You are on page 1of 11

‫السيرة الذاتية لشيخنا أبو عبدالرحمن رشاد الضالعي حفظه هللا‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ,‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ,‬وأشهد أن‬
‫محمدا عبده ورسوله صلى هللا عليه وعلى آله وصحابته أجمعين‪ ,‬وال حول‬
‫العلي العظيم‪ ,‬أما بعد‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫وال قوة إال باهلل‬
‫فقد طلب مني إخواني الفضالء‪ A‬القائمون على تسجيالت دار الحديث السلفية‬
‫للعلوم الشرعية بالضالع‪ A‬مرارا عديدة أن أكتب نبذة تعريفية عن حياتي‬
‫عموما‪ ,‬وعن سيرتي في طلب العلم خصوصا‪ ,‬وأنا أتأخر في ذلك‪ ,‬حتى‬
‫ي‪ ,‬وأنه البد من ذلك‪ ,‬ال سيما ونحن في صدد‬ ‫كانت هذه المرة فألـحُّ وا‪ A‬عل َّ‬
‫افتتاح موقع رسمي على الشبكة‪ ,‬وأن من المهم وجود سيرة تعريفية‬
‫لصاحب الموقع‪.‬‬
‫راض‬
‫ٍ‬ ‫فأقول وباهلل التوفيق‪ ,‬وأسأل هللا أن يعفو عني‪ ,‬وأن يتوفاني وهو‬
‫عني‪:‬‬
‫* اسمي ونسبي‪:‬‬
‫فأنا أبو عبد الرحمن رشاد بن أحمد بن ناجي بن علي بن محسن بن حسن‬
‫بن صالح الشرعبي الـجُحافي الضالعي‪ A,‬من قرية الـ َح ْقل إحدى قرى مديرية‬
‫جُحاف محافظة الضالع‪ ,‬نزل جدِّي األقرب –ناجي‪ -‬رحمه هللا وغفر له‪ ,‬من‬
‫اري في مدينة‬ ‫هذه القرية وهو في سنِّ الشباب‪ ,‬واستوطن منطقة َحبِــيـْـل ُجبَ ِ‬
‫الضالع‪ ,‬وتز َّوج منها‪ ,‬وبها كان مولدي‪ ,‬ومولد والِدي حفظه هللا‪ ,‬وأحسن له‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫وكثير من ُسنَّة‬ ‫ٍ‬ ‫متزوج بزوجتين مؤمنتَين غافلتَين حافظتَين لكتاب هللا‪,‬‬ ‫ِّ‬ ‫*‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ,‬حفظهما هللا وبارك فيهما‪ ,‬ولي منهما إلى‬
‫ٌّ‬
‫وست من‬ ‫تاريخ كتابة هذه األسطر تسعةٌ من الولد‪ ,‬ثالثةٌ من الذكور‪,‬‬
‫اإلناث‪ ,‬وأسأل هللا أن يزيدني من فضله‪ ,‬وأن يبارك لي فيما رزقني‪.‬‬
‫* (لقب الشرعبي) أ َّما عن هذا اللقب فيتساءل بعض اإلخوة‪ ,‬هل هذا اللقب‪A‬‬
‫نِسبَةٌ إلى بالد (شرعب) من محافظة تعز؟‬
‫حاولت أن أصل إلى نتيجة في ذلك فلم يتبيَّن لي‪ ,‬هل كان أحد أجدادي‬ ‫ُ‪A‬‬ ‫وقد‬
‫من بالد شرعب ونزل في بالد جُحاف‪ ,‬أو أنه لقبٌ ل َشبَ ٍه‪ ,‬أو موافق ٍة في‬
‫مهنة‪ ,‬أو صُحبة‪ ,‬أو نحو ذلك‪ ,‬لم يتبيَّن لي ذلك‪ ,‬ولم يكن آبائي يعرفون ذلك‪,‬‬
‫أن َج َّدهُ من‬‫يعرف َّ‬ ‫ُ‬ ‫سألت جدي رحمه هللا وغفر له عن ذلك‪ ,‬فأخبرني أنه‬ ‫ُ‬ ‫فقد‬
‫مواليد قرية الحقل في جبل جُحاف‪.‬‬
‫أن أُسرة الشرعبي موجودة في أكثر من قرية من قرى جُحاف‪ ,‬فمن‬ ‫علما َّ‬
‫(الـــحيْفة)‬
‫َ‬ ‫القرى التي يتواجدون فيها قرية (الـ َح ْقل) وقرية (ال ُعبُل) وقرية‬
‫ضعُه‪ ,‬وإنما‬ ‫فاهلل أعلم‪ ,‬وعلى ك ِّل حال فالبلدان ال تُز ِّكي أحدا‪ ,‬وال ترفعه أو تَ َ‬
‫يز ِّكي اإلنسان عملُه الصالح‪ A,‬وطاعته هلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫* مولدي ونشأتي‪:‬‬
‫اري في مدينة الضالع‪ A,‬في يوم األربعاء‬ ‫مولدي في منطقة َحبِــيـْـل ُجبَ ِ‬
‫ألف وأربعمائة وست ٍة من هجرة النبي‬ ‫الخامس من شهر جمادى األولى لعام ٍ‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪5/5/1406‬هـ‪.‬‬
‫توفِّيَت أُ ِّمي ‪-‬رحمها هللا وغفر لها ورفع درجتها في المهديين‪ -‬وأنا في نحو‬
‫الثالثة من عمري‪ ,‬وقامت على تربيتي عمـاتي جزاهن هللا عني خير‬
‫فنشأت في تربية والدي وعماتي على أحسن حال وهلل الحمد‪ ,‬وكان‬ ‫ُ‬ ‫الجزاء‪,‬‬
‫والدي –حفظه هللا وأحسن له الخاتمة وغفر له ورحمه‪ -‬حريصا أش َّد‬
‫الحرص على نشأتنا نشأة صالحة‪ ,‬وإبعادنا عن جلساء السوء‪ ,‬وتوجيهنا إلى‬
‫المساجد وحلقات العلم‪ ,‬وأَ ْم ِرنا بأداء الفرائض والحرص عليها‪ ,‬بل‬
‫وتشجيعنا على نوافل العبادات‪ A‬وتعويدنا عليها‪ ,‬فتربينا على ذلك منذ الصغر‪,‬‬
‫والحمد هلل‪.‬‬
‫* طلبي للعلم‪:‬‬
‫حفظت وأنا في سنِّ الحادية عشرة أو الثانية عشرة إلى سورة مريم –بد ًء‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫أتممت حفظ‬ ‫من سورة الناس‪ ,-‬ثم توقَّفت عن الحفظ ع َّدة سنوات حتى‬
‫القرآن وأنا في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة من عمري‪ ,‬على يد األستاذ‬
‫الفاضل أبي يحيى وليد بن عبد هللا بن محمد ُجبُاري جزاه هللا خيرا‪ ,‬وبارك‬
‫فيه‪ ,‬وفي أهله وذريته‪ ,‬الذي ال يزال معنا إلى يومنا هذا في دار الحديث‬
‫بالضالع صابرا محتسبا في تعليم األوالد كتاب هللا‪.‬‬
‫وكنت أرغبُ في الرحلة‬ ‫ُ‬ ‫وكان ذلك في بلدي في المسجد الذي بجوار منزلنا‪,‬‬
‫إلى ُد ْو ِر الحديث منذ صغري‪ ,‬ولكن لم يكن والدي –جزاه هللا عني خير ما‬
‫ُ‬
‫فبقيت‬ ‫جزى به أبًا عن ابنه‪ -‬يأذن لي بذلك‪ ,‬ألني ال أزال صغيرا في السن‪,‬‬
‫في بلدي أدرس في المدارس الحكومية‪ ,‬وأالزم المسجد في سائر األوقات‪,‬‬
‫وكانت عندي َح ْلقة أُحفِّظ فيها األوالد القرآن الكريم بين المغرب والعشاء‬
‫فبقيت على ذلك ما شاء هللا‪ ,‬وأنا في تلك‬ ‫ُ‬ ‫في المسجد الذي بجوار منزلنا‪,‬‬
‫سمعت أحدا‬‫ُ‬ ‫الفترة أج ُد نهمة شديدة للعلم والحفظ والقراءة‪ ,‬حتى أني ُ‬
‫كنت إذا‬
‫يحث على العلم الشرعي وي َُر ِّغبُ فيه أبكي بكاء شديدا؛ وأتحسَّر ألني لم‬ ‫ُّ‬
‫أستطع الوصول إليه‪ ,‬ولم أجد أحدا في بلدنا في ذلك الحين آخ ُذ على يديه‬
‫فأقبلت على الحفظ وسماع الدروس المسجَّلة في األشرطة [وكانت‬ ‫ُ‪A‬‬ ‫العلم‪,‬‬
‫فحفظت في هذه الفترة بعد‬ ‫ُ‬ ‫قليلة ونادرة في تلك الفترة] وقراءة بعض الكتب‪,‬‬
‫حفظ القرآن األربعين النووية وبعض رياض الصالحين وبعض المتون‬
‫واستمعت إلى شرح اآلجرومية لإلمام ابن عثيمين رحمه هللا‬ ‫ُ‬ ‫العلمية‪,‬‬
‫صت كثيرا منه‪ ,‬وهكذا كثير من أشرطة اإلمام األلباني رحمه هللا‬ ‫ولـ َّخ ُ‬
‫استمعت شروح بعض الرسائل في التوحيد‬ ‫ُ‬ ‫ولــ َّخصت كثيرا منها‪ ,‬وهكذا‬
‫لبعض علماء نجد والحجاز وبعض طالب العلم في دماج‪ ,‬وهكذا قرأت‬
‫بعض كتاب ‪$‬تيسير العالم شرح عمدة األحكام‪ #‬للشيخ عبد هللا البسام‬
‫رحمه هللا وكان أو َّل كتاب اشتريتُه في حياتي‪ ,‬وهكذا قرأت كتاب (الوجيز‬
‫في فقه السنة والكتاب العزيز) تأليف عبد العظيم بن بدوي بن محمد‪ ,‬وكان‬
‫هذا الكتاب أكثر الكتب التي تعجبني‪ ,‬وأُكثِ ُر قراءتها في ذلك الوقت‪,‬‬
‫لسهولته‪ ,‬و ُح ْس ِن ترتيبه‪ ,‬أهداه لي بعض اإلخوة جزاه هللا خيرا‪ ,‬وهكذا‬
‫غيرها من الكتب‪.‬‬
‫كان هذا وأنا طالب في الثانوية‪ ,‬وبحمد هللا كانت لنا حلقة علمية في المدرسة‬
‫وقت االستراحة مع مجموعة من طالب المدرسة الذين يحبون العلم‪ ,‬قرأنا‬
‫في هذه الحلقة كثيرا من شرح رياض الصالحين لإلمام ابن عثيمين رحمه‬
‫هللا‪ ,‬وبعض الرسائل في التوحيد‪.‬‬
‫ومما أحم ُد هللا عليه أن حفظني في هذه الفترة من األهواء والحزبيات‬
‫فنشأت على السنة وعلى اتباع طريق السلف‬ ‫ُ‬ ‫المخالفة لما كان عليه السلف‪,‬‬
‫وأخ ناصح [وهو األخ عبد‬ ‫الصالح من أو َّل يوم‪ ,‬ويسَّر هللا لي بجليس صالح ٍ‬
‫الـحيْد في مدينة‬
‫الغني بن مساعد حسن الحاج‪ A,‬من أهالي منطقة دار َ‬
‫الضالع] فكان يُح ِّذرني من أصحاب الحزبيات‪ A‬والجمعيات ويُهدي لي بعض‬
‫الكتب التي تبيِّن طريق هؤالء‪ ,‬فجزاه هللا خيرا‪ ,‬وشفاه مما هو فيه من‬
‫أمراض‪ ,‬وأسأل هللا أن يثبتني على اإلسالم والسنة حتى الممات‪.‬‬
‫وطلبت من والدي أن يأذن لي بالرحلة‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أكملت الدراسة الثانوية إال‬ ‫وما أن‬
‫لطلب العلم في دار الحديث بدماج‪ ,‬فقال لي‪ :‬دماج بعيد‪ ,‬ولكن اذهب إلى‬
‫فرحلت إلى مركز مفرق حُبيش في محافظة إب بعد انتهائي من‬ ‫ُ‪A‬‬ ‫إب‪,‬‬
‫االمتحانات الثانوية بثالثة أيام في شهر جمادى األولى ‪1425‬هــ ولي من‬
‫العمر تسعة عشر عاما‪ ,‬وكان القائم على المركز حينئذ الشيخ عبد العزيز‬
‫ُ‬
‫ودرست خالل هذا العام‬ ‫فبقيت هناك نحو عام‪,‬‬‫ُ‬ ‫بن يحيى البرعي وفقه هللا‪,‬‬
‫بعض كتب العقيدة والتجويد والنحو وأصول الفقه على يد بعض المدرسين‬
‫الذين كانوا هناك‪ ,‬إضافة إلى الدروس العامة التي كانت تُلقى في ذلك الوقت‬
‫في صحيح البخاري وصحيح مسلم والروضة الندية شرح الدرر البهية‬
‫ُ‬
‫فأخذت شيئا من هذه الكتب في الفترة‬ ‫لصديق حسن خان وتفسير ابن كثير‪,‬‬
‫التي قضيتها هناك‪ ,‬وال يزال قلبي معلقا بالرحلة إلى دار الحديث بدماج‪,‬‬
‫حتى كان العام الذي يليه‪ ,‬ففي ربيع اآلخر ‪1426‬هـ كتب هللا لي الرحلة إلى‬
‫قلعة العلم في ذلك الوقت دار الحديث بدماج‪ ,‬وبهذا تحقق لي األمر الذي ال‬
‫ي‪.‬‬ ‫أزال أنتظره وأتمناه‪ ,‬والحمد هلل أوال وآخرا على ما أوالني َّ‬
‫ومن به عل َّ‬
‫فوصلت إلى هذه الدار العظيمة وكان القائم عليها في ذلك الوقت شيخنا‬‫ُ‬
‫الناصح األمين الصابر المحتسب أبا عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري‬
‫حفظه هللا وبارك فيه‪ ,‬ووفقه وس َّدده‪ ,‬ودفع عنه ك َّل سوء‪[ ,‬وأما الشيخ اإلمام‬
‫أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي فلم أُ ْد ِر ْكهُ ولم أطلب العلم على‬
‫ُ‬
‫استفدت من‬ ‫يديه‪ ,‬بل كانت رحلتي إلى دماج بعد وفاته بنحو أربع سنين‪ ,‬وقد‬
‫كتبه وما َخلَّفه من العلم‪ ,‬وهكذا رأيته رؤية حين زارنا إلى بالد الضالع‪A‬‬
‫وحضرت له محاضرة‪ ,‬ولم أذكر ذلك جيدا لصغر سني حين زيارته فرحمه‬
‫هللا وغفر له ورفع درجته وجمعنا به في جنات النعيم] فبقيتُ في هذا الدار‬
‫خرجنا الرافضة الحوثيون منها ظلما وعدوانا في يوم األربعاء‬ ‫إلى أن أَ َ‬
‫‪14‬ربيع األول ‪1435‬هـ‪ ,‬فكان إجمالي الفترة التي بقيت فيها قريبا من‬
‫تسع سنوات‪ ,‬استفدت فيها خيرا كثيرا وهلل الحمد‪ ,‬فدرستُ على شيخنا‬
‫يحيى حفظه هللا صحيح البخاري‪ ,‬وصحيح مسلم‪ ,‬وتفسير ابن كثير‪,‬‬
‫والجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين لإلمام الوادعي‪ ,‬والسنن‬
‫الصغرى للبيهقي‪ ,‬وجامع بيان العلم وفضله البن عبد البر‪ ,‬واقتضاء‬
‫الصراط المستقيم لشيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ,‬والعقيدة السفارينية‪ ,‬وتائية‬
‫شيخ اإلسالم في الرد على القدرية‪ ,‬ومقدمة ابن أبي زيد القيرواني في‬
‫االعتقاد‪ ,‬وألفية مفردات اإلمام أحمد المس َّماه‪( :‬النظم المفيد األحمد في‬
‫مفردات اإلمام أحمد) لعز الدين محمد بن علي العمري الخطيب المقدسي‪,‬‬
‫وغيرها من الكتب النافعة‪ ,‬إضافة إلى ما استفدناه من شيخنا الصابر‬
‫المحتسب حفظه هللا من النصائح والتوجيهات واإلرشادات التي نفعني هللا‬
‫بها كثيرا‪ ,‬فكانت سببا في استمراري في طلب العلم وحرصي عليه‪ ,‬وثباتي‬
‫على طريق السلف‪ ,‬فأسأل هللا أن يجزيه عني خير ما جزى به معلما عن‬
‫تلميذه‪ ,‬وأن يرزقني مكافأة إحسانه وتعليمه لي‪.‬‬
‫أخذت شيئا مباركا من الدروس الخاصة التي تُ َد َّرس في دار‬ ‫ُ‬ ‫وهكذا‬
‫الحديث مما يلقيه المشايخ وطلبة العلم في تلك الدار‪ ,‬فمن ذلك ال‬
‫على سبيل الحصر‪:‬‬
‫في العقيدة والتوحيد‪ :‬ثالثة األصول‪ ,‬والقواعد األربع‪ ,‬واألصولـ‬
‫الستة‪ ,‬ونواقض اإلسالم‪ ,‬وكتاب التوحيد‪ ,‬كلها لإلمام المجدد محمد‬
‫بن عبد الوهاب النجدي‪ ,‬وفتح المجيد في شرح كتاب التوحيد لعبد‬
‫الرحمن بن حسن آل الشيخ حفيد اإلمام النجدي‪ ,‬وتجريد التوحيد‬
‫والدر النضيد للشوكاني‪,‬‬
‫ُّ‬ ‫للمقريزي‪ ,‬وتطهير االعتقاد للصنعاني‪,‬ـ‬
‫ولمعة االعتقاد البن قدامة المقدسي‪ ,‬والقواعد المثلى البن‬
‫عثيمين‪ ,‬والواسطية لشيخ اإلسالم المتن والشرح لمحمد خليل هرَّاس‪,‬‬
‫والطحاوية بشرح ابن أبي العز‪ ,‬وصريح السنة البن جرير الطبري‪ ,‬وعقيدة‬
‫السلف وأصحاب الحديث ألبي عثمان الصابوني‪.‬‬
‫ضيَّة للشوكاني‪ ,‬وصفة الصالة‬ ‫وفي الفقه وأصوله‪ :‬بعض الدراري ال ُم ِ‬
‫لإلمام األلباني‪ ,‬واألصول من علم األصول البن عثيمين‪ ,‬ونظم الورقات‬
‫للعمريطي‪ ,‬ومذكرة أصول الفقه للشنقيطي‪.‬‬
‫وفي اللغة‪ :‬ففي النحو التحفة السنية في شرح اآلجرومية لمحمد محيي‬
‫الدين عبد الحميد‪ ,‬ومتممة اآلجرومية لمحمد بن محمد الحطَّاب الرعيني‪,‬‬
‫وشرح قطر الندى البن هشام األنصاري‪ ,‬وموصل الطالب إلى قواعد‬
‫اإلعراب لخالد األزهري‪ ,‬وفي الصرف فتح الودود اللطيف في جمع‬
‫وترتيب أهم دروس التصريف للشيخ فتح القدسي‪ ,‬والمية األفعال البن‬
‫مالك مع شرح ولده بدر الدين‪ ,‬وشذا ال ّع ْرف في الصرف ألحمد بن محمد‬
‫الحمالوي‪ ,‬وفي البالغة كتاب البالغة الواضحة‪ ,‬وفي اإلمالء تحفة‬
‫المراكز العلمية في القواعد اإلمالئية لعبد القوي الحزمي‪ ,‬والمفرد العلم‬
‫في رسم القلم للسيد أحمد الهاشمي‪.‬‬
‫وفي مصطلح الحديث‪ :‬اختصار‪ A‬علوم الحديث البن كثير المشهور‬
‫بـــ(الباعث الحثيث)‪ ,‬ونزهة النظر للحافظ ابن حجر‪ ,‬والتقييد واإليضاح‬
‫لإلمام العراقي‪ ,‬وضوابط الجرح والتعديل لعبد العزيز بن محمد العبد‬
‫اللطيف‪ ,‬وكتاب الموقظة لإلمام الذهبي‪.‬‬
‫وفي المواريث –الفرائض‪ :-‬الرائد في علم الفرائض لمحمد العيد‬
‫الخطراوي‪ ,‬والمنظومة الرحبيّة المسماة‪ :‬بغيه الباحث‪ A‬عن ُج َمل الموارث‪.‬‬
‫لموفق الدين أبي عبد هللا الرحبي‪ ,‬وتسهيل الفرائض البن عثيمين‪.‬‬
‫ي بدراستها في تلك الدار‪.‬‬ ‫من هللا عل َّ‬‫وغير ذلك من الكتب النافعة التي َّ‬
‫كنت أجمع بين ثالثة إلى أربعة دروس‬ ‫وفي دراستي لهذه الدروس الخاصة ُ‬
‫في فنون مختلفة في أغلب األحيان‪ ,‬وفي بعض األحيان ربما تصل إلى‬
‫خمسة‪ ,‬إضافة إلى ما عندي من الدروس العامة‪ ,‬وكذلك إضافة إلى‬
‫المحفوظات حفظا ومراجعة‪ ,‬وبحمد هللا لم أكن أحضر درسا إال وأعتني به‬
‫من حيث تقييد الفوائد حتى اجتمع عندي من ذلك دفاتر وكراريس كثيرة‪,‬‬
‫وأيضا من حيث مراجعة الدرس فأعتني بذلك وأَ ْهتَ ُّم به وال أهمله‪ ,‬وفي‬
‫كثير من األحوال كانت تكون لي حلقة مع بعض الزمالء الذين يدرسون هذا‬
‫الكتاب‪ ,‬نراجع درس اليوم األول في اليوم الثاني قبل أن يأتي المدرِّ س‪,‬‬
‫فنستفيد بذلك فائدة عظيمة يترسخ درس اليوم األول‪ ,‬ويتَّضح لنا بعض ما قد‬
‫خفي علينا أثناء الدرس‪ ,‬وأيضا تظهر لنا إشكاالت واستفسارات نطرحها‬
‫على المدرِّ س وقت الدرس‪ ,‬فتتم الفائدة‪ ,‬ويترسخ الفهم‪ ,‬فال ننتهي من الكتاب‬
‫إال وقد فهمناه واستفدنا منه وتهيأنا لما بعده‪ ,‬وهذه طريقة مفيدة أنصح‬
‫إخواني طالب العلم بسلوكها‪ ,‬وسيجدون من فوائدها الشيء الكثير‪.‬‬
‫وكان رفيقي وزميلي في دار الحديث بدماج دراسةًّ وحفظا ً ومراجعةً‬
‫وتسميعا ً أخي وصاحبي أبا عبد هللا مأمون بن عبد هللا بن محمد بن صالح‬
‫ُجبُاري الضالعي رحمه هللا وغفر له وتقبَّله في الشهداء‪ ,‬فقد كان نعم الزميل‬
‫والرفيق منذ الطفولة‪ ,‬ومن أيام الدراسة في المدراس وبعدها في‬ ‫ِ‬ ‫والصاحب‬
‫دماج‪ ,‬ولم نفترق في ذلك كله حتى أتاه اليقين‪ ,‬فقُتل مظلوما تحت وطأة‬
‫حصار الرافضة لدار الحديث بدماج ُمقبال غير ُمدبِر في يوم األربعاء‬
‫كتبت له ترجمة مفردة بعنوان‪$ :‬قرة العيون‬ ‫ُ‬ ‫‪/25‬ذي الحجة‪1434/‬هـ‪ .‬وقد‬
‫بذكر نبذة مختصرة من سيرة أبي عبد هللا مأمون‪ #‬وإلى اآلن لم أنشرها‪,‬‬
‫أسأل هللا أن ييسر بذلك‪ ,‬وأنا أنصح طلبة العلم بالحرص على المزاملة في‬
‫طلب العلم‪ ,‬فيتَّخذ طالبُ العلم له زميال مجتهدا حريصا على العلم‪ ,‬فإن هذا‬
‫مما يعينه في طلب العلم ويُن ِّشطه عليه‪ ,‬ألنه إذا كان مرتبطا بزميل في‬
‫الحفظ والمراجعة والتسميع ينشط على هذه األمور ويقوم بها‪ ,‬بخالف ما إذا‬
‫لم يكن مرتبطا بذلك ربما يتهاون باألمر حتى يمضي عليه كثير من الوقت‬
‫دون ثمرة‪ ,‬والتوفيق من هللا سبحانه‪.‬‬
‫ومن الجوانب المهمة التي وفقني هللا لها في طلبي للعلم جانب الحفظ للمتون‬
‫الحديثية‪ ,‬وكذاك المتون العلمية المنظومة والمنثورة‪ ,‬فكان مما يسَّر هللا‬
‫تعالى لي ِحفظَه في دار الحديث بدماج‪ ,‬ب ُم َزا َملَ ِة أخي مأمون رحمه هللا‪:‬‬
‫ُ‬
‫بدأت في‬ ‫‪ )1‬كتاب ”رياض الصالحين“ لإلمام النووي رحمه هللا‪ ,‬وقد ُ‬
‫كنت‬
‫أتممت حفظه في دار الحديث بدماج في‬ ‫ُ‬ ‫حفظه وأنا ال أزال في بلدي‪ ,‬ثم‬
‫أواخر شهر شعبان من عام ‪1427‬هـ‬
‫شرعت في حفظ صحيح اإلمام مسلم رحمه هللا بد ًء من تاريخ ‪ 24‬ذي‬ ‫ُ‬ ‫‪ )2‬ثم‬
‫الحجة ‪1427‬هـ وانتهيت منه في تاريخ ‪ 6‬صفر ‪1429‬هـ‪ ,‬وكان أخي‬
‫مأمون رحمه هللا يحفظ أيضا في هذين الكتابين‪ ,‬وكنا نتعاون في تسميع‬
‫الحفظ والمراجعة‪ ,‬وكان مقدار الحفظ في غالب األيام عشرة أحاديث‪ ,‬مع‬
‫تسميع مراجعة خمسين حديثا من المحفوظات السابقة‪ ,‬هذا هو المقرر‬
‫الرسمي الذي كنَّا نسير عليه‪ ,‬إال إذا كانت األحاديث قصيرة أو سهلة فنحفظ‬
‫أكثر‪ ,‬أو كانت طويلة فنحفظ أقلَّ‪ ,‬ورأينا أن هذه الطريقة طريقة جيدة ليس‬
‫فيها استعجال يؤدي إلى اإلهمال وعدم المراجعة‪ ,‬كذلك ليس فيها تقصير‬
‫وضياع للوقت بدون فائدة‪ ,‬ألننا رأينا بعض طلبة العلم يحفظ في اليوم‬
‫أربعين أو خمسين حديثا ولكن ال يتمكن من مراجعتها فتذهب الفائدة‪,‬‬
‫والبعض اآلخر يفرط وتمضي عليه األيام دون حفظ شيء‪ ,‬فالحمد هلل على‬
‫توفيقه لنا‪ ,‬وما يسَّره لنا من األسباب في ذلك‪.‬‬
‫شرعت في حفظ األحاديث التي انفرد بها اإلمام البخاري رحمه هللا‬ ‫ُ‬ ‫‪ )3‬ثم‬
‫عن اإلمام مسلم رحمه هللا‪ ,‬معتمدا في ذلك على كتاب ”تلبية األماني بأفراد‬
‫اإلمام البخاري“ بد ًء من تاريخ ‪ 6‬ربيع األول ‪1429‬هـ وانتهيت منه في‬
‫تاريخ ‪ 26‬جمادى األولى ‪1429‬هـ‪ ,‬وكان قصدي بذلك أن أجمع حفظ‬
‫الصحيحين فت َّم ذلك والحمد والفضل هلل سبحانه‪ ,‬وكان اختيار أخي مأمون‬
‫رحمه هللا أن يحفظ كتاب ”الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين“ لإلمام‬
‫فكنت أنا أس ِّمع في أفراد البخاري وهو في الصحيح‬ ‫ُ‬ ‫الوادعي رحمه هللا‪,‬‬
‫المسند‪.‬‬
‫شرعت في حفظ كتاب ”بلوغ المرام“ للحافظ ابن حجر رحمه هللا‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ )4‬ثم‬
‫فت َّم ذلك والحمد هلل في نحو أربعين يوما‪ ,‬وكانت كثير من أحاديثه محفوظة‬
‫عندي من الكتب التي قبله‪ ,‬وتأريخ بَ ْدئِي فيه وانتهائي منه مكتوب في آخر‬
‫نسختي من بلوغ المرام ولم أجدها في يومي هذا حتى أُقَيِّد ذلك‪.‬‬
‫ي بحفظ بعض المتون العلمية في فنون مختلفة‪ ,‬فمنها المية‬ ‫وهكذا َّ‬
‫من هللا عل َّ‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ ,‬وحائية ابن أبي داود‪ ,‬والعقيدة الواسطية لشيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية‪ ,‬والعقيدة الطحاوية ألبي جعفر الطحاوي‪ ,‬واألصول‬
‫الثالثة وكتاب التوحيد لإلمام محمد بن عبد الوهاب النجدي‪ ,‬و ُم ْل َحة‬
‫اإلعراب في النحو لإلمام الحريري‪ ,‬ونظم الورقات في أصول الفقه‬
‫َّحبي‪,‬‬ ‫للع ْم ِر ْي ِطي‪ ,‬والمنظومة الرحبية في الفرائض ألبي عبد هللا الر َ‬‫ِ‬
‫شرعت في حفظ ألفية ابن مالك في‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وكنت‬ ‫والبيقونية في مصطلح الحديث‪,‬‬
‫ي كثيرا من الوقت‪ ,‬فرأيت َّ‬
‫أن‬ ‫النحو ولم أكملها بسبب أنها كانت تأخذ عل َّ‬
‫ُ‬
‫فتركت إتمامها‪,‬‬ ‫حفظ األحاديث ومراجعتها ومواصلة الدروس أهم عندي‬
‫وكان أغلب ذلك أيضا بمزاملة أخي مأمون رحمه هللا‪ ,‬وهكذا في حفظ‬
‫المتون لم نكن بالمستعجلين وال بالمف ِّرطين‪ ,‬فإن كان المتن نظما حفظنا ك َّل‬
‫يوم ما بين عشرة إلى خمسة عشرة بيتا مع مراجعة المحفوظات السابقة‪,‬‬
‫وإن كان نثرا حفظنا نحو هذا المقدار‪ ,‬وفي يوم الجمعة نُس ِّمع المتون‬
‫المحفوظة‪ ,‬فمثال في هذه الجمعة نُس ِّمع العقيدة الواسطية‪ ,‬والجمعة التي تليها‬
‫العقيدة الطحاوية‪ ,‬والتي تليها نظم الورقات ‪ .....‬وهكذا‪.‬‬
‫* مشايخي‪:‬‬
‫من أبرز مشايخي في دار الحديث بدماج‪:‬‬
‫‪ )1‬شيخنا الناصح األمين أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه‬
‫هللا‪.‬‬
‫‪ )2‬الشيخ أبو عبد هللا محمد بن علي بن حزام البعداني حفظه هللا وهو أكثر‬
‫من استفدت منه من مشايخي بعد شيخنا يحيى‪ ,‬وكان مما درسته على يديه‬
‫فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد‪ ,‬وشرح الطحاوية البن أبي العز‪,‬‬
‫ومذكرة في أصول الفقه للشنقيطي‪ ,‬والتقييد واإليضاح شرح مقدمة ابن‬
‫الصالح للحافظ العراقي‪ ,‬وقد استفدت من طريقة تدريسه وبحثه وإلقائه‪,‬‬
‫وكانت دراستي على يديه مفتاحا لكثير من الفوائد‪ ,‬فالحمد هلل رب العالمين‪.‬‬
‫‪ )3‬الشيخ أبو عبد الرحمن جميل بن عبده الصلوي أخذت عنه بعض‬
‫الدروس العامة في دماج في الوقت الذي كان ينوب فيه عن شيخنا يحيى‪.‬‬
‫‪ )4‬الشيخ أبو عبد هللا زايد بن حسن الوصابي درست على يديه بعض كتاب‬
‫الدراري المضية لإلمام الشوكاني‪.‬‬
‫‪ )5‬الشيخ أبو بالل خالد بن عبود الحضرمي درست على يديه كتاب موصل‬
‫الطالب لخالد األزهري‪.‬‬
‫العمراني العديني درست على‬ ‫‪ )6‬الشيخ أبو عبد الرحمن خليل بن أحمد ِ‬
‫يديه شرح قطر الندى البن هشام‪ ,‬وبعض الكتب في الصرف‪.‬‬
‫هؤالء هم أبرز مشايخي الذين أخذت عنهم العلم في دار الحديث بدماج‪,‬‬
‫فأسأل هللا أن يجزيهم عني خيرا الجزاء‪ ,‬وأن يثبتني وإياهم على اإلسالم‬
‫والسنة حتى نلقاه‪.‬‬
‫وبدأت أُطبِّق ذلك على‬ ‫ُ‬ ‫درست البحث والتخريج‬ ‫ُ‬ ‫* وفي عام ‪1430‬هـ‬
‫أحاديث مفردة‪ ,‬فآخ ُذ الحديث وأجم ُع طرقه وشواهده وأحكم عليه على ضوء‬
‫ما تلقيته من قواعد ومسائل‪ ,‬ثم أعرض ذلك على بعض مشايخي لقصد‬
‫تقويمي إن أخطأت وإرشادي إلى الطريق الصحيح‪ ,‬وكان أحسن من يتعاون‬
‫معي في ذلك شيخنا أبا عبد هللا محمد بن علي بن حزام البعداني جزاه هللا‬
‫جمعت طرقه هو حديث جابر ا مرفوعا‬ ‫ُ‬ ‫خيرا وبارك فيه‪ ,‬وكان أو َّل حديث‬
‫ُ‬
‫فبقيت على ذلك‬ ‫صابَهُ ْالـ ُمحْ ِر ُم فَفِي ِه َكبْشٌ ُم ِس ٌّن َوي ُْؤ َكلُ»‪.‬‬
‫ص ْي ٌد فَإِ َذا أَ َ‬ ‫«ال َّ‬
‫ضبُ ُع َ‬
‫ما شاء هللا حتى اجتمع عندي أحاديث كثيرة ال تزال محفوظة عندي في‬
‫مسو َّدة‪ ,‬ثم بدا لي أن آخذ كتابا مختصرا أُ َخرِّ ج أحاديثه وأعلِّق عليه‪ ,‬فأجمع‬
‫بين فائدتين‪ :‬أخد ُم الكتاب‪ ,‬وأطبِّق القواعد التي َدرستُها حتى أتم َّكن من‬
‫وكنت أحرص على أن يكون الكتاب‬ ‫ُ‬ ‫البحث والتخريج وأتعرَّف على الكتب‪,‬‬
‫الذي أبدأ فيه مختصرا‪ ,‬فوقع اختياري على كتاب تفسير سورة اإلخالص‬
‫فقمت بحمد هللا بتخريج أحاديثه وآثاره‬ ‫ُ‬ ‫للحافظ ابن رجب رحمه هللا‪,‬‬
‫والتعليق على مواضع منه‪ ,‬وانتهيت من ذلك في شعبان ‪1431‬هـ‪ ,‬فاستفدت‬
‫بذلك فائدة عظيمة‪ ,‬تعرَّفت أوال على كتب الحديث والتراجم والعلل‬
‫والتخاريج والمراسيل ونحوها‪ ,‬ثم تع َّودت على جمع الطرق والشواهد‬
‫واستفدت كثيرا من كتب اإلمام األلباني رحمه هللا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وترتيبها‪,‬‬
‫ي شيخنا أبو عبد هللا محمد بن‬ ‫* ثم في هذا العام نفسه ‪1431‬هـ أشار عل َّ‬
‫علي بن حزام البعداني جزاه هللا خيرا وبارك فيه‪ ,‬بتحقيق وتخريج كتاب‬
‫فبدأت في ذلك في ‪ 19‬شوال‬ ‫ُ‬ ‫الروح لإلمام ابن القيم رحمه هللا تعالى‪,‬‬
‫‪1431‬هـ وانتهيت منه في ‪ 5‬جمادى اآلخرة ‪1432‬هـ‪ ,‬ثم يسَّر هللا لي بعد‬
‫ذلك مقابلة الكتاب على بعض المخطوطات‪ ,‬وهو اآلن مرصوص جاهز‬
‫للطباعة‪ ,‬أسأل هللا أن ييسر طباعته ونشره والنفع به‪.‬‬
‫* وبعد أن انتهيتُ منه بعشرين يوما بدأت في ‪ 25‬جمادى اآلخرة ‪1432‬هـ‬
‫سعة في‬ ‫بالكتابة في اآلداب الشرعية‪ ,‬وأنا عازم على موسوعة شاملة مو ّ‬
‫اآلداب الشرعية التي يُشرع للمسلم مراعاتها في حياته كلها‪ ,‬فخرجنا من‬
‫دماج ولم أنت ِه منها‪ ,‬وأسأل هللا أن ييسر لي إتمامها‪ ,‬وأن ينفع بها‪.‬‬
‫كنت ألقي بعض الدروس على إخواني طلبة العلم في دار‬ ‫* وفي أثناء ذلك ُ‬
‫قمت بتدريس كتاب التحفة السنية في‬ ‫الحديث بدماج‪ ,‬ففي عام ‪1432‬هـ ُ‬
‫شرح اآلجرومية‪ ,‬ثم بعدها كتاب متممة اآلجرومية‪ ,‬ثم شرح قطر الندي‪ ,‬ثم‬
‫وانتهيت من تدريسه في عام ‪1434‬هـ‪,‬‬ ‫ُ‬ ‫شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‬
‫ثم درَّست بعد ذلك بعض الدروس في الصرف‪.‬‬
‫فتحت درسا في شرح المنظومة‬ ‫ُ‬ ‫* ثم في الثاني من شهر محرم ‪1434‬هـ‬
‫البيقونية وتم في ‪ 29‬من شهر محرم ‪1434‬هـ‪ ,‬ثم بعده درسا في الباعث‬
‫الحثيث بد ًء من ‪ 6‬صفر ‪1434‬هـ‪ ,‬ثم بعده درسا في شرح نزهة النظر بد ًء‬
‫من ‪ 13‬ربيع اآلخر ‪1434‬هـ‪ ,‬ثم بعده درسا في تدريب الراوي بعد انتهائي‬
‫من النزهة مباشرة‪ ,‬وخرجنا من دماج ولم أكمل تدريس هذا الكتاب‪.‬‬
‫* وهكذا ال أزال مستمرا في طلب العلم والبحث والتحصيل والتدريس في‬
‫دار الحديث بدماج‪ ,‬وأخرج دعوة إلى هللا بين الحين واآلخر‪ ,‬وغالبا ما‬
‫يكون خروجي في شهر رمضان فأخرج قبل رمضان بأسبوع وأرجع إلى‬
‫دماج بعده بنحو نصف شهر‪ ,‬أقضي هذه الفترة في الدعوة وإقامة الدروس‬
‫فكنت أدرِّس في مسجد حبيل جباري الذي بجوار‬ ‫ُ‬ ‫في مساجد مدينة الضالع‪,‬‬
‫منزلنا‪ ,‬وفي مسجد بالل بن رباح في مدينة الضالع‪ ,‬وفي مسجد اإلمام أحمد‬
‫كنت أنزل في مسجدي الذي أنا فيه‬ ‫في مدينة الضالع‪ ,‬وفي السنوات األخيرة ُ‬
‫اآلن في منطقة الدرجة مدينة الضالع‪ ,‬وكان هذا هو شأني في غالب السنين‪,‬‬
‫ُ‬
‫وأقمت‬ ‫فنزلت في بالد أبين في منطقة الحصن‬ ‫ُ‬ ‫إال في رمضان عام ‪1433‬هـ‬
‫في جامعها الكبير شهرا وبضعة أيام كان فيها خير كثير ودعوة مباركة‪,‬‬
‫خرج من دار الحديث‬ ‫حتى شاء هللا سبحانه وق َّدر –وله الحكمة البالغة‪ -‬أن نُ َ‬
‫ظلما وعدوانا ‪-‬من قِبل الرافضة المعتدين ومن يدفع بهم‪ -‬في يوم األربعاء‬
‫‪ 14‬ربيع األول ‪1435‬هـ‪ ,‬فأ ُ ْخ ِرجْ نا منها وقلوبنا معلَّقة بها‪ ,‬أُ ْخ ِرجْ نا منها‬
‫أن فارقنا الدار التي تربينا وتعلمنا فيها‪ْ ,‬‬
‫أن‬ ‫ودموعنا تسيل ألـما ً وحسرة ْ‬
‫فارقنا الدار التي قضينا فيها أجمل أيامنا وأسعد لحظات حياتنا‪ ,‬وهلل الحكمة‬
‫البالغة‪ ,‬وهللا يعلم ونحن ال نعلم‪ ,‬فالحمد هلل على ما ق َّدره وقضاه‪.‬‬
‫ومكثت في مسجدي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫رجعت إلى بلدي الضالع‬ ‫* وبعد خروجنا من دماج‬
‫الكائن في منطقة الدرجة من مدينة الضالع‪ A‬أُدرِّس فيه بما يسَّره هللا‪ ,‬ومع من‬
‫يسَّره هللا من طالب العلم‪ ,‬وأواصل في بحوثي‪ ,‬إال أنها فاتتني المراجع‬
‫كنت أستفيد‬‫الكثيرة التي كانت في مكتبة دار الحديث بدماج العامرة‪ ,‬والتي ُ‬
‫منها كثيرا‪ ,‬وهكذا اتنقَّل في الدعوة إلى هللا تعالى في قرى الضالع‪ A,‬وفي‬
‫محافظات أخرى‪ ,‬حتى نهاية عام ‪1346‬هـ وبداية عام ‪1437‬هـ‪ ,‬وبعد‬
‫جرت بين المسلمين في بالد الضالع وبين الرافضة المعتدين‪,‬‬ ‫ْ‬ ‫ب شديدة‬
‫حر ٍ‬
‫انتهت هذه الحرب بالنصر الـ ُم َؤ َّزر للمسلمين في بالد الضالع‪ ,‬وتم طرد‬
‫الرافضة وإبعادهم إلى مناطق بعيدة‪ ,‬فبعد ذلك أقبل طالب العلم من قرى‬
‫الضالع ومناطق مجاورة لمحافظة الضالع يرغبون في طلب العلم فتم افتتاح‬
‫دار الحديث السلفية للعلوم الشرعية بالضالع‪ ,‬فتوافد طالب العلم إليها‪,‬‬
‫وأقبلوا من كل مكان‪ ,‬وهكذا وفد إليها كثير من المد ِّرسين المستفيدين في‬
‫ق منه وحده سبحانه‪,‬‬ ‫بفضل من هللا وتوفي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫كثير من علوم الشرعية‪ ,‬فقامت‬
‫وهي اآلن قائمة على أحسن حال‪ ,‬فيها اإلقبال على العلم واالنقطاع له‪,‬‬
‫وفيها الدعوة العظيمة والخير الكثير‪ ,‬فيها تُدرَّس أغلب علوم الشريعة‪ ,‬ففيها‬
‫يُ َد َّرس القرآن وتجويده وتفسيره وأصول تفسيره‪ ,‬وكذلك الحديث النبوي‬
‫وشروحه وأصوله‪ ,‬وكذلك الفقه الشرعي وأصوله‪ ,‬وكذلك العقيدة بمستويات‬
‫مختلفة‪ ,‬وكذلك علوم اللغة العربية من نحو وصرف وبالغة وإمالء وخط‪,‬‬
‫وكذلك دروس في اآلداب واألخالق والفرائض والحساب والسيرة‪ ,‬وغير‬
‫ذلك من العلوم النافعة‪ ,‬وهكذا بفضل هللا تم إنشاء مدرسة لألوالد تابعة لدار‬
‫الحديث في عام ‪1440‬هـ فيها دروس نافعة ومقررات مفيدة في علم التجويد‬
‫والتفسير –إضافة إلى حفظ القرآن‪ -‬والقراءة والكتابة واإلمالء والنحو‬
‫والحساب والفقه والحديث واآلداب والسيرة‪ ,‬كلُّ هذا قائم بفضل هللا سبحانه‬
‫وحده‪ ,‬ثم بما يسَّره هللا من جهود مباركة وتعاون من القائمين على هذا‬
‫الدار‪ ,‬والمدرِّ سين فيها‪ ,‬فنسأل هللا ج َّل وعال بأسمائه وصفاته أن يحفظ هذا‬
‫الخير وأن يبارك فيه‪ ,‬وأن ينفع به اإلسالم والمسلمين‪.‬‬
‫هذه نبذة تعريفية مختصرة عن حياتي وسيرتي في طلب العلم‪ ,‬ولم أكن‬
‫أحبُّ كتابة ذلك وال نَ ْش َره‪ ,‬ولم أُف ِّكر بذلك‪ ,‬حتى كان الطلب من إخواننا‬
‫حرصت على أن أذكر فيها نصائح وتوجيهات لطالب‬ ‫ُ‪A‬‬ ‫بارك هللا فيهم‪ ,‬وقد‬
‫العلم‪ ,‬عسى أن ينفع هللا بها من شاء من خلقه‪.‬‬
‫وفي الختام أشكر هللا سبحانه وتعالى‪ ,‬وأحمده وأثني عليه‪ ,‬فله الحمد والثناء‬
‫أوال وآخرا‪ ,‬أحمد هللا سبحانه مل َء السموات ومل َء األرض ومل َء ما شاء‬
‫من شيء بعد‪ ,‬أحمد هللا سبحانه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد‬
‫ُ‬
‫سلكت طريقه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫عرفت الخير وال‬ ‫ي ما‬
‫كلماته‪ ,‬فلوال فضل هللا ونعمته عل َّ‬
‫وهللاَ أسأل أن يعفو عني‪ ,‬ويغفر لي ذنوبي‪ ,‬ويعاملني بلطفه‪ ,‬ويصلح لي‬
‫شأني كلَّه‪ ,‬وال يكلني إلى نفسي طرفة عين‪ ,‬كما أسأله سبحانه أن يغفر‬
‫ي فضل في طلبي‬ ‫لوالدي وذريتي وأهل بيتي ومشايخي وكل من كان له عل َّ‬
‫للعلم‪.‬‬
‫والحمد هلل رب العالمين وصلى هللا على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫كتبه‪/‬‬
‫أبو عبد الرحمن‬
‫رشاد بن أحمد الضالعي‬
‫في دار الحديث السلفية للعلوم الشرعية بالضالع‬
‫في يوم اإلثنين الخامس من شهر جمادى اآلخرة لعام اثنين وأربعين‬
‫وأربعمائة وألف من هجرة النبي صلى هللا عليه وسلم ‪5/6/1442‬هـ‬

‫‪١٦‬عبدالناصر الحريري‪ Marwan Al Hariri ،‬و‪ ١٤‬شخصًا آخر‬


‫‪ ٣٣‬تعليقًا‬

You might also like