You are on page 1of 30

ISSN: 1112- 7872 ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬

E-ISSN: 2600-6162
2021 ‫ جويلية‬01 :‫عدد‬ 17 :‫مجلد‬
.838 -809 ‫ص‬.‫ص‬ ‫م وتأثيراتهم‬1920-1830 ‫ اإليطاليون في تونس‬:‫العنوان‬

‫م وتأثيراتهم‬1920-1830 ‫اإليطاليون في تونس‬


2
‫ محمد السعيد عقيب‬، 1 ‫أم الخير بان‬
– ‫ الوادي‬،‫ كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬،‫ـ جامعة الوادي‬1
bane-oumelkheir@univ-eloued.dz ،‫الجزائر‬
– ‫ الوادي‬،‫ كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‬،‫ـ جامعة الوادي‬2
aguieb-msaid@univ-eloued.dz ،‫الجزائر‬
2020/08/03 :‫ ؛ تاريخ القبول‬2020/02/12 :‫تاريخ اإلرسال‬
The Italians in Tunisia 1830-1920 and their influences
Abstract: The article deals with the presence of Italians
in Tunisia, where the enemy is the most important element not
only in terms of census but also for the strength of their
activity and influence, and members of the Italian community
were absorbed by the rulers and even the French after
imposing protection on the country in 1881 AD, in an
indication of the importance of the community and the
multiplicity of its activity, and its existence was established
through the establishment Social and cultural institutions,
which preserved their generations' culture and belonging to
their generations, in addition to their association with their
home country.
Although the Italians did not occupy the country politically,
the reality attests to their specificity and distinctiveness, and
enables them to continue their activity and their influence at
all levels, and therefore considered the Italian component the
most effective among other communities, and over decades of
time they were able to leave their mark in the country.
Keywords: Tunisia; the Italian community; French
protection; immigration; colonial rivalry.

:‫الملخص‬
‫ باعتبارهم العنصر‬،‫يعالج هذا المقال وجود االيطاليين بتونس‬
‫ مما‬. ‫األهم ليس من حيث التعداد فحسب بل لقوة نشاطهم وتأثيرهم‬
‫أم الخير بان‬ Almawaqif
bane-oumelkheir@univ-eloued.dz Vol. 17 N°: 01 juillet: 2021
809
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫جعل الحكام التونسيين يستوعبون الجالية االيطالية وحتى الفرنسية‪،‬‬


‫وذلك بعد فرض الحماية على البالد ‪1881‬م‪ ،‬وهذا داللة كبيرة‬
‫وواضحة على أهميتها وتعدد نشاطها‪ ،‬حيث كرست وجودها من خالل‬
‫إنشاء المؤسسات االجتماعية والثقافية‪ ،‬التي حفظت ألجيالهم ثقافتهم‬
‫وانتماءهم‪ ،‬إضافة إلى ارتباطهم ببلدهم األم ‪.‬‬
‫وبالرغم من أن االيطاليين لم يحتلوا تونس سياسيا‪ ،‬إال أن‬
‫الواقع يشهد على خصوصيتهم وتميزهم‪ ،‬وتمكنهم من استمرارية‬
‫نشاطهم‪ ،‬وتأثيرهم على كافة المستويات‪ ،‬مما جعلهم العنصر األكثر‬
‫فاعلية بين الجاليات األخرى‪ ،‬على مدى عقود من الزمن لذلك‬
‫استطاعوا ترك بصماتهم في البالد‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬تونس؛ الجالية االيطالية؛ الهجرة؛ الحماية‬
‫الفرنسية؛ التنافس االستعماري ‪.‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫شهههدت منطقههة حههوض البحههر األبههيط المتوس ه ‪ ،‬فههي أواخههر‬
‫العصهر الحههديث عهدة تغيههرات سياسهية واقتصههادية‪ ،‬ظههرت انعكاسههاتها‬
‫خاصهههة علهههى القهههارة األوروبيهههة‪ ،‬التهههي لمسهههت هجهههرة سهههكانية لهههبعط‬
‫أقاليمهها مههن الشهمال إلههى الجنهو ‪ ،‬حيههث عتهدت الهجههرة األوروبيهة إلههى‬
‫الشمال اإلفريقي من أهمها‪.‬‬

‫وقهد شهكلت تهونس إحهدى المحطهات الهامهة التهي نالهت نصهيبها‬


‫مههن الوجههود األوروبههي‪ ،‬خاصههة االيطههاليين مههنهم‪ ،‬فقههد اسههتقروا بههالبالد‬
‫تبعهها لظههروو وعوامههل داخليههة وخارجيههة‪ ،‬أدى بهههم للبههرو وبقههوة مههن‬
‫خالل نشاطهم وتأثيرهم على المدى الطويل بمختلف الجوانب ‪.‬‬

‫واسههتقروا فههي تههونس خههالل فترتههي االيالههة والحمايههة الفرنسههية‪،‬‬


‫فنشهههطوا فهههي مختلهههف المجهههاالت منهههها االقتصهههادية والثقافيهههة وحتهههى‬
‫االجتماعيههههة‪ ،‬واسههههتطاعوا التعههههايل مههههع أحههههوال الههههبالد ومتغيراتههههها‪،‬‬
‫واكتسبوا أهمية عن طريق فاعليتهم ونشاطاتهم المتعددة ‪.‬‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪810‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫وقهد جهاء اختيارنهها للمجهال الزمنههي ‪1920-1830‬م باعتبهار يمثههل‬


‫ذروة الهجههرة واالسههتقرار للعنصههر االيطههالي فههي تههونس والههذي عههرو‬
‫تزايههدا كبيههرا فههي العههدد والنشههاط ‪ ،‬ومنههف فاإلشههكالية المطروحههة هههي‬
‫كاآلتي ‪:‬‬

‫ما هي األسبا والظروو هجرة االيطاليين إلهى تهونس ‪ ،‬وكيهف‬


‫كانت أوضاعهم داخل البالد وما هي نشاطاتهم ‪ ،‬وفي ما تمثلت أبر‬
‫أدوارهم وتأثيراتهم في مختلف المجاالت ‪.‬‬

‫تاريخ الهجرة االيطالية إلى تونس ‪:‬‬

‫تتحدث بعط المصادر المطلع عليها عن صعوبة تحديد‬


‫وضب تاريخ الوجود االيطالي بتونس‪ ،‬لغيا إحصائيات دقيقة لفترة‬
‫معينة‪ ،‬ومع هذا فقد حملت تونس المدينة عالمات قديمة للوجود‬
‫االيطالي‪ ،‬دلت على التواصل القديم ووجود ممثلي للمالك االيطالية‬
‫بااليالة‪ ،‬وخالل القرن السادس عشر قدم عدد من البحارة االيطاليين‬
‫إلى منطقة السا حل التونسي لصيد المرجان وسمك التونة‪ ،‬واستقر‬
‫بعضهم في نهاية المطاو بحلق الوادي وقاموا بإضفاء الطابع الرسمي‬
‫لوجودهم عن طريق الحصول على امتيا ات الصيد‪ ،‬حتى احتكرت‬
‫شركاتهم تجارة المرجان وصيد اسماك التونة ( ‪Giudice Christophe,‬‬
‫‪.)2016: /‬‬

‫وبالمقابل عرفت تونس وجود العنصر اليهودي من ليفرون‬


‫(‪ )Liverona‬منذ القرن السابع عشر‪ ،‬وشكلوا النواة األولى للوجود‬
‫االيطالي بالبالد المستقر بصفة دائمة ( ‪Carboni Michele, Soi‬‬
‫‪ ،)Isabella, 2017: 62‬وساعدهم في ذلك تفوقهم في المجال التجاري‬
‫وتوطيدهم لعالقاتهم الخارجية ‪.)Alessandro Triulzi, 1971: 156 ( .‬‬

‫في حين تشير معلومات إلى أن العبيد بتونس بالعام ‪1788‬م كان‬
‫معظمهم من المسيحيين من أصل ايطالي‪ ،‬ومن رعايا نابولي‬
‫(‪ ،)Napoli‬حيث انف بعام ‪1811‬م بلغ عددهم نحو ‪ ،1800‬اعتنق‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪811‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫بعضهم اإلسالم وأصبحوا موظفين لدى المحاكم‪ ،‬وبعد تحريرهم فضل‬


‫بعضهم البقاء في تونس وممارسة المهن والتجارة وغيرها من‬
‫األعمال‪ ،‬حيث تم تدريجيا استيعا المجتمع التونسي لهذ الفئة‬
‫ووصل األمر إلى حاالت مصاهرة بينهم وبين بعط أفراد العائلة‬
‫الحاكمة ( ‪.)Alessandro Triulzi, 1971: 155‬‬

‫وقد مثلت بداية القرن التاسع عشر انطالق مرحلة جديدة في‬
‫تونس‪ ،‬سميت بعصر القناصل ‪1881- 1815‬م‪ ،‬عرفت من خاللف‬
‫وجود ممثلي القوى األوروبية بصورة أكثر‪ ،‬وامتيا ات أكبر إلى غاية‬
‫فرض الحماية الفرنسية‪ ،‬حيث بات المجتمع بالبالد التونسية عبارة عن‬
‫فسيفساء اجتماعية ( ‪.)Koutzakiotis Georges, 2007: 245,246‬‬

‫عوامل تطور الهجرة االيطالية ‪:‬‬


‫الوضع االقتصادي للمالك االيطالية ‪:‬‬

‫يعتبر الجانب االقتصادي من أهم العوامل األساسية المسببة‬


‫للهجرات‪ ،‬ويتعلق األمر بالحالة االقتصادية المتدهورة التي عرفتها‬
‫ايطاليا إبان حرو الوحدة‪ ،‬وما خلفتف من مشكالت أثرت على‬
‫الوضع االجتماعي والمعيشي للسكان ‪ ،‬مما دفع بالعديد منهم للهجرة‬
‫نحو السواحل اإلفريقية خاصة تونس في شكل أفراد أو مجموعات‬
‫متتابعة ( ‪.)Choate Mark I, 2010: 2‬‬

‫فقد شهدت المقاطعات الجنوبية االيطالية أ مات اقتصادية حادة‪،‬‬


‫ف هي مناطق تعيل على الزراعة وتجارة الحبو والزيوت‬
‫والحمضيات‪ ،‬وتدهورت األسعار بسبب المنافسة الخارجية‪ ،‬فحاول‬
‫المزارعو ن التقليل من الثروة الحيوانية و رع منتجات أخرى‬
‫كالكروم‪ ،‬لكن ظهرت أ مة أخرى تمثلت في انتشار األمراض‬
‫بالكروم وأشجار الزيتون مسببة إفالسا للشركات الصغيرة‪ ،‬وتدهور‬
‫بعط الصناعات كالكبريت في صقلية (‪ ،)Sicilia‬ومما اد الوضع‬
‫تدهورا فرض يادة في الضرائب القديمة والجديدة بالمقاطعات‬
‫الجنوبية المتضررة‪ ،‬وطرد أصحا األراضي الصغيرة غير القادرين‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪812‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫على الدفع‪ ،‬وباتت األسر عاجزة عن اعالة أبناءها‪ ،‬فا دادت ظاهرة‬
‫التشرد ‪ ،‬وأمام هذا البؤس االقتصادي هاجر االيطاليون وانتشروا في‬
‫أرجاء وس أوروبا‪ ،‬واجتا وا البحر المتوس والمحي ( ‪Loth‬‬
‫‪.)Gaston, 1905: 41,60‬‬

‫يضاو لكل هذا تأثير الظواهر الطبيعية‪ ،‬التي تعرضت لها شبف‬
‫جزيرة ايطاليا‪ ،‬وصقلية والمتمثلة في حصول موسم الجفاو‪ ،‬فقذ أثر‬
‫بشدة على القطاع الزراعي لعدة السنوات ‪ .‬ومع نهاية القرن الثامن‬
‫عشر وبداية التاسع عشر استمر تدمير الغابات على نطاق واسع في‬
‫جنو البالد‪ ،‬تزامنت مع حركة إلغاء اإلقطاع في نابولي عام ‪1806‬م‬
‫صقلية ‪1812‬م‪ ،‬حيث استمر سن قوانين انتزاع أراضي الكنيسة‬
‫والشركات وقانون الغابات ‪1877‬م الذي أ ال القيود التي كانت تحمي‬
‫مساحات واسعة من الغابات وأدى بالمزارعين للقضاء عليها رغبة في‬
‫توسيع أراضيهم‪ ،‬إضافة إلى سلسلة من الزال ل التي عرفتها البالد‬
‫مابين ‪1854‬و ‪1908‬م والتي انجر عنها تدمير البنية التحتية وتأثر‬
‫النشاط االقتصادي (‪.)F Foerster Robert , 1924: 51,63‬‬

‫وبالتالي أدت التغييرات االقتصادية السياسهية التهي عرفتهها الضهفة‬


‫الشهمالية للمتوسه إبهان القهرن التاسهع عشهر فهي حركهة للسهلع ور وس‬
‫األمههوال وهجههرة السههكان األوروبيههين بصههفة عام هة إلههى شههمال افريقيهها‪،‬‬
‫إضههافة إلههى االضههطهاد السياسههي الههذي عرفتههف شههبف الجزيههرة االيطاليههة‬
‫والههذي تسههبب فههي هجههرة العديههد مههن االيطههاليين مشههكلين بههذلك مجتمههع‬
‫ايطالي منظم بتونس ( ‪.)Loreti Alessio, 2006 : 16‬‬

‫اشتداد التنافس االستعماري ‪:‬‬


‫إن التنافس بين الدول األوروبية اقتصاديا وبحريا أهم ما ميز‬
‫القرن التاسع عشر ‪ ،‬فبفعل النمو السريع في الموارد المالية والمنافسة‬
‫التجارية الشرسة داخليا وخارجيا خلف توتر‪ ،‬بل واقتتال سياسي كان‬
‫من أثر نمو وا دياد نزعة السيطرة والهيمنة االستعمارية على البلدان‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪813‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫األخرى بقارتي إفريقيا وآسيا (قاسم محمد‪ ،‬حسين حسني‪)15 ،13 :1929 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫وتعد تونس إحدى أهم مراكز الصراع بين فرنسا وانجلترا‪،‬‬
‫حيث اعتبرت األخيرة المسألة استراتيجية‪ ،‬بينما فرنسا تمثل لها أهمية‬
‫سياسية وحيوية‪ ،‬أهم أسبابها المحافظة على أمن مستعمراتها‪ ،‬ومن‬
‫هذا المنطلق بر ت كل من انكلترا وفرنسا عيمتا الصراع السياسي‬
‫االستراتيجي‪ ،‬على منطقة شمال إفريقيا‪ ،‬واشتدت حدتف بعد احتاللها‬
‫للجزائر سنة ‪1830‬م ‪.)Ganiage Jean, 2015: 28(.‬‬
‫وبسبب تنامي التنافس بحوض المتوس بين الدول واستعراض‬
‫قوتها من خالل القيام بحمالت عسكرية بحرية بدأت تتعرض االيالة‬
‫للتدخل األوروبي الواضح‪ ،‬حتى وقعت حملة اكسموث )‪(Exmouth‬‬
‫(أنظر التعليق رقم ‪ )01‬عام ‪1816‬م‪ ،‬أدت إلى تراجع القرصنة البحرية‬
‫وحركة التجارة في عرض المتوس ( بلهاوي عبد المجيد ‪. )13 : 2016 ،‬‬

‫وباكتمال توحيد ايطاليا ‪1871‬م دخلت هي األخرى متطلعة بان‬


‫يكون لها نصيب من التوسع االستعماري‪ ،‬إال أنها واجهت مشاكل في‬
‫ميزانيتها بعد حرو الوحدة‪ ،‬انعكست على الوضع االقتصادي‬
‫واالجتماعي للسكان )‪ ،)Choate Mark I, 2010: 3‬وقد كانت اليطاليا‬
‫في تونس الكثير من المؤهالت التي تخولها بأن تمتلك قوة سياسية‬
‫فاعلة بالبلد‪ ،‬لكن سوء أوضاعها الداخلية‪ ،‬وعدم امتالكها أسطوال‬
‫بحريا قادرا على المنافسة في عرض المتوس ‪ ،‬جعلها في مصاو‬
‫المتأخرين عن الحركة االستعمارية (صحراوي نور الدين ‪.)63 : 2013 ،‬‬

‫وهناك عوامل أخرى ساهمت في جذ اهتمام االيطاليين بالبالد‬


‫التونسية‪ ،‬كقر المسافة الفاصلة بين مضيق صقلية وتونس والمقدرة‬
‫بـ ‪ 145 :‬كلم )‪ ،)Choate Mark I, 2010: 2‬يادة على انخفاض تكلفة‬
‫النقل بين صقلية وتونس حيث وصل سعر التذكرة ما بين ‪ 5‬إلى ‪3‬‬
‫فرنكات‪ ،‬كذلك تشابف المناخ المتوسطي (‪.)Loth Gaston, 1905: 64‬‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪814‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫إضافة إلى وجود معاهدات ربطت ايالة تونس بالممالك‬


‫االيطالية مثل معاهدة جولتا (‪( )Goletta‬أنظر التعليق رقم ‪ 8 )02‬سبتمبر‬
‫‪1868‬م بين ايطاليا وتونس والتي مدتها ثمانية وعشرون سنة‪ ،‬حيث‬
‫ضمنت ايطاليا بموجبها العديد من االمتيا ات كالتمثيل القنصلي‪ ،‬بناء‬
‫المدارس‪ ،‬توفير خدمات البريد‪ ،‬والحصول على امتيا ات اقتصادية‬
‫هامة وحيوية كخ سكة الحديد ( ‪Henri De Montety, 1937 :‬‬
‫‪ ،)409‬كما وقعت معاهدة مع نابولي وصقلية ‪ 17‬نوفمبر ‪1833‬م‪،‬‬
‫ومع ايطاليا ‪ 05‬مارس ‪1871‬م ( بلهاوي عبد المجيد ‪،)15 ،14 : 2016 ،‬‬
‫هذ العوامل أدت إلى تحفيز االيطاليين وتنامي هجرتهم نحو تونس ‪.‬‬
‫محطات الهجرة االيطالية إلى البالد التونسية ‪:‬‬
‫مرت الهجرة االيطالية نحو تونس بعدة مراحل‪ ،‬وهي كاآلتي ‪:‬‬
‫* المرحلة األولى ‪ :‬تميزت بتدفق أعداد المهاجرين ونتج عنها برو‬
‫طبقة البرجوا ية صاحبة األعمال والتجارة والمهن الحرة وحتى‬
‫العناصر العسكرية‪ ،‬واآلتية أساسا من مناطق ليفرون‬
‫وسردينيا )‪ (Sardinia‬وتوسكانا )‪ (Toscana‬وغيرها‪ ،‬حيث اكتسبت‬
‫دورا بار ا في المجال االقتصادي واإلداري وسيطرت على الوضع‬
‫المالي للبالد بفعل تحالفها مع الطائفة اليهودية الموجود قبلها‪ ،‬والتي‬
‫أصبحت العنصر المهمين على الوضع المالي بالبالد ‪.‬‬
‫* المرحلة الثانية ‪ :‬فعرفت هجرة حقيقية حيث شهدت توافد أعداد‬
‫كبيرة من المنفيين السياسيين الذين وصلوا بين ثورات ‪1821‬‬
‫و‪1848‬م (أنظر التعليق رقم ‪ ،)03‬وأجبروا على الهجرة قسرا هربا من‬
‫القمع قبل توحيد ايطاليا‪ ،‬حيث أحدثت هذ الهجرات خما على‬
‫المستوى السياسي للجالية االيطالية التي أصبحت تنهل من مثقفيها‬
‫وسياسييها وعملوا على نشر أفكارهم الوطنية وبث الروح االيطالية‬
‫مما ساهم في تشكيل نخبة من الجالية داخل تونس‪ ،‬ويرجع لهم الفضل‬
‫في إنشاء مؤسسات اجتماعية وثقافية هامة ‪.‬‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪815‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫ومع يادة حركة الهجرة من مختلف الفئات والشرائح‬


‫االجتماعية االيطالية‪ ،‬وإلعطاء حركة المرور والتنقل حيوية ودفع‬
‫أكثر‪ ،‬تم في عام ‪1852‬م انشاء شركة )‪ (Rubattine‬لالتصال‪ ،‬و(‪-‬‬
‫‪CArdone Paolo Emilio, 2015 : ( ( Genoa Cagliari Tunis‬‬
‫‪. )195‬‬

‫وبدأ تيار الهجرة االيطالية في التزايد بعد عام ‪1870‬م‪ ،‬بفعل‬


‫مشاريع االستثمار في األشغال العامة والسكك الحديدية الفرنسية من‬
‫تونس إلى الحدود الجزائرية‪ ،‬وأطلق على هذ الحركة " هجرة‬
‫األسلحة المجردة " من جنو إيطاليا‪ ،‬والتي سوو تفتتح ما يسمى‬
‫بالهجرة الجماعية " البروليتارية " (أنظر التعليق رقم ‪ )04‬التي استمرت‬
‫إلى غاية العقد األول من القرن العشرين ( ‪Gianni Marilotti, 2016 :‬‬
‫‪.)39‬‬
‫* المرحلة الثالثة ‪ :‬تمثلت في هجرة أعداد غفيرة من عمال جنو‬
‫ايطاليا‪ ،‬بصفة موسمية أو دائمة بسبب تردي األوضاع االقتصادية‬
‫نهاية القرن ‪19‬م‪ ،‬وتشجيع استقطا العمالة االيطالية من قبل‬
‫الفرنسيين النجا مشاريع البنية التحتية العامة كأعمال البناء‬
‫والسكك الحديدية الفرنسية ( ‪CArdone Paolo Emilio, 2015 : 193,‬‬
‫‪. )195‬‬
‫المرحلة الرابعة ‪ :‬أتت في أوائل القرن العشرين بالضب ما بين‬
‫‪1915-1901‬م‪ ،‬حيث ظلت تدفقات الهجرة من إيطاليا إلى تونس‬
‫مرتفعة طوال تلك الفترة‪ ،‬وتميزت بهجرة الطبقة العمالية الباحثة عن‬
‫فرص العمل‪ ،‬أدت إلى استقرار اسر بكاملها‪ ،‬واستمر بعدها هجرة‬
‫الحرفيين الصغار والتجار والمهنيين والمساعدين المحليين والبناة‬
‫والنجارين (‪.)Gianni Marilotti, 2016 : 38, 42‬‬
‫أوضاع االيطاليين في تونس الحسينية ‪:‬‬
‫نههال االيطههاليين بتههونس الحسههينية (أنظههر التعليههق رقههم ‪ )05‬قبههل‬
‫الحمايههة الفرنسههية حظههوة واهتمههام البايههات‪ ،‬وذلههك باسههتقدام الكفههاءات‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪816‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫منهم‪ ،‬وتجسدت عالقة السلطة الحسينية في البالد التونسية بالجالية فهي‬


‫عههدة صههور تبههر مههدى اسههتفادة هههذ األخيههرة مههن وضههعها واسههتغالل‬
‫أهميتها التي استمرت طويال وأعطت نتائجها فيما بعد ‪.‬‬

‫فلقد ضمت قصهور البايهات العديهد مهن العبيهد االيطهاليين الهذين‬


‫خدموا في البالط‪ ،‬وتقلدوا مناصب مرموقة‪ ،‬وكانهت الخادمهات اغلهبهن‬
‫مهن صهقلية‪ ،‬وأعلهى الوظهائف محفوظهة لاليطهاليين تبعها لالقدميهة حتهى‬
‫وصههلوا للعمههل بالمحكمههة كعمههل المتههرجم وسههكرتير خههاص‪ ،‬فههي عههام‬
‫‪1816‬م‪ ،‬باتهههت الخدمهههة الداخليهههة للقصهههر محصهههورة فهههي سهههتة أوالد‬
‫إيطاليين عملوا كخهدم‪ ،‬كمها عهرو عهن البايهات احاطهة أنفسههم بأطبهاء‬
‫ايطاليين وحتى من اليهود‪ ،‬فمهثال حمهودة باشها (‪1782-1814‬م) (أنظهر‬
‫التعليههق رقههم ‪ )06‬طبيبههف يههدعى رانتشههي نههابولي ) ‪،( Rantchi Nabeuli‬‬
‫واثنههين مههن اليهههود االيطههاليين لههومبرو و )‪ ( Lumbroso‬وكاسههتلونفو)‬
‫‪ ( Castelnuovo‬أطبههاء أحمههد (‪1837-1855‬م) (أنظههر التعليههق رقههم ‪)07‬‬
‫ومحمد باي (‪1855-1859‬م) (أنظر التعليق رقم ‪ )08‬الشخصهيين‪ ،‬وفهي‬
‫عام ‪1850‬م كان جميع األطباء ايطاليين‪ ،‬نصفهم في خدمهة البهاي‪ ،‬أمها‬
‫الجراحين فوجدوا في الجيل ( ‪.)Alessandro Triulzi, 1971: 159‬‬

‫وعههرو عهههد حمههودة باشهها ذروة تشههغيل الكفههاءات االيطاليههة‪،‬‬


‫حيث كان لهم النصيب األكبر من المناصب الهامة‪ ،‬مثال ماريانوسهتنكا‬
‫)‪ ( Marino Stinca‬عبد من نابولي ألحق بالقصر وتعلهم اللغهة العربيهة‪،‬‬
‫عينههف الباشهها رئيسهها للعبيههد األوروبيههين بالقصههر لذكائههف وأمانتههف‪ ،‬وتمههت‬
‫ترقيتف ليصبح كاتب شخصي ومترجم للباشا‪ ،‬كما كان قها و )‪( Gazzo‬‬
‫ومندريتشههي )‪ ( Mendrici‬ورونكههي )‪ ( Ronchi‬أطبههاء حمههودة باشهها‪،‬‬
‫واسهتمر البايهات الهذين حكمهوا بعههد فهي توليهة االيطهاليين بعهط المههام‬
‫إلى غاية فرض الحماية (الميزوري العروسي ‪. )354،355 : 1994 ،‬‬

‫وفههي المجهههال العسهههكري توجهههد لويهههدجي كاليقهههاريس ‪(Luigi‬‬


‫)‪ Calligaris‬الههذي حههل بتههونس عههام ‪1833‬م وعمههل فههي تههدريب الجههيل‬
‫وإدارة مدرسة باردو الحربية منذ إنشهاءها ‪1840‬م إلهى غايهة ‪1855‬م‪،‬‬
‫وكهذلك لهويجي فيسهكونتي )‪ (Luigi Visconti‬الهذي كهان مكلفها بتهدريب‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪817‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫جنههد البههاي وبعههدها عههين أسههتاذا ببههاردو (الميههزوري العروسههي ‪: 1994 ،‬‬
‫‪. )356‬‬

‫ولقههههد أرسههههت تههههونس الحسههههينية مجموعههههة مههههن التشههههريعات‬


‫والمواثيق‪ ،‬جسهدت التنظهيم للرعايها والسهكان‪ ،‬وسهاهمت بشهكل واضهح‬
‫فههي تكههريس الوجههود األوروبههي بااليالههة‪ ،‬منههها الميثههاق األساسههي لسههنة‬
‫‪ 1857‬م ويسههمى عهههد األمههان الههذي كههان فههي عهههد محمههد الصههادق بههاي‬
‫(‪1882-1859‬م) (أنظههر التعليههق رقههم ‪ ،)09‬وهههو مسههتوحى مههن مواثيههق‬
‫اإلصالحات التهي عرفتهها اإلمبراطوريهة العثمانيهة‪ ،‬التهي نشهرت تحهت‬
‫اسهههم " التنظيمهههات " (أنظهههر التعليهههق رقهههم ‪ ،)10‬وقهههد نههه عههههد األمهههان‬
‫التونسههي علههى المسههاواة أمههام القههانون‪ ،‬حريههة العبههادة‪ ،‬وضههمان حريههة‬
‫ممارسههة التجههارة‪ ،‬كمهها وقههف الميثههاق علههى تحديههد الحقههوق األساسههية‬
‫للتونسيين‪ ،‬وألغى وضع الذمي لليهود‪ ،‬وخول لألوروبيين حق الملكيهة‬
‫( ‪.)SAIDI Hedi, 2014: 241,242‬‬

‫أما دستور ‪1861‬م والذي كهان فهي عههد محمهد الصهادق بهاي‪،‬‬
‫والجنههرال خيههر الههدين (‪1823-1890‬م) (أنظههر التعليههق رقههم ‪ ،)11‬الههذي‬
‫منح تونس مجموعة من القوانين كما هو الحال في فرنسا‪ ،‬وعمل علهى‬
‫تحديث البالد‪ ،‬والقيام بإصالحات جريئة على غرار ما عرفتف أوروبها‪،‬‬
‫وتعزيههز اإلصههالح القضههائي عههن طريههق إنشههاء محكمههة مختصههة بحههل‬
‫النزاعههات بههين التونسههيين واألوروبيههون‪ ،‬وسههعى لتحسههين حههال االيالههة‬
‫وتطوير عناصرها الحضارية‪ ،‬و يادة الثروة من خالل تنمية الزراعهة‬
‫والتجهارة والصههناعة‪ ،‬وتههم إنشههاء مجلههس استشههاري مههن سههتين عضههوا‪،‬‬
‫وتقسههيم السههلطات بههين البههاي وو رائههف‪ ،‬وبمجههرد دخههول الدسههتور حيههز‬
‫التنفيذ حتى عبر التونسيون عن رفضهم لإلجراء باندالع ثورة ‪1864‬م‬
‫(أنظههر التعليههق رقههم ‪ ،)12‬بههالرغم مههن انههف جعههل تههونس تصههبح نوعهها مههن‬
‫الملكية الدستورية التي أقيمت ضد الحكم المطلق للباي ( ‪SAIDI Hedi,‬‬
‫‪.)2014: 241,244‬‬

‫وقد مكنهت تلهك التشهريعات وتسهامح البايهات مهن ظههور نشهاط‬


‫سياسهههي لهههبعط االيطهههاليين‪ ،‬الهههذين انتشهههروا بمهههدن االيالهههة السهههاحلية‪،‬‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪818‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫بمسهههاعدة ومسههههاندة مههههن طههههرو المههههوظفين السههههاميين لههههدى اإلدارات‬


‫الحسينية‪ ،‬الذين سههلوا لههم اإلقامهة عهن طريهق تخصهي ملجهأين لههم‬
‫أحدهما بالعاصمة‪ ،‬والثاني بحلق الوادي‪ ،‬وقام هؤالء السياسيين بإنشاء‬
‫جمعيات‪ ،‬هدفها ترويج أفكارهم‪ ،‬مهع اإلشهارة إلهى أن بعهط التونسهيين‬
‫انخرطههوا ضهههمن تلهههك الجمعيهههات واطلعهههوا علهههى األفكهههار اإلصهههالحية‬
‫واألنظمههة األوروبيههة‪ ،‬التههي كههان لههها دور فههي بعههث الفكههر اإلصههالحي‬
‫التونسي في فيما بعد (الميزوري العروسي ‪. )360 ،359 : 1994 ،‬‬

‫وقد حظيت الجالية االيطالية بتونس‪ ،‬بمعاملة حسنة فقهد تقهبلهم‬


‫السكان المحليين والسهلطة الحاكمهة‪ .‬وعهدد لهيس بالقليهل مهن االيطهاليين‬
‫عملههوا ب مكاتههب مهمههة فههي المحكمههة المحليههة وفههي اإلدارات التونسههية‪،‬‬
‫األمر الذي أدى بهم إلى فرض لغتهم‪ ،‬واستخدامها حتهى مهع مؤسسهات‬
‫األوروبيين اآلخرين‪ ،‬ومنف يمكهن القهول أن الجاليهة االيطاليهة لهم تعهاني‬
‫مشاكل سياسية واجتماعية وثقافية في تونس‪ ،‬مثل القساوة التي عرفتهها‬
‫والتهي سهتميز مرحلهة الحمايهة الفرنسهية ( ‪Gianni Marilotti, 2016 :‬‬
‫‪. )38‬‬

‫وبالنسهههبة لتعهههداد االيطهههاليين فهههي تهههونس‪ ،‬الحظنههها أن األرقهههام‬


‫متضاربة بالفترة التي سبقت إقامهة الحمايهة الفرنسهية‪ ،‬وتفتقهد الرسهمية‪،‬‬
‫إن لم نقل غيابهها علهى مسهتوى السهلطة المحليهة‪ ،‬وأمها الموجهود فأغلبهف‬
‫معلومههههات مقدمههههة مههههن خههههالل ر ى رحالههههة أوروبيههههين أو تقههههديرات‬
‫القناصهههل‪ ،‬أو بعهههط السياسهههيين‪ ،‬فبايهههات تهههونس لهههم يهتمهههوا بالمسهههألة‬
‫الديموغرافية لسكان االيالة‪ ،‬بالرغم من تعدد وتنوع الوافدين إليها‪.‬‬

‫ومع هذا فقد توجدت محاوالت مبكرة لتعداد السكان والجاليات‬


‫بصفة خاصة‪ ،‬كان أولها في سنة ‪1861‬م حيث بلغ عدد االيطاليين في‬
‫تونس نحو ‪ ،600‬بينما أشارت بيانات رسمية لعام ‪1871‬م وهو‬
‫إحصاء لاليطاليين في الخارج إلى وجود ‪ 5.889‬نسمة ( ‪CArdone‬‬
‫‪. )Paolo Emilio, 2015 : 195‬‬
‫أوضاع االيطاليين في تونس المحمية ‪:‬‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪819‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫إن فههرض الحمايههة علههى تههونس عههـام ‪1881‬م لههم يكههن بههاألمر‬
‫المفهههاج ‪ ،‬ألن سهههـيطرة الفرنسهههيين علهههـى الهههبالد كانهههت منهههـذ وطهههـأت‬
‫أقدامهم الجزائـر فهي ‪1830‬م‪ ،‬فأضهحت تهونس تحهت التهديهد المباشهر‪،‬‬
‫لقربههها مههن الجزائههر‪ ،‬ولمهها تتمتههع بههف مههن موقههع اسههتراتيجي مهههم علههى‬
‫البحر األبيط المتوس ‪ ،‬ومن إمكانيات اقتصادية تتمثل فـي خصهـوبة‬
‫أراضيها الشاسعة‪ ،‬وثرواتها المشجعة المتنوعة ‪.‬‬

‫وقد ساعد الوضهع االقتصهادي المتهدهور الهذي عانتهـف تهـونس‪،‬‬


‫علههى تههدخل الهههدول األوروبيههة‪ ،‬وعلههى رأسهههها فرنسهها والقيههام بتكهههوين‬
‫اللجنهـة الماليههـة الدوليههـة (أنظههر التعليهق رقههم ‪ ،)13‬بحجههة حمايههة المصههالح‬
‫وضههمان تسههديد الههديون‪ ،‬وكههان أكثههر أعضههائها مههن الفرنسههيين‪ ،‬وكههان‬
‫القنصل الفرنسي في تونس يتمتع بنفوذ قوي ومهؤثر علهى البهاي‪ ،‬وههي‬
‫أدلة واضحة فهي السهيطرة الفرنسهية علهى تهونس قبهل احتاللهها‪ ،‬وأبهدت‬
‫فرنسا رغبتها باإلسراع في مد خ سكة الحديهد بهين تهونس والجزائهر‪،‬‬
‫حتى يسهل نقهل التجهيهزات العسهكرية والمهؤن إلهى تهونس‪ ،‬وتهم بالفعهل‬
‫االحههتالل العسههكري بتوقيههع معاهههدة بههاردو (حسههين علههي إيههها ‪ ،‬مصههيرع‬
‫حسين ‪. )826،825 : 2017 ،‬‬

‫وقهد عهز فهرض الحمايهة‪ ،‬يهادة تهدفق المههاجرين االيطههاليين‬


‫إلهههى تههههونس‪ ،‬وتوسهههعت المجتمعههههات األوروبيهههة عامههههة داخهههل الههههبالد‬
‫وأحياءهها ‪ ،‬حيههث اسههتمر عههدد األجانههب بشههكل عههام فههي الزيههادة بتههونس‬
‫(‪ ،)Ben Hamida Abdesslem, 2004: 1,2‬وتماشهههيا مهههع التوجهههف‬
‫االسههتعماري الحتههواء الجاليههة التههي أطلههق عليههها اسههم " المسههتعمرة "‬
‫(أنظههر التعليهههق رقهههم ‪ ،)14‬وقعههت اتفاقيهههات فهههي بهههاريس فهههي ‪ 28‬سهههبتمبر‬
‫‪ 1896‬م سههمحت لإليطههاليين بالحفههاظ علههى جنسههيتهم دون أي نههوع مههن‬
‫انتههاء صهالحيتها‪ ،‬مهع االنتقهال الطبيعهي مهن األ إلهى االبهن‪ ،‬وتمكهين‬
‫استقاللية المدارس والجمعيات الثقافية ‪.‬‬

‫كانههههت الهجههههرة االيطاليههههة مههههن الحمايههههة خاضههههعة للضههههمان‬


‫القنصلي من خالل تأمين رحالت السفر عن طريهق شهركات نقهل وكهذا‬
‫تقهههديم مسهههاعدات للمههههاجرين علهههى نطهههاق واسهههع‪ ،‬وبالتهههالي ال يحهههق‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪820‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫لسههلطات الحمايههة مراقبتههها‪ ،‬كمهها أن ايطاليهها تنفههق مههن ميزانيتههها علههى‬


‫الجالية االيطالية في الخارج بصهفة عامهة وتهونس خاصهة‪ ،‬بهالرغم مهن‬
‫محههاوالت الدعايههة الفرنسههية السياسههية فصههلها عههن االنتمههاء الههوطني إال‬
‫أنها بقيت تفرض وجودها حتى باتت تحهت مها يسهمى دولهة داخهل دولهة‬
‫( ‪.)Lucien , Bertholon, 1893 : 23‬‬

‫إن التفوق السياسي للفرنسيين لم يجعلهم مرتاحين للوجهود الهائهل‬


‫لاليطاليين‪ ،‬مهن وجههة النظهر الديموغرافيهة واالقتصهادية واالجتماعيهة‬
‫والثقافية‪ ،‬ورأوا بضرورة االلتزام بوقف التأثير االيطالي في المحميهة‪،‬‬
‫يستثنى من ذلك اعتماد المشاريع على القوى العاملة االيطالية وتهم أخهذ‬
‫تدابير تقييدية لتنظيم حركة دخول المهاجرين‪ ،‬من خالل سياسة تشجيع‬
‫التجنههيس ‪ -‬تجنههيس جميههع األجانههب المولههودين فههي تههونس مههن أبههوين‬
‫مولودين في تونس‪ ، -‬وإلغاء مع الوقت جميع االمتيا ات المتفق عليهها‬
‫في الماضي باتفاقات عام ‪1896‬م‪ ،‬التي تأسست على مبدأ المساواة فهي‬
‫الحقههوق المدني هة بههين الفرنسههيين واإليطههاليين والتونسههيين ( ‪CArdone‬‬
‫‪.)Paolo Emilio, 2015 : 200,201‬‬

‫وهكذا بدأت الجالية االيطالية تفقهد تهدريجيا العديهد مهن الحقهوق‬


‫المكتسبة فهي الماضهي مهن خهالل سلسهلة مهن المراسهيم التهي انتههى بهها‬
‫األمر إلى إعاقهة بعهط الصهفقات وضهر المههن الحهرة‪ ،‬وإقامهة نظهام‬
‫قضائي فرنسي جعل الجميع الخضوع لف فهي األراضهي التونسهية‪ ،‬ومها‬
‫تهههال ذلهههك مهههن فهههرض اللغهههة الفرنسهههية للعمهههل بهههها داخهههل المؤسسهههات‬
‫الفرنسههية‪ ،‬وفههق مرسههوم ‪ 16‬مههاي ‪1901‬م‪ ،‬وتههم التضههييق علههى نشههاط‬
‫المحهههامين واألطبهههاء والصهههيادلة‪ ،‬وفهههي عهههام ‪1913‬م اسهههتبعد رجهههال‬
‫األعمههال مههن مناقصههات األشههغال العامههة‪ ،‬كمهها تمنههع توسههيع المههدارس‬
‫اإليطاليههة‪ ،‬وأجبههر أغلههب األطفههال علههى االلتحههاق بالمههدارس الفرنسههية‬
‫(‪ ،)CArdone Paolo Emilio, 2015 : 200,201‬وفههي عههام ‪1902‬م‬
‫صدر قهانون يحضهر علهى االيطهاليين شهراء وامهتالك األراضهي الغنيهة‬
‫بأشهجار الزيتهون وممتلكهات الدولهة ( ‪Castellini Gualtiero, 1911 :‬‬
‫‪. )133‬‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪821‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫وأمام العدد المتزايد لألوروبيين وااليطاليين بصفة خاصة‬


‫وتوسع أحياءهم‪ ،‬قامت سلطات الحماية بدمج التو يع السكاني‬
‫لألوروبيين ضمن المدن األوروبية بتونس (أنظر التعليق رقم ‪ )15‬وفق‬
‫أصلها االجتماعي ونشاطها المهني‪ ،‬وليس نسبة لالنتماء الديني أو‬
‫القومي‪ ،‬كما تم إرفاق اللغة الفرنسية بالتسميات لمناطق األوروبيين‬
‫رفقة اللغة االيطالية ( ‪.)Giudice Christophe, 2016: /‬‬

‫فما كان على االيطاليين مقاومة سياسة االستيعا التي‬


‫فرضتها سلطة الحماية‪ ،‬حيث دأبت الطبقة العمالية على االحتفال‬
‫بالعطل والمناسبات الوطنية اإليطالية‪ ،‬في حين فرضت سلطة الحماية‬
‫على الطبقة الوسطى والعمال والمزارعين قيودا تنظيمية في محاولة‬
‫لقيادتهم‪ ،‬وكذا البرجوا ية االيطالية من الصناعيين والتجار‬
‫والمحامين‪ ،‬األطباء والمهندسين واألساتذة والمهندسين‬
‫المعماريين‪...‬الخ‪ ،‬عن طريق إبعادهم عن النفوذ السياسي‪ ،‬واستبعادهم‬
‫شيئا فشيئا من جميع الوظائف العامة (‪.)Choate Mark I, 2010: 101‬‬

‫أما إحصائيا فقد وجد تناقط بين ما يقدمف الفرنسيون‬


‫وااليطاليون‪ ،‬أوال لصعوبة تقدير وتحديد العدد بسبب استقرار‬
‫المهاجرين بشكل دوري وحركتهم المستمرة بين ايطاليا وتونس مما‬
‫يصعب عملية إحصاءهم‪ ،‬إضافة إلى عدم إعالم القنصلية بوجودهم‬
‫في كثير من األحيان‪ ،‬وإن هذا التباين في األرقام لم يكن يخدم في‬
‫الحقيقة إال الغرض السياسي في سبيل المحافظة على النفوذ داخل‬
‫البالد ( ‪.)Loreti Alessio, 2006 : 25‬‬

‫بينما قدم القنصل االيطهالي عهام ‪1881‬م إحصهاء رسهميا مقهدر‬


‫بـــهـ ‪ 11.106‬ألهف ايطهالي متواجههد علهى األراضهي التونسهية‪ ،‬غيههر أن‬
‫هههذا اإلحصههاء يفتقههد للد قههة بسههبب حركههة الهجههرة والخههروج لاليطههاليين‬
‫إلههى الجزائههر وطههرابلس والعههدد المههذكور هههو المههدون داخههل السههجالت‬
‫المدنيههة فق ه ‪ ،‬وال يعبههر عههن العههدد الحقيقههي الموجههود فههي تههونس بدايههة‬
‫خدمهة حركهة المهوان‬ ‫الحماية‪ ،‬بينما يشير إحصاء آخهر والهذي يخه‬
‫للههدخول و الخههروج التههي لههم تعمههل بشههكل منههتظم إال مههع بدايههة الوجههود‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪822‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫الفرنسهههي بهههالبالد فسهههجلت ‪ 17.318‬دخهههول مقابهههل ‪ 16.852‬خهههروج ‪،‬‬


‫أيضههها ال يكهههن االعتمهههاد علهههى طلبهههات جهههوا ات السهههفر الن تصهههاريح‬
‫المغهههادرة للفهههرد قهههد تسهههتخدمها العائلهههة بأكملهههها‪ ،‬وبالتهههالي فانهههف يمكهههن‬
‫االعتماد فق على ثالث مصادر توثق اإلحصهاءات لاليطهاليين بتهونس‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬التقههارير التههي أعههدها القنصههل االيطههالي بههالفترة ‪ 1898- 1888‬فههي‬
‫تونس ‪.‬‬
‫‪ -‬إحصههائيات عههن مههداخل و مخههارج الركهها االيطههاليين الت هي أنشههأتها‬
‫إدارة الموان في تونس ‪.‬‬
‫‪ -‬التحقيق الدائم الذي أجرا جها األمهن العهام فهي تهونس منهذ مرسهوم‬
‫‪ 13‬أفريل ‪ 1898‬والذي يفرض على األجانب االلتهزام بإصهدار إعهالن‬
‫اإلقامة (‪.)Loth Gaston, 1905: 77,89‬‬
‫ويمثل الجدول التالي تطور تعداد االيطاليين في تونس‬
‫بين سنوات ‪1921- 1881‬م ( أنظر التعليق رقم ‪)16‬‬
‫‪1921‬‬ ‫‪1911‬‬ ‫‪1906‬‬ ‫‪1881‬‬ ‫السنة‬
‫‪84.799‬‬ ‫‪88.082‬‬ ‫‪81.156‬‬ ‫‪11.606‬‬ ‫التعداد‬

‫وبتفحصنا للجدول أعال نالحظ االرتفاع الكبير في عدد االيطاليين‬


‫بههين بدايههة فههرض الحمايههة إلههى غايههة ‪1906‬م ويرجههع ذلههك إلههى موجههة‬
‫الهجرة الكبيرة التي عرفتها تهونس تزامنها مهع المشهاريع الفرنسهية التهي‬
‫اسههتقطبت العمالههة االيطاليههة كمهها ذكرنهها سههابقا والظههروو االقتصههادية‬
‫واالجتماعية التي عانتها شبف الجزيرة وصقلية ‪.‬‬

‫وا داد نمو الجالية بشكل متواصل إلى غاية ‪1911‬م لتشهد في‬
‫بداية العشرينات تراجعا‪ ،‬والذي فسر على عدة اعتبارات منها تحسن‬
‫األوضاع االقتصادية واالجتماعية في شبف الجزيرة االيطالية وصقلية‪،‬‬
‫و تغير وجهة الهجرة نحو العالم الجديد حيث األجر المرتفع وفرص‬
‫تكوين ثروة‪ ،‬خاصة بعد احتالل ليبيا و ما خلفف من تراجع األنشطة‬
‫العامة‪ ،‬إضافة إلى اندالع الحر العالمية األولى وما تبعها من‬
‫تأثيرات سياسية وعسكرية (جرفال كمال ‪.)91 : 1999 ،‬‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪823‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫هههذا الههذي جعههل فرنسهها تتفههوق سياسههيا بتههونس‪ ،‬لكنههف لههم يقل هل مههن‬
‫أهمية الوجود االيطالي بها‪ ،‬فخسارتف للهيمنة التاريخية المزعومة على‬
‫البلههد‪ ،‬لههم يههؤثر علههى أهميههة وجههود وفعاليتههف مههن خههالل االعتمههاد علههى‬
‫القههوى العاملههة التههي اجتاحههت تههونس مطلههع القههرن العشههرين ( ‪Loreti‬‬
‫‪.)Alessio, 2006 : 18‬‬

‫تأثيرات الوجود االيطالي على تونس ‪:‬‬

‫بفضههل الوضههع العههام الههذي تعيشههف جاليههة مهها داخههل بلههد معههين‪،‬‬
‫فاعليتها بالسلب أو اإليجا ‪ ،‬إذ أنف من الطبيعي أن تتحدث تأثيرها على‬
‫مختلههف الجوانههب‪ ،‬مههن خههالل ممارسههة نشههاطها وعالقاتههها‪ ،‬خاصههة إذا‬
‫وجدت الحرية السياسية واالجتماعية‪ ،‬مما يجعل فترة وجودهها‪ ،‬مكسهبا‬
‫هاما وجزء من تاريخ ذلك البلهد‪ ،‬واألمهر ذاتهف عرفتهف تهونس التهي بهر‬
‫فيها الوجود االيطالي بعدة مجاالت ‪.‬‬

‫‪ -‬اقتصاديا ‪:‬‬

‫عاش االيطاليون بتونس وكان لهم دورا اقتصاديا هاما‪ ،‬فلم يقف‬
‫عدم إمكانيتهم امتالك أو حيا ة األراضي وافتقاد أغلبهم لر وس‬
‫األموال عائقا أمامهم‪ ،‬حيث أنهم في عام ‪1901‬م القليل فق منهم كانت‬
‫بحو تهم عقارات كبيرة‪ ،‬وقد نشطوا في الزراعة خاصة الكروم‪،‬‬
‫وبهذا ا تعتبرت العمالة االيطالية والصقلية في قطاع الزراعة واألشغال‬
‫العمومية هي األفضل النخفاض أجورها ( ‪DE Lanessan J.-L.,‬‬
‫‪.)1917: 160,161‬‬

‫ومنها عرفت العناصر المكونة للهجرة تنوعا من حيث الفئات‬


‫العمالية‪ ،‬بتنوع مناطق وفودها‪ .‬حيث كان عمال المناجم يأتون من‬
‫سردينيا‪ ،‬ومن صقلية يأتي الفالحين‪ ،‬والعمال والبنائين والبحارة‬
‫ومشغلي األعمال التجارية الصغيرة والخياطين والحالقين ووصل‬
‫األمر إلى هجرة عائالت بأكملها‪ ،‬كما جاء من توسكانا المزيد من‬
‫النساء والفتيات اللواتي احتكرن وظائف الطبخ‪ ،‬المربية‪ ،‬الخادمة ‪...‬‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪824‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫وغيرها‪ ،‬و عملن حتى لدى البرجوا ية من المجتمعات األوروبية‬


‫األخرى (‪. )Gianni Marilotti, 2016 : 43,44‬‬

‫وأمام أهمية وعدد العمال المهنيين االيطاليين ونشاطهم في‬


‫مختلف المجاالت خاصة التجارة ‪ ،‬ولحماية مصالحهم االقتصادية‬
‫تأسست عام ‪1885‬م بتونس العاصمة غرفة التجارة باسمها االيطالي‬
‫)‪ (Camera di Commercia edarti‬على غرار المؤسسات الموجودة‬
‫بإيطاليا ‪ ،‬حيث تعمل هذ الجمعية على حماية المصالح المشتركة بين‬
‫الحكومة الوطنية والتونسية وجمع المعلومات عن التجار والصناعيين‬
‫االيطاليين‪ ،‬واالهتمام بتطوير حركة التجارة بين تونس وايطاليا‪،‬‬
‫و ضمت المزارعين واألطباء والمعلمين‪ ،‬وسرعان ما امتد نشاطها إلى‬
‫مناطق عدة من البالد‪ ،‬وا داد عدد منتسبيها‪ ،‬حتى أخذت طابع رسمي‬
‫وأصبحت الوسي في العالقات بين القنصلية وأفراد الجالية‪ ،‬وحولت‬
‫نشاطها نحو الوطن األم من خالل إنشاء منافذ للمنتجات االيطالية‬
‫بتونس‪ ،‬ولحماية مصالحها تم إنشاء بعط المؤسسات المالية كالبنك‬
‫التجاري واالئتمان عام ‪1888‬م‪ ،‬والبنك التعاوني الشعبي في ‪1892‬م‪،‬‬
‫والبنك التعاوني ‪1900‬م (‪.)Loth Gaston, 1905: 340,346‬‬

‫أمهها بخصههوص التشههريعات االجتماعيههة والظههروو المعيشههية‬


‫للعمال اإليطاليين في تونس‪ ،‬في أوائهل القهرن العشهرين‪ ،‬لهم يكهن هنهاك‬
‫تشريع اجتماعي عضوي‪ ،‬وال يوجد هناك تهدابير فرديهة وال مؤسسهات‬
‫لحمايههة العمههال‪ ،‬وكههان مسههتوى معرفههة العامههل بحقوقههف شههبف معههدوم‪،‬‬
‫وبالتهههالي وجهههد العمهههال أنفسههههم أكثهههر عرضهههة لالسهههتغالل وافتقهههارهم‬
‫لمؤسسهات الضهمان االجتمهاعي لصهالح البطالهة والشهيخوخة‪ ،‬كمها كههان‬
‫عمل النساء واألطفال غير محمي تماما‪ ،‬رغم قلة عهدد العهاملين مهنهم‪،‬‬
‫وغالبا ما يتعرضون للعمل في ظروو قاسية للغاية‪ ،‬دون وجود قانون‬
‫فوجهد الكثيهر مهن‬ ‫لتحديد الحد األدنهى للسهن وسهاعات العمهل القصهوى‪ ،‬ت‬
‫القتصر اإليطاليين‪ ،‬بسن الثاني عشهر إلهى الرابعهة عشهر عامها‪ ،‬يعملهون‬
‫بشهكل أساسهي فهي األعمههال الشهاقة خاصهة المنههاجم التونسهية ( ‪Gianni‬‬
‫‪ ،)Marilotti, 2016 : 47‬وهههو مهها يثبههت كبههر حجههم العمالههة االيطاليههة‬
‫المتعهههددة االختصهههاص‪ ،‬ومشهههاركة الفئهههات العمريهههة المختلفهههة‪ ،‬حيهههث‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪825‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫واألحسهن والقهادرة علهى ممارسهة أي‬ ‫اعتبروا الطبقة العاملة األرخ‬


‫عمل ‪.‬‬

‫‪ -‬اجتماعيا ‪:‬‬

‫أدى السكان االيطاليون بتونس دورا رئيسيا في التغييرات‬


‫الحضارية الحاصلة في تونس‪ ،‬بطريقتهم في تنشي األحياء والشوارع‬
‫والمباني والمسارح والمقاهي ‪ ....‬الخ ‪ ،‬بمعنى تصدير الطابع االيطالي‬
‫وجعلف يتناسب مع السياق المحلي والمتغيرات السياسية خاصة مع‬
‫إقامة الحماية على تونس‪ ،‬كما تتميز الشخصيات االيطالية البار ة من‬
‫خالل موقعهم البار وتحقيقهم لرواب خاصة مع األمراء والدوائر‬
‫المختلفة للسلطة‪ ،‬والمحافظة عليها وهو ما يعكس المشهد الحضاري‪،‬‬
‫كما عمل االيطاليون على مقاومة السلطة من خالل إنشاء مؤسسات‬
‫اجتماعية وخيرية‪ ،‬تمكنهم من عيل شعور الوحدة الوطنية ونشر‬
‫الثقافة االيطالية ( ‪.)Giudice Christophe, 2016: /‬‬

‫كما تميز المجتمع االيطالي داخل تونس بأنهف مجتمهع مهنظم إلهى‬
‫حهد بعيهد‪ ،‬مقارنهة بالعناصهر األوروبيهة األخهرى المتواجهدة فهي تهونس‪،‬‬
‫كاألسهبان والفرنسههيين وغيههرهم‪ ،‬حيههث يخضهع هههذا التنظههيم العتبههارات‬
‫األصههل الجغرافههي واالنتمههاء السياسههي والههديني‪ ،‬وأيضهها درجههة الطبقههة‬
‫االجتماعيهة والمسههتوى الثقههافي واالرتبههاط بالنسههب ( ‪Loreti Alessio,‬‬
‫‪ ،)2006 : 16‬وقد ارتقى االيطاليون ضمن أحياء كاملهة أخهذت أسهماء‬
‫إيطاليهة مثهل ( ‪ ) Piccola Sicilia‬و) ‪ ... (Petite Sicilie‬الهخ‪ ،‬مدعمهة‬
‫بالمدارس والمؤسسات الخدماتيهة فهي عهدة مهدن وصهلت حتهى الجنهو‬
‫(‪.)Loreti Alessio, 2006 : 5,6‬‬

‫وما يجعل المجتمع االيطالي داخل تونس األكثر تأثيرا وأهميهة‪،‬‬


‫ديموغرافيا واجتماعيا هو التأكيد علهى قهوة اللغهة اإليطاليهة‪ ،‬التهي كهان‬
‫اسههتخدامها علههى نطههاق واسههع بالفعههل ابتههداء مههن القههرن السههابع عشههر‪،‬‬
‫داخل كل الطبقات االجتماعية‪ ،‬حتى باتت لغة التعامهل والتجهارة وحتهى‬
‫التدريس‪ ،‬ولغة المحكمة والوثائق الرسمية‪ ،‬كما كان للجالية خمها مهن‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪826‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫خه الل المثقفهين الهذين يهدافعون عهن ههويتهم الوطنيهة الخاصهة‪ ،‬المتههأثرة‬
‫بالتنوير والتيهارات الثوريهة‪ ،‬حيهث سهاهم فهي تطهوير فكهرة الحداثهة فهي‬
‫البلهد‪ ،‬لتشهكل مرجعها هامها للعمهل الهوطني التونسهي مسهتقبال ( ‪Milella‬‬
‫‪. )Stefania, D année: 4‬‬

‫على المستوى الصحي تأسس سهنة ‪1889‬م مستشهفى فهي تهونس‬


‫والمعههروو باسههم " سههانت مارغريههت " (‪ ،)Sent Marguerite‬حيههث‬
‫كانت المصاريف العالجية مدفوعة من قبل الحكومهة االيطاليهة لصهالح‬
‫المرضهههى الفقهههراء مهههن أبنهههاء الجاليهههة‪ ،‬كمههها تحصهههل المستشهههفى علهههى‬
‫تبرعهات وكهان لهف مجلهس صههحي متكهون مهن أطبهاء ايطهاليين ومجلههس‬
‫إدارة يترأسف القنصل العام بالبالد‪ ،‬ويحق لجميع المهاجرين االيطهاليين‬
‫الحصههول علههى استشههارات طبيههة وأدويههة مجانيههة‪ ،‬اتخههذ المستشههفى فههي‬
‫البداية منزل محلي مقر لف‪ ،‬حيث بقي لمدة طويلة علهى ههذ الحهال إلهى‬
‫أن تههم نقلههف إلههى مبنههى جديههد بطاقههة اسههتيعابية مقههدرة بههأكثر مههن ‪100‬‬
‫مههريط‪ ،‬وتههم افتتههاح المقههر الجديههد فههي ‪ 14‬مههارس ‪1901‬م بحضههور‬
‫ممثلين عن السلطات الفرنسية‪ ،‬والقنصل االيطالي والعديد من األعيهان‬
‫وأيضا ممثلي برلمان روما (‪.)Loth Gaston, 1905: 357,359‬‬

‫وال يمكهن أن نتطهرق إلهى الهدور االجتمهاعي دون التعهرض إلههى‬


‫التههأثير العمرانههي للجاليههة بههالبالد‪ ،‬حيههث أ تعتبههر المعمههاريين االيطههاليين‬
‫ومهندسههي المبههاني مههن أهههم الصههناع الههذين أثههروا المشهههد الحضههاري‬
‫للمدن التونسية بالطابع االيطالي خاصهة العاصهمة مهن خهالل التفاصهيل‬
‫وبنههاء منشههآت ومنهها ل وهيئههات ودور عبههادة كانههت شههاهدة علههى هههذا‬
‫الطههرا ‪ ،‬حيههث تلقههى المهندسههون التههدريب علههى فههن العمههارة والهندسههة‬
‫وقدموا أعماال ما الت قائمة إلى اليوم تخليدا للوجهود االيطهالي وتهأثير‬
‫الكبير (‪.)Ammar Leila, 2016: 13‬‬

‫إضافة إلى مساهمة اإليطاليين المسهتمرة فهي نشهر مفههوم جديهد‬


‫للعمهل‪ ،‬تمثهل فهي بنهاء هويهة العمهل بهالمعنى الحهديث‪ ،‬مهن خهالل إنشههاء‬
‫أول القواعد النقابية كهيئات محددة لحماية العمال‪ ،‬وهي سهابقة ألشهكال‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪827‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫التنظيم النقابي والتي قدمت مسهاهمة كبيهرة للتهاريخ االجتمهاعي لتهونس‬


‫فيما بعد (‪. )Milella Stefania, D année : 1‬‬

‫‪ -‬ثقافيا ‪:‬‬

‫لم تكن الهجرة االيطالية لتونس مرتبطة بالعمل والتجارة فحسب‪،‬‬


‫بهههل تخللهههها نقهههل لمختلهههف أنهههواع مظهههاهر الثقافهههة والفنهههون كالمسهههارح‬
‫واألوبهرا والفنههون المختلفههة وحتههى الصهحافة‪ ،‬ولهههذا فهالهجرة االيطاليههة‬
‫عمليهة معقهدة للتشهابك الثقهافي والبيولهوجي بهين ضهفتي البحهر المتوسه‬
‫(‪. )M. Morone Antonio, 2015 : 33‬‬

‫وكهههان للقنصهههل االيطهههالي بتهههونس مهمهههات عهههدة منهههها ‪ :‬تقهههديم‬


‫مساعدات في تنظيم الجمعيات الخيرية االيطالية‪ ،‬والخهدمات المختلفهة‪،‬‬
‫حيث تشهكلت عهدة جمعيهات ثقافيهة منهها " الجمعيهة الدوليهة للشهبا فهي‬
‫قرطههههاج " المهتمههههة بفنههههون الههههدراما والههههرق والحفههههالت الموسههههيقية‬
‫(‪.)Choate Mark I, 2010: 7‬‬

‫وباعتبهههار اللغهههة مهههن أههههم عوامهههل التهههأثير االجتمهههاعي داخهههل‬


‫المجتمعات‪ ،‬فقذ كانت للغة االيطالية دورا هامها‪ ،‬فههي تتعهد اللغهة الثانيهة‬
‫بعد اللغة العربية حتى عهام ‪1871‬م علهى األقهل فهي تهونس‪ ،‬ولقهد عمهل‬
‫االيطههاليون مههابين ‪1815‬و ‪1861‬م علههى إنشههاء العديههد مههن المؤسسههات‬
‫المختلفة‪ ،‬واعتبروا رواد نشر الثقافة األوروبية االيطالية داخل تهونس‪،‬‬
‫عهههن طريههههق الصهههحافة والشههههبكات الخيريهههة‪ ،‬المههههدارس وبهههث الفكههههر‬
‫الليبيرالي وروح االنفتاح المستوحاة من القيم الثوريهة ( ‪Loth Gaston,‬‬
‫‪.)1905: 316,317‬‬

‫كمهها قههدم اإليطههاليون قههوة دفههع قويههة لفكههرة الحداثههة بهالبالد‪ ،‬مههن‬
‫خههالل إنشههاء سلسههلة مههن المؤسسههات االجتماعيههة والثقافيههة الهامههة‪ .‬وتههم‬
‫تتبههع تلهههك الفكهههرة مههن خهههالل الصهههحافة‪ ،‬التههي قامهههت بإيصهههال صهههوت‬
‫المههاجرين اإليطهاليين خاصهة السياسهيين مهنهم ( ‪Milella Stefania, D‬‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪828‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫‪ ،)année: 1‬حيث تدعم المجهال الثقهافي االيطهالي بتأسهيس أول مطبعهة‬


‫بالبالد سنة ‪1829‬م (أنظر التعليق رقم ‪.)17‬‬

‫فنالت الصحافة اهتمام كبير باعتبارها أداة فاعلة لتوجيف الرأي‬


‫العام‪ ،‬وكانت أول صحيفة دورية في عام ‪1839‬م جريدة " تونس‬
‫قرطاج " ( ‪ ) Giornale di Tunisi di Cartagine‬باللغة االيطالية‪،‬‬
‫والتي أنشأها اثنين من منفيي نابولي‪ ،‬وبعد بضع سنوات تم صدور‬
‫جريدة "كورييري دي تونس" (‪ )Corriere de Tunis‬في ‪1859‬م‬
‫(‪.)Gabriele Nicola, 2016: 53‬‬

‫وكهان للتعلههيم لههدى االيطههاليين األسهبقية فههي الوجههود‪ ،‬مههن خههالل‬


‫الحرص على تعليم ونشر اللغة بين أبناء الجالية بإنشهاء المهدارس‪ ،‬كمها‬
‫توجد معلمهين بهار ين فهي تعلهيم اللغهة االيطاليهة‪ ،‬مهنهم االيطهالي بومبهو‬
‫سههيلميا )‪ (Pompéo Suléma‬الههذي قههدم إلههى تههونس عههام ‪1831‬م وانشههأ‬
‫مدرسههة ايطاليههة‪ ،‬إضههافة إلههى وصههول تعلههيم اللغههة االيطاليههة بمدرسههتي‬
‫بهاردو الحربيهة والصهادقية (‪،)François Arnoulet, 1954: 142,167‬‬
‫وما أن أصهبح الوجهود االيطهالي بااليالهة التونسهية عهددا مهؤثرا وبهار ا‬
‫حتى سعى كبار الشخصيات االيطالية إلى إنشاء المدارس‪ ،‬كانت أولهها‬
‫عام ‪1838‬م و تبعها افتتاح مدارس أخرى ( ‪CArdone Paolo Emilio,‬‬
‫‪. )2015 : 194‬‬

‫وحههددت اتفاقيههة عههام ‪1896‬م تعههداد المههدارس االيطاليههة بثالثههة‬


‫وعشههرون مدرسههة‪ ،‬واحههد وعشههرون منههها مدرسههة ملكيههة تضههم خمسههة‬
‫مدارس ثانوية ‪ ،‬ومدرسهتين خاصهتين‪ ،‬وبهالرغم مهن الحضهر الظهاهري‬
‫إلنشههاء مههدارس ايطاليههة إضههافية مههن قبههل سههلطات الحمايههة وفههق بنههود‬
‫المعاهدة‪ ،‬إال أن قادة الجاليهة االيطاليهة بهالبالد اسهتطاعوا طيلهة أربعهين‬
‫عاما العمل على تطوير التعليم الوطني‪ ،‬وتم يادة ترخي إنشاء سهتة‬
‫مههدارس خاصههة ودعههم الههدروس اإلضههافية حتههى وصههل عههام ‪1920‬م‬
‫وأصبح عدد المدارس في مجملها تسعة وعشرون مدرسة يؤطرها مئة‬
‫وخمسة وستون أستاذا (‪.)Henri De Montety, 1937 : 418‬‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪829‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫وساهمت العديد من الجمعيات الثقافية في نشهر اللغهة االيطاليهة‬


‫منهههها جمعيهههة "دانتهههي أليغيهههري" (‪ )Dante Alighieri‬للغهههة اإليطاليهههة‬
‫والثقافههة خههارج المملكههة التههي أنشههأت عههام ‪1889‬م‪ ،‬وهههي عبههارة عههن‬
‫منظمة غير ربحية وطنية‪ ،‬لمحاربة األمية التي يعاني منها المهاجرون‬
‫اإليطهههاليون فهههي الخهههارج‪ ،‬والتهههي كانهههت تتلقهههى التمهههوين مهههن الحكومهههة‬
‫االيطاليههة‪ ،‬ونالههت تههونس االهتمههام المسههتمر بههالمجتمع اإليطههالي فيههها‪،‬‬
‫والحههرص علههى التعلههيم وإنشههاء المههدارس ‪Choate Mark I, 2010:‬‬
‫)‪.)104,105‬‬

‫وبالتههالي تمكهههن اإليطههاليون مهههن تطهههوير شههبكة مهههن المصهههالح‬


‫المحلية والدوليهة والتحالفهات‪ ،‬لتعزيهز مجهتمعهم الخهاص داخهل تهونس‪،‬‬
‫بدعم من الوطن األم وتحت السيطرة الفرنسية‪ ،‬اثبهت علهى مهدى عقهود‬
‫فعاليتف من خالل تأقلمها وتأثيرها في شكل ما يسمى باالستعمار النهاعم‬
‫)‪.)Choate Mark I, 2010: 106‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل ما تقدم ذكر في موضوع هجرة االيطاليين إلى تونس‬
‫نستطيع القول أن هذ الظاهرة من أهم واكبر األحداث والهجرات التي‬
‫شهدها التاريخ الحديث والمعاصر على حد سواء‪ ،‬وذلك نتيجة لعوامل‬
‫داخلية وخارجية‪ ،‬أدت إلى عملية هجرة االيطاليين خارج وطنهم‬
‫للبحث عن فرص العمل والعيل الكريم أينما وجد‪ ،‬وما كان من‬
‫الشمال اإلفريقي « تونس » من أهم المناطق المستقطبة لتلك‬
‫الهجرات‪.‬‬
‫ولم يكن الوجود االيطالي بتونس نابع من األحقية التاريخية‬
‫بالسيطرة على مناطق النفوذ فحسب كما في العهد الروماني‪ ،‬بل خدمف‬
‫على مدى قرون سياسة الحكام التونسيين الذين استفادوا من كفاءات‬
‫أفراد الجالية أيما استفادة وفي شتى المجاالت‪ ،‬حيث خدم التوجف‬
‫التونسي الباحث عن النهل من النم األوروبي الحديث ‪.‬‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪830‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫وشكل فرض الحماية الفرنسية على تونس ‪1881‬م‪ ،‬منعطفا‬


‫جديدا وبار ا في تطور وضع الجالية االيطالية بالبالد التونسية‪ ،‬من‬
‫خالل تأطير وجودها وسبل استغاللها وفق مجموعة من المخططات‬
‫الفرنسية الحتواء هذ الجالية الكبيرة العدد بالشكل الذي يحقق‬
‫مكاسب‪ ،‬ذلك أنف بالرغم من المتغيرات السياسية إال أن الجالية قدمت‬
‫إلى تونس واستوطنوا البالد من با تحسين مستواهم المعيشي‬
‫والفرار من أوضاعهم المزرية التي مرت بها بالدهم‪ ،‬واستطاعوا‬
‫المحافظة على المكاسب الهوياتية والثقافية التي مررتها عبر أجيال‬
‫عن طريق إنشاء مؤسسات فاعلة أبقتهم على اتصال ببلدها األم ‪.‬‬
‫ومنف استطاع االيطاليون أن يتعاملوا ويتأقلموا داخل‬
‫مجتمعاتهم الجديدة مثل ما حدث في تونس‪ ،‬حيث على المدى الطويل‬
‫أعطى استقرارهم أهم نتائجف‪ ،‬وهو التأثير على مستوى الحداثة‬
‫الحضارية بالبالد‪ ،‬مؤديا إلى بعث العمل السياسي‪ ،‬من خالل نشر‬
‫األفكار التحررية والثورية‪ ،‬التي كان لزخمها دور في تبلور الفكر‬
‫اإلصالحي والسياسي بالبالد التونسية في عهدها المعاصر‪.‬‬
‫التعاليق والشروحات‪:‬‬
‫التعليق رقم ‪ :01‬قائد األسطول االنجليزي بالمتوس في الفترة ‪1816-1811‬م‪،‬‬
‫قاد حملتف الشهيرة ضد القرصنة المغاربية ‪1815‬م‪ ،‬حيث عمل على إتباع‬
‫األسلو الحربي والدبلوماسي لتحرير العبيد من سردينيا ونابولي و غيرها‪ ،‬هدد‬
‫الجزائر اثر ما سما إهانة إحدى السفن البريطانية لكنف في األخير هادنها وفضل‬
‫عدم المغامرة ضد أسطول بحري قوي‪ ،‬وحرر ‪ 1500‬من العبيد بال فدية والتأكيد‬
‫على ضرورة إلغاء القرصنة‪ ،‬واتجف نحو تونس مستعرضا أسطولف إلى حلق‬
‫الوادي‪ ،‬وحضي باستقبال رسمي ودخل في مفاوضات مع الباي محمود وأملى‬
‫اللورد شروطف التي خضع لها الباي فعال أمام ضعف أسطولف والتهديد التركي‪،‬‬
‫حيث ألغى استعباد األوروبيين‪ ،‬وأمضى معاهدات مع سردينيا وصقلية ‪ .‬ينظر ‪:‬‬
‫خليفة شاطر‪ ،‬التبعية وتحوالت ما قبل االستعمار ايالة تونس من سنة ‪1815‬الى‬
‫سنة ‪ ،1857‬تر ‪ :‬إبراهيم بلقاسم‪ ،‬مر ‪ :‬احمد الخصخوصي‪ ،‬المركز الوطني‬
‫للترجمة‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪ ،2015 ،1‬ص ص ‪. 236-227‬‬
‫التعليهههق رقهههم ‪ :02‬وههههي أول اتفاقيهههة بعهههد توحيهههد إيطاليههها‪ ،‬وقعهههت فهههي ‪ 8‬سهههبتمبر‬
‫‪1868‬م‪ ،‬بين الباي محمد الصهادق والقنصهل لهويجي بينها نيابهة عهن الملهك فيتوريهو‬
‫إيمانويل الثهاني )‪1878 –1861‬م(‪ ،‬ممها يشهجع علهى تهدفق اآلالو مهن المهواطنين‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪831‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫االيطاليين‪ ،‬وضمان صيانة الجنسية‪ ،‬وحرية التجهارة وحيها ة العقهارات‪ ،‬الخضهوع‬


‫لقنصهلية بلهد فههي الشهؤون العدليهة‪ ،‬والحههق فهي فهتح المبههاني العامهة (المستشههفيات ‪،‬‬
‫المكاتههب ‪ ،‬مكاتههب البريههد والمههدارس‪ ،)...‬وتأسههيس الشههركات والجمعيههات‪ ،‬وكههذلك‬
‫الحق في ممارسة أي مهنة ونشاط صناعي وتجاري‪ .‬ينظر ‪:‬‬
‫‪Paolo Emilio CArdone, intervento "La popolazione coloniale‬‬
‫‪italiana nelle ‘non colonie’: il caso della Tunisia", convegno‬‬
‫‪Per una storia della popolazione italiana nel Novecento,‬‬
‫‪Società Italiana di Demografia Storica SIDeS, a Udine fra l’8‬‬
‫‪e il 10 ottobre 2015, p 195.‬‬
‫التعليق رقم ‪ :03‬شهدت أوروبا ثورات مابين ‪ 1830‬و ‪1848‬م نتيجة الحركات‬
‫اإلصالحية ومن بينها ايطاليا التي كانت تحت الحكم النمساوي وقمعت ثورة‬
‫‪ 1830‬وفرضت عل البالد الرقابة الصارمة والقمع والتشديد على الوطنيين من‬
‫المطالبة باالستقالل وتوحيد ايطاليا الذين كان لهم نشاط ودعم من البابوية في‬
‫روما التي تعاطفت مع آمال الشعب االيطالي ‪ ،‬إضافة إلى دعم ملك سردينيا و‬
‫نابولي وإعالن انفصال كل من البندقية ولمبارديا‪ ،‬إال أن النمسا استطاعت إخماد‬
‫تلك الثورات وأعادت وضع ايطاليا لما كانت عليف ‪ .‬ينظر ‪ :‬عمار شاكر الدوري و‬
‫حارث عبد الرحمان التكريتي‪ ،‬تاريخ أوروبا الحديث ‪ ،1914-1789‬دار‬
‫صفحات‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬ط‪ ،2017 ،1‬ص ‪. 132‬‬
‫التعليق رقم ‪ :04‬ورد هذا المصطلح في القرن التاسع عشر ضمن بيانات الحز‬
‫الشيوعي‪ ،‬والمقصود بف الطبقة التي ال تمتلك أي وسائل إنتاج وتعيل من‬
‫مجهودها العضلي أو الفكري ‪ .‬ينظر ‪ :‬عمار شاكر الدوري وحارث عبد الرحمان‬
‫التكريتي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 243‬‬
‫التعليق رقم ‪ :05‬قامت بالفترة ‪1957 -1705‬م وتنسب إلى حسين بن علي الذي‬
‫تولى مقاليد الحكم بعد فترة من الفوضى‪ ،‬وحتى بداياتف حيث دخلت تونس في‬
‫نزاع مع دايات الجزائر‪ ،‬حيث استطاع صد هجماتهم‪ ،‬وبعد تحقيق انتصاراتف‬
‫حصل على فرمان تعيينف على رأس تونس في العام ‪1706‬م‪ ،‬وهكذا ضمن لنسلف‬
‫حكم تونس ولو صوريا إلى غاية استقاللها ‪ .‬ينظر ‪ :‬محمد الهادي الشريف‪ ،‬تاريخ‬
‫تونس من عصور ما قبل التاريخ إلى االستقالل‪ ،‬تر ‪ :‬محمد الشاوش ومحمد‬
‫عجينة‪ ،‬دار السرس‪ ،‬تونس‪ ،‬ط ‪ ،1993 ،3‬ص ص ‪. 82-81‬‬
‫التعليههق رقههم ‪ :06‬تههولى الحكههم عقههب وفههاة والههد علههي بههاي الههذي تههرك الههبالد تعههج‬
‫بالمشاكل وظهر في عهد وبهاء الطهاعون‪ ،‬قهام بالعديهد مهن اإلصهالحات العسهكرية‬
‫والمالية ‪ ،‬وا دهرت الحياة االقتصادية واالجتماعية وحتى الثقافية ووصف عصهر‬
‫بالههذهبي‪ ،‬انتصههر علههى أعدائههف مههن حكههام الجزائههر وطههرابلس وحتههى بعههط الههدول‬
‫األوروبية ‪ .‬ويضهيف احمهد بهن أبهي الضهياو بقولهف ‪ « :‬كهان عزيهز الهنفس‪ ،‬ثاقهب‬
‫الفكر‪ ،‬ومع ذلك ال يستغني عن مشورة رجال دولتف في جليل األمهور وحقيرهها‪ ،‬و‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪832‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫ال يأنف الرد عليف ‪ ...‬وكان يكر السرو في غير مصلحة معتبرة‪ ...‬وال يفتح أذنهف‬
‫لإلطراء المادحين‪ ...‬وأقبلت الناس في دولتف علهى الفالحهة والمتهاجر والصهناعات‪،‬‬
‫وكثر العمران‪ ،‬ونمت األموال‪ ،‬وظهرت الثهروة » ‪ .‬ينظرر ‪ :‬نفسهف‪ ،‬ص ص ‪-86‬‬
‫‪ . 94‬ينظر أيضا ‪ :‬احمد بن أبي الضياو‪ ،‬إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس‬
‫وعهد أالمان‪ ،‬الدار العربية للكتا ‪ ،‬د ط‪ ،‬مج ‪ ،2‬ج‪ ،1999 ،3‬ص ص ‪. 78-75‬‬
‫التعليههق رقههم ‪ :07‬قههام بتأسههيس مدرسههة عسههكرية ‪1838‬م سههميت المكتههب الحربههي‬
‫باردو‪ ،‬وجلب لها الموظفين والمعلمين األجانب من ايطاليها وفرنسها وانجلتهرا‪ ،‬وتهم‬
‫تدريس اللغات وعلهوم الجغرافيها‪ ،‬ولعبهت المدرسهة دورا كبيهرا فهي التعريهف ونقهل‬
‫الحضهههارة والتحهههديث إلهههى تهههونس ‪ .‬ينظرررر ‪ :‬الطهههاهر عبهههد ه‪ ،‬الحركرررة الوةنيرررة‬
‫التونسررية ‪ -‬رؤيررة شررعبية قوميررة جديرردة‪ ،‬دار المعههارو‪ ،‬تههونس‪ ،‬ط‪ ،2‬د‪.‬س‪ ،‬ص‬
‫‪.17‬‬
‫التعليهق رقهم ‪ :08‬شههد عههد تنهافس شههديد بهين الفرنسهيين واالنجليهز‪ ،‬وخله إلهى‬
‫منح االمتيا ات للشركات األجنبية ور وس األمهوال‪ ،‬حيهث نهتج عنهف تهدخل الهدول‬
‫فههي شههؤون االيالههة‪ ،‬وشهههد أيضهها صههراع مههع اإلصههالحيين‪ ،‬انتهههى بإصههدار عهههد‬
‫األمان ‪1857‬م ‪ .‬ينظر ‪ :‬نفسف‪ ،‬ص ص ‪. 21-20‬‬
‫التعليق رقم ‪ :09‬عرو عهد العديد من اإلصالحات‪ ،‬منها إنشاء المطبعة الرسمية‬
‫‪ 1860‬م‪ ،‬وصدور أول صحيفة عربية بتونس تحت اسم الرائد التونسي‪ ،‬اصدر‬
‫دستور ‪ 1861‬م‪ ،‬وتم إنشاء المدرسة الصادقية‪ ،‬وتنظيم التعليم الزيتوني وهياكل‬
‫اإلدارة ومحاربة الفساد‪ ،‬إال أن تلك اإلجراءات لم تقي تونس شبح األ مة‬
‫االقتصا دية الحادة‪ ،‬واللجوء إلى القروض من الخارج‪ ،‬وتدخل األوروبيون‬
‫وسيطرتهم على الثروات‪ ،‬وقيام انتفاضة علي بن غذاهم ‪1864‬م‪ ،‬إضافة إلى‬
‫انتشار األوبئة والمجاعة‪ ،‬وتطاحن أفراد األسرة الحاكمة‪ ،‬أعلن في عام ‪1869‬م‬
‫إفالس الخزينة الحسينية‪ ،‬مما استدعى تكوين لجنة مالية بإدارة األوروبيين‪،‬‬
‫أمضى معاهدة فرض الحماية مع الفرنسيين يوم ‪1881/05 /12‬م ‪ .‬ينظر ‪ :‬نور‬
‫الدين الدقي وآخرون‪ ،‬تنظيم الحكم بتونس في فترة الحماية الفرنسية ‪-1881‬‬
‫‪ ، 1956‬جامعة تونس األولى والمعهد األعلى لتاريخ الحركة الوطنية‪ ،‬سلسلة‬
‫وثائق ونصوص من تاريخ تونس المعاصر‪ ،‬ع‪ ،3‬تونس‪ ،1998 ،‬ص ‪. 88‬‬
‫التعليق رقم ‪ :10‬قامت فكرتها علهى تبنهي التحهديث‪ ،‬الهذي نهادت بهف النخهب المحليهة‬
‫بهههالقرن التاسهههع عشهههر‪ ،‬ومعنههها نقهههل معطيهههات الحداثهههة السياسهههية األوروبيهههة إلهههى‬
‫مؤسسات الدولة العثمانية‪ ،‬وشملت مختلف إداراتها‪ ،‬حيث اصدر أول خطهوط تلهك‬
‫التنظيمهههات سهههنة ‪1839‬م تحهههت اسهههم خههه (كهههل خانهههة)‪ ،‬بعهههدها أتهههت سلسهههلة مهههن‬
‫اإلصدارات التنظيمية والقانونية أهمها الخ (الهمهايوني) سهنة ‪1856‬م الهذي نه‬
‫علههى المسههاواة بههين الطبقههات‪ ،‬ثههم قههانون الواليههات فههي ‪1864‬م ون ه علههى إنشههاء‬
‫مجههالس إداريههة منتخبههة‪ ،‬وأيضهها قههوانين التبعههة العثمانيههة (الجنسههية) فههي ‪1869‬م‪،‬‬
‫إضافة إلى قوانين أخرى لتنظيم القضاء‪ ،‬والمعامالت والتجارة وتسهجيل األراضهي‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪833‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫‪...‬الههخ‪ ،‬لتتههوج فههي األخيههر بإصههدار دسههتور ‪1876‬م أطلههق عليههف القههانون األساسههي‬
‫للسلطنة ‪ .‬ينظر ‪ :‬وجيف كوثراني‪ « ،‬التنظيمات العثمانية والدستور ‪ :‬بهواكير الفكهر‬
‫الدستوري نصا وتطبيقا ومفهوما »‪ ،‬مجلة تبين‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة‬
‫السياسات‪ ،‬قطر‪ ،‬ع‪ ،3‬مارس ‪ ،2013‬ص‪. 1‬‬
‫التعليق رقهم ‪ :11‬مملهوك مهن أصهل شركسهي و عهيم الحركهة اإلصهالحية بتهونس‪،‬‬
‫تولى و ارة الحربية ‪1862-1856‬م‪ ،‬ثم عين أول رئهيس لمجلهس الشهورى بهالبالد‬
‫‪1862-1860‬م‪ ،‬شغل منصب الو ارة األولى ‪1877-1873‬م‪ ،‬عين صدرا أعظما‬
‫لألسههههتانة ‪1879-1878‬م‪ ،‬تخلههههى عههههن منصههههبيف األخيههههرين لفشههههلف فههههي تطبيههههق‬
‫إصالحاتف‪ ،‬صاحب كتا أقوم المسالك في معرفهة أحهوال الممالهك الهذي نشهر عهام‬
‫‪ 1867‬م‪ ،‬ويكشهف فيهف عهن أفكهار اإلصهالحية والنههل مهن التقهدم األوروبهي بشههكل‬
‫معتههدل دون المسههاس بههالقيم اإلسههالمية للبلههد ‪ .‬ينظررر ‪ :‬احمههد عبههد السههالم‪ ،‬مواق ر‬
‫إصالحية في تونس قبل الحماية‪ ،‬الشركة التونسية للتو يع‪ ،‬تونس‪ ،‬ط ‪،1987 ،1‬‬
‫ص ص ‪.17-6‬‬
‫التعليق رقم ‪ :12‬وتنسب لمفجرها علي بن غذاهم‪ ،‬من عرش ماجر بنواحي منطقة‬
‫الكاو التونسهية‪ ،‬كسهب احتهرام العامهة‪ ،‬ولمها تهم يهادة الضهرائب‪ ،‬انهتفط األههالي‬
‫رفضا لها وعلهى قهانون عههد األمهان‪ ،‬فعهين وسهيطا بيهنهم وبهين البهاي ‪ ،‬وأدت ههذ‬
‫المعارضة إلى قيام ثورة للسهكان المحليهين ضهد سهلطتهم التهي ردت بهالقوة‪ ،‬فهر بهن‬
‫غذاهم إلى الجزائر ووجد الحماية من قبل شهيخ الزاويهة التجانيهة محمهد العيهد‪ ،‬لكهن‬
‫تمهت محاصهرتف مهن طهرو الفرنسهيين ومعهف القبائهل المسهاندة لهف‪ ،‬عهاد إلهى تههونس‬
‫وأودع السجن وتوفي بف مسهموما ‪ .‬ينظرر ‪ :‬عبهد الجليهل التميمهي‪ ،‬بحرو ووثرا ق‬
‫في التاريخ المغاربي – الجزا ر وتونس وليبيرا‪ ،‬مركهز الدراسهات والبحهوث عهن‬
‫الواليات العربية في العهد العثماني‪ ،‬غوان‪ ،‬د ط‪ ،1985 ،‬ص ص ‪. 27-21‬‬
‫التعليق رقم ‪ :13‬ويطلق عليها اسم الكوميسون المالي برئاسة الو ير خير الدين‬
‫باشا ونائب فرنسي‪ ،‬شكلت هذ اللجنة في جويلية ‪1869‬م بسبب تردي الوضع‬
‫المالي لتونس‪ ،‬مما عجل بتدخل الدول األوروبية وعلى رأسهم فرنسا‪ ،‬بحجة‬
‫مهمتها في جدولة الديون وتحديدها‪ ،‬تحديد الفوائد‬ ‫حماية مصالحها‪ ،‬وتتلخ‬
‫المترتبة عنها ‪ ،‬والمرافق التونسية التي بواسطتها سيتم تسديد الدين‪ ،‬وهي تتكون‬
‫من لجنتين للتنفيذ والمراقبة ‪ .‬ينظر ‪ :‬الطاهر عبد ه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫التعليههق رقههم ‪ :14‬ورد هههذا المصههطلح فههي الكتابههات والمقههاالت االيطاليههة التههي تههم‬
‫االطهالع عليهها‪ ،‬وههي تسهمية تشهير إلههى تجمعهات االيطهاليين خهارج ايطاليها‪ ،‬حيهث‬
‫أطلقف الهو راء االيطهاليين علهى الوجهود االيطهالي بتهونس أيضها فهي تعبيهر يهنم عهن‬
‫تهههاريخ الوجهههود االيطهههالي الطويهههل األمهههد‪ ،‬وخصوصهههية المههههاجرين فهههي انتمهههائهم‬
‫ومحههافظتهم وتههأثيرهم الثقههافي وعالقههاتهم مههع البلههد األم‪ ،‬حيههث تعمههل الحكومههات‬
‫االيطالية وفق سياستها على رب عالقات ثقافية واقتصادية دائمهة مهع مهاجريهها ‪.‬‬
‫ينظر ‪:‬‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪834‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫‪Mark I. Choate : " Identity Politics and Political Perception in‬‬


‫‪the European Settlement of Tunisia : the French Colony‬‬
‫‪Versus the Italian Colony ", French Colonial History, Vol.‬‬
‫‪8, 2007, p p 97-98.‬‬
‫التعليههق رقههم ‪ : 15‬تركههز السههكان االيطههاليين فههي ثههالث مقاطعههات كبههرى وهههي ‪:‬‬
‫سوسة‪ ،‬حلق الوادي‪ ،‬وتونس العاصمة ‪ .‬ينظر ‪:‬‬
‫‪Bertholon, Lucien : Étude démographique sur la Tunisie,‬‬
‫‪1893, Paris, p 15.‬‬
‫التعليق رقم ‪ : 16‬تعداد السكان األوروبيين المدنيين في تونس ‪1926-1826‬م‪،‬‬
‫ضمن تقرير بعنوان ‪ :‬ريجنسي من تونس ‪ ،‬مديرية الزراعة والتجارة ‪ :‬تقرير‬
‫حول العقارات التي يمتلكها األوروبيين في تونس‪ ،‬دار الكتب التونسية رقم ‪:‬‬
‫‪Bnt- E-PER-814-Bis.‬‬
‫التعليق رقم ‪ :17‬وتعرو هذ المطبعة باسم فينزي ( ‪ ،) Finzi‬ما الهت تنشه إلهى‬
‫اليوم ‪ ،‬تقع بالشارع الروسي أمام السفارة االيطالية بتونس ‪ .‬ينظر ‪:‬‬
‫‪Alessio Loreti," La diffusion de la culture italienne en‬‬
‫‪Tunisie : imprimerie et édition entre 1829 et 1956 ", Revue‬‬
‫‪Africa, V 62,N° 3, 2007, p 28.‬‬
‫قا مة المراجع‪:‬‬
‫أبي الضياو بن احمد‪ .)1999(،‬إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس‬ ‫‪.1‬‬
‫وعهد أالمان‪ ،‬د ط‪ ،‬مج ‪ ،2‬ج‪ ،3‬د م ‪ :‬الدار العربية للكتا ‪.‬‬
‫بلهاوي عبد المجيد‪ .)2016( ،‬تونس والهيمنة االقتصادية زمن االستعمار‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫د ط‪ ،‬تونس ‪ :‬المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر‪،‬جامعة منوبة‪.‬‬
‫التميمي عبد الجليل‪ .)1985( ،‬بحو ووثا ق في التاريخ المغاربي –‬ ‫‪.3‬‬
‫الجزا ر وتونس وليبيا‪ ،‬د ط‪ ،‬غوان ‪ :‬مركز الدراسات والبحوث عن‬
‫الواليات العربية في العهد العثماني ‪.‬‬
‫جرفال كمال‪ .)1999( ،‬الجاليات األوروبية في سوسة ‪1939-1881‬م‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫رسالة غير منشورة لنيل شهادة الدكتورا ‪ ،‬جامعة تونس األولى‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫حسين إيها ومصيرع علي حسين‪ « .)2017( ،‬بدايات التغلغل األوربي في‬ ‫‪.5‬‬
‫تونس وفق المخططات االستعمارية »‪ ،‬مجلة كلية التربية األساسية للعلوم‬
‫التربوية واإلنسانية‪ ،‬ع ‪. )822-834( ،35‬‬
‫الدقي نور الدين وآخرون‪ .)1998( ،‬تنظيم الحكم بتونس في فترة الحماية‬ ‫‪.6‬‬
‫الفرنسية ‪ ،1956-1881‬د ط‪ ،‬ع‪ ،3‬تونس‪ :‬جامعة تونس األولى والمعهد‬
‫األعلى لتاريخ الحركة الوطنية‪ ،‬سلسلة وثائق ونصوص من تاريخ تونس‬
‫المعاصر ‪.‬‬
‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬
‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪835‬‬
‫‪ISSN: 1112- 7872‬‬ ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
‫‪E-ISSN: 2600-6162‬‬
‫عدد‪ 01 :‬جويلية ‪2021‬‬ ‫مجلد‪17 :‬‬
‫ص‪.‬ص ‪.838 -809‬‬ ‫العنوان‪ :‬اإليطاليون في تونس ‪1920-1830‬م وتأثيراتهم‬

‫‪ .7‬الدوري عمار شاكر والتكريتي حارث عبد الرحمان‪ .)2017( ،‬تاريخ‬


‫أوروبا الحديث ‪ ،1914-1789‬ط‪ ،1‬اإلمارات‪ :‬دار الصفحات ‪.‬‬
‫‪ .8‬شاطر خليفة‪ .)2015( ،‬التبعية وتحوالت ما قبل االستعمار ايالة تونس من‬
‫سنة ‪1815‬الى سنة ‪ ،1857‬تر‪ :‬بلقاسم إبراهيم‪ ،‬مر‪ :‬الخصخوصي احمد‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬تونس‪ :‬المركز الوطني للترجمة‪.‬‬
‫‪ .9‬الشريف محمد الهادي‪ .)1993( ،‬تاريخ تونس من عصور ما قبل التاريخ‬
‫إلى االستقالل‪ ،‬تر‪ :‬الشاوش محمد وعجينة محمد‪ ،‬ط ‪ ،3‬تونس‪ :‬دار السرس‪.‬‬
‫‪ .10‬صحراوي نور الدين‪ .)2013( ،‬النفوذ األوروبي (الفرنسي‪ -‬االنجليزي–‬
‫االيطالي) في تونس ‪1881-1857‬م‪ ،‬رسالة غير منشورة لنيل شهادة‬
‫الماجستير (التاريخ المعاصر)‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .11‬عبد السالم أحمد‪ .)1987( ،‬مواق إصالحية في تونس قبل الحماية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫تونس ‪ :‬الشركة التونسية للتو يع‪.‬‬
‫‪ .12‬عبد ه الطاهر‪( ،‬د س)‪ .‬الحركة الوةنية التونسية ‪ -‬رؤية شعبية قومية‬
‫جديدة‪ ،‬ط‪ ،2‬تونس ‪ :‬دار المعارو‪.‬‬
‫‪ .13‬العروسي الميزوري‪ « .)1994(،‬الجالية االيطالية بتونس في دائرة السلطة‬
‫الحسينية قبل انتصا الحماية الفرنسية »‪ ،‬المجلة التاريخية العربية‬
‫للدراسات العثمانية‪ ،‬ع ‪. )353-361( ،10-9‬‬
‫‪ .14‬قاسم محمد وحسين حسني‪ .)1929( ،‬تاريخ القرن التاسع عشر‪ ،‬ط‪،6‬‬
‫القاهرة ‪ :‬دار الكتب المصرية ‪.‬‬
‫‪ .15‬كوثراني وجيف‪ « .)2013( ،‬التنظيمات العثمانية والدستور ‪ :‬بواكير الفكر‬
‫الدستوري نصا وتطبيقا ومفهوما »‪ ،‬مجلة تبين‪ ،‬المركز العربي لألبحاث‬
‫ودراسة السياسات‪ ،‬ع‪ ،3‬ص ص ( ‪.)1-24‬‬

‫‪1.‬‬ ‫‪Alessandro Triulzi : )1971( . «Italian-speaking‬‬


‫‪communities in early nineteenth century Tunis », Revue de‬‬
‫‪l'Occident musulman et de la Méditerranée, N°9.‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Alessio Loreti, (2007). « La diffusion de la culture‬‬
‫‪italienne en Tunisie : imprimerie et édition entre 1829 et 1956‬‬
‫‪», Revue Africa, V 62, N° 3.‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪Ammar Leila, (2016 ). « Maîtres d’œuvre italiens et‬‬
‫‪immeubles de rapport à Tunis, à la fin du XIXème siècle et au‬‬
‫‪début du XXème siècle (1895-1935) », Al-Sabîl : Revue‬‬
‫‪d'Histoire, d'Archéologie et d'Architecture Maghrébines,‬‬
‫‪N°2.‬‬

‫أم الخير بان‬ ‫‪Almawaqif‬‬


‫‪bane-oumelkheir@univ-eloued.dz‬‬ ‫‪Vol. 17‬‬ ‫‪N°: 01 juillet: 2021‬‬
‫‪836‬‬
ISSN: 1112- 7872 ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
E-ISSN: 2600-6162
2021 ‫ جويلية‬01 :‫عدد‬ 17 :‫مجلد‬
.838 -809 ‫ص‬.‫ص‬ ‫م وتأثيراتهم‬1920-1830 ‫ اإليطاليون في تونس‬:‫العنوان‬

4. Ben Hamida Abdesslem : (2004). « Cosmopolitisme et


colonialisme. Le cas de Tunis » , Cahiers de l’Urmis [En
ligne].
5. Bertholon, Lucien : (1893). Étude démographique
sur la Tunisie, Paris.
6. Carboni Michele, Soi Isabella: )2017( . « Italiani in
Africa, tra (dis) continuità e rinnovamento », Ammentu, N°
10, Centro Studi SEA.
7. Castellini Gualtiero: )1911(. Tunisi e Tripoli ,
Milano-Roma : Torino Fratelli Bocca Editori.
8. Choate Mark I : (2007). « Identity Politics and
Political Perception in the European Settlement of Tunisia :
the French Colony Versus the Italian Colony », French
Colonial History, Vol. 8.
9. Choate Mark I, (2010). « Tunisia, Contested: Italian
Nationalism, French Imperial Rule, and Migration in the
Mediterranean Basin » , California Italian Studies, , V1.
10. De Lanessan J –L : (1917). La Tunisie, Paris :
Librairie Félix Algan, 2Edition .
11. Foerster Robert F : (1924). The Italian Emigration
of Our Times, London, Cabridge Harvard University Press,
12. François Arnoulet, )1954(. » La pénétration
intellectuelle en Tunisie avant le protectorat «, Revue
Africaine, Vol. 98, N° 438-439.
13. Gabriele Nicola : )2016(. » La rivoluzione interrotta.
La comunità italiana in Tunisia tra ideali risorgimentali e
interessi coloniali «, Ammentu, N° 8, Centro Studi SEA .
14. Ganiage Jean : (2015). Les origines du protectorat
français en Tunisie (1861-1881) , Preface Khalifa Chater ,
Tunis : 1er trimestre.
15. Gianni Marilotti : (2016). « La comunità italiana in
Tunisia » , Ammentu, N° 8, Centro Studi SEA.
16. Giudice Christophe: )2016(. « Diaspora italienne et
identités urbaines à Tunis, XIXe-XXIe siècle », Diasporas
[En ligne], N° 28.
‫أم الخير بان‬ Almawaqif
bane-oumelkheir@univ-eloued.dz Vol. 17 N°: 01 juillet: 2021
837
ISSN: 1112- 7872 ‫مجلة المواقف للبحوث والدراسات في المجتمع والتاريخ‬
E-ISSN: 2600-6162
2021 ‫ جويلية‬01 :‫عدد‬ 17 :‫مجلد‬
.838 -809 ‫ص‬.‫ص‬ ‫م وتأثيراتهم‬1920-1830 ‫ اإليطاليون في تونس‬:‫العنوان‬

17. Henri De Montety : )1937( . « Les Italiens en Tunisie


», Politique étrangère, N°5.
18. Koutzakiotis Georges : )2007(. » Les communautés
méditerranéennes de Tunisie «, Revue Historique, Institut de
Recherches Néohelléniques , V 4.
19. Loreti Alessio: (2006). L’epopée des italiens de tunisie
dans chronique des morts d’adrien salmieri (1974), Mémoire
de Master 2, sous la direction de M. le professeur Guy
Dugasm, Université Paul Valéry.
20. Loth Gaston : )1905( . Le Peuplement Italien En
Tunisie & en Algérie, PhD thesis for obtaining a PhD degree,
Université Paris.
21. M. Morone Antonio: )2015(. » Fratture post-coloniali
L’indipendenza della Tunisia e il declino della comunità di
origine italiana « , Contemporanea / a. 18, 1, gennaio-
marzo.
22. Milella Stefania , (D année). « Gli italiani all'estero:
breve storia della comunità italiana in Tunisia », Rapport de
laboratoire trimestriel, academia.edu [En ligne].
23. Paolo Emilio CArdone, (2015). intervento «La
popolazione coloniale italiana nelle ‘non colonie’: il caso
della Tunisia », convegno Per una storia della popolazione
italiana nel Novecento, Società Italiana di Demografia Storica
SIDeS, a Udine fra l’8 e il 10 ottobre 2015.
24. SAIDI Hedi : (2014). « Le protectorat et le droit. La
Régence de Tunis entre la Charte de 1861 et le système
colonial français », Insaniyat, N° 65-66.

:‫لإلحالة على هذا المقال‬


‫م‬1920-1830 ‫ « اإليطاليون في تونس‬،)2021( ،‫ محمد السعيد عقيب‬،‫ـ أم الخير بان‬
-809 ‫ ص‬.‫ ص‬،2021 ‫ جويلية‬،01 :‫ العدد‬،17 :‫ المجلد‬، ‫ المواق‬. » ‫وتأثيراتهم‬
.838

‫أم الخير بان‬ Almawaqif


bane-oumelkheir@univ-eloued.dz Vol. 17 N°: 01 juillet: 2021
838

You might also like