You are on page 1of 5

‫( من كتاب جيروم ‪ ،‬النقد الفن) ‪:‬‬

‫‪ -1‬النقد بواسطة القواعد ‪:‬‬


‫البد لتقدير العمل الفني من معايير للقيمة حيث البد أن يكون للناقد معيار يعرف به الجودة‬
‫الفنية‪ 5‬ويقيسها ‪.‬‬

‫‪ – 2‬النقد السياقي ‪:‬‬


‫وهو الذي يبحث في السياق التاريخي واالجتماعي والنفسي للفن ‪.‬‬

‫‪ -3‬النقد االنطباعي ‪:‬‬


‫رفض الوظائف المألوفة للنقد ورفض الموضوعية‪ 5‬في النقد وكذلك رفض القواعد النقدية‬
‫وكما قال ( أوسكار وايلد " الفن انفعال " ) وكل ما يريده الناقد االنطباعي نوعا ً معين من‬
‫المزاج والقدرة على أن يتأثر بعمق بوجود الموضوعات المادية ‪.‬‬

‫‪ -4‬النقد القصدي ‪:‬‬


‫يهتم بمقصد الفنان من مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬ما الذي حاول الشاعر أن يفعله وكيف حقق مقصده‪.‬‬

‫‪ -5‬النقد الباطن ( النقد الجديد )‪:‬‬


‫شعاره رؤية الشئ في ذاته كما هو بالفعل حيث يركز على الطبيعة الباطنه للعمل وحدها‬
‫وتجنب كل ما يقع خارج العمل ‪.‬‬

‫ورغم أنه هناك قواعد ومعايير ومنهج لكل نوع نقدي إال أنه يصعب بل يستحيل‪ 5‬تصنيف‪5‬‬
‫النقاد تحت أي نوع بعينه‪ 5‬ألن معظم الكتابات النقدية تمزج‪ 5‬بين أكثر من نوع من أنواع النقد‬
‫وأحيانا كلها ‪.‬‬
‫يقول جيروم حول الناقد الجيد ‪:‬‬
‫)الناقد الجيد هو الذي يكيف أساليبه‪ 5‬ومعايير‪ 5‬القيمة لديه تبعا ً للعمل الخاص الذي يدرسه ‪،‬‬
‫ومن ثم فإنه يستخدم في الحاالت المختلفة أنواعا ً مختلفة من النقد ‪ ،‬كما أنه يضع في‬
‫اعتباره الجمهور الذي يكتب له ‪ ،‬ومستوى ذوقه ‪ ،‬ومدى تعوده على عمل له هذا األسلوب‬
‫أو النمط(‪.‬‬

‫النقد الفني ــ نظرياته وأنواعه‬


‫كثير من الناس من ينظر الى أى موضوع نقدي كأنه مسألة رياضية ال يعرف لها قاعدة‬
‫للحل‪ ،‬ويجدون أنفسهم أمام مادة جافة ال يستطيعون هضمها وفهم ماذا يقول الناقد وما‬
‫يرمي‪ 5‬ويريد الوصول اليه عن طريق نقده هذاــ واعتقد ــ ان السبب الرئيسي‪ 5‬في هذه الحالة‬
‫هى عدم تدريس العلوم الفلسفية في مدارسنا‪ .‬وسبب آخر هو عدم دراية وإلمام معظم‬
‫القراء ــ غير الدارسين لالداب والفنون ــ بنظريات النقد الرئيسية‪ ،‬وأنواع ومعايير النقد‬
‫عموماً‪ .‬وهذا يعيق التذوق الفني عند عامة الناس الذين يعمل النقاد جاهدين لرفع درجة‬
‫‪.‬التذوق الفني لديهم‬
‫ومن هذا المنطلق رأيت من الواجب القاء بعض الضوء لتعريف موجز لنظريات النقد الفني‬
‫الرئيسية‪ 5،‬وأنواع النقد ومعاييرها ليكون حافزاً لالستزادة والتوسع لمعرفة آراء المفكرين‬
‫وانتقاد ال تتسع له المساحة المتاحة لتناوله هنا ــ اذن ما هى هذه النظريات النقدية التي‬
‫يرتكز عليها المحللون والنقاد في تحليالتهم وانتقاداتهم للفن؟ وما هى أنواع النقد الفني‬
‫ومعاييرها النقدية؟‬
‫ونبدأ باإلجابة على السؤال االول‪ ،‬ونقول إن النظريات النقدية الرئيسية‪ 5‬لالبداع الفني أربع‬
‫‪:‬نظريات وهي‬
‫‪.‬نظرية‪ 5‬المحاكاة ‪1/‬‬
‫‪.‬النظرية الشكلية ‪2/‬‬
‫‪.‬النظرية االنفعالية ‪3/‬‬
‫‪.‬نظرية‪ 5‬الجمال الفني ‪/‬‬
‫وبطبيعة‪ 5‬الحال فإن لكل نظرية‪ 5‬من هذه النظريات أعاله انصارها واتباعها ومعارضوها من‬
‫النقاد والفنانين على مدى تاريخ االبداع الفني الغربي وحتى العصر الحديث‪ .‬ومن أجل‬
‫محاولة تعريف كل نظرية علي حدة سألجأ للبحث في منشأها وتطورها بنبذة قصيرة قدر‬
‫‪.‬االمكان عن كل نظرية‬
‫‪:‬أوالً‪ :‬نظرية المحاكاة‪ :‬تنقسم نظرية المحاكاة الى ثالثة اقسام هى‬
‫‪.‬أ‪ /‬المحاكاة البسيطة ب‪ /‬محاكاة الجوهر ج‪ /‬محاكاة المثل األعلى‬
‫أ‪ /‬المحاكاة البسيطة‪ :‬وهى اقدم نظرية في الفن على االطالق‪ ،‬وقد عرضها الفيلسوف‬
‫اليوناني افالطون في مناقشته‪ 5‬النهجية لطبيعة الفن في الفكر الغربي‪ ،‬وهى تقول‪ :‬إن الفن‬
‫الجميل هو ترديد حرفي للطبيعة وموضوعاتها التجريبية‪ 5‬وحوادثها‪ ،‬بحيث يكشف عن‬
‫تشابه دقيق للموضوع أو النموذج الفني خارج العمل الفني‪ ،‬وبعبارة اخرى قولك عن‬
‫رواية او دراما أو فيلم سينمائي‪ 5‬انه مطابق للحياة‪ ،‬أو قولك ان هذه الصورة مماثلة‬
‫بتفاصيلها الدقيقة لتلك الشجرة التي نراها في الحديقة‪ ،‬كما لو أنك وجهت مرآة على تلك‬
‫الموضوعات‪ ،‬وقد وجدت نظرية المحاكاة البسيطة انتشاراً واسعا ً من أصوات التجربة‬
‫المعتادة في عصرنا الحالي بين الفنانين والنقاد وعامة الناس الذين لم يختبروا اعتقاداتهم‬
‫عن الفن‪ ..‬ولكن كثيراً من المفكرين اعابوا هذه النظرية بقولهم انه ال يمكن ان يكون العمل‬
‫الفني مجرد نسخ‪ 5‬لحوادث التجربة المألوفة‪ ،‬ويحضرني هنا بيت المتنبي القائل‪ :‬وقد‬
‫يتقارب الوصفان جداً وموصوفا ً هما متباعدان‬
‫ب‪ /‬محاكاة الجوهر‪ :‬نشأت نظرية محاكاة الجوهر وتطورت من خالل نظرية‪ 5‬عرضها‬
‫الفيلسوف اليوناني أرسطو في التراجيديا‪ ،‬وفي تحليله الطريقة التي نحاكي بها الحياة‪،‬‬
‫وتناولها بعض المفكرين من بعده ــ وهى إجماالً تنطلق من انتقاد النظرية االفالطونية‬
‫(المحاكاة البسيطة) التي رفضها تلميذه ارسطو على انها ال تلبي مطالب المضمون في‬
‫العمل الفني‪ .‬وهكذا فإن (محاكاة الجوهر) تظهر بوضوح عيوب (المحاكاة البسيطة)‪ ،‬إذ‬
‫تبين أن العمل الفني الخالق يفوق مجرد (النسخ)‪ 5‬وأن الفنان ال يحاكي بال تمييز‪ ،‬وعليه أن‬
‫ينتقي‪ 5‬من حوادث التجربة‪ 5‬المألوفة ويضفي‪ 5‬عليها داللة حتى يمكننا القول ان هذا العمل‬
‫الفني ينفذ إلى جوهر كذا او يعبر عن مضمون كذا‪ ..‬وعليه فإن الجوهر هو ما يشترك فيه‬
‫‪.‬جميع أفراد فئة معينة‬
‫ج‪ /‬محاكاة المثل االعلى‪ :‬وهى نظرية تنزع الى القول ان العمل الفني يجب ان يكون اخالقيا ً‬
‫وتذهب هذه النظريةــ كما في نظرية ( الجوهر) الى ان الفنان ال يحاكي بال تمييز بل يكتفي‬
‫بمحاكاة موضوعات بعينها فقط‪ .‬ويرى مفكروها أن اعظم مزايا الفن هى محاكاة الطبيعة‪،‬‬
‫ولكن من الضروري تمييز‪ 5‬جوانب الطبيعة التي هى أليق بالمحاكاة ــ أى بالموضوع الالئق‬
‫الذي يعد مهذبا ً من الناحية االخالقية وما يستحق المدح واالستحسان ــ وبهذا المفهوم‬
‫يعني ذلك ان نظرية‪ 5‬المثل االعلى تضع معياراً لقيمة الفن وهو المعيار االخالقي‪ ،‬ويرى‬
‫انصار هذه النظرية أن الموضوعات ذات المستوى المنحط ال بد ان يكون العمل الفني فيها‬
‫أدنى وأقل مرتبة‪ 5‬من تلك الموضوعات ذات المستوى االخالقي بالضرورة‪ ،‬مهما ابدى‬
‫‪.‬الفنان عبقرية في موضوعات منحطة وضيعة‬
‫والخالصة يمكننا القول إن نظرية‪ 5‬المحاكاة بأقسامها الثالثة ولو سلمنا جدالً بالصلة الوثيقة‪5‬‬
‫بين الفن والحياة‪ ،‬لحكمنا عليها من خالل مشابهتها للواقع (المحاكاة البسيطة) أو شمولها‬
‫(محاكاة الجوهر) أو اخالقيتها (محاكاة المثل االعلى) تذكرنا دوما ً ان الفن يستفيد‪ 5‬من‬
‫التجربة االنسانية‪ 5،‬وتحاول تصورها وايضاحها‪ ،‬وأن للعمل الفني حياة خاصة‪ ،‬وعند تذوق‬
‫العمل جماليا ً تكون عنايتنا بالعمل ذاته‪ ،‬واذا اعطينا أهميته‪ 5‬الباطنه حقها‪ ،‬ال يسوقنا الى‬
‫الحكم عليه على اساس وحدته الكامنة وحيويته‪ 5‬وفعاليته‪ ،‬كما يتضح‪ 5‬لنا من هذا التوتر بين‬
‫الحياة والفن انه عصب نظريات المحاكاة جميعاً‪ ،‬إال ان هناك آراء متخصصة‪ ،‬فبعض النقاد‬
‫يقولون‪ :‬إن هذه االشكال الثالثة لنظرية المحاكاة ال تستطيع أن تقدم لنا أساسا ً سليما ً للنقد‬
‫الفني‪ ،‬ذلك ان وجود اعمال فنية ال حصر لها خارج عن نطاق هذه النظريات الثالثة‬
‫للمحاكاة ومع ذلك فإن هذه النظرية تخدمنا وتقدم لنا بعض الحقائق عن بعض االعمال‬
‫‪.‬الفنية‪ 5،‬لكنها ال تقدم لنا الحقيقة الكاملة عن كل األعمال الفنية‪5‬‬
‫ثانيا ً ــ النظرية الشكلية‪ :‬تعرف هذه النظرية بأنها من اعقد النظريات النقدية اطالقاً‪ ،‬وهى‬
‫على نقيض نظرية المحاكاة تماما ً وتعتبر النظرية الشكلية من احدث النظريات النقدية‪ ،‬كما‬
‫ان مجال استخدامها النقدي يكاد ينحصر في الفنون في السمعية (الموسيقى) والبصرية‪5‬‬
‫(التصوير والنحت)‪ ،‬هذا وقد دار جدل كثير وال زال بين النقاد حول فعالية هذه النظرية في‬
‫النقد‪ ،‬ايجابا ً وسلباً‪ ،‬فبينما يرى البعض أن النظرية الشكلية لم تستطع ايجاد المبررات‬
‫لمعايير القيمة التي ينفذ بها الناقد إلى حكم القيمة للعمل الفني‪ ،‬وعليه فهم يرون أن‬
‫النظرية ال تصلح كنظرية نقدية‪ .‬ومن جهة اخرى يرى البعض أنه يجب على الناقد استبعاد‬
‫الموضوع وكذلك كل القيم المرتبطة‪ 5‬به والتركيز على التشكيل الجمالي المكون للون‬
‫‪.‬والضوء في الشكل أو كما يزعم أنصارها‬
‫ثالثاً‪ :‬النظرية االنفعالية‪ :‬وتعبر بصفة عامة عن وجهة نظر الحركة الروماتيكية في النقد‬
‫الفني‪ ،‬وتتشعب ثالثة آراء االول ــ التعبير عن الشخصية‪ 5:‬حيث يعبر العمل الفني تعبيراً‬
‫عن شخصية‪ 5‬الفنان‪ ،‬ويرى ان النزعة الفردية القوية للفنان هى احد المعتقدات االساسية‬
‫للفن والرومانتيكي‪ 5،‬فللفنان أن يعرض انفعاالته وافكاره بحرية دون أى كبت ــ ثانيا ً ــ‬
‫التعبير عن االنفعال وتوصيله‪ 5:‬ويرى ان الفن يتجاوز الجمال البحت‪ ،‬ألنه يضم ماهو‬
‫مخيف‪ ،‬او حزين‪ ،‬قبيح أو مرح‪ ،‬ولكل حججه طالما ان الفنان يمكن ان يعالج أى موضوع‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التجربة الجمالية‪ :‬ويرى ان االنفعال اساسي للتذوق الجمالي ألن الجمال هو بعينه ما‬
‫‪.‬نسعى اليه حين ننظر االشياء جماليا ً‬
‫ونخلص من هذا بالقول الى أننا نرى انه ال بد ان تكون صحة النظرية االنفعالية بشروط‬
‫مهمة‪ 5‬فهى قد ال تصدق على كل فن وكل تجربة‪ 5‬جماليةــ لذا ال بد ان تفسر عملية الخلق‬
‫الفني التي يصبح‪ 5‬بها الموضوع معبراً عن‪ ...‬وايضا ً كيف يكون معبراً لـ‪ ...‬كما هى مطالبة‬
‫بتزويدنا بنظام يمكن تطبيقه عمليا ً للحكم على قيمة االعمال الفنية‪ 5‬وغيرها من‬
‫‪.‬الموضوعات الجمالية‬
‫ورغما ً عن ذلك فإن النظرية‪ 5‬االنفعالية‪ ،‬تثبت بما ال يدع مجاالً للشك انها أرسخ النظريات‬
‫الفنية‪ 5‬وأجلها وأكثرها فائدة‪ ،‬وهى في عمومها قريبة من اولئك المدعين الذين يصنفون‬
‫االعمال الفنية واولئك الذين يستمتعون بها‪ ،‬وعلى كل قد ال تكون النظرية الوحيدة‬
‫الصحيحة في الفن والتجربة‪ 5‬الجمالية‪ ،‬ومع ذلك فحتى اولئك الذين يعارضون وال يقبلون‬
‫‪.‬النظرية يتعين عليهم أن يواجهوا حججها‪ ،‬وأن يتعلموا من استبصاراتها الواضحة‬
‫رابعاً‪ :‬نظرية الجمال الفني‪ :‬أما هذه النظرية فال تلتزم اتجاها ً واحد في بحثها للعمل الفني‪،‬‬
‫وإنما تضم كل اوجه العملـ ـ الموضوع ــ والشكل‪ ،‬والتعبير وما الى ذلك‪ ،‬مما يجعلها مفتقدة‬
‫الى تحديد المعالم‪ ،‬ويرى انصارها من الخطأ تأكيد أى بعد واحد من ابعاد الفن‪ ،‬الذي يتألف‬
‫من كثير من العناصر المتباينة‪ 5‬وله قيم مختلفة ومتعددة‪ ،‬وعلى نظرية الفن ان تكون من‬
‫‪.‬االتساع بحيث تحيط بهذه جميعا ً‬
‫‪.‬اذاً فإن نظرية‪( 5‬الجمال الفني متسعة وشاملة) او كما ذهب اليه د‪ .‬جيروم‬
‫‪.‬وختاما ً لنظريات النقد الفني ننتقل الى الشق الثاني من السؤال الذي اوردناه في المقدمة‬
‫أنواع النقد ومعاييره‬
‫٭ يمكن تعريف النقد الفني بأنه محاولة تفسير‪ 5‬او توضيح العمل الفني لالهتداء الى ايجاد‬
‫مبررات تؤيد حكم القيمة‪ ،‬فقد يفسر لك الناقد معاني كلمات في لغة تجهلها‪ ،‬أو يفسر‬
‫االشارات التاريخية في رواية‪ ،‬وربما يفسر معاني الرموز‪ ،‬وقد يتتبع البناء الشكلي‬
‫ويكشف عن دالالته التعبيرية‪ 5.‬وقد يصف من خاللها تذوقه العمل الفني التأثير الذي يحدثه‬
‫العمل في المدرك‪ ،‬ومن أهم اغراض النقد إيضاح مبنى العمل وإيفائه‪ ،‬وقد درج النقاد على‬
‫اسم الوظيفة التفسيرية للنقدــ أى النقد التفسيري‪ 5،‬مقابلة للنقد التقديري ــ إال أن الوظيفتين‬
‫مرتبطتان ارتباطا ً وثيقا ً ببعضها‪ ،‬مع أن احدى الوظيفتين تفسر‪ ،‬واالخرى تحكم‪ ،‬وزد على‬
‫ذلك ان النقد التقديري يفترض مقدما ً النقد التفسيري‪ ،‬وهذا يعني أن السؤال‪ :‬ما قيمته؟‪5‬‬
‫يفترض مقدما ً السؤال‪ :‬ما هو؟ على أن العالقة بين النقد التقديري والنقد التفسيري ليست‬
‫على هذه البساطة التي نتصورها في اذهاننا‪ ،‬بل المسألة أبعد من ذلك كثيراً‪ ،‬ألن مجرد‬
‫التمييز بين هاتين الوظيفتين النقديتين قد يؤدي الى تشويه لما يحدث فعالً في مجال النقد‪،‬‬
‫ذلك ان الوظيفتين تؤديان عملها وتمتزجان وتؤثران كل في االخرى‪ ..‬لذا نالحظ ان كثيراً‬
‫من النقاد ال يقدمون تقريراً واضحا ً صريحا ً للعمل‪ ،‬إذ أنهم غير مضطرين لذلك‪ ،‬طالما أننا‬
‫يمكن أن نصل الى تقدير العمل من خالل التفسير وااليضاح الذي يندمج‪ 5‬فيه التقدير ويمتزج‬
‫‪.‬معه‬
‫إن العمل الفني زاخر ومشحون بالقيم‪ ،‬بحيث عندما نتحدث عنه تتداخل المسائل الواقعية‬
‫والتقومية‪ ،‬وذلك جلي في كل قطعة من الكتابة النقدية تقريباً‪ ..‬ومع ذلك فإن الناقد يجب‬
‫عليه أن يأخذ الحيطة والحذر‪ ،‬ويجب أن يميز‪ 5‬الخيط الرفيع بين الوظيفتين ــ التفسيرية‪،‬‬
‫والتقديرية ــ إذ انهما برغم تالزمهما لهما اغراض مختلفة كل االختالف‪ .‬وإال وقع في خلط‬
‫‪.‬تلك االختالفات عند تجاهله التمييز‪ 5‬مطلقا ً‬
‫وبما أننا من الممكن ان نقوم بالتقدير والتفسير على انحاء واتجاهات كثيرة متباينة‪ 5،‬نقدم‬
‫هنا بعضا ً من أنواع النقد الرئيسية‪ ،‬الذي يستخدم كل منه مناهج متميزة‪ 5‬التي تنبهنا الى‬
‫جوانب متباينة من القيمة‪ 5،‬فبعضها يؤكد اصول العمل وبعضها اآلخر يهتم اساسا ً بتأثير‬
‫‪.‬العمل في الشخص الذي يدركه‪ ،‬واخرى تركز اهتمامها كله في البناء الباطن للعمل‬
‫غير أننا نستطيع التعلم من كل نوع من النقد بشرط ان يستخدم معايير للتقدير يمكن‬
‫استخدامها عملياً‪ ،‬وان يبقى على العمل الفني في تفسيره‪ 5‬له ضوءاً واضحاً‪ ..‬وأنواع النقد‬
‫‪:‬خمسة وهى‬
‫النقد بواسطة القواعد ‪ /2‬النقد السياقي ‪ /3‬النقد االنطباعي ‪ /4‬النقد القصدي ‪ /5‬النقد ‪1/‬‬
‫‪.‬الباطن‬
‫النقد بواسطة القواعد‪ :‬لتقدير العمل الفني ال بد من معيار للقيمة‪ ،‬وأن االكتفاء بوصف‪1/ 5‬‬
‫المشاعر الشخصية تظل تخص فقط ذلك الشخص‪ ،‬فال بد له فحص خصائص العمل ذاته‪،‬‬
‫وإال فإنه ال يستطيع الدفاع عن تقديره إال اذا اثبت كيفية أداء هذه الخصائص الى جعل‬
‫العمل جيداً‪ .‬اذن فال بد ان يكون لديه معيار يعرف به الجودة الفنية ويقيسها حتى يتبين‬
‫‪.‬الثمين من الغث‬
‫هذا المعيار قد يكون (مشابهة الواقع او (النبل واالخالق) او (القوة االنفعالية) وبدون هذه‬
‫المعايير ال يستطيع ان يدعم حكمه ويدافع عنه‪ ،‬وبدونها أيضا ً ال يستطيع المتلقي ان يفهم‬
‫‪.‬السبب في اصداره هذا الحكم‬
‫تظهر المعايير بصفة عامة في نوعية العمل الجيد‪ ،‬فهى تقيس القيمة وليس في العمل‬
‫المحدد فحسب بل في اعمال مشابهة له‪ ،‬فنحن نستطيع مسرحية‪( 5‬تراجيديا) أو (كوميديا)‬
‫ألن صفات معينة‪ 5‬تتوافر فيها شكلية كانت ام تصويرية‪ 5‬يتميز‪ 5‬بها ذلك النوع االدبي‪ ،‬وكذا‬
‫عندما نشاهد تخليداً لذكرى حادث تاريخي لغرض اجتماعي‪ ،‬فال بد ان يكون ذلك العمل‬
‫مرتبطا ً بالتراث االجتماعي‪ ،‬وأن يكون سهل التذوق لكل افراد المجتمع‪ .‬وكذا في الفنون‬
‫‪.‬السمعية توجد معايير‪( 5‬للصونات) أو (الفوجة)‬
‫ويتوقف في كل عمل بعينه على طريقة تطبيق الناقد هذه المعايير‪ 5،‬فاذا طبقت بطريقة‬
‫‪.‬خاطئة أو غير سليمة او جاهله يطل النقد التقديري ويضل النقد التفسيري طريقه‬
‫وينبغي‪ 5‬ان تكون المعايير مالئمة من الوجهة الجمالية‪ ،‬وقبل ان يتمكن الناقد من الحكم‬
‫يجب اوالً ان يكون لديه إحساس بما يحاول العمل ان يحققه في القارئ او المستمع‪ 5‬او‬
‫المشاهد‪ ،‬ودون هذا الفهم للناقد بغاية العمل ويحترمها‪ ،‬فانه قد يسيء تفسير الوسائل‬
‫والحكم عليها‬

You might also like