You are on page 1of 1

‫الحدود التونسيّة الطرابلسيّة في بداية القرن العشرين‬

‫بقيت الحدود التونسيّة الليبيّة حتّى السنة الماض ية (‪ )1910‬غ ير مض بوطة‪ ..‬ورغب ة منّ ا في‬
‫وضع ح ّد لهذه الحالة استق ّر الرأي على رسم الحدود التونسيّة الليبيّة‪ ،‬فاجتمعت له ذا الغ رض‬
‫لجنة بزوارة سنة ‪ .1893‬ولكنّها فشلت بسبب ادعاءات تركيّة تطالب ب امتالك ك ّل األراض ي‬
‫الواقعة شرقي خطّ يربط بين واحة رمادة وبحر البيبان‪..‬‬
‫كثرت الخالفات في السنين األخيرة حول أراضي الجنوب‪ ،‬فالحدود بين ذهيبة والبح ر ك انت‬
‫في عمومه ا واض حة أ ّم ا م ا بع د ذهيب ة ف االختالف كب ير‪ .‬فوق ع االتف اق س نة ‪ 1900‬بين‬
‫السلطتين التونسية والليبي ة على االمتن اع عن احتالل المن اطق الص حراويّة حتّى يق ع الرس م‬
‫النهائي للحدود المتنازع عليها‪ .‬فتولدت عن ذلك حالة من الفوضى العارمة منعت القواف ل من‬
‫المخاطرة بعبور الصحراء كما تر ّدد البدو في انتجاعها بعد أن فقدت ك ّل الحماية الممكنة‪.‬‬
‫‪..‬تس ّممت األجواء بح ّدة سنتي ‪ 1907‬و‪ 1908‬على إثر زيارة المقيم العام للجنوب ال ذي ق رّر‬
‫ق طريق بين المركزين فحاول أه ل قري ة وازن‬ ‫تجهيز مركزي ذهيبة والجنيّن بالتلغراف وش ّ‬
‫الليبية الواقعة على الح دود التص ّدي ل ذلك‪..‬وبلغت الح ّدة ذروته ا م ع أواخ ر ‪ 1909‬وبداي ة‬
‫‪ 1910‬حين تعرّض المق ّدم (دونو ‪ )Donau‬القائد األعلى لمناطق الجنوب‪..‬إلطالق نار كثيف‪..‬‬
‫وبعد أحداث كثيرة مماثل ة لم يكن الب اب الع الي ه ذه الم رّة ليتملّص من طلب رس م الح دود‪،‬‬
‫فوافق على المبدأ منذ س نة ‪ 1909‬ث ّم أمض ي اتّف اق م ع نهاي ة ج انفي ‪ 1910‬بين الحكوم تين‬
‫الفرنسيّة والتركيّة لتسوية الخالف نهائيّا‪...‬‬
‫اجتمعت اللجنة بطرابلس في شهر أفريل ‪ 1910‬وقد ق ّدم األتراك في البداي ة نفس التحفّظ ات‬
‫التي أعلنوها بزوارة سنة ‪ 1893‬مطالبين بجزء كبير من الجنوب التونسي فر ّد عليهم مندوبنا‬
‫ّ‬
‫بأن هذه المناطق تابعة لألراضي التونسيّة وهي تحت تصرّفنا منذ سنوات‪..‬‬
‫ي تق ّدم‪..‬وفي يوم ما تخلّى األت راك عن وجه ة‬
‫تواصلت المفاوضات شهرا كامال دون تحقيق أ ّ‬
‫نظرهم‪ .‬وبعد تنازالت طفيفة من قبلنا‪ ،‬أمضيت المعاهدة يوم ‪ 19‬ماي ‪ 1910‬مثبتة‪ ،‬من حيث‬
‫المبدأ‪ ،‬مسار الحدود‪...‬ث ّم إنّ ه علين ا فيم ا بع د تط بيق الرس م على األرض بع د أن رس م على‬
‫الورق بحسب خرائط تفتقر إلى الدقّة‪ ،‬ث ّم نعلّم الحدود بسلسلة من النواظير بعد تأويل التط بيق‬
‫لنصّ المعاهدة على الميدان كلّما دعت الحاجة إلى ذلك‪ .‬وقد تكونت لهذا الغرض لجنة ثانية‪..‬‬
‫برفنكيار (ليون)‪ :‬أسرار ترسيم الحدود التونسيّة الليبيّة ‪ ،1911‬دراسة وترجمة الضاوي‬
‫موسى‪ ،‬مطبعة تونس قرطاج‪ ،‬تونس‪ ،2012 ،‬صص‪.37-30 .‬‬

You might also like