You are on page 1of 2

‫مقتطفات من ألواح حضرة بهاء هللا جل اسمه األعلىالنازلة بحق غصن هللا األطهر‪:‬ـ‬

‫هذا حين فيه يغسلون االبن أمام الوجه بعد الذي فديناه في السجن األعظم ‪ ،‬بذلك ارتفـــــع‬
‫نحيب البكاء من أهل سـرادق األبهى ونوح الذين حُبسـوا مع الغالم في سـبيل هللا مالك يوم الميعاد‬
‫في مثل هذه الحالة ما منع القلم عن ذكر ربه مالك األمم يدعو الناس الى هللا العزيز الوهاب ‪ ،‬هذا‬
‫يوم فيه استشهد من خلق من نورالبهاء إذ كان مسجونا ً بأيدي األعداء * عليك يا غصن هللا ذكر‬
‫هللا وثنائه وثناء من في جبروت البقاء وثناء من في ملكوت األسـماء ‪ ،‬طوبى لك بما وفيت ميثاق‬
‫وجمال القيوم قد‬
‫ِ‬ ‫هللا وعـهده إلى أن فديت نفســك أمام وجـه ربك العزيـز المختار أنت المظلوم‬
‫حملت في أول أيامك في سـبيل هللا ما ناحت بـه األشـياء وتزلزلت األركان ‪ ،‬طوبى لمن يذكرك‬
‫ويتقرب بك إلى هللا فالق األصباح *‬
‫يا ميم المجد أنت ارتقيت بروح وريحان ومحبيك في األحزان كذلك قضى الرحمن إنه لهو‬
‫المهيمن القيوم * أن يا هـاء الهويـة قصدت معارج القدس وتركت الدنيا في سـبيل ربك أشـهد أنك‬
‫أنت الذي ارتقيت الى مقـام محمود ‪ ،‬وأشـهد أنك رجعت مظلوما ً الى مقرك ‪ ،‬طوبى لك وللذين‬
‫تمسـكوا بذيلك الممدود * أن يا دال األبدية قد تشرفَت بك تلك األرض وما حولها إنك أنت وديعة‬
‫هللا وكنزه في هذه الديار سوف يظهر هللا بك ما أراد إنه لهو الحق عالّم الغيوب‪ ،‬باستقرارك على‬
‫األرض تزلزلت في نفسـها شـوقا ً للقائك كذلك قضي األمر ولـكن الناس ال يفقهـون * أن يا ياء‬
‫القدمية طوبى لك بما أنفقت روحك في السـجن األعظم بعد الذي كنت بين أيدي الذين كفروا باهلل‬
‫في اليوم الموعود ‪ ،‬انّا لو نذكر أسـرار صعودك لينتبهَ ّن أه ُل الرقود ويشـتعلَ ّن الوجود بنار ذكر‬
‫اسمي العزيز الودود *‬
‫سبحانك اللهم يا إلهي تراني بين أيادي األعداء واالبن محمراً بدمه أما وجهك يا‬
‫بيده ملكوت األسماء أي ربي فديت ما أعطيتني لحياة العباد واتحاد من في البالد *‬

‫استشهد حضرة غصن هللا األطهر بعدما دخل حضرة بهاء هللا السجن األعظم(عكا) بسنتين‬
‫وقد أورد حضرة ولي أمرهللا المحبوب في كتابه القيم (القرن البديع) كيفية استشهاد حضرته على‬
‫النحو التالي‪:‬ــ‬
‫فـي غمرة تلك البـاليا والرزايا فوجـئ الجمال المبارك بمصيبـة أليمـة أخرى ازدادت بهـا‬
‫أحزانـه وآالمه وذلك بالصعود الذي جاء قبل أوانه لحضرة ميرزا مهدي غصن هللا األطهر شقيق‬
‫حضـرة عبد البهـاء وكـاتب وحي الجمــال المبارك ورفيقـه في المنفـى وكان يبلـغ من العمر حين‬
‫اســتشـهاده اثنين وعشـرين عاما ً انتقـل حضرة غصن هللا األطهر من طهـران الى بغـداد في أيـام‬
‫صباه حينما رجـع حضرة بهـاء هللا من السـليمانيـة والتحق بوالده ‪ ،‬كان الغصن األطهر يتمشـى‬
‫على سـطح " القشـلة " وكان متوجها ً بالمناجاة الى ملكوت ربه حسب عادته المعهودة فزلت قدمه‬
‫وســقط من خالل كـوة في السـقف فتحت إلنارة إحدى زنزانات السـجن فارتطم جسمـه بصندوق‬
‫خشـبي موضـوع في تلك الحجرة فاخترقت األخشـاب أضالعـه مما أدى إلـى صعوده بعد مرور‬
‫اثنتين وعشرين ساعة من وقوع الحادث ‪ ،‬وكان وقوع تلك المصيبة في ‪ 23‬من شهر ربيع األول‬
‫سنة ‪ 1287‬هجرية ‪ 00‬الموافق ‪23‬حزيران عام ‪1870‬م‪ 00‬وكانت أمنيته التي لفظها مع أنفاسه‬
‫األخيرة موجهـة الى والده المحزون وهي أن يقبل روحـه الطاهرة قربانا ألولئك الذين منعوا من‬
‫أن يحظوا بلقاء المحبوب ‪00‬‬
‫وقد أعطى حضرة بهاء هللا اسـتشـهاد ابنـه مرتبـة ساميـة بقلمـه األعلى فرفعـه الى مرتبـة‬
‫التضحيات العظمـى كاسـتعداد ابراهيم ذبح ابنـه فداء للرب وكصلب السـيد المسـيح وكاسـتشـهاد‬
‫حضرة سيد الشهداء اإلمام الحسين وقد تفضل حضرة بهاء هللا في هذا المقام بالبيانات التالية‪:‬ــ‬
‫أي رب فديـت ما أعطيتنـي لحيوة العبـاد واتحـاد من فــي البالد وكـذلك يقـول مخاطبا ً ذلك‬
‫الغصن الشهيد " إنك وديعـة هللا وكنزه فـي هذه الديار سـوف يُظهر هللا بك ما أراد إنـه لهو الحي‬
‫عال ُم الغيوب ‪ " 0‬وبعد إتمام عملية غسـل جسـده الطاهر في محضر حضرة بهاء هللا نقل جثمان‬
‫من ُخلق من نور البهاء ومن شـهد بمظلوميته القلم األعلى والذي ذكر القلم نفسه أسرار استشهاده‬
‫نقل جثمانه بمرافقة حارسي السجن الى خارج المدينة حيث دفن في جوار مقبرة النبي صالح ومن‬
‫ثم من بعد سـبعين سـنة من تاريخ صعوده انتقل ذلك الرمس الى مع رمس والدته العظيمة من تلك‬
‫المقبرة الى سـفح جبل الكرمل حيث اسـتظال في ظل مقام حضرة األعلى وذلك في مقربة من قبر‬
‫شقيقته الورقة العليا‪0‬‬

You might also like