You are on page 1of 5

‫تطور الزراعة المغطاة‪:‬‬

‫بدأ اإلنسان بالزراعة المغطاة في إنتاج شتول الخضراوات بزراعة البذور في أحواض ذات اتجاه معين حيث يستفيد من‬
‫األشعة الشمسية ألطول فترة من النهار‪ ،‬خالل أيام الشتاء‪.‬‬

‫ويغطيها‪ 7‬السماد العضوي‪ 7‬الذي يمنحها الدفء بالليل‪ ،‬كما أن األحواض تغطى ببعض جذوع األشجار الصغيرة مع بعض‬
‫األعشاب البرية لتحول دون وصول الحرارة المنخفضة إلى البادرات الصغيرة‪ ،‬وتقضي عليها‪ ،‬باإلضافة إلى إشعال‬
‫الوقود‪ 7‬بالقرب من هذه المشاتل ليحول دون وصول الصقيع إلى نباتاتها في األيام الخالية من الغيوم والتي يتوقع حصول‬
‫الصقيع بها‪ .‬وقد‪ 7‬كان بعمله هذا يحصل على إنتاج باكوري إلى حد ما‪.‬‬

‫ومن خالل تلك االستفادة التي يحصل عليه اإلنسان‪ ،‬طور عمله فأصبح يغطي األحواض‪ ،‬بألواح زجاجية بدالً من‬
‫األعشاب‪ ،‬األمر الذي ساعد في الحصول على شتول جيدة النمو‪ ،‬وقد لمس اإلنسان تلك االستفادة‪ ،‬وجدوى ذلك العمل‬
‫الذي فاق بنتائجه ماسبق‪ ،‬فانتشرت البيوت الزجاجية‪ ،‬واستخدمت في أغراض التربية والتهجين لبعض النباتات‪،‬‬
‫وتطورت‪ 7‬معداتها وأجهزتها‪ ،‬واستخدمت فيما بعد لإلنتاج الباكوري‪ ،‬ولم تزل تستخدم‪ 7‬في بعض أنحاء العالم‪ ،‬إال أن‬
‫تكاليف إنشائها المرتفعة‪ ،‬وعدم تمكن أي امرئ من إقامتها‪ ،‬مكنت اإلنسان وجعلته يستخدم البالستيك ألغراض التغطية‪،‬‬
‫وكانت أول تجربة خالل عامي ‪ 1955-1954‬في الواليات المتحدة األمريكية وإنكلترا‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ والعلماء‬
‫المختصون عاكفون على دراسة البيوت البالستيكية وإمكانية زراعة الخضراوات والزهور‪ 7‬ضمنها‪ ،‬وقد‪ 7‬توصلوا إلى‬
‫إمكانية استبدال البالستيك مكان الزجاج في الزراعة مع تغيير شكل الهيكل‪ ،‬وتطور استخدامه‪ ،‬فقد كان يستعمل في‬
‫أغراض التغطية باإلنفاق المنخفضة إلنتاج الشتول‪ ،‬ومن ثم استخدمت البيوت البالستيكية الثابتة والمتنقلة ألغراض‬
‫الزراعة الواسعة‪ ،‬واإلنتاج الكثيف للمحاصيل‪ 7‬االقتصادية‪ ،‬وأصبحت‪ 7‬كافة العمليات الزراعية تنفذ ضمن البيت آلياً‪.‬‬

‫تعريف الزراعة المغطاة‪:‬‬

‫هي إنتاج الخضراوات‪ 7‬والزهور ضمن أنفاق أو غرف بالستيكية أو زجاجية مدفأة باألشعة الشمسية أو المدفأة ‪ ،‬مع‬
‫تأمين حاجة النباتات البيئية وحمايتها من التيارات الهوائية‪ ،‬ومن اآلفات الزراعية‪ ،‬بهدف تزويد األسواق‪ 7‬بمنتجاتها خارج‬
‫أوقات مواسمها الطبيعية‪.‬‬
‫أهمية الزراعة داخل البيوت البالستيكية‬

‫زيادة اإلنتاج والحفاظ على المياه‬

‫توصل الباحثون من خالل اإلحصائيات‪ 7‬إلى أنّ إنتاج البيوت البالستيكية الزراعية أفضل بكثير من إنتاج الحقول‬
‫الزراعية المفتوحة‪ ،‬حيث إنّ هناك زيادة كبيرة في إنتاج الخضروات‪ 7‬ذات الجودة الجيدة في البيوت البالستيكية‪ ،‬وتساعد‬
‫البيوت البالستيكية على الح ّد من هدر المياه من خالل استخدام ريّ المزروعات بطريقة التنقيط‪ ،‬كما أ ّنها ُتقلّل من تبخر‬
‫المياه‪ ،‬وتساعد أيضا ً األغطية البالستيكية على أن تتكاثف قطرات المياه المتبخرة وتتحول‪ 7‬إلى مياه إلعادة استخدامها مر ًة‬
‫أخرى‪ ،‬وقد‪ 7‬أشار الباحثون إلى أنّ البيوت البالستيكية تساهم في حماية التربة من التآكل‪ ،‬والعواصف‪ 7‬الترابية‪ ،‬وتساعد‬
‫كذلك على زيادة دخل المزارعين نتيجة زيادة اإلنتاج الزراعي‪ ،‬وعلى التقليل من ح ّدة الفقر في البلدان النامية؛ أل ّنها‬
‫رخيصة نسبيا ً وسهلة التركيب‪.‬‬
‫حماية النبات من تقلبات الطقس‬

‫تحمي البيوت البالستيكية النباتات من تقلبات الطقس الضارة بالنبات كالرياح القوية والصقيع‪ ،‬ويت ّم صناعة هذه البيوت‬
‫من الزجاج أو البالستيك السميك الذي تمّت معالجته كالبولي كربونات‪( 7‬باإلنجليزية‪ )polycarbonate :‬من أجل‬
‫الصمود والوقوف‪ 7‬في وجه األمطار‪ 7‬الغزيرة والتغيرات الحادة في درجات الحرارة طوال السنة‪ ،‬وتوفر‪ 7‬كذلك البيوت‬
‫ودافئة من أجل البدء في زراعة محاصيل الطماطم‪ ،‬والخس‪ ،‬والبصل‪ ،‬والفلفل‪ ،‬وفي‪ 7‬أشهر‬ ‫ً‬ ‫البالستيكية ً‬
‫بيئة مستقر ًة‬
‫الصيف الحارة يمكن استخدام مكيفات التبريد والمراوح‪ 7‬في هذه البيوت من أجل الحفاظ على أوراق النباتات اللينة‬
‫والناعمة وحمايتها من التعرض لشمس الصيف القاسية التي تحولها إلى اللون البني‪ ،‬باإلضافة إلى قدرة هذه البيوت على‬
‫توفير‪ 7‬الخضار‪ 7‬والفواكه الطازجة المتنوعة في موسم‪ 7‬نموها‪ ،‬وتوفير الزهور‪ 7‬المقطوفة والحديثة النمو طوال السنة ولم ّدة‬
‫طويلة‪.‬‬

‫زيادة نمو النبات‬

‫إنّ البيوت البالستيكية محكمة اإلغالق لذا ال تسمح بنفاذ غاز ثاني أكسيد الكربون ‪ ،CO2‬الذي يعتبر من الغازات‬
‫الضرورية والمهمة في عملية التمثيل الضوئي‪ 7‬للنبات‪ ،‬حيث تتراكم كميات عالية جداً من غاز ثاني أكسيد الكربون تحت‬
‫غطاء البيت البالستيكي‪ ،‬ممّا يؤدي إلى تركيز هذا الغاز بشكل وفير‪ 7‬من أجل نشاط األوراق‪ 7‬النامية‪ ،‬و ُتع ّ‪7‬د المنتجات‬
‫ً‬
‫عرضة للعفن بسبب إزالة بقع التربة عن النباتات أو الفواكه‪.‬‬ ‫الزراعية في هذه البيوت أنظف من المنتجات األخرى وأقل‬
‫العوامل الرئيسية لنجاح الزراعة المغطاة‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تكون التربة المراد إقامة البيوت البالستيكية عليها ذات قوام‪ 7‬خفيف وخصبة‪ ،‬عميقة وجيدة الصرف‪ ،‬ومستوية ‪،‬‬
‫خالية من األمالح‪.‬‬

‫‪ -2‬أن تكون المنطقة المراد إشادة البيوت البالستيكية عليها خالية من التيارات الهوائية الشديدة ‪ ،‬وأن تتوفر‪ 7‬فيها‬
‫مصدات رياح جيدة طبيعية أو صناعية‪.‬‬

‫أن تكون البيوت البالستيكية بعيدة عن الظل تماما ً بمسافة التقل عن ‪ 5‬م‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫توفر‪ 7‬مصدر مائي كافي للري‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫أن يكون الموقع في مكان يسهل به تأمين األيدي العاملة ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫‪ -6‬أن يكون الموقع قريباً‪ 7‬من أماكن تصريف‪ 7‬اإلنتاج‪ ،‬كالمدن الكبيرة‪ ،‬بحيث يكون لديها المقدرة على امتصاص أغلب‬
‫اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -7‬توفر‪ 7‬مصدر كهربائي‪ 7‬إضافي‪ 7‬لتأمين التدفئة والتهوية باستمرار‪ ،‬حتى التتعرض النباتات للتلف من جراء انقطاع‬
‫التيار الكهربائي‪.‬‬

‫توفر‪ 7‬قطع التبديل للمدفآت وأجهزة الري‪ ،‬وهياكل البيوت في األسواق المحلية القريبة‪.‬‬ ‫‪-8‬‬

‫اختيار الصنف المالئم للذوق المحلي وذو‪ 7‬إنتاجية عالية‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫اختيار الموعد المالئم لإلنتاج‪.‬‬ ‫‪-10‬‬

‫توفر‪ 7‬مواد الزراعة الالزمة كاألصص ‪ ،‬التورب‪ ،‬األسمدة ‪ ،‬المرشات ‪ ،‬الخ‪..‬‬ ‫‪-11‬‬

‫‪ -12‬الرقابة الصحية الجيدة للنباتات‪ ،‬لكون هذه الزراعة ضمن ظروف صناعية لها مشاكلها الخاصة بها‪ ،‬واليمكن‬
‫التعرف عليها إال من أصحاب الخبرة في هذا المجال‪ .‬وإن انتشار أية آفة ضمن البيوت من الصعوبة التحكم بها فيما بعد‪،‬‬
‫كما أن توفر الخبرة الجيدة تساعد على التخلص من الكثير من المشاكل في بدايتها وقبل استفحال أمرها‪.‬‬
‫إدارة البيت البالستيكي‪:‬‬

‫اليؤمن البيت البالستيكي‪ 7‬بتجهيزاته حاجة النباتات المزروعة من حرارة ورطوبة‪ ،‬الخ تلقائيا ً (إن لم يكن هناك آالت‬
‫وأدوات تعمل بشكل أوتوماتيكي‪ 7‬لضبط الظروف‪ 7‬المناخية) ومع كل ذلك البد من تدخل المرء لتعديل األحوال الناتجة من‬
‫الجمع بين البيئة الطبيعية وبين استخدام الظروف‪ 7‬الصناعية وأهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬الرطوبة‪ :‬من الضروري‪ 7‬المحافظة على الرطوبة الكافية ضمن البيت البالستيكي حتى يعيش ضمنها‪ 7‬المحصول‪7‬‬
‫بشكل جيد ألن زيادتها‪ 7‬عن الحد المسموح به يؤدي إلى انتشار األمراض التي تفتك بالمحصول وإلى انعدامه فيما بعد إذا‬
‫كانت الرطوبة ضمن البيت أقل مما يجب عليه فإن يحدث تشوهات للثمار واألزهار وللنباتات كما وأن التمثيل الضوئي‪7‬‬
‫يكون ضعيفا ً وقد يصل النبات إلى مرحلة الذبول والموت‪.‬‬

‫وبما أن تصميم‪ 7‬البيت البالستيكي هو أن يكون حكم اإلغالق وضد نفاذية بخار الماء لذا يجب االنتباه إلى عدم زيادة‬
‫الرطوبة عن الحد المسموح به لكل محصول وفي هذه الحالة يمكن معالجة األمر بالتهوية وتقليل كمية المياه المعطاة‬
‫للنباتات والتبعيد‪ 7‬بين فترات الري وفي حال قلة الرطوبة عن المسموح به يمكن معالجة األمر عن طريق الري أو وضع‬
‫الماء ضمن أوعية لزيادة الرطوبة الجوية أو بتخفيض الحرارة ضمن البيت إن كان الطقس يسمح بذلك ألن معدالت‬
‫التشبع بالرطوبة تزداد كلما نقصت حرارة الهواء‪.‬‬

‫ويجب االنتباه إلى زيادة الرطوبة في مرحلة القطاف تساعد على زيادة إنتاجية الخيار والبندورة وغيرهما‪ ،‬وتحسن من‬
‫مواصفات الثمار إن لم تكن النباتات مصابة باألمراض وإذا انتشرت األمراض فإنها التكون خطرة إال إذا سمحت‬
‫الحرارة الليلية للرطوبة بالوصول‪ 7‬إلى درجة التشبع‪.‬‬

‫‪ -2‬التهوية‪ :‬إن البيوت البالستيكية المجهزة لإلنتاج الزراعي مزودة بفتحات جانبية وفي السقف أو بشبابيك جانبية أو‬
‫بمراوح طاردة ألن التهوية ضمن البيت تعمل على ‪:‬‬

‫إنقاص معدل رطوبة الهواء الداخلي‪.‬‬ ‫‌أ‪-‬‬

‫‌ب‪-‬تعمل على حسن توزيع‪ 7‬الرطوبة ضمن البيت‬

‫‌ج‪ -‬تجديد الهواء الداخلي ألنها تعمل على إنقاص معدل ثاني أوكسيد الكربون ضمن البيت‪.‬‬

‫التقليل من معدالت الحرارة أثناء االرتفاع‪.‬‬ ‫‌د‪-‬‬

‫شكل يوضح توضع األقواس مع الجسور‬

‫وتكون التهوية بواسطة المروحة المزود بها المدفئ التي تعمل بشكل منفصل عن طريق‪ 7‬تحريك‪ 7‬الهواء الداخلي باإلضافة‬
‫إلى النوافذ الجانبية والفتحة العلوية أو الشبابيك الجانبية التي تفتح إلى الخارج‪ .‬أو بالتهوية الصناعية باستعمال‪ 7‬مراوح‬
‫طاردة تعمل على طرد الهواء من البيت واستبداله بالهواء الخارجي وهذه تثبت على جانبي البيت وتعمل على تجديد‬
‫الهواء ‪ 12‬مرة في الساعة وحتى ‪ 60-50‬مرة في الساعة حيث تعمل على امتصاص الهواء البارد من الخارج بواسطة‬
‫الفراغ الذي تحدثه هذه المراوح من خالل طردها للهواء الخارجي‪7.‬‬

‫‪ -3‬التدفئة ‪ :‬إن المحاصيل المزروعة ضمن البيت البالستيكي هي محاصيل صيفية تحب الدفء واليمكن استمرار‪7‬‬
‫حياتها إن لم يتوفر لها ذلك وكل بيت مجهز بمدفآت قدرتها‪ 7‬حسب مساحة البيت وهي تعمل على المازوت والكهرباء‪،‬‬
‫وتهدف تدفئة البيت إلى ‪:‬‬

‫رفع درجة الحرارة في الفترات الحساسة من عمر النبات‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫‪ )2‬تحريك الهواء المشبع بالرطوبة‪ ،‬وتتوقف درجة الحرارة المطلوبة على حاجة النباتات على مدى النقل الحراري‬
‫لمادة الغطاء ومعدل تجدد الهواء الداخلي في البيت‪.‬‬

‫وللتدفئة نظامان هما‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬التدفئة بالماء الساخن‪ :‬وتكون التدفئة عن طريق دفع الماء الساخن ضمن أنابيب موزعة حسب النوع المستخدم‪ 7‬في‬
‫المنازل ألنها مرتفعة التكاليف‪.‬‬

‫ب‌‪-‬التدفئة بالهواء الساخن‪ :‬ويكون جهاز هذا النوع مزود بمروحة تعمل على دفع الهواء الساخن إلى داخل البيت ضمن‬
‫أنبوب بالستيكي‪ 7‬مثقب على مسافات‪ 7‬نظامية كل ‪ 2-1.5‬م وذات قطر‪ 10-7 7‬سم‪.‬‬

‫يجب أن تكون قدرة جهاز التدفئة متناسبة مع مساحة البيت المستخدم في الزراعة ويعمل الجهاز على مبدأ الترموستات‬
‫أوتوماتيكيا ً بحيث تثبت درجة الحرارة حسب المطلوب فالبندورة على سبيل المثال يناسبها درجة حرارة ‪16‬م‪ º‬بينما‬
‫الخيار (‪ )18-17‬م‪ º‬في حين أن القرنفل يناسبه ‪ 14-13‬م‪ º‬فإذا ارتفعت درجة الحرارة عن ذلك فإن القطع يتم بشكل‬
‫آني وهكذا‪.‬‬

You might also like