Professional Documents
Culture Documents
Le Classicismeالمذهـب الكالسيكـي
تعريف المذهب1-
:أ -لغــة
المذهب مصدر للفعل ذهب ,فنقول :ذهب ذهاباوذهوبا ومذهبا ,في المسألة إلى كذا؛ أي رأى فيها ذلك الرأي ؛ ونقول تمذهب فالنبالمذهب
:اتبعه .والمذهب جمعه مذاهب وهو المعتقد و الطريقة واألصل,مثل مذاهباإلسالم األربعة:المذهب الحنفي و الشافعي و الحنبلي والمالكي ,
.لذا نقول :ذهب فيالدين منها :رأى فيها رأيا
:ب -إصطالحا
هي تلك االتجاهات والمسارات الفنيةوالنفسية العامة التي تسببت في وجودها حوادث تاريخية وظروف حياتية عامة في العصورالسالفة
،واتفق األدباء والنقاد فوضعوا أصوال وقواعد للتعبير عن هذه الحاالتالنفسية ،فالمذاهب تيارات فكرية وفنية واجتماعية تعاونت اآلداب
. العالمية علىانتشارها وعكس كل مذهب روح العصر الذي نشأ فيه
"تعريف المذهب الكالسيكي" االتباعي2-
:أ -لغــة
التي كانتتدل على معنى وحدة األسطول ،ثم استعملت بمعنى وحدة classis كلمة -كالسيكية -من حيث األصل اللغويـ مأخوذة من كلمة
دراسية أو فصل دراسي ،ثم أصبحتتطلق على مذهب أدبي محدد الصفات والخصائص وقيل ":إنها من
وتطلق على الطبقة العليا في المجتمع حيث كان المجتمع فيأوربا ينقسم إلى 6طبقات أعالها طبقة((classicus))" اللفظةالالتينية
.الكالسيك
:ب -اصطالحا
هو مذهبأدبي يتمسك باألصول القديمة الموروثة عن األدب اليوناني القديم ،ويحرص علىالمحافظة على األصول اللغوية السليمة في رتابة
. وعناية بالغتين باعتماد نظريةالمحاكاة
نشأةالكالسيكية3-
ليس غريبا أن تكون الكالسيكية األسرع ظهورا وانكشافا منالمذاهب األخرى ،وسبب ذلك ميل الخلف على السجية إلى السلف .وارتباطهم
التيظهرت خالل القرن 15م ،بعد سقوط renaissanceبما ألفواعليه آباءهم .فنشأت الكالسيكية في أوربا بعد حركة البعث العلمي
القسطنطينية سنة 1453على يد األتراك تحت قيادة – محمد الفاتح – إذ رحل أدباء وعلماء القسطنطينية (بيزنطة) وهم يحملون معهم
. المخطوطاتالالتينية القديمة إلى إيطاليا ثم سرعان ما انتشر هذا المذهب بفرنسا
وقد ظهرت الكالسيكية تلبية للظروف الفكرية التي عاش في كنفها األدباألوربي في القرنين 17م و 18م حيث كان للنزعة العقلية سلطان
.واسع على اإلبداعاألدبي
تطور الكالسيكيةوخصائصها4-
تعتمد الكالسيكية على النزعة العقلية التي قادها" ديكارت " في الفلسفة و"بوالو" في النقد ،ذلك أن العقل هو الذي يقود القلب والخيال
.ويكبحجماحهما
إن الكالسيكية تستجيب لحاجات الطبقة األرستقراطية وتعبرعن الحاالت النفسية التي كانت سائدة فيالقرن 15م .وهي تقديس إبداع القدامى
التي يتزعمها رونسار(1585-1524م) بمساعدة ديبيليه ( la pleiades-1522خاصة ما أبدعه اليونانوالالتين ،وتمثل جماعة البيلياد
1560م) وترى هذه الجماعة أنه يجب على األدباء الناشئين أن يتمرسوا بشعرقدماء اليونان والالتين من أجل بلوغ اإلبداع الحقيقي .يلتزم
الكالسيكيون بمحاكاةالقدامى في إطار من االهتمام المطلق والصارم بأصولهم وقواعدهم ،وعلى هذا نجدهميقتبسون موضوعاتهم من
.التاريخ القديم ،فانتشر بذلك الشعر المسرحي واختفت النزعةالذاتية
.لقد وضع األديب الفرنسي – بوالو – أسس الكالسيكية فيكتابه "فن الشعر " سنة 1648م وبذلك يكون قد أعلن عن نضج الكالسيكية
يحرص الكالسيكيون على تناول الجانب الباطني في اإلنسان ؛ أي يغوصون فيدواخل النفس اإلنسانية ،من ذلك حين يتناول – موليير – (
)1673-1622 .في مسرحيته " البخيل " ظاهرة البخل فإنه يحاول من خاللها الكشف عن أعماق نفسية البخيل
إن الكالسيكية وإن كانت تقدس العقل فإنها ال تسمح بوجود العواطفاإلنسانية إال تحت قيادة العقل فهي تحرص كل الحرص على جودة
: الصياغة اللغويةوالفصاحة في التعبير ألن هذا األدب عرف بأنه أدب الصنعة .ومن أهم خصائص الكالسيكيةالغربية
.االعتماد على القديم من شعر القدماء كالرومان واإلغريقفي الحرص على تقليدهم-
تعظيم العقل :فهم يرونأن األديب يعتمد على العقل الواعي المتزن والمتميز باالعتدال في التفكير لذا وجبعليه االبتعاد عن العواطف-
.الذاتية
. الحرص على جودة الصياغةاللغوية وفصاحة التعبير-
تقيّ د أعمالهم وإنتاجهماألدبي بقانون الوحدات الثالث العتقادهم أن المسرحية إذا تعددت مواضيعها وامتدتأحداثها عبر الزمن الطويل-
.وتنوعت أماكنها تصدع بناؤها وتفككت عناصرها
أثر الكالسيكية الغربية فياألدب العربي5-
إن تأثير المذهب الكالسيكي في األدب العربيالحديث محدود؛ حيث اقتصر على الشعر المسرحي ؛ وذلك عندما اتصل كتاب المسرح
العربيبالمسرح الفرنسي الكالسيكي وفي مقدمة هؤالء أمير الشعراء -أحمد شوقي -من مصرواألديب -مارون النقاش -من لبنان .وتتمثل
في األعمال العربية األدبية الكالسيكيةفي بعض الترجمات التي قام بها مارون النقاش الذي ترجم أعماال لألديب الفرنسي – موليير –
كمسرحيتي (البخيل) و(الثري النبيل) .كما قام أيضا -سليم النقاش -بترجمةمسرحية (هوراس) التي ألفها صاحبها –كورناي– سنة 1640
وقد ظهر هذا التأثير البسيطبصفة جلية في مسرحيات -أحمد شوقي -الذي كان قد اتصل باألدب الفرنسي الكالسيكيواحتك بمسرحه عند
ذهابه إلى فرنسا للدراسة .ونلمح هذا التأثير في عنصر الصراع بينالحب والواجب في مسرحية (مصرع كليوباترا) إذ جعل األديب كليوباترا
ملكة مصر (67ق.م 30 -ق.م ) تغار على وطنها وال يهمها أن يعزلها الروم أو أن تلقى المنية في سبيلمملكتها وهي مع ذلك مهتمة بجمالها
حية أو ميتة ،متمسكة بعالقتها بأنطيوس القائدالروماني الذي خاصم قومه من أجل كليوباترا ،كما نجد في مسرحية ( قمبيز)
.وبطلتهانتيتاس نوعا آخر من الصراع حيث لم تستطع أن تتغلب على حقدها على قاتل أبيها الفرعونأمازيس
وإذا كانت مسرحيات شوقي محاولة رائدة في الشعرالعربي فقد تبعتها بعد ذلك محاوالت أخرى ناجحة في اإلتقان الفني والنضج الفكري
مثلمسرحية "مصر الجديدة "لـفرج أنطون كما ظهرت فرق أخرى كانت أعمالها المسرحية متميزة. إال أن تأثير الكالسيكية في األدب العربي
:بقي محدودا ولم تلق رواجا كبيرا ألسبابأهمها
.اعتماد المذهب الكالسيكي الغربي على األدبالموضوعي بينما نجد األدب العربي عموما أدبا عاما-
إن المذهب الكالسيكي وثيق االتصال بالمسرحسواء منه اليوناني والروماني القديم أو األوروبي الحديث وليس للعرب مسرح في-
.عصورهمالقديمة ،وحين اتصل بعض أدبائهم بالمسرح الغربي حديثا كان ذلك التأثيرمحدودا
عدم بقاء الكالسيكية وتعميرها طويال فيأوروبا في فترة كان االتصال فيها بين األدب العربي واآلداب األوروبية في مرحلةالطفولة .فليس-
. من الطبيعي أن يتأثر العرب بمذهب أدبي هجره أهله
:نصاستهاللي
قال الدكتور محمد مندور في كتابه -األدب ومذاهبه..." : -يمكنالقول أنها قد كانت في جوهرها ثورة تحريرية لألدب من سيطرة اآلداب
" .اليونانيةوالالتينية القديمة ومن كافة القواعد واألصول التي استنبطت من تلك اآلداب
تعريف الرومانسية1-
:أ -لغــة
الرومانسية من حيثالجذر اللغوي مشتقة من كلمة "رومانيوس" وقد أطلقت هذه الكلمة على اللغات واآلدابالتي تفرعت عن اللغة الالتينية
القديمة ،ويرى البعض أن "رومانس" لفظة اسبانية تدلعلى نوع من الصياغة الشعرية مؤلفة من مجموعة أبيات ثمانية المقاطع تكون
. فيهااألبيات الزوجية مشتركة في القافية واألبيات الفردية مطلقة
:ب -اصطالحا
هي ثورة على المذهبالكالسيكي بأصوله وقواعده وقد رفضت فيه إغراقه في الصنعة ومبالغته في تعظيم العقلوإمعانه في تمجيد العظماء
والسير على منوالهم .فالرومانسية تفتح المجال واسعاللسليقة الحرة وترفض العقل وتدعم اإلحساس المنطلق والشعور المتدفق والطبع
.الوثاب
نشأتها2-
نشأت الرومانسية في فرنسافي أواخر القرن 18م وبلغت قمة ازدهارها في منتصف القرن 19م وقامت على أساس فلسفي هيالفلسفة
العاطفية التي مثلها -جون جاك روسو -الفيلسوف الفرنسي الذي توفي سنة 1778وعلى أساس اجتماعي وهو بروز الطبقة البورجوازية
.التي عبرت عنها الرومانسية مصورةحالة الكآبة والتشاؤم التي سادت تلك الفترة
كما اتسع نطاق الرومانسيةمن خالل بعض األعالم البارزين مثل الفرنسي فيكتور هيغو " "1895 - 1806إال أن وليامشكسبير "-1564
" 1616يعد بحق واضع القاعدة األولى للرومانسية الغربية في مسرحهالشهير في إنجلترا وتميزت أعماله بتحليل عواطف القلب البشري
من حب وبغض .ومن روادهذا المذهب أيضا الشاعران اإلنجليزيان واردزوارث" "1850-1770وكلوريدج " "1834-1772اللذان نظما
وأصدرا ديوانهما "المواويل الغنائية" وقد جعال اإلنسان بهمومهواهتماماته محورا لشعرهما في هذا الديوان وقد شهدت إنجلترا أيضا أدباء
رومانسيينآخرين نالوا شهرة واسعة وتركوا بصماتهم في األدب اإلنجليزي الرومانسي منهم :وليمبالك " "1827-1757وجامس
" .طومسون "1742-1700
تطور الرومانسيةوخصائصها3-
لقد شهدت الرومانسية تطوراكبيرا في إنجلترا من خالل أدباء وشعراء تركوا بصمات بارزة في األدب الرومانسي .وقدشهدت ألمانيا نهضة
في مجال األدب الرومانسي بفضل األديب -غوث -صاحب كتاب "آالمالشاب وارذر" وقد صدر سنة 1774م وترجم بعد ذلك إلى اإلنجليزية
والفرنسية سنة 1775م . وقد اعتبر في أوروبا بطل الرواية "وارذر" بطال للرومانسية .أما عن الرومانسيةبفرنسا فإنها جاءت متأخرة
عن الرومانسية اإلنجليزية واأللمانية حيث ظهر تأثيرهاخاصة في حروب نابليون بونابرت " "1821-1769واحتالله بجيشه لعدة دول
. أوروبيةكإيطاليا وألمانيا وإسبانيا ،ورجوع المغتربين الفرنسيين من هجرتهم إلى بلدهم فرنساوهم محملون بأفكار ومبادئ الرومانسية
وقد ظهر هذا التأثير بوضوحسنة 1830بعد سفر كل من –المارتين "1869-1790" -واألديب فيكتور هيجو -اللذان أعتبرامن أعالم
الحركة الرومانسية بفرنسا -إلى بعض الدول األوروبية ،وقد أخذ هذاناألديبان أسس المذهب الرومانسي ومبادءه وحمالها إلى فرنسا
قادمين بها في رحالتهمامن ألمانيا وإنجلترا وإسبانيا .ومن أعمال فيكتور هيجو (البؤساء -وهرناني -وعمااللبحر) وغيرها من األعمال
الفنية الشعرية والنثرية .وهو صاحب المقولة الشهيرة " يجب أن نخلص الشعر من الموضوعات المأخوذة من عصور غربية عنا " .وقد
اهتمتالرومانسية بالعواطف الذاتية وخصت أدبها بالطبقات الوسطى والدنيا من المجتمع .لذاجاءت تعبيرا عن هذا المجتمع الجديد الذي
.عرفه العالم الغربي ،ومن هنا فقد سعتالرومانسية بأعمالها األدبية إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من السعادة لشعوبها
أهـم خصائــصالرومانسيــــة4-
:من أهم خصائص الرومانسية
.بروز الذاتية في األعمال األدبية ألن األدب في نظرهم أدب ذاتي وشخصي-
. اتخاذ الطبيعة مادة خاما ألعمالهم األدبية والهروب إليها لصياغةالتجارب الشعرية-
. تسعى الرومانسية إلىالتعمق في أسرار الكون عن طريق تقديم الخيال وتفضيله على العقل وتقديس النزعةالعاطفية إلى حد اإلسراف-
التعبير عن معاناةالضعفاء ومظاهر القلق والحزن والتفاؤل والتشاؤم .وقد طمحت إلى عالم تسوده مبادئالعدل والمساواة ،معلنين عن-
تعاطفهم مع الضعفاء والمحرومين ،وقد نادت الرومانسيةبتحطيم القيود والقواعد المفروضة على األدب وركزت على التلقائية والسليقة
.الحرة
أثر الرومانسية في األدبالعربي5-
أشرنا أن الكالسيكية لم يكن لها تأثير واسع في األدبالعربي الحديث .إال أننا نجد أن الرومانسية قد أثرت تأثيرا بالغا على األدب العربيوقد
ظهرت بوادر هذا التأثير على يد المهجريين أمثال (جبران خليل جبران و إيليا أبيماضي) وغيرهما من شعراء المهجر الذين أجادوا اللغة
. اإلنجليزية إلى جانب لغتهماألصلية فتمكنوا من اإلطالع على عيون األدب الغربي عامة واألمريكي خاصة
فيقابله " الوجدانية -الذاتية -الرومانسية -الرومانتيكية -اإلبداعية romonticism-كما نالحظ تعدد الترجمات العربية للمصطلح األجنبي
" ...اإلبتداعية
دعا إليها -العقاد والمازني -ومن شعرائها عبد الرحمان شكري وقد حملت لواءالتجديد والثورة على األدب المحافظ متأثرة بالمدرسة
الرومانسية اإلنجليزية وقد نهجتفي كتابها "الديوان" المنهج ذاته الذي نهجته" مجموعة الكنز الذهبي"وشعارها هو بيت" عبد الرحمن
" : شكري"في قصيدته "ضوء الفجر
.أال يــــا طـــائـرالفــــردو س إن الشــــعر وجــــدان
:وقد قامت هذه المدرسة على دعامتين أساسيتينهما
سعة ثقافة أصحابها :فقدعكفت هذه المدرسة على التراث العربي األصيل وأعطته حقه من التحصيل والتحليلوالدراسة•
اإلطالع الواسع على األدبالغربي :لقد اهتمت هذه الجماعة بعيون اآلداب األوروبية الغربية وخاصة األدباإلنجليزي الذي نال قسطا وافرا•
:من االهتمام .وقد تميزت أعمال جماعة الديوان ببعضالخصائص الفنية نجملها فيما يأتي
.كان أدبهم إنسانيا يحملرسالة سامية ،ويرون أنه يجب على األديب أن يطيل التفكير في الحياة وما تحمله منقسوة وهموم*
.البعد عن الصنعة والتكلفحتى يكون األدب مفعما بالمشاعر القوية واألحاسيس الذاتية*
. دعوتهم إلى الشعر المرسل وتعدد القافية في القصيدة علىخالف النظام القديم*
.الصدق الفني في التجربةالشعورية ألن القصيدة عندهم تنقل بصدق ما في نفس الشاعر من معان وانفعاالت وأحاسيس*
:الرابطــــة القلميــة2-
تمثل شعراء المهجر الشماليين وهي مدرسة قائمة بخصائصها في التعبير والتفكير .تأسستفي الواليات المتحدة األمريكية سنة ، 1920
برئاسة الشاعر جبران خليل جبران ومن أبرزأعضائها ميخائيل نعيمة رشيد أيوب وإيليا أبي ماضي ونسيب عريضة وغيرهما من
.أدباءالمهجر .تتميز هذه الرابطة بدعوتها إلى التجديد ومبالغتها في ذكر األوطان كما أنهاال تلتزم بالدقة اللغوية وقواعد الصرف والنحو
:جمـاعــة أبـولـو (أبولو ربالشعر والموسيقى عند اليونان3-)
هي جماعة أدبية تأسست سنة 1932دعا إليهاأحمد زكي المعروف بأبي شادي ،وقد ترأسها أمير الشعراء أحمد شوقي وبوفاته في
شهرأكتوبر من نفس السنة تزعمها األديب خليل مطران ،وقد انضم إليها علي محمود طه توفيسنة 1949والشاعر أبو القاسم الشابي
.توفي سنة 1934وكذلك األديب إبراهيم ناجيومحمود حسن اسماعيل ،وحسن الصيرفي والتيجاني يوسف البشير
لقد اتخذت الجماعة لنفسها مجلة فنية حملتها لسان حالهادعتها مجلة "أبولو" برئاسة الدكتور أحمد زكي (أبو شادي) وراحت تروج لشعر
دي موسيه،وشيلر ،وجورج ملتون ،وبودلير وغيرهم من الشعراء األوروبيين المجددين .وهذا الشاعرأحمد شوقي يصور آالم ومعاناة
:عاشها إخوانه في سوريا
ورد في كتاب األدب ومذاهبه للدكتور محمد مندور ما يلي " :إنالواقعية ليست األخذ عن واقع الحياة وتصويره بخيره وشره كاآللة
الفوتوغرافية كماأنها ليست معالجة لمشاكل المجتمع ومحاولة حلها أو التوجه نحو هذا الحل ،كما أنهاليست ضد أدب الخيال أو األبراج
العاجية ،وإنما هي فلسفة في فهم الحياة واألحياءوتفسيرهما أو هي وجهة نظر خاصة ترى الحياة من خالل منظار أسود " ويرون " :
أنالشجاعة واالستهانة بالموت لو نقبنا عن حقيقتها لوجدناها يأسا من الحياة أو ضرورةال مفر منها ،والكرم في حقيقته أثرة تأخذ مظهر
المباهاة ،والمجد والخلود تكالبعلى الحياة وإيهام للنفس بدوامها أو استمرارها .وهكذا األمر في كافة القيمالمثالية التي نسميها قيما خيرة ،
" . فهي ليست واقع الحياة الحقيقية وإنما الواقع هواألثرة وما ينبعث عنها من شرور وقسوة ووحشية
تعريف الواقعية1-
تمثل الواقعية الجانب الواقعي من المجتمع والحياة ،فهيترى أن الحياة كلها شر ووبال وأن اإلنسان ال يستطيع أن يعيش إال إذا كان
.ماكراومخادعا
نشأتها2-
نشأ هذا المذهب في الثلثالثاني من القرن 19م تحت تأثير الحركة العلمية والفلسفية ونتيجة رد فعل لإلفراطالعاطفي الذي اتسمت به
الرومانسية ؛ فقد ازدهرا معا وتجاورا .وقد عمد الواقعيونإلى تشخيص اآلفات االجتماعية وتصوير معاناة الطبقة الدنيا وبالغوا في ذلك
. حتى اتسمأدبهم بطابع تشاؤمي ومسحة سوداء
الرائد األولللواقعية في فرنسا وقد خلف أكبر موسوعة في األدب الواقعي وهي تشمل نحو 150قصة» Balzac « 1850-1799يع ّد بالزاك
أطلقعليها اسم الكوميديا البشرية وتمثل قطاعات مختلفة من الحياة ،كما نجد عدة أدباءآخرين من فرنسا في مجال الواقعية مثل غوستاف
وقصة أخرى Bovary Madame فلوبار" " 1880-1821وهو صاحب األعماالألدبية المتميّزة مثل السيدة بوفاري
. وغيرهما من األعمال األدبية القيمة Salammbo عنوانها
تطور الواقعية وأشهر أعالمها3-
أشرنا إلى نشأة الواقعية في فرنسا وريادة بالزاك في هذاالمجال ،أما في إنجلترا فإننا نجد ريشار شيريدان" " 1816-1751وكذلك تشالز
ديكينز "1870-1822" الذي قدم وصفا صادقا وعميقا للمجتمع اإلنجليزي في رواياته التي تركتآثارا جلية في الواقعية اإلنجليزية مثل
( . صحائف بكويك و دافيد كوبرفيلد) وكذلك (دمنىوولده)
خصائص الواقعية4-
: يرى النقاد أن الواقعيةتنقسم من حيث خصائصها الفنية إلى ثالثة اتجاهات
:الواقعية االنتقادية*
تقفموقفا انتقاديا إزاء أوضاع المجتمع فظهر هذا المذهب جليا أكثر في األدب الفرنسي عندبالزاك وستيندال وكذلك تجلى في األدب الروسي
عند دوستويفيسكي و تولستوي " "1910-1828صاحب القصة المشهورة (حرب وسلم) وإلى جانب هؤالء األدباء ذاع صيت األديب
" . األمريكيهيمينغواي " "1960-1898ومن رواياته " الشيخ والبحر " و " لمن تقرع الطبول
:الواقعية الطبيعية*
لقدعملت على توثيق صلة األدب بالحياة لتصوير الواقع االجتماعي بمختلف أشكاله معاالستعانة بالعلوم التجريبية العصرية وعلى هذا اعتقد
الفرنسي ايميل زوال "1902-1840" أن األديب يطبق مكتشفات (داروين) صاحب نظرية "أصل األنواع " و(كلودبيرنارد) صاحب نظرية
"األثر الحاسم للبيئة" وبذلك نفى هذا االعتقاد على اإلنسانحرية اإلرادة واالختيار ،واعتبر أن أفكاره وأحاسيسه وسلوكه نتاج الجانب
. العضويوالمادي فيه
:الواقعية االشتراكية*
هي واقعية جديدة طغت عليها النظرة الماركسية إلى الفناألدبي ،وترى أن األدب يجب أن يخدم هذه النظرة ويعبر عن الطبقة العاملة ،
. بالدفاععن حقوقها ومصالحها
إن الواقعية االشتراكيةأفرزتها ظروف تاريخية واجتماعية معارضة للرومانسية والمثالية الطبيعية .إنالواقعية االشتراكية تعتمد على-
تحليل الواقع تحليال دقيقا ثم تقبل ما يوافقها وتطرحما عدا ذلك .كما تؤمن الواقعية االشتراكية أن الواقع يمكن تغييره ألن اإلنسان
. مالكلمصيره لذا باستطاعته أن يستعمل هذه الظروف لصالحه في تغيير الواقع ومن ث ّم تغييرهلنفسه
وهذه الفكرة تعتبر من صميمالنظرية االشتراكية فقد قال زعيمها ماركس " :اإلنسان يعمل في الطبيعة الخارجيةويغيرها ،وفي الوقت
... " . نفسه يغير طبيعته ويطور الملكات الكامنة فيه
أثر الواقعية الغربية في األدبالعربي الحديث5-
إن الواقعية الغربيةبنظرتها المتشائمة لم تستطع فرض نفسها على األدب العربي الحديث ،فقد رسم أدبنانهجا خاصا به استوحاه من الواقع
العربي بمشكالته االجتماعية وقضاياه السياسية ،وإنكان بعض األدباء قد تأثروا في بداية األمر بالواقعيين الغربيين ومن هؤالء
" . محمودتيمور" الذي تأثر بالواقعية الفرنسية حيث كانت أعماله القصصية لوحات ألوضاعاجتماعية غلب عليها شيء من التخيل
أما الواقعية الحقيقية فيأدبنا العربي الحديث فقد تجلت عند الدكتور طه حسين في كتابه المعذبون في األرض وقدعبر عن رفضه لمظاهر
الحرمان والفقر مطالبا بالعدالة االجتماعية والحقوق اإلنسانيةللفرد .وخير ما أثمرته الواقعية في أدبنا ما كتبه "توفيق الحكيم" في
روايته( يوميات نائب في األرياف) سنة 1937قدم وصفا دقيقا لحياة الفالحين في الريف المصريمستعرضا مظاهر الجهل والمرض
والحرمان والذل بين أجيال من اإلقطاعيين المستبدين وقدترجمت هذه الرواية إلى أغلب لغات العالم وبذلك بلغ مرتبة سامية في سلم
. األدبالعالمي
كما ظهرت الواقعية في أدبنافي أعمال "يوسف إدريس" في روايته(الحرام) التي نالت رواجا واسعا وترجمت إلى لغاتعالمية كثيرة .كما
نلمح الواقعية عند األديب "عبد الرحمان الشرقاوي" في روايته" األرض" وكذلك األديب "يحي حقي" في مجموعته القصصية (ماء
وطين) أما الواقعية فياألدب الجزائري فقد تجلت في الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية التي تناولت الحياةالجزائرية عامة والريفية بوجه
خاص ونجد ذلك في رواية (ابن الفقير) لـ "مولود فرعون" إذ صور فيها نشأته المعذبة ،كما وصف أيضا حياة الفالحين البائسة ومعاناتهم
اليومية ،فالفالح يقضي في حقل اإلقطاعي قرابة ست عشرة ساعة يوميا فهو يخرج من كوخه قبلبزوغ الفجر وال يعود إليه إال بعد غروب
الشمس ويقول في ذلك " :يسكنون بيوتا بدائيةفقيرة ،تتسلق قمما مرتفعة يعلو كل منها اآلخر ،وكأنها عظام عمود فقري هائل
... " . لحيوانرهيب من حيوانات مل قبل التاريخ
كما صور األديب الجزائري هذه الواقعية المؤلمة بكل صدقوإيمان نظرا لتجاربه في الحياة ومعاناته اليومية ،فهو صورة لهذا المجتمع
المتألممن نير عبودية االستعمار وسياسته االستيطانية واالستعبادية وهذا ما نجده في رواية"محمد ذيب" (الحريق) الذي عبر قائال " :لقد
استولوا على كل شيء ،إنهم يريدون أنيصبحوا سادة أيضا ،لقد جعلوا من واجبهم الحقد علينا.وهاهم أوالء ينتزعون كل يومقطعة من
... " . لحمنا ،فيبقى مكانها جرح عميق لتسيل من حياتنا
: كما نجد الشعر قد صور واقع الحياة االجتماعية لهذا الشعبوهذا "محمد األمين العمودي" يقول
نفسي تريد العال والدهريعكسها بالقهر والزجر إن الدهر ظالّم
أبكي إذا اشتد إرزامالحوادث بي وللحوادث مثل الرعـد ارزام
إن حل عام جديـد قمـت أسأله قل لي :بماذا أتيت أيهاالعام؟
إني وإن حط سوء الحظ منزلتي وقد عال شرفـي بالظلم أقوام
: كما نجد األديب "محمد الصالح خبشاش" يعبر عن واقع المرأةالجزائرية المؤلم داعيا إلى تربيتها وتعليمها قائال
تركـوك بين عبـاءة وشقـاء مكؤوبـة في الليلـة الليالء
دفنوك من قبل الممـات وحبذا لو مـت قبـل تفاقـم األدواء
مسجونـة مزجـورة محرومة محفوفـة بمـالءة سـوداء
ّ
وإلى جانب هذين الشاعرين هناك شعراء آخرون ،لم يقل شعرهم أهمية وال مكانة في وصف الواقع الجزائري المزري نذكر منهم "محمد
..." العيد آلخليفة ،الشيخ إبراهيم أبي اليقضان
LeSymbolismeالمذهـب الرمـزي
:نصاستهاللي
يقول جورج صيدح " :إن الرمز هو غير اللغز فاللغز ال يفهم واليوحي ،أما الرمز فأنت تفهم إيماءته أضعاف ما تفهم من كلمته ...
"واإلغراق فياإليهام يسد منافذ الجو ،ويخلق أمام القارئ فراغا ال يستحث الفكر وال يوقظالشعور
ويقواللدكتور حامد حقي داود ... " :هذا الرمز والغموض هو ما أشار إليه النقاد العربالقدامى كقول بن سنان الخفّاش :أفخر الشعر ما
" . غمض عنك فلم يعطك إال بعض ما طلب منه
تعريف الرمزية1-
:أ -لغـة
يعود أصاللكلمة إلى عصور قديمة ال يعرف مداها التاريخي ولكنها موحدة المعنى لدى الشعوبالقديمة فهي عند اليونانيين تدل على قطعة
. الفخار أو الخزف تقدم إلى الزائر الغريبعالمة على حسن الضيافة
وعند العرب شرح المعجم اللغوي لسان العرب البن منظور الرمز بحركات تقومبها العينان والشفتان لتؤدي معنى خفيا ال يؤدى تأديته
. باللفظ الصريح
:ب -اصطالحا
. المدرسة الرمزية حركةأدبية ظهرت فيالنصف األخير من القرن 19م اعتمدت الرمز لغة والموسيقى إيقاعا والجمال غاية ومحورا
والرمز هنامعناه اإليحاء أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية المستترة التي ال تقوىاللغة على أدائها في داللتها الوضعية ،بحيث
. تتولد المشاعر عن طريق اآلثار النفسيةال عن طريق التسمية والتصريح
نشأتها2-
ظهرت الرمزية فيالنصف الثاني من القرن 19م وقد اعتمدت في أصولها الفلسفية على "مثالية أفالطون" ومنظّرو الرمزية يشيرون إلى أن
هذه الحركة تأثرت في نشأتها بالحركة الدينيةواألسطورية التي قامت في تلك الحقبة ،كما ال يخلو األدب الرمزي من تأثيرات
ومقدماتفلسفية رصدت دوافعه ومن الفالسفة الذين كتبوا ومهدوا للرمزية كانط المؤثر المباشر،وهربرت سبنسر اإلنجليزي مؤسس الفلسفة
. التطورية
وإذا ما استندناإلى مثالية أفالطون فإن الرمزية تنكر األشياء الخارجية المحسوسة ،ونراها فيالحقيقة رمزا للحقائق المثالية البعيدة عن
. عالمنا المحسوس
تطور الرمزيةوأشهر أعالمها3-
من حيث اإلطار اإلعالمي الفعلي فإن نشأة الرمزية في األدب الغربيالحديث يعود إلى سنة 1886م عندما أصدر "مورياس" رسالة أدبية
تتضمن تعريفا مفصالبهذه المدرسة واعتبرت هذه الرسالة بمثابة أول منشور للرمزية وقد صدر هذا البيان فيالملحق اإلداري لجريدة
"الفيغارو" الفرنسية حيث قدم تعريفا بالمذهب الجديد وحددممثليه ورواده وهم شارل بودالر " "1867-1821وهو شاعر وكاتب فرنسي
وله مجموعة شعرية تعبيرية وترجم قصصلـ"ادغار آالمبو" ،ويعدles fleurs du mal /" ولد عاش بباريس منمؤلفاته "زهور الشر
بودالر الرائد األول للرمزية في فرنسا و "مالرميه" المنظرالحقيقي الذي وهب الشعر معنى الغموض واألسرار الخارقة التي ال توصف أما
.الثالث فهو" فرلين" ألنه كسر قواعد الشعر المألوفة إلى نوع جديد هو الشعر الحر
في أربع أعداد وقد أوضحتكثيرا من قواعد الرمزية ورسخت اتجاهاتها .ومن أبرز lesymboliste بعد ذلك بأسابيعظهرت مجلة الرمزي
رواد الرمزية خارج فرنسا ويليامبالك ،ويليام بيتلرياتس من ايرلندا وريزماريار يلكه وإلكسندر بلوك من روسيا أيضاوتوماس ستريس
the wasteland " . إليوت من أمريكا إال أنه يحمل الجنسية اإلنجليزية خاصة في مجموعتهالشعرية المسماة "األرض الخراب
يرى الرمزيون أناللغة ال قيمة لها في ألفاظها إال ما تثيره هذه األلفاظ من الصور الذهنية التيتلقيناها من الخارج وعلى هذا األساس تصبح
اللغة وسيلة لإليحاء ،كما يرى الرمزيونأن األدب يسعى إلى نشر الصورة الفنية ونقل خيال الكاتب إلى القارئ كما اهتم أصحابالمذهب
. الرمزي باإليقاع الموسيقي في شعرهم ويرون أن الموسيقى وحدها هي التي توقظ فيالسامع أو القارئ مشاعره العاطفية التي تهز نفسه
خصائص الرمزية4-
: من أهم خصائص المذهب الرمزي نذكر ما يأتي
:انتفاء الواقع والتحري عن الروح في قلبه*
فالرمزية اعتبرتالواقع الهادي زائفا في الداللة على الحقيقة وإنه قناع يسترها ،ذلك أن الشاعر إذاما رنا إلى البحر فإنه ال يذكر زرقته
وموجه الهادر وإنما يتخذ البحر مادة للتأمل ،إنه يرنو إلى ميتافيزيقية البحر من حيث غاياته وغاية اإلنسان والوجود فيتحوالإلنسان البحر
: والبحر اإلنسان كما يقول بودالر
أيها اإلنسانالح ّر
ستحب البحر
ّ
البحر مرآة
:الغموض*
يشكل الغموض العمود الفقري لألدب الرمزي والمقصودبالغموض ما يخيّم على القطعة األدبية فتصبح مقتصرة على ذوي االحساسات
. الفنيةالمرهفة ،فالرمزيون يكتفون باإلشارة إلى الحالة النفسية الغامضة بوسائل رمزية
:اإليحاء*
إذا كانت الكالسيكية تنقل المعاني عن طريق العقلوالرومانسية عن طريق االنفعال "العاطفة" فإن الرمزيين قد اهتموا بنوع آخر من
هذهالمشاركة الوجدانية ما بين الكاتب والقارئ تقوم على نقل حاالت نفسية من الكاتب إلىالقارئ وهو اإليحاء ومن هذه الكلمات الموحية :
"الضوء الخافت -التموج -األلوانالهاربة-األنغام -الغروب-الرحيل " ...كما أنهم يقربون بين الصفات المتباعدة( السكون المقمر-الضوء
: الباكي-الشمس المرة المذاق-القمر الشرس) .كما اهتمواباأللوان من ذلك أن "رامبو" قد جعل لكل لون معنى
.اللون األحمر يرمزإلى الحركة والحياة الصاخبة والقتال والثورة والغضب واألعاصير
.اللون األخضريرمز إلى السكون والطبيعة واالنطالق وفكرة المستحيل والخالص من عالم المادة
.اللون األزرقيرمز إلى العالم الذي ال يعرف الحدود وفيه انطالق إلى ما وراء المادة الكونية
.اللون األصفر لونالمرض والشعور بالحزن والضيق والتبرم بالحياة
. اللون األبيضيمثل الطهر المثالي وهدوء السكينة ويرمز إلى الفراغ والجمود
. اللون البنفسجيلون الرؤى الصوفية
:النغمة الموسيقية*
الرمزية في نظر" فاليري" هي ":نية عدد من عائالت الشعراء في أن ينهلوا من الموسيقى" فالموسيقى التقرر أفكارا بل تعبر تعبيرا
نغميا عما يشعر به الفرد ،وتنتقل هذه المشاعر منالمؤلف والعازف إلى المستمع وهذا "بودالر" في ديوانه (أزهار الشر) يكتب
:مقطوعةصغيرة عنوانها الموسيقى صور فيها األثر العميق الذي تحدثه الموسيقى
تأخذني الموسيقىغالبا مثل بحر
نحونجمتي الشاحبة
تحتسقف ضبابي أو أثير واسع
أرفع الشراع
صدري إلى األمام ورئتاي منفوختان
كالشراع
ويقول "فرلين " فيالموسيقى في قصيدته الفن الشعري :عليك بالموسيقى قبل كل شيء قم بالموسيقى أوالوأخيرا
وليكن شعركمجنحا
سأنه منطلق من الروح عابرا نحو سماوات أخرى حتى ال يح ّ
:تراسل الحواس*
فاللمس والشم والسمع والبصر وسائل تعبير متداخلة ومتبادلةفبعضها ينوب عن بعضها اآلخر في التأثير النفسي كوصف أحد الرمزيين
: للون السماء بقوله" : وكأن لون السماء في نعومة اللؤلؤ" وكقصيدة بودالر الشهيرة مراسالت التي يقولفيها
ثمة عطورندية كجسد األطفال
عذبة كآلة موسيقية
خضراء كالمروج
. وهكذا شاهد الشاعر لون االخضرار في العطر وسمع نغم المزمار والمسه فيجسد األطفال
:الرمزية أدب الصفوة*
فهم ال يحفلونبسواد الشعب ويتوجهون إلى الصفوة بحيث يغدو فهم األدب الرمزي مقصورا على الذينتمكنوا من بعض العلوم اإلنسانية كعلم
" . النفس الجماعي الذي شرحه كل من "يونغ" و"أدلر"وعلم التحليل النفسي الذي اكتشفه وعرفه العالم النمساوي "فرويد
" . اإليمان بالصنعةدون اإللهام :وفي ذلك يقول فاليري " :إذا آمن الشاعر بالوحي قتل اإلبداع*
:اللجوء إلى األساطير*
. وذلك عندما يصرفون موضوعات إنسانيةلها عالقة مباشرة بالفلسفة أو األخالق
: وعليه انقسمت الرمزية إلى ثالثة اتجاهات نجملها فيما يأتي
الرمزيةاللغوية : وعملها نقل الصورة اللغوية من نفس إلى أخرى ،ويرى أصحاب هذا االتجاهوعلى رأسهم "شارل بودالر" أن معطيات-
الحواس متداخلة أي أن كافة الحواس تستطيع أنتولّد وقعا نفسيا واحدا ،وأن جزء منها ينوب عن اآلخر في التأثير النفسي ،ويتضحهذا في
" . وصف أحد الكتاب سماء مغطاة بالسحب البيضاء حيث يقول " :وكأن لون السماء فينعومة اللؤلؤ
الرمزية الغيبية : وتهتم بطريقة إدراك العالم الخارجيوبالوجود الذهني الذي ينحصر فيه ويترأس هذا االتجاه الفرنسي "ستيفان-
" . ماالرميه
"الرمزيةالباطنية: وهي تسعى إلى اكتشاف العقل الباطن وعالم الالوعي " الالشعور-
: كما ذهب البعض إلى تقديمأقسام أخرى للرمزية مثل
أ -الرمزية الشعرية : ويظهر هذا االتجاه في الشعر الغنائيوالشعر التمثيلي حيث تسعى إلى إحداث حالة نفسية خاصة ،واألداة األولى عنده
للفعاللشعري هي "الكلمة" لتصبح واقعا ملموسا تلونها حروفها الصوتية وتصنع فيها الحياةحروفها الساكنة ،فالعمل األول للشاعر عندهم
. هو إعطاء معنى أكثر صفاء للكلمات
ب -الرمزيةالموضوعية : حيث يلجأ األدباء إلى معالجة المشاكل اإلنسانية واألخالقية بواسطةالخيال وبذلك تكون بعيدة عن مشاكل الواقع
. الحياتي ،فهي ترمي إلى تجسيد األفكارإليضاح الحقائق الفلسفية واألخالقية
أثر المذهب الرمزي في األدبالعربي الحديث5-
كان للترجمة التي قام بها عدد من األدباء ،وال سيما تلك التي قامتبنشرها مجالت عربية مشهورة مثل :المقتطف والمكشوف والرسالة
. واألديب ...أثر واضحفي نقل اآلداب الغربية التي أخذت بأساليب المدارس األدبية
وقد مهد لهذهالترجمات اإلطالع المباشر على اللغات األوروبية واألمريكية إثر الهجرات التي قامبها عدد من اللبنانيين والسورية إلى بالد
. الغرب وال سيما الواليات المتحدةاألمريكية
لقدلقيت الرمزية اهتماما من الشعراء العرب وانتشرت على أوسع نطاق .ولم يكن ظهورالرمزية في أدبنا خاضعا لنفس الظروف التي نشأت
.في كنفها الرمزية في األدب الغربي
ومن مظاهر ذلك الرمزيةالجزئية لـ جبران خليل جبران خاصة في قصيدته "المواكب" التي اعتمدت في بعض صورهاعلى تراسل الحواس
: كما في قوله
هل تحممـت بعطـر وتنشـفـتبنـور
وشربت الفجرخمرا في كؤوس من أثير
وفيه انتقال الحس اللمسي" االستحمام" مكان الحس الشمي "العطر" والحس البصري "النور" مكان الحس اللمسي" التنشف" والحس
. الذوقي "الشرب" مكان الحس البصري .وهذا ال يحقق لجبران رمزية كلية
لقد أجمعالدارسون لرمزية األدب العربي أن "أديب مظهر" توفي 1928أول شاعر في العربية أدخلشرارة الرمزية الحقيقية إلى اللغة
العربية مع قصيدته المسماة (نشيد السكون) وكانيقدّر له أن يبرز إال أن الموت عاجله وهو في السادسة والعشرين من عمره كما
برزالشاعر اللبناني سعيد عقل " "1916-1818مؤسس صحيفة (البرق) وقد قتلته األتراك نتيجةمواقفه السياسية المتشددة ،وهو من
أوائل األدباء العرب نقال للرمزية الغربية .كمايرى أن الشعر يجب أال يخبر بل يؤمن ويوحي ويل ّمح وأص ّر على اإلدراك الالمنطقيوالحدسي
صوب ،جورج صيدح ،إيليا أبو ماضي) . للعالم ،كما اعتبر أن الشعر موسيقى قبل أن يكون فنا فكريا .ومن الرمزيينأيضا( :يوسف غ ّ
وبعد سنة 1950شاعت في الشعرالعربي حركة جديدة تنتمي إلى الرمزية من أبرز أعالمها :من العراق (بدر شاكرالسيّاب ،عبد الوهاب
.البياتي ،سعدي يوسف ،نازك المالئكة ) ومن لبنان (خلياللحاوي ،يوسف الخال ،أدونيس) ومن مصر (صالح عبد الصبور)