Professional Documents
Culture Documents
السيرة الذاتية لشيخنا أبو عبدالرحمن رشاد الضالعي حفظه الله
السيرة الذاتية لشيخنا أبو عبدالرحمن رشاد الضالعي حفظه الله
الحمد هلل رب العالمين ,وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ,وأشهد أن
محمدا عبده ورسوله صلى هللا عليه وعلى آله وصحابته أجمعين ,وال حول
العلي العظيم ,أما بعد: ِّ وال قوة إال باهلل
فقد طلب مني إخواني الفضالء Aالقائمون على تسجيالت دار الحديث السلفية
للعلوم الشرعية بالضالع Aمرارا عديدة أن أكتب نبذة تعريفية عن حياتي
عموما ,وعن سيرتي في طلب العلم خصوصا ,وأنا أتأخر في ذلك ,حتى
ي ,وأنه البد من ذلك ,ال سيما ونحن في صدد كانت هذه المرة فألـحُّ وا Aعل َّ
افتتاح موقع رسمي على الشبكة ,وأن من المهم وجود سيرة تعريفية
لصاحب الموقع.
راض
ٍ فأقول وباهلل التوفيق ,وأسأل هللا أن يعفو عني ,وأن يتوفاني وهو
عني:
* اسمي ونسبي:
فأنا أبو عبد الرحمن رشاد بن أحمد بن ناجي بن علي بن محسن بن حسن
بن صالح الشرعبي الـجُحافي الضالعي A,من قرية الـ َح ْقل إحدى قرى مديرية
جُحاف محافظة الضالع ,نزل جدِّي األقرب –ناجي -رحمه هللا وغفر له ,من
اري في مدينة هذه القرية وهو في سنِّ الشباب ,واستوطن منطقة َحبِــيـْـل ُجبَ ِ
الضالع ,وتز َّوج منها ,وبها كان مولدي ,ومولد والِدي حفظه هللا ,وأحسن له
الخاتمة.
وكثير من ُسنَّة ٍ متزوج بزوجتين مؤمنتَين غافلتَين حافظتَين لكتاب هللا, ِّ *
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ,حفظهما هللا وبارك فيهما ,ولي منهما إلى
ٌّ
وست من تاريخ كتابة هذه األسطر تسعةٌ من الولد ,ثالثةٌ من الذكور,
اإلناث ,وأسأل هللا أن يزيدني من فضله ,وأن يبارك لي فيما رزقني.
* (لقب الشرعبي) أ َّما عن هذا اللقب فيتساءل بعض اإلخوة ,هل هذا اللقبA
نِسبَةٌ إلى بالد (شرعب) من محافظة تعز؟
حاولت أن أصل إلى نتيجة في ذلك فلم يتبيَّن لي ,هل كان أحد أجدادي ُA وقد
من بالد شرعب ونزل في بالد جُحاف ,أو أنه لقبٌ ل َشبَ ٍه ,أو موافق ٍة في
مهنة ,أو صُحبة ,أو نحو ذلك ,لم يتبيَّن لي ذلك ,ولم يكن آبائي يعرفون ذلك,
أن َج َّدهُ منيعرف َّ ُ سألت جدي رحمه هللا وغفر له عن ذلك ,فأخبرني أنه ُ فقد
مواليد قرية الحقل في جبل جُحاف.
أن أُسرة الشرعبي موجودة في أكثر من قرية من قرى جُحاف ,فمن علما َّ
(الـــحيْفة)
َ القرى التي يتواجدون فيها قرية (الـ َح ْقل) وقرية (ال ُعبُل) وقرية
ضعُه ,وإنما فاهلل أعلم ,وعلى ك ِّل حال فالبلدان ال تُز ِّكي أحدا ,وال ترفعه أو تَ َ
يز ِّكي اإلنسان عملُه الصالح A,وطاعته هلل سبحانه وتعالى.
* مولدي ونشأتي:
اري في مدينة الضالع A,في يوم األربعاء مولدي في منطقة َحبِــيـْـل ُجبَ ِ
ألف وأربعمائة وست ٍة من هجرة النبي الخامس من شهر جمادى األولى لعام ٍ
صلى هللا عليه وسلم 5/5/1406هـ.
توفِّيَت أُ ِّمي -رحمها هللا وغفر لها ورفع درجتها في المهديين -وأنا في نحو
الثالثة من عمري ,وقامت على تربيتي عمـاتي جزاهن هللا عني خير
فنشأت في تربية والدي وعماتي على أحسن حال وهلل الحمد ,وكان ُ الجزاء,
والدي –حفظه هللا وأحسن له الخاتمة وغفر له ورحمه -حريصا أش َّد
الحرص على نشأتنا نشأة صالحة ,وإبعادنا عن جلساء السوء ,وتوجيهنا إلى
المساجد وحلقات العلم ,وأَ ْم ِرنا بأداء الفرائض والحرص عليها ,بل
وتشجيعنا على نوافل العبادات Aوتعويدنا عليها ,فتربينا على ذلك منذ الصغر,
والحمد هلل.
* طلبي للعلم:
حفظت وأنا في سنِّ الحادية عشرة أو الثانية عشرة إلى سورة مريم –بد ًء ُ
ُ
أتممت حفظ من سورة الناس ,-ثم توقَّفت عن الحفظ ع َّدة سنوات حتى
القرآن وأنا في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة من عمري ,على يد األستاذ
الفاضل أبي يحيى وليد بن عبد هللا بن محمد ُجبُاري جزاه هللا خيرا ,وبارك
فيه ,وفي أهله وذريته ,الذي ال يزال معنا إلى يومنا هذا في دار الحديث
بالضالع صابرا محتسبا في تعليم األوالد كتاب هللا.
وكنت أرغبُ في الرحلة ُ وكان ذلك في بلدي في المسجد الذي بجوار منزلنا,
إلى ُد ْو ِر الحديث منذ صغري ,ولكن لم يكن والدي –جزاه هللا عني خير ما
ُ
فبقيت جزى به أبًا عن ابنه -يأذن لي بذلك ,ألني ال أزال صغيرا في السن,
في بلدي أدرس في المدارس الحكومية ,وأالزم المسجد في سائر األوقات,
وكانت عندي َح ْلقة أُحفِّظ فيها األوالد القرآن الكريم بين المغرب والعشاء
فبقيت على ذلك ما شاء هللا ,وأنا في تلك ُ في المسجد الذي بجوار منزلنا,
سمعت أحداُ الفترة أج ُد نهمة شديدة للعلم والحفظ والقراءة ,حتى أني ُ
كنت إذا
يحث على العلم الشرعي وي َُر ِّغبُ فيه أبكي بكاء شديدا؛ وأتحسَّر ألني لم ُّ
أستطع الوصول إليه ,ولم أجد أحدا في بلدنا في ذلك الحين آخ ُذ على يديه
فأقبلت على الحفظ وسماع الدروس المسجَّلة في األشرطة [وكانت ُA العلم,
فحفظت في هذه الفترة بعد ُ قليلة ونادرة في تلك الفترة] وقراءة بعض الكتب,
حفظ القرآن األربعين النووية وبعض رياض الصالحين وبعض المتون
واستمعت إلى شرح اآلجرومية لإلمام ابن عثيمين رحمه هللا ُ العلمية,
صت كثيرا منه ,وهكذا كثير من أشرطة اإلمام األلباني رحمه هللا ولـ َّخ ُ
استمعت شروح بعض الرسائل في التوحيد ُ ولــ َّخصت كثيرا منها ,وهكذا
لبعض علماء نجد والحجاز وبعض طالب العلم في دماج ,وهكذا قرأت
بعض كتاب $تيسير العالم شرح عمدة األحكام #للشيخ عبد هللا البسام
رحمه هللا وكان أو َّل كتاب اشتريتُه في حياتي ,وهكذا قرأت كتاب (الوجيز
في فقه السنة والكتاب العزيز) تأليف عبد العظيم بن بدوي بن محمد ,وكان
هذا الكتاب أكثر الكتب التي تعجبني ,وأُكثِ ُر قراءتها في ذلك الوقت,
لسهولته ,و ُح ْس ِن ترتيبه ,أهداه لي بعض اإلخوة جزاه هللا خيرا ,وهكذا
غيرها من الكتب.
كان هذا وأنا طالب في الثانوية ,وبحمد هللا كانت لنا حلقة علمية في المدرسة
وقت االستراحة مع مجموعة من طالب المدرسة الذين يحبون العلم ,قرأنا
في هذه الحلقة كثيرا من شرح رياض الصالحين لإلمام ابن عثيمين رحمه
هللا ,وبعض الرسائل في التوحيد.
ومما أحم ُد هللا عليه أن حفظني في هذه الفترة من األهواء والحزبيات
فنشأت على السنة وعلى اتباع طريق السلف ُ المخالفة لما كان عليه السلف,
وأخ ناصح [وهو األخ عبد الصالح من أو َّل يوم ,ويسَّر هللا لي بجليس صالح ٍ
الـحيْد في مدينة
الغني بن مساعد حسن الحاج A,من أهالي منطقة دار َ
الضالع] فكان يُح ِّذرني من أصحاب الحزبيات Aوالجمعيات ويُهدي لي بعض
الكتب التي تبيِّن طريق هؤالء ,فجزاه هللا خيرا ,وشفاه مما هو فيه من
أمراض ,وأسأل هللا أن يثبتني على اإلسالم والسنة حتى الممات.
وطلبت من والدي أن يأذن لي بالرحلةُ ُ
أكملت الدراسة الثانوية إال وما أن
لطلب العلم في دار الحديث بدماج ,فقال لي :دماج بعيد ,ولكن اذهب إلى
فرحلت إلى مركز مفرق حُبيش في محافظة إب بعد انتهائي من ُA إب,
االمتحانات الثانوية بثالثة أيام في شهر جمادى األولى 1425هــ ولي من
العمر تسعة عشر عاما ,وكان القائم على المركز حينئذ الشيخ عبد العزيز
ُ
ودرست خالل هذا العام فبقيت هناك نحو عام,ُ بن يحيى البرعي وفقه هللا,
بعض كتب العقيدة والتجويد والنحو وأصول الفقه على يد بعض المدرسين
الذين كانوا هناك ,إضافة إلى الدروس العامة التي كانت تُلقى في ذلك الوقت
في صحيح البخاري وصحيح مسلم والروضة الندية شرح الدرر البهية
ُ
فأخذت شيئا من هذه الكتب في الفترة لصديق حسن خان وتفسير ابن كثير,
التي قضيتها هناك ,وال يزال قلبي معلقا بالرحلة إلى دار الحديث بدماج,
حتى كان العام الذي يليه ,ففي ربيع اآلخر 1426هـ كتب هللا لي الرحلة إلى
قلعة العلم في ذلك الوقت دار الحديث بدماج ,وبهذا تحقق لي األمر الذي ال
ي. أزال أنتظره وأتمناه ,والحمد هلل أوال وآخرا على ما أوالني َّ
ومن به عل َّ
فوصلت إلى هذه الدار العظيمة وكان القائم عليها في ذلك الوقت شيخناُ
الناصح األمين الصابر المحتسب أبا عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري
حفظه هللا وبارك فيه ,ووفقه وس َّدده ,ودفع عنه ك َّل سوء[ ,وأما الشيخ اإلمام
أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي فلم أُ ْد ِر ْكهُ ولم أطلب العلم على
ُ
استفدت من يديه ,بل كانت رحلتي إلى دماج بعد وفاته بنحو أربع سنين ,وقد
كتبه وما َخلَّفه من العلم ,وهكذا رأيته رؤية حين زارنا إلى بالد الضالعA
وحضرت له محاضرة ,ولم أذكر ذلك جيدا لصغر سني حين زيارته فرحمه
هللا وغفر له ورفع درجته وجمعنا به في جنات النعيم] فبقيتُ في هذا الدار
خرجنا الرافضة الحوثيون منها ظلما وعدوانا في يوم األربعاء إلى أن أَ َ
14ربيع األول 1435هـ ,فكان إجمالي الفترة التي بقيت فيها قريبا من
تسع سنوات ,استفدت فيها خيرا كثيرا وهلل الحمد ,فدرستُ على شيخنا
يحيى حفظه هللا صحيح البخاري ,وصحيح مسلم ,وتفسير ابن كثير,
والجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين لإلمام الوادعي ,والسنن
الصغرى للبيهقي ,وجامع بيان العلم وفضله البن عبد البر ,واقتضاء
الصراط المستقيم لشيخ اإلسالم ابن تيمية ,والعقيدة السفارينية ,وتائية
شيخ اإلسالم في الرد على القدرية ,ومقدمة ابن أبي زيد القيرواني في
االعتقاد ,وألفية مفردات اإلمام أحمد المس َّماه( :النظم المفيد األحمد في
مفردات اإلمام أحمد) لعز الدين محمد بن علي العمري الخطيب المقدسي,
وغيرها من الكتب النافعة ,إضافة إلى ما استفدناه من شيخنا الصابر
المحتسب حفظه هللا من النصائح والتوجيهات واإلرشادات التي نفعني هللا
بها كثيرا ,فكانت سببا في استمراري في طلب العلم وحرصي عليه ,وثباتي
على طريق السلف ,فأسأل هللا أن يجزيه عني خير ما جزى به معلما عن
تلميذه ,وأن يرزقني مكافأة إحسانه وتعليمه لي.
أخذت شيئا مباركا من الدروس الخاصة التي تُ َد َّرس في دار ُ وهكذا
الحديث مما يلقيه المشايخ وطلبة العلم في تلك الدار ,فمن ذلك ال
على سبيل الحصر:
في العقيدة والتوحيد :ثالثة األصول ,والقواعد األربع ,واألصولـ
الستة ,ونواقض اإلسالم ,وكتاب التوحيد ,كلها لإلمام المجدد محمد
بن عبد الوهاب النجدي ,وفتح المجيد في شرح كتاب التوحيد لعبد
الرحمن بن حسن آل الشيخ حفيد اإلمام النجدي ,وتجريد التوحيد
والدر النضيد للشوكاني,
ُّ للمقريزي ,وتطهير االعتقاد للصنعاني,ـ
ولمعة االعتقاد البن قدامة المقدسي ,والقواعد المثلى البن
عثيمين ,والواسطية لشيخ اإلسالم المتن والشرح لمحمد خليل هرَّاس,
والطحاوية بشرح ابن أبي العز ,وصريح السنة البن جرير الطبري ,وعقيدة
السلف وأصحاب الحديث ألبي عثمان الصابوني.
ضيَّة للشوكاني ,وصفة الصالة وفي الفقه وأصوله :بعض الدراري ال ُم ِ
لإلمام األلباني ,واألصول من علم األصول البن عثيمين ,ونظم الورقات
للعمريطي ,ومذكرة أصول الفقه للشنقيطي.
وفي اللغة :ففي النحو التحفة السنية في شرح اآلجرومية لمحمد محيي
الدين عبد الحميد ,ومتممة اآلجرومية لمحمد بن محمد الحطَّاب الرعيني,
وشرح قطر الندى البن هشام األنصاري ,وموصل الطالب إلى قواعد
اإلعراب لخالد األزهري ,وفي الصرف فتح الودود اللطيف في جمع
وترتيب أهم دروس التصريف للشيخ فتح القدسي ,والمية األفعال البن
مالك مع شرح ولده بدر الدين ,وشذا ال ّع ْرف في الصرف ألحمد بن محمد
الحمالوي ,وفي البالغة كتاب البالغة الواضحة ,وفي اإلمالء تحفة
المراكز العلمية في القواعد اإلمالئية لعبد القوي الحزمي ,والمفرد العلم
في رسم القلم للسيد أحمد الهاشمي.
وفي مصطلح الحديث :اختصار Aعلوم الحديث البن كثير المشهور
بـــ(الباعث الحثيث) ,ونزهة النظر للحافظ ابن حجر ,والتقييد واإليضاح
لإلمام العراقي ,وضوابط الجرح والتعديل لعبد العزيز بن محمد العبد
اللطيف ,وكتاب الموقظة لإلمام الذهبي.
وفي المواريث –الفرائض :-الرائد في علم الفرائض لمحمد العيد
الخطراوي ,والمنظومة الرحبيّة المسماة :بغيه الباحث Aعن ُج َمل الموارث.
لموفق الدين أبي عبد هللا الرحبي ,وتسهيل الفرائض البن عثيمين.
ي بدراستها في تلك الدار. من هللا عل َّوغير ذلك من الكتب النافعة التي َّ
كنت أجمع بين ثالثة إلى أربعة دروس وفي دراستي لهذه الدروس الخاصة ُ
في فنون مختلفة في أغلب األحيان ,وفي بعض األحيان ربما تصل إلى
خمسة ,إضافة إلى ما عندي من الدروس العامة ,وكذلك إضافة إلى
المحفوظات حفظا ومراجعة ,وبحمد هللا لم أكن أحضر درسا إال وأعتني به
من حيث تقييد الفوائد حتى اجتمع عندي من ذلك دفاتر وكراريس كثيرة,
وأيضا من حيث مراجعة الدرس فأعتني بذلك وأَ ْهتَ ُّم به وال أهمله ,وفي
كثير من األحوال كانت تكون لي حلقة مع بعض الزمالء الذين يدرسون هذا
الكتاب ,نراجع درس اليوم األول في اليوم الثاني قبل أن يأتي المدرِّ س,
فنستفيد بذلك فائدة عظيمة يترسخ درس اليوم األول ,ويتَّضح لنا بعض ما قد
خفي علينا أثناء الدرس ,وأيضا تظهر لنا إشكاالت واستفسارات نطرحها
على المدرِّ س وقت الدرس ,فتتم الفائدة ,ويترسخ الفهم ,فال ننتهي من الكتاب
إال وقد فهمناه واستفدنا منه وتهيأنا لما بعده ,وهذه طريقة مفيدة أنصح
إخواني طالب العلم بسلوكها ,وسيجدون من فوائدها الشيء الكثير.
وكان رفيقي وزميلي في دار الحديث بدماج دراسةًّ وحفظا ً ومراجعةً
وتسميعا ً أخي وصاحبي أبا عبد هللا مأمون بن عبد هللا بن محمد بن صالح
ُجبُاري الضالعي رحمه هللا وغفر له وتقبَّله في الشهداء ,فقد كان نعم الزميل
والرفيق منذ الطفولة ,ومن أيام الدراسة في المدراس وبعدها في ِ والصاحب
دماج ,ولم نفترق في ذلك كله حتى أتاه اليقين ,فقُتل مظلوما تحت وطأة
حصار الرافضة لدار الحديث بدماج ُمقبال غير ُمدبِر في يوم األربعاء
كتبت له ترجمة مفردة بعنوان$ :قرة العيون ُ /25ذي الحجة1434/هـ .وقد
بذكر نبذة مختصرة من سيرة أبي عبد هللا مأمون #وإلى اآلن لم أنشرها,
أسأل هللا أن ييسر بذلك ,وأنا أنصح طلبة العلم بالحرص على المزاملة في
طلب العلم ,فيتَّخذ طالبُ العلم له زميال مجتهدا حريصا على العلم ,فإن هذا
مما يعينه في طلب العلم ويُن ِّشطه عليه ,ألنه إذا كان مرتبطا بزميل في
الحفظ والمراجعة والتسميع ينشط على هذه األمور ويقوم بها ,بخالف ما إذا
لم يكن مرتبطا بذلك ربما يتهاون باألمر حتى يمضي عليه كثير من الوقت
دون ثمرة ,والتوفيق من هللا سبحانه.
ومن الجوانب المهمة التي وفقني هللا لها في طلبي للعلم جانب الحفظ للمتون
الحديثية ,وكذاك المتون العلمية المنظومة والمنثورة ,فكان مما يسَّر هللا
تعالى لي ِحفظَه في دار الحديث بدماج ,ب ُم َزا َملَ ِة أخي مأمون رحمه هللا:
ُ
بدأت في )1كتاب ”رياض الصالحين“ لإلمام النووي رحمه هللا ,وقد ُ
كنت
أتممت حفظه في دار الحديث بدماج في ُ حفظه وأنا ال أزال في بلدي ,ثم
أواخر شهر شعبان من عام 1427هـ
شرعت في حفظ صحيح اإلمام مسلم رحمه هللا بد ًء من تاريخ 24ذي ُ )2ثم
الحجة 1427هـ وانتهيت منه في تاريخ 6صفر 1429هـ ,وكان أخي
مأمون رحمه هللا يحفظ أيضا في هذين الكتابين ,وكنا نتعاون في تسميع
الحفظ والمراجعة ,وكان مقدار الحفظ في غالب األيام عشرة أحاديث ,مع
تسميع مراجعة خمسين حديثا من المحفوظات السابقة ,هذا هو المقرر
الرسمي الذي كنَّا نسير عليه ,إال إذا كانت األحاديث قصيرة أو سهلة فنحفظ
أكثر ,أو كانت طويلة فنحفظ أقلَّ ,ورأينا أن هذه الطريقة طريقة جيدة ليس
فيها استعجال يؤدي إلى اإلهمال وعدم المراجعة ,كذلك ليس فيها تقصير
وضياع للوقت بدون فائدة ,ألننا رأينا بعض طلبة العلم يحفظ في اليوم
أربعين أو خمسين حديثا ولكن ال يتمكن من مراجعتها فتذهب الفائدة,
والبعض اآلخر يفرط وتمضي عليه األيام دون حفظ شيء ,فالحمد هلل على
توفيقه لنا ,وما يسَّره لنا من األسباب في ذلك.
شرعت في حفظ األحاديث التي انفرد بها اإلمام البخاري رحمه هللا ُ )3ثم
عن اإلمام مسلم رحمه هللا ,معتمدا في ذلك على كتاب ”تلبية األماني بأفراد
اإلمام البخاري“ بد ًء من تاريخ 6ربيع األول 1429هـ وانتهيت منه في
تاريخ 26جمادى األولى 1429هـ ,وكان قصدي بذلك أن أجمع حفظ
الصحيحين فت َّم ذلك والحمد والفضل هلل سبحانه ,وكان اختيار أخي مأمون
رحمه هللا أن يحفظ كتاب ”الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين“ لإلمام
فكنت أنا أس ِّمع في أفراد البخاري وهو في الصحيح ُ الوادعي رحمه هللا,
المسند.
شرعت في حفظ كتاب ”بلوغ المرام“ للحافظ ابن حجر رحمه هللا, ُ )4ثم
فت َّم ذلك والحمد هلل في نحو أربعين يوما ,وكانت كثير من أحاديثه محفوظة
عندي من الكتب التي قبله ,وتأريخ بَ ْدئِي فيه وانتهائي منه مكتوب في آخر
نسختي من بلوغ المرام ولم أجدها في يومي هذا حتى أُقَيِّد ذلك.
ي بحفظ بعض المتون العلمية في فنون مختلفة ,فمنها المية وهكذا َّ
من هللا عل َّ
شيخ اإلسالم ابن تيمية ,وحائية ابن أبي داود ,والعقيدة الواسطية لشيخ
اإلسالم ابن تيمية ,والعقيدة الطحاوية ألبي جعفر الطحاوي ,واألصول
الثالثة وكتاب التوحيد لإلمام محمد بن عبد الوهاب النجدي ,و ُم ْل َحة
اإلعراب في النحو لإلمام الحريري ,ونظم الورقات في أصول الفقه
َّحبي, للع ْم ِر ْي ِطي ,والمنظومة الرحبية في الفرائض ألبي عبد هللا الر َِ
شرعت في حفظ ألفية ابن مالك في ُ ُ
وكنت والبيقونية في مصطلح الحديث,
ي كثيرا من الوقت ,فرأيت َّ
أن النحو ولم أكملها بسبب أنها كانت تأخذ عل َّ
ُ
فتركت إتمامها, حفظ األحاديث ومراجعتها ومواصلة الدروس أهم عندي
وكان أغلب ذلك أيضا بمزاملة أخي مأمون رحمه هللا ,وهكذا في حفظ
المتون لم نكن بالمستعجلين وال بالمف ِّرطين ,فإن كان المتن نظما حفظنا ك َّل
يوم ما بين عشرة إلى خمسة عشرة بيتا مع مراجعة المحفوظات السابقة,
وإن كان نثرا حفظنا نحو هذا المقدار ,وفي يوم الجمعة نُس ِّمع المتون
المحفوظة ,فمثال في هذه الجمعة نُس ِّمع العقيدة الواسطية ,والجمعة التي تليها
العقيدة الطحاوية ,والتي تليها نظم الورقات .....وهكذا.
* مشايخي:
من أبرز مشايخي في دار الحديث بدماج:
)1شيخنا الناصح األمين أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه
هللا.
)2الشيخ أبو عبد هللا محمد بن علي بن حزام البعداني حفظه هللا وهو أكثر
من استفدت منه من مشايخي بعد شيخنا يحيى ,وكان مما درسته على يديه
فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد ,وشرح الطحاوية البن أبي العز,
ومذكرة في أصول الفقه للشنقيطي ,والتقييد واإليضاح شرح مقدمة ابن
الصالح للحافظ العراقي ,وقد استفدت من طريقة تدريسه وبحثه وإلقائه,
وكانت دراستي على يديه مفتاحا لكثير من الفوائد ,فالحمد هلل رب العالمين.
)3الشيخ أبو عبد الرحمن جميل بن عبده الصلوي أخذت عنه بعض
الدروس العامة في دماج في الوقت الذي كان ينوب فيه عن شيخنا يحيى.
)4الشيخ أبو عبد هللا زايد بن حسن الوصابي درست على يديه بعض كتاب
الدراري المضية لإلمام الشوكاني.
)5الشيخ أبو بالل خالد بن عبود الحضرمي درست على يديه كتاب موصل
الطالب لخالد األزهري.
العمراني العديني درست على )6الشيخ أبو عبد الرحمن خليل بن أحمد ِ
يديه شرح قطر الندى البن هشام ,وبعض الكتب في الصرف.
هؤالء هم أبرز مشايخي الذين أخذت عنهم العلم في دار الحديث بدماج,
فأسأل هللا أن يجزيهم عني خيرا الجزاء ,وأن يثبتني وإياهم على اإلسالم
والسنة حتى نلقاه.
وبدأت أُطبِّق ذلك على ُ درست البحث والتخريج ُ * وفي عام 1430هـ
أحاديث مفردة ,فآخ ُذ الحديث وأجم ُع طرقه وشواهده وأحكم عليه على ضوء
ما تلقيته من قواعد ومسائل ,ثم أعرض ذلك على بعض مشايخي لقصد
تقويمي إن أخطأت وإرشادي إلى الطريق الصحيح ,وكان أحسن من يتعاون
معي في ذلك شيخنا أبا عبد هللا محمد بن علي بن حزام البعداني جزاه هللا
جمعت طرقه هو حديث جابر ا مرفوعا ُ خيرا وبارك فيه ,وكان أو َّل حديث
ُ
فبقيت على ذلك صابَهُ ْالـ ُمحْ ِر ُم فَفِي ِه َكبْشٌ ُم ِس ٌّن َوي ُْؤ َكلُ».
ص ْي ٌد فَإِ َذا أَ َ «ال َّ
ضبُ ُع َ
ما شاء هللا حتى اجتمع عندي أحاديث كثيرة ال تزال محفوظة عندي في
مسو َّدة ,ثم بدا لي أن آخذ كتابا مختصرا أُ َخرِّ ج أحاديثه وأعلِّق عليه ,فأجمع
بين فائدتين :أخد ُم الكتاب ,وأطبِّق القواعد التي َدرستُها حتى أتم َّكن من
وكنت أحرص على أن يكون الكتاب ُ البحث والتخريج وأتعرَّف على الكتب,
الذي أبدأ فيه مختصرا ,فوقع اختياري على كتاب تفسير سورة اإلخالص
فقمت بحمد هللا بتخريج أحاديثه وآثاره ُ للحافظ ابن رجب رحمه هللا,
والتعليق على مواضع منه ,وانتهيت من ذلك في شعبان 1431هـ ,فاستفدت
بذلك فائدة عظيمة ,تعرَّفت أوال على كتب الحديث والتراجم والعلل
والتخاريج والمراسيل ونحوها ,ثم تع َّودت على جمع الطرق والشواهد
واستفدت كثيرا من كتب اإلمام األلباني رحمه هللا. ُ وترتيبها,
ي شيخنا أبو عبد هللا محمد بن * ثم في هذا العام نفسه 1431هـ أشار عل َّ
علي بن حزام البعداني جزاه هللا خيرا وبارك فيه ,بتحقيق وتخريج كتاب
فبدأت في ذلك في 19شوال ُ الروح لإلمام ابن القيم رحمه هللا تعالى,
1431هـ وانتهيت منه في 5جمادى اآلخرة 1432هـ ,ثم يسَّر هللا لي بعد
ذلك مقابلة الكتاب على بعض المخطوطات ,وهو اآلن مرصوص جاهز
للطباعة ,أسأل هللا أن ييسر طباعته ونشره والنفع به.
* وبعد أن انتهيتُ منه بعشرين يوما بدأت في 25جمادى اآلخرة 1432هـ
سعة في بالكتابة في اآلداب الشرعية ,وأنا عازم على موسوعة شاملة مو ّ
اآلداب الشرعية التي يُشرع للمسلم مراعاتها في حياته كلها ,فخرجنا من
دماج ولم أنت ِه منها ,وأسأل هللا أن ييسر لي إتمامها ,وأن ينفع بها.
كنت ألقي بعض الدروس على إخواني طلبة العلم في دار * وفي أثناء ذلك ُ
قمت بتدريس كتاب التحفة السنية في الحديث بدماج ,ففي عام 1432هـ ُ
شرح اآلجرومية ,ثم بعدها كتاب متممة اآلجرومية ,ثم شرح قطر الندي ,ثم
وانتهيت من تدريسه في عام 1434هـ, ُ شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك
ثم درَّست بعد ذلك بعض الدروس في الصرف.
فتحت درسا في شرح المنظومة ُ * ثم في الثاني من شهر محرم 1434هـ
البيقونية وتم في 29من شهر محرم 1434هـ ,ثم بعده درسا في الباعث
الحثيث بد ًء من 6صفر 1434هـ ,ثم بعده درسا في شرح نزهة النظر بد ًء
من 13ربيع اآلخر 1434هـ ,ثم بعده درسا في تدريب الراوي بعد انتهائي
من النزهة مباشرة ,وخرجنا من دماج ولم أكمل تدريس هذا الكتاب.
* وهكذا ال أزال مستمرا في طلب العلم والبحث والتحصيل والتدريس في
دار الحديث بدماج ,وأخرج دعوة إلى هللا بين الحين واآلخر ,وغالبا ما
يكون خروجي في شهر رمضان فأخرج قبل رمضان بأسبوع وأرجع إلى
دماج بعده بنحو نصف شهر ,أقضي هذه الفترة في الدعوة وإقامة الدروس
فكنت أدرِّس في مسجد حبيل جباري الذي بجوار ُ في مساجد مدينة الضالع,
منزلنا ,وفي مسجد بالل بن رباح في مدينة الضالع ,وفي مسجد اإلمام أحمد
كنت أنزل في مسجدي الذي أنا فيه في مدينة الضالع ,وفي السنوات األخيرة ُ
اآلن في منطقة الدرجة مدينة الضالع ,وكان هذا هو شأني في غالب السنين,
ُ
وأقمت فنزلت في بالد أبين في منطقة الحصن ُ إال في رمضان عام 1433هـ
في جامعها الكبير شهرا وبضعة أيام كان فيها خير كثير ودعوة مباركة,
خرج من دار الحديث حتى شاء هللا سبحانه وق َّدر –وله الحكمة البالغة -أن نُ َ
ظلما وعدوانا -من قِبل الرافضة المعتدين ومن يدفع بهم -في يوم األربعاء
14ربيع األول 1435هـ ,فأ ُ ْخ ِرجْ نا منها وقلوبنا معلَّقة بها ,أُ ْخ ِرجْ نا منها
أن فارقنا الدار التي تربينا وتعلمنا فيهاْ ,
أن ودموعنا تسيل ألـما ً وحسرة ْ
فارقنا الدار التي قضينا فيها أجمل أيامنا وأسعد لحظات حياتنا ,وهلل الحكمة
البالغة ,وهللا يعلم ونحن ال نعلم ,فالحمد هلل على ما ق َّدره وقضاه.
ومكثت في مسجدي ُ ُ
رجعت إلى بلدي الضالع * وبعد خروجنا من دماج
الكائن في منطقة الدرجة من مدينة الضالع Aأُدرِّس فيه بما يسَّره هللا ,ومع من
يسَّره هللا من طالب العلم ,وأواصل في بحوثي ,إال أنها فاتتني المراجع
كنت أستفيدالكثيرة التي كانت في مكتبة دار الحديث بدماج العامرة ,والتي ُ
منها كثيرا ,وهكذا اتنقَّل في الدعوة إلى هللا تعالى في قرى الضالع A,وفي
محافظات أخرى ,حتى نهاية عام 1346هـ وبداية عام 1437هـ ,وبعد
جرت بين المسلمين في بالد الضالع وبين الرافضة المعتدين, ْ ب شديدة
حر ٍ
انتهت هذه الحرب بالنصر الـ ُم َؤ َّزر للمسلمين في بالد الضالع ,وتم طرد
الرافضة وإبعادهم إلى مناطق بعيدة ,فبعد ذلك أقبل طالب العلم من قرى
الضالع ومناطق مجاورة لمحافظة الضالع يرغبون في طلب العلم فتم افتتاح
دار الحديث السلفية للعلوم الشرعية بالضالع ,فتوافد طالب العلم إليها,
وأقبلوا من كل مكان ,وهكذا وفد إليها كثير من المد ِّرسين المستفيدين في
ق منه وحده سبحانه, بفضل من هللا وتوفي ٍ
ٍ كثير من علوم الشرعية ,فقامت
وهي اآلن قائمة على أحسن حال ,فيها اإلقبال على العلم واالنقطاع له,
وفيها الدعوة العظيمة والخير الكثير ,فيها تُدرَّس أغلب علوم الشريعة ,ففيها
يُ َد َّرس القرآن وتجويده وتفسيره وأصول تفسيره ,وكذلك الحديث النبوي
وشروحه وأصوله ,وكذلك الفقه الشرعي وأصوله ,وكذلك العقيدة بمستويات
مختلفة ,وكذلك علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبالغة وإمالء وخط,
وكذلك دروس في اآلداب واألخالق والفرائض والحساب والسيرة ,وغير
ذلك من العلوم النافعة ,وهكذا بفضل هللا تم إنشاء مدرسة لألوالد تابعة لدار
الحديث في عام 1440هـ فيها دروس نافعة ومقررات مفيدة في علم التجويد
والتفسير –إضافة إلى حفظ القرآن -والقراءة والكتابة واإلمالء والنحو
والحساب والفقه والحديث واآلداب والسيرة ,كلُّ هذا قائم بفضل هللا سبحانه
وحده ,ثم بما يسَّره هللا من جهود مباركة وتعاون من القائمين على هذا
الدار ,والمدرِّ سين فيها ,فنسأل هللا ج َّل وعال بأسمائه وصفاته أن يحفظ هذا
الخير وأن يبارك فيه ,وأن ينفع به اإلسالم والمسلمين.
هذه نبذة تعريفية مختصرة عن حياتي وسيرتي في طلب العلم ,ولم أكن
أحبُّ كتابة ذلك وال نَ ْش َره ,ولم أُف ِّكر بذلك ,حتى كان الطلب من إخواننا
حرصت على أن أذكر فيها نصائح وتوجيهات لطالب ُA بارك هللا فيهم ,وقد
العلم ,عسى أن ينفع هللا بها من شاء من خلقه.
وفي الختام أشكر هللا سبحانه وتعالى ,وأحمده وأثني عليه ,فله الحمد والثناء
أوال وآخرا ,أحمد هللا سبحانه مل َء السموات ومل َء األرض ومل َء ما شاء
من شيء بعد ,أحمد هللا سبحانه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد
ُ
سلكت طريقه. ُ
عرفت الخير وال ي ما
كلماته ,فلوال فضل هللا ونعمته عل َّ
وهللاَ أسأل أن يعفو عني ,ويغفر لي ذنوبي ,ويعاملني بلطفه ,ويصلح لي
شأني كلَّه ,وال يكلني إلى نفسي طرفة عين ,كما أسأله سبحانه أن يغفر
ي فضل في طلبي لوالدي وذريتي وأهل بيتي ومشايخي وكل من كان له عل َّ
للعلم.
والحمد هلل رب العالمين وصلى هللا على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
كتبه/
أبو عبد الرحمن
رشاد بن أحمد الضالعي
في دار الحديث السلفية للعلوم الشرعية بالضالع
في يوم اإلثنين الخامس من شهر جمادى اآلخرة لعام اثنين وأربعين
وأربعمائة وألف من هجرة النبي صلى هللا عليه وسلم 5/6/1442هـ