You are on page 1of 17

‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫سياسة حمودة باشا الخارجية ( ‪1814 -1782‬م)‬


‫أ‪ /‬رزيقة محمدي ‪/‬جامعة الجزائر ‪-2-‬‬
‫الملخص ‪:‬‬

‫يهدؼ ىذا اظتقاؿ اىل تِبياف ؼتتلف العالقات ‪ ،‬ونقصد هبا (السياسية‪ ،‬الدبلوماسية والتجارية ) اليت‬
‫كانت بُت ايالة تونس وبعض الدوؿ األوربية وبالتحديد( البندقية ‪،‬الدامنارؾ‪ ،‬اصتزرااليطالية‪ ،‬النمسا ‪،‬‬
‫ىولندا والربتغاؿ) ‪.‬‬
‫حيث يوضح ىذا اظتقاؿ الذي نضعو بُت ايدي قراءنا‪ ،‬الطابع الذي ميّز العالقات التونسية األوربية يف‬
‫عهد الباي زتودة باشا ( ‪1814-1782‬ـ)‪ .‬واليت تأرجحت بُت السلم تارة واضترب تارة أخرى ‪ .‬كاف‬
‫ذلك حسب ما ُدتليو األوضاع والظروؼ الدولية واحمللية ‪.‬‬
‫وسنكشف من خاللو مدى تأثَت تلك العالقات على األوضاع الداخلية لاليالة ‪ ،‬ورغبة الباي يف‬
‫استغالعتا لتحسُت أوضاع البالد والعباد ‪.‬ويف اظتقابل رفع حتديات على اظتستوى اطتارجي ‪ ،‬وإبراز مكانة‬
‫االيالة يف الساحة الدولية ‪.‬‬
‫‪Résumé :‬‬
‫‪Le but de cet article vise a démontrer les différentes relations‬‬
‫‪(diplomatique, politique, commerciale ) qui étaient entre la‬‬
‫( ‪régence de Tunis et quelques pays européens et spécialement‬‬
‫‪Venis, Danemark ,les iles Italiennes, Napoli, Sécile, Livourne‬‬
‫‪, Autriche, Hollande, Portugal ). D’où cet article que nous‬‬
‫‪mettons a votre disposition ainsi qu’a la disposition de notre‬‬
‫‪lecteur, vise à démontrer les relations euro-tunisiennes à l’ère de‬‬
‫‪Hammond Pacha ( 1782-1814) qui se caractérise par une‬‬
‫‪période de paix et des périodes de guerre.‬‬

‫‪224‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪En fonction des évènements. Nous découvrirons par la suite‬‬


‫‪la répercutions de ses relations sur la situation interne de la‬‬
‫‪régence et la tendance du Bey à les gérer à son profit et par‬‬
‫‪conséquent relever le défit à un niveau externe et placer sa‬‬
‫‪régence a haut niveau.‬‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة ‪:‬‬
‫تعد فًتة حكم الباي زتودة باشا‪ ،‬من ازىى عصور التاريخ التونسي اضتديث ‪،‬‬
‫فالدارسوف عتذه الفًتة جيدوهنا حافلة بالعديد من اطتصائص اليت ميزهتا عن الفًتات السابقة‪.‬‬
‫فقد كانت فًتة ترمز للتقدـ واالزدىار يف شىت اجملاالت ‪ .‬حىت اف الكثَت اظتؤرخُت اطلقوا‬
‫على فًتة حكمو الباي بالفًتة الذىبية ‪.‬‬
‫فقد قاـ ىذا الباي بتقدمي الكثَت لبلده من خالؿ االصالحات اليت شرع يف تطبيقها‬
‫على ؼتتلف اجملاالت‪ ،‬وكاف ىذا هبدؼ النهوض بالسياسة الداخلية للبالد ىذا من جهة ‪،‬‬
‫اما من جهة اخرى فكاف ال بد اف يساير النهضة الداخلية بنهضة ايضا خارجية ‪ ،‬اليت كاف‬
‫ىدفها ىو ابزاز مكانة ايالة تونس يف ساحة العالقات الدولية وفرض ىيبتها يف عرض البحر‬
‫االبيض اظتتوسط‪.‬‬
‫دتثلت سياسة زتودة باشا اطتارجية يف اقامتو لعالقات متنوعة ( سياسية ‪ ،‬دبلوماسية‬
‫وجتارية ) مع دوؿ اجنبية ‪ ،‬على راسها الدوؿ االوربية‪ 1‬حبكم قرهبا اصتغرايف ‪ .‬واخص بالذكر‬
‫ىنا ( البندقية ‪ ،‬اصتزر االيطالية ‪،‬الدامنارؾ ‪ ،‬النمسا ‪ ،‬ىولندا والربتغاؿ )‪.‬‬
‫ومن ىنا نطرح االشكاؿ التايل‪ :‬ماىو طابع العالقات اليت رتعت بُت ايالة تونس‬
‫والدوؿ االوربية؟ ىل كاف عتا تاثَت على السياسة الداخلية للبالد ؟ ىل استطاع الباي‬
‫اغتنامها لتحقيق ما كاف يسعى اليو ؟ كل ىذه التساؤالت وغَتىا سنحاوؿ االجابة عليها‬
‫يف دراستنا ىتو اليت نضعها بُت ايدي قُراءنا ‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫العدد ‪20‬‬
‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪ /1‬مع البندقية ‪:‬‬


‫أ‪ /‬العالقات السياسية والدبلوماسية‪:‬‬
‫الطابع الذي ميّز العالقات بُت الدولتُت ىو طابع التوتر الذي صبغو حالة اضتروب‪،‬‬
‫حيث كاف يسعى الباي يف كثَت من األحياف اللجوء إىل ىذه السياسة ضتماية جتار وجتارة‬
‫إيالتو‪ .‬فبعد فًتة زمنية صغَتة من حكمو ‪ ،‬قاـ الباي زتودة مبطالبة حكومة البندقية‬
‫بتعويضات عن زتولة السفينة اليت أحرقت خالؿ فًتة حكم والده علي باي‪ .2‬لكن كل‬
‫تلك اظتطالب والشكاوي مل جتد آذانا صاغية من طرؼ اضتكومة‪ ،‬بل أكثر من ذلك استمر‬
‫جتار البندقية يف عنادىم واستفػزازىم للحمػوالت التجارية التونسية اليت كانت تؤخذ على‬
‫منت سفنهم‪.‬‬
‫ومن أىم تلك االعتداءات إغراقهم لسفينة بندقية عليها بضاعة تونسية‪ ،‬وعدـ شتاح‬
‫القبطاف البندقي للتونسيُت بإنقاذىا‪ .‬فقاـ التجار التونسيُت بإبالغ زتودة باشا مبا حدث ‪،‬‬
‫فأصبح يطلب بدؿ التعويض تعويضُت‪.‬‬
‫حاولت حكومة البندقية الدخوؿ يف مفاوضات مع الباي‪ .‬فقامت سنة ‪1783‬ـ‬
‫بإرساؿ أسطوؿ حتت قيادة الفارس "كريٍت"‪ ،"Querini‬لكن اظتفاوضات انتهت دوف‬
‫حتقيق أية نتيجة ‪ ،‬حيث رفض زتودة باشا الدخوؿ يف مفاوضات ‪ ،‬وطلب ضرورة تعويض‬
‫خسائر ُجتاره فطلب من "كريٍت"‪ ،" Querini‬ورتيع طاقم أسطولو مغادرة اظتياه‬
‫اإلقليمية التونسية يف ظرؼ ‪ 24‬ساعة‪.3‬‬
‫وأماـ عناد ورفض البندقية اظتتواصل على التعويض‪ » ،‬قطع حمودة ما بينه وبينهم‬
‫من العهد والذمة وأمر بحربهم‪ ، « 4‬ويف يوـ ‪ 17‬جانفي ‪1784‬ـ أمر قراصنتو‬
‫االستيالء على السفن التابعة للبندقية و» تأخذ ما تقدر عليه من مراكب الفنسيان ‪ ،‬على‬
‫العادة في ذلك العصر‪ ، « 5.‬وأماـ ذلك التهديد الذي كانت تعيشو دولة البندقية ‪،‬‬

‫‪226‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫قامت بإرساؿ أسطوؿ بندقي آخر حتت قيادة القبطاف أؾتلو إميو "‪ "Emo‬وكاف ذلك يف‬
‫شهر سبتمرب سنة ‪1784‬ـ ‪ .‬حاوؿ زتودة باشا الدخوؿ يف مفاوضات مع القبطاف "إميو"‬
‫‪ ،"Emo‬حيث طلب من القنصل "قازو "‪ -"GAZZO‬مكلف بأعماؿ حكومة‬
‫البندقية يف تونس‪ -‬أف حيرر رسالة إىل القبطاف "إميو "‪ "Emo‬أبلغو فيها مقًتحات جديدة‬
‫للتسوية باسم الباي ‪ ،‬لكن القبطاف رفض‪ ،‬واجتو إىل مدينة سوسة وبدأ بقصفها مدة ‪ 8‬أياـ‬
‫أين تكبدت اظتدينة خسائر كثَتة ‪ .‬وبعد مرور فصل الشتاء ويف اليوـ ‪ 13‬أوت‬
‫‪1785‬ـ‪ »،‬ولما دخلت سنة مائتين و ألف استعد الكفار لقتال صفاقس بالخصوص‬
‫فجمعوا كيدهم وعدتهم وعددهم‪ ...‬وكان اجتماعهم بمالطة فجعل كبيرهم يأمر‪...‬‬
‫من أراد الذهب والفضة واللؤلؤ والجواري الحسان والسبي الكثير فليتوجه إلى‬
‫صفاقس‪. « 6‬‬
‫لكن ىذه اضترب مل تؤثر على قوة وصمود الباي زتودة‪ ،‬بل زادتو عنادا فبدأ‬
‫يطالب تعويض ‪ 100.000‬لاير بدال من ‪ 60.000‬لاير فاستعصى أمر إبراـ الصلح أكثر‬
‫من ذي قبل‪.7‬‬
‫وقد حاولت حكومة البندقية التقليل من شدة الصراع‪ ،‬وأوكلت للقبطاف "إميو‬
‫"‪ "Emo‬مهمة ػتاولة حل النزاع القائم بُت البلدين بطريقة سلمية‪ .‬فقاـ بكتابة رسالة‬
‫مطولة إىل الباي أبدى فيها رغبة حكومة البندقية يف التفاوض وطلب السلم‪ ،8‬وختم‬
‫رسالتو بعرض الصلح وطلب السماح لو بالنزوؿ إىل الرب ظتقابلة الباي والتفاوض معو‪ .‬ومل‬
‫يكن أماـ الباي خيارا سوى قبوؿ اظتفاوضات‪ ،‬وكاف ذلك بعد االستماع لنصائح وزيره‬
‫مصطفى خوجة‪ .‬وقرر بعد ذلك الباي زتودة موافقتو بعقد الصلح لكن بشروط منها ‪:‬‬
‫‪ -‬أف يُبحر األسطوؿ البندقي بعيدا عن حلق الوادي‪.‬‬

‫‪227‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪ -‬أف تدفع البندقية مبلغ قدره ‪ 60.000‬لاير بندقي كتعويض عن األضرار اليت منيت هبا‬
‫اإليالة نتيجة قصف حلق الوادي وسوسة وصفاقس ‪.‬‬
‫مل يقبل اظتفاوض "إميو"‪ " Emo‬بفكرة التعويضات اليت طرحها الباي‪ ،‬فبدأ يهدد‬
‫بقصف مدينة صفاقس من جديد سنة ‪ .9 1786‬وبعد أشهر من اضترب عاودت حكومة‬
‫البندقية من جديد مطالبة الصلح من طرؼ اظتفاوض "كوندوظتَت"‪ .‬و يف ىذه اظترة قبل‬
‫الباي اصتنوح للصلح والتقليل من قيمة التعويضات ‪ .‬وكاف عتذا القرار الذي اختذه الباي‬
‫أسبابا‪ ،‬أوعتا‪ :‬وفاة عدوه ‪ ،‬القبطاف "إميو" أثناء تواجده يف جزيرة مالطة وىو يف صدد‬
‫مراقبتو للعمليات اضتربية‪ .‬ثانيها‪ :‬شتاعو ألخبار تقوؿ أف دولة البندقية يف استعداد ظتواصلة‬
‫اضترب الضروس ضد تونس وجتهيز أسطوؿ جديد أضخم من سابقو‪ .‬ثالثها‪ :‬اضترب اليت‬
‫كانت هتدده من طرؼ اصتزائريُت‪.‬‬
‫وانطالقا من كل ىذه الظروؼ ‪ ،‬مل يكن يف صاحل الباي زتودة أف يواجو عدوين يف‬
‫وقت واحد‪ ،‬وىذا ما دفعو للعزوؼ عن مطلبو وعناده الشديد‪ ،‬وبدأ يف التفكَت لفتح باب‬
‫اظتفاوضات من جديد مع البندقية‪ ،10‬والتوصل إىل إبراـ وثيقة ىدنة وقعها عن البندقية‬
‫مستشار قنصليتها يف تونس "جورجو ليوين" ‪" LEONI"JORJO‬‬

‫وىكذا استطاع الطرفاف عقد معاىدة صلح هنائية بُت الطرفُت يف ‪ 20‬ماي سنة‬
‫‪1792‬ـ‪ ،11‬بعد أف دفعت حكومة البندقية مبلغ ‪ 40.000‬لاير والكثَت من اعتدايا القيّمة‬
‫مقابل الصلح ‪.12‬‬
‫ونظرا لطابع اضتروب الذي غلب على العالقات بُت الدولتُت فانو ال ؾتد عالقات ودية‬
‫تربطهما وىذا بدوره سيؤثر على البعثات الدبلوماسية والسفارات‪ ،‬ما عدا القليل منها‬
‫كتلك اليت أرسلتها حكومة البندقية حتت قيادة القبطاف "كريٍت" سنة ‪1783‬ـ لتهنئة‬

‫‪228‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫زتودة باشا مبناسبة اعتالئو العرش‪،‬باإلضافة إىل الوفد الذي أُرسل لعقد معاىدة السالـ‬
‫واعتدنة النهائية سنة ‪1792‬ـ بُت البلدين أين قدـ للباي تعويض مبقدار ‪ 40.000‬لاير‬
‫والكثَت من اعتدايا ‪.13‬‬
‫ب‪ /‬العالقات التجارية‪:‬‬
‫بدأ التبادؿ التجاري بُت البلدين بعد هناية الصراع بينهما سنة ‪1792‬ـ‪ ،‬وقد لعب‬
‫يهود ليفورنة ويهود تونس دورا كبَتا يف إبراـ الصفقات التجارية بُت إيالة تونس ورتهورية‬
‫البندقية‪ ،‬فيشًتوف من البندقية اظتصنوعات الزجاجية وشفرات السيوؼ وقطع البنادؽ‪ ،‬مث‬
‫حتوؿ ىذه السلع إىل تونس ‪ ،‬اليت جيلبوف منها القمح والزيت مث حتوؿ إىل رتهورية‬
‫البندقية‪.14‬‬
‫‪ /2‬العالقات مع الدانمرك‪:‬‬
‫أ‪ /‬العالقات السياسية والدبلوماسية‪:‬‬
‫كانت العالقات بُت البلدين متأرجحة بُت اضترب تارة واصتنوح إىل السلم تارة أخرى‪،‬‬
‫وىذا راجع إىل تسلّط الباي زتودة والشروط القاسية اليت كاف يفرضها على حكومة‬
‫الدامنرؾ مقابل رفع علمها على مبٌت القنصلية‪ .‬وما كاف أماـ ىذه األخَتة سوى االمتثاؿ‬
‫لشروط الباي وقبوعتا حيث ق ّدـ الوفد الدامنركي سنة ‪1784‬ـ‪ ،‬ضعف اعتدايا اليت قُدمت‬
‫لو سنة ‪1782‬ـ‪ .‬لكن عناد الباي ومعاملتو القاسية إف صح التعبَت مع حكومة الدامنرؾ‬
‫جعلتو يرفض اعتدايا اظتقدمة لو مرة أخرى‪.15‬‬
‫ومل تكن لتقبل حكومة الدامنرؾ عناد الباي‪ ،‬فأصبحت تعلن دتردىا على الباي وترفض‬
‫االنصياع ظتطالبو‪ ،‬ونتيجة عتذا التصرؼ أمر الباي التحضَت إلعالف اضترب على الدامنرؾ‬
‫وطرد قنصلها من تونس‪ .‬فبدا الطرفاف التحضَت للحرب يف شهر جواف من سنة ‪1800‬ـ‬
‫‪.16‬‬

‫‪229‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫لكن اضترب مل تقع بسبب ِحكمة الوزير يوسف صاحب الطابع‪ 17‬الذي نصح الباي‬
‫عدـ خوض غمار اضترب ألنو كاف يف نفس الوقت يف حالة حرب مع اصتزائر‪ ،‬وليس من‬
‫صاحل اإليالة أف ختوض حربُت يف وقت واحد‪ .‬ودتكن الوزير من حتقيق اعتدنة بُت‬
‫البلدين» ‪...‬وانعقد الصلح يف رتادى الثانية يف سنة ‪1216‬ى‪ ،‬ست عشرة ومائتُت وألف‬
‫اظتوافق لشهر نوفمرب من سنة ‪1801‬ـ «‪. 18‬‬
‫كاف لدولة الدامنرؾ الرغبة يف توطيد العالقات الودية مع إيالة تونس فقد كانت ىناؾ‬
‫بعثة رشتية من طرؼ بالط الدامنرؾ لتقدمي ىدايا إىل زتودة باشا مبناسبة اعتالئو العرش‪.19‬‬
‫كما قامت سنة ‪1786‬ـ وتضامنا مع الباي يف حروبو ضد البندقية بتقدمي عتاد حريب‬
‫دتثل يف ثالثُت ألف قُػلّة تزف الواحدة منها رطالف وستمائة برميل من البارود‪،‬باإلضافة إىل‬
‫ُمعدات أخرى‪،‬وكرد فعل عن ىذا التصرؼ النبيل قاـ الباي بإرساؿ ىدايا إىل دولة مع‬
‫قنصلها "ىامكُت"‪ " HAMKIN‬واظتتمثلة يف ذتانية جياد عربية أصيلة بسروجها ‪.20‬‬
‫ب‪ /‬العالقات التجارية‪:‬‬
‫إف اظتعلومات اليت تتعلق بالعالقات بُت الدولتُت يف اجملاؿ التجاري شحيحة جدا ‪،‬‬
‫إذ مل نعثر أثناء حبثنا إىل ما يشَت إىل وجود عالقات جتارية‪ .‬حىت أف أغلب اظتراسالت اليت‬
‫اطلعنا عليها مل ؾتد أف زتودة باشا قاـ بشراء عتاد حريب أو أسلحة من دولة الدامنرؾ‪،‬حيث‬
‫‪21‬‬
‫أف كل ما حتصل عليو من طرفها كاف عن طريق اعتدايا ‪.‬‬

‫‪ /3‬العالقات مع بعض الجزر االيطالية ( نابولي ‪ ،‬صقلية وليفورنو) ‪:‬‬


‫أ‪ /‬العالقات السياسية والدبلوماسية‪:‬‬
‫قبل الشروع يف اضتديث عن العالقات اليت كانت بُت ايالة تونس واصتزر االيطالية‪،‬‬
‫جيدر بنا اإلشارة إىل أف مصاحل رعايا نابويل يف تونس ‪ ،‬كانت موكلة إىل قنصل البندقية‬
‫الذي كاف يُعترب اظتمثل الرشتي صتميع دويالت شبو اصتزيرة االيطالية‪ .‬لكن بعد قياـ الثورة‬

‫‪230‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫الفرنسية سنة ‪1789‬ـ وحىت سنة ‪1815‬ـ أصبحت شؤوف رعايا نابويل‪ ،‬حتت زتاية‬
‫القنصل الفرنسي‪ .‬عتذا فقد كلّف بالط نابويل يف شهر مارس سنة ‪1812‬ـ "بيّوف‬
‫"‪، "BILLION‬وىو الشخص الذي كاف يُدير شؤوف القنصلية الفرنسية العامة بتونس‪،‬‬
‫مبهمة إبراـ معاىدة صلح مع زتودة باشا بسبب تغيّب القنصل "ديفواز ‪" DEVOIZ‬عن‬
‫اإليالة‪.‬كما حضر اظتفاوضات شخص آخر من ؽتلكة نابويل وىو "ريناتو دو مارتينو‬
‫"‪ -22" MARTINO‬قريب العلج "مريانو ستنينكا"‪ -‬للتفاوض مع الباي مستغال ىذه‬
‫القرابة لتحقيق أىدافو‪ .23‬لكن زتودة باشا رفض التفاوض بشأف الصلح مع نابويل؛‬
‫وطلب من اظتفاوض أف حيضر لو طلب خطي من اظتلك‪.24‬‬
‫استأنف الرجالف اظتفاوضات مع الباي زتودة يف شهر أفريل سنة ‪1813‬ـ ‪ ،‬الرامية إىل‬
‫إبراـ معاىدة الفتداء األسرى ‪ .‬لكن اظتفاوضات توقفت بسبب اظتبلغ اظتايل الباىض الذي‬
‫اشًتطو البػاي زتودة‪ ،‬ومل تُطرح قضية األسرى إالّ بعد سنة‪ ،‬وبالضبط يف شهر فيفري من‬
‫سنة ‪1814‬ـ أين أُوكلت يف ىذه اظترة مهمة التفاوض إىل "مريانو ستنكا" الذي استطاع أف‬
‫يقنع الباي ويتوصل إىل توقيع اتفاؽ يف يوـ ‪ 26‬مارس ‪1814‬ـ‪ 25‬ومن أىم ما نصت‬
‫عليو اظتعاىدة‪:‬‬
‫‪ -‬االتفاؽ على ىدنة تسري ظتدة سنة‪ ،‬تستأنف خالعتا اظتفاوضات حوؿ معاىدة‬
‫الصلح النهائية وحوؿ افتداء األسرى‪.‬‬
‫‪ -‬تأمُت تردد سفن نابويل على اظتوانئ التونسية حبرية‪ ،‬وكذلك ّ‬
‫تردد اظتراكب التونسية‬
‫البحرية على اظتوانئ النابوليتانية وعتا اضترية يف اصطياد اظترجاف‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أف يكوف حبوزة كل تاجر جواز سفر مصادؽ عليو من طرؼ الباي‪.‬‬
‫‪ -‬أف يتعهد اظتلك بدفع ما قيمتو ستسُت ألف قرش من ىدايا وبارود وأسلحة‬
‫ومدافع‪.26‬‬

‫‪231‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫أما بالنسبة للعالقات مع صقلية فقد كانت تونس يف حالة حرب معها نتيجة‬
‫لنشاط القرصنة اظتمارس من كال الطرفُت‪ ،‬واستمر ىذا إىل غاية سيطرة االؾتليز على‬
‫جزيرة صقلية يف بداية القرف ‪19‬ـ‪ ،‬نتيجة حرب نابليوف على مصر‪.27‬‬
‫وقد سعت جزيرة صقلية جاىدة إىل توفَت األمن لسفنها يف السواحل التونسية‪،‬‬
‫فعملت سنة ‪1812‬ـ بإرساؿ بارجة اؾتليزية إىل حلق الوادي للتفاوض مع الباي حوؿ‬
‫إمكانية إبراـ معاىدة صلح مقابل ‪ 100.000‬قرش اسباين‪ ،‬لكن الباي رفض ىذا‬
‫العرض‪ُ ،‬مبديا رغبتو يف حضور قائد القوات االؾتليزية من صقلية للتفاوض معو‬
‫مباشرة‪.28‬‬
‫استجاب االؾتليز لطلب الباي ‪ ،‬وقدـ األمَتاؿ "سيدين شتيث" ‪Sidney‬‬
‫‪ "Smith‬يف أفريل ‪1812‬ـ إىل تونس ‪ ،‬وعند بدأ التفاوض حوؿ عقد الصلح بُت‬
‫ؽتلكة صقلية وتونس‪ ،‬طرح األمَتاؿ عرضا مفاده أنو يتم إبراـ اظتعاىدة باسم اؾتلًتا‪ .‬رفض‬
‫الباي ىذا العرض حبجة أف صقلية ليست مستعمرة اؾتليزية‪ ،‬وانتهى التفاوض بتوقيع‬
‫ىدنة بُت صقلية وتونس مرىونة مبدة الوجود االؾتليزي يف صقلية‪ ،29‬ومن خالؿ ىذه‬
‫الوساطة استطاعت اؾتلًتا أف حتقق لنفسها مصاحل ختدمها أوعتا ضماف دتوين تونس القوات‬
‫البحرية االؾتليزية بكميات كبَتة من القمح‪ ،‬ثانيها التزاـ تونس باضتياد جتاه الصراع القائم‬
‫آنذاؾ يف أوربا‪.30‬‬
‫واصتدير بالذكر أف اؾتلًتا استطاعت من خالؿ وساطتها أف تعقد الصلح وحتُسن‬
‫العالقات بُت حكومة صقلية وإيالة تونس‪ ،‬فقد مت فدية الكثَت من األسرى الصقليُت‪.‬‬
‫حيث عمل زتودة باشا على إطالؽ سراح ‪ 64‬أسَتا قبضوا من طرؼ التونسيُت‪ ،‬ويف‬
‫حوزهتم جوازات سفر اؾتليزية وذلك دوف دفع أية فدية‪ ،‬أما ‪ 394‬أسَت كانت فديتهم‬
‫مببلغ قدره ‪ 315‬قرشا اسبانيا عن كل واحد منهم ‪. 31‬‬

‫‪232‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫كما دتثلت العالقات الدبلوماسية يف السفارات اظتتبادلة بُت إيالة تونس ونابويل‬
‫وصقلية والبعثات اليت ترسل من الطرفُت لفدية األسرى كالبعثة اليت أرسلها زتودة باشا إىل‬
‫نابويل لفدية األسرى التونسيُت ‪ ،‬واليت دامت من ‪ 24‬فيفري إىل شهر جويلية ‪1797‬ـ‪.32‬‬
‫ب‪ /‬العالقات التجارية‪:‬‬
‫كانت العالقات التجارية بُت تونس و إيطاليا تتم بقدر كبَت‪ ،‬وقد لعب ميناء ليفورنة‬
‫اإليطايل دورا كبَت يف تنشيط التجارة بُت البلدين‪ ،‬حيث كانت تصدر إىل تونس الكثَت‬
‫من جلود العلج والبقر واصتمل‪ ،‬باإلضافة إىل اضتبوب واظتواد الغذائية‪ ،‬و قدرت إحصائيات‬
‫سنوات(‪1798-1794‬ـ) أف السفن اليت كانت تتوجو من تونس إىل ميناء ليفورنة‬
‫كانت حتمل نسبة ‪ %86‬من اضتبوب‪ .‬أما ايطاليا بدورىا فقد كانت تُزود تونس الصوؼ‬
‫االسبانية‪ ،‬السكر‪ ،‬القهوة والتوابل‪. 33‬‬
‫أما التجارة مع مالطة فقد كانت شبو منعدمة يف بداية حكم زتودة باشا ‪ ،‬بسبب‬
‫ما كاف ميارسو فرساف القديس يوحنا مبالطة من ضغط كبَت على التاجر التونسي ‪ ،‬الذي‬
‫صتأ لرفع الراية الفرنسية حىت ال يتعرض طتطر قراصنة مالطة ‪ .‬لكن الضغط بدأ يتالشى‪،‬‬
‫ابتداء من سنة ‪1800‬ـ بسبب اضتصار االقتصادي الذي ضربتو بريطانيا على فرنسا كما‬
‫سبق وأف أشرنا يف دراستنا‪ ،34‬فقد أصبحت موانئ مالطة يف الفًتة (‪1815-1804‬ـ)‬
‫ػتطة عبور للسفن اظتغاربية عامة والتونسية خاصة إىل ؼتتلف اظتوانئ ‪،‬حيث أصبحت‬
‫موانئ مالطة تنافس موانئ ليفورنا وفرنسا‪ ،‬واظتوزع األكرب للسلع يف اضتوض الغريب‬
‫ُ‬
‫للمتوسط‪. 35‬‬
‫كاف يشحن من إيالة تونس كميات كبَتة من التمور والزيت والقمح ‪،‬عرب موانئ‬
‫صفاقس‪ ،‬سوسة وتونس‪ 36‬فأصبح يشحن من إيالة تونس كميات كبَتة من القمح‬
‫باإلضافة إىل الزيت واظتواشي‪ .‬و تستورد منها جتهيزات السفن والذخائر اضتربية‪. 37‬‬

‫‪233‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪ /4‬عالقات مع دول أوربية أخرى‪ :‬النمسا وهولندا والبرتغال‪:‬‬


‫كاف للباب العايل دور كبَت يف توجيو مسار العالقات بُت تونس والنمسا مبوجب‬
‫نصوص اظتعاىدة اليت أبرمت بينهما‪ ،‬و اليت مبوجبها تعهد السلطاف العثماين بضماف سفن‬
‫الدولة النمساوية من القرصنة‪ ،‬ومبا أف تونس إيالة تابعة للدولة العثمانية فإهنا مدعوة إليقاؼ‬
‫القرصنة ضد السفن النمساوية‪ .‬وقد وافق زتودة باشا عتذا اظتطلب‪ ،‬وأبدى استعداده إىل‬
‫جتديد الصلح مع النمسا وكاف ذلك يف شهر جانفي سنة ‪1784‬ـ‪.38‬‬
‫أما بالنسبة عتولندا فقد كانت كمثيالهتا من الدوؿ األوربية‪،‬حيث فرض عليها تقدمي‬
‫اعتدايا‪ ،‬لكن اشًتط عليها أف تكوف يف شكل ذخائر وعتاد حريب و ذلك بسبب اضتروب‬
‫اليت كانت ختوضها اإليالة ضد البندقية وايالة اصتزائر‪ ،‬لكن القنصل "نيساف" ‪NYSSEN‬‬
‫" رفض طلب الباي‪ ،‬وحاوؿ أف يقنعو أف ىذا األمر مل يكن معموال بو سابقا ‪.39‬‬
‫وقد حاولت ىولندا أف تربط مع ايالة تونس عالقات صدؽ وود‪ ،‬حيث أرسلت‬
‫مذىبة ‪ ،‬و يذكر‬
‫مبناسبة اعتالء زتودة باشا اضتكم ىدايا كثَتة دتثلت يف جواىر ومالحف ّ‬
‫"روسو" أف قيمة اعتدايا وصلت إىل ما يقارب ‪ 30.000‬قرش اسباين‪.40‬‬
‫كما ؾتد أف ىولندا كانت تسعى إىل منافسة الدامنرؾ لكسب العالقات الودية مع‬
‫تونس ‪ ،‬فمع إقداـ دولة الدامنرؾ بإرساؿ عتاد حريب إىل تونس‪ ،‬قررت ىولندا ىي األخرى‬
‫إرساؿ بارجتُت حبريتُت حتمالف عتاد حريب باإلضافة إىل مبلغ مايل قدره ‪ 10.000‬لاير‬
‫ذىيب‪ ،‬ومقابل ىذه اظتبادرة قاـ الباي بالسماح لرفع علم دولة ىولندا فوؽ مبٌت قنصليتها‪.41‬‬
‫أما الربتغاؿ فهي األخرى حاولت إبراـ معاىدة صلح وجتارة مع تونس سنة ‪1799‬ـ‬
‫االّ اهنا مل تدـ سوى ثالث سنوات ‪ .42‬لكنو استطاع من خالعتا زتودة أف يستغل تلك‬
‫اظتعاىدة يف كسب ود الربتغاؿ‪ ،‬وأصبحت بفضل تلك اظتعاىدة السفن التونسية جتوب‬
‫احمليط األطلسي‪.43‬‬

‫‪234‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫يف شهر أكتوبر من سنة ‪1813‬ـ عقدت معاىدة أخرى‪ ،‬لكن كاف ذلك بتدخل‬
‫بريطانيا‪ ،‬حيث قاـ وزير بريطانيا وليم آكورت‪ ،‬اظتبعوث اطتاص لدى دوؿ مشاؿ إفريقيا‪،‬‬
‫بالتوسط لدى الباي زتودة لتجديد ىدنة مدهتا ثالث سنوات أخرى‪.44‬‬
‫خـ ـ ـ ـ ـ ـاتمة‪:‬‬
‫ويف األخَت ميكن اطتروج من ىذه الدراسة مبجموعة من النتائج تتمثل يف ‪:‬‬
‫‪ ‬لقد ّميز العالقات اليت كانت بُت الدولتُت (تونس والبندقية) طابع التوتر ‪ ،‬اليت‬
‫كاف يلجا اليها الباي مرغم من اجل زتاية جتار وجتارة ايالتو من اعتداءات قراصنة‬
‫البندقية ‪.‬‬
‫‪ ‬مل يكن من سهل اقنا ع الباي زتودة على اظتفاوضات والسلم ‪ ،‬وىذا ماحدث‬
‫سنة ‪1783‬ـ عندما ارسلت حكومة البندقية أسطوال حتت قيادة الفارس‬
‫"كريٍت"‪ ،"Querini‬لكن زتودة باشا رفض الدخوؿ يف اظتفاوضات ‪ ،‬وطلب‬
‫ضرورة تعويض خسائر ُجتاره فطلب من "كريٍت‪ ،" Querini‬ورتيع طاقم‬
‫أسطولو مغادرة اظتياه اإلقليمية التونسية يف ظرؼ ‪ 24‬ساعة ‪.‬‬
‫‪ ‬كاف ضتنكة ودىاء الوزير صاحب الطابع دور كبَت يف توجيو االحداث اىل غترى‬
‫آخر‪ ،‬حيث كاف لو راي حكيم عندما نصح الباي اىل جتنب اطتوض يف غمار‬
‫اضترب مع الدامنارؾ ‪ ،‬خاصة واف تونس كانت يف حرب مع اصتزائر ‪.‬‬
‫‪ ‬برزت مكانة وقوة االيالة جليا من خالؿ الشروط اليت كاف ُميليها الباي على‬
‫الدوؿ األوربية أثناء التفاوض ‪ ،‬ونذكر على سبيل اظتثاؿ‪ ،‬اشًتاطو على البندقية‬
‫وىولندا والدامنارؾ ‪ .‬على اف تكوف اعتدايا يف شكل ذخائر وعتاد حريب ‪.‬‬
‫‪ ‬حاوؿ الباي جاىدا تشجيع التجارة اطتارجية اليت كانت منافسة للتجارة الداخلية‬
‫‪ ،‬ويظهر ذلك من خالؿ العالقات التجارية اظتتنوعة‪.‬‬

‫‪235‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪ ‬اىل جانب التجارة اراد الباي اف ينمي عالقاتو اطتارجية عن طريق الصداقة‬
‫وكسب ود الدوؿ اليت لو معها مصاحل ‪.‬‬

‫الهوامش ‪:‬‬

‫‪ -1‬لالشارة ىنا لقد مت نشر مقاؿ يتناوؿ عالقة ايالة تونس ببعض الدوؿ االوربية ( فرنسا‪ ،‬بريطانيا‬
‫واسبانيا) يف عهد زتودة باشا ‪ .‬لذلك استطيع القوؿ اف ىذا اظتقاؿ ىو تكملة اف صح التعبَت للدراسة‬
‫اليت شرعت فيها سنة ‪2015‬ـ ‪.‬‬
‫انظر ‪ :‬رزيقة ػتمدي ‪ » ،‬حوانب من العالقات التونسية االوربية في عهد حمودة باشا (‬
‫‪1814-1782‬م) «‪ ،‬غتلة اضتكمة ‪ ،‬عدد ‪ ، 29‬السداسي االوؿ ‪2015 ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ -2‬يعود زمن توتر العالقات بُت البلدين إىل فًتة حكم علي باي اضتسيٍت وبالضبط سنة ‪1781‬ـ‬
‫حيث قاـ غتموعة من التجار للسفر إىل مصر ألغراض جتارية واستأجروا ىناؾ سفينة بندقية للعودة هبا‬
‫إىل تونس‪ ،‬ويف تلك الفًتة كاف وباء الطاعوف جيتاح بشدة اظتنطقة و ما لبث أف تفشى الوباء يف رتيع‬
‫الركاب وطاقم‬‫أرجاء السفينة اظتستأجرة‪ ،‬وعندما وصلوا إىل ميناء صفاقس اكتشفوا أف العديد من ُ‬
‫الرسو باظتيناء وأمره بالتوجو إىل العاصمة إلجراء‬
‫السفينة قد أصيبوا بالوباء ‪ ،‬فرفض قائد اظترسى ُ‬
‫الكرنتينة‪ ،‬لكن القبطاف البندقي مل يتوجو إىل ىناؾ بل توجو إىل مالطة‪ .‬أين عاملوا التجار التونسيُت‬
‫بقسوة وأحرقوا اضتمولة اليت كانت على منت السفينة‪ .‬ومل يكن ليسكت علي باي عن ىذا العمل‬
‫حيث رفع شكاوي إىل غتلس شيوخ رتهورية البندقية للمطالبة بتعويض رعاياه ‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬الفونص روسو‪ ،‬الحوليات التونسية من الفتح العربي حتى احتالل فرنسا للجزائر ‪،‬نقلها‬
‫عن الفرنسية و نقحها و حققها وضبطها بأمهات اظتصادر التونسية و قدـ عتا بدراسة نقدية الدكتور‬
‫ػتمد عبد الكرمي الوايف‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات جامعة قاريونس‪ ،‬بنغازي ‪ ،‬تونس‪1992 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪-240‬‬
‫‪ .241‬ايضا انظر ‪ :‬ازتد ابن أيب الضياؼ‪ ،‬إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس و عهد‬
‫األمان‪ ،‬مراجعة و تعاريف أزتد الطويلي‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬تونس‪1976 ،‬ـ‪.‬ج ‪ ، 3‬ص ‪.27‬‬

‫‪236‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪ - 3‬روسو‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.243 -242‬‬


‫‪ -4‬ػتمود مقديش ‪ ،‬نزهة األنظار في عجائب التواريخ و األخبار‪،‬حتقيق علي الزواوي و ػتمود‬
‫ػتفوظ‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الغرب اإلسالمي ‪ ،‬بَتوت‪1988 ،‬ـ‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪.219‬‬
‫‪ - 5‬ابن أيب الضياؼ ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ - 6‬مقديش ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ .220‬وظتزيد من التفاصيل حوؿ اضترب انظر‪ :‬نفسو‪ ،‬ص ص‬
‫‪.227-221‬‬
‫‪ - 7‬روسو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ . 251-245‬ايضا انظر ‪ :‬رشاد اإلماـ‪ ،‬سياسة حمودة باشا في‬
‫تونس(‪1814-1782‬م)‪ ،‬الشركة التونسية لفنوف الرسم‪ ،‬تونس‪1979 ،‬ـ ‪،‬ص ‪.152-151‬‬
‫‪ - 8‬مقديش ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪ - 9‬ميكن اإلطالع على تفاصيل أخرى حوؿ اضترب بالرجوع إىل‪ :‬روسو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.254-253‬‬
‫‪ -10‬روسو‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 254‬‬
‫‪ - 11‬ابن أيب الضياؼ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪12‬‬
‫نود اإلشارة ىنا أف ىناؾ اختالؼ بُت اظتصادر حوؿ قيمة اظتبلغ الذي دفعتو البندقية‪ ،‬فاظتبلغ‬
‫‪ّ -‬‬
‫اظتذكور أعاله ذكره روسو اعتمادا على نيسان" ‪-"Nyssen‬قنصل ىولندا‪ ، -‬بينما ديفواز يذكر من‬
‫خالؿ الرسالة اليت بعثها إىل حكومتو أف اظتبلغ يقدر بػ ‪ 80.000‬لاير ‪.‬‬
‫انظر‪:‬‬
‫‪Eugéne Plantet, correspondance des beys de Tunis et des‬‬
‫‪consuls de France avec la cour 1577-1830,3T ,alcane,‬‬
‫‪Paris,1893-1899,‬‬ ‫‪T3,‬‬ ‫‪p‬‬ ‫‪211.‬‬

‫‪ - 13‬روسو‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ / 242‬ىامش ‪ ،1‬ص ‪.255‬‬

‫‪237‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫‪14‬‬
‫‪- Venture De Paradis, Tunis et Alger au XVIII siecle , Ed‬‬
‫‪Sandibad, Paris,1983,p 104.‬‬
‫‪ -15‬تتمثل اعتدايا يف ثالثُت ألف قلة تزف كل واحدة منها رطالف‪ ،‬وستمائة برميل من البارود زيادة‬
‫مطرزة حيث بلغ إرتايل قيمة اعتدية ‪ 24.000‬لَتة‪ .‬أنظر‪ :‬روسو‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬ ‫عن جواىر وأقمشة ّ‬
‫ص ‪.257‬‬
‫‪ -16‬رسالة من ديفواز "‪ "Devoize‬إىل تالَتاند" ‪ ،"Talleyrand‬بتاريخ ‪ 23‬جويلية‬
‫‪1800‬ـ‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪Plantet, op.cit ,p 409.‬‬
‫‪ - 17‬يُكٌت بػأيب احملاسن أصلو من البغداف‪ ،‬جلب صغَتا من موطنو إىل إستانبوؿ وىناؾ اشًتاه بكار‬
‫اصتلويل قايد صفاقس وجلبو معو إىل تونس ليعيش يف عائلة اصتلويل‪ ،‬وتعلم اللغة العربية وأخالؽ أىل‬
‫البالد وعاداهتم‪ ،‬مث يف عاـ ‪1781‬ـ وىبو صاحبو إىل الباي زتودة باشا‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪S. Zmerli, « Une fugure oubliée :Youssef saheb Et-‬‬
‫‪Tabaà »,R.T,n°21,1935, P P 37-38.‬‬

‫‪ -18‬ابن أيب الضياؼ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.49‬‬


‫‪ -19‬نفسو‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ - 20‬روسو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.258-257‬‬
‫‪ -21‬لإلطالع على تقارير القناصل الذين ذكروا اعتدايا اليت قدمتها حكومة الدامنرؾ إىل الباي زتودة‬
‫‪ ،‬ميكن الرجوع إىل‪:‬‬
‫‪ -‬رسالة من القنصل الفرنسي ديسباروف "‪ "D’esparron‬إىل حكومتو‪ ،‬أوت ‪1784‬ـ‪ .‬انظر‪:‬‬

‫‪Plantet, op.cit , p 132.‬‬


‫‪ -22‬ىو ابن أخت العلج مريانو ستنكا أحد ؽتاليك نابويل اظتقربُت إىل الباي زتودة ‪ ،‬وىو من أرقاء‬

‫‪238‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

‫نابويل االيطالية‪ ،‬وقع يف قبضة قراصنة تونسيُت وىو على منت سفينة فيها اظتئات من أىل بلدتو‪.‬حضي‬
‫مبكانة متميزة لدى الباي زتودة إذ كاف يثق بو و حيًتمو حىت أصبح"ستنكا " الكاتب الشخصي‬
‫للباي و اظتًتجم للرسائل اليت يتلقاىا الباي باللغة االيطالية‪ ،‬انظر ‪:‬‬
‫‪M.Thomas Maggill , Nouveau voyage à Tunis, traduit de‬‬
‫‪l’anglais avec des notes par M .Ragueneau de la Chesnaye,Paris,‬‬
‫‪1815, p13 .‬‬
‫‪ -23‬رسالة من بيّوف إىل الدوؽ دو بازانو‪ ،‬بتاريخ ‪ 4‬مارس ‪1812‬ـ‪ ،‬أنظر‪Plantet , :‬‬
‫‪op.cit,p 500.‬‬
‫‪ -24‬رسالة من ديفواز إىل الدوؽ دو بازانو‪ ،‬بتاريخ ‪ 31‬ماي ‪1812‬ـ‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫‪Idem ,p502.‬‬
‫‪ - 25‬روسو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.298-297‬‬
‫‪26‬‬
‫‪-Plantet , op.cit, p515.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪- Maggil, op.cit,p77.‬‬
‫‪ - 28‬رسالة إىل الدوؽ دو بازانو‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪1812‬ـ‪ ،‬أنظر ‪Plantet ,Op.cit, p‬‬
‫‪500.‬‬
‫‪ - 29‬روسو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.296‬‬
‫‪ - 30‬نفسو ‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫‪ -31‬نفسو ‪ ،‬ص ‪.297-296‬‬
‫‪32‬‬
‫‪- Robert Montran, Inventaires documents d'archives‬‬
‫‪Turcs du Dar El Bey Tunis, P,U,f, Pais, 1961 ,P 32.‬‬
‫‪ - 33‬لوسات فلنزي ‪ ،‬المغرب العربي قبل احتالل الجزائر(‪1830-1790‬م)‪،‬نقلو اىل العربية‬
‫زتادي الساحلي‪ ،‬دار سراس للنشر‪ ،‬تونس‪1946،‬ـ ‪ ،‬ص ‪.98 -97‬‬
‫‪ -34‬ظتزيد من العالقات التونسية الربيطانية ‪ .‬انظر ‪ :‬غتمدي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬

‫‪239‬‬ ‫العدد ‪20‬‬


‫مجلة دورية دولية محكمة‬ ‫مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية‬

35
- Daniel Panzac, les corsaires barbaresques la fin d’une
épopée (1800-1820), Ed Méditerranée , France, 1999, p151.
36
- Idem ,p161.
37
- Lucette Valansi, « Les relations commerciales entre la
Régence de Tunis et Malte au XVIII éme Siècle »,C.T,
N°11,1963,p75.
.255 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ روسو‬-38
.‫ نفسو‬- 39
. ‫ نفسو‬-40
.259-258 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ روسو‬- 41
.267 ‫ ص‬، ‫ نفسو‬-42
Plantet , :‫ أنظر‬.‫ـ‬1803 ‫ جانفي‬12 ‫ بتاريخ‬، ‫ رسالة من ديفواز إىل حكومتو‬-43
op.cit ,p p 447- 448.
.301 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ روسو‬- 44

240 20 ‫العدد‬

You might also like