Professional Documents
Culture Documents
إستراتيجية أدارة الأزمات
إستراتيجية أدارة الأزمات
1
على وفق المنظور اإلسالمي
Abstract:
The research concern about the conceptual framework of crisis in the
strategic view has become to mean opportunity to change not threat only. The
research explains the multi stages of crisis & its characteristics that are
difference from catastrophe and disaster. We rely on two criteria of classification
of crisis (predictability & influence possibilities). Also there are sub crises with
the main crisis; the important one is the Maida Crisis which is related with the
informational dimension & the Psychological Crisis which is related with the
Human dimension or the victim management. The current research aimed to
develop crises management strategy according to Islamic perspective based on
model of ( Augustine, 1995).
1البحث منشور في مجلة العلوم األقتصادية واألدارية /كلية االدارة واالقتصاد /جامعة بغداد ،المجلد (، )17العدد ( ، )64كانون
األول (47-63. :)2011
إستراتيجية أدارة األزمات :تأطير مفاهيمي على وفق المنظور
48 اإلسالمي
1.المقدمة
تمثل األزمة أانهيارا" للهياكل المألوفة التي تمنح النظام السياسي واالجتماعي القائم شرعيته ،وتهدد القيم
الجوهرية التي يرتكز عليها ،كونها موقفا" غير اعتياديا" وغير متوقعا" شديد الخطورة والسرعة ذو إحداث
متالحقة ،يهدد قدرة الفرد أو المنظمة أو المجتمع على البقاء .واألزمة ال تشمل التهديد فقط أنما الفرصة
للتغيير كذلك .مما يجعلها مفهوما" معقدا" وغنيا" وجدليا" ذو متالزمة لفظية وطرفين متضادين ينبغي التوفيق
بينهما وهذا ماذهب إليه ( )Morin,1976وأعتمده البحث الحالي .وقد أستند البحث الى معياريين لتحديد
نوع األزمة هما :قابلية التنبؤ باألزمة وإمكانية التأثير فيها وعلى وفق تصنيف ( )Gundel , 2005لألزمات
في أنموذجه مصفوفة األزمة ذات األنواع األربعة من األزمات وهي( :األزمات التقليدية واألزمات غير
المتوقعة واألزمات العنيفة واألزمات األساسية) .متناوال" كيفية أدارة األزمة بنجاح بجانبيها أألعالمي
والسيكولوجي بأن تكون االستجابة صحيحة وسريعة واستثنائية منذ البداية في التعامل مع األعالم والجمهور
الرئيس (أصحاب المصالح) وكذلك الضحايا الستعادة الثقة وإعادة بناء العالقات وترسيخ مصداقية المنظمة ،
مما يقلل من حجم الضرر الذي يمكن أن يصيب سمعة المنظمة ويخفض ضغط األعالم ومستوى التغطية
اإلعالمية الالزمة ويقلل من قوة الخصوم عند تحمل المسؤولية في تحديد األضرار والتعويضات وفق معايير
مهنية وأخالقية تعكس توقعات المجتمع .ومن أجل نجاح األزمة ال بد من تحلي فريق أدارة األزمة وقيادته
بخصائص متفردة في مقدمتها التفكير اإلبداعي بوضع سيناريوهات لحل األزمة وإجادة فن الحوار والحماس
وااللتزام ،كذلك البد من توفر مقاييس عالية لألخالقيات الشخصية والرغبة في مساعدة اآلخرين ،والشجاعة
واألسستعداد للمجازفة مع الواقعية والحنكة ،إلى جانب الصبر والثبات بعد االستعانة والتوكل على اهلل سبحانه
وتعالى ،إضافة إلى خصائص أخرى أستعرضها البحث محاوال" تقديم إستراتيجية إلدارة األزمات وفق المنهج
اإلسالمي ،ومختتما" ببعض االستنتاجات والتوصيات ذات األهمية العملية .
2.منهجية البحث :
-المشكلة :
يحاول البحث اإلجابة عن التساؤل األتي:
" كيفية وضع إستراتيجية فاعلة إلدارة األزمة بأبعادها المختلفة" .
-األهداف :
-تأطير مفاهيمي لألزمة يجمع الفرصة والتهديد وبكونها لحظة حاسمة ونقطة تحول نحو األفضل أو األسوأ .
-تقديم إستراتيجية االستجابة لألزمة وأدارتها إعالميا" وسايكلوجيا" ،مع وضع أهم مرتكزات إستراتيجية
إدارة األزمة مستنبطة من القواعد اإلسالمية.
-تحديد متطلبات مرونة المجتمع للتعامل مع األزمات.
-األهمية :
تظهر أهمية البحث من خالل تأكيده على الحقائق اآلتية في إدارة األزمة :
-تتأثر اإلدارة وتؤثر خالل مراحل األزمة المختلفة ،األمر الذي يستدعي سلوكا" مناسبا" قبل وأثناء وبعد
األزمات .
-االهتمام بالجانب ألمعلوماتي والبعد اإلنساني لألزمة وباستجابة صحيحة وسريعة واستثنائية منذ البداية.
-أهمية أعادة االعتبار وبسرعة لسمعة المنظمة ومصداقيتها واستعادة الثقة ،ال سيما بعد حدوث أزمات
تخلف ضحايا ،من أجل تقليل الشعور السلبي وإعادة اإلحساس بالسيطرة لدى الضحايا.
-أهمية تنظيم العالقة بين المنظمة ووسائل األعالم التي تكون حرجة أثناء األزمة من أجل تخفيض الحاجة
إلى تغطية إعالمية واسعة.
-أن يكون سلوك وموقف المنظمة بواعز أخالقي يعزز توقعات الضحايا والمجتمع.
-أن تبنى إستراتيجية إدارة األزمة وفق المنهج اإلسالمي.
-الفرضية :
" تؤثر إستراتيجية االستجابة لألزمة إعالميا" وسيكولوجيا" في تخفيض مستوى تأثيراتها على المنظمة
وأدارتها".
تعد األزمة ( )Crisisمفهوما" قديما" اصطالحا" واستخداما" وتعني في اللغة العربية :الشدة والقحط ،
وأزم عن الشئ أي أمسك عنه ،واألزمة الحمية ،والمأزم هو المضيق (الرازي ، )15: 1979 ،فيما يقصد
بها في اللغة اإلنكليزية تغير مفاجئ نحو األفضل أو األسوأ (البعلبكي . )105 :1980،
يرتبط مصطلح األزمة تاريخيا" بالطب لكونها لحظة تحول مصيرية بين الحياة والموت تحمل تغييرا"
جوهريا" ومفاجئا" وتستدعي قرارا" حاسما" يؤثر في مجرى األحداث ،ويكون عنصر الوقت أساسيا" في
فاعلية القرار .لذا تسبب األمراض التي تؤثر في القلب أزمة قلبية ،في حين ال يطلق مصطلح أزمة على
أمراض اشد خطورة.
واألزمة سياسيا" وعسكريا" هي اللحظة الفاصلة والحرجة بين السلم والحرب عند تأزم العالقات بين الدول.
إذ تنشأ األزمة في ظل حالة من التوتر وضعف الثقة وعدم االستقرار ،وتتراكم وتستمد أسبابها من صراعات
الماضي التي تنسحب إلى نزاعات في الحاضر وزرعا" لبذور االنتقام في المستقبل بعد أن تنحل وتستبدل بعد
انتهاء األزمة ،التحالفات القديمة بأخرى جديدة قائمة على كيفية التعامل قبل وإثناء األزمة .
واألزمة إداريا" هي " موقف يواجه متخذ القرار يفقد فيه القدرة على السيطرة عليه أوعلى اتجاهاته
المستقبلية ،تتالحق فيه األحداث وتتشابك األسباب بالنتائج" (الخضيري . )53 : 1993 ،وتغذي بعضها
األخر" أنها موقف غير اعتيادي جدا" يهدد أعمال وسمعة وصورة وعالقات المنظمة ويضر بجمهورها "
( .)Falkheimer&Heide,2006:181
وهكذا تمثل األزمة موقفا" غير اعتياديا" وغير متوقعا" شديد الخطورة والسرعة ذو أحداث متالحقة،
تتداعى فيه النتائج وتختلط أسبابها ،يهدد قدرة الفرد أو المنظمة أو المجتمع على البقاء .وتمثل محنة ووقتا"
عصيبا" لصعوبة اتخاذ قرار غير مألوف في ظل حالة من غياب المعلومات وعدم التأكد والمستقبل الغامض .األ
أن األزمة ال تشمل التهديد ( )Threatفقط أنما الفرصة ( )Opportunityللتغيير كذلك .مما يجعلها
مفهوما" معقدا" وغنيا" وجدليا" ذو متالزمة لفظية وطرفين متضادين ينبغي التوفيق بينهما وهذا ماذهب إليه (
، )Morin,1976في وصفه لألزمة اعتمادا" على المفهوم الجدلي الذي يجمع الفرصة والتهديد .إذ توصف
األزمة في نفس الوقت -جدول رقم ( -)1بتأثيرات سلبية (التشويش ،وعدم التنظيم ،والصراع ،واإلرباك ،
واإلجهاد المفرط الذي يقود إلى تصرفات طائشة ) ،وتأثيرات ايجابية
( تعبئة وتماسك ،وتعاون ،وتكيف إلى البيئة ،والتعلم بالتجربة ) .وهكذا تحول مفهوم األزمة من وجهة
النظر التقليدية التي تصفها كحدث يدمر أو يؤثر في المنظمة ككل ،إلى وجهة النظر اإلستراتيجية ،بكونها
لحظة حاسمة ونقطة تحول نحو األفضل أو األسوأ A decisive moment, a turning point for-
).better or worse-(Diermeier 2004:2
" -يتوجه المنظور اإلسالمي بقوة نحو البعد االيجابي لألزمة عادا" إياها منحة ربانية وفرصة لإلصالح وتقية
النفس ,وقد أخبرنا (اهلل سبحانه وتعالى) عبر آيات خالدة في القرآن الكريم وأحاديث الرسول األعظم (ص)
ومنها :
" -وَعَسَى أَنْ َتكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ ُتحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ َيعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "
(البقرة .)216 :وهكذا تربط الرؤية اإلسالمية النتائج النهائية لألزمة بالنفع الذي يعود على اإلنسان وفق
ضوابط وشروط معروفة .
" -ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون" (األنبياء ، )53:أي األختبار بالمصائب وبالنعم فننظر من
يشكر ومن يكفر ،ومن يصبر ومن يقنط .
" -عجبًا ألمر المؤمن إنّ أمره كله له خير ،وليس ذلك ألحد إال للمؤمن ،إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له،
وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له" حديث شريف .ذلك أن المؤمن يؤجر على استرجاعه وحمده وصبره
على المصائب .
إستراتيجية أدارة األزمات :تأطير مفاهيمي على وفق المنظور
50 اإلسالمي
وقاية ،تماسك. تصرفات روتينية مألوفة. -على مستوى خطة القيم :
التجريب (البراكماتية). مدخل متسارع باتجاه قواعد معيارية. -على مستوى خطة التعلم :
وتختلف األزمة عن الكارثة ( )Disasterبكونها تنشأ منها كما قد تسببها .وفي الوقت الذي ينظر فيه إلى
الطوارئ ( )Emergenciesبأنها أحداث غير متوقعة ومحدودة تحدث بشكل نظامي لذا يمكن التنبؤ بها وكذلك
التدريب عليها .فيما تكون األزمة ذات طبيعة وحجم مختلفين ،إذ تمثل انهيارا" للهياكل المألوفة التي تمنح
النظام السياسي واالجتماعي القائم شرعيته ،وتهدد القيم الجوهرية التي يرتكز عليها ،وكذلك وظيفة األنظمة
التي تديم الحياة ،مما يحتم التعامل الطارئ معها تحت ظروف من عدم التأكد العميق .بينما تنطوي الكارثة
على فقدان الحياة والمعاناة والضرر الكبير والطويل األمد للممتلكات والبنى التحتية ،أنها األزمة ذات النهاية
التعيسة ( .)It's a Crisis With a Bad Endingفي حين يتأثر الفرق بين الكارثة والنكبة (
)Catastropheبالميول الثقافية ،فالكارثة في بلد قد تدرك على أنها نكبة في أخر .ومع ذلك توضع النكبة
في النهاية األبعد على مقياس يصف مستوى تهديد األحداث وحجم نتائجها المحتملة .
تعرف النكبة على أنها الحدث الذي يمتلك األحتمالية األوطئ للتحقق ،ولكن متى مايحدث فأنه سيخلف
أذى" مفاجئا" وكبيرا" جدا" ،ويبدو وكأنه منفصل عن دفق األحداث السابقة له
(. )Boin & McConnell, 2007:51-52
تمتاز األزمة بعدة خصائص أهمها كل من األتي :
المفاجأة العنيفة والمعقدة عند حدوث األزمة ،لما تحمله من تهديد خطير للوضع القائم. -
السرعة في تتابع األحداث ونتائجها ،مما يولد ضغطا" كبيرا" فيما يتصل بالوقت المتاح للتعامل مع -
األزمة ،وعواقب وخيمة تصل إلى حد التدمير.
أهمية اتخاذ قرار سريع وحاسم ومبدع. -
التشابك بين األسباب والنتائج وبين مختلف قوى األزمة المؤيدة والمعارضة ،مما يزيد من تعقيد -
الموقف األزموي .
حالة من عدم التأكد نتيجة نقص المعلومات ،وقلة المعرفة ،ومن ثم ضعف القدرة على التنبؤ باتجاه -
حركة األزمة ،مما يولد تشويشا" وغموضا" عاليا" وصعوبة بالغة في اتخاذ القرار واختيار البديل
األفضل.
سيادة حالة من التوتر والقلق والتشكك واإلرباك والخوف من فقدان السيطرة. -
نقطة تحول مصيرية تحمل جانبي التهديد والفرصة معا" . -
إستراتيجية أدارة األزمات :تأطير مفاهيمي على وفق المنظور
51 اإلسالمي
.4أسباب األزمات
تساهم المعرفة بأسباب األزمة في تحقيق استجابة صحيحة تتجلى في اتخاذ قرار فاعل وسريع ،ولكل
أزمة أسباب تنتج عنها أهمها ( :ماهر)23:2006-28 ،
-1سوء الفهم :خطأ في استقبال وفهم المعلومات المتوافرة عن األزمة نتيجة قلتها أو تداخلها.
-2سوء التقدير :أما بالشك في المعلومات أو أعطاء قيمة للمعلومات مبالغ فيها ،نتيجة الثقة الزائدة
بالنفس.
-3سوء اإلدارة :بسبب العشوائية أو االستبداد اإلداري أو عدم وجود أنظمة للعمليات اإلدارية.
-4تعارض المصالح واألهداف :الختالف شخصية أو اهتمامات أو ميول أطراف الصراع ،ومن ثم أهدافهم
ووسائل تحقيقها.
-5األخطاء البشرية :ضعف قدرة ورغبة أطراف األزمة على التعامل معها ،لغياب التدريب أو قلة الخبرة أو
انخفاض الدافعية .
و -الشائعات :استخدام المعلومات الكاذبة والمضللة وفي توقيت ومناخ من التوتر والقلق يؤدي إلى األزمة ،
بسبب انعدام الحقائق لدى الجمهور أو تخبط المسؤوليين.
ز -اليائس :اإلحباط أو عدم القدرة أو فقدان األمل في حل المشكالت والذي يعزى إلى القمع اإلداري أو
التدهور في األنظمة اإلدارية .
ح -الرغبة في االبتزاز :تعريض متخذ القرار لضغوط نفسية ومادية وشخصية واستغالل أخطاءه من اجل
صنع أزمة ،وكنتيجة لغياب الواعز الديني واألخالقي .
ط -انعدام الثقة في اآلخرين وفي المنظمة نتيجة الخوف أواألستبداد أو عدم كفاءة اإلدارة .
ك -األزمات المتعددة :وتفتعل للتمويه على أزمات أكبر .
وترتبط األسباب المستعرضة أنفا" بخصائص اإلدارة ،فيما يمكن أن تعزى األزمة كذلك إلى خصائص تتصل
بالمنظمة وببيئتها الداخلية ،أو إلى عوامل تتعلق بالبيئة الخارجية المحيطة .فيما يعزي المنهج اإلسالمي
أسباب األزمات إلى كل من األتي:
البعد السلبي لألزمة: -
وتعكس عوامل ذاتية تمثل ذنوبا" ومعاصي بعضها خفي ،قد يرتبط بعالقة اإلنسان مع ذاته أومع الغير
أو مع الخالق (عز وجل) والتي تكون سببا أساسيا" لألزمات التي تحيط باإلنسان ،وقد أشارت إليها آيات
قرآنية وأحاديث شريفة ال حصر لها ،ومنها:
-يقول اهلل تعالى" :أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا ُقلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (آل عمران ، )165 :وقال سبحانه " :مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ
سَيِّئَةٍ َفمِنْ َنفْسِكَ" "(النساء.)79 :
-الفساد بشتى أنواعه ،يقول تعالى " إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ ُيحَارِبُونَ اللَهّ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي األَ ْرضِ فَسَادًا
أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ ُيصَلَّبُواْ أَوْ ُتقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِالفٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ األَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّ ْنيَا وَلَهُمْ
فِي اآلخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " (سورة المائدة ، )33 :وقوله تعالى"’ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ِبمَا كَسَبَتْ أَيْدِي
النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " (الروم )41 :
-الكفر بأنعم اهلل ،قال تعالى " :وَضَرَبَ اللُهّ مَثَالً َقرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ
مَكَانٍ فَكَفَرَتْ ِبأَنْعُمِ اللِهّ َفأَذَاقَهَا اللُهّ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ َيصْنَعُونَ " ( النحل.) 112 :
-الظلم ويمثل السبب المباشر النهيارات الكيانات االجتماعية سواء كانت منظمات أم مجتمعات وهي
من السنن الربانية ،إذ يقول الخالق سبحانه وتعالى:
"-وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة" (.األنبياء)11:
شدِيدٌ " ( .هود)102: -وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ َ
َ " -فكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ " ( .الحج)45:
( :47 " -هل يهلك إال القوم الظالمون" ( .األنعام
" -وماكنا مهلكي القرى إال وأهلها ظالمون ") .القصص)59 :
إستراتيجية أدارة األزمات :تأطير مفاهيمي على وفق المنظور
52 اإلسالمي
ويمثل اإلهالك هنا بالحوادث التي ال تهلك الديار ،إذ يؤدي إلى هالك المجتمع بالحوادث والفتن وتعجيل
العقوبة ،وقد أخبرنا الرسول الكريم (ص) أن (اهلل سبحانه وتعالى) قد حرم الظلم على نفسه في الحديث
الشريف "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ،وجعلته بينكم محرما فال تظالموا".
لذلك كان الفناء والزوال مصيرا" محتوما" لكل من يستبدل السنن االجتماعية الطبيعية في العدل
واألنصاف التي تضمن البقاء والنمو بالظلم والتجاوز واإلفساد ،كما أن أهالك القرى في اآليات الكريمة
المتقدمة يعزى أسبابها إلى فساد وظلم النظام الكلي وليس الفرد فقط.
-البعد االيجابي لألزمة :
ويتمثل بإختبار وأبتالء المؤمن باألزمات والمحن الممحصة ،ويقول جل من قال " :أحسب الناس أن
يتركوا أن يقولوا آمنا وهم ال يفتنون ( )2ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن اهلل الذين صدقوا وليعلمن
الكاذبين " (العنكبوت , ) 3 – 2 :وفي قوله تعالى " :أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا
من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر اهلل أال إن نصر
اهلل قريب (البقرة ،)214 :وقوله تعالى " وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " (األنبياء . )35:
وهكذا تبتلى الرسل باألزمة والشدة ثم تكون لها النصر والعاقبة مع تعاظم األجر والثواب.
.5مراحل األزمة :
تتباين النماذج التي تناولت مراحل تطور األزمة ،إذ ركز بعضها على مراحل دورة حياتها الخمس
(مرحلة الميالد ،ومرحلة النمو ،ومرحلة النضج ،ومرحلة االنحسار ،ومرحلة االختفاء ).
(الخضيري . )72:1993-75 ،أو تحديدها بأربعة مراحل في أنموذج ( )Arnold,1980وهي كل من
( مرحلة الصدمة ،ومرحلة إنكار األزمة ،ومرحلة االعتراف باألزمة ،ومرحلة التكيف ) ،أو المراحل التي
طرحها أنموذج ( )Slatter,1984ممثلة بكل من (مرحلة إنكار األزمة ،ومرحلة إخفاء األزمة ،ومرحلة تحلل
األزمة ،ومرحلة االنهيار التنظيمي )(.حداد . )29:1994-32،في حين تميل األدبيات الحديثة إلى ثالثة
مراحل وكما يأتي ،الشكل (( : )1إصدارات بميك . )101-90 :2004، 37
أ -مرحلة ما قبل األزمة : Precrisis- -وتمثل فترة محددة غير ظاهرة للعالم الخارجي تسبق األزمة ،
وتشير إلى بدايتها وبداية األلم الذي يزداد ببطء في هذه المرحلة ،والتي تظهر فيها ثالث مراحل ضمنية وهي
:
أوال -مرحلة انعدام األداء :إذ يعكس تكرار األعمال غير متقنة األداء أشارة تحذير لإلدارة.
ثانيا -مرحلة اإلنكار :وهي الفترة األطول في هذه المرحلة وتمتاز بتراكم المشكالت التي تم التعرف عليها
دون االعتراف بها أو بخطورتها.
ثالثا -مرحلة الخوف والغضب :إذ يسيطر شعور الخوف والغضب ،وتبادل االتهامات فتنشأ الصراعات
التي تفجر األزمة .
تكون اإلدارة في مرحلة ما قبل األزمة قلقة وممزقة داخليا" ،إال أنها ال تزال تمتلك الفرصة للسيطرة على
الخطر ،ذلك أن تأثير األزمة في اإلدارة ضعيفا" السيما وأن األلم يسلك مسارا" يمكن التنبؤ به وتخفيفه
والحيلولة دون تحول الضرر إلى أزمة كاملة األبعاد ،الشكل رقم ( . )2ويفيد الرصد والتدخل السريع
والمناسب في هذه المرحلة واتخاذ التدابير الوقائية ما أمكن ذلك.
إستراتيجية أدارة األزمات :تأطير مفاهيمي على وفق المنظور
53 اإلسالمي
Crisis
Postcrisis
األلم Precrisis
Crisis
الزمن
المصدر :إصدارات بميك .)2004( 37أدارة األزمات :التخطيط لما قد ال يحدث .تعريب :عالء أحمد
صالح ،مركز الخبرات المعنية بأألدارة ،القاهرة .94:
ب -مرحلة األزمة : -Crisis-وهي مرحلة الالعودة للوضع السابق ،تمتاز بالسرعة والحدة وبالتدفق
السريع لألحداث .إذ تحدث فيها األزمة ويرتفع حجم تأثيراتها في اإلدارة كذلك مستوى األلم إلى اعلى نقطة
،وتكون أبعاد الفشل مدمرة وواضحة للعيان تخلق حالة من الفزع والذعر وتؤدي إلى االنهيار .ويصاحب
ذلك ضجة إعالمية وتحاول اإلدارة حصر األضرار التي أصابت المنظمة وأصحاب المصالح ،وكسب الوقت
واتخاذ تدابير عالجية إذ لم تعد تجدي التدابير الوقائية .ولن يجدي نفعا" هنا دور المديرين والمخططين
االستراتيجيين بل تظهر الحاجة للقيادة المتفردة .
ج -مرحلة ما بعد األزمة – : – PostCrisisتعرف المرحلة األخيرة من األزمة غير المدارة بالصدمة وعدم
التأكد وفقدان األمل .والبد من فريق إلدارة األزمة إليجاد الحلول واتخاذ إجراء فاعل .أو تنتقل المنظمة
إلى مرحلة التغيير الجذري كإعادة الهيكلة أو التصفية أو االندماج ومع انتهاء األزمة يهبط األلم ببطء إال أنه
يستقر عند مستوى أعلى من بدايته.
الشكل رقم ( ) 2
ديناميكية األزمة
لتأثير في اإلدارة
سيطرة اإلدارة
Source : Gundel , Stephan (2005) . " Towards New Typology of Crisis " . Journal of
.Contingencies &Crisis Management . Vol .(13) , No .(3) :112
التأثير فيها .وعلى الرغم من صعوبة اجراء وتنفيذ التدابير الوقائية بسبب عدم القابلية على التنبؤ
بحدوث األزمة اال انه يمكن تقليل مخاطر الحدوث المتكرر عن طريق االستعداد الجيد من خالل تحسين تبادل
المعلومات عن األسباب قبل حدوث
األزمة ،واعداد مدراء الطوارئ وتشكيل وتدريب فرق عمل متجانسة ودائمة لمعالجة المهمات الصعبة وغير
المتوقعة بشكل فاعل ،مع أهمية منح الالمركزية في اتخاذ القرار لتامين التدخل السريع عند حدوث األزمات
غير المتوقعة.
ج -األزمات العنيفة – : – Crises Intractableوهي أزمات يمكن توقع حدوثها اال انه من النادر التأثير
فيها لكونها أزمات عنيدة وغير مرنة ،اذ يصعب السيطرة عليها وتوجيهها ،كاالنفجارات التي تحصل في
المفاعالت النووية ،والهزات االرضية ،وحوادث االزدحامات والتدافع في المالعب والمناسبات .وتتخطى
المخاطرة واالضرار المصاحبه لها حدود ما تسببه األزمات غير المتوقعة كما يصعب تجاوزها على الرغم من
ان الخطر الناجم عنها يكون معروفا ومن السهل تحديده في الزمان والمجال والنوع .ذلك ان االستعداد
واالستجابه والتدخل لعالجها يكون صعبا" او أشبه بالمستحيل لصعوبة التأثير فيها .وينحصر التعامل
والسيطرة على هذا النوع من األزمات في ايجاد اجراءات غير تقليدية وغير معروفة ،تعتمد على دراسة
وتفحص مستمرين للنظام المستخدم والتركيز على التوقع بهذه األزمات وبسبب صعوبة مواجهة هذه األزمات .
والبد من جهد مشترك على الصعيد الخارجي والسيما بالنسبة للدول والمنظمات التي تواجه مخاطر األزمات
العنيفة .
د -األزمات األساسية :-Fundamental-وتمثل صنف األزمات األكثر خطورة وهي نادرة الحدوث
ومجهولة كونها تجمع غياب القدرة على التنبؤ وامكأنيات التأثير المقيدة ،مما يزودها بأحتمالية تدميرية هائلة
كالهجمات األرهابية .وتظهر بشكل سريع ومفاجىء اال أنها تستمر لفترات طويلة .وتمتاز بسرعة التغير
وضعف الخبرة وهذا هو التحدي الذي يكاد يكون من الصعب التغلب عليه .ويكون األستعداد واألستجابة لمثل
هذه األزمات غير معروفة وغير كفوءة ،بسبب استحالة تقدير المؤشرات الضرورية للتحضير الى األزمات
األساسية ،وخاصة الزمان والمكان ،واحتمالية الحدوث ،واألجراءات المضادة المناسبة ،لذا من الصعب منع
أو تحييد هذا النوع من األزمات .وتبقى األجراءات األكثر اهمية التي تتبعها الجهات التنفيذية للتعامل مع
األزمات األساسية هي -:األعداد المنظمي والتنظيم األمني الفعال في التعامل مع درجة عالية من عدم التأكد ،
وتشكيل المجموعات الخبيرة .وقد تشمل األجراءات المضادة أثارا" قانونية غير مرغوب بها تؤثر في حرية
المواطنين.
إستراتيجية أدارة األزمات :تأطير مفاهيمي على وفق المنظور
56 اإلسالمي
.7أبعاد األزمة
يمكن النظر لكل أزمة من زوايا عدة مادية ،ومعنوية ،واعالمية ،وسياسية ...الخ تشكل جوأنبها
وأبعادها المتعددة .وغالبًا مايترافق مع األزمة ثالث جوانب أو أزمات مترابطة مع بعضها وهي األزمة
االعالمية( )Media Crisisوتتعلق بكيفية تقديم المعلومات عن الموقف ،واألزمة المحلية (Local
)Crisisوترتبط بتقديم التعويضات للضحايا المتضررين أو ما يدعى باألزمة السايكولوجية (
، )Psychological Crisisواألزمة الفنية ( )Technical Crisisوتتعلق بتأمين موقع الحادث وايجاد
الحل الفني .وتترابط هذه األزمات الثالثة مع بعضها بشكل وثيق ،ذلك أن ايجاد حل لألزمة الفنية يعتمد بشكل
كبير على األدارة الناجحة لألزمتين األعالمية والمحلية (.) Szpirglas etal .,2005: 9-11
وسيتم تناول كيفية التعامل مع األزمات المصاحبة في فقرة أستراتيجية أدارة األزمة.
.8أستراتيجية أدارة األزمة
ينبغي أوال" معرفة مفهوم أدارة األزمة وصناعتها قبل التطرق الى أسترتيجيتها .ففي الوقت الذي تمثل
فيه صناعة األزمات أو األدارة باألزمات علم وفن السيطرة على األخرين من خالل أحداث الموقف وتوجيهه بما
يخدم أهداف صناع األزمة بهدف األخضاع واألبتزاز بعد خلق فوضى منظمة متحكم فيها ،لذا تدعى أحيانا" بفن
صناعة المؤامرات ،يساعد على ذلك وجود مناخ من القلق والتوتر والشك .فأن أدارة األزمة هي علم وفن
السيطرة على الموقف وتوجيهه بما يخدم أهداف مشروعة من خالل أدارة األزمة ذاتها من أجل التحكم في
ضغطها ومسارها وأتجاهاتها (الخضيري . )25,23,17:1993 ،ويقدم الجدول رقم ( )2أمكانية التعامل
مع مراحل صناعة األزمة من خالل أدارة األزمة وفي ضوء الصراع بين هاتين األدارتين.
ترتكز عناصر أدارة األزمة الناجحة على كل من األتي ) Trtiz ,2001:86( :
األستجابة الفورية والسريعة الى األزمة . -
دفق متواصل وصريح من المعلومات . -
رسائل صادقة تلك التي تكون متسقة المحتوى . -
عرض الشفقة ،أي التعامل األنساني مع الضحايا . -
تركيز المتحدث الرسمي المتدرب بشخص واحد وتحديد وظيفته . -
فيما يضع ( )Lukaszewski,1999:19خمسة عناصر أساسية في أدارة األزمة وهي كما يأتي:
يعد التفويض المسبق للمديرين المعنيين ذو أهمية كبيرة في أتخاذ قرار بتطوير أستراتيجية الدارة األزمة تتقدم على -
الوقت ،ومن ثم سرعة التنفيذ .
الفعل الحاسم ،أذ تحدث األزمات بسرعة غير متوقعة وتخلف مشاكل عدة مما يستدعي أن تكون األستجابة فاعلة -
وذات تراكمات حاسمة وايجابية بما يقلص حجم األزمة أو يخفف تأثيراتها المصاحبة.
السلوك المناسب لألدارة قبل وأثناء وبعد األزمات العادة األعتبار وبسرعة لسمعة المنظمة ،وذلك بالعمل الفوري -
والحذر ،والقول المختصر والمهم والذي يستحق أن يسمع ويكرر ،أذ ال توجد أسرار في مواقف األزمات .
الجانب األنساني في األقوال واألفعال ،أذ يتسم سلوك بعض المديرين بالبرود والتعجرف بعد حدوث أزمات تخلف -
ضحايا ،مما يشكل مصدرًا للغضب واألحباط وللمقاضاة القانونية وللتغطية األعالمية الرديئة "،قل أسف وأعتذر
بشكل مستمر ،وساعد الضحايا" .
التعامل المباشر والشخصي مع الضحايا وأولئك الذين يتأثرون بشكل مباشر ومنهم العاملين والزبائن األمر الذي -
يقلل قوة الخصوم ،وضغط األعالم ،أذ يقدم عدم التهرب من المسؤولية الحل والفرصة العادة االعتبار لسمعة
المنظمة ،ويعزز األنتماء اليها .
وقد أختصر( )Coombs,1998عناصر استراتيجية األستجابة لألزمة أو ادارة األزمة بعنصرين هما -:تقديم
المعلومات ذات الصلة الوثيقة باألزمة الى المنتفعين ,الى جانب الشفقة مع الضحايا .
( ) Trtiz , 2001 : 84و يمكن اعادة صياغة عناصر ادارة األزمة كما يأتي :ـ
األزمة األعالمية و تتعلق باألتصاالت خالل األزمة و ترتبط بالجانب المعلوماتي .
األزمة السايكلوجية التي تتصل بالبعد األنساني لألزمة السيما وأن السلوك يتقدم على األتصال .
وألن األزمة دالة للسرعة ،ينبغي أن تكون األستجابة فنيًا واعالميًا وسايكولوجيًا صحيحة وسريعة واستثنائية
منذ البداية .وذلك من أجل السيطرة على غضب الضحايا وتقليل الشعور السلبي وتخفيض الحاجة الى تغطية
اعالمية واسعة ،ومن ثم تخفيض حدتي األزمتين األعالمية والسايكولوجية .وسيتم تناول هذه العناصر
بأيجاز .
د -المرحلة الرابعة -:مناقشة استراتيجيات العناية بالذات - - Self-Careوالتعامل الشخصي ،والتي
تكون ذات قيمة كبيرة في تخفيف حدة ردود األفعال لألزمة ،كذلك مناقشة استراتيجيات ادارة األجهاد
-Stress Management-على أن تكون عملية وبسيطة ،وتقديم الموارد الالزمة من المجتمع
والمنظمة لتسهيل عملية استعادة النشاط .
وقد استخدمت مثل هذه النماذج لعدة سنوات ،من اجل حماية المورد البشري األكثر قيمة للمنظمة
والمجتمع .وتتوجه البحوث صوب معيارية هذه الطرائق لتكون ذات معولية في التنفيذ.
أدارة األزمة األعالمية : -
يترافق مع األزمة نقص وتشويه وتشويش في المعلومات وفي نقلها نتيجة لغياب المعلومات الموثوقة
بشأن األزمة ،السيما وأن أزمات المنظمة هي سبق صحفي أفضل من أنجازاتها ،لذا فأن العالقة بين
المنظمة ووسائل األعالم تكون حرجة أثناء األزمة ،ويمكن التغلب على األزمة األعالمية كما يأتي :
قول الحقيقة :أهمية تقديم المعلومات المتوافرة بصدق وصراحة وفورًا لتخفيف موجة الذعر وتخفيض -
حجم التفسيرات الخاطئة للحادث عندما تكون المنظمة بطيئة األستجابة ،أو تلجأ الى التعميم األعالمي ،
مما يؤدي الى فقدان الثقة وأنتشار الشائعات وأرتفاع مستوى عدم التأكد ،وتستمر تغذية دورة الشائعات
كلما أستمر غياب المعلومات الدقيقة ،وعندها يكون من الصعب نجاح األتصاالت .
عقد اللقاءات العامة واألجتماعات ،واألتصال بوسائل األعالم وتقديم وتقييم الحقائق الواقعية التي المجال -
ألنكارها .
أرسال رسائل صادقة بدفق متواصل ومتماسك ومتسق من المعلومات الدقيقة والواضحة الى الجمهور -
الرئيسي العطاء صورة الى المنتفعين بأن المنظمة ستتمكن من مواجهة األزمة.
تعيين متحدث رسمي متدرب . -
أتاحة الفرصة لالعالم وأصحاب المصالح والضحايا لالتصال بالمنظمة عبر الهاتف والبريد األلكتروني -
والتعامل مع أسئلتهم وأستفساراتهم بأيجابية العادة بناء الثقة .
كما يمكن وضع سبعة أبعاد الدارة األتصاالت في األزمة وألدارة األزمة بشكل عام (:
) Lukaszewski,1999:1-18
أ -العمليات :Operations - -ويرتكز على استعادة الثقة وأعادة بناء العالقات مع الضحايا ،
وتخفيض مستوى التغطية األعالمية للحدث حينما يكون سلوك وموقف المنظمة يتماشى مع توقعات
المجتمع ،يشمل هذا البعد سبعة أبعاد فرعية هي :الصراحة ،والتفسير ،والتصريح ،والندم ،واألستشارة
،واأللتزام ،والتعويض .
ب -ادارة الضحية : -Victim Management -يتصل هذا البعد بمعرفة توقعات الضحايا والتعامل
معها بأيجابية ،واال ستكون ادعاءات الضحايا تستحق األهتمام عند مناشدتهم وسائل األعالم .
جـ ـ الثقة والمصداقية : - Trust & Credibility -اذ ينبغي اعتماد سلوكيات لبناء الثقة وتقليل
الخوف وترسيخ المصداقية التي تستند الى السلوك السابق للمنظمة والذي يستخدم في التنبؤ بسلوك
المنظمة المستقبلي .
ومن اهم السلوكيات التي تظهر المصداقية :
تهيأ للتحدث بشكل علني. -
توفير معلومات متقدمة. -
اصغي جيدا وتكلم بلغة واضحة. -
اشرح المشكالت والتغيرات بسرعة وبرهن أنك سمعت األخرين وغير خططك. -
دوام على األتصال وتعاون مع األعالم ،واعترف بأن الضحايا والعاملين هم الذين يمتلكون األسبقية -
األعلى.
المشاركة الطوعية للضحايا في عملية اتخاذ القرار . -
د – السلوك : - Behavior-ويتضمن اعداد خطط جيدة تنفذ مباشرة بعد األزمة ،تستهدف التقليل من
أنماط السلوك السلبي الذي يحدث في األزمات والذي يعيق أعادة بناء وحماية السمعة والثقة والمصداقية
،كالتكبر والعجرفة والتهرب من تحمل المسؤولية ،وعدم األتصال بالجمهور والضحايا ،وتخفيض
مستوى حاجات الضحية .
إستراتيجية أدارة األزمات :تأطير مفاهيمي على وفق المنظور
59 اإلسالمي
-األعتراف بوجود أزمة :وأن سبب األزمة يعود الى الفرد ذاته أو الكيان األجتماعي الذي ينتمي اليه ،وفي
ذلك يقول الخالق سبحانه وتعالى " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى َقوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا ِبأَنْفُسِهِمْ
وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (األنفال ، )53:وقوله عز من قال " َفمَنْ َيعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ( )7وَمَنْ يَعْمَلْ
ـ مع التأكيد على استمرار العمل األيجابي الصالح أثناء األزمة ـ . )8 مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (الزلزلة-7 :
عند توفر األمكانية ،للثقة الال متناهية بقدرة وخيرة اهلل عز وجل ،وفي هذا يقول رســولنا الكــريم في
حديث شريف " ان قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فأن أستطاع أن ال يقوم حتى يغرسها فليفعل " .
-أحتواء األزمة :ينبغي التعرف على ماهية األزمة وتحديد معالمها ،وتشخيص أسبابها بدقة
والعوامل المحيطة بها والمغذية ألستمرارها ،من أجل تحيد فهم عميق ومتكامل عن األزمة .وتبرز
هنا ضرورة الشورى لتحديد الخيارات المتاحة وأختيار أنسبها بعد توحيد الرأي ،يقول تعالى "
وشاورهم في األمر فإذا عزمت فتوكل على اهلل " (آل عمران ، 159(:والصبر والتعاون بين األفراد
داخل المنظمة للعمل على حل األزمات ,وقد قال تعالى " :وتعاونوا على البر والتقوى وال تعاونوا على
اإلثم والعدوان " ( المائدة .)2 :أذ يمثل التعاون قاعدة أجتماعية أساسية لحفظ أنظمة مجموعات
الكائنات الحية المختلفة .
-تسوية األزمة :وتبدأ باألستعانة بعد (اهلل عز وجل) بالقائد القوي األمين ،يقول تعالى " إن خير من
استأجرت القوي األمين " ( القصص . )26 :ونصرة الحق في قوله تعالى "ولينصرن اهلل من ينصره
إن اهلل لقوي عزيز( " الحج ، )40 :والتوكل على (اهلل سبحانه وتعالى) " ،فإذا عزمت فتوكل على
اهلل إن اهلل يحب المتوكلين( " آل عمران ، ) 159:ثم الثبات وذكر اهلل كثيرا" ".فإن مع العسر يسرا (
)5إن مع العسر يسرا " (الشرح .( 6-5:عليه البد من األمل مقرونا" بالعزم والعمل مع أستنهاض
الهمم .
-األستفادة من األزمة :تمثل التجارب المتراكمة دروسا" غنية لعدم الوقوع في نفس األخطاء ،ويشدد
النبي الكريم (ص) على أهمية أن (ال يلدغ المؤمن من جرح مرتين) ،وأن ال يمر بذات األزمة أكثر
من مرة ،ويبقى األستغفار حصن األمان األساسي لتجنب األزمات مستقبال" بقوله تعالى " وما كان اهلل
ليُعذِّبهم وأنت فيهم ( )32وما كان اهلل ليعذّبهم وهم يستغفرون" (األنفال ، )32-33 :وقول رسول اهلل
(ص) " من أكثر من اإلستغفار جعل اهلل له من كل هم مخرجا ومن كل ضيقًا مخرجا " .مع أهمية
الحذر والمراقبة المستمرة للخصوم.
كما يشترط في أدارة األزمة من وجهه نظر الشريعة األسالمية عدة أمور منها ( :البلداوي )2-1 :2000،
-أن يكون مرجع أدارة األزمة نابع من كتاب اهلل وسنة رسوله (ص) .
-األستعانة والتوكل على اهلل سبحانه وتعالى والثقة به والثقة النفس .
-األبتكار واألبداع بما يثير الحماس والدافعية.
-أختيار بديل حل األزمة بما يحقق مصلحة البلد والفريق .
-الصبر والثبات والتفاؤل.
-التمسك بالقيم والمثل واألخالق والسلوكيات الحسنه التي لم يبتعد عنها الرسول (ص) وقت األزمات.
-الشجاعة ألعضاء وقائد فريق أدارة األزمة .
-التجانس والتعاون بين األفراد داخل فريق األزمة.
.9القيادة في األزمة :
ينبغي أن يكون مدير فريق أدارة األزمات قائدًا يتحلى بالصفات األتية ( :البلداوي ) 2006: 1-2،
الثقافة السياسية والعسكرية واألمنية. -
الخبرة في األدارة . -
الذكاء وسرعة البديهية. -
القدرة في التأثير في األفراد . -
التفكير األبداعي بوضع سيناريوهات وفرضيات لحل األزمة . -
القدرة على حل المشكالت الطارئة الناتجة من األزمة والسيطرة عليها . -
أخذ مشاورة وخبرات األخرين واألستفادة من النقاط المهمة . -
قدرة األتصال باألخرين وتكوين عالقات أيجابية للتأثير في الخصم . -
أجادة فن الحوار وأمتالك القدرة على األقناع والسيما مع صانعي األزمة . -
الرغبة والحماس في العمل . -
ويمكن أستخدام قائمة الصفات األتية التي تمثل أداة لتقويم فاعلية الفرد كقائد ،على مقياس من عشره
درجات ( )10-1أذ يقوم القائد بتقويم نفسه أوالً ،ثم يتم تقويمه كقائد من المرؤوسين وستمثل العالمات
إستراتيجية أدارة األزمات :تأطير مفاهيمي على وفق المنظور
61 اإلسالمي
الحقيقية ،تلك التي يؤشرها من يقودهم وليس التي سجلها لنفسه ،اذ أننا فاعلون بقدر ادراك العاملين لنا
(كوكس ،وهوفر .) 139:1993-140،
هذا من جهة ومن جهة أخرى أهمية تجنب القائد ألمراض أو باثولوجيات -Pathologies -القيادة
والتي تشمل :))Boin & McConnell, 2007:55
-األلتصاق بالخطة .
– أنتظار جميع الحقائق واألرقام قبل صنع القرارات الحاسمة .
-التصرف كما لو أن هيكل السيطرة والقيادة الزال قائما" .
-أنتظار المساعدة الخارجية .
-نشر الشائعات غير الصحيحة .
-البدء بلعبة اللوم .
-توبيخ العامة .
-معاملة األعالم كعدو .
إستراتيجية أدارة األزمات :تأطير مفاهيمي على وفق المنظور
62 اإلسالمي
األستنتاجاتE
-تمثل األزمة لحظة تحول مصيرية فاصلة بين الموت والحياة ،وبين الحرب والسلم ،وبين الفشل والنجاح.
-يستدعي التعامل مع األزمة تجاوز الطرائق المعتادة في الحل الى أخرى مبدعة .
-تحدث األزمات بسرعة غير متوقعة .
-يؤثر نمط السلوك السلبي للمديرين بعد حدوث األزمات التي تخلف ضحايا ،في مستوى األستياء العام ومن
ثم حجم التغطية األعالمية الالزمة ،كما يعيق أعادة بناء الثقة والمصداقية.
-يترافق مع األزمة األساسية عدة أزمات أعالمية و سايكولوجية وفنية.
-العالقة بين المنظمة ووسائل األعالم تكون حرجة أثناء األزمة ،أذ تحدث األزمة في مناخ من الال التأكد مما
يؤدي الى فقدان الثقة وأنتشار الشائعات .
-يختلف األنموذج األسالمي في أدارة األزمه بمنطلقاته الفكرية ومرتكزاته القيمية وجوانبه الروحية .
التوصيات: E
وضع كل من ( )Boin & McConnell, 2007:55-56جملة مهام ينبغي أن يتعلمها ويؤديها القائد قبل حدوث
األزمة أو الكارثة ،تصلح ألن تكون توصيات مهمة ومنها :
-توفير خبراء األزمة قبل وقت سابق من أجل بناء عالقات الثقة المطلوبة وأتخاذ القرار الحاسم.
-تحديد الشركاء من المنظمات أو الدول القادرة على المساعدة ,أذ قد يتعطل عمل المنظمات الرسمية أثناء األزمة
.
-التدريب على التقييم المعلوماتي والموقفي بشكل مناسب وفوري وكيفية التعامل مع الشائعات ،وتقييم الواقع
والموارد المتاحة .
-دعم وتسهيل نشوء روابط أو حلقات تنسيق غير رسمية تلتقي فيها التدفقات المعلوماتية وال سيما تلك التي
يطورها المواطنون وخدمات الطوارىء .
-حشد المساعدة الخارجية وتنسيق جهودها الى منطقة األزمة أو الكارثة ،سواء كانت مقدمة من الجيش أو
منظمات اجتماعية أو خارجية أو دول ،وأن لم تتالئم أعمالهم مع هياكل السيطرة والقيادة المتبعة .
-أهمية تعلم القادة كيفية العمل مع األعالم بل أدارة األعالم ( . )Media Manageأذ تحطم األزمة مفهوم
وتوقعات األفراد عن كيف يعمل العالم ،لذا ينبغي أن يوضح القادة الى اين يتجه المجتمع ،مع تقديم األطار الذي
يرسخ تفكير وأفعال األفراد على أرض الواقع .
-العمل على أعادة البناء وأستعادة النشاط الطويل األمد بأختيار الشركاء الكفوئيين وموازنة شروط السرعة
والخبرة .
أضافة الى توصيات أخرى ومنها :
-تدريب القادة وأكسابهم المهارات الخاصة بأدارة األزمة وخصائص السلوك األنساني المناسب المبني على قيم
جوهرية العادة بناء الثقة وبسرعة .
-توفير مستلزمات الصحة األجتماعية وفي مقدمتها الموارد ،والتدريب على سيناريوهات األزمة ومحاكاة الخطط
الموضوعة عند أنهيار الهياكل القيادية بما يضمن مرونة وسرعة أستجابة المواطنيين والجهات الحكومية .
-أنشاء مراكز عمليات متقدمة مهيأه ألن تأخذ زمام المبادرة في مثل هذه الحاالت .
-العمل مع األعالم وأصحاب المصالح والجمهور المعني من خالل اتصال فاعل ،وأختيار كفوء لمتحدث رسمي
مدرب جيدا" وعالي المصداقية ألرسال رسائل موثوقة متجانسة وصريحة ومستمرة وواقعية وفورا" ،للتغلب على
الشائعات والقلق المتوقع ،وأعادة األحساس بالسيطرة لدى الضحايا.
-تحدث األزمات بسرعة لذا ينبغي أن تكون األستجابة فنيا" وأعالميا" وسلوكيا" فورية وسريعة .
-عدم التهرب من المسؤولية وذلك بالتعامل المباشر مع الضحايا ووضع قاعدة اساسية لتحديد األضرار والتعويضات
تنسجم مع توقعات المجتمع.
المشاركة مع المنظمات المحلية والحكومية وجميع قطاعات المجتمع من أجل تقليل حجم األضرار وأستعادة -
النشاط.
المراجعة الموضوعية لألزمات الماضية والتعلم من األخطاء ،ومن األزمات المشابهة أين ما تحدث من أجل -
األعداد السليم لخطط كفوءة مستقبلية .
أهمية أستنباط الحلول من المنظور األسالمي والقواعد التي يرتكز عليها في أدارة األزمات ،بعد تشخيص األسباب -
لتلك األزمات أستنادا" الى المنهج األسالمي .
تأطير مفاهيمي على وفق المنظور:إستراتيجية أدارة األزمات
63 اإلسالمي
Eالمصادر
-: العربية
مركز، عالء أحمد صالح: تعريب. التخطيط لما قد ال يحدث: أدارة األزمات.)2004( 37 أصدارات بميك-1
. القاهرة، الخبرات المعنية بأألدارة
. لبنان، دار العلم للماليين، المورد القريب.) 1980( منير، البعلبكي-2
. كيفية ادارة األزمات. )2006( عبد األله، البلداوي-3
http://www.wpvschool.com/forums/showthread.php
دراسة ميدأنية لعينة في شركات: ادارة األزمات في المنظمات العراقية. )1994( فرح لفتة عامر، الحداد-4
. جامعة بغداد، رسالة ماجستير غير منشورة في علوم ادارة األعمال." وزارة األسكأن والتعمير
منهج اقتصادي اداري لحل األزمات على مستوى: ادارة األزمات.) 1993( محسن أحمد، الخضيري-5
. القاهرة، مكتبة مدبولي. األقتصاد القومي والوحدة األقتصادية
. لبنان، بيروت، دار الكتاب العربي، مختار الصحاح.)1979( محمد بن أبي بكر بن عبد القادر، الرازي-6
. مصر،األسكندرية، الدار الجامعية. ادارة األزمات.) 2006( أحمد، ماهر-7
بيت. ترجمة هاني خلجة وريم سلطاوي. " " القيادة في األزمات.)1998( جون، وهوفر، داني، كوكس-8
. الواليات المتحدة األمريكية، األفكار الدولية
-: األجنبية
Augustine,Norman (1995). Managing The Crisis You Tried To Prevent. Harvard -9
.Business Review. Nov.-Des.: 147-158
Boin , Arjen &McConnell , Allan (2007) ."Preparing for Critical Infrastructure -10
Breakdowns :The Limits of Crisis Management &the Need for Resilience ." Journal
.of Contingencies & Crisis Management .Vol.(15) , No . (1):50-59
Diermeier , Daniel (2004) ."Strategic Crisis Management ". -11
http://transportation.northwestern.edu/docs/0000/CrisisMgmt.pdf
Everly, Jr. , George S. (2000) . Crisis Management Briefings (CMB) : Large -12
Group Crisis Intervention in Response to Terrorism , Disasters , &
. Violence ."International Journal of Emergency Mental Health , 2(1) ,53-57
Falkheimer , Jesper & Heide , Mats (2006)."Multicultural Crisis -13
Communication : To wards a Social Constructionist Perspective " . Journal of
..Contingencies &Crisis Management . Vol. (14),No.(4):180-189
Gundel , Stephan (2005) . " Towards A New Typology of Crisis " . Journal of /14
. Contingencies &Crisis Management . Vol .(13) , No .(3): 106-115
Lalonde , Carole (2004). "In Search of Archetypes in Crisis Management ." -15
.Journal of Contingencies & Crisis Management . Vol. (12) , No .(2):76-87
Lukaszewski , James E . (1999) . "Seven Dimensions of Crisis Communication -16
Management : A strategic Analysis And Planning Model". Ragan's Communications
.Journal, Jan. /Feb
Szpirglas, Mathias , Acquier, Aurelien &Gand , Sebastien ( 2005) . -17
"Understanding Organizational Crisis Management Process : An Analytical
."Framework Drawn From A case Study In A Public Company
. Communication At Euram , Munich , Germany
Tritz ,Trina Wolosek (2001). Crisis Management Strategy Utilized By The -18
United States Department Of Defense Following The Terrorist Attack On
.America :A case Study " . Department Of Communication Studies:83-94