You are on page 1of 4

‫عندما يأتي المساء ( ج‪)1‬‬

‫مقالة أدبية قصيرة‬

‫تصدر كل أسبوع من الكاتب نفسه‬

‫تأليف ‪ :‬عمر مؤمن‬


‫يجلس األستاذ سامح على سريره الساعه الثامنة صياحا ً في ملل كبير خصوصا ً ان هذا اليوم ليس يوم‬
‫عمل واجربه ذلك المنبه على الصياح في وجه خصوصا ً انه كان على اعتقاد انه يوم االجازه سيقوم‬
‫بممارسه أي عادة يومية مستمرة ‪ ,‬ولكن هوا ال يفعل ذلك الن ذلك القرار له أكثر عشرة أعوام ولم يتم‬
‫تنفذه ‪ ,‬ولكن يبدو ان شعور المحاوله عند سامح يشعره بأنه قد فعل ذلك فعال ‪ ,‬قام من سريره سريعا ً‬
‫ذاهبا ً الى المطبخ ليبد يومه بساندوتش جبنه وكأس شاي مع لفافة سيجارة وطبعا ً الموسيقى الصباحية‬
‫ليكون بداية يومه في مزاج عالي او على األقل جيد ‪..‬‬

‫الساعه االن التاسعة صباحا ً اخرج من المنزل وكالعادة اعرف اني لن امارس الرياضة اليوم وفي‬
‫الغالب اخذ ذلك الطريق المؤدي الى قهوة حبايبنا في وسط البلد حيث اقدس جدا ً موعدي مع جريدة‬
‫االهرام وكوب القهوة ولعبة سودوكو في الصفحات األخيرة في الجريدة وهذه العادة اكتسبتها خصوصا ً‬
‫بعد اعتقادي انني من قمت بإكتشاف شفرة دافنشي الذي كان يبحث عنها الكاتب دان براون في كتابه ‪,‬‬
‫مع العلم اني لدي يقين ان نسبة ذكائي على االغلب متوسطة ‪.‬‬

‫وبعد مناهدة كبيرة وجدال في مقاالت الجريدة شعرت بالملل واذ أجد امامي شخص أصلع وكرشه ممتد‬
‫على فخذه ضاحكا ً في ذلك الهاتف كأنه يصارح زوجته أنه للمره األولى يجلس على مقهى شعبي منذ‬
‫سنوات ويشعر بالمتعة جدا‪ ,,‬االغرب من ذلك كله انه يتحدث معها كالطفل المدلل وعلى االغلب هيا‬
‫مستمتعه بحديثه جدا فصرحات ضحكها تكاد تكون مسموعه مع انغام ام كلثوم التي تعزو مسامع السادة‬
‫الحضور أصحاب المزاج الصباحي على تلك القهوة ‪ ,,‬ولكن ال بأس فعلى االغلب انا احسده لقد وجد‬
‫من يسمعه على األقل حتى لو كان كالمه على االغلب سخيف خصوصا ً اني لدي في العقد الثالث من‬
‫عمري واعرف اني ما زلت كثيرة الكالم عند الوحدة واستمع الى التفاهات والسخافات بدون ملل ‪,,‬‬
‫اقرأ مجالت ميكي بكل حب ولم أشعر باليأس من بطوط وزيزي والعم ذهب في بالد العجائب مع ان‬
‫ذلك ال يتماشى مع تفكيري‪ ,‬فعندما كنت صغير كنت اعتقد انني عندما أكبر سأكون شبيه بالمحقق‬
‫تيجوموري الخطير في البرنامج الكارتوني المحقق كونان على سبيستون ‪ ...‬أعتقد انني سأظل طفالً‬
‫حتى لو بلغت ال الستين من عمري اااه انني ابلى تقريبا ‪ ,,‬فجأة اجد نفسي ادفع الحساب واترك المكان‬
‫فورا ً ‪.,,‬‬

‫وانا في طريق الذي يبدو مجهول في كل مره اتوه في تفكيري واتذكر تلك الفاتنة التي اتعبت قلبي‬
‫ولسوء الحظ ازداد هذا التفكير حين ذهبت في شارع تقريبا كأنها كانت معي من دقائق ولكن سرعان‬
‫ما اجد نفسي اني ركبت قطار الزمن فكانت هذه االحداث من عام تقريبا ‪ ,,‬الحمد هلل لقد نسيتها ولكن‬
‫اكره نفسي الن هناك كلب في هذا الشارع ضربته بحجر صغير على األرض محاوالً اثاره شجعاتي‬
‫امامها النها كانت تعاني من فوبيا الكالب في هذا الوقت وعند مروري امامه في هذه اللحظة أحاول‬
‫االعتذار منه بكل الطرق محاوالً جلب بعض الطعام له ‪ ,,‬نظراته لي قاتله جدا كأنه يعاتبني اهذه التي‬
‫قمت بضربي من أجلها ‪ ..‬على االغلب كانت ربع كيلو النشون طازه كفيل بترميم وجهي امامه تركته‬
‫ورحلت ذاهبا ً الى المنزل مره أخرى ‪ ...‬واكتشفت لوهله اني غارق في مشاعري التافهة والتي حركها‬
‫قلبي فهوي يشبهني تمام كعقلي ‪ ..‬كنت اظن انني مهما كنت انها ستحبني كما انا ‪ ..‬كنت اظن ان هذه‬
‫الظالم ال ينطبق على العاشقين كان عندي اعتقاد ان من احب كأنه تحت عرض تلك المظلة الخزعبلية‬
‫التي ال تخترق ابدأ ولكن لم اكن اعلم ان هناك أماكن تحت هذه المظله بها ندوب وقد تقع في أي ثانيه‬
‫على رأس الذي امتلى بالشعور باألمان ‪ ..‬دعك من تلك السخافات‬

‫نعم نحن أطفال بطبعنا ال يهمك ذلك الوجه البائس وذلك الشارب الذي تجاوز وتلك المالمح المتهالكه‬
‫علمت ان خبرات الحياه لم تثبت بعقلهم بقدر ما أكلت مالمح الوجه الطفولي وفي الغالب يبقى هذا‬
‫الطفل في قلبه ‪ ,,‬دائما ً ال تتردد البهجة داخله عند سماع الكالم اللطيف حتى لو مجامله وال يمل من‬
‫الحديث مع من أحب ويحتاج الى الدالل واالهتمام او حتى السؤال بتلك العبارة الساحرة ‪ ,‬كيف حالك‬
‫االن ؟‬

‫لتشعر ان شخص ما طرق باب ملىء بالمشاعر التي تحتاج الى احتواء لوال وجود الطفل بداخلك لما‬
‫شعرت انك انسان قط على األقل جائك هذا الشعور مره او اثنين في حياتك ‪...‬‬

You might also like