You are on page 1of 105

‫خالد بن عبدهللا العجاجي ‪ 1434 ،‬هـ‬

‫فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر‬ ‫ ‬


‫العجاجي ‪ ،‬خالد بن عبدهللا‬
‫شرح قصيدة محمد العبدهللا القا�ضي في األنواء والنجوم‪ / .‬خالد بن‬ ‫ ‬
‫عبدهللا العجاجي ‪ -.‬الرياض ‪ 1434 ،‬هـ‬

‫‪ 121‬ص ؛ ‪ 24 × 17‬سم‬

‫ردمك‪978-603-01-2118-2 :‬‬

‫‪ -1‬الفلك ‪ -2‬النجوم ‪ -3‬الشعر الشعبي السعودي أ‪.‬العنوان‬


‫‪1434/4057‬‬ ‫ديوي ‪521,5‬‬

‫رقم اإليداع‪1434/4057 :‬‬ ‫ ‬


‫ردمك‪978-603-01-2118-2 :‬‬ ‫ ‬
‫ش�ح قصيدة‬
‫حممد العبدهللا ض‬
‫القا�‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫ي�‬
‫أ‬
‫النواء والنجوم‬

‫العجا�‬
‫يج‬ ‫خالد بن� عبدهللا‬
‫املحتويات‬
‫شكر – ‪6‬‬
‫الشاعر – ‪10‬‬
‫القصيدة – ‪14‬‬
‫الطوالع – ‪24‬‬
‫الرثيّا والتويبع – ‪28‬‬
‫الجوزاء – ‪35‬‬
‫املرزم والكليبني – ‪44‬‬
‫سهيل – ‪54‬‬
‫الوسم – ‪62‬‬
‫املربعانية – ‪70‬‬
‫الشبط – ‪75‬‬
‫العقارب – ‪82‬‬
‫الحميمني – ‪88‬‬
‫الذراعني – ‪93‬‬
‫الرشطني والبطني – ‪98‬‬
‫خامتة – ‪103‬‬
‫شكر‬
‫بدأت قصة هذا الكتاب في حديث عن الطوالع والنجوم مع الشيخ مناحي بن عبدهللا‬
‫العتيبي أثناء ترائي الهالل بالقرب من الرياض‪ .‬أبدى الشيخ الحاجة لوجود شرح‬
‫لقصيدة محمد العبدهللا القا�ضي رحمه هللا‪ ،‬فبدأت بقراءة القصيدة وتفسير معانيها‬
‫وتوضيح النجوم املذكورة فيها‪ ،‬وملا انتهيت من وضع الشرح كانت مادته كافية لكتاب‬
‫ً‬
‫صغير ربما أضاف شيئا للمأثور الشعبي الفلكي عن طريق الشرح املوضح بالصور‪.‬‬
‫الفضل بعد هللا يرجع للشيخ مناحي في فكرة الكتاب‪.‬‬
‫القصيدة من مأثورات الشعر الشعبي وبعض مفرداتها ربما تكون غامضة‪ ،‬باإلضافة‬
‫لإلشارات املوجودة فيها لبعض النشاطات الزراعية والطبية القديمة‪ .‬شرح هذا‬
‫محمد بن ناصر العبودي املتعددة‪ ،‬مثل معجم‬ ‫الكتاب عالة على معاجم الشيخ ّ‬
‫األصول الفصيحة لأللفاظ الدارجة ومعجم األنواء والفصول ومعجم النخلة‬
‫وغيرها‪ .‬ماكان لهذا الكتاب أن يتم من دون هذه املعاجم ومن دون التوضيحات التي‬
‫أخذتها مشافهة من الشيخ حفظه هللا‪ .‬جزى هللا شيخنا العبودي خير الجزاء على‬
‫جهوده وتوثيقه وحفظه لهذا التراث الضخم‪.‬‬
‫أشكر اإلخوة األعزاء علي الشهري وفواز العقل وصالح الغامدي على مراجعتهم‬
‫ملسودة الكتاب ومالحظاتهم الثمينة واملعلومات الثرية‪ .‬وأشكر كل من أجاب على‬
‫استفساراتي‪ ،‬وأشكر كل من شجعني وآزرني كما أشكر األصدقاء والزمالء في منتدى‬
‫مكشات‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫شكري الخاص والعميق للوالدة حفظها هللا‪ ،‬ولألعزاء‪ :‬زوجتي‪ ،‬واالبنين عبدهللا‬
‫وعبدالرحمن ملشاركتي املتعة في كتابة هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الشاعر‬
‫محمد العبدهللا القا�ضي رحمه هللا شاعر كبير من شعراء نجد عاش في القرن الثالث‬
‫عشر‪ ،‬ولد سنة ‪ 1224‬هـ وتوفي سنة ‪ 1285‬هـ‪ ،‬من آل القا�ضي في عنيزة‪.‬‬
‫حياة الشاعر زامنت سقوط الدرعية ونهاية الدولة السعودية األولى عام ‪ 1233‬ه‪،‬‬
‫ومعظمها كان خالل الدولة السعودية الثانية التي بدأت عام ‪ 1240‬ه‪ .‬هذه الفترة‬
‫ً‬
‫صاحبها العديد من الحمالت املصرية على نجد والتى اتخذ بعضها من عنيزة مركزا‬
‫للعسكر‪ ،‬وصاحبها ً‬
‫أيضا العديد من الحروب بين البلدان الصغيرة‪ ،‬وكانت عنيزة أحد‬
‫أطرافها أو مشاركة فيها‪ .‬عنيزة في ذلك الوقت كانت كبرى مدن نجد من حيث التجارة‬
‫والحياة الثقافية‪ .‬يقول عنها الشيخ محمد بن ناصر العبودي‪« :‬ومدينة عنيزة ذات‬
‫حظ عظيم من األدب والشعر بالنسبة إلى غيرها من بلدان القصيم‪ ،‬فقد قدمت من‬
‫املؤرخين واألدباء ً‬
‫عددا أكبر مما قدمته أية مدينة أخرى في القصيم»‪ .‬سكانها في ذلك‬
‫الوقت قريب من الخمسة عشر ً‬
‫ألفا‪ ،‬وفيها أسواق مفعمة بالنشاط‪ ،‬وتجارها يعملون‬
‫بين الحجاز والكويت والبصرة والبادية‪ ،‬وعمل بعض أبنائها في إنشاء قناة السويس‪،‬‬
‫وفي مجالس قهوتها كانت تدور شتى النقاشات العلمية واألدبية والسياسية‪ .‬قال‬
‫داوتي عنها‪« :‬عنيزة مدينة هادئة ومريحة وفيها جميع مقومات الحياة املدنية»‪ ،‬وكان‬
‫قد أقام فيها بعض الوقت بعد وفاة الشاعر رحمه هللا بحوالي عشر سنوات‪.‬‬
‫في ظل هذا املناخ الثقافي والحياة املليئة باألحداث نشأ محمد العبدهللا القا�ضي‪.‬‬
‫صغيرا وأخذ العلوم الشرعية ونسخ بخطه الجميل صحيح البخاري‪.‬‬ ‫ً‬ ‫حفظ القرآن‬

‫‪11‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ً‬
‫مجيدا‪ .‬ومن املواهب التي ظهرت في‬ ‫شاعرا ً‬
‫ملهما‬ ‫ً‬ ‫مع هذه الخلفية الثقافية كان‬
‫شعره معرفته الفلكية التي ضمنها قصيدته في النجوم‪ ،‬وهي القصيدة التي يشرحها‬
‫هذا الكتاب‪.‬‬
‫ً‬
‫في قصيدته عن األنواء والنجوم‪ ،‬يصف القا�ضي رحمه هللا نجوم الطوالع وصفا‬
‫ً‬
‫يستطيع منه القاريء امللم قليال تحديد النجوم التي يتكلم عنها‪ ،‬ويذكر وقت طلوع‬
‫هذه النجوم ومدتها‪ ،‬وطول ظل قامة اإلنسان في فصلها‪ ،‬ومايناسب هذا الفصل‬
‫من الزراعة والتداوي ومايحدث بالعادة خالله من حر أو برد أو رياح وأمطار‪.‬‬
‫نص القصيدة منقول بالشكل من كتاب‪:‬‬
‫«شاعر نجد الكبير محمد العبدهللا القا�ضي ‪ 1285 - 1224‬هـ ‪ ،‬حياته وشعره وديوانه‬
‫برواية الراوية عبدالرحمن بن ابراهيم الربيعي ‪ 1402 -1309‬هـ‪ ،‬إعداد وتحقيق‬
‫وشرح عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القا�ضي»‪.‬‬
‫لالستزادة من بيئة وعصر الشاعر‪ ،‬يستطيع القاريء الكريم الرجوع إلى كتاب األستاذ‬
‫عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القا�ضي السابق‪ ،‬وقد ترجم األستاذ خالد بن صالح‬
‫القا�ضي وصف الرحالة داوتي لعنيزة في ورقات له بعنوان «عنيزة كما وصفها ووصف‬
‫أهلها الرحالة شارلز داوتي (‪ )Charles M. Doughty‬قبل أكثر من ‪ً 130‬‬
‫عاما»‪.1‬‬

‫موقع الدكتور سعد الصويان‪:‬‬ ‫‪ 1‬‬


‫‪http://www.saadsowayan.com/articles/Tribal/t64.pdf‬‬

‫‪12‬‬
‫القصيدة‬
‫ـر َم ْض ُم نَو�ا ب� ْم ِر خا ِل ْق‬
‫ْ‬
‫َح َوى‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الد ْهــر ب� ِلفك ِــر‬ ‫ســبك نُ ُ�ــوم َّ‬
‫واخ ِتـ َ ْ‬ ‫حــاذق‬ ‫ِ‬ ‫ّ ج‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َت َ َ َّ نُ ُ َ َ ْ‬
‫ـب َو ض�ــا َض َّيــع الـ َّـد ْر ِك دا ِلـ ْـق‬ ‫َْ‬
‫كِ جيـ ِ‬ ‫ــوم القيــظ َس ْــب ٍع ِرصايــف‬ ‫�ى أول ج�‬
‫ال ْــوزا كِ ّ‬ ‫ف� ب ْ� َج�ــا ج َ‬ ‫َْ َ‬
‫الــدال دا ِن ْــق‬ ‫ي ِ‬ ‫ويبــع ِتبيعــا‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫شــاخ والت ِ‬
‫ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ــل‬‫أو نع ِ‬
‫ْ‬
‫احلر ْ‬
‫ايق‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫احل ِّر ِمثــل َ‬ ‫ـوم َ‬ ‫ْي َغـ ِـدي ِمـ ْـن ُ ُسـ َ‬ ‫وعش بَــها‬
‫ُْ‬ ‫ثِّ‬
‫الــامر‬ ‫ــه عاهــات‬ ‫ــع ُب ْ‬ ‫ت ْ� َف ْ‬
‫ِ‬
‫ــر ود ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ّ‬ ‫ــل َب ْصط ْ‬ ‫شْ ن َ ْ ِّ ِّ‬ ‫ِّ ْ‬
‫قايــق‬ ‫يــل َع ش ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الل‬ ‫ِن� َايــة ِقــر‬ ‫ــه‬ ‫ِ‬ ‫ــر ي ٍ� بــه الظ‬ ‫ِســته ِوع ِ‬
‫َ‬ ‫نظ ْ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫وع ْقــب َت ْط َل ْ‬
‫واه ْــق‬ ‫ــم تــا يل كلــدر ِاري ل ِ‬ ‫ِ ِ يٍ‬ ‫ال ْــوزا كشــلفا شِ�لــا‬ ‫ــع ج َ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫و� َهل ْنعــه ْان تَ َ� ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ســايق‬ ‫يــه والظــل‬ ‫الــام ي ْ� ِف ِ‬
‫ــب ِّ‬ ‫ِت� َّ‬
‫ِ‬ ‫ــت‬ ‫ت ْبــرا لــا َاهلق ِعــه َ ب ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ ِّ ْ‬ ‫شْ‬ ‫ِّ ْ‬
‫وحــاذق‬ ‫ِ‬ ‫صــه ِك ِحل ٍــو‬ ‫يصلــح بف‬ ‫سطــان ب ْ� َج�ــا‬ ‫ــر ي ن� َ َ‬
‫ِســته ِوع ِ ٍ‬
‫ــع َل ّ‬ ‫كِ ِم ْش َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫ْ‬
‫شــاع ْق‬ ‫الســاري ْب ُنــور ِت َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َويظ َهـ ْـر ِذ َر َاع الليــث ُهــو ا ِملـ ْـرز ْم الــذي‬
‫عاش ْــق‬
‫ْ‬ ‫ــ� ِ ْع ُهــوج َغ ُ‬ ‫كِ َع ْ ي ن‬ ‫ْ َ‬
‫مــا�ن واخ ِت فــى‬
‫ِّ‬ ‫ْ ْ ْ ُْ‬
‫ــوج ل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ــور ِك‬ ‫ي َ�ف ِــرف بن ٍ‬
‫ـره َو ْص َفـ ْـه َك ُلع ُيــون َّ‬ ‫َّ ثْ‬ ‫ــك نَ ج ْ� َ‬ ‫ْ‬
‫وامـ ْـق‬ ‫الر ِ‬ ‫ه النـ ِ‬ ‫ِ يَ‬ ‫يبــ� َب ْع ُــد ْه‬ ‫الك ي ن‬ ‫ــم ِ ِ‬ ‫بــ� ِل‬ ‫و ْي ي ن‬
‫ِ ِ‬
‫َ ِّ َ ْ َ ْ ُّ‬ ‫َ‬
‫تايــق‬‫الع ْ‬ ‫الن ُســور َ‬ ‫إىل غر بــت عنــه‬ ‫مــار ْه‬ ‫الك ي ن‬ ‫� َ‬ ‫ِد ِليــل عــى ظْ ُ‬
‫يبــ� أ ِ‬ ‫ــور ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ثْ‬ ‫ْل َب ْعـ ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫صاف ْق‬ ‫ِ‬ ‫ار‬ ‫اال�‬ ‫الز ُروع َوب ْعض‬ ‫ـض ُّ‬ ‫ــه‬‫ــه آف ْ‬ ‫ْ‬
‫ــوم ِوقيــل َيظ َه ْــر ُب ِ‬ ‫وس ْ‬ ‫� ُُ‬ ‫ري ُ‬
‫ِ‬

‫‪15‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫الر ْ‬
‫ايــق‬ ‫ــور خَ‬ ‫ــف ِظ َّلهــا ِق َــد ْم ْوت ُغ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫يق‬ ‫ــن‬ ‫ــر ن� تَ َ�ى ِّالليــث ْ� ج� ْ‬ ‫شْ‬ ‫ِّ ْ‬
‫ب ِِ‬ ‫ِســته ِوع ِ ي ٍ‬
‫ْ‬
‫مايــق‬ ‫خــا� بيــد‬
‫تَ‬ ‫َ ِّ ْ َ ْ‬
‫ــب ك ُــد َّرة‬ ‫يقل‬ ‫وط ْر ُف ْ‬
‫ــه‬
‫ن َ‬
‫الــام ِ ي�‬ ‫الن ْج ْ‬ ‫ــك َّ‬ ‫ََْ ْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ــم ي‬ ‫ويظهــر ِل‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ ُّ ف َ ْ نَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ شَ ْ قْ ْ َ ْ‬
‫خــارق‬ ‫يــه ِ‬‫طاو ِ‬ ‫بــه الــد ِود ي� مثــى م ِ‬ ‫والصــوف اليقـ ْـع‬ ‫ـوخ ُّ‬ ‫الـ‬ ‫ينــر �ــاش ج‬
‫َّ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َْ ُ ْ َْ َ ْ َ‬
‫الحـ ْـق‬‫ـرف ِ‬ ‫ال�بْ ِ ــة الـ َّـز ْ ب ِ�ه لــا الـ‬
‫مــع ج‬ ‫ــه‬‫الن ُجــوم ْب َن ْجم ْ‬
‫ِ‬
‫ــة ُّ‬ ‫ومســوبه أر بع‬
‫يــه ْم ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َت َ‬ ‫ثالثــ� َل ِ ْ‬
‫طابــق‬ ‫ــار ْه ُهــو ول‬ ‫ــواس نَ� ُ‬ ‫يــه‬ ‫ين‬ ‫ــى ِم�نْ ْ‬
‫ــن‬ ‫ِ‬
‫إىل ُم ضَ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ْ ْ ش َ‬ ‫َ شْ‬
‫ســايق‬ ‫داه ِّ‬
‫ــن‬ ‫يــدان َح ِ‬ ‫ْكغ تــر ِذ ٍ‬ ‫ــ� ْمغ ِّــر ْب‬ ‫ــر َوي ْبــدا ا ِملــز ِن ين يِ‬ ‫وع ٍ‬
‫دايــق‬ ‫احل ْ‬ ‫ص َم َ‬ ‫الــو ْ ِس َ ْ‬
‫ــوم َ‬ ‫َت ْظ َه ْــر نْ ج ُ� َ‬ ‫ــن‬ ‫ــر ب� ِ ق� ْسيــل َوب ْع ِد ِه ْ‬ ‫ْ‬ ‫ث نْ َ ش َ‬
‫وا� ع‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫الــام الهــقْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ــ� تَ َ�ى نْ ج ُ� َوم ْ‬ ‫ــ� خَ ْ‬ ‫ْاث َن ي ن‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫أو ِلــن العــوا كِ‬ ‫ــه أ ْر َب َعــه‬ ‫و� ِس ي ن‬
‫ٍ‬
‫نَ ْ َ ن َ ْ‬ ‫ُ ن‬ ‫ُ‬ ‫ِوسك مــع َغ ْفــر كِ الق ْ‬
‫َ‬
‫ــ� ك ُــر ٍم ْمعا ِن ْــق‬ ‫وز ب��ه ج�م ي ٍ‬ ‫ــه‬ ‫ــوس َو ْصف ْ‬
‫ٍ‬
‫ْ ْ نَ ُ ن َ ْ‬
‫ـواذق‬ ‫ســل �ــو� احلـ ِ‬ ‫مل‬‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬‫ص‬
‫َ ْ َ‬
‫الف ْ‬ ‫وعــن‬ ‫ــه الظــل َس ْــب ِع ْه‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ــر َعواص فْ�ــا َب ْ‬
‫ِ‬ ‫َت ْك ثَ ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫أَ ْ َّ َ ْ‬ ‫ْ َ ْ َ أَ شْ‬
‫ـاد ْح ْمـ َـن الـ ُّـدود عا ِتـ ْـق‬ ‫َي ْصلـ ْـح َعـ ْـن القـ ِ‬ ‫�ــار وال ِثــل والنخــل‬ ‫َبــه القطــع لل ج‬
‫ْ ِّ ْ َ أ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ ْ ْ ْ‬
‫ماح ْــق‬ ‫ِ‬ ‫ــه لــ� ْوراق‬ ‫ه ا ِملر بعا ِني‬ ‫ِ يَ‬ ‫ــب وش ْــوِ ْل‬ ‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫وق‬ ‫يــل‬‫ويطلــع ِلــك ِإ ٍ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ن َ ُ َ ّ‬ ‫ــ� إىل فــات ِث ْل ِ�ث ْ‬ ‫ــع وثال ِث ي ن‬ ‫ِت ْس ُ‬
‫فــارق‬ ‫ــب ِ‬ ‫ِ�ايــة طــول الليــل ب�لقل ِ‬ ‫ــن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ َُ َ َ ْ‬ ‫كثــر َب ْ‬ ‫وال ِ ْ ت‬ ‫ــن َ ب� َلقــوس ج َ‬ ‫و� ْ‬ ‫ْب ُ‬
‫ــوارق‬ ‫املاطــر حقــوق الب ِ‬ ‫ــه ِ‬ ‫ِِ يٍ‬ ‫ــه‬ ‫ــدي ين ِ ِ ي‬ ‫ِ‬ ‫و� ِج ِ‬
‫َبـ ْـه الـ َبـر ِد َد َّخ ُانـ ْـه ْمـ َـن ج َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َّ‬
‫الــوف عا ِلـ ْـق‬ ‫يقــف ِظلهــا َعـ ْـن َسـ ْـبع االقــدام زايـ ْـد‬
‫ت� ِس ْــه ْن ِم ْر َت ْفــع َع َل ي� ْ‬ ‫َ‬ ‫نَ‬ ‫َوت ْبــدا ّ‬
‫وشــاع ْق‬
‫ِ‬ ‫ــن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عــا� ِت ْس ِــع ج ْ�مــات َس ْــبكا‬ ‫الن ي ْ‬
‫تَ َّ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫الب ْل ِــد ْه ِن ِظ َيم ي ن‬
‫وبــدت ُع ْق ُب ْــه َ‬
‫َ‬
‫ــاد ْه ِوان َ�ققــت ر ِام ْــق‬ ‫الق ِ‬ ‫خلــف ِ‬ ‫ــ� ِس ِّــت ْه‬
‫ْ‬ ‫الش ْــبط َ ب� َب ْ‬
‫لــرد‬
‫ْ َ ُّ ن ّ ِّ‬
‫و�ن‬ ‫� ْ‬ ‫ــ� َب ْع ضُ ُ‬‫الس َك ي ن‬ ‫ــم َّن ِّ‬ ‫ــ� ْي َس َّ‬‫نَ ج ْ� َم ي ن‬
‫غــارق‬
‫ِ‬ ‫يســم ِ ِ‬ ‫ــم‬

‫‪16‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ْ‬ ‫شْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫تَ َ ْ ْ َّ ْ‬


‫شــارق‬ ‫ــو�ن ِســته ِوعــر ي ن� ِ‬
‫وم ُس ْ ِّ‬
‫ْ ِب‬ ‫ــن َ ب�لدل ِــو والظــل َس ْــب ِع ْه‬ ‫�ى ب� ِج ِ‬
‫�‬
‫ْ‬ ‫ِت ْغ َــر ْس ي َ ج ْ‬ ‫َّ‬ ‫شْ‬ ‫اهلد ْ‬ ‫ــن َي ْظ َهــر ْ‬
‫ســايق‬ ‫و� ِــر َي املــا َ ب� ُلعــود‬ ‫واال�ــار ِكهــا‬ ‫ج‬ ‫هــد‬ ‫ب� ْ‬
‫ِ‬
‫الال ْيق‬ ‫ـض خَ‬ ‫العقــار ْب ِع ْنـ ِـد َب ْعـ َ‬ ‫وهـ َّـن َ‬ ‫ِ‬ ‫ــه‬‫الثالث ْ‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫الن ُجــوم‬ ‫ودات ُّ‬ ‫ــع ْ‬ ‫َوت ْظهــر ُس ُ‬
‫ِ‬
‫الع ُل ْــو نَ ج ْ�ــم ش�ل ْمال ْ‬ ‫ــب ُ‬ ‫ب ْ ج َ� ْن َ‬ ‫ــف َو ْص فُ� ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ ْ نَ‬
‫بــق‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ــن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ــ�‬‫يٍ‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ج‬ ‫فالــذ با�‬
‫أَ ْ َ ُ ْ ُ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫وس َــع ْد ُب َل ْــع نَ ج ْ� َم ي ن‬
‫فارق‬ ‫االعــى عىل الســفل بــه الكـ بـر ِ‬
‫ْ‬ ‫ــ� َ ب� َلع ْــرض ِواف َت َخ ْــر‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ نَ ْ َ شِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ب ْ ْ‬ ‫وسـ ْـع َد ُّ‬
‫شــارق‬ ‫ــم الــام ِ ِّيل ِ‬ ‫تَ َ�ى ن ِور ِهــن ج�‬ ‫ا� ِإن بــدا‬ ‫السـ ُـعود يشــابه الــذ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫تــ� َغ َّ‬ ‫ــر ي ن‬ ‫َ ب� ُال َول َين ضِّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫خَ‬ ‫والر َّ‬
‫ُّ‬ ‫لــو ْ‬‫َفا َ‬
‫طــارق‬ ‫ِ‬ ‫مل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ــض‬ ‫ــورق‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ــوخ‬ ‫وال‬ ‫ــان‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ر‬
‫ْْ‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ ْ ََ‬ ‫آخ َــر َب ْ‬ ‫والثان ْ‬ ‫ّ‬
‫والعرق عالق‬ ‫ِر ِبيعــه مع أنوا الصيف ِ‬ ‫الــرد ِم ْب ِتــدا‬ ‫يــه ِ يه ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ ْ ُ ْ َ َ ش‬
‫خاف ْــق‬ ‫الــرد ِ‬ ‫ــه َب ْ‬ ‫ــه َب ْ‬ ‫ت زْ�ه ْــر َر� ِح َي َن ْ‬
‫ي‬ ‫ِ ِ‬ ‫�ــار ِكهــا‬ ‫ــورق اال ج‬ ‫والثا ِل ِثــه ي ِ‬
‫َ‬ ‫َتـ َ‬ ‫الزمــان ْب َل َيلهــا َم ْ‬ ‫َ َ‬
‫وافـ ْـق‬ ‫ـوت ف ْصـ ٍـل ْم ِ‬ ‫احلـ ِ‬ ‫اس ُ‬ ‫ـواس ْ ب� ْ‬ ‫ــع نَ� َارهــا‬ ‫ــدال ِّ‬ ‫ع‬
‫الحـ ْـق‬ ‫واحلــوت ِ‬ ‫الد ْلــو ُ‬ ‫اس َّ‬ ‫َا ُل َول ْ ب� َ‬ ‫ــ� َل ْي ِ ْ‬
‫ــه‬ ‫ــع وثال ِث ي ن‬ ‫االس ِــع ِد ْه ِت ْس ُ‬ ‫َف ْ‬
‫ِ‬
‫َ ْ ْ ُ‬
‫بيــه ث ّ� ا ِملق ّــدم ْيعا ِن ْــق‬
‫َ‬
‫االخ‬ ‫ــن‬ ‫اسه ْ‬ ‫ــ� ِو ِِ‬
‫احلميم ن ْ‬
‫ــم َ ِ ِ ي‬ ‫ــك نَ ج َ� َ‬ ‫َ َْ ْ ْ‬
‫ويطلــع ِل‬
‫ــ� َش ْ‬ ‫ــف ا ِمل َق َّــد ْم َك ْو َك َب ي ن‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ــه كِ ر ْجــل َب ِّط ْ‬ ‫ــه َو ْص َف ْ‬ ‫االخبي ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ــعايق‬ ‫ٍ‬ ‫وص‬ ‫ــه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف ِِ‬
‫واحل ْجــم ال ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫احل ْمــل ْ� ج� ْ‬ ‫ــر ي ن� تَ َ�ى َ‬ ‫شْ‬ ‫ِّ ْ‬
‫يــق‬ ‫ِفيــه الــدوا والف ْص ِــد َ ِ‬ ‫ــن‬ ‫ِ ب ِِ‬ ‫ِســته ِوع ِ ٍ‬
‫ْ َ ِّ‬ ‫نَ ج ْ� َم ي ن‬ ‫امل َو َّخـ ْـر مــع ِّ‬ ‫ََْ ْ َ َ‬
‫ــ� عا ِل ْــق‬ ‫الذر َاع ي ن‬ ‫ــ� ِ ِلــن اس‬ ‫الرشــا‬ ‫الفـ ْـرغ ُ‬ ‫ويظهــر ِلــك‬
‫وايــق‬ ‫ــ� َل ْ‬ ‫تَ َ�ى ِ ّك َف ْــرغ نَ ج ْ� ِم َت ي ن‬ ‫ــه‬ ‫قــد ْم نْ ج ُ� ُوم ْ‬ ‫امل َو َّخــر َكمل َّ‬
‫ِ‬ ‫َف ْــر َغ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـور ْه َع َل�ـ ّـن فايــقْ‬ ‫ُ‬ ‫وحــادي ْال َعـ شَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ نْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫يِ‬
‫ـر نـ ُ‬ ‫واه ْــر‬ ‫ــوم ز ِ‬ ‫الرشــا َس ْــبكة ج ُ� ٍ‬ ‫ــف ِّ‬ ‫وص‬
‫واف ْــق‬ ‫امل ِ‬ ‫ربيــع ُ‬ ‫ِق َــد ْم ُو ُهــو َف ْص َــل ِّال َ‬ ‫والثــور ِظ ُّ ْ‬
‫ــه‬
‫َّ‬
‫ــل‬ ‫م‬ ‫َ ب آ� ِخــر ب ْ� َج َ‬
‫احل ْ‬
‫ِ‬

‫‪17‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ْ َ ْ َ ِّ‬ ‫ــر ن� َل ِ ْ‬ ‫ْ‬


‫واحلدايـ ْـق‬
‫الشـ َـجر َ‬ ‫وافـ ْـق ِب�ــن غــرس‬ ‫ْي ِ‬ ‫يــه‬ ‫ِّ ْ‬
‫داد ِهــن ِســته ِوع ش ي‬
‫اِ ْع ِ ْ‬
‫نَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ شَّ ْ َ ن َ أَ ْ‬
‫غام ْــق‬ ‫ــن ِ‬ ‫داه ّ‬‫ــات َح ِ‬ ‫ــاث ج ْ� َم ٍ‬ ‫ث ِ‬ ‫ـف ُب ْه َم ْيل‬ ‫ويظهــر ِلــك ال�ط ي� كل ِ‬
‫ـ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ َ ن نْ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ‬
‫واف ْــق‬
‫غــار خ ِ‬ ‫ثــاث كنقــط الثــا ص ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ــ� ج ُ� ُوم ْــه‬ ‫َويظ َه ْــر عقــب هــذا البط ي‬
‫داف ْــق‬ ‫ــه ي َ َّ‬
‫هــا� الــدم ِ‬ ‫ج‬ ‫َوف ْص ُــد ْه َ ج ْ‬
‫وح ُم ْ‬ ‫الدوا‬ ‫الصيــف َي ْص َلـ ْـح ُبـ ْـه َّ‬ ‫َ ب آ� ِخـ ْـر َف ْصـ َـل ّ‬

‫ــر ي ن� فا ِل ْــق‬
‫شْ‬
‫ِق َــد ْم ُو ُهــو ِس ِّــت ْه ِوع‬ ‫ــ� ِظ ِّله ْ‬ ‫ال� ي ن نَ ْ‬ ‫ــ� َو شَّ ْ‬ ‫فا ِل ْب َط ي ن‬
‫ــن‬ ‫طــ� ج� َم ي ن ِ‬
‫ْ‬ ‫امل خْ�تــار ن‬ ‫َ‬ ‫ال َلـ ْـل ِمـ ْـن شــاف َ‬ ‫يسـ ّـد خَ‬
‫مــا�ض ب� ِرق‬ ‫ــاة عــى ُ‬ ‫َص ٍ‬ ‫ـب وخ ْت َم ْه‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ِ‬

‫‪18‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ت�هيد‬
‫للقصيدة شروحات سابقة مختصرة؛ منها شرح األستاذ عبدالعزيز بن حمد بن‬
‫ابراهيم القا�ضي في كتابه «شاعر نجد الكبير محمد العبدهللا القا�ضي ‪1285 - 1224‬‬
‫هـ ‪ ،‬حياته وشعره وديوانه برواية الراوية عبدالرحمن بن ابراهيم الربيعي ‪-1309‬‬
‫‪ 1402‬هـ‪ ،‬إعداد وتحقيق وشرح عبدالعزيز بن حمد بن ابراهيم القا�ضي»‪ ،‬في الفصل‬
‫املعنون «القا�ضي الفلكي» في الصفحة ‪ ،117‬وشرح األستاذ سالم بن بشير ضمن‬
‫«كتاب األنواء ومنازل القمر»‪ ،‬وأفرد األستاذ عايد بن ريشود الحازمي ً‬
‫كتيبا لشرح‬
‫القصيدة باسم «مفاتح القصيدة الفلكية»‪.‬‬
‫في هذا الكتاب سيكون الشرح ً‬
‫مركزا على معرفة النجوم التي ذكرها القا�ضي رحمه‬
‫هللا والتي يستدل بها على الطالع وتوضيحها بالصور‪ ،‬مع شرح املعاني وذكر الشواهد‬
‫الشعرية األخرى‪ ،‬مع املرور العابر على الفوائد املذكورة املصاحبة لكل طالع‪ ،‬وذلك‬
‫ّ‬
‫الجوية واملناسبات‬ ‫ألن املفكرات الزراعية والعديد من املؤلفات تشرح الظواهر‬
‫ً‬
‫الزراعية‪.‬‬
‫ً‬
‫بهذا أرجو أن يجد القاريء في هذا الشرح فوائد جديدة وتنويعا في تناول القصيدة‬
‫وموضوعها‪.‬‬
‫يحسن أن ّ‬
‫أبين املقصود بالطالع واملقصود بالظل‪.‬‬ ‫قبل الدخول في شرح القصيدة ُ‬

‫الطالع‬
‫إذا قال القا�ضي‪ :‬ترى أول نجوم القيظ سبع صايف‪ ،‬يقصد الثريا‪ ،‬فهو يحدد ً‬
‫وقتا‬ ‫ر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫معينا تكون فيه الثريا دليل على دخول القيظ‪ .‬هذا الوقت هو وقت طلوع الثريا من‬
‫ً‬
‫الشرق فجرا قبل طلوع الشمس‪ ،‬بحيث ترى لفترة وجيزة ثم يطمسها نور الشمس‪،‬‬
‫وهكذا الحال مع باقي الطوالع‪ .‬ورؤية الطالع في أول وقته قد يصعب بسبب انتشار‬

‫‪19‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫نور الفجر أو بسبب عدم صفاء األفق‪ ،‬ولكن يستدل عليه بدالئل أخرى مثل م�ضي‬
‫نجم آخر في السماء ً‬
‫فجرا أو غياب‬ ‫ً‬
‫‪ 13‬يوما على طلوع الطالع السابق‪ ،‬أو توسط ٍ‬
‫رقيب النجم في األفق الغربي‪ .‬كما يمكن معرفة الطالع بالحساب إذا رصد طلوع‬
‫ً‬
‫مثل يكون بعد طلوع الثريا بثالثة عشر ً‬ ‫نجم شهير مثل ّ‬
‫يوما‬ ‫الثريا أو سهيل‪ ،‬فالتويبع‬
‫واملرزم بعدها بإثنين وخمسين ً‬
‫يوما‪ .‬وفي شعر الخالوي أمثلة كثيرة على مثل هذا‬
‫الحساب‪ .‬يقول‪:‬‬
‫ن‬
‫مراغــة بز�وا عنــد ب�ب املج حـرا‬ ‫اول ج�ــوم القيــظ غـ ّـرا لك�نّ ــا‬
‫تبــ� ن ج�ــم اكلوهيــد ث‬
‫املنــرا‬ ‫ّي ن‬ ‫ـى ســته وعـ شـر ي ن� ليــه‬ ‫وال مـ ض‬
‫ّن ن‬
‫ّي‬
‫املــذ�ا‬ ‫اكلنــذ�‬
‫ي‬ ‫تبــ� ج�ــم‬
‫ي‬ ‫ـى ســته وعـ شـر ي ن� ليــه‬
‫وال مـ ض‬

‫الــام ن ي� االزهــرا‬ ‫ّي ن‬


‫تبــ� هسيــل ي‬ ‫ـى ســته وعـ شـر ي ن� ليــه‬‫وال مـ ض‬

‫فهو يحسب هنا بعد طلوع ّ‬


‫الثريا التي وصفها بأنها تشبه مراغة بزوا عند باب املجحرا‪،‬‬
‫أي مكان تمرغ األرنب عند فتحة جحرها‪.‬‬
‫وكل نجوم الطوالع ترى معظم ليالي السنة والتختفي إال مدة يسيرة تقارب األربعين‬
‫يوما‪ ،‬وبعد هذا اإلختفاء تطلع من الشرق مع الفجر وترى لفترة وجيزة قبل أن‬ ‫ً‬
‫يطمسها نور الصبح‪ ،‬وهذا اليوم الذي تطلع فيه أول مرة بعد اختفائها هو املعتبر في‬
‫حساب وقت الطالع‪.‬‬
‫كيف ت�صد الطوالع‬
‫الراصد للطوالع يراقب النجوم آخر الليل وهي تطلع من الشرق‪ .‬إذا كان الراصد‬
‫ً‬
‫يترقب الثريا‪ ،‬مثال‪ ،‬فهو ينظر وقت الفجر وقبل انتشار النور إلى األفق الشرقي كل‬

‫‪20‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫يوم حتى يراها قد ظهرت في األفق املنخفض قبيل النور بفترة وجيزة‪ .‬ومعظم نجوم‬
‫ً‬
‫الطوالع قد يصعب رؤيتها أول أيام طلوعها‪ ،‬ولكن يعرف وقتها أيضا بعالمات أخرى‬
‫مثل توسط طالع آخر في كبد السماء‪ ،‬أو غياب رقيب الطالع وقت الفجر‪ .‬كما يعرف‬
‫ً‬
‫وقت الطالع ايضا بالحساب من بداية طلوع بعض النجوم الشهيرة مثل سهيل‬
‫والنسر الواقع‪ ،‬كما ّبين ذلك الشيخ صالح بن محمد الشثري رحمه هللا‪.1‬‬
‫يتحرى طلوع ّ‬
‫الثريا‪ ،‬ففي أول ظهور لها بعد كنتها‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬إذا كان الراصد ّ‬
‫ً‬
‫في وسط الجزيرة العربية‪ ،‬سيرى الرشا قد ارتفعت عاليا في األفق الشرقي‪ ،‬ويتبعها‬
‫الشرطان واضحين‪ ،‬ثم يتبين نجوم البطين الخافتة‪ ،‬ثم قبيل النور تظهر ّ‬
‫الثريا‬
‫ً‬
‫وهي آخر مايمكن رؤيته شرقا قبل أن يطمس نور الصبح ضوء النجوم‪ .‬وربما كانت‬
‫جدا ولكن تسهل رؤيتها في األيام التالية حيث يتقدم‬‫رؤية الثريا في هذا اليوم صعبة ً‬
‫طلوعها كل يوم أربع دقائق ويزيد ارتفاعها عن األفق وابتعادها عن نور الصبح‪ .‬وإذا‬
‫لم يستطع رؤية ّ‬
‫الثريا في األفق الشرقي‪ ،‬فربما تابع نجوم اإلكليل وهو رقيب الثريا‬
‫الثريا‪ ،‬أو يرى إذا توسط سعد السعود كبد السماء‪،‬‬ ‫حيث يغيب فج ًرا وقت طلوع ّ‬
‫فغياب اإلكليل وتوسط سعد السعود فج ًرا دليل على طلوع ّ‬
‫الثريا‪.‬‬
‫طول الظل وقت الزوال‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫تطرق القا�ضي رحمه هللا في القصيدة إلى طول الظل وذكر مقداره‪ ،‬فحينا يكون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قدما واحدا ويزيد في بعض األوقات إلى أكثر من سبعة أقدام‪ .‬واملقصود هو طول‬
‫ظل الشخص القائم وقت زوال الشمس‪ ،‬وهو دخول وقت صالة الظهر‪ ،‬وهذا الظل‬
‫يكون في اتجاه الشمال تماما في املناطق الواقعة شمال مدار السرطان‪ .‬والطريقة‬
‫القديمة هي اعتبار أن طول قامة اإلنسان تساوي سبعة أضعاف طول قدمه‪ ،‬فإذا‬
‫قال أن الظل قدم فمعناه أن أي شاخص عمودي مثل عصا أو جدار سيكون ظله‬

‫جدول يف علم الحرث عىل حساب الشثور ‪ -‬ص ‪39‬‬ ‫‪ 1‬‬

‫‪21‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫وقت الزوال ُس ْبع ارتفاعه‪ .‬العصا التي طولها ‪ 70‬سم سيكون ظلها ‪ 10‬سم‪.‬‬
‫والظل أقصر مايكون في الصيف حتى يكاد أن ينتعل الشخص ظله وقت الزوال‬
‫فليس له طول يذكر‪ ،‬وأطول مايكون في الشتاء حين تبتعد الشمس إلى الجنوب‬
‫فيزيد الظل وقت الزوال على طول اإلنسان‪ .‬وطول الظل يختلف من مكان إلى آخر‪،‬‬
‫واملقادير التي يذكرها القا�ضي رحمه هللا تنطبق على منطقة القصيم وما قاربها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الطوالع‬
‫قال القا�ضي رحمه هللا في بداية القصيدة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫نُ‬
‫ـر َم ْض ُم نَو�ــا ب� ْمـ ِـر خا ِلـ ْـق‬
‫واخ ِتـ َ ْ‬ ‫َحـ َـوى‬ ‫سـ ّـبك ج ُ�ــوم الد ْهــر ب� ِلفكـ ِـر حـ ِ‬
‫ـاذق‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املعنى‪ :‬نظم هذه القصيدة في األنواء والنجوم حاذق عليم بها نظما منسقا شامال‬
‫اختصر بأمر هللا مضامينها وفوائد معرفتها‪.‬‬
‫ونجوم الدهر هي منازل الشمس والقمر الثمانية والعشرون‪ ،‬حيث ينزل القمر في‬
‫املنزلة ثم يتعداها إلى التي بعدها في يوم وليلة‪ ،‬بينما تم�ضي الشمس في كل منزلة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حوالي ثالثة عشر يوما‪ .‬وهذه املنازل يعرف بها الناس املواسم حين تطلع فجرا من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫املشرق‪ ،‬ولذلك ّ‬
‫تسمى الطوالع‪ ،‬ولكل طالع ‪ 13‬يوما ماعدا الجبهة لها ‪ 14‬يوما ويكون‬
‫ً‬
‫مجموعها ‪ 365‬يوما تكمل سنة شمسية‪ .‬وفي السنة الكبيسة تكون زيادة يوم في‬
‫منزلة القلب وبعضهم يجعل هذا اليوم في منزلة الهقعة كما ذكر االستاذ عبدهللا بن‬
‫ابراهيم السليم في كتابه تقويم األزمان‪ ،1‬ولكن في تقويم أم القرى جعلت الزيادة في‬
‫ً‬
‫سعد بلع‪ ،‬وهو مناسب جدا ألن يوم ‪ 28‬فبراير أو ‪ 29‬فبراير في الكبيسة هو من ضمن‬
‫أيام سعد بلع الذي يبدأ في ‪23‬فبراير وينتهي في ‪ 7‬مارس‪ ،‬وبذلك تكون بدايات الطوالع‬
‫توافق نفس التاريخ في السنين البسيطة والكبيسة‪.‬‬
‫واملنازل الثمانية والعشرون على الترتيب والتقسيم الذي ذكره القا�ضي هي‪:‬‬
‫ • الثريا ‪ ،‬التويبع (الدبران)‬

‫‪25‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ •الجوزاء وهي طالعان‪ :‬الهقعة والهنعة‬


‫ •املرزم (الذراع) ‪ ،‬الكليبين (النثرة)‬
‫ •سهيل وطوالعه أربعة‪ :‬الطرف والجبهة والزبرة والصرفة‬
‫ •الوسم وطوالعه أربعة‪ّ :‬‬
‫العوا والسماك والغفر والزبانا‬
‫ •املربعانية وطوالعها ثالثة‪ :‬اإلكليل والقلب والشولة‬
‫ •الشبط أو السماكين‪ ،‬والشبط طالعان‪ :‬النعايم والبلدة‬
‫ •العقارب وهي ثالثة طوالع‪ :‬سعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود‬
‫ّ‬
‫واملقدم‬ ‫ •الحميمين وله طالعان‪ :‬سعد األخبية‬
‫ّ‬
‫ •الذراعين وهو طالعان‪ :‬املؤخر والرشا‬
‫ • الشرطين‪ ،‬البطين‪.‬‬
‫فصول الكتاب مرتبة حسب هذا التقسيم‪ ،‬فالفصل التالي سيشرح أبيات القصيدة‬
‫التي تتعلق بالثريا والتويبع‪ ،‬يليه الفصل الذي يشرح األبيات املتعلقة بالجوزاء‬
‫وطالعيها الهقعة والهنعة وهكذا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ال�ث ّ ي� والتويبع‬
‫ال�ث ي� َ والتويبع‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫تَ َ َّ نُ ُ َ َ ْ‬
‫ـب َو ض�ــا َض َّيــع الـ َّـد ْر ِك دا ِلـ ْـق‬ ‫َْ‬
‫كِ جيـ ِ‬ ‫ــوم القيــظ َس ْــب ٍع ِرصايــف‬ ‫�ى أول ج�‬
‫الــدال دا ِن ْــق‬ ‫ال ْــوزا كِ ّ‬ ‫ف� ب ْ� َج�ــا ج َ‬ ‫بيعــا‬ ‫ــع ِت َ‬
‫والتويب ْ‬ ‫َأ ْو َن ْعــل شــاخ ِّ‬
‫ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫احلر ْ‬
‫ايق‬ ‫احل ِّر ِم ْثـ َـل َ‬
‫ـوم َ‬ ‫ْي َغـ ِـدي ِمـ ْـن ُ ُسـ َ‬ ‫وعش بَــها‬
‫ُْ‬ ‫ثِّ‬
‫الــامر‬ ‫ــه عاهــات‬ ‫ت ْ� َف ْ‬
‫ــع ُب ْ‬
‫ِ‬
‫ــر ود ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ّ‬ ‫ــل َب ْصط ْ‬ ‫شْ ن َ ْ ِّ ِّ‬ ‫ِّ ْ‬
‫قايــق‬ ‫يــل َع ش ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الل‬ ‫ِن� َايــة ِقــر‬ ‫ــه‬ ‫ِ‬ ‫ــر ي ٍ� بــه الظ‬
‫ِســته ِوع ِ‬

‫‪29‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫تَ َ َ َّ نُ ُ َ َ ْ‬
‫ـب َو ض�ــا َض َّيــع الـ َّـد ْر ِك دا ِلـ ْـق‬ ‫َْ‬
‫كِ جيـ ِ‬ ‫ــوم القيــظ َس ْــب ٍع ِرصايــف‬‫�ى أول ج�‬

‫وملتمة‪ ،‬وهي‬ ‫معناه إعلم إن أول نجوم القيظ سبع رصايف‪ ،‬أي سبعة نجوم متقاربة ّ‬
‫ٍ‬
‫الثريا كأنها بياض صدر الجميلة الذي كشفه انفتاح جيبها‪ ،‬والجيب هو فتحة العنق‬ ‫ّ‬
‫من اللباس‪ ،‬ودالق معناها مفتوح إلى آخره‪ ،‬مثل قولهم الباب مدلوق‪ ،‬يعني مفتوح‬
‫ضيعت عراويها التي إذا ربطت بها‬ ‫ضيع الدرك‪ ،‬أي أن أزرار الجيب ّ‬ ‫إلى آخره‪ .‬ومعنى ّ‬
‫سترت الصدر‪ ،‬والدرك جمع دركة وهي عروة األزرار‪.‬‬
‫ف� ب ْ� َج�ــا ج َ‬
‫ال ْــوزا كِ ّ‬
‫الــدال دا ِن ْــق‬ ‫ــا‬ ‫ــع ِت َ‬
‫بيع‬ ‫َأ ْو َن ْعــل شــاخ ِّ‬
‫والتويب ْ‬
‫ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فسرها البعض بتشبيه الثريا بنعل‬ ‫الشاخ هو الفضة‪ ،‬وتشبيه الثريا بـ (نعل شاخ)‪ّ ،‬‬
‫من فضة‪ ،‬وقد ورد في سنن النسائي في كتاب الزينة‪ ،‬حلية السيف أن نعل سيف‬
‫َ‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من فضة‪ ،‬قال في لسان العرب «ون ْعل السيف‪:‬‬
‫سيف رسول‬
‫َ‬ ‫ما يكون في َأسفل َج ْفنه من حديدة َأو َّ‬
‫فضة‪ .‬وفي الحديث‪ :‬كان ن ْع ُل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫هللا‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬من ِفضة؛ نع ُل السيف‪ :‬الحديدة التي تكون في أسفل‬
‫القراب»‪ .‬فإن كان مقصد القا�ضي تشبيه الثريا بنعل سيف من فضة فهو مناسب‬ ‫ِ‬
‫ً‬
‫جدا‪ ،‬ألن نجومها كعنقود العنب على شكل مثلث شبيه بنهاية غمد السيف‪ ،‬ومثل‬
‫هذا التشبيه اليستبعد من القا�ضي الذي نسخ صحيح البخاري‪.‬‬
‫الثريا في الطلوع‪ .‬والتويبع هو‬‫وقوله «والتويبع تبيعها» معناه أن نجم التويبع يتبع ّ‬
‫االسم الشعبي لنجم الدبران‪ ،‬وكال األسمين لهما نفس املعنى‪ ،‬ألن هذا النجم يتبع‬
‫ً‬
‫دائما في أدبارها وتسميته جاءت من موقعه من ّ‬
‫الثريا‪ ،‬فهي تطلع ثم يتبعها‬ ‫الثريا وهو‬
‫في الطلوع‪ ،‬ويبدو كأنه يالحقها حتى تغيب ثم يتبعها في الغياب‪ .‬والدبران نجم المع‬
‫أحمر وحوله سطران من النجوم شبهها القا�ضي بحرف دال دانق‪ ،‬ومعنى دانق أي‬
‫منحني‪ ،‬وذلك ألن هذين السطرين من النجوم حين طلوعها تشبه حرف الدال املائل‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫الثريا وصفة التويبع الذي هو الدبران‪ّ ،‬بين وقت طلوعهما‬


‫بعد أن ّبين القا�ضي صفة ّ‬
‫فجرا بقوله «في برجها الجوزا»‪ ،‬ومعناه أن هذين الطالعين يطلعان في برج الجوزاء‬‫ً‬
‫ً‬
‫الذي يبدأ من ‪ 22‬مايو وملدة ‪ 31‬يوما‪ .‬الثريا تطلع في ‪ 17‬الجوزاء املوافق ‪ 7‬يونيه‪،‬‬
‫والتويبع يطلع في ‪ 30‬الجوزاء املوافق ‪ 20‬يونية‪.‬‬

‫ا‬
‫ علاوطلا روصصصًارجف يقرشلا قفألا يف امهعافترا دعب عبيوتلاو اّيرثل‬

‫ثم قال القا�ضي رحمه هللا‪:‬‬


‫ايق‬ ‫احل ِّر ِم ْثـ َـل َ‬
‫احلر ْ‬ ‫ْي َغـ ِـدي ِمـ ْـن ُ ُسـ َ‬
‫ـوم َ‬ ‫ْ‬
‫وعش بَــها‬
‫ِّ‬
‫الــامر ُ‬
‫ــه عاهــات ث‬ ‫ت ْ� َف ْ‬
‫ــع ُب ْ‬
‫ِ‬

‫‪31‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫قوله‪ :‬ترفع به عاهات الثمار‪ ،‬يقصد أن العاهات تزول بطلوع الثريا‪ ،‬يقول ابن‬
‫قتيبة «وقال طبيب العرب اضمنوا لي مابين سقوط الثريا وطلوعها أضمن لكم سائر‬
‫السنة» وذلك أن هذا الوقت هو أكثر أوقات السنة وباء عند العرب‪ .‬وقوله‪ :‬وعشبها‬
‫يغدي من سموم الحر مثل الحرايق؛ يعني أن العشب يصبح هشيما من شدة الحر‬
‫والسموم‪ ،‬وفي ذلك قالت العرب «إذا طلع النجم فالحر في حدم والعشب في حطم»‬
‫الثريا‪ .‬وفي قوله «يغدي من سموم الحر مثل الحرايق»‪ ،‬معنى يغدي أي‬ ‫والنجم هو ّ‬
‫يصير‪ .‬وفي نفس املعنى يقول الخالوي‪:‬‬
‫مـ تـى مال�ث ي� مع ســنا الصبح وايقت عــى لك خـ ض‬
‫ـرا ودعــت ب�لســنايد‬
‫ومعنى كالم الخالوي رحمه هللا‪ :‬إذا تبينت الثريا مع بداية ظهور نور الفجر‪ ،‬وهو أول‬
‫ظهور لها بعد الكنة التي هي استتارها خلف وهج الشمس‪ ،‬يكون هذا الطلوع لها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إيذانا بشدة الحر الذي اليبقي أخضرا إال هشمه‪ .‬ومعنى وايقت يعني أطلت‪ .‬والثريا‬
‫ً‬
‫تطل فجرا من الشرق في أوائل شهر يونيه‪ ،‬بعد أن تكون أيام الربيع الذي يسميه‬
‫العرب بالصيف قد انصرمت‪ .‬وويقة الثريا تكون بعد مقارنة الشمس للثريا وحجبها‬
‫لها لفترة منية يسميها الناس ّ‬
‫الكنة‪ ،‬وفي هذه الفترة تكون الثريا قريبة من الشمس‬ ‫ز‬
‫بحيث اليراها الرائي بعد غروب الشمس في األفق الغربي‪ ،‬وال قبل طلوع الشمس في‬
‫األفق الشرقي‪.‬‬
‫ثم قال القا�ضي رحمه هللا‪:‬‬
‫ــر ود ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ّ‬ ‫شْ ن َ ْ ِّ ِّ‬
‫ــل َب ْصط ْ‬ ‫ِّ ْ‬
‫قايــق‬ ‫يــل َع ش ُ ِ‬
‫ــر الل ِ‬ ‫ِن� َايــة ِق‬ ‫ــه‬ ‫ِ‬ ‫ــر ي ٍ� بــه الظ‬
‫ِســته ِوع ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مدة الثريا والتويبع ستة وعشرين يوما‪ ،‬ثالثة عشر يوما لكل طالع‪ .‬ويكون ظل الرجل‬
‫معتدل القامة وقت الزوال يساوي بصطة‪ ،‬والبصطة هي مقدار الكف املبسوطة‬
‫مع مد األصابع وضمها وتساوي نصف شبر‪ ،‬وهي من املقاييس القديمة حيث يقال‬

‫‪32‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ّ‬
‫أريد من هذا القماش ذراعين وبصطة‪ .‬وملا كانت أيام الثريا والتويبع من أطول أيام‬
‫ً‬
‫السنة‪ ،‬فإن الشمس تسامت فيهما الرأس تقريبا في نجد‪ ،‬ويكاد الظل يختفي وقت‬
‫الزوال؛ ولذلك ّبين القا�ضي أن ظل الرجل وقت الزوال اليتعدى نصف شبر‪ .‬وخالل‬
‫هذه األيام الستة والعشرين يبلغ قصر الليل منتهاه‪ ،‬ويتوقف ثم يعاود الليل الزيادة‬
‫وذلك في أوائل أيام الدبران التي توافق االنقالب الصيفي‪ .‬ويكون نهاية قصر الليل‬
‫حوالي عشر ساعات وبضع دقائق‪ ،‬وذلك في منطقة نجد وماحاذاها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الوزاء‬
‫ج‬
‫الوزاء‬
‫ج‬
‫َ‬ ‫نظ ْ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫وع ْقــب َت ْط َل ْ‬
‫واه ْــق‬
‫ــم تــا يل كلــدر ِاري ل ِ‬ ‫ِ ِ يٍ‬ ‫ال ْــوزا كشــلفا شِ�لــا‬ ‫ــع ج َ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫و� َهل ْنعــه ْان تَ َ� ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ســايق‬ ‫يــه والظــل‬ ‫الــام ي ْ� ِف ِ‬
‫ــب ِّ‬ ‫ِت� َّ‬
‫ِ‬ ‫ــت‬ ‫ت ْبــرا لــا َاهلق ِعــه َ ب ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ ِّ ْ‬ ‫شْ‬ ‫ِّ ْ‬
‫وحــاذق‬
‫ِ‬ ‫صــه ِك ِحل ٍــو‬ ‫يصلــح بف‬ ‫سطــان ب ْ� َج�ــا‬ ‫ــر ي ن� َ َ‬
‫ِســته ِوع ِ ٍ‬

‫‪36‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫َ‬ ‫نظ ْ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫وع ْقــب َت ْط َل ْ‬
‫واه ْــق‬
‫ــم تــا يل كلــدر ِاري ل ِ‬
‫ِ ِ يٍ‬ ‫ال ْــوزا كشــلفا شِ�لــا‬
‫ــع ج َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬

‫وعقب يعني ويعقبها‪ ،‬أي يعقب ّ‬


‫الثريا والتويبع في الطلوع نجوم الجوزاء وهي تشبه‬ ‫ٍ‬
‫الشلفا‪ .‬والشلفا سالح من األسلحة القديمة‪.‬‬

‫ علاوطلا روصصصعبيوتلاو اّيرثلا عولط دعب علطت ءازوجلا موجن‬

‫يذكر الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم األصول الفصيحة لأللفاظ الدارجة‬
‫أن الشلفا تطلق على الرمح القصير والحربة والخنجر‪ 1.‬ووصفها في معجم األنواء‬
‫ً ‪2‬‬
‫والفصول بأنها «الخنجر البيضاء املنحنية قليال»‪.‬‬

‫معجم األصول الفصيحة لأللفاظ الدارجة ‪ -‬الجزء السابع ‪ -‬مادة شلف ص ‪248‬‬ ‫‪ 1‬‬
‫معجم األنواء والفصول ‪ -‬ص ‪ 48‬يف الكالم عن الجوزاء‬ ‫ ‪2‬‬

‫‪37‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫الصورة التالية من تصوير سعد الهاجري لسالح وصفه بأنه شلفا تعود ألحد شيوخ‬
‫األسرة الحاكمة الكويتية‪.‬‬

‫ ةروصلاالا تيوكلا ‪ -‬يرجاهلا دعس ريوصت نم افلش‬

‫ويقول الشيخ سعد بن عبدهللا الجنيدل رحمه هللا في معجم التراث (السالح)‪« :‬واسم‬
‫سواء كان ذا رأس واحد أو ذا‬ ‫ّ‬
‫املصفح‪ً ،‬‬ ‫شلفا يشمل كل أنواع الرماح‪ ،‬ذات السنان‬
‫رأسين أو ذا ثالثة رؤوس»‪ .3‬انظر الصورة التالية من كتاب «معجم التراث ‪ -‬السالح»‪.‬‬

‫ ةروصلاالاسوؤر ةثالثب )حمر( افلش‬

‫معجم الرتاث ‪ -‬السالح من إصدارات دارة امللك عبدالعزيز‪ ،‬ص ‪135-134‬‬ ‫‪ 3‬‬

‫‪38‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫واملعنى‪ :‬وبعد طلوع ّ‬


‫الثريا والتويبع تطلع الجوزا وهي نجوم تتألأل كالدراري الشديدة‬
‫البياض‪ ،‬تشبه شلفا‪ ،‬شمالها نظيم من النجوم‪ ،‬واألقرب أن القا�ضي يقصد بالنظيم‬
‫يسميها العرب النظم‪ ،‬وبالشلفا النجمين‬ ‫النجوم الثالثة املصطفة في نسق‪ ،‬التي ّ‬
‫الساطعين‪ :‬منكب الجوزاء والناجذ‪ ،‬وهما نجمان يطلعان من األفق الشرقي كأنهما‬
‫رمح مرفوع‪ ،‬إلى اليمين من النظم‪ .‬وسار على هذا املنوال الشاعر عبدهللا بن عبدالعزيز‬
‫الشوشان رحمه هللا حيث قال عن الجوزاء‪:4‬‬
‫تــرى هلــا َاهل ْق ِعــه ي� ي ن‬
‫ــ� ب ج�ان�ب ــا‬ ‫الــوزا نظـ ي ٍـم تــاال ب‬
‫ـب تظهــر ج‬
‫ٍ‬ ‫عقـ ٍ‬

‫ علاوطلا روصصصميظن اهلامشو افلشب ءازوجلا هيبشت‬

‫وفي حساب الخالوي وهو مماثل ملا عند القا�ضي‪ ،‬يقول عن طلوع الجوزا‪:‬‬
‫تبــ� ن ج�ــم اكلوهيــد ث‬
‫املنــرا‬ ‫ّي ن‬ ‫ـى ســته وعـ شـر ي ن� ليــه‬
‫وال مـ ض‬
‫ً‬
‫يعني بعد م�ضي ستة وعشرين يوما من الثريا تطلع الجوزا‪ ،‬ولم يذكرها باسمها‪،‬‬
‫سليامن الحمد الهطالين‪ ،‬كتاب شعراء عنيزة الشعبيون‪ ،‬الجزء الثالث ص‪196‬‬ ‫ ‪4‬‬

‫‪39‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ّ‬
‫ولكن وصفها بأنها كالوهيد املنثر‪ ،‬والوهيد هو املتاع املنتثر حول بيت الشعر مثل‬
‫الحوض والقدح والدلو وغيره‪ ،‬وربما كان هذا التشبيه بسبب ملعان نجوم الجوزاء‬
‫وتناثرها في بقعة من السماء‪.‬‬
‫ثم قال القا�ضي رحمه هللا‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫و� َهل ْنعــه ْان تَ َ� ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ســايق‬ ‫الــام ي ْ� ِف ِ‬
‫يــه والظــل‬ ‫ــب ِّ‬‫ِت� َّ‬
‫ِ‬ ‫ــت‬ ‫ت ْبــرا لــا َاهلق ِعــه َ ب ِ‬

‫خفية على شكل‬ ‫تبرا لها الهقعة‪ ،‬أي تسير بمحاذاتها الهقعة‪ ،‬والهقعة ثالثة نجوم ّ‬
‫مثلث في رأس الجوزاء‪ ،‬ومعنى بالهنعة انتهت أن فصل الجوزا يبدأ بالهقعة وينتهي‬
‫بنهاية الهنعة‪ .‬وأما الهنعة فهي نجمان من ضمن ثمانية نجوم على شكل قوس باتجاه‬
‫الشمال من الجوزاء‪ .‬وفي الجوزاء يهب السموم ويكون الظل سايق أي يبدأ في الزيادة‬
‫والظهور؛ وذلك أنه في وقت التويبع السابق للجوزا يثبت طول الظل‪ ،‬ويكون شبه‬
‫منعدم في أيامه التي توافق االنقالب الصيفي‪.‬‬

‫ علاوطلا روصصصيقرشلا قفألا يف اهعافترا دعب ةعنهلاو ةعقهلاو ءازوجلا‬

‫‪40‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫بعد أن ّبين القا�ضي رحمه هللا صفة نجوم الجوزاء والهقعة والهنعة‪ ،‬ذكر الوقت‬
‫الذي تطلع‬
‫فجرا ّ‬
‫ومدة هذين الطالعين فقال‪:‬‬ ‫فيه من الشرق ً‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ ْ ْ َ ُ ْ ِّ ْ‬ ‫شْ‬ ‫ِّ ْ‬
‫وحــاذق‬
‫ِ‬ ‫صــه ِك ِحل ٍــو‬ ‫سطــان ب ْ� َج�ــا يصلــح بف‬‫ــر ي ن� َ َ‬
‫ِســته ِوع ِ ٍ‬
‫ً‬
‫وأيام الجوزا ستة وعشرون يوما‪ ،‬للهقعة ثالثة عشر ومثلها للهنعة‪ ،‬وتبدأ الهقعة‬
‫في ‪ 12‬من السرطان املوافق ‪ 3‬يولية‪ ،‬وتبدأ الهنعة في ‪ 25‬من السرطان املوافق ‪16‬‬
‫يولية‪ ،‬وفي فصل الجوزا تكون األطعمة الحلوة والحامضة مناسبة‪.‬‬
‫يشتد الحر في الجوزاء كما قال القا�ضي «تهب السمايم فيه»‪ ،‬وفي حر الجوزا ولهيب‬
‫كر كثير في الشعر العربي الفصيح القديم والشعر الشعبي‪ ،‬ويبلغ منتهى‬ ‫سمومها ِذ ٌ‬
‫الكرم والجود من كان واسع اليد في هذه األيام العصيبة قليلة املاء واملرعى‪.‬‬
‫قال النابغة الشيباني‪:‬‬
‫ُ‬ ‫تَ‬ ‫احلىص َتـ ُ‬ ‫الــوز ِاء ُمسـ َـت ِوق ُد َ‬
‫ـاه البيـــ ِـد ِمنـــ ُـه َ�ـــــ َّـرق‬
‫ـاد ِعضـ ُ‬ ‫ـوم ِمـ َـن ج َ‬ ‫َو َيـ ٍ‬
‫َ َ َ َّ‬
‫الصفــا ِمــن َح ِّرهــا تتشــق ُق‬ ‫ـاب َ‬‫ـوم َو شَ� ُســـ ُـه ِصـ ُ‬
‫َلـــ ُـه ِن ي َ�تـــا َحــــ ٍّـر َســــ ٌ‬

‫وقال جرير‪:‬‬
‫َ‬ ‫احلىص َتـ ُ‬‫الــوز ِاء ُمسـ َـت ِوق ُد َ‬
‫ـ� ِمنــ ُـه ت َص َّيــ ُـح‬ ‫ـاد َصياصـــي َ‬
‫العـ ي ن‬
‫ِ‬
‫ـوم ِمـ َـن ج َ‬‫َو َيـ ٍ‬
‫ذى ِمــن شَ� ِسـ ِـه حـ نَ‬ ‫ُ ُ َ َ ُّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ـديد َاللـ ظ‬ ‫َ‬
‫ـ� َت َ‬
‫صمـ ُـح‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫الوديقـ ِـة ير�ــه أشــد‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـى‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬
‫ي‬
‫وقال الشريف بركات بنفس املعنى‪:‬‬
‫املطــا� ج خ‬
‫�ادبــه‬ ‫ي‬ ‫الــوزا مســتوقد احلصا تلــوذ ب�عضــاد‬
‫بيــوم من ج‬
‫وقال الخالوي يذكر سموم الجوزا‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ق‬
‫ـام الوقايد‬
‫الوزا كحـ ي‬
‫احلالق� ســا�ا مســوم من ج‬
‫ي‬ ‫كفــرق القطا صفر‬
‫وقال‪:‬‬

‫المل تو� ت ي� هبايــب والســموم هليــب‬ ‫الــوزا وه ّ‬


‫حنة ج‬ ‫وتطلــع لك ج‬
‫ي‬
‫وقال أيضأ يذكر ّ‬
‫تلون البسر وقت بوارح الجوزا‪:‬‬

‫الرايــد‬
‫بــ� ج‬ ‫الــوزا ربــت فيــه برسها ت خ‬
‫و�الــف االلــوان ي ن‬ ‫وبــوارح ج‬

‫وفي األسجاع الشعبية قولهم‪ :‬إلى طلعت الجوزا فامل الحوزا‪ .‬معناه‪ :‬إذا طلعت‬
‫الجوزاء ً‬
‫فجرا من الشرق‪ ،‬تستطيع أن تمأل الحوزا من اللون وهو البسر األصفر أو‬
‫األحمر‪ ،‬والحوزا هي مخباة الثوب الذي يسميه الناس اآلن الجيب‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ين‬
‫واللكيب�‬ ‫املرزم‬
‫ين‬
‫واللكيب�‬ ‫املرزم‬
‫ــع َل ّ‬ ‫كِ ِم ْش َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫ْ‬
‫شــاع ْق‬
‫الســاري ْب ُنــور ِت َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َويظ َهـ ْـر ِذ َر َاع الليــث ُهــو ا ِملـ ْـرز ْم الــذي‬
‫عاش ْــق‬
‫ْ‬ ‫ــ� ِ ْع ُهــوج َغ ُ‬ ‫كِ َع ْ ي ن‬ ‫ْ َ‬
‫مــا�ن واخ ِت فــى‬
‫ِّ‬ ‫ْ ْ ْ ُْ‬
‫ــوج ل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ــور ِك‬ ‫ي َ�ف ِــرف بن ٍ‬
‫ـره َو ْص َفـ ْـه َك ُلع ُيــون َّ‬ ‫َّ ثْ‬ ‫ــك نَ ج ْ� َ‬ ‫ْ‬
‫وامـ ْـق‬
‫الر ِ‬ ‫ه النـ ِ‬ ‫ِ يَ‬ ‫يبــ� َب ْع ُــد ْه‬‫الك ي ن‬‫ــم ِ ِ‬ ‫و ْي ي ن‬
‫بــ� ِل‬
‫ِ ِ‬
‫الع ْ‬ ‫َ ِّ َ ْ َ ْ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫تايــق‬ ‫الن ُســور َ‬ ‫إىل غر بــت عنــه‬ ‫مــار ْه‬ ‫الك ي ن‬ ‫� َ‬ ‫ِد ِليــل عــى ظ ُ‬
‫يبــ� أ ِ‬ ‫ــور ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ثْ‬ ‫ْل َب ْعـ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫صاف ْق‬
‫الز ُروع َوب ْعض اال�ار ِ‬ ‫ـض ُّ‬ ‫ــه آف ْ‬
‫ــه‬ ‫ْ‬
‫ــوم ِوقيــل َيظ َه ْــر ُب ِ‬ ‫وس ْ‬ ‫� ُُ‬ ‫ري ُ‬
‫ِ‬
‫الر ْ‬
‫ايــق‬ ‫ــور خَ‬ ‫ــف ِظ َّلهــا ِق َــد ْم ْوت ُغ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫يق‬ ‫ــن‬
‫ِّ‬
‫ــر ن� تَ َ�ى الليــث ْ� ج� ْ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫ِّ ْ‬
‫ب ِِ‬ ‫ِســته ِوع ِ ي ٍ‬

‫‪45‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫كِ ِم ْش َ‬
‫ــع َل ّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫ْ‬
‫شــاع ْق‬
‫الســاري ْب ُنــور ِت َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َويظ َهـ ْـر ِذ َر َاع الليــث ُهــو ا ِملـ ْـرز ْم الــذي‬

‫ثم يظهر ذراع الليث‪ ،‬واملقصود بذراع الليث‪ ،‬ذراع األسد‪ .‬وعند العرب لألسد‬
‫ذراعان‪ ،‬وكل ذراع نجمان‪ .‬أحدى الذراعين هي النجمان ّ‬
‫النيران في رأس كوكبة التوأم‪،‬‬
‫ِ‬
‫واألخرى هي الشعرى الغميصاء مع مرزمها‪ .‬والطالع للذراع التي في راس كوكبة التوأم‬
‫وهي تسبق الذراع األخرى في الطلوع من املشرق‪ .‬والعرب تسمي إحدى الذراعين‬
‫املقبوضة واألخرى املبسوطة‪ ،‬واختلف السابقون في أيهما املقبوضة وأيهما املبسوطة‪،‬‬
‫ويرى ابن قتيبة أن املبسوطة هي الغميصاء ومرزمها‪ ،1‬بينما يرى أبو الحسين‬
‫عبدالرحمن بن عمر الرازي املعروف بالصوفي أن املبسوطة هي النجمان في رأس‬
‫كوكبة التوأم‪.2‬‬

‫ علاوطلا روصصصنامجن عارذ لكو ‪)،‬يفوصلا يأر ىلع( ةطوسبملاو ةضوبقملا دسألا اعارذ‬
‫كتاب صور الكواكب‪ ،‬ص ‪ 166 ، 165‬طبعة دار اآلفاق الجديدة‬ ‫ ‪2‬‬

‫‪46‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫وأما مقصود القا�ضي باملرزم فهو الشعرى اليمانية‪ ،‬وهي مشهورة بهذا االسم في‬
‫الكثير من أنحاء الجزيرة‪ ،‬والدليل تشبيهه إياه بمشعل الساري الذي يومض نوره في‬
‫ً ً‬
‫الليل وميضا قويا‪ ،‬وبقوله يرفرف بنور كل مابان واختفى‪ ،‬وهذا الوصف الينطبق‬
‫على مرزم العبور والعلى مرزم الغميصاء‪ ،‬كما أن تسمية الشعرى اليمانية باملرزم‬
‫َ‬
‫قديمة فقد ذكرها ابن كثير رحمه هللا في تفسيره لسورة النجم‪ ،‬قال‪« :‬وقوله { َوأ َّن ُه‬
‫ُ َ َ ُّ ّ‬
‫ٱلش ْع َر ٰى } قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد وغيرهم‪ :‬هو هذا النجم‬ ‫هو رب ِ‬
‫الوقاد الذي يقال له مرزم الجوزاء‪».‬‬
‫والنفهم من قول القا�ضي «ويظهر ذراع الليث هو املرزم»‪ ،‬أن نجم املرزم هو ذراع‬
‫ً‬
‫الليث‪ ،‬ولكن طالع الذراع يزامن في طلوعه طلوع املرزم فجرا‪ ،‬وهذا مثل قوله أن‬
‫الكليبين هي النثرة‪:‬‬
‫ـره َو ْص َفـ ْـه َك ُلع ُيــون َّ‬‫َّ ثْ‬ ‫ــك نَ ج ْ� َ‬
‫ْ‬
‫وامـ ْـق‬
‫الر ِ‬ ‫ه النـ ِ‬‫ِ يَ‬ ‫يبــ� َب ْع ُــد ْه‬
‫الك ي ن‬
‫ــم ِ ِ‬ ‫و ْي ي ن‬
‫بــ� ِل‬
‫ِ ِ‬
‫ً‬
‫فالكليبين نجمان يتزامن طلوعهما فجرا مع طلوع النثرة‪ ،‬ولكنهما يتميزان بوضوحهما‬
‫وسهولة رصدهما‪.‬‬
‫قال القا�ضي رحمه هللا‪:‬‬
‫عاش ْــق‬
‫ْ‬ ‫ــ� ِ ْع ُهــوج َغ ُ‬
‫ِك َع ْ ي ن‬ ‫ْ َ‬
‫مــا�ن واخ ِت فــى‬
‫ِّ‬ ‫ْ َ� ْفــر ْف ْب ُ‬
‫ــوج ل ِ‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ــور ِك‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ي ِ‬
‫ْ َ‬
‫ور ِك ِ ّل مابان واخ ِتفـى‪ ،‬وذلك ألن املرزم هو أملع نجوم‬ ‫َْْ ْ ُْ‬
‫يصف املرزم بأنه يرف ِرف بن ٍ‬
‫شبه ملعان هذا النجم ببريق‬ ‫تأللؤا‪ ،‬خاصة عند قربه من األفق‪ ،‬ثم ّ‬ ‫السماء وأشدها ً‬
‫عين جميلة الوجه والقد ذات الدالل حين تنظر لعاشقها الولهان‪.‬‬
‫املذير‪ ،‬أي كالطريدة الفزعة‪،‬‬ ‫وأما الخالوي فقد وصف املرزم املتألليء بأنه كالنذير ّ‬
‫وفزعا‪ .‬قال الخالوي‪:‬‬ ‫مذير إذا أصبح حذ ًرا ً‬
‫ويقال ان الصيد ّ‬

‫‪47‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ّن ن‬
‫ّي‬
‫املــذ�ا‬ ‫اكلنــذ�‬
‫ي‬ ‫تبــ� ج�ــم‬
‫ي‬ ‫ـى ســته وعـ شـر ي ن� ليــه‬
‫وال مـ ض‬

‫وطلوع املرزم عالمة للمزارعين‪ ،‬فمن األسجاع الشعبية قولهم‪ :‬إلى طلع املرزم فامل‬
‫ً‬
‫املحزم‪ ،‬ويقصدون أن وقت طلوع املرزم فجرا يكون في النخل من اللون وهو الزهو‬
‫أو البسر األحمر أو األصفر مايكفي مللء املحزم الذي يربطه الفالح على وسطه‪ .‬وهذا‬
‫مثل قول الخالوي رحمه هللا‪:‬‬
‫ن ن‬
‫الليال الشــدايد‬
‫ي‬ ‫الغ� وا�ن‬
‫من ي‬ ‫إىل طلــع املــرزم شــبع لك اكلــف‬
‫والكالف هو الذي يعمل ويكدح في املزارع‪ ،‬والغين هي النخيل‪ ،‬ومعنى قوله وانحن‬
‫الليالي الشدايد أي أن الليالي التي يالقي فيها الناس شدة الجوع تكون شارفت على‬
‫الذهاب‪.‬‬
‫ومن األسجاع الشعبية عن املرزم قولهم‪ :‬إلى طلع املرزم فالزم‪ ،‬وهنا يقصدون طلوع‬
‫املرزم ً‬
‫شتاءا في العشاء‪ ،‬حيث يجب االمتناع عن بذر القمح ألن أوان بذره قد انتهى‪.‬‬
‫ثم قال القا�ضي رحمه هللا‪:‬‬
‫ـره َو ْص َفـ ْـه َك ُلع ُيــون َّ‬‫َّ ثْ‬ ‫ــك نَ ج ْ� َ‬
‫ْ‬
‫وامـ ْـق‬
‫الر ِ‬ ‫ه النـ ِ‬‫ِ يَ‬ ‫يبــ� َب ْع ُــد ْه‬
‫الك ي ن‬
‫ــم ِ ِ‬ ‫و ْي ي ن‬
‫بــ� ِل‬
‫ِ ِ‬
‫ثم يظهر نجم الكليبين‪ ،‬والكليبين نجمان يطلعان بعد املرزم‪ ،‬بينهما مسافة كأنهما‬
‫عينان ترمقان‪ ،‬وقوله أن الكليبين هي النثرة معناه أن الكليبين نجمان يتزامن‬
‫ً‬
‫طلوعهما فجرا مع طلوع النثرة‪.‬‬
‫ً‬
‫وقوله هنا أن الكليبين هي النثرة مثل قوله سابقا أن الذراع هو املرزم‪ ،‬فالكليبين‬
‫نجمان غير نجوم النثرة ولكنهما يطلعان في نفس الوقت‪ ،‬واملرزم نجم غير نجمي‬
‫الذراع ولكنهما يطلعان في نفس الوقت‪ .‬ويتميز الكليبين عن النثرة مثلما يتميز املرزم‬
‫عن الذراع بالوضوح وسهولة الرصد‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫النثرة فهي لطخة سحابية بين نجمين خفيين وتقع إلى جهة الشمال من الكليبين‪.‬‬ ‫أما َّ‬
‫والظاهر أن الناس وجدوا في طلوع املرزم ثم الكليبين ثم سهيل سهولة في الرصد‬
‫تفوق الطوالع املتزامنة معها الذراع والنثرة والطرف فغلب استعمالها‪.‬‬
‫ووصف القا�ضي للكليبين بعينين يشبه وصف ابن املعتز للفرقدين بعينين خلف‬
‫نقاب‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ن‬
‫زرقاء تنظر من نقاب أسود‬ ‫ور� َّي‬
‫إل الفرقدان امك رنت‬

‫ علاوطلا روصصصةرثنلا عولط عم نمازتي نيبيلكلا عولط‬


‫ثم زاد القا�ضي عالمة أخرى على ظهور الكليبين‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫َ ِّ َ ْ َ ْ ُّ‬ ‫َ‬
‫الع ْ‬
‫تايــق‬ ‫الن ُســور َ‬ ‫مــار ْه إىل غر بــت عنــه‬‫أ‬ ‫الك ي ن‬
‫يبــ�‬ ‫� َ‬
‫ــور ِ ِ‬ ‫ِد ِليــل عــى ظْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬

‫ومن أمارات طلوع الكليبين أي عالمات طلوعهما هو غروب النسرين وقت الفجر‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫وهذا البيت يشابه قول الخالوي رحمه هللا‪:‬‬


‫ين ت‬ ‫ن‬
‫يغور يف�ا ما العدود الواكيد‬ ‫الم‬
‫ال� تنشف ج‬ ‫اللكيب� ي‬ ‫و�وم‬
‫ج‬
‫ف‬
‫مخ ارف ي� لينات ج‬
‫الرايد‬ ‫ين‬
‫النرس� ب�لفجر علقوا‬ ‫واىل غابت‬
‫ً‬
‫حيث يشير أن في وقت الكليبين يميل النسران إلى الغياب فجرا‪ ،‬ويعلق أهل النخيل‬
‫املخارف‪ ،‬وهي املكاتل املصنوعة من الخوص‪ ،‬على نخلهم ألنه أوان نضج التمر‪.‬‬
‫والنسران هما النسر الواقع والنسر الطائر‪ .‬ومما يماثل قول الخالوي رحمه هللا من‬
‫األسجاع الشعبية قولهم‪ :‬إلى طلعن الكليبين تاخذ الحفنة من املدين‪ ،‬ويقصدون‬
‫تجد في املدين من اللون حفنة من الرطب‪.‬‬
‫ثنيان ً‬
‫أيضا‪:‬‬ ‫محمد بن ّ‬ ‫وقال ّ‬

‫ين‬
‫مسيب� املراطيب‬ ‫طلعة هسيل‬ ‫غياب‬ ‫الشفت ن ج� ي ن‬
‫م� مع الصبح ّ‬

‫وطلوع سهيل يكون بعد الكليبين‪ ،‬والنجمين يقصد بهما النسرين ألن غيابهما هو‬
‫عالمة ظهور الكليبين وقرب ظهور سهيل‪.‬‬

‫ علاوطلا روصصصنيبيلكلا عولط تقو ًارجف نابيغي رئاطلاو عقاولا نارسنلا‬


‫‪50‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ثْ‬ ‫ْل َب ْعـ ْ‬ ‫ْ ْ‬


‫صاف ْق‬ ‫ـض ُّ‬
‫الز ُروع َوب ْعض اال�ار ِ‬
‫ــه آف ْ‬
‫ــه‬ ‫ْ‬ ‫وس ْ‬
‫ــوم ِوقيــل َيظ َه ْــر ُب ِ‬ ‫� ُُ‬
‫ري ُ‬
‫ِ‬
‫وفي أيام الكليبين تهب الرياح الحارة ويقال أنه تظهر به آفة لبعض الزرع والنخل‪.‬‬
‫وقوله صافق أي منصفق‪ ،‬والنخل املنصفق هو الذي ييبس تمره بسبب اآلفة قبل‬
‫أوان ينعه‪ ،‬كما ذكره العبودي في معجم «كلمات قضت»‪ .‬وذكر األنصاري في التقويم‬
‫القطري عن الكليبين‪ ،‬قيل في نوئها كل يوم تظهر فيه آفة‪ ،‬وكذلك في موسوعة الثقافة‬
‫التقليدية في اململكة العربية السعودية في املجلد الخامس الخاص بالفالحة‪ ،‬ذكر أنه‬
‫من خصائص الكليبين الزراعية انتشار اآلفات بحيث اليخلو أي يوم من أيامه من‬
‫ظهور آفة تفسد الثمار وتقلق راحة الفالح‪.‬‬
‫الر ْ‬
‫ايــق‬ ‫ــف ِظ َّلهــا ِق َــد ْم ْوت ُغ ْ‬
‫ــور خَ‬ ‫َ ْ‬
‫ــن يق‬‫ــر ن� تَ َ�ى ِّالليــث ْ� ج� ْ‬ ‫شْ‬ ‫ِّ ْ‬
‫ب ِِ‬ ‫ِســته ِوع ِ ي ٍ‬
‫ً‬
‫وأيام املرزم والكليبين ستة وعشرون يوما‪ ،‬للمرزم ثالثة عشر وللكليبين مثلها‪،‬‬
‫وطلوعهما في برج األسد حيث يطلع املرزم في ‪ 7‬األسد املوافق لـ ‪ 29‬يوليه‪ .‬ووقت‬
‫طلوع الكليبين هو ‪ 20‬األسد املوافق ‪ 11‬أغسطس‪.‬‬

‫ا‬
‫ علاوطلا روصصصًارجف يقرشلا قفألا يف نيبيلكلاو مزرمل‬

‫‪51‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫قوله‪ :‬يقف ظلها قدم‪ ،‬يعني ظل قامة الرجل في هذا الوقت عند الزوال يكون بطول‬
‫ُ‬ ‫قدم واحد‪ .‬وقوله‪ :‬تغور الخرايق‪ ،‬قال الصاحب بن ّ‬
‫عباد‪ :‬الخريق‪ ،‬البئر ك ِسر جبلتها‬
‫ُ‬
‫وس ُفن‪ ،‬وقال أحمد بن محارب الظفيري‪:‬‬ ‫وخ ُرق مثل سفائن ُ‬ ‫من املاء وجمعها خرائق‬
‫«الخريجة وجمعها خرايج‪ :‬وهي االبار الضيقة الفوهة التي حفرتها النجوم والنيازك‬
‫الساقطة من السماء وهي تجمع املاء اذا كانت في مسيل الوادي او القلعة وهي تعتمد‬
‫على االمطار وما يترسب من املياه في باطن التربة ويشح ماؤها في القيظ وهي تصحيف‬
‫للكلمة العربية الفصحى خريقة وجمعها خرايق اما في اللهجة البدوية فهي «خريجة»‬
‫او خريكه بقلب القاف جيما قاهرية»‪ .‬أما أهل الخليج فيسمون البئر املوجودة في‬
‫البيت خريجة إذا كانت مالحة‪ .‬وأخبرني أحد الكبار أن الخرايق هي القلبان ضيقة‬
‫الفتحة وهي موارد للمياه‪ ،‬وفتحتها الضيقة هي بقدر الحاجة إلنزال الدلو وزعب‬
‫املاء‪ ،‬بخالف آبار املزارع التي تكون فتحاتها واسعة لتناسب السواني‪ .‬واملقصود من‬
‫قوله وتغور الخرايق‪ ،‬أي تنضب مياه اآلبار في وقت الكليبين‪.‬‬
‫وفي نفس املعنى عند الخالوي رحمه هللا‪:‬‬
‫ين‬
‫اللكيب� ت‬ ‫ن‬
‫يغور يف�ا ما العدود الواكيد‬ ‫الم‬
‫ال� تنشف ج‬
‫ي‬ ‫وم‬‫و�‬
‫ج‬
‫حيث يقول إن وقت الكليبين وقت حار يجف فيه الجم وهو املاء الذي يجتمع في البئر‬
‫بعد نزحها وتغور فيه مياه العدود وهي اآلبار التي الينضب ماؤها من النزح‪ ،‬وفي املثل‬
‫نجم ييبس غزير الجم» ويقصدون به الكليبين‪.‬‬ ‫«بين سهيل واملرزم ٍ‬

‫‪52‬‬
‫هسيل‬
‫الز�ة ‪ -‬الرصفة‬
‫ال�ب ة ‪ -‬ب‬
‫الطرف ‪ -‬ج‬
‫هسيل‬
‫ْ‬
‫مايــق‬ ‫خــا� بيــد‬
‫تَ‬ ‫َ ِّ ْ َ ْ‬
‫ــب ك ُــد َّرة‬ ‫يقل‬ ‫وط ْر ُف ْ‬
‫ــه‬
‫ن َ‬
‫الــام ِ ي�‬ ‫ــك َّ‬
‫الن ْج ْ‬ ‫ََْ ْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ــم ي‬ ‫ويظهــر ِل‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ ُّ ف َ ْ نَ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ شَ ْ قْ ْ َ ْ‬
‫خــارق‬ ‫يــه ِ‬
‫طاو ِ‬ ‫بــه الــد ِود ي� مثــى م ِ‬ ‫والصــوف اليقـ ْـع‬ ‫ـوخ ُّ‬ ‫الـ‬‫ينــر �ــاش ج‬
‫َّ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َْ ُ ْ َْ َ ْ َ‬
‫الحـ ْـق‬ ‫ـرف ِ‬ ‫ال�بْ ِ ــة الـ َّـز ْ ب ِ�ه لــا الـ‬
‫مــع ج‬ ‫الن ُجــوم ْب َن ْجمــهْ‬
‫ِ‬
‫ــة ُّ‬ ‫ومســوبه أر بع‬
‫يــه ْم ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َت َ‬ ‫ثالثــ� َل ِ ْ‬
‫طابــق‬ ‫ــار ْه ُهــو ول‬ ‫ــواس نَ� ُ‬ ‫يــه‬ ‫ين‬ ‫ــى ِم�نْ ْ‬
‫ــن‬ ‫ِ‬
‫إىل ُم ضَ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ْ ْ ش َ‬ ‫َ شْ‬
‫ســايق‬ ‫داه ِّ‬
‫ــن‬ ‫يــدان َح ِ‬ ‫ْكغ تــر ِذ ٍ‬ ‫ــ� ْمغ ِّــر ْب‬‫ــر َوي ْبــدا ا ِملــز ِن ين يِ‬ ‫وع ٍ‬
‫دايــق‬ ‫احل ْ‬
‫ص َم َ‬ ‫الــو ْ ِس َ ْ‬
‫ــوم َ‬ ‫َت ْظ َه ْــر نْ ج ُ� َ‬ ‫ــر ب� ِ ق� ْسيــل َوب ْع ِد ِه ْ‬
‫ــن‬ ‫ْ‬ ‫ث نْ َ ش َ‬
‫وا� ع‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬

‫‪55‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫ْ‬
‫مايــق‬
‫تَ‬
‫خــا� بيــد‬
‫َ ِّ ْ َ ْ‬
‫ــب ك ُــد َّرة‬‫يقل‬ ‫وط ْر ُف ْ‬
‫ــه‬
‫ن َ‬
‫الــام ِ ي�‬
‫ََْ ْ َ‬
‫ــك َّ‬
‫الن ْج ْ‬
‫ٍ‬ ‫ــم ي‬ ‫ويظهــر ِل‬

‫ثم يظهر النجم اليماني‪ ،‬وهو سهيل‪ ،‬يتقلب نوره ويتألأل‪ ،‬كأنه د ّرة خاتم بيد شاب‬
‫معجب بنفسه‪ .‬وقوله «وطرفه» يعني يظهر في نفس الوقت الطرف‪ ،‬والطرف نجمان‬
‫قص ْد بهما عينا األسد‪ ،‬فهما عند العرب في مكان العينين‬
‫سميا الطرف ُوي َ‬ ‫ّ‬
‫خفيان‪ّ ،‬‬
‫من صورة األسد التي منها الذراعان والجبهة والزبرة والصرفة‪.‬‬

‫ علاوطلا روصصصتقولا سفن يف ًارجف ناعلطي فرطلاو ليهس‬


‫ْ‬ ‫الــد ِود ف� َم ْث نَــى ُ‬
‫ــه ُّ‬
‫ُب ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ شَ ْ قْ ْ َ ْ‬
‫خــارق‬
‫ِ‬ ‫يــه‬
‫ِ‬ ‫طاو‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫والصــوف اليقـ ْـع‬
‫ـوخ ُّ‬ ‫ينــر �ــاش ج‬
‫الـ‬

‫وينصح عند دخول سهيل بنشر أقمشة الجوخ والصوف حتى الينخر الدود في ّ‬
‫طياته‪،‬‬
‫والنشر هو بسط القماش تحت الشمس لحمايته من الدود‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫َّ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َْ ُ ْ َْ َ ْ َ‬


‫الحـ ْـق‬
‫ـرف ِ‬ ‫ال�بْ ِ ــة الـ َّـز ْ ب ِ�ه لــا الـ‬
‫مــع ج‬ ‫الن ُجــوم ْب َن ْجم ْ‬
‫ــه‬ ‫ِ‬
‫ــة ُّ‬‫ومســوبه أر بع‬

‫ونجوم سهيل بالحساب أربعة‪ ،‬أولها الطرف‪ ،‬وهو املقصود بقوله «بنجمه» ألنه يطلع‬
‫مع طلوع سهيل‪ ،‬ويتبعه الجبهة ثم الزبرة‪ ،‬وآخرها نجم الصرفة‪ .‬بذلك يكون لسهيل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اثنان وخمسون يوما‪ ،‬وإذا اعتبرنا الجبهة ‪ 14‬يوما فيكون لسهيل ‪ 53‬يوما‪.‬‬
‫والطرف يدخل بدخول سهيل في ‪ 2‬السنبلة املوافق ‪ 24‬أغسطس‪ ،‬والجبهة في ‪15‬‬
‫ً‬
‫السنبلة املوافق ‪ 6‬سبتمبر وايامها ‪ 14‬يوما عند بعض الحسابين‪ ،‬وتدخل الزبرة في‬
‫‪ 29‬السنبلة املوافق ‪ 20‬سبتمبر‪ ،‬وتدخل الصرفة في ‪ 11‬امليزان املوافق ‪ 3‬أكتوبر‪.‬‬

‫ علاوطلا روصوصصمسولا لبق ًارجف اهعولط لامتكا دعب ةفرصلاو ةربزلاو ةهبجلاو فرطلا ‪،‬ليهس موجن‬

‫َ ُ‬
‫يــه ْم ْ‬ ‫َت َ‬ ‫ثالثــ� َل ِ ْ‬
‫طابــق‬ ‫ــار ْه ُهــو ول‬
‫ــواس نَ� ُ‬ ‫يــه‬ ‫ين‬ ‫ــى ِم�نْ ْ‬
‫ــن‬ ‫ِ‬
‫إىل ُم ضَ‬

‫وإذا م�ضى من سهيل ثالثين ليلة يتساوى الليل والنهار أي في الطول ويوافق ذلك وقت‬
‫االعتدال الخريفي في ‪ 23‬سبتمبر‪ ،‬أي شهر بعد دخول سهيل في ‪ 24‬أغسطس‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ْ ْ ش َ‬ ‫وع شْ َ ْ‬


‫َ‬
‫ســايق‬ ‫داه ِّ‬
‫ــن‬ ‫ْكغ تــر ِذ ٍ‬
‫يــدان َح ِ‬ ‫ــ� ْمغ ِّــر ْب‬
‫ــر ويبــدا ا ِملــز ِن ين ِ ي‬
‫ٍ‬

‫وبعد اعتدال الليل والنهار بعشر ليال يبدأ نشوء السحاب من الغرب‪ ،‬وكأن قطع‬
‫السحاب أذواد إبل مغاتير بيضاء يسوقهن الحادي‪ ،‬والذود هو القطيع من اإلبل ال‬
‫يتعدى عدده العشرين أو الثالثين‪.‬‬
‫احل ْ‬ ‫الــو ْ ِس َ ْ‬
‫ص َم َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ــن تظ َه ْــر ج ُ� َ‬
‫ــوم َ‬ ‫ْ‬ ‫ث نْ َ ش َ‬
‫ــر ب� ِ ق� ْسيــل َوب ْع ِد ِه ْ‬
‫دايــق‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫وا� ع‬‫ِ‬
‫ً‬
‫ويبقى من سهيل اثنا عشر يوما وبعدها تظهر نجوم الوسم وفيها جداد النخل وصرامه‪.‬‬
‫ذكر القا�ضي حمه هللا هنا وقت صرام النخل‪ّ ،‬‬
‫ولكنه لم يذكر في القصيدة أوقات‬ ‫ر‬
‫اللقاح أو اللون أو االرطاب وذلك ألنها ماكانت تخفى على أحد في وقته‪ .‬وسهيل هو‬
‫وقت وفرة الرطب ومن ذلك قولهم «إلى طلع سهيل ّ‬
‫تلمس التمر بالليل»‪ ،‬يعني لوفرة‬
‫الرطب يستطيع من اليحسن انتقاء التمر أن يأخذه لوفرته في النخل كما ذكر الشيخ‬
‫العبودي حفظه هللا في معجم األنواء والفصول‪.‬‬
‫محمد بن ّ‬
‫ثنيان‪:‬‬ ‫وقال ّ‬

‫ين‬
‫مسيب� املراطيب‬ ‫طلعة هسيل‬ ‫غياب‬ ‫الشفت ن ج� ي ن‬
‫م� مع الصبح ّ‬

‫يقول إذا غاب النسران مع الصبح وانتهى وقت الكليبين وطلع سهيل ففي ذلك‬
‫الوقت يتركون النخلة وقد شبعوا من الرطب‪.‬‬
‫وقال عبدهللا بن علي بن صقيه‪:1‬‬

‫يول‬
‫ليل ي‬
‫وابو عسيب ان ب�ن ٍ‬ ‫هسيل الشفته جنيت املراطيب‬
‫ً‬
‫يقصد أن سهيل دليل على كثرة التمر وأما ابوعسيب فال يدل على �شيء إن رؤي ليال‬
‫وابوعسيب هو املذنب وذلك ألنه يرى له ذيل كالعسيب‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫وقال العوني رحمه هللا‪:2‬‬

‫تقطف نوايهعن عىل طلعة هسيل‬ ‫ين‬


‫وبسات� ب�ن الثمر مال‬ ‫ين‬
‫غ�‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والغين هي النخيل امللتفة‪ ،‬والنوايع هي أطايبها رطبا وتمرا‪.‬‬
‫هسيل وملعانه عند الشعراء‬
‫سهيل اليماني هو ثاني أملع نجوم السماء بعد الشعرى اليمانية التي يسميها الناس‬
‫ً‬
‫املرزم‪ ،‬ولقرب مطلعه من الجنوب فهو اليرتفع عن األفق الجنوبي كثيرا‪ ،‬وبسبب‬
‫ً‬
‫سطوعه وقربه من األفق يرى متأللئا‪ .‬ولذلك قال القا�ضي‪:‬‬
‫ْ‬
‫مايــق‬
‫تَ‬
‫خــا� بيــد‬
‫َ ِّ ْ َ ْ‬
‫ــب ك ُــد َّرة‬ ‫وط ْر ُف ْ‬
‫ــه يقل‬
‫ن َ‬
‫الــام ِ ي�‬
‫ََْ ْ َ‬
‫ــك َّ‬
‫الن ْج ْ‬
‫ٍ‬ ‫ــم ي‬ ‫ويظهــر ِل‬

‫ومثله قول الشاعر‪:‬‬


‫َ َ ُ‬
‫طرف‬ ‫ي‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ي‬ ‫الل‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫آخ‬
‫ِ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدا‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫سيــل َ أَك َن ُ‬
‫ــه إذا مــا َ‬ ‫ُ ُ َ ً‬
‫وحــا ِمــن ُ َ‬ ‫أر ِاقــب ل‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ ُ‬ ‫ُ ُ َ َ‬
‫امل َؤلــف‬ ‫ح ك عــارض الشــوك البعـ يـر‬ ‫ُ‬
‫يعـ ِـارض عــن جمــرى النجــوم وينت ي‬
‫يقول أنظر إلى بريق سهيل كأنه يتألأل وذلك ألنه اليرتفع عن األفق كثيرا‪ .‬وهو في ناحية‬
‫ُ‬
‫عن مجرى النجوم األخر ألن مجراه قريب من الجنوب واليبتعد عنه‪.‬‬
‫يشبه ملعان سهيل بقلب الذيب‪ ،‬يقول‪:‬‬ ‫والخالوي ّ‬
‫ِ‬
‫الامســة طالــع هسيــل ي�ايــد‬ ‫ـى عقبــه ث�ــان مــع اربــع خ‬ ‫واىل مـ ض‬

‫الرايد‬
‫تشــوفه كقلــب الذيــب يلعــج بنوره مويــق عىل غرات حــدب ج‬
‫وقول الخالوي «والى م�ضى عقبه ثمان مع اربع الخامسة طالع سهيل» يعني إذا م�ضى‬
‫ً‬
‫ثالثة عشر يوما بعد الكليبين فانظر سهيل يتبين مثل قلب الذيب يتألأل بنوره مطال‬
‫معجم األنواء والفصول للشيخ محمد بن نارص العبودي ‪ -‬سهيل ص ‪128‬‬ ‫ ‪2‬‬

‫‪59‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ً‬
‫على النخيل‪ .‬مويق يعني مطال على غرات حدب الجرايد‪ ،‬وحدب الجرايد هي النخيل‬
‫وصفها بجريدها املحدودب‪ ،‬ويقصد ّ‬
‫بغرات حدب الجرايد رؤوس النخل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الومس‬
‫َْ‬
‫الز� ن�‬ ‫ّ‬
‫العوا ‪ -‬الامسك ‪ -‬الغفر ‪ -‬ب‬
‫الومس‬
‫احل ْ‬ ‫ص َم َ‬ ‫الــو ْ ِس َ ْ‬
‫ــوم َ‬ ‫َت ْظ َه ْــر نْ ج ُ� َ‬ ‫ــر ب� ِ ق� ْسيــل َوب ْع ِد ِه ْ‬ ‫ث نْ َ ش َ‬
‫دايــق‬ ‫ــن‬ ‫ٍ‬ ‫وا� ع ْ ي‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ــ� تَ َ�ى نْ ج ُ� َوم ْ‬ ‫ْاث َن ي ن‬
‫ــ� خَ ْ‬
‫اله ْــق‬ ‫ِ‬ ‫م‬‫الــا‬ ‫ك‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ــو‬ ‫َ‬
‫الع‬ ‫ْ‬
‫ــن‬ ‫ل‬
‫أو ِ‬ ‫ــه أ ْر َب َعــه‬ ‫و� ِس ي ن‬
‫ٍ‬
‫نَ ْ َ ن َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ــوس َو ْص ُف ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ــ� ك ُــر ٍم ْمعا ِن ْــق‬ ‫وز ب� ن�ه ج�م ٍي‬ ‫ــه‬ ‫الق ْ‬ ‫ِوسك مــع غف ٍــر كِ‬
‫ْ ْ نَ ُ ن َ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ْ ثَ ْ َ فْ َ ْ َّ َّ‬
‫ـواذق‬‫ســل �ــو� احلـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مل‬
‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬‫ص‬‫الف ْ‬ ‫وعــن‬ ‫ــه الظــل َس ْــب ِع ْه‬ ‫واص�ــا ب‬ ‫تكــر ع ِ‬
‫َ‬ ‫أ ْ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ أش‬
‫ـاد ْح ْمـ َـن الـ ُّـدود عا ِتـ ْـق‬
‫َي ْصلـ ْـح َعـ ْـن القـ ِ‬ ‫والن َخــل‬ ‫�ــار وال ِثــل‬ ‫َبـ ْـه القطــع لل ج‬

‫‪63‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫احل ْ‬ ‫الــو ْ ِس َ ْ‬
‫ص َم َ‬ ‫َت ْظ َه ْــر نْ ج ُ� َ‬
‫ــوم َ‬ ‫ث نْ َ ش َ‬
‫ــر ب� ِ ق� ْسيــل َوب ْع ِد ِه ْ‬
‫دايــق‬ ‫ــن‬ ‫ٍ‬ ‫وا� ع ْ ي‬ ‫ِ‬

‫وبعد انقضاء أيام سهيل تظهر نجوم الوسم التي فيها صرم الحدايق‪ .‬واملقصود‬
‫ً‬
‫بالحدايق مزارع النخل‪ ،‬وصرمها يعني صرام النخل‪ .‬والصرام يسمى أيضا الجداد‪،‬‬
‫وهو قطع أعذاق التمر في نهاية موسمه‪ .‬وفي املَ َثل «يوم الصرام ّ‬
‫كل كرام»‪ ،‬وذلك‬‫ٍ‬
‫يوم مشهور اليمنع فيه صاحب النخل‬ ‫لوفرة التمر‪ ،‬ويوم الصرام أو يوم الجداد ٌ‬
‫املحتاج من التمر‪.‬‬
‫قال ابن لعبون‪:1‬‬

‫ك�ن ــن ف ي� دار بن� عــوام عــام‬ ‫ي� سـ ي ن‬


‫ـن� يل مضــت مثــل احللــوم‬
‫ن أ‬
‫املســك� ب� ي�م الــرام‬
‫ي‬ ‫شــبعة‬ ‫هل ي‬
‫غر� الشــوق يشــبع منك يوم‬
‫وقال محمد العيدي من شعراء بريدة‪:2‬‬

‫الــداد‬ ‫َّ‬
‫طلبنــا وجبــة نــب ي نذوقــه نعــده شــبعة مثــل يــوم ج‬
‫ً‬
‫والوسم يدخل في ‪ 16‬أكتوبر املوافق ‪ 24‬امليزان‪ ،‬يعني بعد ‪ 24‬يوما من االعتدال‬
‫الخريفي وتساوي الليل والنهار‪.‬‬
‫ثم قال القا�ضي‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ن‬ ‫ْاث َن ي ن‬
‫ــ� خَ ْ‬
‫اله ْــق‬
‫ِ‬ ‫م‬‫الــا‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ــو‬ ‫َ‬
‫الع‬ ‫ْ‬
‫ــن‬ ‫ل‬
‫أو ِ‬ ‫ــ� تَ َ�ى ج ُ� َوم ْ‬
‫ــه أ ْر َب َعــه‬ ‫و� ِس ي ن‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫وأيام الوسم اثنان وخمسون يوما ونجومه أربعة‪ ،‬ويقصد بالنجوم هنا الطوالع‪ ،‬لكل‬
‫يوما فيكون املجموع اثنين وخمسين ً‬ ‫ً‬
‫يوما‪.‬‬ ‫طالع ثالثة عشر‬
‫العوا وهي خمسة نجوم منيرة بشكل حرف الالم‪ .‬وطلوع العوا في‬ ‫وأول هذه النجوم ّ‬

‫‪64‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫‪ 16‬أكتوبر املوافق ‪ 24‬امليزان‪.‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫من عالمات الوسم أيضا طلوع السويبع جهة الشمال الشرقي فجرا‪ .‬والسويبع هو‬
‫ً‬ ‫طلوعا‪ ،‬وطلوعه يوافق طلوع ّ‬ ‫ً‬
‫العوا تقريبا‪ .‬قال‬ ‫النجم السابع من بنات نعش وآخرها‬
‫ابن سبيل رحمه هللا عن داللة طلوع السويبع على نهاية الحر وبداية الوسم‪ ،‬وإعداد‬
‫الركايب لقطع الفيافي‪:‬‬
‫ن‬ ‫معفيــات قيظهــن‪ ،‬ت‬ ‫َّ‬
‫مســر ي�ات ملـــا بــدا ج�ــم الســويبع ِ‬
‫واكدي‬
‫ف‬ ‫ق‬
‫ـادي‬‫ـا� واحلــزوم البعـ ِ‬
‫جــا حقنا يف�ن‪ ،‬وهن ح�ن فات قطــع الفيـ ي‬

‫ا‬
‫ علاوطلا روصوصصعولط مسولا موجن لوأ يهو ماللا فرح هبشت اَّوَعل‬

‫ثم قال القا�ضي رحمه هللا‪:‬‬


‫نَ ْ َ ن َ ْ‬ ‫ُ ن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ــ� ك ُــر ٍم ْمعا ِن ْــق‬
‫وز ب��ه ج�م ي ٍ‬
‫ــوس َو ْصف ْ‬
‫ــه‬ ‫الق ْ‬ ‫ِوسك مــع غف ٍــر كِ‬
‫وبعد ّ‬
‫العوا يطلع السماك وهو نجم وحيد المع‪ ،‬والسماك املقصود هنا هو األعزل‪،‬‬

‫‪65‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫وأما السماك الرامح فليس من املنازل‪ ،‬ثم الغفر وهي ثالثة نجوم خفية على تقويس‪،‬‬
‫ثم الزبانا وهي نجمان بينهما مسافة كأنهما الرمح املعترض‪.‬‬
‫والسماك يطلع في ‪ 29‬أكتوبر املوافق ‪ 7‬العقرب‪ ،‬والغفر في ‪ 11‬نوفمبر املوافق ‪20‬‬
‫العقرب ثم الزبانا في ‪ 24‬نوفمبر املوافق ‪ 3‬القوس‪.‬‬

‫ علاوطلا روصوصصةيناعبرملا لبق ًارجف اهعولط لامتكا دعب انابزلاورفغلاو كامسلاو اّوعلا ‪،‬مسولا موجن‬

‫‪66‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ْ ْ نَ ُ ن َ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ‬ ‫َ ْ ثَ ْ َ فْ َ ْ َّ َّ‬
‫ســل �ــو� احلـ ِ‬
‫ـواذق‬ ‫وعــن الفصــد وا ِمل ِ‬ ‫ــه الظــل َس ْــب ِع ْه‬ ‫تكــر ع ِ‬
‫واص�ــا ب‬

‫وتكثر العواصف في هذا الفصل‪ ،‬واملذكور في املفكرات املوسمية أن العواصف تكثر‬


‫في الزبانا‪ ،‬آخر نجوم الوسم‪ ،‬كما في التقويم القطري وجدول الطوالع واملواسم‬
‫الزراعية‪ .‬وذكر الشيخ صالح بن محمد الشثري في كتابه «جدول في علم الحرث على‬
‫حساب الشثور» في أواخر القرن الثالث عشر أن في الغفر يضطرب بحر الروم فال‬
‫تجري فيه جارية‪ ،‬وهذه العناية حتى بأحوال البحر تدل على انتشار أهل الجزيرة في‬
‫السعي والتجارة وركوبهم البحر‪ .‬ثم قال القا�ضي «به الظل سبعة» يعني يبلغ ظل‬
‫القامة وقت الزوال سبعة أقدام‪ ،‬أما بالنسبة للتداوي فينهى العارفون بالطب في‬
‫هذه الفصل عن فصد الدم وملينات البطن‪ ،‬ويوافق الشيخ الشثري‪ ،‬رحمه هللا‪،‬‬
‫ً‬
‫على ذلك قائال‪« :‬وشرب اللبن صالح وكذا ختان الصبيان وشرب الدواء واملسهل إذا‬
‫احتيج إليه‪ ...‬ويجتنب فيه إخراج الدم بالفصد إال لضرورة»‪.3‬‬
‫َي ْص َلـ ْـح َعـ ْـن القــاد ْح ْمـ َـن الـ ُّـدود عاتــقْ‬ ‫أَ ْ َّ َ ْ‬ ‫ْ َ ْ َ أَ شْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َبــه القطــع لل ج‬
‫�ــار وال ِثــل والنخــل‬

‫وقطع األشجار واألثل والنخل في هذه األيام مناسب ألنه‪ ،‬بإذن هللا‪ ،‬اليصيبها القادح‬
‫وهو السوس الذي ينخر الخشب‪ .‬وقال الشيخ صالح بن محمد الشثري‪ ،‬رحمه هللا‪،‬‬
‫اليساس َ‬
‫والينخر»‪ ،‬وقال‬ ‫«وإذا قطع فيه [يعني في الوسم] الشجر والنخل والخشب ُ‬
‫«وماقطع في أيام الغفر من شجر التقع فيه األرضة»‪ ،‬والغفر ثالث نجوم الوسم‪،‬‬
‫واألرضة حشرة تنخر في الخشب والورق‪.4‬‬
‫وذكر الشاعر عبدهللا الشوشان من عنيزة أن قطع األخشاب يحميها من القادح إن‬
‫قطعت وقت الجوزا وقد نش العود يعني يبس قليال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫الــــوزا نظـــ يـم تــــاال تـ بـرى هلــــا اهلقعــــة ي�يــــن ب ج�ان�ب ـــــــا‬
‫عقــب تظــــهر ج‬

‫كتاب جدول يف علم الحرث عىل حساب الشثور‪ ،‬ص ‪46‬‬ ‫‪ 3‬‬
‫كتاب جدول يف علم الحرث عىل حساب الشثور‪ ،‬ص ‪ ،45‬ص ‪47‬‬ ‫‪ 4‬‬

‫‪67‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫أ‬
‫ـواص خشاي�ب ـــا‬
‫تســم مــن القــادح عـ ي‬ ‫ب�ــا القطــع للخشــاب ىل نــش عودهــا‬

‫‪68‬‬
‫املربعانية‬
‫ة‬
‫الشول‬ ‫إال لكيل ‪ -‬القلب ‪-‬‬
‫املربعانية‬
‫ْ ِّ ْ َ أ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ ْ ْ ْ‬
‫ماح ْــق‬ ‫ِ‬ ‫ــه لــ� ْوراق‬ ‫ه ا ِملر بعا ِني‬ ‫ِ يَ‬ ‫ــب وش ْــوِ ْل‬
‫يــل وقل ٍ‬ ‫ويطلــع ِلــك ِإ ِك ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ن َ ُ َ ّ‬ ‫ــ� إىل فــات ِث ْل ِ�ث ْ‬ ‫ــع وثال ِث ي ن‬ ‫ِت ْس ُ‬
‫فــارق‬
‫ــب ِ‬ ‫ِ�ايــة طــول الليــل ب�لقل ِ‬ ‫ــن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ َُ َ َ ْ‬ ‫كثــر َب ْ‬ ‫ــدي ْين ِت‬ ‫ــن َ ب� َلقــوس ج َ‬ ‫و� ْ‬ ‫ْب ُ‬
‫ــوارق‬
‫املاطــر حقــوق الب ِ‬ ‫ــه ِ‬ ‫ِِ يٍ‬ ‫ــه‬‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫وال‬ ‫ِ‬ ‫و� ِج ِ‬
‫َبـ ْـه الـ َبـر ِد َد َّخ ُانـ ْـه ْمـ َـن ج َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َّ‬
‫الــوف عا ِلـ ْـق‬ ‫يقــف ِظلهــا َعـ ْـن َسـ ْـبع االقــدام زايـ ْـد‬

‫‪71‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫ْ ِّ ْ َ أ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َْ ْ ْ ْ‬
‫ماح ْــق‬
‫ِ‬ ‫ــه لــ� ْوراق‬ ‫ِ يَ‬
‫ه ا ِملر بعا ِني‬ ‫ــب وش ْــوِ ْل‬
‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫وق‬ ‫يــل‬
‫ويطلــع ِلــك ِإ ٍ‬
‫ك‬
‫ِ‬
‫ثم تبدأ املربعانية وهي ثالثة طوالع‪ ،‬اإلكليل والقلب والشولة‪ ،‬وفيها تسقط أوراق‬
‫الشجر‪ .‬وسميت باملربعانية إلنها تستمر أربعين ليلة‪ ،‬وقول القا�ضي عنها لألوراق‬
‫ماحق شبيه بقول العرب الشتاء أوله محرق وآخره مورق‪ ،‬فدخول املربعانية هو‬
‫بداية الشتاء‪.‬‬
‫أول طوالع املربعانية هو اإلكليل‪ ،‬يدخل في ‪ 7‬ديسمبر املوافق ‪ 16‬القوس‪ ،‬ثم القلب‬
‫في ‪ 20‬ديسمبر املوافق ‪ 29‬القوس‪ ،‬ثم الشولة في ‪ 2‬يناير املوافق ‪ 12‬الجدي‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ن َ ُ َ ّ‬ ‫ــ� إىل فــات ِث ْل ِ�ث ْ‬
‫ــع وثال ِث ي ن‬‫ِت ْس ُ‬
‫فــارق‬
‫ِ‬ ‫ــب‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫لق‬‫�‬‫ب‬ ‫يــل‬ ‫الل‬ ‫ــول‬‫ط‬ ‫ــة‬ ‫اي‬ ‫�‬‫ِ‬ ‫ــن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وأيام املربعانية تسعة وثالثون يوما‪ ،‬لكل طالع من طوالعها ثالثة عشر يوما‪ ،‬وبعد‬
‫ً‬
‫م�ضي ثلثها أي ثالثة عشر يوما من املربعانية وخروج اإلكليل‪ ،‬ينتهي طول الليل ويبدأ‬
‫النهار في األخذ من الليل‪ ،‬والفاصل بين نهاية طول الليل وابتداء زيادة النهار هو دخول‬
‫طالع القلب وقت االنقالب الشتوي في ‪ 20‬ديسمبر‪.‬‬
‫ْ َُ َ َ ْ‬ ‫والــدي ْين تــه كثــر َب ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ــوارق‬ ‫املاطــر حقــوق الب ِ‬ ‫ــه ِ‬ ‫ِِ يٍ‬ ‫ِِ ي‬ ‫ــوس ج َ ِ‬
‫و�ــن ب�لق ِ‬ ‫ْب ُ‬
‫و� ِج ِ‬
‫وهذه الطوالع الثالثة تبدأ في ‪ 16‬القوس وتنتهي في ‪ 24‬الجدي‪ ،‬وأيامها‪ ،‬بإذن هللا‪،‬‬
‫كثيرة املطر‪ ،‬وبرقها َحقوق‪ ،‬أي متتابع الينفصل‪.‬‬
‫اال ْقــدام زايـ ْـد َبـ ْـه الـ َبـر ِد َد َّخ ُانـ ْـه ْمـ َـن ج َ‬
‫الــوف عا ِلـ ْـق‬
‫َ ْ َّ َ ْ َ ْ َ‬
‫يقــف ِظلهــا عــن ســبع‬

‫ويصل طول الظل عند الزوال مايزيد على السبعة أقدام وهو أطول ظل في السنة‪،‬‬
‫وعند خروج الهواء من الجوف يتكثف كالبخار من شدة البرد‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫‪73‬‬
‫الشبط‬
‫ي‬
‫النعا� ‪ -‬البلدة‬
‫الشبط‬
‫ت� ِس ْــه ْن ِم ْر َت ْفــع َع َل ي� ْ‬ ‫َ‬ ‫نَ‬ ‫َوت ْبــدا ّ‬
‫وشــاع ْق‬ ‫ِ‬ ‫ــن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عــا� ِت ْس ِــع ج ْ�مــات َس ْــبكا‬ ‫الن ي ْ‬
‫تَ َّ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫الب ْل ِــد ْه ِن ِظ َيم ي ن‬
‫وبــدت ُع ْق ُب ْــه َ‬ ‫َ‬
‫ــاد ْه ِوان َ�ققــت ر ِام ْــق‬ ‫الق ِ‬ ‫خلــف ِ‬ ‫ــ� ِس ِّــت ْه‬
‫ْ‬ ‫الش ْــبط َ ب� َب ْ‬
‫لــر‬
‫ْ َ ُّ ن ّ ِّ‬
‫و�ن‬ ‫� ْ‬ ‫ــ� َب ْع ضُ ُ‬ ‫الس َك ي ن‬‫ــم َّن ِّ‬ ‫ــ� ْي َس َّ‬ ‫نَ ج ْ� َم ي ن‬
‫غــارق‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫يســم ِ ِ‬ ‫ــم‬
‫ْ‬ ‫شْ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫تَ َ ْ ْ َّ ْ‬
‫شــارق‬ ‫ِ‬ ‫�‬‫ن‬ ‫ي‬ ‫ــر‬ ‫ــو� ْن ِس ِّــته ِوع‬ ‫وم ُس ِب‬ ‫ــن َ ب�لدل ِــو والظــل َس ْــب ِع ْه‬ ‫�‬‫�ى ب� ِج ِ‬
‫ْ‬ ‫ِت ْغ َــر ْس ي َ ج ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫اهلد ْ‬ ‫ــن َي ْظ َهــر ْ‬
‫ســايق‬ ‫و� ِــر َي املــا َ ب� ُلعــود‬ ‫واال�ــار ِكهــا‬ ‫ج‬ ‫هــد‬ ‫ب� ْ‬
‫ِ‬

‫‪76‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫ت� ِس ْــه ْن ِم ْر َت ْفــع َع َل ي� ْ‬ ‫َ‬ ‫نَ‬ ‫َوت ْبــدا ّ‬
‫وشــاع ْق‬
‫ِ‬ ‫ــن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عــا� ِت ْس ِــع ج ْ�مــات َس ْــبكا‬
‫الن ي ْ‬

‫وتظهر بنهاية املربعانية وبداية الشبط نجوم النعايم‪ ،‬وهي تسعة نجوم أربعة منها على‬
‫شكل تربيع وهي النعايم الواردة وأربعة أخرى تشبهها وهي النعايم الصادرة ويعلوهن‬
‫نجم تاسع مرتفع عليهن وشاعق‪ ،‬وشاعق يعني المع كما قال القا�ضي في قصيدة له‬
‫أخرى‪:‬‬
‫ن آ‬ ‫ب� ٍق شعق نوره رسى ي ج�هر خ‬
‫ب� الفاق‬ ‫اللق اسفر وضاح والح من ي‬

‫ علاوطلا روصوصصنهقوف عساتلاو ةرداص عبرأو ةدراو عبرأ مياعنلا‬

‫ً‬
‫ثم وصف القا�ضي طالع البلدة قائال‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫تَ َّ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫الب ْل ِــد ْه ِن ِظ َيم ي ن‬


‫وبــدت ُع ْق ُب ْــه َ‬
‫َ‬
‫ــاد ْه ِوان َ�ققــت ر ِام ْــق‬
‫الق ِ‬
‫خلــف ِ‬ ‫ــ� ِس ِّــت ْه‬

‫وتظهر البلدة بعد النعايم‪ ،‬والبلدة قطعة من السماء خالية من النجوم الالمعة‬
‫ً ُ‬
‫ويسمى أيضا أ ْدحي النعام‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مقوس تسميه العرب القالدة‪،‬‬ ‫تحت نظيم من النجوم ّ‬
‫أي املكان الذي يضع فيه النعام بيضه‪ .‬والقالدة ستة نجوم‪ ،‬من مجموعتين كل‬
‫مجموعة ثالثة نجوم‪ ،‬ولعل هذا ماقصده القا�ضي بقوله نظيمين ستة‪ ،‬أي نظيمين‬
‫من ستة نجوم كل نظيم فيه ثالثة‪ .‬وإذا تحققت من القالدة فانظر البلدة تحتها‪.‬‬
‫ْ‬
‫غــارق‬ ‫د‬
‫ْ َ ُّ ن ّ ِّ‬
‫الش ْــبط َ ب� َب ْ‬
‫لــر‬ ‫ن‬ ‫و�‬‫ِ‬ ‫ــم‬‫س‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ــم‬‫�‬ ‫الس َك ي ن‬
‫ــ� َب ْع ضُ ُ‬ ‫ــم َّن ِّ‬ ‫نَ ج ْ� َم ي ن‬
‫ــ� ْي َس َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫وتسمى أيضا الشبط‪ ،‬وقوله بالبرد غارق يعني‬ ‫والنعايم والبلدة ّ‬
‫تسمى السماكين‪،‬‬
‫وقتها يكون في أشد البرد‪.‬‬

‫ا‬
‫ علاوطلا روصوصصًارجف يقرشلا يبونجلا قفألا يف ةدلبلاو مياعنل‬

‫ثم قال القا�ضي رحمه هللا‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ْ‬ ‫شْ‬ ‫َْ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫تَ َ ْ ْ َّ ْ‬


‫شــارق‬
‫ِ‬ ‫ــر ي ن�‬ ‫ــو� ْن ِس ِّــته ِوع‬ ‫وم ُس ِب‬ ‫ــن َ ب�لدل ِــو والظــل َس ْــب ِع ْه‬ ‫�ى ب� ِج ِ‬
‫�‬

‫عبر القا�ضي عن‬ ‫والسماكان أو الشبط ستة وعشرين شارق أي ستة وعشرون يوما‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫اليوم بالشروق‪ ،‬ثالثة عشر يوما للنعايم ومثلها للبلدة‪ ،‬ومعظم أيامها في برج الدلو‪،‬‬
‫ً‬
‫حيث يكون طلوع النعايم فجرا في ‪ 25‬الجدي املوافق ‪ 15‬يناير‪ ،‬وطلوع البلدة في ‪8‬‬
‫الدلو املوافق ‪ 28‬يناير‪ .‬وببداية الشبط في ‪ 25‬الجدي ونهايتها في ‪ 20‬الدلو يكون لها‬
‫يوما في الدلو‪ّ .‬‬ ‫ً‬
‫وأما طول الظل في الشبط فيبلغ سبعة اقدام‪.‬‬ ‫‪ 6‬أيام في الجدي و‪20‬‬
‫ْ‬ ‫ِت ْغ َــر ْس ي َ ج ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫ــن َي ْظ َهــر ْ‬
‫اهلد ْ‬
‫ســايق‬ ‫و� ِــر َي املــا َ ب� ُلعــود‬ ‫واال�ــار ِكهــا‬ ‫ج‬ ‫هــد‬ ‫ب� ْ‬
‫ِ‬
‫ومن مظاهر الشبط مجيء الهدهد وصالح غرس جميع األشجار وبداية جريان املاء‬
‫في أغصان الشجر‪ .‬وآخر ثالثة أيام من البلدة مع أول ثالثة أيام من سعد الذابح هي‬
‫الست الصالحة للزراعة‪.‬‬
‫ين‬ ‫ف‬
‫الامسك�‬ ‫فائدة ي�‬
‫عند القا�ضي «السماكين» هما الشبط‪ ،‬ويوافقان النعايم والبلدة‪ ،‬وتسمية‬
‫السماكين وردت عند الشيخ صالح بن محمد الشثري املتوفى سنة ‪ 1309‬هـ رحمه‬
‫هللا في كتابه «جدول في علم الحرث على حساب الشثور» ولكنها عنده توافق القلب‬
‫والشولة‪ ،‬من نجوم املربعانية‪.‬‬
‫ويقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم األنواء والفصول‪« :‬السماك من‬
‫األنواء وهو في آخر فصل الربيع وهما سماكان األول والثاني وبعدهما القيظ»‪ ،‬وقول‬
‫الشيخ العبودي يوافق األزهري (توفي رحمه هللا سنة ‪ 370‬للهجرة) في تهذيب اللغة‬
‫حيث جعل السماكين في آخر الربيع‪ ،‬قال‪ :‬أول املطر الوسمي ‪ ،‬وأنواؤه العرقوتان‬
‫املؤخرتان ‪ .‬قال أبو منصور [األزهري] ‪ :‬هما الفرغ املؤخر ثم الشرط ثم الثريا ثم‬
‫الشتوي ‪ ،‬وأنواؤه الجوزاء ‪ ،‬ثم الذراعان ‪ ،‬ونثرتهما ‪ ،‬ثم الجبهة ‪ ،‬وهي آخر الشتوي‬

‫‪79‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫وأول الدفئي والصيفي ‪ ،‬ثم الصيفي وأنواؤه السماكان األول األعزل ‪ ،‬واآلخر الرقيب‬
‫‪ ،‬وما بين السماكين صيف ‪ ،‬وهو نحو من أربعين يوما ‪ ،‬ثم الحميم ‪ ،‬وهو نحو من‬
‫عشرين ليلة‪ .‬انتهى كالم األزهري واملالحظ أن السماكين عنده قبل الحميم ‪ .‬أما‬
‫القا�ضي فالسماكين عنده هما الشبط في اشتداد البرد‪.‬‬
‫وعند الخالوي نو السماك أو السماكين يكون قبل العقارب والحميم‪ ،‬حسب فهمي‬
‫من األبيات التالية‪ ،‬وهذا قريب من قول القا�ضي‪ ،‬ومعنى األبيات أنه إذا انتهت‬
‫ّ‬
‫الشبط ولم ينزل من الغيث مايمأل الغدران‪ ،‬فإنه يكون م�ضى من الوقت منذ نزول‬
‫الغيث العام املا�ضي‪ ،‬القيظ ثم سهيل ثم الوسمي ثم املربعانية ثم السماكين الذين‬
‫هما الشبط ‪ ،‬وهذا وقت طويل وشديد من دون غيث‪ ،‬ولذلك يدعو الخالوي بأن‬
‫ً‬
‫ينزل هللا في العقارب أو الحميم من املزون غيثا يفرح به الفالح والراعي‪.‬‬
‫يقول الخالوي‪:‬‬

‫ما�ــا دعــوب املســايل‬‫إذا ظ�ــر نــو السماك وال نشــا مــن املــزن ي‬
‫خلــت خ‬‫ّ‬
‫املتــال عياهلــا وطلقــت أوالد الســلوب احلاليــل‬
‫ي‬ ‫ــور‬ ‫ال‬ ‫قــد‬
‫وغــدا منــادي الليــل ماينــوح هل وغدوا فتخ االيدي اكسـ ي ن‬
‫ـب� النفايل‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫الســوا� اهلزايــل‬ ‫اع‬
‫ي‬ ‫بتــال العقربيــات ســيهل يفــرح ب�ــا ر ي‬
‫ي‬ ‫فيــاهلل‬
‫أ‬
‫محــم أو ت� يل حيــا عقربيــة صــدوق احليا ي� ي ي� العصور الوايل‬ ‫ي‬
‫والشيخ العبودي ذكر البيت األول بهذه الصيغة‪:‬‬

‫ما�وي دعوب املسايل‬ ‫ين‬


‫الامسك� ماجرى من الغيث ي‬ ‫واىل فات من نو‬
‫وهذا االختالف في السماكين اليعني أن البعض مصيب واآلخرين مخطئون‪ ،‬ولكن‬
‫هي اصطالحات اصطلح عليها أهل البالد املختلفة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫العقارب‬
‫سعد ب‬
‫الذا� ‪ -‬سعد بلع ‪ -‬سعد السعود‬
‫العقارب‬
‫الال ْيق‬ ‫ـض خَ‬ ‫العقــار ْب ِع ْنـ ِـد َب ْعـ َ‬ ‫وهـ َّـن َ‬‫ِ‬
‫الثالث ْ‬
‫ــه‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫الن ُجــوم‬ ‫ــع ْ‬
‫ودات ُّ‬ ‫َوت ْظهــر ُس ُ‬
‫ِ‬
‫الع ُل ْــو نَ ج ْ�ــم ش�ل ْمال ْ‬ ‫ــب ُ‬ ‫ب ْ ج َ� ْن َ‬ ‫ــف َو ْص فُ� ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ا� نَ ج ْ� َم ي ن‬ ‫الــذ ب ْ‬‫َ َّ‬
‫بــق‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ــن‬ ‫ِ‬ ‫ــ� كِ ال ِ‬
‫ل‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬
‫أَ ْ َ ُ ْ ُ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫وس َــع ْد ُب َل ْــع نَ ج ْ� َم ي ن‬
‫فارق‬ ‫االعــى عىل الســفل بــه الكـ بـر ِ‬
‫ْ‬ ‫ــ� َ ب� َلع ْــرض ِواف َت َخ ْــر‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ نَ ْ َ شِّ‬ ‫تَ َ ُ‬ ‫َ َّ ب ْ ْ‬ ‫وسـ ْـع َد ُّ‬
‫شــارق‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الــام‬ ‫ــم‬ ‫�‬‫ج‬ ‫ــن‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ور‬
‫�ى ِ‬
‫ن‬ ‫ا� ِإن بــدا‬ ‫السـ ُـعود يشــابه الــذ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫تــ� َغ َّ‬ ‫ــر ي ن‬ ‫َ ب� ُال َول َين ضِّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫خَ‬ ‫والر َّ‬
‫ُّ‬ ‫لــو ْ‬‫َفا َ‬
‫طــارق‬ ‫ِ‬ ‫مل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ــض‬ ‫ــورق‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ــوخ‬ ‫وال‬ ‫ــان‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ر‬
‫والع ْرق عالق‬
‫ْ‬
‫الصيف ِ‬ ‫ر ب َيعـ ْـه َم ْع َأ َنوا ّ‬ ‫الــرد ِم ْب ِتــدا‬ ‫آخ َــر َب ْ‬ ‫يــه ِ يه ِ‬ ‫والثان ْ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫ِِ‬
‫َّ‬ ‫َّ ْ ُ ْ َ َ ش‬
‫خاف ْــق‬ ‫الــرد ِ‬ ‫ــه َب ْ‬ ‫ــه َب ْ‬ ‫ت زْ�ه ْــر َر� ِح َي َن ْ‬
‫ي‬ ‫ِ ِ‬ ‫�ــار ِكهــا‬ ‫ــورق اال ج‬ ‫والثا ِل ِثــه ي ِ‬
‫َ‬ ‫َتـ َ‬ ‫الزمــان ْب َل َيلهــا َم ْ‬ ‫َ َ‬
‫وافـ ْـق‬ ‫ـوت ف ْصـ ٍـل ْم ِ‬ ‫احلـ ِ‬ ‫اس ُ‬ ‫ـواس ْ ب� ْ‬ ‫ــع نَ� َارهــا‬ ‫ــدال ِّ‬ ‫ع‬
‫الحـ ْـق‬ ‫واحلــوت ِ‬ ‫الد ْلــو ُ‬ ‫اس َّ‬ ‫َا ُل َول ْ ب� َ‬ ‫ــ� َل ْي ِ ْ‬
‫ــه‬ ‫ــع وثال ِث ي ن‬ ‫االس ِــع ِد ْه ِت ْس ُ‬ ‫َف ْ‬
‫ِ‬

‫‪83‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫الال ْيق‬ ‫العقــار ْب ِع ْنـ ِـد َب ْعـ َ‬
‫ـض خَ‬ ‫وهـ َّـن َ‬
‫ِ‬ ‫ــه‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫الثالث ْ‬ ‫ودات ُّ‬
‫الن ُجــوم‬ ‫َوت ْظهــر ُس ُ‬
‫ــع ْ‬
‫ِ‬
‫وتظهر بعد ذلك السعودات الثالثة‪ .‬وأولها سعد الذابح‪ ،‬ثم سعد بلع‪ ،‬ثم سعد‬
‫ّ‬
‫ويقسمونها إلى العقرب األولى والثانية والثالثة‪.‬‬ ‫السعود‪ّ .‬‬
‫ويسميها البعض العقارب‬

‫الع ُل ْــو نَ ج ْ�ــم ش�ل ْمال ْ‬ ‫ب ْ ج َ� ْن َ‬


‫ــب ُ‬ ‫ــف َو ْص فُ� ْ‬ ‫أَ ْ‬ ‫ا� نَ ج ْ� َم ي ن‬ ‫َ َّ‬
‫الــذ ب ْ‬
‫بــق‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ــن‬ ‫ِ‬ ‫كِ ال ِ‬
‫ل‬ ‫ــ�‬
‫ٍ‬ ‫ف‬

‫وهنا بدأ القا�ضي يصف شكل نجوم السعودات الثالثة‪ ،‬فسعد الذابح هو نجمان‬
‫مثل حرف األلف‪ ،‬وبالقرب من النجم األعلى إلى جهة الشمال نجم قريب خافت‬
‫ّ‬
‫يكاد يلتصق به‪ ،‬ويقول العرب عن هذا النجم أنه هو شاته التي يذبحها‪ .‬وطلوع سعد‬
‫الذابح في ‪ 21‬الدلو املوافق ‪ 10‬فبراير‪.‬‬
‫أَ ْ َ ُ ْ ُ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وس َــع ْد ُب َل ْــع نَ ج ْ� َم ي ن‬
‫ــ� َ� َلع ْــرض و ْاف َت َ‬ ‫َ‬
‫فارق‬‫ِ‬ ‫ـر‬
‫ب‬ ‫ـ‬ ‫الك‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫ب‬ ‫ل‬‫ـف‬‫ـ‬ ‫س‬‫ال‬ ‫عىل‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬‫االع‬ ‫ــر‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬
‫ً‬
‫وسعد بلع أيضا نجمان ولكنهما معترضان مع ميل‪ ،‬واألعلى منهما يفتخر بقوة ملعانه‬
‫على األسفل‪ ،‬والفرق بينهما واضح‪ .‬وطلوع سعد بلع في ‪ 4‬الحوت املوافق ‪ 23‬فبراير‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ نَ ْ َ شِّ‬ ‫تَ َ ُ‬ ‫َ َّ ب ْ ْ‬ ‫وسـ ْـع َد ُّ‬
‫شــارق‬‫ِ‬ ‫ل‬‫ي‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الــام‬ ‫ــم‬ ‫�‬‫ج‬ ‫ــن‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ور‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ى‬‫�‬ ‫ـدا‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫السـ ُـعود يشــابه الــذا� ِإ‬ ‫َ‬

‫وسعد السعود يشبه الذابح في شكله‪ ،‬وأنور النجمين هو الشمالي منهما‪ .‬وعند العرب‬
‫القدماء‪ ،‬سعد السعود ثالثة نجوم‪ ،‬النجمان املذكوران مع نجم آخر أسفل منهما‪.‬‬
‫وطلوع سعد السعود في ‪ 17‬الحوت املوافق ‪ 8‬مارس‪.‬‬
‫ذكر القا�ضي رحمه هللا أن السعودات الثالثة كل واحد منها نجمان‪ ،‬كما هو موضح‬
‫ً‬
‫في الصورة التالية‪ .‬وعند العرب قديما‪ ،‬سعد الذابح ثالثة نجوم‪ ،‬بإضافة النجم‬

‫‪84‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫َ‬
‫الصغير بجانب النجم املرتفع‪ ،‬وسعد ُبلع ثالثة نجوم بإضافة النجم املحاط بدائرة‬
‫تحت النجمين‪ ،‬وكذلك سعد السعود ثالثة نجوم بإضافة النجم املحاط بدائرة‬
‫تحت النجمين الذين وصفهما القا�ضي‪.‬‬

‫ا‬
‫ علاوطلا روصوصصارجف اهعافترا دعب ةثالثلا تادوعسلاب ةلثمم براقعل‬

‫ْ‬ ‫تــ� َغ َّ‬ ‫َ ب� ُال َول َين ضِّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫خَ‬ ‫ُّ َّ‬ ‫َفا َ‬
‫طــارق‬
‫ِ‬ ‫مل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ــض‬ ‫ــر ي ن‬ ‫ــورق‬
‫والرمــان والــوخ ي ِ‬ ‫لــو ْرد‬

‫والرمان والخوخ‪ ،‬وتصبح أغصان‬‫ففي العقرب األولى أي سعد الذابح يورق الورد ّ‬
‫غضة نضرة ألن املاء قد جرى فيها قبل ذلك‪ .‬واملطرق يطلق على العصا الدقيق‬ ‫التين ّ‬

‫َ‬ ‫املستقيم وربما أطلقت على األغصان الدقيقة‪.‬‬


‫ْْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫آخ َــر َب ْ‬
‫الــرد ِم ْب ِتــدا ر بيعــه َم ْع أنوا ّ‬ ‫ّ‬
‫والثان ْ‬
‫والعرق عالق‬
‫الصيف ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يــه ِ يه ِ‬ ‫ِ‬

‫والعقرب الثانية‪ ،‬سعد بلع هي نهاية البرد والشتاء وبداية الربيع مع أنواء الصيف‪.‬‬
‫والصيف عند العرب هو مايعرفه الناس بالربيع اآلن‪ .‬وقوله «والعرق عالق» يقصد‬

‫‪85‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫أنه بعد أن يكون الشتاء الذي يتوقف فيه النمو قد م�ضى‪ ،‬فإن عروق األشجار‬
‫والنباتات تبدأ تتغلغل في األرض وفروعها تنمو‪.‬‬
‫ولم يذكر القا�ضي أيام العجوز السبعة الباردة‪ ،‬وهي أثناء العقرب الثانية وتبدأ في‬
‫‪ 26‬فبراير‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ ْ ُ ْ َ َ ش‬
‫خاف ْــق‬ ‫ــه َب ْ‬
‫ــه َب ْ‬
‫الــرد ِ‬
‫ت زْ�ه ْــر َر� ِح َي َن ْ‬
‫ي‬ ‫ِ ِ‬ ‫�ــار ِكهــا‬
‫ــورق اال ج‬
‫والثا ِل ِثــه ي ِ‬
‫وفي العقرب الثالثة‪ ،‬تورق األشجار‪ ،‬وتزهر الرياحين‪ ،‬وينصرم الشتاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫َتـ َ‬ ‫الزمــان ْب َل َيلهــا َم ْ‬ ‫َ َ‬
‫وافـ ْـق‬
‫ـوت ف ْصـ ٍـل ْم ِ‬ ‫اس ُ‬
‫احلـ ِ‬ ‫ـواس ْ ب� ْ‬ ‫ــع نَ� َارهــا‬ ‫ــدال ِّ‬‫ع‬
‫ً‬
‫ويعتدل الزمان بنهاية العقرب الثالثة حيث يتساوى الليل والنهار ويكون ذلك أيضا في‬
‫نهاية برج الحوت وبداية الحمل‪ ،‬وهو االعتدال الربيعي‪.‬‬

‫الحـ ْـق‬ ‫الد ْلــو ُ‬


‫واحلــوت ِ‬ ‫َا ُل َول ْ ب� َ‬
‫اس َّ‬ ‫ــ� َل ْي ِ ْ‬
‫ــه‬ ‫َف ْ‬
‫االس ِــع ِد ْه ِت ْس ُ‬
‫ــع وثال ِث ي ن‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وهكذا تكون األسعدة الثالثة تسعة وثالثين يوما‪ ،‬لكل منها ثالثة عشر يوما‪ ،‬وبدايتها‬
‫في برج الدلو وتنتهي بنهاية الحوت‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ين‬
‫احلميم�‬
‫أ‬
‫سعد الخبية ‪ -‬الفرغ ّ‬
‫املقدم‬
‫ين‬
‫احلميم�‬
‫َ ْ ْ ُ‬
‫َ‬
‫بيــه ث ّ� ا ِملق ّــدم ْيعا ِن ْــق‬ ‫االخ‬ ‫اسه ْ‬
‫ــن‬ ‫احلميم ن ْ‬ ‫َويطل ْــع ِلــك نَ ج َ� َ‬
‫ــم َ ِ ِ ي‬
‫ــ� ِو ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬
‫ــ� َش ْ‬ ‫ــف ا ِمل َق َّــد ْم َك ْو َك َب ي ن‬‫َ ْ َ‬ ‫ــه كِ ر ْجــل َب ِّط ْ‬‫ــه َو ْص َف ْ‬‫االخبي ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ــعايق‬ ‫ٍ‬ ‫وص‬ ‫ــه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف ِِ‬
‫واحل ْجــم ال ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ــر ي ن� تَ َ�ى َ‬
‫احل ْمــل ْ� ج� ْ‬ ‫شْ‬ ‫ِّ ْ‬
‫يــق‬ ‫ِفيــه الــدوا والف ْص ِــد َ ِ‬ ‫ــن‬ ‫ِ ب ِِ‬ ‫ِســته ِوع ِ ٍ‬

‫‪89‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫َ ْ ْ ُ‬
‫َ‬
‫بيــه ث ّ� ا ِملق ّــدم ْيعا ِن ْــق‬ ‫االخ‬ ‫اسه ْ‬
‫ــن‬ ‫احلميم ن ْ‬ ‫ــك نَ ج َ� َ‬
‫ــم َ ِ ِ ي‬
‫ــ� ِو ِِ‬
‫َ َْ ْ ْ‬
‫ويطلــع ِل‬
‫ويظهر بعد ذلك الحميمين‪ ،‬وهما طالعان األول سعد األخبية والثاني هو الفرغ ّ‬
‫املقدم‪.‬‬
‫ــ� َش ْ‬
‫ــف ا ِمل َق َّــد ْم َك ْو َك َب ي ن‬
‫َ ْ َ‬ ‫ــه كِ ر ْجــل َب ِّط ْ‬
‫ــه َو ْص َف ْ‬ ‫َ ْ‬
‫االخبي ْ‬
‫ــعايق‬ ‫ٍ‬ ‫ص‬‫و‬ ‫ــه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ف ِِ‬
‫املقدم نجمان المعان‪.‬‬‫وسعد األخبية أ بعة نجوم كأنها جل بطة‪ ،‬بينما ّ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫واحل ْجــم ال ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫احل ْمــل ْ� ج� ْ‬ ‫َ‬ ‫شْ‬ ‫ِّ ْ‬
‫يــق‬ ‫ِفيــه الــدوا والف ْص ِــد َ ِ‬ ‫ــن‬ ‫ــر ي ٍ ن� ت َ�ى َ ِ ب ِِ‬ ‫ِســته ِوع ِ‬
‫ً‬
‫وللحميمين ستة وعشرين يوم في برج الحمل‪ ،‬لسعد األخبية ثالثة عشر يوما ومثلها‬
‫املقدم‪ ،‬وأيامها مناسبة ملن أراد الفصد والحجامة واستعمال الدوا‪ ،‬ويقصد‬ ‫للفرغ َّ‬
‫وملينات البطن‪ .‬وسعد األخبية يطلع في أول الحمل املوافق ‪ 21‬مارس‪،‬‬ ‫بالدوا املسهل ّ‬
‫ِ‬
‫واملقدم في ‪ 14‬الحمل املوافق ‪ 3‬إبريل‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫«والحم ُ‬
‫يم‪ :‬املطر الذي يأتي في‬ ‫ِ‬ ‫وفي لسان العرب‪ ،‬أورد ابن منظور عن الحميم‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الصيف حين َت ْس ُخن األرض؛ وقال ابن سيده‪َ :‬‬
‫الح ِميم املطر الذي يأتي بعد أن يشتد‬
‫َ ُ َ‬
‫يم‪ :‬الق ْيظ‪» .‬‬‫حار‪ .‬والح ِم‬ ‫الحر ألنه ّ‬

‫‪90‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ًارجف يقرشلا قفألا يف مّدقم او ةيبخألا دعس‬


‫ل‬ ‫ علاوطلا روصوصص‬

‫‪91‬‬
‫الذر ي ن‬
‫اع�‬ ‫ّ‬
‫الفرغ املؤخر ‪ -‬الرشا‬
‫الذر ي ن‬
‫اع�‬
‫ْ َ ِّ‬ ‫نَ ج ْ� َم ي ن‬ ‫امل َو َّخـ ْـر مــع ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ــ� عا ِل ْــق‬
‫الذر َاع ي ن‬ ‫ــ� ِ ِلــن اس‬ ‫الرشــا‬ ‫الفـ ْـرغ ُ‬ ‫َويظ َهـ ْـر ِلــك‬
‫ــ� َل ْ‬
‫وايــق‬ ‫تَ َ�ى ِ ّك َف ْــرغ نَ ج ْ� ِم َت ي ن‬ ‫ــه‬‫قــد ْم نْ ج ُ� ُوم ْ‬ ‫امل َو َّخــر َكمل َّ‬
‫ِ‬ ‫َف ْــر َغ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وحــادي ْال َعـ شَ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ نْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ـور ْه َعل ي ِ�ـ ّـن فايـ ْـق‬ ‫ـر نـ ُ‬ ‫واه ْــر‬‫ــوم ز ِ‬ ‫الرشــا َس ْــبكة ج ُ� ٍ‬ ‫ــف ِّ‬ ‫وص‬
‫واف ْــق‬ ‫ربيــع ُ‬
‫امل ِ‬ ‫ِق َــد ْم ُو ُهــو َف ْص َــل ِّال َ‬ ‫والثــور ِظ ُّ ْ‬
‫ــه‬
‫َّ‬
‫ــل‬‫م‬ ‫َ ب آ� ِخــر ب ْ� َج َ‬
‫احل ْ‬
‫ِ‬
‫واحل ْ‬ ‫الشـ َـجر َ‬ ‫ْ ْ ْ َ ْ َ ِّ‬ ‫َ‬
‫ــر ن� ل ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫اِ ْع ِ ْ‬
‫دايق‬ ‫وافــق ِب�ــن غــرس‬ ‫ي ِ‬ ‫يــه‬ ‫داد ِهــن ِســته ِوع ش ي‬

‫‪94‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫ْ َ ِّ‬ ‫نَ ج ْ� َم ي ن‬ ‫امل َو َّخـ ْـر مــع ِّ‬ ‫ََْ ْ َ َ‬
‫ــ� عا ِل ْــق‬
‫الذر َاع ي ن‬ ‫ــ� ِ ِلــن اس‬ ‫الرشــا‬ ‫الفـ ْـرغ ُ‬ ‫ويظهــر ِلــك‬

‫ويسمى هذان النجمان الذراعين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ويظهر بعد ذلك الفرغ املؤخر ثم الرشا‪،‬‬
‫َ‬
‫ــ� ل ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫قــد ْم نْ ج ُ� ُوم ْ‬
‫ــه تَ َ�ى ِك ف ْــرغ ن ج ْ� ِم َت ي ن‬ ‫َف ْــر َغ ُ‬
‫امل َو َّخــر َكمل َّ‬
‫وايــق‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫املقدم‪ ،‬لكل منهما نجمان المعان بينهما نفس‬ ‫والفرغ املؤخر نجومه مثل الفرغ ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يسميه العرب قديما‬ ‫املسافة وهذه النجوم األربعة تشكل مربعا كبيرا في السماء‪ِ ،‬‬
‫ً‬
‫الدلو‪ ،‬وهو غير برج الدلو‪ ،‬ويوصف أيضا بأنه مربع الفرس األعظم ألنه في كوكبة‬
‫الفرس اإلغريقية‪.‬‬
‫ْ َ شَ ْ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ نْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ـور ْه َعل ي ِ�ـ ّـن فايـ ْـق‬‫واه ْــر وحــادي العــر نـ‬ ‫الرشــا َس ْــبكة ج ُ� ٍ‬
‫ــوم ز ِ‬ ‫ــف ِّ‬ ‫وص‬
‫ً‬
‫أما الرشا فهو قوسين متالقيين من أحد عشر نجما تشبه السمكة والحادي عشر‬
‫يسمى الرشا‪.‬‬‫يفوقهن في اللمعان وهو الذي ّ‬
‫واف ْــق‬ ‫ربيــع ُ‬
‫امل ِ‬ ‫ِق َــد ْم ُو ُهــو َف ْص َــل ِّال َ‬ ‫والثــور ِظ ُّ ْ‬
‫ــه‬
‫َّ‬
‫ــل‬ ‫م‬ ‫َ ب آ� ِخــر ب ْ� َج َ‬
‫احل ْ‬
‫ِ‬
‫والذراعين تبدأ في أواخر برج الحمل وتنتهي في ‪ 21‬من برج الثور‪ ،‬والظل ينحسر فيها‬
‫إلى قدم ووقتها هو وقت الربيع املالئم للناس‪.‬‬
‫واحل ْ‬ ‫ْ ْ ْ َ ْ َ ِّ‬
‫الشـ َـجر َ‬ ‫ــر ن� َل ِ ْ‬‫ْ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫اِ ْع ِ ْ‬
‫دايق‬ ‫يــه ي ِ‬
‫وافــق ِب�ــن غــرس‬ ‫داد ِهــن ِســته ِوع ش ي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وأيام الذراعين ستة وعشرون يوما‪ ،‬للفرغ املؤخر ثالثة عشر يوما وللرشا مثلها‪،‬‬
‫وغرس األشجار في هذه الفترة مناسب‪.‬‬
‫الفرغ املؤخر يطلع في ‪ 27‬الحمل املوافق ‪ 16‬إبريل‪ ،‬وتطلع الرشا في ‪ 9‬الثور املوافق‬
‫‪ 29‬إبريل‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ا‬
‫ علاوطلا روصوصصًارجف يقرشلا قفألا يف اشرلاو رخؤملا غرفل‬

‫‪96‬‬
‫ين‬
‫والبط�‬ ‫ش‬
‫ال� ي ن‬
‫ط�‬
‫ين‬
‫والبط�‬ ‫ش‬
‫ال� ي ن‬
‫ط�‬
‫نَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ش ْ ن أَ ْ‬
‫َ َّ َ َ‬ ‫ْ‬
‫غام ْــق‬ ‫ِ‬ ‫ــن‬‫ّ‬ ‫داه‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ح‬ ‫ــات‬ ‫ٍ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ْ‬
‫�‬ ‫ج‬ ‫ــاث‬
‫ِ‬ ‫ث‬ ‫ـف ُب ْه َم ْيل‬ ‫َويظ َهـ ْـر ِلــك ال�ط ي� كل ِ‬
‫ـ‬‫ل‬
‫َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ َ ن نْ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ‬
‫واف ْــق‬
‫غــار خ ِ‬ ‫ثــاث كنقــط الثــا ص ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ــ� ج ُ� ُوم ْــه‬ ‫َويظ َه ْــر عقــب هــذا البط ي‬
‫داف ْــق‬ ‫ــه ي َ َّ‬
‫هــا� الــدم ِ‬ ‫ج‬ ‫َوف ْص ُــد ْه َ ج ْ‬
‫وح ُم ْ‬ ‫الدوا‬‫الصيــف َي ْص َلـ ْـح ُبـ ْـه َّ‬ ‫َ ب آ� ِخـ ْـر َف ْصـ َـل ّ‬

‫ــر ي ن� فا ِل ْــق‬
‫شْ‬
‫ِق َــد ْم ُو ُهــو ِس ِّــت ْه ِوع‬ ‫ــ� ِظ ِّله ْ‬
‫ــن‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫م‬‫َ‬ ‫طــ� نَ ج ْ‬
‫�‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ن َ شَّ‬
‫ال�‬ ‫فا ِلبط يــ� و‬
‫ِ‬

‫‪99‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫ش‬
‫ال�ح‬
‫نَ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ شَّ ْ َ ن َ أَ ْ ُ ْ َ ْ ْ‬
‫غام ْــق‬ ‫داه ّ‬
‫ــن ِ‬ ‫ــاث ج ْ� َم ٍ‬
‫ــات َح ِ‬ ‫ث ِ‬ ‫ـف به ميل‬ ‫ويظهــر ِلــك ال�ط ي� كللـ ِ‬
‫ويظهر لك الشرطين بعد ذلك وهو ثالثة نجوم كأنها حرف ِألف مائل وأحد هذا‬
‫النجوم الثالثة منطفيء النور‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫ََْ‬ ‫ْ َ ن نْ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ‬
‫واف ْــق‬
‫غــار خ ِ‬
‫ثــاث كنقــط الثــا ص ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ــ� ج ُ� ُوم ْــه‬ ‫َويظ َه ْــر عقــب هــذا البط ي‬
‫ويظهر بعده البطين وهي ثالثة نجوم صغار خفية كأنها نقط حرف الثاء‪.‬‬
‫داف ْــق‬ ‫ــه ي َ َّ‬
‫هــا� الــدم ِ‬
‫ج‬ ‫َوف ْص ُــد ْه َ ج ْ‬
‫وح ُم ْ‬ ‫الدوا‬ ‫َ ب آ� ِخـ ْـر َف ْصـ َـل ّ‬
‫الصيــف َي ْص َلـ ْـح ُبـ ْـه َّ‬

‫وتظهر هذه النجوم بآخر فصل الصيف حيث يناسب به شرب الدوا والفصد‬
‫محمد الشثري رحمه هللا عن‬ ‫والحجم على قدر قوة اإلنسان‪ ،‬قال الشيخ صالح بن ّ‬
‫املسمى عند العامة الصيف هو الفصل‬ ‫ّ‬ ‫فصل الصيف‪« :‬واعلم أن فصل الربيع‬
‫الكبير‪ ،‬وهو أعدل األزمان‪ ،‬وهو حار رطب فيه يهيج الدم‪ ،‬فالفصد والحجامة على‬
‫قدر قوة اإلنسان‪ ،‬وفيه يشرب الدواء‪ ».‬واملقصود بالدوا هنا هو املسهل وملينات‬
‫البطن‪ ،‬حيث كانوا يستخدمون بعض األعشاب مثل العشرق كمسهل للبطن ولم‬
‫يكن الغرض منها التداوي من مرض دائما‪ ،‬ولكن كانوا يعتقدون بفائدتها للجسم‬
‫وصحته‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ِق َــد ْم ُو ُهــو ِس ِّــت ْه ِوع ش‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫طــ� ن ج ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ‬
‫ــر ي ن� فا ِل ْــق‬ ‫ــ� ِظله ْ‬
‫ــن‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫م‬‫َ‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ْ‬
‫ال�‬ ‫ــ� َو ش‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫فا ِلب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والشرطين والبطين ‪ 26‬يوما‪ ،‬نجمان لكل منهما ثالثة عشر يوما‪ ،‬وعبر القا�ضي عن‬
‫اليوم بالفالق أي بفلق الصبح‪ .‬والظل فيه وقت الزوال قدم‪ ،‬وهكذا نرى أن ظل‬
‫الزوال يقترب من االنعدام بسبب اقتراب موعد االنقالب الصيفي الذي يحدث بعد‬
‫نهاية البطين باسبوعين‪ ،‬ويكون مع بداية طالع التويبع‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫شرح موجنلاو ءاونألا يف يضاقلا ةديصق‬

‫والشرطين يطلع في ‪ 22‬الثور املوافق ‪ 12‬مايو ويطلع البطين في ‪ 4‬الجوزاء املوافق‬


‫‪ 25‬مايو‪.‬‬

‫ا‬
‫ علاوطلا روصوصصًارجف يقرشلا قفألا يف امهعافترا دعب نيطبلاو نيطرشل‬

‫‪101‬‬
‫ت‬
‫خا�ة‬
‫ت‬
‫خا�ة‬
‫ْ‬ ‫امل خْ�تــار ن‬ ‫َ‬ ‫ّ خَ َ ْ ْ‬
‫مــا�ض ب� ِرق‬ ‫َص ٍ‬
‫ــاة عــى ُ‬ ‫ـب وخ ْت َم ْه‬ ‫َ‬
‫ِيســد اللــل ِمــن شــاف عيـ ٍ‬
‫ً‬
‫وختم القا�ضي رحمه هللا بهذا البيت يطلب فيه من رأى عيبا أن يصلح خلله‪ ،‬وختامه‬
‫صالة وسالم على خير البرية عدد ماملع برق‪.‬‬
‫هكذا حفظ لنا القا�ضي رحمه هللا هذا التراث الفلكي الثري واختصره بهذه القصيدة‬
‫الجميلة‪ .‬وربما تساءل معي القاريء عن إغفال القا�ضي رحمه هللا لذكر مراحل‬
‫العناية بالنخيل ونضوج التمر‪ ،‬وزراعة القمح؛ والذي يظهر أن هذه األمور مشتهرة‬
‫ومعروفة للجميع في ذلك الزمان‪ ،‬كما أن مقصود القا�ضي الرئيس في القصيدة هو‬
‫التعريف بالنجوم ملتابعي الطوالع والحسابين ودالئل ذلك من طول الظل وتغير‬
‫الرياح والحر والبرد‪.‬‬
‫أرجو أن تكون أيها القاريء العزيز قد وجدت في هذا الشرح الفائدة واملتعة‪ ،‬وكما قال‬
‫عيبا ‪ -‬وليس عندي شك أنك ستجد الكثير من العيوب ‪-‬‬ ‫القا�ضي‪ ،‬إن وجدت فيه ً‬
‫وبين لي سقيمه‪.‬‬‫َف ُس َّد خلله ّ‬

‫يمكن للقاريء الكريم إفادتي بمالحظاته على بريدي ‪،turath.alfalak@gmail.com‬‬


‫أو التواصل معي عبر حسابي في تويتر ‪.@khalid_alajaji‬‬

‫‪104‬‬

You might also like