You are on page 1of 5

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم العالي‬

‫جامعة حائل‬

‫عمادة الدراسات العليا‬

‫قسم اآلداب والفنون‬

‫عالقة البالغة بالتفسير القرآني‬

‫مقدم الى‬
‫الدكتور‪ :‬أحمد الشتيوي‬

‫إعداد الطالبة‬
‫بدور نويصر الرشيدي‬
‫رقم الجامعي‪s20200249 :‬‬
‫ما‪ ‬عالقة‪ ‬البالغة‪ ‬بالتفسير‪ ‬القرآني؟‬
‫لوقوف على العالقة بين البالغة والتفسير‪ ،‬يج ُمل بنا أن نعرف معنى ك ٍّل من العلمين‪،‬‬
‫علم البالغة وعلم التفسير‪.‬‬
‫علم التفسير‬
‫فهو العلم الذي يعين على كشف وبيان معاني آيات القرآن الكريم‪ ،‬واستخراج األحكام‬
‫منها‪.‬‬
‫علم البالغة‪:‬‬
‫في الكالم مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته‪ ..‬فالبالغة راجعة إلى اللفظ باعتبار‬
‫إفادته المعنى بالتركيب"‪.‬‬
‫نفهم من هذا أن سالمة تركيب الكلمات إذا أدى إلى إفادة معنى يكون هذا من‬
‫البالغة‪ ،‬أي أن الكشف عن المعنى والوصول إلى المقصود هو من البالغة‪ .‬وهذا‬
‫بح ّد ذاته يكشف عن عالقة البالغة بالتفسير‪.‬‬
‫أطلق العلماء على أبرز قسم من أقسام البالغة (علم المعاني)‪ ،‬فلوال التصاقه‬
‫بالمعاني وكشفه عنها لما كان لهذه التسمية كبير فائدة‪.‬‬
‫أن ربط اإلمام المفسر صاحب القريحة الوقادة البليغ الماهر جار هللا الزمخشري‬
‫بين القدرة على التصدي لعلم التفسير والبراعة في علمي البيان والمعاني‪ ،‬حيث قال‬
‫في مقدمة تفسيره (الكشاف)‪" a:‬ال يتصدى منهم أحد لسلوك تلك الطرائق‪ ،‬وال يغوص‬
‫على شيء من تلك الحقائق‪ ،‬إال رجل قد برع في علمين مختصين بالقرآن‪ ،‬وهما‪ :‬علم‬
‫المعاني‪ ،‬وعلم البيان‪ ،‬وتمهل في ارتيادهما آونة‪ ،‬وتعب في التنقير عنهما أزمنة‪.‬‬
‫وأصبح لدى العلماء قناعة بأن علم البالغة علم قرآني‪ ،‬وأدركوا أثر المعرفة البالغية‬
‫في اكتساب علوم الشرع عامة‪ ،‬وفي تفسير القرآن الكريم خاصة‪ ،‬حتى قال أبو هالل‬
‫"أعلم أن أحق العلوم بالتعلم‪ ،‬وأوالها ‪ -‬بالتحفظ بعد المعرفة باهلل جل ثناؤه‪ -‬علم‬
‫البالغة ومعرفة الفصاحة الذي به يعرف إعجاز كتاب هللا تعالى"‪.‬‬
‫وقال الزمخشري وهو يتكلم عن المعرفة النحوي واللغوي والواعظ الفقيه بمعاني‬
‫القرآن الكريم مشيداُ بعلمي المعاني والبديع‪" .‬ال يتصدى منهم أحد لسلوك تلك‬
‫الطرائق‪ ،‬وال يغوص على شيء من تلك الحقائق إال رجل بزغ في علمين مختصين‬
‫بالقرآن وهما علم المعاني وعلم البيان وتمهل في ارتيادهما آونة‪ ،‬وتعب في التنقير‬
‫عنهما أزمنة"‪.‬‬
‫أهم‪ ‬التفاسير‪ ‬التي‪ ‬اهتمت‪ ‬بالبالغة‪:‬‬
‫تفسير‪ ‬الزمخشري‬ ‫‪‬‬
‫فقد‪ ‬الفه‪ ‬بمكة‪ ‬بتوجيه‪ ‬من‪ ‬علماء‪ ‬عص‪aa‬ره‪ ‬وس‪aa‬ماه‪ ‬الكش‪aa‬اف‪ ‬عن‪ ‬حق‪aa‬ائق‪ ‬التنزي‪aa‬ل‪ ‬وعي‪aa‬ون‬
‫األقاويل‪ ‬من‪ ‬وجوه‪ ‬التأويل‪ ‬وتمكن‪ ‬اهميته‪ ‬العلمية‪ ‬بيان االعج‪aa‬از وجم‪aa‬ال آيات‪aa‬ه وس‪aa‬حر‬
‫بالغته وهو يفصل كل آية تقريبا اما منهجه في التفسير فيتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬يهتم‪ ‬بشرح‪ ‬االلفاظ‪ ‬وتحليل‪ ‬التركيب‪ ‬وبيان‪ ‬خصائصه‪ ‬البالغة‪ ‬واستخ‬
‫راج صوره‪ ‬الجمالية‪.‬‬
‫‪ .2‬يحاول الزمخشري أن ينصر مذهبه االعتزالي في كل مناسبة تسنح‬
‫له معتمدا على المعاني اللغوية وبأول اآليات الخاصة فيما يتعلق‬
‫المعتزلة التي يؤمن بها ‪.‬‬
‫‪ .3‬يتعرض‪ ‬الزمخشري‪ ‬للمسائل‪ ‬الفقهية‪ ‬التي‪ ‬تتعلق‪ ‬باآلية‪ ‬دون‪ ‬تفصيل‬
‫على‪ ‬موجب‪ ‬مذهب‪ ‬االحناف‪ ‬لكن‪ ‬دون‪ ‬تعصب‪ ‬يدفعه‪.‬‬
‫تفسير‪ ‬ابن‪ ‬حيان‪ ‬المسمى‪ ‬بالبحر‪ ‬المحيط‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬فيقع‪ ‬في‪ ‬ثمانية‪ ‬مجلدات‪ ‬فيهتم‪ ‬بالقضايا‪ ‬اللغوية‪ ‬كالنحو‪ ‬والصرف‪ a‬ونحوه‪ ‬ومنهجية‪ ‬في‪ ‬‬
‫التفسير‪ ‬فيقوم‪ ‬على‪:‬‬
‫االهتمام‪ ‬بمسائل‪ ‬اللغة‪ ‬وفروعها‪ ‬فهو‪ ‬بارع‪ ‬بها‪ ‬منذ‪ ‬صغره‪ ‬الى‪ ‬ان‪ ‬اصبح‪ ‬اماما‪ ‬ب‬ ‫‪.1‬‬
‫ها‪.‬‬
‫على‪ ‬الرغم‪ ‬من‪ ‬افراطه‪ ‬في‪ ‬المسائل‪ ‬اللغوية‪ ‬اال‪ ‬انه‪ ‬لم‪ ‬يهمل‪ ‬االحكام‪ ‬الفقهية‪ ‬وما‪ ‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يتعلق‪ ‬بأسباب‪ ‬النزول‪ ‬والناسخ‪ ‬والمنسوخ‪.‬‬
‫االهتمام‪ ‬بعلم‪ ‬القراءات‪ ‬اهتمام‪ ‬بالغ‪ ‬مع‪ ‬التوجيه‪ ‬البديع‪ ‬حسب‪ ‬العلم‪ ‬واصوله‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تفسير‪ ‬الطبري‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫جامع‪ ‬البيان‪ ‬في‪ ‬تفسير‪ ‬القرآن‪ ‬او‪ ‬جامع‪ ‬البيان‪ ‬عن‪ ‬تأويل‪ ‬آيات‪ ‬القرآن‪ ‬او‪ ‬جامع‪ ‬البيان‪ ‬ف‬
‫ي‪ ‬تأويل‪ ‬القرآن‪ ‬المعروف‪ ‬بتفسير‪ ‬الطبري‪ ‬لالمام‪ ‬محمدبن‪ ‬جرير‪ ‬بن‪ ‬يزيد‪ ‬الشهير‬
‫باإلمام أبو الجعفر الطبري وهو من أشهر الكتب اإلسالمية المختصة بعلم تفسير‬
‫القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة‪.‬‬

‫تفسير‪ ‬القرآن‪ ‬الكريم‪ ‬وإعرابه‪ ‬وبيانه‪ ‬تأليف‪ ‬الشيخ‪ ‬محمد‪ ‬علي‪ ‬طه‪ ‬الدرة‬ ‫‪‬‬
‫رحمة هللا‪.‬‬
‫‪ ‬البالغة‪ ‬القرانية‪ ‬في‪ ‬اآليات‪ ‬المتشابهات‪ ‬من‪ ‬خالل‪ ‬كتاب‪ ‬مالك‪ ‬التأويل‪ ‬البن‬ ‫‪‬‬
‫الزبير‪ ‬الغرناطي‪ ‬تأليف‪ :‬الدكتور‪ ‬ابراهيم‪ ‬بن‪ ‬عبد العزيز‪ ‬الزيد الجزء‪ ‬االول‬
‫تفسير‪ ‬البيضاوي‪ ‬المسمى‪ ‬بأنوار‪ ‬التنزيل‪ ‬واسرار‪ ‬التأويل‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫خطوات‪ ‬التفسير‪ ‬القرآني‪ ‬البياني‪ ‬للقران‪ ‬الكريم‪ ‬د‪ .‬محمد‪ ‬رجب‪ ‬البيومي‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫نظم‪ ‬الدرر‪ ‬في‪ ‬تناسب‪ ‬اآليات‪ ‬والسور‪ ‬لإلمام‪ ‬البقاعي‪ ‬‬ ‫‪‬‬
‫التحرير‪ ‬والتنوير‪ ‬للطاهر‪ ‬ابن‪ ‬عاشور‬ ‫‪‬‬
‫روح‪ ‬المعاني‪ ‬لأللوسي‬ ‫‪‬‬

‫دور البالغة في بيان المعنى القرآني‪:‬‬


‫تنقسم البالغة إلى ثالثة أنواع رئيسية أولها علم المعاني الذي يهتم بمعرفة‬ ‫‪‬‬
‫أحوال تركيب الكالم ومطابقته لإلطار المصاحب له‪ .‬ويساهم هذا النوع في‬
‫الكشف عن بالغة القرآن الكريم من حيث قوة المعنى وجمال الوصف‬
‫وروعة التركيب وحسن االيجاز وما شابه ذلك‪.‬‬
‫وثانيها علم البيان الذي يهتم بمعرفة أسرار التعبير عن المعنى الواحد‬ ‫‪‬‬
‫بطرق مختلفة مع مراعاة مقتضى الحال‪ .‬ويسعى هذا النوع إلى إيضاح‬
‫األصول والقواعد اللغوية التي يعتمد عليها القرآن الكريم إليراد المعنى‬
‫الواحد بأساليب متعددة ومتنوعة مع وضوح الداللة العقلية على نفس‬
‫المعنى‪.‬‬
‫وثالثها علم البديع الذي يهتم بمعرفة كيفية النوع الى استكشاف األوجه التي‬ ‫‪‬‬
‫تضفي على القران الكريم رونقا ً وحسنا ً وجماال‪ ،‬وتكسوه بألوان بديعية من‬
‫الجمال اللفظي والمعنوي‪D.‬‬
‫ويكتسب بالغة القرآن أهمية بالغة على مستوى الشكل والمضمون‪ D‬فعلى‬ ‫‪‬‬
‫مستوى الشكل‪ ،‬تساهم بالغة القرآن في حسن تذوق اآليات واقتفاء اثارها‬
‫الفنية والجمالية وعلى مستوى المضمون‪ D،‬تؤكد بالغة القرآن الكريم صدق‬
‫رسول هللا صلى هللا علية وسلم وعظمة هذا الكتاب وإعجازه في كل ما‬
‫أخبربه‪.‬‬
‫تؤدي البالغة بطريقة غير مباشرة إلى تهذيب الذوق الفني واللغوي للمسلم‬ ‫‪‬‬
‫خاصة إذا واضب على قراءة كتاب هللا وتدبر آياته وتعينه على اختيار‬
‫الكالم المناسب للموقف وتساعد على تذوق األحاديث النبوية الشريفة وكتب‬
‫األدب وغيرها وعلى تنمية وتطوير أسلوب الكتابة والتعبير بشكل جميل‬
‫ومتناسق‪.‬‬
‫نموذج للفصل والوصل من كتاب الكشاف للزمخشري‬
‫الوصل اللفظي والوصل المعنوي وذلك قولة تعالى في سورة الرحمن‬ ‫‪.1‬‬
‫(الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان) فكيف اتصلت‬
‫الجملتان بالرحمن؟ يقول الزمخشري استغنى فيها عن الوصل اللفظي‬
‫بالوصل المعنوي لما علم أن الحسبان حسبانه والسجود له ال غيرة كأنه‬
‫قيل الشمس والقمر بحسبانه والنجم والشجر يسجدان له‪.‬‬
‫الواو الوصل والفصل أيضا في قولة تعالى (فإن تولوا فقد أبلغتكم ما‬ ‫‪.2‬‬
‫أرسلت به إيكم ويستخلف ربي قوما غيركم)‪ .‬يقول الزمخشري‪:‬‬
‫ويستخلف كالم مستأنف‪ :‬يريد ويهلككم هللا ويجئ يقوم آخرين يخلفونكم‬
‫في دياركم وأموالكم‪.‬‬
‫نموذج على التقديم والتأخير من كتاب الكشاف للزمخشري والتعريض‪:‬‬
‫في تفسير الزمخشري لقولة تعالى (وباألخرة هم يوقنون) يقول في تقديم (األخرة)‬
‫وبناء(يوقنون) على (هم) تعريض بأهل الكتاب وبما كانوا علية من إثبات أمر‬
‫األخرة على خالف حقيقته وأن قولهم ليس بصادر عن إيقان وأن اليقين ما عليه من‬
‫أمن بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك فهنا ربط بين الهدف أو المخاطب هو‬
‫التعريض‪.‬‬
‫نموذج على التشبيه‪ 1‬من كتاب الكشاف للزمخشري‪:‬‬
‫قال تعالى (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) شبه الجبال بالعهن وهو الصوف‬
‫المصبغ ألوانا ألنها ألوان وبالمنفوش منه لتفرق أجزائها‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ....‬األيمان بأن علم البالغة علم قرآني وسبيل إلى اكتساب علوم الشرع‬
‫وليس علما ً لفهم األشعار والخطب فحسب‪ .‬لذا نرى أن البالغة التطبيقية وجدت‬
‫ميدانها في تفاسير القرآن الكريم‪.‬‬

You might also like