Professional Documents
Culture Documents
شرح قصيدة محمد العبدالله القاضي في الأنواء والنجوم - تأليف خالد بن عبدالله العجاجي
شرح قصيدة محمد العبدالله القاضي في الأنواء والنجوم - تأليف خالد بن عبدالله العجاجي
121ص ؛ 24 × 17سم
ردمك978-603-01-2118-2 :
العجا�
يج خالد بن� عبدهللا
املحتويات
شكر – 6
الشاعر – 10
القصيدة – 14
الطوالع – 24
الرثيّا والتويبع – 28
الجوزاء – 35
املرزم والكليبني – 44
سهيل – 54
الوسم – 62
املربعانية – 70
الشبط – 75
العقارب – 82
الحميمني – 88
الذراعني – 93
الرشطني والبطني – 98
خامتة – 103
شكر
بدأت قصة هذا الكتاب في حديث عن الطوالع والنجوم مع الشيخ مناحي بن عبدهللا
العتيبي أثناء ترائي الهالل بالقرب من الرياض .أبدى الشيخ الحاجة لوجود شرح
لقصيدة محمد العبدهللا القا�ضي رحمه هللا ،فبدأت بقراءة القصيدة وتفسير معانيها
وتوضيح النجوم املذكورة فيها ،وملا انتهيت من وضع الشرح كانت مادته كافية لكتاب
ً
صغير ربما أضاف شيئا للمأثور الشعبي الفلكي عن طريق الشرح املوضح بالصور.
الفضل بعد هللا يرجع للشيخ مناحي في فكرة الكتاب.
القصيدة من مأثورات الشعر الشعبي وبعض مفرداتها ربما تكون غامضة ،باإلضافة
لإلشارات املوجودة فيها لبعض النشاطات الزراعية والطبية القديمة .شرح هذا
محمد بن ناصر العبودي املتعددة ،مثل معجم الكتاب عالة على معاجم الشيخ ّ
األصول الفصيحة لأللفاظ الدارجة ومعجم األنواء والفصول ومعجم النخلة
وغيرها .ماكان لهذا الكتاب أن يتم من دون هذه املعاجم ومن دون التوضيحات التي
أخذتها مشافهة من الشيخ حفظه هللا .جزى هللا شيخنا العبودي خير الجزاء على
جهوده وتوثيقه وحفظه لهذا التراث الضخم.
أشكر اإلخوة األعزاء علي الشهري وفواز العقل وصالح الغامدي على مراجعتهم
ملسودة الكتاب ومالحظاتهم الثمينة واملعلومات الثرية .وأشكر كل من أجاب على
استفساراتي ،وأشكر كل من شجعني وآزرني كما أشكر األصدقاء والزمالء في منتدى
مكشات.
7
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
شكري الخاص والعميق للوالدة حفظها هللا ،ولألعزاء :زوجتي ،واالبنين عبدهللا
وعبدالرحمن ملشاركتي املتعة في كتابة هذا الكتاب.
8
الشاعر
محمد العبدهللا القا�ضي رحمه هللا شاعر كبير من شعراء نجد عاش في القرن الثالث
عشر ،ولد سنة 1224هـ وتوفي سنة 1285هـ ،من آل القا�ضي في عنيزة.
حياة الشاعر زامنت سقوط الدرعية ونهاية الدولة السعودية األولى عام 1233ه،
ومعظمها كان خالل الدولة السعودية الثانية التي بدأت عام 1240ه .هذه الفترة
ً
صاحبها العديد من الحمالت املصرية على نجد والتى اتخذ بعضها من عنيزة مركزا
للعسكر ،وصاحبها ً
أيضا العديد من الحروب بين البلدان الصغيرة ،وكانت عنيزة أحد
أطرافها أو مشاركة فيها .عنيزة في ذلك الوقت كانت كبرى مدن نجد من حيث التجارة
والحياة الثقافية .يقول عنها الشيخ محمد بن ناصر العبودي« :ومدينة عنيزة ذات
حظ عظيم من األدب والشعر بالنسبة إلى غيرها من بلدان القصيم ،فقد قدمت من
املؤرخين واألدباء ً
عددا أكبر مما قدمته أية مدينة أخرى في القصيم» .سكانها في ذلك
الوقت قريب من الخمسة عشر ً
ألفا ،وفيها أسواق مفعمة بالنشاط ،وتجارها يعملون
بين الحجاز والكويت والبصرة والبادية ،وعمل بعض أبنائها في إنشاء قناة السويس،
وفي مجالس قهوتها كانت تدور شتى النقاشات العلمية واألدبية والسياسية .قال
داوتي عنها« :عنيزة مدينة هادئة ومريحة وفيها جميع مقومات الحياة املدنية» ،وكان
قد أقام فيها بعض الوقت بعد وفاة الشاعر رحمه هللا بحوالي عشر سنوات.
في ظل هذا املناخ الثقافي والحياة املليئة باألحداث نشأ محمد العبدهللا القا�ضي.
صغيرا وأخذ العلوم الشرعية ونسخ بخطه الجميل صحيح البخاري. ً حفظ القرآن
11
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ً
مجيدا .ومن املواهب التي ظهرت في شاعرا ً
ملهما ً مع هذه الخلفية الثقافية كان
شعره معرفته الفلكية التي ضمنها قصيدته في النجوم ،وهي القصيدة التي يشرحها
هذا الكتاب.
ً
في قصيدته عن األنواء والنجوم ،يصف القا�ضي رحمه هللا نجوم الطوالع وصفا
ً
يستطيع منه القاريء امللم قليال تحديد النجوم التي يتكلم عنها ،ويذكر وقت طلوع
هذه النجوم ومدتها ،وطول ظل قامة اإلنسان في فصلها ،ومايناسب هذا الفصل
من الزراعة والتداوي ومايحدث بالعادة خالله من حر أو برد أو رياح وأمطار.
نص القصيدة منقول بالشكل من كتاب:
«شاعر نجد الكبير محمد العبدهللا القا�ضي 1285 - 1224هـ ،حياته وشعره وديوانه
برواية الراوية عبدالرحمن بن ابراهيم الربيعي 1402 -1309هـ ،إعداد وتحقيق
وشرح عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القا�ضي».
لالستزادة من بيئة وعصر الشاعر ،يستطيع القاريء الكريم الرجوع إلى كتاب األستاذ
عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القا�ضي السابق ،وقد ترجم األستاذ خالد بن صالح
القا�ضي وصف الرحالة داوتي لعنيزة في ورقات له بعنوان «عنيزة كما وصفها ووصف
أهلها الرحالة شارلز داوتي ( )Charles M. Doughtyقبل أكثر من ً 130
عاما».1
12
القصيدة
ـر َم ْض ُم نَو�ا ب� ْم ِر خا ِل ْق
ْ
َح َوى
ْ ْ
الد ْهــر ب� ِلفك ِــر ســبك نُ ُ�ــوم َّ
واخ ِتـ َ ْ حــاذق ِ ّ ج
ْ ْ َت َ َ َّ نُ ُ َ َ ْ
ـب َو ض�ــا َض َّيــع الـ َّـد ْر ِك دا ِلـ ْـق َْ
كِ جيـ ِ ــوم القيــظ َس ْــب ٍع ِرصايــف �ى أول ج�
ال ْــوزا كِ ّ ف� ب ْ� َج�ــا ج َ َْ َ
الــدال دا ِن ْــق ي ِ ويبــع ِتبيعــا َ ْ
شــاخ والت ِ
ِّ
ٍ ــلأو نع ِ
ْ
احلر ْ
ايق
َ ْ
احل ِّر ِمثــل َ ـوم َ ْي َغـ ِـدي ِمـ ْـن ُ ُسـ َ وعش بَــها
ُْ ثِّ
الــامر ــه عاهــات ــع ُب ْ ت ْ� َف ْ
ِ
ــر ود ْ ْ َْ ّ ــل َب ْصط ْ شْ ن َ ْ ِّ ِّ ِّ ْ
قايــق يــل َع ش ُ ِ ِ الل ِن� َايــة ِقــر ــه ِ ــر ي ٍ� بــه الظ ِســته ِوع ِ
َ نظ ْ َ َ َّ َ ََ وع ْقــب َت ْط َل ْ
واه ْــق ــم تــا يل كلــدر ِاري ل ِ ِ ِ يٍ ال ْــوزا كشــلفا شِ�لــا ــع ج َ
ٍ
ُ
ْ ِّ و� َهل ْنعــه ْان تَ َ� ْ ْ َ َ
ســايق يــه والظــل الــام ي ْ� ِف ِ
ــب ِّ ِت� َّ
ِ ــت ت ْبــرا لــا َاهلق ِعــه َ ب ِ
ْ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ ِّ ْ شْ ِّ ْ
وحــاذق ِ صــه ِك ِحل ٍــو يصلــح بف سطــان ب ْ� َج�ــا ــر ي ن� َ َ
ِســته ِوع ِ ٍ
ــع َل ّ كِ ِم ْش َ َ ِّ ْ ْ
شــاع ْق الســاري ْب ُنــور ِت َ
ٍ ِ َويظ َهـ ْـر ِذ َر َاع الليــث ُهــو ا ِملـ ْـرز ْم الــذي
عاش ْــق
ْ ــ� ِ ْع ُهــوج َغ ُ كِ َع ْ ي ن ْ َ
مــا�ن واخ ِت فــى
ِّ ْ ْ ْ ُْ
ــوج ل ِ ٍ ن ٍ ِ ب ــور ِك ي َ�ف ِــرف بن ٍ
ـره َو ْص َفـ ْـه َك ُلع ُيــون َّ َّ ثْ ــك نَ ج ْ� َ ْ
وامـ ْـق الر ِ ه النـ ِ ِ يَ يبــ� َب ْع ُــد ْه الك ي ن ــم ِ ِ بــ� ِل و ْي ي ن
ِ ِ
َ ِّ َ ْ َ ْ ُّ َ
تايــقالع ْ الن ُســور َ إىل غر بــت عنــه مــار ْه الك ي ن � َ ِد ِليــل عــى ظْ ُ
يبــ� أ ِ ــور ِ ِ ٍ
ثْ ْل َب ْعـ ْ ْ ْ
صاف ْق ِ ار اال� الز ُروع َوب ْعض ـض ُّ ــهــه آف ْ ْ
ــوم ِوقيــل َيظ َه ْــر ُب ِ وس ْ � ُُ ري ُ
ِ
15
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
الر ْ
ايــق ــور خَ ــف ِظ َّلهــا ِق َــد ْم ْوت ُغ ْ َ ْ
يق ــن ــر ن� تَ َ�ى ِّالليــث ْ� ج� ْ شْ ِّ ْ
ب ِِ ِســته ِوع ِ ي ٍ
ْ
مايــق خــا� بيــد
تَ َ ِّ ْ َ ْ
ــب ك ُــد َّرة يقل وط ْر ُف ْ
ــه
ن َ
الــام ِ ي� الن ْج ْ ــك َّ ََْ ْ َ
ٍ ــم ي ويظهــر ِل
ْ ُ ْ ُّ ف َ ْ نَ ُ َ ْ شَ ْ قْ ْ َ ْ
خــارق يــه ِطاو ِ بــه الــد ِود ي� مثــى م ِ والصــوف اليقـ ْـع ـوخ ُّ الـ ينــر �ــاش ج
َّ ْ ْ َ َ َ َ َ َْ ُ ْ َْ َ ْ َ
الحـ ْـقـرف ِ ال�بْ ِ ــة الـ َّـز ْ ب ِ�ه لــا الـ
مــع ج ــهالن ُجــوم ْب َن ْجم ْ
ِ
ــة ُّ ومســوبه أر بع
يــه ْم ْ َ ُ َت َ ثالثــ� َل ِ ْ
طابــق ــار ْه ُهــو ول ــواس نَ� ُ يــه ين ــى ِم�نْ ْ
ــن ِ
إىل ُم ضَ
ْ َ َ َّ ْ ْ ش َ َ شْ
ســايق داه ِّ
ــن يــدان َح ِ ْكغ تــر ِذ ٍ ــ� ْمغ ِّــر ْب ــر َوي ْبــدا ا ِملــز ِن ين يِ وع ٍ
دايــق احل ْ ص َم َ الــو ْ ِس َ ْ
ــوم َ َت ْظ َه ْــر نْ ج ُ� َ ــن ــر ب� ِ ق� ْسيــل َوب ْع ِد ِه ْ ْ ث نْ َ ش َ
وا� ع
ٍ ي ِ
الــام الهــقْ َّ َ ْ َ َّ ْ َ ــ� تَ َ�ى نْ ج ُ� َوم ْ ــ� خَ ْ ْاث َن ي ن
ِ َّ
أو ِلــن العــوا كِ ــه أ ْر َب َعــه و� ِس ي ن
ٍ
نَ ْ َ ن َ ْ ُ ن ُ ِوسك مــع َغ ْفــر كِ الق ْ
َ
ــ� ك ُــر ٍم ْمعا ِن ْــق وز ب��ه ج�م ي ٍ ــه ــوس َو ْصف ْ
ٍ
ْ ْ نَ ُ ن َ ْ
ـواذق ســل �ــو� احلـ ِ ملِ وا ـد ـص
َ ْ َ
الف ْ وعــن ــه الظــل َس ْــب ِع ْه
َّ َّ ــر َعواص فْ�ــا َب ْ
ِ َت ْك ثَ ْ
ِ
َ أَ ْ َّ َ ْ ْ َ ْ َ أَ شْ
ـاد ْح ْمـ َـن الـ ُّـدود عا ِتـ ْـق َي ْصلـ ْـح َعـ ْـن القـ ِ �ــار وال ِثــل والنخــل َبــه القطــع لل ج
ْ ِّ ْ َ أ َ َْ َ َْ ْ ْ ْ
ماح ْــق ِ ــه لــ� ْوراق ه ا ِملر بعا ِني ِ يَ ــب وش ْــوِ ْل ٍ ل وق يــلويطلــع ِلــك ِإ ٍ
ك ِ
ْ َ َْ ن َ ُ َ ّ ــ� إىل فــات ِث ْل ِ�ث ْ ــع وثال ِث ي ن ِت ْس ُ
فــارق ــب ِ ِ�ايــة طــول الليــل ب�لقل ِ ــن ِ ٍ
ْ َُ َ َ ْ كثــر َب ْ وال ِ ْ ت ــن َ ب� َلقــوس ج َ و� ْ ْب ُ
ــوارق املاطــر حقــوق الب ِ ــه ِ ِِ يٍ ــه ــدي ين ِ ِ ي ِ و� ِج ِ
َبـ ْـه الـ َبـر ِد َد َّخ ُانـ ْـه ْمـ َـن ج َ َْ َ ْ َّ
الــوف عا ِلـ ْـق يقــف ِظلهــا َعـ ْـن َسـ ْـبع االقــدام زايـ ْـد
ت� ِس ْــه ْن ِم ْر َت ْفــع َع َل ي� ْ َ نَ َوت ْبــدا ّ
وشــاع ْق
ِ ــن ِ ٍ ِ عــا� ِت ْس ِــع ج ْ�مــات َس ْــبكا الن ي ْ
تَ َّ ْ َْ َ الب ْل ِــد ْه ِن ِظ َيم ي ن
وبــدت ُع ْق ُب ْــه َ
َ
ــاد ْه ِوان َ�ققــت ر ِام ْــق الق ِ خلــف ِ ــ� ِس ِّــت ْه
ْ الش ْــبط َ ب� َب ْ
لــرد
ْ َ ُّ ن ّ ِّ
و�ن � ْ ــ� َب ْع ضُ ُالس َك ي ن ــم َّن ِّ ــ� ْي َس َّنَ ج ْ� َم ي ن
غــارق
ِ يســم ِ ِ ــم
16
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
17
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ــر ي ن� فا ِل ْــق
شْ
ِق َــد ْم ُو ُهــو ِس ِّــت ْه ِوع ــ� ِظ ِّله ْ ال� ي ن نَ ْ ــ� َو شَّ ْ فا ِل ْب َط ي ن
ــن طــ� ج� َم ي ن ِ
ْ امل خْ�تــار ن َ ال َلـ ْـل ِمـ ْـن شــاف َ يسـ ّـد خَ
مــا�ض ب� ِرق ــاة عــى ُ َص ٍ ـب وخ ْت َم ْه ٍ ـ ي ع ِ
18
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ت�هيد
للقصيدة شروحات سابقة مختصرة؛ منها شرح األستاذ عبدالعزيز بن حمد بن
ابراهيم القا�ضي في كتابه «شاعر نجد الكبير محمد العبدهللا القا�ضي 1285 - 1224
هـ ،حياته وشعره وديوانه برواية الراوية عبدالرحمن بن ابراهيم الربيعي -1309
1402هـ ،إعداد وتحقيق وشرح عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القا�ضي» ،في الفصل
املعنون «القا�ضي الفلكي» في الصفحة ،117وشرح األستاذ سالم بن بشير ضمن
«كتاب األنواء ومنازل القمر» ،وأفرد األستاذ عايد بن ريشود الحازمي ً
كتيبا لشرح
القصيدة باسم «مفاتح القصيدة الفلكية».
في هذا الكتاب سيكون الشرح ً
مركزا على معرفة النجوم التي ذكرها القا�ضي رحمه
هللا والتي يستدل بها على الطالع وتوضيحها بالصور ،مع شرح املعاني وذكر الشواهد
الشعرية األخرى ،مع املرور العابر على الفوائد املذكورة املصاحبة لكل طالع ،وذلك
ّ
الجوية واملناسبات ألن املفكرات الزراعية والعديد من املؤلفات تشرح الظواهر
ً
الزراعية.
ً
بهذا أرجو أن يجد القاريء في هذا الشرح فوائد جديدة وتنويعا في تناول القصيدة
وموضوعها.
يحسن أن ّ
أبين املقصود بالطالع واملقصود بالظل. قبل الدخول في شرح القصيدة ُ
الطالع
إذا قال القا�ضي :ترى أول نجوم القيظ سبع صايف ،يقصد الثريا ،فهو يحدد ً
وقتا ر
ً ً
معينا تكون فيه الثريا دليل على دخول القيظ .هذا الوقت هو وقت طلوع الثريا من
ً
الشرق فجرا قبل طلوع الشمس ،بحيث ترى لفترة وجيزة ثم يطمسها نور الشمس،
وهكذا الحال مع باقي الطوالع .ورؤية الطالع في أول وقته قد يصعب بسبب انتشار
19
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
نور الفجر أو بسبب عدم صفاء األفق ،ولكن يستدل عليه بدالئل أخرى مثل م�ضي
نجم آخر في السماء ً
فجرا أو غياب ً
13يوما على طلوع الطالع السابق ،أو توسط ٍ
رقيب النجم في األفق الغربي .كما يمكن معرفة الطالع بالحساب إذا رصد طلوع
ً
مثل يكون بعد طلوع الثريا بثالثة عشر ً نجم شهير مثل ّ
يوما الثريا أو سهيل ،فالتويبع
واملرزم بعدها بإثنين وخمسين ً
يوما .وفي شعر الخالوي أمثلة كثيرة على مثل هذا
الحساب .يقول:
ن
مراغــة بز�وا عنــد ب�ب املج حـرا اول ج�ــوم القيــظ غـ ّـرا لك�نّ ــا
تبــ� ن ج�ــم اكلوهيــد ث
املنــرا ّي ن ـى ســته وعـ شـر ي ن� ليــه وال مـ ض
ّن ن
ّي
املــذ�ا اكلنــذ�
ي تبــ� ج�ــم
ي ـى ســته وعـ شـر ي ن� ليــه
وال مـ ض
20
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
يوم حتى يراها قد ظهرت في األفق املنخفض قبيل النور بفترة وجيزة .ومعظم نجوم
ً
الطوالع قد يصعب رؤيتها أول أيام طلوعها ،ولكن يعرف وقتها أيضا بعالمات أخرى
مثل توسط طالع آخر في كبد السماء ،أو غياب رقيب الطالع وقت الفجر .كما يعرف
ً
وقت الطالع ايضا بالحساب من بداية طلوع بعض النجوم الشهيرة مثل سهيل
والنسر الواقع ،كما ّبين ذلك الشيخ صالح بن محمد الشثري رحمه هللا.1
يتحرى طلوع ّ
الثريا ،ففي أول ظهور لها بعد كنتها على سبيل املثال ،إذا كان الراصد ّ
ً
في وسط الجزيرة العربية ،سيرى الرشا قد ارتفعت عاليا في األفق الشرقي ،ويتبعها
الشرطان واضحين ،ثم يتبين نجوم البطين الخافتة ،ثم قبيل النور تظهر ّ
الثريا
ً
وهي آخر مايمكن رؤيته شرقا قبل أن يطمس نور الصبح ضوء النجوم .وربما كانت
جدا ولكن تسهل رؤيتها في األيام التالية حيث يتقدمرؤية الثريا في هذا اليوم صعبة ً
طلوعها كل يوم أربع دقائق ويزيد ارتفاعها عن األفق وابتعادها عن نور الصبح .وإذا
لم يستطع رؤية ّ
الثريا في األفق الشرقي ،فربما تابع نجوم اإلكليل وهو رقيب الثريا
الثريا ،أو يرى إذا توسط سعد السعود كبد السماء، حيث يغيب فج ًرا وقت طلوع ّ
فغياب اإلكليل وتوسط سعد السعود فج ًرا دليل على طلوع ّ
الثريا.
طول الظل وقت الزوال
ً ّ
تطرق القا�ضي رحمه هللا في القصيدة إلى طول الظل وذكر مقداره ،فحينا يكون
ً ً
قدما واحدا ويزيد في بعض األوقات إلى أكثر من سبعة أقدام .واملقصود هو طول
ظل الشخص القائم وقت زوال الشمس ،وهو دخول وقت صالة الظهر ،وهذا الظل
يكون في اتجاه الشمال تماما في املناطق الواقعة شمال مدار السرطان .والطريقة
القديمة هي اعتبار أن طول قامة اإلنسان تساوي سبعة أضعاف طول قدمه ،فإذا
قال أن الظل قدم فمعناه أن أي شاخص عمودي مثل عصا أو جدار سيكون ظله
21
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
وقت الزوال ُس ْبع ارتفاعه .العصا التي طولها 70سم سيكون ظلها 10سم.
والظل أقصر مايكون في الصيف حتى يكاد أن ينتعل الشخص ظله وقت الزوال
فليس له طول يذكر ،وأطول مايكون في الشتاء حين تبتعد الشمس إلى الجنوب
فيزيد الظل وقت الزوال على طول اإلنسان .وطول الظل يختلف من مكان إلى آخر،
واملقادير التي يذكرها القا�ضي رحمه هللا تنطبق على منطقة القصيم وما قاربها.
22
الطوالع
قال القا�ضي رحمه هللا في بداية القصيدة:
ْ ْ ْ َّ نُ
ـر َم ْض ُم نَو�ــا ب� ْمـ ِـر خا ِلـ ْـق
واخ ِتـ َ ْ َحـ َـوى سـ ّـبك ج ُ�ــوم الد ْهــر ب� ِلفكـ ِـر حـ ِ
ـاذق
ً ً ً
املعنى :نظم هذه القصيدة في األنواء والنجوم حاذق عليم بها نظما منسقا شامال
اختصر بأمر هللا مضامينها وفوائد معرفتها.
ونجوم الدهر هي منازل الشمس والقمر الثمانية والعشرون ،حيث ينزل القمر في
املنزلة ثم يتعداها إلى التي بعدها في يوم وليلة ،بينما تم�ضي الشمس في كل منزلة
ً ً
حوالي ثالثة عشر يوما .وهذه املنازل يعرف بها الناس املواسم حين تطلع فجرا من
ً ً املشرق ،ولذلك ّ
تسمى الطوالع ،ولكل طالع 13يوما ماعدا الجبهة لها 14يوما ويكون
ً
مجموعها 365يوما تكمل سنة شمسية .وفي السنة الكبيسة تكون زيادة يوم في
منزلة القلب وبعضهم يجعل هذا اليوم في منزلة الهقعة كما ذكر االستاذ عبدهللا بن
ابراهيم السليم في كتابه تقويم األزمان ،1ولكن في تقويم أم القرى جعلت الزيادة في
ً
سعد بلع ،وهو مناسب جدا ألن يوم 28فبراير أو 29فبراير في الكبيسة هو من ضمن
أيام سعد بلع الذي يبدأ في 23فبراير وينتهي في 7مارس ،وبذلك تكون بدايات الطوالع
توافق نفس التاريخ في السنين البسيطة والكبيسة.
واملنازل الثمانية والعشرون على الترتيب والتقسيم الذي ذكره القا�ضي هي:
• الثريا ،التويبع (الدبران)
25
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
26
ال�ث ّ ي� والتويبع
ال�ث ي� َ والتويبع
ْ ْ تَ َ َّ نُ ُ َ َ ْ
ـب َو ض�ــا َض َّيــع الـ َّـد ْر ِك دا ِلـ ْـق َْ
كِ جيـ ِ ــوم القيــظ َس ْــب ٍع ِرصايــف �ى أول ج�
الــدال دا ِن ْــق ال ْــوزا كِ ّ ف� ب ْ� َج�ــا ج َ بيعــا ــع ِت َ
والتويب ْ َأ ْو َن ْعــل شــاخ ِّ
ي ِ ِ ٍ ِ
احلر ْ
ايق احل ِّر ِم ْثـ َـل َ
ـوم َ ْي َغـ ِـدي ِمـ ْـن ُ ُسـ َ وعش بَــها
ُْ ثِّ
الــامر ــه عاهــات ت ْ� َف ْ
ــع ُب ْ
ِ
ــر ود ْ ْ َْ ّ ــل َب ْصط ْ شْ ن َ ْ ِّ ِّ ِّ ْ
قايــق يــل َع ش ُ ِ ِ الل ِن� َايــة ِقــر ــه ِ ــر ي ٍ� بــه الظ
ِســته ِوع ِ
29
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
ْ ْ تَ َ َ َّ نُ ُ َ َ ْ
ـب َو ض�ــا َض َّيــع الـ َّـد ْر ِك دا ِلـ ْـق َْ
كِ جيـ ِ ــوم القيــظ َس ْــب ٍع ِرصايــف�ى أول ج�
وملتمة ،وهي معناه إعلم إن أول نجوم القيظ سبع رصايف ،أي سبعة نجوم متقاربة ّ
ٍ
الثريا كأنها بياض صدر الجميلة الذي كشفه انفتاح جيبها ،والجيب هو فتحة العنق ّ
من اللباس ،ودالق معناها مفتوح إلى آخره ،مثل قولهم الباب مدلوق ،يعني مفتوح
ضيعت عراويها التي إذا ربطت بها ضيع الدرك ،أي أن أزرار الجيب ّ إلى آخره .ومعنى ّ
سترت الصدر ،والدرك جمع دركة وهي عروة األزرار.
ف� ب ْ� َج�ــا ج َ
ال ْــوزا كِ ّ
الــدال دا ِن ْــق ــا ــع ِت َ
بيع َأ ْو َن ْعــل شــاخ ِّ
والتويب ْ
ي ِ ِ ٍ ِ
فسرها البعض بتشبيه الثريا بنعل الشاخ هو الفضة ،وتشبيه الثريا بـ (نعل شاخ)ّ ،
من فضة ،وقد ورد في سنن النسائي في كتاب الزينة ،حلية السيف أن نعل سيف
َ
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من فضة ،قال في لسان العرب «ون ْعل السيف:
سيف رسول
َ ما يكون في َأسفل َج ْفنه من حديدة َأو َّ
فضة .وفي الحديث :كان ن ْع ُل
ِ ِ
َ ْ َّ
هللا ،صلى هللا عليه وسلم ،من ِفضة؛ نع ُل السيف :الحديدة التي تكون في أسفل
القراب» .فإن كان مقصد القا�ضي تشبيه الثريا بنعل سيف من فضة فهو مناسب ِ
ً
جدا ،ألن نجومها كعنقود العنب على شكل مثلث شبيه بنهاية غمد السيف ،ومثل
هذا التشبيه اليستبعد من القا�ضي الذي نسخ صحيح البخاري.
الثريا في الطلوع .والتويبع هووقوله «والتويبع تبيعها» معناه أن نجم التويبع يتبع ّ
االسم الشعبي لنجم الدبران ،وكال األسمين لهما نفس املعنى ،ألن هذا النجم يتبع
ً
دائما في أدبارها وتسميته جاءت من موقعه من ّ
الثريا ،فهي تطلع ثم يتبعها الثريا وهو
في الطلوع ،ويبدو كأنه يالحقها حتى تغيب ثم يتبعها في الغياب .والدبران نجم المع
أحمر وحوله سطران من النجوم شبهها القا�ضي بحرف دال دانق ،ومعنى دانق أي
منحني ،وذلك ألن هذين السطرين من النجوم حين طلوعها تشبه حرف الدال املائل.
30
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ا
علاوطلا روصصصًارجف يقرشلا قفألا يف امهعافترا دعب عبيوتلاو اّيرثل
31
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
قوله :ترفع به عاهات الثمار ،يقصد أن العاهات تزول بطلوع الثريا ،يقول ابن
قتيبة «وقال طبيب العرب اضمنوا لي مابين سقوط الثريا وطلوعها أضمن لكم سائر
السنة» وذلك أن هذا الوقت هو أكثر أوقات السنة وباء عند العرب .وقوله :وعشبها
يغدي من سموم الحر مثل الحرايق؛ يعني أن العشب يصبح هشيما من شدة الحر
والسموم ،وفي ذلك قالت العرب «إذا طلع النجم فالحر في حدم والعشب في حطم»
الثريا .وفي قوله «يغدي من سموم الحر مثل الحرايق» ،معنى يغدي أي والنجم هو ّ
يصير .وفي نفس املعنى يقول الخالوي:
مـ تـى مال�ث ي� مع ســنا الصبح وايقت عــى لك خـ ض
ـرا ودعــت ب�لســنايد
ومعنى كالم الخالوي رحمه هللا :إذا تبينت الثريا مع بداية ظهور نور الفجر ،وهو أول
ظهور لها بعد الكنة التي هي استتارها خلف وهج الشمس ،يكون هذا الطلوع لها
ً ً
إيذانا بشدة الحر الذي اليبقي أخضرا إال هشمه .ومعنى وايقت يعني أطلت .والثريا
ً
تطل فجرا من الشرق في أوائل شهر يونيه ،بعد أن تكون أيام الربيع الذي يسميه
العرب بالصيف قد انصرمت .وويقة الثريا تكون بعد مقارنة الشمس للثريا وحجبها
لها لفترة منية يسميها الناس ّ
الكنة ،وفي هذه الفترة تكون الثريا قريبة من الشمس ز
بحيث اليراها الرائي بعد غروب الشمس في األفق الغربي ،وال قبل طلوع الشمس في
األفق الشرقي.
ثم قال القا�ضي رحمه هللا:
ــر ود ْ ْ َْ ّ شْ ن َ ْ ِّ ِّ
ــل َب ْصط ْ ِّ ْ
قايــق يــل َع ش ُ ِ
ــر الل ِ ِن� َايــة ِق ــه ِ ــر ي ٍ� بــه الظ
ِســته ِوع ِ
ً ً
مدة الثريا والتويبع ستة وعشرين يوما ،ثالثة عشر يوما لكل طالع .ويكون ظل الرجل
معتدل القامة وقت الزوال يساوي بصطة ،والبصطة هي مقدار الكف املبسوطة
مع مد األصابع وضمها وتساوي نصف شبر ،وهي من املقاييس القديمة حيث يقال
32
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ّ
أريد من هذا القماش ذراعين وبصطة .وملا كانت أيام الثريا والتويبع من أطول أيام
ً
السنة ،فإن الشمس تسامت فيهما الرأس تقريبا في نجد ،ويكاد الظل يختفي وقت
الزوال؛ ولذلك ّبين القا�ضي أن ظل الرجل وقت الزوال اليتعدى نصف شبر .وخالل
هذه األيام الستة والعشرين يبلغ قصر الليل منتهاه ،ويتوقف ثم يعاود الليل الزيادة
وذلك في أوائل أيام الدبران التي توافق االنقالب الصيفي .ويكون نهاية قصر الليل
حوالي عشر ساعات وبضع دقائق ،وذلك في منطقة نجد وماحاذاها.
33
الوزاء
ج
الوزاء
ج
َ نظ ْ َ َ َّ َ ََ وع ْقــب َت ْط َل ْ
واه ْــق
ــم تــا يل كلــدر ِاري ل ِ ِ ِ يٍ ال ْــوزا كشــلفا شِ�لــا ــع ج َ
ٍ
ُ
ْ ِّ و� َهل ْنعــه ْان تَ َ� ْ ْ َ َ
ســايق يــه والظــل الــام ي ْ� ِف ِ
ــب ِّ ِت� َّ
ِ ــت ت ْبــرا لــا َاهلق ِعــه َ ب ِ
ْ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ ِّ ْ شْ ِّ ْ
وحــاذق
ِ صــه ِك ِحل ٍــو يصلــح بف سطــان ب ْ� َج�ــا ــر ي ن� َ َ
ِســته ِوع ِ ٍ
36
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
َ نظ ْ َ َ َّ َ ََ وع ْقــب َت ْط َل ْ
واه ْــق
ــم تــا يل كلــدر ِاري ل ِ
ِ ِ يٍ ال ْــوزا كشــلفا شِ�لــا
ــع ج َ
ِ
ُ
يذكر الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم األصول الفصيحة لأللفاظ الدارجة
أن الشلفا تطلق على الرمح القصير والحربة والخنجر 1.ووصفها في معجم األنواء
ً 2
والفصول بأنها «الخنجر البيضاء املنحنية قليال».
معجم األصول الفصيحة لأللفاظ الدارجة -الجزء السابع -مادة شلف ص 248 1
معجم األنواء والفصول -ص 48يف الكالم عن الجوزاء 2
37
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
الصورة التالية من تصوير سعد الهاجري لسالح وصفه بأنه شلفا تعود ألحد شيوخ
األسرة الحاكمة الكويتية.
ويقول الشيخ سعد بن عبدهللا الجنيدل رحمه هللا في معجم التراث (السالح)« :واسم
سواء كان ذا رأس واحد أو ذا ّ
املصفحً ، شلفا يشمل كل أنواع الرماح ،ذات السنان
رأسين أو ذا ثالثة رؤوس» .3انظر الصورة التالية من كتاب «معجم التراث -السالح».
معجم الرتاث -السالح من إصدارات دارة امللك عبدالعزيز ،ص 135-134 3
38
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
وفي حساب الخالوي وهو مماثل ملا عند القا�ضي ،يقول عن طلوع الجوزا:
تبــ� ن ج�ــم اكلوهيــد ث
املنــرا ّي ن ـى ســته وعـ شـر ي ن� ليــه
وال مـ ض
ً
يعني بعد م�ضي ستة وعشرين يوما من الثريا تطلع الجوزا ،ولم يذكرها باسمها،
سليامن الحمد الهطالين ،كتاب شعراء عنيزة الشعبيون ،الجزء الثالث ص196 4
39
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ّ
ولكن وصفها بأنها كالوهيد املنثر ،والوهيد هو املتاع املنتثر حول بيت الشعر مثل
الحوض والقدح والدلو وغيره ،وربما كان هذا التشبيه بسبب ملعان نجوم الجوزاء
وتناثرها في بقعة من السماء.
ثم قال القا�ضي رحمه هللا:
ْ ِّ و� َهل ْنعــه ْان تَ َ� ْ ْ َ َ
ســايق الــام ي ْ� ِف ِ
يــه والظــل ــب ِِّت� َّ
ِ ــت ت ْبــرا لــا َاهلق ِعــه َ ب ِ
خفية على شكل تبرا لها الهقعة ،أي تسير بمحاذاتها الهقعة ،والهقعة ثالثة نجوم ّ
مثلث في رأس الجوزاء ،ومعنى بالهنعة انتهت أن فصل الجوزا يبدأ بالهقعة وينتهي
بنهاية الهنعة .وأما الهنعة فهي نجمان من ضمن ثمانية نجوم على شكل قوس باتجاه
الشمال من الجوزاء .وفي الجوزاء يهب السموم ويكون الظل سايق أي يبدأ في الزيادة
والظهور؛ وذلك أنه في وقت التويبع السابق للجوزا يثبت طول الظل ،ويكون شبه
منعدم في أيامه التي توافق االنقالب الصيفي.
40
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
بعد أن ّبين القا�ضي رحمه هللا صفة نجوم الجوزاء والهقعة والهنعة ،ذكر الوقت
الذي تطلع
فجرا ّ
ومدة هذين الطالعين فقال: فيه من الشرق ً
ْ َ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ ِّ ْ شْ ِّ ْ
وحــاذق
ِ صــه ِك ِحل ٍــو سطــان ب ْ� َج�ــا يصلــح بفــر ي ن� َ َ
ِســته ِوع ِ ٍ
ً
وأيام الجوزا ستة وعشرون يوما ،للهقعة ثالثة عشر ومثلها للهنعة ،وتبدأ الهقعة
في 12من السرطان املوافق 3يولية ،وتبدأ الهنعة في 25من السرطان املوافق 16
يولية ،وفي فصل الجوزا تكون األطعمة الحلوة والحامضة مناسبة.
يشتد الحر في الجوزاء كما قال القا�ضي «تهب السمايم فيه» ،وفي حر الجوزا ولهيب
كر كثير في الشعر العربي الفصيح القديم والشعر الشعبي ،ويبلغ منتهى سمومها ِذ ٌ
الكرم والجود من كان واسع اليد في هذه األيام العصيبة قليلة املاء واملرعى.
قال النابغة الشيباني:
ُ تَ احلىص َتـ ُ الــوز ِاء ُمسـ َـت ِوق ُد َ
ـاه البيـــ ِـد ِمنـــ ُـه َ�ـــــ َّـرق
ـاد ِعضـ ُ ـوم ِمـ َـن ج َ َو َيـ ٍ
َ َ َ َّ
الصفــا ِمــن َح ِّرهــا تتشــق ُق ـاب َـوم َو شَ� ُســـ ُـه ِصـ ُ
َلـــ ُـه ِن ي َ�تـــا َحــــ ٍّـر َســــ ٌ
وقال جرير:
َ احلىص َتـ ُالــوز ِاء ُمسـ َـت ِوق ُد َ
ـ� ِمنــ ُـه ت َص َّيــ ُـح ـاد َصياصـــي َ
العـ ي ن
ِ
ـوم ِمـ َـن ج ََو َيـ ٍ
ذى ِمــن شَ� ِسـ ِـه حـ نَ ُ ُ َ َ ُّ َ َ َ ـديد َاللـ ظ َ
ـ� َت َ
صمـ ُـح ي ً أ الوديقـ ِـة ير�ــه أشــد ـام ـ ح ـى ِ ـ ش
ي
وقال الشريف بركات بنفس املعنى:
املطــا� ج خ
�ادبــه ي الــوزا مســتوقد احلصا تلــوذ ب�عضــاد
بيــوم من ج
وقال الخالوي يذكر سموم الجوزا:
41
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ق
ـام الوقايد
الوزا كحـ ي
احلالق� ســا�ا مســوم من ج
ي كفــرق القطا صفر
وقال:
الرايــد
بــ� ج الــوزا ربــت فيــه برسها ت خ
و�الــف االلــوان ي ن وبــوارح ج
وفي األسجاع الشعبية قولهم :إلى طلعت الجوزا فامل الحوزا .معناه :إذا طلعت
الجوزاء ً
فجرا من الشرق ،تستطيع أن تمأل الحوزا من اللون وهو البسر األصفر أو
األحمر ،والحوزا هي مخباة الثوب الذي يسميه الناس اآلن الجيب.
42
ين
واللكيب� املرزم
ين
واللكيب� املرزم
ــع َل ّ كِ ِم ْش َ َ ِّ ْ ْ
شــاع ْق
الســاري ْب ُنــور ِت َ
ٍ ِ َويظ َهـ ْـر ِذ َر َاع الليــث ُهــو ا ِملـ ْـرز ْم الــذي
عاش ْــق
ْ ــ� ِ ْع ُهــوج َغ ُ كِ َع ْ ي ن ْ َ
مــا�ن واخ ِت فــى
ِّ ْ ْ ْ ُْ
ــوج ل ِ ٍ ن ٍ ِ ب ــور ِك ي َ�ف ِــرف بن ٍ
ـره َو ْص َفـ ْـه َك ُلع ُيــون َّ َّ ثْ ــك نَ ج ْ� َ ْ
وامـ ْـق
الر ِ ه النـ ِ ِ يَ يبــ� َب ْع ُــد ْهالك ي نــم ِ ِ و ْي ي ن
بــ� ِل
ِ ِ
الع ْ َ ِّ َ ْ َ ْ ُّ َ ْ
تايــق الن ُســور َ إىل غر بــت عنــه مــار ْه الك ي ن � َ ِد ِليــل عــى ظ ُ
يبــ� أ ِ ــور ِ ِ ٍ
ثْ ْل َب ْعـ ْ ْ ْ
صاف ْق
الز ُروع َوب ْعض اال�ار ِ ـض ُّ ــه آف ْ
ــه ْ
ــوم ِوقيــل َيظ َه ْــر ُب ِ وس ْ � ُُ ري ُ
ِ
الر ْ
ايــق ــور خَ ــف ِظ َّلهــا ِق َــد ْم ْوت ُغ ْ َ ْ
يق ــن
ِّ
ــر ن� تَ َ�ى الليــث ْ� ج� ْ ْ ش ِّ ْ
ب ِِ ِســته ِوع ِ ي ٍ
45
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
كِ ِم ْش َ
ــع َل ّ َ ِّ ْ ْ
شــاع ْق
الســاري ْب ُنــور ِت َ
ٍ ِ َويظ َهـ ْـر ِذ َر َاع الليــث ُهــو ا ِملـ ْـرز ْم الــذي
ثم يظهر ذراع الليث ،واملقصود بذراع الليث ،ذراع األسد .وعند العرب لألسد
ذراعان ،وكل ذراع نجمان .أحدى الذراعين هي النجمان ّ
النيران في رأس كوكبة التوأم،
ِ
واألخرى هي الشعرى الغميصاء مع مرزمها .والطالع للذراع التي في راس كوكبة التوأم
وهي تسبق الذراع األخرى في الطلوع من املشرق .والعرب تسمي إحدى الذراعين
املقبوضة واألخرى املبسوطة ،واختلف السابقون في أيهما املقبوضة وأيهما املبسوطة،
ويرى ابن قتيبة أن املبسوطة هي الغميصاء ومرزمها ،1بينما يرى أبو الحسين
عبدالرحمن بن عمر الرازي املعروف بالصوفي أن املبسوطة هي النجمان في رأس
كوكبة التوأم.2
علاوطلا روصصصنامجن عارذ لكو )،يفوصلا يأر ىلع( ةطوسبملاو ةضوبقملا دسألا اعارذ
كتاب صور الكواكب ،ص 166 ، 165طبعة دار اآلفاق الجديدة 2
46
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
وأما مقصود القا�ضي باملرزم فهو الشعرى اليمانية ،وهي مشهورة بهذا االسم في
الكثير من أنحاء الجزيرة ،والدليل تشبيهه إياه بمشعل الساري الذي يومض نوره في
ً ً
الليل وميضا قويا ،وبقوله يرفرف بنور كل مابان واختفى ،وهذا الوصف الينطبق
على مرزم العبور والعلى مرزم الغميصاء ،كما أن تسمية الشعرى اليمانية باملرزم
َ
قديمة فقد ذكرها ابن كثير رحمه هللا في تفسيره لسورة النجم ،قال« :وقوله { َوأ َّن ُه
ُ َ َ ُّ ّ
ٱلش ْع َر ٰى } قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد وغيرهم :هو هذا النجم هو رب ِ
الوقاد الذي يقال له مرزم الجوزاء».
والنفهم من قول القا�ضي «ويظهر ذراع الليث هو املرزم» ،أن نجم املرزم هو ذراع
ً
الليث ،ولكن طالع الذراع يزامن في طلوعه طلوع املرزم فجرا ،وهذا مثل قوله أن
الكليبين هي النثرة:
ـره َو ْص َفـ ْـه َك ُلع ُيــون ََّّ ثْ ــك نَ ج ْ� َ
ْ
وامـ ْـق
الر ِ ه النـ ِِ يَ يبــ� َب ْع ُــد ْه
الك ي ن
ــم ِ ِ و ْي ي ن
بــ� ِل
ِ ِ
ً
فالكليبين نجمان يتزامن طلوعهما فجرا مع طلوع النثرة ،ولكنهما يتميزان بوضوحهما
وسهولة رصدهما.
قال القا�ضي رحمه هللا:
عاش ْــق
ْ ــ� ِ ْع ُهــوج َغ ُ
ِك َع ْ ي ن ْ َ
مــا�ن واخ ِت فــى
ِّ ْ َ� ْفــر ْف ْب ُ
ــوج ل ِ
ٍ ن ٍ ِ ب ــور ِك
ٍ ن ي ِ
ْ َ
ور ِك ِ ّل مابان واخ ِتفـى ،وذلك ألن املرزم هو أملع نجوم َْْ ْ ُْ
يصف املرزم بأنه يرف ِرف بن ٍ
شبه ملعان هذا النجم ببريق تأللؤا ،خاصة عند قربه من األفق ،ثم ّ السماء وأشدها ً
عين جميلة الوجه والقد ذات الدالل حين تنظر لعاشقها الولهان.
املذير ،أي كالطريدة الفزعة، وأما الخالوي فقد وصف املرزم املتألليء بأنه كالنذير ّ
وفزعا .قال الخالوي: مذير إذا أصبح حذ ًرا ً
ويقال ان الصيد ّ
47
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ّن ن
ّي
املــذ�ا اكلنــذ�
ي تبــ� ج�ــم
ي ـى ســته وعـ شـر ي ن� ليــه
وال مـ ض
وطلوع املرزم عالمة للمزارعين ،فمن األسجاع الشعبية قولهم :إلى طلع املرزم فامل
ً
املحزم ،ويقصدون أن وقت طلوع املرزم فجرا يكون في النخل من اللون وهو الزهو
أو البسر األحمر أو األصفر مايكفي مللء املحزم الذي يربطه الفالح على وسطه .وهذا
مثل قول الخالوي رحمه هللا:
ن ن
الليال الشــدايد
ي الغ� وا�ن
من ي إىل طلــع املــرزم شــبع لك اكلــف
والكالف هو الذي يعمل ويكدح في املزارع ،والغين هي النخيل ،ومعنى قوله وانحن
الليالي الشدايد أي أن الليالي التي يالقي فيها الناس شدة الجوع تكون شارفت على
الذهاب.
ومن األسجاع الشعبية عن املرزم قولهم :إلى طلع املرزم فالزم ،وهنا يقصدون طلوع
املرزم ً
شتاءا في العشاء ،حيث يجب االمتناع عن بذر القمح ألن أوان بذره قد انتهى.
ثم قال القا�ضي رحمه هللا:
ـره َو ْص َفـ ْـه َك ُلع ُيــون ََّّ ثْ ــك نَ ج ْ� َ
ْ
وامـ ْـق
الر ِ ه النـ ِِ يَ يبــ� َب ْع ُــد ْه
الك ي ن
ــم ِ ِ و ْي ي ن
بــ� ِل
ِ ِ
ثم يظهر نجم الكليبين ،والكليبين نجمان يطلعان بعد املرزم ،بينهما مسافة كأنهما
عينان ترمقان ،وقوله أن الكليبين هي النثرة معناه أن الكليبين نجمان يتزامن
ً
طلوعهما فجرا مع طلوع النثرة.
ً
وقوله هنا أن الكليبين هي النثرة مثل قوله سابقا أن الذراع هو املرزم ،فالكليبين
نجمان غير نجوم النثرة ولكنهما يطلعان في نفس الوقت ،واملرزم نجم غير نجمي
الذراع ولكنهما يطلعان في نفس الوقت .ويتميز الكليبين عن النثرة مثلما يتميز املرزم
عن الذراع بالوضوح وسهولة الرصد.
48
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
النثرة فهي لطخة سحابية بين نجمين خفيين وتقع إلى جهة الشمال من الكليبين. أما َّ
والظاهر أن الناس وجدوا في طلوع املرزم ثم الكليبين ثم سهيل سهولة في الرصد
تفوق الطوالع املتزامنة معها الذراع والنثرة والطرف فغلب استعمالها.
ووصف القا�ضي للكليبين بعينين يشبه وصف ابن املعتز للفرقدين بعينين خلف
نقاب ،قال:
ن
زرقاء تنظر من نقاب أسود ور� َّي
إل الفرقدان امك رنت
ومن أمارات طلوع الكليبين أي عالمات طلوعهما هو غروب النسرين وقت الفجر.
49
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ين
مسيب� املراطيب طلعة هسيل غياب الشفت ن ج� ي ن
م� مع الصبح ّ
وطلوع سهيل يكون بعد الكليبين ،والنجمين يقصد بهما النسرين ألن غيابهما هو
عالمة ظهور الكليبين وقرب ظهور سهيل.
ا
علاوطلا روصصصًارجف يقرشلا قفألا يف نيبيلكلاو مزرمل
51
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
قوله :يقف ظلها قدم ،يعني ظل قامة الرجل في هذا الوقت عند الزوال يكون بطول
ُ قدم واحد .وقوله :تغور الخرايق ،قال الصاحب بن ّ
عباد :الخريق ،البئر ك ِسر جبلتها
ُ
وس ُفن ،وقال أحمد بن محارب الظفيري: وخ ُرق مثل سفائن ُ من املاء وجمعها خرائق
«الخريجة وجمعها خرايج :وهي االبار الضيقة الفوهة التي حفرتها النجوم والنيازك
الساقطة من السماء وهي تجمع املاء اذا كانت في مسيل الوادي او القلعة وهي تعتمد
على االمطار وما يترسب من املياه في باطن التربة ويشح ماؤها في القيظ وهي تصحيف
للكلمة العربية الفصحى خريقة وجمعها خرايق اما في اللهجة البدوية فهي «خريجة»
او خريكه بقلب القاف جيما قاهرية» .أما أهل الخليج فيسمون البئر املوجودة في
البيت خريجة إذا كانت مالحة .وأخبرني أحد الكبار أن الخرايق هي القلبان ضيقة
الفتحة وهي موارد للمياه ،وفتحتها الضيقة هي بقدر الحاجة إلنزال الدلو وزعب
املاء ،بخالف آبار املزارع التي تكون فتحاتها واسعة لتناسب السواني .واملقصود من
قوله وتغور الخرايق ،أي تنضب مياه اآلبار في وقت الكليبين.
وفي نفس املعنى عند الخالوي رحمه هللا:
ين
اللكيب� ت ن
يغور يف�ا ما العدود الواكيد الم
ال� تنشف ج
ي ومو�
ج
حيث يقول إن وقت الكليبين وقت حار يجف فيه الجم وهو املاء الذي يجتمع في البئر
بعد نزحها وتغور فيه مياه العدود وهي اآلبار التي الينضب ماؤها من النزح ،وفي املثل
نجم ييبس غزير الجم» ويقصدون به الكليبين. «بين سهيل واملرزم ٍ
52
هسيل
الز�ة -الرصفة
ال�ب ة -ب
الطرف -ج
هسيل
ْ
مايــق خــا� بيــد
تَ َ ِّ ْ َ ْ
ــب ك ُــد َّرة يقل وط ْر ُف ْ
ــه
ن َ
الــام ِ ي� ــك َّ
الن ْج ْ ََْ ْ َ
ٍ ــم ي ويظهــر ِل
ْ ُ ْ ُّ ف َ ْ نَ ُ َ ْ شَ ْ قْ ْ َ ْ
خــارق يــه ِ
طاو ِ بــه الــد ِود ي� مثــى م ِ والصــوف اليقـ ْـع ـوخ ُّ الـينــر �ــاش ج
َّ ْ ْ َ َ َ َ َ َْ ُ ْ َْ َ ْ َ
الحـ ْـق ـرف ِ ال�بْ ِ ــة الـ َّـز ْ ب ِ�ه لــا الـ
مــع ج الن ُجــوم ْب َن ْجمــهْ
ِ
ــة ُّ ومســوبه أر بع
يــه ْم ْ َ ُ َت َ ثالثــ� َل ِ ْ
طابــق ــار ْه ُهــو ول ــواس نَ� ُ يــه ين ــى ِم�نْ ْ
ــن ِ
إىل ُم ضَ
ْ َ َ َّ ْ ْ ش َ َ شْ
ســايق داه ِّ
ــن يــدان َح ِ ْكغ تــر ِذ ٍ ــ� ْمغ ِّــر ْبــر َوي ْبــدا ا ِملــز ِن ين يِ وع ٍ
دايــق احل ْ
ص َم َ الــو ْ ِس َ ْ
ــوم َ َت ْظ َه ْــر نْ ج ُ� َ ــر ب� ِ ق� ْسيــل َوب ْع ِد ِه ْ
ــن ْ ث نْ َ ش َ
وا� ع
ٍ ي ِ
55
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
ْ
مايــق
تَ
خــا� بيــد
َ ِّ ْ َ ْ
ــب ك ُــد َّرةيقل وط ْر ُف ْ
ــه
ن َ
الــام ِ ي�
ََْ ْ َ
ــك َّ
الن ْج ْ
ٍ ــم ي ويظهــر ِل
ثم يظهر النجم اليماني ،وهو سهيل ،يتقلب نوره ويتألأل ،كأنه د ّرة خاتم بيد شاب
معجب بنفسه .وقوله «وطرفه» يعني يظهر في نفس الوقت الطرف ،والطرف نجمان
قص ْد بهما عينا األسد ،فهما عند العرب في مكان العينين
سميا الطرف ُوي َ ّ
خفيانّ ،
من صورة األسد التي منها الذراعان والجبهة والزبرة والصرفة.
وينصح عند دخول سهيل بنشر أقمشة الجوخ والصوف حتى الينخر الدود في ّ
طياته،
والنشر هو بسط القماش تحت الشمس لحمايته من الدود.
56
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ونجوم سهيل بالحساب أربعة ،أولها الطرف ،وهو املقصود بقوله «بنجمه» ألنه يطلع
مع طلوع سهيل ،ويتبعه الجبهة ثم الزبرة ،وآخرها نجم الصرفة .بذلك يكون لسهيل
ً ً ً
اثنان وخمسون يوما ،وإذا اعتبرنا الجبهة 14يوما فيكون لسهيل 53يوما.
والطرف يدخل بدخول سهيل في 2السنبلة املوافق 24أغسطس ،والجبهة في 15
ً
السنبلة املوافق 6سبتمبر وايامها 14يوما عند بعض الحسابين ،وتدخل الزبرة في
29السنبلة املوافق 20سبتمبر ،وتدخل الصرفة في 11امليزان املوافق 3أكتوبر.
علاوطلا روصوصصمسولا لبق ًارجف اهعولط لامتكا دعب ةفرصلاو ةربزلاو ةهبجلاو فرطلا ،ليهس موجن
َ ُ
يــه ْم ْ َت َ ثالثــ� َل ِ ْ
طابــق ــار ْه ُهــو ول
ــواس نَ� ُ يــه ين ــى ِم�نْ ْ
ــن ِ
إىل ُم ضَ
وإذا م�ضى من سهيل ثالثين ليلة يتساوى الليل والنهار أي في الطول ويوافق ذلك وقت
االعتدال الخريفي في 23سبتمبر ،أي شهر بعد دخول سهيل في 24أغسطس.
57
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
وبعد اعتدال الليل والنهار بعشر ليال يبدأ نشوء السحاب من الغرب ،وكأن قطع
السحاب أذواد إبل مغاتير بيضاء يسوقهن الحادي ،والذود هو القطيع من اإلبل ال
يتعدى عدده العشرين أو الثالثين.
احل ْ الــو ْ ِس َ ْ
ص َم َ ْ ن ْ َ
ــن تظ َه ْــر ج ُ� َ
ــوم َ ْ ث نْ َ ش َ
ــر ب� ِ ق� ْسيــل َوب ْع ِد ِه ْ
دايــق ٍ ي وا� عِ
ً
ويبقى من سهيل اثنا عشر يوما وبعدها تظهر نجوم الوسم وفيها جداد النخل وصرامه.
ذكر القا�ضي حمه هللا هنا وقت صرام النخلّ ،
ولكنه لم يذكر في القصيدة أوقات ر
اللقاح أو اللون أو االرطاب وذلك ألنها ماكانت تخفى على أحد في وقته .وسهيل هو
وقت وفرة الرطب ومن ذلك قولهم «إلى طلع سهيل ّ
تلمس التمر بالليل» ،يعني لوفرة
الرطب يستطيع من اليحسن انتقاء التمر أن يأخذه لوفرته في النخل كما ذكر الشيخ
العبودي حفظه هللا في معجم األنواء والفصول.
محمد بن ّ
ثنيان: وقال ّ
ين
مسيب� املراطيب طلعة هسيل غياب الشفت ن ج� ي ن
م� مع الصبح ّ
يقول إذا غاب النسران مع الصبح وانتهى وقت الكليبين وطلع سهيل ففي ذلك
الوقت يتركون النخلة وقد شبعوا من الرطب.
وقال عبدهللا بن علي بن صقيه:1
يول
ليل ي
وابو عسيب ان ب�ن ٍ هسيل الشفته جنيت املراطيب
ً
يقصد أن سهيل دليل على كثرة التمر وأما ابوعسيب فال يدل على �شيء إن رؤي ليال
وابوعسيب هو املذنب وذلك ألنه يرى له ذيل كالعسيب.
58
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
الرايد
تشــوفه كقلــب الذيــب يلعــج بنوره مويــق عىل غرات حــدب ج
وقول الخالوي «والى م�ضى عقبه ثمان مع اربع الخامسة طالع سهيل» يعني إذا م�ضى
ً
ثالثة عشر يوما بعد الكليبين فانظر سهيل يتبين مثل قلب الذيب يتألأل بنوره مطال
معجم األنواء والفصول للشيخ محمد بن نارص العبودي -سهيل ص 128 2
59
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ً
على النخيل .مويق يعني مطال على غرات حدب الجرايد ،وحدب الجرايد هي النخيل
وصفها بجريدها املحدودب ،ويقصد ّ
بغرات حدب الجرايد رؤوس النخل.
60
الومس
َْ
الز� ن� ّ
العوا -الامسك -الغفر -ب
الومس
احل ْ ص َم َ الــو ْ ِس َ ْ
ــوم َ َت ْظ َه ْــر نْ ج ُ� َ ــر ب� ِ ق� ْسيــل َوب ْع ِد ِه ْ ث نْ َ ش َ
دايــق ــن ٍ وا� ع ْ ي ِ
َّ َ َّ ْ َ ــ� تَ َ�ى نْ ج ُ� َوم ْ ْاث َن ي ن
ــ� خَ ْ
اله ْــق ِ مالــا ك
ِ ا َّ
ــو َ
الع ْ
ــن ل
أو ِ ــه أ ْر َب َعــه و� ِس ي ن
ٍ
نَ ْ َ ن َ ْ ُ ــوس َو ْص ُف ْ َ َْ
ــ� ك ُــر ٍم ْمعا ِن ْــق وز ب� ن�ه ج�م ٍي ــه الق ْ ِوسك مــع غف ٍــر كِ
ْ ْ نَ ُ ن َ ْ َ ْ َ َ ْ ثَ ْ َ فْ َ ْ َّ َّ
ـواذقســل �ــو� احلـ ِ ِ مل
ِ وا ـد ـصالف ْ وعــن ــه الظــل َس ْــب ِع ْه واص�ــا ب تكــر ع ِ
َ أ ْ َّ ْ َ ْ َ
َ ْ َ أش
ـاد ْح ْمـ َـن الـ ُّـدود عا ِتـ ْـق
َي ْصلـ ْـح َعـ ْـن القـ ِ والن َخــل �ــار وال ِثــل َبـ ْـه القطــع لل ج
63
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
احل ْ الــو ْ ِس َ ْ
ص َم َ َت ْظ َه ْــر نْ ج ُ� َ
ــوم َ ث نْ َ ش َ
ــر ب� ِ ق� ْسيــل َوب ْع ِد ِه ْ
دايــق ــن ٍ وا� ع ْ ي ِ
وبعد انقضاء أيام سهيل تظهر نجوم الوسم التي فيها صرم الحدايق .واملقصود
ً
بالحدايق مزارع النخل ،وصرمها يعني صرام النخل .والصرام يسمى أيضا الجداد،
وهو قطع أعذاق التمر في نهاية موسمه .وفي املَ َثل «يوم الصرام ّ
كل كرام» ،وذلكٍ
يوم مشهور اليمنع فيه صاحب النخل لوفرة التمر ،ويوم الصرام أو يوم الجداد ٌ
املحتاج من التمر.
قال ابن لعبون:1
الــداد َّ
طلبنــا وجبــة نــب ي نذوقــه نعــده شــبعة مثــل يــوم ج
ً
والوسم يدخل في 16أكتوبر املوافق 24امليزان ،يعني بعد 24يوما من االعتدال
الخريفي وتساوي الليل والنهار.
ثم قال القا�ضي:
َّ َ َّ ْ َ ْ ن ْاث َن ي ن
ــ� خَ ْ
اله ْــق
ِ مالــا ِ ك ا َّ
ــو َ
الع ْ
ــن ل
أو ِ ــ� تَ َ�ى ج ُ� َوم ْ
ــه أ ْر َب َعــه و� ِس ي ن
ٍ
ً
وأيام الوسم اثنان وخمسون يوما ونجومه أربعة ،ويقصد بالنجوم هنا الطوالع ،لكل
يوما فيكون املجموع اثنين وخمسين ً ً
يوما. طالع ثالثة عشر
العوا وهي خمسة نجوم منيرة بشكل حرف الالم .وطلوع العوا في وأول هذه النجوم ّ
64
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ا
علاوطلا روصوصصعولط مسولا موجن لوأ يهو ماللا فرح هبشت اَّوَعل
65
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
وأما السماك الرامح فليس من املنازل ،ثم الغفر وهي ثالثة نجوم خفية على تقويس،
ثم الزبانا وهي نجمان بينهما مسافة كأنهما الرمح املعترض.
والسماك يطلع في 29أكتوبر املوافق 7العقرب ،والغفر في 11نوفمبر املوافق 20
العقرب ثم الزبانا في 24نوفمبر املوافق 3القوس.
علاوطلا روصوصصةيناعبرملا لبق ًارجف اهعولط لامتكا دعب انابزلاورفغلاو كامسلاو اّوعلا ،مسولا موجن
66
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ْ ْ نَ ُ ن َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ثَ ْ َ فْ َ ْ َّ َّ
ســل �ــو� احلـ ِ
ـواذق وعــن الفصــد وا ِمل ِ ــه الظــل َس ْــب ِع ْه تكــر ع ِ
واص�ــا ب
وقطع األشجار واألثل والنخل في هذه األيام مناسب ألنه ،بإذن هللا ،اليصيبها القادح
وهو السوس الذي ينخر الخشب .وقال الشيخ صالح بن محمد الشثري ،رحمه هللا،
اليساس َ
والينخر» ،وقال «وإذا قطع فيه [يعني في الوسم] الشجر والنخل والخشب ُ
«وماقطع في أيام الغفر من شجر التقع فيه األرضة» ،والغفر ثالث نجوم الوسم،
واألرضة حشرة تنخر في الخشب والورق.4
وذكر الشاعر عبدهللا الشوشان من عنيزة أن قطع األخشاب يحميها من القادح إن
قطعت وقت الجوزا وقد نش العود يعني يبس قليال ،قال:
الــــوزا نظـــ يـم تــــاال تـ بـرى هلــــا اهلقعــــة ي�يــــن ب ج�ان�ب ـــــــا
عقــب تظــــهر ج
كتاب جدول يف علم الحرث عىل حساب الشثور ،ص 46 3
كتاب جدول يف علم الحرث عىل حساب الشثور ،ص ،45ص 47 4
67
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
أ
ـواص خشاي�ب ـــا
تســم مــن القــادح عـ ي ب�ــا القطــع للخشــاب ىل نــش عودهــا
68
املربعانية
ة
الشول إال لكيل -القلب -
املربعانية
ْ ِّ ْ َ أ َ َْ َ َْ ْ ْ ْ
ماح ْــق ِ ــه لــ� ْوراق ه ا ِملر بعا ِني ِ يَ ــب وش ْــوِ ْل
يــل وقل ٍ ويطلــع ِلــك ِإ ِك ٍ
ْ َ َْ ن َ ُ َ ّ ــ� إىل فــات ِث ْل ِ�ث ْ ــع وثال ِث ي ن ِت ْس ُ
فــارق
ــب ِ ِ�ايــة طــول الليــل ب�لقل ِ ــن ِ ٍ
ْ َُ َ َ ْ كثــر َب ْ ــدي ْين ِت ــن َ ب� َلقــوس ج َ و� ْ ْب ُ
ــوارق
املاطــر حقــوق الب ِ ــه ِ ِِ يٍ ــهِي ِ وال ِ و� ِج ِ
َبـ ْـه الـ َبـر ِد َد َّخ ُانـ ْـه ْمـ َـن ج َ َْ َ ْ َّ
الــوف عا ِلـ ْـق يقــف ِظلهــا َعـ ْـن َسـ ْـبع االقــدام زايـ ْـد
71
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
ْ ِّ ْ َ أ َ َْ َ َْ ْ ْ ْ
ماح ْــق
ِ ــه لــ� ْوراق ِ يَ
ه ا ِملر بعا ِني ــب وش ْــوِ ْل
ٍ ل وق يــل
ويطلــع ِلــك ِإ ٍ
ك
ِ
ثم تبدأ املربعانية وهي ثالثة طوالع ،اإلكليل والقلب والشولة ،وفيها تسقط أوراق
الشجر .وسميت باملربعانية إلنها تستمر أربعين ليلة ،وقول القا�ضي عنها لألوراق
ماحق شبيه بقول العرب الشتاء أوله محرق وآخره مورق ،فدخول املربعانية هو
بداية الشتاء.
أول طوالع املربعانية هو اإلكليل ،يدخل في 7ديسمبر املوافق 16القوس ،ثم القلب
في 20ديسمبر املوافق 29القوس ،ثم الشولة في 2يناير املوافق 12الجدي.
ْ َ َْ ن َ ُ َ ّ ــ� إىل فــات ِث ْل ِ�ث ْ
ــع وثال ِث ي نِت ْس ُ
فــارق
ِ ــب
ِ ل لق�ب يــل الل ــولط ــة اي �ِ ــن ِ ٍ
ً ً
وأيام املربعانية تسعة وثالثون يوما ،لكل طالع من طوالعها ثالثة عشر يوما ،وبعد
ً
م�ضي ثلثها أي ثالثة عشر يوما من املربعانية وخروج اإلكليل ،ينتهي طول الليل ويبدأ
النهار في األخذ من الليل ،والفاصل بين نهاية طول الليل وابتداء زيادة النهار هو دخول
طالع القلب وقت االنقالب الشتوي في 20ديسمبر.
ْ َُ َ َ ْ والــدي ْين تــه كثــر َب ْ ْ َ َ
ــوارق املاطــر حقــوق الب ِ ــه ِ ِِ يٍ ِِ ي ــوس ج َ ِ
و�ــن ب�لق ِ ْب ُ
و� ِج ِ
وهذه الطوالع الثالثة تبدأ في 16القوس وتنتهي في 24الجدي ،وأيامها ،بإذن هللا،
كثيرة املطر ،وبرقها َحقوق ،أي متتابع الينفصل.
اال ْقــدام زايـ ْـد َبـ ْـه الـ َبـر ِد َد َّخ ُانـ ْـه ْمـ َـن ج َ
الــوف عا ِلـ ْـق
َ ْ َّ َ ْ َ ْ َ
يقــف ِظلهــا عــن ســبع
ويصل طول الظل عند الزوال مايزيد على السبعة أقدام وهو أطول ظل في السنة،
وعند خروج الهواء من الجوف يتكثف كالبخار من شدة البرد.
72
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
73
الشبط
ي
النعا� -البلدة
الشبط
ت� ِس ْــه ْن ِم ْر َت ْفــع َع َل ي� ْ َ نَ َوت ْبــدا ّ
وشــاع ْق ِ ــن ِ ٍ ِ عــا� ِت ْس ِــع ج ْ�مــات َس ْــبكا الن ي ْ
تَ َّ ْ َْ َ الب ْل ِــد ْه ِن ِظ َيم ي ن
وبــدت ُع ْق ُب ْــه َ َ
ــاد ْه ِوان َ�ققــت ر ِام ْــق الق ِ خلــف ِ ــ� ِس ِّــت ْه
ْ الش ْــبط َ ب� َب ْ
لــر
ْ َ ُّ ن ّ ِّ
و�ن � ْ ــ� َب ْع ضُ ُ الس َك ي نــم َّن ِّ ــ� ْي َس َّ نَ ج ْ� َم ي ن
غــارق ِ د يســم ِ ِ ــم
ْ شْ َْ ِّ ِّ تَ َ ْ ْ َّ ْ
شــارق ِ �ن ي ــر ــو� ْن ِس ِّــته ِوع وم ُس ِب ــن َ ب�لدل ِــو والظــل َس ْــب ِع ْه ��ى ب� ِج ِ
ْ ِت ْغ َــر ْس ي َ ج ْ َّ ْ ش اهلد ْ ــن َي ْظ َهــر ْ
ســايق و� ِــر َي املــا َ ب� ُلعــود واال�ــار ِكهــا ج هــد ب� ْ
ِ
76
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
ت� ِس ْــه ْن ِم ْر َت ْفــع َع َل ي� ْ َ نَ َوت ْبــدا ّ
وشــاع ْق
ِ ــن ِ ٍ ِ عــا� ِت ْس ِــع ج ْ�مــات َس ْــبكا
الن ي ْ
وتظهر بنهاية املربعانية وبداية الشبط نجوم النعايم ،وهي تسعة نجوم أربعة منها على
شكل تربيع وهي النعايم الواردة وأربعة أخرى تشبهها وهي النعايم الصادرة ويعلوهن
نجم تاسع مرتفع عليهن وشاعق ،وشاعق يعني المع كما قال القا�ضي في قصيدة له
أخرى:
ن آ ب� ٍق شعق نوره رسى ي ج�هر خ
ب� الفاق اللق اسفر وضاح والح من ي
ً
ثم وصف القا�ضي طالع البلدة قائال:
77
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
وتظهر البلدة بعد النعايم ،والبلدة قطعة من السماء خالية من النجوم الالمعة
ً ُ
ويسمى أيضا أ ْدحي النعام،
ّ مقوس تسميه العرب القالدة، تحت نظيم من النجوم ّ
أي املكان الذي يضع فيه النعام بيضه .والقالدة ستة نجوم ،من مجموعتين كل
مجموعة ثالثة نجوم ،ولعل هذا ماقصده القا�ضي بقوله نظيمين ستة ،أي نظيمين
من ستة نجوم كل نظيم فيه ثالثة .وإذا تحققت من القالدة فانظر البلدة تحتها.
ْ
غــارق د
ْ َ ُّ ن ّ ِّ
الش ْــبط َ ب� َب ْ
لــر ن و�ِ ــمس ي ْ
ــم� الس َك ي ن
ــ� َب ْع ضُ ُ ــم َّن ِّ نَ ج ْ� َم ي ن
ــ� ْي َس َّ
ِ ِ
ّ
وتسمى أيضا الشبط ،وقوله بالبرد غارق يعني والنعايم والبلدة ّ
تسمى السماكين،
وقتها يكون في أشد البرد.
ا
علاوطلا روصوصصًارجف يقرشلا يبونجلا قفألا يف ةدلبلاو مياعنل
78
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
عبر القا�ضي عن والسماكان أو الشبط ستة وعشرين شارق أي ستة وعشرون يوماّ ،
ً
اليوم بالشروق ،ثالثة عشر يوما للنعايم ومثلها للبلدة ،ومعظم أيامها في برج الدلو،
ً
حيث يكون طلوع النعايم فجرا في 25الجدي املوافق 15يناير ،وطلوع البلدة في 8
الدلو املوافق 28يناير .وببداية الشبط في 25الجدي ونهايتها في 20الدلو يكون لها
يوما في الدلوّ . ً
وأما طول الظل في الشبط فيبلغ سبعة اقدام. 6أيام في الجدي و20
ْ ِت ْغ َــر ْس ي َ ج ْ َّ ْ ش ــن َي ْظ َهــر ْ
اهلد ْ
ســايق و� ِــر َي املــا َ ب� ُلعــود واال�ــار ِكهــا ج هــد ب� ْ
ِ
ومن مظاهر الشبط مجيء الهدهد وصالح غرس جميع األشجار وبداية جريان املاء
في أغصان الشجر .وآخر ثالثة أيام من البلدة مع أول ثالثة أيام من سعد الذابح هي
الست الصالحة للزراعة.
ين ف
الامسك� فائدة ي�
عند القا�ضي «السماكين» هما الشبط ،ويوافقان النعايم والبلدة ،وتسمية
السماكين وردت عند الشيخ صالح بن محمد الشثري املتوفى سنة 1309هـ رحمه
هللا في كتابه «جدول في علم الحرث على حساب الشثور» ولكنها عنده توافق القلب
والشولة ،من نجوم املربعانية.
ويقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم األنواء والفصول« :السماك من
األنواء وهو في آخر فصل الربيع وهما سماكان األول والثاني وبعدهما القيظ» ،وقول
الشيخ العبودي يوافق األزهري (توفي رحمه هللا سنة 370للهجرة) في تهذيب اللغة
حيث جعل السماكين في آخر الربيع ،قال :أول املطر الوسمي ،وأنواؤه العرقوتان
املؤخرتان .قال أبو منصور [األزهري] :هما الفرغ املؤخر ثم الشرط ثم الثريا ثم
الشتوي ،وأنواؤه الجوزاء ،ثم الذراعان ،ونثرتهما ،ثم الجبهة ،وهي آخر الشتوي
79
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
وأول الدفئي والصيفي ،ثم الصيفي وأنواؤه السماكان األول األعزل ،واآلخر الرقيب
،وما بين السماكين صيف ،وهو نحو من أربعين يوما ،ثم الحميم ،وهو نحو من
عشرين ليلة .انتهى كالم األزهري واملالحظ أن السماكين عنده قبل الحميم .أما
القا�ضي فالسماكين عنده هما الشبط في اشتداد البرد.
وعند الخالوي نو السماك أو السماكين يكون قبل العقارب والحميم ،حسب فهمي
من األبيات التالية ،وهذا قريب من قول القا�ضي ،ومعنى األبيات أنه إذا انتهت
ّ
الشبط ولم ينزل من الغيث مايمأل الغدران ،فإنه يكون م�ضى من الوقت منذ نزول
الغيث العام املا�ضي ،القيظ ثم سهيل ثم الوسمي ثم املربعانية ثم السماكين الذين
هما الشبط ،وهذا وقت طويل وشديد من دون غيث ،ولذلك يدعو الخالوي بأن
ً
ينزل هللا في العقارب أو الحميم من املزون غيثا يفرح به الفالح والراعي.
يقول الخالوي:
ما�ــا دعــوب املســايلإذا ظ�ــر نــو السماك وال نشــا مــن املــزن ي
خلــت خّ
املتــال عياهلــا وطلقــت أوالد الســلوب احلاليــل
ي ــور ال قــد
وغــدا منــادي الليــل ماينــوح هل وغدوا فتخ االيدي اكسـ ي ن
ـب� النفايل ي
ن
الســوا� اهلزايــل اع
ي بتــال العقربيــات ســيهل يفــرح ب�ــا ر ي
ي فيــاهلل
أ
محــم أو ت� يل حيــا عقربيــة صــدوق احليا ي� ي ي� العصور الوايل ي
والشيخ العبودي ذكر البيت األول بهذه الصيغة:
80
العقارب
سعد ب
الذا� -سعد بلع -سعد السعود
العقارب
الال ْيق ـض خَ العقــار ْب ِع ْنـ ِـد َب ْعـ َ وهـ َّـن َِ
الثالث ْ
ــه ِ
َّ
الن ُجــوم ــع ْ
ودات ُّ َوت ْظهــر ُس ُ
ِ
الع ُل ْــو نَ ج ْ�ــم ش�ل ْمال ْ ــب ُ ب ْ ج َ� ْن َ ــف َو ْص فُ� ْ أَ ْ ا� نَ ج ْ� َم ي ن الــذ ب َْ َّ
بــق ٍ ِ ٍ ــن ِ ــ� كِ ال ِ
ل ٍ ف
أَ ْ َ ُ ْ ُ ْ ْ ْ وس َــع ْد ُب َل ْــع نَ ج ْ� َم ي ن
فارق االعــى عىل الســفل بــه الكـ بـر ِ
ْ ــ� َ ب� َلع ْــرض ِواف َت َخ ْــر َ
ْ ْ نَ ْ َ شِّ تَ َ ُ َ َّ ب ْ ْ وسـ ْـع َد ُّ
شــارق ِ ل ي ِّ ِ الــام ــم �ج ــن ه ِ ور
�ى ِ
ن ا� ِإن بــدا السـ ُـعود يشــابه الــذ َ
ْ تــ� َغ َّ ــر ي ن َ ب� ُال َول َين ضِّ ُ ْ خَ والر َّ
ُّ لــو َْفا َ
طــارق ِ مل
ِ ا ــض ــورقِ ي ــوخ وال ــان م د ر
والع ْرق عالق
ْ
الصيف ِ ر ب َيعـ ْـه َم ْع َأ َنوا ّ الــرد ِم ْب ِتــدا آخ َــر َب ْ يــه ِ يه ِ والثان ْ
ِ
ّ
ِِ
َّ َّ ْ ُ ْ َ َ ش
خاف ْــق الــرد ِ ــه َب ْ ــه َب ْ ت زْ�ه ْــر َر� ِح َي َن ْ
ي ِ ِ �ــار ِكهــا ــورق اال ج والثا ِل ِثــه ي ِ
َ َتـ َ الزمــان ْب َل َيلهــا َم ْ َ َ
وافـ ْـق ـوت ف ْصـ ٍـل ْم ِ احلـ ِ اس ُ ـواس ْ ب� ْ ــع نَ� َارهــا ــدال ِّ ع
الحـ ْـق واحلــوت ِ الد ْلــو ُ اس َّ َا ُل َول ْ ب� َ ــ� َل ْي ِ ْ
ــه ــع وثال ِث ي ن االس ِــع ِد ْه ِت ْس ُ َف ْ
ِ
83
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
الال ْيق العقــار ْب ِع ْنـ ِـد َب ْعـ َ
ـض خَ وهـ َّـن َ
ِ ــه ِ
َّ
الثالث ْ ودات ُّ
الن ُجــوم َوت ْظهــر ُس ُ
ــع ْ
ِ
وتظهر بعد ذلك السعودات الثالثة .وأولها سعد الذابح ،ثم سعد بلع ،ثم سعد
ّ
ويقسمونها إلى العقرب األولى والثانية والثالثة. السعودّ .
ويسميها البعض العقارب
وهنا بدأ القا�ضي يصف شكل نجوم السعودات الثالثة ،فسعد الذابح هو نجمان
مثل حرف األلف ،وبالقرب من النجم األعلى إلى جهة الشمال نجم قريب خافت
ّ
يكاد يلتصق به ،ويقول العرب عن هذا النجم أنه هو شاته التي يذبحها .وطلوع سعد
الذابح في 21الدلو املوافق 10فبراير.
أَ ْ َ ُ ْ ُ ْ ْ ْ ْ وس َــع ْد ُب َل ْــع نَ ج ْ� َم ي ن
ــ� َ� َلع ْــرض و ْاف َت َ َ
فارقِ ـر
ب ـ الك ـه ـب لـفـ سال عىل ـى ـاالع ــر خ ِ ب
ً
وسعد بلع أيضا نجمان ولكنهما معترضان مع ميل ،واألعلى منهما يفتخر بقوة ملعانه
على األسفل ،والفرق بينهما واضح .وطلوع سعد بلع في 4الحوت املوافق 23فبراير.
ْ ْ نَ ْ َ شِّ تَ َ ُ َ َّ ب ْ ْ وسـ ْـع َد ُّ
شــارقِ لي ِّ ِ الــام ــم �ج ــن هِ ور
ِ ن ى� ـدا ـ ب ن السـ ُـعود يشــابه الــذا� ِإ َ
وسعد السعود يشبه الذابح في شكله ،وأنور النجمين هو الشمالي منهما .وعند العرب
القدماء ،سعد السعود ثالثة نجوم ،النجمان املذكوران مع نجم آخر أسفل منهما.
وطلوع سعد السعود في 17الحوت املوافق 8مارس.
ذكر القا�ضي رحمه هللا أن السعودات الثالثة كل واحد منها نجمان ،كما هو موضح
ً
في الصورة التالية .وعند العرب قديما ،سعد الذابح ثالثة نجوم ،بإضافة النجم
84
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
َ
الصغير بجانب النجم املرتفع ،وسعد ُبلع ثالثة نجوم بإضافة النجم املحاط بدائرة
تحت النجمين ،وكذلك سعد السعود ثالثة نجوم بإضافة النجم املحاط بدائرة
تحت النجمين الذين وصفهما القا�ضي.
ا
علاوطلا روصوصصارجف اهعافترا دعب ةثالثلا تادوعسلاب ةلثمم براقعل
ْ تــ� َغ َّ َ ب� ُال َول َين ضِّ ُ ْ خَ ُّ َّ َفا َ
طــارق
ِ مل
ِ ا ــض ــر ي ن ــورق
والرمــان والــوخ ي ِ لــو ْرد
والرمان والخوخ ،وتصبح أغصانففي العقرب األولى أي سعد الذابح يورق الورد ّ
غضة نضرة ألن املاء قد جرى فيها قبل ذلك .واملطرق يطلق على العصا الدقيق التين ّ
والعقرب الثانية ،سعد بلع هي نهاية البرد والشتاء وبداية الربيع مع أنواء الصيف.
والصيف عند العرب هو مايعرفه الناس بالربيع اآلن .وقوله «والعرق عالق» يقصد
85
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
أنه بعد أن يكون الشتاء الذي يتوقف فيه النمو قد م�ضى ،فإن عروق األشجار
والنباتات تبدأ تتغلغل في األرض وفروعها تنمو.
ولم يذكر القا�ضي أيام العجوز السبعة الباردة ،وهي أثناء العقرب الثانية وتبدأ في
26فبراير.
َّ َّ ْ ُ ْ َ َ ش
خاف ْــق ــه َب ْ
ــه َب ْ
الــرد ِ
ت زْ�ه ْــر َر� ِح َي َن ْ
ي ِ ِ �ــار ِكهــا
ــورق اال ج
والثا ِل ِثــه ي ِ
وفي العقرب الثالثة ،تورق األشجار ،وتزهر الرياحين ،وينصرم الشتاء.
َ َتـ َ الزمــان ْب َل َيلهــا َم ْ َ َ
وافـ ْـق
ـوت ف ْصـ ٍـل ْم ِ اس ُ
احلـ ِ ـواس ْ ب� ْ ــع نَ� َارهــا ــدال ِّع
ً
ويعتدل الزمان بنهاية العقرب الثالثة حيث يتساوى الليل والنهار ويكون ذلك أيضا في
نهاية برج الحوت وبداية الحمل ،وهو االعتدال الربيعي.
86
ين
احلميم�
أ
سعد الخبية -الفرغ ّ
املقدم
ين
احلميم�
َ ْ ْ ُ
َ
بيــه ث ّ� ا ِملق ّــدم ْيعا ِن ْــق االخ اسه ْ
ــن احلميم ن ْ َويطل ْــع ِلــك نَ ج َ� َ
ــم َ ِ ِ ي
ــ� ِو ِ ِ
ْ َْ
ــ� َش ْ ــف ا ِمل َق َّــد ْم َك ْو َك َب ي نَ ْ َ ــه كِ ر ْجــل َب ِّط ْــه َو ْص َف ْاالخبي ْ َ ْ
ــعايق ٍ وص ــه ِ ِ ف ِِ
واحل ْجــم ال ْ َ َّ ــر ي ن� تَ َ�ى َ
احل ْمــل ْ� ج� ْ شْ ِّ ْ
يــق ِفيــه الــدوا والف ْص ِــد َ ِ ــن ِ ب ِِ ِســته ِوع ِ ٍ
89
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
َ ْ ْ ُ
َ
بيــه ث ّ� ا ِملق ّــدم ْيعا ِن ْــق االخ اسه ْ
ــن احلميم ن ْ ــك نَ ج َ� َ
ــم َ ِ ِ ي
ــ� ِو ِِ
َ َْ ْ ْ
ويطلــع ِل
ويظهر بعد ذلك الحميمين ،وهما طالعان األول سعد األخبية والثاني هو الفرغ ّ
املقدم.
ــ� َش ْ
ــف ا ِمل َق َّــد ْم َك ْو َك َب ي ن
َ ْ َ ــه كِ ر ْجــل َب ِّط ْ
ــه َو ْص َف ْ َ ْ
االخبي ْ
ــعايق ٍ صو ــه ِ ِ ف ِِ
املقدم نجمان المعان.وسعد األخبية أ بعة نجوم كأنها جل بطة ،بينما ّ
ر ر
واحل ْجــم ال ْ َ َّ احل ْمــل ْ� ج� ْ َ شْ ِّ ْ
يــق ِفيــه الــدوا والف ْص ِــد َ ِ ــن ــر ي ٍ ن� ت َ�ى َ ِ ب ِِ ِســته ِوع ِ
ً
وللحميمين ستة وعشرين يوم في برج الحمل ،لسعد األخبية ثالثة عشر يوما ومثلها
املقدم ،وأيامها مناسبة ملن أراد الفصد والحجامة واستعمال الدوا ،ويقصد للفرغ َّ
وملينات البطن .وسعد األخبية يطلع في أول الحمل املوافق 21مارس، بالدوا املسهل ّ
ِ
واملقدم في 14الحمل املوافق 3إبريل.
ْ َ
«والحم ُ
يم :املطر الذي يأتي في ِ وفي لسان العرب ،أورد ابن منظور عن الحميم:
َ ْ الصيف حين َت ْس ُخن األرض؛ وقال ابن سيدهَ :
الح ِميم املطر الذي يأتي بعد أن يشتد
َ ُ َ
يم :الق ْيظ» .حار .والح ِم الحر ألنه ّ
90
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
91
الذر ي ن
اع� ّ
الفرغ املؤخر -الرشا
الذر ي ن
اع�
ْ َ ِّ نَ ج ْ� َم ي ن امل َو َّخـ ْـر مــع ِّ َ َ ْ
ــ� عا ِل ْــق
الذر َاع ي ن ــ� ِ ِلــن اس الرشــا الفـ ْـرغ ُ َويظ َهـ ْـر ِلــك
ــ� َل ْ
وايــق تَ َ�ى ِ ّك َف ْــرغ نَ ج ْ� ِم َت ي ن ــهقــد ْم نْ ج ُ� ُوم ْ امل َو َّخــر َكمل َّ
ِ َف ْــر َغ ُ
ٍ ٍ
َ ُ وحــادي ْال َعـ شَ ْ َ َ ْ نْ َ ْ َ
ـور ْه َعل ي ِ�ـ ّـن فايـ ْـق ـر نـ ُ واه ْــرــوم ز ِ الرشــا َس ْــبكة ج ُ� ٍ ــف ِّ وص
واف ْــق ربيــع ُ
امل ِ ِق َــد ْم ُو ُهــو َف ْص َــل ِّال َ والثــور ِظ ُّ ْ
ــه
َّ
ــلم َ ب آ� ِخــر ب ْ� َج َ
احل ْ
ِ
واحل ْ الشـ َـجر َ ْ ْ ْ َ ْ َ ِّ َ
ــر ن� ل ِ ْ ْ ِّ ْ اِ ْع ِ ْ
دايق وافــق ِب�ــن غــرس ي ِ يــه داد ِهــن ِســته ِوع ش ي
94
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
ْ َ ِّ نَ ج ْ� َم ي ن امل َو َّخـ ْـر مــع ِّ ََْ ْ َ َ
ــ� عا ِل ْــق
الذر َاع ي ن ــ� ِ ِلــن اس الرشــا الفـ ْـرغ ُ ويظهــر ِلــك
ويسمى هذان النجمان الذراعين. ّ ويظهر بعد ذلك الفرغ املؤخر ثم الرشا،
َ
ــ� ل ْ َ َ ّ قــد ْم نْ ج ُ� ُوم ْ
ــه تَ َ�ى ِك ف ْــرغ ن ج ْ� ِم َت ي ن َف ْــر َغ ُ
امل َو َّخــر َكمل َّ
وايــق ٍ ٍ ِ
املقدم ،لكل منهما نجمان المعان بينهما نفس والفرغ املؤخر نجومه مثل الفرغ ّ
ً ّ ً ً
يسميه العرب قديما املسافة وهذه النجوم األربعة تشكل مربعا كبيرا في السماءِ ،
ً
الدلو ،وهو غير برج الدلو ،ويوصف أيضا بأنه مربع الفرس األعظم ألنه في كوكبة
الفرس اإلغريقية.
ْ َ شَ ْ ُ ُ َ َ َ ْ نْ َ ْ َ
ـور ْه َعل ي ِ�ـ ّـن فايـ ْـقواه ْــر وحــادي العــر نـ الرشــا َس ْــبكة ج ُ� ٍ
ــوم ز ِ ــف ِّ وص
ً
أما الرشا فهو قوسين متالقيين من أحد عشر نجما تشبه السمكة والحادي عشر
يسمى الرشا.يفوقهن في اللمعان وهو الذي ّ
واف ْــق ربيــع ُ
امل ِ ِق َــد ْم ُو ُهــو َف ْص َــل ِّال َ والثــور ِظ ُّ ْ
ــه
َّ
ــل م َ ب آ� ِخــر ب ْ� َج َ
احل ْ
ِ
والذراعين تبدأ في أواخر برج الحمل وتنتهي في 21من برج الثور ،والظل ينحسر فيها
إلى قدم ووقتها هو وقت الربيع املالئم للناس.
واحل ْ ْ ْ ْ َ ْ َ ِّ
الشـ َـجر َ ــر ن� َل ِ ْْ ِّ ْ اِ ْع ِ ْ
دايق يــه ي ِ
وافــق ِب�ــن غــرس داد ِهــن ِســته ِوع ش ي
ً ً
وأيام الذراعين ستة وعشرون يوما ،للفرغ املؤخر ثالثة عشر يوما وللرشا مثلها،
وغرس األشجار في هذه الفترة مناسب.
الفرغ املؤخر يطلع في 27الحمل املوافق 16إبريل ،وتطلع الرشا في 9الثور املوافق
29إبريل.
95
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ا
علاوطلا روصوصصًارجف يقرشلا قفألا يف اشرلاو رخؤملا غرفل
96
ين
والبط� ش
ال� ي ن
ط�
ين
والبط� ش
ال� ي ن
ط�
نَ َ ْ ش ْ ن أَ ْ
َ َّ َ َ ْ
غام ْــق ِ ــنّ داه
ِ َ
ح ــات ٍ مَ ْ
� ج ــاث
ِ ث ـف ُب ْه َم ْيل َويظ َهـ ْـر ِلــك ال�ط ي� كل ِ
ـل
َ ّ ْ ََْ ْ َ ن نْ ُُ ْ
واف ْــق
غــار خ ِ ثــاث كنقــط الثــا ص ٍ ٍ ــ� ج ُ� ُوم ْــه َويظ َه ْــر عقــب هــذا البط ي
داف ْــق ــه ي َ َّ
هــا� الــدم ِ ج َوف ْص ُــد ْه َ ج ْ
وح ُم ْ الدواالصيــف َي ْص َلـ ْـح ُبـ ْـه َّ َ ب آ� ِخـ ْـر َف ْصـ َـل ّ
ــر ي ن� فا ِل ْــق
شْ
ِق َــد ْم ُو ُهــو ِس ِّــت ْه ِوع ــ� ِظ ِّله ْ
ــن ن ي مَ طــ� نَ ج ْ
� ن ي ْ ْ َ ن َ شَّ
ال� فا ِلبط يــ� و
ِ
99
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ش
ال�ح
نَ َ َ ْ َ ْ َ شَّ ْ َ ن َ أَ ْ ُ ْ َ ْ ْ
غام ْــق داه ّ
ــن ِ ــاث ج ْ� َم ٍ
ــات َح ِ ث ِ ـف به ميل ويظهــر ِلــك ال�ط ي� كللـ ِ
ويظهر لك الشرطين بعد ذلك وهو ثالثة نجوم كأنها حرف ِألف مائل وأحد هذا
النجوم الثالثة منطفيء النور.
َ ّ ْ ََْ ْ َ ن نْ ُُ ْ
واف ْــق
غــار خ ِ
ثــاث كنقــط الثــا ص ٍ
ٍ ــ� ج ُ� ُوم ْــه َويظ َه ْــر عقــب هــذا البط ي
ويظهر بعده البطين وهي ثالثة نجوم صغار خفية كأنها نقط حرف الثاء.
داف ْــق ــه ي َ َّ
هــا� الــدم ِ
ج َوف ْص ُــد ْه َ ج ْ
وح ُم ْ الدوا َ ب آ� ِخـ ْـر َف ْصـ َـل ّ
الصيــف َي ْص َلـ ْـح ُبـ ْـه َّ
وتظهر هذه النجوم بآخر فصل الصيف حيث يناسب به شرب الدوا والفصد
محمد الشثري رحمه هللا عن والحجم على قدر قوة اإلنسان ،قال الشيخ صالح بن ّ
املسمى عند العامة الصيف هو الفصل ّ فصل الصيف« :واعلم أن فصل الربيع
الكبير ،وهو أعدل األزمان ،وهو حار رطب فيه يهيج الدم ،فالفصد والحجامة على
قدر قوة اإلنسان ،وفيه يشرب الدواء ».واملقصود بالدوا هنا هو املسهل وملينات
البطن ،حيث كانوا يستخدمون بعض األعشاب مثل العشرق كمسهل للبطن ولم
يكن الغرض منها التداوي من مرض دائما ،ولكن كانوا يعتقدون بفائدتها للجسم
وصحته.
ْ ِق َــد ْم ُو ُهــو ِس ِّــت ْه ِوع ش ِّ َ
طــ� ن ج ْ َّ ْ َ
ــر ي ن� فا ِل ْــق ــ� ِظله ْ
ــن ِ ن ي مَ � ن ي ْ
ال� ــ� َو ش
ن ي ط فا ِلب
ً ً
والشرطين والبطين 26يوما ،نجمان لكل منهما ثالثة عشر يوما ،وعبر القا�ضي عن
اليوم بالفالق أي بفلق الصبح .والظل فيه وقت الزوال قدم ،وهكذا نرى أن ظل
الزوال يقترب من االنعدام بسبب اقتراب موعد االنقالب الصيفي الذي يحدث بعد
نهاية البطين باسبوعين ،ويكون مع بداية طالع التويبع.
100
شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق
ا
علاوطلا روصوصصًارجف يقرشلا قفألا يف امهعافترا دعب نيطبلاو نيطرشل
101
ت
خا�ة
ت
خا�ة
ْ امل خْ�تــار ن َ ّ خَ َ ْ ْ
مــا�ض ب� ِرق َص ٍ
ــاة عــى ُ ـب وخ ْت َم ْه َ
ِيســد اللــل ِمــن شــاف عيـ ٍ
ً
وختم القا�ضي رحمه هللا بهذا البيت يطلب فيه من رأى عيبا أن يصلح خلله ،وختامه
صالة وسالم على خير البرية عدد ماملع برق.
هكذا حفظ لنا القا�ضي رحمه هللا هذا التراث الفلكي الثري واختصره بهذه القصيدة
الجميلة .وربما تساءل معي القاريء عن إغفال القا�ضي رحمه هللا لذكر مراحل
العناية بالنخيل ونضوج التمر ،وزراعة القمح؛ والذي يظهر أن هذه األمور مشتهرة
ومعروفة للجميع في ذلك الزمان ،كما أن مقصود القا�ضي الرئيس في القصيدة هو
التعريف بالنجوم ملتابعي الطوالع والحسابين ودالئل ذلك من طول الظل وتغير
الرياح والحر والبرد.
أرجو أن تكون أيها القاريء العزيز قد وجدت في هذا الشرح الفائدة واملتعة ،وكما قال
عيبا -وليس عندي شك أنك ستجد الكثير من العيوب - القا�ضي ،إن وجدت فيه ً
وبين لي سقيمه.َف ُس َّد خلله ّ
104