Professional Documents
Culture Documents
الساعه االن التاسعة صباحا ً اخرج من المنزل وكالعادة اعرف اني لن امارس الرياضة اليوم وفي
الغالب اخذ ذلك الطريق المؤدي الى قهوة حبايبنا في وسط البلد حيث اقدس جدا ً موعدي مع جريدة
االهرام وكوب القهوة ولعبة سودوكو في الصفحات األخيرة في الجريدة وهذه العادة اكتسبتها خصوصا ً
بعد اعتقادي انني من قمت بإكتشاف شفرة دافنشي الذي كان يبحث عنها الكاتب دان براون في كتابه ,
مع العلم اني لدي يقين ان نسبة ذكائي على االغلب متوسطة .
وبعد مناهدة كبيرة وجدال في مقاالت الجريدة شعرت بالملل واذ أجد امامي شخص أصلع وكرشه ممتد
على فخذه ضاحكا ً في ذلك الهاتف كأنه يصارح زوجته أنه للمره األولى يجلس على مقهى شعبي منذ
سنوات ويشعر بالمتعة جدا ,,االغرب من ذلك كله انه يتحدث معها كالطفل المدلل وعلى االغلب هيا
مستمتعه بحديثه جدا فصرحات ضحكها تكاد تكون مسموعه مع انغام ام كلثوم التي تعزو مسامع السادة
الحضور أصحاب المزاج الصباحي على تلك القهوة ,,ولكن ال بأس فعلى االغلب انا احسده لقد وجد
من يسمعه على األقل حتى لو كان كالمه على االغلب سخيف خصوصا ً اني لدي في العقد الثالث من
عمري واعرف اني ما زلت كثيرة الكالم عند الوحدة واستمع الى التفاهات والسخافات بدون ملل ,,
اقرأ مجالت ميكي بكل حب ولم أشعر باليأس من بطوط وزيزي والعم ذهب في بالد العجائب مع ان
ذلك ال يتماشى مع تفكيري ,فعندما كنت صغير كنت اعتقد انني عندما أكبر سأكون شبيه بالمحقق
تيجوموري الخطير في البرنامج الكارتوني المحقق كونان على سبيستون ...أعتقد انني سأظل طفالً
حتى لو بلغت ال الستين من عمري اااه انني ابلى تقريبا ,,فجأة اجد نفسي ادفع الحساب واترك المكان
فورا ً .,,
وانا في طريق الذي يبدو مجهول في كل مره اتوه في تفكيري واتذكر تلك الفاتنة التي اتعبت قلبي
ولسوء الحظ ازداد هذا التفكير حين ذهبت في شارع تقريبا كأنها كانت معي من دقائق ولكن سرعان
ما اجد نفسي اني ركبت قطار الزمن فكانت هذه االحداث من عام تقريبا ,,الحمد هلل لقد نسيتها ولكن
اكره نفسي الن هناك كلب في هذا الشارع ضربته بحجر صغير على األرض محاوالً اثاره شجعاتي
امامها النها كانت تعاني من فوبيا الكالب في هذا الوقت وعند مروري امامه في هذه اللحظة أحاول
االعتذار منه بكل الطرق محاوالً جلب بعض الطعام له ,,نظراته لي قاتله جدا كأنه يعاتبني اهذه التي
قمت بضربي من أجلها ..على االغلب كانت ربع كيلو النشون طازه كفيل بترميم وجهي امامه تركته
ورحلت ذاهبا ً الى المنزل مره أخرى ...واكتشفت لوهله اني غارق في مشاعري التافهة والتي حركها
قلبي فهوي يشبهني تمام كعقلي ..كنت اظن انني مهما كنت انها ستحبني كما انا ..كنت اظن ان هذه
الظالم ال ينطبق على العاشقين كان عندي اعتقاد ان من احب كأنه تحت عرض تلك المظلة الخزعبلية
التي ال تخترق ابدأ ولكن لم اكن اعلم ان هناك أماكن تحت هذه المظله بها ندوب وقد تقع في أي ثانيه
على رأس الذي امتلى بالشعور باألمان ..دعك من تلك السخافات
نعم نحن أطفال بطبعنا ال يهمك ذلك الوجه البائس وذلك الشارب الذي تجاوز وتلك المالمح المتهالكه
علمت ان خبرات الحياه لم تثبت بعقلهم بقدر ما أكلت مالمح الوجه الطفولي وفي الغالب يبقى هذا
الطفل في قلبه ,,دائما ً ال تتردد البهجة داخله عند سماع الكالم اللطيف حتى لو مجامله وال يمل من
الحديث مع من أحب ويحتاج الى الدالل واالهتمام او حتى السؤال بتلك العبارة الساحرة ,كيف حالك
االن ؟
لتشعر ان شخص ما طرق باب ملىء بالمشاعر التي تحتاج الى احتواء لوال وجود الطفل بداخلك لما
شعرت انك انسان قط على األقل جائك هذا الشعور مره او اثنين في حياتك ...