Professional Documents
Culture Documents
المتكامل الشخصية وتمنحه قدرة لالستجابة للجمال أينما وجد وأينما كان ويؤكد الباحثون أهمية الفن
التربوية باعتباره القوى المهذبة لغرائز اإلنسان والمتسامية بها إلى المستويات الرفيعة فهو يهذب النفس
ويضمن نموا في الذوق واإلحساس بالجمال إلى جانب اكتساب المهارات الفنية ,ويعالج الفن في المدارس
على أساس انه مادة ممتعة وله دور كبير في التربية فالدارس للفن يتغير سلوكه وتتغير عاداته ويكون قادرا
على إدراك المعاني والقيم الجمالية في األشياء .والتربية الفنية تعد جوهر للتربية الوجدانية التي تغني
الشخص روحيا وتكمل اهتمامه الفكرية والعملية ,فتكمل شخصيته الفنية من خالل تنمية المفاهيم
السليمة للتذوق والمعايير الصحيحة لالستمتاع بكل حواسه ,وتعد التربية الفنية جزءا مكمال للعملية
التربوية والطف يجد في الفن خير متنفس ألحاسيسه وانفعاالته ,والمراهق يجد في الفن خير معبر
لطموحاته ورغباته الخيالية ,والبالغ يجد في الفن خير معبر ألفكاره وتكوين شخصيته المستقبلية ,ولذا
ينبغي أن يمارس التربية الفنية وفق آخر ما توصلت إليه األبحاث التربوية والنفسية التي تهتم بتعليم الفن
وال تبنى الشخصية المتكاملة للفرد إال من خالل تعلم كل مواد المعرفة والفهم المرتبطة بالفن حيث تبنى
عالقة سوية ومنسجمة مع بعضهما البعض وبهذا نستطيع أن نكون أشخاص متزنين عقليا وسيكولوجيا .
فنظم التعليم في البلدان المتخلفة تستهدف في تعليمها تعليم األفراد المواد العلمية واآلبية وتفضيلها على
مادة التربية الفنية والجمالية او مواد الفن األخرى متجاهلة وظيفتها التي هي اكثر وظائف التربية أهمية ,
فالفن ال يحرزه أي شخص غير أصحابه الموهوبين فهو ال يخضع للمقاييس التي تبنى عليها القوانين
العلمية كما هو الحال في المواد العلمية بل هو موهبة يحصل عليها الفرد منذ والدته فإذن يكون الفن في
هذه الحالة ذا قيمة للمجتمع والدولة ,فالمجتمعات والدول المتقدمة تعتز وتفتخر بفنانيها وعلمائها وأدبائها
وشعرائها وقادتها وقد تكون الفنون التشكيلية والفنون العملية ذات فائدة ال تحصر لإلنسانية علما أننا اليوم
نجد التعليم لم يعمل على إطالق عنان الفن وإشاعته بين الناس ونتيجة لذلك لم نعثر على أناس من
المتخرجين من الجامعة مفعمين بالوعي الفني والذوق الجمالي ويدهم مزودة بالقدرة على الرسم المبتكر
يشهد العالم في وقتنا الحالي انفجارا ً معرفيا ً في شتى الميادين ،وثورة علمية وتقنية ( تكنولوجية ) لجعل
العلم والمعرفه ادوات وظيفيه في تطوير الحياة ,وهذا ما سهل حياة االنسان في كل مكان .ولما كانت
التربيه احدى االدوات االساسيه للتمنيه وسبيلها في الوقت الحاضر ,فقد اصبحت التربيه وسيلة الدول
النلميه في مغادرة اوضاعها المتخلفة واقتفاء خطوات الدول المتقدمه لتحقيق نوع من التقدم في العلم
والتطور التقني ( التكنولوجي ) بما يضمن تطويرها اجتماعيا ً واقتصاديا ً وثقافيا ً ،وتضييق الهوة التي تفصل
بينها وبين الدول المتقدمه في هذا المجال عن طريق اهتمامها باعداد االجيال وتشكيلها وفق التغيرات
المختلفه التي تحدثها والتي ترغب في احداثها ) مما جعل النظره الى التربيه على انها عمليه مقصوده
لجعل العلم والمعرفه ادوات وظيفيه في نمو الناشيء وتكيفة لظروف المجتمع المتغيره .يضع نصب عينيه
تربيه الجيل الصاعد ) وهذا ما جعل التربيه تحتل موضعا ً مهما ً في حياة المجتمع ،بقدر ما تهيئه من
فرص النمو والتنشئه االجتماعيه لالجيال الجديده لتشارك مشاركه فعاله في حياته العامه ,وبهذا فأن
التربيه بالنسبه للمجتمع وسيله لبقائه واستمراره ( بل هي وسيله تقدمه وتطوره اذا ما اريد لهذا التقدم
والتطور ان يكون عميق الجذور متأصال ً في حياة االفراد ) .وهذا ما جعل التربيه موضع اهتمام اغلب دول
العالم المتقدمه منها والناميه ,وقد ترجم هذا االهتمام بالتعليم وباالخص التعليم النظامي وما يتصل به من
مؤسسات تعليميه ,بأعتباره افضل الوسائل لتحقيق غايات المجتمع واهدافه التي يفترض تحقيقها للوصول
بالمتعلمين الى مستوى المطلوب من الكفايات والمهارات ومتطلبات الحياة .يقول احد المربين ( ان
اؤلئك الذين لديهم بصيره مباشره بالواقع يكونون غالبا ً عاجزين عن ترجمة بصائرهم الى اشكال فريده
,فثمة قدر كبير من التفكير يأخذ طريقه نحو صياغة العقل,وكلما ارتفع مثل هذا التفكير في مقياس
االبتكاريه واالصاله كان اكثر استعدادا ً للرجوع الى التصور الذهني .ويرى ( ارسطو ) الذاهب الى القول بأن
العمل الفني ليس مجرد نسخه للطبيعة او الحقيقه ،بل انه جهة جديدة لها ,فهو يرى ان الشخص لم تكن
مهمته في تعلم الفن ان يدير مرأة في جميع االتجاهات ،بل في استطاعته ان يغير ويعدل في اشكاله او
يحذف جزءا ً منها أو يضيف اليها وفقا ً الغراضه الخالقه ,أن هذه الطريقة التلقينيه قد تحد من المواقف
الخالقه المكتشفه بدال ً من استثمارها بفطنه وبطريقة تربويه ونفسيه بحيث تأتي بأحسن النتائج بوجه عام .
اليزال الهدف من تدريس التربيه الفنيه في المدارس هو تمكين الطالب في رسم االشياء على حقيقتها ،
ومما يجدر بنا ان ندركه هو ان هذه الطريقه المتعلقه باالنطباعات البصريه التساعد الطالب على اكتساب
مهارات تصويريه ابداعيه يكون قادرا ً على االبتكار بل يكتسب المهارات الفنيه التي تعينه على نقل
واستنساخ االشكال والنماذج كما هي في الطبيعه ،او كل ما يقوم به الطلبه من رسوم واعمال يدويه التعد
اعماال ً فنيه حره مميزه لشخصياتهم ,وال تعبر عنهم فهي أعمال تدرب عليها الطالب تدريبا ً أليا ً فتتخذ
عادة اشكاال ً غريبه عن اتجاهاتهم وانماطهم الطبيعيه وبالتالي تبعثر افكار الطالب الفطريه والذهنيه
والمنطقيه .ان طلبتنا على اختالف اعمارهم يتمتعون بقدرات عقليه خالقه وخبرات تمكنهم من االبتكار
واالبداع فيستطيعون تجاوز حدود تقليد الطبيعه ،ولهذا يفترض بمعلم او مدرس التربيه الفنيه عدم حمل
الطالب على نقل المالمح الثابته لالشياء الطبيعيه أو تمثيل االشياء تمثيال ً حقيقيا ً وجعله يعبر بدال ً عن
ذلك عن عالمه الخاص به ,بحيث يتمكن ان يعبر بواسطه الفن عن مشاعره وانفعاالته ليكون انعكاسا ً
لذلك المركب من الغرائز واالفكار في داخله ,الن الطالب يفكر ويالحظ وهو يرسم فعقله يربط ذاته باالشياء
ولديه قدره على استخدام تفكيره وخياله على نحو يكفل له الهيمنه على حل مايواجهه من مشكالت
فنيه,ويصبح اقدر على تمثيل مايقع في متناول حواسه تمثيال ً عقليا ً وليس بصريا ً .ويمكن القول ان
ملكات الطفل العقليه والحسيه تمكنه من ان يكون على جانب كبير من االستعداد للخلق الفني فيعمل
خياله على خلق انماط جديده داخل وسطه الذي يعيش فيه ويستخدم تفكيره ،وعندما ينتقل الطفل الى
المرحله الثانويه يحسن بالمدرس ان يوجهه الى اكساب قدره تخيليه لتحقيق موضوعات في نطاق مفهوم
جديدة عن البيئه تختلف عما كانت عليه في المرحله االبتدائيه ومنحه معرفه حسيه ملموسه حول
عالقات الخطوط وااللوان واالبعاد واالحجام وااليقاع واالنسجام وتصور الفن في اطار واسع بعيدا ً عما هو
اكاديمي ويكسبه سلوكا ً أخر ينسجم مع الطبيعه وعليه ان يحافظ على شخصية الطالب ونمطه الفني
الموروث أو المتأصل بحيث يستحضر وحدة الشعور لدى مروره من طفولته الى بلوغه الرشد .أن المهمه
الرئيسيه لمدارس التربيه الفنيه هي ايجاد طريقه بصريه اخرى محسوسه في التفكير تصل الى اقصى درجه
في فعاليتها في خلق العمل الفني وهذه الطريقة تنمو لتصبح وحدة فريده في الحساسيه بلوغا ً للهدف الذي
نسعى اليه ,اال وهو خلق قدرة لدى الطالب لتصوير االشياء خياليا ً وبتصرف ويعطي العمل الفني حياة
وقيمه خاصة به فيحتوي على اشكال ورموز لها دالله نفسيه تعكس افكار التلميذ ومشاعره ويحدث ذلك من
خالل تفاعلة مع عناصر البيئه المتنوعه فتأتي اعماله على شكل صياغات جديده يسهم فيها عقله من
خالل تفكيره وادراكاته الحسيه .وبما أن أنماط التفكير لدى الطلبه متنوعه وتعزى ذلك لالعماق السقلي
جدا ً بعقل كل واحد منهم وهو شيء ثابت اليتغير من خالل تكوينهم الفسيولوجي الذي نرى فيه أجلى وأقيم
ما في االدراك االنساني من معوقات فبوسعنا أذن ان نوظف هذه االنماط الفكريه في ما يمكن أن يقوم به
الطالب من أبداعات فنيه ونستحيل رغباته ومطامحه وذكرياته الى اشكال تصويريه مختلفه ,قد تكون
رمزيه أو تجريديه او واقعيه او زخرفيه او هندسيه او مسرحيه الخ … .تدخل فيها المضامين الواقعيه او
التدخل فالنشاط الفكري والتأثر الوجداني هما االساس في عمليه الخلق الفني لدى الطالب في هذه
المرحله ,الن الفكر هو مصدر االلهام واالبتكار .علينا ان نوسع من هذا النشاط في معاهدنا وكلياتنا الفنيه
لكي يصبح الطالب قادرا على تمثيل ما يقع في متناول فكره وحسه تمثيال ً عقليا ً فريدا ً في نوعه ,وهذه
هي طريقة التفكير الصحيحه التي تؤازر عملية االبداع وتنمو لتصبح وحدة فريده في االحساس واالفكار
وبالتالي تكون اساسا ً لنشاط الطالب وتعبيرا ً عن شخصيته .ظلت طرق تدريس الفنون في مدارسنا
ومعاهدنا وكلياتنا الفنيه معتمدة على نظريات واراء فلسفيه غربيه قديمه ,وقد قامت بعض هذه النظريات
على تفسير خاطيء للفن وغاياته النبيله وفق عملية محاكات الغير ,أي الترديد الحرفي لموضوعات
الطبيعه المعتاده وحوادثها وأن ما يكشف عنه الموضوع الفني يجب ان يماثل بدقه ذلك االنموذج أو
الشخص او المنظر المنظر الطبيعي الموجود امامنا ,والصوره الشخصيه تحاكي الشخص الذي تصوره وذلك
بتتبع تفاصيل وجهه بدقه .وعلى ذلك فأن اهم شيء في الفن هو المشابهه او المطابقه الحرفيه ,وأطلق
على هذه النظريه رسم المحاكاة البسيطه ,ويذهب انصار هذه النظريه الى القول ان العمل الفني يكون
في افضل حاالته عندما يكون اقرب شبها ً للحياة .وظلت طرق تدريس الفن في معاهد واكاديمية الفنون
الجميله في قطرنا تستند على اراء وتجارب الفنانين االوربيين المعروفين القدماء والجدد ,فظل تأثير
الطريقه االنطباعيه التي ظهرت في فرنسا في نهاية القرن التاسع عشر سائدة في المعاهد والكليات فترة
طويله وحتى وقتنا هذا وبقيت االساليب االوربيه في الفن مسيطرة على تفكير واذهان بعض اساتذة الفن
وطلبتهم ,وكذلك عند قلة من الناس الذين ينحصر اهتمامهم في التطلع الى االعمال الفنيه الغريبه ,وقد
حاول عدد من االساتذه أن يبنوا تدريسهم على مايعدة الفنانون االوربيون من تجارب حديثه ,ويرى هؤالء
االساتذه ان الطالب اليصبح فنانا ً اال اذا تعلم مباديء الفن الصحيحة التي يتبعها الفنانون الكالسيكيون او
االكاديميون وهم بذلك االعتقاد الخاطيء وجهوا النشاط الخالق والنشاط التذوقي لدى الطلبه الى التقليد
والترديد لالساليب الفنيه االوربيه وقد يكون من المفيد ان نقتبس وصف ( هربرت ري د ) الذي يقول ( ان
الرسم في احدى االكاديميات حتى لو استمر الى الشيخوخه لن يجعل من الطالب فنانا ً مبتكرا ً ,ذلك ان
العين تبعد كثيرا ً عن االصل لرسم جزء لوقت ما فمن المحتمل انه لم يكن يعرف ماكان يقوم بنسخه
عندما عندما ينتهي من عمله اكثر مما كان يعلم عندما بدأه) .وقد ثبت ان طريقة المحاكاة وتقليد الطبيعه
لم تعد كافيه وال وافية في تدريس الفن ,النها تأخذ الجانب البصري فقط وتهمل الجوانب الذاتيه المتباينه
عند الطالب ,فهي تضيع افكار الطالب الفطريه وحقائقه الذهنيه والمنطقيه ويعبر الطالب عن واقع خارج
نطاق خبرته الخاصه وطبيعته الفنيه ,وفضال عن ذلك فهي تفتقر الى االصاله وانعدام المرونه في التعبير
عن الشكل والمضمون .فال يستطيع الطالب فيها أن يوفق بين ما يفكر به وبين حالته االنفعاليه وعواطفه
وال بين النظام المعتاد المتعلق بالجانب التقليدي اآللي للطبيعه وقوانينها .ويعترض ( فيرون ) على
الطريقة المتبعه في أكاديميات الفنون في العالم يقوله ( أن الطلبه يتعلمون األصول الصحيحة للتصوير
ويكتسبون مقدرة تكنيكية ويدرسون الفن اليوناني والروماني وغيرهما من الفنون العالميه التي تعتمد على
التقليد والمحاكاة ثم ينتخبون إعماال باردة الحياة فيها ،وكان ذلكراجعا ً الى انهم هم أنفسهم لم يشعروا
بأنفعال شخصي عميق إثناء إبداعهم ) .ويقول ( تولستوي ) أيضا ( إن الفن ال يكون مبدعا ً إال إذا كان
الشخص قد أحس على طريقته الخاصة بالشعور الذي ينقله ال عندما ينقل إلى الناس شعور شخصي أخر )
وان التمييز بين الطالب الخالق المبتكر والطالب المقلد هو إن األول يعمل بقدرته التخيلية وبتفكيره
وبعقله وانفعاالته بينما الثاني يعمل بمهاراته المكتسبة ( الصنعة ) في وضع األلوان والخطوط وترتيب
اإلشكال وهذا ليس صعبا ً على أي شخص يجد نفسهراغبا ً في نقل وتقليد أشكال الطبيعة ويتدرب تدريبا ً
أليا على إتقان قواعد الرسم والنحت ويكتسب المهارات التقنية فيها .أن ( وسيلة لتنميه سلوك الطالب
وتوجيها فنيا ً تربويا ً ,فهي ليست دراسة لمهارة حرفيه فقط ,ولكنها حماية لنشاط ذهني وبدني يشحذ
القدرات االبداعيه لدى الطالب من تنظيم ألفكاره واهتماماته ,وترتيبها وتخطيطها ,وابتكار في أساليب
تناوله للموضوعات الفنية بصورة خاصة ,والموضوعات الدراسية األخرى بصورة عامه ) .تعد التربية الفنية
وسيله لتطوير وتثقيف القوى المتميزة للمتعلم ألنها تعمل على تنمية قدراته الخاصة ,ومن اهتماماته
وميول فنيه وتوجيهها نحو تنظيمها في موضوعات فنيه مبتكره (,كما أكد المؤتمر الوطني للتطوير التربوي
والمنعقد في عمان 1987م إلى انه ينبغي إن تسعى التربية الفنية إلى بناء شخصيه فنيه تتسم باالصاله
وقدرتها على -1 :إيجاد أشكال ورموز فنيه جديدة لم تكن موجودة قبال ً -2 .استحداث وتطوير إشكال
رموز موجودة أصال وتوظيفها بعد تحديثها وتعديلها -3 .إعادة استخدام رموز وإشكال كانت موجودة قبال ً
في تشكيالت مختلفة .إن تعليم التربية الفنية لم يكن من حيث أهميته وتأثيراته ومؤثراته بمعزل عنه
باقي مواد الدراسة ,الن الحياة الواقعية خير وسيله للتربية ما كانت تالءم طبيعة التلميذ وتساير الحياة
الواقعية التي يحياها .يالحظ اثرها في سلوكهم كمستوى يتطلع اليه فيرى مثال تطورا ملموسا من جانب
الطلبه في حسن اختيارهم للملبس او حسن تنظيمهم للمدرسه او القاعات الدراسيه او معامله بعضهم
البعض االخر او في تمسكهم بطابعهم الفني الخاص ببيئتهم المحليه او بوطنهم العربي بوجه عام .وهذا ما
يجعل لمدرس التربيه الفنيه دورا مهما في العمليه التربويه ,الستطاعته استغالل كل الفرص في سبيل
تهيئة الظروف من اجل تكوين الخبرات والمهارات عند الطلبه فضال عن تمكنه من ( اجراء التغيرات في
االفراد وفي االتجاة الذي يمكنهم من التكيف مع ذواتهم ومجتمعهم ومتغيرات العصر الذي يعيشونه .ان
تعليم التربيه الفنيه كغيرة من المواد المدرسيه االخرى التخلو من الصعوبات التي تعيق نموها وتحول دون
تحقيق اهدافها لذا فان التعرف على الصعوبات التي يواجهها مدرسو التربيه الفنيه ورسم الحلول المناسبه
لها ,يمثل غير شك بدايه لعمل تقويمي علمي يساعد كثيرا في تطوير تعليم التربيه الفنيه .كما ان
الوقوف على راي المدرسين في تحديد هذه الصعوبات وبمساهمتهم في تعيين هذه الصعوبات وسبل
معالجتها له ما يبرره خالل ممارستهم لتعليم مادة التربيه الفنيه وتمكينهم من التفكير بمقترحات وبدائل
لمواجهة تلك المعوقات .اظهرت البحوث والتجارب لدى دول العالم بان التربيه الفنيه تقوم بتحفيز عقول
الطالب نحو اإلبداع واالبتكار وتنميه قدراتهم الفنية وثمة صعوبات أخرى تتعلق بطرائق التعليم المتبعة ,
فنجد الدرس لم يؤد الغرض منه,بل ربما يؤدي إلى نفور المتعلمين من الدرس ,فقد يعود السبب إلى
المدرس الذي لم يستطيع إن يوصل المعلومات إلى المتعلمين ولم يستطيع التأثير فيهم .فالصعوبة إذن ال
تتجلى في النهج المدرسي ,وطريقة التعليم ,وإعداد المدرس وتدريبه فحسب ,وإنما قد تكمن أيضا في
أساليب التقويم ,واالختبارات التي يقوم بها مدرس المادة ,العتماده على أساليب تقليديه .المسرح في
مفهومه وسيلة من وسائل الثقافة ،وعندما يتعامل مع الطفل البد من وجود النظرية التربوية إلى جانب
تقديم الجرعة الثقافية السهلة التي يتقبلها الطفل .إضافة إلى أهم األمور المتعلقة بفن المسرح .ونعني
التسلية البعيدة عن السطحية والهامشية في التعامل مع الطفل في مختلف مستوياته العمرية ،مع وجود
المخرج المتمكن والممثل القادر على إيصال أفكار الكاتب دون إقحام أو عملية قسرية في حياة الطفل
مما يجعله ينفر من هذا العالم الجميل .إن تحديد عمر الطفل أمر ضروري لتقديم العمل المسرحي ،ومن
الضروري أيضا في هذه الحالة مشاركة األطفال في العمل المسرحي مشاركة صميمية بعيدا ً عن الزجر
واإلكراه ،وال بد إن يكون ذلك وفق تقديم عملي مدروس نابع من الضرورات العامة واألسس المهمة لبناء
المجتمع ,وعليه فان أول ما ينبغي إن نتحلى به في تعاملنا مع الطفل هو الصبر الطويل والجميل ألنه
مفتاحنا إلى النجاح ,فالطفل يحتاج إلى وقت أطول حتى يتقن ما يريد ويستوعبه ،مما يجعل اإلعمال
المخصصة لألطفال تكلف جهدا ً وعمال ً شاقين ومن حيث المبدأ ،فان الطفل يجب إن يفرح ويسعد
ويتحرك بحرية وعفوية ويضحك وعلى المسرح إن يحقق له ذلك .ولكن يجب إن ال يكون المسرح وسيلة
للتسلية والضحك فقط ،فيفقد هدفه المرسوم والمرجو منه ،إن الفكاهة عنصر أساسي في مسرح الطفل ،
وهذا أمر طبيعي ومن الضروري إن يسعى له كل فنان أو كاتب مسرحي .وان على المسرح إن يحقق له
ذلك بعيدا ً عن اإلسفاف والتهريج بحيث يصبح وسيلة للترفيه فقط وليس للتربية الصحيحة القويمة .وعلى
هذا األساس ينادي خبير اليونسكو العربية ( زكي خفاجة ) بإقامة مسرح قومي يحقق من خالله وجود
المسرح الشامل كوسيلة تثقيفية تربوية .إن المدرسة احد األماكن التي يجب االهتمام برعاية الطفل من
خاللها ،فكما إن الطفل يتلقى المبادئ األولية للقراءة والحساب والعلوم األخرى ،وزرعها في ذاكرته عبر
مختلف المراحل الدراسية ،لذا فان من الضروري تربية الطفل على حب المسرح وارتياده والمشاركة فيه
والتفاعل معه ،لكي نخلق منه أنسانا ذا ذوق رفيع يشعر بأهمية المسرح في حياته ومستقبله ،فيعمل
على احترامه ومتابعته والسعي نحو مشاهدة عروضه .إن التعامل مع الطفل له خصوصيته ،لذلك ال بد من
البحث والدراسة والتحري واكتشاف أفضل السبل والوسائل التربوية والنفسية الصحيحة لمخاطبة عقل
الطفل وتفكيره والوصول إلى مداركه وتفهم تطلعاته وما يرغب تحقيقه ،إن من الضروري إن يكون العمل
المسرحي المقدم لألطفال بعيدا ً عن التهويل والرعب والخوف والزجر والجبن واإلعمال الخارقة ،وان تكون
الشخصيات المجسدة في العمل المسرحي قريبة إلى نفسه ومرحلته الدراسية والعمرية وان يكون محببا ً له
في اإلقدام والشجاعة وحب الخير واإليثار ومساعدة اآلخرين واحترام اإلنسان ألخيه اإلنسان وحب العمل
والتفاني من اجل الوطن والدفاع عنه واالستماتة من اجله وتقديم العون والمساعدة ولمن يطلبها والتآلف
والتكاتف والتعاون لدرء الشر واالنتصار عليه وتحقيق مجتمع الخير والمحبة .وان يتضمن العمل المسرحي
الرقص والغناء واإللحان المحببة لألطفال ذات التراكيب اللحنية البسيطة واعتماد األوزان الخفيفة السهلة
التوازن بين الكلمة والجملة الموسيقية الخفيفة األداء .إن تلحين أغاني األطفال أمر صعب ،وعليه فان
البساطة ال تعني الركاكة في اإللحان وال بد من النفاذ إلى جوهر الموضوع دون لف أو دوران أو مزركشة ،لذا
فان اقرب األلوان المسرحية إعجابا لألطفال هي المسرح االستعراضي والغنائي ومسرح العرائس والدمى
المليء بالبهجة والسرور ,مما يخلق لدى األطفال حالة من التنفيس ثم التحريض لبلوغ الهدف المرسوم
في العمل المسرحي .إن تقديم مسرحية لألطفال يعني الدقة في االختيار والدراسة المتأنية لهذا العمل
ويستوجب ذلك اختيار المكان بشكل سليم بعيدا ً عن مراكز االزدحام والعمل والضجيج والبد إن يتم ذلك من
خالل مسرحية لها القدرة على التعامل مع الطفل المتفرج .وتأتي اللغة في مقدمة متاعب من يحاول
اقتحام هذا العالم الساحر الجميل من األدباء والكتاب ,فالكاتب المسرحي يقف حائرا ً أمام ما يريد أن
يوصله من آراء وأفكار ومشاهد لألطفال فبأي لغة يخاطبهم ويتفاعل معهم لغوياً ،لذا فان على الكاتب إن
يختار اللغة العربية المبسطة التي يهمها األطفال بعيدا ً عن القوالب اللغوية الجامدة في جو مسرحي
يسوده الغناء والموسيقى فالطفل عنده االستعداد التام لتقبل اللغة العربية المبسطة والبعيدة عن المباشرة
ييسر للطفل التخاطب والتخلص من عيوب التشتت والتفنن باستخدام هذه اللغة يؤكد فيما ال بد منه
للطفل.