Professional Documents
Culture Documents
مقتطفات في حق الغصن الأطهر
مقتطفات في حق الغصن الأطهر
هذا حين فيه يغسلون االبن أمام الوجه بعد الذي فديناه في السجن األعظم ،بذلك ارتفـــــع
نحيب البكاء من أهل سـرادق األبهى ونوح الذين حُبسـوا مع الغالم في سـبيل هللا مالك يوم الميعاد
في مثل هذه الحالة ما منع القلم عن ذكر ربه مالك األمم يدعو الناس الى هللا العزيز الوهاب ،هذا
يوم فيه استشهد من خلق من نورالبهاء إذ كان مسجونا ً بأيدي األعداء * عليك يا غصن هللا ذكر
هللا وثنائه وثناء من في جبروت البقاء وثناء من في ملكوت األسـماء ،طوبى لك بما وفيت ميثاق
وجمال القيوم قد
ِ هللا وعـهده إلى أن فديت نفســك أمام وجـه ربك العزيـز المختار أنت المظلوم
حملت في أول أيامك في سـبيل هللا ما ناحت بـه األشـياء وتزلزلت األركان ،طوبى لمن يذكرك
ويتقرب بك إلى هللا فالق األصباح *
يا ميم المجد أنت ارتقيت بروح وريحان ومحبيك في األحزان كذلك قضى الرحمن إنه لهو
المهيمن القيوم * أن يا هـاء الهويـة قصدت معارج القدس وتركت الدنيا في سـبيل ربك أشـهد أنك
أنت الذي ارتقيت الى مقـام محمود ،وأشـهد أنك رجعت مظلوما ً الى مقرك ،طوبى لك وللذين
تمسـكوا بذيلك الممدود * أن يا دال األبدية قد تشرفَت بك تلك األرض وما حولها إنك أنت وديعة
هللا وكنزه في هذه الديار سوف يظهر هللا بك ما أراد إنه لهو الحق عالّم الغيوب ،باستقرارك على
األرض تزلزلت في نفسـها شـوقا ً للقائك كذلك قضي األمر ولـكن الناس ال يفقهـون * أن يا ياء
القدمية طوبى لك بما أنفقت روحك في السـجن األعظم بعد الذي كنت بين أيدي الذين كفروا باهلل
في اليوم الموعود ،انّا لو نذكر أسـرار صعودك لينتبهَ ّن أه ُل الرقود ويشـتعلَ ّن الوجود بنار ذكر
اسمي العزيز الودود *
سبحانك اللهم يا إلهي تراني بين أيادي األعداء واالبن محمراً بدمه أما وجهك يا
بيده ملكوت األسماء أي ربي فديت ما أعطيتني لحياة العباد واتحاد من في البالد *
استشهد حضرة غصن هللا األطهر بعدما دخل حضرة بهاء هللا السجن األعظم(عكا) بسنتين
وقد أورد حضرة ولي أمرهللا المحبوب في كتابه القيم (القرن البديع) كيفية استشهاد حضرته على
النحو التالي:ــ
فـي غمرة تلك البـاليا والرزايا فوجـئ الجمال المبارك بمصيبـة أليمـة أخرى ازدادت بهـا
أحزانـه وآالمه وذلك بالصعود الذي جاء قبل أوانه لحضرة ميرزا مهدي غصن هللا األطهر شقيق
حضـرة عبد البهـاء وكـاتب وحي الجمــال المبارك ورفيقـه في المنفـى وكان يبلـغ من العمر حين
اســتشـهاده اثنين وعشـرين عاما ً انتقـل حضرة غصن هللا األطهر من طهـران الى بغـداد في أيـام
صباه حينما رجـع حضرة بهـاء هللا من السـليمانيـة والتحق بوالده ،كان الغصن األطهر يتمشـى
على سـطح " القشـلة " وكان متوجها ً بالمناجاة الى ملكوت ربه حسب عادته المعهودة فزلت قدمه
وســقط من خالل كـوة في السـقف فتحت إلنارة إحدى زنزانات السـجن فارتطم جسمـه بصندوق
خشـبي موضـوع في تلك الحجرة فاخترقت األخشـاب أضالعـه مما أدى إلـى صعوده بعد مرور
اثنتين وعشرين ساعة من وقوع الحادث ،وكان وقوع تلك المصيبة في 23من شهر ربيع األول
سنة 1287هجرية 00الموافق 23حزيران عام 1870م 00وكانت أمنيته التي لفظها مع أنفاسه
األخيرة موجهـة الى والده المحزون وهي أن يقبل روحـه الطاهرة قربانا ألولئك الذين منعوا من
أن يحظوا بلقاء المحبوب 00
وقد أعطى حضرة بهاء هللا اسـتشـهاد ابنـه مرتبـة ساميـة بقلمـه األعلى فرفعـه الى مرتبـة
التضحيات العظمـى كاسـتعداد ابراهيم ذبح ابنـه فداء للرب وكصلب السـيد المسـيح وكاسـتشـهاد
حضرة سيد الشهداء اإلمام الحسين وقد تفضل حضرة بهاء هللا في هذا المقام بالبيانات التالية:ــ
أي رب فديـت ما أعطيتنـي لحيوة العبـاد واتحـاد من فــي البالد وكـذلك يقـول مخاطبا ً ذلك
الغصن الشهيد " إنك وديعـة هللا وكنزه فـي هذه الديار سـوف يُظهر هللا بك ما أراد إنـه لهو الحي
عال ُم الغيوب " 0وبعد إتمام عملية غسـل جسـده الطاهر في محضر حضرة بهاء هللا نقل جثمان
من ُخلق من نور البهاء ومن شـهد بمظلوميته القلم األعلى والذي ذكر القلم نفسه أسرار استشهاده
نقل جثمانه بمرافقة حارسي السجن الى خارج المدينة حيث دفن في جوار مقبرة النبي صالح ومن
ثم من بعد سـبعين سـنة من تاريخ صعوده انتقل ذلك الرمس الى مع رمس والدته العظيمة من تلك
المقبرة الى سـفح جبل الكرمل حيث اسـتظال في ظل مقام حضرة األعلى وذلك في مقربة من قبر
شقيقته الورقة العليا0