You are on page 1of 3

‫إللصاق‪:‬‬

‫معان صرفية عامة تؤدي بواسطة اللواصق‪ ،‬وهذه المعاني منها‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫هناك عدة‬
‫‪ -1‬الشخص "التكلم والخطاب والغيبة"‪%.‬‬
‫‪ -2‬العدد "اإلفراد والتثنية والجمع"‪.‬‬
‫‪ -3‬النوع "التذكير والتأنيث"‪.‬‬
‫‪ -4‬التعيين "التعريف والتنكير"‪%.‬‬
‫‪ -5‬المضارعة‪.‬‬
‫‪ -6‬التوكيد‪.‬‬
‫‪ -7‬النسب‪.‬‬
‫فأما الشخص فتع ّبر عنه ضمائر الرفع المتصلة في الفعل الماضي وحروف‬
‫المضارعة في المضارع‪ ،‬وأما فعل األمر فجميعه لشخص واحد هو المخاطب مع‬
‫اختالف في العدد والنوع‪ ،‬فال حاجة باألمر إلى لواصق لبيان الشخص‪ ،‬ومع‬
‫االعتراف الكامل لضمائر الرفع المتصلة بصالحيتا للداللة على معاني الضمائر‬
‫أرى أنها لم تسق هنا لتكون ضمائر مستقلة الداللة كالضمائر المنفصلة‪ ،‬وإنما‬
‫سيقت هنا لتكون لواصق ووسائل من وسائل بيان الشخص لينتفع بهذا البيان في‬
‫تحديد القرائن اللفظية كالمطابقة والربط بعود الضمير‪ ،‬وأظن النحاة كانوا يفهمون‬
‫استتارا ولم يسموه حذ ًفا؛‬
‫ً‬ ‫هذا من طبيعة هذه اللواصق‪ ،‬ولذلك سموا عدم وجوها‬
‫ألن االستتار على تقدير الوجود‪ ،‬والحذف على تقدير عدمه‪ ،‬فهم قالوا بوجودها‬
‫مختفية لتكون المطابقة والربط بها مكفولين؛ إذ ال ُب َّد من ضمان توفير القرائن‬
‫التي تدل على المعنى‪ ،‬ولو قالوا بحذفها لكانت هي نفسها في حال الحذف بحاجة‬
‫إلى قرينة تدل عليها؛ إذ ال حذف بدون قرينة‪ %.‬وأما حروف المضارعة فإن داللتها‬
‫معينة بالنسبة‪ %‬للهمزة والنون‪ ،‬فالهمزة تعين المتكلم والنون تعين المتكلمين‪ ،‬أما‬
‫التاء فإن لم يشاركها غيرها عند الخطاب‬
‫ص‪156‬‬
‫فإنها هي نفسها تشارك الياء في الغيبة‪ ،‬وبذا تصحب الياء أقوى على تعيين‬
‫تعيين لمخاطب‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الغائب من التاء على‬
‫وأما العدد فيدل عليه بالضمائر في األفعال‪ ،‬وباللواصق الحرفية في الصفات‬
‫واألسماء‪ ،‬فأما مع الماضي فإن الداللة على العدد تتضح‪ %‬داخل التكلّم من الفرق‬
‫بين التاء المضمومة‪ %‬للمتكلم الواحد وضمير‪ %‬المتكلمين "نا"‪ ،‬وفي داخل الخطاب‬
‫تتضح من الفرق بين َت‪ ،‬وتما‪ ،‬وتم‪ ،‬وفي الغيبة‪ %‬ن الفرق بين االستتار وبين ألف‬
‫االثنين وواو الجماعة‪ ،‬وأما في المضارع واألمر فإن فروق العدد تتضح‪ %‬في مقابلة‬
‫االستتار في الخطاب بألف االثنين وواو الجماعة‪ ،‬وكذلك تقع المقابلة بين ذلك في‬
‫الغيبة في المضارع‪ ،‬أما في التكلم في المضارع فالضمائر مستترة‪ ،‬ولذلك يتو ّقف‬
‫تحديد العدد في التكلم على حرف المضارعة‪ ،‬وفي الصفات واألسماء يع ّبر عن‬
‫العدد بالواو والنون أو الياء والنون للجمع‪ ،‬وباأللف والنون أو الياء والنون‬
‫للمثنى‪ ،‬وبعدم ذلك لإلفراد‪ ،‬وباأللف والتاء لجمع المؤنث حيث يمكن لهذه العالمات‬
‫ضا‪.‬‬
‫بالمقابلة بينها أن تدل على النوع أي ً‬
‫وأما النوع فإنه يعبر عنه في أفراد األسماء بإلصاق التاء بالمؤنث‪ ،‬وكذلك األلف‬
‫المقصورة والهمزة بعد الممدودة‪ ،‬وبعدم ذلك للمذكر‪ ،‬وفي الجمع باأللف والتاء‬
‫للمؤنث في مقابل عالمات أخرى يعرف بها الجمع في حالة التذكير‪ .‬أما في األفعال‬
‫فبتاء التأنيث ونون النسوة‪.‬‬
‫وأما التعيين فال يكون إاّل لألسماء‪ ،‬فإذا وردت أل مع الصفات فهي ضمير موصول‪%‬‬
‫وليست أداة تعريف‪ ،‬ويرجع ذلك إلى طبيعة داللة الصفة ال إلى "أل" نفسها‪،‬‬
‫فالصفات تدل على موصوف بالحدث فتكون ذات صلة بالحدث من نوع ما‪ ،‬وهذه‬
‫الصلة بين الصفات ومعنى الحدث توجد جهة شركة بين الصفات واألفعال من حيث‬
‫تدل األفعال على حدث وزمن‪ ،‬ومن هنا توصف‪ %‬الصفات بالتعدي واللزوم ويتعلق‬
‫بهذا الظرف والجار والمجرور‪ ،‬كما يتعلقان باألفعال‪ .‬وهذا نفسه هو الذي يسوغ‬
‫للمصدر أن يدخل في مثل هذه العالقات السياقية‪.‬‬
‫فالفرق بين النكرة من األسماء في حالة التنكير وبينها في حالة التعريف هو‬
‫إلصاق "أل" بها في حالة التعريف‪.‬‬
‫على أن معاني "أل" تتعدد بين التعريف والموصولية على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬‬

‫ص‪157‬‬
‫أما التعريف كظاهرة عامة فهو أوسع من أن يقتصر‪ %‬على داللة "أل" بمفردها‪،‬‬
‫ويتضح‪ %‬ذلك مما نظمه بعض النحاة في قوله‪:‬‬
‫إن المعارف سبعة تشفي العلل ‪ ...‬أنا صالح ذا ما الفتى ابني يا رجل‬
‫من هذا يتضح‪ %‬أن أوسع اللواصق مجااًل هي الضمائر المتصلة؛ ألنها يمكن أن‬
‫معان هي الشخص والعدد والنوع‪ ،‬ثم حروف المضارعة؛ ألنها‬ ‫ٍٍ‬ ‫يستفاد منها ثالثة‬
‫يستفاد منها الشخص والعدد ولواصق التثنية‪ %‬والجمع حيث يستفاد منها العدد‬
‫ضا‪ ،‬ثم لواصق التأنيث وهي تفيد النوع عند مقابلتها بصيغ المذكر‪،‬‬ ‫والنوع أي ً‬
‫وتفيد العدد عند مقابلة التاء بالنون‪ ،‬وأضيق اللواصق مجال تطبيق هي أداة‬
‫التعريف‪.‬‬
‫لقد رأينا منذ قليل أن حروف المضارعة تشارك الضمائر في الداللة على الشخص‬
‫والعدد‪ ،‬ونحب أن نضيف‪ %‬هنا أن هذه المشاركة ذات صلة قوية جدًا بتطبيق فكرة‬
‫استتار الضمير‪ ،‬لقد رأى النحاة أن يعبروا عن الضمير الم َّطرد االستتار فال يظهر‬
‫َّ‬
‫المطرد االستتار فيظهر أحيا ًنا‬ ‫أبدًا بعبارة "مستتر‪ %‬وجو ًبا"‪ ،‬وعن الضمير غير‬
‫جوازا"‪ .‬فإذا أردنا أن نفهم الفرق بين هذين النوعين من االستتار‬ ‫ً‬ ‫بعبارة "مستتر‪%‬‬
‫في المضارع‪ ،‬فإن مما يعيننا على الوصول إلى فهم صحيح لهذا الفرق هو النظر‬
‫إلى العالقة التي بين حروف المضارعة وضمائر الرفع المتصلة؛ فحيث تكون داللة‬
‫مطردة بمعنى أنه ال يشاركه في الداللة عليه حرف‬ ‫حرف المضارعة على الشخص َّ‬
‫مضارعة آخر‪ ،‬فإن وجود المضارعة يكون حاس ًما في الداللة على الشخص‪ ،‬ومن‬
‫َث َّم يكون استتار الضمير واج ًبا‪ ،‬فالهمزة مثاًل تدل على المتكلم المفرد‪ ،‬ومن َث َّم‬
‫يستتر‪ %‬الضمير وجو ًبا في "أقوم"‪ ،‬والنون تدل على المتكلمين وال يشاركها في‬
‫ذلك غيرها‪ ،‬ومن َث َّم يكون استتار الضمير واج ًبا في "نقوم"‪ ،‬وليس يبدأ المضارع‬
‫في حالة الخطاب إاّل بالتاء‪ ،‬ومن َث َّم تدل التاء على الخطاب داللة محددة‪ ،‬ويستتر‬
‫الضمير وجو ًبا في "نقوم" مسن ًدا للمخاطب‪ ،‬أما في حالة الغيبة فليست الياء وال‬
‫التاء ن ًّ‬
‫صا‬
‫ص‪159‬‬
‫ً‬
‫جوازا في "يقوم ‪-‬وتقوم مسندًا إلى‬ ‫في معناها‪ ،‬ومن هنا كان استتار الضمير‬
‫الغائبة" ومن حيث يطرد معنى الخطاب في األمر يستتر الضمير معه وجو ًبا في‬
‫نحو‪" :‬قم"‪ ،‬ولست بهذ محاواًل أن ألج فيما ولج فيه النحاة من التعليل الغائي‪،‬‬
‫سر الظواهر‬ ‫ولكنني ألجأ إلى كبرى الوظائف اللغوية وهي‪" :‬أمن اللبس" ألف ّ‬
‫اللغوية "صرفية كانت أو غيرها" في ضوئها‪ ،‬فإذا كانت الحاجة داعية أحيا ًنا إلى‬
‫جوازا‪ ،‬وإذا لم تكن داعية فإن استتار الضمير في هذه‬ ‫ً‬ ‫إبراز الضمير كان استتاره‬
‫الحالة يكون واج ًبا‪.‬‬
‫صلة في‬ ‫أما التوكيد والنسب فألولهما النونان ولثانيهما الياء‪" ،‬وأحكامها" مف َّ‬
‫المتون‪.‬‬
‫ص‪160‬‬

You might also like