Professional Documents
Culture Documents
قولننه ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلى -م آيننات الصننيام{ :أَيَِّمًللِ مدْ لٍََُا} مننع ّ
أن
شهر كامل ،فع َّر المصننف بقولنه( :ورقنات) منن بناو التسنهيل
رمضان ٌ
على طال ،العل ،وتنشيأه على درا ة هذا الكتاو.
مسلك لكه بعض العلماء ،حتى إن بعضه أ َّلف كتا ًبا و ماه
ٌ وهو
عالما ُيقنال لنه: ِ
[الورقة] كما ذكره ابن النُي م [الفهر ت] فقُ ذكر أن ً
مُمننُ بننن داود الجننراح أ ّلننف كتا ًبننا و ننماه [الورقننة] ،وكننذلك ذكننر
السننخاور م [الضننوء الالمننع] أن أحننُ أهننل العل ن أ َّلننف كتا ًبننا و ننماه
َّ
أيضا.
[الورقة] ً
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
8
وهذا الكتاو وهو كتناو [الورقنات] اقتصنر فينه المصننف َ -ر ِح َمن ُه
قول واحُ وهو الراجح عنُه من َير ذكر الُليل أو التعلينل م اهَّلل -على ٍ
ُ
الغالن ،،وإن كنان أحيانًنا قنُ يننذكر الخنالف باختصنار شنُيُ ،وذلننك م
تسعة مواطن فقب م هذا الكتاو أشار فيها إلى الخالف باختصار شُيُ.
اهَّلل -هبننذا الكتنناو حف ً ننا ودرا ن ًة ِ
وقننُ اشننتغل العلمنناء َ -رح َم ُه ن ُ
وشرحا وتُشيةً ،حتى إن بعض ال ناحثين ذكنر أن هنذا الكتناو ً وتُريسا
ً
ٍ
وحاشنية ،و َن ْ ن ٍ ونُنو ذلنك، عمنال منا بنين :شنرحٍ ،
ً عليه أكثر من تين
وهذا يُل على أن اهَّلل َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى -قنُ كتن ،لهنذا الكتناو الق نول
أثر فيه.
واِلنتشار بين الناس ،ولعل إخالص صاح ه م ذلك له ٌ
ومن أبرز شروحات هذا الكتاو [شنرح الجنالل المُلني] لمُمنُ
بن أحمُ المُلي الشافعي ،وهذا الشرح ُيعتل أبرز شروح هذا الكتناو،
و[الجالل المُلي] اشتهر بالتُقيق والتُقيق ،وقوة الفه واِل تن اط.
ومننن لأننااف مننا ُذكننر م ننيرته :أنننه كننان قننور الفهن ،إِل أنننه كننان
يصع ،عليه الُفظ[ ،الجالل المُلي] ُذكنر أننه كنان قنور العارضنة م
الفه إِل أن الُفظ كان يشنق علينه ،فُفنظ م ينوم واحنُ عشنرين ورقنة
ُفأصي ،بالُمى.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
9
أيضننا[ :قننرة العننين م شننرح ورقننات إمننام
ومننن شننروح الورقننات ً
الُرمين] لمُمُ بن مُمُ الرعيني المالكي الشهير بالُ َّأاو.
وهذا الكتاو أخذ جملته منن شنرح المُلني كمنا ن َّنه علنى ذلنك م
ٍ
زيادات مفيُة ،وهو من أحسنن شنروح هنذا مقُمتهّ ،
وهذبه وأضاف إليه
ُيقنال لنه: الكتاو ،وعلى هذا الشنرح حاشنية نفيسنة ْلحنُ علمناء تنون
مُمُ الهُة التونسي.
وشروح الكتاو والتعليقات عليه كثير ٌة جًُ ا ،ون َّ مه الشريف يُينى
العمريأنني م ن نن الورقننات الننذر ننماه [تسننهيل الأرقننات م ن نن
نرح مفيننُ ،وقننُ
الأرقننات] ،وعليننه شننرح لع ننُ الُميننُ القننُس وهننو شن ٌ
كثيرا منه من كتاو [قرة العين] للُ ّأاو. ا تفاد ً
اهَّلل"( :-بِسن اهَّلل الن َّنر ْح َمن الن َّنر ِحي "َ ،هن ِنذه ِ
قننال المصنننف َ -رح َمن ُه ُ
أصول ا ْل ِف ْقه).
ول من ُ تشتَمل على ُف ُص ٍ
ات َْو َر َق ٌ
قوله( :هذه) ،اإلشارة هنا:
ٍ
شيء حاضر م الذهن إذا كان قُ كت ،هذه المقُمة ق نل -1إما إلى
تأليف الكتاو.
-2وإما إلى شيء موجود م الخارج إذا كان قُ كت ،هنذه المقُمنة
بعُ تأليف الكتاو.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
10
فهي إما إشار ٌة إلى شيء حاضر م الذهنَ ،ير حاضر م الخارج أر
م خارج الذهن ،كذلك إذا كان قُ كتن ،هنذه المقُمنة ق نل تنأليف هنذه
شنيء حاضنر م الخنارج -أر :م ٍ الورقات ،وإما أن تكنون اإلشنارة إلنى
خارج الذهن -إذا كان قُ أ َّلف هذه المقُمة بعُ تأليف هذه الورقات.
(الو َر َقات) ،ع َّر هبذا اللفظ -كما ت َّقُم معنا -من باو تنشيب
وقولهَ :
طال ،العل وتسهيل درا ة هذا الكتاو عليه.
وقولننهَ ( :ت ْش نت َِم ُل َع َلننى فصن ٍ
نول) ،والفصننول :جمننع فصننل ،والمننراد َ
بالفصل :ا ٌ لأاافة من العل تشتمل على مسناال َال ًنا ،وهنو أقنل منن
ال او.
اعنُ اْلُ ُصنول و َم َعاقِنُ
وقُ يألق الفصل ويراد بنه الفنرَ ،ومننهَ [ :قو ِ
َ ُ
كتاو لصنفي النُين ال غنُادر الُن لني ،فقولنه: ول] ،فإن هذا ا ال ُف ُص ِ
(وم َعاقُِ ال ُف ُص ِ
ول) ،فالمراد بالمعاقُ :المجامع ،ومعقُ الشيء مجمعنه، َ
والمراد بالفصول الفروَ.
ومراد المصنف بالفصنل هننا :هنو المعننى اْلول ،وهنو الأاافنة منن
العل التي تشتمل على مسناال َال ًنا ،وقولنهُ ( :ف ُصنول) و ( ُأ ُصنول) هنذا
. يسمى عنُ ال الَيين بالجناس الناق
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
11
(و َذل ِ َك ُمؤ َّلف مِ ْن ُجزأ ْين ُم ْف َر َد ْين) ،ف نُأ المصننف َ -ر ِح َمن ُه
وقولهَ :
اهَّلل -م هذه الجملة وما بعُها م تعريف أصول الفقه ،وقنُ جنرت عنادة
ُ
العلماء أهن يقُِّ مون التعريف م صُور مؤلفاهت ،وذلك لس ين:
-الس ،اْلول :أنه ِل يمكنن الخنوض م علن منن العلنوم إِل بعنُ
تصننوره ومعرفتننه ،والتصننور ُيسننتفاد مننن التعريننف وِل ينُصننر فيننه ،فقننُ
منثال ،أو
التصور بغينره كالتمثينل ً
ُّ التصور بالتعريف ،وقُ يُصل
ُّ يُصل
اإلشارة أو نُو ذلك.
وِلح وا أننا قلنا :التصور ُيستفاد من التعريف ،ول نقل :التصور ِل
يستفاد إِل من التعريف.
فالتصور قُ ُيسنتفاد منن التعرينف وقنُ يسنتفادُّ وفرق بين الع ارتين:ٌ
اهَّلل -وأبو إ ُاق ِ
من َيره كما قرر ذلك شي اإل الم ابن تيمية َ -رح َم ُه ُ
اهَّلل ،-فننال يمكننن الخننوض م أصننول الفقننه إِل بعننُ ِ
الشنناط ي َ -رح َم ن ُه ُ
تصوره ،والتصور يستفاد من تعريفه.
-الس ،الثاين :أن من عرف ما ُيأل ،هان عليه ما ُي ذل كمنا يقنال،
وتفهمه.
فمن عرف أصول الفقه وتصوره هل عليه درا ته ُّ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
12
وأصول الفقه ُت َّ
عرف باعت ارين:
-اْلول :باعت ار مفرديه ،أر :باعت ار كونه مضا ًفا ومضا ًفا إليه.
وعلما على هذا الفن المعين.
ً -والثاين :باعت ار كونه لق ًا
واْلحكام علنى اْلشنياء تختلنف بناختالف الجهنات واِلعت نارات،
شيء واحُ بُكمين مختلفينِ ،ل من جهة واحُة ولكن ٍ فقُ تُك على
من جهتين مختلفتين.
جالسننا بننين عمننرو وبكننر فإنننه يكننون أيمننن بالنسنن ة
ً فزيننٌُ إذا كننان
ْلحُهما وأيسر بالنس ة لآلخر ،فقُ حكمنا عليه بأنه أيمن وحكمنا علينه
بأنه أيسر ،وِل تعارض م ذلك؛ ْلن الجهتين مختلفتان.
فأصننول الفقننه ُتعن َّنرف باعت ننارين -أر :مننن جهتننين مختلفتننين -وِل
عرف منن جهنة كوننه ُمضنا ًفا ومضنا ًفا إلينه تعري ًفنا
تعارض م ذلك؛ ْلنه ُي َّ
وعلما على هنذا الفنن المعنين تعري ًفنا
ً عرف من جهة كونه لق ًا
مستقال ،و ُي َّ
ً
مستقال.
ً
اهَّلل -بتعريف أصول الفقه من الجهنة اْلولنى ِ
وبُأ المصنف َ -رح َم ُه ُ
وهي كونه :مضا ًفا ومضا ًفا إليه ،والس ،م ذلك :أن أصول الفقه ُمرك ٌ
َّ،
ٌ
أصول" ،والثانية" :فقه".من كلمتين :اْلولى" :
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
13
عنرف إِل بعنُ معرفنة منا تركَّن،
والمرك ،عننُ أكثنر اْلصنوليين ِل ُي َّ
اهَّلل -بتعرينف أصنول الفقنه منن الجهنة ِ
منه ،فلهذا بُأ المصننف َ -رح َمن ُه ُ
اْلولى وهي تعريفه باعت ار مفردينه ،أر :باعت نار كلمنة "أصنول" وكلمنة
"فقه".
وأكثر اْلصوليين ي ُؤون بتعريف أصول الفقه من هذه الجهنة ،وإن
كان بعضه كابن الُاج ،م مختصره قُ بُأ بتعريف أصنول الفقنه منن
وعلما على هذا الفن المعين. ً جهة كونه لق ًا
ف مِن ْن ُج ْنز َأ ْي ِن ُم ْف َنر َد ْي ِن)،
(و َذل ِ َك ُم َؤ َّل ٌ
اهَّللَ :-
ِ
فقول المصنف َ -رح َم ُه ُ
يريُ به تعريف أصول الفقه من جهة مفرديه ،أر :منن جهنة كوننه مضنا ًفا
ومضا ًفا إليه ،واإلشارة م قولهَ ( :ذل ِ َك) راجع ٌة إلى أصول الفقه.
وقُ ّنزله منزلة ال عيُ ،فقال( :و َذل ِ َك) من باو التن يه على رفعة شأن
هذا العل ،وعلو منزلته كما قال اهَّلل َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى{ :-ذَلمك الْكمتَِبُ ال
أن المصنف كان يكفينه أن يقنول: ريْب فميهم هًَُى لمِْمُلتقِمَ [ال قرة ،]2:مع ّ
(و َذل ِ َ
نك)؛ منن بناو التن ينه علنى رفعنة "وهو مؤ َّلف" ،لكنه عنل بقولنهَ :
منزلة هذا العل وعلو شأنه.
وقولهُ ( :مؤ َّلف) ،التأليف معناه :اِلنضمام واِلنسجام ،وهو أخن
منن الككين،؛ ْلن الككينن ،قنُ يُصننل منع تنأليف وقننُ ِل يُصنل معننه
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
14
تننأليف ،قننُ يُصننل معننه تننالؤم وانسننجام ،وقننُ ِل يُصننل معننه تننالؤم
من الككي ،،والككي ،أع . وانسجام ،فالتأليف أخ
وقوله( :مِ ْن ُجنزأ ْين) ،هنذا الجنزءان همنا :كلمنة "أصنول" ،وكلمنة
"فقه".
وقولهُ ( :م ْف َر َد ْين) اإلفراد هنا المراد به :اإلفراد الذر يقابل الككي،،
فاإلفراد قُ ُيألق ويراد به ما يقابل الككي ،،وقُ يألق ويراد به ما يقابنل
التثنية ،وقُ يألق ويراد به ما يقابل الجمع.
والمننراد بنناإلفراد هنننا :اإلفننراد اْلول وهننو الننذر يقابننل الككينن،،
والُليل على ذلك :أن الجزء اْلول وهو كلمة " ُأ ُصول" جمع ،ولو كان
المراد باإلفراد هنا :ما يقابل الجمع أو ما يقابل التثنية ل يصنح أن يكنون
قولُ " :أ ُصول" مفر ًدا؛ ْلنه جمع.
اهَّلل -وهنو تعرينف أصنول ِ
ون ُأ الكالم بما بُأ به المصنف َ -رح َمن ُه ُ
الفقه باعت ار جزأين ،أر باعت ار كلمة "أصول الفقه" ،وكلمة "فقه".
أصول الفقه هبذا اِلعت ار مؤلف من كلمتين:
-الكلمة اْلولى :كلمة أصول.
-والكلمة الثانية :كلمة فقه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
15
ً
أوِل :كلمننة "أصننول" ،وأصننول :جمننع أصننل ،واْلصننل م لغننة
العننرو ُيألننق علننى اْل نناس ،ومنننه قننوله :أصننل الننُار ،أر :أ ا نها،
وأصل الشجرة ،أر :طرفها الثابت م اْلرض ،ومنه قوله تعالى{ :أَصُِْهِ
ٍ
معان: وأما اْلصل م اصأالح اْلصوليين ف ُيألق باِلشكاك على
-المعنى اْلول :الُليل ،ومنه قوله :اْلصنل م تُنري الربنا قولنه
شعي { :،قَِلُوا يِ شُلديْبُ ملِ فَفَِْلهُ كَلاممًا مممَّلِ لَُِلو ُ [هنود ،]91:يعنني :منا
نفهمه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
19
وقال بعض أهل العل كأبي الع اس القرام وأبي إ ُاق الشيرازر:
" الفقه م لغة العرو معناه فه اْلشياء الُقيقة ،أما فه اْلشياء الواضُة
فقها".
فال يسمى ً
:فقهنت المسنألة ،وِل وبنا ًء على هذا :فإنه يصح أن يقنول الشنخ
يصح أن يقول :فقهت ّ
أن السماء فوقنا وأن اْلرض تُتنا؛ ْلن هذا الفه
يتعلق بشيء خفي دقيق ،وِل يصح أن يقول :فقهت أن السماء فوقنا ،وأن
اْلرض تُتنا؛ ْلن الفقه هنا يتعلق بأمر واضح جلي.
وأكثر أهل العل من اْلصوليين وَينره علنى أن الفقنه ُيألنق علنى
فهمنا لألشننياء الفهن مأل ًقنا نواء أكنان ً
فهمنا لألشنياء الواضنُة أم كنان ً
يفرقنون بنين اْلشنياء
الخفية؛ ْلن المنر َّد م ذلنك إلنى العنرو ،وهن وِل ّ
الواضُة واْلشياء الخفية.
كل ٍ
لفظ من هنذه ويفرق أهل اللغة بينَ :ف ِق َه ،و َف َق َه ،و َف ُق َه ،ويقولونُّ :
ِّ
اْللفاظ الثالثة يُل على معننى ،ف َف ِقن َه ينُل علنى معننى ،و َف َقن َه ينُل علنى
معنى ،و َف ُق َه ُّ
يُل على معنى.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
20
فهي كما يلي:
َ -1ف ِق َه بكسر القاف بمعنى :فه .
َ -2ف َق َه بمعنى :ق َيره م الفه .
اهَّلل :-خأاو اهَّلل كالمنه ،فقولنه تعنالى{ :أَقميمُلوا الصَّلالة حكن ؛ ِ
َرح َم ُه ُ
خأاو للشارَ الكري ،وقوله{ :يلِ َأيههلِ القل مذين نماُلوا ا ْن َت ما ُلوا كَل مامًا مملن
ٌ ْلنه
{أَقميمُوا الصَّلالة حكن علنى التعرينف اْلول؛ ْلننه خأناو ،وأ َّمنا علنى
هننو قولننه{ :أَقميمُللوا الصَّللالة وإنمننا هننو التعريننف الثنناين فننالُك لنني
وكذلك قولهَ{ :نلُوا الزَّكَِة حك ٌ علنى التعرينف اْلول ،أ َّمنا علنى
هننو الُك ن ،وإنمننا الُك ن هننو وجننوو الزكنناة التعريننف الثنناين فلنني
المك َّلفين وهي إحُى ذاهت ،ويُخل فيهنا أقنوال المكلفنين؛ ْلن القنول
أيضا ،والمك َّلفنون
فعل ،ويُخل فيها تروكات المكلفين؛ ْلن الكك فعل ً
جمع مكلف وهو ال ال العاقل.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
33
وقوله " :باِلقتضاء أو التخيينر أو الوضنع" هنذا فينه ٌ
بينان ْلقسنام
الُك الشرعي عنُ جمهور اْلصوليين ،فالُك الشنرعي ِل يخلنو منن
قسمين:
-القس اْلول :أن يكون تكليف ًيا.
-والقس الثاين :أن يكون وضع ًيا.
أيضا:
فالقس اْلول :وهو الُك التكليفي ،ينقس إلى قسمين ً
-اْلول :حك اقتضااي ،أر :طل ي.
-والثاين :حك تخييرر.
فأما الُك التخييرر فهو الم ناح؛ ْلن الشنارَ خ َّينر فينه بنين الفعنل
أيضا إلى قسمين:
والكك ،وأما الُك اِلقتضااي الأل ي فينقس ً
-اْلول :طل ،فعل.
-والثاين :طل ،ترك.
فأما طل ،الفعل فإن كان على وجه الجنزم فهنو الواجن ،،وإن كنان
على َير وجه الجزم فهو المنُوو ،وأما طل ،الكك فإن كان على وجنه
المُرم ،وإن كان على َير وجه الجزم فهو المكروه.
َّ الجزم فهو
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
34
أما القس الثاين وهو :الُك الوضعي ،والمراد به :خأناو الشنارَ
ننُيُا ،أو فا نننًُ ا ،أو ننن ًا ،أو شنننر ًطا ،أو مان ًعنننا ،أو
بجعنننل الشنننيء صن ً
رخصةً ،أو عزيمة.
حكما وضع ًيا َّ
ْلن الشارَ وضعه وجعله عالمة على الُكن ً و ُ مي
أيضا بخأاو الوضع واإلخ ار.
التكليفي ،و ُيسمى ً
والفرق بين الُك التكليفي والُك الوضعي :أن الُك التكليفي
ِل ُبَُّ أن يكون م قُرة المكلف ،ولهذا ُيأال ،بنه ،أمنا الُكن الوضنعي
فال ُيأال ،به المكلف واء أكان م قُرته أو ل يكن م قُرته.
عالم ٌة على وجوو صالة ال هر ،فقُ ومثال ذلك :أن زوال الشم
م وضعه الشارَ الكري عالمنة علنى وجنوو صنالة ال هنر ،وهنو لني
قُرة المك َّلف وِل يأال ،بنه ،وبلنوغ المنال نصنا ًبا عالمنة علنى وجنوو
الزكاة فيه ،وهو م قُرة المك َّلف وِل يأال ،به ،فال يأال ،المك َّلف بأن
يجمع المال حتى ي ل نصا ًبا منن أجنل أن يزكني ،فنإ ًذا قنوله م تعرينف
الُك ن باِلقتضنناء أو التخييننر أو الوضننع هننذا فيننه بيننان ْلقسننام الُك ن
الشرعي.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
35
فإن قال قاال :ما وجنه إدخنال الُكن التخيينرر -وهنو الم ناح -م
فيها تكليف؟ الُك التكليفي مع أن اإلباحة لي
والجواو على هذا :أن الم اح ُأدخنل م أحكنام التكلينف منن بناو
فيه تكليف ِل بفعنل وِل المسامُة وتقليل القسمة ،وإِل فإن الم اح لي
بكك ،وإنما ُأدخل م جملة اْلحكام التكليفية من باو تقليل القسمة.
وقننال بعننض علمنناء اْلصننولُ :أدخننل الم نناح م جملننة اْلحكننام
التكليفية؛ ْلنه يوصف به فعل المكلف ،وهنذا ذكنره شني اإل نالم ابنن
اهَّلل -م [المسننو ّدة] ،أمننا فعننل َيننر المك َّلننف كننالمجنون، ِ
تيميننة َ -رح َمن ُه ُ
معفنو
ٌ عفنوا؛ ْلننه
احنا وإنمنا يسنمى ً
والص ي ،والُابة ،فهنذا ِل ُيسنمى م ً
عنه.
هذا تعريف الُك عنُ اْلصوليين ،وقُ عرفننا أن أكثنر اْلصنوليين
عرفوا الُك بأنه خأاو الشارَ المتعلق بأفعال المكلفين باِلقتضاء أو
َّ
التخيير أو الوضع.
منقسما إلى عة أقسام وهي: اهَّلل -جعل الُك ِ
ً المصنف َ -رح َم ُه ُ
الواجنن ،،والمنننُوو ،والم نناح ،والمُ ننور ،والمكننروه ،والصننُيح،
وال اطل.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
36
ينه َو ِاِل ْ نتُِْ َِلل َط َلن ،النَُّ لِيلوالنَّ َ ر ُهو ا ْل ِفكر فِني حنال المن نور فِ ِ
َ َ َ
المر ِشُ إِ َلى ا ْل َم ْأ ُلوو ِْلَ َّن ُه َعال َمة َع َل ْي ِهَ ،وال َّ ن َت ْج ِويز َأمر ْين ِ
َوالَُّ ليل ُه َو ْ
ِ حُهما أ ْظ َهر مِ ْن انخرَ ،و َّ
الش ّك َت ْج ِو ُيز َأ ْم َنر ْين َِل م ْزينة ْلَ َح َ
نُهما َع َلنى َ َأ
َ
انخر.
ِ ِ ِ بِس ِ اهَّللِ الرحم ِن ِ
الرحي ِ ،ا ْل َُ ْمُُ ل َّله َر ِّو ا ْل َعا َلمينَ ،و َص َّلى ُ
اهَّلل َو َ َّل َ َّ ْ َ َّ ْ
ين ،و َع َلى آل ِ ِه و َأصُابِ ِه ومن َت ِعه بِإِحس ٍ
ان إِ َلى َي ْو ِم ِ ِ
َ ْ َ َ َ ْ َُ ْ ْ َ َو َب َار َك َع َلى َن ِ ِّيه ْاْلَم ِ َ
الُِّ ِ
ين.
اتَ ،وإِن ََّما ل ِ ُك ِّل ا ْم ِر ٍئ َما ن ََوىَ ،ف َم ْن كَان َْت قال « :إِنَّما ْاْلَ ْعم ُال بِالنِّي ِ
َّ َ َ
ِه ْج َر ُت ُه إِ َلى اهَّللِ َو َر ُ ول ِ ِه َف ِه ْج َر ُت ُه إِ َلى اهَّللِ َو َر ُ ول ِ ِهَ ،و َم ْن كَان َْت ِه ْج َر ُت ُه إِ َلى
اج َر إِ َل ْي ِه». ٍ ِ ِ
ُد ْن ًيا ُيصي ُ َها َأ ْو ا ْم َر َأة َينْك ُُ َها َف ِه ْج َر ْت ُه إِ َلى َما َه َ
أ َّما بعُ ...
اهَّلل -أن العل نوعان: ِ
فلما ذكر المصنف َ -رح َم ُه ُ
-النوَ اْلول :عل ضرورر.
وعنرف المكتسنن ،بأنننه الموقننوف
-والننوَ الثنناين :علن مكتسننَّ ،،
على الن ر واِل تُِلل.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
37
نا ،ذلك أن ي ين معنى الن ر واِل تُِلل ،فقال( :النَّ َر ُه َو ا ْل ِفكر
يه) ،والفكر هو التأمل م الشيء ،وترتي ،النتااج على ور فِ ِ فِي َح ِ
ال المنْ ُ ِ
المقُمات.
مقلوو من الكك ،وذلك؛ ْلن الفكر هنو
ٌ وقال بعض العلماء :الفكر
طرح المعاين وطل ها للوصول إلى الصواو.
ور فِ ِ
يه) يعني :بن نر ال صنيرة ،وإذا ُأرينُ ن نر وقوله( :فِي َح ِ
ال المنْ ُ ِ
ال صر قيل :المن ور إليه؛ ْلن ن ر ال صيرة يتعُى بكلمة "م" ،وأما ن نر
ال صر فيتعُى بكلمة "إلى" ،كقولك :ن رت إلى زينُ ،وقولنك :ن نرت
م المسألة.
عرفنه
واِل تُِلل ا تفعال بمعنى :طل ،النُليل ،والنُليل م اللغنة ّ
(المر ِشُ إِ َلى ا ْل َم ْأ ُلوو)؛ أر :إلى المقصنود
ْ اهَّلل -بأنه ِ
المصنف َ -رح َم ُه ُ
الم ُو عننه ،و ُ نمي مرشنًُ ا إلنى المألنوو ْلننه عالمن ٌة علينه ،فقنول
لغنور للنُليل ،وقولنه:
ٌ تعرينف
ٌ (المر ِشُ إِ َلى ا ْل َم ْأ ُلوو) هذا
ْ المصنف:
وو) يعني :م لغة العرو.المر ِشُُ إِ َلى ا ْل َم ْأ ُل ِ ِ
(والَُ ل ُيل ُه َو ْ
َ
التوصل
ُّ فيعرف اْلصوليون الُليل :بأنه ما يمكن
أما م اِلصأالحِّ :
بصُيح الن ر فيه إلى حك ٍ شرعي ،وبعنض اْلصنوليين يع ِّنر بقولنه :منا
توصل بصُيح الن ر فيه إلى حك ٍ شرعي.
ُي َّ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
38
يتوصنل المجتهنُ بنالن ر فينه
لكن التع ير اْلول أدق؛ ْلن الُليل قُ َّ
التوصننل
ُّ إلننى حك ن ٍ شننرعي وقننُ ِل َّ
يتوصننل ،فننالتع ير بقولننناِ :ل يمكننن
توصل.
بصُيح الن ر فيه ،أدق من التع ير بقولنا :ما ُي َّ
وجملة "بصنُيح الن نر فينه" م التعرينف تعنني :بنالن ر الصنُيح،
تُ َرز به عن الُليل الذر ُيتوصل بالن ر الفا ُ فيه إلى حك . و ُي َ
نح ا ْل ُم ِقني ُ َي ْو ًمنا
ومثال ذلك :ا تُِلل بعض الفقهاء بقوله َ « :ي ْم َس ُ
يه َّن» علنى أن ُمنَُّ ة القصنر م السنفر ثالثنة َو َل ْي َل ًة َوا ْل ُم َسافِ ُر َث َال َث َة َأ َّيا ٍم بِ َل َينال ِ ِ
أيننام ،فهننذا الننُليل دلين ٌنل صننُيح ،لكننن الن ننر فيننه هنننا ن ن ٌنر فا ننُ؛ َّ
ْلن
الُُيث يُل على مُة المسح على الخفين ِل على مُة قصنر الصنالة م
السفر.
وكذلك ا تُِلل بعض الفقهاء بقولنه تعنالى{ :يلِ أَيههلِ القلذمين نماُلوا ال
لَأْكُُِوا الرِّبِ أَضْدِفًِ مُضَِعفَةً [آل عمران ،]130:على أنه يجوز أكل اليسير
من الربا ،فالُليل هنا ٌ
دليل صُيح لكن الن ر فيه هنا ن ٌر فا ُ.
ٍ
بأرينق قأعني ،أمنا منا وأكثر اْلصوليين يألقون الُليل على ما ث ت
دليال وإنما يسمونه أمارة.
كان ظن ًيا فال يسمونه ً
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
39
ولكن الذر عليه المُققون من اْلصوليين هو أن الُليل ُيألق على
مننا كننان قأع ًيننا وعلننى مننا كننان ظن ًيننا ،وهننذا القننول اختنناره أبننو إ ننُاق
الشيرازر والقاضي أبو يعلى وَيره ؛ ْلن المرجنع م التسنمية هنو لغنة
العرو ،والعرو يألقون الُليل على ما كان قأع ًيا وما كنان ظن ًينا ،وهنذه
التفرقة ِل دليل عليها.
عنرف ال نن والشنك ْلهنمنا منن مراتن ،اإلدراك،
عرف العلن َّ
ولما َّ
ومرات ،اإلدراك هي من اْلعلى إلى اْلدنى كما يلي:
ً -
أوِل :العل .
-ثان ًيا :ال ن.
-ثال ًثا :الشك.
-راب ًعا :الوه .
خامسا :الجهل ال سيب.
ً -
-اد ً ا :الجهل المرك.،
حُهما أ ْظ َهر مِ َن َ
انخر). َ عرفه المصنف بأنه ( َت ْج ِويز َأمر ْين َأ
وال ن َّ
وقولهَ ( :ت ْج ِنويز) معنناه :إدراك ،وقولنهَ ( :أمنر ْين) حصنر التجنويز م
أمرين ،مع أن ال ن قُ يكون م أمنرين وقنُ يكنون م أكثنر ،فلنو أننه عنل
بقوله" :تجويز أمرين أو أكثر" لكان أدق.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
40
حُهما أ ْظ َهر مِ َن َ
انخر) هذا فيه دور ،ووجه الُور معنناه: َ وقولهَ ( :أ
المعرف أو بعض مشتقاته م التعريف.
َّ أن يذكر
واْلصننوليون يألقننون ال ننن ويريننُون بننه ال ننن الغالنن ،،وال ننن
تعذ ِره ،وهذا من رحمة الشارَ بنالمكلفين؛
الغال ،يقوم مقام اليقين عنُ ُّ
ْلنه لو اشكط اليقين م كل مسألة لوقع الناس م الُرج والمشقة.
والعمل بال ن الغال ،يشكط فيه عُة شروط:
-الشرط اْلول :أن يكنون فينه شنيء ِل يشنكط فينه العلن واليقنين،
فأما ما يشكط فيه العل واليقين كمساال اِلعتقاد فال يكفي فيه ال ن
-الشرط الثاين :أن يكون العمل بال ن فيما ِل يمكن فيه العلن ،أمنا
ما يمكن فيه العل فال يكفي فيه العمل بال ن.
ومثننال ذلننك :مننن اشننت هت عليننه الق لننة م الصننُراء فيكفيننه العمننل
بال ن الغال،؛ ْلنه ِل يمكنه العل ،أما من اشتملت علينه الق لنة م ال لنُ
فال يكفيه العمل بال ن الغال،؛ ْلنه يمكنه العل .
ِ
الش ّك َت ْج ِويز َأمر ْين َِل مزية ْلَ َح َ
ُهما على انخر) ،فقوله: (و َّ
وقولهَ :
(ِل مِزية) يعنيِ :ل مرجح ،وكما يكون الشك م أمرين يكون م أكثر من
أمرين ،فلو أنه قال" :تجويز أمرين أو أكثنر ِل مزينة ل عضنها عنن انخنر"
لكان ذلك أدق.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
41
وبنا ًء على هذا :نعل أن ال ن هو إدراك الشيء على ما هو علينه منع
اعتقاد ضُ مرجوح ،وأما الشك فهو إدراك علنى منا هنو علينه منع اعتقناد
ٍ
مساو ،ويقابل ال ن الوه ،فنالوه :هنو إدراك الشنيء علنى منا هنو ضُ
عليه مع اعتقاد ضُ راجح.
فمنثال :إذا كاننت إحنُى كفتني المينزان مرتفعنة
ً ويتضح هذا بمثال،
عن اْلخرى فنإن هنذا ُيسنمى ظنًنا ،فتكنون الكفنة الراجُنة ظنًنا ،والكفنة
وهمننا ،وإذا ا ننتوت الكفتننان فإنننه يكننون ش ن ًكا ،وإذا
المرجوحننة تكننون ً
علما ويقينًا.
طاشت كفة الميزان ووصلت هنايتها فإن هذا ُيسمى ً
إ ًذا ما هي المنا ة م ذكر العل والشنك وال نن والنوه م أصنول
الفقه؟
فننالجواوّ :
أن المنا ن ة هنني أن موضننوَ أصننول الفقننه هننو اْلدلننة،
والن ر م اْلدلة قُ يكون على وجه العل ،وقُ يكنون علنى وجنه ال نن،
وقُ يكون على وجنه الشنك ،وقنُ يكنون علنى وجنه النوه ،فنا ن ،أن
اهَّلل -حقااق هذه اْلشياء. ِ
ي ِّين المصنف َ -رح َم ُه ُ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
42
بمعنى :أن المجتهُ قُ ين نر م النُليل فيسنتخرج مننه الُكن علنى
ٍ
وجه قأعي ،وقُ ين ر فيه فيستخرج منه الُك على وجه ال ن الغالن،،
وقُ ين ر فيه فال يكجح له شيء بل يستويا عنُه اْلمران ،فنا ْ ،
أن ي ِّين
اهَّلل -حقااق هذه اْلشياء. ِ
المصنف َ -رح َم ُه ُ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
43
اإل ْج َمال َو َك ْي ِف َّية ِاِل ْ تُِْ َِلل هبَا.
أصول ا ْل ِف ْقه طرقه على ِيل ْ ِ
َ َوعل ُ
اهَّلل -الفقه باِلعت ار اْلول ،وهو باعت ار ِ
عرف المصنف َ -رح َم ُه ُ لما َّ
مفرديه ،أر :باعت ار كوننه مضنا ًفا ومضنا ًفا إلينه ،بنُأ ِّ
يعنرف أصنول الفقنه
وعلما على هذا الفن المعين.
ً باِلعت ار الثاين ،وهو :باعت ار كونه لق ًا
وبعننض اْلصنننوليين يقننول :تعرينننف أصنننول الفقننه باعت ننناره لق ًنننا،
علما ،والمقصود واحنُ ،إِل
وبعضه يقول :تعريف أصول الفقه باعت ار ً
أن اْلكثر منه يستُسنون التع ير بتعريف أصول الفقه لق ًنا؛ وذلنك ْلن
اللق ،يشعر بمُح هذا العل ؛ ْلن تعريف اللق :،هو ما أشنعر بمنُح أو
ذم ،واختاروا أحسن اْلمرين فيهما وهو ما أشعر بمُح.
والفرق بين تعريف اْلصول باِلعت ار اْلول -وهو اعت نار جزأينه –
وتعريف أصول الفقه باِلعت ار الثاين –وهو باعت ار كوننه لق ًنا علنى هنذا
الفن – من وجهين:
-الوجه اْلول :أن أصول الفقه باِلعت ار اْلول ُين ر فيه إلنى جزأينه
ومفرديه ،بخالف تعريف أصول الفقه باِلعت ار الثاين ،فال ُين نر فينه إلنى
علما على الشيء المعين.
الجزأين ،بل ُينقل الجزءان ويكونان ً
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
44
مثال قال" :إين ع ُ اهَّلل" ،فإن ذلك
وإيضاح ذلك بالمثال :لو أن زيًُ ا ً
يالحظ فيها الجزءان :الجزء اْلول" :ع ُ" ،والجزء الثاين :لفظ الجاللة،
لكن لو قال" :إين ع ُ اهَّلل" ،فال ين ر فيه إلى الجزأين ،بل ُينقنل الجنزءان
معين. علما على شخ
وهما كلمة "ع ُ" ولفظ الجاللة ويكونان ً
-الوجه الثناين م التفرينق بينهمنا :أن أصنول الفقنه باِلعت نار اْلول
بأدلة الفقه ،فيكون معنى أصول الفقه أدلنة الفقنه ،وأمنا باِلعت نار يخت
باْلدلنة ،بنل يشنمل اْلدلنة ،ويشنمل كيفينة اِل نتُِلل الثاين فال يخنت
أيضا حال المستُل وهو المجتهُ.
باْلدلة ،ويشمل ً
فوعلما على هنذا الفنن المعنين ُع ِّنر َ ً وأصول الفقه باعت ار كونه لق ًا
اهَّلل:- ِ ٍ
بتعريفننات كثيننرة عنننُ اْلصننوليين ،منهننا :قننول المصنننف َ -رح َم ن ُه ُ
اإل ْج َمال َو َك ْي ِف َّية ِاِل ْ تُِْ َِلل هبَا).
(طرقه َع َلى ِيل ْ ِ
َ
ٌ
مشتمل على جملتين: وهذا التعريف
-الجملة اْلول :قولهُ ( :طرقه َع َلى ن ِيل ْ ِ
اإل ْج َمنال) ،والأنرق هني َ ُ
اْلدلة ،فإن اْلصوليين يع ِّرون بالأريق ويريُون به الُليل.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
45
اإل ْجم ِ
ِ
ال) يعني :على وجه اإلجمال ،واإلجمال وقولهَ ( :ع َلى َ ِيل ْ َ
م لغة العرو يألق على معان:
-ف ُيألق اإلجماَ بمعننى :الجمنع ،ومننه قولنك :أجمنل الُسناو،
أر :اجمعه.
-ويألننق اإلجمننال بمعنننى :اإلهبننام ،ومنننه قولننك :هننذه المسننألة
ُمجملة ،أرُ :م همة.
-ويألق بمعنى :اإلذابنة ،تقنول :جملنت الشنُ ،أر :أذبتنه ،ومننه
-كقوله تعالى{ :يلِ َأيههلِ القل مذين نماُلوا ِإذَا لَلَايا ُت ْد بِلَ ْي ىن ِإلَلٍ أَنل ىًّ مُسلمٍ
ٍ
مسنألة معيننة وهني: فَِكْتُ ُوهُ [ال قرة ،]282:فهذا ٌ
دليل جزاي ينُل علنى
اْلمر بكتابة الُين.
-وقوله َ « :م ْن َبَُّ َل ِدينَ ُه َفنا ْق ُت ُلوه» فهنذا ٌ
دلينل تفصنيلي؛ ْلننه ينُل
على مسألة معينة.
ار ِه» هذا دليل تفصيلي؛ ْلنه يُل
-وقوله « :ا ْل َج ُّار َأ َح ُّق بِ ُش ْف َع ِة َج ِ
كما م قوله تعالىَ{ :كَذَلمك فُفَصًُِّّ اآليِ}م [اْلنعام .]55:يعنني :ن ينهنا،
وهذه اْلدلة ت ِّين أحكام هذه المساال المعينة.
ْلن موضنوَ أصنول واْلدلة التفصيلية ليست موضوَ أصول الفقه؛ ّ
اهَّلل -أصنول ِ
عنرف المصننف َ -رح َمن ُه ُ
الفقه هو اْلدلة اإلجمالينة ،ولهنذا َّ
الفقه بأنه (طرقنه َع َلنى َ ن ِيل) ،فيُنكز هبنذا عنن طنرق الفقنه عنن ن يل
التفصيل.
(و َك ْي ِف َّينة ِاِل ْ نتُِْ َِلل هبَنا) ،يعنني:
الجملة الثانية م التعرينف :قولنهَ :
كيفينننة ا نننتُِلل المجتهنننُ باْلدلنننة اإلجمالينننة ،وا نننتفادته اْلحكنننام
بوا ننأتها ،وذلننك بمعرفننة دِلِلت اْللفنناظ مننن العمننوم ،والخصننوص،
واإلطننالق ،والتقييننُ ،والمنأننوق ،والمفهننوم ،والنصوصننية ،وال هننور،
واإلجمال ،وال يان ،أو بمعرفة العلل والمعاين الشرعية.
فقولننه( :وكيفيننة اِل ننتُِلل هبننا) ،معننناه :وكيفيننة ا ننتن اط اْلحكننام
بوا ننأة هننذه اْلدلننة اإلجماليننة مننن اْلدلننة التفصننيلية؛ ْلن المجتهننُ
يسنتعمل هننذه اْلدلننة اإلجماليننة ِل ننتن اط اْلحكننام وأخننذها مننن اْلدلننة
التفصيلية.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
49
ننننننننثال :قولنننننننننه تعنننننننننالىَ{ :اسْتَنْللللللل لهََُِا شللللللل لهِيَيْنِ ممللللللل لنْ
ً فمن
أصول ا ْل ِف ْقه
َأ ْب َواو ُ
قسام ا ْل َك َالمَ ،و ْاْلَمر َوالنَّ ْهيَ ،وا ْل َعام َوا ْل َخاص ،والمجمل والم ين،
َأ َ
اهر والمؤولَ ،و ْاْلَ ْف َعال ،والنا والمنسوخَ ،و ْ ِ
اإل ْج َماََ ،و ْاْلَ ْخ َار، وال َّ ِ
َ
اإل َبا َحة ،وترتيْ ،اْلَ ِد َّلةَ ،وص َفة ا ْل ُم ْفتي والمستفتي،
َوا ْل ِق َياس ،والُ ر َو ْ ِ
َأ َ
قسام ا ْل َك َالم
قسام ا ْل َك َالم َف َأقل َما يكك ،مِنْ ُه ا ْل َك َالم ا مانَ ،أو ا ْ َوفعل،
َف َأما َأ َ
َأو فعل وحرفَ ،أو ا ْ وحرف.
َوا ْل َك َالم َينْ َق ِس :إِ َلى َأمر َوهنيَ ،وخل وا تخ ار ،وينقس َأ ْيضنا إِ َلنى
ٍ
تمن َوعرض َو َق َس .
ومنننننننه قولننننننه تعننننننالى{ :حِميلللل لٌَ عَِللللللٍ أَنْ ال أَقُللللللو َ عَِللللللٍ الِقلللل لهم إِلقللللللِ
ر وله ،فقال{ :األَعْرابُ أَشَه كُفْرًا َفمفَِقًِ َأَنَْرُ أَلقِ يدَِْمُوا حٍََُُ مِ أَفز َ الِقهُ
بعُ:
اهَّلل -منن الكنالم علنى أقسنام الُقيقنة، ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
فلما فرغ ُ
انتقل للكالم على أقسام المجاز ،والمراد بالمجاز هنا المجاز م اللفظ.
اهَّلل -أربعة أقسام ،وهي: ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وقُ ذكَر له ُ
-القس اْلول :المجاز بالزيادة.
-القس الثاين :المجاز بالنقصان.
-القس الثالث :المجاز بالنقل.
-القس الرابع :المجاز باِل تعارة.
وأقسام المجازَ :ق َّول علماء اْلصول وال الَنة فيهنا الكنالم ،وألفنوا
فيها تآليف مستقلة ،وممن ألنف م أننواَ المجناز وأقسنامه العنز بنن ع نُ
اهَّلل -فقُ ألف كتا ًبا ماه [اإلشارة إلى اإليجاز م بعنض ِ
السالم َ -رح َم ُه ُ
كتاو مأ وَ.
أنواَ المجاز] ،وهو ٌ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
73
اهَّلل -اقتصر منها على أربعة أنواَ: ِ
والمصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ُ
-الننننوَ اْلول :المجننناز بالزينننادة ،أر :بسننن ،الزينننادة ،ال ننناء هننننا
للس ية.
ٍ
بمثال مشهور :وهو قوله ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى:- ويمثل له اْلصوليون
كما قال اهَّلل { :فَال لَضْلرِبُوا لمِقلهم األَمْاَلِ َ [النُنل ،]74:فهنذا هنو
أن يقولنواّ :
إن الس ،الذر دعا العلماء منن اْلصنوليين وال الَينين إلنى ْ
الكاف هنا زااُة؛ ْلننا لو قلنا :إهنا ليست زااُة ،للزم من ذلك ِلز ٌم باطل
مثنل مثلنه شنيء ،وهنذا وهو إث ات مثل هَّلل ،فيكنون معننى انينة لني
يتضمن إث ات مثل هَّلل ،واهَّلل ِل مثل له.
َّ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
74
ووجه المجاز م انيةّ :
أن المجاز كما تقَُّ م معنا م تعريفه هو اللفظ
المستعمل م َير منا وضنع لنه ،وهننا :ا نتعمل نفني مثنل المثنل م نفني
المثل.
المجاز كما تقنَُّ م معننا م تعريفنه :هنو اللفنظ المسنتعمل م َينر منا
وضع له ،وهننا ا نتعمل نفني مثنل المثنل م َينر منا وضنع لنه وهنو نفني
المثل.
فانأ ق علنى ذلنك معننى المجناز ،ومثلنه قولنه – ُ ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى–:
{ماَُِهُدْ كَماًَِّ القلذمخ اسْلتَوْقََ فَلِرًا [ال قنرة ،]17:فنالكالم علنى هنذه انينة
كالكالم على انية التي ق لها.
وقال بعض اْلصوليين :هذه انية ِل مجاز فيهنا؛ ّ
ْلن المنراد بالمثنل
كذاته شيء ،وبنا َء على م قوله{ :لَيْ} كَمماِْمهم شيْءٌ فيكون المعنى لي
هذاّ :
فإن انية ِل مجاز فيها.
كذاتنه فقالوا :المثل م انية معناه الذات ،ويكنون معننى انينة لني
شيء ،وبنا ًء على هذاّ :
فإن انية ِل يكون فيها مجاز.
هذا النوَ اْلول :وهو المجاز بالزيادة.
-الننننوَ الثننناين –عكسنننه :-وهنننو المجننناز بالنقصنننان ،أر :بسننن ،
أيضا للس ية.
النقصان ،فال اء هنا ً
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
75
ٍ
بمثنال مشنهور وهنو قولنه – أيضنا
ويمثل له اْلصوليون وال الَيون ً
ُ ْ َُا َن ُه َو َت َعا َلى–َ{ :اسأ الِرية ،والتقُير :وا أل أهل القرية ،وهنذا
أيضنا المجناز
المصننِّف ،-و ُيسنمى ً
ُيسمى المجاز بالنقصنان -كمنا ذكَنر ُ
أيضا المجاز باإلضمار.
بالُذف ،و ُيسمى ً
وم انية دليل على المجاز ،وهو ّ
أن المراد بالقرينة اْلبنينة ،واْلبنينة
هل تسأل أو ِل ُتسأل؟ اْلبنية من شأهنا أهنا ِل تسنألَّ ،
فنُل ذلنك علنى ّ
أن
انية فيها مضمر وهو "أهل".
مجازاّ :
أن المجناز كمنا تقنُم م تعريفنه هنو اللفنظ ً ووجه كون ذلك
المستعمل م َير ما وضع له ،وهنا :ا تعمل ؤال القرية م نؤال أهنل
القرية ،فا تعمل اللفظ م َير ما وضع له.
ومننن اْلمثل نة علننى المجنناز بالُننذف والنقصننان :قولننه – ُ ن ْ َُا َن ُه
َو َت َعا َلى–َ{ :يُحمًُّّ لَهُدُ اللقيِّ ِ}م َيُحرَُِّّ عَِليْهِدُ الْهَ ِِمل} [اْلعنراف،]157:
والتقُير ويُل له أكل الأي ات ،ويُرم عليه أكل الخ ااث؛ فهذا فينه
مجاز بالنقصان.
وكذلك قوله َ « :فإِ َّن ِد َما َء ُك ْ َو َأ ْم َوا َل ُك ْ َو َأ ْع َر َ
اض ُك ْ َع َل ْي ُك ْ َح َرا ٌم».
والتقُيرّ :
فإن فك دمااك ،وَص ،أموالك ،وانتهناك أعراضنك
عليك حرام.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
76
ويمثل بعض اْلصوليين والنُاة للمجاز بالنقصنان بمثنال فينه ن نر:
فيقولنون :مننن أمثلتننه قولننه تعننالىَ{ :نلِء ربللك ويقننُرون وجنناء أمننر
ربك؛ وهذا م نن ٌي علنى أصن ٍل فا نُ ،وهنو :نفني المجنيء عنن ال نارر –
ُ ْ َُا َن ُه َو َت َعا َلى–.
واهَّلل له مجيء يليق بجالله وع مته وكماله من َير تكييف ،وِل
تعأيل ،وِل تش يه ،وِل تمثيل ،فهذا المثنال ِل يسنتقي ،بنل هنو حقيقنة ِل
مجاز فيه.
-النوَ الثالث :المجاز بالنقل ،أر :بس ،النقنل ،والمقصنود وه:
المجاز بنقل اللفظ من معناه الُقيقي إلى معنًى مجازر؛ لوجنود منا ن ة
بينهما.
المستقذرة التي تخرج منومن أمثلته :الغااب إذا ُأطلق على الفضلة ُ
اإلنسان ،فهذا فيه مجاز بالنقل؛ ْلنه ن ُِقل اللفظ من معناه الُقيقني ،وهنو
المكان المنخفض من اْلرض إلى معنًى آخنر ،وهنو الفضنلة المسنتقذرة
الخارجة من اإلنسان.
وكننذلك الُابننة ،فن ّ
نإن فيهننا مجنناز بالنقننل ،فقننُ نقلننت مننن المعنننى
الُقيقنني وهننو كننل مننا يننُو علننى اْلرض إلننى معنًننى آخننر وهننو ذوات
اْلربع الخاصة ،فهذا فيه مجاز بالنقل.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
77
وكذلك ال عينة إذا أطلقت على المرأة التي ترك ،علنى الناقنة ،فقنُ
نقل هذا اللفظ من المعنى الُقيقي وهو الناقة التني تركن ،عليهنا المنرأة
إلى معنًى آخر وهو المرأة التي ترك ،على الناقة.
وكذلك من أمثلته :الراوية إذا أطلقت على المزادة التي ُيستقى منها،
فقُ نقل اللفظ من معناه الُقيقي وهو الناقة التي ُيستقى عليها إلى معنًنى
آخر وهو المزادة التي يستقى منها.
هذا هو النوَ الثالث.
اهَّلل -هننو :المجنناز ِ
المص ننِّف َ -رح َم ن ُه ُ
-النننوَ الرابننع الننذر ذكننره ُ
باِل تعارة ،أر :بس ،اِل تعارة.
والمراد باِل تعارة :المجاز الذر عالقته التش يه ،فكل مجاز العالقة
فيه التش يه فهو ا تعارة.
تزوج المجاز التش يه فولُ اِل تعارة ،فالمجاز النذر
يقول العلماءَّ :
عالقتننه تش ن يه ُيسننمى ا ننتعارة ،أ َّمننا المجنناز م اللفننظ إذا كانننت عالقتننه
مجازا مر ًال.
ً ليست المشاهبة فال ُيسمى ا تعارة ،وإنَّما ُيسمى
ومننن أمثلتننه :قولننه – ُ ن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلى–{ :نِللَارًا يُرِي لَُ أَنْ يللاَِ َّ
أن اهَّلل – ُ ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى–
إن هذه انية فيها مجاز ،وهو ّ
[الكهف ،]77:ف ّ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
78
ش ن ه قننرو الجننُار مننن السننقوط بننإرادة السننقوط ،واإلرادة مننن صننفات
اإلنسان ِل من صفات الجُار.
ْلن اهَّلل – ُ ن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلى– ش ن َّه الجننُار
فهننذه انيننة فيهننا مجنناز؛ ّ
باإلنسان م اإلرادة ،فيكون ا تعارة ّ
بأن عالقته هي المشاهبة ،وهكذا كل
مجاز عالقته المشاهبة فهو مجاز باِل تعارة.
ومن أمثلة ذلك قول الشاعر:
أحن ،إلني منن نفسني نف قامت ت للني منن الشنم
ت للني من الشنم شم قامت ت للنني ومنن عجن،
فقوله :شم ،اْلولى فينه مجناز باِل نتعارة؛ ّ
ْلن شن ه المنرأة التني
م ال هنناء والضننياء ،فيكننون ا ننتعارة ْلنننه مجنناز عالقتننه ت للننه بالشننم
المشاهبة.
لفظ مستعمل فيما وضع له. وأ َّما الشم الثانية فهي حقيقة؛ ْلهنا ٌ
اهَّلل.- ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
فهذه هي اْلنواَ اْلربعة التي ذكرها ُ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
79
المصننِّف َ -ر ِح َمن ُه
أن ُوهنا تن ينه يتع َّلنق هبنذه اْلننواَ اْلربعنة ،وهنو ّ
نوَ مستقل من أن النقل ٌ يوه ّاهَّلل -جعل من أنواَ المجاز النقل ،وذلك ِ ُ
أنواَ المجاز ،مع ّ
أن كل مجاز فيه نقل؛ ْلنه ينقل اللفنظ فينه منن المعننى
الُقيقي إلى معنًى آخر مجاز.
مسنتقال ،ولكننه يشنمل جمينع أننواَ
ً نو ًعنا قسما ،لني
ً فالنقل لي
المجاز ،فالمجاز بالزيادة فيه نقل ،والمجاز بالنقصان فيه نقل ،والمجناز
المصننِّف
باِل تعارة فيه نقل ،وهكذا اار أنواَ المجاز التي ل يذكرها ُ
أيضا.
اهَّلل -فيها نقل ً ِ
َ -رح َم ُه ُ
نوَ مستقل من أننواَ اهَّلل -يوه ّ ِ
أن النقل ٌ المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وصنيع ُ
المجاز ،مع أنه يشمل جميع أنواَ المجاز ،فما من مجاز إِل وفيه نقل.
وإذا عرفنننا أقسننام المجنناز فإننننا نخننت الكننالم علننى المجنناز بمسننألة
وهي :حك المجاز.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
80
اهَّلل -م المجاز هل هو ثابت أو لني ِ
وقُ اختلف العلماء َ -رح َم ُه ُ
ثابتًا؟
وذلك على أربعة أقوال:
-القول اْلولّ :
أن المجاز واقع م لغة العرو ،وم نصوص الكتاو
والسننَّة ،وهننذا هننو مننذه ،جمهننور العلمنناء مننن اْلصننوليين واللغننويين
ُ
وَيره .
وا نننتُلوا علنننى ذلنننك بكثنننرة وقنننوَ المجننناز م كنننالم العنننرو
أيضا م نصوص الكتاو
وقصااُه ،وأشعاره ،ونثره ،وكثرة وقوعه ً
والسنَّة ،وما دام أنه واقع ّ
فإن ذلك يُل على جوازه؛ ْلن الوقوَ هو دليل ُ
الجواز.
فهذا هو مذه ،جمهور العلماء من اْلصوليين واللغويين وَيره ،
وهننو إث ننات المجنناز مأل ًقننا ،أر :ننوا ًء كننان م لغننة العننرو أم كننان م
والسنَّة.
نصوص الكتاو ُ
-القول الثاين –يقابله :-وهو إنكار المجناز مأل ًقنا ،نوا ًء أكنان م
والسنَّة ،وهنذا اختناره بعنض أهنل
لغة العرو أم كان م نصوص الكتاو ُ
العل كأبي إ ُاق اإل فراييني ،وأبي علي الفار ي المعتزلي ،واختاره
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
81
شنني اإل ننالم ابننن تيميننة وتلميننذه ابننن القنني ،والشنني مُمننُ اْلمننين
الشنقيأي ،وألف م ذلك ر الة مستقلة.
ٍ
حقيقنة ومجناز تقسني وا تُلوا على ذلكّ :
بأن تقسني الكنالم إلنى
حاد بعُ القرون المفضلة ،ل ينرد عنن الصنُابة ،أو عنن التنابعين ،أو
عن اْلامة المعتلين ،وا ًء أكانوا من علماء اللغنة أم كنانوا منن َينره ،
فل ُينقل عن اإلمام مالك ،أو الليث بن عُ ،أو الشنافعي ،أو أحمنُ ،أو
الخليل ،أو ي ويه أو َيره ّ
أن الكالم ينقس إلى حقيقة ومجاز.
وإنَّما أحُ هذا التقسي المعتزلة ليكون متن َّف ًسنا يتوصنلون بنه إلنى
خصناا نفي صفات ال ارر – ُ ْ َُا َن ُه َو َت َعا َلى–؛ وذلك ّ
ْلن من أخن
المجاز أنه يصح نفيه.
رجال شجا ًعا فلمن نمعك ْ
أن فإذا قلت :رأيت أ ًُ ا ،وأنت تقصُ ً
المجناز خصناا مثال ،فمن أخن
بأ ُ وإنَّما هو زيُ ً يقول :هذا لي
أنه يجوز نفيه ،وإذا أث تنا المجاز م القرآن َّ
دل ذلك على ّ
أن القرآن فيه منا
يجوز نفيه ومنه صفات اهَّلل .
فأث ننت المعتزلننة المجنناز ليتوصننلوا بننه إلننى نفنني صننفات ال ننارر –
كننذلك ،وإنَّمننا هننو ُ ن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلى– ،ومنا زعمننوا أنننه مجنناز فهننو لنني
أ لوو من اْل الي ،اللغوية عنُ العرو.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
82
فننالعرو أحيا ًنننا يألقننون اللفننظ ويننُل علننى معننناه مننن َيننر قرينننة،
وأحيانًا يألقون اللفظ وِل يُل على المعننى إِل إذا وجنُت قريننة ،وكنل
من هذين اْل لوبين حقيقة م مُله ،فما َّ
دل على المعنى منن َينر قريننة
أيضنا؛ فهنذا إنَّمنا هنو حقيقة ،وما َّ
دل على المعنى مع وجود قرينة حقيقنة ً
لوو من أ الي ،العرو .هذا هو القول الثناين م المسنألة وهنو إنكنار
ٌ أ
المجاز مأل ًقا.
ِ
وقُ تك َّل شي اإل الم ابن تيمينة َ -رح َمن ُه ُ
اهَّلل -علنى هنذه المسنألة
م كتننناو [اإليمنننان] ،وتكلننن عليهنننا ابنننن القننني م كتننناو [الصنننواعق
ٍ
كتاو لنه أيضا الشي مُمُ اْلمين الشنقيأي م
المر لة] ،وتكل عليها ً
ماه [منع المجاز عن المنزل للتع ُ واإلعجاز].
-القول الثالث -التفصيل م المسألة :-وهو ّ
أن المجاز واقع م لغة
السنَّة ،وهنذا
والسنَّة ،فال مجاز م القرآن وِل مجاز م ُ
العرو دون القرآن ُ
أيضا القاضي أبو يعلى الُن لي.
هو مذه ،ال اهرية ،واختاره ً
والسنَّة منزهان عن
وا تُلوا على ذلك :بأن المجاز كذو ،والقرآن ُ
فمن الكذو ،ووجه كونه كذ ًبا ّ
أن اللفظ فيه ا تعمل فيه َير ما وضع لهَ ،
رجال شجا ًعا ،ف ّ
إن كالمه لن يأنابق الواقنع مثال ويقصُ ً
قال :رأيت أ ًُ ا ً
م حقيقة اْلمر.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
83
-القول الرابع –وهو ٌ
قول َري :-،هو ّ
أن اللغة كلهنا مجناز ،وهنذا
منثال:
] ،فنإذا قلنت ً اختار أبو الفتح بن جني صناح ،كتناو [الخصناا
أكلت الأعامّ ،
فإن ظاهر ذلك أنك أكلت جميع الأعام ،مع أنك ل تأكل
إِل بعضه ،فا تعملت اللفظ م َير ما وضع له ،وهذا هو معنى المجاز.
فإن ظاهر ذلك ّ
أن زينًُ ا جناء كنل المجنيء مثال :جاز زيُّ ،
وإذا قلت ً
مع أنه ل يجئ إِل مجي ًئا معينًا ،فا تعملت اللفظ م َير ما وضع له.
اهَّلل -علنى ّ
أن ِ وهذا القول ٌ
قنول َرين ،،وقنُ ن َّنه الزركشني َ -رح َمن ُه ُ
أن اهَّلل – ُ ن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلى– ِل
هنذا القنول م نني علنى أصن ٍل فا نُ ،وهنوّ :
ٌ
يخلق أفعال الع اد ،وإنَّما الذر يخلقها الع اد أنفسه .
أن توجننُ بعننض المسنناال اْلصننولية التنني ُت نننى علننى
وِل َرابننة م ّ
مساال عقُية فا ُة؛ ْلنه ِل يمكن ْ
أن يؤلف اإلنسان أو يصننف وهنو م
ً
منأى عما يعتقُ.
اهَّلل -م الفخنر النرازر ِ
ولهذا يقول شي اإل الم ابن تيمية َ -رح َمن ُه ُ
صنناح[ ،المُصننول] و "المعننال " و [التفسننير الك يننر] وَيرهننا مننن
المؤلفات الشهيرة يقول :وأبو ع ُ اهَّلل الخأي ،،والمقصود بأبي ع ُ اهَّلل
الخأينن ،هننو الننرازر ،فننإذا قننال شنني اإل ننالم ابننن تيميننة :أبننو ع ننُ اهَّلل
الخأي ،أو قال ابن الخأي ،فيقصُ الفخر الرازر.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
84
يقول :وأبو ع ُ اهَّلل الخأي ،ي ني كالمه م أصول الفقه علنى كالمنه
م أصول الُين.
وهذا يُلك على ّ
أن بعض المساال المنذكورة م أصنول الفقنه م نينة
أن ٍ
بغري،؛ ْلنه ِل يمكنن ْ على مساال عقُية فا ُة ،وهذا كما قلنا :لي
يعتقُ اإلنسان رأ ًيا ث يؤلف ،وهو َير مستصُ ،لهذا الرأر.
فهذه هني أقاوينل العلمناء -رحمهن اهَّلل -م المجناز ،والنذر ي هنر
خالف لف ي ِل يكت ،عليه ثمرة.
ٌ والعل عنُ اهَّلل تعالى ّ
أن هذا الخالف
إذا قلننناّ :
إن صننفات اهَّلل حقننااق ِل مجنناز فيهننا ،فصننفات ال ننارر
خنالف لف ني ،كمنا
ٌ حقااق ِل مجناز فيهنا ،ومنا عنُا ذلنك فنالخالف فينه
صرح بذلك أبو مُمُ المقُ ي الشهير بابن قُامنة الُن لني م [روضنة
خالف لف ي.
ٌ الناظر] ،فقُ صرح ّ
بأن الخالف م هذه المسألة
فنننُن نعتقننُ ّ
أن صننفات ال ننارر كلهننا حقننااق ِل مجنناز فيهننا ،و َمننن
ا ّدعى فيها المجاز فهو مخأئ ،وما عُا ذلك ّ
فإن الخالف يكنون م هنذه
المسألة خال ًفا لف ًيا ِل يكت ،عليه ثمرة.
اهَّلل -منن الكنالم علنى ال ناو اْلول ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
وبعُما فنرغ ُ
وهو أقسام الكالم ،انتقل للكالم على ال او الثاين وهو اْلمر.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
85
وم ُث اْلمر من أه م احث عل اْلصنول ،ولهنذا ي نُأ بنه بعنض
علماء اْلصول مؤلفاهت اْلصولية كأبي هل السرخسي م كتابه الشهير
بن [أصول السرخسي] قُ بُأ بم ُث اْلمر ،وقال" :أحنق منا ي نُأ بنه م
ال يان اْلمر والنهي؛ ّ
ْلن الشريعة إ َّما أوامر وإ َّما نواهي".
والسنَّة تجنُ أهننا إ َّمنا أمنر ينؤمر بنه
وأنت إذا تأملت نصوص الكتاو ُ
هني ُينهى عنه؛ كمنا قنال ابنن مسنعود :إذا نمعت {يلِ
اإلنسان ،وإ َّما ٌ
،فألق لها معك فإهنا إ َّمنا أمنر تنؤمر بنه ،وإ َّمنا هنني أيهِ الذين نماوا . .
ُتنهى عنه.
منهننا :الشننأن ،ومنننه قولننه – ُ نن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلى–َ{ :مللِ أَمْ لرُ فمرْع لوْن
ويُل على هذا :قوله – ُ ْ َُا َن ُه َو َت َعا َلى–{ :زُخْلرَُ الَِْلوْ ِ رُلرَُرًا َلَلوْ
ُ ْ َُا َن ُه َو َت َعا َلى–{ :كَِفُوا ال يتَاِهوْن عنْ مُاكَرى فَدُِوهُ [الماانُة{ ،]79:ال
يتاِهون وهذا ترك ،ث قال بعُها{ :لَ ِئْ} مِ كَِفُوا يفْدُِون .
فيُخل م الفعل هنذه اْلشنياء الثالثنة :اإلحنُا للشنيء ،والقنول،
والكك؛ ْلهنا كلها تُخل م حقيقة الفعل.
ْلن النهنني ْ
وإن كننان ا ننتُعاء ويُننكز لقولننه( :الفعننل) عننن النهنني؛ ّ
وطل ًا إِل أنه ا تُعاء لكك الفعل.
اهَّلل -إخراج ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
أيضا قوله( :الفعل) ،هذا قيُ قصُ به ُ
ً
ا تُعاء إليقاَ الفعنل ،وإنَّمنا هنو ا نتُعاء لنكك النهي؛ ّ
ْلن النهي لي
الفعل.
فإن قلت :تقَُّ م معنا ّ
أن الفعل يُخل فيه الكك. ْ
أن طل ،الكك ْ
إن كان بصيغة "افعل" وما قام فالجواو على هذاّ :
ويننُل علننى هننذا :قولننه ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلى–{ :إِنَّ الِقلله ي لأْمُرُ بِِلْد لَْ ِ
نأمور بننه فقننال{ :إِنَّ الِقلله ي لأْمُرُ ، وقننُ أخننل اهَّلل ّ
أن كن ًنال منهمننا من ٌ
فُلت هذه انية الكريمة على ّ
أن المنُوو الذر هو اإلحسان مأمور بنه،
أيضا.
مأمور به ً
ٌ كما ّ
أن الواج ،الذر هو العُل
منأمورا بنه
ً مجنازا ،لكننه لني
ً مأمور به
ٌ -القول الثاينّ :
أن المنُوو
حقيقة.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
92
وا تُلوا على ذلك بأدلة:
منها :قوله ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى–{ :فَِْيحْلذَرِ القلذمين يُهَلِلمفُون علنْ أَمْلرِهم أَنْ
لُصمي هُدْ فمتْاةٌ أََْ يُصمي هُدْ عذَابٌ أَلمليدٌ [النور ،]63:فذلك يُل على ّ
أن اْلمنر
بالواج،؛ ّ
ْلن المننُوو ِل يكتن ،علنى تركنه حصنول الفتننة أو يخت
منأمورا بنه
ً العذاو اْللي ،فا نتُلوا هبنذه انينة علنى ّ
أن المننُوو لني
حقيقة.
منأمور بنه حقيقنةً ،لكنن
ٌ أن يجاو على هنذاّ :
بنأن المننُوو ويمكن ْ
اْلمر الذر توعُ الشارَ على تركه بُصنول الفتننة والعنذاو اْللني هنو
اْلمر إذا كان على يل الوجوو.
أ َّما اْلمر إذا ل يكن على يل الوجنوو ،فلن يتوعنُ الشنارَ علنى
تركه بُصول الفتنة أو العذاو اْللي .
اهَّلل -علننى نن يل ِ وبننناء ًعلننى هننذاّ :
المصنننِّف َ -رح َمنن ُه ُ
فننإن قننول ُ
الوجوو ِل حاجة له؛ ْلن اْلمر يشمل ما كان على يل الوجوو ،ومنا
ل يكن على يل الوجوو.
-فهذه المسألة اْلولى :وهي تعريف اْلمر.
-المسألة الثانية :صيغة اْلمر.
والمراد بصيغة اْلمر :اللفظ الُال على اْلمر.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
93
السننَّة والجماعنة ،خال ًفنا لألشناعرة ،فقنُ
واْلمر له صيغة عنُ أهنل ُ
ٍ
خيال فا ُ وهنو ذه وا إلى ّ
أن اْلمر ِل صيغة له ،وهذا م ني عنُه على
إث ات الكالم النفسي.
بأن الكالم معنًى يقوم بنذات ال نارر ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى–
ويفسرونه ّ
ِل يفارقه ،ويُخل فيه اْلمر والنهي ،والخل والعل ،والقُرة ،وإنَّما يميز
اْلمر والنهي والخل متعلقاهتا ،فإذا تع ّلق بالكالم طل ،إيقاَ فعل نمي
أمرا ،وإذا تع ّلق به طل ،تنرك شنيء نمي هن ًينا ،وإذا تعلنق بنه منا يُتمنل
ً
الصُق أو الكذو مي خلًا.
فزعمننوا ّ
أن اْلمننر ِل صننيغة لننه بنننا ًء علننى أص ن ٍل فا ننُ ،وهننو إث ننات
الكالم النفسي ،واهَّلل ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى– ينتكل بكنال ٍم حقيقني مسنموَ
على ما يليق بجالله وع مته وكماله ،كما د َّلنت علنى ذلنك دِلانل كثينرة
والسنَّة.
من الكتاو ُ
وبنا ًء على هذا –بنا ًء على ّ
أن اْلمر له صيغة– فما صيغة اْلمر؟
أن اْلمر له أربع صي ُ ،تسمى الصني الصنريُة،
الجواو على هذاّ :
وهي:
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
94
أوِل :افعننل ،كمننا م قولننه تعننالىَ{ :أَقميمُللوا الصَّللالة َنلُللوا الزَّكَللِة
ً -
[ال قرة ،]43:فقولنه{ :أقيملوا أمنر علنى وزن افعنل ،وقولنه{ :نللوا
على وزن افعل.
وكقولننه تعننالى{ :يللِ أَيههللِ الق لذمين نماُللوا القُِللوا الِقلله َقُولُللوا قَوْلًللِ س لَميًَا
ومنه قوله تعالىَ{ :إِذَا كُات فميهِدْ فَأَقَمْت لَهُدُ الصَّلالة فَِْلتَُِدْ اَِِمفَلةٌ مملاْهُدْ
{َلْيأْخُذَُا أَسِْمحتَهُدْ فَإِذَا سجََُا فَِْيكُوفُوا ممنْ َراِمكُدْ َلْتَأْ}م اَِِمفَةٌ أُخْرى
وكذلك قوله َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى–{ :يِ أَيههِ القذمين نماُلوا إِذَا لَلَاياتُدْ بِلَيْنى
إِلٍَ أَنًّى مُسمٍ فَِكْتُ ُوهُ َلْيكْتُبْ بيْاكُدْ كَِلمبٌ بِِلْدَْ ِ [ال قرة.]282:
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
95
فعل اْلمر ،وق ل ْ
أن نمثل لنه نسنأل منا الفنرق -الصيغة الثالثة :ا
فعل اْلمر؟ بين اْلمر وا
فعل اْلمر :ما يُل على طل ،إيقاَ الفعل ويق ل عالمة اْلمر.
وا ن فعنل اْلمنر :منا ينُل علنى طلن ،إيقناَ الفعنل ،لكننه ِل يق نل
عالمة فعل اْلمر.
فمثال من عالمات فعل اْلمر :ق ول نون التوكيُ ،فتقول :اكت ،،فهو
ً
يُل علنى الألن ،،ويق نل دخنول ننون التوكينُ فتقنول :اكتُن َ َّن أو اكتُن َ ْن،
وكذلك ياء المخاط ،فتقول :اكت ،،واكت ي.
وإن َّ
دل على طل ،السنكوت إِل أننه ِل أمرْ ،لنه ْ لكن صه فهذا ا
يق ل عالمة فعل اْلمر.
فنقول :الصيغة الثالثة من صني اْلمنر :ا ن فعنل اْلمنر ،كقولنه :
اإل ْث ِم ُِ َفإِ َّن ُه َي ْج ُلو ا ْل َ َص َر َو ُينْ ِ ُت َّ
الش ْع ُر». « َع َل ْي ُك بِ ْ ِ
ْ
وكقوله تعالى{ :يِ أَيههِ القذمين نماُوا عَِيْكُدْ أَففُسكُدْ [المااُة.]105:
وكقول المؤذن :حي على الصالة.
فإن قلت :قولنه تعنالىَ{ :يحْيلِ ملنْ حليَّ علنْ بيِّالة [اْلنفنال،]42:
ْ
فعنل أمنر أو ِل؟ هنل هنو كقنول المنؤذن :حني هنا هل هو ا {حيَّ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
96
مثله؛ ْلن قولهَ{ :يحْيلِ ملنْ حليَّ أصنله قولنه :منن على الصالة؟ لي
حيا ،فهو ٌ
فعل ماض.
-والصننيغة الرابعننة :المصننُر الناانن ،مننناو اْلمننر ،كقولننه تعننالى:
{فَاظمرةٌ إِلٍَ ميْسرة [ال قرة ،]280:فقوله{ :فَظمرةٌ مصُر نناو منناو
اْلمر.
والمعنى :ان روا إلى ميسنرة ،وكقولنه تعنالى{ :فَصمليَُِّ ثَالثَلةم أَيَّلَِّى ،
عَِيْكُدُ الِْمتَِ ُ َهُو كُرْهٌ لَكُدْ [ال قرة ،]216:وقوله{ :يِ أَيههِ القذمين نماُوا كُتمب
عَِيْكُدُ الصِّيَُِّ [ال قرة{ ،]183:كُتمب عَِيْكُدْ إِذَا حضَر أَحَكُدُ الْموْ}ُ إِنْ لَركَ
ومثال ذلك :قوله ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى{ :-يلِ أَيههلِ القلذمين نماُلوا القُِلوا الِقله
َذَرَُا مِ بِمي ممن الرِّبِ إِنْ كُالتُدْ مُلمْممامَ [ال قنرة ،]278:وقولنهَ{ :ذرَا
أمر ،وقُ اقكن به قريننة تنُل علنى الوجنوو وهني ترتين ،العقناو علنى
الفعل م قوله{ :فَإِنْ لَدْ لَفْدُِوا فَأْذَفُوا بِحرْبى ممن الِقهم َرسُولمهم [ال قرة.]279:
أن اْلمنر ْ
إن اقكننت بنه فإ ًذا هذا مُل اتفاق بين اْلصوليين؛ وهنوّ :
قرينة تُل على الوجوو فإنه يُمل على الوجوو.
أن اْلمر ْ
إن اقكنت بنه قريننة تنُل علنى أيضا اتفا ًقا آخر وهو ّ
واتفقوا ً
النُو فإنه يُمل على النُو.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
99
وذلك كما م قوله َ « :م ِن ا ْ ت َْج َم َر َف ْل ُيوتِ ْر» ،فقولنهَ « :ف ْل ُينوتِ ْر» هنذا
أمرا ،على صيغة الفعل المقكن بالم اْلمرَ « ،م ْن ا ْ ت َْج َم َر َف ْل ُيوتِ ْرَ ،م ْن َف َع َل
ً
َف َقُْ َأ ْح َس َن َو َم ْن َِل َف َال َح َر َج» ،فقولنهْ َ« :ن َف َع َنل َف َقنُْ َأ ْح َسن َن َو َمن ْن َِل َف َنال
َح َر َج» قرينة تُل على ّ
أن اْلمر باإليتار هنا يُمل على النُو.
وَ ،صن ُّلوا َق ْ َنل ا ْل َم ْغ ِنر ِ
وَ ،صن ُّلوا وكما م قوله َ « :ص ُّلوا َق ْ َل ا ْل َم ْغ ِر ِ
و ل ِ َم ْن َشا َء» فقولهَ « :ص ُّلوا» أمر ،وقوله« :ل ِ َم ْن َشا َء» قرينة تُل َق ْ َل ا ْل َم ْغ ِر ِ
على ّ
أن اْلمر هنا ُيراد به النُو.
واختلف العلماء م اْلمر المألق ،والمراد به اْلمر النذر لن تقنكن
به قرينة تنُل علنى الوجنوو أو علنى الننُو أو َيرهمنا ،علنى أر شنيء
يُمننل؟ وذلننك علننى أقن ٍ
نوال كثيننرة ،وهننذا هننو مُننل النننزاَ ،وهنو اْلمننر
المألق.
اهَّلل -إلى مُل النزاَ فقال( :وهي عننُ ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وقُ أشار ُ
اإلطالق والتجرد عن القرينة).
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
100
قوله( :والتجرد عن القرينة) هذا تفسير لقوله :اإلطالق.
المصننِّف َ -ر ِح َمن ُه
فالمراد باإلطالق :هو التجرد عن القرينة ،فأشار ُ
اهَّلل -إلننى مُننل النننزاَ وهننو اْلمننر إذا تجننرد عننن القرينننة علننى أر شننيء
ُ
يُمل؟ قلنا :اختلف اْلصوليون م ذلك اختال ًفا ً
كثيرا ،وأصنح اْلقنوال
أن اْلمر المألق أر المتجرد عناهَّلل -وهو ّ ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ما ذه ،له ُ
القرينة يُمل على الوجوو.
وقُ َّ
دل على ذلك أدلة كثيرة:
منها :قوله ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى{ :-فَِْيحْلذَرِ القلذمين يُهَلِلمفُون علنْ أَمْلرِهم أَنْ
نماُوا إِذَا لَلَاياتُدْ بِلَيْنى إِلَلٍ أَنلًّى مُسلمٍ فَلِكْتُ ُوهُ ،فقولنه{ :فلِكت وه أمنر،
واْلصل م اْلمر بنا ًء على هذه القاعُة أنه يُمل على الوجنوو ،إِل أننه
صرفه صارف عن الوجوو وهو فعل الن ي .
فقُ اشكى من جابر -رضي اهَّلل عننه وعنن أبينه -فر ً نا ولن يكتن،
ول يشهُ؛ َّ
فُل ذلك على ّ
أن كتاو الُين ليست واج ة.
وكذلك قوله تعالى{ :فَكَِلم ُوهُدْ إِنْ عِممْلتُدْ فمليهِدْ خيْلرًا [الننور،]33:
فقُ أمر اهَّلل بمكات ة الع ُ على نجوم يُفعها لسيُه مقابل عتقه ،واْلصنل
م اْلمر أنه يقتضي الوجوو إِل أنه صرفه صارف.
قال بعنض العلمناء :الصنارف هننا اإلجمناَ علنى ّ
أن مكات نة السنيُ
لع ُ ليست واج ة.
وقننال بعننض العلمنناء :بننل الصننارف هننو ّ
أن الع ننُ ملننك لسننيُه ،وِل
يج ،على السيُ ْ
أن يخرج ماله من تُت يُه ،فكنان ذلنك قريننة صنارفه
لألمر عن الوجوو إلى اِل تُ او.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
103
و مثال القرينة الصارفة لألمر عن الوجوو إلى اإلباحة :قوله تعالى:
{يِ أَيههِ القذمين نماُوا كُُِلوا مملنْ اَيِّ لِ}م ملِ رزَقْالِكُدْ [ال قنرة ،]172:فقنُ أمنر
وكننذلك قولننه تعننالى{ :فَ لإِذَا قُضملليتم الصَّللالةُ فَِفتَنم لرَُا فمللي األَرْ ِ
تعالى{ :يِ أَيههِ القذمين نماُوا إِذَا فُوٍمخ لمِصَّال ةم ممنْ يوَِّْ الْجُمُدةم فَِسْدوْا إِلٍَ ذمكْلرِ الِقلهم
اإلحرام كما م قوله تعالى{ :رَيْر مُحمِِّي الصَّيَْم َأَفْتُدْ حُرٌَُّ [الماانُة،]1:
أمر به بعُ انسالخ اْلشهر الُرم فقال{ :فَإِذَا افسلََِ األَشْلهُرُ الْحُلرَُُّ فَلِقْتُُِوا
قوله َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى{ :-يِ أَيههلِ القلذمين ن ماُلوا إِذَا قُمْلتُدْ إِلَلٍ الصَّلالةم فَِرْسملُِوا
هذا أمر اقكن بنه قريننة تنُل علنى التكنرار وهني الشنرط م {فِرسِوا
فإ ًذا قوله{ :فَِرْسمُِوا َُنُوهكُدْ َأَيَْميكُدْ إِلَلٍ الْمرافملَِ . .ينُل علنى
التكرار؛ ْلنه اقكن به قرينة تُل على التكرار وهي الشرط.
وكنذلك قولنه تعننالى{ :الزَّافميلةُ َالزَّافمللي فَِنِْملََُا كُلًّق َاحمللَ مماْهُملِ ممَِِلةَ
هذا أمر يُل علنى التكنرار؛ ْلننه نَِْة [النور ،]2:فقوله{ :فِنََِا
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
107
اقكن به قرينة وهي :وصف الزنا ،فكلما وجُ الزنا وجنُ اْلمنر بالجلنُ،
فهذا مثال اْلمر التي اقكنت به قرينة تُل على التكرار.
ومثال اْلمر الذر اقكنت به قرينة تُل على المرة الواحُة :قوله :
ََ ،ع َل ْي ُك ُ ا ْل َُ َّج َف َُ ُّجوا» ،فقولنهَ « :ح ُّجنوا» أمنر، َّاس إِ َّن َ
اهَّلل َكت َ « َيا َأ ُّي َها الن ُ
وقُ اقكن به قرينة تُل على المرة الواحُة وهي قوله « :ا ْل َُ ُّج َم َّر ًة َف َما
َزا َد َف ُه َو ُم َت َأ ِّو ٌَ» وم لفظ « َف ُه َو ُم َت َأ ِّو ٌَ».
فقولننهَ « :من َّنر ًة» دليننل علننى ّ
أن اْلمننر هنننا ِل يقصننُ بننه التكننرار ،وإنَّمننا
يقصُ به المرة الواحُةْ ،
فإن ل يقكن باْلمر قريننة تنُل علنى التكنرار أو
تُل على المرة الواحُة ،فهل يُمُ على التكنرار أو يُمنل علنى المنرة
الواحُة؟ وقع م هذا خالف بين اْلصوليين على أقنوال ،أشنهرها ثالثنة
أقوال:
-القننول اْلولّ :
أن اْلمننر ِل يقتضنني التكننرار ،وإنَّمننا يقتضنني المننرة
الواحُة.
وا تُل القاالون هبذا القول ّ
بأن اْلمر يُل على مجرد طلن ،الفعنل
وإيقاعه ،وذلك يُصل بمرة واحُة وما زاد على ذلك فاْلصل عُمه ،ما
زاد على المرة الواحُة فاْلصل عُمه؛ فهذا هو القول اْلول.
-القول الثاين –عكسه :-وهو اْلمر المألق يقتضي التكرار.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
108
وا تُل أصُاو هذا القول بقياس اْلمر علنى النهنيّ ،
فنإن الشنارَ
ٍ
بشنيء ٍ
شيء وج ،ا تُانة ترك المنهي عنه ،فكنذلك إذا أمنر إذا هنى عن
فإنه يج ،ا تُانة فعل المأمور به وتكراره.
فُليل أصُاو هذا القول هو القياس علنى النهنيّ ،
فنإن الشنارَ إذا
ٍ
بشنيء ٍ
شنيء وجن ،ا نتُانة تنرك المنهني عننه ،فكنذلك إذا أمنر هنى عن
وج ،ا تُانة فعل المأمور به وتكراره.
-القول الثالث م المسألة –واختاره طاافة من المُققين :-هنو ّ
أن
اْلمننر ِل يقتضنني المننرة الواحننُة ،وِل يقتضنني التكننرار ،وإنَّمننا يننُل علننى
مجرد طل ،إيقاَ الفعل المأمور به ،لكن لما كان اِلمتثال ِل يُصنل إِل
بالمرة الواحُة ،كانت المرة الواحنُة منن لوازمنه وضنروراته ِل أننه ينُل
جمع من المُققين كالرازر ،وانمنُر ،وابنن
ٌ عليه؛ وهذا القول اختاره
الُاج ،وَيره.
المصنِّف هنا م المتن( :وِل تقتضي التكنرار علنى الصنُيح)
وقول ُ
يُتمننل أنننه يريننُ القننول اْلول ،وهننوّ :
أن اْلمننر المألننق يقتضنني المننرة
الواحننُة ،ويُتمننل أنننه يريننُ القننول الثال نث ،وهننوّ :
أن اْلمننر ِل يقتضنني
تكرارا وِل يقتضني منرة واحنُ ،إِل أننه صنرح م [اللهنان] ّ
بنأن اْلمنر ِل ً
يقتضي مرة واحُة وِل يقتضي التكرار ،وإنَّما يقتضي إيجاد ماهية الفعل.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
109
اهَّلل( :-وِل تقتضنني ِ وبنننا ًء علننى هننذا :فن ّ
المص ننِّف َ -رح َم ن ُه ُ
نإن قننول ُ
تكنرارا،
ً التكرار) على الصُيح يُمل على أنه يرى ّ
أن اْلمنر ِل يقتضني
أيضا مرة واحُة ،وإنَّما يقتضي إيجاد الفعل إِل ما َّ
دل النُليل وِل يقتضي ً
ٍ
حينئذ على التكرار. على قصُ التكرار فإنه يُمل
كما مثلنا بقوله تعالى{ :يِ أَيههِ القذمين نماُوا إِذَا قُمْتُدْ إِلٍَ الصَّالةم فَِرْسملُِوا
َُ نُوهكُدْ َأَيَْميكُدْ إِلٍَ الْمرافمَِ ،وقوله{ :الزَّافميةُ َالزَّافمي فَِنِْملََُا كُلًّق َاحملَ
منها :قوله َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلىَ{ :-سِرِعُوا إِلٍَ مغْفملرة مملنْ ربِّكُلدْ [آل
عمران ،]133:فقنُ أمنر اهَّلل بالمسنارعة بإيقناَ الواج نات ،والقاعنُة
أن اْلمر المألق يقتضي الوجوو"؛ فَُّ ل ذلك علنى ّ
أن اْلمنر يقتضني " ّ
الفور.
أيضناّ :
أن المسنارعة بإتينان الواجن ،وأداانه أبنرأ للذمنة ومن أدلته ً
وأحوط؛ ّ
ْلن اإلنسان ِل يُرر ماذا يعرض له ،وأ َّما التأخير فيكت ،علينه
آفات.
-القنول الثنناينّ :
أن اْلمننر ِل يقتضني الفننور ،وإنَّمننا ينُل علننى جننواز
الكاخي؛ وهذا هو منذه ،أكثنر الُنفينة ،وأكثنر الشنافعية ّ
أن اْلمنر ينُل
على جواز الكاخي.
وا تُلوا على ذلك ّ
بأن اْلمر يُل على طل ،إيقناَ الفعنل منن َينر
تعرض لزمان إيقاَ الفعنل ،فيكنون إيجناو اْلمنر م أول أزمنن اإلمكنان
ً
قوِل من َير دليل.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
113
فمثال إذا قال الشارَ :افعلواّ ،
فإن ذلك يُل على مجرد طلن ،إيقناَ ً
الفعل ،ول يتعرض لكون الفعل م أول الوقت أو م و أه ،أو م آخره،
ً
وقوِل من َير دليل. تُكما
ً فيكون تُُيُ أول الوقت بإيقاَ الفعل
-القول الثالثّ :
أن اْلمر يُل على مجرد طلن ،الفعنل ،وِل يُمنل
على الفور أو على الكاخي إِل إذا وجُت قرينة تُل على هذا.
وهننذا القننول اختنناره جماعننة مننن المُققننين كننأبي حامننُ الغزالنني،
والرازر ،وانمُر ،وابن الُاج.،
اهَّلل( :-وِل تقتضي الفور) يُتمل أنه يقصُ ِ
الم ِّصنف َ -رح َم ُه ُ
وقول ُ
أيضننا أنننه يقصننُ القننول الثالننث ،وقننُ صننرح م
القننول الثنناين ،ويُتمننل ً
[اللهان] ّ
أن اْلمر إنَّما يُل على مجرد طل ،إيقاَ الفعل.
أ َّما الفور والكاخي فال يؤخذ من اْلمر ،وإنَّما يأل ،من دلين ٍل آخنر،
فهذه المسألة مفروضة م اْلمر المألق وهو الذر ل يقكن به قرينة تنُل
على الفور أو تُل على جواز الكاخي.
ْ
فإن اقكن به قرينة تُل على الفور فإنه يُمل على الفور ،وذلك كما
لو قال السيُ لع نُه :قن انن ،فقولنه :قن أمنر ،وقولنه :انن ،قريننة تنُل
على الفور.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
114
ْ
وإن اقكن به قرينة تُل على جواز الكاخي فيُمل عليه ،كما لو قال
مثال :ق اليوم ،فقوله :ق أمر ،وقوله :اليوم قريننة تنُل علنى
السيُ لع ُه ً
جواز الكاخي؛ ْلنه أباح له القيام م اار الينوم ،نوا ًء أكنان م أولنه ،أم
كان م و أه ،أم كان م آخره.
ويعننل بعننض اْلصننوليين بتع ين ٍنر دقيننق فيقولننون :اْلمننر هننل يقتضنني
الفور أو يقتضي جواز الكاخي؛ وهذا تع ٌير دقيق؛ ّ
ْلن بعض اْلصنوليين
يقول :اْلمر هل يقتضي الفور أو يقتضي الكاخي؟
وظنناهر قننوله :يقتضنني الكاخنني أنننه يجنن ،الكاخنني ،فلننو أنننه قننُم
المأمور به لكان َير ممتثل لألمر ،ولهذا اْلدق م الع ارة ْ
أن يقال :اْلمنر
هل يقتضي الفور أو يقتضي جواز الكاخي؟
وهذه المسألة ان نى علنى الخنالف فيهنا خنالف عننُ الفقهناء ،ومنن
أمثلة ذلك:
أخننر الصننالة حتننى خننرج وقتهننا ،هننل يجنن ،عليننه أوِلّ :
أن َمننن ّ ً -
الم ادرة بالقضاء أو يجوز له تأخيره؟ ذهن ،أكثنر الفقهناء إلنى أننه يجن،
عليه الم ادرة للقضاء لقوله َ « :م ْن نَا َم َع ْن َص َال ٍة َأ ْو ن َِسن َي َها َف ْل ُي َصن ِّل َها إِ َذا
َذك ََر َها» فقولهَ « :ف ْل ُي َص ِّل َها» هذا أمر؛ ْلنه جاء على صيغة الفعل المضنارَ
المقكن بالم اْلمر ،والقاعُة " ّ
أن اْلمر المألق يقتضي الفور".
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
115
ْلن قولهَ « :ف ْل ُي َصن ِّل َها» أمنر
وقال بعض الفقهاء :يجوز تأخير القضاء؛ ّ
واْلمر يُل على جواز الكاخي.
أيضناّ :
أن َمنن ملنك نصنا ًبا ومن الفروَ التي تن ني على هذه القاعُة ً
وحال عليه الُول وج ت فيه الزكاة ،فإذا تلف النصاو بعُ النتمكن منن
اْلداء ،فهل يج ،عليه ضمانه أو ِل يج ،عليه ضنمانه؟ اختلنف م هنذا
الفقهاء على قولين:
-القول اْلول :فمنه َمن قال :يج ،عليه ضمانه؛ ْلنه يج ،علينه
الم ادرة بالزكاة ،وقُ أخرها مع إمكانه.
-القول الثاين :وقال بعضه ِ :ل يج ،عليه ضنمانه؛ ْلننه يجنوز لنه
تأخير الزكاة.
فالخالف م هذه المسألة م ني على الخالف م هذه القاعنُة وهني:
اْلمر المألق هل يقتضي الفور أو يُل على جواز الكاخي؟
وهذه المسألة من أه المساال التي ين ني عليها ثمار فقهية كثيرة.
(و ْاْلَمر بإيجاد ا ْل ِف ْعل َأمر بِ ِنه المصنِّفَ :- -المسألة الساد ة –قول ُ
الص َال ِة َفإِ َّن ُه َأمر بِال َّأ َه َار ِة المؤدية إِ َل ْي َها). ِ ِ
َوبِ َما َِل يت ا ْلف ْعل إِ َِّل بِه كاْلمر بِ َّ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
116
هذه المسألة تعرف عنُ اْلصوليين بمسنألة مقُمنة الواجن ،،ويعنل
بعضه عنها بمسألة و يلة الواج ،،ويعل بعضنه عنهنا هبنل منا ِل ينت
واج ًا؟ الواج ،إِل به واج ،أو لي
وصورة هذه المسألةّ :
أن الشنارَ إذا أمنر بشنيء ويتوقنف فعنل هنذا
الشيء على و يلة فهل تج ،هذه الو يلة أو ِل تج،؟
فمثال الشارَ أمر بأداء صالة الجماعة م المسجُ ،وِل يت ذلنك إِل
ً
واج ًا؟ وكنذلك بالسعي إلى صالة الجماعة ،فهل السعي واج ،أو لي
أن يننأيت بشن ٍ
نيء م السننأح ،وِل يمكنننه ذلننك إِل أن الوالننُ أمننر ولننُه ْ
لننو ّ
بنصَّ ُ ،ل ،فهل يج ،علينه ْ
أن ينصن ،السنل أو ِل يجن ،علينه؟ هنذه
هي مسألة مقُمة الواج ،،فهل هي واج ة أو ليست واج ة؟
اهَّلل -إلنى ّ
أن منا ِ
المصنِّف َ -رح َمن ُه ُ
ذه ،جمهور اْلصوليون ومنه ُ
ِل يت الواج ،إِل بنه فهنو واجن ،،فالصنالة ِل تنت إِل بالأهنارة فتكنون
الأهننارة واج ننة ،وأداء صننالة الجمعننة ِل يننت إِل بالسننعي إليهننا فيكننون
جزء يسير من الرأسالسعي واج ا ،وَسل جميع الوجه ِل يت إِل بغسل ٍ
ً
فيكون َسل هذا الجزء واج ًا ،وإمساك جمينع النهنار ِل ينت إِل بإمسناك
جزء من الليل ،فيكون إمساك جزء من الليل واج ًا؛ ْلننه ِل ينت الواجن،
إِل به؛ هذا هو مذه ،جمهور اْلصوليين.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
117
وا تُلوا على ذلكّ :
بأن مقُمة الواج ،وو يلته لو ل تكن واج نة
أن يككهننا لجنناز لننه ْ
أن يننكك أن يككهننا ،ولننو جنناز لننه ْ
لجنناز للمكلننف ْ
ٍ
حينئذ لي واج ًا. الواج ،،وإذا جاز ترك الواج ،كان
َّ
فُل ذلك على أن مقُمة الواج ،واج ة.
ومن الفروَ التي تن ني على هذه القاعُة:
أن الأهارة واج ة؛ ّ
ْلن الصالة ِل تت إِل هبا. أوِلّ :
ً -
-ثان ًياّ :
أن السعي إلى الجمعة واج،؛ ْلن أدااها ِل يت إِل به.
-ثال ًثاّ :
أن َسنل جنزء منن النرأس م الوضنوء واجن،؛ ْلننه ِل ينت
ا تيعاو جميع إِل بذلك وهكذا ،. .فكل ما ِل يتوصنل إِل الواجن ،إِل
به فهو واج.،
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
118
(وإِذا فعل يخرج ا ْل َم ْأ ُمور َعنن
المصنِّفَ :-
-المسألة السابعة –قول ُ
عهَُ ة).ا ْل ْ
( ُف ِعل) م ني للمجهول ،والمراد به الواج.،
وقوله( :عن العهُة) يعني :عن المأال ة بإيقناَ الواجن ،منرة ثانينة،
فالمراد بالعهُة المأال.،
وهذه المسألة هي المسألة المعروفة عنُ اْلصوليين باْلمر هنل يقتضني
اإلجزاء أو ِل يقتضيه؟
أن المك َّلنف إذا أتنى بالع نادة بجمينع مصنُُاهتا
وصورة المسنألةّ :
وشروطها ،فهل يقتضي ذلك براءة ذمة منها وعُم مأال ته هبنا منرة ثانينة،
أو أهنا ت قى م ذمته؟
هننذه هنني صننورة المسننألةّ :
أن المكلننف إذا أوقننع الع ننادة وجنناء هبننا
بجميع مصُُاهتا ،فهل تلأ ذمته منها ويسقب عننه قضناؤها ،وِل يجن،
أن يأيت هبا مرة ثانية ،أو ّ
أن الذمة ت قى منشغلة هبذا الواج ،معمنورة عليه ْ
به؟ هذه هي صورة المسألة.
وبنا ًء على هذاّ :
فإن المراد باإلجزاء هو قوط القضاء ،وبراءة الذمة
من الواج.،
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
119
واْلجننزاء يشن ه شنني ًئا تقننَُّ م معنننا م الننُروس السننابقة ،يشن ه تقسنني
كثيرا كما ن ه علنى
به ً الكالم إلى مجاز ،فاإلجزاء يش ه الصُيح ،ويلت
أن بينهما فر ًقنا ،وهنذا
اهَّلل ،-إِل ّ ِ
ذلك أبو الع اس القرام المالكي َ -رح َم ُه ُ
الفرق هو أن الصُة أع من اإلجزاء.
الصُة توصنف هبنا الع نادات والمعنامالت ،أ َّمنا اإلجنزاء فيخنت
بالع ادات ،ف ُيقال :هذه صالة صُيُة ،وهذه صالة مجزاة ،و ُيقنال :هنذا
بيع صُيح ،لكن ِل ُيقال :هذا بيع مجزئ؛ فهذا هو وجه الفرق بينهما.
وإذا فعل الع ُ الع ادة بجمينع مصنُُاهتا منع انتفناء موانعهنا ،فإهننا
تكون مجزاة عنُ جمناهير الفقهناء –وهنو منذه ،اْلامنة اْلربعنة– ،وِل
يج ،عليه ْ
أن يوقعها مرة ثانية.
أن الع ُ قُ فعل ما ُأمر به
أن اْلمر يقتضي اإلجزاء :هو ّ
والُليل على ّ
فخرج عن العهُة والمأال ة ،ولو قلناّ :
إن اْلمر ِل يقتضي اإلجزاء ،للنزم
من ذلك بقاء التكليف وا تمراره أبًُ ا؛ فهذا ينُل علنى أن اْلمنر يقتضني
اإلجزاء.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
120
إن اْلمر ِل يقتضي اإلجزاء ،بمعنىّ :
أن الع نُ إذا أوقنع ْلننا لو قلناّ :
الع ننادة يجنن ،عليهننا ْ
أن يننأيت هبننا مننرة ثانيننة ،للننزم مننن ذلننك عننُم انقأنناَ
التكليف بالع ادة؛ وهذا ِلز ٌم فا ُ ،فهنذه المسنألة السنابعة التني أوردهنا
اهَّلل.- ِ
المصنف َ -رح َم ُه ُ
يتفرَ على هذه المسألة من الفروَ الفقهيةّ :
أن المكلف إذا ل ومما َّ
يجُ الماء أو لن يستأع ا تعماله فإنه يج ،عليه ْ
أن يتيم .
فإذا تيم وصلى ،ث وجُ الماء م الوقت ،فهل يج ،عليه ْ
أن يعينُ
الصالة أو ِل يج ،عليه إعادهتا؟ والجواو على ذلك :أنه ِل يج ،علينه
أن يعيُها؛ ّ
ْلن القاعُة "أن اْلمر يقتضي اإلجزاء" ،فنالمكلف أوقنع منا ْ
ُأمر به فخرج عن العهُة والمأال ة.
-ثان ًيا من الفروَ التي تن نني علنى هنذه القاعنُةّ :
أن المتمتنع النذر
من حاضنرر المسنجُ الُنرام يجن ،علينه دم المتعنة ،يجن ،علينه لي
الهُر ،فإذا ل يجُ الهُر وج ،علينه ْ
أن يصنوم ثالثنة أينام م الُجنة،
و عة إذا رجع إلى أهله.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
121
فإذا صام عشرة كاملة ،ث وجُ الهُر ،فهل يجزاه صيامه ،أو يج،
عليه ْ
أن يذبح الهُر؟
ْلن القاعننُة " ّ
أن اْلمننر والجننواو علننى ذلننك :أنننه يجزاننه صننيامه؛ ّ
يقتضي اإلجزاء" ،والمكلنف إذا فعنل منا ُأمنر بنه بجمينع مصنُُاته منع
انتفاء موانعه ،فإنه يخرج عن العهُة والمأال ة به مرة ثانية.
-المسألة الثامنة من مساال اْلمرَ :من يُخل م اْلمر والنهني و َمنن
ِل يُخل فيه؟
والذر يُخل م اْلمر والنهي هو المسل ،الذاكر ،ال ال ،العاقل.
وأ َّمننا َيننر المسننل وهننو الكننافر فهننل يننُخل م اْلمننر والنهنني أو ِل
يُخل؟ بمعننى :أننه هنل يخاطن ،بالشنرَ أو ِل يخاطن،؟ اتفنق العلمناء
أن الكنافر يخاطن ،بأصنول النُين ،وهنذا بننا ًء علنىّ :
أن النُين مننه على ّ
أصننول ومنننه فننروَ ،هننذا مُننل اتفنناق بننين علمنناء اْلصننول ّ
أن الكفننار
مخاط ون بأصول الشريعة.
واختلف اْلصوليون م الكفنار هنل هن مخناط ون بفنروَ الشنريعة
اهَّللّ -
أن ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
كما أهن مخاط ون بأصولها؟ والنذر اختناره ُ
الكفار مخاط ون بفروَ الشريعة ،كما أهن مخاط ون بأصولها.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
122
ويُل على ذلك قوله تعالى{ :مِ سَِكَكُدْ فمي سَِر * قَِلُوا لَدْ فَكُ مملن
الْمُصَِِّ * َلَدْ فَكُ فُلْدمدُ الْممسْكمَ * َكُاَِّ فَهُو ُ مع الْهَِِمضمَ * َكُاَّلِ فُكَلذِّبُ
سل ِيًِّ الِقلهم زٍِْفَللِهُدْ علذَابًِ فَلوْقَ الدلذَابِ [النُننل ،]88:وهنذه المسننألة مننن
المساال المشنهورة التني وقنع فيهنا خنالف ،والنذر اختناره المصننف -
اهَّلل -هو ما ذكرناه. ِ
َرح َم ُه ُ
وقال بعض اْلصوليين :بل الكفار َير مخاط ين بفروَ الشريعة.
وقال بعضه :الكفار مخاط ون بالنواهي دون اْلوامر؛ ّ
ْلن اْلوامنر
تُتاج إلى قصُ ونية بخالف النواهي.
والراجح م هذه المسألة هو القول اْلول ،وهوّ :
أن الكفار يخاط ون
بفروَ الشريعة كما يخاط ون بأصولها.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
124
ْ
فإن قيل :هل الشريعة فيها أصول وفروَ؟
أيضننا بننين العلمنناء، فننالجواوّ :
أن هننذه المسننألة وقننع فيهننا خننالف ً
والذر ي هر والعل عنُ اهَّلل تعالى ّ
أن مساال الُين تنقس إلى قسمين:
-القس اْلول :مساال علمية ،وهذه فيها أصول وفيها فروَ.
فمن اْلصول كالمساال العلمينة اإليمنان بناهَّلل وبر نوله ،وبال عنث،
والجزاء.
ومننن الفننروَ العلميننة مسننألة رؤيننة الن نني هَّلل ليلننة اإل ننراء ،فهننذه
مسألة متعلقة بالعل ،وهي مسألة فرعية ،ولهذا اختلنف فيهنا الصنُابة -
رضي اهَّلل عنه .-
أيضنا
-والقس الثاين :مسناال عملينة ،وهنذه المسناال منهنا أصنول ً
ومنها فروَ.
فمن اْلصول العلمية :الصالة ،والزكاة ،والصيام ،والُج.
ومن الفروَ :المساال اِلجتهادية التي وقنع فيهنا ننزاَ بنين الفقهناء،
هننذا هننو اْلقننرو م المسننألة والعل ن عنننُ اهَّلل تعننالى ،واْلكثننر علننى ّ
أن
الشريعة منها أصول وفروَ ،وذه ،بعض أهل العل كشي اإل الم ابن
عليه تيمية وتلميذه ابن القي إلى ّ
أن تقسي الُين إلى أصول وفروَ لي
هناك ضابب يض ب ما هو أصل وما هو فرَ. دليل؛ ْلنه لي
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
125
فننإ ًذا الشننرط اْلول :هننو اإل ننالم ،والمكلننف هننو المسننل ،الننذاكر،
ال ال ،العاقل.
(وأما وكذلك النا ي حال نسيانه لي مكل ًفا ،ولهذا قال ُ
المصننِّفَ :
الص ِ ّي َوا ْل َم ْجنُون فه َير داخلين فِي ا ْلخأاو).
الساهي َو َّ
والسنناهي :هننو النا نني؛ لقولننه تعننالى{ :ربَّاللِ ال لُماخملذْفَِ إِنْ فَسمللياِ أََْ
ملاكد ،وقولنه : الكاضي؛ لقوله تعالى{ :إال أن لكون جتِرة عن لرا
«إِن ََّما ا ْل َ ْي ُع َع ْن َت َر ٍ
اض».
فهذه هي الُال الثانية :إذا كان النهني عاانًُ ا إلنى شنرط المنهني عننه
فيُمل على فساد المنهي عنه ،كما لو كان النهي عااًُ ا إلى ركنن المنهني
عنه.
اهَّلل( :-ويننُل ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
وهاتنان الُالتنان داخلتنان م قننول ُ
على فساد المنهي عنه).
أمر خنارجي ،بمعننى :أننهأن يكون النهي عااًُ ا إلى ٍ
-الُال الثالثةْ :
ٍ
حينئنذ علنى لي عااًُ ا إلنى ذات المنهني عننه وِل إلنى شنرطه ،فنال ينُل
فساد المنهي عنه ،بل ُيُك بصُته مع التُري .
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
137
عمامة من حرير ،فإن رجال صلى وهو ِلب
أن ًومن أمثلة ذلك :لو ّ
فألن النهي هنا عاانُ إلنى ٍ
أمنر صالته تصح مع حصول اإلث ،أ َّما الصُة ّ
خارج ،وأ َّما ا تُقاق اإلث فألنه فعل منه ًيا عنه.
بماء طهور م اح م ٍ
إناء مغصنووّ ،
فنإن وضنوءه أن إنسانًا توضأ ٍ
ولو ّ
بصُيح؟ والجواو على ذلنكّ :
أن وضنوءه صنُيح هنا صُيح أو لي
مع حصول اإلث ؛ ْلن النهي هنا عااُ إلى أمر خارج.
بصنُيح؛ ْل ّن بماء مغصوو ّ
فإن وضوءه لني بخالف ما لو توضأ ٍ
عااًُ ا إلى ٍ
أمر خارجي ،وإنَّما هو عااُ إلنى شنرط المنهني النهي هنا لي
عنه.
وكذلك ال يع الذر فيه نجش فإننه صنُيح منع التُنري ؛ ّ
ْلن النهني
ٍ
شرط منن عااُ إلى ٍ
أمر خارج ،فلي عااًُ ا إلى ذات المنهي عنه وِل إلى
شروطه.
ضابب مفينُ لنك م كتناو [ال ينوَ]– الضناببّ :
أن ٌ والضابب –وهذا
كل بي ٍع ث ت فيه الخيار فهو بيع صُيح.
والقاعُة عنُ فقهاء الُنابلة –وهذه قاعُة نافعة لكن م الفقنه–ّ :
أن
النهي يقتضي الفساد ما ل يكن لُق آدمي يمكن ا تُراكه بالخيار.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
138
فإن النهي ْ
إن كان لُق اهَّلل فإنه ُيُمل علنى الفسناد، وبنا ًء على هذاّ :
أيضنا علنى الفسناد، ْ
وإن كان لُق آدمي ِل يمكنن ا نتُراكه فإننه ُيُمنل ً
وإن كان لُق آدمي يمكن ا تُراكه فإنه ُيُمل على الصُة مع اإلث . ْ
احة َأو (وترد ِصي َغة ْاْلَمر َوا ْلمراد بِ ِه ْ ِ
اإل َب َ اهَّللَ :-
ِ
َ المصنِّف َ -رح َم ُه ُ قال ُ
التهُيُ َأو الت َّْس ِو َية َأو التكوين).
أن اْلمر المألق يقتضي الوجنوو علنى الصنُيح ،ذكَنر ّ
أن لما ذكَر ّ
اهَّلل- ِ ٍ
المصنِّف َ -رح َمن ُه ُ
صيغة اْلمر قُ تألق و ُيراد هبا معان أخر ،وع ارة ُ
هنا ع ارة دقيقة؛ ْلنه قال( :وترد صيغة اْلمنر) وهني" :افعنل" ومنا قنام
مقامها ،ولن يقل :ويرد اْلمر.
وإنَّما قال :وترد صيغة اْلمنر ،وهني "افعنل" ومنا قنام مقامهنا علنى
المصننِّف
أمرا ،وهذا من دقنة ُ
عُة معان ،فالصيغة صيغة أمر وهي ليست ً
-ر ِحمنه اهَّلل -فننكد صننيغة اْلمنر علننى معن ٍ
نان أخنرى َيننر الوجننوو ،وقننُ َ َ ُ ُ
أوصلها بعض اْلصوليين إلى خمسة وثالثين معنًى.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
139
اهَّلل -ذكر أربعة من أبرزها: ِ
والم ِّصنف َ -رح َم ُه ُ
ُ
-اْلول :اإلباحة.
ومن أمثلتها :قوله ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى{ :-يلِ أَيههلِ القلذمين نماُلوا كُُِلوا مملنْ
اَيِّ ِ}م مِ رزَقْاِكُدْ [ال قرة ،]172:فقوله { :كُُِوا صيغة أمنرُ ،ينراد هبنا
اإلباحة.
-ثان ًيا :التهُيُ ،كما م قوله تعالى{ :اعْمُِوا ملِ شملئْتُدْ إِفقلهُ بِملِ لَدْمُِلون
-ثال ًثننننننا :التسننننننوية ،كمننننننا م قولننننننه تعننننننالى{ :فَِصْللللل ِرَُا أََْ ال
لَصْ ِرَُا [الأور ،]16:فقوله{ :اصْ ِرَُا صيغة أمر ُيراد هبا التسوية.
-راب ًعا :التكوين.
والمراد بالتكوين :اإليجناد ،فهنو تفعينل منن كنان ،بمعننى اإليجناد،
ومنه قوله تعالى{ :كُوفُوا قمرٍةً خِسمئمَ [ال قرة ،]65:فنن {كوفوا صيغة
أمر ُيراد هبا التكوين.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
140
اهَّلل -معنًنى منن أهن معناين صنيغة اْلمنر ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وقُ ترك ُ
وهننو النننُو ،فهننذا المعنننى مننن أهن معنناين صننيغة اْلمننر ،بننل ّ
إن بعننض
اْلصوليين قال :اْلمر المألق ُيُمل على النُو.
وَ ،ص ُّلوا َق ْ َل ا ْل َم ْغ ِر ِ
وَ ،ص ُّلوا ومن أمثلته :قوله َ « :ص ُّلوا َق ْ َل ا ْل َم ْغ ِر ِ
و ل ِ َم ْن َشا َء» فقولهَ « :ص ُّلوا» صيغة أمر ُيراد هبا النُو. َق ْ َل ا ْل َم ْغ ِر ِ
واْلمر َير الجازم إذا كان لمصنلُة دينينة ُيسنمى ننُ ًبا ،أ َّمنا إذا كنان
لمص ٍ
لُة دنيوية ف ُيسمى إرشا ًدا كما م قوله تعالىَ{ :اسْتَنْهََُِا شلهِيَيْنِ
با ن مم لنْ رِن لِلمكُدْ ،فاِل تشننهاد هنننا يتع َّلننق بمصننلُة دنيويننة فننيخ
اإلرشاد.
اهَّلل -من الكالم على ال او الثالث وهنو ِ
ولما فرغ المصنف َ -رح َم ُه ُ
النهي ،انتقل للكالم على ال او الرابع ،وهو العنام والخناص ،و ننتكل
إن شاء اهَّلل تعالى م ٍ
لقاء قادم. عليهما ْ
واهَّلل أعل وصلى اهَّلل و ل على ن ينا مُمُ.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
141
ا ْل َعام َوا ْل َ
خاص
اعُا منن َق ْولنه عممنت زينُا و َعمنرا وأما ا ْلعام َفهو ما َع َشي َئي ِن َفص ِ
ْ ْ َ َ َُ َ َ
بالعأاء وعممت َج ِميع النَّاس بالعأاء.
الالمَ ،وا ن ا ْلجمنع وألفاظ َأربعة ِاِل ا ْلو ِ
احُ ا ْل ُم َع ّرف بِ ْاْللف َو َّ َ ْ ََْ
يما َِل ِ ِ ا ْل ُم َع ّرف بِ َّ
يمن يعقلَ ،و " َما" ف َالالمِ ،واْل ماء الم همة كن "من" ف َ
يعقلَ ،و "أر" فِي ا ْل َج ِميعَ ،و " َأ ْي َن" فِي ا ْل َم َكانَ ،و " َمتى" فِي َّ
الز َمان،
َو " َما" فِي ِاِل ْ تِ ْف َهام َوا ْل َج َزاء َو ََيره َو " َِل" فِي النكرات.
{اإلِفسِن لفظ عام؛ ْلنه مفنرد دخلنت علينه أل اِل نتغراقية ،والنُليل
على ّ
أن "أل" هنا ا تغراقية أننك لنو حنذفتها ووضنعت مكاهننا "كنل"
ا تقام المعنى.
أ َّما إذا كانت "أل" عهُية ّ
فإن ما دخلت عليه ِل يفيُ العموم.
ممنْ قَ ِْمهِدْ [النور ،]59:فن {األَاْفَِ ُ هنا لفنظ عنام؛ ْلننه جمنع دخلنت
عليه "أل" اِل تغراقية.
لفظ عنام؛ ْلهننا ا ن شنرط ،وكقولنه اَيِّ ةً [النُل ،]97:فن "من" هنا ٌ
لفظ عام؛ ْلهنا ا شرط. َ « :م ْن َت َش َّ َه بِ َق ْو ٍم َف ُه َو مِن ُْه ْ » ،فن "من" هنا ٌ
يما َِل يعقل. ِ
-ثان ًياَ " :ما" ف َ
يم ِة َو ِهي َح َّي ٌة َف ُه َو ك ََم ْيتَتِ ِه» فنن "منا" ٌ
لفنظ َ كقوله َ « :ما ُقأِ َع مِ َن ا ْل َ ِ
ه
َ
عام؛ ْلنه ا شرط فيما ِل ُيعقل.
-ثال ًثا" :أر" فِي ا ْل َج ِميع ،يعني :فيما ُيعقل وما ِل ُيعقل.
فمثال "أر" فيما ُيعقل :قوله َ « :أ ُّي َما ا ْم َر َأ ٍة َن َك َُ ْت َن ْف َس َها بِ َغ ْي ِر إِ ْذ ِن
اح َها َباطِ ٌل» فنن "أر" هنا فيما ُيعقل. ِ ِ
َول ِّي َها َفن َك ُ
ومثال "أر" فيما ِل ُيعقل :قوله َ « :أ ُّي َما إِ َه ٍ
او َد ْب ٍ َف َقُْ َط ُه َنر» ،فنن
لفظ عام فيما ِل ُيعقل. "أر" هنا ٌ
-راب ًعاَ " :أ ْي َن" فِي ا ْل َم َكان.
ومثال "ما" م الجزاء ،يعني :م الشرط :قوله تعالى{ :مِ فَاسَْ ممنْ
نية أََْ فُاسمهِ فَأْ}م بِهَيْرى مماْهِ أََْ مماِْمهِ [ال قرة ،]106:فن "ما" ٌ
لفظ عام؛ ْلهنا
شرط. ا
وكذلك قوله تعالىَ{ :مِ لَفْدُِوا ممنْ خيْرى يدَِْمْهُ الِقلهُ [ال قنرة،]197:
شرط. فن "ما" ٌ
لفظ عام؛ ْلهنا ا
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
154
وقوله( :وَيره) أر :كالخل ،فإذا جاءت "ما" م الخل فإهنا تكون
عامة ،والمراد هبا إذا كاننت موصنولة ،كمنا أخنل علنى ذلنك التونسني م
حاشيته على [قرة العين].
ومن أمثلته :قوله تعالىَ{ :لمِقهم يسْجَُُ مِ فمي السَّموا}م َمِ فمي األَرْ ِ
موصول. [النُل ،]49:فن "ما" هنا ا
وضنننابب "منننا" الموصنننولة :أننننك إذا حنننذفتها ووضنننعت مكاهننننا
"الذر" ا تقام المعنى.
ٌ
لفظ عنام؛ ْلهننا نكنرة م إِلقِ الِقهُ الْواحمَُ الَِْهَِّرُ [ص ،]65:فكلمة {إله
َرُمَِّنٌ [الرحمن.]68:
فن {فِكهة هنا نكرة جاءت م ياق اِلمتنان ،فتُل على العمنوم؛
ْلن الكري ِل يمتن بواحُة ،فن {فِكهة هنا وإن نكرة م ياق اإلث ات
ّ
ن ُانه ْلن المقصود هبا اِلمتنان؛ ّ
ْلن الكنري إِل أهنا تُل على العموم ّ
ِل يمتن بواحُة.
وكذلك قُ ُيسنتفاد عمنوم النكنرة منن السنياق ،كمنا م قولنه تعنالى:
{َاعْ ََُُا الِقه َال لُنْرِكُوا بِهم شيْئًِ [النساء ،]36:فكلمة {شليئًِ نكنرة
ٍ
شيء. م ياق النهي فتشمل كل
اضر ل ِ ٍ
ِ
اد» ،فن "حاضنر" هننا نكنرة م نياق وكقوله َ « :و َِل َي ِ ْع َح ٌ َ
النهي فتُل على العموم ،وكذلك "باد" نكرة م ياق النهي فتُل علنى
ٍ
حاضر وكل باد. العموم ،فيشمل الُُيث كل
وكذلك إذا جاءت النكرة م ياق الشرط كما م قوله تعنالى{ :ملنْ
عممًَّ صِلمحًِ مملنْ ذَكَلرى أََْ أُفاَلٍ [النُنل ،]97:فكلمنة {صلًًِِ م انينة
لفظ عام؛ ْلهنا نكرة م ياق الشرط.
وكقوله َ « :م ْن َقت ََل َقتِ ً
يال َف َل ُه َ َل ُ ُه» ،فن «قتيل» هننا لفنظ عنام؛ ْلهننا
نكرة جاءت م ياق الشرط.
وكذلك إذا جاءت النكنرة م نياق اِل نتفهام كمنا م قولنه تعنالى:
{هًّْ ممنْ خِلمَى رَيْرُ الِقهم يرْزُقُكُدْ [فاطر ،]3:فنن {خلِلَ هننا لفنظ عنام؛
ْلنه نكرة جاءت م ياق اِل تفهام اإلنكارر.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
157
أ َّما إذا جاءت النكرة م ياق اِل تفهام التشويقي فإهنا ِل تُل علنى
العموم ،مثل قوله تعالى{ :يِ أَيههِ القذمين نَماُوا هًّْ أٍَُلُّكُدْ عَِلٍ لمجلِرة لُاجِليكُدْ
ممنْ عذَابى أَلميدى [الصف ،]10:فنن {جتلِرة هننا نكنرة ،جناءت م نياق
ا نتفها ًما اِل تفهام إِل أهنا ِل تُل على العموم؛ ّ
ْلن اِل تفهام هنا لني
إنكار ًيا ،وإنَّما هو ا تفهام تشويقي.
وكننذلك إذا جنناءت النكننرة م ننياق اِل ننتفهام التقريننرر ،كقولننه
تعالى{ :هًّْ أَلٍَ عٍَِ اإلِفسِنِ حمٌَ ممن الََّهْرِ [اإلنسان ،]1:فنن {حلٌَ
وإن كاننننت م نننياق اِل نننتفهام؛ ّ
ْلن هننننا نكنننرة لكنهنننا ليسنننت عنننامْ ،
اِل تفهام هنا للتقرير ِل لإلنكار.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
158
والعموم من ِص َفات النُّ ْأقَ ،و َِل يجوز َد ْع َوى ا ْل ُع ُمنوم فِني ََينره منن
ِ
يج ِرر ْ
مج َراه. ا ْلف ْعل َو َما ْ
َت ْميِيز بعض ا ْل ُج ْم َلة َو ُه َو َينْ َق ِس َوا ْل َخاص ُي َقابل ا ْل َعام ،والتخصي
إِ َلى ُمت َِّصل ومنفصل.
فقُ فصل بين المستثنى والمستثنى مننه بفاصن ِل وهنو قنول الع ناس:
ْلن موضوَ الكالم واحُ. اإل ْذ ِخ َر» وهو ِل يمنع صُة اِل تثناء؛ ّ
«إِ َِّل ْ ِ
فإ ًذا هذا هو الشرط الثاين من شروط اِل تثناء التي ذكرها ُ
المصننِّف
اهَّلل.- ِ
َ -رح َم ُه ُ
(ويجننوز َت ْقن ِنُي ِاِل ْ ننتِ ْثنَاء علننى ا ْل ُم ْس ن َت ْثنى مِنْ ن ُه) وهننذه مسننألة
قننالَ :
نُوية ،ففااُهتا م اْلصول قليلة ،ويمثل لها النُاة بقول الشاعر:
ومننا لنني إِل مننذه ،الُننق وما لني إِل آل أحمنُ شنيعة
فقوله( :وما لي إِل آل أحمُ) تقَُّ م فيه اِل تثناء علنى المسنتثنى مننه
منننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننذه،
وهو (شيعة) ،والتقُير :وما لي شيعة إِل آل أحمُ.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
172
وكذلك قوله( :وما لي إِل مذه ،الُق مذه ،)،تقَُّ م فيها اِل تثناء
على المستثنى منه ،والتقُير :وما لي مذه ،إلى مذه ،الُق.
(ويجوز ِاِل تِ ْثنَاء من ا ْل ِ
جنْ َومن ََيره). قالَ :
ْ
أر :يجننوز اِل ننتثناء المتصننل -كمننا تقننَُّ م معنننا ،-وهننو ْ
أن يكننون
أيضنا اِل نتثناء المنقأنع وهنو
المستثنى منه ،ويجوز ً المستثنى من جن
المستثنى منه ،كما لنو قنال :جناء القنوم ْ
أن يكون المستثنى من َير جن
القوم ،ومنه قول الشاعر: من جن إِل فر ً اّ ،
فإن الفرس لي
إِل اليعنننننافير وإِل العننننني هبننننا أننننني وبلننننُة لنننني
– واليعافير :جمع يعفور وهو ولُ ال قرة الوحش ،فاليعافير والعي
به. وهي اإلبل– ليست من جنة ما يُصل اْلن
متصال ،ويصح ْ
أن يكون منقأ ًعنا، ً وإذا كان اِل تثناء يصح ْ
أن يكون
إنَّما هو اِل تثناء المتصل دون ّ
فإن اِل تثناء الذر يُصل به التخصي
اِل تثناء المنقأع.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
173
،و نن ،ذلننكّ :
أن فاِل ننتثناء المنقأننع ِل يُصننل بننه التخصنني
المسننتثنى لن يننُخل أصن ًنال م المسننتثنى منننه ،فننإذا قلننت :جنناء القننوم إِل
فإن ال َفرس ل يُخل ً
أصال م القوم. فر ً اّ ،
فاِل تثناء إنَّما يُصنل باِل نتثناء المتصنل ،أ َّمنا اِل نتثناء المنقأنع
. فإنه ِل يُصل به التخصي
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
174
الشننرط يجننوز َأن يت َ
َننأ َّخر َعننن ا ْل َم ْش ُروطننن َويجننوز َأن ي َت َقننَُّ م َعننن َو ّ
ا ْل َم ْش ُروط.
يمان فِي بعض فة يُمل َع َل ْي ِه ا ْلمألق كالرق ة قيُت بِ ْ ِ
اإل َ ُ
والمقيُ بِالص ِ
ّ
اضعَ ،فيُمل ا ْل ُمألق على ا ْل ُم َقيُ.اضع وأطلقت فِي بعض ا ْلمو ِ ا ْلمو ِ
ََ ََ
اهَّلل -مننن الكننالم علننى المخصنن ِ
المصنننِّف َ -رح َمنن ُه ُ ولمننا فننرغ ُ
الثاين وهنو المتصل اْلول وهو اِل تثناء ،انتقل للكالم علنى المخص
الشرط.
ْ
والشرط بإ كان الراء م اللغة :هو إلزام شيء أو التزامه.
ْ
ننرط فمعنننناه :العالمنننة ،ومننننه قولنننه تعنننالى{ :فِلللَ نلللِء
وأ َّمنننا الشن َ
أشرااهِ .
والشن ْنرط بإ ننكان الننراء يجمننع علننى شننروط ،والشن َنرط بفننتح الننراء
يجمع على أشراط.
والشرط م اِلصأالح عنُ اْلصوليين وعنُ َيره :هو ما يلزم من
عُمه العُم ،وِل يلزم من وجوده وجود وِل عُم لذاته.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
175
فالشرط مؤثر م حال العُم ،تأثير الشرط إنَّما هو م حال العُم ،أ َّما
المننانع فن ّ
نإن المننانع مننؤثر م حننال م حالننة الوجننود فننال تننأثير لننه ،عكن
الوجود ،ولهذا ُيقال م تعريفه :ما يلزم منن وجنوده العنُم ،وِل يلنزم منن
عُم وجود وِل عُم لذاته.
وأ َّما الس :،فهو مؤثر م الجنان ين :م جانن ،الوجنود ،وم جانن،
العننُم ،وبنننا ًء علننى هننذا :فأيهمننا أقننوى :الس ن ،أو الشننرط أو المننانع؟
الجننواو علننى هننذاّ :
أن الس ن ،أقننوى؛ ْلنننه مننؤثر م الجننان ين ،أر :م
جان ،الوجود وم جان ،العُم.
بالشرط ُيراد به إخراج بعض أفراد العام بنإن أو إحنُى والتخصي
أخواهتا.
المصنِّف نقول :إخراج ما لوِله لُخل م الكنالم بنإن
وعلى تعريف ُ
أو إحُى أخواهتا.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
176
ا ْلكتاو َو َت ْخ ِصي ا ْلكتاو بِا ْلكتاوَ ،و َت ْخ ِصي َويجوز َت ْخ ِصي
ِ
السننة، السننة بِ السننة بِا ْلكتناوَ ،و َت ْخ ِصني ِ
السنةَ ،و َت ْخ ِصني ا ْلكتاو بِ
ّ ّ
اس ،ونعني بالنأقَ :قنول اهَّلل ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى- َو َت ْخ ِصي النُّ ْأق بِا ْل ِق َي ِ
ومنه قوله تعالىَ{ :القذمين ي ْتَغُون الْكمتَِب مممَِّ مَِكَتْ أَيْمِفُكُدْ فَكَِلم ُوهُدْ إِنْ
عِممْ لتُدْ فملليهِدْ خيْ لرًا [النننور{ ،]33:ال لذين ا نن موصننول ،واْل ننماء
الموصولة تُل على العموم ،فأمر الشارَ الكري بمكات ة الع يُ عمو ًمنا،
خيرا أر :قُرة على الكس.،
ً من علمنا فيه ث خص
وكذلك قوله تعالى{ :فَإِنْ لَِبُوا َأَقَِمُوا الصَّالة َنلَوُا الزَّكَِة فَإِخْوافُكُدْ فملي
الَِّينِ [التوبة.]11:
أن يتقَُّ م ،ويصح ْ
أن يتأخر عنن المشنروط ،ويُصنل والشرط يصح ْ
وا ًء تقَُّ م أم تأخر. به التخصي
والشروط اللغوية م حقيقتهنا أ ن او؛ ْل ّن السن ،هنو منا يلنزم منن
وجوده الوجود ومن عُمه العُم لذاته.
والشرط اللغور ينأ ق عليه هذا التعريف ،فيلزم من وجوده الوجود
ومن عُمه العُم.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
178
فإذا قلتْ :
إن جاء زيٌُ أكرمته ،لزم من مجيء زيُ اإلكرام ،ومن عُم
مجيئه عُم اإلكرام ،فيلزم من وجود الشرط الوجود ،ومن عُمنه العمنُ،
وهذا هو معنى الس .،
-ثال ًثا من المخصصات المتصلة :الصفة ،و ننتكل عليهنا ْ
إن شناء
اهَّلل م ٍ
لقاء قادم ،واهَّلل أعل ،وصلى اهَّلل و ل على ن ينا مُمُ.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
179
اهَّلل َو َ َّل َ َو َب َار َك َع َلى َن ِ ِّينَا ْاْلَمِ ِ
ين، ِ ِ ِ
ا ْل َُ ْمُُ ل َّله َر ِّو ا ْل َعا َلمي َنَ ،و َص َّلى ُ
و َع َلى آل ِ ِه و َأصُابِ ِه ،ومن َت ِعه بِإِحس ٍ
ان إِ َلى َي ْو ِم الُِّ ِ
ين. َ َ ْ َُ ْ ْ َ َ ْ َ َ
علمنا إننك أننت
الله علمننا منا ينفعننا ،وانفعننا بمنا علمتننا ،وزدننا ً
العلي الُكي ،اللهن اجعنل منا علمتننا ُحجن ًة لننا ِل ُحجنة عليننا ينا رو
العالمين ،الله فقهنا م الُين ،وعلمنا الُكمة والتأويل ،أما بعُ:
، اهَّلل -علنى أدلنة التخصني ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
فال زلنا نقرأ م كالم ُ
قننُ يكننون بننُلي ٍل متصننل ،وقننُ يكننون بننُلي ٍل وتقننَُّ م معنننا ّ
أن التخصنني
المتصل هو الذر ِل يسنتقل بنفسنه ،بنل منفصل ،وأن الُليل المخص
مذكورا مع العامي م ن ٍ واحُ ،وهو أنوا ٌَ متعنُدة ،وقنُ اقتصنر
ً يكون
اهَّلل -على ثالثة أنواَ ،وهي: ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ُ
باِل تثناء. -النوَ اْلول :التخصي
بالشرَ. -النوَ الثاين :التخصي
بالصفة. -النوَ الثالث :التخصي
باِل نننتثناء ،والتخصننني وتقنننَُّ م معننننا الكنننالم علنننى التخصننني
بالشرط.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
180
بالصفة. و ن ُأ م هذا اللقاء بالكالم على التخصي
والصننفة :عنننُ اْلصننوليين أو ننع منهننا عنننُ النُنناة ،فالصننفة عنننُ
اْلصوليين هي ما أشعر بمعنًى يخت به بعض أفنراد العنام منن ٍ
نعنت أو ُ
حال أو ٍ
بُل. ٍ
ومن أمثلنة ذلنك :قولنه تعنالىَ{ :ملنْ لَلدْ يسْلتَلمعْ مملاْكُدْ اَوْلًلِ أَنْ يلاكم
}
ت َأيْملللِ ُف ُك ْد ممللل ْن َفتَيلللِ مل ُك ُد ا ْل ُم ْمممالللِ م
} َفممللل ْن ملللِ م َِكَللل ْ
} ا ْل ُم ْمممالللِ م
ا ْل ُمحْصلللاِ م
[النساء.]25:
بصفة هي نعنت ،وإيضناح ذلنك أن قولنه: فهذه انية فيها تخصي
ٌ
لفظ عام؛ ْلنه جمع دخلت عليه "أل" اِل تغراقية ،فيع {احملصاِ}
كننل مُصنننة ،والننُليل علننى أن "أل" :هنننا ا ننتغراقية أنننك لننو حننذفتها
ٌ
لفنظ عنام ووضعت مكاهنا كلمة "كل" ا تقام المعنى ،فن {احملصاِ}
ٍ
مُصنة؛ وا ًء أكانت مؤمنة أم كانت كافرة. يشمل كل
موصول، ظُِْمًِ إِفقمِ يأْكُُِون فمي بُلُوفمهِدْ فَِرًا [النساء ،]10:فن {الذين ا
واْل ماء الموصولة تُل على العموم ،فيشمل كل َمنن أكنل منال اليتني ،
وا ًء أكان على وجه ال ل أم كان على وجه العُل.
وقوله{ :ظِمًلِ مخرج ْلكل مال اليتي على وجه العُل ،فال يناله
الوعيُ المذكور م انية.
بال ُل :قوله تعالىَ{ :لمِقهم عٍَِ الاَِّسِ حمجه الْ يْتم منِ ومثال التخصي
ٌ
لفظ عنام ،يشنمل َمنن اسْتَلَِع إِلَيْهم س ِيًِِ [آل عمران ،]97:فن {الالِس
ا تأاَ الُج و َمن ل يستأعه.
ومثننال ذلننك :قولننه ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلى -م كفننارة ال هننار{ :فتحريللر
رق لة فالرق ة هنا مألقة َير مقيُة بقيُ اإليمان أو َيره من القيود ،فهي
مألقة؛ ْلهنا دلت على الُقيقة من َير قيُ.
وقال اهَّلل َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى -م كفنارة القتنل الخأنأ{ :فتحريلر رق لة
ممماة فقيُ الرق ة هنا بقينُ اإليمنان ،والُكن واحنُ هننا وهنو وجنوو
التُرير والعتق ،وما دام ّ
أن الُك واحُ فإنه ُيُمل المألق على المقيُ
ويقيُ بنه؛ فهنذا هنو معننى حمنل المألنق علنى المقينُ ،أن المألنق يقينُ
بالمقيُ.
وبنا ًء على هذاّ :
فإن الرق ة م كفارة ال هار يشكط فيها اإليمان؛ كما
يشكط م الرق ة م كفارة القتل الخأأ.
فإ ًذا هذه الُال اْلولى ،وهني :إذا كنان الُكن واحنًُ ا ّ
فنإن المألنق
يُمل على المقيُ ،أر :أنه يقيُ به.
-الُال الثانية :إذا كان الُك مختل ًفا ف ُيعمل بالمألق على إطالقه
وبالمقيُ على تقييُه ،وِل يجوز تقييُ المألنق بالمقينُ كمنا أننه ِل يجنوز
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
185
إطالق المقيُ ،بل ُيعمل بكل واحُ منهمنا علنى منا ورد علينه ،فنالمألق
ي قى على إطالقه ،والمقيُ ي قى على تقييُه.
ومن أمثلة ذلك:
قوله َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى -م آية الوضوء{ :فَِرْسمُِوا َُنُوهكُدْ َأَيَْميكُدْ
إِلٍَ الْمرافمَِ [المااُة]6:؛ فقُ قيُ َسل اليُين بكونه إلى المرافق.
ٌ
لفظ عام؛ ْلننه جمنع بِأَففُسمهِنَّ ثَالثَةَ قُرَُء [ال قرة ،]228:فن {امللِِِ}
دخلننت عليننه "أل" اِل ننتغراقية ،فيشننمل كننل مألقننة ،ننوا ًء أكانننت
حامال أم ِل ،و نوا ًء أكاننت آيسنة أم ِل،
ً ً
مُخوِل هبا أم ِل ،و وا ًء أكانت
أن تعتننُ ٍ
مألقنة يجنن ،م ظناهر انينة ْ و نوا ًء أكاننت صننغيرة أم ِل ،فكنل
ثالثة قروء؛ ْلن لفظ انية عام.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
187
وقُ ُخصصت بقوله تعالى{ :يِ أَيههِ القذمين نماُوا إِذَا فَكَحْتُدُ الْمُمْمماِ}م ثُلدَّ
اَِقِْتُمُلللللللوهُنَّ ممللللل لنْ قَ ْللللل لًِّ أَنْ لَمسهلللللللوهُنَّ فَملللللللِ لَكُللللل لدْ عَِللللل ليْهِنَّ ممللللل لنْ عمللللل لََّة
َو َت َعا َلىَ{ :-الِقِِمي يئمسْن ممن الْمحمي ِ ممنْ فمسِِمكُدْ إِنِ ارْلَ ْتُدْ فَدمََّلُهُنَّ ثَالثَةُ أَشْهُرى
أوِلت اْلحمال بقوله تعالى: َالِقِِمي لَدْ يحمضْن وه َّن الصغار ،وخص
ومن أمثلة ذلك :قوله تعالىَ{ :السَِّرِقُ َالسَِّرِقَةُ فَلِقْلَدُوا أَيْلَميهُمِ ،
دخلت علينه "أل" جن فإن انية عامة م كل ارق؛ ّ
ْلن السارق ا
دخلنت علينه اِل تغراقية يع كنل نارق ،وكنذلك السنارقة ا ن جنن
كثيرا أم رق شني ًئا
"أل" اِل تغراقية فيع كل ارقة ،وا ًء أ رق شي ًئا ً
يسيرا.
ً
بالسنَّة م
ُ أن هذا العموم مخص فهذا هو مقتضى عموم انية ،إِل ّ
السننَّة علنى ّ ِ قوله َِ « :ل َق ْأ َع إِ َِّل فِي ُر ْب ِع ِدين ٍ
أن َمنن َنار َف َصناعًُ ا» ،فنَُّ لت ُ
رق أقل من ربع دينار ،هل يج ،قأع يُه أو ِل يج ،قأع ينُه؟ أننه ِل
الكتاو بالسنة. يج ،قأع يُه ،فالتخصي هنا من ق يل تخصي
السننَّة ِ
اهَّلل -أنه ِل فنرق بنين أن تكنون ُ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وظاهر كالم ُ
السنَّة المتواترة أم من ق يل انحاد.
من ق يل ُ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
189
الس ننَّة بالكتنناو ،وعلننى هننذا أكثننر اْلصننوليين،
ُ -ثال ًثننا :تخصنني
السنَّة الكتاو.ُ أن تخص فيجوز أن يخص الكتاو السنة ،كما يجوز ْ
ومن أمثلة ذلك :قولنه َ « :منا ُأبِني َن مِن ْن َح ٍّني َف ُه َنو ك ََم ْيتَتِ ِنه» ،فقولنه:
لفظ عام ،يشنمل كنل منا قأنع منن الُني ،نوا ًء أكنان ينًُ ا أم كنان "ما" ٌ
كًُّق َاحمَ مماْهُمِ ممَِِةَ نَِْة [النور ،]2:فانية عامنة؛ ْلن "الزانينة" مفنرد
دخلت عليه "أل" اِل تغراقية فيع كل زانية ،و "الزاين" مفرد دخلنت
حرا أم كان ع ًُ ا. ٍ
عليه "أل" اِل تغراقية فيع كل زان ،وا ًء أكان ً
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
191
نإن ظنناهر عمننوم انيننة أنننه يجنن ،جلننُه مااننة جلننُة ،إِل ّ
أن اْلمننة فن ّ
خصصت بالكتاو م قوله تعالى{ :فَدَِيْهِنَّ فمصْل ُ ملِ عَِلٍ الْمُحْصلاِ}م مملن
ومنه قوله تعالى{ :أََْ يدْفُو القذمخ بِيلَمهم عُِْلَةُ الاِّكَلِ ِ [ال قنرة،]237:
اهَّلل ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلى{ :-الْي لوَّْ أَكْمِْ لتُ لَكُ لدْ ٍميللاكُدْ َأَلْممْ لتُ عَِ ليْكُدْ فمدْمتمللي
:قوله تعالى{ :لمِْك عنلرةٌ كَِممَِلةٌ [ال قنرة،]196: ومن أمثلة الن
فقُ أوج ،على َمن ل يجُ الهُر أن يصوم عشرة أيام كاملة ،فهنو ينُل
علنى أننه يجنن ،علينه أن يصننوم عشنرةِ ،ل أن يصنوم أحننُ عشنر يو ًمننا ،أو
تسعة أيام ،فاللفظ هنا ِل يُتمل إِل معنًى واحًُ ا.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
200
؛ ْلنه ِل يُتمل إِل وكذلك قوله « :وم الركاز الخم » فهو ن
معنًى وحنًُ ا ،وكنذا ناار اْلعنُاد كسن عٍ ،وعشنرة ،وماانة ،وألنف ،فهني
نصوص م دِلِلهتا.
اهَّلل -تعري ًفنا آخنر فقنال: ِ ِ
اهَّللَ - -رح َمن ُه ُ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وقُ ذكر له ُ
(وقيلَ :ما َت ْأ ِويله َتن ِْزيله) ،ومعناه :ما يعنرف معنناه بمجنرد نماعه ،فهنذا
َ
معنى قوله :ما تأويله تنزيلنه ،وهنذا التعرينف فينه ن نر؛ ْلننه ينُخل فينه
أيضا ،فال اهر يعرف معناه بمجرد ماعه.
ال اهر ً
ما ِل يُتمنل إِل والصواو :هو التعريف هو اْلول؛ وهو :أن الن
معنًى واحًُ ا.
المصنِّف عن التعريف الثناين بقولنه( :وقينل) لإلشنارة إلنى
وقُ ع َّر ُ
ضعف هنذا التعرينف؛ ْلن الغالن ،أن العلمناء يألقنون "قينل" للُِللنة
على ضعف المقول.
اهَّلل -من ال او السنادس والسنابع انتقنل ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ولما فرغ ُ
للكالم على ال او الثامن والتا ع وهما :ال اهر والمؤول.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
201
وال اهر م لغة العرو يألق على معنيين:
-المعنى اْلول :الواضنحُ ،يقنال :ظهنرت الثمنرة ،يعنني :وضنُت
وبانت.
-المعنى الثاين :المرتفع .يقال :ظهر زيُ على قومه .يعنني :ارتفنع،
ومنه قوله تعالى{ :لميُظْهِرهُ عٍَِ الَِّينِ كُِِّهم [التوبة ،]33:يعني :ليرفعه.
وعنُ اْلصوليين :هنو منا احتمنل معنينين فنأكثر ،أحنُها أرجنح منن
انخر.
ومعناه :أن ال اهر ِلبُ أن يُتمنل أكثنر منن معننى ،لكنن أحنُ هنذه
المعاين أرجح من المعاين اْلخرى.
حنُهمااحتمل َأمنر ْين َأ ِ
َ اهَّلل -بقولهَ ( :ما ْ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وقُ عرفه ُ
أظهر من انخر).
ِل ؛ ْلن النن احتمل َأمر ْين) هنذا يُنكز بنه عنن النن
فقولنهَ ( :ما ْ
يتأرق إليه اِلحتمال.
وقولننهَ ( :أمننر ْين) كننان ين غنني لننه أن يقننول :فننأكثر؛ ْلن اِلحتمننال م
ال اهر ِل ينُصر م أمرين فقب ،بل قُ يكون بين أمرين ،وقُ يكون بنين
أكثر من أمرين.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
202
وقولهَ ( :أ َحُُ ُه َما َأ ْظ َه ُر مِ َن ْان َخ ِر) هذا يُكز بنه عنن المجمنل؛ ْلن
المجمل تكون المعاين فيه متساويةِ ،ل يكجح فيها معنًى على َيره.
ومننن أمثلننة ذلننك :تأويننل الرافضننة لقولننه تعننالى{ :إِنَّ الِقلله يلأْمُرُكُدْ أَنْ
ِ
لَلذْبحُوا بَِللرةً بننأن ال قننرة هنني عااشننة – َرضن َني ُ
اهَّلل َعن َْهننا– هكننذا قننالوا -
ق ُه اهَّلل.-
منها :قوله تعالى{ :قًُّْ إِنْ كُاْتُدْ لُحم هون الِقه فَلِلق ِدُوفمي يُحْ ِل ْكُدُ الِقلهُ [آل
عمران ،]31:فقوله{ :فَِلق ِدُوفمي هذا أمر ،والقاعُة "أن اْلمر المألنق
يقتضي الوجوو" ،ومن ات اَ الن ي ات اعه م أفعاله.
وكذا قوله تعالىَ{ :مِ نلَِكُدُ الرَّسُو ُ فَهُذَُهُ [الُشر ،]7:فهذا أمر،
واْلصلّ :
أن اْلمر المألق يقتضي الوجوو ،وأفعال الن ي مما آتانا.
-القول الثاين :أن أفعاله التي ليست على وجه الخصوصية وليسنت
بيانًا تُمل على النُو ،وهذا اختناره جماعنة منن المُققنين منن علمناء
اْلصول.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
211
وا ننتُلوا علننى ذلننك :بن ّ
نأن فعننل الن نني لننه يخرجننه عننن الكراهننة
مكروها ،وهو ّ
أن فعل الن ني إذا ً والتُري ؛ ْلنه ِ ل يفعل حرا ًما وِل
ل يكنن بيانًنا ،وظهنر مننه قصنُ القربنة فإننه يُمنل علنى الننُو ،وهنناك
اهَّلل -وذكرهننا َيننره مننن ِ
المصنننِّف َ -رح َمنن ُه ُ
أقننوال أخننرى صننفح عنهننا ُ
اْلصوليين.
اهَّلل َعن َْها– أن الن ي ِ
ومن أمثلة ذلك :ما جاء م حُيث عااشة – َرض َي ُ
كان إذا دخل بيته أول شيء ي ُأ به السواك.
وكذلك ما جاء م حنُيث أبني نعيُ الخنُرر ّ
أن الن ني كنان
يخرج يوم الفأر واْلضُى ،فأول شيء ي ُأ به الصالة.
وقُ أخذ الفقهاء من هذا أنه ُيستُ ،لإلمنام أن يتنأخر؛ حتنى يكنون
ٍ
شيء ي ُأ به الصالة. أول
-القس اْلول :وكذلك ما جناء م حنُيث أبني هرينرة أن الن ني
كان إذا خرج للعيُ من طرينق رجنع منن طرينق آخنر ،فهنذا الفعنل ُيشنعر
بقصُ القربة ،ولهذا ن َّ الفقهاء على أنه يستُ ،ذلك؛ هنذا هنو القسن
اْلول ،وهو :ما كان على وجه القربة والأاعة.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
212
-القس الثاين :ما كان على َير وجه القربنة والأاعنة ،وهنذا ُيسنمى
أيضنا علنى
عنُ اْلصوليين بالفعل المجرد ،وقُ اختلف فينه اْلصنوليون ً
اهَّلل -من أنه ُيُمل علنى ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
أقوال ٍكثيرة ،والتُقيق ما ذكر ُ
اإلباحة؛ وذلك ْلن فعل الن ي له يخرجه عن التُري والكراهة؛ ْلننه
مكروهننا ،واْلصننل عننُم الثننواو علننى الفعننل أو
ً ِل يفعننل مُر ًمننا وِل
العقاو على الكك ،وهذا هو معنى اإلباحة.
ومن أمثلة ذلك :ما جاء أن الن ي كنان يأكنل القثناء بالرطن ،،ومنا
ج نة شنامية ضنيقة ث ت أنه شرو الل ن بالعسل ،وأنه احتج ،وأننه لن
الكمين ،فهذه كلها أفعال من الن ي ل ي هر فيها قصُ القربة والأاعة؛
فتُُمل على اإلباحة.
وكذلك قعنود الن ني وقيامنه ،وأكلنه وشنربه ،ول سنه ،فهني أفعنال
ُتُمل على اإلباحة ،إِل أنه قُ يتعلق هبذا الفعل صفة مألوبة ،كأن يكون
اْلكل باليمين ،أو أن يكون اِلضأجاَ على الجن ،اْليمن ،فتكون هذه
ٍ
حينئذ مألوبة ،أ َّما الفعل فيكون على أصل اإلباحة. الصفة
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
213
اهَّلل -وهنناك مسناال كثينرة ِ
المصنِّف َ -رح َمن ُه ُ
هذا هو حاصل ما ذكر ُ
تتع َّلننق بأفعننال الن نني ،معرفتهننا وفقههننا م َايننة اْلهميننة ،يجنن ،علننى
طالنن ،علنن الشننريعة أن ُيعنننى هبننا ،وِل ينا نن ،كالمهننا م شننرح هننذا
المختصر؛ ْلن الوقت ِل يأذن بذلك.
اهَّلل -منن الكنالم علنى أفعنال الن ني ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
ولما فنرغ ُ
واختصار شُيُ انتقل للكالم على إقرار الن ي ،و نتكل علينهٍ بإيجاز
م لقاانا القادم ،واهَّلل أعل ،وصلى اهَّلل و ل على ن ينا مُمُ.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
214
الش ِريعة على ال َقول الص ِ
ادر من أحُ ُه َو َقول َصاح، َّ ْ َوإِ ْق َرار َصاحَ َّ ،
الش ِري َعة َوإِ ْق َراره على ا ْل ِف ْعل ك َِف ْعلِ ِه.
َّ
َو َما ُفعل فِي وقته فِي َير َم ْجلِسه َوعل بِ ِه َول ُينكره َفُكمه حك َما
فعل فِي َم ْجلِسه.
السننورة فيخننت بقولننه تعننالى{ :قللًّ هللو اهلل أحللَ * اهلل الصللمَ . .
الكريمة.
الن ي أو م َينر مجلسنه؟ م َينر ٍ
لشيء حصل م مجل إقرار
فهذا ٌ
مجلسه ،و ُعلِ به وترك إنكاره.
(وعل بِ ِه) فيه بيان شرط من شروط اإلقرار ،وهو:
المصنِّفَ :
وقول ُ
عل الن ي بالشيء الم َق ِّنر علينه؛ ّ
ْلن منا لن يعلن بنه الن ني ِ ل يصنح
أن ما ل يقله أو ل يفعله ِل يصح نس ته إليه. نس ته إليه ،كما ّ
ٍ (وعل بِ ِه) هذا فيه بيان ِ
شنرط منن اهَّلل –َ : فإ ًذا قول ُ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
شروط اإلقرار ،وهو :عل الن ي بالمقر عليه ،فمنا لن َيعلن بنه فإننه ِل
أن ُينس ،إليه ،كما ل يقله أو ل يفعله فإنه ِل يصح ْ
أن ُينس ،إليه. يصح ْ
وبنا ًء على هذا :كما وقع م عهُ الن ي ول ُينقنل لننا أننه علن بنه؛
فُكمه أنه ين ر فينهْ :
فنإن كنان مثلنه ِل يخفنى علنى الن ني فإننه يكنون
أن معنا ًذا
ُح َّجة إلقرار الن ي له؛ ْلن مثله ِل يخفى ،وذلك مثل ما ث نت ّ
كان يصلي مع الن ي صالة العشاء ،ث يذه ،إلى قومه فيصلي هب
تلك الصالة.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
218
ّ
وْلن المُينة صغيرة، فمثل هذا ِل يخفى على الن ي لتكرر ذلك،
ّ
وْلن أامتهننا معننُودون معلومننون ،فمثننل هننذا ِل يخفننى علننى الن نني ،
فيكون ُح َّجة.
وطريق حجته :إقرار الن ي له.
اهَّلل ِ وأ َّمننا ْ
إن كننان مثلننه يخفننى ،وذلننك مثننل عننزل الصننُابة َ -رضن َني ُ
َعن ُْه ْ -والمقصود بالعزل :هو اإلنزال خارج الفرج ،فال يكون ُح َّجنة منن
جهة إقرار الن ي ْ ،
وإن كان يكون ُح َّجة من جهة إقنرار اهَّلل لنه؛ ْلننه
لو كان ممنو ًعا ْلخل اهَّلل به ن يه كما أخله بأحوال المنافقين.
ولهذا يقول جابر كما م الصُيُين( :كنا نعزل والقرآن ينزل لو
الن ي كان شي ًئا ُينهى عنه لنهى عنه القرآن) ،فإ ًذا ما وقع م َير مجل
وعل به ول ينكره فإنه يكون ُح َّجة.
أ َّما ما وقع م عهُه ول ُينقل لنا أنه عل به فهنذا نن نر فينهْ :
فنإن كنان
مثله يشتهر فإنه يكون ُح َّجة ،وطريق حجته :إقرار الن ي بنأن مثنل هنذا
إن كان مثله يخفى فال يكون ُح َّجة من جهنة اإلقنرارْ ،
وإن ِل يخفى ،وأ َّما ْ
كان يكون ُح َّجة من جهة إقرار اهَّلل َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى-؛ ْلنه لو كان ً
منكرا
لن يقننره اهَّلل ويننكك إخ ننار ن يننه بننه ،كمننا أخننله بننأحوال المنننافقين
الخفية وأطلعه عليها.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
219
هَّلل -من الكالم علنى ال ناو العاشنر ِ وبعُ ْ
المصنِّف َ -رح َم ُه ا ُ
أن فرغ ُ
وهو أفعال الن ي ،وما يت عه من اإلقرار ،انتقل للكنالم علنى ٍ
بناو مهن
وهو باو النس ،وهو ال او الُادر عشر من أبواو هذا الكتاو.
وم ُث النس من أه م احث أصول الفقنه ،وذلنك لوقنوَ النسن
والمنسنوخ ربمنا أفسنُ النُين ،ولهنذا م الشريعة ،و َمن ِل يعرف النا
والمنسوخ؟ فقالِ :ل، ٍ
لقاض :هل تعرف النا ن ُِقل عن علي أنه قال
فقال :هلكت وأهلكت.
، وذلك ْلنه ربما قضى أو أفتى بُك منسوخ ،وترك الُك النا
فيقع م الزي فيضل و ُيضل.
ّ
فننإن اْلصننوليين يعننُون معرفننة النا نن وْلهميننة م ُننث النسنن
والمنسوخ شر ًطا من شروط رت ة اِلجتهاد ،فال ي ل أحنُ رت نة اِلجتهناد
والمنسوخ. إِل إذا كان ذا معرفة بالنا
والمنسوخ مؤلفات كثيرة :من أحسننها: وقُ ألف العلماء م النا
م كتاو [اِلعت نار م النا ن والمنسنوخ] للُنازمي ،فهنو كتناو نفني
هذا ال او.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
220
النّس
ومن أمثلة ذلك :قوله َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلىَ{ :-الِقِلمي يأْلمَ الْفَِحمنةَ مملنْ
فمسِِمكُدْ فَِسْتَنْهََُِا عَِيْهِنَّ أَرْبدةً مماْكُدْ فَإِنْ شهََُِا فَأَمْسمكُوهُنَّ فمي الْ ُيُلو}م حتقلٍ
يتَوفقِهُنَّ الْموْ }ُ أََْ يجْدًَّ الِقلهُ لَهُلنَّ سل ِيًِِ [النسناء ،]15:فهنذا الُكن مغينى
بغاية ،لقوله{ :حتقٍ يتَوفقِهُنَّ الْموْ}ُ أََْ يجْدًَّ الِقهُ لَهُنَّ س ِيًِِ .
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
226
ث زال هذا الُك ِلنتهاء َايته؛ كما م حنُيث ع نادة ّ
أن الن ني
ِ ٍ
قال« :ا ْل ِ ْك ُر بِا ْل ِ ْك ِر َج ْلُُ مااَةَ ،و َت ْغ ِر ٌ
يَ ،عنا ٍّم» ،فارتفناَ هنذا الُكن ِل
ْلن اهَّلل َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعنا َلى -جعنل
نسخا؛ ْلنه ارتفع ِلنتهاء َايتهّ ،
ُيسمى ً
ً
نسنخا، هذا الُك مغ ًيى بغاية ،ث ارتفع الُك بانتهاء َايته فنال ُيسنمى
هكذا مثل كثير من علماء اْلصول.
اهَّلل -إلنى تفصنيل حسنن م ِ
وذه ،شي اإل الم ابن تيمية َ -رح َمن ُه ُ
ً
نسنخا، إن كاننت مجهولنة ّ
فنإن ارتفاعهنا ُيسنمى أن الغاية ْ
المسألة ،وهوّ :
إن كانت الغاية معلومة ّ
فإن ارتفاعها ِل ُيسمى ً
نسخا. وأ َّما ْ
وانية السنابقة الغاينة معلومنة أو مجهولنة؟ الغاينة معلومنة ،فيكنون
نسننخا؛ ّ
ْلن الغايننة ً ّ
فننإن ارتفنناَ الغايننة هنننا ِل ُيسننمى الصلليَِّ إا الِيللًّ
ٌ
تفصنيل اهَّلل- ِ
معلومة ،وهذا التفصيل الذر قنرره شني اإل نالم َ -رح َمن ُه ُ
حسن.
ومثال ارتفاَ الُك لزوال علته :قوله َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى{ :-يلِ أَيههلِ
نسخا لقوله{ :إِذَا فُوٍمخ لمِصَّالةم ممنْ يوَِّْ الْجُمُدةم فَِسْدوْا إِلَلٍ
األَرْ ِ ِل يكون ً
ذمكْرِ الِقلهم ؛ ّ
ْلن التُنري بعنُ الفنراغ منن الصنالة قنُ زالنت علتنه فينزول
معها.
ِ
اهَّلل( :-على وجه لوِله لكان ثابتًا) يُكز فإ ًذا قول ُ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
به عن ارتفاَ الُك لزوال علته أو ِلنتهاء َايته.
(مع تراخيه عنه) معناه :مع تأخر الخأاو الثاين عن الخأاو اْلول
متأخرا م الزمان
ً م الزمان ،فال ُبَُّ م النس ْ
أن يكون الخأاو الثاين أر:
عن الخأاو اْلول.
واْلصوليون يعلون م النس بنالكاخي ،وِل يعنلون بالتنأخر؛ ّ
ْلن
بينهما فر ًقا.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
228
فما الفنرق بنين الكاخني والتنأخر؟ لمناذا ِل يقنول اْلصنوليون :منع
تأخره عنه؟ لماذا يعلون بقوله :مع تراخيه عنه؟
نقول :هناك ٌ
فرق بين الكاخي والتأخر ،فالتأخر ِل يلزم منه الكاخي،
متأخر ،يعنني :قنُ يتنأخر عنن مثال الذر يُصل به التخصي
فاِل تثناء ً
قنُ يتنأخر عنن المسنتثنى، المستثنى والشرط الذر يُصل به التخصي
والصفة ِل ُبنَُّ ْ
أن تتنأخر عنن الموصنوف ،وهنذا التنأخر لن يُصنل معنه
الكاخي.
فالتننأخر ِل يلننزم منننه الكاخنني ،وأ َّمننا الكاخنني فيلننزم منننه التننأخر،
والنس المشكك فيه الكاخي ،أ َّما التأخر من َير حصول الكاخي فلني
ً
نسنخا، باِل نتثناء المتنأخر ً
نسخا ،ولو قلنا :إنه نسن ،لكنان التخصني
بالشرط المتأخر ً
نسخا ،وهي ليست كذلك ،هذا هنو معننى والتخصي
النس عنُ علماء اْلصول.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
229
أن النسن ِل ُبنَُّ ْ
أن يتُقنق فينه أربعنة ومن خنالل التعرينف نسنتفيُ ّ
شروط:
-الشرط اْلولْ :
أن يكون النس ثابتًا بخأاو.
-الشرط الثاينْ :
أن يكون النس لُك ثابت بخأاو.
والمنسوخ. -الشرط الثالث :حصول الكاخي بين النا
ٍ
وجنه لنوِل الخأناو الثناين -الشرط الرابنعْ :
أن يكنون النسن علنى
لكان الُك ثابتًا بالخأاو اْلول السابق.
أن تتُقق م النسن ،فنإذا اختنل واحنٌُ ّ
فنإن فهذه أربعة شروط ِل ُبَُّ ْ
النس ِل يتُقق.
منن النسن عننُ هذا هو معنى النسن عنن اْلصنوليين ،وهنو أخن
المتقنننُمين منننن الصنننُابة والتنننابعين ق نننل ا نننتقرار اِلصنننأالح ،فن ّ
ننإن
المتقُمين يألقون النس على النس اِلصأالحي الذر ذكرننا تعريفنه،
العننام وتقييننُ المألننق ،وت يننين المجمننل ،فهننذه كلهننا وعلننى تخصنني
ُيسموهنا ً
نسخا.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
230
وبنا ًء على هذا :ننت ه إلى ٍ
أمر مه ؛ وهنو :أننه إذا ورد لفنظ النسن م
كنننالم الصنننُابة أو التنننابعين؛ فنننال نسنننتعجل م حملنننه علنننى النسننن
اِلصأالحي وهو رفع الُك ،فنإهن قنُ يرينُون النسن اِلصنأالحي،
العننام ،وقننُ يريننُون بننه تقييننُ المألننق ،وقننُ وقننُ يريننُون بننه تخصنني
يريننُون بننه ت يننين المجمننل ،ومعرفننة مقصننوده تُصننل بالمراجعننة
وال ُث.
من عُة وجوه ،وعُنا بنذكرها عننُ والنس يختلف عن التخصي
،وهذا أوان الوفاء بما وعُنا. الكالم على التخصي
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
231
ومن هذه الوجوه:
فهو مانع. أوِلّ :
أن النس رافع ،وأ َّما التخصي ً -
فهنو فالنس رافع أر :م أ ٍل ومل ٍ للُكن السنابق ،أ َّمنا التخصني
م الخأاو العام. المخص
َّ مانع لُخول
وبنا ًء على هذا :نعل ّ
أن المنسوخ كان مقصو ًدا ،ث جاء ما يرفعه ،أ َّما
ل يقصنُ دخولنه م اللفنظ العنام ،فالتخصني فالمخص
ّ التخصي
ودخوله م اللفنظ العنام؛ هنذا الوجنه المخص
َّ مانع ،وم ين لعُم إرادة
اْلول.
فنال -الوجه الثاينّ :
أن النس ُيشكط فينه الكاخني ،أ َّمنا التخصني
فال يخلو اْلمر من حالين: المخص
ِّ ُيشكط فيه ،وإذا تراخى
-الُال اْلولْ :
أن يكون ذلك بعُ العمل ،فيكون ً
نسخا.
تخصيصا.
ً ق ل العمل فيكون -الُال الثانيةْ :
أن يكون التخصي
الُال اْلولْ :
أن يكون إخراج بعض أفراد العام بعنُ العمنل فيكنون
ً
نسخا.
والُننال الثانيننةْ :
أن يكننون إخننراج بعننض أفننراد العمننل ق ننل العمننل
تخصيصا.
ً فيكون
فال يشكط فيه. فالنس ُيشكط فيه الكاخي ،أ َّما التخصي
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
232
أن النس ِل ُبَُّ ْ
أن يكون بخأناو ،أ َّمنا التخصني -الوجه الثالثّ :
باإلجمنناَ، فننال يشننكط فيننه ْ
أن يكننون بخأنناو ،بننل يصننح التخصنني
ويصح بالقياس مع ّ
أن النس -كما عرفناِ -ل يصح باإلجماَ ،وِل يصح
بالقياس.
. فهذه بعض الوجوه التي يفكق فيها النس عن التخصي
اهَّلل -عليه مأخذ وهنو: ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وهذا التعريف الذر أورده ُ
عرف النس أنه لن يُخل فيه نس التالوة مع بقاء الُك ؛ ْل ّن ُ
المصنِّف َّ
بأنه الخأاو النُال علنى رفنع الُكن ،وأ َّمنا رفنع النتالوة فلن ينُخل م
التعريف ،رفع التالوة مع بقاء الُك ل يُخل م التعريف.
المصنِّف يأيت أنه ذكر من أقسام النس :رفع التالوة مع بقاء
مع أن ُ
الُك .
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
233
الر ْ ،ونس الر ْ َو َب َقاء الُك َونس الُك َو َب َقاء َّ َويجوز نس َّ
اْلمرين م ًعا ،والنس إِ َلى بُل َوإِ َلى َير بُلَ ،وإِ َلى َما ُه َو أ َْلظ َوإِ َلى َمنا
ُه َو أخف.
ومن أمثلته :قوله تعالىَ{ :القذمين يُتَوفقلوْن مملاْكُدْ َيلذَرَُن أَزَْانًلِ َصمليَّةً
دلينل علنى ّ
أن لمأَزَْانِهِدْ متَِعًِ إِلٍَ الْحلوْ ِ [ال قنرةّ ،]240:
فنإن هنذه انينة ٌ
كامال. المتو َّفى عنها زوجها تعتُ ً
حوِل ً
بِأَففُسمهِنَّ أَرْبدةَ أَشْلهُرى َعنْلرًا [ال قنرة ،]234:هكنذا م َّثنل كثينر منن علمناء
اْلصول.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
235
وذهنن ،بعننض أهننل العل ن إلننى أنننه ِل نس ن م انيتننين؛ ْلن قولننه:
{يتَربَّصْن بِأَففُسمهِنَّ أَرْبدةَ أَشْهُرى َعنْرًا يُل على العنُة الواجنُة ،ومنا زاد
واج ًا ،ولكنهنا وصنية لمنن أرادت ْ
أن تنت السنة لي
على ذلك إلى تمام َ
العُة إلى الُول.
اهَّلل- ِ
وممن اختار هذا القول الشي ع ُ الرحمن بن عُر َ -رح َم ُه ُ
م تفسننيره ،والقاعننُة " ّ
أن اْلصننل م النصننوص اإلحكننام ،فننإذا احتمننل
ّ
فإن اْلصل هو عُم النس ،وِل ُيلجنأ النس واحتمل عُم النس الن
إلى النس إِل إذا ل يمكن الجمع بين النصين" ،وهذه قاعُ ٌة ع يمة.
-القس الثالث :ما نُس لف ه وحكمه م ًعا.
ومثاله :آية الرضاَ كما جاء م [صُيح مسل ] عنن عااشنة َ -ر ِض َني
ات مع ُلوم ٍٍ ِ ِ اهَّلل َعنْها -قالت" :ك َ ِ
نات، يما ُأن ِْز َل فني ا ْل ُق ْنرآن َع ْش ُنر َر َضن َع َ ْ َ
َان ف َ ُ َ
ات".َفن ُِس ْخن بِ َخم ٍ مع ُلوم ٍ
ُ ْ َْ َ
-التقسي اْلول :وهذه انية وهي آية الرضاَ قُ نس لف ها ونس
أيضننا ،هننذا التقسنني اْلول؛ وهننو :أقسننام النسن باعت ننار الننن
حكمهننا ً
المنسوخ.
-التقسي الثاين :أقسام النس باعت ار ال ُل وعُمه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
236
وهو ينقس هبذا اِلعت ار إلى قسمين:
-القس اْلول :نس إلى بُل ،ومن أمثلة ذلك :نس ا تق ال بينت
المقُس با نتق ال المسنجُ الُنرامّ ،
فنإن ا نتق ال بينت المقنُس ثابنت
بالسنّة الن وية على صاح ها أفضل الصالة والتسل .
ُ
ثن نسننخت بالكتنناو الكننري م قولننه{ :قَلَْ فَللرى لََُِِّللب َنْهِللك فمللي
السَّلللللللمِءم فََِاُولِّياَّلللللللك قم َِْللللل لةً لَرْضَلللللللِهِ فَلللللللو ِّ َنْهلللللللك شللللل للْر الْمسْللللل لجَِم
الْحللراَِّ [ال قننرة ،]144:أر :جهننة المسننجُ الُننرام؛ ْلن الشننأر معننناه:
الجهة ،كما م قول الشاعر" :وما تغني الر الة شأر عمرو" يعني :جهة
عمرو.
-القس الثاين :نس إلى َير بُل.
ومن أمثلته :آية المناجاة{ :يِ أَيههِ القذمين نماُوا إِذَا فَِنيْتُدُ الرَّسُو َ فََِلَِّمُوا
بيْن يَخْ فَجْواكُدْ صَقَةً [المجادلة ،]12:فأمر بالصُقة عنُ مخاط ة الن ي
.
بنُِل عنن ٍ
شنيء ً ث نس اهَّلل ذلك وأباح مناداة الن ي من َير وجنوو
الصُقة ،فقال{ :أَأَشْفَِْتُدْ أَنْ لََُِِّمُوا بيْن يلَخْ فَجْلواكُدْ صلَقَِ} فَلإِذْ لَلدْ لَفْدُِلوا
فقال{ :فَمنْ شهَِ مملاْكُدُ النَّلهْر فَِْيصُلمْهُ [ال قنرة ]185:فالنسن هننا منن
أخف إلى بُل أَلظ.
-القس الثاين :نس إلى بنُل أخنف كمنا م آينة المصنابرةّ ،
فنإن اهَّلل
أوج ،م أول اْلمنر علنى المسنل ْ
أن يصنابر عشنرة منن المشنركين ،ثن
نس بعُ ذلك فأوج ،على المسل ْ
أن يصابر اثنين من المشركين.
-القسنن الثالننثْ :
أن يكننون ال ننُل النا نن مسنناو ًيا للم ننَُ ل مننننه
اهَّلل ،-ومنن أمثلتنه: ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
المنسوخ ،وهذا القس لن ينذكره ُ
نس ا تق ال بينت المقنُس با نتق ال المسنجُ الُنرام ،فإننه نسن إلنى
ٍ
مساو. بُل
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
238
أن المسنجُ الُنرام ٍ
مساو منع ّ ْ
فإن قلت :كيف يكون ً
نسخا إلى بُل
أفضل من بيت المقُس؟
ٍ
مسناو ِل نتق ال فالجواو :علنى هنذا ّ
أن ا نتق ال المسنجُ الُنرام
بيت المقُس بالنس ة للمك َّلف ،فهما مستويان بالنس ة إلى المك َّلنف ،أ َّمنا
المسننتق ل ف ينهمننا فننرق ،فالمسننجُ الُننرام أع نن وأشننرف مننن بيننت
المقُس ،هذا التقسي الثاين.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
239
السننة
ّ السنة بِا ْلكتاوَ ،ونسن
ّ َويجوز نس ا ْلكتاو بِا ْلكتاوَ ،ونس
بِالسنةَ ،ويجوز نسن ا ْل ُمت ََنواتر بنالمتواتر مِن ُْه َمناَ ،ونسن ْان َحناد بانحناد
وبالمتواترَ ،و َِل يجوز نس ا ْل ُمت ََواتر بانحاد.
،وهذا هو التقسي الثالث :هو أقسام النس باعت ار الخأاو النا
أه التقسيمات وأع مها.
وهو هبذا اِلعت ار ينقس إلى:
ً -
أوِل :نس الكتاو بالكتاو كما م آية المصنابرة ،وآينة المناجناة،
وآية عُة المتوىف عنها زوجها.
السننَّة بالكتناو ،ومنن أحسنن أمثلتنه كمنا ذكنر
ُ -القس الثاين :نس
ذلك ابن القي م [زاد المعاد] وابن كثينر م [تفسنيره] قولنه تعنالى{ :يلِ
أَيههِ القذمين نماُوا إِذَا نِءكُدُ الْمُمْمماِ}ُ مُهِنِرا} فَِمْتَحماُوهُنَّ الِقلهُ أَعَِْلدُ بِإَِلِفمهِنَّ فَلإِنْ
عِممْتُمُوهُنَّ مُمْمماِ} فَال لَرْنِدُوهُنَّ إِلٍَ الْكُفقِرِ ال هُنَّ حمًٌّّ لَهُدْ َال هُدْ يحمُِّون لَهُلنَّ
[الممتُنة.]10:
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
240
ّ
فإن هذه انية نا خ ٌة لما وقع م صلح الُُي ية منن اتفناق الن ني
مسلما وج ،عليه ْ
أن يعيُه ً مع ُ هيل بن عمرو؛ ّ
أن َمن جاء إلى الن ي
للمشركين ،فنُس ذلك م حق النساء فقنب ،فنإذا جناءت المنرأة مهناجر ٌة
السنَّة
ُ مؤمنة فإنه ِل يجوز إرجاعها للمشركين ،والنس هنا من باو نس
بالكتاو.
السننَّة بالكتناو هنو منذه ،جمهنور اْلصنوليين وهننو
ُ وجنواز نسن
المصنِّف.الصُيح لوقوعه ،وهو الذر اختاره ُ
اهَّلل -إلنى أننه ِل يجنوز ،وا نتُل علنى ِ
وقُ ذه ،الشنافعي َ -رح َمن ُه ُ
جناازا
ً السنَّة بالقرآن
ُ ٌ
وبيان له ،ولو كان نس السنَّة تابع ٌة للقرآن ذلكّ :
بأن ُ
فالسنَّة تابعن ٌة للقنرآن
بالسنَّةُ ، لُصل العك ،وهوْ :
أن يكون القرآن تاب ًعا ُ
وهنو ْ
أن يكنون وم ين ٌة له ،ولو قلناّ :
إن القرآن نا ٌ ُ
للسننَّة لوقنع العكن
تاب ًعا لها.
صرح
السنَّة إِل ُ نَّة ،وقُ َّ
وبنا ًء على هذا :فإنه ِل ينس عنُ الشافعي ُ
هبذا م كتابه [الر الة] الذر هو أول كتاو مُون م أصول الفقه ،صنرح
السنَّة إِل ُ نَّة.
ُ بأنه ِل ينس
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
241
وقننُ نقننل عنننه بعننض أصننُابه مننن الشننافعية أنننه يوافننق جمهننور
السنَّة ،فُملوا كالمه على أنه إذا
ُ اْلصوليين م ّ
أن القرآن يجوز أن ينس
وقع النس بالقرآن فال ُبَُّ ْ
أن يكون معه ُ نَّ ٌة نا خة.
وعلى ك ٍل فالراجح إن شاء اهَّلل :ما ذه ،له جمهور أهل العل من أنه
السنَّة بالقرآن.
ُ يجوز نس
بالسنَّة ،وله أربعة صور:
السنَّة ُ
ُ القس الثالث :نس
بالس ننَّة المتننواترة ،وهننذا
الس ننَّة المتننواترة ُ
ُ -الصننورة اْلولننى :نس ن
جااز ،وقُ ذكَر الفتوحي م [شرح الكوك ،المنير] أن هذا ِل يكاد يوجُ
ٌ
بالسنَّة المتواترة.
السنَّة المتواترة ُ
ُ له مثالِ ،ل يكاد يوجُ مثال لنس
جااز باتفناق كالصنورة
-الصورة الثانية :نس انحاد بانحاد ،وهو ٌ
اْلولى.
وأمثلة هذا القس كثيرة:
وهنا» ،وهنذا نار ِة ا ْل ُق ُ ِ
نور َف ُز ُ
ور َ ومنها :قوله ُ « :كن ُْت ن ََه ْين ُت ُك ْ َعن ْن ِز َي َ
المثال -كما يقول العلماء -من أَرو أمثلة النسن ،ووجنه الغرابنة فينه:
واحُ. والمنسوخ م ن أنه ذكر النا
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
242
جنااز
ٌ بالسنَّة المتواترة ،وهنذا
السنَّة انحادية ُ
ُ -الصورة الثالثة :نس
الس ننَّة
الس ننَّة المتننواترة أقننوى مننن ُ
أن ُأيضننا ،وذلننك ّ
باتفنناق اْلصننوليين ً
انحادية.
بالسننَّة
السننَّة المتننواترة ُ
ُ -الصننورة الرابعننة -عكسننها :-وهنني نسن
المصنِّف وجمهور اْلصوليين إلنى أننه ِل يجنوز ْ
أن انحادية ،وقُ ذهُ ،
بالسنَّة انحادية.
السنَّة المتواترة ُ
ُ تنس
وا تُلوا على ذلك بأدلة :منها قوله تعالى{ :مِ فَاسَْ ممنْ نية أََْ فُاسمهِ
خينرا منن القنرآن فَأْ}م بِهَيْرى مماْهِ أََْ مماِْمهِ [ال قنرةُ ،]106:
والسننَّة ليسنت ً
وِل مثلها.
السنَّة القرآن؛ ّ
ْلن الكنل منن عننُ ُ -القول الثاين :أنه يجوز ْ
أن تنس
اَِعمدى يلْدمُ هُ إِلقِ أَنْ يكُون ميْتَةً أََْ ٍمًِ مسْفُوحًِ أََْ لَحْد خمازِيرى فَإِفقهُ رِنْ}ٌ . .
[اْلنعام ]145:انية.
ٌ
منسوخ؛ لما جاء م حُيث أبني هرينرة ، فالُصر الوارد م انية
أن الن ني هننى عنن كنل ذر ٍ
نناو منن اهَّلل َعن ُْه َمناّ - ِ
وابن ع اس َ -رض َني ُ
ٍ
مخل ،من الأير. الس اَ ،وذر
وما جاء م حُيث من ّ
أن الن ي هنى عن لُوم الُمر اْلهلية،
بالسننَّة ،والقاعنُة " ّ
أن الوقنوَ يعني :عن أكلها ،فهذا نسن للقنرآن وقنع ُ
دليل الجواز".
وأ َّما قوله تعالى{ :فَأْ}م بِهَيْرى مماْهِ أََْ مماِْمهلِ ،فنالمراد {خبلم مالهِ
والسنَّة قُ تأيت بما هنو أنفنع للمكلفنين
أر :أصلح للمكلفين وأنفع له ُ ،
وأصلح م زمان من اْلزمنة.
فقوله{ :فَأْ}م بِهَيْرى مماْهِ أََْ مماِْمهِ ،معناه :نأيت بما هو أنفع للمكلفين
والس ننَّة قننُ تننأيت بمننا يكننون ذلننك ،أر :بمننا يكننون أنفننع
وأصننلح له ن ُ ،
للمكلفين وأصلح له .
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
245
والنس مقصوده :مراعاة مصالح المكلفين؛ ّ
ْلن الُك قُ يكون م
زمان مصلُة للمكلفين ،ث يكون م زمان آخر المصلُة م حك َيره،
واهَّلل َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى -لأيف بع اده يعل ما يصلح له ومنا يصنلُه ،
وهذا القول الثاين هو اْلرجح فيما ي هر والعل عنُ اهَّلل تعالى.
اهَّلل -عقُ تن ًيها للكالم علنى التعنارض، ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ولما فرغ ُ
نتكل عليه ْ
إن شاء اهَّلل تعالى م لقاانا القادم ،ونسأل اهَّلل لنا ولك العل
النافع ،والعمل الصالح.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
246
َتنْ ِيه فِي ال َّت َع ُارض :إِذا ت َعارض نأقان َف َال َي ْخ ُلو إِ َّما َأن َي ُكونَا َعنام ْي ِن
احُ مِن ُْه َما َعا ًما من َأو خاصينَ ،أو َأحُهما َعاما و ْانخر َخاصاَ ،أو كل و ِ
َ ّ َ َ
ينهما جمعَ ،وإِن ٍ
َوجه وخاصا من َوجهَ ،فإِن كَانَا َعام ْي ِن َفإِن أمكن ا ْلجمع َب َ
َّاري َ ،فإِن عل الت ِ
َّاري فيهما إِن ل يعل الت ِ ل ُيمكن ا ْلجمع َب َ
ينهما يت ََو َّقف َ
ين َْس ا ْل ُم َت َقُّ م بالمتأخر َوك ََذا إِذا كَانَا خاصين.
ِ
اهَّلل -علنننى النسننن وذكنننر تعريفنننه، لمنننا تك َّلننن ُ
المصننننِّف َ -رح َمننن ُه ُ
وأقسامه ،خت هذا الم ُث بالكالم على التعارض وأقسامه.
وقننُ جننرت عننادة اْلصننوليين أهنن يننذكرون م ُننث التعننارض بعننُ
الفراغ من اْلدلة ،وذلك م آخر الم احث اْلصولية ،و ،ذلك :أنه ِل
يمكن اِل تُِلل بالُليل إِل إذا زال ما يعارضه.
فلهذا يختمون الم احث اْلصولية بالكالم على م ُنث التعنارض؛
والمصننِّف -
ْلنه ِل يمكن اِل تُِلل بنُليل إِل بعنُ زوال منا يعارضنهُ ،
اهَّلل -عننذره م ذلننك ّ
أن النس ن فننرَ عننن التعننارض وم ننني عليننه، ِ
َرح َم ن ُه ُ
معارض للمنسوخ. فالنا
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
247
اهَّلل -م ُننث النس ن بننالكالم علننى ِ
المص ننِّف َ -رح َم ن ُه ُ
فلهننذا خننت ُ
التعارض وأقسنامه ،وهذا له وجنه منا ن ة -كمنا قلننا -وهنيّ :
أن النسن
م ننني علننى التعننارض ومتفننرَ عنننه ،فلهننذا ختمننه بننالكالم علننى م ُننث
التعارض.
بينهنا والتعارض إنَّما يقع م ن ر الناظر ،أ َّما نصوص الشريعة فلني
تعارض م حقيقة اْلمر؛ لقوله َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلىَ{ :-لَوْ كَِن ممنْ عماَْم رَيْرِ
ومن أمثلة ذلنك :قولنه تعنالىَ{ :القلذمين يُتَوفقلوْن مملاْكُدْ َيلذَرَُن أَزَْانًلِ
العموم ،مع قولهَ{ :القذمين يُتَوفقوْن مماْكُدْ َيذَرَُن أَزَْانًِ يتَربَّصْن بِأَففُسمهِنَّ أَرْبدةَ
َيذَرَُن أَزَْانًِ َصميَّةً لمأَزَْانِهِدْ متَِعًِ إِلَلٍ الْحلوْ ِ فيكنون قولنه{ :يتَربَّصْلن
ومننن اْلمثلننة المشننهورة م هننذا :قولننه ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلىَ{ :-أن
جتمدوا بَ األختَ ،فإنه يُل على تُري الجمع بين اْلختين م النكاح،
ٌ
لفنظ عنام ،ينُل علنى تُنري فإ ًذا قولهَ{ :أن جتمدلوا بلَ األخلتَ
الجمع بين اْلختين الُرتين واْل َمتين م النكاح.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
253
ويعارضه قوله تعالى{ :أَ مِ مِكت أَِفكد فإننه ينُل علنى إباحنة
الجمع بين اْلختين اْلمتين م النكاح؛ ْلن "ما" م قوله{ :أَ مِ مِكت
تعارض م حقيقة اْلمر؛ لقوله َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلىَ{ :-لَوْ كَِن ممنْ عماَْم رَيْرِ
الِقهم لَونََُا فميهم اخْتمالفًِ كَاممًا [النساء ،]82:فلما كان من عنُ اهَّلل ث ت أننه
فيه اختالف ،وإنَّما يقع التعارض م ن ر الناظر واجتهاده. لي
والتعارض م لغة العرو معناه :التمانع والتقابل ،تقول :تعارض زيٌُ
وعمرو ،أر :تقابال وتمانعا.
ٍ
وجنه يمننع أ َّما عنُ اْلصوليين :فالتعارض هو تقابنل النُليلين علنى
ٍ
واحُ منهما دِللة انخر. كل
والتعارض قُ يُصل بنين النصنين ،وقنُ يُصنل بنين اإلجمناعين،
وقُ يُصل بين القيا ين ،وقُ يُصل بنين نن ٍ وإجمناَ وقيناس ،وقنُ
يُصل بين إجما ٍَ أو قياس.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
255
اهَّلل -اقتصنننر علنننى الكنننالم م التعنننارض بنننين ِ
والمصننننِّف َ -رح َمننن ُه ُ
ُ
النصين من جهة العموم والخصوص فقب ،فالتعارض:
-قُ يكون بين نصين.
-وقُ يكون بين إجماعين.
-وقُ يكون بين قيا ين.
اهَّلل -منهنا ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
أقسنام ،اقتصنر ُ والتعارض بين النن
على التعارض بين النصنين منن جهنة العمنوم والخصنوص فقنب؛ ولهنذا
قالَ ( :تنْ ِي ٌه فِي ال َّت َع ُارض إِذا ت َعارض نأقان) ،يعني :إذا تعارض لف ان.
اهَّلل -منهنا ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
والتعارض بين اللف ين أننواَ ،اقتصنر ُ
على الكالم على التعارض بنين اللف نين منن جهنة الخصنوص والعمنوم
فُسنن ،،والتعننارض بننين اللف ننين مننن جهننة العمننوم والخصننوص عنننُ
المصنِّف أربعة أقسام:
ُ
-القس اْلولْ :
أن يكون اللف ان عامين.
-القس الثاينْ :
أن يكون اللف ين خاصين.
خاصا.
أن يكون أحُ اللف ين عا ًما وانخر ً -القس الثالثْ :
ٍ
واحنُ منن اللف نين عا ًمنا منن وجنه، -القس الرابنعْ :
أن يكنون كنل
خاصا من ٍ
وجه آخر. ً
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
256
اهَّلل -قسننمة ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
وهننذه القسننمة الرباعيننة التنني ذكَرهننا ُ
حاصرة.
فأ َّما القس اْلول :وهو ْ
أن يكون التعارض بين لف ين عامين.
فيُصل إزالة التعارض بينهما بمسالك أربعة على الكتي:،
-المسلك اْلول الذر يزال به التعارض بين اللف ين العامين:
ً
إعمناِل الجمع بينهمنا إذا أمكنن ،فيجن ،الجمنع إذا أمكنن؛ ْلن فينه
للُليلين ،والقاعنُة " ّ
أن إعمنال النُليلين أولنى منن إهمالهمنا أو إهمنال
أحُهما".
ٍ
واحُ منهما على مُمن ٍل ومعنى الجمع بين الُليلينْ :
أن يُمل كل
المقصننود ِل يعننارض انخننر ،هننذا معنننى الجمننع بننين الننُليلين ،ولنني
دل ٍ
واحنُ منن النُليلين م جمينع منا َّ أن يعمل بكنلبالجمع بين الُليلين ْ
ٍ
واحُ منهما على مُم ٍل ِل يننام فينه عليه ،وإنَّما المقصود ْ
أن يُمل كل
انخر.
ومن اْلمثلة المشهورة لهذا المسنلك :قولنه َ « :أ َِل ُأ ْخ ِ ُنر ُك ْ بِ َخ ْي ِنر
ود؟ ا َّل ِذر َي ْأتِي َش َها َد َت ُه َق ْ َل َأ ْن ُي ْس َأ َل َها».
الشه ِ
ُّ ُ
فهذا الُُيث فيه عموم ،ومُله قوله« :ا َّل ِنذر» فهنو ا ن ٌ موصنول،
واْل ماء الموصولة تُل على العموم.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
257
ِ ِ ِ
مع قوله َ « :خ ْي ُر ُك ْ َق ْرني ُثن َّ ا َّلنذي َن َي ُلنون َُه ْ ُثن َّ ا َّلنذي َن َي ُلنون ُ ْ َّ
ن ُ
ث َه
ون َق ْ َل َأ ْن َي ْست َْش ِهُُ وا» وهذا الُُيث فينه عمنوم ون َب ْعَُ ُه ْ َق ْو ٌم َي ْش َهُُ َ
َي ُك ُ
ون» ّ
فإن ضمير الجمع منن اْللفناظ التني أيضا ،وموضعه م قولهَ « :ي ْش َهُُ َ
ً
تُل على العموم.
فتعننارض الُننُيثان مننن جهننةّ :
أن اْلول يننُل علننى مننُح َمننن أتننى
بالشهادة ق ل ْ
أن ُيسألها.
والثاين :يُل على ذ َّم َمن أتى بالشهادة ق ل ْ
أن ُيسألها.
من هذا التعارض هو الجمع بنين الُنُيثين ،وذلنك ْ
بنأن والمخل
ُيُمل الُُيث اْلول على َمن جاء بالشنهادة والمسنتُق لهنا َينر عنال ٍ
هبا.
و ُيُمل الُُيث الثاين على َمن جاء بالشهادة والمسنتُق لهنا عنال
هبا ،لكنه ل يأل ها.
فالُُيث اْلولُ :يُمل على َمن جاء بالشهادة ،والمستُق لها َينر
عال ٍ هبا.
أ َّما الُُيث الثاين :ف ُيُمل على َمنن جناء بالشنهادة والمسنتُق لهنا
عال هبا ،ومع كوهنا عال هبا إِل أنه ل يسنألها ،ولن ي ُنث عنهنا فيكنون
ممُوحا؟ يكون مذمو ًما.
ً اإلتيان بالشهادة م هذه الُال مذمو ًما أو
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
258
وقُ ا تشنكل بعنض اْلصنوليين العمنوم م الُنُيث الثناين ،فقنال:
بأن قولهَ « :ي ْش َهُُ َ
ون» فيه هذا الُُيث ِل عموم فيه ،لكن ُيجاو عن هذاّ :
ضمير جمع ،وضمير الجمع من صي العموم.
هذا المسلك اْلول وهو الجمع بين العامين إذا أمكن.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
259
اصا فيخص ا ْل َعام بالخناص َوإِن حُهما َعاما َو ْانخر َخ ّ
َ َوإِن ك َ
َان َأ
ُعمنوم كنل و ِ
احنُ حُهما َعاما من َوجه وخاصنا منن َوجنه فنيخ َان َأ
ك َ
َ ُ َ
مِن ُْه َما بِ ُخ ُصوص انخر.
-المسلك الثاين:
إذا ل يمكن الجمع و ُعل المتقُم من المتأخر؛ ّ
فنإن المتنأخر يكنون
نا ًخا للمتقُم.
ومن أمثلة ذلنك :قولنه تعنالىَ{ :القلذمين يُتَوفقل وْن مملاْكُدْ َيلذَرَُن أَزَْانًلِ
َصميَّةً لمأَزَْانِهِدْ متَِعًِ إِلٍَ الْحوْ ِ رَيْر إِخْرا ى [ال قرةّ ،]240:
فإن هذه انينة
آي ٌة عامة؛ لقوله{ :الذين فهو ا ٌ موصول واْل نماء الموصنولة تنُل
على العموم ،مع قوله تعالىَ{ :القذمين يُتَوفقوْن مماْكُدْ َيذَرَُن أَزَْانًلِ يتَربَّصْلن
َيذَرَُن أَ زَْانًِ َصميَّةً لمأَزَْانِهِدْ متَِعًِ إِلٍَ الْحوْ ِ ،فيكنون قولنه{ :يتَربَّصْلن
ومننن اْلمثلننة المشننهورة م هننذا :قولننه ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعننا َلىَ{ :-أَنْ
لَجْمدُللوا بليْن األُخْتَليْنِ [النسنناء ،]23:فإنننه يننُل علننى تُننري الجمننع بننين
اْلختين م النكاح ،وهو عا ٌم لألختنين الُنرتين واْلختنين اْلمتنين؛ ّ
ْلن
ٌ
لفظ عام؛ لُخول "أل" اِل تغراقية عليه. قوله{ :األختَ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
261
ٌ
لفنظ عنام ينُل علنى تُنري فإ ًذا قولنهَ{ :أَنْ لَجْمدُلوا بليْن األُخْتَليْنِ
الجمع بين اْلختين الُرتين واْلمتين م النكاح.
ويعارضه قوله تعالى{ :أََْ مِ مَِكَتْ أَيْمِفُكُدْ ،فإنه يُل على إباحنة
قوله تعالى{ :يِ َأيههِ القل مذين نماُلوا ِإذَا فَلِن ْي ُت ُد ال َّرسُلو َ َفَِل َِّمُوا بليْن يلَ ْخ َفجْلوا ُك ْد
مناجاة الن ي ،ث نُس ذلك بقوله{ :أَأَشْفَِْتُدْ أَنْ لََُِِّمُوا بيْن يلَخْ فَجْلواكُدْ
صللَقَِ} فَلل ِإ ْذ لَلل ْد َلفْدُِللوا َلَللِب الِقلل ُه عَِلل ْي ُك ْد فَلل َأقميمُوا الصَّللالة َنلُللوا ال َّزكَللِة . .
[المجادلة ]13:انية.
-المسلك الثالنث :الكجنيح بنين النُليلين الخاصنين ،ومنن أمثلتنه
اهَّلل َعن َْها.- ِ
المشهورة عنُ اْلصوليين :حُيث ميمونة َ -رض َي ُ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
265
م الُُيث ،حُيث ابنن ع ناس ،لني المسلك الثاين :النس ،لي
فيها نس ،وإنَّما الجمع ممكن.
نقول :المسلك الثالث :الكجيح بين الُليلين الخاصين ،ومن أمثلته
أن الن ي اهَّلل َعن َْهاّ - ِ
المشهورة عنُ اْلصوليين :حُيث ميمونة َ -رض َي ُ
أن الن ي نكُهنا وهنو َينر مُنرم، صريح م ّ
ٌ تزوجها وهو حالل ،فإنه
َّ
نزوج اهَّلل َعن ُْه َمنناّ - ِ
أن الن نني تن َّ ويعارضننه حننُيث ابننن ع نناس َ -رضن َني ُ
ميمونة وهو مُرم.
تزوجهنننا م حنننال إحرامنننه فتعنننارض ننريح م ّ
أن الن ننني َّ فهنننو صن ٌ
تزوجها وهو حالل ،والثاين :يُل على أنه
الُُيثان ،اْلول :يُل على أنه َّ
تزوجها وهو مُرم ،وِل يمكن الجمع بنين الُنُيثين ،وِل يمكنن القنول
َّ
بالنس ،فنعمُ إلى الكجيح بين الُُيثين.
تزوجهنا وهنو حنالل أرجنح منن وحُيث ميمونة وهو ّ
أن الن ني َّ
حُيث ابن ع اس من عُة وجوه:
اهَّلل َعن َْهننا -هنني صنناح ة ِ -الوجننه اْلول :منهنناّ :
أن ميمونننة َ -رضن َني ُ
قصة ،والقاعُة " ّ
أن صاح ،القصنة يقنُم قولنه علنى قنول َينره"؛ ْلننه
أعرف بما روى وأدرى به.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
266
يتقنوى بُنُيث أبني أيضاّ :
أن حُيث ميموننة َّ -الوجه الثاين :ومنها ً
نزوج ميمونننة وهننو حننالل ،قننال( :وكنننت الر ن َ
نول رافننع ّ
أن الن نني تن َّ
بينهما).
اهَّلل َعن ُْه َمنا- ِ -ثال ًثا مما يرجح حُيث ميمونةّ :
أن ابن ع اس َ -رض َي ُ
صغيرا ،والقاعُة "أنه إذا تعارضت رواية الصغير والك ير ّ
فإن رواية ً كان
الك ير أرجح"؛ ّ
ْلن ال ن يغل ،صُقه.
-المسلك الرابع :التوقف حتى يفتح اهَّلل وهو خير الفاتُين.
هذا القس الثاين وهو إذا كان التعارض بين خاصين.
القس الثالث :إذا كان التعارض بنين دليلنين أحنُهما عنام ،وانخنر
ٍ
حينئذ أنه يخص العام بالخاص ،وأمثلتها كثينرة تقنَُّ م خاص ،فالُك
كثير منها م م ُث العام والخاص. معنا ٍ
ِ ِ
الس َما ُء ا ْل َع ْش ُر» يخصصنه قولنه َ « :لن ْي َ
يما َ َقت َّ
منها قوله « :ف َ
ون َخ ْم َس ِة َأ ْو ُ ٍق َصَُ َق ٌة» ،وإنَّما عُلنا عن قوله تعالىَ{ :الْمُلَِقَِِ}ُ
يما ُد َِ
ف َ
يتَربَّصْللللن بِأَففُسملل لهِنَّ ثَالثَلل لةَ قُلل لرَُء [ال قننننرة ،]228:مننننع قولننننهَ{ :أَُْال}ُ
األَحْملِ ِ [الأالق]4:؛ ّ
ْلن هنذا منن بناو تعنارض العنامين ِل منن بناو
تعارض الخاص والعام.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
267
من ٍ
وجه وخاصا أن يكون أحُ الُليلين عاما من ٍ
وجه القس الرابعْ :
ً ً
آخر.
وهذا القس إلزالة التعارض فيه مسلكان:
اهَّللْ -
أن ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
-المسلك اْلول :وهو الذر ن َّ علينه ُ
واحُ من الُليلين بخصوص انخنر ،فيجن، ٍ يمكن تخصي عموم كل
ٍ
حينئذ.
ويمثل له اْلصوليون بمثنال مشنهور :وهنو قولنه « :إِ َذا َب َلن َ ا ْل َمنا ُء
ِ ٍ
ورُق َّل َت ْي ِن َل ْ َين ُْج ْ » ،وم لفظ « َل ْ َي ُْم ْل ا ْل َخ َ َث» ،مع قوله « :ا ْل َما ُء َط ُه ٌ
واحُ من ٍ يُ ِه َأ ْو َط ْع ِم ِه َأ ْو َل ْونِ ِه» ،فكل
َِل ينَجسه َشيء إِ َِّل ما ََ َلَ ،ع َلى ِر ِ
َ َ ُ ِّ ُ ُ ْ ٌ
وجه آخر. هذين الُليلين عام من وجه ،خاص من ٍ
فأ َّما الُليل اْلول :وهو قوله « :إِ َذا َب َل َ ا ْل َما ُء ُق َّل َت ْي ِن َل ْ َين ُْج ْ » فهو
عا ٌم م الماء المتغينر وَينر المتغينر ،فهنذه جهنة العمنوم فينه ،وخناص م
القلتين ،فهذه جهة الخصوص فيه.
ور َِل ُين َِّج ُسن ُه َش ْني ٌء إِ َِّل
وأ َّما الُُيث الثاين :وهو قوله « :ا ْل َما ُء َط ُه ٌ
يُن ِنه َأ ْو َط ْع ِمن ِنه َأ ْو َل ْونِن ِنه» ،فهننو عننا ٌم م القلتننين ومننا دون
مننا ََ َلننَ ،ع َلننى ِر ِ
َ َ
وخاص م الماء المتغير فقب.
ٌ القلتين،
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
268
فإ ًذا كل واحُ من الُنُيثين فينه جهنة عمنوم ،وفينه جهنة خصنوص
أيضا:
ً
-الُننُيث اْلول -كمننا عرفنننا :-جهننة العمننوم أنننه عننام م المنناء
المتغير وَير المتغير ،وجهة الخصوص فيه أنه خاص بالقلتين فقب.
-والُننُيث الثنناين :جهننة العمننوم فيننه أنننه عننام م القلتننين ومننا دون
القلتين ،وجهة الخصوص فيه أنه خاص م المناء المتغينر فقنب ،والعمنل
واحُ من الُليلين بخصوص آخر. ٍ أن يخص عموم كل ْ
إِل بنالتغيرّ ،
وأن وتكون نتيجة ذلكّ :
أن الماء إذا بل قلتين ِل ينج
ما دون القلتين ينج إذا وقعنت فينه النجا نة ،نوا ًء تغينر أو لن يتغينر،
هننذه هنني نتيجننة تخصنني كننل واحن ٍنُ مننن عمننوم الُننُيثين بخصننوص
إِل بالتغير ،وأنه إذا ل ي ل قلتنين انخرّ ،
أن الماء إذا بل قلتين ِل ينج
إذا وقعت فيه نجا ة تغير أو ل يتغير. ينج
وإلى هذا ذه ،بعض الفقهاء -وهو المشهور منن منذه ،الُنابلنة
أيضا -إلنى ّ
أن المناء ِل -وذه ،بعض الفقهاء -وهو رواية عنُ الُنابلة ً
ورجُننوا دِللننة
َّ إِل بننالتغير ،ننوا ًء بل ن القلتننين أم ل ن ي لغهمننا، ينننج
أن يتغينر ْ الُُيث الثاين وهو قولنه « :ا ْل َما ُء َط ُه ٌ
ور َِل ُين َِّج ُس ُه َشي ٌء»؛ إِل ْ
لونه أو طعمه أو ريُه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
269
و ،ترجيُه لنه :أننه ينُل بمنأوقنه ،أ َّمنا حنُيث القلتنين فينُل
ْ
وإن لن يتغينر ،والقاعنُة أننه إذا بمفهومه على ّ
أن ما دون القلتنين يننج
تعارض المنأوق والمفهوم ّ
فإن المنأوق يقُم؛ ْلنه أقوى.
المناء إِل إذا وهذا القول الثاين هنو اْلرجنح ْ
إن شناء اهَّلل ،فنال يننق
تغير ،وا ًء بل القلتين أم ل ي لغهما.
ٍ
واحنُ عمنوم كنل هذا هو المسلك اْلول ،وهو إذا أمكن تخصني
المصنِّف – رحمه اهَّلل .-
من الُليلين بخصوص انخر؛ وهو الذر ذكره ُ
عمنوم أحنُهما بخصنوص -المسلك الثاين :إذا ل يكن تخصني
ٍ
بوجه منن وجنوه الكجنيح المعلومنة عننُ انخر؛ فإنه يعُل إلى الكجيح
علماء اْلصول.
اإلجماَ
اإلجماَ َفهو ا ِّت َفاق ُع َلماء ا ْلعصر علنى حكن ا ْلُ ِ ِ
اد َثنة ،ونعنني َ َ ْ َ َُ َوإِ َّما ْ ْ َ
الش ْنر ِع َّيةَ ،وإِ ْج َمناَ َه ِنذه ْاْلمنة بالعلماء ا ْل ُف َقهاء ونعني بالُادثة ا ْلُ ِ
اد َثنة َّ َ َ
يرها؛ ل َق ْوله -صلى اهَّلل َع َل ْي ِه َو ل ِ« :-ل تجتمع أمتِني علنى حجة دون ََ َ َّ
اإل ْج َمناَ ُح َّجنة علنى ا ْل َع ْصنر الشرَ ورد بعصمة َه ِذه ْاْلمةَ ،و ْ ِ
َض َال َلة»َ ،و َّ ْ
ُيح. يشتَرط ان ِْقراض ا ْلعصر على الص ِ ال َّثانِيَ ،وفِي َأر عصر ،ك َ
َان َو َِل ْ
َّ َ ْ َ
ال او الُادر عشنر وهنو بناو النسن ،وأت عنه بم ُنث التعنارض،
انتقل للكالم على ال او الثاين عشر وهو اإلجماَ ،وم ُث اإلجماَ من
الم احنث المهمننة؛ وذلنك أنننه هننو اْلصنل الثالننث منن اْلصننول المتفقننة
عليها.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
274
واإلجماَ ُيألق م لغة العرو على معنيين:
-المعنى اْلول :العنزم ،تقنول :أجمعنت علنى كنذا ،يعنني :عزمنت
عليه ،ومنه قوله َ « :م ْن َل ْ َي ْج َم ْع النِّ َّي َة مِ ْن ال َّل ْي ِ
ل َف َال ِص َيا َم َل ُه» ،يعنيَ :من
ل يعزم النية.
-والمعنى الثاين :اِلتفاق ،تقول :أجمعننا علنى كنذا ،يعنني :اتفقننا،
منها :قوله تعالىَ{ :منْ يُنِقمَِ الرَّسُو َ ممنْ بدَْم ملِ لَ ليَّن لَلهُ الْهُلَى َيتق ِلعْ
رَيْر س ِيًِّ الْمُمْممام َ فُولِّهم مِ لَولقٍ َفُصِْمهم نهاَّد َسِء}ْ مصممًا [النساء.]115:
ووجه اِل تُِلل هبذه انية على حجينة اإلجمناَّ :
أن اهَّلل ُ -ن ْ َُا َن ُه
َو َت َعننا َلىَّ -توعننُ علننى مخالفننة ن يل المننؤمنين ،واإلجمنناَ مننن ن يل
المؤمنين.
و ُيقننال :أول َمننن ا ننتُل هبننذه انيننة علنى حجيننة اإلجمنناَ مننن هننو؟
اهَّلل ،-ووقعت له قصنة م اِل نتُِلل هبنذه انينة ِ
اإلمام الشافعي َ -رح َم ُه ُ
اهَّلل- ِ ذكرها ال يهقي ،وهيّ :
أن أعراب ًيا جاء إلنى اإلمنام الشنافعي َ -رح َمن ُه ُ
الُ َّجة م دين اهَّلل؟ قال :الكتاو ،قال :ثن مناذا؟ قنال:
فقال له :أر شيء ُ
السنَّة ،قال :ث ماذا؟ فقال :اإلجماَ ،فقنال :منا اإلجمناَ؟ يعنني :منا هنو
ُ
الُليل على حجية اإلجماَ.
اهَّلل -اعة ،ث قال لنه اْلعرابني ،واْلعنراو ِ
فتُبر الشافعي َ -رح َم ُه ُ
معروفون بغل ة الأ اَ ،قال :أجلتك ثالثة أينام ،فتغينر وجنه الشنافعي -
اهَّلل ،-ث دخل منزله وابتنُر القنرآن ،وقنرأه ثنال منرات م ثالثنة ِ
َرح َم ُه ُ
أيام فلما خرج م اليوم الثالث وجُ اْلعرابي يقول :حاجتي.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
279
ول مِن ْن َب ْع ِنُ َمنا َت َن َّي َن َلن ُه ِ
﴿و َم ْن ُي َشاق ِق َّ
الر ُ َ فقال له :قال اهَّلل تعالىَ :
ا ْل ُهَُ ى َو َي َّت ِ ْع ََ ْي َر َ ِي ِل ا ْل ُم ْنؤمِنِي َن ن َُو ِّل ِنه َمنا َت َنو َّلى َون ُْصنلِ ِه َج َهننَّ َ َو َ نا َء ْت
ننيرا [النسنناء ،]115:فانصننرف اْلعرابنني ،وهننذا مننن فضننل هننذا ِ
َمص ً
اهَّلل -على الشافعي وعلينا نُن؛ ْلنه لو لن يسنأل هنذا ِ
اْلعرابي َ -رح َم ُه ُ
السؤال لربما لن نتم َّكن من اِل تُِلل هبذه انية على حجية اإلجماَ.
ٍ
نصوص كثيرة: أن اإلجماَ ُح َّجة م أيضا على ّ ود َّلت ُ
السنَّة ً
منها :قوله َِ « :ل َت ْجت َِم ُع ُأ َّمتِي َع َلى َض َال َل ٍة» وهذا الُُيث له طرق
بعضاْ ،
وإن كاننت كنل طرينق علنى حنُا ِل تخلنو منن كثيرة يقور بعضها ً
مقال.
والسنَّة أقوى م الُِللة على حجية اإلجماَ من الكتاو؛ كما صرح
ُ
السنَّة على حجينة اإلجمناَ أقنوى منن بذلك الغزالي وانمُرّ ،
أن دِللة ُ
دِللة الكتاو الكري .
أن اإلجماَ ُح َّجة ،فكيف يصنع بما ث ت عن اإلمنام فإن قيل :ما دام ّ ْ
اهَّلل -أنه قالَ :من ا ّدعى اإلجماَ فهو كاذو؟ ِ
أحمُ َ -رح َم ُه ُ
اهَّلل -هننو ِ والجننواو علننى هننذاّ :
أن مقصننود اإلمننام أحمننُ َ -رح َم ن ُه ُ
فنإن بعنض النَّناس إذا لن يجنُ م النَّناس خال ًفنا
اإلجماَ الذر ل يث تّ ،
حكى فيها اإلجماَ ،وقال :أجمع العلماء.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
280
اهَّلل -بقولهَ :منن ا َّدعنى اإلجمناَ فهنو ِ
فمقصود اإلمام أحمُ َ -رح َم ُه ُ
كاذو ،اإلجماَ الذر ل يتُقق ول يث ت ،وأ َّما اإلجماَ المتُقق فهنو
اهَّلل -ولهنذا فإننه يسنتُل بنه ،ويعتنل منن ِ
ُح َّجة عنُ اإلمام أحمُ َ -رح َمن ُه ُ
أصوله العمل باإلجماَ.
كل اإلجماعات المُعاة ومما ين غي ْ
أن ينت ه له طال ،العل أنه لي
ٍ
مسنألة لن يتُقنق فيهنا اإلجمناَ، صُيُة ،بل ربمنا ُحكني اإلجمناَ م
وهذا كثير.
اهَّلل -فإذا ِ
ومن أدق َمن ينقل اإلجماَ موفق الُين ابن قُامة َ -رح َم ُه ُ
قال :أجمع العلماء ،فال تتع ،نفسك م ال ُث عن مخالف.
اهَّلل -من باو التُنرز م الع نارةِ :ل نعلن م هنذا ِ
وربما قال َ -رح َم ُه ُ
خال ًفا ،وهذا من تمام دقتنه ،وهنذا ِل يعنني أننه يُكني اإلجمناَ م هنذا،
وإنَّما مقصوده نفي علمه بالمخالف ،وقُ يوجُ مخالف وقُ ِل يوجُ.
إِل أن أكثر المساال –وهذا ثابنت باِل نتقراء– أكثنر المسناال التني
يقول ابن قُامةِ :ل أعل فيها خال ًفا أكثرها ِل يوجُ فيها مخالف ،إِل أننه
اهَّلل -من تمام دقتنه يقنولِ :ل أعلن فيهنا خال ًفنا ،أو ِل نعلن فيهنا ِ
َ -رح َم ُه ُ
مخال ًفا ،وبعضها يوجُ فيها مخالف.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
281
وكذلك اإلجماعات التي يُكيها ابن تيمية ،أو يُكيهنا ابنن حجنر؛
ّ
ْلن هننؤِلء علمنناء ا ننتقراؤه وا ننع جننُا ا ،واطننالَ ك يننر ،فننإذا حكننوا
اإلجماَ فإنه ِل يكاد يوجُ فيه مخالف.
اهَّلل -منن حجينة إجمناَ انتقنل للكنالم ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
ولما فنرغ ُ
على مسألة مشهورة عنُ اْلصوليين ،وهي :هل يشكط لصنُة اإلجمناَ
انقراض عصر المجمعين؟
والمراد بانقراض عصر المجمعين :موهت ،فنال ينعقنُ اإلجمناَ إِل
إذا مات المجمعون ،أو أننه ِل يشنكط انقنراض المجمعنين؟ وبننا ًء علنى
هذا :فإنه ينعقُ اإلجماَ من حين وقوعه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
282
هل يشكط م اإلجماَ انقراض عصر المجمعين أو ِل يشكط؟
م ذلك قوِلن لألصوليين:
-القول اْلول :أننه ِل يشنكط ،وهنذا منذه ،جمهنور اْلصنوليين،
اهَّلل -أنننه ِل يشننكط م اإلجمنناَ ِ
المص ننِّف َ -رح َمن ُه ُ
وهننو الننذر صننُُه ُ
انقراض عصر المجمعين.
وا تُلوا على ذلك بأدلة :منها :أن أدلة حجية اإلجماَ السابقة لي
فيها اشكاط انقراض عصنر المجمعنين ،ولنو كنان شنر ًطا ل يننه اهَّلل أو
بينه ر وله .
-القول اْلول :ث لو قلنا :يشكط انقراض عصر المجمعين؛ ْلدى
ذلننك إلننى أنننه ِل ينعقننُ اإلجمنناَ أبننًُ ا؛ ّ
ْلن النَّنناس يتوالننُون ويخلننف
بعضا ،فال يمكن تُُيُ عصنر المجمعنين ،ومنا أدى إلنى إبأنال
ً بعضه
باطال؛ هذا القول اْلول.
اإلجماَ وإلغااه فإنه يكون ً
-القنننول الثننناين -عكسنننه -وهنننو :أننننه يشنننكط انقنننراض عصنننر
المجمعين ،وهذا هو المشهور عنُ الُنابلة.
وا تُلوا على ذلك :بأنه يُتمل ْ
أن يرجع أحُ المجمعين عن رأيه،
فال يتُقق اإلجماَ ،ويئول اْلمر إلى الخالف وعُم حصول اإلجماَ.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
283
المصنِّف َ -ر ِح َم ُه
هذان قوِلن لألصوليين ،أرجُهما :هو ما اختاره ُ
اهَّلل -وهو مذه ،الجمهور من ّ
أن انقراض المجمعين ِل يشنكط لصنُة ُ
اإلجماَ ،وقُ ان نى على الخالف م اشكاط انقنراض عصنر المجمعنين
أن المجتهُين إذا أجمعوا علنى حكن ٍ ،ثن ولنُ م حيناهت
مسألة ،وهيّ :
أحُ وتعل العلن ،وبلن رت نة اِلجتهناد ،وخنالفه فيمنا ذه نوا إلينه هنل
يعتل قوله ومخالفته أو ِل تعتل؟
فمن قالِ :ل يشكط انقراض عصر المجمعين ،بل يُصل اإلجماَ
َ
من حين وقوعه ،قال :يعتنل رأينه أو ِل يعتنل؟ ِل يعتنل؛ ّ
ْلن رأينه حصنل
بعُ انعقاد اإلجماَ.
و َمننن قننالِ :ل يتُقننق اإلجمنناَ إِل بعننُ انقننراض عصننر المجمعننين،
قال :يعتل رأر هذا المجتهُ الجُيُ أو ِل يعتنل؟ قنال :يعتنل؛ ْلننه رأينه
حصل ق ل انعقاد المجمعين.
وعلى الرأر الثاين -وهو اشكاط عصر المجمعينّ -
فإن المجمعنين
ِل ينتفعنون بإجمناعه وإنَّمننا ينتفنع هبن َمننن بعنُه ،واإلجمناَ رحمننة،
والرحمة أول من تشمله أهلها.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
284
َفإِن ُق ْلنَا :ان ِْق َراض ا ْل َع ْصر َشنرطَ ،في ْعتَنل َقنول منن ولنُ فِني حيناهت ،
يرجعوا َعن َذلِك الُك . وتفقه َو َصار من أهل ِاِل ْجتِ َهادَ ،فله َأن ِ
َ
اإل ْج َماَ َيصح ب َق ْوله ْ وبفعله َ ،وبقنول ا ْلن َ ْعض ،وبفعنل ا ْلن َ ْعض َو ْ ِ
ِ ِ ِ
نُا َبة َلن ْي َ بِ َّ
ُجنة وانتشار َذلك و كوت ال َاقي َنَ ،و َقول ا ْل َواحُ من َّ
الص َ
على ََيره على ال َق ْول ا ْل َج ُِيُ.
ْاْلَ ْخ َار
َوأما ْاْلَ ْخ َارَ ،فا ْل َخ َر َما يُْ خل ُه الصُْ ق َوا ْلكذوَ ،وا ْل َخ َر َي ْن َق ِس إِ َلى
قسم ْي ِن َ
آحاد ومتواتر. َ
فالمتواترَ :ما ُيوج ،ا ْلعل َو ُه َو َأن ْيروى َ
جما َعة َِل َيقع التواطؤ على
ا ْل َك ِذو من مثله ؛ إِ َلى َأ ْن َينْت َِهي إِ َلى ا ْلمخل َعن ُهَ ،ويكون فِي اْلَ ْصل َعن
اجتِ َهاد. ُم َشاهَُ ة َأو َ ماَ َِل َعن ْ
اهَّلل -م ُننث اإلجمنناَ بننالكالم علننى ِ
المص ننِّف َ -رح َم ن ُه ُ فقننُ خننت ُ
مسألة مشهورة وهي :حجية قول الصُابي.
والصُابي عنُ اْلصوليين :هو َمن طالنت مالزمتنه للن ني ،وهنو
يختلف عن الصُابي عنُ المُُثين.
يعرفون الصُابي بأنهَ :من لقي الن ي مؤمنًا به ومات
فالمُُثون ّ
على ذلك؛ وهذا هو أصح تعريفات الصنُابي عننُ المُنُثين كمنا َذكنر
اهَّلل.- ِ ٍ
حجر َ -رح َم ُه ُ الُافظ ابن
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
290
أ َّمننا اْلصنننوليون فتعرينننف الصنننُابي عننننُه أو نننع منننن تعرينننف
بمنن طالنت مالزمتنه
الصُابي عنُ المُنُثين ،فهن يعرفنون الصنُابي َ
الصنُ ة للن ي ،ومستنُ اْلصوليين م هنذا هنو المعننى اللغنورّ ،
فنإن ُ
معناها م لغة العرو :طول المالزمة.
الص َُا َب ِة َل ْي َ بِ ُُ َّج ٍة َع َلى ََ ْي ِر ِه) ِ ِ ِ
(و َق ْو ُل ا ْل َواحُ م ْن َّ
المصنِّفَ :
وقول ُ
على القول الجُيُ.
المراد بالواحُ هنا :الواحُ ،أو اِلثنان ،أو الثالثة أو أكثر ما ل ي لن
حُ اإلجماَ ،وليست المسألة منُصنرة م قنول الصنُابي الواحنُ ،بنل
يُخل فيها قول الصُابي ،والصُابيين ،والثالثة ،واْلربعنة منا لن ي لن
حُ اإلجماَ.
ُح َّجة؟ وهل قول الصُابي ُح َّجة أو لي
هذه المسألة لها طرفان وو ب ،فقنُ اتفنق علمناء اْلصنول علنى ّ
أن
ْلن ٍ
كتناو أو ُ ننَّة فإننه ِل ُيُنتج بنه؛ ّ نصنا منن
قول الصُابي إذا خنالف ً
الصُابي متع ٌُ بات اَ النصوص كساار المسلمين ،فهذا هو مُنل اتفناق
بينه .
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
291
أيضننا علننى ّ
أن قننول الصننُابي ِل ُيُننتج بننه إذا خننالف قننول واتفقننوا ً
صُابي آخر ،فإذا وقع اِلختالف بين أقوال الصُابة ُر ِجع إلى الكجنيح
بينهننا ،واختلفننوا فيمننا عننُا ذلننك هننل يكننون قننول الصننُابي ُح َّجننة أو ِل
ٍ
أقوال ،أبرزها قوِلن: يكون؟ وذلك على
-القول اْلولّ :
أن قول الصنُابي ُح َّجنة ،وهنذا هنو منذه ،اإلمنام
الشافعي م القُي ،أر :ق ل انتقاله من العراق إلى مصر.
وإذا قال الشافعية :هذا مذه ،الشنافعي القنُي ،فمقصنوده :ق نل
انتقالننه مننن العننراق إلننى مصننر؛ هننذا هننو مننذه ،الشننافعي القننُي ،وهننو
مذه ،المالكية وأكثر الُنفية وأكثر الُنابلة ،وا تُلوا على ذلك:
بنأن اهَّلل ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى -منُح الصنُابة ،وأثننى
-القول اْلولّ :
علننيه وعننُله مننن فننوق ن ع ننماوات؛ كمننا أهن ن شنناهُوا التنزيننل
وصننُ وا الن نني ،فننإذا قننال أحننُه قن ً
نوِل كننان ُح َّجننة؛ هننذا هننو القننول
اْلول.
ُح َّجنة ،وهنو -القول الثاين –عكسه– وهوّ :
أن قول الصنُابي لني
مننذه ،الشننافعي م الجُيننُ ،أر :بعننُ انتقالننه إلننى مصننر ،وعليننه أكثننر
اهَّلل -هنننا حيننث قننال: ِ
المص ننِّف َ -رح َم ن ُه ُ الشننافعية ،وهننو الننذر اختنناره ُ
الص َُا َب ِة َل ْي َ بِ ُُ َّج ٍة َع َلى ََ ْي ِر ِه). ِ ِ ِ
(و َق ْو ُل ا ْل َواحُ م ْن َّ
َ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
292
بمعصومٍ ،بل يجوز وا تُل أصُاو هذا القول ّ
بأن الصُابي لي
عليه الوقوَ م الغلب ،وما دام أنه كذلك ّ
فإن قوله ِل ُيُتج به.
-القول الثالث :وهناك قول ثالث م المسألة –وهنو قنول وجينه :-
ّ
أن قول الصُابي له أحوال:
أن يكون الصنُابي قنُ نن َّ الشنارَ علنى ّ
أن قولنه -الُال اْلولْ :
اهَّلل َعن ُْه َما ،-فقُ أمرننا الن ني ْ
أن نقتنُر ِ
ُح َّجة؛ كأبي بكر عمر َ -رض َي ُ
بقولهما فقال« :ا ْقتَُُ وا بِال َّل َذ ْي ِن مِ ْن َب ْع ُِر َأبِني َب ْك ٍنر َو ُع َم َنر» ،فيكنون قولنه
ُح َّجة بال إشكال.
-الُال الثانية :أِل يكون الشارَ قُ ن َّ على ّ
أن قوله ُح َّجنة ،لكننه
ُعرف باإلمامة م النُين؛ كع نُ اهَّلل بنن ع ناس ،وابنن مسنعود ،ومعناذ بنن
ج ل ،وأبي هريرة -رضي اهَّلل عن الجميع ،-فيكون قوله ُح َّجة.
كمنن لقني -الُال الثالثةْ :
أن ِل يكون قُ عرف باإلمامنة م النُين؛ َ
الن ي م حجة الوداَ ،أو م ٍ
فر من اْل فار ،أو لقينه م مسنجُه ،ثن
رجع إلى أهله فال يكون قوله ُح َّجة.
ٌ
تفصيل حسن. وهذا التفصيل قرره بعض علماء اْلصول ،وهو
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
293
أن القنول الجُينُ للشنافعياهَّلل -هننا علنى ّ ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ون َّ ُ
اهَّلل -م [إعالم ِ هو ّ
بُ َّجة ،لكن ابن القي َ -رح َم ُه ُُ أن قول الصُابي لي
أن مذه ،الشافعي الجُيُ هو ّ
أن قول الصُابي ُح َّجة؛ الموقعين] حقق ّ
كثير من أصُاو الشافعية.
كمذه ،القُي على خالف ما ينقله عنه ٌ
وذكر أنه ِل يوجُ حنرف واحنُ عنن اإلمنام الشنافعي ينُل علنى أننه
صنرح فيمنا رواه عننه الربينع بنن يذه ،إلى ّ
أن قول الصُابي ُح َّجة ،بنل َ
المرادر ّ
بأن قول الصُابي ُح َّجنة ،وهنذا النذر ذكنره ابنن القني ليمان ُ
قرر اإل نور م كتاو [التمهيُ م تخريج الفروَ على اْلصول] ،وذكَنر
أن الذر ن َّ عليه الشافعي م كتاو [اْلم] هو ّ
أن قول الصُابي ُح َّجة. ّ
فإن تُقيق مذه ،الشافعي هنو ّ
أن قنول الصنُابي وبنا ًء على هذاّ :
أيضا.
ُح َّجة م القُي وم الجُيُ ً
وإذا عرفنا أقوال اْلصوليين م حجية قول الصُابي ،فما ثمرة هنذه
المسألة؟ هل هذه المسألة اْلصوليين من المساال المثمرة أو أهنا عُيمة
الثمرة؟
والجواو على هنذاّ :
أن هنذه المسنألة لهنا ثمنرة أصنولية ولهنا ثمنرة
فقهية:
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
294
أ َّما الثمنرة اْلصنولية فهني :أنننا إذا قلننا :قنول الصنُابي ُح َّجنة فإننه
به العموم و ُيقُم على القيناس ،وعلنى القنول ّ
بنأن قنول الصنُابي ُيخ
به العموم وِل ُيقُم على القيناس؛ هنذه هني الثمنرة ُح َّجة فال ُيخ لي
اْلصولية.
أ َّما الثمرة الفقهية :فين ني على هنذه المسنألة اْلصنولية فنروَ فقهينة
كثيرة.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
295
من هذه الفروَ:
أوِل :أنننننه ُيسننننتُ ،للخأيننننْ ،
أن يننننُعو لنفسننننه وللمننننؤمنين ً -
والمؤمنات.
والُليل على ذلك :فعل أبي مو ى وهو صُابي ،والقاعُة " ّ
أن ٌ
قول الصُابي ُح َّجة".
-ثان ًيا من الفروَ الفقهية التي تكت ،على هذه المسألة اْلصولية :أنه
يجوز حمل الجنازة بين العمودين من َير كراهة.
اهَّلل َعن ُْه َمنا،- ِ
والُليل على هذا :فعل عثمان وابن عمنر َ -رض َني ُ
وأبي هريرة ،والقاعُةّ " :
أن فعل الصُابي ُح َّجة كقوله".
يتفرَ على هذا القاعُة :أنه يجوز للُاضر ْ
أن يشير على -ثال ًثا مما َّ
ال ادر بالثمن الذر ي يع به ،أ َّمنا ال ينع لنه فنال يجنوز؛ لقولنه َ « :و َِل َي ِ ْ
نع
أن يشير عليه بالثمن الذر ي يع به. اد» ،لكنه يجوز له ْاضر ل ِ ٍ
ِ
َح ٌ َ
بنذلك ،وهنذا رخن والُليل على هذاّ :
أن طلُنة بنن ع ينُ اهَّلل َ
قول صُابي ،والقاعُةّ :
أن قول الصُابي ُح َّجة.
وهناك فروَ كثيرة تتخرج على هذه القاعنُة الع يمنة؛ وهني حجينة
قول الصُابي.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
296
اهَّلل -من الكالم على ال ناو الثناين عشنر ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ولما فرغ ُ
وهو بناو اإلجمناَ ،انتقنل للكنالم علنى ال ناو الثالنث عشنر وهنو بناو
اْلخ ار.
السنَّة وم ُث اْلخ ار يقُمه اْلصوليون على م ُث اإلجماَ؛ ّ
ْلن ُ
المصننِّف
مقُمة على اإلجماَ كما أهنا مقُمة على قول الصُابي ،لكن ُ
اهَّللَّ -
أخر الكالم على م ُث اْلخ نار عنن الكنالم علنى م ُنث ِ
َ -رح َم ُه ُ
اإلجماَ وحجية الصُابي؛ وهذا فيه ن ر.
اهَّللْ -
أن يقنُم م ُنث اْلخ نار علنى م ُنث ِ
فكان ين غي له َ -رح َمن ُه ُ
اإلجماَ ّ
بأن اْلخ ار مقُمة على اإلجماعنات ،واْلصنوليون ي ُثنون م
أيضا م اْلخ ار ،لكنن بنين ال ُثنين فنرق،
اْلخ ار ،والمُُثون ي ُثون ً
فما الفرق بين بُث اْلصوليين لألخ ار وبُث المُُثين؟
الفرق بينهماّ :
أن اْلصوليين ي ُثون م اْلخ ار من حيث اِلحتجاج
هبا وعُم اِلحتجاج هبنا ،أ َّمنا المُنُثون في ُثنون م اْلخ نار منن حينث
صنُيُا أو حسننًا،
ً ق ولها وعنُم ق ولهنا ،وقنُ يكنون الخنل مق ً
نوِل أر:
معار ًضنا بنُلي ٍل أقنوى ً
منسنوخا ،وإ َّمنا لكنون َ لكنه ِل ُيُتج به؛ إ َّما لكوننه
منه ،فاْلصوليون ي ُثون م الُجية ،أ َّما المُُثون في ُثون م اْلخ نار
من حيث صُتها وعُم صُتها.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
297
واْلخ ار جمع خل ،وهنو م اللغنة :منا ينقنل ويتُنُ بنه ،والخنل
مشتق من الخ ار ،والخ ار هو اْلرض اللينة.
السامع؛ كما ّ
أن الخ ار وهني و مي ما ينقل خلًا؛ ْلنه يؤثر م نف
اْلرض اللينة إذا قرعتها اْلقُام تثير الغ ار وتؤثر فيها.
اهَّلل -بقوله: ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
عرفه ُ
والخل م اصأالح اْلصوليينَّ ،
ٌ
صنادق، ( َما يُْ خل ُه الصُْ ق َوا ْلكذو) أر :ما يمكن ْ
أن ُيقال لقااله :أننت
كاذو.
ٌ ويمكن ْ
أن ُيقال له :أنت
وذلك كما لو قالت امرأة :إهنا حاضت م ٍ
شهر واحُ ثنال حنيض،
ِ
كذبت ،فهذا خل؛ أيضا ْ
أن يقال لها: ٍ
صُقت ،ويصح ً فيصح ْ
أن ُيقال لها:
أيضا.
ْلنه يُتمل الصُق ،ويُتمل الكذو ً
وقولهَ ( :ما يُْ خلن ُه الصنُْ ق َوا ْلكنذو) معنناه :منا يُخلنه الصنُق أو
الكذو ،فالواو هنا بمعنى :أو ،ويُنكز بنه عنن اإلنشناءّ ،
فنإن اإلنشناء ِل
يُتمل الصُق أو الكذو ،وذلك كاْلمر ،والنهي ،والتمني ،والكجي.
والفرق بين الخل واإلنشاء من وجهين:
للمخ َنر عننه ،فنإذا قلنت :جناء -الوجه اْلولّ :
أن الخل يكون تاب ًعا ُ
زيٌُ ،فهذا خل حصل بعُ وقوَ المخ َنر عننه ،وهنو مجنيء زينُ ،فنالخل
تابع للمخ َر عنه ،بخالف اإلنشاء فإنه مت وَ.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
298
نثال لزيننُ :قن ،فقننام زيننُ ،فن ّ
نإن قولننك :قن إنشنناء ت عننه فننإذا قلننت من ً
حصول القيام؛ هذا الوجه اْلول م التفريق بين الخل واإلنشاء ،وهوْ :
أن
يكون الخل تاب ًعا للمخل عنه ،بخالف اإلنشاء فإنه يكون مت و ًعا ِل تاب ًعا.
شيء موجنود م ٍ أن الخل يكون عن -الوجه الثاين م الفرق بينهماّ :
ٍ
بشيء معُوم م الخارج، الخارج ،أر :خارج الذهن ،أ َّما اإلنشاء فيتع َّلق
أرِ :ل وجود له م خارج الذهن.
اهَّلل( :-الخل َما يُْ خل ُه الصُْ ق َوا ْلكذو) ِ
فإ ًذا قول ُ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
فإن اإلنشاء ِل يُخله الصُق أو الكذو. يُكز به عن اإلنشاءّ ،
اهَّلل -أننه َينر ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
ويؤخذ علنى التعرينف النذر ذكنره ُ
جامعٍ؛ ْلنه ل يُخل فيه الكالم النذر ِل يُتمنل إِل الصنُق ككنالم اهَّلل
أيضنا الخنل النذر ِل
،وكالم ر وله الثابنت عننه ،وِل ينُخل فينه ً
كنال منهمنا
أن ًيُتمل إِل الكذو؛ كخل مُعي الر الة بعُ الن ي ،مع ّ
أخ ار.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
299
فهذا التعريف َير جامعٍ؛ ْلنه ل يُخل فينه الخنل النذر ِل يُتمنل
إِل الصُق ،والخل الذر ِل يُتمل إِل الكذو ،فلهنذا ين غني ْ
أن ُيضناف
إلى التعريف حتنى يكنون جام ًعنا كلمنة بذاتنه ،أر :بنذات الخنل ِل ْلمنر
خارجي.
اهَّلل -ع َّر بما ع َّر به تلمينذه الغزالني فقنال: ِ ولو ّ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
أن ُ
الخل ما يُتمل التصُيق أو التكذي ،،لن نُنتج إلنى إضنافة هنذا القينُ
وإن كنان صنُ ًقا إِل أننه يُتمنل
ْلن كنالم اهَّلل وكنالم ن ينه ْ
وهو لذاتنه؛ ّ
التكذي.،
ولهننذا كننذو بننه المشننركون مننع أنننه صننُق ،وكننذلك كننالم مننُعي
الر ننالة بعننُ الن نني ْ
وإن كننان كننذ ًبا م حقيقننة اْلمننر ،إِل أنننه يُتمننل
التصُيق ،ولهذا صُق بنو حنيفة مسيلمة الكذاو.
تعرينف جنامع
ٌ فتعريف الخل بأنه ما يُتمل التصنُيق أو التكنذي،،
اهَّلل -م ِ
مننانع مننؤد للمقصننود ،وقننُ عرفننه بننه أبننو حامننُ الغزالنني َ -رح َمن ُه ُ
كتابه [المستصفى].
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
300
اهَّلل -الخنل انتقنل للكنالم علنى أقسنام ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
عرف ُ
ولما َّ
الخل باعت ار وصوله إلينا ،أر :باعت ار نُه ،والخل هبذا اِلعت ار ينقس
عنُ جمهور اْلصوليين إلى قسمين:
-القس اْلول :متواتر ،والمتواتر م لغنة العنرو :المتتنابع ،تقنول:
تواترت الخيل .يعني :تتابعت.
وِل ُيسمى المتتابعان متواترين إِل إذا كان بينهما فكة وزمنن ،أ َّمنا ْ
إن
ل يكن بينهما فكة وزمن فنال ُيقنال :متنواتران ،وإنَّمنا ُيقنال :متواصنالن،
أن يكون فيه فكة وزمن بين المتتابعين. ومتُاركان ،فالتواتر ِل ُبَُّ ْ
(و ُه َنو ِ
اهَّلل -بقولهَ :المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
عرفه ُ والمتواتر م اِلصأالحَّ :
جما َعة َِل َيقع التواطؤ على ا ْل َك ِذو من مثله إِ َلى َأن َينْت َِهي إِ َلى
َأن ْيروى َ
اجتِ َهاد). ِ
ا ْلمخل َعن ُهَ ،ويكون في اْلَ ْصل َعن ُم َشاهَُ ة َأو َ ماَ َِل َعن ْ
تعري ًفننا للمتننواتر ،وإنَّمننا هننو
وهننذا التعريننف م حقيقننة اْلمننر لنني
ْلن ٍ
لشيء آخر ،هذا لي تعري ًفا للمتواتر ولكنه تعرينف للتنواتر؛ ّ تعريف
ِ
اهَّلل -قال( :التواترُ :ه َو َأن ْيروى َ
جما َعة َِل َيقع التواطؤ المصنِّف َ -رح َم ُه ُُ
على ا ْل َك ِذو ) . .إلى آخره.
تعري ًفا للمتواتر؛ ّ
ْلن المتواتر هنو منا رواه جماعنة ِل يقنع وهذا لي
التواطؤ على الكذو . .إلى آخره.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
301
جما َعنة َِل َيقنع التواطنؤ علنى ا ْل َك ِنذو منن (ه َو َأن ْ
ينروى َ فالمتواترُ :
المصنِّف.مثله ) . .إلى آخر كالم ُ
اهَّلل -فهنو تعرينف للتنواتر ،فكأننه قنال: ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
أ َّما ما ذكَر ُ
هننو روايننة جماعننة ِل يقننع التواطننؤ علننى الكننذو مننن مننثله ،وفن ٌ
نرق بننين
المتواتر والتواتر.
اهَّلل -نعلن ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
ومن خالل هذا التعرينف النذر ذكنره ُ
المصنِّف َ -ر ِح َم ُه قيود الخل المتواتر ،وقيود الخل المتواتر على ما ذكر ُ
اهَّلل -أربعة قيود:
ُ
أن يرويه جماعة ،وذلك يؤخذ منن قولنهَ ( :أن ْ
ينروى -القيُ اْلولْ :
جما َعة).
َ
متواترا.
ً ْ
فإن رواه واحُ أو رواه جماعة قليلة فإنه ِل يكون
أن يرويه جماعة كثينرة؛ هنذا القينُ اْلول ْ
أن يروينه فإ ًذا القيُ اْلولْ :
متواترا.
ً جماعةْ ،
فإن رواه واحُ أو رواه جماعة قليلة فإنه ِل يكون
وهذه الكثرة ِل حُ لهنا علنى أصنح أقنوال اْلصنوليين والمُنُثين،
حصل العل ،فكنل عنُد حصنل العلن فإننه يُصنل بنه
وإنَّما ضابأها ما َّ
التواتر.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
302
وبنا ًء على هذا :فإنه ُيستُل بُصول العلن علنى العنُد وِل عكن ،
فال ُيستُل بالعُد على حصول العل .
لهنا فإ ًذا ِل ُبَُّ م المتواتر من ْ
أن يرويه جماعة كثينرة ،وكثنرهت لني
حصنل بنه العلن فإننه ٍ
حُ معين ،وإنَّما ضابأه ما حصل العل ،فكل عُد َ
متواترا؛ هذا القيُ اْلول.
ً يكون خله
أن ِل يقع منه اتفاق على الكذو ،إ َّما لكثرهت ،وإ َّما -القيُ الثاينْ :
اهَّلل- ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
ل عُ أوطاهن وعُم معنرفته بن عض ،وقنُ ذكَنر ُ
(ِل َيقع التواطؤ على ا ْل َك ِذو من مثله ).
هذا القيُ م قولهَ :
أن يستمر هنذا الوصنف -وهنو ْ
أن يروينه جماعنة ِل -القيُ الثالثْ :
يقع التواطؤ على الكذو منن منثله ْ -
أن يسنتمر هنذا الوصنف م جمينع
ط قات السنُ إلى ْ
أن ينتهي إلى المخ َر عنه وهو الن ي .
فلنو اختنل هننذا الوصنف م ط قننة منن ط قنات السنننُّ ،
فنإن الخننل ِل
متواترا كمنا لنو رواه جماعنة كثينرة عنن جماعنة قليلنة عنن جماعنة
ً يكون
ْلن الكثرة ِل ُبَُّ ْ
أن تسنتمر م جمينع ط قنات متواترا؛ ّ
ً كثيرة فإنه ِل يكون
السنُ إلى ْ
أن تنتهي إلى المخ َر عنه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
303
-القيُ الرابعْ :
أن يكون اإلخ ار م اْلصل –يعني :م الأ قة اْلولى
– عن مشاهُة أو عن ماَ ،وذلك ْ
بأن يقول الراور :معت ،أو يقول:
متواترا.
ً رأيتْ ،
فإن كان الخل عن اجتهاد فإنه ِل يكون
أن اْلمور اِلجتهادية قُ يتأرق إليها الخأأ ،وهذا و ،ذلك :هو ّ
اهَّلل -ويكننون م اْلصننل عننن ِ
المص ننِّف َ -رح َم ن ُه ُ
القيننُ يؤخننذ مننن قننول ُ
مشاهُة أو ماَ ِل عن اجتهاد.
فقوله( :م اْلصل) يعني :م الأ قة اْلولى.
اهَّلل -دِللننننة الخنننل المتنننواتر ،فقننننال: ِ
المصننننِّف َ -رح َمننن ُه ُ
وذكَنننر ُ
(فالمتواترَ :ما ُيوج ،ا ْلعل ) ومعناهّ :
أن المتواتر يفيُ العل ِل ال ن.
وهذا يفيُ العل الضرورر أو يفيُ العلن الن نرر؟ هنذا مُنل ننزاَ
بين علماء اْلصول:
جمهوره على أنه يفيُ العل الضرورر.
المصننِّف م كتناو [اللهنان]–
وذه ،بعض اْلصنوليين – ومننه ُ
إلى ّ
أن المتواتر يفيُ العل الن رر.
وهذه المسألة وهي هل المتواتر يفيُ العل الضرورر أو يفيُ العل
الن رر؟ ِل يكت ،عليها ثمرة ما دام أهن متفقون على أهن يفيُ العل .
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
304
ومن أمثلة الخل المتواتر :أحاديث المسح على الخفين ،وقولنه :
« َم ْن ك ََذ َو َع َلي ُم َت َع ِّمًُ ا َف ْل َي َت َ َّو ْأ َم ْق َعَُ ُه مِ َن الن ِ
َّار» ،وم ذلك يقول السيوطي َّ
اهَّلل:- ِ
َ -رح َم ُه ُ
ومن بننى هَّلل بيتًنا واحتسن، مما تواتر حُيث من كنذو
ومسح خفنين وهنذه بعنض ورؤينننة شنننفاعة والُنننوض
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
305
وانحاد ُه َو :ا َّل ِذر ُيوجن ،ا ْل َع َمنل َو َِل ُيوجن ،ا ْلعلن ،وينقسن إِ َلنى
ُم ْر ل ومسنُ.
َفا ْل ُم ْسنَُُ َ :ما ا َّتصل إِ ْ نَاده ،والمر لَ :ما ل يتَّصل إِ ْ نَاده.
حجة إِ َِّل َم َرا ِ يل عيُ ِ
الص َُا َبة َف َل ْي َ َذلك َّ
ِ َفإِن ك َ
َان من َم َرا يل َير َّ
بن ا ْلمسيَ ،فإِن ََّها فتشت َفوجُت مسانيُ َعن النَّ ِي صلى اهَّلل َع َل ْي ِه َو ل .
أوِل :منها :قوله تعالى{ :الِقلهُ القلذمخ أَفْلز َ الْكمتَلِب بِلِلْحَِّ َالْمميلزان
ً -
[الشورى ،]17:والميزان هو العُل ،ومقايسة اْلشياء ب عضها.
نافع لك– فهو يُل على
وكل مثال ذكره اهَّلل م القرآن –وهذا ضابب ٌ
صُة القياس؛ ّ
ْلن اْلمثلة فيها اعت ار للشيء بن يره ،وإلُاق له به.
طهارة.
ومثال الثاين –وهو ما ل يكن فيه فرق بين الفرَ واْلصل :-قولنه -
ُ ْ َُا َن ُه َو َت َعا َلى{ :-فَال لًَُِّْ لَهُمِ أٍَُّ [اإل راء ،]23:فقُ َّ
حرم التنأفيف
للوالُين ،وِل فرق بين التأفيف والضرو ،بل الضرو أع .
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
334
وكذلك قوله تعالى{ :إِنَّ القذمين يأْكُُِون أَمْوا َ الْيتَِمٍ ظُِْمًِ إفََّمِ يأْكُُِون فمي
أن هنناك شنرو ًطا أخنرى َينر التني ذكرهنا ،كينف ن َّنه ُ
المصننِّف ون َّه إلى ّ
اهَّلل-؟ ِ
َرح َم ُه ُ
أن هناك شرو ًطا َير ما ذكر م قولنه:اهَّلل -إلى ّ ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ن َّه ُ
(ومن ،ومن ،ومن)ّ ،
فإن كلمة "من" تُل على الت عيض ،ف ُيفه من هذا
ِ
اهَّلل.- أن هناك شرو ًطا َير التي أوردها ُ
المصنِّف َرح َم ُه ُ ّ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
344
(ومنن َشنرط ا ْل َف ْنرَ َأن يكنون
وبُأ بالركن اْلول وهو الفرَ ،فقنالَ :
منا ًا ْ َ
لأل ْصل).
أن يجتمننع مننع اْلصننل م وصن ٍ
ننف ومعننناه :أنننه يشننكط م الفنننرَ ْ
منا نن ،،والوصننف المنا نن ،هننو الوصننف الننذر يشننتمل علننى جلنن،
مصلُة أو درء مفسُة.
ومن أمثلتهْ :
أن ُيقال :يُرم الن يذ قيا ً ا على الخمر لعلة اإل كار.
فقُ ُجمع بين الفرَ –وهو الن يذ– واْلصل –وهو الخمر– بوصنف
منا ،لتُري الخمنر وهنو اإل نكار؛ ْلننه يكتن ،علنى ذلنك مصنلُة
وهي حفظ العقل.
فالوصننف المنا نن- ،كمننا عرفننناه :-هننو مننا يشننتمل علننى جلنن،
مصلُة أو درء مفسُة.
وبنا ًء على هذا الشرط :فإذا كنان الوصنف ِل تعلن منا ن ته أو تعلن
عُم منا ته ّ
فإن القياس ِل يصح.
-فمثننال اْلول –وهننو الوصننف الننذر ِل تعل ن منا ن ته– أر :أنننه
أن ُيقنالُ :تقناس الصن ية علنى الصن ي م اِلكتفناء بنضنح
وصف تع ُرْ ،
ال ول ق ل ْ
أن يأكل الأعام بجامع الصغر.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
345
ْلن اِلكتفاء بنضح بول الص ي أمنر ف ُيقال :هذا القياس َير صُيح؛ ّ
شيء ث ت حكمه تع ًُ ا ٍ تع ُر ِل تعل منا ته ،وهكذا كل َمن قاس على
فننإن قينناس ِل يصننح؛ ْلنننه جمننع بننين الفننرَ واْلصننل بوصن ٍ
نف ِل ُتعل ن
منا ته.
-ومثال الثاين -هو منا إذا جمنع بنين الفنرَ واْلصنل بوصنف تعلن
عُم منا تهْ :-
أن ُيلُق الفرَ باْلصل بجامع طردر ،والمراد بالوصف
الأردر :هو الوصنف النذر ِل يشنتمل علنى منا ن ة كنالأول ،والقصنر،
والسواد ،وال ياض ،و اار اْللوان فهنذه كلهنا أوصناف طردينة يعننيِ :ل
تشتمل على منا ة.
اهَّلل َعن ُْه َمناّ -
أن برينرة - ِ
ومن أمثلة ذلك :حُيث ابن ع اس َ -رض َني ُ
اهَّلل َعن َْها -عتقت تُنت زوجهنا وكنان ع نًُ ا أ نود ،فقولنه :أ نود، ِ
َرض َي ُ
وصف طردر ِل يشتمل على منا ة ،فين ني علنى هنذاّ :
أن اْلمنة إذا ٌ هذا
عتقت تُت ع ُ تخير بين ال قاء معه أو فراقه ،نوا ًء أكنان أ نود أم كنان
َير أ ود.
فقوله م الُُيث" :وكان ع ًُ ا أ ود" ،هذا وصف طنردر؛ ْلننه ِل
يشتمل على منا ة.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
346
أن من شروط الفنرَ ْ
اهَّلل -ذكَر ّ ِ
أن يجتمنع منع فإ ًذا ُ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ٍ
وصف منا .، اْلصل م
وم الُقيقننة ّ
أن هننذا الشننرط راجننع للعلننة التنني هنني أع ن أركننان
القينناس ،فيشننكط م العلننة ْ
أن تكننون منا ن ة ،أر :يكتنن ،عليهننا جلنن،
مصلُة أو درء مفسُة.
(ومننن َشننرط اْلَ ْصننل َأن يكننون َثابتننا بِننَُ لِيل ُمتَّفننق َع َل ْين ِنه َبننين
قننالَ :
ا ْل َخ ْص َم ْي ِن).
متف ًقنا علينه بنين الخصنمين يمكنن للمخنالف ْ
أن وذلك ّ
ْلن ما لني
ْلن اْلصنل إذا لن يكنن متف ًقنا
ينازَ م حكمه كما ينازَ م حك الفرَ؛ ّ
عليه بين الخصمين ،فللخص ْ
أن ينازَ فيه –أر :م اْلصل– كمنا يننازَ
م حك الفرَ.
أصنال ،ويجعنل اْلصنل
ً القياس فيجعنل الفنرَ أن له ْ
أن يعك كما ّ
أن يكننون ٍ
واحنُ منهمنا مختلنف فينه ،فيشنكط م اْلصنل ْ فر ًعنا؛ ّ
ْلن كنل
متف ًقا عليه بين الخصمين.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
347
مثال ذلكْ :
أن ُيقنال :الوضنوء تشنكط فينه النينة قيا ً نا علنى التنيم ،
عليننه وهننو التننيم متفننق علننى اشننكاط النيننة فيننه بننين فاْلصننل المقنني
الجمهننور القنناالين باشننكاط النيننة م كننل وضننوء ،والُنفيننة القنناالين
با تُ او النية م كل وضوء.
عليه متفق على حكمه بين الخصمين المختلفين. فاْلصل المقي
منثال قنال :جلنُ ومثال ما ل يتُقق فينه هنذا الشنرط :لنو ّ
أن حن ل ًينا ً
الميتة ِل يأهر بالُباغ قيا ً ا على الكل ،،فإنه ِل يأهر بالُباغ.
علينه فيقنول :جلنُ الكلن، فللمخالف ْ
أن ينازَ م اْلصنل المقني
متف ًقا عليه. يأهر بالُباغ؛ ّ
ْلن هذا اْلصل لي
اهَّلل -لني ِ وم الُقيقة ّ
المصنِّف َ -رح َمن ُه ُ
أن هذا الشرط الذر ذكره ُ
ركن آخر وهو حك اْلصل ،هنذا شنرط راج ًعا لألصل ،وإنَّما راجع إلى ٍ
اهَّلل -لني شنر ًطا م حقيقنة اْلمنر لألصنل ،وإنَّمنا هنو ِ
المصنِّف َ -رح َمن ُه ُ
ُ
شرط لُك اْلصل.
(ومنن ِ
اهَّلل -فقالَ :
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ولهذا عُل بعض الشراح كالم ُ
َشرط اْلصل ْ
أن يكون حكمه ثابتًا بُليل متفق عليه بين الخصمين).
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
348
أن يكون ثابتًا بالُليل هل هو اْلصل أو حك اْلصنل؟ فالذر ِل ُبَُّ ْ
اهَّلل -لني ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
هو حك اْلصل ،فهذا الشرط الذر ذكنره ُ
راج ًعننا إلننى ركننن اْلصننل ،وإنَّمننا هننو راجننع إلننى ركن ٍ
نن آخننر وهننو حك ن
اْلصل.
وهذا الشرط يشكط إذا كان مقصود القاال إقناَ المخالف وإلزامه،
أو كان مقصوده إبأال قوله.
أ َّما إذا لن يكنن هنناك خصن يخالفنه فنال يشنكط اتفناق الخصنمين،
وإنَّما يكتفى باشكاط ث وت حك اْلصل بُليل معتل ،وا ًء أكنان متف ًقنا
عليه أو ل يكن متف ًقا عليه.
فمتى يشكط اتفاق الخصمين على حك اْلصنل؟ إذا كنان مقصنود
إن يلزم الخص بالُليل ،أو كان مقصوده ْ
أن ي أل دليل الخص . القاال ْ
أ َّما إذا كنان مقصنوده مجنرد إث نات الُكن ،فيكفينه ْ
أن يكنون حكن
اْلصل ثابتًا بُليله معتل ،وا ًء أكان هنذا الُكن متفنق علينه أم لن يكنن
متف ًقا عليه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
349
اهَّلل( :-ومننن شننرط ا ْلع َّلننة َأن تأننرد فِنني معلوِلهتننا َفن َنال ِ
قننال َ -رح َمن ُه ُ
تنتفض لف ا َو َِل معنى).
هذا شرط من شروط العلة وهو اِل ِّطراد ،والمراد باِلطراد :أنه كلما
وجُت العلة وجُ الُك .
ْ
وإن شئت قلت :اِلطراد هو ا تمرار العلة م جميع معلوِلهتا.
فنناِل ّطراد هننو ْ
أن يوجننُ الُكنن كلمننا وجننُت العلننة ،فننإذا وجننُ
مثال وجُ التُري ،وإذا وجُت السرقة وجُ القأع ،وإذا وجُ
اإل كار ً
القتل العمُ العُوان وجُ القصاص وهكذا.
فاِلطراد معناهّ :
أن العلة كلما وجُت وجُ حكمها.
وقولننننه( :م معلوِلهتننننا) يعننننني :م أحكامهننننا ،ويقابننننل اِلطننننراد
اِلنتقاض ،أو النقض.
أن توجُ العلة وِل يوجُ حكمهاْ ،
كأن يوجُ اإل نكار فالنقض :هو ْ
مثال وِل يوجُ التُري ،أو ْ
أن توجُ السرقة وِل يوجنُ القأنع ،أو يوجنُ ً
نقضا.
القتل العمُ العُوان وِل يوجُ الُك ،فهذا ُيسمى ً
فالنقض هو :أن توجُ العلة وِل يوجُ حكمها.
أن يوجُ حك وِل توجُ العلة؟ ِل يمكن ْ
أن يوجُ حك وهل يمكن ْ
من َير وجود علة.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
350
فإ ًذا النقض معناهْ :
أن توجُ العلة وِل يوجُ الُك .
ويتفرَ على اشنكاط اِلطنراد م العلنة ّ
أن الننقض ي أنل العلنة ،فنإذا َّ
انتقضت بألت.
فإ ًذا بأالن العلة بالنقض م ني على اشكاط اِلطراد م العلة.
ف نا ًء علنى هنذا :إذا انتقضنت العلنة فإهننا تفسنُ وت أنل ،ولهنذا قنال
المصنفَ ( :ومن َشرط ا ْلع َّلة َأن تأرد فِي معلوِلهتا َف َال تننتفض لف نا َو َِل
معنى).
يتفرَ على هذا ّ
أن فقولهَ ( :ف َال) الفاء هنا ْلر شيء؟ للتفريع ،يعنيَّ :
أن تنتقض لف ً ا وِل معنًى ،فإذا انتقضت فإهنا ت أل.
العلة ِل يصح ْ
ومننن أمثلننة النننقض التنني تفسننُ بننه العلننةْ :
أن يقننول بعننض الفقهنناء:
والمقصود من أمثلة اْلصول هو بيان القاعُة ،بغض الن ر عن كون هنذا
مرجوحا.
ً راجُا أو
ً المثال
ولهذا من الع ارات المشهورة عنُ اْلصوليين أهن يقولون :المثنال
ِل يعننكض ،يعنننيِ :ل يعننكض عليننه؛ ّ
ْلن المقصننود منننه إث ننات القاعننُة
وإيضاحها.
نقننول :مننن أمثلننة النننقض :لننو قننال بعننض الفقهنناءِ :ل تصننح صننالة
المفكض خلف المتنفل؛ ِلختالف النية.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
351
بمنن أدرك أقنل منن ركعنة منع اإلمنام منع
ف ُيقال :هذه العلنة منتقضنة َ
صالة الجمعة ،فإنه ينور ال هر ،وتصح صالته مع ّ
أن النية هننا مختلفنة،
فانتقضت العلة ،بمعنىّ :
أن العلة وهي اختالف النية وجُت ولن يوجنُ
الُك وهو بأالن الصالة.
أن توجُ العلة وِل يوجُ الُك . فإ ًذا النقض معناهْ :
اهَّلل( :-لف ً نا وِل معننى) ،هنذا التع ينر لني ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وقول ُ
موجو ًدا عنُ اْلصوليين فال يعلون بقنوله :لف ً نا وِل معننى ،وقنُ م َّثنل
الشراح لقول المصنف( :لف ً ا) بالعلة المرك ة إذا انتقضت.
ومثال ذلكْ :
أن ُيقال :القتل بالمثقل يج ،فيه القصاص قيا ً نا علنى
القتل بالمُُد بجامع الجناية.
ف ُيقال :هذه العلة منتقضة؛ ّ
ْلن الوالُ لو قتل ولُه عمًُ ا عُوانًا ،فإنه
ِل يث ت قصاصنه ،فقنُ وجنُت العلنة وهني القتنل العمنُ العنُوان ،ولن
يوجُ حكمها وهو ث وت القصناص ،والقاعنُةّ " :
أن العلنة إذا انتقضنت
بألت".
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
352
وقوله( :وِل معنى) المراد به العلة المفردة.
ومثال ذلنكْ :
أن ُيقنال :تجن ،الزكناة م الخينل لنُفع حاجنة الفقينر،
ف ُيقال :هذه العلة منتقضةّ ،
فإن الجواهر ما عُا النذه ،والفضنة ِل تجن،
فيها الزكاة ،مع أنه يُفع هبا حاجنة الفقينر ،فقنُ وجنُت العلنة وهني دفنع
حاجة الفقير ول يوجُ الُك .
أال؟
م ًأال للعلة أو لي وهل النقض م ً
اهَّلل -ككثينر منن اْلصنوليين إلنى أننه يفسنُ ِ
المصنِّف َ -رح َمن ُه ُ
ذهُ ،
ِ
العلة وي ألها مأل ًقا ،واختار شي اإل الم ابن تيمية َ -رح َم ُه ُ
اهَّلل -وَيره
وجيهننا وهننو ّ
أن العلننة التامننة أر :التنني وجننُت شننروطها وانتفننت ً رأ ًيننا
موانعها إذا انتقضت بألت ،وأ َّما العلة التي اختل شنرط منن شنروطها أو
وجُ مانع لُكمها ،فإن تخلف الُك عنها ِل ي ألها.
فإ ًذا العلة التامة التي وجُت شنروطها وانتفنت موانعهنا ،إذا تخلنف
عنها الُك َّ
دل ذلك على أهنا ليست علة.
ٍ
شنرط منن شنروطها ،أو أ َّما العلة التي لن يث نت حكمهنا إ َّمنا لفنوات
لوجود مان ٍع من موانعها ،فإهنا إذا تخلف عنها الُك ِل ت أل.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
353
ونضرو لذلك مثالين:
مثالَ :من رق ً
ماِل مُك ًما منن َينر حنرزه فإننه ِل -المثال اْلولً :
يج ،قأعه ،فوجُت العلة وهي السرقة ول يوجنُ الُكن ،وِل يُكن
أن تكنون السنرقة ٍ
شرط منن شنروطها وهني ْ ب أالن العلة ،لماذا؟ لفوات
من حرز.
-المثال الثاين :مثال آخنرْ :
أن يقنال :القتنل العمنُ العنُوان يوجن،
القصاص ،لكن الوالُ إذا قتل ابنه ِل يث ت قصاصه ،فوجُت العلة وهني
القتل العمُ العُوان ،ولن يوجنُ الُكن وهنو ث نوت القصناص لوجنود
مانع وهو اْلبوة؛ ّ
ْلن الوالنُ ن ،إليجناد الولنُ فنال يكنون الولنُ ن ًا
إلعُام الوالُ.
(ومن َشرط الُك َأن يكون مثل ا ْلع َّلة فِي النَّ ْفني
اهَّللَ :-
ِ
قال َ -رح َم ُه ُ
اإل ْث َات َأر فِي ا ْل ُو ُجود والعُم).
َو ْ ِ
احة ا ْل َُ ْر َو ْ ِ
اإل َب َ
احة َفمن النَّاس من َي ُقول :إِن ْاْلَ ْش َياء علنى ا ْل َُ ْ نر َوأما ا ْل َُ ْ ر َو ْ ِ
اإل َب َ
احنة الش ِنري َعة منا ينُل علنى ْ ِ
اإل َب َ َ الش ِري َعةَ ،فإِن لن ُيوجنُ فِني َّإِ َِّل َما أباحته َّ
يت ََم َّسك بِ ْاْلَ ْصلَِ ،و ُه َو ا ْل َُ ْ ر.
منها :قولنه ُ -ن ْ َُا َن ُه َو َت َعنا َلى{ :-هُلو القلذمخ خَِلَ لَكُلدْ ملِ فملي األَرْ ِ
ّ
فإن الالم حرف يُل علنى التملينك، -الوجه الثاين :قوله{ :لَكُدْ
فُل ذلك على ّ
أن اْلصل م اْلشياء اإلباحة. ٍ
شيء م احَّ ، وِل ُيملك إِل
القول الثاين –عكسه ّ :-
أن اْلصل م اْلشياء التُري ؛ ْلن اْلشنياء
مِلك هَّلل ،فال يجوز التصرف فيها إِل بإذنه ،كما يكون م بيت اإلنسان
أن يتصرف فيه إِل بإذنه؛ وهذا هنو منذه ،ال اهرينة، ٍ
ْلحُ ٍ فإنه ِل يجوز
وطاافن ٌة مننن أصننُاو المننذاه ،مننن علمنناء اْلصننول ،فننذه ،لننه بعننض
الشافعية ،وبعض الُنفية ،وبعض المالكية ،وبعض الُنابلة.
القننول الثالننث :التوقننف؛ وذلننك ّ
ْلن اْلدلننة متعارضننة ،واختنناره
المصنِّف ،والرازر ،وانمُر.
الغزالي تلميذ ُ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
359
اهَّلل -هنننا حكننى م المسننألة قننولين ولن يننرجح ِ
والمصننِّف َ -رح َمن ُه ُ
ُ
بينهما ،وقُ أطلنق الننزاَ م المسنألة فقنالَ ( :فمنن النَّناس منن َي ُقنول :إِن
ْاْلَ ْش َياء على ا ْل َُ ْ ر).
والمقصود باْلشياء هنا :اْلشياء التني فيهنا منفعنة خالصنة أو منفعنة
راجُننة ،أ َّمننا اْلشننياء التنني فيهننا مضننرة خالصننة أو فيهننا مضننرة راجُننة
أن حكمها التُري . فاْلصوليون متفقون على ّ
اهَّلل( :-اْلشياء) فيه إطالق. ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
فقول ُ
وهننو مقيننُ باْلشننياء النافعننة علننى وجننه الخلننوص أو علننى وجننه
الرجُان.
والصننواو م هننذه المسننألةّ :
أن اْلصننل م اْلشننياء النافعننة اإلباحننة
أن اْلصنل م اْلشنياء الضنارة التُنري ،وقنُ لُِللة انية الكريمنة ،كمنا ّ
اهَّلل -م كتنناو ِ
قننرر هننذا أبل ن تقريننر شنني اإل ننالم ابننن تيميننة َ -رح َم ن ُه ُ
[القواعُ النورانية] ،وقرره أبو إ ُاق الشاط ي م كتناو [الموافقنات]،
وهذان الكتابان نفيسان ين غي لأال ،العل ْ
أن ُيعنى بقراءهتما.
أمر مهن وهنوّ :
أن َمنن قنال: وإذا عرفنا هذه المسألة فإنه ين ني عليها ٌ
اْلصل م اْلشنياء النافعنة ق نل ورود الشنرَ اإلباحنة ،فإننه يتمسنك هبنذا
اْلصل بعُ ورود الشرَ حتى يأيت ما يخالفه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
360
َمن قال :اْلصل م اْلشياء ق ل ورود الشنرَ اإلباحنة ،فإننه يتمسنك
هبذا اْلصل بعُ ورود الشرَ ،فإذا وجُ شي ًئا ول يقف فينه علنى نن ٍ أو
دلي ٍل معتل فإنه يتمسك بأصل اإلباحة.
و َمن قال :اْلصل م اْلشياء النافعة ق ل ورود الشرَ التُري ،فإننه
دلنيال يخالفنه ،فنيُك
يتمسك هبذا اْلصل بعُ ورود الشرَ إذا ل يجنُ ً
عليه بالُ ر ،و َمن توقف توقفَ ،من توقف م اْلشياء ق ل ورود الشرَ،
دليال بعُ ورود الشرَ يتوقف. فإنه إذا ل يجُ عليها ً
اهَّلل -هبننذا ،فقننالَ ( :فمننن النَّنناس مننن ِ
المصننِّف َ -رح َمن ُه ُ وقننُ صننرح ُ
َي ُقول :إِن ْاْلَ ْش َياء على ا ْل َُ ْ ر إِ َِّل َما أباحته َّ
الش ِري َعة).
احنة يت ََم َّسنك
اإل َب َ َ ث قالَ ( :فإِن ل ُيوجنُ فِني َّ
الش ِنري َعة منا ينُل علنى ْ ِ
(ومن النَّاس من َي ُقول بضُهَ :و ُه َو َأن اْلَ ْصل فِي ْاْلَ ْش َياء َأن ََّها وقولهَ :
احة إِ َِّل َما ح ره َّ
الش ْرَ) ،تمامه ْ
فإن ل يوجُ م الشنرَ منا ينُل على ْ ِ
اإل َب َ
على الُ ر ،فإنه يتمسك باْلصل وهو اإلباحة.
-وقولننه م اْلولِ :
(فمننن النَّنناس) المننراد هب ن هنننا :ال اهريننة و َمننن
وافقه .
-وقوله م الثاين( :ومنن النَّناس َمنن يقنول بضنُه) المنراد هبن أكثنر
علماء اْلصول.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
362
اهَّلل -لن يرجح هنا شي ًئاْ ،
وإن كان تقُيمه للقنول ِ
والمصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ُ
اْلول يشعر بأنه يرجُه ،كما جرت العادة م الغال ،عنُ أهل العل أهن
مجزو ًما به. يقُمون الرأر الراجح م الذكر ،لكن هذا لي
ولمننا كانننت هننذه المسننألة وهنني مسننألة اْلصننل م اْلشننياء هننل هننو
أن يختمهنااإلباحة أو الُ ر؟ لما كانت لها صلة باِل تصنُاو نا نْ ،
نُاو ا ْل َُنال ) . .إلنى ِ
ب يان معنى اِل تصنُاو ،فقنال( :ومعننى ا ْ ت ْص َ
آخره.
ووجه ارت اط اِل تصُاو هبذه المسألة ظناهر ،وهنوّ :
أن َمنن قنال:
اْلصل م اْلشياء اإلباحة ق ل ورود الشرَ ،ا تصنُ ،ذلنك بعنُ ورود
دليال يغيره.
الشرَ إذا ل يجُ ً
و َمن قال :اْلصل م اْلشياء ق نل ورود الشنرَ اإلباحنة ،ا تصنُ،
ذلك بعُ ورود الشرَ إذا ل يجُ ما يغيره.
عرفننه
واِل تصننُاو ا ننتفعال مننن الصننُ ة وهنني المالزمننة ،وقننُ َّ
ننل ِعنْننُ عننُم النننَُّ لِيل
بننأن ( ُيستصننُ ،اْلَ ْصن ُ
اهَّللْ - ِ
المصنننِّف َ -رح َمنن ُه ُ ُ
الش ْر ِع ّي).
َّ
أن يستصننُ )،هننذا فيننه دور ،والننُور َيننر وقولننه( :اِل تصننُاو ْ
مستُسن عنُ علماء اْلصول.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
363
أنواَ متعُدة:
ٌ واِل تصُاو
المصنِّف َ -ر ِح َمن ُه
-منها :ا تصُاو الُال ،وهو الذر تك َّل عليه ُ
اهَّلل -هنا.
ُ
ننُاو ِ
والمننراد بالُننال هنننا :مننا ق ننل ورود الشننرَ ،قولننه( :ا ْ ت ْص َ
ا ْل َُال) ،يعني :ا تصُاو ما ق ل ورود الشرَ.
-ومن أنواَ اِل تصُاو :ا تصُاو الُليل الشرعي.
والمصننِّف -
-ومن أنواعه :ا تصُاو اإلجماَ م مُنل الننزاَُ ،
اهَّلل -تكل على النوَ اْلول وهو :ا تصُاو حنال منا ق نل ورود ِ
َرح َم ُه ُ
الشرَ.
واِل تصُاو آخر مرات ،اْلدلة ،وبنا ًء على هذا :فإننه ِل يعمنل بنه
السننَّة،
إِل إذا ل يوجُ دليل َيره ،فإذا ل يوجُ دليل من الكتاو ،أو من ُ
أو من اإلجماَ ،أو منن القيناس أو منن َيرهنا منن اْلدلنة المعتنلة ،فإننه
ٍ
حينئذ باِل تصُاو ،فهو آخر مُار اْلدلة. يعمل
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
364
ويتفرَ على اِل تصُاو مساال:
َّ
فمن قنال :اْلصنل -منهاً :
أوِل :هل يجوز أكل الزرافة أو ِل يجوز؟ َ
م اْلشياء اإلباحة قال :يجوز أكل الزرافة.
و َمن قال :اْلصل م اْلشياء الُ ر ،قالِ :ل يجوز.
و َمن توقف توقف.
المقصود با تصُاو الُال ا تصُاو ما ق نل ورود الشنرَ وهنو
المقصود به العرف ،فرق ك ير بينه . اللاءة اْلصلية ،لي
-ثان ًيا من المساالّ :
أن الكاو هل يجوز أكله أو ِل يجوز؟
الجواو على ذلك :أنه ِل يجوز؛ ْلنه هنا منن اْلشنياء الضنارة؛ فنال
يُخل م مسألتنا ،فال ُيقال فيه :اْلصنل م اْلشنياء اإلباحنة؛ ّ
ْلن النكاو
مضر.
أمر مه :وهو العقود والشروط -ثال ًثا مما َّ
يتفرَ على اِل تصُاو ٌ
الُادثة.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
ِ 365
ينأت فإذا أحُ النَّاس عقًُ ا من العقود أو شر ًطا من الشروط ،ولن
فمن قنال :اْلصنل م اْلشنياء
دليل يُل على ح ره ،فإنه يعمل باْلصلَ ،
اإلباحة ا تصُ ،هذا اْلصل ،وحك بإباحة هذا العقُ أو هذا الشرط،
و َمننن قننال :اْلصننل م اْلشننياء الُ ننر ا تصننُ ،هننذا اْلصننل ،وحكن
بُ ر هذا العقُ أو هذا الشرط.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
366
َوأما ْاْلَ ِد َّلة َفيقُم ا ْل َجلِ ّي مِن َْها على ا ْل َخفني ،والموجن ،ل ْلعلن علنى
ا ْل ُموج ،لل ن ،والنأق على ا ْلق َياس َوا ْل ِق َياس ا ْل َجلِ ّي على ا ْل َخفي.
َفإِن وجُ فِي النُّ ْأق َما ُيغير اْلَ ْصنل ي ْعمنل بنالنأق َوإِ َِّل فيستصنُ،
ا ْل َُال.
تعالى{ :الزَّافميةُ َالزَّافمي فَِنِْمََُا كًُّق َاحمَ مماْهُمِ ممَِِةَ نَِْة [النور ،]2:فقُ
باْلمننة م قولننه تعننالى{ :فَدَِ ليْهِنَّ فمصْ ل ُ مللِ عَِللٍ الْمُحْص لاِ}م ممللن خص ن
الْدذَابِ [النساء.]25:
اْلمنة لآلينة وقنع بنأر شنيء؟ الع ُ على اْلمة ،فتخصي ث قي
الع ننُ مننن انيننة وقننع بالقينناس ،فهنننا أمكننن وقننع بالنصننف ،وتخصنني
به. النأق بالقياس ف ُيخص تخصي
النأننق بالقينناسّ ،
فننإن النأننق ُيقننُم، أ َّمننا إذا لنن يمكننن تخصنني
والقياس ُيلغى ،وِل يكون له أر اعت ار.
-راب ًعاُ :يقُم القياس الجلي على القياس الخفي.
فينه علنى العلنة ،أو والمراد بالقياس الجلي :هو القياس النذر نُن
قأع بأنه ِل فرق فيه بين اْلصل والفرَ.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
371
ويقابله القياس الخفي وهو :النذر علتنه مسنتن أة ،أو لن يقأنع فينه
بنفي الفارق بين اْلصل والفرَ.
فإذا تعارض قيا ان أحُهما جلي وانخر خفني ّ
فنإن الجلني ُيقنُم؛
ْلنه أقوى.
ويمكن ْ
أن نمثل لتقُي القياس الجلي علنى القيناس الخفني بمثنال،
وهوّ :
أن َمن كان عنُه مااتنان منن اإلبنل ،فإننه يخينر بنين إخنراج خمن
بنات ل ون أو أربع حقة.
والخيار هنا هل هو لرو المال أو للساعي الذر ي عثه اإلمام؟
ذه ،بعض الفقهاء إلى ّ
أن الخيار يكون لنرو المنال ،وذلنك قيا ً نا
ٍ
مقنُار معنين م الزكناة على الجلان م زكاة اإلبلّ ،
فإن َمنن وجن ،علينه
ول يجُه ،فله ْ
أن يُفع أعلى منه ويأخذ الجلان وهو شناتان أو عشنرون
درهما ،وله ْ
أن يُفع أقل منه ويُفع معه الجلان وهنو شناتان أو عشنرون ً
درهما.
ً
فقالوا :التخيير هنا يكون لرو المال قيا ً ا على الجلان.
وقال بعض الفقهاء :التخيير يكون للساعي الذر ي عثه اإلمنام لج ني
الزكاة؛ وذلك ّ
ْلن الساعي ناا ،عنن المسنتُق للزكناة ،قيا ً نا علنى َمنن
ا تُق القصاص فإنه يخير بين القصاص والُية.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
372
حكن متعلنق بالزكناة علنى حكن متعلنق ففني القيناس اْلول :قني
بالزكاة.
حك ن متعلننق بالزكنناة علننى حك ن متعلننق وم القينناس الثنناين :قنني
بالجنايات.
وقياس حك من الزكاة على حك ٍ من الزكاة ،أقوى من قياس حك
متعلق بالزكاة على حك متعلق بالجنايات ف ُيقُم.
فإ ًذا هذا مثال يمكن ْ
أن ُيمثل به لتقُي القياس الجلني علنى القيناس
الخفي.
خامسنناُ :يقننُم النأننق علننى اِل تصننُاو ،فننإذا تعننارض النأننق
ً -
واِل تصُاو ّ
فإن النأق مقُم؛ ْلنه مغير لألصل.
تقنُيما
ً فنإن فينه ٍ
بنأنق ّ وأمثلة ذلك كثينرة ،فكنل حكن تكليفني ث نت
للنأق على اِل تصُاو.
ومن أمثلة ذلك :قوله تعالىَ{ :أَقميمُلوا الصَّلالة َنلُلوا الزَّكَلِة ،وقولنه
تعالى{ :فَمنْ شهَِ مملاْكُدُ النَّلهْر فَِْيصُلمْهُ [ال قنرة ،]185:وقولنهَ{ :لمِقلهم
عٍَِ الاَِّسِ حمجه الْ يْتم منِ اسْتَلَِع إِلَيْهم س ِيًِِ [آل عمران ،]97:فهنذه كلهنا
فيها تقُي للنأق على اِل تصُاو.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
373
اهَّللَ ( :-فإِن وجُ فِي النُّ ْأق َمنا ُيغينر اْلَ ْصنل ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وقول ُ
ي ْعمل بالنأق َوإِ َِّل فيستصُ ،ا ْل َُال).
،هذا هو ظاهر هذا القول :أنه يعمل باِل تصُاو إذا ل يوجُ ن
ال اهر.
اهَّلل -بنل ِل يعمنل باِل تصنُاو ،إِل ِ
اْلمر كما ذكر َ -رح َمن ُه ُ ولي
إذا ل نجُ نأ ًقا أو إجما ًعا أو قيا ً ا أو َير ذلك من اْلدلة المعتنلة؛ ّ
ْلن
اِل تصُاو -كما تقَُّ م معنا -هو آخر مرات ،اْلدلة.
كتاو ،أو ُ ن ٍَّة ،أو إجمناَ،
ٍ دليال من
وبنا ًء على هذا :فإننا إذا ل نجُ ً
أو قياس ،أو َير ذلك من اْلدلة المعتلة ،فإننا نعمل باِل تصُاو.
ومننن أمثلننة ذلننكْ :
أن ُيقننالِ :ل تجنن ،الزكنناة م الفواكننه كننالخوخ،
والتفنننناح ،والكمثننننرى ،وِل تجنننن ،الزكنننناة م الخضننننروات كالخيننننار،
وال اذنجننان ،والجننزر؛ ْلهنننا ليسننت منصوصننة وِل م معنننى المنصننوص
عليه ،فت قى على اْلصل ،و ُيستصُ ،فيها أصل عُم وجوو الزكاة.
اهَّلل ،-واْلصوليون ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
فهذه هي المرات ،التي ذكرها ُ
يتو عون م الكالم على منازل اْلدلة ومرات ها.
اهَّلل -ذكَر منها :خمسة أمثلة فُس.، ِ
والمصنِّف َ -رح َم ُه ُ
ُ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
374
َومن َشرط ا ْل ُم ْفتِيَ :أن يكون َعالما بالفقه أصال وفرعا خال ًفا ومذه ًا،
يُنتَج إِ َل ْي ِنه فِني ا نتن اط َو َأن يكون كَامِل ْاْلَ ِد َّلة فِي ِاِل ْجتِ َهناد َع ِ
ار ًفنا بِ َمنا ْ
ْاْلَ ْح َكام َو َت ْف ِسير ْان َيات ا ْل َو ِار َدة فِي ْاْلَ ْح َكام َو ْاْلَ ْخ َار ا ْل َو ِار َدة فِ َيها.
{فَِسْ لأَلُوا أَهْ لًَّ ال لذِّكْرِ إِنْ كُاْ لتُدْ ال لَدَِْمُللون [النُننل ،]43:فقننُ قس ن اهَّلل -
ُ ْ َُا َن ُه َو َت َعا َلى -النَّاس إلى قسمين :االين ،ومسئولين.
-الصنف اْلول :فالساالون ه الذين ِل يعلمون ،ولهذا قال م آخر
انيننة{ :إِنْ كُاْ لتُدْ ال لَدَِْمُللون ،وإذا اختلفننت علننى هننذا الصنننف أقننوال
علما وور ًعناْ ،
فنإن ا نتووا المجتهُين فإنه يختار رأر َمن يرى أنه أفضل ً
م حقننه فإنننه يتخيننر ،وِل يجنن ،عليننه أكثننر مننن ذلننك؛ ّ
ْلن هننذه قُرتننه
نفسننا إِل و ننعها ،هننؤِلء هنن الصنننف
وا ننتأاعته ،واهَّلل ِ ل يكلننف ً
اْلول.
-الصنف الثاين :مجتهنُون ،وهن النذين لهن قنُرة علنى ا نتن اط
اْلحكام الشرعية من أدلتهنا التفصنيلية ،وهنؤِلء يجن ،علنيه اِلجتهناد
باتفاق علماء اْلصول.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
387
وِل يجوز له التقليُ إِل م صورتين:
-الصننورة اْلولننى :إذا ل ن ي هننر للمجتهننُ الُك ن بعننُ ْ
أن ن ننر م
اْلدلننة وتت عهننا ،فننإذا لنن يت نين لننه شن ٍ
نيء فإنننه يجننوز لننه ْ
أن يقلننُ أحننُ ّ
المجتهُين.
-الصورة الثانية :إذا وقعت له واقعة تقتضي تعجيل الجنواو فيهنا،
له رأر حاضر ويعرف رأر بعض المجتهُين ،فيجنوز لنه ْ
أن يقلنُ ولي
ٍ
حينئذ.
-الصورة الثالثة :إذا وقعنت حادثنة تقتضني تعجينل الجنواو فيهنا،
عنننُه جننواو حاضننر م هننذه المسننألة ،والوقننت ِل يتسننع للن ننر ولنني
واِلجتهنناد ،وهننو يعلن رأر بعننض أهننل العلن فيهننا ،فيجننوز لننه م هننذه
الُال م ْ
أن يقلُ بعض المجتهُين ،وما عنُا ذلنك فنال يجنوز للمجتهنُ
التقليُ.
بننل ّ
إن بعننض علمنناء اْلصننول يقننول :المجتهننُ ِل يجننوز لننه التقليننُ
مأل ًقا ِل م هاتين الصنورتين وِل م َيرهمنا ،لكنن الصنواو ْ
إن شناء اهَّلل
أنه يجوز التقليُ م هاتين الصورتين ،وما عُاهما يج ،عليه ْ
أن يجتهُ.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
388
-الصنف الثالث :طالو عل قُ ارتفعوا عن درجنة المقلنُين ولن
يصلوا إلى رت ة المجتهُين ،فه قُ ارتفعوا عن درجة أهل التقليُ ولهن
قُرة على فه الُليل ،لكنه ل يصلوا إلى رت ة أهل اِلجتهاد ،وهنؤِلء
اهَّلل -وكثير من علمناء اْلصنول أننه يجن ،علنيه ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
يرى ُ
التقليُ و ؤال العلماء ،وذلك لقوله تعالى{ :فَِسْأَلُوا أَهًَّْ الذِّكْرِ إِنْ كُاْتُدْ ال
لَدَِْمُون [النُل.]43:
اهَّلل- ِ
وذهنن ،بعننض أهننل العلن كشنني اإل ننالم ابننن تيميننة َ -رح َمن ُه ُ
وتلميذه ابنن القني وأبني إ نُاق الشناط ي إلنى ّ
أن هنؤِلء يجن ،علنيه
ات نناَ الننُليل إذا عرفننوه وفهمننوه ،أ َّمننا إذا ل ن يعرفننوه ،أو ل ن يفهمننوه ،أو
وجننُوا مننا يعارضننه ولن يسننتأيعوا إزالننة التعننارض علننى وجن ٍنه صننُيح
ٍ
حينئذ. فيقلُون
اهَّلل -صنرح م [مجمنوَ الفتناوى] ّ
أن ِ بل ّ
إن شي اإل الم َ -رح َمن ُه ُ
العامي إذا عرف الُليل وفهمه ،وج ،عليه ات اعه ،ولن يجنز لنه ْ
أن يقلنُ
م هذه الُال.
وهذا التفصيل فيه تو ب واعتُال فيما ي هر والعل عننُ اهَّلل تعنالى،
وبنا ًء على هذاّ :
فإن من ظهر له الُليل وفه دِللته وج ،عليه ات اعه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
389
أن َمن جاز له التقليُ هل يجوز له ْ
أن يتمذه ،أو وهنا مسألة ،وهيّ :
ِل؟ بمعنى :أنه هل يجوز له ْ
أن يلتزم مذه ًا واحنًُ ا يأخنذ بجمينع رخصنه
وعزاامه أو ِلْ ،
كأن يلتزم مذه ،الُنفية ،أو مذه ،المالكية ،أو مذه،
الشافعية ،أو مذه ،الُنابلة؟
هذه المسألة وقع فيها نزاَ بنين علمناء اْلصنول ،فمننه َمنن ذهن،
الس كي م [جمع الجوامع]
إلى جواز التمذه ،،بل أوج ه بعضه كابن ُّ
أن التمذه ،واج ،،وا تُل القاالون هبذا ّ
بنأن اِلجتهناد فقُ ذه ،إلى ّ
متعذرا ،وآراء العلماء قُ ُقررت ورت ت ،ومهُت فيلنزم التنزام
ً قُ أص ح
وعزاا . أحُ المذاه ،واْلخذ بجميع ما فيه من رخ
وذه ،بعض أهل العلن كنالنوور وابنن تيمينة ،وابنن القني إلنى ّ
أن
ْلن فيننه ات ا ًعننا مأل ًقننا لغيننر كتنناو اهَّلل و ُ ننّة
التمننذهِ ،ل يجننوز؛ وذلننك ّ
ر وله ،وهذا القول وهو عُم جواز التمذه ،أ عُ بالُليل وأحنرى
ْلن م التمذه ،التزا ًما مأل ًقا لأاعة َير اهَّلل ور وله .
بالصواو؛ ّ
وِل يعني هذا :أنه ِل يُسنن درا نة الفقنه المنذه يْ ،
كنأن ينُرس طالن،
ٍ
مذه ،منن المنذاه ،الفقهينة ،فإننه ِل تعنارض بنين مننع العل متنًا على
ٍ
مذه ،معين ،فنال حنرج منن درا نة التمذه ،ودرا ة كتاو فقهي على
ٍ
مذه ،معين مع التزام الُليل واحكام آراء الفقهاء. كتاو م الفقه على
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
390
اهَّللَ ( :-ومن ُش ُنروط المسنتفتي َأن يكنون منن ِ
قال المصنف َ -رح َم ُه ُ
أهل ال َّت ْقلِيُ َو َل ْي َ ل ْل َعال ) يعني :للمجتهُ ( َأن ُي َق ّلُ) ،يعني :مأل ًقا ِل م
الصورتين اللتين ذكرناهما وِل م َيرهما من الصور.
المصننِّف -
وهذا -كما قلننا -هنو رأر جمهنور اْلصنوليين ومننه ُ
اهَّلل.- ِ
َرح َم ُه ُ
ث لما ذكر شرط المستفتي انتقل للكالم على التقليُ.
والتقليُ م لغة العرو :وضع الشيء م العنق مُي ًأا بهْ ،
فإن ل يكن
مُي ًأا به فإنه ِل ُيسمى تقليًُ ا.
ومنه تقليُ هبيمة اْلنعام م الهُر ،فقُ مي تقلينًُ ا ْلهننا ُتقلنُ أر:
تجعل فيها قالاُ مُيأة بأعناقها.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
391
وأ َّما التقليُ م اصأالح اْلصوليين :فقُ ذكر لنه المصننف َ -ر ِح َمن ُه
اهَّلل -تعريفين:
ُ
ِ
أن (التقليُ :هو ق ُول َقول ا ْل َقاال بِ َال َّ
حجة). -التعريف اْلولّ :
وقوله( :ق ول قول القاال) يعني :اعتقاد صُة قول المجتهُ وات اعه
فيه.
وقوله( :بنال حجنة) يعنني :منن َينر معرفنة النُليل النذر ا نتُل بنه
المجتهُ.
مقصوده ات اَ قول القاال من َير ْ
أن يكون لهذا القاال دلينل، ولي
وإنَّما المقصود ات اعه مع عُم معرفة دليله الذر ا تنُ إليه.
شخصا ق َّلُ اإلمام أبا حنيفة م عُم اشكاط
ً ومن أمثلة التقليُ :لو ّ
أن
الولي للمرأة الرشيُة م النكاح من َير معرفة دليله الذر ا تنُ إليهّ ،
فإن
هذا ُيسمى تقليًُ ا.
ِ
شخصنننا ق َّلنننُ اإلمنننام مال ًكنننا َ -رح َمننن ُه ُ
اهَّلل -م عنننُم اشنننكاط ً أو ّ
أن
شخصنا
ً الشهادة م النكاح من َير معرفة دليله النذر اعتمنُ علينه ،أو ّ
أن
ِ
أن ذوات اْل ن او يجنوز فعلهنا م ق َّلُ اإلمام الشنافعي َ -رح َمن ُه ُ
اهَّلل -م ّ
وقت النهي من َير معرفة دليله الذر اعتمُ عليه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
392
ِ
شخصا ق َّلُ اإلمام أحمُ َ -رح َم ُه ُ
اهَّلل -م المشهور من مذه، ً أو ّ
أن
أن جلود الميتة ِل ُتأهر بالُباغ من َير معرفة دليله الذر ا تنُ إليه؛ ّ
فإن ّ
هذا كله ُيسمى تقليًُ ا؛ ّ
ْلن فيه ق ً
وِل لقول القاال بال ُح َّجة.
المقصود به خصوص القول، وقوله( :قول القاال) م التعريف لي
وإنَّما المقصود به رأر المجتهُ ،نوا ًء أعنرف رأينه منن طرينق قولنه ،أو
ُعرف من طريق آخر.
أ َّما إذا عرف الشخ الُليل فإنه ِل يكون مقلًُ ا وإنَّما يكنون مت ًعنا،
أن ق ول قول الن ني اهَّللّ - ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
وين ني على هذا التعريف عنُ ُ
إذا ل يذكر الُليل على ما شرعه ُيسمى تقليًُ ا.
ولهذا قال( :فعلى هذا ق ول قول الن ي ُ يسمى تقليًُ ا).
وهذا تفريع؛ ّ
ْلن الفاء هننا م قولنه( :فعلنى هنذا) دالن ٌة علنى التفرينع
يتفرَ ويكت ،على هذا ّ
أن ق ول قول الن ني منن َينر والكتي ،،يعنيَّ :
الُ َّجة والُليل الذر اعتمُ عليه ُيسمى تقليًُ ا.
معرفة ُ
أن التُقينق ّ
أن ق نول إن شناء اهَّلل ّ
هذا هو التعريف اْلول ،و ننعرف ْ
الُ َّجة نفسها. ْلن قوله هو ُقول الن ي ِ ل ُيسمى تقليًُ ا؛ ّ
أن (ال َّت ْقلِيُ ق ُول َقول ا ْل َقااِل َو َأننت َِل َتنُْ ِرر منن
-التعريف الثاينّ :
َأ ْين َقا َله) أرِ :ل تعريف دليله ،ومأخذه الذر ا تنُ إليه.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
393
إن قلناّ :
إن الن ي كان المصنِّف :أننا ْ
وين ني على هذا التعريف عنُ ُ
ّ
فإن ق ول قوله ُيسمى تقليًُ ا. يجتهُ ،ويقي
وإن قلناّ :
إن الن ي كان ِل يجتهُ وِل يقي ،وإنَّما يخل باْلحكام ْ
عننن وحن ٍ
ني مننن اهَّلل ،فننال يكننون ق ننول قولننه تقليننًُ ا؛ ْلنننه مسننتنُ إلننى
اهَّلل.- ِ
الوحي ،هكذا ذكر المصنف َ -رح َم ُه ُ
أوِل :وم الُقيقة ّ
أن هذين التعريفين اللذين ذكرهما المصننف - ً -
اهَّللِ -ل ي هر بينهما فرق كمنا ن َّنه علنى ذلنك بعنض الشنراح ،هنذا ِ
َرح َم ُه ُ
أمر.
أن ق ول قول الن ي ِ ل ُيسمى تقليًُ ا؛ ّ
ْلن قولنه هنو -أمر آخر :هو ّ
وتُكيمنا كمنا وصنفها اهَّلل
ً الُ َّجة نفسها ،وإنَّما ُيسمى طاعنة وات ا ًعنا
ُ
بذلك ،فقال َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى{ :-قُلًّْ إِنْ كُاْلتُدْ لُحم هلون الِقله فَلِلق ِدُوفمي [آل
عمران ،]31:فسماه اهَّلل ات ا ًعا.
وقال{ :منْ يُلمعِ الرَّسُو َ فَََِْ أَاَِع الِقه [النساء ،]80:فسمى ق ول ما
جاء به طاعة.
أخذا ،وصفه بأنه أخنذ فقنالَ{ :ملِ نلَلِكُدُ الرَّسُلو ُ فَهُلذَُهُ َملِ
و ماه ً
فَهِكُدْ عاْهُ فَِفْتَهُوا [الُشر ]7:فال ُيسمى ق ول ما جاء عن الن ي تقليًُ ا،
إِل ْ
إن كان عل وجه التو ع والتسامح والتذلل.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
394
قوله ومن أحسن تعريفات التقليُْ :
أن ُيقال :التقليُ هو ات اَ َمن لي
ُح َّجة ،فيخرج هبذا ات اَ الن ي ؛ ّ
ْلن قوله ُح َّجة ،وات اَ قنول الصنُابي
إن قننول الصننُابي ُح َّجننة علننى مننا هننو الصننُيح ْ
إن شنناء اهَّلل، إذا قلننناّ :
ٍ
شنيء أيضا قول أهل اإلجماَ وه المجتهنُون إذا اتفقنوا علنى ويخرج ً
ّ
فإن ات اعه ِل ُيسمى تقليًُ ا.
اهَّلل -من الكالم على التقلينُ خنت كتابنه ِ
ولما فرغ المصنف َ -رح َم ُه ُ
بالكالم على اِلجتهاد ،وعادة اْلصوليين أهن يتكلمون علنى اِلجتهناد،
ْلن التقليُ تابع لالجتهاد إِل ّ
أن المصنف ث يتكلمون بعُه على التقليُ؛ ّ
اهَّلل -قُم الكالم على التقليُ وختمه باِلجتهاد. ِ
َ -رح َم ُه ُ
ولعل هذا من الفأل الُسن ،وهو ّ
أن َمن يُرس هذا الكتاو ويفقهه
فإن ذلك يكون و يلة إلى وصوله م المستق ل ْ
إن شاء اهَّلل إلى حق فقههّ ،
رت ة اِلجتهاد.
واِلجتهاد م لغة العرو :معناه :بذل الجهُ إلدراك ٍ
أمر شاق ،ولهذا
ُيقال :اجتهُ زيُ م حمل الصخرة ،وِل ُيقال :اجتهُ زيُ م حمنل القلن
ْلن اِلجتهاد هو بذل الجهُ لتُصيل ٍ
أمر شاق. أو م حمل النواة؛ ّ
والجهُ ،الفنرق بنين هناتين اللف تنين؟
الجهُ َ
ويفرق أهل اللغة بين ُ
. الجهُ هو العمل الذر يقوم به الشخ
ُ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
395
والجهُ هو اْلثر المكت ،عليه.
َ
الجهُ هو الأاقة والقُرة.
ُ
الجهُ فهو المشقة.
أ َّما َ
الجهُ،
الجهُ ،فيُصل ُ
الجهُ؟ ُ
الجهُ أو َ
وأيهما يتقَُّ م على انخر ُ
الجهُ.
ث يكت ،عليه َ
اهَّلل -بأنه ِ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
عرفه ُ
واِلجتهاد م اصأالح اْلصوليينَّ :
(بذل الو ع م بلوغ الغرض).
الجهُ والأاقة.
فقوله( :بذل الو ع) يعني :ا تفراغ ُ
وقولننه( :فِنني ُب ُلننوغ ا ْل َغن َنرض) يعننني :م الوصننول للمقصننود ،وهننذا
تعريف عام ين غي تقييُه بأمرين؛ ّ
ْلن هذا التعريف يصلح ل نذل ٌ التعريف
الجهُ م تُصيل أر مقصودْ ،لنه قال( :بذل الو ع م بلوغ العرض).
ُ
والمجتهننُ ي ننذل و ننعه لتُصننيل َن ٍ
نرض معننين ،فلهننذا ين غنني ْ
أن
ُيضناف إلنى التعرينف قينُان ،ف ُيقنال :اِلجتهناد هنو بنذل الو نع م بلننوغ
الغرض إلدراك حك ٍ شرعي عملي.
فقولنا :إلدراك حك شرعي ،هذا قيُ.
وقولنا :عملي ،هذا قيٌُ آخر.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
396
اهَّلل -تعريف عام يشمل اِلجتهاد ِ وإِل ّ
المصنِّف َ -رح َم ُه ُ
فإن تعريف ُ
اِلصنننأالحي النننذر يقصنننُه اْلصنننوليون ،ويشنننمل َينننره منننن أننننواَ
مثال فقنُ بنذل ُجهنُه ،وا نتفرغ اِلجتهادّ ،
فإن َمن حمل الصخرة الثقيلة ً
و عه إلدراك الغرض ،فيسقب عليه هذا التعريف.
أن نعننرف مألننق اِلجتهنناد ،وإنَّمننا نريننُ ْ
أن نعننرف ونُننن ِل نريننُ ْ
اِلجتهاد المعين ،وهو اِلجتهاد الذر يُصل من المجتهُ إلدراك حك ٍ
شرعي.
فلهذا نقول م تعريف اِلجتهاد عنُ اْلصوليين :هنو بنذل الو نع م
بلوغ الغرض إلدراك حك شرعي عملي.
اهَّلل -مسألة ع يمة الخأ ،وهني المسنألة ِ
ث ذكَر المصنف َ -رح َم ُه ُ
تصوي ،المجتهُ ،وتصوي ،هنا على الُكاية ،هذه هي المشهورة با
مسألة تصوي ،المجتهُ.
َان كَامِل ْان َلة فِي ِاِل ْجتِ َهناد فِني
اهَّلل( :-فالمجتهُ إِن ك َ ِ
فقال َ -رح َم ُه ُ
ان وإِن اجتهُ و َأ ْخ َأأ َفله أجر و ِ
ِ
احُ ) . .إلى آخر َ ُ َ ْ أصاو َفل ُه َأ ْج َر َ ا ْل ُف ُروَ َف َ
اهَّلل.- ِ
ما ذكر َ -رح َم ُه ُ
وقوله( :المجتهُ) المراد به :المجتهُ المألق ،وهو النذر لنه قنُرة
على ا تن اط اْلحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
397
وقُ اتفق اْلصنوليون م هنذه المسنألة علنى ّ
أن المصني ،م مسناال
شخصا قال :اهَّلل ُيرى م انخرة ،وقال آخر :اهَّلل ِل
ً اِلعتقاد واحُ ،فلو ّ
أن
ُيرى م انخرةّ ،
فإن المصي ،واحُ باتفاق اْلصوليين.
السننَّة والجماعنة ّ
أن المصنني ،هننو َمننن قننال :اهَّلل ُيننرى م وعنننُ أهننل ُ
والسنَّة على ذلك.
انخرة بُِللة اْلدلة من الكتاو ُ
شخصا قال :الن ي يشفع يوم القيامة ْلهنل الك ناار ،وقنال
ً ولو ّ
أن
آخر :الن ي ِ ل يشفع ْلهل الك اار يوم القيامة.
ّ
فإن المصي ،م هذه المسألة واحُ باتفاق علماء اْلصول.
السننَّة والجماعنة ّ
أن المصني ،م هنذه المسنألة :هنو َمنن وعنُ أهنل ُ
قالّ :
إن الن ي يشفع ْلهل الك اار.
فهذا مُل اتفاق بين علماء اْلصول ّ
أن المصي ،م مساال اِلعتقاد
واحُ ،واختلف اْلصوليون م المساال العملية هل المصي ،فيها واحنُ
أو ّ
أن كل مجتهُ مصي،؟ وذلك على قولين:
-القول اْلولّ :
أن المصي ،م المساال اِلجتهادية واحُ؛ وهذا هو
مذه ،جمهور الفقهاء.
أن الن ي قالَ « :م ْن وا تُلوا على ذلك بُُيث ع ُ اهَّلل بن عمرو ّ
ان ،ومن اجتَهَُ و َأ ْخ َأ َأ َف َله َأجر و ِ
ِ
احٌُ ». ُ ْ ٌ َ او َف َل ُه َأ ْج َر َ َ ْ ْ َ َ
اجت ََهَُ َو َأ َص َ
ْ
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
398
أن المصي ،واحُ ،ووجنه ذلنكّ :
أن الن ني وهذا الُُيث صريح م ّ
قس المجتهُين م الُك الشرعي إلى قسمين:
َّ
-القس اْلولَ :من اجتهُ وأصاو.
-والقس ن الثنناينَ :مننن اجتهننُ وأخأننأ ،فأث ننت ّ
أن هننناك َمننن يكننون
مجتهُ مصي ،مع ّ
أن الن ي ٍ مخأ ًئا م اِلجتهاد ،فكيف ُيقال بعُ هذا :كل
أث ت ّ
أن هناك َمن يكون مخأ ًئا م اجتهاده؟
ٍ
مجتهنُ مصني،؛ -القول اْلول :ومن أدلته :أنننا لنو قلنناّ :
إن كنل
م مسنألة: ْلدى ذلك إلى وقوَ التعنارض والتنناقض ،فلنو قنال شنخ
وتناقضا
ً تعارضا
ً حكمها اإلباحة ،وقال آخر :حكمها التُري ،لكان هذا
ِل تأيت الشريعة بمثله.
هذا هو القول اْلول ،وهو رأر جمهور الفقهاء.
أن كننل مجتهن ٍنُ مصنني ،،وهننو مننذه،
-القننول الثنناين –عكسننهّ :-
جمهور المتكلمين ،وعلى رأ ه القاضي ال اقالين.
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
399
وا تُلوا على ذلك ٍ
بأدلة:
اهَّلل َعنن ُْه ْ – لمنا قنال لهن الن ني َِ « :ل ِ
منها :قصة الصُابة – َرض َي ُ
ُي َص ِّل َي َّن َأ َحٌُ مِنْ ُك ُ ا ْل َع ْص َر إِ َِّل فِي َبنِي ُق َر ْي َ َة» فصنلى بعضنه م الأرينق،
ول يصن ِل بعضنه إِل عننُما بلن بنني قري نة ،ولن ينكنر الن ني علنى
الجميع.
أن كننل مجتهن ٍنُ مصنني،؛ ّ
ْلن طاافننة مننن الصننُابة فن َّ
نُل ذلننك علننى ّ
اجتهُوا فل ينكنر علنيه الن ني ،وطاافنة اجتهنُوا علنى خنالف رأر
ٍ
مجتهنُ اْلولين ول ينكر عليه الن ي ذلنكَّ ،
فنُل ذلنك علنى ّ
أن كنل
يكون مصي ًا.
و ،الخالف م هذه المسألة ومنشؤه ،الخالف م مسنألة أخنرى
أن اهَّلل َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى -هل لنه م كنل مسنألة حكن يجن ،علنى
وهيّ :
أن ي ُث عنه ويتقلُه ،أو ّ
أن حك اهَّلل م حنق المجتهنُ هنو منا المجتهُ ْ
أداه إليه اجتهاده؟
كمن قال :اهَّلل َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى -له م كل مسألة حك ٍ معنين ،قنال:
َ
المصي ،م المساال اِلجتهادية واحُة ،و َمن قال :حك اهَّلل م حنق كنل
ٍ
مجتهُ مصي.، ٍ
مجتهُ هو ما أداه إليه اجتهاد قال :كل
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
400
والصنواو م هنذه المسنألة هنو منا علينه جمهنور الفقهناء ،وهنوّ :
أن
المصي ،م المساال اِلجتهادية واحُ ،وذلك لقوة أدلته .
وقنُ ا ننتعمل بعنض المعاصننرين هنذه القاعننُة ،واحتجنوا هبننا علننى
تصنُيح بعننض انراء المرجوحننة ،فننأفتوا بأنننه يجننوز للمننرأة ْ
أن تكشننف
وجهها للرجال اْلجان،؛ ّ
ْلن هذه المسألة وقنع فيهنا خنالف ،والقاعنُة
" ّ
أن كل مجتهُ مصي."،
وأفتوا بأنه يجنوز نماَ آِلت الأنرو والمو نيقى؛ ْلننه وقنع فيهنا
أن كل مجتهُ مصي "،إلى مساال ُأخر.
خالف ،والقاعُة " ّ
أن المصي ،واحنُّ ،
وأن َمنن ت نين لنه والتُقيق م هذه المسألة هوّ :
أن يُنتج علنى ضنُه بوقنوَ الخنالف فينهّ ،
ْلن رجُان قول ل يجنز لنه ْ
الُ َّجة م اإلجماَ.
ُ
ِ
إن ُح َّجة ،وقول ا ُلمصنِّف َ -رح َم ُه ُ
اهَّلل :-المجتهُ ْ أ َّما الخالف فلي
كان كامل انلة م اِلجتهناد م الفنروَ فأصناو فلنه أجنرانْ ،
وإن اجتهنُ
أجر واحُ.
فأخأأ فله ٌ
أن المجتهُ ْ
إن لن يكنن كامنل انلنة م اِلجتهناد واجتهنُ ُيفه منه ّ
ْلن فرضه ْ
إن ل يكن كامل انلة م اِلجتهاد هو التقليُ، آثما؛ ّ
فإنه يكون ً
آثما.
وقُ تعُى ما حُ اهَّلل له فيكون ً
الشيخ :غازي مرشد العتيبي شرح الورقات
401
اجت ََهننَُ ِ
اهَّلل َعن ُْه َمنناَ « :-م ن ْن ْ
قولننه م حننُيث ابننن عمننرو َ -رضن َني ُ
ان» هذان اْلجران أحُهما على اجتهاده ،وانخر علنى و َأصاو َف َله َأجر ِ
َ َ َ ُ ْ َ
صوابه.
وقوله« :ومن اجتَهَُ و َأ ْخ َأ َأ َف َله َأجر و ِ
احٌُ » هذا اْلجر على اجتهاده، ُ ْ ٌ َ َ َ ْ ْ َ َ
أ َّما خأؤه فيغفر اهَّلل َُ ْ ُ -ا َن ُه َو َت َعا َلى -له.
وهبنذا نكنون بُمنُ اهَّلل قنُ انتهيننا منن شنرح هنذا الكتناو الم ننارك،
أ ننأل اهَّلل ْ
أن يكننون و ننيلة مننن و نناال الزلفننى إلننى اهَّلل ُ -نن ْ َُا َن ُه
َو َت َعننا َلى -والقربننى منننهْ ،
وأن يجعلننه مننن العلنن النننافعْ ،
وأن يغفننر لنننا
ولوالُينا ولمشايخنا ولجميع المسلمين.