You are on page 1of 208

‫مركز األجانب‬

‫وفقاً ألحدث التشريعات المعمول بها فى جمهورية مصر العربية‬

‫دكتـور‬ ‫دكتـور‬
‫أحمـد عـزت أبورية‬ ‫ميـنــا عــادل زاهــر‬
‫قسم القانون الدوىل اخلاص‬ ‫قسم القانون الدوىل اخلاص‬
‫كلية احلقوق – جامعة عني مشس‬ ‫كلية احلقوق – جامعة عني مشس‬

‫‪2020‬‬
‫مقدمة‬

‫منذ أن تعددت القبائل والشعوب أصبح هنا فرقاً بين من ينتمى‬

‫إلى مجموعة من البشر واألجنبى الوافد إليهم‪ .‬ومع تطور فكرة االنتماء‬

‫ونشأة الدولة المستقلة ذات السيادة ‪ ،‬استمرت فكرة االنتماء التى تجسدت‬

‫فى الجنسية التى تمنحها الدولة لمواطنيها‪ .‬وباتت الجنسية معيا اًر يميز‬

‫الوطنى عن األجنبى‪ .‬وأصبحت كل دولة مسئولة عن التعامل مع كل من‬

‫المواطن واألجنبى الوافد إلى أراضيها ألى غرض كان‪.‬‬

‫ففى كل مجتمع هناك أفراداً يتمتعون بالحقوق ويتحملون‬

‫بااللتزامات‪ .‬وتختلف نظرة الدولة لكل من المواطن واألجنبى‪ .‬فللمواطن‬

‫جميع الحقوق التى يتمتع بها أعضاء الجماعة وفقاً لما نص عليه‬

‫الدستور والقانون‪ .‬أما األجنبى فيتمتع بحقوق أقل لكونه ينتمى إلى دولة‬
‫أخرى‪ .‬وال يعد ذلك تميي اًز بين األفراد حيث يعد مواطن دولة ما أجنبياً فى‬

‫الدول األخرى ‪ ،‬واألجنبى كذلك هو مواطن فى الدولة التى يحمل‬

‫جنسيتها وهو ما يرسخه المبدأ المعمول به فى القانون الدولى العام‬

‫والمعروف بمبدأ المعاملة بالمثل‪ .‬وحيث أن المجتمع الدولى يسعى جاهداً‬

‫للحد من ظاهرة انعدام الجنسية ‪ ،‬يتمتع كل إنسان بجنسية واحدة على‬

‫األقل مما يضمن له التمتع بحقوق المواطنة فى هذه الدولة‪.‬‬

‫ولكل دولة أن تتعامل مع األجانب وفقاً لالتفاقيات الدولية التى‬

‫وقعت عليها إضاف ًة إلى التشريعات الوطنية التى تأخذ بعين االعتبار‬

‫المعايير ذات الصبغة السياسية واالقتصادية واألمنية مما يبرر فكرة أن‬

‫يكون السماح لألجانب بالدخول واإلقامة بجمهورية مصر العربية فى يد‬

‫وزير الداخلية‪.‬‬
‫وهنا تبرز أولى مظاهر التمييز بين المصرى واألجنبى وهى‬

‫السماح لألخير بالدخول واإلقامة والخروج من أراضى الدولة‪ .1‬ففى‬

‫الوقت الذى يتمتع فيه المواطن المصرى (بحسب األصل) بالدخول‬

‫واإلقامة والخروج بكل حرية ودون إجراءات مسبقة ‪ُ ،‬يطلب من األجنبى‬

‫أن يتقدم بطلب إلى السلطات المختصة للحصول على تأشيرة لدخول‬

‫البالد كذلك األمر إذا أراد هذا األجنبى المكوث بالدولة لمدة أطول ‪،‬‬

‫عليه أن يتقدم بطلب للحصول على إذن باإلقامة وهو ترخيص مؤقت ‪-‬‬

‫بحسب األصل‪ -‬يجوز تجديده بطلب آخر إن اقتضى األمر‪.‬‬

‫ويبرز التمييز بين المصرى واألجنبى كذلك فى التمتع بالحقوق‬

‫والتحمل بااللتزامات‪ .‬فالمواطن يتمتع (بحسب األصل) بكل حقوقه سواء‬

‫د‪ .‬أحمد قسمت الجداوي‪ ،‬الوجيز في القانون الدولي الخاص الجزء األول ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجنسية ومركز األجانب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1987 ،‬ص‪.36‬‬


‫فى الترشح للمناصب العليا أو النيابية أو االنتخاب أو االنتماء إلى‬

‫األحزاب السياسية وغيرها من الحقوق التى يتمتع بها الفرد وفقاً للضوابط‬

‫التى يحددها القانون‪ .‬أما األجنبى فال يتمتع بكل هذه الحقوق على‬

‫إطالقها (وإن كان يتمتع بها فى الدولة التى يحمل جنسيتها)‪ .‬وكذلك فيما‬

‫يتعلق بالتحمل بااللتزامات ‪ ،‬يختلف الوضع بحسب ما إذا كان الشخص‬

‫وطنياً أم أجنبياً‪ .‬فيكون االلتزام بأداء الخدمة العسكرية فى جمهورية‬

‫مصر العربية قاص اًر على المواطن المصرى دون األجنبى‪.‬‬

‫وبـذل ـك تـنـقـس ـم دراس ـة م ـركـ ـز األجانـب فــى الـقـانــون المصــرى إل ـى‬

‫فصلين ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬أحكام دخول وإقامة األجانب فى جمهورية مصر العربية‬

‫وخروجهم منها‪.‬‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬حقوق األجانب والتزاماتهم في القانون المصري‪.‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬أحكام دخول وإقامة األجانب فى جمهورية‬

‫مصر العربية وخروجهم منها‬

‫تبدأ عالقة األجنبى بجمهورية مصر العربية منذ دخوله إقليم‬

‫الدولة مرو اًر بإقامته فيها ثم تنتهى بخروجه منها‪ .‬وبذلك تنقسم الدراسة‬

‫فى هذا الفصل إلى ثالثة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬دخول األجانب جمهورية مصر العربية‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬إقامة األجانب فى جمهورية مصر العربية‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬خروج األجانب من جمهورية مصر العربية‬

‫‪7‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬دخول األجانب جمهورية مصر العربية‬

‫ال يمكننا دراسة موضوع دخول األجانب إقليم الدولة دون معرفة‬

‫ما هو المقصود باألجنبي ‪ ،‬وذلك لتمييزه عن الوطني‪ .‬ويستلزم دخول‬

‫األجنبى جمهورية مصر العربية حصوله على جواز سفر من الدولة التى‬

‫يحمل جنسيتها باإلضافة إلى تأشيرة الدخول‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬يحظر دخول‬

‫األجانب المدرجين على قوائم الممنوعين من السفر‪ .‬وبذلك ينقسم هذا‬

‫المبحث إلى المطالب التالية ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬جواز السفر‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬تأشيرة الدخول‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬قوائم الممنوعين من دخول البالد‬

‫‪8‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬جواز السفر‬

‫‪Passeport‬‬

‫تنص المادة الثانية من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬على اآلتى ‪:‬‬

‫"ال يجوز دخول جمهورية مصر العربية أو الخروج منها إال لمن يحمل‬

‫جواز سفر أو وثيقة صادرتين من السلطة المختصة بذلك فى بلده أو‬

‫أى سلطة أخرى معترف بها يخوالنه العودة إلى البلد الصادر منها‪.‬‬

‫ويجب أن يكون الجواز أو الوثيقة مؤش اًر على أى منهما من وزارة‬

‫الداخلية أو من إحدى البعثات الدبلوماسية أو أى هيئة تنتدبها حكومة‬

‫جمهورية مصر العربية لهذا الغرض"‪ .‬ومن هنا تتضح لنا أهمية جواز‬

‫السفر فى عملية دخول وخروج األجنبى‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬هناك‬

‫عدة شروط ينبغى توافرها فى جواز السفر‪ .‬لذلك ينقسم هذا المطلب إلى‬

‫الفرعين التاليين ‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أهمية جواز السفر‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬شروط جواز السفر‬

‫الفرع األول ‪ :‬أهمية جواز السفر‬

‫جواز السفر هو وثيقة رسمية تصدرها الدولة لمواطنيها وهى‬

‫معترف بها دولياً إلثبات حالة الشخص وهويته على مستوى العالم‪ .1‬ويعد‬

‫جواز السفر أهم إثبات شخصية يمكن أن يستدل به على حالة الشخص‬

‫وجنسيته وتاريخ ومحل ميالده ووظيفته‪ .‬لذلك يستخدمه الشخص‬

‫لالحتجاج به أمام أى جهة أجنبية تطلب التعرف على هويته‪.‬‬

‫د‪ .‬عز الدين عبد هللا‪ ،‬القانون الدولى الخاص‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ط‪،3‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،1958‬ص‪.308‬‬

‫‪10‬‬
‫وتحتوى معظم جوازات السفر على عبارات تحث الجهات‬

‫المختلفة على حسن معاملة حامله‪ .‬ومثال ذلك ما هو مدون على جواز‬

‫السفر المصرى‪" : 1‬يرجو وزير الخارجية من جميع المختصين أن‬

‫‪1‬‬
‫جواز السفر العادى الذى يصدر من و ازرة الداخلية المصرية ؛ حيث هناك‬
‫جوازات أخرى تصدرها و ازرة الخارجية المصرية مثل جواز السفر الدبلوماسى‬
‫والخاص ولمهمة طبقاً للقانون رقم ‪ 97‬لسنة ‪.1959‬‬
‫وطبقاً لما جاء بالمادة الثانية من القرار الوزاري رقم ‪ 63‬لسنة ‪ 1959‬وما تم عليه‬
‫من تعديالت تمنح جوازات السفر الدبلوماسية إلى الفئات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬رئيس الجمهورية وأسرته‪.‬‬
‫‪ -2‬رؤساء الجمهورية السابقين وأسرهم‪.‬‬
‫‪ -3‬نواب رئيس الجمهورية الحاليين والسابقين‪.‬‬
‫‪ -4‬الحائزين على قالدة النيل من مواطني جمهورية مصر العربية‪.‬‬
‫‪ -5‬رئيس مجلس الوزراء ورؤساء الوزراء السابقين‪.‬‬
‫‪ -6‬رئيس مجلس النواب ورؤسائه السابقين‪( .‬تم تعديل بالقرار رقم ‪ 917‬لسنة‬
‫‪)2016‬‬
‫‪ -7‬شيخ األزهر‪ ،‬وبطريرك الك ارزة المرقسية‪ ،‬ومفتي الديار المصرية‪ ،‬والحاخام‪.‬‬
‫‪ -8‬مساعدي رئيس الجمهورية الحاليين والسابقين‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -9‬نواب رئيس الوزراء والوزراء ونواب الوزراء أعضاء مجلس الوزراء الحاليين‬
‫والسابقين‪.‬‬
‫‪ -10‬قائد عام القوات المسلحة‪ ،‬ورئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة‪ ،‬ورؤساء‬
‫هيئة أركان حرب القوات المسلحة السابقين‪ ،‬وقادة القوات الجوية‪ ،‬والدفاع الجوي‪،‬‬
‫والبحرية الحاليين فقط‪.‬‬
‫‪ -11‬ملغي‪.‬‬
‫‪ -12‬األمين العام واألمناء المساعدين لجامعة الدول العربية‪ ،‬ورؤساء جميع‬
‫المنظمات المتخصصة والمنبثقة عن األمانة العامة لجامعة الدول العربية‪ ،‬وكذلك‬
‫رؤساء وأعضاء مكاتبها الدائمة في الخارج النظراء ألعضاء السلك الدبلوماسي‪،‬‬
‫على أن يكونوا من المتمتعين بجنسية جمهورية مصر العربية‪.‬‬
‫‪ -13‬رئيس المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬ورئيس محكمة النقض‪ ،‬ورئيس مجلس‬
‫الدولة‪ ،‬والنائب العام‪ ،‬ورئيس هيئة قضايا الدولة‪ ،‬ورئيس النيابة اإلدارية‪ ،‬ورؤساء‬
‫محكمة االستئناف بدرجة وزير‪.‬‬
‫‪ -14‬رئيس ونائب رئيس المخابرات العامة‪ ،‬ورؤساء المخابرات العامة السابقين‪.‬‬
‫‪ -15‬رئيس ديوان رئيس الجمهورية‪ ،‬والرؤساء السابقين لديوان رئيس الجمهورية‬
‫الذين أمضوا أربع سنوات في المنصب‪.‬‬
‫‪ -16‬محافظو البنك المركزي المصري الحالي والسابقون‪ ،‬ورئيس هيئة قناة‬
‫السويس‪ ،‬ورئيس هيئة الرقابة اإلدارية‪ ،‬ورئيس الهيئة العامة للمنطقة االقتصادية‬
‫لقناة السويس‪ ،‬وذلك للتمتع بجوازات السفر (تم هذا التعديل بالقرار رقم ‪ 582‬لسنة‬
‫‪.)2016‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -17‬وكيلي مجلس النواب واألمين العام للمجلس (تم تعديل بالقرار رقم ‪ 917‬لسنة‬
‫‪)2016‬‬
‫‪ -18‬مستشاري‪ ،‬ومدير مكتب‪ ،‬وسكرتير رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫‪ -19‬المحافظون‪.‬‬
‫‪ -20‬كبير الياوران‪ ،‬وكبير األمناء برئاسة الجمهورية‪.‬‬
‫‪ -21‬أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي بو ازرة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -22‬أعضاء التمثيل التجاري‪.‬‬
‫‪ -23‬أعضاء المكاتب الفنية النظراء ألعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي الصادر‬
‫بتعيينهم بهذه الصفة قرار من وزير الخارجية‪.‬‬
‫‪ -24‬السفراء والوزراء المفوضين بلقب سفير السابقين الذين تقلدوا مناصب رؤساء‬
‫بعثات دبلوماسية ولم يفصلوا بقرار تأديبي‪ ،‬وبشرط أن يكونوا قد أمضوا عشر‬
‫سنوات في العمل بو ازرة الخارجية‪ ،‬أو بالبعثات الدبلوماسية والقنصلية بالخارج‪.‬‬
‫‪ -25‬حاملو الحقيبة الدبلوماسية أثناء قيامهم بمهامهم الرسمية‪.‬‬
‫‪ -26‬الملحقين اإلداريين بو ازرة الخارجية‪ ،‬وكذا الملحقين اإلداريين نظرائهم الصادر‬
‫قرار من وزير الخارجية بإلحاقهم للعمل بالمكاتب الفنية ببعثاتنا بالخارج شريطة‬
‫حملهم لمؤهل عال وخالل عملهم في تلك البعثات‪.‬‬
‫‪ -27‬الموفدين في مهام سياسية إلى الخارج بقرار جمهوري ومرافق رئيس‬
‫الجمهورية من شاغلي وظائف اإلدارة العليا في زيارات سيادته للدول األجنبية‪..‬‬
‫وكذا الياوران واألمناء برئاسة الجمهورية أثناء قيامهم في مهام رسمية بالخارج‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -28‬زوجات أفراد الفئات السابقة عدا الفقرات (‪ )27 ،25‬المتمتعات بجنسية‬
‫جمهورية مصر العربية‪.‬‬
‫‪ -29‬األنجال القصر ألفراد الفئات السابقة عدا الفقرات (‪ )27 ،25‬وتدرج أسماؤهم‬
‫في جوازات سفر أحد والديهم إن كانوا في صحبتهم‪ ،‬وذلك إذا لم يتجاوزوا سن‬
‫السادسة عشر وإال فيحملون جوازات سفر عادية‪.‬‬
‫‪ -30‬بنات أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي‪ ،‬وأعضاء التمثيل التجاري‪،‬‬
‫وأعضاء المكاتب الفنية ببعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية بالخارج‪ ،‬طالما أنهن غير‬
‫متزوجات وال يعملن وفي كنف الوالد‪ ،‬وكذا أبنائهم غير القصر‪ ،‬طالما أنهم يدرسون‬
‫وما زالوا في كنف الوالد وال يعملون‪ ،‬وبعد مراجعة موقفهم من التجنيد‬
‫‪ -31‬بنات الملحقين اإلداريين غير القصر بو ازرة الخارجية‪ ،‬وكذا الملحقين‬
‫اإلداريين نظرائهم الصادر قرار من وزير الخارجية بإلحاقهم بالمكاتب الفنية ببعثاتنا‬
‫التمثيلية بالخارج‪ ،‬طالما أنهن غير متزوجات وال يعملن وفي كنف الوالد‪ ،‬وكذلك‬
‫أوالدهم غير القصر‪ ،‬طالما أنهم يدرسون وما زالوا في كنف الوالد وال يعملون‪ ،‬وبعد‬
‫مراجعة موقفهم من التجنيد‪ ،‬وذلك خالل عمل عائل األسرة في بعثاتنا في الخارج‪.‬‬
‫‪ – 32‬أرامل أفراد الفئات (‪ 2‬و‪ 3‬و‪ )4‬المتمتعات بجنسية جمهورية مصر العربية‪.‬‬
‫‪ -33‬مساعدي الملحقين اإلداريين بو ازرة الخارجية ونظرائهم الصادر قرار من وزير‬
‫الخارجية بإلحاقهم للعمل بالمكاتب الفنية ببعثاتنا في الخارج‪.‬‬
‫‪ -34‬زوجات مساعدي الملحقين اإلداريين وزوجات نظرائهم المتمتعات بجنسية‬
‫جمهورية مصر العربية وبناتهم غير القصر طالما أنهن غير متزوجات وال يعملن‬
‫وفي كنف الوالد وكذلك أوالدهم غير القصر طالما أنهم يدرسون وما زالوا في كنف‬

‫‪14‬‬
‫الوالد وال يعملون وبعد مراجعة موقفهم من التجنيد وذلك خالل عمل عائل األسرة في‬
‫بعثاتنا في الخارج‪.‬‬
‫‪ -35‬رئيس مفوضية االتحاد اإلفريقي‪ ،‬ونائب رئيس مفوضية االتحاد اإلفريقي‪،‬‬
‫ومفوضي االتحاد اإلفريقي المتمتعين بجنسية جمهورية مصر العربية خالل فترة‬
‫شغلهم المنصب فقط‪.‬‬
‫وطبقا لما جاء بالمادة الرابعة من قرار وزير الداخلية وما تم عليه من تعديالت تمنح‬
‫جوازات السفر الخاصة إلى الفئات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬رؤساء وأساتذة الجامعات والمعاهد العليا الصادر قرار بإيفادهم لمهمة رسمية‬
‫من الوزير المختص‪.‬‬
‫‪ -2‬مستشاري الهيئات القضائية الصادر قرار بإيفادهم في مهمة رسمية من وزير‬
‫العدل‪.‬‬
‫‪ -3‬موظفي الحكومة شاغلي وظائف اإلدارة العليا الموفدين في مهام رسمية بقرار‬
‫من الوزير المختص‪.‬‬
‫‪ -4‬أعضاء مجلسي النواب بناء على قرار من رئيس المجلس‪.‬‬
‫‪ -5‬أعضاء مجلس البحوث اإلسالمية من مواطني جمهورية مصر العربية‪.‬‬
‫‪ -6‬مطارنة الكنيسة القبطية وجميع المطارنة في الخارج المتمتعين بجنسية‬
‫جمهورية مصر العربية‪ ،‬والذين تكون مراكز كنائسهم األصلية في جمهورية مصر‬
‫العربية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -7‬كبار موظفي األمانة العامة لجامعة الدول العربية‪ ،‬والمنظمات المنبثقة عنها‬
‫من مواطني جمهورية مصر العربية‪ ،‬الذين يعتبرون نظراء ألعضاء السلك‬
‫الدبلوماسي‪ ،‬الذين تعادل درجاتهم وزير مفوض بو ازرة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -8‬المحافظون السابقون الذين أمضوا أربع سنوات على األقل في مناصبهم‪.‬‬
‫‪ -9‬نواب الوزراء أعضاء مجلس الوزراء السابقين‪ ،‬ممن أمضوا أربع سنوات على‬
‫األقل في تشكيل وزراي‪.‬‬
‫‪ -10‬كبيرو الياوران وكبيرو األمناء برئاسة الجمهورية السابقين‪ ،‬الذين أمضوا أربع‬
‫سنوات في المنصب‪.‬‬
‫‪ -11‬النواب السابقين لرئيس المخابرات العامة‪ ،‬الذين أمضوا أربع سنوات في‬
‫المنصب‪.‬‬
‫‪ -12‬وكالء مجلس الشعب ووكالء مجلس الشورى السابقين‪.‬‬
‫‪ -13‬زوجات أفراد الفئات السابقة عدا الفقرات (‪ ،)3 ،2 ،1‬أما أنجالهم فيجوز‬
‫إدراج أسمائهم على جواز سفر الوالد إذا سافروا بصحبته إذا لم يتجاوزوا السادسة‬
‫عشر وإال فيحملون جوازات سفر عادية‪.‬‬
‫‪ -14‬أرامل الفئة (‪ )24‬من المادة الثانية من هذا القرار المتمتعات بجنسية جمهورية‬
‫مصر العربية‪.‬‬
‫وتمنح جوازات السفر لمهمة إلى الفئات اآلتية‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫يسمحوا لحامل هذا الجواز بالمرور وأن يبذلوا له العون والرعاية عند‬

‫اإلقتضاء"‪ .‬كذلك التنبيه بأن "هذا الجواز وثيقة ذات شأن عظيم يوجب‬

‫على صاحبه االحتياط التام حتى ال يقع فى حوزة شخص ليس له حق‬

‫حمله أو استعماله‪."..‬‬

‫‪ -1‬موظفي الحكومة دون الدرجات العليا الموفدين في مهام رسمية‪ ،‬أو لتمثيل‬
‫جمهورية مصر العربية في المؤتمرات واالجتماعات والهيئات الدولية‪ ،‬الصادر قرار‬
‫بإيفادهم من الوزير المختص‪.‬‬
‫‪ -2‬الموظفين اإلداريين والكتابيين المنتدبين أو الملحقين بالبعثات الدبلوماسية‬
‫والقنصلية‪ ،‬والمراكز الثقافية ومكاتب جمهورية مصر العربية لدى منظمة األمم‬
‫المتحدة ووكاالتها المتخصصة وقريناتهم‪ ،‬ويجوز إضافة أنجالهم القصر إذا لم‬
‫يتجاوزوا السادسة عشرة على جواز أحد والديهم إذا سافروا بصحبتهم‪ ،‬وإال يحملون‬
‫جوازات سفر عادية‪.‬‬
‫وال يجوز استخدام جواز السفر لمهمة‪ ،‬إال في المهام الرسمية فقط والتي يصدر بها‬
‫قرار من الوزير المختص‪ ،‬ولمدة المهمة فقط‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ولجواز السفر أهمية خاصة ‪ ،‬حيث ال يجوز لألجنبى الدخول إلى‬

‫األراضى المصرية بدون جواز السفر أو أى وثيقة التى تقوم مقامه كالتى‬

‫يحملها الالجئون بدول أجنبية لم يحصلوا بعد على جنسيتها‪ .‬ومما يبرهن‬

‫على أهمية جواز السفر ما تنص عليه المادة السابعة من القانون رقم ‪88‬‬

‫لسنة ‪" : 2005‬يجب على ربابنة السفن وقائدى الطائرات وسائقى‬

‫المركبات عند وصولها إلى جمهورية مصر العربية أو مغادرتهم لها أن‬

‫يقدموا إلى الموظف المختص كشفاً بأسماء أطقم سفنهم أو طائراتهم أو‬

‫مركباتهم وركابهم والبيانات الخاصة بهم وعليهم أن يبلغوا السلطات‬

‫المختصة بأسماء الركاب الذين ال يحملون جوازات سفر والذين يحملون‬

‫جوازات غير صحيحة أو غير سارية المفعول وعليهم أن يمنعوهم من‬

‫مغادرة السفينة أو الطائرة أو المركبة أو الصعود إليها"‪.‬‬

‫ومع ذلك أجاز المشرع لمدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية‬

‫أن يسمح لألجنبى بالدخول إلى األراضى المصرية دون جواز سفر ‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫وهو ما نصت عليه المادة الرابعة من نفس القانون ‪" :‬يجوز بإذن خاص‬

‫من مدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية أن يعفى األجنبى من‬

‫أحكام المادتين السابقتين"‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى ما سبق ‪ ،‬استلزم المشرع المصرى أن يتوفر بجواز‬

‫السفر بعض الشروط التى سوف نناقشها فى المطلب التالى‪.‬‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬شروط جواز السفر‬

‫صادر من السلطة المختصة‬


‫اً‬ ‫اشترط المشرع أن يكون جواز السفر‬

‫بذلك فى بلد األجنبى أو أى سلطة أخرى معترف بها تمكنه من العودة‬

‫إلى البلد الصادر منها‪ .‬وبالتالى يمكن إيجاز شروط جواز السفر فى‬

‫النقاط التالية ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫أوالً ‪ :‬صدور جواز السفر من السلطة المختصة بذلك فى البلد األجنبى‬

‫ويعد ذلك أم اًر بديهياً حيث يشترط صدور جواز السفر األجنبى‬

‫من الجهة األجنبية المختصة بإصداره وفقاً لقانون هذه الدولة ‪ ،‬كو ازرة‬

‫الداخلية أو البعثات القنصلية بالدول األخرى‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬أن يكون جواز السفر سارى المفعول‬

‫وهو ما نص عليه المشرع فى المادة الثانية من قرار رئيس‬

‫الجمهورية بالقانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬قبل تعديلها فى ‪ 2005‬حيث‬

‫اشترط المشرع وقتها صراح ًة سريان مفعول جواز السفر إال أن هذا‬

‫الشرط بديهى حيث ال يتم التعامل مع أى إثبات شخصية إال إذا كان‬

‫سارى المفعول ؛ ثم أن القنصلية المصرية تقوم بمراجعة جواز السفر‬

‫‪20‬‬
‫ومدة صالحيته قبل منح تأشيرة الدخول بحيث يغطى جواز السفر مدة‬

‫التأشيرة بل ويتجاوزها بمدة معقولة قد تصل إلى ستة أشهر‪ .‬وهذا ما‬

‫أكدته القواعد الخاصة باإلتحاد الدولى للنقل الجوى ‪ (IATA)1‬التى‬

‫تتطلب سريان مفعول جواز السفر لمدة ستة أشهر من تاريخ الدخول‪.‬‬

‫والغرض من ذلك هو ضمان سريان مدة صالحية جواز سفر األجنبى‬

‫عند العودة إلى بلده‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬جواز سفر يخول حامله الحق فى العودة إلى بلد إصداره‬

‫ويكمن الغرض من هذا الشرط فى أن تضمن السلطات المصرية‬

‫مغادرة األجنبى ألراضيها متى انتهت مدة إقامته بها أو فى حالة إبعاده‬

‫‪1‬‬
‫‪International Air Transport Association.‬‬

‫‪21‬‬
‫خارج البالد‪ .‬وبذلك يتضح لنا أن جواز السفر وحده ال يكفى لتمكين‬

‫األجنبى من الدخول إلى األراضى المصرية بل ينبغى أيضا (كقاعدة‬

‫عامة) حصول األجنبى على تأشيرة للدخول‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المطلب الثانى ‪ :‬تأشيرة الدخول‬

‫‪Visa d'entrée‬‬

‫إن حيازة األجنبى لجواز سفر صحيح وساري المفعول ال تكفى‬

‫وإنما يجب عليه الحصول على موافقة‬ ‫لدخوله األراضى المصرية‪.‬‬

‫السلطات المصرية المختصة بطلب معين يقدم إليها للتأشير عليه‬

‫بالموافقة على دخول ذلك األجنبي وهو ما يطلق عليه "تأشيرة الدخول"‪.‬‬

‫وبالتالى فتأشيرة الدخول هى إذن يصدر عن سلطات الدولة‬

‫بالموافقة على دخول األجنبى أراضيها والمكوث بها لمدة معينة ولغرض‬

‫محدد ُيمنح لألجنبى بعد سداد الرسوم المقررة‪.‬‬

‫وقد أجاز القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬لوزير الداخلية أن يقوم‬

‫بإعفاء رعايا بعض البالد العربية واألجنبية من الحصول على تأشيرة‬


‫‪23‬‬
‫دخول أو حمل جواز سفر تطبيقاً للمادة الثالثة التى تنص على أنه ‪:‬‬

‫"يجوز لوزير الداخلية بقرار منه إعفاء رعايا بعض البالد العربية واألجنبية‬

‫أو قسماً خاصاً منهم من الحصول على تأشيرة دخول أو حمل جواز‬

‫سفر"‪.‬‬

‫وتختلف أنواع التأشيرة على حسب نوع الزيارة وطبيعة عمل‬

‫األجنبى‪ .‬وتنقسم التأشيرات فى جمهورية مصر العربية إلى نوعين ‪:‬‬

‫التأشيرات الدبلوماسية وما فى حكمها (الفرع األول) والتأشيرات العادية‬

‫(الفرع الثانى)‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التأشيرات الدبلوماسية وما فى حكمها‬

‫وتشمل التأشيرات الدبلوماسية وما في حكمها (التأشيرات الخاصة‬

‫ولمهمة وللمجاملة) ‪ ،‬وتختص بمنحها و ازرة الخارجية المصرية والهيئات‬

‫الدبلوماسية المصرية في الخارج‪ .‬وتمنح التأشيرات الدبلوماسية للفئات‬

‫اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬حاملوا جوازات السفر الدبلوماسية األجنبية‪.‬‬

‫‪ -۲‬حاملوا جوازات السفر العادية األجنبية من الشخصيات ذوي المكانة‬

‫الذين يمنح نظراؤهم في الجمهورية (‪ )...‬جوازات سفر دبلوماسية‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة الرابعة من قرار وزير الداخلية رقم ‪ 31‬لسنة ‪ 1960‬الخاص بالتأشيرات‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫وتمنح التأشيرات الخاصة للفئات اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬حاملوا جوازات السفر الخاصة األجنبية وما في حكمها‪.‬‬

‫‪ -۲‬حاملوا تذاكر المرور التي تصدرها هيئة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -3‬حاملوا جوازات السفر العادية األجنبية من ذوي المكانة الذين يمنح‬

‫نظراؤهم في الجمهورية‪ ...‬جوازات سفر خاصة‪.1‬‬

‫وتمنح التأشيرات لمهمة لحاملي جوازات السفر األجنبية لمهمة‪.2‬‬

‫وقد استحدث المشرع نوعاً جديداً من التأشيرات ‪ ،‬وهو تأشيرات‬

‫المجاملة التي تمنح للفئات التالية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المادة الخامسة من قرار وزير الداخلية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة السادسة من قرار وزير الداخلية السابق‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -1‬موظفو الهيئات الدولية والوكاالت المتخصصة ومندوبو الدول فى‬

‫المؤتمرات الذين يحملون جوازات سفر عادية (‪ )...‬ومن يرى معاملتهم‬

‫كذلك نظ ار لمراكزهم‪.‬‬

‫‪ -2‬الموظفون اإلداريون والكتابيون التابعون للبعثات الدبلوماسية‬

‫والقنصلية األجنبية الذين يحملون جوازات سفر عادية‪.‬‬

‫‪ -3‬اتباع أعضاء السلكين السياسي والقنصلى‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفرع الثانى ‪ :‬التأشيرات العادية‬

‫وتختص بمنحها و ازرة الداخلية (مصلحة الهجرة والجوازات‬

‫والجنسية بالقاهرة) وقنصليات جمهورية مصر العربية في الخارج‪.1‬‬

‫والتأشيرات العادية نوعان ‪ :‬تأشيرة دخول وتأشيرة مرور‪.2‬‬

‫ويمنحان بحسب األصل لألشخاص العاديين‪ .‬وتمنح تأشيرات المرور‬

‫بشروط معينة لألجنبي الذي يريد السفر إلى دولة ما وتكون مصر في‬

‫طريقه إلى وجهته في حين تتخذ تأشيرات الدخول العادية عدة أشكال‬

‫تبعاً للغرض من دخول األراضى المصرية ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المادتان األولى والثانية من القرار السابق‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ ۱۱‬من القرار السابق‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫أوالً ‪ :‬التأشيرات السياحية‬

‫تكتسب هذه التأشيرات أهمية خاصة مع زيادة نسبة السياحة‬

‫الخارجية الوافدة إلى مصر‪ .‬لذلك حرصت الدولة على تيسير الحصول‬

‫على هذا النوع من التأشيرات ‪ ،‬حيث تمنح بواسطة قنصليات الجمهورية‬

‫في الخارج وتكون سارية لمدة ستة أشهر من تاريخ منحها‪ .‬وتقرر‬

‫التأشيرات السياحية لألجنبي الحق في اإلقامة بجمهورية مصر العربية‬

‫لمدة تتراوح بين أسبوعين وثالثة أشهر‪.1‬‬

‫وللتسهيل على السائحين أجاز المشرع منح تأشيرات جماعية لكل‬

‫مجموعة من السائحين بجواز سفر جماعى واحد صادر من السلطات‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ ۱۷‬من القرار السابق‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المختصة في بلدهم وعليه صورهم الفوتوغرافية أو الكشف الجماعى‬

‫المعتمد من شركات السياحة أو المالحة أو الطيران المنظمة للرحلة‬

‫وتعتمدها السلطات المختصة بشرط وجود صورهم عليها‪.1‬‬

‫ثانياً ‪ :‬تأشيرات العمل‬

‫نظ اًر للكثافة السكانية العالية وارتفاع معدالت البطالة فقد وضع‬

‫المشرع المصري العديد من الضوابط فيما يتعلق بمنح األجانب تأشيرات‬

‫‪1‬‬
‫ومع ذلك تنص المادة ‪ 19‬من قرار وزير الداخلية رقم ‪ 31‬لسنة ‪ 1960‬على‬
‫اآلتى ‪" :‬وإذا تعذر إعداد جواز سفر جماعي على النحو سالف الذكر جاز منح‬
‫التأشيرة السياحية الجماعية وفقا لما يأتي ‪ :‬أ إما على الكشوف التي تعدها شركات‬
‫السياحة والمعتمدة منها‪ .‬وال يشترط في هذه الحالة ضرورة احتواء هذه الكشوف‬
‫على الصور الفوتوغرافية ألعضاء الرحلة‪ ،‬وإنما يشترط أن يحمل عضو الرحلة‬
‫جواز سفره الفردي الخاص لمراجعته ومطابقة البيانات المدونة بالكشوف على‬
‫الجواز"‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫دخول جمهورية مصر العربية بقصد العمل‪ .‬ومن أبرز تلك الضوابط أنه‬

‫ال يجوز لقنصليات جمهورية مصر العربية في الخارج منح هذا النوع من‬

‫التأشيرات إال بعد موافقة و ازرة الداخلية ممثلة فى مصلحة الهجرة‬

‫والجوازات والجنسية بالقاهرة ‪ ،‬وذلك طبقاً لحاجة البالد ولسلطتها‬

‫التقديرية‪ .‬والغرض من ذلك الحد من منافسة العمالة األجنبية للعمالة‬

‫المصرية إال فى بعض الحاالت التى تنتفى المنافسة بشأنها مثل موظفو‬

‫شركات الطيران األجنبية والفنيون الذين لهم فى بالدهم مصالح وأعمال‬

‫مستقرة ويرغبون فى دخول جمهورية مصر العربية إلنجاز أعمال مؤقتة‬

‫ليعودوا بعدها إلى بالدهم‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬التنظيم القانونى لدخول وإقامة األجانب بأراضى جمهورية‬
‫مصر العربية والخروج منها‪ ،‬مطبعة جامعة عين شمس ‪ ،2019 ،‬ص‪.20‬‬

‫‪31‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬تأشيرات طالب العلم‬

‫تختص القنصليات المصرية فى الخارج بمنح التأشيرات لألجانب‬

‫الذين يرغبون فى االلتحاق كطالب بالمؤسسات التعليمية المصرية ‪ ،‬لكن‬

‫يشترط أن يقدموا موافقة كتابية من إحدى المؤسسات التعليمية فى مصر‬

‫تفيد موافقتها على قيد طالب التأشيرة لديها أو تقدم ما يثبت أنه موفد من‬

‫قبل دولته لتلقى العلم فى مصر‪ .‬وفى غير الحالتين السابقتين يجب أن‬

‫تحيل القنصليات المصرية فى الخارج طلب التأشيرة مشفوعاً بما يحوزه‬

‫طالب التأشيرة من مستندات إلى و ازرة الداخلية بالقاهرة لتقرر ما تراه‬

‫بشأن طلب منح التأشيرة للطالب األجنبى‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬

‫‪32‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬قوائم الممنوعين من دخول البالد‬

‫على الرغم من حيازة األجنبى لجواز سفر سارى المفعول قد ال‬

‫يتمكن األجنبى من دخول األراضى المصرية بسبب إدراج اسمه بقوائم‬

‫الممنوعين من دخول البالد‪ .‬وقد صدر قرار وزير الداخلية رقم ‪183‬‬

‫لسنة ‪( 1964‬المعدل بالقرار رقم ‪ 165‬لسنة ‪ )1956‬فى شأن قوائم‬

‫الممنوعين بتشكيل لجنة لفحص طلبات القيد فى قوائم الممنوعين من‬

‫دخول البالد أو مغادرتها أو الرفع من هذه القوائم‪ .‬وصدر هذا القرار‬

‫تطبيقاً للمادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬التى تنص على أنه ‪:‬‬

‫"تحدد بقرار من وزير الداخلية قواعد وإجراءات تحديد الممنوعين من‬

‫مغادرة البالد أو من الدخول إليها وكيفية إدراج أسمائهم فى القوائم‬

‫الخاصة وكيفية رفعها منها‪.‬‬

‫ويشكل وزير الداخلية بقرار منه اللجان المختصة بهذا الشأن ويحدد‬

‫اختصاصها وكيفية التظلم من ق ارراتها"‪.‬‬


‫‪33‬‬
‫وختاماً وجب التنويه إلى أنه فى حالة حيازة األجنبى جواز سفر‬

‫سارى المفعول وحصوله على تأشيرة الدخول وبعد التأكد من عدم إدراج‬

‫اسمه فى قوائم الممنوعين من دخول البالد يتمكن األجنبى من دخول‬

‫األراضى المصرية مع األخذ فى االعتبار ثالثة أمور فى غاية األهمية‪:‬‬

‫األمر األول ‪ :‬أن السماح لألجنبى بدخول األراضى المصرية يتم فقط من‬

‫خالل المنافذ الشرعية التى تحددها الدولة كالمطارات والموانئ والمعابر ‪،‬‬

‫وذلك تطبيقاً للمادة الثالثة من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬بتعديل بعض‬

‫أحكام القرار بقانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬فى شأن دخول وإقامة األجانب‬

‫بأراضى جمهورية مصر العربية والخروج منها التى تنص على أنه ‪" :‬ال‬

‫يجوز دخول جمهورية مصر العربية أو الخروج منها إال من األماكن التى‬

‫يحددها وزير الداخلية بقرار يصدره وبإذن من الموظف المختص ويكون‬

‫ذلك بالتأشير على جواز السفر أو الوثيقة التى تقوم مقامه"‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫كذلك تنص المادة السابعة من نفس القانون على أنه ‪" :‬يجب‬

‫على ربابنة السفن وقائدى الطائرات وسائقى المركبات عند وصولها إلى‬

‫جمهورية مصر العربية أو مغادرتهم لها أن يقدموا إلى الموظف المختص‬

‫كشفاً بأسماء أطقم سفنهم أو طائراتهم أو مركباتهم وركابهم والبيانات‬

‫الخاصة بهم وعليهم أن يبلغوا السلطات المختصة بأسماء الركاب الذين‬

‫ال يحملون جوازات سفر والذين يحملون جوازات غير صحيحة أو غير‬

‫سارية المفعول وعليهم أن يمنعوهم من مغادرة السفينة أو الطائرة أو‬

‫المركبة أو الصعود إليها"‪.‬‬

‫األمر الثانى ‪ :‬أن السماح لألجنبى بدخول األراضى المصرية ال ُيمكنه‬

‫من دخول جميع األماكن بها حيث توجد أماكن تقتضى اعتبارات األمن‬

‫القومى أن يحظر على األجنبى التواجد بها إال بعد الحصول على إذن‬

‫‪35‬‬
‫من الجهة المختصة حتى وإن كان دخوله إلى البالد قد تم بشكل‬

‫قانونى‪.1‬‬

‫األمر الثالث ‪ :‬يجب على األجنبى أن يلتزم بعد دخوله األراضى‬

‫المصرية بالغرض المسموح له به‪ .‬ومثال ذلك ال يجوز لألجنبى الـذى‬

‫يـدخ ـل مـص ـر بغـرض السياحة أن يقـوم بالعم ـل فيـهـا‪ .‬وذلـك تطبيـق ـاً‬

‫لـلمـادة ‪ 23‬مـ ـن الـق ـانـون رقم ‪ 88‬لسنـة ‪ 2005‬التى تنص عـلى أنـه ‪:‬‬

‫"ال يجوز لألجنبي الذي رخص له في الدخول أو في اإلقامة لغرض‬

‫معين أن يخالف هذا الغرض إال بعد الحصول على إذن بذلك من مدير‬

‫مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية"‪ .‬لذلك إذا رغب األجنبى فى اإلقامة‬

‫د‪ .‬هشام صادق‪ ،‬القانون الدولى الخاص‪ ،‬دار المطبوعات الجديدة‪،2020 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.98‬‬

‫‪36‬‬
‫داخل جمهورية مصر العربية لغرض آخر عليه أن يتقدم بطلب للحصول‬

‫على اإلقامة وفقاً للضوابط التى نص عليها القانون‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المبحث الثانى ‪ :‬إقامة األجانب فى جمهورية مصر‬

‫العربية‬

‫‪Séjour des étrangers en Égypte‬‬

‫تنص المادة المادة ‪ 16‬من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬على‬

‫اآلتى ‪" :‬على كل أجنبى مقيم بجمهورية مصر العربية أن يكون حاص ً‬
‫ال‬

‫على ترخيص بإقامته بها وعليه أن يغادرها حال انتهاء إقامته"‪ .‬وبذلك ال‬

‫يجوز لألجنبى أن يقيم فى جمهورية مصر العربية إال بعد استيفاء شروط‬

‫اإلقامة التى سوف نتناولها الحقاً فى هذا المبحث‪.‬‬

‫وقد قسم القرار بقانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬بشأن دخول وإقامة‬

‫األجانب بأراضى جمهورية مصر العربية والخروج منها األجانب إلى‬

‫ثالث فئات وهى ‪" :‬أجان ـب ذوو إقامة خاصة ؛ وأجانب ذوو إقامة عاديـ ـة‬

‫‪38‬‬
‫؛ وأجانب ذوو إقامة مؤقتة"‪ .‬وقد أضاف القانون رقم ‪ 173‬لسنة ‪2018‬‬

‫فئة جديدة وهى "األجانب ذوو إقامة بوديعة"‪ .‬ثم ألغيت هذه الفئة مرة‬

‫أخرى بمقتضى القانون رقم ‪ 140‬لسنة ‪ 2019‬الذى أرجع المادة ‪ 17‬من‬

‫القرار بالقانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬إلى ما كانت عليه لتكون أنواع‬

‫اإلقامة ثالثة فقط‪ .‬وبذلك ينقسـم هذا المبحث إلى ثالثة مطالب على‬

‫النحو الـتـالـى ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬األجانب ذوو اإلقامة الخاصة‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬األجانب ذوو اإلقامة العادية‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬األجانب ذوو اإلقامة المؤقتة‬

‫‪39‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬األجانب ذوو اإلقامة الخاصة‬

‫األجنبى ذو اإلقامة الخاصة هـو األجنبى الذى يرتبط بمجتمع‬

‫الدولـة بصالت مختلفـة تبـرر تفـرده بمعاملة مـتـمـيـزة عـن غيـره مـن‬

‫األجانب‪.1‬‬

‫وقد حدد المشرع فى المادة ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪2005‬‬

‫األجانب ذوو اإلقامة الخاصة وهم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬األجانب الذين ولدوا فى جمهورية مصر العربية قبل تاريخ نشر‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪40‬‬
‫المرسوم بقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ 1952‬ولم تنقطع إقامتهم بها حتى تاريخ‬

‫العمل بهذا القانون‪.‬‬

‫ب‪ -‬األجانب الذين مضى على إقامتهم فى جمهورية مصر العربية‬

‫عشرون سنة سابقة على تاريخ نشر المرسوم بقانون رقم ‪ 74‬لسنة‬

‫‪ 1952‬ولم ينقطع إقامتهم حتى تاريخ العمل بهذا القانون وكانوا قد دخلوا‬

‫البالد بطريق مشروع‪.‬‬

‫ج‪ -‬األجانب الذين مضى على إقامتهم فى جمهورية مصر العربية أكثر‬

‫من خمسة سنوات وكانت تتجدد بانتظام حتى تاريخ العمل بهذا القانون‬

‫وكانوا قد دخلوا البالد بطريق مشروع‪ ،‬وكذلك األجانب الذين يمضى على‬

‫إقامتهم أكثر من خمس سنوات بالشروط ذاتها إذا كانوا فى الحالتين‬

‫يقومون بأعمال مفيدة لالقتصاد القومى أو يؤدون خدمات علمية أو‬

‫ثقافية أو فنية للبالد‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫د‪ -‬العلماء ورجال األدب والفن والصناعة واالقتصاد وغيرهم ممن يؤدون‬

‫خدمات جليلة للبالد الذين يصدر فى شأنهم قرار من وزير الداخلية‪.‬‬

‫ويـرخـص ألفراد ه ـذه الفئـة فى اإلقـامة مـدة عشر سنوات تتـجـدد عند‬

‫الطلـب ‪ ،‬وذلك ما لم يكونوا فى إحدى الحاالت المنصوص عليها فى‬

‫المادة (‪ )26‬من هذا القانون"‪.‬‬

‫ويالحظ أن المشرع ‪ ،‬بعد تعديل ‪ ، 2005‬قد استبعد "الفلسطينيون‬

‫الالجئون باإلقليم الشمالى" من أصحاب اإلقامة الخاصة وذلك حرصاً‬

‫منه على دعم القضية الفلسطينية وعودة الالجئين‪.‬‬

‫وقد صدر قرار وزير الداخلية رقم ‪ 941‬لسنة ‪ 2019‬بتعديل‬

‫بعض أحكام القرار الوزارى رقم ‪ 180‬لسنة ‪ 1964‬فى شأن تنفيذ بعض‬

‫أحكام القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬بدخول وإقامة األجانب بجمهورية‬

‫‪42‬‬
‫مصر العربية والخروج منها بمنح األجنبى من ذوى اإلقامة الخاصة‬

‫بطاقة إقامة ‪ Titre de séjour‬صالحة لمدة عشر سنوات وهى أطول‬

‫مدة إقامة فى جمهورية مصر العربية‪ .‬ومن أهم االمتيازات التى تحصل‬

‫عليها هذه الفئة إمكانية تجديد اإلقامة عند الطلب ما لم يمثل وجود‬

‫األجنبى فى جمهورية مصر العربية تهديداً ألمن الدولة أو سالمتها أو‬

‫اقتصادها القومى أو الصحة العامة أو اآلداب العامة أو السكينة العامة‬

‫تطبيق ًا لما نصت عليه المادة ‪ 26‬من القرار بالقانون رقم ‪ 89‬لسنة‬

‫‪ .1960‬ويرى البعض أن هذا النوع من اإلقامة يعد بمثابة إقامة دائمة‬

‫حيث أن تجديدها يتم بقوة القانون دون أن يكون لإلدارة سلطة تقديرية فى‬

‫هذا الصدد‪ 1‬باستثناء ما ورد بالمادة ‪ 26‬سالفة الذكر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30‬‬

‫‪43‬‬
‫وال ينتفع باإلقامة الخاصة إال الشخص المرخص له بها وأوالده‬

‫القصر الذين يعيشون فى كنفه لحين بلوغ سن الرشد ‪ ،‬وكذلك زوجته إذا‬

‫كان قد مضى على إقامتها الشرعية فى جمهورية مصر العربية سنتان‬

‫من تاريخ إعالن مدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية بالزواج طالما‬

‫ظلت عالقة الزوجية قائمة‪ .1‬وإذا كان األصل في ترخيص اإلقامة أنه‬

‫نظر لعمق الروابط التي تربط‬


‫شخصي ال يمتد أثره لغير صاحبه ‪ ،‬فإنه اً‬

‫أصحاب اإلقامة الخاصة بالمجتمع المصري ‪ ،‬فقد قرر المشرع أن ينتفع‬

‫بهذه اإلقامة األوالد القصر الذين يعيشون في كنف الشخص المرخص له‬

‫بها لحين بلوغهم سن الرشد ‪ ،‬باإلضافة إلى زوجته إذا كان قد مضى‬

‫على إقامتها الشرعية بالبالد سنتان من تاريخ إعالن مدير عام مصلحة‬

‫الهجرة والجوازات والجنسية بالزواج على يد محضر طالما ظلت الزوجية‬

‫مادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪.2005‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫قائمة‪ .‬وتبدو الصفة المميزة لهذا النوع من اإلقامة من طول مدتها من‬

‫ناحية ‪ ،‬ومن استفادة أصحابها من مبدأ التجمع العائلی من ناحية‬

‫أخرى‪.1‬‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬األجانب ذوو اإلقامة العادية‬

‫تُمنح اإلقامـة العاديـة لفئات من األجانب قـدر المشـرع أن درجـة‬

‫ارتباطها بالمجتمع المصـرى ال تعادل درجة ارتباط أصحاب اإلقامة‬

‫الخاصة‪ .‬ومع ذلك فلإلقامة العادية وجه خصوصيتها ‪ ،‬حيث حـ ــددت‬

‫المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬المقص ــود باألجانب ذوو‬

‫اإلقامة العادية وهم ‪" :‬األجانب الذين مضى على إقامتهم في جمهورية‬

‫د‪ .‬عبد المنعم زمزم‪ ،‬الجنسية ومركز األجانب فى القانون الدولى والقانون‬ ‫‪1‬‬

‫المصرى المقارن‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،2016 ،‬ص‪.416‬‬

‫‪45‬‬
‫مصر العربية خمس عشرة سنة سابقة على تاريخ نشر المرسوم‬

‫بقانون رقم ‪ 74‬لسنة ‪ 1952‬ولم تنقطع إقامتهم حتى تاريخ العمل‬

‫بهذا القانون وكانوا قد دخلوا البالد بطريق مشروع‪ .‬ويرخص ألفراد هذه‬

‫الفئة في اإلقامة مدة خمس سنوات يجوز تجديدها"‪ .‬وهى نصف المدة‬

‫المسموح بها ألصحاب اإلقامة الخاصة‪.‬‬

‫وقد صدر قرار وزير الداخلية رقم ‪ 941‬لسنة ‪ 2019‬بتعديل‬

‫بعض أحكام القرار الوزارى رقم ‪ 180‬لسنة ‪ 1964‬فى شأن تنفيذ بعض‬

‫أحكام القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬بدخول وإقامة األجانب بجمهورية‬

‫مصر العربية والخروج منها بمنح األجنبى من ذوى اإلقامة العادية بطاقة‬

‫إقامة صالحة لمدة خمس سنوات‪.‬‬

‫وفيما يخص أصحاب اإلقامة الخاصة واإلقامة العادية ينص‬

‫القانون على أنه "ال يجوز ألحد أفراد الفئتين المشار إليهما فى المادتين‬

‫‪46‬‬
‫(‪ )19 ،18‬من هذا القانون الغياب فى الخارج مدة تزيد على ستة أشهر‬

‫ما لم يحصل قبل سفره أو قبل انتهاء هذه المدة على إذن بذلك من مدير‬

‫مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية ألعذار يقبلها وال يجوز أن تزيد مدة‬

‫الغياب فى الخارج على سنتين‪ .‬ويترتب على مخالفة األحكام المتقدمة‬

‫سقوط حق األجنبى فى اإلقامة المرخص له فيها‪ .‬ويستثنى من ذلك‬

‫األجانب الذين يتغيبون لطلب العلم فى المدارس والجامعات األجنبية أو‬

‫للخدمة اإلجبارية أو ألعذار أخرى يقبلها مدير مصلحة الجوازات والهجرة‬

‫والجنسية إذا قدموا ما يثبت ذلك"‪.1‬‬

‫وتطبيقاً لهذا النص ‪ ،‬يحظر على األجانب أصحاب اإلقامة‬

‫الخاصة واإلقامة العادية الغياب خارج مصر مدة تزيد عن ستة أشهر ما‬

‫المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪.2005‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪47‬‬
‫لم يحصل على إذن مسبق يقبله مدير مصلحة الجوازات والهجرة‬

‫والجنسية‪ .‬ومع هذا فقد أجاز المشرع الحصول على اإلذن فى تاريخ‬

‫الحق على السفر طالما لم تمر المدة المقررة قانوناً‪ .‬وذلك تحسب ًا ألى‬

‫ظروف جديدة قد تحول دون عودة األجنبى إلى مصر أثناء هذه المدة‪.‬‬

‫ومثال ذلك توقف حركة الطيران الدولى بمختلف دول العالـم (ومنها‬

‫جمهورية مصر العربية) إثر تفشى وباء فيروس كورونا المستجد‬

‫‪ Covid-19‬الذى حال دون عودة األجانب أصحاب اإلقامة الخاصة‬

‫واإلقامة العادية إلى مصر أثناء المدة المقررة قانوناً طالما توافرت نية‬

‫العودة بمجرد عودة حركة الطيران إلى العمل مرة أخرى‪.‬‬

‫ويتضح لنا من نص هذه المادة أنه يجب في جميع األحوال أن‬

‫تكون اإلقامة فعلية‪ .‬وذلك ال يعني ضرورة وجودهم الدائم والمستمر في‬

‫مصر على النحو الذي ال يمكنهم من السفر للخارج ‪ ،‬وإنما المقصود هنا‬

‫هو اإلقامة المعتادة ‪ ،‬إذ ال يجوز ألحد أفراد هاتين الفئتين الغياب خارج‬

‫‪48‬‬
‫اإلقليم لمدة تزيد على ستة أشهر بدون إذن من مدير عام مصلحة الهجرة‬

‫والجوازات والجنسية ألعذار يقبلها‪ .‬وال يجوز في جميع األحوال – فى‬

‫حالة قبول العذر ‪ -‬أن تزيد مدة الغياب خارج جمهورية مصر العربية‬

‫على سنتين‪ .‬وقد افترض المشرع بهذا الحكم أن غياب األجنبي لفترة تزيد‬

‫ال على عدم توافر نية االستقرار لديه ‪،‬‬


‫عن المدد المشار إليها يعد دلي ً‬

‫وتعبي اًر عن رغبته المستقبلية في عدم االرتباط بالمجتمع المصري‪.1‬‬

‫ويستثني هنا أيضا األجانب الذين يتغيبون لطلب العلم في الجامعات‬


‫ُ‬

‫والمعاهد األجنبية أو أولئك الذين يؤدون الخدمة اإلجبارية في الخارج‬

‫(كالخدمة العسكرية أو الخدمة العامة على سبيل المثال) إذا قدموا ما‬

‫يثبت ذلك‪ .‬ويترتب على مخالفة هذه األحكام سقوط حق األجنبى فى‬

‫اإلقامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.417‬‬

‫‪49‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬األجانب ذوو اإلقامة المؤقتة‬

‫يمثل أفراد هذه الطائفة الوضع العادي والغالب في تنظيم إقامة‬

‫األجان ـب على اإلقليم الوطني ‪ ،‬فاألصـل في إقامة األجنبي أنها مؤقتـة‪.‬‬

‫وينطبـق ذلـك فـى حـق مـن قصـد األراضى المصرية بغـرض ال ـدراسـة أو‬

‫العمل أو االستشفاء لفترات طويلة نسبياً تزيد عن المدة المسموح بها فى‬

‫تأشيرة الدخول‪ .1‬وتمثل هذه الفئة الغالبية العظمى من األجانب الذين‬

‫يحصلون على اإلقامة بجمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫عرفت المادة ‪ 20‬من القرار بالقانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪1960‬‬

‫األجانب ذوو اإلقامة المؤقتة بأنهم األجانب الذين ال تتوافر فيهم شروط‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.418‬‬

‫‪50‬‬
‫اإلقامة الخاصة واإلقامة العادية‪ .‬ويجوز منح أفراد هذه الفئة ترخيصاً فى‬

‫اإلقامة مدة أقصاها سنة قابلة للتجديد‪ .‬وقد تم تعديل هذه المادة حيث‬

‫تبين المشرع أن مصلحة البالد تقتضى السماح لبعض األجانب باإلقامة‬

‫لمدة أطول من ذلك فقد تم تعديل هذه المادة بموجب القانون رقم ‪124‬‬

‫لسنة ‪ 1980‬بإضافة الفقرة التالية ‪" :‬ومع ذلك يجوز لوزير الداخلية‬

‫الترخيص فى اإلقامة لمدة أقصاها ثالث سنوات يجوز تجديدها وفقاً‬

‫للشروط واألوضاع التى يصدر بها قرار منه"‪ .‬ثم عدلت هذه الفقرة‬

‫بموجب القانون رقم ‪ 99‬لسنة ‪ 1996‬ليكون الترخيص فى اإلقامة الذى‬

‫يمنحه وزير الداخلية لمدة أقصاها خمس سنوات قابلة للتجديد بدالً من‬

‫ثالث سنوات‪ .‬والحكمة من ذلك تسهيل إجراءات التجديد لألجانب‬

‫الراغبين فى اإلقامة الطويلة نسبي ًا بدالً من التقدم بطلب التجديد كل سنة‬

‫أو كل ثالث سنوات‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وتنص المادة ‪ 21‬من القرار بالقانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬على‬

‫أنه ‪" :‬يحدد وزير الداخلية بقرار يصدره اإلجراءات الخاصة بالترخيص‬

‫فى اإلقامة وتجديدها وميعاد طلبها"‪.‬‬

‫وتنفيذا لذلك أصدر وزير الداخلية القرار رقم ‪ ۸۱۸۰‬لسنة ‪1996‬‬

‫بشأن تنظيم إقامة األجانب بأراضي جمهورية مصر العربية ‪ ،‬ورخص‬

‫بمقتضاه لفئات معينة من األجانب باإلقامة لمدة ثالث سنوات ‪ ،‬كما‬

‫رخص لفئات أخرى باإلقامة لمدة خمس سنوات‪ .‬وبناء على ذلك ‪ ،‬إذا‬

‫كان األصل العام هو الترخيص باإلقامة المؤقتة لمدة سنة (الفرع األول)‪،‬‬

‫فإن القانون أعطى وزير الداخلية سلطة منح اإلقامة المؤقتة لمدة ثالث‬

‫سنوات (الفرع الثانى) أو خمس سنوات (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬اإلقامة السنوية‬

‫يتم منح اإلقامة السنوية لألجنبي الذي يريد تحقيق غرض معين‬

‫في مدة قصيرة نسبياً كالدراسة أو العمل أو العالج أو السياحة‪ .‬ولم‬

‫تتطلب المادة ‪ ۲۰‬أي شروط محددة لمنح هذا النوع من اإلقامة‪ .‬بيد أن‬

‫هذا ال يعني أن تلك اإلقامة تُمنح لكل من يطلبها‪ .‬فيجب أن يكون‬

‫األجنبي قد دخل إلى البالد بطريق مشروع‪ ، 1‬كما يجب عليه اإلدالء‬

‫بكل البيانات المتعلقة بهويته ‪ ،‬وحالته االجتماعية ‪ ،‬ومحل سكنه فى‬

‫جمهورية مصر العربية ‪ ،‬والغرض من اإلقامة ‪ ،‬ومصدر دخله ‪ ،‬وغير‬

‫ذلك من البيانات الواردة في النماذج المعدة لذلك‪ .‬ويفترض فى األجنبى‬

‫‪1‬‬
‫راجع المبحث األول من هذا الفصل‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الذى يحصل على إقامة سنوية أن يكون قد حصل على تأشيرة دخول‬

‫البالد ثم موافقة السلطات المصرية على طلب الترخيص باإلقامة‪.‬‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬اإلقامة الثالثية‬

‫أجازت المادة الثانية من قرار وزير الداخلية رقم ‪ ۸۱۸۰‬السنة‬

‫‪ 1996‬باإلقامة الثالثية (أى لمدة ثالث سنوات) للفئات اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬األجانب أزواج المصريات‪.‬‬

‫‪ -2‬األبناء وهم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬األبناء القصر المرخص لهم في اإلقامة الخاصة أو العادية أسوة‬

‫بوالدهم في حالة وفاته‪.‬‬

‫ب‪ -‬األبناء البالغون سن الرشد المرخص آلبائهم في اإلقامة الخاصة أو‬

‫العادية أو الثالثية بشرط وجود موارد تعيش لهم‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ج‪ -‬األبناء الفلسطينيون البالغون سن الرشد من الذكور للعاملين بإدارة‬

‫الحاكم العام لقطاع غزة أو للمحالين منهم إلى المعاش الذين أنهوا‬

‫دراستهم وال يعملون بالبالد‪.‬‬

‫‪ -3‬العاملون بالحكومة والهيئات العامة وشركات القطاع العام وقطاع‬

‫األعمال العام‪.‬‬

‫‪ -4‬الفلسطينيون العاملون بإدارة الحاكم العام لقطاع غزة والمحالون منهم‬

‫إلى المعاش‪.‬‬

‫‪ -5‬الفلسطينيون حاملو وثائق السفر الصادرة من السلطات المصرية فقط‬

‫الذين استقرت أوضاعهم وإقامتهم في جمهورية مصر العربية لمدة عشر‬

‫سنوات سابقة‪.‬‬

‫‪ -6‬األجانب الذين يتقاضون معاشاً شهرياً من الهيئة القومية للتأمين‬

‫والمعاشات‪.‬‬

‫‪ -۷‬األجانب من نزالء المالجئ من العجزة وكبار السن‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -۸‬الالجئون المسجلون بمكتب شئون الالجئين التابع لألمم المتحدة‪.‬‬

‫‪ -9‬الالجئون السياسيون‪.‬‬

‫‪ -۱۰‬أرملة األجنبي المرخص له في اإلقامة الخاصة أو العادية‪.‬‬

‫‪ -۱۱‬المصرية التي فقدت جنسيتها المصرية بالزواج من أجنبي ودخلت‬

‫جنسيته‪.‬‬

‫‪ -۱۲‬زوجات وأبناء األجانب المعفون من قيود أو تراخيص اإلقامة‪.‬‬

‫‪ -۱۳‬األجانب الذين سقط حقهم في اإلقامة الخاصة أو العادية ألي‬

‫سبب‪.‬‬

‫‪ -14‬األجانب العاملون بالمعهد السويسري لألبحاث المعمارية واألثرية‬

‫القديمة في جمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫‪ -15‬األجانب الذين تقضي االتفاقيات الدولية بالترخيص لهم في اإلقامة‬

‫الثالثية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -16‬الذين يوافق وزير الداخلية على منحهم اإلقامة لمدة ثالث سنوات‪.‬‬

‫‪ -۱۷‬زوجات وأبناء األجانب المرخص لهم في اإلقامة لمدة ثالث سنوات‬

‫في الحاالت السابقة‪.‬‬

‫وقد أضاف قرار وزير الداخلية رقم ‪ 828‬لسنة ‪ 2017‬بشأن‬

‫تنظيم إقامة األجانب على األراضي المصرية مادة جديدة رقم ‪ 2‬مكرر‬

‫للقرار الوزارى رقم ‪ 8180‬لسنة ‪ 1996‬نصت الفقرة الثانية منها على‬

‫أنه ‪" :‬كما يجوز الترخيص لألجانب في اإلقامة المؤقتة لغير السياحة‬

‫ار أو أكثر بجمهورية‬


‫لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد لمن يمتلك عق اً‬

‫مصر العربية بمبلغ ال يقل عن مائتى ألف دوالر أمريكي"‪ .‬والغرض من‬

‫ذلك تشجيع المستثمرين األجانب على شراء العقارات فى جمهورية مصر‬

‫العربية مقابل الحصول على اإلقامة الثالثية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬اإلقامة الخماسية‬

‫رخصت المادة األولى من قرار وزير الداخلية رقم ‪ ۸۱۸۰‬السنة‬

‫‪ 1996‬باإلقامة الخماسي ـة (أى لمدة خمس سنوات) لثماني فئـات علـى‬

‫سبيـل الحص ـر وه ـم ‪:‬‬

‫‪ -1‬المستثمرون‪.‬‬

‫‪ -2‬المصري الذي فقد جنسيته المصرية نتيجة اإلذن له بالتجنس بجنسية‬

‫أجنبية مع عدم االحتفاظ بالجنسية المصرية وكذلك أوالده القصر الذين‬

‫شملهم هذا اإلذن‪.‬‬

‫‪ -3‬األبناء وهم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬أبناء األم المصرية‪.‬‬

‫ب‪ -‬األبناء الذين ُمنح آباؤهم الجنسية المصرية‪.‬‬

‫ج‪ -‬األبناء البالغون سن الرشد بكفالة أمهاتهم ُ‬


‫المرخص لهن في اإلقامة‬

‫الخاصة أو العادية أو الخماسية بصفتهن الشخصية في حالة وفاة األب‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -4‬الذين تجاوزت أعمارهم ستين عاماً واستقرت إقامتهم بالبالد لمدة‬

‫عشر سنوات ولديهم وسائل تعيش‪.‬‬

‫‪ -5‬األجانب الذين تقضي االتفاقيات الدولية بالترخيص لهم باإلقامة‬

‫الخماسية‪.‬‬

‫‪ -6‬زوجات وأرامل المصري‪.‬‬

‫‪ -۷‬زوجات األجانب المرخص لهم في اإلقامة العادية‪.‬‬

‫‪ -۸‬زوجات وأبناء األجانب المرخص لهم في اإلقامة المؤقتة لمدة خمس‬

‫سنوات في الحاالت السابقة‪.‬‬

‫ونالحظ هنا أن معظم فئات األجانب المرخص لهم باإلقامة‬

‫الخماسية يرتبطون بالمجتمع المصرى ارتباطاً وثيقاً باإلضافة إلى‬

‫المستثمرين األجانب الذين يعملون فى مصر على زيادة اإلنتاج وتشغيل‬

‫وتدريب العمالة فى جمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫وقد أضاف قرار وزير الداخلية رقم ‪ 828‬لسنة ‪ 2017‬بشأن‬

‫تنظيم إقامة األجانب على األراضي المصرية مادة جديدة رقم ‪ 2‬مكرر‬

‫للقرار الوزارى رقم ‪ 8180‬لسنة ‪ 1996‬نصها كالتالى ‪" :‬يجوز الترخيص‬

‫لألجانب في اإلقامة المؤقتة لغير السياحة لمدة خمس سنوات قابلة‬

‫للتجديد لمن يمتلك عقا اًر أو أكثر بجمهورية مصر العربية بمبلغ ال يقل‬

‫عن أربعمائة ألف دوالر أمريكى"‪ .‬والغرض من ذلك تشجيع األجانب‬

‫على االستثمار العقارى مما يؤدى إلى دعم سوق العقارات فى جمهورية‬

‫مصر العربية‪.‬‬

‫وقد صدر قرار وزير الداخلية رقم ‪ 941‬لسنة ‪ 2019‬بتعديل‬

‫بعض أحكام القرار الوزارى رقم ‪ 180‬لسنة ‪ 1964‬فى شأن تنفيذ بعض‬

‫أحكام القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬بدخول وإقامة األجانب بجمهورية‬

‫مصر العربية والخروج منها بمنح األجنبى من ذوى اإلقامة المؤقتة كارت‬

‫إقامة منفصل أو بوضع استيكر أو بصمة خاتم على جواز سفره أو‬

‫‪60‬‬
‫الوثيقة التى تقوم مقامه ‪ ،‬بشرط أن يكون أى منهما سارياً لمدة تزيد على‬

‫مدة اإلقامة المرخص له بها لمدة شهرين على األقل‪ .‬أما إذا لم يكن لديه‬

‫جواز سفر أو وثيقة سفر وتعذر حصوله على أيهما ‪ُ ،‬يمنح بطاقة إقامة‬

‫ويؤشر عليها بمدد اإلقامة الممنوحة له‪.‬‬

‫وفى كل األحوال يصدر الترخيص باإلقامة لمدة محددة ويلتزم‬

‫األجنبي بالتجديد فور انتهاء المدة واال اعتبرت إقامته غير مشروعة‬

‫ووجب عليه مغادرة البالد فو اًر‪ .‬ويقدم طلب التجديد إلى السلطات‬

‫المختصة مشفوعة بالمستندات الالزمة ‪ ،‬وعلى األجنبي تزويد جهة‬

‫اإلدارة بكافة البيانات أو المعلومات التي قد تكون في حاجة إليها ‪،‬‬

‫والواردة في االستمارات أو النماذج المعدة لذلك‪ .‬وتختلف حدود السلطة‬

‫التقديرية لو ازرة الداخلية في التجديد حسب نوع إقامة األجنبي وذلك إذا‬

‫كانت إقامة خاصة أو مؤقتة أو عادية كما وضحنا فى السابق‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫وإذا لم يلتزم األجنبى بهذه الضوابط ‪ ،‬أصبحت إقامته غير‬

‫مشروعة وعلى السلطات المصرية إخراجه من البالد ‪ ،‬وهو ما سندرسه‬

‫فى المبحث التالى‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬خروج األجانب من جمهورية مصر‬

‫العربية‬

‫يخرج األجنبى من األراضى المصرية بطريقة من اثنين ‪:‬‬

‫الطريقة األولى هى الخروج االختياري فى حالة خروجه طوعاً من‬

‫البالد ‪ ،‬سواء النتهاء المدة المرخص له بها أو النتهاء األجنبى من سبب‬

‫الزيارة أو اإلقامة‪ .‬ومثال ذلك حصول الطالب األجنبى على الدرجة‬

‫العلمية التى أقام فى مصر للحصول عليها ‪ ،‬أو انتهاء برنامج الزيارة‬

‫بالنسبة للسائح‪.‬‬

‫وال يمثل الخروج االختيارى أى مشكلة طالما تم بالطرق الشرعية‬

‫من خالل المطارات أو الموانئ أو المعابر المصرية‪ .‬ويحصل األجنبى‬

‫‪63‬‬
‫على ختم الخروج كدليل على مغادرته البالد مثبت ًا بالتاريخ بعد التأكد من‬

‫شخصيته وجواز سفره ومشروعية إقامته وعدم وجود ما يمنع مغادرته‬

‫للبالد‪.‬‬

‫وقد ألغى المشرع تأشيرة خروج األجانب بمقتضى المادة الثالثة من‬

‫القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬حيث ألغت‪ 1‬المادتين رقمى (‪ 6‬و‪ )43‬من‬

‫القرار بالقانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ .1960‬وبذلك أصبح خروج األجنبى طوع ًا‬

‫من البالد ال يحتاج إلى إذن مسبق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كانت المادة السادسة الملغاة تجيز لوزير الداخلية بقرار يصدره أن يوجب على‬
‫األجانب قبل مغادرتهم األراضى المصرية على إذن خاص (تأشيرة) وهو ما نصت‬
‫عليه المادة األولى من القرار رقم ‪ 186‬لسنة ‪ 1964‬بأنه ‪" :‬اليجوز ألحد من‬
‫األجانب أن يغادر أراضى جمهورية مصر العربية إال إذا كان حاصالً على إذن‬
‫بذلك"‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫أما الطريقة الثانية فتتمثل فى الخروج اإلجبارى من األراضى‬

‫المصرية‪ .‬وفى هذه الحالة يتم إخراج األجنبى من البالد قس اًر ‪ ،‬أى دون‬

‫إرادته‪ .‬ويتم الخروج اإلجباري من جمهورية مصر العربية بأكثر من‬

‫طريقة ‪ ،‬أبرزهم ‪ :‬اإلبعاد (المطلب األول) ‪ ،‬والترحيل (المطلب الثانى)‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬إبعاد األجانب‬

‫يعد اإلبعاد عمالً من أعمال اإلدارة حيث تتمتع فى شأنه بسلطة‬

‫تقديرية واسعة نظ اًر لتعلق اإلبعاد بأمن وسيادة الدولة لذلك يعتبر قرار‬

‫اإلبعاد ذات صبغة إدارية وسياسية فى نفس الوقت‪ .1‬فقرار اإلبعاد يصدر‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪65‬‬
‫من وزير الداخلية بغرض إلزام األجنبى بمغادرة البالد العتبارات تتعلق‬

‫باألمن القومى وسياسة الدولة ومصالحها مع الدول األخرى‪.1‬‬

‫لذلك يصدر وزير الداخلية ‪ ،‬بين الحين واآلخر ‪ ،‬ق اررات باستبعاد‬

‫بعض األجانب من البالد ‪ ،‬ومنع دخولهم جمهورية مصر العربية ‪ ،‬وذلك‬

‫استناداً للسلطة المخولة له فى قانون دخول وإقامة األجانب بأراضى‬

‫جمهورية مصر العربية والخروج منها رقم ‪ 89‬لسنة ‪ ،1960‬والمعدل‬

‫بالقانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪.2005‬‬

‫تناول الباب الرابع من القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬فى شأن‬

‫دخول وإقامة األجانب بأراضى جمهورية مصر العربية والخروج منها ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫والمعدل بالقانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ ، 2005‬لتحديد أسباب إبعاد األجانب‬

‫خارج البالد ‪ ،‬وكيفية خروجهم ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 25‬على أن إبعاد‬

‫األجانب يكون بقرار من وزير الداخلية‪ .‬وتنقسم دراسة اإلبعاد إلى الفروع‬

‫التالية ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف اإلبعاد‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬أسباب اإلبعاد‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬لجنة اإلبعاد‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬آثار اإلبعاد‬

‫‪67‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف اإلبعاد‬

‫اإلبعاد هو قرار تصدره السلطات المختصة فى الدولة ألسباب‬

‫تتعلق بسالمتها وأمنها (الداخلى أو الخارجى) ِ‬


‫وتلزم األجنبى بمقتضاه‬

‫مغادرة إقليمها وإال تعرض للجزاء واإلخراج بالقوة ؛ وفى الغالب تحدد‬

‫الدولة مهلة يلتزم خاللها األجنبى بالخروج من البالد‪.1‬‬

‫وغير خاف أن اإلبعاد هو إجراء يتم فى مواجهة األجنبى دون‬

‫الوطنى ألن إبعاد األجنبى يتم على أساس أن دولته ستسمح له بدخول‬

‫أراضيها باعتباره مواطن ًا هناك‪ .‬وهذا حق يستمده المواطن المصرى من‬

‫دستور‪ 2014‬المعدل فى ‪ 23‬أبريل ‪ 2019‬حيث نصت المادة ‪ 62‬منه‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬إبراهيم أحمد إبراهيم‪ ،‬مركز األجانب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1998 ،‬ص‪.99‬‬

‫‪68‬‬
‫على أن "حرية التنقل ‪ ،‬واإلقامة ‪ ،‬والهجرة مكفولة‪ .‬وال يجوز إبعاد أي‬

‫مواطن عن إقليم الدولة‪ ،‬وال منعه من العودة إليه‪ .‬وال يكون منعه من‬

‫مغادرة إقليم الدولة ‪ ،‬أو فرض اإلقامة الجبرية عليه ‪ ،‬أو حظر اإلقامة‬

‫في جهة معينة عليه‪ ،‬إال بأمر قضائي مسبب ولمدة محددة ‪ ،‬وفي‬

‫األحوال المبينة في القانون"‪ .‬وإن كان الدستور المصرى فى المادة ‪63‬‬

‫يحظر التهجير القسري التعسفى للمواطنين بجميع صوره وأشكاله داخل‬

‫إقليم الدولة ‪ ،‬فمن المنطقى أن يحظر إبعادهم خارج البالد‪.‬‬

‫وقد يتشابه اإلبعاد مع بعض اإلجراءات األخرى ونبين فيما يلى‬

‫أبرزها ‪:‬‬

‫‪ -‬تسليم المجرمين ‪ :‬يختلف اإلبعاد عن تسليم المجرمين حيث أن اإلبعاد‬

‫يتم باإلرادة المنفردة للدولة ممثلة فى وزير الداخلية أما تسليم المجرمين‬

‫فيتم وفقاً التفاقية دولية تلتزم بها الدول التى صدقت عليها‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -‬التكليف بالسفر ‪ :‬يتفق اإلبعاد مع التكليف بالسفر فى أن كل منهما‬

‫أمر بخروج األجنبى خارج البالد خالل مدة محددة‪ .‬ولكن التكليف بالسفر‬

‫يصدر من مدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية وليس وزير الداخلية‬

‫كما هو الحال بالنسبة لإلبعاد‪ .‬ويصدر التكليف بالسفر لألجنبى فى حالة‬

‫رفض منح أو تجديد اإلقامة أما قرار اإلبعاد يصدر ألسباب تتعلق‬

‫باألمن القومى‪.‬‬

‫‪ -‬النفى ‪ :‬النفى هو إجراء تتخذه السلطة الحاكمة في البالد (والتي تكون‬

‫فى الغالب سلطة استعمارية) تجاه بعض الوطنيين إلقصائهم لبعض‬

‫الوقت بسبب نشاطهم أو تأثيرهم‪ .‬ويختلف اإلبعاد عن النفى فى أن‬

‫األخير يستهدف الوطنيين أما اإلبعاد فيخص األجانب‪ .‬ويشهد التاريخ‬

‫المصرى نفي العديد من الزعماء المصريين من قبل السلطات‬

‫االستعمارية التي كانت تحكم البالد ‪ ،‬لمحاولة إجهاض دورهم السياسى‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -‬الترحيل ‪ :‬الترحيل هو إجراء يتم فى مواجهة األجنبى الذى يقيم فى‬

‫الدولة بشكل غير مشروع كدخوله إلى البالد بشكل غير شرعى أو دخوله‬

‫بشكل شرعى واستمرار بقاؤه داخل الدولة بعد انتهاء المدة المسموح له‬

‫بها‪ .1‬وبالتالى يختلف الترحيل عن اإلبعاد حيث أن سبب الترحيل هو‬

‫عدم مشروعية اإلقامة أو الدخول إلى البالد أما اإلبعاد فيتم العتبارات‬

‫تتعلق باألمن القومى بغض النظر عن مشروعية الدخول واإلقامة‪.‬‬

‫وفى جمهورية مصر العربية يصدر وزير الداخلية الق اررات‬

‫المتعلقة بإبعاد األجانب ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪89‬‬

‫لسنة ‪ 1960‬على أنه ‪" :‬لوزير الداخلية بقرار منه إبعاد األجانب"‪ .‬وإلبعاد‬

‫األجانب بعض األسباب التى سوف نتناولها فى الفرع التالى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫للمزيد أنظر الترحيل بالمطلب الثانى‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الفرع الثانى ‪ :‬أسباب اإلبعاد‬

‫حددت المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬أسباب إبعاد‬

‫األجنبى ‪ ،‬ونصت على أنه "ال يجوز إبعاد األجنبى من ذوى اإلقامة‬

‫الخاصة ‪ ،‬إال إذا كان فى وجوده ما يهدد أمن الدولة أو سالمتها فى‬

‫الداخل أو فى الخارج أو اقتصادها القومى أو الصحة العامة أو اآلداب‬

‫العامة أو السكينة العامة أو كان عالة على الدولة بعد عرض األمر على‬

‫اللجنة المنصوص عليها فى المادة ‪ 29‬وموافقتها"‪.‬‬

‫ويتضح لنا من خالل هذه المادة أن المشرع قد فرق بين إبعاد‬

‫األجانب أصحاب اإلقامة الخاصة (الغصن األول) وغيرهم ممن يتمتعون‬

‫باإلقامة العادية واإلقامة المؤقتة (الغصن الثانى)‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الغصن األول ‪ :‬إبعاد األجانب ذوو اإلقامة الخاصة‬

‫اشترط المشرع إلبعاد األجانب من ذوى اإلقامة الخاصة توافر‬

‫الشروط اآلتية ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬ضــرورة تــوافـــر إحـدى حـاالت اإلبـعــاد المنصـوص عـليـــهـا فـى‬

‫الـمـادة ‪ ، ۲۹‬وهى أن يكون فى وجود األجنبى ما يهدد أمن الدولة أو‬

‫سالمتها فى الداخل أو فى الخارج أو اقتصادها القومى أو الصحة‬

‫العامة أو اآلداب العامة أو السكينة العامة أو إذا كان عالة على‬

‫الدولة‪ .‬وبإمعان النظر في هذه األسباب يتضح لنا أنها مرنة بالقدر الذى‬

‫يمكن و ازرة الداخلية من اتخاذها ذريعة إلبعاد من تريد ‪ ،‬إذ يكفي أن‬

‫تسبب قرارها بأن وجود األجنبي المراد إبعاده يشكل خط اًر على أمن‬

‫الدولة أو سالمتها‪ .‬لذلك يرى البعض أن هذا المعيار مطاط وغير‬

‫منضبط وكان من األفضل تحديده بشكل أكثر دقة مثل االنضمام إلى‬

‫‪73‬‬
‫تنظيمات إرهابية أو اإلساءة إلى الدولة أو أحد رموزها أو التخابر لصالح‬

‫دولة أجنبية أو التحريض على العنف أو ترويج الشائعات إلخ‪ 1..‬ولكننا‬

‫نرى أن المشرع قد أحسن صنعاً بتعميم النص حتى يشمل كل الممارسات‬

‫التى تمثل خط اًر على أمن الدولة أو سالمتها أو اقتصادها القومى وما‬

‫يستحدث من هذه الممارسات حيث أنها فى تطور مستمر‪ .‬وبالتالى‬

‫تحديد هذه الممارسات على سبيل الحصر سوف يشجع األجنبى المخالف‬

‫على استخدام أساليب غير منصوص عليها بالقانون تجنباً إلبعاده‪.2‬‬

‫ونالحظ أن تمتع األجنبى باإلقامة الخاصة ال يعفيه من اإلبعاد فى‬

‫الحاالت المنصوص عليها فى القانون حيث أنه من المفترض أن‬

‫صاحب اإلقامة الخاصة هو أكثر األجانب حرصاً على أمن وسالمة‬

‫الدولة التى يقيم بها نظ ًار الرتباطه الوثيق بها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬عبد المنعم زمزم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.458‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬إبراهيم أحمد إبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.129‬‬

‫‪74‬‬
‫ثانياً ‪ :‬ضرورة عرض األمر على لجنة اإلبعاد المنصوص عليها في‬

‫المادة ‪ .۲۹‬وقد حرصت هذه المادة على بيان أحكام عمل اللجنة‬

‫المذكورة ‪ ،‬حيث اشترطت لصحة انعقادها حضور الرئيس وثالثة أعضاء‬

‫على األقل‪ .‬وتصدر الق اررات بأغلبية األعضاء الحاضرين ؛ وعند تساوی‬

‫األصوات يرجح الرأي الذي ينتمي إليه الرئيس‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬ضرورة موافقة اللجنة المذكورة على إبعاد األجنبي‪ .‬فقد جعل‬

‫المشرع من موافقة هذه اللجنة شرطاً وجوبياً التخاذ قرار اإلبعاد‪ .‬وبالتالى‬

‫ال يجوز لوزير الداخلية إبعاد األجانب من ذوى اإلقامة الخاصة إال بعد‬

‫موافقة لجنة اإلبعاد على ذلك‪ .‬وفي جميع األحوال يجب أن تصدر اللجنة‬

‫قرارها على وجه السرعة‪ .‬والغرض من اشتراط موافقة لجنة اإلبعاد هو‬

‫توفير ضمانة جدية وحقيقية لألجانب من ذوى اإلقامة الخاصة ‪ ،‬وجعلهم‬

‫‪75‬‬
‫بمنأى عن تعسف جهة اإلدارة‪ .1‬غير أنه بإمعان النظر في تشكيل لجنة‬

‫اإلبعاد يتضح أن هذه الضمانة في حقيقتها مجرد ضمانة شكلية ‪ ،‬نظ اًر‬

‫ألن غالبية أعضائها ينتمون إلى السلطة التنفيذية ويخضعون مباشرة‬

‫لسلطة وزير الداخلية ‪ ،‬فيكفي إلبعاد أي أجنبي موافقة األعضاء‬

‫المنصوص عليهم في البنود ‪ 1‬و ‪ 4‬و ‪ 6‬حتى وإن عارض الباقون‪.2‬‬

‫الغصن الثانى ‪ :‬إبعاد األجانب ذوو اإلقامة العادية واإلقامة المؤقتة‬

‫لم يتصد المشرع المصرى لمعالجة أسباب إبعاد هاتين الطائفتين‬

‫من األجانب ‪ ،‬لذلك يتمتع وزير الداخلية بشأنهم بسلطة تقديرية واسعة‪.‬‬

‫بيد أن هذا ال يعني أن سلطة وزير الداخلية في شأن إبعادهم هي سلطة‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬عبد المنعم زمزم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.462‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫مطلقة ‪ ،‬وإنما يجب أن تمارس هذه السلطة دائما في حدود المصلحة‬

‫العامة مع عدم التعسف في استعمال الحق‪ .‬وفى الغالب يستند قرار وزير‬

‫الداخلية الصادر بإبعاد األفراد الذين ينتمون إلى هاتين الطائفتين إلى‬

‫أسباب إبعاد األجانب من ذوى اإلقامة الخاصة ‪ ،‬والمنصوص عليها في‬

‫المادة ‪ ۲۹‬السابق دراستها‪ .‬والسبب هو كونها من االتساع الذي يمكن‬

‫معه تبرير أي قرار صادر بإبعاد أي أجنبي مهما كان نوع إقامته‪ .1‬ومع‬

‫ذلك ‪ ،‬فإن وزير الداخلية عند إصداره قرار اإلبعاد لهاتين الفئتين ال يتعين‬

‫عليه االستناد إلى أسباب معينة حيث أن سلطته ال يحدها إال القيد العام‬

‫الذى يرد على كافة الق اررات اإلدارية من حيث ضرورة أن يكون القرار‬

‫خالياً من التعسف فى استعمال السلطة أو االنحراف بها‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.463‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.90‬‬

‫‪77‬‬
‫وقد استقر قضاء المحكمة اإلدارية العليا على هذا المبدأ ‪ ،‬حيث‬

‫أن "قضاء هذه المحكمة قد جرى أن اإلدارة تتمتع فى ممارسة اإلبعاد‬

‫بالنسبة ألصحاب اإلقامة المؤقتة بسلطة تقديرية واسعة ال يحد منها أو‬

‫يقيدها إال أن يصدر قرارها باإلبعاد ألصحاب هذا النوع من اإلقامة دون‬

‫أن يكون مشوباً بالتعسف فى استعمال السلطة أو االنحراف بها"‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫حكم المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬الطعم رقم ‪ 319‬لسنة ‪ 35‬قضائية عليا‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪.1994/6/26‬‬

‫‪78‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬لجنة اإلبعاد‬

‫نصت المادة ‪ 29‬من القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬بعد تعديلها‬

‫بمقتضى القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬على أن ‪" :‬تشكل لجنة اإلبعاد‬

‫على الوجه اآلتى ‪:‬‬

‫رئيساً‪.‬‬ ‫‪ - 1‬مساعد أول وزير الداخلية لألمن‬

‫عضواً‪.‬‬ ‫‪ - 2‬رئيس إدارة الفتوى لو ازرة الداخلية بمجلس الدولة‬

‫عضواً‪.‬‬ ‫‪ - 3‬مدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية‬

‫عضواً‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مدير اإلدارة القنصلية بو ازرة الخارجية‬

‫عضواً‪.‬‬ ‫‪ - 5‬مندوب عن مصلحة األمن العام‬

‫‪79‬‬
‫وتنعقد اللجنة بناء على طلب رئيسها ويشترط لصحة انعقادها‬

‫حضور الرئيس وثالثة أعضاء على األقل‪ ،‬وتصدر الق اررات بأغلبية‬

‫األعضاء الحاضرين وعند تساوى األصوات يرجح الرأى الذى منه‬

‫الرئيس‪.‬‬

‫ويتولى أعمال مقرر اللجنة مدير إدارة اإلقامة بمصلحة الجوازات‬

‫والهجرة الجنسية أو من يقوم مقامه‪.‬‬

‫وتبدى اللجنة رأيها فى أمر اإلبعاد على وجه السرعة"‪.‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬آثار اإلبعاد‬

‫تنص المادة ‪ 30‬من القرار بقانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬بعد‬

‫تعديلها بمقتضى القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬على أنه ‪" :‬لمدير مصلحة‬

‫الجوازات والهجرة والجنسية بقرار منه أن يفرض على األجنبى الذى صدر‬

‫‪80‬‬
‫قرار بإبعاده وتعذر تنفيذه ‪ ،‬اإلقامة فى جهة معينة والتقدم إلى مقر‬

‫الشرطة المختص فى المواعيد التى يحددها القرار‪ ،‬وذلك إلى حين‬

‫إبعاده"‪.‬‬

‫وبحسب األصل يكون قرار اإلبعـاد واجـب التنفيذ مــن وقــت‬

‫‪1‬‬
‫المبعد الخروج من اإلقليم المصرى عبر المنفذ‬
‫صـدوره ‪ ،‬ويجب على ُ‬

‫وخالل المدة المحددين فيه ‪ ،‬وإال اعتبرت إقامته بعد ذلك التاريخ غير‬

‫مشروعة ‪ ،‬ويتعرض بالتالي للمسألة الجنائية‪ .‬ويالحظ أن األصل في‬

‫قرار اإلبعاد أن يكون فردياً ‪ ،‬فال يشمل إال الشخص المبعد‪ .‬وبالتالى ال‬

‫يمكن إبعاد زوجة المبعد وأوالده إال إذا شملهم قرار اإلبعاد‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫المطار أو الميناء أو المعبر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ .‬كريم ناصر حسناوي‪ ،‬الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد والترحيل الخاصة‬
‫باألجانب‪ ،‬دار الفكر والقانون‪ ،2016 ،‬ص‪.61‬‬

‫‪81‬‬
‫وفى بعض األحيان ‪ ،‬قد يتعذر تنفيذ القرار الصادر بإبعاد‬

‫األجنبي‪ .‬وذلك فى حالة توقف حركة الطيران بين جمهورية مصر العربية‬

‫والدولة المراد إبعاده إليها مثلما حدث فى النصف األول من عام ‪.2020‬‬

‫ففي مثل هذه الحالة أجاز القانون لمدير عام مصلحة الهجرة والجوازات‬

‫والجنسية أن يحدد إقامة هذا األجنبى في جهة معينة وله أن يوجب عليه‬

‫التقدم لمقر الشرطة المختص في المواعيد التي يحددها القرار‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 31‬من القرار بقانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬بعد‬

‫تعديلها بمقتضى القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬على أنه "ال يسمح‬

‫لألجنبى الذى سبق إبعاده بالعودة إلى جمهورية مصر العربية إال بأذن‬

‫من وزير الداخلية"‪ .‬وإن كان القرار الصادر باإلبعاد يحمل معنى العقوبة‬

‫إال أنه يعد من أسباب انتهاء اإلقامة‪ .‬ولذلك ال ُيسمح لألجنبي الذي سبق‬

‫إبعاده بالعودة إلى البالد مرة أخرى إال بعد الحصول على إذن من وزير‬

‫الداخلية‪ .‬وإذا حصل األجنبى المبعد على اإلذن بالعودة مرة أخرى إلى‬

‫‪82‬‬
‫البالد ‪ ،‬فإن ذلك ال يعد استكماالً إلقامته السابقة وإنما بداية إقامة جديدة‪.‬‬

‫وال تنتهى اإلقامة باإلبعاد فحسب بل يمكن أن تنتهى أيضاً بالترحيل‪.‬‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬ترحيل األجانب‬

‫لم يرد بالقانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬أى إشارة إلى الترحيل حتى‬

‫صدور القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬الذى أضاف الترحيل كعقوبة وحدد‬

‫الحاالت التى يجوز فيها لمدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية‬

‫بترحيل األجنبى‪ .‬لذلك سنتناول أوالً تعريف الترحيل (الفرع األول) ‪ ،‬ثم‬

‫حاالت الترحيل (الفرع الثانى)‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الترحيل‬

‫الترحيل هو قرار يصدر من مدير مصلحة الجوازات والهجرة‬

‫والجنسية أو من ينوب عنه باقتياد األجنبى المتواجد بصورة غير قانونية‬

‫القتياده خارج البالد رغماً عنه‪.‬‬

‫ويتواجد األجنبى بصورة غير قانونية فى جمهورية مصر العربية‬

‫فى الحاالت التالية ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬دخوله البالد بطريقة غير مشروعة‬

‫ويتضمن ذلك عبور الحدود المصرية من خارج المنافذ الشرعية‬

‫أى الموانئ والمطارات والمعابر‪ .‬أو الدخول عبر المنافذ الشرعية‬

‫‪84‬‬
‫باستخدام مستندات مزورة‪ .‬وفى الحالتين لم يكن لألجنبى الحق فى دخول‬

‫البالد من األساس‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬عدم حصوله على اإلقامة‬

‫يفترض فى هذه الحالة دخول األجنبى بشكل مشروع ثم انتهت‬

‫فترة زيارته دون الحصول على إقامة‪ .‬سواء لم يتقدم بطلب لإلقامة أو‬

‫تقدم بطلب ثم تم رفضه‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬مخالفة األجنبى للغرض من اإلقامة‬

‫يفترض فى هذه الحالة دخول األجنبى بشكل مشروع وحصوله‬

‫على اإلقامة ولكنه لم يلتزم بالغرض المسموح له به‪ .‬كأن يقيم طالب علم‬

‫فى مصر بغرض الدراسة ثم يقوم بالعمل دون الحصول على إذن بذلك‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫رابعاً ‪ :‬تخلفه عن تجديد اإلقامة بعد نهاية مدتها‬

‫يفترض فى هذه الحالة دخول األجنبى بشكل مشروع وحصوله‬

‫على اإلقامة وااللتزام بالغرض منها ولم يتم تجديد اإلقامة سواء لم يطلب‬

‫التجديد أو رفضت اإلدارة طلبه واستمر بالبقاء داخل البالد‪ .‬وقد حدد‬

‫المشرع المصرى حاالت الترحيل سوف نتناولها فى الفرع التالى‪.‬‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬حاالت الترحيل‬

‫تنص المادة الثانية من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ 2005‬على أن ‪:‬‬

‫"تضاف مادة جديدة برقم (‪ 31‬مكر اًر) للقرار بالقانون رقم ‪ 89‬لسنة‬

‫‪ 1960‬المشار إليه ‪ ،‬نصها اآلتى ‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫"لمدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية أن يأمر بترحيل األجنبى من‬

‫غير ذوى اإلقامة الخاصة وذلك فى األحوال اآلتية‪:‬‬

‫‪ - 1‬دخول البالد بطريق غير مشروع أو عدم الحصول على ترخيص‬

‫باإلقامة بعد نهاية المدة الممنوحة له بموجب تأشيرة الدخول‪.‬‬

‫‪ - 2‬مخالفة الغرض الذى حصل على اإلقامة من أجله‪.‬‬

‫‪ - 3‬عدم مغادرة البالد خالل خمسة عشر يوم ًا من تاريخ نهاية إقامته‪،‬‬

‫ووِفق‬
‫إال إذا تقدم بطلب لتجديد إقامته قبل انتهاء مدة إقامته األصلية ُ‬

‫عليه‪.‬‬

‫‪ - 4‬عدم مغادرة البالد خالل خمسة عشر يوماً من تاريخ إعالنه برفض‬

‫منحه اإلقامة أو تجددها‪ ،‬ولمدير المصلحة فى سبيل ذلك حجز األجنبى‬

‫أو تحديد إقامته فى مكان معين ومنحه مهلة للسفر قابلة للتجديد لحين‬

‫انتهاء إجراءات ترحيله"‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫وكذلك تشير المادة ‪ 42‬إلى جواز ترحيل األجنبى حيث نصت‬

‫على أن ‪ ..." :‬يعاقب كل من خالف أحكام المادة (‪ )23‬من هذا القانون‬

‫بغرامة ال تقل عن مائتى جنيه وال تزيد على ألفى جنيه مع جواز ترحيله‬

‫خارج البالد"‪ .‬وذلك فى حالة مخالفة األجنبى للغرض من اإلقامة دون‬

‫الحصول على إذن ذلك من مدير مصلحة الجوازات والهجرة والجنسية‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬حقوق األجانب والتزاماتهم في القانون‬

‫المصري‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إذا كان األجنبي هو كل شخص ال يحمل جنسية دولة اإلقامة فهل‬

‫يتعين من هذا المنطق إجراء تفرقة بين الوطني واألجنبي فيما يتعلق‬

‫بالتمتع بالحقوق وتحمل االلتزامات بحيث يعامل األجنبي معاملة مختلفة‬

‫ويحرم بذلك من بعض الحقوق التي يتمتع بها المواطن المصري أو‬

‫تفرض عليه التزامات ال تفرض على المواطن؟‬

‫مما ال شك فيه أن القاعدة العامة في تحديد حقوق األجانب‬

‫والتزاماتهم هي حرية الدولة وفقاً لما تمليه عليها مصلحتها االقتصادية‬

‫واالجتماعية إذ أن ذلك يعتبر من الحقوق السيادية للدولة ‪ ،‬فعندما تقوم‬

‫‪89‬‬
‫الدولة بحرمان األجانب المتواجدين بها من بعض الحقوق فإن ذلك ليس‬

‫الهدف منه األجنبي في حد ذاته وإنما تقوم بذلك مراعاة العتبارات تتعلق‬

‫بالصالح العام للدولة ‪ ،‬ومن ثم تقصر على مواطنيها بعض الحقوق‬

‫وكذلك تحملهم وحدهم ببعض االلتزامات ‪.‬‬

‫فعليا في هذه‬
‫عضوا ً‬
‫ً‬ ‫إال أن األجنبي المقيم في دولة ما يعتبر‬

‫الدولة ومن ثم يتعين االعتراف له بالحقوق الالزمة لحياته وهو ما يعرف‬

‫بالحد األدنى من الحقوق والتي يتساوى فيها المواطن مع األجنبي‪.‬‬

‫وعلى ضوء ما تقدم نقسم الدراسة في هذا الفصل على النحو التالي ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تمتع األجانب بحقوق الحياة العامة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حق األجنبي في العمل وممارسة النشاط االقتصادي‬

‫والتجاري ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مدى حق األجنبي في التملك ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬التزامات األجانب في القانون المصري ‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬الحقوق المحظورة على األجانب ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تمتع األجانب بحقوق الحياة العامة‬

‫تشمل حقوق الحياة العامة أحقية األجنبي في التمتع بالحريات‬

‫العامة في دولة اإلقامة وكذلك حقه في التمتع بمرافقها العامة وهو ما‬

‫سنتعرض له على النحو التالي ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تمتع األجانب بالحريات العامة‬

‫إن األجنبي المتواجد على إقليم الدولة هو في النهاية إنسان وهو‬

‫ما يستتبع االعتراف له بكافة الحريات الالزمة لإلنسان التي من شأن‬

‫تجاهلها إهدار إنسانيته وتتمثل هذه الحريات في الحرية الشخصية‪ ،‬حرية‬

‫التنقل‪ ،‬حرية الفكر والرأي‪ ،‬حرية االجتماع وتكوين الجمعيات‪ ،‬حرية‬

‫‪92‬‬
‫العقيدة والعبادة‪ ،‬حرية إبرام التصرفات القانونية وحرية تكوين األسرة‪،‬‬

‫وسوف نتناول هذه الحريات بإيجاز فيما يلي ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الحرية الشخصية‪:‬‬

‫أوجب دستور جمهورية مصر العربية لعام ‪ 2014‬ضرورة احترام‬

‫وضمان الحرية الشخصية لكل من يتواجد على اإلقليم المصري وذلك‬

‫بمقتضى المادة ‪ 54‬والتي تنص على أن "الحرية الشخصية حق طبيعي‪،‬‬

‫وهي مصونة ال تُمس‪ ،‬وفيما عدا حالة التلبس‪ ،‬ال يجوز القبض على‬

‫أحد‪ ،‬أو تفتيشه‪ ،‬أو حبسه‪ ،‬أو تقييد حريته بأي قيد إال بأمر قضائي‬

‫مسبب يستلزمه التحقيق‪ .‬ويجب أن ُيبلغ فو اًر كل من تقيد حريته بأسباب‬

‫ذلك‪ ،‬ويحاط بحقوقه كتابة‪ ،‬ويمكن من االتصال بذويه وبمحاميه فو اًر‪،‬‬

‫وأن يقدم إلى سلطة التحقيق خالل أربع وعشرين ساعة من وقت تقييد‬

‫حريته‪ .‬وال يبدأ التحقيق معه إال في حضور محاميه‪ ،‬فإن لم يكن له‬

‫‪93‬‬
‫محام ندب له محام مع توفير المساعدة الالزمة لذوي اإلعاقة‪ ،‬وفقاً‬

‫لإلجراءات المقررة في القانون‪ .‬ولكل من تقيد حريته‪ ،‬ولغيره‪ ،‬حق التظلم‬

‫أمام القضاء من ذلك اإلجراء‪ ،‬والفصل فيه خالل أسبوع من ذلك‬

‫اإلجراء‪ ،‬وإال وجب اإلفراج عنه فو اًر‪ .‬وينظم القانون أحكام الحبس‬

‫االحتياطي‪ ،‬ومدته‪ ،‬وأسبابه‪ ،‬وحاالت استحقاق التعويض الذي تلتزم‬

‫الدولة بأدائه عن الحبس االحتياطي‪ ،‬أو عن تنفيذ عقوبة صدر حكم بات‬

‫بإلغاء الحكم المنفذة بموجبه‪ .‬وفي جميع األحوال ال يجوز محاكمة المتهم‬

‫في الجرائم التي يجوز الحبس فيها إال بحضور محام موكل أو ٌمنتدب"‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 58‬على أنه "للمنازل حرمة‪ ،‬وفيما عدا حاالت‬

‫الخطر‪ ،‬أو االستغاثة ال يجوز دخولها‪ ،‬وال تفتيشها‪ ،‬وال مراقبتها أو‬

‫التنصت عليها إال بأمر قضائي مسبب‪ ،‬يحدد المكان‪ ،‬والتوقيت‪،‬‬

‫والغرض منه‪ ،‬وذلك كله في األحوال المبينة في القانون‪ ،‬وبالكيفية التي‬

‫‪94‬‬
‫ينص عليها‪ ،‬ويجب تنبيه من في المنازل عند دخولها أو تفتيشها‪،‬‬

‫وإطالعهم على األمر الصادر في هذا الشأن"‪.‬‬

‫وأخي اًر نصت المادة ‪ 59‬من الدستور المعدل على أن "الحياة‬

‫اآلمنة حق لكل إنسان‪ ،‬وتلتزم الدولة بتوفير األمن والطمأنينة لمواطنيها‪،‬‬

‫ولكل مقيم على أراضيها"‪.‬‬

‫وعلى ذلك يتمتع األجنبي المتواجد في إقليم الدولة المضيفة –‬

‫شأنه شأن المواطن – بالحرية الشخصية فال يجوز القبض عليه أو حبسه‬

‫إال بأمر قضائي مسبب يستلزمه التحقيق‪ ،‬وحتى في هذه الحالة أفرد له‬

‫الدستور العديد من الضمانات كضرورة إبالغه فو اًر بأسباب ذلك وتمكينه‬

‫من إبالغ ذويه ومحاميه‪ ،‬وتقديمه إلى سلطة التحقيق خالل ‪ 24‬ساعة‪،‬‬

‫وتمتد حرمته الشخصية فتشمل حرمة مسكنه‪ ،‬فالحياة اآلمنة واجب على‬

‫‪95‬‬
‫الدولة تلتزم بتوفيره لكل من يتواجد على إقليمها ال اعتبار فيه لجنسية‬

‫الفرد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حرية التنقل‪:‬‬


‫ً‬

‫وفقاً لنص المادة ‪ - 62‬من الدستور المشار إليه “حرية التنقل‪،‬‬

‫واإلقامة‪ ،‬والهجرة مكفولة‪ .‬وال يجوز إبعاد أي مواطن عن إقليم الدولة‪ ،‬وال‬

‫منعه من العودة إليه‪ .‬وال يكون منعه من مغادرة إقليم الدولة‪ ،‬أو فرض‬

‫اإلقامة الجبرية عليه‪ ،‬أو حظر اإلقامة في جهة معينة عليه‪ ،‬إال بأمر‬

‫قضائي مسبب ولمدة محددة‪ ،‬وفي األحوال المبينة في القانون"‪.‬‬

‫طا وثيًقا بالحرية الشخصية‪ ،‬وهو ما يستتبع‬


‫ويرتبط هذا الحق ارتبا ً‬

‫القول باالعتراف لألجانب بالحق في التنقل بحرية بين أرجاء الدولة‪ ،‬ومن‬

‫ثم ال يجوز فرض اإلقامة الجبرية عليه أو حظر إقامته بصفة عامة إال‬

‫‪96‬‬
‫بأمر قضائي مسبب‪ ،‬ومع ذلك ال ينال من هذا الحق أن تدخل الدولة‬

‫وتحظر على األجانب الدخول في أماكن معينة العتبارات أمنية‬

‫وغالبا ما يحدث ذلك في أوقات الحروب حيث تقتضي مصلحة‬


‫ً‬ ‫وسياسية‪،‬‬

‫الدولة منع األجانب من الدخول إلى أماكن أو مناطق معينة أو مجرد‬

‫مشروعا تتخذه الدولة ضد مواطنيها‬


‫ً‬ ‫العبور فيها‪ ،‬وهذا اإلجراء يعد‬

‫وبالتالي فمن باب أولى أن تتخذه الدولة في مثل هذه األوقات ضد‬

‫األجنبي دون أن يكون لهذا األخير الحق في التضرر (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬التنظيم القانوني لدخول وإقامة األجانب بأراضي جمهورية‬
‫مصر العربية والخروج منها وفًقا ألحكام القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪2005‬م والقوانين‬
‫والق اررات الو ازرية ذات الصلة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ص‪ 128‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬حرية الفكر والرأي‪:‬‬

‫لعام ‪2014‬على أن‬ ‫تنص المادة ‪ 65‬من الدستور المصري‬

‫"حرية الفكر والرأي مكفولة‪ .‬ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول‪ ،‬أو‬

‫بالكتابة‪ ،‬أو بالتصوير‪ ،‬أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر"‪.‬‬

‫ابعا‪ :‬حرية االجتماع وتكوين الجمعيات‪:‬‬


‫ر ً‬

‫وفقاً لنص المادة ‪ 20‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان يكون‬

‫لألجنبي حرية االشتراك في الجمعيات واالجتماعات السلمية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬حرية العقيدة والعبادة‪:‬‬


‫ً‬

‫لألجنبي حرية االعتقاد وممارسة الشعائر الدينية وذلك في إطار‬

‫الضوابط التي يحددها القانون‪ ،‬إذ نصت المادة ‪ 64‬من الدستور سالف‬

‫‪98‬‬
‫الذكر على أن "حرية االعتقاد مطلقة‪ .‬وحرية ممارسة الشعائر الدينية‬

‫وإقامة دور العبادة ألصحاب األديان السماوية‪ ،‬حق ينظمه القانون"‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن األجنبي إذا كان يتمتع بحرية العقيدة بحيث يكون‬

‫له ممارسة الشعائر الدينية الخاصة بهذه العقيدة‪ ،‬أو حتى تغير تلك‬

‫العقيدة إال أنه يراعى أن األجنبي ليس له أن يباشر العبادة علناً إال بقدر‬

‫ما يسمح به النظام العام في الدولة (‪.)1‬‬

‫سادسا‪ :‬تمتع األجنبي بحقوق األسرة‪:‬‬


‫ً‬

‫يجمع الفقه على أن الحقوق العائلية تدخل ضمن الحد األدنى‬

‫للحقوق المقررة لألجنبي وذلك باعتبارها حقوق لصيقة بالشخصية‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬التنظيم القانوني لدخول وإقامة األجانب بأراضي جمهورية‬
‫مصر العربية‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.130‬‬

‫‪99‬‬
‫القانونية المسلم له بها ولذلك ال يكون لعامل الجنسية أي اعتبار‬

‫بخصوصها وعلى هذا النحو يكون لألجنبي حق تكوين األسرة وما يرتبط‬

‫بذلك من حق الزواج والبنوة والوالية والطالق واالنفصال ‪ ...‬وإلى غير‬

‫ذلك من الحقوق المرتبطة بالحياة العائلية‪ ،‬وإذا كان الوطني يتساوى مع‬

‫األجنبي في التمتع بهذه الحقوق إال أن كالهما يتقيدان بشرط عدم مخالفة‬

‫النظام العام في الدولة‪ ،‬ولنا أن نسوق مثالً على تلك المخالفة أن يتزوج‬

‫أجنبيا بالمسلمة أجنبية كانت أم مصرية (‪.)1‬‬


‫ً‬ ‫وطنيا كان أم‬
‫ً‬ ‫الغير مسلم‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسام الدين فتحي ناصف‪ ،‬المركز القانوني لألجانب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة‬
‫جامعة عين شمس‪ ،1996 ،‬ص‪.138‬‬

‫‪100‬‬
‫سابعا‪ :‬حرية إبرام التصرفات القانونية‪:‬‬
‫ً‬

‫يتمتع األجنبي بالشخصية القانونية مثل الوطني‪ ،‬وبالتالي يتمتع‬

‫باألهلية القانوني التي تخوله إبرام التصرفات القانونية فالنتيجة الطبيعية‬

‫لالعتراف لألجنبي بالشخصية القانونية هي االعتراف له بالحق في إبرام‬

‫التصرفات القانونية ومن ثم يكون لألجانب الحق في ممارسة كافة‬

‫التصرفات التي يقتضيها تعاملهم مع الغير أثناء تواجدهم في اإلقليم‬

‫المصري‪ .‬وهذا يتضمن بطبيعة الحال حق األجنبي في أن يصير دائناً‬

‫أو مديناً نتيجة مباشرة مثل هذه التصرفات على اإلقليم المصري طالما‬

‫أنه يلتزم بالقيود المفروضة على مباشرة هذه التصرفات(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أشرف وفا‪ ،‬المركز القانوني لألجانب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫‪ ،1998/1997‬ص‪.50‬‬

‫‪101‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬حق األجنبي في التمتع بالمرافق العامة‬

‫من الطبيعي أن يتساوى األجنبي مع المواطن فيما يتعلق بالتمتع‬

‫بخدمة المرافق العامة وذلك ألنها تتعلق بإشباع حاجات ضرورية للفرد‬

‫باعتباره إنسان وبصرف النظر عن جنسيته‪ ،‬فال يمكن أن نتصور بأي‬

‫حال من األحوال إمكانية حرمان األجنبي من االنتفاع بخدمة الكهرباء أو‬

‫الغاز أو المياه أو المواصالت أو الصحة أو األمن وغيرها‪ ،‬ولذلك فإن‬

‫حرمان األجنبي من التمتع بخدمة هذه المرافق مفاده إخراجه من ميدان‬

‫الحياة االجتماعية في الدولة وإهدار شخصيته القانونية (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عز الدين عبد هللا‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الحادية‬
‫عشر‪ ،‬مكتبة جامعة عين شمس‪ ،1986 ،‬ص‪.698‬‬

‫‪102‬‬
‫وال ينال من حق األجنبي في االنتفاع بخدمة المرافق العامة أن‬

‫تتدخل الدولة في بعض األحيان لحرمان األجنبي من التمتع بخدمة‬

‫بعض المرافق العامة التي تفرض تضامناً نسبي ًا بين أفراد الدولة الواحدة‬

‫وبالتالي تعتبر قاصرة على الوطنيين دون األجانب كمرفق الضمان‬

‫االجتماعي‪.‬‬

‫وهذا ما أكده المشرع المصري في قانون التأمينات االجتماعية‬

‫الجديد رقم ‪ 148‬لسنة ‪ 2019‬فال تسري أحكام هذا القانون على األجانب‬

‫إذ لم يدخل األجنبي ضمن الفئات الخاضعة لنصوصه (‪ ،)1‬وذلك بخالف‬

‫سائدا في قانون التأمينات االجتماعية رقم ‪ 79‬لسنة ‪ 1975‬إذ‬


‫ما كان ً‬

‫(‪ )1‬راجع هذا القانون منشور في الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 33‬مكرر (أ)‪.‬ويالحظ أنه‬
‫سيتم العمل بهذا القانون اعتبا اًر من أول يناير ‪ 2020‬وذلك باستثناء بعض المواد‬
‫التي يعمل بها من اليوم التالي لتاريخ النشر ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫نص في المادة الثانية على سريان أحكامه على األجانب الخاضعين‬

‫لقانون العمل بشرط أال تقل مدة عقد العمل عن سنة وأن توجد اتفاقية‬

‫معاملة بالمثل (‪.)1‬‬

‫ونرى أنه لعل من الصواب أن تسري أحكام القانون الجديد على‬

‫األجانب الخاضعين لقانون العمل ذلك أن الضمان االجتماعي بما يكفله‬

‫من تأمينات ومساعدات اجتماعية كالعالج المجاني وتأمين اإلصابات‬

‫والعجز والشيخوخة وغيرها تدخل بطبيعة الحال ضمن الحد األدنى في‬

‫الحقوق الواجب االعتراف لألجنبي بها‪ ،‬فال يصح حرمانه منها ألنها‬

‫تستجيب في النهاية العتبارات إنسانية‪ ،‬عالوة على أن ذلك سيدفع‬

‫(‪ )1‬قانون التأمينات االجتماعية رقم ‪ 79‬لسنة ‪ 1975‬والمعدل بالقانون رقم ‪25‬‬
‫لسنة ‪ 1977‬والقانون رقم ‪ 93‬لسنة ‪.1980‬‬

‫‪104‬‬
‫بطبيعة الحال مشرعي الدول األخرى إلى حرمان المصريين من هذه‬

‫الحقوق كرد فعل طبيعي لشرط المعاملة بالمثل‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بمرفق التعليم فإن الدولة تكفل حق التعليم لكل من‬

‫يتواجد على إقليمها من المواطنين واألجانب على حد سواء وإن كان‬

‫العمل يجري في مصر على فرض رسوم دراسية على األجنبي تفوق‬

‫الرسوم أو المصاريف التي يتحملها المصري إال أن االعتبارات اإلنسانية‬

‫تدفع الجهات المختصة في مصر إلى إعفاء الطلبة األجانب الغير‬

‫قادرين على دفع الرسوم أو المصاريف المقررة(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أبو العال النمر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪153‬‬

‫‪105‬‬
‫أما بالنسبة لتمتع األجانب بحق التقاضي من خالل مرفق القضاء‬

‫فإن هذا الحق مضمون ومصون للكافة وهذا ما أكده دستور ‪ 2014‬ومن‬

‫ثم يتمتع به المواطن واألجنبي على حد سواء‪ ،‬فالسماح لألجنبي باللجوء‬

‫إلى القضاء أمر الزم لحماية حقوقه فإذا كان األجنبي يتساوى مع‬

‫المواطن في العديد من الحقوق فال قيمة للحق المعترف به لألجنبي بدون‬

‫حماية القانون له‪ ،‬وبالتالي فال مجال للتفرقة بين الوطني واألجنبي في‬

‫االنتفاع بخدمات هذا المرفق‪ ،‬وقد أكدت المحكمة الدستورية العليا هذا‬

‫الحق لألجنبي في أحكامها (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬راجع حكم المحكمة الدستورية العليا في الدعوى رقم ‪ 99‬لسنة ‪ 4‬ق‪ .‬بتاريخ‬
‫‪ ، 1988/6/2‬منشور في الجريدة الرسمية العدد‪ 25‬بتاريخ ‪1988/6/22‬‬

‫‪106‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬حق األجنبي في العمل وممارسة النشاط‬

‫االقتصادي والتجاري‬

‫وفي الواقع ال تخلو أي دولة من وجود أجانب على إقليمها فقد‬

‫يأتي ا ألجنبي للدولة المضيفة لطلب العلم أو العالج أو السياحة أو للعمل‬

‫وكسب الرزق‪ ،‬وفي هذه الحالة األخيرة ال يمكن للدولة المضيفة أن تغلق‬

‫الباب أمام األجنبي بعد أن منحته تأشيرة الدخول إليها حتى ال يصبح‬

‫عالة على الدولة ‪ ،‬لذلك فإن المشرع المصري نظم حق األجانب في‬

‫العمل في إطار ضوابط وشروط معينة قد تختلف بحسب المجال الذي‬

‫يمارس فيه األجنبي نشاطه ذلك أن هذا األخير قد يمارس مهنة حرة‪ ،‬وقد‬

‫يمارس نشاطاً تجارياً أو صناعي ًا‪ ،‬وقد يأتي من الخارج بهدف االستثمار‬

‫في الدولة المضيفة ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مدى حق األجنبي في مزاولة المهن الحرة‬

‫فيما يتعلق بحق األجانب في ممارسة المهن الحرة فإن المشرع‬

‫المصري وضع عدة ضوابط للمساح لألجانب بممارستها‪ ،‬فنرى المشرع‬

‫المصري يشترط مبدأ المعاملة بالمثل كشرط عام لممارسة األجانب‬

‫ألغلب المهن الحرة في مصر‪ ،‬فعلى سبيل المثال بالنسبة لمهنة المحاماة‬

‫يستلزم قانون المحاماة المصري الجديد رقم ‪ 147‬لسنة ‪ 2019‬والمعدل‬

‫لقانون المحاماة رقم ‪ 17‬لسنة ‪ ،1983‬فيمن يطلب قيد اسمه في الجدول‬

‫متمتعا بالجنسية المصرية ومقيماً بها إقامة دائمة وفقاً‬


‫ً‬ ‫العام‪ ،‬أن يكون‬

‫للضوابط التي يقررها مجلس النقابة‪ ،‬ويجوز لوزير العدل وفقاً للقواعد التي‬

‫يضعها بالتنسيق مع مجلس النقابة الترخيص للمحامي األجنبي بالعمل‬

‫في دعوى أو موضوع معين بشرط المعاملة بالمثل وينشأ مجلس النقابة‬

‫جداول خاصة بالمحامين األجانب والمحامين المشتغلين خارج جمهورية‬

‫‪108‬‬
‫مصر العربية وبقواعد التعامل من حيث تدرج القيد ورسوم االشتراك‬

‫السنوي‪.‬‬

‫بالمثل‬ ‫ونالحظ هنا أن المشرع المصري أورد قيد المعاملة‬

‫لألجانب بشكل عام ولم يقصره فقط على رعايا الدول العربية‪ ،‬وذلك‬

‫سائدا في ظل القانون القديم الذي كان يقصر الحق في‬


‫خال ًفا لما كان ً‬

‫ممارسة مهنة المحاماة على رعايا الدول العربية فقط إذا كانت دولتهم‬

‫تعامل المصريين بالمثل‪.‬‬

‫ونرى أن المشرع المصري قد أحسن صنعاً بإدخال هذا التعديل؛‬

‫ألن ذلك من شأنه تعميم مبدأ المعاملة بالمثل‪ ،‬وبالتالي فتح الباب أمام‬

‫المصريين لممارسة مهنة المحاماة في كل الدول ‪ ،‬فالدولة التي ترغب في‬

‫أن يمارس رعاياها مهنة المحاماة في مصر ستسمح بطبيعة الحال‬

‫للمصريين المتواجدين على إقليمها بممارسة المهنة‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫وبالنسبة لمهنة الصيدلة يشترط لمزاولة هذه المهنة أن يكون األجنبي من‬

‫دولة تجيز قوانينها للمصريين مزاولة مهنة الصيدلة‪ ،‬وأن يكون اسمه‬

‫مقيدا بسجل الصيادلة بو ازرة الصحة وفي جدول نقابة الصيادلة(‪.)1‬‬


‫ً‬

‫وزرة الصحة العمومية من كان حاصالً على درجة‬


‫ويقيد بسجل ا‬

‫بكالوريوس في الصيدلة والكيمياء الصيدلية عن إحدى الجامعات‬

‫ال لها‬
‫المصرية أو من كان حاصالً على درجة دبلوم أجنبي يعتبر معاد ً‬

‫واجتاز االمتحان المقرر‪.‬‬

‫وتعتبر الدرجات أو الدبلومات األجنبية معادلة لدرجة البكالوريوس‬

‫المصرية بقرار يصدر من لجنة مكونة من أربعة أعضاء يعينهم وزير‬

‫(‪ )1‬راجع نص المادة األولى من القانون رقم ‪ 127‬لسنة ‪ 1955‬في شأن مزاولة‬
‫مهنة الصيدلة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫الصحة على أن يكون اثنان منهم على األقل من الصيادلة األساتذة‬

‫بإحدى كليات الصيدلة(‪.)1‬‬

‫وكذلك نهج المشرع المصري النهج نفسه بالنسبة لمهنة طب‬

‫األسنان ومهنة صانعي األسنان‪ ،‬فقد اشترط القانون ‪ 537‬لسنة ‪1954‬‬

‫بشأن مهنة طب األسنان فيمن يمارس طب األسنان في مصر أن يكون‬

‫مصرًيا‪ ،‬ومع ذلك يجوز السماح لألجانب بمزاولة المهنة في مصر‪ ،‬وذلك‬

‫بشرط المعاملة بالمثل وأن يكون اسمه ً‬


‫مقيدا بسجل أطباء األسنان بو ازرة‬

‫(‪.)2‬‬
‫الصحة‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )2‬من القانون المشار إليه‬


‫(‪ )2‬راجع نص المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 537‬لسنة ‪ 1954‬في شأن مزاولة مهنة‬
‫طب وجراحة األسنان‪ ،‬منشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 82‬مكرر( أ)‬

‫‪111‬‬
‫ويقيد بسجل أطباء األسنان بو ازرة الصحة من كان حاصالً على‬

‫بكالوريوس الطب من إحدى الجامعات المصرية أو من كان حاصالً على‬

‫درجة أو دبلوم أجنبي معادالً لها وجاز بنجاح االمتحان المقرر بمقتضى‬

‫هذا القانون ‪.‬‬

‫وتعتبر الدرجات أو الدبلومات األجنبية معادلة لدرجة البكالوريوس‬

‫المصرية بقرار يصدر من لجنة مكونة من أربعة أعضاء يعينهم وزير‬

‫الصحة على أن يكون اثنان منهم على األقل من جراحي األسنان‬

‫األساتذة بالجامعات المصرية(‪.)1‬‬

‫(‪ )3‬م (‪ )2‬من القانون رقم ‪ 537‬لسنة ‪ 1954‬في شأن مزاولة مهنة طب وجراحة‬
‫األسنان‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫واألمر نفسه نجده بالنسبة لمهنة صانعي األسنان ومجال صنعها (‪،)1‬‬

‫والحكم نفسه يطبق بشأن مزاولة مهنة الطب البيطري حيث يشترط‬

‫لمزاولتها المعاملة بالمثل وأن يكون اسم األجنبي ً‬


‫مقيدا بسجل األطباء‬

‫البيطريين بو ازرة الصحة العمومية وبجدول نقابة األطباء البيطريين‪،‬‬

‫ويستثنى من شرط الجنسية األجانب الذين التحقوا بإحدى الجامعات‬

‫المصرية قبل العمل بأحكام القانون رقم ‪ 108‬لسنة ‪.)2( 1984‬‬

‫وبالنسبة لمهنة الطب البشري فإنه وفقاً للمادة األولى من القانون‬

‫رقم ‪ 415‬لسنة ‪ 1954‬ال يجوز لألجنبي مزاولتها في مصر‪ ،‬إال إذا‬

‫كانت دولته تسمح للمصريين المتواجدين على إقليمها بمزاولة المهنة‪ ،‬وأن‬

‫(‪ )1‬راجع نص المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 165‬لسنة ‪ 1957‬بشأن تنظيم مزاولة‬
‫مهنة صانعي األسنان ومجال صنعها‪.‬‬
‫(‪ )2‬راجع نص المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 416‬لسنة ‪ 1954‬في شأن مزاولة مهنة‬
‫الطب البيطري‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫مقيدا بسجل األطباء بو ازرة الصحة‬
‫ً‬ ‫يكون اسمه باإلضافة إلى ذلك‬

‫العمومية وبجدول نقابة األطباء البشريين‪ ،‬يقيد بسجل الو ازرة المختصة‬

‫بالصحة من كان حاصالً على درجة بكالوريوس الطب والجراحة من‬

‫إحدى كليات الطب القائمة في مصر وأمضى التدريب اإلجباري لمدة‬

‫سنة لمن حصل على البكالوريوس بعد الدراسة لمدة ست سنوات‪ ،‬ولمدة‬

‫سنتين لمن حصل على البكالوريوس بعد دراسة لمدة خمس سنوات (‪.)1‬‬

‫كما يقيد بالسجل المشار إليه من كان حاصالً على مؤهل أجنبي‬

‫معادل لدرجة بكالوريوس الطب والجراحة التى تمنحها إحدى كليات الطب‬

‫القائمة داخل مصر وأمضى تدريباً لمدة معادلة لمدة التدريب اإلجباري‬

‫(‪ )1‬قانون رقم ‪ 153‬لسنة ‪ 2019‬بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم ‪ 415‬لسنة‬
‫‪ 1954‬في شأن مزاولة مهنة الطب‪ ،‬منشور في الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 39‬مكرر‬
‫الصادر في ‪ 29‬سبتمبر ‪2019‬م‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫وبالنسبة لمهنة الهندسة فإنه يشترط لمزاولة هذه المهنة أن يكون الشخص‬

‫متمتعاً بجنسية جمهورية مصر العربية‪ ،‬ومع ذلك يجوز لمجلس النقابة‬

‫أن يدخل في عضوية النقابة رعايا الدول الذين تتوافر فيهم شروط‬

‫العضوية بشرط المعاملة بالمثل؛ ومن هذا المنطلق إذا كان األجنبي‬

‫محمود السيرة حسن السمعة لم يسبق الحكم عليه بعقوبة جناية أو عقوبة‬

‫مقيدة للحرية ومتمتعاً باألهلية المدنية الكاملة‪ ،‬وكانت الدولة التي ينتمي‬

‫إليها تسمح للمصريين المتواجدين على إقليمها ممارسة مهنة الهندسة‪،‬‬

‫كان له الحق في ممارسة هذه المهنة داخل اإلقليم المصري (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )3‬من القانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪.1974‬‬

‫‪115‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مدى تمتع األجنبي بحق العمل وممارسة‬

‫النشاط التجاري واالقتصادي‬

‫نص القانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪ 2003‬في المادة ‪ 27‬على أنه "‬

‫يخضع استخدام األجانب في جميع منشآت القطاع الخاص ووحدات‬

‫القطاع العام وقطاع األعمال العام والهيئات العامة واإلدارة المحلية‬

‫والجهاز اإلداري للدولة لألحكام الواردة في هذا الفصل‪ ،‬وذلك مع مراعاة‬

‫شروط المعاملة بالمثل‪ .‬ويحدد الوزير المختص حاالت إعفاء األجانب‬

‫من هذا الشرط"‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 28‬من هذا القانون على أنه " ال يجوز لألجانب‬

‫أن يزاولوا عمالً إال بعد الحصول على ترخيص بذلك من الو ازرة‬

‫المختصة‪ ،‬وأن يكون مصرحاً لهم بدخول البالد واإلقامة بقصد العمل‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ويقصد بالعمل في تطبيق أحكام هذا الفصل كل عمل تابع أو هيئة أو‬

‫حرفة بما في ذلك العمل في الخدمة المنزلية"‪.‬‬

‫وفي ضوء هذه النصوص يخضع حق األجنبي للعمل في مصر‬

‫لثالثة شروط‪:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬أن تكون إقامة األجنبي مشروعة‪:‬‬

‫وهذا الشرط بديهي ألنه ال يمكن بطبيعة الحال السماح لألجنبي بمزاولة‬

‫نشاط اقتصادي أو مهني في دولة إقامته فيها غير مشروعة‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أن تكون إقامة األجنبي في الدولة بقصد العمل‪:‬‬

‫مصرحا لألجنبي بدخول البالد بل يتعين أن يكون ذلك‬


‫ً‬ ‫ال يكفي أن يكون‬

‫مصرحا لألجنبي دخول البالد لطلب العلم‬


‫ً‬ ‫بقصد العمل ومن ثم إذا كان‬

‫أو العالج أو السياحة ‪ ...‬فال يجوز له مزاولة أي نشاط اقتصادي أو‬

‫‪117‬‬
‫مهني إال بعد الحصول على إذن بذلك من مدير مصلحة الجوازات‬

‫والهجرة والجنسية وإال خالف إرادة المشرع المصري التي أودعها نص‬

‫المادة ‪ 28‬ويعاقب بالغرامة التي ال تقل عن ‪ 200‬جنيه وال تزيد عن‬

‫‪ 2000‬جنيه مع جواز ترحيله خارج البالد (‪.)1‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬أن يحصل األجنبي على ترخيص بمزاولة العمل‪:‬‬

‫فال يجوز لألجنبي أن يزاول عمالً في مصر إال بعد الحصول على‬

‫ترخيص بذلك من مديرية القوى العاملة والهجرة والواقع في دائرتها المنشأة‬

‫أو مركزها الرئيسي‪ ،‬أو في أحد المكاتب الملحقة ببعض الجهات وعلى‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 42 ،23‬من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪ ،2005‬منشور في الجريدة الرسمية‪،‬‬


‫العدد ‪( 18‬مكرر) في ‪ 7‬مايو ‪2005‬م‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫األخص الهيئة العامة لالستثمار والمناطق الحرة‪ ،‬قطاع شركات األموال‪،‬‬

‫الهيئة المصرية للبترول(‪.)1‬‬

‫إال أن هناك شروط معينة تراعيها السلطة المختصة عند منح‬

‫الترخيص لألجانب وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تتناسب مؤهالت وخبرات األجنبي من المهن المرخص له‬

‫بالعمل فيها وال تقل الخبرة عن ثالثة سنوات‪.‬‬

‫‪ -2‬حصول األجنبي على ترخيص مزاولة المهنة وفق ًا للقوانين واللوائح‬

‫المعمول بها في البالد‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم مزاحمة األجنبي لأليدي العاملة الوطنية‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )1‬من قرار و ازرة القوى العاملة والهجرة قرار رقم ‪ 305‬لسنة ‪2015‬م‪،‬‬
‫راجع هذا القرار في الوقائع المصرية‪ ،‬العدد ‪ 211‬الصادر في ‪ 14‬سبتمبر‬
‫‪2015‬م‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫‪ -4‬حاجة ومصلحة البالد االقتصادية للخبرة األجنبية واالحتياج‬

‫الفعلي للمنشأة لهذه الخبرة‪.‬‬

‫‪ -5‬التزام المنشأة التي يصرح لها باستخدام خبراء أجانب‪ ،‬أو فنيين‬

‫أجانب بتكليف عدد ‪ 29‬على األقل من المصريين مما تتناسب‬

‫مؤهالتهم مع مؤهالت الخبراء األجانب للعمل كمساعدين على أن‬

‫يلتزم األجنبي بتدريبهم‪ ،‬وإعداد تقارير سنوية عن مدى تقدمهم‪.‬‬

‫‪ -6‬أن تكون األفضلية لألجنبي المولود والمقي ـم بصفة دائمـة في‬

‫البالد (‪.)1‬‬

‫وعن نسبة العمالة األجنبية التي يمكن الترخيص لها بالعمل في أي‬

‫منشأة مصرية فيجب أال تزيد عن ‪ %10‬من مجموع عدد العاملين بها‪،‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )5‬من قرار و ازرة القوى العاملة المشار إليه‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫ويستثنى من ذلك الحاالت التي توافق عليها لجنة االستثناءات المشكلة‬

‫لهذا الغرض (‪.)1‬‬

‫ويستثنى من أحكام القرار رقم ‪ 305‬لسنة ‪2015‬م بشأن شروط الترخيص‬

‫الفئات اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬المعفيون طبقاً لنص صريح فى اتفاقية دولية تكون جمهورية‬

‫مصر العربية طرفاً فيها‪ ،‬وفى حدود أحكام تلك االتفاقية‪.‬‬

‫‪ -2‬الموظفون اإلداريون الموفدون للعمل مع أعضاء البعثات‬

‫الدبلوماسية والقنصلية بسفارات وقنصليات الدول العربية‬

‫واألجنبية‪ ،‬والوكاالت التابعة للمنظمات اإلقليمية والدولية فى‬

‫جمهورية مصر العربية بموجب ق اررات صادرة من السلطة‬

‫المختصة ببالدهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )4‬من نفس القرار‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ -3‬المراسلون األجانب الذين يعملون فى جمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫‪ -4‬رجال الدين األجانب الذين يمارسون نشاطهم بدون أجر‪.‬‬

‫‪ -5‬العاملون األجانب على السفن المصرية فى أعالى البحار خارج‬

‫المياه اإلقليمية الحاصلون على ترخيص العمل البحرى‪.‬‬

‫‪ -6‬العاملون بلجنة مقابر الحرب العالمية الخاصة بدول الكومنولث‪.‬‬

‫‪ -7‬أعضاء وخبراء المعاهد والمراكز والبعثات العاملة فى مجال‬

‫األبحاث العلمية‪ ،‬واآلثار المصرية القديمة‪.‬‬

‫‪ -8‬الوافدون خالل فترة الدراسة للتدريب بالمنشآت‪ ،‬ولمدة ال تتجاوز‬

‫ستة أشهر‪.‬‬

‫‪ -9‬المستثمر األجنبي الحاصل على (إقامة مستثمر) لمزاولة نشاطه‬

‫بالبالد‪ ،‬والشريك المتضامن فى رأس المال بما ال يقل عن ‪35‬‬

‫ألف دوالر‪ ،‬أو ما يعادله بالجنيه المصرى‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫األجنبى الذى يرغب فى ممارسة عمل ال يستغرق إنجازه‬ ‫‪-10‬‬

‫يوم ًا واحداً أو بعض أيام‪ ،‬كإحياء حفل فنى‪ ،‬أو إجراء عملية‬

‫جراحية (‪.)1‬‬

‫الشرط الرابع‪ :‬أن تكون دولة األجنبي تعامل رعايا جمهورية مصر‬

‫العربية بالمثل‪:‬‬

‫ويقصد بهذا الشرط تعليق االعتراف لألجنبي بحق العمل في مصر على‬

‫اعتراف الدولة التي ينتمي إليها هذا األجنبي بحق مزاولة هذا العمل على‬

‫أراضيها للمصريين‪.‬‬

‫غير أن المشرع لم يبين كيفية تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل وبالتالي يثور‬

‫التساؤل عما إذا قصد المشرع تعليق حق األجنبي في العمل في مصر‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )2‬من قرار وزير القوى العاملة والهجرة رقم ‪ 305‬لسنة ‪.2015‬‬

‫‪123‬‬
‫على سماح دولته للمصريين بمزاولة نفس نوع العمل بها؟ أم أن المقصود‬

‫بمبدأ المعاملة بالمثل أن تعترف دولة األجنبي للمصريين بحق العمل‬

‫لديها بصفة عامة بغض النظر عن ذات النوع في العمل الذي يريد‬

‫األجنبي مزاولته في مصر‪.‬‬

‫والراجح‪ :‬هو إعمال مبدأ المعاملة بالمثل بالمعنى الواسع بحيث‬

‫يمكن أن يسمح لألجنبي بممارسة العمل في مصر إذا كانت دولته تسمح‬

‫للمصريين بمزاولة العمل في إقليمها وذلك دون التقيد بنوع معين بالذات‬

‫من األعمال‪ ،‬وبمعنى آخر عدم اشتراط التطابق في المعاملة‪ ،‬ويتميز هذا‬

‫التفسير بالمرونة كما أنه يفتح مجاالت العمل أمام المصريين في الخارج‬

‫دون تقيدهم مسبقاً بمجال قد ال يرغبون بالعمل فيه(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.145‬‬

‫‪124‬‬
‫ويالحظ أن المشرع خول الوزير المختص – وفقاً لنص القانون‬

‫رقم ‪ 12‬لسنة ‪- 2003‬حاالت إعفاء األجانب من شرط المعاملة‬

‫بالمثل(‪.)1‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أخي اًر أن شرط المعاملة بالمثل ليس شرط‬

‫ابتداء فحسب‪ ،‬وإنما هو شرط استمرار كذلك؛ وهذا يعني أنه ال يسمح‬

‫لألجنبي باالستمرار في العمل في مصر إذا عدلت دولته عن معاملة‬

‫المصريين فيها بالمثل(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )17‬من القانون رقم ‪ 12‬لسنة ‪.2003‬‬


‫(‪ )2‬حكم محكمة النقض المصرية الصادر في ‪ ،1971/12/8‬مجموعة أحكام‬
‫النقض‪ ،‬السنة الثانية والعشرين‪ ،‬ص‪.696‬‬

‫‪125‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬حق األجنبي في االستثمار‬

‫وفقاً للقانون الحالي رقم ‪ 72‬لسنة ‪ ،2017‬تسري أحكام هذا‬

‫القانون على االستثمار المحلي واألجنبي ًأيا كان حجمه‪ ،‬ويكون‬

‫االستثمار وفقاً ألحكام هذا القانون أما بنظام االستثمار الداخلي أو بنظام‬

‫المناطق االستثمارية أو بنظام المناطق الحرة(‪.)1‬‬

‫ويتضح من ذلك أن المشرع طبق في قانون االستثمار الحالي‬

‫مبدأ المساواة بين األجانب والمواطنين في مجال االستثمار فلم يعتد‬

‫بصفة المستثمر وما إذا كان أجنبياً أو مصرياً ولم يفرق بين من ينتمي‬

‫إلى دولة عربية ومن ينتمي إلى دولة أجنبية؛ ويرجع ذلك إلى أن‬

‫( ) المادة األولى من القانون رقم ‪ 72‬لسنة ‪ 2017‬بإصدار قانون االستثمار وفقاً‬


‫‪1‬‬

‫آلخر التعديالت المقررة بالقانون رقم ‪ 141‬لسنة ‪.2019‬‬

‫‪126‬‬
‫االستثمار يهدف إلى رفع معدالت النمو االقتصادي للبالد وزيادة‬

‫معدالت اإلنتاج المحلي وتوفير فرص العمل‪ ،‬وتشجيع التصدير وزيادة‬

‫التنافسية وهو ما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة‪ ،‬ومن أجل‬

‫ذلك فعلى جميع أجهزة الدولة المختصة أن تعمل على جذب وتحفيز‬

‫االستثمارات المحلية واألجنبية على حد سواء(‪.)1‬‬

‫وانطالقاً من أهمية االستثمار للدولة فقد وضع المشرع عدة‬

‫ضمانات لتشجيع االستثمار األجنبي داخل جمهورية مصر العربية؛‬

‫فجميع االستثمارات المقامة في مصر تتمتع بالعاملة العادلة والمنصفة‪،‬‬

‫وتكفل الدولة للمستثمر األجنبي معاملة مماثلة لتلك التي تمنحها‬

‫للمستثمر الوطني‪ ،‬ويجوز استثناءاً بقرار من مجلس الوزراء تقرير معاملة‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )2‬من القانون رقم ‪ 72‬لسنة ‪.2017‬‬

‫‪127‬‬
‫تفضيلية للمستثمرين األجانب تطبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل‪ .‬كما ال‬

‫تخضع األموال المستثمرة ألي إجراءات تعسفية أو ق اررات تتسم بالتمييز‪.‬‬

‫وتمنح الدولة للمستثمرين غير المصريين إقامة في جمهورية مصر‬

‫العربية طوال مدة المشروع وذلك دون اإلخالل بأحكام القوانين المنظمة‬

‫لذلك‪ ،‬وعلى الدولة أن تلتزم أيضاً باحترام وإنفاذ العقود التي تبرمها(‪.)1‬‬

‫كما قرر المشرع عدم جواز تأميم المشروعات االستثمارية؛ فال‬

‫يجوز بأي حال من األحوال نزع ملكية أموال المشروعات االستثمارية إال‬

‫للمنفعة العامة‪ ،‬وبمقابل تعويض عادل يدفع مقدماً دون تأخير‪ ،‬وتكون‬

‫قيمته معادلة للقيمة االقتصادية المعادلة للمال المنزوع ملكيته في اليوم‬

‫السابق على صدور قرار نزع الملكية‪ ،‬كما ال يجوز فرض الحراسة على‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )3‬من القانون رقم ‪ 72‬لسنة ‪.2017‬‬

‫‪128‬‬
‫تلك المشروعات إال بموجب حكم قضائي نهائي‪ ،‬كما ال يجوز التحفظ‬

‫عليها إال بموجب حكم قضائي‪.‬‬

‫وال يجوز الحجز على أموال المشروعات االستثمارية أو‬

‫مصادرتها أو تجميدها إال بناءاً على أمر قضائي‪ ،‬وذلك عدا الديون‬

‫الضريبية واشتراكات التأمينات االجتماعية المستحقة للدولة التي يجوز‬

‫تحصيلها عن طريق الحجز بجميع أنواعه مع عدم اإلخالل بما يتفق‬

‫عليه في العقود التي تبرمها الدولة أو األشخاص االعتبارية العامة مع‬

‫المستثمر(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )4‬من القانون رقم ‪ 72‬لسنة ‪.2017‬‬

‫‪129‬‬
‫كما وضع المشرع ضمانة هامة للمستثمر األجنبي إذ قرر عدم‬

‫جواز إلغاء التراخيص الصادرة للمشروع االستثماري أو وقفها أو سحب‬

‫العقارات التي تم تخصيصها للمشروع إال بعد إنذار المستثمر بالمخالفات‬

‫المنسوبة إليه‪ ،‬وسماع وجهة نظرة وإعطائه مهلة مناسبة إلزالة أسباب‬

‫المخالفة(‪.)1‬‬

‫ولعل من أبرز الضمانات وأهمها والتي من شأنها جذب االستثمار‬

‫األجنبي تخويل المستثمر األجنبي الحق في إقامة المشروع االستثماري‬

‫وتوسيعه وتمويله من الخارج دون قيود وبالعملة األجنبية‪ ،‬كما يكون من‬

‫حقه تملكه وإدارته واستخدامه والتصرف فيه وجني أرباحه وتحويلها إلى‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )5‬من القانون رقم ‪ 72‬لسنة ‪.2017‬‬

‫‪130‬‬
‫الخ ارج‪ ،‬وتصفية المشروع وتحويل ناتج هذه التصفية كله أو بعضه إلى‬

‫الخارج(‪.)1‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المصري وضع في القانون الحالي‬

‫حوافز عامة وأخرى خاصة وذلك من أجل حث المستثمر األجنبي على‬

‫االستثمار داخل جمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫والحوافز العامة تتمتع بها جميع المشروعات الخاضعة ألحكام هذا‬

‫القانون‪ ،‬وذلك فيما عدا المشروعات المقامة بنظام المناطق الحرة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬تعفى من ضريبة الدمغة ومن رسوم التوثيق والشهر عقود تأسيس‬

‫الشركات والمنشآت وعقود التسهيالت االئتمانية والرهن المرتبطة‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )6‬من القانون رقم (‪ )17‬لسنة ‪.2017‬‬

‫‪131‬‬
‫بأعمالها‪ ،‬وذلك لمدة خمس سنوات من تاريخ قيدها في السجل‬

‫التجاري‪.‬‬

‫‪ -2‬تعفى من الضريبة والرسوم المشار إليها عقود تسجيل األراضي‬

‫الالزمة إلقامة الشركات والمنشآت‪.‬‬

‫‪ -3‬تسرى على الشركات والمنشآت الخاضعة ألحكام هذا القانون‬

‫أحكام المادة (‪ )4‬من قانون تنظيم اإلعفاءات الجمركية الصادرة‬

‫بالقانون رقم ‪ 186‬لسنة ‪ 1986‬الخاصة بتحصيل ضريبة جمركية‬

‫بفئة موحدة مقدارها (‪ )%2‬اثنان بالمائة من القيمة‪ ،‬وذلك على‬

‫جميع ما تستورده من آالت ومعدات وأجهزة الزمة النشائها‪ ،‬كما‬

‫تسرى هذه الفئة الموحدة على جميع ما تستورده الشركات‬

‫والمنشآت التي تعمل في مشروعات المرافق العامة‪ ،‬من آالت‬

‫ومعدات وأجهزة الزمة إلنشائها أو استكمالها‪.‬‬

‫‪ -4‬مع عدم اإلخالل بأحكام اإلفراج المؤقت المنصوص عليها فى‬

‫قانون الجمارك الصادر بالقانون رقم ‪ 66‬لسنة ‪ ،1963‬يكون‬

‫‪132‬‬
‫للمشروعات االستثمارية ذات الطبيعة الصناعية الخاضعة ألحكام‬

‫هذا القانون استيراد القوالب واالسطمبات وغيرها من مستلزمات‬

‫اإلنتاج ذات الطبيعة المماثلة دون رسوم جمركية وذلك‬

‫الستخدامها فترة مؤقتة فى تصنيع منتجاتها وإعادة تصديرها‬

‫للخارج‪.‬‬

‫كما تمنح المشروعات االستثمارية التي تقام بعد العمل بهذا‬

‫خصما من صافي األرباح الخاضعة‬


‫ً‬ ‫القانون حوافز استثمارية خاصة‬

‫للضريبة على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬نسبة ‪ %50‬خصماً من التكاليف االستثمارية للقطاع (أ)‪:‬‬

‫ويشمل المناطق الجغرافية األكثر احتياجاً للتنمية طبقاً للخريطة‬

‫االستثمارية‪ ،‬وبناءاً على البيانات واإلحصاءات الصادرة من الجهاز‬

‫المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‪ .‬ووفقاً لتوزيع أنشطة االستثمار بها‬

‫على النحو الذي تبينه الالئحة التنفيذية لهذا القانون‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ -2‬نسبة ‪ %30‬خصماً من التكاليف االستثمارية للقطاع (ب)‪:‬‬

‫ويشمل باقي أنحاء الجمهورية وفقاً لتوزيع أنشطة االستثمار‪ ،‬وذلك‬

‫للمشروعات االستثمارية اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬المشروعات كثيفة االستخدام للعمالة وفقاً للضوابط المنصوص‬

‫عليها في الالئحة التنفيذية لهذا القانون‪.‬‬

‫‪ ‬المشروعات المتوسطة والصغيرة‪.‬‬

‫‪ ‬المشروعات التي تعتمد على الطاقة الجديدة والمتجددة أو تنتجها‪.‬‬

‫‪ ‬المشروعات القومية واالستراتيجية التي يصدر بتحديدها قرار من‬

‫المجلس األعلى لالستثمار‪.‬‬

‫‪ ‬المشروعات السياحية التي يصدر بتحديدها قرار من المجلس‬

‫األعلى لالستثمار‪.‬‬

‫‪ ‬مشروعات إنتاج الكهرباء وتوزيعها التي يصدر بها قرار من رئيس‬

‫مجلس الوزراء بناءاً على عرض مشترك من الوزير المختص‬

‫والوزير المعني بشئون الكهرباء ووزير المالية‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ ‬المشروعات التي يصدر إنتاجها إلى خارج اإلقليم الجغرافي‬

‫لجمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫المغذية لها‪.‬‬
‫‪ ‬صناعة السيارات والصناعات ُ‬

‫‪ ‬الصناعات الخشبية واألثاث والطباعة والتغليف والصناعات‬

‫الكيماوية‪.‬‬

‫‪ ‬صناعة المضادات الحيوية وأدوية األورام ومستحضرات التجميل‪.‬‬

‫‪ ‬الصناعات الغذائية والحاصالت الزراعية وتدوير المخلفات‬

‫الزراعية‪.‬‬

‫‪ ‬الصناعات الهندسية والمعتدية والنسيجية والجلود‪.‬‬

‫وفي جميع األحوال يجب أال يجاوز الحافز االستثماري (‪)%80‬‬

‫من رأس المال المدفوع حتى تاريخ بدء مزاولة النشاط ‪ ،‬وذلك وفقاً ألحكام‬

‫قانون الضريبة على الدخل الصادر بالقانون رقم ‪ 91‬لسنة ‪ 2005‬كما‬

‫‪135‬‬
‫يجب أال تزيد مدة الخصم عن سبع سنوات من تاريخ بدء مزاولة‬

‫النشاط(‪.)1‬‬

‫يشترط لتمتع المشروعات االستثمارية بالحوافز الخاصة توافر الشروط‬

‫اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يتم تأسيس شركة أو منشأة جديدة إلقامة المشروع االستثماري‪.‬‬

‫‪ .2‬أن تؤسس الشركة أو المنشأة خالل مدة أقصاها ثالث سنوات من‬

‫تاريخ العمل بالالئحة التنفيذية لهذا القانون‪ ،‬ويجوز بقرار من‬

‫مجلس الوزراء وبناءاً على عرض الوزير المختص مد هذه المدة‬

‫لمرة واحدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع في ذلك نصوص المواد (‪ )9،10،11‬من القانون المشار إليه‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ .3‬أن تمسك الشركة أو المنشأة حسابات منتظمة‪ ،‬وإذا كانت الشركة‬

‫أو المنشأة تعمل في أكثر من منطقة فلها أن تستفيد بالنسبة‬

‫المقررة لكل منطقة بشرط أن يكون لكل منطقة حسابات مستقلة‪.‬‬

‫‪ .4‬أال يكون أي من المساهمين أو الشركاء أو أصحاب المنشآت قد‬

‫قدم أو ساهم أو استخدم في إنشاء أو تأسيس أو إقامة المشروع‬

‫االستثماري المتمتع بالحافز(‪.)1‬‬

‫ومن الجدير بالمالحظة أن المشرع المصري منح المشروعات‬

‫االستثمارية حوافز إضافية تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬السماح بإنشاء منافذ جمركية خاصة لصادرات المشروع‬

‫االستثماري أو وارداته باالتفاق مع وزير المالية‪.‬‬

‫(‪ )1‬م (‪ )12‬من القانون المشار إليه‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ .2‬تحمل الدولة قيمة ما يتكلفه المستثمر لتوصيل المرافق إلى العقار‬

‫المخصص للمشروع االستثماري أو جزء منه وذلك بعد تشغيل‬

‫المشروع‪.‬‬

‫‪ .3‬تحمل الدولة لجزء من تكلفة التدريب الفني للعاملين‪.‬‬

‫‪ .4‬رد نصف قيمة األرض المخصصة للمشروعات الصناعية في‬

‫حالة بدء اإلنتاج خالل عامين من تاريخ تسليم األرض‪.‬‬

‫‪ .5‬تخصيص أراض بالمجان لبعض األنشطة اإلستراتيجية وفق ًا‬

‫للضوابط المقررة قانوناً في هذا الشأن(‪.)1‬‬

‫هذا ويشترط لتمتع المشروعات االستثمارية بالحوافز اإلضافية توافر‬

‫الشروط اآلتية‪:‬‬

‫(‪ )1‬م (‪ )13‬من القانون المشار إليه‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪ ‬أن تكون جمهورية مصر العربية أحد مواطنيها الرئيسية إلنتاج‬

‫المنتجات التي تخصص فيها‪.‬‬

‫‪ ‬أن تكون المنتجات التي تخصص فيها الشركات موطنها الرئيسي‬

‫مصر‪.‬‬

‫‪ ‬أن تعتمد في تمويل مشروعاتها على مواردها من النقد األجنبي‬

‫المحول من الخارج وفقاً للضوابط التي يحددها مجلس إدارة البنك‬

‫المركزي عن طريق أحد البنوك المصرية‪.‬‬

‫‪ ‬تصدير جزء من منتجاتها بما ال يقل عن ‪ %20‬للخارج‪.‬‬

‫‪ ‬أن يتضمن نشاط الشركات العاملة في أحد مجاالت التقنية‬

‫الحديثة المتطورة نقل التكنولوجيا المتطورة إلى مصر والعمل على‬

‫دعم الصناعات المغذية لها‪.‬‬

‫‪ ‬أن يتم تعميق المكون المحلي في منتجاته بشرط أال تقل نسبة‬

‫المكون المحلي من الخامات ومستلزمات اإلنتاج في منتجاتها عن‬

‫‪139‬‬
‫‪ %50‬وذلك طبقاً للضوابط المعمول بها بالهيئة العامة للتنمية‬

‫الصناعية‪.‬‬

‫‪ ‬أن يكون نشاط الشركة قائماً على أحد المخرجات البحثية الناتجة‬

‫عن مشروعات بحثية تمت داخل جمهورية مصر العربية‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مدى حق األجنبي في التملك‬

‫نقرر بداية أن الدول تختلف في شأن تنظيم حق األجنبي في‬

‫التملك باختالف نظمها القانونية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية‬

‫وهكذا يمكن أن تقرر الدولة لألجانب حق الملكية الفردية بنفس حدوده‬

‫بالنسبة للوطنيي ن إذا كان نظامها يقوم على إلغاء الملكية الفردية‪ ،‬أما إذا‬

‫كان نظامها يقوم على قصر هذه الملكية على الوطنيين فهذا سيدفعها‬

‫بطبيعة الحال إلى وضع العديد من القيود على حق األجنبي في تملك‬

‫المال قد تصل إلى حد الحظر التام وذلك حسبما تمليه مصالحها‬

‫الوطنية‪ ،‬ولهذا االعتبار ال تتبنى قواعد القانون الدولي أحكاماً واحدة في‬

‫‪141‬‬
‫أساسا هو‬
‫تنظيم حق الملكية بالنسبة لألجانب باعتبار أن مرد هذا الحق ً‬

‫التنظيم الداخلي لكل دولة(‪.)1‬‬

‫ومن هذا المنطلق نستعرض القيود التي يمكن أن يفرضها التشريع‬

‫المصري على حق األجنبي في تملك األموال مادية كانت أم معنوية‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسام الدين ناصف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.139‬‬

‫‪142‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬األموال المادية‬

‫وتشمل العقارات والمنقوالت‪.‬‬

‫‪ -‬ملكية العقارات‪:‬‬

‫والعقار هو ما ال يمكن نقله من مكانه بدون إحداث تلف أو تغير‬

‫في طبيعته ومن ثم فهي تشمل األراضي الزراعية وما في حكمها‪،‬‬

‫والعقارات المبنية واألراضي الفضاء‪.‬‬

‫أ‪ -‬بالنسبة لأل راضي الزراعية‪:‬‬

‫تعتبر األراضي الزراعية جزًءا من إقليم الدولة فالثابت تاريخياً قوة‬

‫رابطة الفالح المصري بتراب أرضه الزراعية‪ ،‬وشاء المشرع المصري‬

‫تحقيق آمال وتطلعات المصريين المعلقة باألرض الزراعية‪ ،‬وأطلق‬

‫جديدا يحمل عودة‬


‫ً‬ ‫فجر‬
‫بمقتضى تشريع جديد أصدره عام ‪ً 1963‬ا‬

‫محمودة لألراضي الزراعية التي كانت غائبة عن أبناء الوطن‪ ،‬لذلك آثر‬
‫‪143‬‬
‫المشرع حسم هذه المسألة وذلك من خالل إصدار التشريع رقم ‪ 15‬لسنة‬

‫‪ 1963‬الذي حظر فيه المشرع على األجانب تملك األراضي الزراعية‬

‫وما في حكمها من أراض بور وصحراوية(‪.)1‬‬

‫فقد أورد المشرع قاعدة مطلقة في القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪1963‬‬

‫مؤدها حظر تملك األجانب لألراضي الزراعية وما في حكمها من‬

‫األراضي القابلة للزراعة واألراضي البور والصحراوية في جمهورية مصر‬

‫(‪ )1‬حكم المحكمة اإلدارية العليا بحظر تملك األجانب لألراضي الزراعية والذي‬
‫أصدرت فيه حكم الصالح اإلصالح الزراعي ضد المستولى بترو إيطالي الجنسية‪،‬‬
‫راجع هذا الحكم منشور على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪Gete.ahram.org.eg‬‬

‫‪144‬‬
‫العربية‪ ،‬ويشمل هذا الحظر الملكية التامة كما يشمل كذلك ملكية الرقية‬

‫أو حق االنتفاع(‪.)1‬‬

‫ويترتب على مخالفة هذه القاعدة بتملك األجنبي ألرض زراعية‬

‫بطالنا مطلقاً‬
‫ً‬ ‫بعد نفاذ القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪ 1963‬بطالن هذا التعاقد‬

‫ومن ثم يجوز لكل ذي شأن وللنيابة العامة طلب الحكم بهذا البطالن‬

‫وعلى المحكمة أن تقضي به تلقاء نفسها(‪ .)2‬وهذا ما أكدته محكمة‬

‫النقض المصرية حيث قضت بأن حظر تملك األجانب لألراضي الزراعية‬

‫مما في حكمها من القواعد اآلمرة المتعلقة بالنظام العام‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة األولى من القانون المشار إليه‪ ،‬ويالحظ أن المشرع قد استثنى‬


‫الفلسطينيين من األجانب المحظور عليهم تملك األراضي الزراعية بصفة مؤقتة‬
‫وذلك مراعاة لوضعهم وقد ألغى هذا االستثناء بصدور القانون رقم ‪ 104‬لسنة‬
‫‪.1985‬‬
‫(‪ )2‬المادة (‪ )10‬من القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪.1963‬‬

‫‪145‬‬
‫وإذا كان كسب الملكية بغير طريق التعاقد فيجب على الجهات‬

‫الحكومية أن تبلغ الهيئة العامة لإلصالح الزراعي بكل حالة تؤول فيها‬

‫ملكية أرض زراعية أو ما في حكمها إلى أجنبي عن طريق الميراث أو‬

‫الوصية أو الهبة أو غير ذلك من طرق كسب الملكية بغير طريق التعاقد‬

‫بعد العمل بهذا القانون‪ ،‬وتستولى الدولة في هذه الحالة على األرض‬

‫مقابل التعويض المقرر وفقاً ألحكام هذا القانون(‪.)1‬‬

‫ب‪ -‬بالنسبة للعقارات المبنية واألراضي الفضاء‪:‬‬

‫اعتنق المشرع المصري سياسة تيسير تملك األجانب في مصر‬

‫للعقارات المبنية واألراضي الفضاء إذ قرر في المادة الثانية من القانون‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )11‬من القانون رقم ‪ 15‬لسنة ‪.1963‬‬

‫‪146‬‬
‫رقم ‪ 230‬لسنة ‪ 1996‬أحقية غير المصريين في تملك العقارات مبنية‬

‫كانت أو أرض فضاء بالشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون التملك لعقارين أو أكثر في جميع أنحاء الجمهورية‬

‫بقصد السكن الخاص له وألسرته‪ ،‬وذلك دون إخالل بحق تملك‬

‫العقارات الالزمة لمزاولة النشاط الخاص به من السلطات‬

‫المصرية المختصة ‪ ،‬ويقصد باألسرة ‪:‬األزواج واألبناء القصر‪.‬‬

‫‪ -2‬أال تزيد مساحة كل عقار على أربعة آالف متر مربع‪.‬‬

‫‪ -3‬أال يكون العقار من العقارات المعتبرة أث اًر فى تطبيق أحكام قانون‬

‫اآلثار‬ ‫حماية‬

‫ولرئيس مجلس الوزراء االستثناء من الشرطين الواردين بالبندين‬

‫(‪ )2 ،1‬من هذه المادة فى الحاالت التى يقدرها‪.‬‬

‫ولرئيس مجلس الوزراء تقرير استثناء من الشرطين الواردين ‪ 1‬و ‪ 2‬من‬

‫طا‬
‫هذه المادة في الحاالت التي يقررها ولمجلس الوزراء أن يضع شرو ً‬

‫‪147‬‬
‫وقواعد خاصة بالتملك في المناطق السياحية والمجتمعات العمرانية‬

‫الجديدة(‪.)1‬‬

‫ويستثنى من الحاالت السابقة حالة التملك التالية‪:‬‬

‫ال يخضع تملك العقارات المبنية واألراضى الفضاء للشروط الواردة فى‬

‫هذا القانون فى حالة ما إذا كانت ملكية العقار لحكومة أجنبية التخاذه‬

‫مق اًر لبعثتها الدبلوماسية أو القنصلية أو ملحقاتها أو لسكنى رئيس‬

‫وأعضاء البعثة‪ ،‬وذلك بشرط المعاملة بالمثل‪ ،‬أو كانت الملكية إلحدى‬

‫الهيئات أو المنظمات الدولية أو اإلقليمية(‪.)2‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن المشرع ألزم األجنبي الذي اكتسب ملكية أرض‬

‫فضاء أن يبد أ بالبناء عليها خالل مدة ال تجاوز السنوات الخمس التالية‬

‫لشهر التصرف‪ ،‬وإذا ما أخل األجنبي بهذا االلتزام‪ ،‬فإن الجزاء الذي يقع‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )2‬من القانون المشار إليه‪.‬‬


‫(‪ )2‬المادة (‪ )3‬من القانون المشار إليه‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫عليه هو منعه من التصرف في العقار بما يساوي مدة التأخير في البدء‬

‫في البناء(‪.)1‬‬

‫والهدف من هذا القيد هو التأكد من احتياج األجنبي لألرض‬

‫ومنعه من المضاربة على ارتفاع األسعار‪ ،‬إال أن هذا القيد يعد والحال‬

‫كذلك في غاية الضعف ذلك أن االلتزام المفروض هو أن يبدأ األجنبي‬

‫في أعمال البناء خالل المدة المذكورة وال شك أن أي عمل من أعمال‬

‫طا يمكن اعتباره بدء في أعمال البناء‬


‫البناء في األرض ولو كان بسي ً‬

‫وبالتالي يعتبر األجنبي قد نفذ االلتزام المفروض عليه‪ ،‬وبعبارة مساوية‬

‫يمكن لألجنبي أن يتحايل بمنتهى السهولة على هذا القيد‪ ،‬وهو ما‬

‫يتعارض بطبيعة الحال مع الهدف الذي من أجله وضع القيد والمتمثل‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )4‬من القانون المشار إليه‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫في التأكد من احتياج األجنبي لألرض وعدم المضاربة في ارتفاع‬

‫األسعار(‪.)1‬‬

‫قيدا آخر على األجنبي الذي اكتسب ملكية‬


‫وقد وضع المشرع ً‬

‫عقار وفقاً ألحكام هذا القانون فال يجوز له أن يتصرف فيه بأي وجه من‬

‫وجوه التصرفات الناقلة للملكية قبل مضي خمس سنوات من تاريخ‬

‫اكتساب الملكية‪.‬‬

‫ومع ذلك يجوز لرئيس مجلس الوزراء في الحاالت التي يقدرها‬

‫اإلذن بالتصرف في العقار قبل مضي هذه المدة(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 173‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة (‪ )5‬من القانون المشار إليه‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫هذا وقد أصدرت محكمة النقض المصرية حكماً حديثاً بشأن تملك‬

‫األجانب للعقارات في مصر قضت فيه بـ "بطالن تصرف األجنبي في‬

‫العقار الذي اكتسب ملكيته خالل مدة الخمس سنوات التالية الكتساب‬

‫الملكية‪ ،‬وبطالن ملكيته ألكثر من عقارين في جميع أنحاء الجمهورية‬

‫بغرض السكنى‪.‬‬

‫قيدا على جزاء‬


‫وقد جاء في حيثيات الحكم أن المشرع أورد ً‬

‫مخالفة تصرف األجنبي في العقار قبل مضي خمس سنوات من تاريخ‬

‫اكتساب الملكية وهو البطالن المطلق على كل تصرف يتم بالمخالفة‬

‫ألحكامه‪ ،‬أو التحايل عليها بقصد الفكاك منها‪ ،‬وبما مؤداه أن ذلك‬

‫البطالن الذي وصم به القانون تلك التصرفات وهو متعلق بالنظام العام‪،‬‬

‫فال يعتد بها وال يجوز شهرها‪ ،‬ويجوز لكل ذي شأن وللنيابة العامة طلب‬

‫‪151‬‬
‫الحكم ببطالنها‪ ،‬وعلى المحكمة أن تقضي بهذا البطالن من تلقاء‬

‫نفسها(‪.)1‬‬

‫‪ -‬ملكية المنقوالت‪:‬‬

‫القاعدة العامة هي حق األجنبي في تملك المنقوالت مثله مثل الوطني‪،‬‬

‫إال أن هناك بعض المنقوالت التي يحظر على األجانب تملكها نظ اًر لما‬

‫لها من خطر على سالمة الدولة وأمنها كالسفن والطائرات‪ ،‬وبالنسبة‬

‫للسفن فقد حظر قانون التجارة البحرية المصري على األجانب تملكها إذ‬

‫نص على أنه ال يجوز نقل ملكية سفينة مصرية إلى أجنبي بمقابل أو‬

‫بدون مقابل كما ال يجوز تأجيرها ألجنبي لمدة تزيد عن سنتين إال بعد‬

‫الحصول على إذن من الوزير المختص‪.‬‬

‫(‪ )1‬الطعن رقم ‪ 16108‬لسنة ‪ 80‬ق‪ .‬جلسة ‪2017/3/9‬م‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫ويعاقب بالحبس مدة ال تزيد عن سنة وغرامة ال تجاوز ثالثة آالف جنيهاً‬

‫أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يخالف هذا الحظر(‪.)1‬‬

‫وإذا كان المشرع المصري قد حظر على األجانب تملك السفن‬

‫المصرية فإن هناك تساؤل على درجة كبيرة من األهمية وهو متى نكون‬

‫بصدد سفينة مصرية؟‬

‫في الحقيقة نجد لهذا التساؤل إجابة حاسمة في قانون التجارة‬

‫البحرية رقم ‪ 8‬لسنة ‪ 1990‬فوفقاً ألحكام هذا القانون يجب أن يتوافر‬

‫شرطان؛ األول‪ :‬أن تكون السفينة مسجلة في أحد الموانىء المصرية‪،‬‬

‫والثاني‪ :‬أن تكون السفينة مملوكة لشخص أو أشخاص يتمتعون بالجنسية‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )12‬من القانون رقم ‪ 8‬لسنة ‪.1990‬‬

‫‪153‬‬
‫المصرية أما إذا كانت مملوكة على الشيوع فيتعين في هذه الحالة أن‬

‫تكون أغلبية الحصص مملوكة لمصريين(‪.)1‬‬

‫وبالنسبة للطائرات فهي ال تقل أهمية عن السفن ومن ثم فقد حظر‬

‫المشرع المصري على األجانب تملكها وذلك من أجل حماية االقتصاد‬

‫كبير من‬
‫جانبا ًا‬
‫القومي واألمن الوطني‪ ،‬فالطائرات من األموال التي تمثل ً‬

‫الثروة القومية للدولة‪ ،‬فالدول تعول عليها في أصعب األوقات كأوقات‬

‫الحروب‪ ،‬ولذلك فمن الضروري االعتراف لها بالجنسية‪ ،‬وحتى تكتسب‬

‫الطائرة الجنسية المصرية يتعين أال تكون مسجلة في دولة أخرى‪ ،‬وأن‬

‫معنويا؛ فإذا كانت‬


‫ً‬ ‫طبيعيا أو‬
‫ً‬ ‫شخصا‬
‫ً‬ ‫تكون مملوكة لمصري سواء كان‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )5‬من قانون التجارة البحرية رقم ‪ 8‬لسنة ‪ 1990‬ويالحظ أنها تكون‬
‫مصرية إذا كانت مملوكة لشخص طبيعي أو اعتباري يتمتع بالجنسية المصرية‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫جميعا مصريين‪ ،‬وإذا‬
‫ً‬ ‫مملوكة لعدة أشخاص طبيعيين وجب أن يكونوا‬

‫كانت مملوكة لشركة وجب أن تكون هذه األخيرة مصرية(‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األموال المعنوية‬

‫مما ال شك فيه أن األموال المعنوية في حاجة إلى حماية من‬

‫جانب المشرع‪ ،‬فعلى الرغم من أن هذه األموال غير محسوسة إال أنها‬

‫على الرغم من ذلك ترد عليها حقوق كحقوق الملكية األدبية والفنية‬

‫والصناعية‪ ،‬فأي فرد متواجد على إقليم الدولة ًأيا كانت جنسيته في حاجة‬

‫إلى حماية مصنفاته األدبية والفنية وحماية ملكيته الصناعية‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 182‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫ومن هذا المنطلق نستعرض موقف المشرع المصري بالنسبة‬

‫لحماية الملكية األدبية والفنية‪ ،‬حماية الملكية الصناعية‪.‬‬

‫أ‪ -‬بالنسبة لحماية الملكية األدبية والفنية‪:‬‬

‫ساوى المشرع المصري بين المؤلفين المصريين واألجانب من‬

‫حيث الحماية وذلك في حالة نشر المصنف أو عرض العمل الفني ألول‬

‫مرة في مصر‪ .‬أما إذا نشر المصنف أو عرض العمل الفني ألول مرة‬

‫في دولة أجنبية فإن المشرع المصري هنا فرق بين المؤلفين المصريين‬

‫واألجانب فأسبغ حمايته على األولين وعلق حمايته لآلخرين على توافر‬

‫شرطين‪:‬‬

‫األول‪ :‬أن يكون قانون الدولة األجنبية التي نشر فيها المصنف أو عرض‬

‫بديهيا‬
‫ً‬ ‫العمل الفني ألول مرة يحمي تلك المصنفات األجنبية‪ ،‬وهذا الشرط‬

‫إذ ال محل لحماية مصنف أجنبي في مصر طالما أنه ال يتمتع بالحماية‬

‫في بلد أول نشر له‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون قانون الدولة األجنبية التي تم فيها النشر أو العرض‬

‫األول يحمي المصنفات المصرية التي تنشر أو تعرض ألول مرة في‬

‫مصر (‪.)1‬‬

‫ويتضح من ذلك أن المشرع المصري قد علق حماية حقوق المؤلف على‬

‫شرط التبادل أو المعاملة بالمثل‪ ،‬إال أنه يجب تفعيل هذه المعاملة‬

‫وبالتالي تكون العبرة في التمتع بحماية القانون المصري بالمعاملة الواقعية‬

‫أو الفعلية بالمثل وذلك من أجل إجبار الدول األجنبية على تقرير نفس‬

‫المعاملة للمصريين الموجودين بإقليمها (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬م (‪ )49‬من القانون رقم ‪ 354‬لسنة ‪ 1954‬بشأن حماية حق المؤلف في‬
‫مصر‪.‬‬
‫(‪ )2‬د‪ .‬إبراهيم أحمد‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،1992‬ص‪.204‬‬

‫‪157‬‬
‫ومن الجدير بالمالحظة أنه بصدور القانون رقم ‪ 82‬لسنة ‪2002‬‬

‫اضحا في سياسة المشرع فيما‬


‫تغير و ً‬
‫بشأن حماية الملكية الفكرية حدث ًا‬

‫يتعلق بحماية حق األجنبي في هذا المجال؛ حيث تشمل الحماية المقررة‬

‫لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لها المصريين واالجانب من األشخاص‬

‫الطبيعيين واالعتباريين الذين ينتمون إلى إحدى الدول األعضاء في‬

‫منظمة التجارة العالمية ومن في حكمهم‪.‬‬

‫عايا الدول األعضاء‪.‬‬


‫ويعتبر في حكم ر ً‬

‫‪ -1‬بالنسبة لحق المؤلف‪:‬‬

‫‪ -1‬المؤلفون الذين تنشر مصنفاتهم ألول مرة إحدى الدول االعضاء فى‬

‫المنظمة أو تنشر فى إحدى الدول غير االعضاء وإحدى الدول االعضاء‬

‫منشور فى آن واحد فى عدة دول إذا ظهر‬


‫ًا‬ ‫فى آن واحد ويعتبر المصنف‬

‫فى دولتين أو أكثر خالل ثالثين يوماً من تاريخ نشره ألول مرة‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫وال يعد نش اًر تمثيل مصنف مسرحى موسيقى أو سينمائى وأداء‬

‫مصنف موسيقى والقراءة العلنية لمصنف أدبى والنقل السلكى أو إذاعة‬

‫المصنفات األدبية والفنية وعرض مصنف فنى وتنفيذ مصنف معمارى‪.‬‬

‫‪ -2‬منتجو ومؤلفو المصنفات السينمائية التى يكون مقر منتجها أو محل‬

‫إقامته فى إحدى الدول األعضاء فى تلك المنظمة‪.‬‬

‫‪ -3‬مؤلفو المصنفات المعمارية المقامة فى إحدى الدول االعضاء أو‬

‫المصنفات الفنية األخرى الداخلة فى مبنى أو منشأة أخرى كائنة فى‬

‫إحدى الدول األعضاء‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة للحقوق المجاورة لحق المؤلف‪:‬‬

‫‪ -1‬فنانو األداء إذا توافر أى شرط من الشروط التالية‪:‬‬

‫(أ) إذا تم األداء فى دولة عضو فى منظمة التجارة العالمية‬

‫‪159‬‬
‫(ب) إذا تم تفريغ األداء فى تسجيالت صوتية ينتمى منتجها لدولة عضو‬

‫فى منظمة التجارة العالمية‪ ،‬أو تم التثبيت األول للصوت فى إقليم دولة‬

‫عضو فى المنظمة‪.‬‬

‫(ج) إذا تم بث األداء عن طريق هيئة إذاعة يقع مقرها فى دولة عضو‬

‫فى منظمة التجارة العالمية وأن يكون البرنامج اإلذاعي قد تم بثه من‬

‫جهاز إرسال يقع أيضاً فى دولة عضو‪.‬‬

‫‪ -2‬منتجو التسجيالت الصوتية إذا كان التثبيت األول للصوت قد تم فى‬

‫دولة عضو فى المنظمة‪.‬‬

‫‪ -3‬هيئات اإلذاعة إذا كان مقر هيئة اإلذاعة كائناً فى إقليم دولة عضو‬

‫فى منظمة التجارة العالمية وأن يكون البرنامج اإلذاعى قد تم بثه من‬

‫جهاز إرسال يقع أيضاً فى إقليم دولة عضو فى المنظمة‪.‬‬

‫ويستفيد مواطنو جميع الدول األعضاء فى منظمة التجارة العالمية‬

‫من أي ميزة أو أفضلية أو امتياز أو حصانة يمنحها أي قانون آخر‬

‫‪160‬‬
‫لرعايا أي دولة فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية طبقاً لهذا القانون‪ ،‬ما‬

‫لم تكن هذه الميزة أو األفضلية أو الحصانة نابعة من‪:‬‬

‫(أ) اتفاقيات المساعدة القضائية أو اتفاقيات إنفاذ القوانين ذات الصبغة‬

‫العامة‪.‬‬

‫(ب) االتفاقيات المتعلقة بحقوق حماية الملكية الفكرية والتي أصبحت‬

‫سارية قبل أول يناير سنة ‪.)1(1995‬‬

‫ب‪ -‬بالنسبة لحماية الملكية الصناعية‪:‬‬

‫ساير المشرع المصري معظم مشرعي الدول األخرى فيما يتعلق‬

‫بحماية الملكية الصناعية لألجانب‪ ،‬إال أنه علق هذه الحماية على توافر‬

‫شرطين‪:‬‬

‫(‪ )1‬م (‪ )39‬من القانون رقم ‪ 82‬لسنة ‪2002‬م‪ ،‬راجع هذا القانون منشور في‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 22‬مكرر في ‪ 2‬يونيه ‪2002‬م‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫مقيما باإلقليم المصري أو ممارسته‬
‫ً‬ ‫الشرط األول‪ :‬أن يكون األجنبي‬

‫نشاط صناعي به‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬توافر شرط التعامل أو المعاملة بالمثل بين مصر والدولة‬

‫التي ينتمي إليها األجنبي أو الدولة التي يقيم فيها (‪.)1‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن القانون رقم ‪ 82‬لسنة ‪2002‬م أدخل تطو ًار‬

‫ملحوظاً في مجال حماية الملكية الصناعية؛ ففي شأن تحديد مجال‬

‫(‪ )1‬إذ تنص المادة (‪ )4‬من القانون رقم ‪ 57‬لسنة ‪ 1939‬على أنه "يحق لكل‬
‫صاحب مصنع أو منتج أو تاجر مقيم بإقليم الدولة أو له فيها محل حقيقي أن‬
‫يسجل عالمته كما يحق لكل أجنبي أن سجل عالمته إذا كان ينتمي لدولة تعامل‬
‫الجمهورية معاملة بالمثل أو يقيم بهذه الدولة أو له فيها محل حقيقي ويعتبر من قام‬
‫مالكا لها دون سواه"‪.‬‬
‫بتسجيل العالمة التجارية ً‬
‫وينص القانون رقم ‪ 132‬لسنة ‪ 1949‬بشأن براءات االختراع والرسوم والنماذج‬
‫الصناعية في مادته الخامسة على أنه‪" :‬يحق طلب براءات االختراع لألجانب الذين‬
‫يقيمون بمصر أو الذين لهم مؤسسات صناعية أو تجارية‪ ،‬كما يحق طلب هذه‬
‫البراءات لألجانب الذين ينتمون إلى دول تعامل مصر المعاملة بالمثل أو يقيمون‬
‫بتلك الدول ويكون لهم فيها محل حقيقي"‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫حماية حق األجنبي في العالمة التجارية أوضح المشرع في القانون‬

‫المشار إليه أنه مع عدم اإلخالل بأحكام االتفاقيات الدولية النافذة في‬

‫جمهورية مصر العربية يكون لكل شخصي طبيعي أو اعتباري من‬

‫المصريين أو األجانب الذين ينتمون أو يتخذون مركز نشاط حقيقي‬

‫وفعال لهم في إحدى الدول أو الكيانات األعضاء في منظمة التجارة‬

‫العالمية أو التي تعامل جمهورية العربية بالمثل الحق في التقدم إلى‬

‫مصلحة التسجيل في جمهورية مصر العربية وما يترتب على ذلك من‬

‫حقوق طبقاً ألحكام هذا القانون بطلب تسجيل عالمة تجارية‪.‬‬

‫ويستفيد مواطنو الدول األعضاء في منظمة التجارة العالمية من‬

‫أي ميزة أو أفضلية أو امتياز أو حصانة يمنحها أي قانون آخر لرعايا‬

‫أي دولة فيما يتعلق بالحقوق المنصوص عليها في هذا الباب‪ ،‬ما لم تكن‬

‫الميزة أو األفضلية أو الحصانة نابعة من‪:‬‬

‫‪163‬‬
‫أ‪ -‬اتفاقيات المساعدة القضائية أو اتفاقيات إنفاذ القوانين ذات الصبغة‬

‫العامة‪.‬‬

‫ب‪ -‬االتفاقيات المتعلقة بحقوق حماية الملكية الفكرية والتي أصبحت‬

‫سارية قبل أول يناير ‪.)1(1995‬‬

‫عالميا في جمهورية‬
‫ً‬ ‫ويكون لصاحب العالمة التجارية المشهورة‬

‫مصر العربية حق التمتع بالحماية المقررة في القانون رقم ‪ 82‬لسنة‬

‫‪2002‬م ولو لم تسجل في مصر‪.‬‬

‫ويجب على المصلحة أن ترفض من تلقاء نفسها أي طلب‬

‫لتسجيل عالمة مطابقة لعالمة مشهورة يتضمن استخدام العالمة لتمييز‬

‫(‪ )1‬م (‪ )66‬من القانون المشار إليه رقم ‪ 82‬لسنة ‪2002‬م‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫منتجات تماثل المنتجات التي تستخدم العالمة المشهورة في تمييزها ما لم‬

‫مقدما من صاحب العالمة المشهورة‪.‬‬


‫يكن الطلب ً‬

‫ويسري الحكم المتقدم على طلبات التسجيل التي تنصب على‬

‫منتجات ال تماثل المنتجات التي تستخدم العالمة المشهورة في تمييزها إذا‬

‫كانت العالمة المشهورة مسجلة في إحدى الدول األعضاء في منظمة‬

‫التجارة العالمية وفي مصر وكان استخدام العالمة على المنتجات غير‬

‫المماثلة من شأنها أن يحمل الغير على االعتقاد بوجود صلة بين‬

‫صاحب العالمة المشهورة وتلك المنتجات وأن يؤدي هذا االستخدام إلى‬

‫إلحاق بصاحب العالمة المشهورة (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬م (‪ )68‬من القانون رقم ‪ 82‬لسنة ‪2002‬م‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫وبعد أن انتهينا من دراستنا لمدى حق األجنبي في التملك نشير‬

‫إلى أنه يلتصق بالبحث في هذا الحق مسألتان نتعرض لهما في مطلبين‬

‫مستقلين وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مدى حق األجنبي في انتقال ملكيته عن طريق‬

‫اإلرث‬

‫محروما من‬
‫ً‬ ‫ظل األجنبي لفترة طويلة – في العديد من الدول –‬

‫حق الميراث بشقيه اإليجابي والسلبي فلم يكن له أن يرث وال أن يورث‬

‫(‪)1‬‬
‫وكانت األموال التي يخلفها بعد وفاته تنتقل إلى المالك أو األمير‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أحمد قسمت الجداوي‪ ،‬الوجيز في القانون الدولي الخاص الجزء األول ‪،‬‬
‫الجنسية ومركز األجانب‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1987 ،‬ص‪.407‬‬

‫‪166‬‬
‫اإلقطاعي لمال األجنبي المتوفي وهكذا لم يكن لألجنبي المتوفي ورثة إال‬

‫في جسده (‪.)1‬‬

‫أما في مصر يعتبر ميراث األجانب من أحوالهم الشخصية لذلك‬

‫ال دون االعتراف لألجنبي بحقوق‬


‫لم تقف أحكام الشريعة اإلسالمية حائ ً‬

‫اإلرث واإليصاء‪.‬‬

‫فأجازت صراحة لألجانب المتواجدين على اإلقليم المصري أن‬

‫مانعا من‬
‫ً‬ ‫يتوارثوا بعضهم البعض‪ ،‬كما أن اختالف الدارين ال يعد‬

‫يرث األجنبي‬
‫الميراث بين األجانب غير المسلمين؛ حيث يجوز أن ُ‬

‫الفرنسي األجنبي المصري أو يحدث العكس‪ ،‬إال أن ذلك معلق على‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسام الدين فتحي ناصف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.153‬‬

‫‪167‬‬
‫اعتناق مبدأ التبادل التشريعي أو المعاملة بالمثل؛ أي أن تجيز الدولة‬

‫الفرنسية ميراث المصريين غير المسلمين المتواجدين على إقليمها من‬

‫رعاياها (‪.)1‬‬

‫والوصية كالميراث من األحوال الشخصية لألجانب‪ ،‬غير أنها‬

‫تصح مع اختالف الدين والملة بخالف الميراث؛ أما بالنسبة الختالف‬

‫الدارين فال تصح من الموصي التابع لبلد إسالمي‪ ،‬إلى الموصي له غير‬

‫المسلم التابع لبلد غير إسالمي‪ ،‬إال بشرط التبادل التشريعي (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أحمد مسلم‪ ،‬المركز القانوني لألجانب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النشر للجامعات‬
‫المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،1952 ،‬ص‪.91‬‬
‫(‪ )2‬فقد نصت المادة التاسعة من قانون الوصية رقم ‪ 71‬لسنة ‪ 1946‬على أنه‬
‫"تصح الوصية مع اختالف الدين والملة وتصح مع اختالف الدارين ما لم يكن‬
‫تابعا لبلد إسالمي والموصي له غير مسلم‪ ،‬تابع لبلد غير إسالمي تمنع‬
‫الموصي ً‬
‫شريعته من الوصية لمثل الموصي"‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬مدى أحقية الدولة في تجريد األجنبي من‬

‫أمواله‬

‫أحيانا لتجريد األجنبي من‬


‫ً‬ ‫إن المصلحة العامة للدولة قد تدفعها‬

‫أمواله ًأيا كانت صورة هذا التجريد (نزع الملكية للمنفعة العامة أو تأميم‬

‫األموال أو االستيالء أو المصادرة)‪.‬‬

‫وبالنسبة لنزع الملكية للمنفعة العامة فإنه وفقاً لقوانين نزع الملكية‬

‫في مصر‪ ،‬يجوز نزع ملكية العقارات للمنفعة العامة بشرط دفع تعويض‬

‫عادل‪ .‬وهذا ما أكده الدستور المصري‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 35‬على أنه‪:‬‬

‫"الملكية الخاصة مصونة ‪ ...‬وال تنزع الملكية إال للمنفعة العامة ومقابل‬

‫تعويض عادل يدفع مقدماً وفقاً للقانون"‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫وهذا المعنى أكده أيضاً القانون رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 1990‬بشأن نزع ملكية‬

‫العقارات للمنفعة العامة حيث تنص المادة األولى منه على أنه "يجري‬

‫نزع ملكية العقارات الالزمة للمنفعة العامة والتعويض عنه وفقاً ألحكام‬

‫هذا القانون "‪.‬‬

‫ووفقاً للمادة الثانية من هذا القانون‪ ،‬يعد من أعمال المنفعة العامة‬

‫في تطبيق أحكام هذا القانون ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬إنشاء الطرق والشوارع والميادين أو توسيعها‪.‬‬

‫‪ ‬مشروعات المياه والصرف الصحي‪.‬‬

‫‪ ‬مشروعات الري والصرف‪.‬‬

‫‪ ‬مشروعات الطاقة‪.‬‬

‫‪ ‬إنشاء الكباري والمجازات السطحية (المزلقانات) والممرات السفلية‬

‫أو تعديلها‪.‬‬

‫‪ ‬مشروعات النقل والمواصالت‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ ‬أغراض التخطيط العمراني وتحسين المرافق العامة (‪.)1‬‬

‫ويكون تقرير المنفعة العامة بقرار رئيس الجمهورية أو من يفوضه‪ ،‬مرفًقا‬

‫به‪:‬‬

‫أ‪ -‬مذكرة ببيان المشروع المطلوب تنفيذه‪.‬‬

‫ب‪ -‬رسم بالتخطيط اإلجمالى للمشروع وللعقارات الالزمة له (‪.)2‬‬

‫ويتم تقدير التعويض طبقاً لألسعار السائدة وقت صدور قرار نزع‬

‫الملكية مضا ًفا إليه نسبة (‪ )%20‬عشرين في المائة من قيمة التقدير‪،‬‬

‫وتودع الجهة طالبة نزع الملكية كامل مبلغ التعويض خالل مدة ال تجاوز‬

‫(‪ )1‬راجع هذا القانون منشور في الجريدة الرسمية العدد ‪ 22‬في ‪ 31‬مايو ‪.1990‬‬
‫(‪ )2‬م (‪ )2‬فقرة (‪ )4‬من القانون رقم ‪ 24‬لسنة ‪ 2018‬بتعديل بعض أحكام القانون‬
‫رقم ‪ 10‬لسنة ‪ 1990‬بشأن نزع الملكية‪ ،‬منشور في الجريدة الرسمية العدد ‪16‬‬
‫مكرر (أ) في ‪ 21‬أبريل سنة ‪2018‬م‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫شهر من تاريخ صدور القرار في حساب يدر عائدًا لدى أحد البنوك‬
‫ًا‬

‫الحكومية لصالح الجهة القائمة بإجراءات نزع الملكية (‪.)1‬‬

‫تعويضا للمالك عن فقد‬


‫ً‬ ‫هذا وقد أقر القضاء أن نزع الملكية يرتب‬

‫ملكيته كما يرتب لغيره من ذوي الحقوق ومنهم المستأجرون باعتبارهم‬

‫تعويضا عما‬
‫ً‬ ‫أصحاب حقوق شخصية في االنتفاع بالعقار المنزوع ملكيته‬

‫يلحق بحقهم على العقار من أضرار بسبب نزع الملكية (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬م (‪ )6‬فقرة (‪ )12‬من القانون األخير المشار إليه‪.‬‬


‫(‪ )2‬الطعن رقم ‪ 1772‬لسنة ‪ 68‬ق‪ ،‬جلسة ‪ ،2010/10/9‬المكتب الفني (سنة ‪61‬‬
‫– قاعدة ‪ – 144‬صفحة ‪.)861‬‬

‫‪172‬‬
‫دوليا أن لكل دولة الحق في نزع ملكية األجنبي‬
‫والمستقر عليه ً‬

‫للمنفعة العامة مثلما تملك هذا الحق في مواجهة الوطني إال إذا قيدت‬

‫بنفسها حقها في ذلك بمقتضى معاهدة دولية (‪.)1‬‬

‫ويعتبر حق األجنبي في الحصول على تعويض في حالة نزع‬

‫الملكية للمنفعة العامة من الحقوق التي تدخل ضمن الحد األدنى من‬

‫الحقوق المقررة لألجانب بمقتضى العرف الدولي‪.‬‬

‫وبالنسبة للتأميم يقصد به نقل ملكية المال أو المشروع إلى الدولة‪،‬‬

‫ومن الثابت أن الدولة تملك تأميم ملكية األجانب وال يعتبر ذلك مخالفاً‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أحمد قسمت الجداوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.408‬‬

‫‪173‬‬
‫للقانون الدولي شريطة أن يتم ذلك في إطار ضوابط معينة في مقدمتها‬

‫التزام الدولة بدفع تعويض لألجانب الذين قامت بتأميم ملكيتهم‪.‬‬

‫فالمشرع المصري أخذ بمبدأ التعويض الكامل والمتكافئ عن كل‬

‫ما قامت به الدولة من تأميمات مجاو اًز بذلك ما سارت عليه بعض الدول‬

‫األخرى (‪.)1‬‬

‫ويتفق التأميم مع نزع الملكية في النتيجة المترتبة عليهما وهي‬

‫إنهاء الملكية الفردية ومن ثم انتقالها إلى الدولة‪ ،‬ويختلفان في المحل‬

‫الذي يرد عليه كل منهما – فنزع الملكية ال يرد إال على العقارات بينما‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 230‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫يمكن أن ي شمل التأميم العقارات أو المنقوالت بل قد يشمل شركات‬

‫ومؤسسات بكاملها في أصولها العقارية والمنقولة(‪.)1‬‬

‫وبالنسبة لالستيالء فهو إجراء مؤقت تتخذه السلطة العامة في‬

‫الدولة فيكون لها بمقتضاه حق االنتفاع باألموال الخاصة المملوكة‬

‫لألجانب وذلك لألغراض العسكرية أو غيرها من دواعي المصلحة العامة‬

‫مع تعويض أصحابها عما أصابهم من ضرر نتيجة لذلك (‪.)2‬‬

‫وفي مصر يجوز تجريد األجنبي من ملكه باالستيالء مراعاة‬

‫للمصلحة العامة بشرط عدم إجراء تفرقة بين الوطني واألجنبي في هذا‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬قسمت الجداوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.409‬‬


‫(‪ )2‬د‪ .‬حسام الدين ناصف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.155‬‬

‫‪175‬‬
‫الشأن‪ ،‬وبشرط تعويض األجنبي في األموال التي تم االستيالء عليها‬

‫تعويضا عادالً‪.‬‬
‫ً‬

‫أخير إلى أحقية األجنبي في اللجوء إلى القضاء‬


‫وتجدر اإلشارة ًا‬

‫اإلداري وذلك للمنازعة في تقدير جهة اإلدارة للتعويض كما يكون له رفع‬

‫مشوبا بعيب‬
‫ً‬ ‫دعوى إلغاء بهدف إلغاء قرار االستيالء إذا كان هذا القرار‬

‫من العيوب التي نص عليها القانون اإلداري (‪.)1‬‬

‫وبالنسبة للمصادرة فيجوز للدولة مصادرة أموال األجانب بناءًا‬

‫على حكم قضائي صادر من المحاكم المصرية‪ ،‬وتختلف بذلك المصادرة‬

‫عن التأميم أو نزع الملكية‪ ،‬ذلك أنه في حالة المصادرة يكون لألجنبي‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.232‬‬

‫‪176‬‬
‫الحق في الحصول على تعويض ومرجع ذلك أن المصادرة تكون بمثابة‬

‫عقوبة على نشاط األجنبي غير المشروع (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬م (‪ )40‬من الدستور المصري‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬التزامات األجانب في القانون المصري‬

‫إذا كان األجنبي يتمتع بالعديد من الحقوق شأنه شأن المواطن‬

‫فمن الطبيعي أن يتحمل بعض االلتزامات الشخصية في الدولة التي يقيم‬

‫فيها مقابل تمتعه بالحقوق‪ ،‬ذلك أن إفالت األجنبي من تحمل أي التزام‬

‫في هذه الدولة يضعه في مكانة متميزة عن المواطن وهو ما ال يمكن‬

‫تصوره‪.‬‬

‫وعلى ضوء ذلك نتعرض ألهم هذه االلتزامات وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬االلتزام بتقديم وثائق اإلقامة والتعاون مع السلطات المختصة‪:‬‬

‫وفًقا لنص المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 88‬لسنة ‪2005‬م بشأن‬

‫دخول وإقامة األجانب بأراضي جمهورية مصر العربية‪ ،‬فإنه يجب على‬

‫األجانب خالل مدة إقامتهم في مصر أن يقدموا متى طلب منهم جواز‬

‫‪178‬‬
‫السفر أو الوثيقة التي تقوم مقامه وغير ذلك من األوراق وأن يدلوا بما‬

‫يسألون عنه من بيانات وأن يتقدموا عند الطلب إلى و ازرة الداخلية أو‬

‫فروعها أو مقر الشرطة المختص في الميعاد الذي يحدد لهم‪ ،‬ويجب‬

‫عليهم في حالة فقد أو تلف جواز السفر أو الوثيقة إبالغ مقر الشرطة‬

‫خالل ثالثة أيام من تاريخ الفقد أو التلف‪.‬‬

‫وتهدف الدولة من فرض هذا االلتزام الحفاظ على مصالحها‬

‫األمنية والسياسية وذلك بمنع دخول األجانب غير المرغوب فيهم إلى‬

‫إقليمها أو اإلقامة فيه بطريقة غير مشروعة‪.‬‬

‫ويجب على األجنبي أن يدلي إلى السلطات بالبيانات الصحيحة‬

‫وإال تعرض للعقوبة المقررة في المادة ‪ 40‬من القانون سالف الذكر و‬

‫التي تنص على أنه "مع عدم اإلخالل بأية عقوبة أشد تنص عليها‬

‫القوانين األخرى يعاقب بالحبس مدة ال تجاوز سنتين وبغرامة ال تزيد عن‬

‫‪179‬‬
‫ألفي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أبدى أمام السلطات‬

‫المختصة أقواالً كاذبة أو قدم إليها أوراقاً غير صحيحة مع علمه بذلك‬

‫لتسهيل دخول جمهورية مصر العربية أو إقامته أو دخول غيره أو‬

‫إقامته"(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬االلتزام باحترام الغرض من اإلقامة‪:‬‬


‫ً‬

‫وفقاً لنص المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 89‬لسنة ‪ 1960‬فإنه "ال‬

‫يجوز لألجنبي الذي رخص له في اإلقامة لغرض معين أن يخالف هذا‬

‫الغرض إال بعد الحصول على إذن بذلك من مدير عام مصلحة الهجرة‬

‫والجوازات والجنسية"‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬كريم ناصر حسناوي‪ ،‬الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد والترحيل الخاصة‬
‫باألجانب‪ ،‬دار الفكر والقانون‪ ،2016 ،‬ص‪.58‬‬

‫‪180‬‬
‫وتطبيقاً لذلك ال يجوز لألجنبي الذي يقيم في مصر بغرض الدراسة أن‬

‫ال طالما لم يحصل على إذن بذلك من السلطات‬


‫يمارس مهنة أو عم ً‬

‫المختصة‪.‬‬

‫واألجنبي الذي يخالف الغرض من اإلقامة يتعرض لعقوبة تتمثل‬

‫في الغرامة التي ال تقل عن مائتي جنيه وال تزيد عن ألفي جنيه مع جواز‬

‫ترحيله خارج البالد‪.‬‬

‫ثال ًثا‪ :‬االلتزام بدفع الضرائب‪:‬‬

‫خضوع الفرد للضريبة يقوم على أساس فكرة التضامن االجتماعي‪،‬‬

‫فجميع األفراد الموجودين بإقليم الدولة ملتزمون بالمساهمة في تحمل‬

‫‪181‬‬
‫األعباء العامة ويستوي في ذلك المواطنين الذين يرتبطون بالدولة بعالقة‬

‫الجنسية‪ ،‬وكذلك األجانب المرتبطون بالدولة بسبب اإلقامة فيها (‪.)1‬‬

‫يعا على ما تقدم يتساوى األجنبي مع المواطن في االلتزام بدفع‬


‫وتفر ً‬

‫الضرائب؛ والسبب في ذلك هو أن الوطنيين واألجانب يشتركون ً‬


‫معا في‬

‫التمتع بالمرافق العامة‪ ،‬كما أن دولة اإلقامة تمثل مصدر دخل األجانب‬

‫طول إقامتهم وكذلك هي موقع المال الخاضع للضريبة‪ ،‬فخضوع الفرد‬

‫للضريبة ال يقوم فقط على تبعيته للدولة من الناحية السياسية فقط بل قد‬

‫يقوم على تبعيته لها من الناحية االقتصادية أيضاً‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد الباسط علي جاسم‪ ،‬وعاء ضريبة الدخل في التشريع الضريبي التباين‬
‫في األنظمة الضريبية القائمة في الدول العربية‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.179‬‬

‫‪182‬‬
‫والتزام األجانب بأداء الضرائب يشمل كل أنواع الضرائب التي‬

‫تفرضها الدولة؛ كالضرائب المباشرة مثل‪ :‬ضريبة كسب العمل وضريبة‬

‫اإليراد العام وغيرها‪ ،‬وكذلك الضرائب غير المباشرة التي تتعلق باإلنفاق‬

‫أو االستهالك وتدمج في الغالب في ثمن السلطة أو الخدمة بحيث‬

‫وطنيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أجنبيا كان أو‬
‫ً‬ ‫يتحملها كل مشتري‬

‫وفضالً عما تقدم يرى البعض إمكانية فرض ضرائب خاصة أو‬

‫تكاليف إضافية على األجانب وحدهم وذلك مقابل تمتعهم بحق اإلقامة‬

‫في الدولة وحمايتها لهم (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عباس محمد عباس‪ ،‬المركز القانوني لألجانب في دول الخليج العربية –‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2017 ،‬ص‪.320‬‬

‫‪183‬‬
‫ابعا‪ :‬االلتزام باحترام قوانين الدولة‪:‬‬
‫ر ً‬

‫يتساوى األجنبي مع الوطني ً‬


‫تماما في هذا االلتزام‪ ،‬إذ يفرض على‬

‫جميع األفراد الموجودين على إقليم الدولة احترام كل قوانينها‪ ،‬ويعد ذلك‬

‫في الحقيقة تطبيقاً لمبدأ إقليمية القوانين والذي يقوم على أساس سيادة‬

‫الدولة على إقليمها‪ ،‬فال تتحقق هذه السيادة إال من خالل بسط سلطان‬

‫قانونها داخل إقليمها على الوطنيين واألجانب على حد سواء‪.‬‬

‫ويتضمن التزام األجانب باحترام قوانين الدولة التزامهم بالخضوع‬

‫التام لسلطات الدولة واألحكام التي تصدرها المحاكم واالستجابة لكل‬

‫استدعاء تصدره تلك السلطات وتنفيذ ما يترتب عليه من التزامات‪.‬‬

‫وأخي اًر تجدر اإلشارة إلى أن احترام األجنبي لقوانين الدولة المقيم‬

‫طا جوهرًيا لرفع دعوى الحصانة الدبلوماسية من جانب‬


‫فيها يعد شر ً‬

‫دولتهم ضد الدولة المقيم فيها إذ ما أصابه ضرر في هذه الدولة وهو ما‬

‫‪184‬‬
‫يعبر عنه بشرط األيدي النظيفة‪ ،‬ويتحقق هذا الشرط بعدم مخالفة‬

‫األجنبي لقوانين الدولة المقيم فيها(‪.)1‬‬

‫خامساً‪ :‬خضوع األجانب ألحكام التعبئة العامة‬

‫وفي مصر يخضع األجانب للتعبئة العامة كالوطنيين ويؤكد ذلك‬

‫مما ورد في المادة ‪ 1/3‬من القانون ‪ 162‬لسنة ‪ 1958‬بشأن حالة‬

‫الطوارئ والمعدل بالقانون رقم ‪ 37‬لسنة ‪ 1973‬بأنه "لرئيس الجمهورية‬

‫متى أعلنت حالة الطوارئ أن يتخذ التدابير المناسبة للمحافظة على‬

‫األمن في النظام العام وله على وجه الخصوص‪:‬‬

‫‪ -1‬وضع قيود على حرية األشخاص في االجتماع واالنتقال واإلقامة‬

‫والمرور في أماكن أو أوقات معينة والقبض على المشتبه فيهم أو‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عباس محمود عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.316‬‬

‫‪185‬‬
‫الخطرين على األمن والنظام العام واعتقالهم والترخيص في تفتيش‬

‫األشخاص واألماكن دون التقيد بأحكام قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫‪ -2‬األمر بمراقبة الرسائل أياً كان نوعها ومراقبة الصحف والنشرات‬

‫والمطبوعات والمحررات والرسوم‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد مواعيد فتح المحال العامة وإغالقها وكذلك األمر بإغالق‬

‫هذه المحال كلها أو بعضها‪.‬‬

‫‪ -4‬تكليف أي شخص بتأدية أي عمل من األعمال أو االستيالء على‬

‫أي منقول أو عقار ويتبع في ذلك األحكام المنصوص عليها في‬

‫قانون التعبئة العامة فيما يتعلق بالتظلم وتقدير التعويض‪.‬‬

‫‪ -5‬سحب التراخيص باألسلحة أو الذخائر‪.‬‬

‫‪ -6‬إخالء بعض المناطق أو عزلها‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫ومما ال شك فيه أن هذه التدابير يمكن اتخاذها في مواجهة كل من يوجد‬

‫في مصر من وطنيين وأجانب ‪)1(.‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬الحقوق المحظورة على األجانب‬

‫ال يتساوى األجنبي مع الوطني تماماً في التمتع بالحقوق؛ فهناك بعض‬

‫الحقوق محظور على األجانب ممارستها لمبر ارت عديدة منها أن بعض‬

‫الحقوق لصيقة بصفة المواطن كالحقوق السياسية التي تقوم على واجب‬

‫مشاركة الوطني في إدارة الحكم في وطنه‪ ،‬كما أن هناك بعض الحقوق‬

‫تحتاج إلى درجة كبيرة من الوالء واإلخالص كشغل الوظائف‬ ‫التي‬

‫القيادية في الدولة‪ ،‬الخدمة العسكرية‪ ،‬وهو ما يتم التأكد منه من خالل‬

‫رابطة الجنسية‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسام الدين ناصف ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.176‬‬

‫‪187‬‬
‫ونوضح هذه الحقوق على النحو التالي ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عدم تمتع األجانب بالحقوق السياسية في‬

‫القانون المصري‬

‫تستوجب الحقوق السياسية فيمن يتمتع بها الوالء واالنتماء للدولة‬

‫على اعتبار أنها تخول من يمارسها المشاركة بنصيب معين في إدارة‬

‫الحكم في الدولة؛ وواجب الوالء واالنتماء يتعذر والحال كذلك توافره في‬

‫األجنبي مهما طالت إقامته على إقليم الدولة‪ ،‬ومن ثم يتعين قصر‬

‫الحقوق السياسية على المواطنين دون األجانب وتشمل الحقوق السياسية‪،‬‬

‫حق االنتخاب‪ ،‬حق الترشح وتولي المناصب السياسية‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫أوالً‪ :‬حق االنتخاب‪:‬‬

‫يعد حق االنتخاب أهم الحقوق التي تؤدي إلى كفالة الفرد في إدارة‬

‫شئون مجتمعه‪ ،‬وبالتالي اشتراكه في حكم نفسه‪.‬‬

‫وهذا الحق ال يستطيع أحد أن ينتزعه من المواطنين‪ ،‬ذلك أنه‬

‫طا وثيًقا بالديمقراطية كما أنه الوسيلة األساسية والمنفردة‬


‫يرتبط ارتبا ً‬

‫إلسناد السلطة في النظم الديمقراطية الحديثة وتحقيق حق المشاركة في‬

‫الحياة السياسية من جانب أفراد الشعب وهو ما يعني أن الشعب يحكم‬

‫نفسه بنفسه (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أشرف الرفاعي‪ ،‬مدى تمتع األجنبي بالحق في التصويت والترشح للمجالس‬
‫النيابية والمحلية – دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،2007 ،‬ص‪.2‬‬

‫‪189‬‬
‫ولذلك كان األمر المستقر عليه في القانون المقارن هو حرمان‬

‫األجنبي من حق االنتخاب وهو االتجاه المعمول به في القانون المصري‬

‫حيث تنص المادة ‪ 87‬من دستور عام ‪2014‬م على أن "مشاركة‬

‫المواطن في الحياة العامة واجب وطني‪ ،‬ولكن مواطن حق االنتخاب‬

‫والترشح وإبداء الرأي في االستفتاء وينظم القانون مباشرة هذه الحقوق‪،‬‬

‫ويجوز اإلعفاء من هذا الواجب في حاالت محددة بينها القانون‪.‬‬

‫وتلتزم الدولة بإدراج اسم كل مواطن بقاعدة بيانات الناخبين دون‬

‫طلب منه‪ ،‬متى توافرت فيه شروط الناخب‪ ،‬كما تلتزم بتنقية هذه القاعدة‬

‫بصورة دورية وفًقا للقانون ‪."...‬‬

‫ويتضح من ذلك أن دستور ‪ 2014‬قصر حق االنتخاب والترشح‬

‫على المصري دون األجنبي وترك للقوانين الخاصة وضع الشروط‬

‫والضوابط التي بمقتضاها يتم التمتع بالحقوق السياسية‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫ووفقاً لنص المادة األولى من القانون رقم ‪ 73‬لسنة ‪ 1956‬بشأن‬

‫تنظيم مباشرة الحقوق السياسية يجب على كل مصري ومصرية بلغ‬

‫ثمانية عشرة سنة ميالدية أن يباشر بنفسه الحقوق السياسية اآلتية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬إبداء الرأي في كل استفتاء ينص عليه الدستور‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬انتخاب كل من‪:‬‬


‫ً‬

‫‪ -1‬رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫‪ -2‬أعضاء مجلس الشعب‪.‬‬

‫‪ -3‬أعضاء مجلس الشورى‪.‬‬

‫‪ -4‬أعضاء المجالس الشعبية والمحلية‪.‬‬

‫ويعفى من أداء هذا الواجب ضباط وأفراد القوات المسلحة الرئيسية‬

‫والفرعية واإلضافية وضباط وأفراد هيئة الشرطة طول مدة خدمتهم‬

‫بالقوات المسلحة والشرطة‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫ثانيا‪ :‬حق الترشح وتولي المناصب السياسية‪:‬‬
‫ً‬

‫ويقصد بذلك حق مواطني الدولة في ترشيح أنفسهم لتولي عضوية‬

‫المجالس النيابية أو المحلية‪ ،‬أو المناصب السياسية كمنصب رئيس‬

‫الوزراء وكمنصب رئيس الدولة وغيرها من الوظائف القيادية‪.‬‬

‫أيضا من أهم الحقوق التي‬


‫ومما ال شك فيه أن حق الترشيح هو ً‬

‫تتضمن اشتراك األفراد في إدارة شئونهم وحكم أنفسهم بأنفسهم وهو ما‬

‫يتعين معه قصر هذا الحق على مواطني الدولة فحسب‪.‬‬

‫وفي الواقع تفرق التشريعات القانونية المختلفة بين أصحاب‬

‫الجنسية األصلية وأصحاب الجنسية المكتسبة أو الطارئة فيما يتعلق‬

‫بممارسة الحقوق السياسية فتقيد بعض هذه التشريعات أصحاب الجنسية‬

‫المكتسبة من مباشرة هذه الحقوق خالل فترة زمنية معينة تحسب من‬

‫‪192‬‬
‫تاريخ اكتسابه للجنسية‪ ،‬وتحظر البعض اآلخر على المتجنس مباشرة‬

‫الحقوق السياسية على سبيل التأبيد (‪.)1‬‬

‫طا بين تلك‬


‫موقفا وس ً‬
‫ً‬ ‫وبالنسبة للتشريع المصري فإنه يتخذ‬

‫التشريعات فهناك وظائف تشدد فيها المشرع واشترط أن يكون الشخص‬

‫مصرًيا من أبوين مصريين وذلك فيمن يرشح لرئاسة الجمهورية(‪.)2‬‬

‫وهناك وظائف أخرى أجاز فيها المشرع المصري لمكتسب‬

‫الجنسية أن يتم ترشيحه أو تعيينه بها بعد مرور عشر سنوات من تاريخ‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أشرف الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.6‬‬


‫(‪ )2‬م (‪ )141‬من الدستور المصري‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫اكتساب الجنسية‪ ،‬كعضوية مجلس الشعب والشورى أو أحد المجالس‬

‫الشعبية المحلية (‪.)1‬‬

‫وإذا كان هذا هو حال المتجنس الذي يتمتع أصالً بجنسية الدولة‬

‫فمن الطبيعي أن يحظر على األجنبي الذي ال يتمتع بجنسية الدولة‬

‫ممارسة أي حقوق سياسية‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.238‬‬

‫‪194‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬حرمان األجنبي من شغل الوظائف العامة‬

‫في الحقيقة أن من يتقلد وظيفة عامة في الدولة يساهم بشكل كبير‬

‫في إدارة وتيسير أجهزة الدولة لذلك فإن الوضع السائد في القانون المقارن‬

‫قصر الوظائف العامة على الوطنيين‪ ،‬واالستثناء السماح لألجانب بشغل‬

‫هذه الوظائف وفق قانون خاص متى توافرت مبررات معينة وفي إطار‬

‫تحقيق المصلحة العامة للدولة (‪.)1‬‬

‫وقد اعتنق المشرع المصري الوضع السائد في القانون المقارن‬

‫حيث نص صراحة في المادة ‪ 14‬من دستور ‪ 2014‬على أن "الوظائف‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬عبد القادر محمد القيس‪ ،‬مبدأ المساواة ودوره في‪ :‬تولى الوظيفة العامة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،2016 ،‬ص‪.382‬‬

‫‪195‬‬
‫العامة حق للمواطنين على أساس الكفاءة‪ ،‬دون محاباة أو وسطة‪،‬‬

‫وتكليف للقائمين بها لخدمة الشعب ‪."...‬‬

‫ويتضح من ذلك أن المشرع المصري قصر الحق في تقلد‬

‫الوظائف العامة على المواطنين‪ ،‬ومع ذلك أجاز ‪ -‬العتبارات تتعلق‬

‫بالصالح العام – لألجانب العرب الحق في تقلد الوظائف العامة بشرط‬

‫المعاملة بالمثل‪.‬‬

‫وبمعنى آخر علق المشرع المصري حق األجنبي العربي في تقلد‬

‫الوظائف المدنية في مصر على اعتراف الدول العربية للمصريين بشغل‬

‫هذه الوظائف على إقليمها (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬قانون الخدمة المدنية لعام ‪ 2016‬والذي ينص في المادة (‪ )14‬منه على أنه‬
‫متمتعا بالجنسية‬
‫ً‬ ‫"يشترط فيمن يعين في إحدى الوظائف ما يلي‪ -1 :‬أن يكون‬

‫‪196‬‬
‫ومن الجدير بالذكر أن االستثناء المقرر لرعايا الدول العربية في شغل‬

‫الوظائف المدنية شرط المعاملة بالمثل ال يمتد إلى الوظائف المدنية‬

‫األخرى المنظمة وفقاً لقوانين خاصة‪ ،‬ولذلك ال يجوز أن يعين أحد من‬

‫رعايا الدول العربية مثالً بالسلك الدبلوماسي أو القنصلي وال أن يعين‬

‫عضواً بإحدى الهيئات القضائية(‪.)1‬‬

‫المصرية أو جنسية إحدى الدول العربية التي تعامل المصريين بالمثل في تولي‬
‫الوظائف المدنية"‪ .‬راجع هذا القانون منشور في الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 43‬مكرر‬
‫(أ) في أول نوفمبر‪2016 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ )1‬المادة األولى من القانون المشار إليه والتي تنص على أنه "يعمل بأحكام‬
‫القانون المرافق في شأن الخدمة المدنية‪ ،‬وتسري أحكامه على الوظائف في الو ازرات‬
‫ومصالحها واألجهزة الحكومية ووحدات اإلدارة المحلية والهيئات العامة وذلك ما لم‬
‫تنص قوانين أو ق اررات إنشائها على ما يخالف ذلك"‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مدى التزام األجنبي بأداء الخدمة العسكرية‬

‫المبدأ المستقر عليه في القانون الدولي هو أن الخدمة العسكرية‬

‫حرصا‬
‫ً‬ ‫تكليف قاصر على الوطنيين وال يمكن أن يمتد ليشمل األجنبي‬

‫على مصلحة الدولة من اشتراك غريب عندها في أسرار الدفاع‪ ،‬ومراعاة‬

‫لشعور األجنبي ووالئه نحو الدولة التي ينتمي إليها (‪.)1‬‬

‫فاألصل إذاً هو إعفاء األجنبي من أداء الخدمة العسكرية في‬

‫فعليا في هذه الدولة باعتباره أنه‬


‫عضوا ً‬
‫ً‬ ‫الدولة المقيم بها ألنه وإن كان‬

‫رسميا يمكن االعتماد عليه في‬


‫ً‬ ‫عضوا‬
‫ً‬ ‫يعيش فيها إال أنه مع ذلك ال يعد‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬شمس الدين الوكيل‪ ،‬الموجز في الجنسية ومركز األجانب‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،1968 ،‬ص‪.409‬‬

‫‪198‬‬
‫طا وثيًقا بين‬
‫أداء هذا االلتزام الخطير الذي يتطلب والحال كذلك ارتبا ً‬

‫الفرد والدولة ويتحقق هذا االرتباط من خالل تمتع الفرد بجنسية الدولة‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن الواقع يؤكد على وجود تفاوت بين مختلف الدول‬

‫بشأن حدود هذا المبدأ ذلك أن هناك بعض الدول تفتح الباب أمام‬

‫األجانب لالشتراك في الخدمة العسكرية على سبيل التطوع‪ ،‬ومن هذه‬

‫الدول فرنسا والعراق‪ ،‬وإسرائيل (‪.)1‬‬

‫أما في مصر فإن أداء الخدمة العسكرية هو التزام قاصر على‬

‫المصريين فقط دون األجانب حيث تفرض الخدمة العسكرية أو الوطنية‬

‫على كل مصري من الذكور أتم الثامنة عشر من عمره (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬قسمت الجداوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.396‬‬


‫(‪ )2‬المادة األولى من قانون الخدمة العسكرية رقم ‪ 505‬لسنة ‪.1955‬‬

‫‪199‬‬
‫هذا ويراعى أن مصر تسمح للقوات العربية باالشتراك مع قواتها‬

‫المسلحة في الدفاع عن الوطن العربي ضد الخطر اإلسرائيلي‪ ،‬وذلك‬

‫بموجب اتفاقيات الدفاع المشترك في إطار جامعة الدول العربية (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.243‬‬

‫‪200‬‬
‫المراجع‬

‫‪ ‬د‪ .‬إبراهيم أحمد إبراهيم‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬دار النهضة‬

‫العربية‪.1992 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬إبراهيم أحمد إبراهيم‪ ،‬مركز األجانب‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬

‫‪.1998‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬أبو العال النمر‪ ،‬التنظيم القانونى لدخول وإقامة األجانب‬

‫بأراضى جمهورية مصر العربية والخروج منها‪ ،‬مطبعة جامعة‬

‫عين شمس ‪ ،2019 ،‬ص‪.20‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬دار النهضة‬

‫العربية‪.2008 ،‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬أحمد قسمت الجداوي‪ ،‬الوجيز في القانون الدولي الخاص‬

‫الجزء األول ‪ ،‬الجنسية ومركز األجانب‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬

‫القاهرة‪.1987 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬أحمد مسلم‪ ،‬المركز القانوني لألجانب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬

‫النشر للجامعات المصرية‪ ،‬القاهرة‪.1952 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬أشرف الرفاعي‪ ،‬مدى تمتع األجنبي بالحق في التصويت‬

‫والترشح للمجالس النيابية والمحلية – دراسة مقارنة‪ ،‬دار النهضة‬

‫العربية‪.2007 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬أشرف وفا‪ ،‬المركز القانوني لألجانب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬

‫النهضة العربية‪.1998/1997 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬حسام الدين فتحي ناصف‪ ،‬المركز القانوني لألجانب‪ ،‬الطبعة‬

‫الثانية‪ ،‬مكتبة جامعة عين شمس‪.1996 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬شمس الدين الوكيل‪ ،‬الموجز في الجنسية ومركز األجانب‪،‬‬

‫منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1968 ،‬‬

‫‪202‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬عبد الباسط علي جاسم‪ ،‬وعاء ضريبة الدخل في التشريع‬

‫الضريبي التباين في األنظمة الضريبية القائمة في الدول العربية‪،‬‬

‫دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪2007 ،‬م‪.‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬عبد القادر محمد القيس‪ ،‬مبدأ المساواة ودوره في‪ :‬تولى‬

‫الوظيفة العامة‪ ،‬الطبعة األولى‪.2016 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬عبد المنعم زمزم‪ ،‬الجنسية ومركز األجانب فى القانون الدولى‬

‫والقانون المصرى المقارن‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.2016 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬عز الدين عبد هللا‪ ،‬القانون الدولى الخاص‪ ،‬دار النهضة‬

‫العربية‪ ،‬ط‪.1958 ،3‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬عز الدين عبد هللا‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬الجزء األول‪،‬‬

‫الطبعة الحادية عشر‪ ،‬مكتبة جامعة عين شمس‪.1986 ،‬‬

‫‪ ‬د‪ .‬كريم ناصر حسناوي‪ ،‬الرقابة القضائية على ق اررات اإلبعاد‬

‫والترحيل الخاصة باألجانب‪ ،‬دار الفكر والقانون‪.2016 ،‬‬

‫‪203‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬هشام صادق‪ ،‬القانون الدولى الخاص‪ ،‬دار المطبوعات‬

‫الجديدة‪.2020 ،‬‬

‫‪‬‬

‫‪204‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة‪3 ........................................................................‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬أحكام دخول وإقامة األجانب فى جمهورية مصر العربية‬

‫وخروجهم منها‪7 ............................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬دخول األجانب جمهورية مصر العربية‪8...................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬جواز السفر‪9..........................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أهمية جواز السفر ‪10 .................................‬‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬شروط جواز السفر ‪19 ................................‬‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬تأشيرة الدخول ‪23 .....................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التأشيرات الدبلوماسية وما فى حكمها ‪25 ...............‬‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬التأشيرات العادية‪28 ..................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬قوائم الممنوعين من دخول البالد ‪33 ...................‬‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬إقامة األجانب فى جمهورية مصر العربية‪38 ..............‬‬

‫‪205‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬األجانب ذوو اإلقامة الخاصة‪40 .......................‬‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬األجانب ذوو اإلقامة العادية ‪45 .......................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬األجانب ذوو اإلقامة المؤقتة ‪50 .......................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اإلقامة السنوية ‪53 ....................................‬‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬اإلقامة الثالثية‪54 ....................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬اإلقامة الخماسية‪58 ..................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬خروج األجانب من جمهورية مصر العربية ‪63 ............‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬إبعاد األجانب ‪65 .....................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف اإلبعاد‪68 .....................................‬‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬أسباب اإلبعاد‪72 .....................................‬‬

‫الغصن األول ‪ :‬إبعاد األجانب ذوو اإلقامة الخاصة ‪73 ............‬‬

‫الغصن الثانى ‪ :‬إبعاد األجانب ذوو اإلقامة العادية واإلقامة المؤقتة‬


‫‪76 .............................................................‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬لجنة اإلبعاد ‪79 ......................................‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬آثار اإلبعاد‪80 ........................................‬‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬ترحيل األجانب‪83 ....................................‬‬

‫‪206‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الترحيل‪84 ....................................‬‬

‫الفرع الثانى ‪ :‬حاالت الترحيل‪86 ....................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬حقوق األجانب والتزاماتهم في القانون المصري ‪89.............‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تمتع األجانب بحقوق الحياة العامة‪92 .....................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تمتع األجانب بالحريات العامة ‪92 .....................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حق األجنبي في التمتع بالمرافق العامة ‪102 ...........‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬حق األجنبي في العمل وممارسة النشاط االقتصادي‬

‫والتجاري ‪107 ............................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مدى حق األجنبي في مزاولة المهن الحرة ‪108 .........‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مدى تمتع األجنبي بحق العمل وممارسة النشاط التجاري‬

‫واالقتصادي‪116 ......................................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬حق األجنبي في االستثمار ‪126 ......................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مدى حق األجنبي في التملك ‪141 .......................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬األموال المادية‪143 ...................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األموال المعنوية ‪155 .................................‬‬

‫‪207‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مدى حق األجنبي في انتقال ملكيته عن طريق اإلرث‬

‫‪166 .................................................................‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬مدى أحقية الدولة في تجريد األجنبي من أمواله ‪169 ...‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬التزامات األجانب في القانون المصري ‪178 ...............‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬الحقوق المحظورة على األجانب ‪187 ...................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عدم تمتع األجانب بالحقوق السياسية في القانون‬

‫المصري ‪188 .........................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حرمان األجنبي من شغل الوظائف العامة ‪195 ........‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مدى التزام األجنبي بأداء الخدمة العسكرية ‪198 .......‬‬

‫المراجع ‪201 ...................................................................‬‬

‫الفهرس‪205 ...................................................................‬‬

‫‪208‬‬

You might also like