البدن‪..‬‬
‫يعني مفكرة لو تزوجتي رح تخلصي منهم‪..‬‬
‫مهو حيصير الرزق وقتها متعلق باخللفة‪..‬‬
‫ورح حتكيلي ليه يف ناس ربنا رزقهم وناس ال‪..‬؟‬
‫وفالن إجاه ولد مريض وفالن والده بكامل صحتهم‪..‬‬
‫أو ليه فالنة ساكنة عند أهله وفالنة ببيت مستقل ومرتاحة‪..‬؟‬
‫هذا لو طلع إنسان مناسب ومنيح من األصل‪ ..‬وما يطلع االبتالء فيه نفسه‪..‬‬
‫آآآآخ قصص كثيرة‪..‬‬
‫واهلل لو سلمنا أمورنا لربنا وأخذنا باألسباب غير نرتاح بكل تفاصيل حياتنا‪..‬‬
‫ورح ننسى هاملقارنات السخيفة اللي بتاخد من حياتنا وأعمارنا‪..‬‬
‫وبتمر سنني وإحنا زي ما إحنا‪..‬‬
‫وبننسى إنه الوقت اللي بنتمنى ميضي حتى يتحقق رزق ما‪" ،‬اهلل أعلم ييجي أو‬
‫ما ييجي"‪..‬‬
‫كان محسوب من حياتنا وأعمارنا‪..‬‬
‫اشتغلي عاملوجود بني إيديك‪..‬‬
‫ِ‬
‫بتستناك‪..‬‬ ‫وما تنسي إنه يف حياة رحبة فسيحة‬
‫ما تقيدي نفسك بشغلة وحدة وتعتبري كل حياتك قائمة عليها‪..‬‬
‫والزم تعريف إنه اخلسارة احلقيقية مش يتأخر نصيبك أو ما ييجي‪..‬‬
‫اخلسارة احلقيقية‪..‬‬
‫إنك تفقدي إميانك وبصيرتك وتتعطل بوصلة الغاية يف حياتك !‬
‫‪236‬‬

‫‪#‬سوف ُيرى‬
‫احنا كبشر بنتعامل فيما بينا مبنطق "النتائج"‬
‫يعني أجنز املطلوب منك بعدين ارجعلي‪  ..‬‬
‫خلص اللي بإيدك بعدين تعال إحكي معي‪..‬‬
‫ما إلي قديه درست وتعبت‪..‬وريني عالمتك‪..‬‬
‫ما إلي إنك ما منت وسهرت وتعبت‪..‬إلي باالجناز واحملصلة النهائية‪..‬‬
‫يف هديك اللحظة ملا تكون فيها ُمستاء من منطق البشر يف التعامل‪..‬‬
‫يف هديك اللحظة ملا حتس إنه ما حدا مقدر تعبك وجهدك حتى أهلك وأقرب‬
‫الناس إلك‪..‬‬
‫ملا تالقي حالك مش عارف حتكي اللي جواتك إلنه يف داخلك قناعة إنه ما حدا‬
‫رح يفهم عليك‪..‬‬
‫بتصادف آية يف القرآن وكإنها بتحط إيدها على كتفك وبتحكيلك‪:‬‬
‫ربنا عز وجل أعدل وأكرم من إنه يعاملك مبنطق البشر القائم على فكرة النتائج‪..‬‬
‫بتحكيلك ربنا رح يعاملك "مبنطق السعي"‪.‬‬
‫ربنا ما رح ينسى تعبك وجهدك ومحاوالتك الدائمة إنك تكون إنسان أحسن‪ ،‬ربنا‬
‫ما رح يطالبك بالنتائج فقط‪ ،‬وينسى جهودك وتعبك يف احلرص على حتقيقها‬
‫حصل النتيجة املطلوبة‪ ..‬وحتى لو الظروف حالت بينك وبني‬ ‫وحتى لو سعيك ما ّ‬
‫اإلشي املطلوب‪ :‬املهم إنك بتسعى!‪ ‬‬
‫{ﰂﰃﰄﰅﰆﰇﰈﰉﰊﰋ ﰌ} (النجم‪)٤٠-٣٩ :‬‬
‫‪237‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫‪ #‬انتكاسة‪!..‬‬
‫‪238‬‬

‫‪ #‬انتكست!‬
‫ه ّون على حالك!‬
‫وما تتسرع يف إطالق األحكام على نفسك‪..‬‬
‫دير بالك جتلد ذاتك وحتكي أنا إنسان ما يف فايدة مني‪..‬‬
‫خليك رؤوف مع نفسك‪ ..‬وما حت ّملها أكثر مما بتتحمل‪..‬‬
‫ما تسمح لشعور اخلزي والعار إنهم يسيطروا عليك‪..‬‬
‫تذ ّكر إنك بشر ومعرض إنك تغلط بأي حلظة‪..‬‬
‫أهم إشي ما تيأس وتستسلم‪..‬‬
‫وارجع وقف على رجليك من أول وجديد‪ ..‬وكمل رحلتك وصراعك‪..‬‬
‫مش املشكلة إنك توقع‪..‬املشكلة إنك تتوقف عن احملاولة‪...‬‬
‫حاول تعلّم من أغالطك‪ ..‬واحرص إنك تتفاداها املرات اجلاية‪..‬‬
‫سامح نفسك وذ ّكر حالك باللحظات اللي قدرت فيها تنتصر على شهواتك‪..‬‬
‫وتذكر إنه هيك اإلنسان‪..‬‬
‫بكماالته ونقائصه‪..‬‬
‫بإطاره احلاوي لألضداد‪..‬‬
‫بصراعه احلتمي واحملموم مع نفسه والشيطان‪..‬‬
‫ألجل اخلالص‬
‫إلى اهلل‪....‬‬
‫‪239‬‬

‫‪#CHECKPOINT‬‬
‫‪ -‬طيب قسماً باهلل إني صادق برغبتي إني أتخلص من شهواتي؟ قسماً باهلل‬
‫بحكيلك‪ ..‬‬
‫واهلل بتمر علي حلظات بحس إنه خلص ما رح أرجع للشهوات أبداً‪ ..‬بعد‬
‫أكم يوم بنتكس وبرجع إلها! واهلل تعبت‪ ..‬أنا فش أمل مني‪ ..‬واهلل ما يف‬
‫أمل مني‪!..‬‬
‫استنى شوي‪ ..‬‬
‫ً‬
‫وأصل لو إنت مش صادق‬ ‫أنا عارف إنك صادق بندمك بدون ما حتلف‪،‬‬
‫كان ضميرك ما بأنبك عالغلط‪ ،‬وكان ما بتكون حريص كل هاحلرص إنك‬
‫تتخلص من شهواتك‪ ..‬‬
‫بس خليني أحكيلك إشي يغ ّير نظرتك لفكرة االنتكاسة اللي بتخرب عليك‬
‫كل إشي بنيته!‪ ‬‬
‫بتقدر تعتبر إنه صراعك مع شهواتك عامل زي ألعاب الفيديو‪ ..‬‬
‫ال‪ ..‬كل انتكاسة بتكون عاملة زي ‪ CHECKPOINT‬إنه صح ممكن‬ ‫مث ً‬
‫تخسر وتفشل باللعبة بس األهم إنك ما رح تعيد اللعبة من أولها‪ ..‬‬
‫‪240‬‬

‫فاملراحل اللي أجنزتها باللعبة ما رح تروح عليك‪ ،‬رح تتثبت وتصير تبني‬
‫عليها‪..‬‬
‫يعني مث ً‬
‫ال إنت قعدت أسبوع بدون ما توقع بغلط!‪ ‬‬
‫بعدها بيوم انتكست‪ ..‬‬
‫بتتجاوز اليوم اللي انتكست فيه وبتبدأ تكمل على ال‪ 7‬أيام اللي أجنزتهم‬
‫بدون غلط!‪ ‬‬
‫احتفظ برصيدك من األيام اللي قدرت فيها تتغلب على شهوتك‪ ،‬حتى ما‬
‫حتس إنه يف إشي ضاع عليك‪ ،‬واألهم ما يف إشي ضاع عند ربنا اللي شايف‬
‫حرصك وندمك!‬
‫واحللو إنه االنتكاسة بتعلمك مرة على مرة نقاط ضعفك واللي مع الوقت‬
‫رح تقدر تتجاوزها إن شاء اهلل‪ ..‬‬
‫ويا صاحبي واهلل يف أمل‪ ..‬‬
‫فدقيقة باقية يف العمر‪ ..‬هي أمل كبير يف رحمة اهلل‪ ..‬‬
‫‪241‬‬

‫‪#‬قاضي القيم‬
‫ما بدي تفهم إنه االنتكاسة إشي عادي‪ ..‬بس بدي تعرف كيف تتعامل معها حتى‬
‫ما يتحول املوضوع لشكل سلبي ويهدم كل إشي بنيته‪.‬‬

‫أخطر ما يف االنتكاسة إنها بتخليك جتلد ذاتك وبتخليك تشعر بالعـــــــــار‪.‬‬

‫وهذا من أسوء األشياء اللي ممكن اإلنسان يشعر فيها‪..‬‬

‫يف إشي بعلم النفس بطلقوا عليه "قاضي القيم "‪ ..‬يعني إنت تصرفت تصرف‬
‫خاطىء‪ ،‬فقاضي القيم مبنحك صفة التصرف اخلاطىء اللي تصرفته‪..‬‬
‫مث ً‬
‫ال‪ :‬كذبت‪ ...‬إنت كذاب‪.‬‬

‫واحلل إنه ما تطلق على نفسك األحكام وال املسميات وال تسمح لشعور اليأس‬
‫إنه يتسلل إليك وال تسمح لشعور العار إنه يسيطر عليك‪.‬‬

‫والزم تتوفر عندك فلسفة التعايف ‪ Recovery‬بعد كل انتكاسة ‪ ..‬ويف نفس‬


‫الوقت تتعايش مع عدم الكمال فيك كبشر‪..‬لكن األهم تكون بذلت أقصى جهدك‬
‫يف موضوع التغلب على شهواتك‪.‬‬
‫‪242‬‬

‫وهون بنصحك تراجع الكالم اللي ذكرناه عن التوبة‪ ..‬إنه أهم إشي تستشعر‬
‫رحمة ربنا وتقوم على رجليك من جديد‪.‬‬
‫جون داالس بحكي‪ :‬االنتكاسة تعني “تدهور بعد فترة من التحسن”‪ .‬‬
‫عدو يجب جتنبه‪ ،‬فهي جتعل احلياة صعبة عند حدوثها‪ ،‬ولكن على املدى‬ ‫إنها ٌّ‬
‫البعيد‪ ،‬فاألشخاص الذين جنحوا يف التعايف من اإلباحيات ليسوا بالضرورة‬
‫أشخاصا لم ينتكسوا من قبل؛ ولكنهم أشخاص عرفوا كيف يسيطرون على‬ ‫ً‬
‫انتكاستهم بعد وقــوعـهــا‪ ،‬وي ـعــودون إلــى طــريــق الـتـعــايف مــرة أخ ــرى‪ ،‬ومينعون‬
‫مجددا‪.‬‬
‫ً‬ ‫االنتكاسة أن حتدث‬
‫(البقرة‪)٢٢٢ :‬‬ ‫وتذكر‪{ :‬ﯚﯛﯜﯝﯞﯟ}‬
‫‪243‬‬

‫‪#‬ما تجلد ذاتك‪!..‬‬


‫اسمعني شوي!‬
‫إنت الزم تفرق بني ذاتك وبني أفعالك‪...‬‬
‫ذاتك هي جوهرك‪ِ ،‬خلقتك‪ ،‬النظام النفسي واجلسدي اللي ربنا منحك إياه‪..‬‬
‫مخ وجهاز عصبي وقلب وأجهزة حيوية وروح‪.‬‬
‫كل هدول مربوطني بنظام بديع متكامل حتى يشكلوا "اإلنسان"‪.‬‬
‫بغض النظر هاإلنسان شو اسمه وكيف شكله وشو صفاته‪ ..‬إحنا هون بنحكي‬
‫عن "اجلوهر"‪.‬‬
‫عشان هيك "الذات "قيمتها يف نفسها ومش مرتبطة بصاحبها وأعمال صاحبها‪.‬‬
‫ال افرض وإنت ماشي بالشارع لقيت قطعة ذهب عاألرض‪ ..‬هل قطعة‬ ‫يعني مث ً‬
‫الذهب فقدت قيمتها إلنها عاألرض؟ وال رح حتتفظ بقيمتها سواء كانت عاألرض‬
‫أو عند محل املجوهرات؟‬
‫ونفس الفكرة الذات بغض النظر إذا كان صاحبها ناجح أو فاشل‪ ،‬مؤمن أو‬
‫فاسق‪ ،‬ذكي أو غبي‪ ،‬نشيط أو كسول‪ ،‬بغض النظر فكل هذا ما إله عالقة‬
‫بجوهر اإلنسان‪ ،‬ورح يضل إنسان وهذا إشي بستحق التقدير واالحترام‪.‬‬
‫‪244‬‬

‫عشان هيك مسألة احترام الذات أو ‪ Self Esteem‬هي مسألة مبدأ‪ ...‬ما يف‬
‫إشي إسمه أنا عندي ‪ High Self Esteem‬أو عندي ‪...Low Self Esteem‬‬
‫ما هو يا إما إنت بتحترم ذاتك أو ما بتحترمها!‬
‫‪ -‬طيب ليه الزم أفهم هاإلشي؟؟؟‬
‫إلنه رح يفرق معك بكثير شغالت يف حياتك‪ ..‬من أهمها إنك ملا تعمل إشي غلط‬
‫ما حتتقر نفسك‪ ...‬ألنه نفسك مجرد ‪ Hardware‬مش أكتر‪ ...‬مش ذنبها إنك‬
‫مركب عليها ‪ Software‬غلط!‪.‬‬
‫تخيل لو جبت أحدث موبايل يف العالم‪ ،‬وركبت عليه سوفت وير تاع تلفونات‬
‫نوكيا القدمية‪ ...‬هل رح يعطيك ‪ Behavior‬كويس؟‪ ...‬أكيد أل‪ ...‬طبيعي يخرب‬
‫ويعلق ويش ّرت‪ ،‬إلنك مركب عليه سوفت وير مش مناسب إله‪.‬‬
‫نفس اإلشي إنت!‪....‬‬
‫إنت ملا تعمل أفعال غلط أو معاصي أو بتمر بتجربة فشل أو أو‪ ،‬فهذا مش‬
‫بسبب ذاتك (الهارد وير)‪ ،‬وإمنا بسبب األفكار واملعتقدات (السوفت وير) اللي‬
‫إنت مركبها على ذاتك! ‪...‬‬
‫وبالتالي حتكون النتيجة ‪ Behavior‬غلط‪.‬‬
‫فلما تكون فاهم هاإلشي كويس‪ ،‬رح تالقي إنك بدل ما تقعد جتلد ذاتك وتدخل يف‬
‫حاالت اكتئاب عشان عملت إشي غلط‪ ،‬رح تالقي إنك بتركز يف االجتاه الصحيح‪،‬‬
‫بتركز يف اكتشاف األفكار واملعتقدات السلبية اللي أدت للنتيجة السلبية‪...‬‬
‫وكيف ممكن تعدلها عشان حتقق نتائج أفضل‪ ،‬وبالتالي إنك تقدر تتعافى بشكل‬
‫أسرع وأقوى‪.‬‬
‫أما لو خلطت بني ذاتك وأفعالك رح جتلد ذاتك وتكره نفسك (وممكن يوصل‬
‫إنك تسبها وحتتقرها )‪..‬‬
‫وبالتالي النتيجة الطبيعية إنك رح تكون حتت حاالت ضغط واكتئاب شديدة!‬
‫عشان هيك حلو تفرق بني ذاتك وأفعالك!‬
‫ودير بالك تسمح ألفعالك الغلط إنها تقلل من شأن ذاتك احملترمة واملكرمة ☺!‬
‫ترجمتها من اللهجة املصرية‪^^ ..‬‬
‫حسان‬
‫لألخ‪ :‬مصطفى ّ‬
‫‪245‬‬

‫‪#‬أعلم‪!..‬‬
‫أعلم أن التعب استنزف قواك‪ ،‬وأن التفكير أرهق عقلك‪ ،‬وأنك تعبت‪ ،‬سئمت‪،‬‬
‫ضاقت بك احليل والسبل‪ ،‬وأعلم أنك تبغي ساعة صفاء‪ ،‬لو حلظ ًة من زمن‪،‬‬
‫أعلم أنك استنكرت نفسك‪ ،‬تغ ّيرت عليك أيامك‪ ،‬أصبحت تدور حول محور‬
‫واحد‪ ،‬ويف نطاق أضيق‪ ..‬أعلم أنك تخليت عن كثير من متعك وخططك يف‬
‫سبيل هذا العطاء‪ ،‬ومسحت من خاطرك فكرة االسترخاء والالعمل‪..‬‬
‫أعلم أنك تتمنى النهاية‪ ،‬تترقب حلظة اخلتام‪ ،‬تريد أن ينتهي هذا كله‪ ،‬وتنتهي‬
‫كل هذه املهام والتكاليف‬
‫رويدك‪..‬‬
‫ما هكذا عهدتك‪ ،‬وال ألجل ذلك أعــددت نفسك‪ ،‬رويــدك ما احلياة بصافية‬
‫لغيرك‪ ،‬وملن سبقوك‪ ،‬حتى تصفى ألجلك‪..‬‬
‫رويدك أنت النور والضياء‪..‬‬
‫فمن يُعطي إن قصرت أنت؟‬
‫ومن يرفع الراية إن كلّت يدك‪ ،‬وتهاوت عزميتك؟‬
‫شحت غيومك‬ ‫غرسا ط ّي ًبا إن ّ‬
‫ً‬ ‫من يغير هذا اجليل و يزرع فيه‬
‫كل هذا التعب سيزول قري ًبا‪ ،‬وهذا النصب سيكون محض ذكرى‪ ،‬وأنت تسمو و‬
‫ترتفع و تكتسب مهارة وعل ًما وتبذل وتعطي وتغ ّير وة تترك أث ًرا مور ًقا ال يزول‪..‬‬
‫ال تسرقنّك األيام من نفسك‪ ،‬ال تضع يا صاحبي يف الزحام‪...‬‬
‫منقول‪.‬‬
‫‪246‬‬

‫‪#‬الخطة التفصيلية لعالج اإلباحية‬


‫عالج اإلباحية‬
‫سبق وحكيتلك إنه الهدف من هذا الكتاب إعادة تشكيل وعيك يف بعض القضايا‬
‫املهمة يف رحلة صراعك مع الشهوات‪.‬‬
‫هذا الوعي كفيل إنه يغير نظرتك متا ًما ملعارك الشهوة اللي كنت تخوضها فيما‬
‫مضى بشكل عفوي!‬
‫لكن يف نفس الوقت هذا الكتاب ما بكفي لتناول شهوة بعينها‪..‬‬
‫فإذا كنت شخص بعاني من إدمان اإلباحية فإنت قطعت شوط مرتب يف هذا‬
‫الكتاب وبعتقد إنه صار عندك وعي كايف يف أمور محورية وحساسة ورئيسية يف‬
‫صراعك مع الشهوات‪..‬‬
‫اخلطوة الثانية املطلوبة منك إنك تدخل على هذا املوقع‪:‬‬
‫‪/http: //antiporngroup.com‬‬
‫وهو موقع عالج إدمان اإلباحية‪.‬‬
‫هذا املوقع وبعد التوكل على اهلل سيكون السبب بإذن اهلل يف خالصك من إدمان اإلباحية‪..‬‬
‫راح تالقي كم هائل من املقاالت والكتب والبرامج والدورات والفيديوهات اللي‬
‫بتمشي معك خطوة خطوة يف رحلة العالج بإذن اهلل‪.‬‬
‫واألجمل رح تصادف مئات التجارب ألبطال تعافوا من هذا اإلدمان بفضل اهلل‪.‬‬
‫للتواصل معهم عبر الفيس بوك "واعي"‪:‬‬
‫‪https://web.facebook.com/wa3i.org?_rdc=1&_rdr‬‬
‫‪247‬‬

‫الفصل السادس‬
‫‪#AskWithARK‬‬
‫‪248‬‬

‫‪#AskWithARK‬‬
‫حبينا نختم الكتاب ببعض األسئلة اللي وصلتنا على آسك آرك ‪..‬‬
‫‪https: //ask.fm/arka3mal‬‬

‫هاألسئلة مبثلوا منوذج بسيط من عشرات األسئلة الثانية اللي وصلت وبتأكد‬
‫على نفس فكرة‪:‬‬
‫صراعنا مع شهواتنا وذنوبنا وأهوائنا‪..‬‬
‫ويف أسئلة كثيرة كان يطلب الناس فيه ما يظهر السؤال ‪ ..‬وإال كنت حاب أنقل‬
‫إلكم األسئلة حتى تشوفوا معنى الندم واللجوء هلل فيها ‪.‬‬
‫وكنت دائ ًما أردد على لساني أثناء قراءتها‪:‬‬
‫يا للقلوب املنكسرة‪...‬‬
‫يا للقلوب املنكسرة!!‬
‫أصحاب هالقلوب املنكسرة كانوا الدافع األول إلجناز هذا الكتاب‪..‬‬
‫ويشهد اهلل إنهم بسؤالهم وندمهم وحرصهم ‪ ...‬أالنوا إلنا قلوب قاسية وغافلة!‬
‫ربنا يرحمنا ويرحمكم برحمته الواسعة‪..‬‬
‫وشك ًرا إلكم ولقلوبكم اجلميلة!‬
‫‪249‬‬

‫أنــا حاسة حالي بلحظة ضعف وبتعرفوا كيف ملا تكون على شفا حفرة بدي‬
‫أحكي مع هالشب خلص مش قــادرة بس بجاهد بنفسي ساعدوني كيف أبطل‬
‫أفكر فيه أو بكل هــاي املواضيع‪ ،‬احلمدهلل عمري ما حكيت مع أي شــب‪ ،‬بس‬
‫الشيطان وسوسلي أعمل "فيك أكاونت"واحكي كل يلي بقلبي عملته وبلشت‬
‫بدي أبعت رسالة بس رجعت عآخر حلظة ساعدوني ما أوقع‬
‫‪about 2 months ago‬‬
‫ال يا أختي ما تعملي هيك!‬
‫واهلل ِ‬
‫إنت حدا فيه اخلير‪ ،‬والدليل ترددك وطلبك للمساعدة‪ ..‬‬
‫وأحكيلك إشي‪..‬‬
‫كحدا منيح زيك‪ ،‬مجرد فعلك لهيك إشي رح تكسري شيء يف داخلك!‪ ‬‬
‫شيء رح تشعري مع الوقت إنك صعب جتبريه‪ ..‬‬
‫وراح يصاحبك الندم فترة طويلة‪ ..‬‬
‫ممكن الشيطان يحكيلك ما يف غلط إنك تعبري عن مشاعرك‪ ،‬وأصال "فييك‬
‫أكاونت "!‬
‫بس أنا بحكيلك مش العبرة إنه ما حدا عارفك وال إنه "فييك أكاونت"‪..‬‬
‫العبرة إنك استسلمتي ملشاعرك‪ ،‬وقدمتي تنازل بعمرك ما ِ‬
‫كنت تتصوري حالك‬
‫تتنازليه‪..‬‬
‫مش قصدي ّ‬
‫أنظر عليك ِ‬
‫وإنت حدا أحسن مني‪ ..‬‬
‫وال إني متجاهل مشاعرك اللي دفعتك لهيك خطوة‪..‬‬
‫بالعكس أنا بعرف إنه احلب إشي فطري‪ ،‬وإنه ميل اإلنسان للطرف اآلخر حتى‬
‫لو وصل للتعلق أمر ال يالم عليه اإلنسان‪..‬‬
‫لكن ربنا وضع إطار لهذا امليل الفطري‪ ،‬حتى يعود هذا امليل باخلير علينا وعلى حياتنا‪..‬‬
‫"يريد اهلل أن يخفف عنكم وخلق اإلنسان ضعيفا"!‪.‬‬
‫إنت مطالبة إنك تصوني نفسك وقلبك‪ ،‬وما تغتري أبداً أبداً بأي ميل أو تعلق!‬
‫ِ‬
‫‪250‬‬

‫وإذا لساتك طالبة جامعة‪ ،‬مع الوقت ومع ازدياد خبرتك يف احلياة رح تتغير‬
‫نظرتك متا ًما وراح يتغير تقييمك لألشياء‬
‫وخطر يف بالي جواب إحدى االخوات إلحدى الفتيات‪:‬‬
‫إليك يا صغيرتي نصيحة‪..‬‬
‫ال تكوني كغصن شجرة واقف ًا يف مهب الريح يتمايل هنا وهناك وال حول له وال‬
‫فاقدا لكل معاني الهوية‪ ،‬مسلوب اإلرادة يف حتديد‬
‫قوة‪ ،‬يستمد قوته ممن حوله ً‬
‫مساره وكينونته‪.‬‬
‫آتيا من أجل اهلل وألجل اهلل فقط‪ ،‬واستمدي قوتك ووقودك‬ ‫دافعا ً‬
‫اجعلي لك ً‬
‫من ثقتك باهلل وحسن ظنك فيه والتوكل عليه – سبحانه وتعالى – ومن أعماق‬
‫صلبك وسويداء قلبك وال تنشغلي أو تبالي باآلخرين‪..‬‬
‫وأخيرا‪:‬‬
‫ً‬
‫احفظي اهلل يحفظك‪ ..‬احفظي اهلل يحفظك‪....‬‬

‫شو احلل حلد مسيطرة عليه شهوته هاليومني‬


‫‪about 2 months ago‬‬
‫اهلل عز وجل ركب فينا حب الشهوة واستحسان اجلمال‪ ،‬وهون بتكمن فكرة‬
‫االختبار يف هاي احلياة‪..‬‬
‫فلو خلقنا اهلل بدون شهوات ما يف أي معنى إلنسانيتنا‪ ..‬وزي ما بحكي علي‬
‫عزت بيجوفيتش‪" :‬وليست عظمة اإلنسان أساسها يف أعماله اخل ّيرة وإمنا يف‬
‫قدرته على االختيار"‪.‬‬
‫ويف مقولة البن القيم‪ :‬واملقصود أن تركيب اإلنسان على هــذا الوجه هو غاية‬
‫بد من وقوع الذنب واملخالفات واملعاصي‪ ،‬فالبد من ترتب آثار هاتني‬ ‫احلكمة‪ ،‬وال ّ‬
‫القوتني عليهما‪ ،‬ولو لم يخلقا يف اإلنسان لم يكن إنسانًا بل كان َملكً ا‪.‬‬
‫وفكرة االختبار قائمة على‪ :‬إنه مني من هالبشر ما رح تستعبده الشهوة وال رح‬
‫تطغى فيه نوازع النفس؟ مني رح يقدم حب اهلل على حب شهوته؟ ومني اللي يف‬
‫‪251‬‬

‫حال وقع بالشهوة رح يسارع بالعودة لربنا بالتوبة واإلنابة‪..‬‬


‫وسبق وأوضحنا إنه املوضوع أشبه مبعركة‪ ،‬وكلما حققت انتصارات جتلت فيك‬
‫القيمة اإلنسانية وشعرت نفسك حتررت من ذل الشهوة لرحاب الطاعة!‬
‫اهلل بعينكم اشغلوا أنفسكم وخليكم واعيني لطبيعة املعركة والصراع‪ ،‬واشغلوا‬
‫شهواتكم بطاعات تانية ‪ ..‬تصدقوا‪ ..‬وما تنسوا القرآن‪ ..‬وادعوا ربنا يخفف‬
‫عنكم‪ ..‬تفقدوا أمكم وأبوكم وخدوا رضاهم‪ ،‬الخ ^^‬
‫ربنا يحميكم ^^‪) :‬‬

‫بعد عن ربــه و هال‬


‫عــادي الــواحــد يتدايق من حاله و حــاس قلبه موجوع إلنــه ّ‬
‫عم بحاول يرجع‪..‬صعب املوضوع بس رغم هيك ما يئست عم بحاول ارجع زي‬
‫قبل و احسن يارب‪..‬و لسا مؤمنة بإنه ربنا رح يخليني أالقي حالي اللي ضاعت‬
‫كنت اصلي بخشوع و استمتع بالقرآن و استشعر عظمة االعجاز فيه‪..‬تعبت من‬
‫هاحلال بدي ارجع ايش اعمل ادعولي‬
‫‪months ago 5‬‬
‫آه عادي ^^‬
‫وبالعكس هاي مؤشرات قوية إنه اإلنسان رح يرجع زي ما كان‪ ..‬وحتى أحسن‬
‫إن شاء اهلل‬
‫ابن القيم بحكي‪"  :‬وحشة يجدها العاصي يف قلبه بينه وبني اهلل‪ ،‬ال توازنها وال‬
‫أصل‪ ،‬ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم َت ِف بتلك الوحشة‪،‬‬ ‫تقارنها لذة ً‬
‫أمر ال ُي ِح ُّس به إال من يف قلبه حياة"‪..‬‬
‫وهذا ٌ‬
‫وكمان شغلة مهمة‪ ..‬ما دام هالبعد عن ربنا ما أخرجكم من دائرة الفروض وما‬
‫أدخلكم يف دائرة احملرمات الكبرى فإن شاء اهلل بترجعوا أحسن مما كنتوا ^^‬
‫شوفوا هالكالم اللطيف البن القيم‪:‬‬
‫"فتخلل الفترات للسالكني‪ :‬أمر الزم ال بد منه‪ ،‬فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد‬
‫خيرا مما كان "!‪ ‬‬
‫جي له أن يعود ً‬
‫ولم تخرجه من فرض‪ ،‬ولم تدخله يف محرم‪ُ :‬ر َ‬
‫‪252‬‬

‫جي له أن يعود خيرا مما كان ^_^‪ ‬‬


‫ُر َ‬
‫وعفكرة‪ ..‬الفتور والتراجع والتقصير عبارة عن نوعني‪:‬‬
‫‪ - 1‬فتور يف ترك السنن واملستحبات‪ ..‬ويف حديث عن النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪( :‬من كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى)!‪ ‬‬
‫‪ - 2‬فتور عن الواجبات‪ ..‬وتكملة احلديث‪( :‬ومن كانت فترته إلى غير ذلك ضل)!‪ ‬‬
‫وباملناسبة فكرة التراجع والفتور والتقصير إلها عدة حلول منها على سبيل املثال ال احلصر‪:‬‬
‫العمل بدافع احملبة قبل اخلوف!‬
‫والعلماء بشرحوا هذا الكالم وبحكوا‪ :‬العمل على املخافة قد يغيره الرجاء‪،‬‬
‫والعمل على احملبة ال يدخله فتور‪..‬‬
‫وكالمهم صحيح إلنه لو إنت عملت بدافع اخلوف بس‪..‬ممكن يصيبك تقصير وفتور‬
‫وتراجع إن حصلّت شيء من الرجاء‪ ..‬إلنه الدافع من عملك اخلوف‪ ..‬فلما صار‬
‫عندك رجاء قل اخلوف وبالتالي قل العمل‪ ..‬فصار التقصير والفتور والتراجع!‬
‫بس لو كان الدافع احلب‪ ..‬فما يف شيء ممكن يحد منه ويخففه‪ ‬‬
‫أب ًدا‪ ...‬أب ًدا‪ ‬‬
‫ويف مقولة ألحدهم وهو بقارن بني احلب واخلوف‪  :‬‬
‫أبدا‪ !!..‬‬
‫حسبك من اخلوف ما مينع الذنوب‪ ،‬وال حسب من احلب ً‬
‫واخلالصة إنه االنسان قادر إنه يرجع أحسن مما كان‪ ..‬وإنه التراجع والقصور‬
‫إشي عادي بصيب أي مؤمن‪ ..‬وإنه شعور الضيق رح يفرج إن شاء اهلل‪ ..‬وهذا‬
‫كله يف حال ف ّعلنا دافع احلب جواتنا <‪!3‬‬

‫طب كيف ممكن تكون التوبة نصوحة؟؟ بإني ابعد عن الغلط و اضل استغفر و‬
‫ازاحم بالطاعات؟ يعني يف إشي غير هيك ممكن يعيني و يساعدني عشان اتاكد‬
‫شكرا على كل إشي بتقدموه يا رب يف ميزان حسناتكم‪،‬‬
‫إنه هيك التوبة الصح؟ و ً‬
‫دعواتكم بالهدآية و الثبات‬
‫‪months ago 6‬‬
‫‪253‬‬

‫اهلل يثبتك ويوفقك يا ربـــ‪ ) :‬‬


‫ببساطة من عالمات التوبة النصوح‪  :‬‬
‫الندم‪ ‬‬
‫ترك الذنب "وباملناسبة مش بس ترك الذنب‪ ..‬ترك كل األسباب اللي بتوصل‬
‫ً‬
‫إله‪..‬مثل اخللوة‪ ..‬أماكن معينة‪ ..‬شلة سوء‪ ...‬الخ "‪ ‬‬
‫احلرص كل احلرص على إنه اإلنسان ما يرجع للذنب واألخذ بكل األسباب‬
‫املمكنة‪.‬‬
‫إنه يكون حال الشخص بعد التوبة أفضل من قبلها!‬
‫إنه تزداد طاعاته وإميانه باهلل عز وجل‪ .‬‬
‫ثباته على الطاعة‪.‬‬
‫كره املعصية وكره العوده إليها‪ ..‬زي ما بحكي ابن القيم‪:‬‬
‫وحشة يجدها العاصي يف قلبه بينه وبني اهلل‪ ،‬ال توازنها وال تقارنها لذة أص ًال‪،‬‬
‫ولو اجتمعت له لــذات الدنيا بأسرها لم َتـ ِـف بتلك الوحشة‪ ،‬وهــذا أمـ ٌـر ال‬
‫ُي ِح ُّس به إال من يف قلبه حياة"‪.‬‬
‫توافر هاي الشغالت كلها من عالمات التوبة النصوح وقبولها‪ ..‬‬
‫طيب ( ال سمح اهلل ال سمح اهلل) الواحد رجع‪..‬يعني توبته مش مقبولة؟!‪ ‬‬
‫ال‪ ..‬ممكن تكون من عالمات ضعف اإلميــان بس مش من عالمات عــدم قبول‬
‫التوبة‪..‬فاحلل بكون إنه يكرر التوبة يف كل حلظة واللي إن كان صادق فيها رح يوصل‬
‫ملرحلة اإلميان القوي والتوبة النصوح واللي فيها بكون الذنب صار شيء من املاضي!‬
‫التوبة (عمل)‪ ..‬وأتبع السيئة احلسنة متحها!‪ ‬‬
‫التوبة معارك كر وفر‪ ..‬بس آخرتك تكسب احلرب!‪ ‬‬
‫التوبة إنك ما تقنط من رحمة اهلل‪..‬‬
‫التوبة إنك يف كل صالة تدعي ربنا‪ ..‬يف كل صالة!‬
‫التوبة إنك إذا منت مذنب‪ ..‬تصبح صامي أو طائع‪ ..‬وإذا صبحت مذنب‬
‫متسي بني إيدين ربنا ساجد!‪ ‬‬
‫‪254‬‬

‫التوبة إنه قلبك يضل يوحشك بعد كل ذنب!‪ ‬‬


‫التوبة إنك تفرح فيها‪ ..‬‬
‫سيدنا علي رضي اهلل عنه يقول‪ :‬خياركم كل مفنت تواب‪ ..‬قيل فإن عاد قال‪ :‬يستغفر‬
‫اهلل ويتوب‪ ،‬قيل‪ :‬فإن عاد؟ قال‪ :‬يستغفر اهلل ويتوب‪ .‬قيل‪ :‬فإن عاد؟ قال يستغفر اهلل‬
‫ويتوب‪ .‬قيل حتى متى؟ قال علي‪ :‬حتى يكون الشيطان هو احملسور‪^_^ .‬‬

‫اجـمــل صفحه صفحتكم ربــي يجعله يف مـيــزان حسناتكم اروع نــاس أنــا بنت‬
‫أخطأت كثير يف حياتي وكل مرة بتوب برجع حلتى وصلت ملرحله إنه متأكده‬
‫ربنا مستحيل يغفرلي بسبب عدم وجود توبه نصوحه أنا متأكده إنه ربنا رحيم‬
‫وان االبتالء صبر لكن قرأت مره بإنه ممكن بسبب ذنوب أنا حياتي متوقفه غير‬
‫متوفقه ال يف دراسه وال يف اي شيء اخر متأكده إنه السبب ذنوبي املشكله ليست‬
‫اول مــرة اذنــب كــل مــره اذنــب اقــول ســأتــوب لكن هيهات مــا هــي اال شهور واعــود‬
‫للذنب أنا يأست من نفسي اكره نفسي اشعر بأنني خنت ثقة امي وخالقي ماذا‬
‫افعل احساس الذنب يقتلني اشعر بأن اهلل غاضب علي؟!‪.‬‬
‫يا اهلل!‪ ‬‬
‫اسمعي‪ ..‬ضروري تركزي معي‪ ..‬جد بحكي؟ واجلواب رح يكون على دفعتني‪ ..‬‬
‫إنت حكيتي كالم ضروري ضروري يتوضح‪ ..‬‬
‫فكرة إنه ربنا مستحيـــــــل يغفرلي هاي أكبر من أي ذنب عملتيه؟!!!‬
‫أنا بعرف إنه مش قصدك‪ ..‬بس خليني أوضحلك الفكرة‪ ..‬‬
‫ربنا وصف نفسه مئات املرات بالغفور والرحمن والتواب والعفو وغيره‪ ..‬ملا آجي‬
‫أحكي إنه ما رح يغفرلي يعني نفس فكرة إني بشكك يف كل هاألسماء والصفات‬
‫وبشكك يف قدرة ربنا على املغفرة والعفو والرحمة!‪ ‬‬
‫بعرف إنه مش قصدك هيك‪ ..‬بس بهمني تعريف هاي النقطة‪ ..‬إلنه الشيطان‬
‫حريص على إنه هالكلمة تطلع منك!‪ ‬‬
‫واضحة الفكرة‪ ..‬حتى لو شاعرة إنك رح ترجعي ألغالطك ما حتكي هالكلمة‬
‫على لسانك!‪^_^ )) :‬‬
‫‪255‬‬

‫آسفني عاالنفعال بس إنه جد ما بتركب ^_^‪ ‬‬

‫ما بعتقد إنه ممكن بجواب واحد نقدر نغطي كل اإلجابة إلنه املوضوع واسع‬
‫جداً‪ ..‬بس هي مفاتيح سريعة‪ ..‬وإحنا ما عنا مشكلة منشي حبة حبة لنوصل‬
‫للشيء الي برضى ربنا‪ ..‬فما تترددي أبدا يف حال عندك أي سؤال وغيره ^^‪ ‬‬

‫أعظم أعظم ذنب هو ( الكفــــــــــر )! ومع ذلك ربنا يقول (للكفـــار)‪  :‬‬
‫(األنفال‪)٣٨ :‬‬ ‫{ﮣﮤ ﮥﮦﮧﮨﮩ}‬
‫يرغبهم يف التوبة‪ { :‬ﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭ‬ ‫وكمان حتى ّ‬
‫ﮮﮯ} (املائدة‪)٧٤ :‬‬

‫طيب خلصنا من الكفر وهو أعظـــم ذنب!‪ ‬‬


‫خلينا ً‬
‫مثل نحكي عن مسلم بس عمل كبائر زي قتل النفس والزنا!!‪ ‬‬
‫(الفرقان‪)٦٨ :‬‬ ‫{ﭠ ﭡﭢﭣﭤﭥﭦ ﭧ}‬
‫وبعدها ربنا يقول‪{ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫(الفرقان‪)٧٠ :‬‬ ‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ}‬
‫بعرف إنــك بتعريف هــاي اآلي ــات‪ ..‬بس حبيت أذك ــرك‪ ..‬إنــه ربنا بغفر الكفر‬
‫والكبائر! مش إنه مستحيل يغفر ^_^!!‬
‫حتى يف احلديث املشهور وبدي أختصره حتى ما يطلع الكالم طويل‪ ..‬إنه عبد‬
‫أذنب ثم تاب ثم أذنب ثم تاب ثم أذنب ثم تاب‪ ..‬وهكذا‪ ..‬‬
‫يف ختام احلديث‪  :‬‬
‫(أذنب عبدي ذن ًبا‪ ،‬فعلم أن له ر ًّبا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب‪ ،‬قد غفرت لعبدي‬
‫فليفعل ما شاء)!‪ ‬‬
‫يعني الفكرة إنه االنسان ما ييأس ويضل معلق األمل بربنا إنه رح يغفرله‪!..‬‬
‫طب ًعا مش القصد إنه االنسان يستسهل الذنب بعد التوبة! ال‪ ..‬إلنه من شروط‬
‫التوبة زي ما ِ‬
‫إنت عارفة العزم على عدم العودة‪.‬‬
‫‪256‬‬

‫ِ‬
‫وأخذت بكل األسباب املمكنة‬ ‫عملت ذنب‪ِ ..‬‬
‫وتبت هلل‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫بس القصد إنه ً‬
‫مثل ِ‬
‫إنت‬
‫رجعت ِ‬
‫تبت‪ ..‬وهكذا‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورجعت‪ ..‬بعدين‬ ‫ِ‬
‫ضعفت مرة‬ ‫بس‬
‫العلّة إنه ما ييأس الواحد! وإنه يكون ج ّدي ج ًّدا يف أخذه باألسباب‪!..‬‬
‫حاولي استثمري حلظات االنكسار اللي بتمري فيها! وفكرة إنه إحساس الذنب بقتلني!‪ ‬‬
‫حاولي أعطي نفسك فرصة جدية تفكري فيها يف حالك ولوين رايحة!‪ ‬‬
‫حاولي استشعري لطف ربنا فيك وإنه كم مرة ستر عليك!‪ ‬‬
‫وإنه ما قبض روحك وقت ما ِ‬
‫كنت تعملي الذنب!‪ ‬‬
‫حاولي تزاحمي كل الذنوب بطاعات!‪ ‬‬
‫حاولي تصدقي كل فترة عالناس املسكينة والغلبانة‪ ..‬واهلل ممكن دعوة مسكني‬
‫تغفرلك كل ذنوبك!‪ ‬‬
‫حاولي مري عاملستشفى وشويف الناس كيف حياتها!‬
‫حاولي متري من جنب مستشفى احلسني للسرطان وتشويف كيف األم بتحبس‬
‫دمعتها عن بنتها اللي عمرها ‪ 5‬سنوات إلنها رح تبلش كيماوي وإنها كيف بتواسي‬
‫فيها إنه رح يطلعلك شعر بعدين‬
‫حاولي صلي لربنا بس ركعتني! واحكيله يا رب‪ ..‬آسفة إني حكيت إنك ما رح تغفرلي‬
‫حاولي بس مرة وحدة حتكي للذنب ال! وورجي حالك إنه هيني طلعت بقدر‬
‫حاولي متسكي القرآن وتشويف نداء ربنا إلك ِ‬
‫إنت‪..‬‬
‫(احلديد‪)١٦ :‬‬ ‫{ﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘ }‬
‫حاولي ترضي أمك وتبوسي على إيدها كل صبح إلنه دعوتها إلك رح تساعدك كثير‪ ‬‬
‫حاولي إبكي! ممكن هالدمعات يشفعولك عند ربنا‬
‫حاولي تشويف شلة منيحة تساعدك عاخلير وتبعدك عن الغلط‬
‫حاولي غيري البيئة اللي ِ‬
‫إنت فيها‬
‫حاولي تخلي كلمة استغفر اهلل على لسانك!‬
‫‪257‬‬

‫حاولي استشعري إنه شو صدفة أسمع هاحلكي‪ ..‬ممكن هاي رسالة من ربنا‬
‫إلك! إنه رح أغفرلك‪ ‬‬
‫طيب مع كل ذلك رجعت وقعت بالغلط شو أعمل ؟‬
‫ارجعي توبي! وحاولي اعملي كل الشغالت اللي قبل‪..‬‬
‫راح ييجي يوم وهي وعد غير حتكي فيه كيف كنت وكيف صرت‪..‬‬
‫بختم يف مقولة البن عطاء‪  :‬‬
‫"وال تطع يأسك وتقول‪ :‬كم أتوب وأنقض!‪ ‬‬
‫فاملريض يرجو احلياة ما دامت فيه الروح!!"‬
‫اهلل يحفظك ويحميك!‬

‫أنا كان عندي ذنوب بس تبت منها من فترة‪ ..‬لكن كل فترة بيجيني الشيطان‬
‫يذكرني فيها‪ ..‬هذا يعني إنه ربنا ما قبل توبتي‪...‬؟؟؟؟‬
‫‪about 1 month ago‬‬

‫استني استني!‪ ‬‬
‫ما تتسرعي يف احلكم على نفسك‪ ..‬‬
‫واملوضوع ما إله دخل بصدق توبتك أب ًدا‪ ..‬‬
‫هاي كلها وساوس شيطانية حتى يثنيك عن إجنازك العظيم وتوبتك الصادقة والنصوح!‬
‫ما تتصوري إنه موضوع الشهوات عبارة عن فترة بحياة اإلنسان بعدين خلص‪..‬‬
‫املوضوع عبارة عن صراع طويل‪ ،‬ومجاهدة نفس ما دامت فينا حياة!‬
‫الشيطان ما رح يتركك بحالك‪ ،‬وراح يضل كل فترة يذكرك!‪ ‬‬
‫استعيني عليه باهلل‪ ..‬واطلبي من ربنا يساعدك‪..‬‬
‫‪258‬‬

‫وأحكيلك إشي غريب‪..‬‬


‫بالصدفة وأنا مروح طلع مقطع يوتيوب يف وجهي‪ ،‬فقلت يال بسمعه شو وراي‪..‬‬
‫املهم سمعته وكان الكالم حلو ولطيف‪ ..‬‬
‫فتحت اآلسك إال سؤالكم بوجهي!‬
‫وشعرت إنه الفيديو رح يكون رسالة ربنا إلكم‪ ..‬‬
‫إلنه بجاوب على سؤالكم ‪-‬حرف ًّيا‪!-‬‬
‫اسمعيه بقلبك!‪ ‬‬
‫الشيخ‪ :‬محمد املختار الشنقيطي || سبيل املخلصني‬
‫‪259‬‬

‫‪#‬قبل_الختام‬
‫أخي‪ ..‬هذه ساحة القتال بني يدك‬
‫وقد أرشدتك فيها إلى اجلند الذى ال يُغلب‪ ..‬واحلصون التي ال تهدم‪..‬‬
‫فاختر ما شئت‪ ..‬وحتصن بأي حصن أردت‪..‬‬
‫وتذكر أن زمان املعركة قصير قصير‪..‬‬
‫فما هي غير أيام قالئل‪ ..‬ثم يبعث اهلل لك مالئكته يستقبلونك‪..‬ويزفونك إلى‬
‫أفخم قصر ويتحفونك‪.‬‬
‫لتستريح أخي ًرا من عناء اجلهاد وجهاد العناء‪.‬‬
‫وعندها جتد أعداءك من شياطني اإلنس واجلن مقرنني فى األصفاد‪..‬‬
‫محبوسني بني جنبات النار التي أرادوا أن يجروك إليها فنجوت‪..‬‬
‫فأفلت‪..‬‬
‫ّ‬ ‫مساقني يف األغالل التي أرادوا وضعها يف عنقك ويديك‬
‫فيا لذة انتصارك‪ ..‬وحالوة فوزك وعلو مقامك‪..‬‬
‫فازحف نحو عدوك زح ًفا‪ ..‬وامأل قلب الباطل رج ًفا‪..‬‬
‫تتقدمك كتائب الذكر املرعبة مستصح ًبا مفاتيح النصر املزلزلة‪..‬‬
‫وتعود االعتذار لألعذار‪...‬يبلغ نصرك ما بلغ الليل والنهار ‪..‬‬
‫واهلل مؤيدك وناصرك‪..‬‬
‫خلالد أبو شادي‪.‬‬
‫‪260‬‬

‫‪ #‬الخاتمة‬
‫ليس العار أن ينهار اإلنسان أمام األلم ‪...‬‬
‫بل العار أن ينهار أمام الشهوة !‬
‫‪261‬‬

‫‪#‬المراجع‬
‫املراجع العربية‪:‬‬
‫ملاذا نحن هنا ‪( ....‬إسماعيل عرفة)‬
‫اإلنسان مس ّير أم مخير (محمد سعيد رمضان البوطي)‪.‬‬
‫الصراع من أجل اإلميان (جيفري النغ )‪.‬‬
‫ملاذا يطلب اهلل من البشر عبادته ( سامي عامري )‬
‫البيان يف مداخل الشيطان ( عبد احلميد الباللي )‬
‫وتستمر املعركة ( خالد أبو شادي )‬
‫شباب جنان ( خالد أبو شادي )‬
‫زنزانة ( سلمان العودة )‬
‫مسلكيات ( ابراهيم السكران )‬
‫يف التزكية واألخالق ( توفيق الواعي )‬
‫مختصر منهاج القاصدين ( أبو قدامة املقدسي )‬
‫القرآن لفجر آخر ( أحمد خيري العمري )‪.‬‬
‫املراجع االجنبية‪:‬‬
‫‪THE POWER OF INTENTION - DR.WAYNE W.DYER‬‬

‫‪THE POWER OF HABIT - CHARLES DUHIGG‬‬

‫‪THE POWER OF PATIENCE - M.J.RYAN‬‬

‫‪THE WILLPOWER INSTINCT - KELLY McGONIGAL‬‬


‫‪262‬‬

‫‪#‬الفهرس‬
‫‪3‬‬ ‫‪#‬اإلهداء‬
‫‪5‬‬ ‫‪#‬ليه_شهوة ؟‬
‫‪8‬‬ ‫‪#‬اعتذار‬
‫‪9‬‬ ‫‪#‬ما_لن_جتده_يف_هذا_الكتاب‬
‫‪10‬‬ ‫‪#‬عن_املؤلف‬
‫‪11‬‬ ‫‪#‬حسن_باشا‬
‫‪13‬‬ ‫‪#‬املقدمة‬
‫‪17‬‬ ‫الفصل األول‪# :‬ملاذا_خلق_اهلل_الشهوة ؟‬
‫‪18‬‬ ‫شبهة‬
‫‪20‬‬ ‫ملاذا خلق اهلل الشهوة ؟‬
‫‪21‬‬ ‫ال يسأل عما يفعل وهم يسألون‬
‫‪23‬‬ ‫‪ZOOM OUT‬‬

‫‪25‬‬ ‫ليطمئن قلبي‬


‫‪31‬‬ ‫ليه نعبد اهلل ونترك شهواتنا ؟‬
‫‪33‬‬ ‫شو احلكمة ؟‬

‫‪36‬‬ ‫واعلم أن اهلل عزيز حكيم‬

‫‪39‬‬ ‫الفصل الثاني‪# :‬اعرف_عدوك‬

‫‪40‬‬
‫اعرف عدوك‬

‫‪41‬‬
‫‪ - 1‬نفسك التي بني جنبيك‬

‫‪26‬‬
‫‪ - 2‬الشيطان‬

‫‪50‬‬
‫صراع‬
‫‪263‬‬

‫‪51‬‬ ‫الشيطان مرة أخرى‬


‫‪52‬‬ ‫قصتي وقصتكم باختصار‬
‫‪55‬‬ ‫تفاصيل خطة الشيطان واستراتيجياته‬
‫‪64‬‬ ‫صفات الشيطان‬
‫‪66‬‬
‫فاتخذوه عدواً‬

‫‪67‬‬ ‫معركة – حرفياً –‬

‫‪69‬‬ ‫رآية بيضاء‬


‫‪71‬‬ ‫شبهة‬
‫‪73‬‬ ‫اخلالصة‬
‫‪75‬‬ ‫الفصل الثالث‪# :‬دليل_عبادي‬

‫‪76‬‬ ‫دليل عبادي‬

‫‪78‬‬ ‫‪ - 1‬دليل التزكية‬

‫‪80‬‬
‫أما قبل‬

‫‪83‬‬
‫أ‪ -‬القرآن اجلميل‬

‫‪85‬‬
‫ما تفهمني غلط‬

‫‪86‬‬
‫معجزة‬

‫‪87‬‬
‫عربي‬
‫طيب وشهواتي ؟‬
‫‪89‬‬
‫‪90‬‬ ‫قوالً ثقي ً‬
‫ال‬
‫‪92‬‬ ‫ليه ربنا ما فسر القرآن‬
‫‪94‬‬ ‫هجر‬
‫‪264‬‬

‫‪95‬‬ ‫اصطفينا من عبادنا‬


‫‪96‬‬ ‫ليدبروا آياته‬
‫‪98‬‬ ‫لتشقى‬
‫‪98‬‬ ‫رسالة من يوسف إلى يحيى‬
‫‪100‬‬ ‫دير بالك‬
‫‪101‬‬ ‫‪open Book‬‬

‫‪102‬‬ ‫كل إشي‬


‫‪103‬‬ ‫منافق‬
‫‪105‬‬ ‫ورقة وقلم‬
‫‪106‬‬ ‫اهدنا الصراط املستقيم‬
‫‪107‬‬ ‫اخلطوات العملية "القرآن "‬
‫‪108‬‬ ‫ب‪ :‬التوبة‬
‫‪110‬‬ ‫يحب التوابني‬
‫‪111‬‬ ‫بنفس الوقت انتبه‬
‫‪112‬‬ ‫يأس‬

‫‪113‬‬ ‫ال تقنطوا‬

‫‪114‬‬ ‫التوبة من كل إشي ‪ ..‬كل إشي ‪..‬‬

‫‪116‬‬
‫حال الناس مع التوبة‬

‫‪118‬‬
‫هون على نفسك (أبو اليسر)‬

‫‪118‬‬
‫معارك كر وفر‬

‫‪120‬‬
‫من ذل الشهوة لعز الطاعة‬

‫‪121‬‬
‫فأدخل نفسك يا بني‬

‫‪122‬‬ ‫فوراً‬
‫‪265‬‬

‫‪122‬‬ ‫مبن صدق‬


‫‪124‬‬ ‫خطواتك العملية "التوبة "‬
‫‪126‬‬ ‫ت‪ :‬الصالة‬
‫‪130‬‬ ‫ث‪ :‬أبواب اخلير‬
‫‪132‬‬ ‫الصدقة‬
‫‪133‬‬ ‫بعرف شب‬
‫‪134‬‬ ‫خير الناس‬
‫‪135‬‬ ‫يف مسجد يف أمريكا‬
‫‪136‬‬ ‫شو يف بينك وبني ربنا ؟‬
‫‪138‬‬ ‫الصوم‬
‫‪141‬‬ ‫خطواتك العملية "الصدقة – الصوم "‬
‫‪142‬‬ ‫ج‪ :‬ذكر ودعاء‬
‫‪143‬‬ ‫ذكر‬
‫‪144‬‬ ‫واذكر ربك إذا نسيت‬
‫‪145‬‬ ‫يا اهلل‬
‫‪147‬‬ ‫الدعاء‬
‫‪149‬‬ ‫إحكيله إله‬
‫‪150‬‬ ‫سبحان ربي األعلى‬
‫‪152‬‬ ‫سبق ودعيت ألشياء كثيرة ‪..‬بس ؟‬
‫‪153‬‬ ‫اسمع يا‬
‫‪153‬‬ ‫إلهي‬
‫‪154‬‬ ‫خطواتك العملية "الدعاء والذكر "‬
‫‪155‬‬ ‫اخلالصة‬
‫‪266‬‬

‫‪156‬‬ ‫‪ :2‬دليل القوة‬


‫‪159‬‬ ‫أ‪ # :‬قوة_العادة‬
‫‪159‬‬ ‫عادة‬
‫‪160‬‬ ‫جتربة الفئران‬
‫‪162‬‬ ‫نفس ما بصير معنا‬
‫‪163‬‬ ‫كيف تتشكل العادات ؟‬
‫‪165‬‬ ‫عادة الشهوة‬
‫‪167‬‬ ‫حلظة مصارحة‬
‫‪168‬‬ ‫تذكير مهم‬
‫‪169‬‬ ‫كسر عادة قدمية‬
‫‪170‬‬ ‫مارشميلو‬
‫‪172‬‬ ‫ويلسون‬
‫‪174‬‬ ‫اكتب‬
‫‪175‬‬ ‫ماندي‬
‫‪176‬‬ ‫نعم أتغير‬
‫‪177‬‬ ‫عادات جديدة‬
‫‪178‬‬ ‫قوة العادة‬
‫‪179‬‬ ‫ب‪ # :‬قوة_الصبر‬
‫‪179‬‬ ‫الصبر‬
‫‪180‬‬ ‫نبتة‬

‫‪181‬‬ ‫قوة الصبر‬

‫‪182‬‬ ‫بني املثير واإلستجابة‬

‫‪183‬‬
‫إشارات إنذار‬
‫‪267‬‬

‫‪184‬‬ ‫واصطبر عليها‬


‫‪185‬‬ ‫وبشر الصابرين‬
‫‪186‬‬ ‫إنا وجدناه صابراً‬
‫‪187‬‬ ‫ت‪# :‬قوة_اإلرادة‪:‬‬
‫‪188‬‬ ‫كيف وملاذا تفقد السيطرة ؟‬
‫‪189‬‬ ‫أنا سوف‪ ،‬أنا لن‪ ،‬أنا أريد‬
‫‪190‬‬ ‫األساس العصبي لــــ أن سوف‪ ،‬أنا لن‪ ،‬أنا أريد ‪.‬‬
‫‪191‬‬ ‫‪know your self‬‬

‫‪192‬‬ ‫درب عقلك على قوة اإلرادة‬


‫‪194‬‬ ‫أبدأ بترتيب سريرك‬
‫‪195‬‬ ‫نفس‬
‫‪196‬‬ ‫رياضة‬
‫‪198‬‬ ‫النوم‬
‫‪199‬‬ ‫اإلسترخاء‬
‫‪200‬‬ ‫رخصة أخالقية‬
‫‪202‬‬ ‫حني يكون الغد رخصة اليوم‬
‫‪203‬‬ ‫التوتر واإلستسالم للشهوة‬
‫‪204‬‬ ‫‪ 10‬دقائق‬
‫‪205‬‬ ‫ّ‬
‫عظم الغاية‬
‫‪207‬‬ ‫عدوى فقدان اإلرادة‬
‫‪208‬‬ ‫احرق سفنك‬
‫‪209‬‬ ‫ملن أراد‬
‫‪210‬‬ ‫الفصل الرابع‪ # :‬وأن ليس لإلنسان إال ما سعى‬
‫‪268‬‬

‫‪211‬‬ ‫العبرة ما تستسلم‬


‫‪213‬‬ ‫فراغ‬
‫‪216‬‬ ‫فإذا فرغت فانصب‬
‫‪218‬‬ ‫يا شباب‬
‫‪220‬‬ ‫جسر التعب‬
‫‪222‬‬ ‫طيب كيف أملي وقت فراغي ؟‬
‫‪224‬‬ ‫اشغل حالك‬
‫‪226‬‬ ‫كيف أعرف أنا بشو ببدع أو شو موهبتي ؟‬
‫‪228‬‬ ‫بدي أتغير‬
‫‪230‬‬ ‫وال يلتفت منكم أحد‬
‫‪231‬‬ ‫وهم‬
‫‪233‬‬ ‫تأخر نصيبها‬
‫‪236‬‬ ‫سوف يُرى‬
‫‪237‬‬ ‫الفصل اخلامس‪ # :‬إنتكاسة‬
‫‪238‬‬ ‫انتكست‬
‫‪239‬‬ ‫‪CHECKPOINT‬‬

‫‪241‬‬ ‫قاضي القيم‬


‫‪243‬‬ ‫ما جتلد ذاتك‬
‫‪245‬‬ ‫أعلم ‪..‬‬
‫‪246‬‬ ‫عالج اإلباحية‬
‫‪247‬‬ ‫الفصل السادس‪#AskWithARK :‬‬

‫‪259‬‬ ‫‪ #‬قبل_اخلتام‬
‫‪260‬‬ ‫‪ #‬اخلامتة‬
‫‪261‬‬ ‫‪ #‬املراجع‬
‫‪269‬‬

‫‪#‬اترك رسالة لمن سقط األمل سهوًا من قلبه‬


270
271
272

You might also like