You are on page 1of 268

‫إصدارات أنصار اإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ) ‪ /‬العدد (٘‪)ٜ‬‬

‫شرائع اإلسالم‬
‫( األول ‪ -‬الثالث )‬

‫(كتب العبادات والنكاح وتوابعه)‬

‫السيد أحمد الحسن‬


‫وصي ورسول ويماني اإلمام المهدي (عليه السالم)‬
‫كتاب الشرائع ‪ / 3‬السيد أحمد الحسن ‪‬‬
‫‪3 ..............................................................‬‬

‫شرائع اإلسالم‬
‫كتب العبادات والنكاح وتوابعه‬
‫‪ ................................................................... 4‬إصدارات أنصار اإلمام‬
‫المهدي ‪‬‬

‫شرائع اإلسالم ‪ /‬األجزاء (‪)3-1‬‬ ‫عنوان الكتاب‪:‬‬


‫أحمد الحسن‬ ‫المؤلف‪:‬‬
‫شركة نجمة الصباح‬ ‫الناشر‪:‬‬
‫السادسة (‪2021‬م – ‪1442‬هـ)‬ ‫الطبعة‪:‬‬
‫‪ 1000‬نسخة‬ ‫العدد‪:‬‬
‫دار الوثائق‪ /‬بغداد ‪ 2210‬لسنة‪2010‬‬ ‫رقم اإليداع‪:‬‬

‫وكالء شركة هجمة الصباح‬


‫لبوان‬
‫مكتبة قبمة الصباح‪ /‬جنوب لبناف‪ /‬صور‪ /‬برج الشمايل‪ /‬مفرؽ اؼبؤسسة‬
‫‪Tel.: 0096170621437 / 009617346015‬‬
‫‪lebanon@najmatalsabah.com‬‬
‫أمريكا‬
‫جميع حقوق الطبع والوشر محفوظة‬
‫‪Straight Path Library 24142‬‬
‫‪B. Warren Street. Dearborn Heights. Michigan. 48127 USA‬‬ ‫لشركة هجمة الصباح المحدودة‬
‫‪Tel. (313)914-3397 / (313)919-1977,‬‬ ‫العراق‪ /‬بغداد‪ /‬هاتف ‪+9647815643684‬‬
‫‪E-mail: usa@najmatalsabah.com‬‬ ‫‪contact@najmatalsabah.com‬‬
‫السويد‬
‫‪Byggmästargatan 3. 80324 Gävle. Sweden‬‬ ‫لمعرفة المزيد حول دعوة السيد أحمد الحسن‬
‫‪Tel.: +46737297728 , E-mail: sweden@najmatalsabah.com‬‬ ‫يمكوكم الدخول إلى الموقع التالي‪:‬‬

‫‪www.almahdyoon.org‬‬
‫أستراليا‬
‫‪Antwerp Street, Auburn, NSW 2144. Australia 15‬‬
‫‪Tel.:+61406009043 , E-mail: australia@najmatalsabah.com‬‬
‫كتاب الشرائع ‪ / 3‬السيد أحمد الحسن ‪‬‬
‫‪5 ..............................................................‬‬
‫‪7‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫واغبمد ﵁ رب العاؼبْب‪ ،‬وصلى ا﵁ على ؿبمد وآؿ ؿبمد األئمة واؼبهديْب‬

‫ىذا الكتاب‪:‬‬

‫ىو (شرائع اإلسالـ) ُب مسائل اغبالؿ واغبراـ‪ ،‬للعامل الفاضل والويل الناصح آلؿ ؿبمد‬
‫(عليهم السالـ) أيب القاسم قبم الدين جعفر بن اغبسن (رضبو ا﵁) وقد بذؿ ما بوسعو ؼبعرفة أحكاـ‬
‫شريعة اإلسالـ من روايات الرسوؿ واألئمة (عليهم السالـ)‪ ،‬ولكنو اخطأ ُب مقاـ وتردد ُب آخر ال‬
‫عن تقصّب بل عن قصور ال سبيل لو على دفعو‪.‬‬

‫وقد قمت بتصحيحو وبياف أحكاـ شريعة اإلسالـ دبا عرفتو من اإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ)‪،‬‬
‫وحبسب ما أمرين اإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ) أف أُبْب ما يقاؿ وحضر أىلو وحاف وقتو واف أحيل ما‬
‫اؿ‬
‫مل وبن وقتو إىل وقتو‪ ،‬ومن ىبالف ىذه األحكاـ فهو ىبالف اإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ)‪﴿ :‬قَ َ‬
‫الر ْضبن الْمستَػعا ُف علَى ما تَ ِ‬
‫ص ُفو َف﴾ [األنبياء‪.]ٕٔٔ:‬‬ ‫اح ُك ْم بِ ْ‬
‫اغبَ ِّق َوَربػُّنَا َّ َ ُ ُ ْ َ َ َ‬ ‫ب ْ‬‫َر ِّ‬
‫وأعتذر إىل ا﵁ ورسولو واإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ) من التقصّب‪ ،‬واسأؿ ا﵁ أف يغفر يل ما‬
‫تقدـ من ذنيب وما تأخر‪.‬‬

‫يا عظيم إغفر يل الذنب العظيم إنو ال يغفر الذنب العظيم إال العظيم‪:‬‬
‫ِ ِ‬
‫َخَر َويُتِ َّم نِ ْع َمتَوُ َعلَْي َ‬
‫ك‬ ‫َّـ ِم ْن ذَنْبِ َ‬
‫ك َوَما تَأ َّ‬ ‫﴿إِنَّا فَػتَ ْحنَا لَ َ‬
‫ك فَػْتحاً ُمبِيناً * ليَػ ْغفَر لَ َ‬
‫ك اللَّوُ َما تَػ َقد َ‬
‫ستَ ِقيماً﴾ [الفتح‪.]ٕ-ٔ:‬‬ ‫ك صَراطاً ُم ْ‬
‫ويػه ِدي َ ِ‬
‫ََ ْ َ‬
‫اؼبذنب اؼبقصر‬
‫أضبد اغبسن‬
‫٘ٔ ‪ /‬شعباف ‪ٕٔٗٙ /‬ىػ ؽ‬
‫شرائع اإلسالـ‬

‫( اعبزء األوؿ )‬

‫‪ ‬كتاب الطهارة‬
‫‪ ‬كتاب الصالة‬
‫‪ ‬كتاب الصياـ‬
‫‪ ‬كتاب االعتكاؼ‬
‫كتاب الطهارة‬
‫الطهارة‪ :‬اسم للوضوء أو الغسل أو التيمم على وجو لو تأثّب ُب استباحة الصالة‪ ،‬وكل واحد‬
‫منها ينقسم إىل‪ :‬واجب وندب‪.‬‬

‫فالواجب من الوضوء‪ :‬ما كاف لصالة واجبة‪ ،‬أو طواؼ واجب أو ؼبس كتابة القرآف إف وجب‪،‬‬
‫واؼبندوب ما عداه‪.‬‬

‫والواجب من الغسل‪ :‬ما كاف ألحد األمور الثالثة‪ ،‬أو لدخوؿ اؼبساجد أو لقراءة العزائم إف‬
‫وجبا‪ .‬وقد هبب إذا بقي لطلوع الفجر من يوـ هبب صومو بقدر ما يغتسل اعبنب‪ ،‬ولصوـ‬
‫اؼبستحاضة إذا غمس دمها القطنة‪ ،‬واؼبندوب ما عداه‪.‬‬

‫والواجب من التيمم‪ :‬ما كاف لصالة واجبة عند تضيق وقتها‪ ،‬وللجنب ُب أحد اؼبسجدين‬
‫ليخرج بو‪ ،‬واؼبندوب ما عداه‪ .‬وقد ذبب الطهارة بنذر وشبهو‪.‬‬

‫وىذا الكتاب يعتمد على أربعة أركاف‪:‬‬

‫الركن األوؿ‪ُ :‬ب اؼبياه‬

‫فيو أطراؼ‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب اؼباء اؼبطلق‬

‫وىو‪ :‬كل ما يستحق إطالؽ اسم اؼباء عليو من غّب إضافة وكلو طاىر مزيل للحدث واػببث‪،‬‬
‫وباعتبار وقوع النجاسة فيو ينقسم إىل‪ :‬جار‪ ،‬وؿبقوف‪ ،‬وماء بئر‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪21‬‬

‫أما اعباري‪ :‬فال ينجس إال باستيالء النجاسة على أحد أوصافو (اللوف‪ ،‬أو الطعم‪ ،‬أو‬
‫الرائحة)‪ ،‬ويطهر بكثرة اؼباء الطاىر عليو ‪ -‬متدافعاً ‪ -‬حٌب يزوؿ تغّبه‪ .‬ويلحق حبكمو ماء اغبماـ‬
‫إذا كاف لو مادة‪ .‬ولو مازجو طاىر فغّبه أو تغّب من قبل نفسو مل ىبرج عن كونو مطهرا ما داـ‬
‫إطالؽ اسم اؼباء باقياً عليو‪.‬‬

‫وأما ا﵀قوف‪ :‬فما كاف منو دوف الكر فإنو ينجس دبالقاة النجاسة‪ ،‬ويطهر بإلقاء كر عليو فما‬
‫زاد دفعة‪ ،‬وال يطهر بإسبامو كراً‪ .‬وما كاف منو كراً فصاعداً ال ينجس إال أف تغّب النجاسة أحد‬
‫أوصافو‪ .‬ويطهر بإلقاء كر عليو فكر حٌب يزوؿ التغّب‪ .‬وال يطهر بزوالو من نفسو‪ ،‬وال بتصفيق‬
‫الرياح‪ ،‬وال بوقوع أجساـ طاىرة فيو تزيل عنو التغّب‪.‬‬

‫والكر‪ ٗ٘ٚ( :‬لَب)‪ ،‬أو ما كاف كل واحد من طولو وعرضو وعمقو ثالثة أشبار ونصفاً‪.‬‬
‫ويستوي ُب ىذا اغبكم مياه الغدراف واغبياض واألواين‪.‬‬

‫وأما ماء البئر‪ :‬فإنو ينجس باؼبالقاة إذا كاف ما فيو أقل من كر وماؤه يأتيو بالرشح‪ ،‬أما إذا كاف‬
‫ماؤه يأتيو بالعْب اؼبتصلة دبادة اؼباء اعبوُب أو كاف ماؤه كراً فما فوؽ فال ينجس إال بتغّب أحد‬
‫أوصافو‪ :‬اللوف أو الطعم أو الرائحة‪ .‬وطريقة تطهّبه‪ :‬ينزح منو ماء حبسب ما وقع فيو‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬من موت العصفور إىل الدجاجة (أو ما ُب حجمها) فيو‪ :‬بْب (ٓٔ لَب ‪ ٔٓٓ -‬لَب)‬
‫حبسب حجم اغبيواف وحالو‪ ،‬والعقرب واغبية والوزغ ينزح ؽبا بْب (ٖٓ لَب ‪ ٚٓ -‬لَب) حبسب حجم‬
‫اغبيواف وحالو‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬من موت الشاة أو الكلب (أو ما ُب حجمها) فيو‪ :‬بْب (ٓٓٔ ‪ ٗٙٓ -‬لَب) حبسب‬
‫حجم اغبيواف وحالو‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬من الدـ أو البوؿ أو العذرة أو اؼبِب أو اؼبسكر فيو‪ :‬بْب (ٓ‪ ٗٙٓ - ٚ‬لَب) حبسب كثرة ما‬
‫وقع وحالو‪ ،‬فإذا كانت العذرة سائلة أو تفسخت ينزح (ٓٓٗ لَب)‪ ،‬وإذا كانت جامدة ومل تتفسخ‬
‫ينزح (ٓٓٔ لَب) بعد إخراجها‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ٗ‪ .‬من موت اغبمار أو البقرة أو اعبمل وشبهها فيو بْب (ٓ‪ ٚٓٓ - ٗٙ‬لَب) حبسب حجم‬
‫اغبيواف وحالو‪.‬‬

‫٘‪ .‬من موت اإلنساف ينزح (ٓٓ‪ ٚ‬لَب)‪.‬‬

‫فإف بقي ُب اؼباء لوف أو طعم أو ريح من تفسخ اغبيواف أو من دـ أو بوؿ أو طبر أو غّبه نزح‬
‫من البئر ماء حٌب ينقى اؼباء وتذىب الريح واللوف والطعم الٍب طرأت من النجاسة‪.‬‬

‫فروع ثالثة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬حكم صغّب اإلنساف ُب النزح حكم كبّبه‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬اختالؼ أجناس النجاسة موجب لتضاعف النزح‪ ،‬وإف سباثل تضاعف النزح أيضاً‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إذا تقطع اغبيواف (الكلب وما فوقو) أو تفسخ ُب البئر نزح صبيع مائها‪ ،‬فإف تعذر‬
‫نزحها مل تطهر إال بالَباوح أو الضخ يوـ إىل الليل‪ ،‬وىذا ىو األفضل حٌب فيما دوف الكلب‪.‬‬

‫ويستحب أف يكوف بْب البئر والبالوعة طبسة أذرع إذا كانت األرض صلبة‪ ،‬أو كانت البئر فوؽ‬
‫البالوعة‪ ،‬وإف مل يكن كذلك فسبع‪ .‬وال وبكم بنجاسة البئر إال أف يعلم وصوؿ ماء البالوعة إليها‪.‬‬
‫وإذا حكم بنجاسة اؼباء مل هبز استعمالو ُب الطهارة مطلقاً‪ ،‬وال ُب األكل وال ُب الشرب إال عند‬
‫الضرورة‪ .‬ولو اشتبو اإلناء النجس بالطاىر وجب االمتناع منهما‪ ،‬وإف مل هبد غّب مائهما تيمم‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب اؼبضاؼ‬

‫وىو كل ما اعتصر من جسم أو مزج بو مزجاً يسلبو إطالؽ االسم‪ ،‬وىو طاىر لكن ال يزيل‬
‫حدثاً وال خبثاً‪ ،‬وهبوز استعمالو فيما عدا ذلك‪ .‬ومٌب القتو النجاسة قبس قليلو وكثّبه‪ ،‬ومل هبز‬
‫استعمالو ُب أكل وال شرب‪ .‬ولو مزج طاىره باؼبطلق اعترب ُب رفع اغبدث بو إطالؽ االسم عليو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪21‬‬

‫وتكره الطهارة دباء أسخن بالشمس ُب اآلنية‪ ،‬ودباء أسخن بالنار ُب غسل األموات‪ .‬واؼباء‬
‫اؼبستعمل ُب غسل األخباث قبس سواء تغّب بالنجاسة أو مل يتغّب‪ ،‬عدا ماء االستنجاء فإنو طاىر‬
‫ما مل يتغّب بالنجاسة أو تالقيو قباسة من خارج‪ .‬واؼبستعمل ُب الوضوء طاىر ومطهر‪ ،‬وما استعمل‬
‫ُب رفع اغبدث األكرب طاىر‪ ،‬وال يرفع اغبدث‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب األسئار‬

‫وىي كلها طاىرة عدا سؤر الكلب واػبنزير والكافر والناصيب‪ ،‬واألفضل ذبنب سؤر اؼبسوخ‪.‬‬

‫تفريع‪:‬‬

‫وبكم بطهارة ظاىر أي إنساف (مسلماً كاف أو غّبه) إال إف كاف‪:‬‬

‫أ‪ .‬كافراً با﵁ يدعي عدـ وجوده‪ ،‬وليس ال أدرياً‪.‬‬

‫ب‪ .‬ناصبياً مبغضاً ألحد األئمة أو أحد اؼبهديْب أو لشيعتهم ألهنم يشايعوهنم‪.‬‬

‫ومن وبكم بطهارة ظاىره فسؤره طاىر‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬سؤر اعبالؿ‪ ،‬وسؤر ما أكل اعبيف إذا خال موضع اؼبالقاة من عْب النجاسة‪ ،‬واغبائض‬
‫الٍب ال تؤمن‪ ،‬وسؤر البغاؿ واغبمر والفأرة واغبية والعقرب والوزغ‪ .‬وينجس اؼباء دبوت اغبيواف ذي‬
‫النفس السائلة‪ ،‬دوف ما ال نفس لو‪ .‬وما ال يدرؾ بالطرؼ من الدـ ينجس اؼباء‪.‬‬

‫الركن الثاين‪ُ :‬ب الطهارة اؼبائية‬

‫وىي‪ :‬وضوء‪ ،‬وغسل‪.‬‬

‫وُب الوضوء فصوؿ‪:‬‬


‫‪21‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب األحداث اؼبوجبة للوضوء‬

‫وىي ستة‪ :‬خروج البوؿ‪ ،‬والغائط‪ ،‬والريح من اؼبوضع اؼبعتاد‪.‬‬

‫ولو خرج الغائط من األمعاء الدقيقة ال ينقض ومن الغليظة ينقض‪ .‬ولو اتفق اؼبخرج ُب غّب‬
‫اؼبوضع اؼبعتاد نقض‪ ،‬وكذا لو خرج اغبدث من جرح ٍب صار معتاداً‪.‬‬

‫والنوـ الغالب على اغباستْب‪ ،‬وُب معناه كل ما أزاؿ العقل من إغماء أو جنوف أو سكر‪.‬‬
‫واالستحاضة القليلة‪.‬‬

‫وال ينقض الطهارة مذي‪ ،‬وال وذي‪ ،‬وال ودي‪ ،‬وال دـ ولو خرج من أحد السبيلْب عدا الدماء‬
‫الثالثة (اغبيض والنفاس واالستحاضة)‪ ،‬وال قيء‪ ،‬وال لبامة‪ ،‬وال تقليم ظفر‪ ،‬وال حلق‪ ،‬وال مس‬
‫ذَ َكر‪ ،‬وال قُبِل وال دبر‪ ،‬وال ؼبس امرأة‪ ،‬وال أكل ما مستو النار‪ ،‬وال ما ىبرج من السبيلْب إال أف‬
‫ىبالطو شيء من النواقض‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب أحكاـ اػبلوة‬

‫وىي ثالثة‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب كيفية التخلي‬

‫وهبب فيو سَب العورة‪ ،‬ويستحب سَب البدف‪ .‬ووبرـ استقباؿ القبلة واستدبارىا‪ ،‬ويستوي ُب‬
‫ذلك الصحاري واألبنية‪ ،‬وهبب االكبراؼ ُب موضع قد بِب على ذلك‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب االستنجاء‬

‫وهبب غسل موضع البوؿ باؼباء‪ ،‬وال هبزي غّبه مع القدرة‪ ،‬وأقل ما هبزي غسلو مرتْب‪ ،‬وغسل‬
‫ـبرج الغائط باؼباء حٌب يزوؿ العْب واألثر‪ ،‬وال اعتبار بالرائحة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪21‬‬

‫وإذا تعدى اؼبخرج مل هبز إال اؼباء‪ ،‬وإذا مل يتعد كاف ـبّباً بْب اؼباء واألحجار‪ ،‬واؼباء أفضل‪،‬‬
‫واعبمع أكمل‪ .‬وال هبزي أقل من ثالثة أحجار‪ .‬وهبب إمرار كل حجر على موضع النجاسة‪،‬‬
‫ويكفي معو إزالة العْب دوف األثر‪ .‬وإذا مل ينق بالثالثة فالبد من الزيادة حٌب ينقى‪ ،‬ولو نقي بدوهنا‬
‫أكملها وجوباً‪ .‬وال يكفي استعماؿ اغبجر الواحد من ثالث جهات‪ ،‬وال يستعمل اغبجر اؼبستعمل‪،‬‬
‫وال األعياف النجسة‪ ،‬وال العظم‪ ،‬وال الروث‪ ،‬وال اؼبطعوـ‪ ،‬وال صقيل يزلق عن النجاسة‪ ،‬ولو استعمل‬
‫ذلك مل يطهر‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب سنن اػبلوة‬

‫وىي‪ :‬مندوبات ومكروىات‪.‬‬

‫فاؼبندوبات‪ :‬تغطية الرأس والتقنع أفضل‪ ،‬واالستعاذة‪ ،‬والتسمية‪ ،‬وتقدًن الرجل اليسرى عند‬
‫الدخوؿ‪ ،‬واالسترباء‪ ،‬والدعاء عند االستنجاء‪ ،‬وعند الفراغ وتقدًن اليمُب عند اػبروج والدعاء بعده‪.‬‬

‫واؼبكروىات‪ :‬اعبلوس ُب الشوارع‪ ،‬واؼبشارع‪ ،‬وربت األشجار اؼبثمرة‪ ،‬ومواطن النزاؿ‪ ،‬ومواضع‬
‫اللعن‪ ،‬واستقباؿ الشمس والقمر بفرجو‪ ،‬أو الريح بالبوؿ‪ ،‬والبوؿ ُب األرض الصلبة‪ ،‬وُب ثقوب‬
‫اغبيواف‪ ،‬وُب اؼباء واقفا وجارياً‪ ،‬واألكل والشرب والسواؾ‪ ،‬واالستنجاء باليمْب‪ ،‬وباليسار وفيها خاًب‬
‫عليو اسم ا﵁ سبحانو أو اسم نيب أو وصي أو الزىراء (عليها السالـ)‪ ،‬والكالـ إال بذكر ا﵁ تعاىل‪،‬‬
‫أو آية الكرسي‪ ،‬أو حاجة يضر فوهتا‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب كيفية الوضوء‬

‫وفروضو طبسة‪:‬‬

‫الفرض األوؿ‪ :‬النية‬

‫وىي‪ :‬إرادة تفعل بالقلب‪ .‬وكيفيتها‪ :‬أف ينوي الوضوء قربة إىل ا﵁ تعاىل وطلباً لطهارة الباطن‪.‬‬
‫وال هبب نية رفع اغبدث‪ ،‬أو استباحة شيء فبا يشَبط فيو الطهارة أو الوجوب أو الندب‪ .‬وال‬
‫‪27‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫تعترب النية ُب طهارة الثياب‪ ،‬وال غّب ذلك فبا يقصد بو رفع اػببث‪ .‬ولو ضم إىل نية التقرب إرادة‬
‫التربد أو غّب ذلك كانت طهارتو ؾبزية‪ .‬ووقت النية عند غسل الكفْب‪ ،‬وتتضيق عند غسل الوجو‪،‬‬
‫وهبب استدامة حكمها إىل الفراغ‪.‬‬

‫تفريع‪ :‬إذا اجتمعت أسباب ـبتلفة توجب الوضوء كفى وضوء واحد بنية التقرب وال يفتقر إىل‬
‫تعيْب اغبدث الذي يتطهر منو‪ ،‬وكذا لو كاف عليو أغساؿ‪.‬‬

‫الفرض الثاين‪ :‬غسل الوجو‬

‫وىو ما بْب منابت الشعر ُب مقدـ الرأس إىل طرؼ الذقن طوالً‪ ،‬وما اشتملت عليو اإلهباـ‬
‫والوسطى عرضاً‪ ،‬وما خرج عن ذلك فليس من الوجو‪ .‬وال عربة باألنزع‪ ،‬وال باألغم‪ ،‬وال دبن ذباوزت‬
‫أصابعو العذار أو قصرت عنو‪ ،‬بل يرجع كل منهم إىل مستوي اػبلقة فيغسل ما يغسلو‪.‬‬

‫وهبب أف يغسل من أعلى الوجو إىل الذقن‪ ،‬ولو غسل منكوساً مل هبز‪ .‬وال هبب غسل ما‬
‫اسَبسل من اللحية‪ ،‬وال زبليلها بل يغسل الظاىر‪ .‬ولو نبت للمرأة غبية مل هبب زبليلها‪ ،‬وكفى‬
‫إفاضة اؼباء على ظاىرىا‪.‬‬

‫الفرض الثالث‪ :‬غسل اليدين‬

‫والواجب‪ :‬غسل الذراعْب‪ ،‬واؼبرفقْب‪ ،‬واالبتداء من اؼبرفق‪ .‬ولو غسل منكوساً مل هبز وهبب‬
‫البدء باليمُب‪ .‬ومن قطع بعض يده غسل ما بقي من اؼبرفق‪ ،‬فإف قطعت من اؼبرفق سقط فرض‬
‫غسلها‪ .‬ولو كاف لو ذراعاف دوف اؼبرفق‪ ،‬أو أصابع زائدة‪ ،‬أو غبم نابت وجب غسل اعبميع‪ ،‬ولو‬
‫كاف فوؽ اؼبرفق مل هبب غسلو‪ ،‬ولو كاف لو يد زائدة وجب غسلها‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪21‬‬

‫الفرض الرابع‪ :‬مسح الرأس‬

‫والواجب منو‪ :‬ما يسمى بو ماسحاً‪ ،‬واؼبندوب‪ :‬مقدار ثالث أصابع عرضاً‪ .‬وىبتص اؼبسح‬
‫دبقدـ الرأس‪ ،‬وهبب أف يكوف بنداوة الوضوء‪ ،‬وال هبوز استئناؼ ماء جديد لو‪ .‬ولو جف ما على‬
‫يديو أخذ من غبيتو أو أشفار عينيو‪ ،‬فإف مل يبق نداوة استأنف الوضوء‪ .‬واألفضل مسح الرأس مقبالً‬
‫ويكره مدبراً‪ .‬ولو غسل موضع اؼبسح مل هبز‪ .‬وهبوز اؼبسح على الشعر اؼبختص باؼبقدـ وعلى‬
‫البشرة‪ .‬ولو صبع عليو شعراً من غّبه ومسح عليو مل هبز‪ ،‬وكذلك لو مسح على العمامة أو غّبىا فبا‬
‫يسَب موضع اؼبسح‪.‬‬

‫الفرض اػبامس‪ :‬مسح الرجلْب‬

‫وهبب‪ :‬مسح القدمْب من رؤوس األصابع إىل الكعبْب‪ ،‬ونبا قبتا القدمْب وهبوز منكوساً‪،‬‬
‫وليس بْب الرجلْب ترتيب‪ .‬وإذا قطع بعض موضع اؼبسح مسح على ما بقي‪ ،‬ولو قطع من الكعب‬
‫سقط اؼبسح على القدـ‪ .‬وهبب‪ :‬اؼبسح على بشرة القدـ‪ ،‬وال هبوز على حائل من خف أو غّبه‪.‬‬
‫وهبب أف يبسح بكفو كلها على قدمو مع القدرة‪ ،‬وال هبب أف يكوف كل جزء من الكف ماسح‬
‫على القدـ ‪ ،‬بل أف سبر الكف على القدـ‪.‬‬

‫مسائل شباف‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬الَبتيب واجب ُب الوضوء يبدأ غسل الوجو قبل اليمُب‪ ،‬واليسرى بعدىا ومسح الرأس‬
‫ثالثاً‪ ،‬والرجلْب أخّباً‪ .‬فلو خالف أعاد الوضوء ‪ -‬عمداً كاف أو نسياناً ‪ -‬إف كاف قد جف الوضوء‪،‬‬
‫وإف كاف البلل باقياً أعاد على ما وبصل معو الَبتيب‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬اؼبواالة واجبة‪ ،‬وىي‪ :‬أف ال يفصل بْب الغسلتْب واؼبسحتْب بفاصل ىبرجها عرفاً عن‬
‫كوهنا عمل واحد وىو الوضوء‪ ،‬فإذا غسل وجهو بادر إىل غسل يديو ٍب بادر إىل مسح رأسو ٍب بادر‬
‫إىل مسح رجليو دوف تواين أو إنباؿ‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثالثة‪ :‬الفرض ُب الغسالت مرة واحدة‪ ،‬والثانية سنة‪ ،‬والثالثة بدعة‪ ،‬وليس ُب اؼبسح تكرار‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬هبزي ُب الغسل ما يسمى بو غاسالً وإف كاف مثل الدىن‪ .‬ومن كاف ُب يده خاًب أو‬
‫سّب فعليو إيصاؿ اؼباء إىل ما ربتو‪ ،‬وإف كاف واسعاً استحب لو ربريكو‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬من كاف على بعض أعضاء طهارتو جبائر فإف أمكنو نزعها أو تكرار اؼباء عليها حٌب‬
‫يصل إىل البشرة وجب‪ ،‬وإال أجزاه اؼبسح عليها سواء كاف ما ربتها طاىراً أو قبساً‪ ،‬وإذا زاؿ العذر‬
‫استأنف الطهارة‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬ال هبوز أف يتوىل وضوءه غّبه مع االختيار‪ ،‬وهبوز عند االضطرار‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬ال هبوز للمحدث مس كتابة القرآف‪ ،‬وهبوز لو أف يبس ما عدا الكتابة‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬دائم اغبدث (من بو سلس‪ ،‬من بو البطن) إذا كاف لو وقت يكفي للصالة صلى فيو‪،‬‬
‫وإال جدد وضوءه ُب الصالة وأسبها‪ ،‬وإف تعسر عليو تطهّب اػببث ُب الصالة يكفيو التطهر من‬
‫اغبدث‪.‬‬

‫وسنن الوضوء ىي‪ :‬وضع اإلناء على اليمْب واالغَباؼ هبا‪ ،‬والتسمية والدعاء‪ ،‬وغسل اليدين‬
‫قبل إدخاؽبم اإلناء من حدث النوـ أو البوؿ مرة ومن الغائط مرتْب‪ ،‬واؼبضمضة واالستنشاؽ‪،‬‬
‫والدعاء عندنبا وعند غسل الوجو واليدين وعند مسح الرأس والرجلْب‪ ،‬وأف يبدأ الرجل بغسل ظاىر‬
‫ذراعيو وُب الثانية بباطنهما‪ ،‬واؼبرأة بالعكس‪ ،‬وأف يكوف الوضوء دبد‪ .‬ويكره‪ :‬أف يستعْب ُب طهارتو‪،‬‬
‫وأف يبسح بلل الوضوء عن أعضائو‪.‬‬

‫الرابع‪ُ :‬ب أحكاـ الوضوء‬

‫من تيقن اغبدث وشك ُب الطهارة‪ ،‬أو تيقنهما وشك ُب اؼبتأخر تطهر‪ .‬وكذا لو تيقن ترؾ‬
‫عضو أتى بو ودبا بعده‪ ،‬وإف جف البلل استأنف‪ .‬وإف شك ُب شيء من أفعاؿ الطهارة وىو على‬
‫حالو أتى دبا شك فيو ٍب دبا بعده‪ .‬ولو تيقن الطهارة وشك ُب اغبدث أو ُب شيء من أفعاؿ الوضوء‬
‫بعد انصرافو مل يعد‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪12‬‬

‫ومن ترؾ غسل موضع النجو أو البوؿ وصلى أعاد الصالة عامداً كاف أو ناسياً أو جاىالً‪.‬‬

‫ومن جدد وضوءه بنية الندب‪ٍ ،‬ب صلى وذكر أنو أخل بعضو من إحدى الطهارتْب فالطهارة‬
‫والصالة صحيحتاف‪ ،‬ولو صلى بكل واحدة منهما صالة أعاد األوىل فقط‪ .‬ولو أحدث عقيب‬
‫طهارة منهما ومل يعلمها بعينها أعاد الصالتْب إف اختلفتا عدداً‪ ،‬وإال فصالة واحدة ينوي هبا ما ُب‬
‫ذمتو‪ .‬وكذا لو صلى بطهارة ٍب أحدث وجدد طهارة ٍب صلى أخرى‪ ،‬وذكر أنو أخل بواجب من‬
‫إحدى الطهارتْب‪.‬‬

‫ولو صلى اػبمس خبمس طهارات وتيقن أنو أحدث عقيب إحدى الطهارات أعاد ثالث‬
‫فرائض‪ :‬ثالثاً واثنتْب وأربعاً‪.‬‬

‫وأما الغسل‪ :‬ففيو‪ :‬الواجب واؼبندوب‪.‬‬

‫فالواجب ستة أغساؿ‪ :‬غسل اعبنابة‪ ،‬واغبيض‪ ،‬واالستحاضة الٍب تثقب الكرسف‪ ،‬والنفاس‪،‬‬
‫ومس األموات من الناس قبل تغسيلهم وبعد بردىم‪ ،‬وغسل األموات‪.‬‬

‫وبياف ذلك ُب طبسة فصوؿ‪:‬‬

‫الفصل األوؿ‪ُ :‬ب اعبنابة‬

‫والنظر ُب‪ :‬السبب‪ ،‬واغبكم‪ ،‬والغسل‪.‬‬

‫أما سبب اعبنابة‪ ،‬فأمراف‪:‬‬

‫اإلنزاؿ‪ :‬إذا علم أف اػبارج مِب‪ ،‬فإف حصل ما يشتبو بو وكاف دافقاً يقارنو الشهوة وفتور اعبسد‬
‫وجب الغسل‪ ،‬ولو كاف مريضاً كفت الشهوة وفتور اعبسد ُب وجوبو‪ .‬ولو ذبرد عن الشهوة والدفق ‪-‬‬
‫مع اشتباىو ‪ -‬مل هبب‪ .‬وإف وجد على ثوبو أو جسده منياً وجب الغسل إذا مل يشركو ُب الثوب‬
‫غّبه‪ ،‬واؼبرأة كذلك إذا أمنت تغتسل‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫واعبماع‪ :‬فإف جامع امرأة ُب قبلها والتقى اػبتاناف وجب الغسل وإف كانت اؼبوطوءة ميتة‪ ،‬وإف‬
‫جامع ُب الدبر ومل ينزؿ وجب الغسل‪ .‬ولو عمل بعمل قوـ لوط (لعنة ا﵁ عليهم وعلى من يعمل‬
‫عملهم) ومل ينزؿ هبب الغسل‪ ،‬وهبب الغسل بوطء هبيمة إذا مل ينزؿ‪.‬‬

‫تفريع‪ :‬الغسل هبب على الكافر عند حصوؿ سببو‪ ،‬لكن ال يصح منو ُب حاؿ كفره‪ ،‬فإذا‬
‫أسلم وجب عليو ويصح منو‪ .‬ولو اغتسل ٍب ارتد ٍب عاد مل يبطل غسلو‪.‬‬

‫وأما اغبكم‪ :‬فيحرـ عليو‪ :‬قراءة كل واحدة من العزائم وقراءة بعضها حٌب البسملة إذا نوى هبا‬
‫إحداىا‪ ،‬ومس كتابة القرآف أو شيء عليو اسم ا﵁ تعاىل سبحانو أو اسم نيب أو وصي‪ ،‬واعبلوس ُب‬
‫اؼبساجد‪ ،‬ووضع شيء فيها‪ ،‬واعبواز ُب اؼبسجد اغبراـ أو مسجد النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) خاصة‪.‬‬
‫ولو أجنب فيهما مل يقطعهما إال بالتيمم‪.‬‬

‫ويكره لو‪ :‬األكل والشرب‪ ،‬وزبفف الكراىة باؼبضمضة واالستنشاؽ‪ ،‬وقراءة ما زاد على سبع‬
‫آيات من غّب العزائم‪ ،‬وأشد من ذلك قراءة سبعْب وما زاد أغلظ كراىية‪ ،‬ومس اؼبصحف‪ ،‬والنوـ‬
‫حٌب يغتسل أو يتوضأ أو يتيمم ‪ ،‬واػبضاب‪.‬‬

‫وأما الغسل‪ :‬فواجباتو طبس‪ :‬النية‪ ،‬واستدامة حكمها إىل آخر الغسل‪ .‬وغسل البشرة دبا‬
‫يسمى غسالً‪ ،‬وزبليل ما ال يصل إليو اؼباء إال بو‪ .‬والَبتيب‪ :‬يبدأ بالرأس ٍب اعبسد‪ ،‬واألفضل البدء‬
‫باعبانب األيبن ٍب األيسر وال هبب فيهما الَبتيب‪ ،‬ويسقط الَبتيب بارسباسة واحدة‪.‬‬

‫وسنن الغسل‪ :‬تقدًن النية عند غسل اليدين‪ ،‬وتتضيق عند غسل الرأس‪ ،‬وإمرار اليد على‬
‫اعبسد‪ ،‬وزبليل ما يصل إليو اؼباء استظهاراً‪ ،‬والبوؿ أماـ الغسل واالسترباء‪ ،‬وكيفيتو‪ :‬أف يبسح من‬
‫اؼبقعد إىل أصل القضيب ثالثاً‪ ،‬ومنو إىل رأس اغبشفة ثالثاً‪ ،‬وينَبه ثالثاً‪ .‬وغسل اليدين ثالثاً قبل‬
‫إدخاؽبما اإلناء‪ ،‬واؼبضمضة واالستنشاؽ‪ ،‬والغسل بصاع (ٖ لَب ماء)‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫مسائل ثالث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا رأى اؼبغتسل بلالً مشتبهاً بعد الغسل‪ ،‬فإف كاف قد باؿ أو استربأ مل يعد‪ ،‬وإال كاف‬
‫عليو اإلعادة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا غسل بعض أعضائو ٍب أحدث يعيد الغسل من رأس‪ ،‬ودائم اغبدث يضم إليو‬
‫الوضوء إذا مل يكن لديو وقت يكفي للغسل دوف أف يتخللو حدث‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬ال هبوز أف يغسلو غّبه مع اإلمكاف‪ ،‬ويكره أف يستعْب فيو‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب اغبيض‬

‫وىو يشتمل على‪ :‬بيانو‪ ،‬وما يتعلق بو‪.‬‬

‫أما األوؿ‪ :‬فاغبيض‪ :‬الدـ الذي لو تعلق بانقضاء العدة‪ ،‬ولقليلو حد‪ .‬وُب األغلب يكوف أسوداً‬
‫غليظاً حاراً ىبرج حبرقة‪ .‬وقد يشتبو بدـ العذرة فتعترب بالقطنة‪ ،‬فإف خرجت مطوقة فهو العذرة‪ .‬وكل‬
‫ما تراه الصبية قبل بلوغها تسعاً فليس حبيض‪.‬‬

‫وأقل اغبيض ثالثة أياـ وأكثره عشرة‪ ،‬وكذا أقل الطهر‪ ،‬وال حد ألكثره‪ .‬ويشَبط التوايل ُب‬
‫الثالثة‪ .‬وما تراه اؼبرأة بعد يأسها ال يكوف حيضاً‪ .‬وتيأس اؼبرأة القرشية ببلوغ ستْب‪ ،‬وغّب القرشية‬
‫ببلوغ طبسْب سنة‪.‬‬

‫وكل دـ رأتو اؼبرأة دوف الثالثة فليس حبيض مبتدئة كانت أو ذات عادة‪ .‬وما تراه من الثالثة إىل‬
‫العشرة فبا يبكن أف يكوف حيضاً فهو حيض‪[ ،‬سواء] ذبانس أو اختلف‪ .‬وتصّب اؼبرأة ذات عادة‬
‫بأف ترى الدـ دفعة‪ٍ ،‬ب ينقطع على أقل الطهر فصاعداً‪ٍ ،‬ب تراه ثانياً دبثل تلك العدة‪ ،‬وال عربة‬
‫باختالؼ لوف الدـ‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫مسائل طبس‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ذات العادة تَبؾ الصالة والصوـ برؤية الدـ‪ .‬واؼببتدئة إف اطمأنت أنو حيض تَبؾ‬
‫العبادة‪ ،‬وإال فال تَبؾ العبادة حٌب سبضي ؽبا ثالثة أياـ‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬لو رأت الدـ ثالثة أياـ ٍب انقطع ورأت قبل العاشر كاف الكل حيضاً‪ ،‬ولو ذباوز العشرة‬
‫رجعت إىل التفصيل الذي نذكره‪ .‬ولو تأخر دبقدار عشرة أياـ ٍب رأتو كاف األوؿ حيضاً منفرداً‪،‬‬
‫والثاين يبكن أف يكوف حيضا مستأنفاً‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا انقطع الدـ لدوف عشرة فعليها االسترباء بالقطنة‪ ،‬فإف خرجت نقية اغتسلت‪ ،‬وإف‬
‫كانت متلطخة صربت اؼببتدئة حٌب تنقى أو سبضي ؽبا عشرة أياـ‪ .‬وذات العادة تغتسل بعد ثالثة‬
‫أياـ من عادهتا‪ ،‬فإف استمر إىل العاشر وانقطع قضت ما فعلتو من صوـ‪ ،‬وإف ذباوز كاف ما أتت بو‬
‫ؾبزياً‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا طهرت جاز لزوجها وطؤىا قبل الغسل على كراىية‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا دخل وقت الصالة فحاضت وقد مضى مقدار الطهارة والصالة وجب عليها‬
‫القضاء‪ ،‬وإف كاف قبل ذاؾ مل هبب‪ ،‬وإف طهرت قبل آخر الوقت دبقدار الطهارة وأداء ركعة وجب‬
‫عليها األداء ومع اإلخالؿ القضاء‪.‬‬

‫وأما ما يتعلق بو‪ ،‬فثمانية أشياء‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬وبرـ عليها كل ما يشَبط فيو الطهارة‪ ،‬كالصالة والطواؼ ومس كتابة القرآف‪ .‬ويكره‬
‫ضبل اؼبصحف وؼبس ىامشو‪ .‬ولو تطهرت مل يرتفع حدثها‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ال يصح منها الصوـ‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬ال هبوز ؽبا اعبلوس ُب اؼبسجد‪ ،‬ويكره اعبواز فيو‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫الرابع‪ :‬ال هبوز ؽبا قراءة شيء من العزائم‪ ،‬ويكره ؽبا ما عدا ذلك‪ ،‬وتسجد لو تلت السجدة‪،‬‬
‫وكذا إف استمعت‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬وبرـ على زوجها وطؤىا حٌب تطهر‪ ،‬وهبوز لو االستمتاع دبا عدا القبل‪ .‬فإف وطأىا‬
‫عامداً عاؼباً وجب عليو الكفارة‪ ،‬والكفارة‪ُ :‬ب أولو دينار (أي مثقاؿ ذىب عيار ‪ ٔٛ‬حبة)‪ ،‬وُب‬
‫وسطو نصف دينار‪ ،‬وُب آخره ربع دينار‪ .‬ولو تكرر منو الوطء ُب وقت ال زبتلف فيو الكفارة مل‬
‫تتكرر‪ ،‬وإف اختلفت تكررت‪.‬‬

‫السادس‪ :‬ال يصح طالقها إذا كانت مدخوالً هبا‪ ،‬وزوجها حاضر معها‪.‬‬

‫السابع‪ :‬إذا طهرت وجب عليها الغسل‪ ،‬وكيفيتو مثل غسل اعبنابة‪ ،‬ويستحب معو الوضوء قبلو‬
‫أو بعده‪ ،‬وهبب قضاء الصوـ دوف الصالة‪.‬‬

‫الثامن‪ :‬يستحب أف تتوضأ ُب وقت كل صالة‪ ،‬وذبلس ُب مصالىا دبقدار زماف صالهتا ذاكرة‬
‫ا﵁ تعاىل‪ ،‬ويكره ؽبا اػبضاب‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب االستحاضة‬

‫وىو يشتمل على‪ :‬أقسامها‪ ،‬وأحكامها‪.‬‬

‫أما األوؿ‪ :‬فدـ االستحاضة ‪ُ -‬ب األغلب ‪ -‬أصفر بارد رقيق ىبرج بفتور‪ .‬وقد يتفق مثل ىذا‬
‫الوصف حيضاً‪ ،‬إذ الصفرة والكدرة ُب أياـ اغبيض حيض‪ ،‬وُب أياـ الطهر طهر‪ .‬وكل دـ تراه اؼبرأة‬
‫أقل من ثالثة أياـ ومل يكن دـ قرح وال جرح فهو استحاضة‪ .‬وكذا كل ما يزيد عن العادة ويتجاوز‬
‫العشرة‪ ،‬أو يزيد عن أكثر أياـ النفاس وال وبمل صفة دـ اغبيض‪ ،‬أو يكوف مع اغبمل‪ ،‬أو مع اليأس‬
‫أو قبل البلوغ‪.‬‬

‫وإذا ذباوز الدـ عشرة أياـ وىي فبن ربيض فقد امتزج حيضها بطهرىا‪ ،‬فهي‪ :‬إما مبتدئة‪ ،‬وأما‬
‫ذات عادة مستقرة‪ ،‬أو مضطربة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫فاؼببتدئة‪ :‬ترجع إىل اعتبار الدـ‪ ،‬فما شابو دـ اغبيض فهو حيض‪ ،‬وما شابو دـ االستحاضة‬
‫فهو استحاضة بشرط أف يكوف ما شابو دـ اغبيض ال ينقص عن ثالثة وال يزيد عن عشرة‪ .‬فإف‬
‫نقص أو زاد‪ ،‬أو كاف لونو لوناً واحداً‪ ،‬أو مل وبصل فيو شريطتا التميز رجعت إىل عادة نسائها إف‬
‫اتفقن‪ ،‬فإف كن ـبتلفات جعلت حيضها ُب كل شهر سبعة أياـ‪.‬‬

‫وذات العادة‪ :‬أ‪ -‬ذبعل عادهتا حيضاً وما سواه استحاضة‪ ،‬فإف اجتمع ؽبا مع العادة سبيز تعمل‬
‫على العادة‪.‬‬

‫وىا ىنا مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا كانت عادهتا مستقرة عدداً ووقتاً فرأت ذلك العدد متقدماً على ذلك الوقت أو‬
‫متأخراً عنو ربيضت بالعدد وألقت الوقت ‪ ،‬ألف العادة تتقدـ وتتأخر‪ ،‬سواء رأتو بصفة دـ اغبيض أو‬
‫مل يكن‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬لو رأت الدـ قبل العادة وُب العادة‪ ،‬فإف مل يتجاوز العشرة فالكل حيض‪ ،‬وإف ذباوز‬
‫جعلت العادة حيضاً‪ ،‬وكاف ما تقدمها استحاضة‪ .‬وكذا لو رأت ُب وقت العادة وبعدىا‪ .‬ولو رأت‬
‫قبل العادة وُب العادة وبعدىا‪ ،‬فإف مل يتجاوز العشرة فاعبميع حيض‪ ،‬وإف زاد على العشرة فاغبيض‬
‫وقت العادة والطرفاف استحاضة‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬لو كانت عادهتا ُب كل شهر مرة واحدة عدداً معيناً‪ ،‬فرأت ُب شهر مرتْب بعدد أياـ‬
‫العادة ويفصل بينهما أقل الطهر أو أكثر كاف ذلك حيضاً‪ ،‬ولو جاء ُب كل مرة أزيد من العادة‬
‫لكاف حيضاً إذا مل يتجاوز العشرة‪ ،‬فإف ذباوز ربيضت بقدر عادهتا وكاف الباقي استحاضة‪.‬‬

‫واؼبضطربة العادة ترجع إىل التميّز فتعمل عليو‪ ،‬فإف إطمأنت من الصفات أنو حيض تركت‬
‫العبادة‪ ،‬وإال فال تَبؾ الصالة إال بعد مضي ثالثة أياـ وتطمئن أنو حيض‪ ،‬فإف فقد التميّز فهنا‬
‫مسائل ثالث‪:‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫األوىل‪ :‬لو ذكرت العدد ونسيت الوقت ذبعل أوؿ أياـ الدـ حيض بعدد أيامها والباقي‬
‫استحاضة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬لو ذكرت الوقت ونسيت العدد‪ ،‬فإف ذكرت أوؿ حيضها أكملتو بعدد نسائها إف‬
‫اتفقن وسبعة أياـ إف اختلفن‪ ،‬وإف ذكرت آخره جعلتو هناية عدد نسائها إف اتفقن وهناية سبعة أياـ‬
‫إف اختلفن‪ ،‬وعملت ُب بقية الزماف ما تعملو اؼبستحاضة‪ ،‬وتقضي صوـ األياـ الٍب جعلتها حيضاً‬
‫فقط‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬لو نسيتهما صبيعاً‪ ،‬فهذه تتحيض ُب كل شهر بعدد أياـ نسائها إف اتفقن‪ ،‬وبسبعة أياـ‬
‫إف اختلفن ما داـ االشتباه باقياً‪.‬‬

‫وأما أحكامها‪ ،‬فنقوؿ‪:‬‬

‫دـ االستحاضة إما أف ال يثقب الكرسف (ال سبتلئ القطنة دماً)‪ ،‬أو يثقبو وال يسيل‪ ،‬أو‬
‫يسيل‪.‬‬

‫وُب األوؿ‪ :‬يلزمها تغيّب القطنة‪ ،‬وذبديد الوضوء عند كل صالة‪ ،‬وؽبا أف ذبمع بْب الصالتْب‬
‫بوضوء واحد‪.‬‬

‫وُب الثاين‪ :‬يلزمها مع تغيّب القطنة تغيّب اػبرقة‪ ،‬والغسل لصالة الغداة (الفجر)‪.‬‬

‫وُب الثالث‪ :‬يلزمها مع ذلك غسالف‪ ،‬غسل للظهر والعصر ذبمع بينهما‪ ،‬وغسل للمغرب‬
‫والعشاء ذبمع بينهما‪ ،‬وإذا فعلت ذلك صارت حبكم الطاىرة‪ ،‬وإف أخلت بذلك مل تصح صالهتا‪.‬‬
‫وإف أخلت باألغساؿ مل يصح صومها‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب النفاس‬

‫النفاس‪ :‬دـ الوالدة‪ ،‬وليس لقليلو حد‪ ،‬فجاز أف يكوف غبظة واحدة‪ .‬ولو ولدت ومل تر دماً مل‬
‫يكن ؽبا نفاس‪ .‬ولو رأت قبل الوالدة كاف طهراً‪ .‬وأكثر النفاس عشرة أياـ‪ .‬ولو كانت حامال بإثنْب‬
‫وتراخت والدة أحدنبا كاف ابتداء نفاسها من وضع األوؿ‪ ،‬وعدد أيامها من وضع األخّب‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ولو ولدت ومل تر دماً ٍب رأت ُب العاشر كاف ذلك نفاساً‪ .‬ولو رأت عقيب الوالدة ٍب طهرت ٍب‬
‫رأت العاشر أو قبلو كاف الدماف وما بينهما نفاساً‪ .‬وإذا استمر الدـ بعد العاشر فإف سبيز بأوصاؼ‬
‫االستحاضة فهو استحاضة‪ ،‬وإال فهو حيض‪ .‬فإف كانت ذات عادة عددية ربيضت بعدد أيامها‪،‬‬
‫وإال فبعدد نسائها أو سبعة أياـ‪ ،‬فإف استمر الدـ استظهرت بثالثة أياـ ٍب ما بعدىا استحاضة‪.‬‬

‫ووبرـ على النفساء ما وبرـ على اغبائض‪ ،‬وكذا ما يكره‪ ،‬وال يصح طالقها‪ .‬وغسلها كغسل‬
‫اغبائض سواء‪.‬‬

‫الفصل اػبامس‪ُ :‬ب أحكاـ األموات‬

‫وىي طبسة‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب االحتضار‪.‬‬

‫وهبب فيو‪ :‬توجيو اؼبيت إىل القبلة بأف يلقى على ظهره وهبعل وجهو وباطن رجليو إىل القبلة‪،‬‬
‫وىو فرض على الكفاية‪.‬‬

‫ويستحب تلقينو الشهادتْب‪ ،‬واإلقرار بالنيب واألئمة واؼبهديْب (عليهم السالـ)‪ ،‬وكلمات الفرج‪،‬‬
‫ونقلو إىل مصاله‪ ،‬ويكوف عنده مصباح إف مات ليالً‪ ،‬ومن يقرأ القرآف‪ .‬وإذا مات غمضت عيناه‪،‬‬
‫وأطبق فوه‪ ،‬ومدت يداه إىل جنبيو‪ ،‬وغطي بثوب‪ .‬ويعجل ذبهيزه إال أف يكوف حالة مشبهة‪ ،‬فيستربأ‬
‫بعالمات اؼبوت أو يصرب عليو ثالثة أياـ‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬أف يطرح على بطنو حديد‪ ،‬وأف وبضره جنب أو حائض‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب التغسيل‬

‫وىو فرض على الكفاية‪ ،‬وكذا تكفينو ودفنو والصالة عليو‪ ،‬وأوىل الناس بو أوالىم دبّباثو‪ .‬وإذا‬
‫كاف األولياء رجاالً ونساء فالرجاؿ أوىل‪ ،‬والزوج أوىل باؼبرأة من كل أحد ُب أحكامها كلها‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫وهبوز أف يغسل الكافر اؼبسلم إذا مل وبضره مسلم وال مسلمة ذات رحم (ؿبرمة)‪ ،‬وكذا تغسل‬
‫الكافرة اؼبسلمة إذا مل تكن مسلمة وال ذو رحم (ؿبرـ)‪ .‬ويغسل الرجل ؿبارمو من وراء الثياب‬
‫ويكشف الوجو والكفْب وظاىر وباطن القدمْب إذا مل تكن مسلمة‪ .‬وكذا اؼبرأة ويُكشف صدره فوؽ‬
‫السرة ورجليو دوف الركبة‪ .‬وال يغسل الرجل من ليست لو دبحرـ إال وؽبا دوف ثالث سنْب‪ ،‬وكذا اؼبرأة‬
‫تغسل من لو دوف طبس سنْب‪ ،‬ويغسلها ؾبردة وتغسلو ؾبرد‪.‬‬

‫وكل مظهر للشهادتْب وإف مل يكن معتقداً للحق هبوز تغسيلو‪ ،‬عدا اػبوارج والغالة والنواصب‪.‬‬
‫والشهيد الذي قتل بْب يدي اإلماـ ومات ُب اؼبعركة ال يغسل وال يكفن‪ ،‬ويصلى عليو‪ .‬وكذا من‬
‫وجب عليو القتل يؤمر باالغتساؿ قبل قتلو‪ٍ ،‬ب ال يغسل بعد ذلك‪.‬‬

‫وإذا وجد بعض اؼبيت فإف كاف فيو الصدر أو الصدر وحده غسل وكفن وصلي عليو ودفن‪،‬‬
‫وإف مل يكن وكاف فيو عظم غسل ولف ُب خرقة ودفن‪ ،‬وكذا السقط إذا وعبتو الروح أو كاف لو أربعة‬
‫أشهر فصاعداً‪ .‬وإف مل يكن فيو عظم اقتصر على لفو ُب خرقة ودفنو‪ ،‬وكذا السقط إذا مل تلجو‬
‫الروح‪ .‬وإذا مل وبضر اؼبيت مسلم وال كافر وال ؿبرـ من النساء فال تقربو الكافرة‪ ،‬وتصب اؼبسلمة‬
‫عليو اؼباء صباً من وراء ثيابو فوؽ سرتو وربت ركبتيو‪ ،‬ووبنط بالكافور ويدفن‪ .‬أما اؼبيتة فيصب عليها‬
‫اؼبسلم من غّب ا﵀ارـ اؼباء على وجهها ويديها وقدميها فقط‪ ،‬وربنط بالكافور وتدفن‪.‬‬

‫وهبب‪ :‬إزالة النجاسة من بدنو أوالً‪ٍ ،‬ب يغسل دباء السدر يبدأ برأسو‪ٍ ،‬ب جبانبو األيبن ٍب‬
‫األيسر‪ ،‬وأقل ما يلقى ُب اؼباء من السدر ما يقع عليو االسم‪ .‬وبعده دباء الكافور على الصفة‬
‫اؼبذكورة‪ ،‬ودباء القراح أخّباً كما يغسل من اعبنابة‪ .‬ووضوء اؼبيت مستحب وليس بواجب‪ .‬وال هبوز‬
‫االقتصار على أقل من الغسالت اؼبذكورة إال عند الضرورة‪ .‬ولو عدـ الكافور والسدر غسل باؼباء‬
‫القراح مرة واحدة‪ ،‬والثالث أفضل‪ .‬ولو خيف من تغسيلو تناثر جلده كا﵀َبؽ واجملدور يتيمم بالَباب‬
‫كما يتيمم اغبي العاجز‪.‬‬

‫وسنن الغسل‪ :‬أف يوضع على ساجة مستقبل القبلة‪ ،‬وأف يغسل ربت الظالؿ‪ ،‬وأف هبعل للماء‬
‫حفّبة‪ ،‬ويكره إرسالو ُب الكنيف وال بأس بالبالوعة‪ ،‬وأف يفتق قميصو وينزع من ربتو‪ ،‬وتسَب عورتو‪،‬‬
‫وتلْب أصابعو برفق‪ ،‬ويغسل رأسو برغوة السدر أماـ الغسل‪ ،‬ويغسل فرجو بالسدر واغبرض‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫(اإلشناف) أو الصابوف اػبايل من العطر ويغسل يداه‪ ،‬ويبدأ بشق رأسو األيبن‪ ،‬ويغسل كل عضو منو‬
‫ثالث مرات ُب كل غسلة‪ ،‬ويبسح بطنو ُب الغسلتْب االولتْب‪ ،‬إال أف يكوف اؼبيت اؼبرأة حامالً‪ .‬وأف‬
‫يكوف الغاسل منو على اعبانب األيبن‪ ،‬ويغسل الغاسل يديو مع كل غسلة‪ٍ ،‬ب ينشفو بثوب بعد‬
‫الفراغ‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬أف هبعل اؼبيت بْب رجليو‪ ،‬وأف يقعده‪ ،‬وأف يقص أظفاره‪ ،‬وأف يرجل شعره‪ ،‬وأف يغسل‬
‫ـبالفاً‪ ،‬فإف اضطر غسلو غسل أىل اػبالؼ‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب تكفينو‬

‫وهبب أف يكفن ُب ثالثة أقطاع مئزر وقميص وإزار‪ ،‬وهبزي عند الضرورة قطعة‪ .‬وال هبوز‬
‫التكفْب باغبرير‪ .‬وهبب أف يبسح مساجده دبا تيسر من الكافور‪ ،‬إال أف يكوف اؼبيت ؿبرماً ‪ ،‬فال‬
‫يقربو الكافور‪ .‬وأقل الفضل ُب مقدار درىم‪ ،‬وأفضل منو أربعة دراىم‪ ،‬وأكملو ثالثة عشر درنبا‬
‫وثلثاً‪ .‬وعند الضرورة يدفن بغّب كافور‪ .‬وال هبوز تطيبو بغّب الكافور والذريرة‪.‬‬

‫وسنن ىذا القسم‪ :‬أف يغتسل الغاسل قبل تكفينو‪ ،‬أو يتوضأ وضوء الصالة وأف يزاد للرجل‬
‫حربة عربية غّب مطرزة بالذىب‪ ،‬وخرقة لفخذيو‪ ،‬ويكوف طوؽبا ثالثة أذرع ونصفاً ُب عرض شرب‬
‫تقريباً‪ ،‬فيشد طرفاىا على حقويو ويلف دبا اسَبسل منها فخذاه لفاً شديداً بعد أف هبعل بْب إليتيو‬
‫شيء من القطن‪ ،‬وإف خشي خروج شيء فال بأس أف وبشى ُب دبره قطناً‪ .‬وعمامة يعمم هبا ؿبنكاً‬
‫يلف رأسو هبا لفاً وىبرج طرفاىا من ربت اغبنك ويلقياف على صدره‪ .‬وتزاد اؼبرأة على كفن الرجل‬
‫لفافة لثدييها ومبطاً‪ ،‬ويوضع ؽبا بدالً من العمامة قناع‪ .‬وأف يكوف الكفن قطناً‪ ،‬وتنثر على اغبربة‬
‫واللفافة والقميص ذريرة‪ ،‬وتكوف اغبربة فوؽ اللفافة والقميص باطنها‪ ،‬ويكتب على اغبربة والقميص‬
‫واألزار واعبريدتْب اظبو وأنو يشهد الشهادتْب‪ ،‬وإف ذكر األئمة واؼبهديْب (عليهم السالـ) وعددىم‬
‫إىل آخرىم كاف حسناً‪ .‬ويذكر صاحبو الذي بو يعد من أىل اإلسالـ ال من أىل اعباىلية‪ ،‬ويكوف‬
‫ذلك بَببة اغبسْب (عليو السالـ)‪ ،‬فإف مل توجد فباألصبع‪ .‬وإف فقدت اغبربة هبعل بدؽبا لفافة‬
‫أخرى‪ .‬وأف ىباط الكفن خبيوط منو‪ ،‬وال يبل بالريق‪ ،‬وهبعل معو جريدتاف من سعف النخل‪ ،‬فإف مل‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪12‬‬

‫يوجد فمن السدر‪ ،‬فإف مل يوجد فمن اػبالؼ‪ ،‬وإال فمن شجر رطب‪ .‬وهبعل إحدانبا من اعبانب‬
‫األيبن مع ترقوتو يلصقها جبلده‪ ،‬واألخرى من اعبانب اليسار بْب القميص واإلزار‪ ،‬وأف يسحق‬
‫الكافور بيده‪ ،‬وهبعل ما يفضل عن مساجده على صدره‪ .‬وأف يطوي جانب اللفافة األيسر على‬
‫األيبن‪ ،‬واأليبن على األيسر‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬تكفينو ُب الكتاف‪ ،‬وأف يعمل لألكفاف اؼببتدئة أكماـ‪ ،‬وأف يكتب عليها بالسواد‪ ،‬وأف‬
‫هبعل ُب ظبعو أو بصره شيء من الكافور‪.‬‬

‫مسائل ثالث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا خرج من اؼبيت قباسة بعد تكفينو‪ ،‬فإف القت جسده غسلت باؼباء وإف القت كفنو‬
‫فكذلك‪ ،‬إال أف يكوف بعد طرحو ُب القرب فإهنا تقرض‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬كفن اؼبرأة على زوجها وإف كانت ذات ماؿ‪ ،‬لكن ال يلزمو زيادة على الواجب‪ .‬ويؤخذ‬
‫كفن الرجل عن أصل تركتو مقدماً على الديوف والوصايا‪ ،‬فإف مل يكن لو كفن مل يدفن عرياناً بل‬
‫هبب على اؼبسلمْب بذؿ الكفن‪ ،‬بل ويستحب ما وبتاج إليو اؼبيت من سدر وكافور وغّبه‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا سقط من اؼبيت شئ من شعره أو جسده‪ ،‬وجب أف يطرح معو ُب كفنو‪.‬‬

‫الرابع‪ُ :‬ب مواراتو ُب األرض‬

‫ولو مقدمات مسنونة كلها‪ :‬أف يبشي اؼبشيع وراء اعبنازة‪ ،‬أو أحد جانبيها‪ ،‬وأف يربع اعبنازة‪،‬‬
‫ويبدأ دبقدمها األيبن‪ٍ ،‬ب يدور من ورائها إىل اعبانب األيسر‪ ،‬وأف يعلم اؼبؤمنوف دبوت اؼبؤمن‪ ،‬وأف‬
‫يقوؿ اؼبشاىد للجنازة‪ :‬اغبمد ﵁ الذي مل هبعلِب من السواد اؼبخَبـ‪ ،‬وأف يضع اعبنازة على األرض‬
‫إذا وصل القرب فبا يلي رجليو واؼبرأة فبا يلي القبلة‪ ،‬وأف ينقلو ُب ثالث دفعات‪ ،‬وأف يرسلو إىل القرب‬
‫سابقاً برأسو‪ ،‬واؼبرأة عرضاً‪ ،‬وأف ينزؿ من يتناولو حافياً‪ ،‬ويكشف رأسو‪ ،‬ووبل أزراره‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ويكره أف يتوىل ذلك األقارب‪ ،‬إال ُب اؼبرأة فيتوىل أمرىا زوجها أو ؿبارمها‪ .‬ويستحب أف يدعو‬
‫عند إنزالو القرب‪.‬‬

‫وُب الدفن فروض وسنن‪ ،‬فالفروض‪ :‬أف يوارى ُب األرض مع القدرة‪ .‬وراكب البحر يلقى فيو‪،‬‬
‫إما مثقالً أو مستوراً ُب وعاء كاػبابية أو شبهها‪ ،‬مع تعذر الوصوؿ إىل الرب‪ .‬وأف يضجعو على جانبو‬
‫األيبن مستقبل القبلة‪ ،‬إال أف يكوف امرأة غّب مسلمة حامالً من مسلم‪ ،‬فيستدبر هبا القبلة‪.‬‬

‫والسنن‪ :‬أف وبفر القرب قدر القامة أو إىل الَبقوة‪ ،‬وهبعل لو غبد فبا يلي القبلة‪ ،‬ووبل عقد‬
‫األكفاف من قبل رأسو ورجليو‪ ،‬وهبعل معو شيء من تربة اغبسْب (عليو السالـ)‪ ،‬ويلقنو ويدعو لو‪،‬‬
‫ٍب يشرج اللنب‪ ،‬وىبرج من قبل رجل القرب‪ ،‬ويهيل اغباضروف عليو الَباب بظهور األكف قائلْب‪ :‬إنا‬
‫﵁ وإنا إليو راجعوف‪ .‬ويرفع القرب مقدار أربع أصابع‪ ،‬ويربع‪ ،‬ويصب عليو اؼباء من قبل رأسو ٍب يدور‬
‫عليو‪ ،‬فإف فضل من اؼباء شيء ألقاه على وسط القرب‪ .‬ويوضع اليد على القرب ويَبحم على اؼبيت‪،‬‬
‫ويلقنو الويل بعد انصراؼ الناس عنو بأرفع صوتو‪ .‬والتعزية مستحبة وىي جائزة قبل الدفن وبعده‪،‬‬
‫ويكفي أف يراه صاحبها‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬فرش القرب بالساج إال عند الضرورة‪ ،‬وأف يهيل ذو الرحم على رضبو‪ ،‬وذبصيص القبور‬
‫وذبديدىا‪ ،‬ودفن اؼبيتْب ُب قرب واحد‪ ،‬وأف ينقل اؼبيت من بلد إىل بلد آخر إال إىل أحد اؼبشاىد‪،‬‬
‫وأف يستند إىل القرب أو يبشي عليو‪.‬‬

‫اػبامس‪ُ :‬ب اللواحق‬

‫وىي مسائل أربع‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ال هبوز نبش القرب‪ ،‬وال نقل اؼبوتى بعد دفنهم‪ ،‬وال شق الثوب على غّب األب واألخ‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الشهيد يدفن بثيابو‪ ،‬وينزع عنو الفرو واػبفاف‪ ،‬أصاهبما الدـ أو مل يصبهما‪ ،‬وال فرؽ‬
‫بْب أف يقتل حبديد أو بغّبه‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬حكم الصيب واجملنوف إذا قتال شهيدين حكم البالغ العاقل‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا مات ولد اغبامل قطع واخرج‪ ،‬وإف ماتت ىي دونو شق جوفها من اعبانب األيسر‬
‫وانتزع‪ ،‬وخيط اؼبوضع‪.‬‬

‫وأما األغساؿ اؼبسنونة‪ ،‬فمنها ثالثوف غسالً‪ ،‬سبعة عشر للوقت وىي‪ :‬غسل يوـ اعبمعة‪،‬‬
‫ووقتو‪ :‬ما بْب طلوع الفجر إىل زواؿ الشمس‪ ،‬وكلما قرب من الزواؿ كاف أفضل‪ .‬وهبوز تعجيلو يوـ‬
‫اػبميس ؼبن خاؼ عوز اؼباء أو تأخّبه بعد الزواؿ يوـ اعبمعة‪ ،‬وقضاؤه يوـ السبت‪.‬‬

‫وستة ُب شهر رمضاف‪ :‬أوؿ ليلة منو‪ ،‬وليلة النصف‪ ،‬وسبع عشرة‪ ،‬وتسع عشرة‪ ،‬وإحدى‬
‫وعشرين‪ ،‬وثالث وعشرين‪ ،‬وليلة الفطر‪ .‬ويومي العيدين‪ ،‬ويوـ عرفة‪ ،‬وليلة النصف من يوـ رجب‪،‬‬
‫ويوـ السابع والعشرين منو‪ ،‬وليلة النصف من الشعباف‪ ،‬ويوـ الغدير‪ ،‬واؼبباىلة‪ ،‬ويوـ الَبوية‪.‬‬

‫وشبانية للفعل‪ ،‬وىي‪ :‬غسل اإلحراـ‪ ،‬وغسل زيارة النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) واألئمة (عليهم‬
‫السالـ)‪ ،‬وغسل اؼبفرط ُب صالة الكسوؼ (واآليات) إذا أراد قضاءىا‪ ،‬وغسل التوبة سواء كاف عن‬
‫فسق أو كفر‪ ،‬وصالة اغباجة‪ ،‬وصالة االستخارة‪ ،‬وصالة االستسقاء‪.‬‬

‫وطبسة للمكاف‪ ،‬وىي‪ :‬غسل دخوؿ اغبرـ‪ ،‬واؼبسجد اغبراـ‪ ،‬والكعبة‪ ،‬واؼبدينة‪ ،‬ومسجد النيب‬
‫(صلى ا﵁ عليو وآلو)‪.‬‬

‫مسائل أربع‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ما يستحب للفعل واؼبكاف يقدـ عليهما‪ ،‬وما يستحب للزماف يكوف بعد دخولو‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا اجتمعت أغساؿ مندوبة تكفي نية القربة‪.‬‬

‫الثالثة والرابعة‪ :‬يستحب غسل من سعى إىل مصلوب لّباه عامداً بعد ثالثة أياـ‪ ،‬وغسل اؼبولود‬
‫مستحب‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وكل ىذه األغساؿ ؾبزية عن الوضوء‪ .‬واألفضل ذكر اسم ا﵁ أثناء الغسل وبعده ويقوؿ‪ :‬اللهم‬
‫صل على ؿبمد وآؿ ؿبمد األئمة واؼبهديْب الطيبْب الطاىرين‪ ،‬وطهر قليب من الشك والشرؾ والظلمة‬
‫واػببائث‪.‬‬

‫الركن الثالث‪ُ :‬ب الطهارة الَبابية‬

‫والنظر ُب‪ :‬أطراؼ أربعة‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب ما يصح معو التيمم‬

‫وىو ضروب‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬عدـ اؼباء‪ .‬وهبب عنده الطلب ‪ ،‬فيضرب (ٓٓٓٔ مَب) ُب كل جهة من اعبهات‬
‫األربع إف كانت األرض سهلة‪ ،‬و (ٓٓ٘ مَب) إف كانت حزنة‪ .‬ولو أخل بالضرب حٌب ضاؽ الوقت‬
‫أخطأ‪ ،‬وصح تيممو وصالتو‪ .‬وال فرؽ بْب عدـ اؼباء أصالً‪ ،‬ووجود ماء ال يكفيو لطهارتو‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬عدـ الوصلة إليو‪ .‬فمن عدـ الثمن فهو كمن عدـ اؼباء‪ ،‬وكذا إف وجده بثمن يضر بو ُب‬
‫اغباؿ‪ ،‬وإف مل يكن مضراً ُب اغباؿ لزـ شراؤه ولو كاف بأضعاؼ شبنو اؼبعتاد‪ ،‬وكذا القوؿ ُب اآللة الٍب‬
‫ىبرج هبا اؼباء‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬اػبوؼ‪ .‬وال فرؽ ُب جواز التيمم بْب أف ىباؼ لصاً أو سبعاً أو ىباؼ ضياع ماؿ‪،‬‬
‫وكذا لو خشي اؼبرض الشديد أو تشقق اعبلد والتهابو باستعمالو اؼباء شديد الربودة جاز لو التيمم‪،‬‬
‫وكذا لو كاف معو ماء للشرب وخاؼ العطش إف استعملو‪.‬‬

‫الطرؼ الثاين‪ :‬فيما هبوز التيمم بو‬

‫وىو‪ :‬كل ما يقع عليو أسم األرض‪ .‬وال هبوز التيمم باؼبعادف‪ ،‬وال بالرماد وال بالنبات اؼبنسحق‬
‫كاالشناف والدقيق‪ .‬وهبوز التيمم بأرض النورة‪ ،‬واعبص‪ ،‬وتراب القرب‪ ،‬وبالَباب اؼبستعمل ُب التيمم‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫وال يصح التيمم بالَباب اؼبغصوب وال بالنجس‪ ،‬وال بالوحل مع وجود الَباب‪ .‬وإذا مزج الَباب‬
‫بشيء من اؼبعادف فإف استهلكو الَباب جاز‪ ،‬وإال مل هبز‪.‬‬

‫ويكره بالسبخة والرمل‪ .‬ويستحب أف يكوف من ربا األرض وعواليها‪ .‬ومع فقد الَباب يتيمم‬
‫بغبار ثوبو‪ ،‬أو لبد سرجو‪ ،‬أو عرؼ دابتو‪ ،‬ومع فقد ذلك يتيمم بالوحل‪.‬‬

‫الطرؼ الثالث‪ُ :‬ب كيفية التيمم‬

‫وال يصح التيمم قبل دخوؿ الوقت‪ ،‬ويصح مع تضييقو‪ ،‬وال يصح مع سعتو إال إذا حصل‬
‫اليأس من الطهارة اؼبائية كحاؿ اؼبريض الذي يضره اؼباء‪.‬‬

‫والواجب ُب التيمم‪ :‬النية‪ ،‬واستدامة حكمها‪ ،‬والَبتيب‪ :‬يضع يديو على األرض‪ٍ ،‬ب يبسح‬
‫اعببهة هبما من قصاص الشعر إىل طرؼ أنفو‪ٍ ،‬ب يضع يديو على األرض ويبسح ظاىر الكفْب‪.‬‬
‫والبد من ضربتْب ضربة للوجو وضربة للكفْب للوضوء والغسل‪ .‬وإف قطعت كفاه سقط مسحهما‪،‬‬
‫واقتصر على اعببهة‪ .‬ولو قطع بعضهما مسح على ما بقي‪.‬‬

‫وهبب‪ :‬استيعاب مواضع اؼبسح ُب التيمم‪ ،‬فلو أبقى منها شيئاً مل يصح‪ .‬ويستحب‪ :‬نفض‬
‫اليدين بعد ضرهبما على األرض‪ .‬ولو تيمم وعلى جسده قباسة صح تيممو‪ ،‬كما لو تطهر باؼباء‬
‫وعليو قباسة‪ ،‬لكن يراعي ُب التيمم ضيق الوقت‪.‬‬

‫الطرؼ الرابع‪ُ :‬ب أحكامو‬

‫وىي عشرة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬من صلى بتيممو ال يعيد‪ ،‬سواء كاف ُب حضر أو سفر‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬هبب عليو طلب اؼباء‪ ،‬فإف أخل بالطلب وصلى ٍب وجد اؼباء ُب رحلو أو مع أصحابو‬
‫تطهر وأعاد الصالة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثالث‪ :‬من عدـ اؼباء وما يتيمم بو لقيد أو حبس ُب موضع قبس يسقط عنو الفرض أداء‬
‫وقضاء‪ ،‬وهبب عليو الدعاء وقت الفرض‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬إذا وجد اؼباء قبل دخولو ُب الصالة تطهر‪ ،‬وإف وجده بعد فراغو من الصالة مل ذبب‬
‫اإلعادة‪ ،‬وإف وجده وىو ُب الصالة فإف سبكن من اؼباء دوف أف يقطع صالتو تطهر وأًب الصالة‪ ،‬وإال‬
‫فيمضي ُب صالتو ولو تلبس بتكبّبة اإلحراـ‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬اؼبتيمم يستبيح ما يستبيحو اؼبتطهر باؼباء‪.‬‬

‫السادس‪ :‬إذا اجتمع ميت وؿبدث وجنب ومعهم من اؼباء ما يكفي أحدىم‪ ،‬فإف كاف ملكا‬
‫ألحدىم اختص بو‪ ،‬وإف كاف ملكاً ؽبم صبيعاً أو ال مالك لو أو مع مالك يسمح ببذلو‪ ،‬فاألفضل‬
‫زبصيص اؼبيت بو‪.‬‬

‫السابع‪ :‬اعبنب إذا تيمم بدالً من الغسل‪ٍ ،‬ب أحدث أعاد التيمم بدالً من الوضوء إذا كاف‬
‫حدثو أصغر ومل يتمكن من الوضوء‪.‬‬

‫الثامن‪ :‬إذا سبكن من استعماؿ اؼباء انتقض تيممو‪ ،‬ولو فقده بعد ذلك افتقر إىل ذبديد التيمم‪.‬‬
‫وال ينتقض التيمم خبروج الوقت ما مل وبدث‪ ،‬أو مل هبد اؼباء‪.‬‬

‫التاسع‪ :‬من كاف بعض أعضائو مريضاً ال يقدر على غسلو باؼباء وال مسحو جاز لو التيمم‪ ،‬وال‬
‫يتبعض الطهارة‪.‬‬

‫العاشر‪ :‬هبوز التيمم لصالة اعبنازة مع وجود اؼباء بنية الندب‪ ،‬وال هبوز لو الدخوؿ بو ُب غّب‬
‫ذلك من أنواع الصالة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫الركن الرابع‪ُ :‬ب النجاسات وأحكامها‬

‫القوؿ ُب النجاسات‪:‬‬

‫وىي عشرة أنواع‪:‬‬

‫األوؿ والثاين‪ :‬البوؿ والغائط فبا ال يؤكل غبمو‪ ،‬إذا كاف للحيواف نفس سائلة‪ ،‬سواء كاف جنسو‬
‫حراماً كاألسد‪ ،‬أو عرض لو التحرًن كاعبالؿ‪ .‬ورجيع ما ال نفس سائلة لو وبولو طاىر‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬اؼبِب‪ ،‬وىو قبس من كل حيواف حل أكلو أو حرـ‪ ،‬ومِب ما ال نفس سائلة لو طاىر‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬اؼبيتة‪ ،‬وال ينجس من اؼبيتات إال ما لو نفس سائلة‪ ،‬وكل ما ينجس باؼبوت فما قطع من‬
‫جسده قبس حياً كاف أو ميتاً‪ .‬وما كاف منو ال ربلو اغبياة كالعظم والشعر فهو طاىر‪ ،‬إال أف تكوف‬
‫عينو قبسة كالكلب واػبنزير والكافر‪.‬‬

‫وهبب الغسل على من مس ميتاً من الناس قبل تطهّبه وبعد برده باؼبوت‪ ،‬وكذا من مس قطعة‬
‫منو فيها عظم‪ .‬وغسل اليد على من مس برطوبة ما ال عظم فيو‪ ،‬أو مس برطوبة ميتاً لو نفس سائلة‬
‫من غّب الناس‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬الدماء‪ ،‬وال ينجس منها إال ما كاف من حيواف لو عرؽ‪ ،‬ال ما يكوف لو رشح كدـ‬
‫السمك وشبهو‪.‬‬

‫السادس والسابع‪ :‬الكلب واػبنزير‪ ،‬ونبا قبساف عيناً ولعاباً‪ .‬ولو نزا كلب على حيواف فأولده‬
‫روعي ُب إغباقو بأحكامو إطالؽ االسم‪ .‬وما عدانبا من اغبيواف فليس بنجس‪ .‬والثعلب واألرنب‬
‫والفأرة والوزغة طاىرة‪ ،‬ولكن ال يستعمل ماء قليل وقعت فيو فأرة أو جرذ أو وزغة للشرب أو‬
‫الطهارة‪ ،‬وال ماء قليل مات فيو وزغ أو عقرب أو أفعى‪.‬‬

‫الثامن‪ :‬اؼبسكرات قبسة والعصّب العنيب إذا غال واشتد وإف مل يسكر‪ ،‬ويطهر إذا ذىب ثلثاه‪.‬‬

‫التاسع‪ :‬الفقاع‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫العاشر‪ :‬الكافر‪ .‬وضابطو من حيث النجاسة‪ :‬كل من ينكر وجود ا﵁ (وليس ال أدرياً)‪،‬‬
‫ويلحق بو الناصيب اؼببغض ألحد االئمة أو أحد اؼبهديْب أو لشيعتهم ألهنم يشايعوهنم‪ .‬وما عدانبا‬
‫من سائر الناس فليس بنجس ُب نفسو وإمبا تعرض لو النجاسة‪ ،‬ووبكم بطهارة ظاىره‪ ،‬وتبعاً لذلك‬
‫وبكم بطهارة ما ؼبسوه برطوبة مسرية‪ ،‬ووبكم حبلية أكل طعامهم كذلك عدا ما وبتاج إىل تذكية‬
‫شرعية أو ما وبرـ أكلو باألصل‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬بوؿ البغاؿ‪ ،‬واغبمّب‪ ،‬والدواب‪ ،‬وعرؽ اعبنب من اغبراـ‪ ،‬وعرؽ اإلبل اعبالؿ‪ ،‬واؼبسوخ‪،‬‬
‫وذرؽ الدجاج‪.‬‬

‫القوؿ ُب أحكاـ النجاسات‪:‬‬

‫ذبب إزالة النجاسة عن الثياب والبدف للصالة والطواؼ ودخوؿ اؼبساجد‪ ،‬وعن األواين‬
‫الستعماؽبا‪ .‬وعفي ُب الثوب والبدف عما يشق التحرز عنو من دـ القروح واعبروح الٍب ال (ترقي) وإف‬
‫كثر‪ ،‬وعما دوف دائرة قطرىا (ٔ) سنتمَب سعة من الدـ اؼبسفوح الذي ليس من أحد الدماء الثالثة‪،‬‬
‫وما زاد عن ذلك ذبب إزالتو إف كاف ؾبتمعاً أو متفرقاً‪ .‬وهبوز الصالة فيما ال يتم الصالة فيو منفرداً‬
‫وإف كاف فيو قباسة مل يعف عنها ُب غّبه‪.‬‬

‫وتعصر الثياب من النجاسات كلها إال من بوؿ الرضيع‪ ،‬فإنو يكفي صب اؼباء عليو‪ .‬وإذا علم‬
‫موضع النجاسة غسل‪ ،‬وإف جهل غسل كل موضع وبصل فيو االشتباه‪ .‬ويغسل الثوب والبدف من‬
‫البوؿ مرتْب‪.‬‬

‫وإذا القى الكافر أو الكلب أو اػبنزير ثوب اإلنساف رطباً غسل موضع اؼبالقاة واجباً‪ ،‬وإف كاف‬
‫يابساً رشو باؼباء استحباباً‪ ،‬وُب البدف يغسل رطباً‪ .‬وإذا أخل اؼبصلي بإزالة النجاسات عن ثوبو أو‬
‫بدنو أعاد ُب الوقت وُب خارجو‪ ،‬فإف مل يعلم ٍب علم بعد الصالة مل ذبب عليو اإلعادة مطلقاً‪ .‬ولو‬
‫رأى النجاسة وىو ُب الصالة فإف أمكنو إلقاء الثوب وسَب العورة بغّبه وجب وأًب‪ ،‬وإف تعذر إال دبا‬
‫يبطلها أستأنف‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫واؼبربية للصيب إذا مل يكن ؽبا إال ثوب واحد غسلتو ُب كل يوـ مرة‪ ،‬وإف جعلت تلك الغسلة‬
‫أماـ صالة الظهر كاف حسناً لتصلي الظهرين والعشائْب بثوب طاىر‪ .‬وإذا كاف مع اؼبصلي ثوباف‬
‫وأحدنبا قبس ال يعلمو بعينو صلى الصالة الواحدة ُب كل واحد منهما منفرداً‪ .‬وُب الثياب الكثّبة‬
‫(النجسة وأحدىا طاىر) كذلك إال أف يتضيق الوقت فيصلي عرياناً‪ .‬وهبب أف يلقي الثوب النجس‬
‫ويصلي عرياناً إذا مل يكن ىناؾ غّبه‪ ،‬وإف مل يبكنو صلى فيو وال يعيد‪.‬‬

‫صر طهر موضعو‪،‬‬ ‫والشمس إذا جففت البوؿ وغّبه من النجاسات عن األرض والبواري واغبُ ُ‬
‫وكذا كل ما ال يبكن نقلو كالنباتات واألبنية بشرط زواؿ عْب النجاسة‪ ،‬واألفضل إلقاء ماء على‬
‫البوؿ ٍب إذا جففتو الشمس طهر‪.‬‬

‫وتطهر النار ما أحالتو‪ ،‬والَباب باطن اػبف وأسفل القدـ والنعل‪ ،‬واألرض يطهر بعضها‬
‫بعضاً‪ .‬وماء الغيث ال ينجس ُب حاؿ وقوعو‪ ،‬وال ُب حاؿ جريانو من ميزاب وشبهو‪ ،‬إال أف تغّبه‬
‫النجاسة‪.‬‬

‫واؼباء الذي تغسل بو النجاسة قبس سواء كاف ُب الغسلة األوىل أو الثانية‪ ،‬وسواء كاف متلوثا‬
‫بالنجاسة أو مل يكن‪ ،‬ىذا إذا بقي على اؼبغسوؿ عْب النجاسة‪ ،‬أما إذا نقي اؼبغسوؿ من النجاسة‬
‫فالغسالة طاىرة‪ ،‬وكذلك القوؿ ُب اإلناء‪.‬‬

‫القوؿ ُب اآلنية‪:‬‬

‫وال هبوز األكل والشرب ُب آنية من ذىب أو فضة‪ ،‬وال استعماؽبا ُب غّب ذلك‪ .‬ويكره‬
‫اؼبفضض‪ ،‬وهبوز ازباذىا لغّب االستعماؿ‪ .‬وال وبرـ استعماؿ غّب الذىب والفضة من أنواع اؼبعادف‬
‫واعبواىر ولو تضاعفت أشباهنا‪ .‬وأواين الكفار طاىرة حٌب تعلم قباستها‪.‬‬

‫وال هبوز استعماؿ شيء من اعبلود إال ما كاف طاىراً ُب حاؿ اغبياة ذكياً‪ .‬ويستحب اجتناب‬
‫ما ال يؤكل غبمو حٌب يدبغ بعد ذكاتو‪ .‬ويستعمل من أواين اػبمر ما كاف مقّباً أو مدىوناً بعد‬
‫غسلو‪ .‬ويكره‪ :‬ما كاف خشباً أو قرعاً أو خزفاً غّب مدىوف‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ويغسل اإلناء من ولوغ الكلب ثالثاً أوالىن بالَباب‪ ،‬ومن اػبمر واعبرذ إذا مات فيو ثالثاً‬
‫باؼباء‪ ،‬والسبع أفضل‪ .‬ومن غّب ذلك مرة واحدة غّب غسلة اإلزالة‪ ،‬والثالث أفضل‪.‬‬

‫***‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪12‬‬
‫كتاب الصالة‬
‫والعلم هبا يستدعي بياف أربعة أركاف‪:‬‬

‫الركن األوؿ‪ُ :‬ب اؼبقدمات‬

‫وىي سبع‪:‬‬

‫األوىل‪ُ :‬ب أعداد الصالة‬

‫واؼبفروض منها تسع‪:‬‬

‫صالة اليوـ والليلة‪ ،‬واعبمعة‪ ،‬والعيدين‪ ،‬والكسوؼ‪ ،‬والزلزلة‪ ،‬واآليات‪ ،‬والطواؼ‪ ،‬واألموات‪،‬‬
‫وما يلتزمو اإلنساف بنذر وشبهو‪ ،‬وما عدا ذلك مسنوف‪.‬‬

‫وصالة اليوـ والليلة طبس وىي‪ :‬سبع عشرة ركعة ُب اغبضر‪ ،‬الصبح ركعتاف‪ ،‬واؼبغرب ثالث‪،‬‬
‫وكل واحدة من البواقي أربع‪ .‬ويسقط من كل رباعية ُب السفر ركعتاف‪.‬‬

‫ونوافلها ُب اغبضر أربع وثالثوف ركعة‪ :‬أماـ الظهر شباف‪ ،‬وقبل العصر مثلها‪ ،‬وبعد اؼبغرب أربع‪،‬‬
‫وعقيب العشاء ركعتاف من جلوس تعداف بركعة‪ ،‬وإحدى عشر صالة الليل مع ركعٍب الشفع والوتر‪،‬‬
‫وركعتاف للفجر قبل الفرض‪ .‬ويسقط ُب السفر نوافل الظهر والعصر‪ ،‬أما الوتّبة فال تسقط‪ .‬والنوافل‬
‫كلها ركعتاف بتشهد وتسليم بعدنبا‪ ،‬إال اؼبنصوص على إهنا أكثر من اثنْب بسالـ أو أقل كالوتر‬
‫وصالة األعرايب‪ ،‬وسنذكر تفصيل باقي الصلوات ُب مواضعها إف شاء ا﵁ تعاىل‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫اؼبقدمة الثانية‪ُ :‬ب اؼبواقيت‬

‫والنظر ُب‪ :‬مقاديرىا‪ ،‬وأحكامها‪.‬‬

‫أما األوؿ‪ :‬فما بْب زواؿ الشمس إىل غروهبا وقت للظهر والعصر‪ ،‬وزبتص الظهر من أولو‬
‫دبقدار أدائها‪ ،‬وكذلك العصر من آخره‪ ،‬وما بينهما من الوقت مشَبؾ‪ .‬وكذا إذا غربت الشمس‬
‫دخل وقت اؼبغرب‪ ،‬وزبتص من أولو دبقدار ثالث ركعات‪ٍ ،‬ب تشاركها العشاء حٌب ينتصف الليل‬
‫للمختار واىل طلوع الفجر للمضطر‪ .‬وزبتص العشاء من آخر الوقت دبقدار أربع ركعات‪ .‬وما بْب‬
‫طلوع الفجر الثاين ‪ -‬اؼبستطّب ُب األفق ‪ -‬إىل طلوع الشمس وقت للصبح‪.‬‬

‫ويعلم الزواؿ بزيادة الظل بعد نقصانو‪ ،‬والغروب باستتار القرص‪ ،‬وانتظار ذىاب اغبمرة من‬
‫اؼبشرؽ أفضل غبصوؿ االطمئناف بسقوط القرص‪ .‬وخّب األعماؿ الصالة ُب أوؿ وقتها‪ ،‬وصالة‬
‫العشاء األفضل تأخّبىا حٌب ذىاب اغبمرة اؼبغربية وصالة العصر ساعة أو ساعتْب عن زواؿ‬
‫الشمس حبسب طوؿ النهار وقصره‪.‬‬

‫ووقت النوافل اليومية‪ :‬للظهر من حْب الزواؿ إىل نصف ساعة‪ ،‬وللعصر إىل ساعة ونصف أو‬
‫ساعتْب ونصف حبسب طوؿ النهار‪ ،‬فإف خرج الوقت وقد تلبس من النافلة ولو بركعة زاحم هبا‬
‫الفريضة ـبففة‪ ،‬وإف مل يكن صلى شيئاً بدأ بالفريضة ٍب يأٌب بالنافلة‪ .‬وال هبوز تقديبها على الزواؿ‬
‫إال يوـ اعبمعة‪ .‬ويزاد ُب نافلتها أربع ركعات اثنتاف منها للزواؿ‪ .‬ونافلة اؼبغرب بعدىا إىل ذىاب‬
‫اغبمرة اؼبغربية دبقدار أداء الفريضة‪ ،‬فإف بلغ بذلك ومل يكن صلى النافلة أصبع بدأ بالفريضة‪.‬‬
‫وركعتاف من جلوس بعد العشاء‪ ،‬ويبتد وقتهما بامتداد وقت الفريضة‪ ،‬وينبغي أف هبعلهما خاسبة‬
‫نوافلو‪.‬‬

‫وصالة الليل بعد انتصافو‪ ،‬وكلما قرب من الفجر كاف أفضل‪ .‬وال هبوز تقديبها على االنتصاؼ‬
‫إال ؼبسافر يصده جده‪ ،‬أو شاب يبنعو رطوبة رأسو وقضاؤىا أفضل‪ ،‬وآخر وقتها طلوع الفجر الثاين‪.‬‬
‫فإف طلع ومل يكن تلبس منها بأربع بدأ بركعٍب الفجر قبل الفريضة حٌب تطلع اغبمرة اؼبشرقية‪،‬‬
‫فيشتغل بالفريضة‪ .‬وإف كاف قد تلبس بأربع سبمها ـبففة ولو طلع الفجر‪ .‬ووقت ركعٍب الفجر بعد‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫طلوع الفجر األوؿ‪ ،‬وهبوز أف يصليهما قبل ذلك‪ ،‬واألفضل إعادهتما بعده‪ ،‬ويبتد وقتهما حٌب تطلع‬
‫اغبمرة‪ٍ ،‬ب تصّب الفريضة أوىل‪.‬‬

‫وهبوز أف يقضي الفرائض اػبمس ُب كل وقت ما مل يتضيق وقت الفريضة اغباضرة‪ ،‬وكذا‬
‫يصلي بقية الصلوات اؼبفروضات‪ ،‬ويصلي النوافل ما مل يدخل وقت فريضة‪ ،‬وكذا قضاؤىا‪.‬‬

‫وأما أحكامها‪ ،‬ففيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا حصل أحد األعذار اؼبانعة من الصالة كاعبنوف واغبيض‪ ،‬وقد مضى من الوقت‬
‫مقدار الطهارة وأداء الفريضة وجب عليو قضاؤىا‪ ،‬ويسقط القضاء إذا كاف دوف ذلك‪ .‬ولو زاؿ اؼبانع‬
‫فإف أدرؾ الطهارة وركعة من الفريضة لزمو أداؤىا ويكوف مؤدياً‪ ،‬ولو أنبل قضى‪ .‬ولو أدرؾ قبل‬
‫الغروب أو قبل الفجر إحدى الفريضتْب لزمتو تلك ال غّب‪ ،‬وإف أدرؾ الطهارة وطبس ركعات قبل‬
‫الغروب لزمتو الفريضتاف‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الصيب اؼبتطوع بوظيفة الوقت‪ ،‬إذا بلغ دبا ال يبطل الطهارة والوقت باؽ استأنف‪ ،‬وإف‬
‫بقي من الوقت دوف الركعة بُب على نافلتو‪ ،‬وال هبدد نية الفرض‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا كاف لو طريق إىل العلم بالوقت مل هبز لو التعويل على الظن‪ ،‬فإف فقد العلم اجتهد‪،‬‬
‫فإف غلب على ظنو دخوؿ الوقت صلى فإف انكشف لو فساد الظن قبل دخوؿ الوقت استأنف‪،‬‬
‫وإف كاف الوقت دخل وىو متلبس ولو قبل التسليم مل يعد‪ .‬ولو صلى قبل الوقت عامداً أو جاىالً‬
‫أو ناسياً كانت صالتو باطلة‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬الفرائض اليومية مرتبة ُب القضاء بالنسبة لليوـ الواحد‪ ،‬فلو دخل ُب فريضة فذكر أف‬
‫عليو سابقة من نفس اليوـ عدؿ بنيتو ما داـ العدوؿ فبكناً‪ ،‬وإال أستأنف اؼبرتبة‪ .‬أما بالنسبة ليومْب‬
‫ـبتلفْب فال يشَبط الَبتيب ُب القضاء‪ ،‬فلو أف يقضي صالة الصبح ليوـ قبل أف يقضي الظهر ليوـ‬
‫سبقو‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬ال تكره النوافل اؼببتدأة عند طلوع الشمس‪ ،‬وعند غروهبا‪ ،‬وعند قيامها‪ ،‬وبعد صالة‬
‫الصبح‪ ،‬وبعد صالة العصر‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫السادسة‪ :‬ما يفوت من النوافل ليالً يستحب تعجيلو ولو ُب النهار‪ ،‬وما يفوت هناراً يستحب‬
‫تعجيلو ولو ليالً‪ ،‬وال ينتظر هبا النهار‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬األفضل ُب كل صالة أف يؤتى هبا ُب أوؿ وقتها‪ ،‬إال اؼبغرب والعشاء ؼبن أفاض من‬
‫عرفات‪ ،‬فإف تأخّبىا إىل اؼبزدلفة أوىل ولو صار إىل ربع الليل‪ .‬والعشاء األفضل تأخّبىا حٌب يسقط‬
‫الشفق األضبر‪ .‬واؼبتنفل يؤخر الظهر والعصر حٌب يأٌب بنافلتهما‪ .‬واؼبستحاضة تؤخر الظهر واؼبغرب‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬لو ظن أنو صلى الظهر فاشتغل بالعصر‪ ،‬فإف ذكر وىو فيها عدؿ بنيتو‪ ،‬وإف مل يذكر‬
‫حٌب فرغ فإف كاف قد صلى ُب أوؿ وقت الظهر عاد بعد أف يصلي الظهر‪ ،‬وإف كاف ُب الوقت‬
‫اؼبشَبؾ أو دخل وىو فيها أجزأتو وأتى بالظهر‪.‬‬

‫اؼبقدمة الثالثة‪ُ :‬ب القبلة‬

‫والنظر ُب‪ :‬القبلة‪ ،‬واؼبستقبل‪ ،‬وما هبب لو‪ ،‬وأحكاـ اػبلل‪.‬‬

‫األوؿ‪ :‬القبلة‬

‫وىي‪ :‬الكعبة ؼبن كاف ُب اؼبسجد‪ ،‬واؼبسجد ؼبن كاف ُب اغبرـ‪ ،‬واغبرـ ؼبن خرج عنو‪ .‬وجهة‬
‫الكعبة ىي القبلة ال البنية‪ ،‬ولو زالت البنية صلى إىل جهتها‪ ،‬كما يصلي من ىو أعلى موقفاً منها‪.‬‬
‫وإف صلى ُب جوفها استقبل على أي جدراهنا شاء على كراىية ُب الفريضة‪ .‬ولو صلى على سطحها‬
‫أبرز بْب يديو منها ما يصلي إليو‪ ،‬وال وبتاج إىل أف ينصب بْب يديو شيئاً‪ .‬وكذا لو صلى إىل باهبا‬
‫وىو مفتوح‪.‬‬

‫ولو استطاؿ صف اؼبأمومْب ُب اؼبسجد حٌب خرج بعضهم عن ظبت الكعبة بطلت صالة‬
‫ذلك البعض‪ .‬وأىل كل إقليم يتوجهوف إىل ظبت الركن الذي على جهتهم‪ ،‬فأىل العراؽ إىل العراقي‬
‫وىو الذي فيو اغبجر‪ ،‬وأىل الشاـ إىل الشامي واؼبغرب إىل اؼبغريب‪ ،‬واليمن إىل اليماين‪ .‬وقبلة أىل‬
‫العراؽ تقع بْب اعبنوب والغرب‪ ،‬فلو عرؼ اعبدي عرؼ الشماؿ وعرؼ اعبنوب‪ ،‬فإذا توجو إىل‬
‫اعبنوب فالقبلة تقع بْب يبينو ووجهو‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثاين‪ُ :‬ب اؼبستقبل‬

‫وهبب االستقباؿ ُب الصالة مع العلم جبهة القبلة‪ ،‬فإف جهلها عوؿ على االمارات اؼبفيدة‬
‫للظن‪ .‬وإذا اجتهد فأخربه غّبه خبالؼ اجتهاده يعمل دبا يظن أنو أصح‪ .‬ولو مل يكن لو طريق إىل‬
‫االجتهاد فأخربه كافر يعمل خبربه إف ظن بصحتو‪ .‬ويعوؿ على قبلة البلد إذا مل يعلم أهنا بنيت على‬
‫الغلط‪ .‬ومن ليس متمكناً من االجتهاد كاألعمى يعوؿ على غّبه‪ .‬ومن فقد العلم والظن فإف كاف‬
‫الوقت واسعاً صلى الصالة الواحدة إىل أربع جهات لكل جهة مرة‪ ،‬وإف ضاؽ عن ذلك صلى من‬
‫اعبهات ما وبتملو الوقت‪ ،‬فإف ضاؽ إال عن صالة واحدة صالىا إىل أي جهة شاء‪.‬‬

‫واؼبسافر هبب عليو استقباؿ القبلة‪ ،‬وهبوز لو أف يصلي شيئاً من الفرائض على الراحلة عند‬
‫الضرورة ويستقبل القبلة‪ ،‬فإف مل يتمكن استقبل القبلة دبا أمكنو من صالتو‪ ،‬وينحرؼ إىل القبلة كلما‬
‫اكبرفت الدابة‪ ،‬فإف مل يتمكن استقبل بتكبّبة اإلحراـ‪ ،‬ولو مل يتمكن من ذلك أجزأتو الصالة وإف مل‬
‫يكن مستقبالً‪ .‬وكذا اؼبضطر إىل الصالة ماشياً مع ضيق الوقت‪ .‬ولو كاف الراكب حبيث يتمكن من‬
‫الركوع والسجود وفرائض الصالة هبوز لو أداء الفريضة على الراحلة اختياراً‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬ما يستقبل لو‬

‫وهبب االستقباؿ ُب فرائض الصالة مع اإلمكاف‪ ،‬وعند الذبح‪ ،‬وباؼبيت عند احتضاره ودفنو‬
‫والصالة عليو‪ .‬وأما النوافل فاألفضل استقباؿ القبلة هبا‪ .‬وهبوز أف يصلي على الراحلة سفراً أو‬
‫حضراً‪ ،‬وإىل غّب القبلة على كراىية متأكدة ُب اغبضر ما مل يستدبر القبلة وإال بطلت‪ .‬ويسقط‬
‫فرض االستقباؿ ُب كل موضع ال يتمكن منو كصالة اؼبطاردة‪ ،‬وعند ذبح الدابة الصائلة واؼبَبدية‬
‫حبيث ال يبكن صرفها إىل القبلة‪.‬‬

‫الرابع‪ُ :‬ب أحكاـ اػبلل‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫وىي مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬األعمى يرجع إىل غّبه لقصوره عن االجتهاد‪ ،‬فإف عوؿ على رأيو مع وجود اؼببصر‬
‫إلمارة وجدىا صح‪ ،‬وإال فعليو اإلعادة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا صلى إىل جهة إما لغلبة الظن أو لضيق الوقت ٍب تَػبَػ ّْب خطأه‪ ،‬فإف كاف منحرفاً بْب‬
‫اليمْب والشماؿ ومل يستدبر القبلة فصالتو صحيحة وال يعيدىا ُب الوقت أو خارجو‪ ،‬وإذا استدبر‬
‫القبلة أعاد ُب الوقت وال يعيدىا ُب خارجو‪ ،‬فأما إذا تَػبَػ ّْب اػبلل وىو ُب الصالة فإنو يستقيم على‬
‫كل حاؿ وال إعادة‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا اجتهد لصالة ٍب دخل وقت أخرى‪ ،‬فإف ذبدد عنده شك استأنف االجتهاد‪ ،‬وإال‬
‫بُب على األوؿ‪.‬‬

‫اؼبقدمة الرابعة‪ُ :‬ب لباس اؼبصلي‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ال هبوز الصالة ُب جلد اؼبيتة ولو كاف فبا يؤكل غبمو‪ ،‬سواء دبغ أو مل يدبغ‪ .‬وما ال‬
‫يؤكل غبمو ‪ -‬وىو طاىر ُب حياتو فبا يقع عليو الذكاة ‪ -‬إذا ذكي كاف طاىراً‪ ،‬وال يستعمل ُب‬
‫الصالة‪ .‬وال يفتقر استعمالو ُب غّبىا إىل الدباغ‪ ،‬ولكن يكره استعمالو قبل الدباغ‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الصوؼ والشعر والوبر والريش فبا يؤكل غبمو طاىر‪ ،‬سواء جز من حي أو مذكى أو‬
‫ميت‪ ،‬وهبوز الصالة فيو‪ .‬ولو قلع من اؼبيت غسل منو موضع االتصاؿ‪ ،‬وكذا كل ما ال ربلو اغبياة‬
‫من اؼبيت إذا كاف طاىراً ُب حاؿ اغبياة‪ .‬وما كاف قبساً ُب حاؿ حياتو فجميع ذلك منو قبس‪ ،‬وال‬
‫تصح الصالة ُب شيء من ذلك إذا كاف فبا ال يؤكل غبمو ولو أخذ من مذكى‪ ،‬إال اػبز اػبالص‬
‫فتجوز الصالة فيو‪ ،‬وال ذبوز ُب اؼبغشوش منو بوبر األرانب والثعالب‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬ذبوز الصالة ُب فرو السنجاب‪ ،‬وال ذبوز ُب فرو الثعالب واألرانب‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الرابعة‪ :‬ال هبوز لبس اغبرير ا﵀ض للرجاؿ وال الصالة فيو إال ُب اغبرب‪ ،‬فإنو يستحب وضع‬
‫قطعة حرير على الصدر‪ ،‬وعند الضرورة كالربد اؼبانع من نزعو‪ ،‬وهبوز للنساء مطلقاً‪ .‬وفيما ال يتم‬
‫الصالة فيو كالتكة والقلنسوة ال هبوز كذلك‪ ،‬وهبوز الركوب عليو وافَباشو‪ .‬ويكره الصالة ُب ثوب‬
‫مكفوؼ بو‪ .‬وإذا مزج بشيء فبا هبوز فيو الصالة حٌب خرج عن كونو ؿبضاً جاز لبسو والصالة فيو‪،‬‬
‫سواء كاف أكثر من اغبرير أو أقل منو على كراىية‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬الثوب اؼبغصوب ال هبوز الصالة فيو‪ ،‬ولو أذف صاحبو لغّب الغاصب أو لو جازت‬
‫الصالة فيو مع ربقق الغصبية‪ ،‬ولو أذف مطلقاً جاز لغّب الغاصب‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬ال هبوز الصالة ُب حذاء لو قاعدة ذبعل اإلهباـ معلقاً ُب اؽبواء وغّب مرتكز على‬
‫األرض‪ .‬وهبوز الصالة ُب اغبذاء والنعل إف مل يكن كذلك‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬كل ما عدا ما ذكرناه يصح الصالة فيو‪ ،‬بشرط أف يكوف فبلوكاً أو مأذوناً فيو‪ ،‬وأف‬
‫يكوف طاىراً‪ ،‬وقد بينا حكم الثوب النجس‪ .‬وهبوز للرجل أف يصلي ُب ثوب واحد‪ ،‬وال هبوز للمرأة‬
‫إال ُب ثوبْب درع وطبار ساترة صبيع جسدىا عدا الوجو والكفْب وظاىر القدمْب‪ .‬وهبوز أف يصلي‬
‫الرجل عرياناً إذا سَب قبلو ودبره على كراىية‪ ،‬وإذا مل هبد ثوباً سَبنبا دبا وجده ولو بورؽ الشجر‪،‬‬
‫ومع عدـ ما يسَب بو يصلي عرياناً قائماً إف كاف يأمن أف يراه أحد‪ ،‬وإف مل يأمن صلى جالساً‪ ،‬وُب‬
‫اغبالْب يومئ عن الركوع والسجود‪ .‬واألمة والصبية تصلياف بغّب طبار‪ ،‬فإف أعتقت األمة ُب أثناء‬
‫الصالة وجب عليها سَب رأسها‪ ،‬فإف افتقرت إىل فعل كثّب استأنفت‪ ،‬وكذا الصبية إذا بلغت ُب أثناء‬
‫الصالة دبا ال يبطلها‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬تستحب الصالة ُب الثياب البيض‪ ،‬وال تكره ُب الثياب السود‪ ،‬وتكره ُب ثوب واحد‬
‫رقيق للرجاؿ‪ ،‬فإف حكى ما ربتو مل هبز‪.‬‬

‫ويكره أف يأتزر فوؽ القميص‪ ،‬وأف يشتمل الصماء‪ ،‬أو يصلي ُب عمامة ال حنك ؽبا‪ ،‬ويكره‬
‫لبس العمامة بال حنك مطلقاً‪ .‬ويكره اللثاـ للرجل‪ ،‬والنقاب للمرأة وإف منع عن القراءة حرـ‪ .‬وتكره‬
‫الصالة ُب قباء مشدود إال ُب اغبرب‪ ،‬وأف يؤـ بغّب رداء‪ ،‬وأف يصحب شيئاً من اغبديد بارزاً‪ ،‬وُب‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫ثوب يتهم صاحبو‪ .‬وأف تصلي اؼبرأة ُب خلخاؿ لو صوت‪ .‬ويكره الصالة ُب ثوب فيو سباثيل‪ ،‬أو‬
‫خاًب فيو صورة‪.‬‬

‫اؼبقدمة اػبامسة‪ُ :‬ب مكاف اؼبصلي‬

‫الصالة ُب األماكن كلها جائزة بشرط أف يكوف فبلوكاً أو مأذوناً فيو‪.‬‬

‫واإلذف قد يكوف بعوض كاألجرة وشبهها‪ ،‬وباإلباحة وىي‪ :‬إما صروبة كقولو صل فيو‪ ،‬أو‬
‫بالفحوى كأذنو ُب الكوف فيو‪ ،‬أو بشاىد اغباؿ كما إذا كاف ىناؾ إمارة تشهد أف اؼبالك ال يكره‪.‬‬

‫واؼبكاف اؼبغصوب ال تصح فيو الصالة للغاصب‪ ،‬وال لغّبه فبن علم الغصب‪ .‬وإف صلى عامداً‬
‫عاؼباً كانت صالتو باطلة‪ ،‬وإف كاف ناسياً أو جاىالً بالغصبية صحت صالتو‪ ،‬ولو كاف جاىالً‬
‫بتحرًن اؼبغصوب مل يعذر‪ .‬وإذا ضاؽ الوقت وىو آخذ ُب اػبروج صحت صالتو‪ ،‬ولو صلى ومل‬
‫يتشاغل باػبروج مل تصح‪ .‬ولو حصل ُب ملك غّبه بأذنو ٍب أمره باػبروج وجب عليو‪ ،‬وإف صلى‬
‫واغباؿ ىذه كانت صالتو باطلة‪ ،‬ويصلي وىو خارج إف كاف الوقت ضيقاً‪ .‬وال هبوز أف يصلي وإىل‬
‫جانبو امرأة تصلي أو أمامو‪ ،‬سواء صلت بصالتو أو كانت منفردة‪ ،‬وسواء كانت ؿبرما أو أجنبية‪.‬‬
‫ويزوؿ التحرًن إذا كاف بينهما حائل أو مقدار عشرة أذرع‪ .‬ولو كانت وراءه بقدر ما يكوف موضع‬
‫سجودىا ؿباذياً لقدمو سقط اؼبنع‪ .‬ولو حصال ُب موضع ال يتمكناف من التباعد صلى الرجل أوالً‪،‬‬
‫ٍب اؼبرأة‪ .‬وال بأس أف يصلي ُب اؼبوضع النجس إذا كانت قباستو ال تتعدى إىل ثوبو‪ ،‬وال إىل بدنو‪،‬‬
‫وكاف موضع اعببهة طاىراً‪.‬‬

‫وتكره الصالة‪ُ :‬ب اغبماـ‪ ،‬وبيوت الغائط‪ ،‬ومبارؾ اإلبل‪ ،‬ومساكن النمل‪ ،‬وؾبرى اؼبياه‪،‬‬
‫واألرض السبخة‪ ،‬والثلج‪ ،‬وبْب اؼبقابر‪ ،‬إال أف يكوف حائل ولو َعنَػَزة (خشبة طويلة)‪ ،‬أو بينو وبينها‬
‫عشرة أذرع‪ .‬وبيوت النّباف‪ ،‬وبيوت اػبمور إذا مل تتعد إليو قباستها‪ ،‬وجواد الطرؽ‪ ،‬وبيوت اجملوس‪،‬‬
‫وال بأس بالبيع والكنائس‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬أف تكوف بْب يديو نار مضرمة‪ ،‬أو تصاوير‪ .‬وكما تكره الفريضة ُب جوؼ الكعبة تكره‬
‫على سطحها‪ .‬وتكره ُب مرابط اػبيل‪ ،‬واغبمّب‪ ،‬والبغاؿ‪ ،‬وال بأس دبرابض الغنم‪ ،‬وُب بيت فيو‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ؾبوسي‪ ،‬وال بأس باليهودي والنصراين‪ .‬ويكره بْب يديو مصحف مفتوح‪ ،‬أو حائط ينز من بالوعة‬
‫يباؿ فيها‪ ،‬ويكره إىل إنساف مواجو إال أف يكوف اغبجة على الناس كاإلماـ (عليو السالـ)‪ ،‬أو باب‬
‫مفتوح‪.‬‬

‫اؼبقدمة السادسة‪ُ :‬ب ما يسجد عليو‬

‫ال هبوز السجود على ما ليس بأرض كاعبلود والصوؼ والشعر والوبر‪ ،‬وال على ما ىو من‬
‫األرض إذا كاف معدناً كاؼبلح والعقيق والذىب والفضة والقّب إال عند الضرورة‪ ،‬وال على ما ينبت من‬
‫األرض إذا كاف مأكوالً كاػببز والفواكو‪ ،‬أو ملبوساً القطن والكتاف‪ .‬وال هبوز السجود على الوحل‪،‬‬
‫فإف اضطر أومأ‪ .‬وهبوز السجود على القرطاس‪ ،‬ويكره إذا كاف فيو كتابة‪ .‬وال يسجد على شيء من‬
‫بدنو فإف منعو اغبر عن السجود على األرض سجد على ثوبو‪ ،‬وإف مل يتمكن فعلى كفو‪.‬‬

‫والذي ذكرناه إمبا يعترب ُب موضع اعببهة خاصة ال ُب بقية اؼبساجد‪ ،‬ويراعي فيو أف يكوف‬
‫فبلوكاً‪ ،‬أو مأذوناً فيو‪ ،‬وأف يكوف خالياً من النجاسة‪ .‬وإذا كانت النجاسة ُب موضع ؿبصور كالبيت‬
‫وشبهو وجهل موضع النجاسة مل يسجد على شيء منو‪ .‬وهبوز السجود ُب اؼبواضع اؼبتسعة دفعاً‬
‫للمشقة‪.‬‬

‫اؼبقدمة السابعة‪ُ :‬ب األذاف واإلقامة‬

‫والنظر ُب أربعة أشياء‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬فيما يؤذف لو ويقاـ‬

‫ونبا واجباف ُب الصلوات اػبمس اؼبفروضة أداء وقضاء‪ ،‬للمنفرد واعبامع‪ ،‬للرجل واؼبرأة لكن‬
‫يشَبط أف تسر بو اؼبرأة‪ ،‬ويتأكداف فيما هبهر فيو‪ ،‬وأشدنبا ُب الغداة واؼبغرب‪ .‬وال يؤذف لشيء من‬
‫النوافل وال لشيء من الفرائض عدا اػبمس‪ ،‬بل يقوؿ اؼبؤذف‪ :‬الصالة ثالثاً‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪12‬‬

‫وقاضي الصلوات اػبمس يؤذف لكل واحدة ويقيم‪ ،‬ولو أذف لألوىل من ورده ٍب أقاـ للبواقي‬
‫كفى‪ ،‬وكاف دونو ُب الفضل‪ .‬ويصلي يوـ اعبمعة الظهر بأذاف وإقامة والعصر بإقامة‪ ،‬وكذا ُب الظهر‬
‫والعصر بعرفة‪ .‬ولو صلى اإلماـ صباعة وجاء آخروف مل يؤذنوا ومل يقيموا على كراىية‪ ،‬وما داـ األوىل‬
‫مل تتفرؽ‪ ،‬فإف تفرقت صفوفهم أذف اآلخروف وأقاموا‪ .‬وإذا أذف اؼبنفرد ٍب أراد اعبماعة يستحب لو‬
‫أعادة اآلذاف واإلقامة‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب اؼبؤذف‬

‫ويعترب فيو‪ :‬العقل‪ ،‬واإلسالـ‪ ،‬واإليباف‪ ،‬والذكورة‪ ،‬وال يشَبط البلوغ بل يكفي كونو فبيزاً‪.‬‬
‫صيِّتاً مبصراً‪ ،‬بصّباً باألوقات متطهراً قائماً على مرتفع‪ .‬ولو أذنت اؼبرأة‬
‫ويستحب‪ :‬أف يكوف عدالً َ‬
‫للنساء جاز‪ .‬ولو صلى منفرداً ومل يؤذف ‪ -‬ساىياً ‪ -‬مضى ُب صالتو‪ .‬ويعطى اؼبؤذف األجرة من بيت‬
‫اؼباؿ إذا مل يوجد من يتطوع بو‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب كيفية األذاف‬

‫وال يؤذف إال بعد دخوؿ الوقت‪ ،‬وهبوز تقديبو على الصبح لكن هبب إعادتو بعد طلوعو‪.‬‬

‫وفصوؿ األذاف ىي‪ :‬التكبّب أربع‪ ،‬والشهادة بالتوحيد (أشهد أف ال الو إال ا﵁)‪ٍ ،‬ب بالرسالة‬
‫(أشهد أف ؿبمداً رسوؿ ا﵁)‪ٍ ،‬ب بالوالية (أشهد أف علياً واألئمة من ولده حجج ا﵁)‪ٍ ،‬ب باؽبداية‬
‫(أشهد أف اؼبهدي واؼبهديْب من ولده حجج ا﵁)‪ٍ ،‬ب يقوؿ‪ :‬حي على الصالة‪ٍ ،‬ب حي على‬
‫الفالح‪ٍ ،‬ب حي على خّب العمل‪ ،‬والتكبّب بعده‪ٍ ،‬ب التهليل‪ ،‬كل فصل مرتاف‪.‬‬

‫واإلقامة فصوؽبا مثُب مثُب‪ ،‬ويزاد فيها‪ :‬قد قامت الصالة مرتْب‪ ،‬ويسقط من التهليل ُب آخرىا‬
‫مرة واحدة‪ .‬والَبتيب شرط ُب صحة اآلذاف واإلقامة‪.‬‬

‫ويستحب فيهما سبعة أشياء‪ :‬أف يكوف مستقبل القبلة‪ ،‬وأف يقف على أواخر الفصوؿ‪ ،‬ويتأىن‬
‫ُب اآلذاف‪ ،‬ووبدر ُب اإلقامة‪ ،‬وأف ال يتكلم ُب خالؽبما‪ ،‬وأف يفصل بينهما بركعتْب أو جلسة أو‬
‫‪12‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫سجدة إال ُب اؼبغرب‪ ،‬فإف األوىل أف يفصل بينهما خبطوة أو سكتة‪ ،‬وأف يرفع الصوت بو إذا كاف‬
‫ذكراً‪ ،‬وكل ذلك يتأكد ُب اإلقامة‪ .‬ويكره الَبجيع ُب اآلذاف إال أف يريد اإلشعار‪ ،‬وكذا وبرـ قوؿ‪:‬‬
‫الصالة خّب من النوـ‪.‬‬

‫الرابع‪ُ :‬ب أحكاـ اآلذاف‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من ناـ ُب خالؿ اآلذاف أو اإلقامة ٍب استيقظ استحب لو استئنافو‪ ،‬وهبوز لو البناء‪،‬‬
‫وكذا إف أغمي عليو‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا أذف ٍب ارتد جاز أف يعتد بو ويقيم غّبه‪ ،‬ولو ارتد ُب أثناء اآلذاف ٍب رجع أستأنف‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬يستحب ؼبن ظبع اآلذاف أف وبكيو مع نفسو‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا قاؿ اؼبؤذف‪ :‬قد قامت الصالة‪ ،‬كره الكالـ كراىية مغلظة إال ما يتعلق بتدبّب‬
‫اؼبصلْب‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬يكره للمؤذف أف يلتفت يبيناً ومشاالً‪ ،‬لكن يلزـ ظبت القبلة ُب أذانو‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا تشاح الناس ُب اآلذاف قدـ األعلم فاألتقى‪ ،‬ومع التساوي يستخار ا﵁ بالقرآف‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬إذا كانوا صباعة جاز أف يؤذنوا صبيعاً ‪ ،‬واألفضل إف كاف الوقت متسعاً أف يؤذنوا‬
‫واحداً بعد واحد‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬إذا ظبع اإلماـ أذاف مؤذف جاز أف هبتزئ بو ُب اعبماعة‪ ،‬وإف كاف ذلك اؼبؤذف منفرداً‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬من أحدث ُب أثناء األذاف أو اإلقامة تطهر وبُب ُب األذاف‪ ،‬وكذا ُب اإلقامة‪،‬‬
‫واألفضل أف يعيد اإلقامة بعد أف يتطهر‪.‬‬

‫العاشرة‪ :‬من أحدث ُب الصالة تطهر وأعادىا‪ ،‬وال يعيد اإلقامة إال أف يتكلم‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫اغبادية عشرة‪ :‬من صلى خلف إماـ ال يقتدى بو أذف لنفسو وأقاـ‪ ،‬فإف خشي فوات الصالة‬
‫اقتصر على تكبّبتْب‪ ،‬وعلى قولو‪ :‬قد قامت الصالة‪ .‬وإف أخل بشيء من فصوؿ اآلذاف استحب‬
‫للمأموـ أف يتلفظ بو‪.‬‬

‫الركن الثاين‪ُ :‬ب أفعاؿ الصالة‬

‫وىي‪ :‬واجبة ومندوبة‪ ،‬فالواجبات شبانية‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬النية‬

‫وىي ركن ُب الصالة‪ ،‬ولو أخل هبا عامداً أو ناسياً مل تنعقد صالتو‪ .‬وحقيقتها‪ :‬استحضار‬
‫صفة الصالة ُب الذىن‪ ،‬والقصد هبا إىل أمور أربعة‪ :‬الوجوب أو الندب‪ ،‬والقربة‪ ،‬والتعيْب‪ ،‬وكوهنا‬
‫أداء وقضاء‪ ،‬وال عربة باللفظ‪ .‬ووقتها‪ :‬عند أوؿ جزء من التكبّب‪ .‬وهبب استمرار حكمها إىل آخر‬
‫الصالة‪ ،‬وىو أف ال ينقض النية األوىل‪ .‬ولو نوى اػبروج من الصالة مل تبطل‪ ،‬وكذا لو نوى أف يفعل‬
‫ما ينافيها‪ ،‬فإف فعلو بطلت‪ .‬وكذا لو نوى بشئ من أفعاؿ الصالة الرياء‪ ،‬أو غّب الصالة‪ .‬وهبوز نقل‬
‫النية ُب موارد‪ :‬كنقل الظهر يوـ اعبمعة إىل النافلة ؼبن نسي قراءة اعبمعة وقرأ غّبىا‪ ،‬وكنقل الفريضة‬
‫اغباضرة إىل سابقة عليها مع سعة الوقت‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬تكبّبة اإلحراـ‬

‫وىي ركن‪ ،‬وال تصح الصالة من دوهنا ولو أخل هبا نسياناً‪ .‬وصورهتا أف يقوؿ‪ :‬ا﵁ أكرب‪ .‬وال‬
‫تنعقد دبعناىا‪ ،‬ولو أخل حبرؼ منها مل تنعقد صالتو‪ .‬فإف مل يتمكن من التلفظ هبما كاألعجم لزمو‬
‫التعلم‪ .‬وال يتشاغل بالصالة مع سعة الوقت‪ ،‬فإف ضاؽ أحرـ بَبصبتها‪ .‬واألخرس ينطق هبا بقدر‬
‫اإلمكاف‪ ،‬فإف عجز عن النطق أصالً عقد قلبو دبعناىا مع اإلشارة‪ .‬والَبتيب فيها واجب‪ ،‬ولو عكس‬
‫مل تنعقد الصالة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وهبب إف يكرب ست تكبّبات بعد تكبّبة اإلحراـ فتكوف التكبّبات سبع‪ ،‬األوىل ىي تكبّبة‬
‫االفتتاح‪ .‬ولو كرب ونوى االفتتاح‪ٍ ،‬ب كرب ونوى االفتتاح بطلت صالتو‪ .‬وإف كرب ثالثة ونوى االفتتاح‬
‫انعقدت الصالة أخّباً‪ ،‬ويكرب بعدىا ست تكبّبات‪ .‬وهبب أف يكرب قائماً فلو كرب قاعداً مع القدرة‪،‬‬
‫أو ىو آخذ ُب القياـ مل تنعقد صالتو‪.‬‬

‫واؼبسنوف فيها أربعة‪ :‬أف يأٌب بلفظ اعباللة من غّب مد بْب حروفها‪ ،‬وبلفظ أكرب على وزف‬
‫أفعل‪ ،‬وأف يسمع اإلماـ من خلفو تلفظو هبا‪ ،‬وأف يرفع اؼبصلي يديو إىل أذنيو حيث يرفع طرؼ‬
‫الوسطى إىل األذف‪ ،‬أما اإلهباـ فيكوف منتصب موجو إىل اؼبنحر‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬القياـ‬

‫وىو ركن مع القدرة‪ ،‬فمن أخل بو عمداً أو سهواً بطلت صالتو‪ .‬وإذا أمكنو القياـ مستقالً‬
‫وجب‪ ،‬وإال وجب أف يعتمد على ما يتمكن معو من القياـ‪ ،‬وهبوز االعتماد على اغبائط مع القدرة‪.‬‬
‫ولو قدر على القياـ ُب بعض الصالة وجب أف يقوـ بقدر مكنتو‪ ،‬وإال صلى قاعداً‪ .‬والقاعد إذا‬
‫سبكن من القياـ إىل الركوع وجب‪ ،‬وإال ركع جالساً‪ .‬وإذا عجز عن القعود صلى مضطجعاً‪ ،‬فإف‬
‫عجز صلى مستلقياً‪ ،‬واألخّباف يومياف لركوعهما وسجودنبا‪ .‬ومن عجز عن حالة ُب أثناء الصالة‬
‫انتقل إىل ما دوهنا مستمراً‪ ،‬كالقائم يعجز فيقعد‪ ،‬أو القاعد يعجز يضطجع‪ ،‬أو اؼبضطجع يعجز‬
‫فيستلقي‪ ،‬وكذا بالعكس‪ .‬ومن ال يقدر على السجود يرفع ما يسجد عليو‪ ،‬فإف مل يقدر أومأ‪.‬‬

‫واؼبسنوف ُب ىذا الفصل شيئاف‪ :‬أف يَببع اؼبصلي قاعداً ُب حاؿ قراءتو ويثِب رجليو ُب حاؿ‬
‫ركوعو‪ ،‬ويتورؾ ُب حاؿ تشهده‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬القراءة‬

‫وىي واجبة‪ ،‬ويتعْب باغبمد ُب كل ثنائية‪ ،‬وُب األوليْب من كل رباعية وثالثية‪ .‬وهبب قراءهتا‬
‫أصبع‪ .‬وال يصح الصالة مع اإلخالؿ ولو حبرؼ واحد منها عمداً حٌب التشديد‪ ،‬وكذا إعراهبا‪.‬‬
‫والبسملة آية منها‪ ،‬ذبب قراءهتا معها‪ ،‬وال هبزي اؼبصلي ترصبتها‪ .‬وهبب ترتب كلماهتا وآيها على‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫الوجو اؼبنقوؿ‪ ،‬فلو خالف عمداً أعاد‪ .‬وإف كاف ناسياً استأنف القراءة ما مل يركع‪ ،‬وإف ركع مضى ُب‬
‫صالتو ولو ذكر‪.‬‬

‫ومن ال وبسنها هبب عليو التعليم‪ ،‬فإف ضاؽ الوقت قرأ ما تيسر منها أو بسملتها عشرة‬
‫مرات‪ ،‬وإف تعذر قرأ ما تيسر من غّبىا‪ ،‬أو سبح ا﵁ وضبد ا﵁ وىلّلو وكربه بقدر القراءة‪ٍ ،‬ب هبب‬
‫عليو التعلم‪ .‬واألخرس وبرؾ لسانو بالقراءة ويعقد هبا قلبو‪ .‬واؼبصلي ُب كل ثالثة ورابعة يقرأ اغبمد‬
‫اإلماـ واؼبأموـ واؼبنفرد‪ ،‬فإف تعذر يقرأ البسملة عشرة مرات‪ ،‬فإف تعذر سبح‪.‬‬

‫وقراءة سورة كاملة بعد اغبمد ُب األوليْب واجب ُب الفرائض مع سعة الوقت وإمكاف التعليم‬
‫للمختار‪ .‬ولو قدـ السورة على اغبمد أعادىا أو غّبىا بعد اغبمد‪ .‬وال هبوز أف يقرأ ُب الفرائض شيئاً‬
‫من سور العزائم‪ ،‬وال ما يفوت الوقت بقراءتو‪ .‬وهبوز أف يقرف بْب سورتْب‪.‬‬

‫وهبب اعبهر باغبمد والسورة ُب الصبح‪ ،‬وُب أوىل اؼبغرب‪ ،‬والعشاء‪ .‬واالخفات ُب الظهرين‪،‬‬
‫وثالثة اؼبغرب‪ ،‬واألخريْب من العشاء‪ .‬وأقل اعبهر أف يسمعو القريب الصحيح السمع إذا استمع‪،‬‬
‫واالخفات أف يسمع نفسو إف كاف يسمع‪ .‬وليس على النساء جهر‪.‬‬

‫واؼبسنوف ُب ىذا القسم‪ :‬اعبهر بالبسملة ُب موضع االخفات ُب أوؿ اغبمد‪ ،‬وأوؿ السورة‪،‬‬
‫وترتيل القراءة‪ ،‬والوقف على مواضعو‪ ،‬وقراءة سورة بعد اغبمد ُب النوافل‪ .‬وأف يقرأ ُب الظهرين‬
‫واؼبغرب بالسور القصار ك "القدر" و "اعبحد"‪ ،‬وُب العشاء بػ" األعلى" و "الطارؽ" وما شاكلهما‪،‬‬
‫وُب الصبح بػ"اؼبدثر" و "اؼبزمل" وما ماثلهما‪ ،‬وُب غداة االثنْب واػبميس بػ "ىل أتى"‪ ،‬وُب اؼبغرب‬
‫والعشاء ليلة اعبمعة بػ" اعبمعة" و "األعلى"‪ ،‬وُب صبحها هبا وبػ" قل ىو ا﵁ أحد"‪ ،‬وُب الظهرين هبا‬
‫وبػ"اؼبنافقْب"‪ ،‬وُب نوافل النهار بالسور القصار ويسر هبا‪ ،‬وُب الليل بالطواؿ وهبهر هبا ‪ ،‬ومع ضيق‬
‫الوقت ىبفف وأف يقرأ " قل يا أيها الكافروف " ُب اؼبواضع السبعة‪ ،‬ولو بدأ بسورة "التوحيد" جاز‪.‬‬
‫ويقرأ ُب أوليي صالة الليل ثالثْب مرة "قل ىو ا﵁ أحد"‪ ،‬وُب البواقي بطواؿ السور‪ .‬ويسمع اإلماـ‬
‫من خلفو القراءة ما مل يبلغ العلو‪ ،‬كذا الشهادتْب استحباباً‪ .‬وإذا مر اؼبصلي بآية رضبة سأؽبا‪ ،‬أو آية‬
‫نقمة استعاذ منها‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وىا ىنا مسائل سبع‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ال هبوز قوؿ آمْب آخر اغبمد‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬اؼبواالة ُب القراءة شرط ُب صحتها‪ ،‬فلو قرأ ُب خالؽبا من غّبىا أستأنف القراءة‪ ،‬وكذا‬
‫لو نوى قطع القراءة وسكت‪ .‬أما لو سكت ُب خالؿ القراءة ال بنية القطع‪ ،‬أو نوى القطع ومل يقطع‬
‫مضى ُب صالتو‪.‬‬

‫الثالثة‪" :‬الضحى" و "أمل نشرح" سورة واحدة‪ ،‬وكذا "الفيل" و "إليالؼ" فال هبوز إفراد‬
‫إحديهما من صاحبتها ُب كل ركعة‪ ،‬وال يفتقر إىل البسملة بينهما‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إف خافت ُب موضع اعبهر أو عكس جاىالً أو ناسياً مل يعد‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬هبزيو عوضاً عن اغبمد إذا تعذر عليو قراءهتا قراءة بسملتها عشر مرات أو اثنتا عشرة‬
‫تسبيحة‪ ،‬صورهتا‪ :‬سبحاف ا﵁‪ ،‬واغبمد ا﵁‪ ،‬وال إلو إال ا﵁‪ ،‬وا﵁ أكرب ثالثاً‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬من قرأ سورة من العزائم ُب النوافل هبب أف يسجد ُب موضع السجود وكذا إف قرأ‬
‫غّبه وىو يستمع‪ٍ ،‬ب ينهض ويقرأ ما زبلف منها ويركع‪ .‬وإف كاف السجود ُب آخرىا يستحب لو‬
‫قراءة اغبمد لّبكع عن قراءة‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬اؼبعوذتاف من القرآف‪ ،‬وهبوز أف يقرأ هبما ُب الصالة فرضها ونفلها‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬الركوع‬

‫وىو واجب ُب كل ركعة مرة إال ُب الكسوؼ واآليات‪ ،‬وىو ركن ُب الصالة‪ ،‬وتبطل باإلخالؿ‬
‫بو عمداً وسهواً على تفصيل سيأٌب‪ ،‬والواجب فيو طبسة أشياء‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬أف ينحِب فيو بقدر ما يبكن وضع يديو على ركبتيو‪ ،‬وإف كانت يداه ُب الطوؿ حبد تبلغ‬
‫ركبتيو من غّب اكبناء اكبُب كما ينحِب مستوي اػبلقة‪ .‬وإذا مل يتمكن من االكبناء لعارض أتى دبا‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫يتمكن منو‪ ،‬فإف عجر أصالً اقتصر على اإليباء ولو كاف كالراكع خلقة أو لعارض وجب أف يزيد‬
‫لركوعو يسّب اكبناء ليكوف فارقاً‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬الطمأنينة فيو بقدر ما يؤدي واجب الذكر مع القدرة‪ ،‬ولو كاف مريضاً ال يتمكن‬
‫سقطت منو‪ ،‬كما لو كاف العذر ُب أصل الركوع‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬رفع الرأس منو‪ ،‬فال هبوز أف يهوي إىل السجود قبل انتصابو منو‪ ،‬إال مع العذر‪ ،‬ولو‬
‫افتقر ُب انتصابو إىل ما يعتمده وجب‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬الطمأنينة ُب االنتصاب‪ ،‬وىو أف يعتدؿ قائماً ويسكن ولو يسّباً‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬التسبيح فيو‪ ،‬ويكفي الذكر ولو كاف تكبّباً أو هتليالً أو ضبداً أو شكراً ﵁‪ .‬وأقل ما‬
‫هبزي للمختار تسبيحة واحدة تامة‪ ،‬وىي‪ :‬سبحاف ريب العظيم وحبمده‪ ،‬أو العلي‪ ،‬أو يقوؿ‪ :‬سبحاف‬
‫ا﵁ ثالثاً‪ ،‬وُب الضرورة واحدة صغرى‪ .‬وهبب التكبّب للركوع‪.‬‬

‫واؼبسنوف ُب ىذا القسم‪ :‬أف يكرب للركوع قائماً رافعاً يديو بالتكبّب ؿباذياً بأذنيو‪ ،‬ويرسلهما ٍب‬
‫يركع‪ ،‬وأف يضع يديو على ركبتيو مفرجات األصابع‪ .‬ولو كاف بأحديهما عذر وضع األخرى‪ ،‬ويرد‬
‫ركبتيو إىل خلفو‪ ،‬ويسوي ظهره‪ ،‬ويبد عنقو موازياً لظهره‪ ،‬وأف يدعو أماـ التسبيح‪ ،‬وأف يسبح ثالثاً أو‬
‫طبساً أو سبعاً فما زاد‪ ،‬وأف يرفع اإلماـ صوتو بالذكر فيو‪ ،‬وأف يقوؿ بعد انتصابو‪ :‬ظبع ا﵁ ؼبن‬
‫ضبده‪ ،‬ويدعو بعده‪ .‬ويكره‪ :‬أف يركع ويداه ربت ثيابو‪.‬‬

‫السادس‪ :‬السجود‬

‫وىو واجب ُب كل ركعة سجدتاف‪ ،‬ونبا ركن [معاً] ُب الصالة‪ ،‬تبطل باإلخالؿ هبما من كل‬
‫ركعة عمداً وسهواً‪ ،‬وال تبطل باإلخالؿ بواحدة سهواً‪.‬‬

‫وواجبات السجود ستة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬السجود على سبعة أعضاء‪ :‬اعببهة‪ ،‬والكفاف‪ ،‬والركبتاف وإهباما الرجلْب‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثاين‪ :‬وضع اعببهة على ما يصح السجود عليو‪ ،‬فلو سجد على كور العمامة مل هبز‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أف ينحِب للسجود حٌب يساوي موضع اعببهة موقفو‪ ،‬إال أف يكوف علواً يسّباً دبقدار‬
‫لبنة ال أزيد‪ .‬فإف عرض ما يبنع عن ذلك اقتصر على ما يتمكن منو‪ ،‬وإف افتقر إىل رفع ما يسجد‬
‫عليو وجب ‪ ،‬وإف عجز عن ذلك كلو أومأ إيباء‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬الذكر فيو كما قلناه ُب الركوع‪ ،‬ولكن بدؿ العظيم والعلي األعظم واألعلى‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬الطمأنينة واجبة إال مع الضرورة اؼبانعة‪.‬‬

‫السادس‪ :‬رفع الرأس من السجدة األوىل حٌب يعتدؿ مطمئناً‪ ،‬وهبب التكبّب لألخذ فيو والرفع‬
‫منو‪.‬‬

‫ويستحب فيو‪ :‬أف يكرب للسجود قائماً رافعاً يديو أماـ وجهو‪ ،‬وأطراؼ أصابعو قرب أذنيو‪،‬‬
‫واإلهباـ منتصب إىل منحره وىي صالة اؼبالئكة‪ٍ .‬ب يهوي للسجود سابقاً بيديو إىل األرض‪ ،‬وأف‬
‫يكوف موضع سجوده مساوياً ؼبوقفو أو أخفض‪ ،‬وأف يرغم بأنفو ويدعو‪ ،‬ويزيد على التسبيحة‬
‫الواحدة ما تيسر‪ ،‬ويدعو بْب السجدتْب‪ ،‬وأف يقعد متوركاً‪ ،‬وأف هبلس عقيب السجدة الثانية‬
‫مطمئناً‪ ،‬ويدعو عند القياـ‪ ،‬ويعتمد على يديو سابقاً برفع ركبتيو‪ .‬ويكره‪ :‬االقعاء بْب السجدتْب‪.‬‬

‫مسائل ثالث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من بو ما يبنع من وضع اعببهة على األرض كالدمل إذا مل يستغرؽ اعببهة وبتفر حفّبة‬
‫ليقع السليم من جبهتو على األرض‪ ،‬فإف تعذر سجد على أحد اعببينْب‪ ،‬فإف كاف ىناؾ مانع سجد‬
‫على ذقنو‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬سجدات القرآف طبس عشرة‪ ،‬أربع منها واجبة وىي‪ُ :‬ب سورة "أمل" و "حم السجدة"‬
‫و "النجم" و "أقرأ باسم ربك"‪ ،‬وإحدى عشرة مسنونة وىي‪ُ :‬ب "األعراؼ" و "الرعد" و "النحل" و‬
‫"بِب إسرائيل" و "مرًن" و "اغبج" ُب موضعْب‪ ،‬و "الفرقاف" و "النمل" و "ص" و "إذا السماء‬
‫انشقت"‪ .‬والسجود واجب ُب العزائم األربع للقارئ واؼبستمع ويستحب للسامع‪ ،‬وُب البواقي‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫يستحب على كل حاؿ‪ .‬وليس ُب شيء من السجدات تكبّب وال تشهد وال تسليم‪ ،‬وال يشَبط فيها‬
‫الطهارة‪ ،‬وال استقباؿ القبلة‪ ،‬ولو نسيها أتى هبا فيما بعد‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬سجدتا الشكر مستحبتاف عند ذبدد النعم‪ ،‬ودفع النقم‪ ،‬وعقيب الصلوات‪ ،‬ويستحب‬
‫بينهما التعفّب‪.‬‬

‫السابع‪ :‬التشهد‬

‫وىو واجب ُب كل ثنائية مرة‪ ،‬وُب الثالثية والرباعية مرتْب‪ .‬ولو أخل هبما أو بأحدنبا عامداً‬
‫بطلت صالتو‪ .‬والواجب ُب كل واحد منهما طبسة أشياء‪ :‬اعبلوس بقدر التشهد‪ ،‬والشهادتاف‪،‬‬
‫والصالة على النيب وعلى آلو (صلى ا﵁ عليو وآلو)‪ ،‬وصورهتما‪ :‬أشهد أف ال إلو إال ا﵁ وحده ال‬
‫شريك لو‪ ،‬وأشهد أف ؿبمداً عبده ورسولو‪ٍ ،‬ب يأٌب بالصالة على النيب وآلو ويقوؿ‪ :‬اللهم صل على‬
‫ؿبمد وآؿ ؿبمد‪ .‬ومن مل وبسن التشهد وجب عليو اإلتياف دبا وبسن منو مع ضيق الوقت‪ٍ ،‬ب هبب‬
‫عليو تعلم ما ال وبسن منو‪.‬‬

‫ومسنوف ىذا القسم‪ :‬أف هبلس متوركاً‪ ،‬وصفتو‪ :‬أف هبلس على وركو األيسر‪ ،‬وىبرج رجليو‬
‫صبيعاً ‪ ،‬فيجعل ظاىر قدمو األيسر إىل األرض‪ ،‬وظاىر قدمو األيبن إىل باطن األيسر‪ ،‬وأف يقوؿ ما‬
‫زاد على الواجب من ربميد ودعاء‪.‬‬

‫الثامن‪ :‬التسليم‬

‫وىو واجب‪ ،‬وال ىبرج من الصالة إال بو‪ ،‬وىو أف يقوؿ‪ :‬السالـ عليكم ورضبة ا﵁ وبركاتو‪.‬‬

‫ومسنوف ىذا القسم‪ :‬أف يسلم اؼبنفرد إىل القبلة تسليمة واحدة‪ ،‬ويومئ دبؤخر عينيو إىل يبينو‪،‬‬
‫واإلماـ بصفحة وجهو‪ ،‬وكذا اؼبأموـ‪ٍ .‬ب إف كاف على يساره غّبه أومى بتسليمة أخرى إىل يساره‪،‬‬
‫بصفحة وجهو أيضاً‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وأما اؼبسنوف ُب الصالة‪ ،‬فخمسة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬الدعاء بعد كل تكبّبتْب من التكبّبات الست اؼبضافة إىل تكبّبة اإلحراـ بأف يكرب‬
‫ثالثاً ٍب يدعو‪ٍ ،‬ب يكرب اثنْب ٍب يدعو‪ٍ ،‬ب يكرب اثنْب ويتوجو واألوىل من السبع ىي تكبّبة اإلحراـ‬
‫فيوقع معها نية الصالة‪ ،‬ويكوف ابتداء الصالة عندىا‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬القنوت‪ ،‬ىو ُب كل ثانية قبل الركوع وبعد القراءة‪ .‬ويستحب أف يدعو باألذكار اؼبروية‪،‬‬
‫وإال فبما شاء وأقلو ثالثة تسبيحات‪ ،‬كما يستحب أف يقنت بعد الركوع األخّب من كل صالة‪ ،‬وُب‬
‫اعبمعة قنوتاف‪ُ ،‬ب األوىل قبل الركوع‪ ،‬وُب الثانية بعد الركوع‪ ،‬ولو نسيو قضاه بعد الركوع‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬شغل النظر ُب حاؿ قيامو إىل موضع سجوده‪ ،‬وُب حاؿ القنوت إىل باطن كفيو‪ ،‬وُب‬
‫حاؿ الركوع إىل ما بْب رجليو‪ ،‬وُب حاؿ السجود إىل طرؼ أنفو‪ ،‬وُب حاؿ تشهده إىل حجره‪،‬‬
‫واألفضل أف يكوف غاض البصر ُب الصالة‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬شغل اليدين بأف يكونا ُب حاؿ قيامو على فخذيو حبذاء ركبتيو‪ ،‬وُب حاؿ القنوت تلقاء‬
‫وجهو‪ ،‬وُب حاؿ الركوع على ركبتيو‪ ،‬وُب حاؿ السجود حبذاء أذنيو‪ ،‬وُب حاؿ التشهد على فخذيو‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬التعقيب‪ ،‬وأقلو التكبّبات الثالث وال تَبكها على حاؿ‪ ،‬فهي سباـ عشرة اغبج وكماؿ‬
‫اؼبعرفة‪ ،‬وأفضلو تسبيح الزىراء (عليها السالـ)‪ٍ ،‬ب دبا روي من األدعية‪ ،‬وإال فبما تيسر‪.‬‬

‫خاسبة‪ :‬قواطع الصالة‬

‫قسماف‪ ،‬أحدنبا‪ :‬يبطلها عمداً وسهواً‪ ،‬وىو كل ما يبطل الطهارة سواء دخل ربت االختيار أو‬
‫خرج‪ ،‬كالبوؿ والغائط ما شاهبهما من موجبات الوضػوء‪ ،‬واعبنابة واغبيض وما شاهبهما من موجبات‬
‫الغسل‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ال يبطلها إال عمداً‪ ،‬وىو‪ :‬وضع اليمْب على الشماؿ‪ ،‬وااللتفات إىل ما وراءه‪ ،‬والكالـ‬
‫حبرفْب فصاعداً‪( ،‬إال إذا كاف لتنبيو اإلماـ لعدد الركعات فال تبطل صالتو‪ ،‬كما لو صلى اإلماـ‬
‫الظهر ثالثاً وتشهد وسلّم‪ ،‬فقاؿ لو اؼبأموـ‪" :‬إمبا صلينا ثالثاً" لتنبيو اإلماـ‪ ،‬فال إشكاؿ على اؼبأموـ‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪12‬‬

‫إف قاـ وأًب مع اإلماـ الرابعة بعد أف نبّو اإلماـ)‪ ،‬والقهقهة‪ ،‬وأف يفعل فعالً كثّباً ليس من أفعاؿ‬
‫الصالة‪ ،‬والبكاء لشيء من أمور الدنيا‪ ،‬واألكل والشرب الكثّب أما القليل فال يضر بالصالة كاؼبتبقي‬
‫ُب الفم من الطعاـ‪ ،‬أو شرب اؼباء ُب صالة الوتر ؼبن أصابو عطش وىو يريد الصوـ ُب صبيحة تلك‬
‫الليلة‪ ،‬لكن ال يستدبر القبلة‪ .‬وعقص الشعر للرجل مكروه‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬االلتفات يبيناً ومشاالً‪ ،‬والتثاؤب‪ ،‬والتمطي‪ ،‬والعبث‪ ،‬ونفخ موضع السجود‪ ،‬والتنخم‪،‬‬
‫وأف يبصق‪ ،‬أو يفرقع أصابعو‪ ،‬أو يتأوه‪ ،‬أو يئن حبرؼ واحد‪ ،‬أو يدافع البوؿ والغائط والريح‪ .‬وإف‬
‫كاف خفو ضيقاً استحب لو نزعو لصالتو‪.‬‬

‫مسائل أربع‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا عطس الرجل ُب الصالة يستحب لو أف وبمد ا﵁‪ ،‬وكذا إف عطس غّبه يستحب لو‬
‫تسميتو‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا سلم عليو هبوز أف يرد مثل قولو‪ :‬سالـ عليكم‪ ،‬وال يقوؿ‪ :‬وعليكم السالـ‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬هبوز أف يدعو بكل دعاء يتضمن تسبيحاً أو ربميداً‪ ،‬أو طلب شيء مباح من أمور‬
‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً‪ ،‬وال هبوز أف يطلب شيئاً ؿبرماً‪ ،‬ولو فعل وىو يعلم‬
‫حبرمتو بطلت صالتو‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬هبوز للمصلي أف يقطع صالتو إذا خاؼ تلف ماؿ‪ ،‬أو فرار غرًن‪ ،‬أو تردي طفل وما‬
‫شابو ذلك‪ ،‬وال هبوز قطع صالتو اختياراً‪.‬‬

‫الركن الثالث‪ُ :‬ب بقية الصلوات‬

‫وفيو فصوؿ‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب صالة اعبمعة‬

‫والنظر ُب‪ :‬اعبمعة‪ ،‬ومن ذبب عليو‪ ،‬وآداهبا‪.‬‬

‫األوؿ‪ :‬اعبمعة‬

‫ركعتاف كالصبح يسقط معهما الظهر‪ ،‬ويستحب فيهما اعبهر‪ .‬وذبب بزواؿ الشمس ويبتد‬
‫وقتها بامتداد وقت الظهر‪ ،‬ولو خرج الوقت ‪ -‬وىو فيها ‪ -‬أًب صبعة إماماً كاف أو مأموماً‪ .‬وتفوت‬
‫اعبمعة بفوات الوقت‪ٍ ،‬ب ال تقضى صبعة‪ ،‬وإمبا تقضى ظهراً‪ .‬ولو وجبت اعبمعة فصلى الظهر وجب‬
‫عليو السعي لذلك‪ ،‬فإف أدركها وإال أعاد الظهر ومل هبتزئ باألوؿ‪ .‬ولو تيقن أف الوقت يتسع للخطبة‬
‫وركعتْب خفيفتْب وجبت اعبمعة‪ ،‬وإف تيقن أو غلب على ظنو أف الوقت ال يتسع لذلك فقد فاتت‬
‫اعبمعة ويصلي ظهراً‪ .‬فأما لو مل وبضر اػبطبة ُب أوؿ الصالة وأدرؾ مع اإلماـ ركعة صلى صبعة‪،‬‬
‫وكذا لو أدرؾ اإلماـ راكعاً ُب الثانية‪ .‬ولو كرب وركع ٍب شك ىل كاف اإلماـ راكعاً أو رافعاً مل يكن لو‬
‫صبعة‪ ،‬وصلى الظهر‪.‬‬

‫ٍب اعبمعة ال ذبب إال بشروط‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬السلطاف العادؿ (اإلماـ اؼبعصوـ عليو السالـ) أو من نصبو‪ ،‬فلو مات اإلماـ ُب أثناء‬
‫الصالة مل تبطل اعبمعة‪ ،‬وجاز أف تقدـ اعبماعة من يتم هبم الصالة‪ .‬وكذا لو عرض للمنصوب ما‬
‫يبطل الصالة من إغماء أو جنوف أو حدث‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬العدد‪ ،‬وىو طبسة اإلماـ أحدىم‪ .‬ولو انفضوا ُب أثناء اػبطبة أو بعدىا قبل التلبس‬
‫بالصالة سقط الوجوب‪ ،‬وإف دخلوا ُب الصالة ولو بالتكبّب وجب اإلسباـ ولو مل يبق إال واحد‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬اػبطبتاف‪ ،‬وهبب ُب كل واحد منهما‪ :‬اغبمد ﵁‪ ،‬والصالة على النيب وآلو (صلى ا﵁‬
‫عليو وآلو)‪ ،‬والوعظ‪ ،‬وقراءة سورة خفيفة أو آية واحدة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫وعنهم (عليهم السالـ)‪ :‬وبمد ا﵁ ويثِب عليو‪ٍ ،‬ب يوصي بتقوى ا﵁‪ ،‬ويقرأ سورة خفيفة من‬
‫القرآف‪ٍ ،‬ب هبلس‪ٍ ،‬ب يقوـ فيحمد ا﵁ ويثِب عليو ويصلي على النيب وآلو وعلى أئمة اؼبسلمْب‬
‫ويستغفر للمؤمنْب واؼبؤمنات‪ .‬وهبوز إيقاعهما قبل زواؿ الشمس حٌب إذا فرغ زالت‪ .‬وهبب أف تكوف‬
‫اػبطبة مقدمة على الصالة‪ ،‬فلو بدأ بالصالة مل تصح اعبمعة‪ .‬وهبب أف يكوف اػبطيب قائماً وقت‬
‫إيراده مع القدرة‪ ،‬وهبب الفصل بْب اػبطبتْب جبلسة خفيفة‪ ،‬وذبب فيهما الطهارة على اإلماـ دوف‬
‫اؼبأمومْب‪ ،‬ولو أحدث ُب اػبطبة تطهر وبُب‪ .‬وهبب أف يرفع صوتو حبيث يسمع العدد اؼبعترب‬
‫فصاعداً‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬اعبماعة‪ ،‬فال تصح فرادى‪ ،‬وإذا حضر اإلماـ األصل (اؼبعصوـ) وجب عليو اغبضور‬
‫والتقدـ‪ ،‬وإف منعو مانع جاز أف يستنيب‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬أف ال يكوف ىناؾ صبعة أخرى وبينهما دوف (٘‪٘.‬كم)‪ ،‬فإف اتفقتا بطلتا‪ ،‬وإف‬
‫سبقت إحدانبا ولو بتكبّبة اإلحراـ بطلت اؼبتأخرة‪ ،‬ولو مل يتحقق السابقة أعادا ظهراً‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬فيمن هبب عليو‬

‫ويراعى فيو شروط سبعة‪ :‬التكليف‪ ،‬والذكورة‪ ،‬واغبرية‪ ،‬واغبضر‪ ،‬والسالمة من العمى واؼبرض‬
‫والعرج‪ ،‬وأف ال يكوف نباً وال بينو وبْب اعبمعة أزيد من (ٔٔكم)‪ .‬وكل ىؤالء إذا تكلفوا اغبضور‬
‫وجبت عليهم اعبمعة وانعقدت هبم‪ ،‬سوى من خرج عن التكليف‪ .‬ولو حضر الكافر مل تصح منو‬
‫ومل تنعقد بو وإف كانت واجبو عليو‪ .‬وذبب اعبمعة على أىل السواد‪ ،‬كما ذبب على أىل اؼبدف مع‬
‫استكماؿ الشروط‪ ،‬وكذا على الساكن باػبيم كأىل البادية إذا كانوا قاطنْب‪.‬‬

‫وىا ىنا مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من انعتق بعضو ال ذبب عليو اعبمعة‪ ،‬ولو ىاياه مواله مل ذبب عليو اعبمعة‪ ،‬ولو‬
‫اتفقت ُب يوـ نفسو‪ .‬كذا اؼبكاتب واؼبدبر‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ :‬من سقطت عنو اعبمعة هبوز أف يصلي الظهر ُب أوؿ وقتها‪ ،‬وال هبب عليو تأخّبىا‬
‫حٌب تفوت اعبمعة‪ ،‬بل ال يستحب إال إذا ظن أنو سيحضرىا‪ .‬ولو حضر اعبمعة بعد ذلك وجبت‬
‫عليو‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا زالت الشمس مل هبز السفر لتعيْب اعبمعة‪ ،‬ويكره بعد طلوع الفجر‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬اإلصغاء إىل اػبطبة واجب‪ ،‬وكذا وبرـ الكالـ ُب أثنائها‪ ،‬لكن ليس دببطل للجمعة‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬يعترب ُب إماـ اعبمعة‪ :‬كماؿ العقل‪ ،‬واإليباف‪ ،‬والعدالة‪ ،‬وطهارة اؼبولد‪ ،‬والذكورة إذا‬
‫كاف ُب اؼبأمومْب رجاؿ‪ .‬وهبوز أف يكوف عبداً‪ ،‬و هبوز أف يكوف أبرص وأجذـ‪ ،‬وكذا األعمى بل‬
‫وأصم وأبكم إذا كاف يصلي بصم بكم‪ ،‬وىبطب باإلشارة‪ ،‬وال هبب عندىا حضور غّبىم‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬اؼبسافر إذا نوى اإلقامة ُب بلد عشرة أياـ فصاعداً وجبت عليو اعبمعة وكذا إذا مل‬
‫ين ِو اإلقامة ومضى عليو ثالثوف يوماً ُب مصر واحد‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬األذاف الثاين يوـ اعبمعة بدعة‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬وبرـ البيع يوـ اعبمعة بعد األذاف‪ ،‬فإف باع أٍب وكاف البيع صحيحاً‪ .‬ولو كاف أحد‬
‫اؼبتعاقدين فبن ال هبب عليو السعي كاف البيع سائغاً بالنظر إليو‪ ،‬وحراماً بالنظر إىل اآلخر‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬إذا مل يكن اإلماـ موجوداً وال من نصبو للصالة وأمكن االجتماع يستحب أف يصلي‬
‫صبعة‪.‬‬

‫العاشرة‪ :‬إذا مل يتمكن اؼبأموـ من السجود مع اإلماـ األوىل لشدة الزحاـ مثالً‪ ،‬فإف أمكنو‬
‫السجود وااللتحاؽ بو قبل الركوع (ركوع اإلماـ ُب الثانية) صح‪ ،‬وإال اقتصر على متابعتو ُب‬
‫السجدتْب (اإلماـ يسجد سجدٌب الثانية وىو يسجد سجدٌب األوىل)‪ ،‬فإف نوى هبما الثانية جهالً‬
‫أو سهواً ال يضره‪ ،‬ويتم الثانية‪.‬‬

‫وإما آداب اعبمعة‪ :‬فالغسل‪ ،‬والتنفل بعشرين ركعة‪ :‬ست عند انبساط الشمس وست عند‬
‫ارتفاعها‪ ،‬وست قبل الزواؿ‪ ،‬وركعتاف عند الزواؿ‪ .‬ولو أخر النافلة إىل بعد الزواؿ جاز‪ ،‬وأفضل من‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫ذلك تقديبها‪ .‬وإف صلى بْب الفريضتْب ست ركعات من النافلة جاز‪ .‬وأف يباكر اؼبصلي إىل اؼبسجد‬
‫األعظم بعد أف وبلق رأسو ويقص أظفاره ‪ ،‬ويأخذ من شاربو‪ ،‬وأف يكوف على سكينة ووقار‪ ،‬متطيباً‬
‫البساً أفضل ثيابو‪ ،‬وأف يدعو أماـ توجهو‪ ،‬وأف يكوف اػبطيب بليغاً مواظباً على الصلوات ُب أوؿ‬
‫أوقاهتا‪.‬‬

‫ويكره لو‪ :‬الكالـ ُب أثناء اػبطبة بغّبىا‪ ،‬ويستحب لو‪ :‬أف يتعمم شاتياً كاف أو قائضاً‪،‬‬
‫ويرتدي بربد يبنية ‪ ،‬وأف يكوف معتمداً على شيء‪ ،‬وأف يسلم أوالً‪ ،‬وأف هبلس أماـ اػبطبة‪ ،‬وإذا سبق‬
‫اإلماـ إىل قراءة سورة فليعدؿ إىل "اعبمعة" وكذا ُب الثانية يعدؿ إىل سورة "اؼبنافقْب" ما مل يتجاوز‬
‫نصف السورة‪ ،‬إال ُب سورة "اعبحد" و "التوحيد"‪ .‬ويستحب اعبهر بالظهر ُب يوـ اعبمعة‪ ،‬ومن‬
‫يصلي ظهراً فاألفضل إيقاعها ُب اؼبسجد األعظم‪ .‬وإذا مل يكن إماـ اعبمعة فبن يقتدى بو جاز أف‬
‫يقدـ اؼبأموـ صالتو على اإلماـ‪ ،‬ولو صلى معو ركعتْب وأسبهما بعد تسليم اإلماـ ظهراً كاف أفضل‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب صالة العيدين‬

‫والنظر‪ :‬فيها‪ ،‬وُب سننها‪.‬‬

‫وىي واجبة مع وجود اإلماـ (عليو السالـ) بالشروط اؼبعتربة ُب اعبمعة‪ .‬وذبب صباعة‪ ،‬وال هبوز‬
‫التخلف إال مع العذر‪ ،‬فيجوز حينئذ أف يصلي منفرداً ندباً‪ .‬ولو اختلت الشرائط سقط الوجوب‪،‬‬
‫واستحب اإلتياف هبا صباعة وفرادى‪ .‬ووقتها‪ :‬ما بْب طلوع الشمس إىل الزواؿ‪ ،‬ولو فاتت مل تقض‪.‬‬
‫وكيفيتها‪ :‬أف يكرب لإلحراـ بالسبع‪ٍ ،‬ب يقرأ "اغبمد" وسورة‪ ،‬واألفضل أف يقرأ " األعلى " ‪ٍ ،‬ب يكرب‬
‫بعد القراءة ويقنت باؼبرسوـ حٌب يتم طبساً ‪ٍ ،‬ب يكرب ويركع‪ ،‬فإذا سجد السجدتْب‪ :‬قاـ فيقرأ‬
‫"اغبمد" و سورة‪ ،‬واألفضل أف يقرأ "الغاشية"‪ٍ ،‬ب يكرب أربعاً ويقنت بينها أربعاً‪ٍ ،‬ب يكرب خامسة‬
‫للركوع ويركع‪ ،‬فيكوف الزائد عن اؼبعتاد تسعاً‪ :‬طبس ُب األوىل‪ ،‬وأربع ُب الثانية غّب تكبّبة اإلحراـ‬
‫والتكبّبات الست‪ ،‬وتكبّبٌب الركوعْب‪ ،‬وتكبّبات السجود‪.‬‬

‫وسنن ىذه الصالة‪ :‬اإلصحار هبا إال دبكة‪ ،‬والسجود على األرض‪ ،‬وأف يقوؿ اؼبؤذنوف‪ :‬الصالة‬
‫ثالثاً‪ ،‬فإنو ال أذاف لغّب اػبمس‪ .‬وأف ىبرج اإلماـ حافياً‪ ،‬ماشياً على سكينة ووقار‪ ،‬ذاكراً ﵁‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫سبحانو‪ .‬وأف يطعم قبل خروجو ُب الفطر‪ ،‬وبعد عوده ُب األضحى فبا يضحي بو‪ .‬وأف يكرب ُب‬
‫الفطر عقيب أربع صلوات أوؽبا اؼبغرب ليلة الفطر‪ ،‬وآخرىا صالة العيد ‪ .‬وُب األضحى عقيب طبس‬
‫عشرة صالة‪ ،‬أوؽبا الظهر يوـ النحر ؼبن كاف دبُب‪ ،‬وُب األمصار عقيب عشر يقوؿ‪ :‬ا﵁ أكرب ا﵁‬
‫أكرب‪ ،‬ال إلو إال ا﵁‪ ،‬وا﵁ أكرب‪ ،‬واغبمد ﵁ على ما ىدانا ولو الشكر على ما أوالنا‪ ،‬ويزيد ُب‬
‫األضحى‪ :‬ورزقنا من هبيمة األنعاـ‪ ،‬ويكره اػبروج بالسالح‪ .‬وأف ينفل قبل الصالة أو بعدىا إال‬
‫دبسجد النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) باؼبدينة‪ ،‬فإنو يصلي ركعتْب قبل خروجو‪.‬‬

‫مسائل طبس‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬التكبّب الزائد ُب صالة العيد واجب و القنوت واجب‪ ،‬ولكن ال يتعْب فيو لفظ بل‬
‫يدعو دبا يشاء واألفضل‪( :‬أشهد أف ال إلو إال ا﵁ وحده ال شريك لو‪ ،‬وأشهد أف ؿبمداً عبده‬
‫ورسولو‪ ،‬وأشهد أف علياً واألئمة من ولده حجج ا﵁‪ ،‬وأشهد أف اؼبهدي واؼبهديْب من ولده حجج‬
‫ا﵁‪ ،‬اللهم أىل الكربياء والعظمة‪ ،‬وأىل اعبود واعبربوت‪ ،‬وأىل العفو والرضبة‪ ،‬وأىل التقوى واؼبغفرة‪،‬‬
‫أسألك ُب ىذا اليوـ الذي جعلتو للمسلمْب عيداً‪ ،‬و﵀مد (صلى ا﵁ عليو وآلو) ذخراً وشرفاً وكرامة‬
‫ومزيداً أف تصلي على ؿبمد وآؿ ؿبمد كأفضل ما صليت على عبد من عبادؾ‪ ،‬وصل على‬
‫مالئكتك ورسلك‪ ،‬واغفر للمؤمنْب واؼبؤمنات‪ ،‬األحياء منهم واألموات‪ ،‬اللهم إين أسألك من خّب‬
‫ما سألك عبادؾ اؼبرسلوف‪ ،‬وأعوذ بك من شر ما عاذ منو عبادؾ اؼبرسلوف)‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا اتفق عيد وصبعة‪ ،‬فمن حضر العيد كاف باػبيار ُب حضور اعبمعة‪ ،‬وعلى اإلماـ أف‬
‫يعلمهم ذلك ُب خطبتو‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬اػبطبتاف ُب العيدين بعد الصالة وتقديبهما بدعة‪ ،‬وهبب استماعهما‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬ال ينقل اؼبنرب عن اعبامع‪ ،‬بل يعمل شبو اؼبنرب من طْب استحباباً‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا طلعت الشمس حرـ السفر حٌب يصلي صالة العيد إف كاف فبن ذبب عليو‪،‬‬
‫وهبوز خروجو بعد الفجر و قبل طلوعها وىو مكروه‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب صالة الكسوؼ (اآليات)‬

‫والكالـ ُب‪ :‬سببها‪ ،‬وكيفيتها‪ ،‬وحكمها‪.‬‬

‫أما األوؿ‪ :‬فتجب عند كسوؼ الشمس‪ ،‬وخسوؼ القمر‪ ،‬والزلزلة‪ ،‬و ذبب ؼبا عدا ذلك من‬
‫ريح مظلمة‪ ،‬وغّب ذلك من أخاويف السماء‪ .‬ووقتها ُب الكسوؼ‪ :‬من حْب ابتدائو إىل حْب‬
‫اقبالئو‪ ،‬فإف مل يتسع ؽبا مل ذبب‪ .‬وكذا الرياح واألخاويف‪ .‬وُب الزلزلة ذبب وإف مل يطل اؼبكث‪،‬‬
‫ويصلي بنية األداء وإف سكنت‪ .‬ومن مل يعلم بالكسوؼ حٌب خرج الوقت مل هبب القضاء‪ ،‬إال أف‬
‫يكوف القرص قد احَبؽ كلو‪ ،‬وُب غّب الكسوؼ ال هبب القضاء‪ ،‬ومع العلم والتفريط أو النسياف‬
‫هبب القضاء ُب اعبميع‪.‬‬

‫وأما كيفيتها‪ :‬فهو أف وبرـ بالسبع (األوىل تكبّبة اإلحراـ وتليها ست تكبّبات واجبة)‪ٍ ،‬ب يقرأ‬
‫"اغبمد" وسورة‪ٍ ،‬ب يركع‪ٍ ،‬ب يرفع رأسو‪ ،‬فإف كاف مل يتم السورة قرأ من حيث قطع‪ ،‬وإف كاف أًب قرأ‬
‫"اغبمد" ثانياً‪ٍ ،‬ب قرأ سورة حٌب يتم طبساً على ىذا الَبتيب‪ٍ ،‬ب يركع ويسجد اثنتْب‪ٍ .‬ب يقوـ ويقرأ‬
‫"اغبمد" وسورة معتمداً بَبتيبو األوؿ‪[ ،‬ويسجد اثنتْب]‪ ،‬ويتشهد‪ ،‬ويسلم‪.‬‬

‫ويستحب فيها‪ :‬اعبماعة‪ ،‬وإطالة الصالة دبقدار زماف الكسوؼ‪ ،‬وأف يعيد الصالة إف فرغ قبل‬
‫االقبالء‪ ،‬وأف يكوف مقدار ركوعو دبقدار زماف قراءتو‪ ،‬وأف يقرأ السور الطواؿ مع سعة الوقت‪ ،‬وأف‬
‫يكرب عند كل رفع [رأس] من كل ركوع إال ُب اػبامس والعاشر‪ ،‬فإنو يقوؿ‪ :‬ظبع ا﵁ ؼبن ضبده‪ ،‬وأف‬
‫يقنت طبس قنوتات‪.‬‬

‫وأما حكمها‪ ،‬فمسائلو ثالث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا حصل الكسوؼ ُب وقت فريضة حاضرة كاف ـبّباً ُب اإلتياف بأيهما شاء‪ ،‬ما مل‬
‫تتضيق اغباضرة فتكوف أوىل‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا اتفق الكسوؼ (خسوؼ القمر) ُب وقت نافلة الليل‪ ،‬فالكسوؼ أوىل ولو خرج‬
‫وقت النافلة‪ٍ ،‬ب يقضي النافلة‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثالثة‪ :‬هبوز أف يصلي صالة الكسوؼ على ظهر الدابة وماشياً إذا اضطر لذلك‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب الصالة على األموات‬

‫وفيو أقساـ‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬من يصلي عليو‬

‫وىو كل من كاف مظهراً للشهادتْب‪ ،‬أو طفالً لو ست سنْب فبن لو حكم اإلسالـ‪ ،‬ويتساوى‬
‫ُب ذلك الذكر واألنثى‪ ،‬واغبر والعبد‪ .‬ويستحب الصالة على من مل يبلغ ذلك إذا ولد حياً‪ ،‬فإف وقع‬
‫سقطاً مل يصل عليو ولو وعبتو الروح‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب اؼبصلي‬

‫وأحق الناس بالصالة عليو أوالىم دبّباثو‪ ،‬واألب أوىل من االبن‪ ،‬وكذا الولد أوىل من اعبد‬
‫واألخ والعم‪ ،‬واألخ من األب واألـ أوىل فبن ينتسب بأحدنبا‪ ،‬والزوج أوىل باؼبرأة من عصباهتا وإف‬
‫قربوا‪ .‬وإذا كاف األولياء صباعة فالذكر أوىل من األنثى‪ ،‬واغبر أوىل من العبد‪ ،‬وال يتقدـ الويل إال إذا‬
‫استكملت فيو شرائط اإلمامة وإال قدـ غّبه‪ .‬وإذا تساوى األولياء قدـ األفقو فاألتقى‪ ،‬وال هبوز أف‬
‫يتقدـ أحد إال بإذف الويل سواء كاف بشرائط اإلمامة‪ ،‬أو مل يكن بعد أف يكوف مكلفاً‪ .‬واإلماـ‬
‫األصل أوىل بالصالة من كل أحد‪ ،‬واؽبامشي أوىل من غّبه إذا قدمو الويل وكاف بشرائط اإلمامة‪.‬‬
‫وهبوز أف تؤـ اؼبرأة بالنساء ويكره أف تربز عنهن‪ ،‬بل تقف ُب صفهن‪ ،‬وكذا الرجاؿ العراة‪ .‬وغّبنبا‬
‫من األئمة يربز أماـ الصف ولو كاف اؼبؤًب واحداً‪ .‬وإذا اقتدت النساء بالرجل وقفن خلفو‪ ،‬وإف كاف‬
‫وراءه رجاؿ وقفن خلفهم‪ ،‬وإف كاف فيهن حائض انفردت عن صفهن استحباباً‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب كيفية الصالة‬

‫وىي طبس تكبّبات‪ ،‬والدعاء بينهم غّب الزـ بل مستحب‪ ،‬وأفضل ما يقاؿ‪ :‬ما رواه ؿبمد بن‬
‫مهاجر عن أمو ‪ -‬أـ سلمة ‪ -‬عن أيب عبد ا﵁ (عليو السالـ) قاؿ‪ :‬كاف رسوؿ ا﵁ (صلى ا﵁ عليو‬
‫وآلو) إذا صلى على ميت كرب وتشهد‪ٍ ،‬ب كرب وصلى على األنبياء ودعا‪ٍ ،‬ب كرب ودعا للمؤمنْب‪ٍ ،‬ب‬
‫كرب الرابعة ودعا للميت‪ٍ ،‬ب كرب [اػبامسة] وانصرؼ‪ .‬وإف كاف منافقاً اقتصر اؼبصلي على أربع‬
‫وانصرؼ بالرابعة‪ ،‬أو يدعي عليو ُب الرابعة وينصرؼ ُب اػبامسة وذبب فيها‪ :‬النية‪ ،‬واستقباؿ القبلة‪،‬‬
‫وجعل رأس اعبنازة إىل يبْب اؼبصلي‪ .‬وليست الطهارة من شرائطها‪ .‬وال هبوز التباعد عن اعبنازة كثّباً‪،‬‬
‫وال يصلي على اؼبيت إال بعد تغسيلو وتكفينو‪ ،‬فإف مل يكن لو كفن جعل ُب القرب وسَبت عورتو‪،‬‬
‫وصلي عليو بعد ذلك‪.‬‬

‫وسنن الصالة‪ :‬أف يقف اإلماـ عند وسط الرجل وصدر اؼبرأة‪ ،‬وإف اتفقا جعل الرجل فبا يلي‬
‫اإلماـ واؼبرأة وراءه‪ ،‬وهبعل صدرىا ؿباذياً لوسطو ليقف اإلماـ موقف الفضيلة‪ ،‬ولو كاف طفالً جعل‬
‫من وراء اؼبرأة‪ .‬وأف يكوف اؼبصلي متطهراً وينزع نعليو‪ ،‬ويرفع يديو ُب أوؿ تكبّبة وُب البواقي‪.‬‬
‫ويستحب عقيب الرابعة أف يدعو لو إف كاف مؤمناً‪ ،‬وعليو إف كاف منافقاً‪ ،‬وبدعاء اؼبستضعفْب إف‬
‫كاف كذلك‪ ،‬وإف جهلو سأؿ ا﵁ أف وبشره مع من كاف يتواله‪ ،‬وإف كاف طفالً سأؿ ا﵁ أف هبعلو‬
‫مصلحاً غباؿ أبيو شافعاً فيو‪ .‬وإذا فرغ من الصالة وقف موقفو حٌب ترفع اعبنازة‪ ،‬وأف يصلي على‬
‫اعبنازة ُب اؼبواضع اؼبعتادة‪ ،‬ولو صلى ُب اؼبساجد جاز‪ .‬ويكره الصالة على اعبنازة الواحدة مرتْب‪.‬‬

‫مسائل طبس‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من أدرؾ اإلماـ ُب أثناء صالتو تابعو‪ ،‬فإذا فرغ أًب ما بقي عليو والء‪ ،‬ولو رفعت اعبنازة‬
‫أو دفنت أًب ولو على القرب‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا سبق اؼبأموـ بتكبّبة أو ما زاد أعادىا مع اإلماـ‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثالثة‪ :‬من مل يصل على جنازتو هبوز أف يصلى على قربه ُب أي وقت ولو بعد مدة طويلة وال‬
‫تَبؾ الصالة على مؤمن‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬األوقات كلها صاغبة لصالة اعبنازة‪ ،‬إال عند تضيق وقت فريضة حاضرة‪ .‬ولو خيف‬
‫على اؼبيت ‪ -‬مع سعة الوقت ‪ -‬قدمت الصالة عليو‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا صلى على جنازة بعض الصالة ٍب حضرت أخرى كاف ـبّباً‪ ،‬إف شاء استأنف‬
‫الصالة عليهما‪ ،‬وإف شاء أًب األوىل على األوؿ واستأنف للثاين‪.‬‬

‫الفصل اػبامس‪ُ :‬ب الصلوات اؼبرغبات‬

‫وىي قسماف‪ :‬النوافل اليومية وقد ذكرناىا‪ ،‬وما عدا ذلك فهو ينقسم على قسمْب‪:‬‬

‫ىبص وقتا بعينو‪ :‬وىذا القسم كثّب‪ ،‬غّب إنا نذكر مهمو وىو صلوات‪:‬‬
‫فمنها‪ :‬ما ال ّ‬
‫األوىل‪ :‬صالة االستسقاء وىي مستحبة عند غور األهنار وفتور األمطار‪ ،‬وكيفيتها مثل كيفية‬
‫صالة العيد‪ ،‬غّب أنو هبعل مواضع القنوت ُب العيد استعطاؼ ا﵁ سبحانو وسؤالو الرضبة بإرساؿ‬
‫الغيث‪ ،‬ويتخّب من األدعية ما تيسر لو‪ ،‬وإال فليقل ما نقل ُب أخبار أىل البيت (عليهم السالـ)‪.‬‬

‫ومسنونات ىذه الصالة‪ :‬أف يصوـ الناس ثالثة أياـ‪ ،‬ويكوف خروجهم يوـ الثالث‪ ،‬ويستحب‬
‫أف يكوف ذلك الثالث االثنْب‪ ،‬فإف مل يتيسر فاعبمعة‪ .‬وأف ىبرجوا إىل الصحراء حفاة على سكينة‬
‫ووقار‪ ،‬وال يصلوا ُب اؼبساجد‪ ،‬وأف ىبرجوا معهم الشيوخ واألطفاؿ والعجائز وال ىبرجوا ذمياً‪ ،‬ويفرقوا‬
‫بْب األطفاؿ وأمهاهتم‪ .‬فإذا فرغ اإلماـ من صالتو حوؿ رداءه‪ٍ ،‬ب استقبل القبلة‪ ،‬وكرب مئة‪ ،‬رافعاً هبا‬
‫صوتو‪ ،‬وسبح ا﵁ إىل يبينو كذلك‪ ،‬وىلل عن يساره مثل ذلك‪ ،‬واستقبل الناس‪ ،‬وضبد ا﵁ مئة‪ ،‬وىم‬
‫يتابعونو ُب كل ذلك‪ٍ ،‬ب ىبطب ويبالغ ُب تضرعاتو‪ ،‬فإف تأخرت اإلجابة كرروا اػبروج حٌب تدركهم‬
‫الرضبة‪ .‬وكما ذبوز ىذه الصالة عند قلة األمطار‪ ،‬فإهنا ذبوز عند جفاؼ مياه العيوف واآلبار‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬صالة االستخارة‪ ،‬وصالة اغباجة‪ ،‬وصالة الشكر‪ ،‬وصالة الزيارة‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪72‬‬

‫ىبص وقتا معيناً‪ ،‬وىي صلوات [طبس]‪:‬‬


‫ومنها‪ :‬ما ّ‬
‫األوىل‪ :‬نافلة شهر رمضاف‪ ،‬وُب الروايات‪ :‬استحباب ألف ركعة ُب شهر رمضاف زيادة على‬
‫النوافل اؼبرتبة‪ ،‬يصلي ُب كل ليلة عشرين ركعة‪ :‬شباف بعد اؼبغرب‪ ،‬واثنٍب عشرة ركعة بعد العشاء‪ ،‬وُب‬
‫كل ليلة من العشر األواخر ثالثْب على الَبتيب اؼبذكور‪ ،‬وُب ليايل اإلفراد الثالث ُب كل ليلة مئة‬
‫ركعة‪ .‬وإف اقتصر ُب ليايل اإلفراد على اؼبئة حسب‪ ،‬فيبقى عليو شبانوف يصلي ُب كل صبعة عشر‬
‫ركعات بصالة علي وفاطمة وجعفر (عليهم السالـ)‪ ،‬وُب آخر صبعة عشرين ركعة بصالة علي (عليو‬
‫السالـ)‪ ،‬وُب عشية تلك اعبمعة عشرين ركعة بصالة فاطمة (عليها السالـ)‪ ،‬وصالة أمّب اؼبؤمنْب‬
‫(عليو السالـ)‪ :‬أربع ركعات بتشهدين وتسليمْب‪ ،‬يقرأ ُب كل ركعة‪" :‬اغبمد" مرة‪ ،‬وطبسْب مرة "قل‬
‫ىو ا﵁ أحد"‪ .‬وصالة فاطمة (عليها السالـ)‪ :‬ركعتاف‪ ،‬يقرأ ُب األوىل‪" :‬اغبمد" مرة و "القدر" مئة‬
‫مرة‪ ،‬وُب الثانية بػ"اغبمد" مرة وسورة "التوحيد" مئة مرة‪ .‬وصالة جعفر (عليو السالـ)‪ :‬أربع ركعات‬
‫بتسليمتْب‪ ،‬يقرأ ُب األوىل‪" :‬اغبمد" مرة و "إذا زلزلت" مرة‪ٍ ،‬ب يقوؿ طبس عشرة مرة‪" :‬سبحاف ا﵁‬
‫واغبمد ﵁ وال إلو ا﵁ وا﵁ أكرب"‪ٍ ،‬ب يركع ويقوؽبا عشراً‪ ،‬وىكذا يقوؽبا عشراً بعد رفع رأسو‪ ،‬وُب‬
‫سجوده ورفعو‪ ،‬وُب سجوده ثانياً‪ ،‬وبعد الرفع منو‪ ،‬فيكوف ُب كل ركعة طبس وسبعوف مرة‪ .‬ويقرأ ُب‬
‫الثانية‪" :‬والعاديات"‪ ،‬وُب الثالثة‪" :‬إذا جاء نصر ا﵁ والفتح"‪ ،‬وُب الرابعة‪" :‬قل ىو ا﵁ أحد"‪.‬‬
‫ويستحب أف يدعو ُب آخر سجدة بالدعاء اؼبخصوص هبا‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬صالة ليلة الفطر وىي ركعتاف‪ ،‬يقرأ ُب األوىل‪" :‬اغبمد" مرة و "قل ىو ا﵁ أحد" ألف‬
‫مرة‪ ،‬وُب الثانية "اغبمد" مرة و "قل ىو ا﵁ أحد" مرة‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬صالة يوـ الغدير وىو الثامن عشر من ذي اغبجة قبل الزواؿ بنصف ساعة‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬صالة ليلة النصف من شعباف‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬صالة ليلة اؼببعث ويومو‪ ،‬وتفصيل ىذه الصلوات وما يقاؿ فيها وبعدىا مذكور ُب‬
‫كتب العبادات‪.‬‬
‫‪72‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫خاسبة‪:‬‬

‫كل النوافل هبوز أف يصليها اإلنساف قاعداً وقائماً أفضل‪ ،‬وإف جعل كل ركعتْب من جلوس‬
‫مقاـ ركعة كاف أفضل‪.‬‬

‫الركن الرابع‪ :‬وفيو فصوؿ‬

‫الفصل األوؿ‪ُ :‬ب اػبلل الواقع ُب الصالة‬

‫وىو‪ :‬إما عن عمد‪ ،‬أو سهو‪ ،‬أو شك‪.‬‬

‫أما العمد‪:‬‬

‫فمن أخل بشيء من واجبات الصالة عامداً فقد أبطل صالتو شرطاً كاف ما أخل بو‪ ،‬أو جزءاً‬
‫منها‪ ،‬أو كيفية‪ ،‬أو تركاً‪ .‬وكذا لو فعل ما هبب تركو‪ ،‬أو ترؾ ما هبب فعلو جهالً بوجوبو‪ ،‬إال اعبهر‬
‫واالخفات ُب مواضعهما‪ .‬ولو جهل غصبية الثوب الذي يصلي فيو‪ ،‬أو اؼبكاف‪ ،‬أو قباسة الثوب‪ ،‬أو‬
‫البدف‪ ،‬أو موضع السجود فال إعادة‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬إذا توضأ دباء مغصوب مع العلم بالغصبية وصلى أعاد الطهارة والصالة‪ ،‬ولو جهل‬
‫غصبيتو مل يعد أحديهما‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬إذا مل يعلم أف اعبلد ميتة فصلى فيو ٍب علم مل يعد إذا كاف ُب يد مسلم‪ ،‬أو شراه من‬
‫سوؽ اؼبسلمْب‪ ،‬فإف أخذه من غّب مسلم أو وجده مطروحا أعاد‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إذا مل يعلم أنو من جنس ما يصلي فيو وصلى أعاد‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪71‬‬

‫وأما السهو‪:‬‬

‫فإف أخل بركن أعاد كمن أخل بالقياـ حٌب نوى‪ ،‬أو بالنية حٌب كرب‪ ،‬أو بالتكبّب حٌب قرأ‪ ،‬أو‬
‫بالركوع حٌب سجد‪ ،‬أو بالسجدتْب حٌب ركع فيما بعد‪ .‬وكذا لو زاد ُب الصالة ركعة‪ ،‬أو ركوعاً‪ ،‬أو‬
‫سجدتْب أعاد سهواً وعمداً‪ .‬لو شك ُب الركوع فركع‪ٍ ،‬ب ذكر أنو كاف قد ركع بطلت صالتو‪ .‬وإف‬
‫نقص ركعة فإف ذكر قبل فعل ما يبطل الصالة أًب ولو كانت ثنائية‪ ،‬وإف ذكر بعد أف فعل ما يبطلها‬
‫عمداً أو سهواً أعاد‪ ،‬وإف كاف يبطلها عمداً ال سهواً كالكالـ يتم صالتو وعليو سجدٌب السهو‪ .‬ولو‬
‫ترؾ التسليم ٍب ذكر سلم وصحت صالتو وإف فعل ما يبطل الصالة عمداً أو سهواً‪ .‬ولو ترؾ‬
‫سجدتْب ومل يدر أنبا من ركعتْب أو ركعة أعاد صالتو‪ ،‬ولو كانتا من ركعتْب ومل يدر أيتهما ىي ال‬
‫إعادة عليو ويقضيهما‪ ،‬وعليو سجدتا السهو‪.‬‬

‫وإف أخل بواجب غّب ركن‪ ،‬فمنو ما يتم معو الصالة من غّب تدارؾ‪ ،‬ومنو ما يتدارؾ من غّب‬
‫سجود‪ ،‬ومنو ما يتدارؾ مع سجدٌب السهو‪.‬‬

‫فاألوؿ‪ :‬من نسي القراءة‪ ،‬أو اعبهر أو اإلخفات ُب مواضعهما‪ ،‬أو قراءة "اغبمد"‪ ،‬أو قراءة‬
‫السورة حٌب ركع‪ ،‬أو الذكر ُب الركوع‪ ،‬أو الطمأنينة فيو حٌب رفع رأسو‪ ،‬أو رفع الرأس‪ ،‬أو الطمأنينة‬
‫فيو حٌب سجد‪ ،‬أو الذكر ُب السجود‪ ،‬أو السجود على األعضاء السبعة‪ ،‬أو الطمأنينة فيو حٌب رفع‬
‫رأسو‪ ،‬أو رفع رأسو من السجود‪ ،‬أو الطمأنينة فيو حٌب سجد ثانياً‪ ،‬أو الذكر ُب السجود الثاين‪ ،‬أو‬
‫السجود على األعضاء السبعة‪ ،‬أو الطمأنينة فيو حٌب رفع رأسو منو‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬من نسي قراءة "اغبمد" حٌب قرأ سورة استأنف "اغبمد" وسورة‪ ،‬وكذا لو نسي الركوع‬
‫وذكر قبل أف يسجد قاـ فركع ٍب سجد‪ ،‬وكذا من ترؾ السجدتْب أو إحديهما أو التشهد وذكر قبل‬
‫أف يركع رجع فتالفاه‪ٍ ،‬ب قاـ فأتى دبا يلزـ من قراءة أو تسبيح ٍب ركع‪ ،‬وال ذبب ُب ىذين اؼبوضعْب‬
‫سجدتا السهو‪ .‬ولو ترؾ الصالة على النيب وعلى آلو (عليهم السالـ) حٌب سلم قضانبا بعد‬
‫التسليم‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثالث‪ :‬من ترؾ سجدة أو التشهد ومل يذكر حٌب يركع قضانبا أو أحدنبا‪ ،‬وسجد سجدٌب‬
‫السهو‪.‬‬

‫وأما الشك‪ ،‬ففيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من شك ُب عدد الواجبة الثنائية أعاد كالصبح‪ ،‬وصالة السفر‪ ،‬وصالة العيدين إذا‬
‫كانت فريضة‪ ،‬والكسوؼ‪ ،‬وكذا اؼبغرب‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا شك ُب شيء من أفعاؿ الصالة ٍب ذكر‪ ،‬فإف كاف ُب موضعو أتى بو وأًب‪ ،‬وإف‬
‫انتقل مضى ُب صالتو‪ ،‬سواء كاف ذلك الفعل ركناً أو غّبه‪ ،‬وسواء كاف ُب األوليْب أو األخريْب‪.‬‬

‫تفريع‪ :‬إذا ربققت نية الصالة وشك ىل نوى ظهراً أو عصراً مثالً‪ ،‬أو فرضاً أو نفالً استأنف‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا شك ُب أعداد الرباعية فإف كاف ُب األوليْب أعاد‪ ،‬وكذا إذا مل يدر كم صلى‪ .‬وإف‬
‫تيقن األوليْب وشك ُب الزائد وجب عليو االحتياط‪.‬‬

‫ومسائلو أربع‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من شك بْب االثنْب والثالث بُب على الثالث وأًب‪ ،‬وتشهد وسلم‪ٍ ،‬ب استأنف ركعة‬
‫من قياـ‪ ،‬أو ركعتْب من جلوس‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬من شك بْب الثالث واألربع بُب على األربع‪ ،‬وتشهد وسلم‪ ،‬واحتاط كاألوىل‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬من شك بْب االثنْب واألربع بُب على األربع‪ ،‬وتشهد وسلم‪ٍ ،‬ب أتى بركعتْب من قياـ‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬من شك بْب االثنْب والثالث واألربع بُب على األربع‪ ،‬وتشهد وسلم‪ٍ ،‬ب أتى بركعتْب‬
‫من قياـ‪ ،‬وركعتْب من جلوس‪ .‬واألفضل ُب كل ىذه الصور وغّبىا أف يبِب على األقل فإف كاف أقل‬
‫من أربع أًب صالتو وسلم وسجد سجدٌب السهو‪ ،‬وإف كاف أربع سلم وسجد سجدٌب السهو‪ ،‬وإف‬
‫كاف ُب الرابعة أسبها وسلم وسجد سجدٌب السهو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪71‬‬

‫وىا ىنا مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬لو غلب على ظنو أحد طرُب ما شك فيو بُب على الظن وكاف كالعلم‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬يتعْب ُب صالة االحتياط قراءة "الفاربة"‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬لو فعل ما يبطل الصالة قبل االحتياط تبطل صالتو‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬من سها ُب سهو مل يلتفت وبُب على صالتو‪ ،‬وكذا إذا سها اؼبأموـ عوؿ على صالة‬
‫اإلماـ‪ .‬وال شك على اإلماـ إذا حفظ عليو من خلفو‪ ،‬وال حكم للسهو مع كثرتو‪ .‬ويرجع ُب الكثرة‬
‫إىل ما يسمى ُب العادة كثّباً‪ ،‬ومن شك مرة ُب يومو فهو كثّب الشك‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬من شك ُب عدد النافلة بُب على األكثر‪ ،‬وإف بُب على األقل كاف أفضل‪.‬‬

‫خاسبة‪ُ :‬ب سجدٌب السهو‬

‫ونبا واجبتاف حيث ذكرناه‪ ،‬وُب من تكلم ساىياً‪ ،‬أو سلم ُب غّب موضعو‪ ،‬أو شك بْب األربع‬
‫واػبمس‪ .‬ويسجد اؼبأموـ مع اإلماـ واجباً إذا عرض لو السبب‪ .‬ولو انفرد أحدنبا كاف لو حكم‬
‫نفسو‪ .‬وموضعهما‪ :‬بعد التسليم للزيادة والنقصاف‪ ،‬وصورهتما‪ :‬أف [ينوي‪ٍ ،‬ب] يكرب مستحباً ٍب‬
‫يسجد‪ٍ ،‬ب يرفع رأسو ٍب يسجد‪ٍ ،‬ب يرفع رأسو ويتشهد تشهداً خفيفاً ٍب يسلم‪ .‬وال هبب فيهما‬
‫الذكر بل يستحب‪ .‬ولو أنبلهما عمداً مل يبطل الصالة‪ ،‬وعليو اإلتياف هبما ولو طالت اؼبدة‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب قضاء الصلوات‬

‫والكالـ ُب‪ :‬سبب الفوات‪ ،‬والقضاء ولواحقو‪.‬‬

‫أما السبب‪ :‬فمنو ما يسقط معو القضاء وىو سبعة‪ :‬الصغر‪ ،‬واعبنوف‪ ،‬واإلغماء واغبيض‪،‬‬
‫والنفاس‪ ،‬والكفر األصلي‪ ،‬وعدـ التمكن من فعل ما يستبيح بو الصالة من وضوء أو غسل أو‬
‫تيمم‪ .‬وما عداه هبب معو القضاء كاإلخالؿ بالفريضة عمداً أو سهواً عدا اعبمعة والعيدين‪ ،‬وكذا‬
‫‪71‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫النوـ ولو استوعب الوقت‪ .‬ولو زاؿ عقل اؼبكلف بشيء من قبلو كالسكر وشرب اؼبرقد وجب‬
‫القضاء‪ ،‬ألنو سبب ُب زواؿ العقل غالباً‪ .‬ولو أكل غذاء مؤذياً فآؿ إىل اإلغماء مل يقض‪ ،‬وإذا ارتد‬
‫اؼبسلم أو أسلم الكافر ٍب كفر وجب عليو قضاء زماف ردتو‪.‬‬

‫وأما القضاء‪ :‬فإنو هبب قضاء الفائتة إذا كانت واجبة‪ ،‬ويستحب إذا كاف نافلة مؤقتة استحباباً‬
‫مؤكداً وإف فاتت ؼبرض ال يزيل العقل‪ .‬ويستحب أف يتصدؽ عن كل ركعتْب دبد‪ ،‬فإف مل يتمكن‬
‫فعن كل يوـ دبد‪ .‬وهبب قضاء الفائتة وقت الذكر ما مل يتضيق وقت حاضرة‪ ،‬بَبتيب السابقة على‬
‫الالحقة كالظهر على العصر‪ ،‬والعصر على اؼبغرب‪ ،‬واؼبغرب على العشاء‪ ،‬سواء كاف ذلك ليوـ‬
‫حاضر أو صلوات يوـ فائت‪ ،‬فإف فاتتو صلوات مل تَبتب على اغباضرة مل هبب تقديبها‪ .‬ولو كاف‬
‫عليو صالة فنسيها وصلى اغباضرة مل يعد‪ ،‬ولو ذكر ُب أثنائها عدؿ إىل السابقة‪ ،‬ولو صلى اغباضرة‬
‫مع الذكر أعاد‪ .‬ولو دخل ُب نافلة وذكر ُب أثنائها أف عليو فريضة استأنف الفريضة‪ .‬ويقضي صالة‬
‫السفر قصراً ولو ُب اغبضر‪ ،‬وصالة اغبضر سباماً ولو ُب السفر‪.‬‬

‫وأما اللواحق‪ ،‬فمسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من فاتتو فريضة من اػبمس غّب معينة قضى صبحاً ومغرباً وأربعاً عما ُب ذمتو‪ .‬ولو‬
‫فاتتو من ذلك مرات ال يعلمها قضى حٌب يغلب على ظنو أنو وَب‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا فاتتو صالة معينة ومل يعلم كم مرة كرر من تلك الصالة حٌب يغلب عنده الوفاء‪،‬‬
‫ولو فاتتو صلوات ال يعلم كميتها وال عينها صلى أياماً متوالية حٌب يعلم أف الواجب دخل ُب‬
‫اعبملة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب اعبماعة‬

‫والنظر ُب أطراؼ‪:‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪71‬‬

‫األوؿ‪ :‬اعبماعة مستحبة ُب الفرائض كلها‬

‫وتتأكد ُب الصلوات اؼبرتبة‪ .‬وال ذبب إال ُب اعبمعة والعيدين مع الشرائط‪ .‬وال ذبوز ُب شئ من‬
‫النوافل عدا االستسقاء والعيدين مع اختالؿ شرائط الوجوب‪ .‬وتدرؾ الصالة صباعة بإدراؾ الركوع‪،‬‬
‫وبإدراؾ اإلماـ راكعاً‪ .‬وأقل ما تنعقد باثنْب اإلماـ أحدنبا‪ .‬وال تصح مع حائل بْب اإلماـ واؼبأموـ‬
‫يبنع اؼبشاىدة‪ ،‬إال أف يكوف اؼبأموـ امرأة‪ .‬وال تنعقد واإلماـ أعلى من اؼبأموـ دبا يعتد بو كاألبنية‪،‬‬
‫وهبوز أف يقف على علو من أرض منحدرة‪ ،‬ولو كاف اؼبأموـ على بناء عاؿ كاف جائزاً‪ .‬وال هبوز‬
‫تباعد اؼبأموـ عن اإلماـ دبا يكوف كثّباً ُب العادة (أكثر من مَب بْب اؼبأموـ واإلماـ)‪ ،‬إذا مل تكن‬
‫بينهما صفوؼ متصلة‪ ،‬أما إذا توالت الصفوؼ فال بأس‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬أف يقرأ اؼبأموـ خلف اإلماـ‪ ،‬إال إذا كانت الصالة جهرية ٍب ال يسمع وال نبهمة‪ ،‬ولو‬
‫كاف اإلماـ فبن ال يقتدى بو وجبت القراءة‪.‬‬

‫وذبب متابعة اإلماـ‪ ،‬فلو رفع اؼبأموـ رأسو جاىالً حاؿ اإلماـ عاد للمتابعة‪ ،‬وإف كاف ناسياً‬
‫عاد للمتابعة‪ .‬وكذا لو ىوى إىل الركوع أو السجود قبل اإلماـ ظاناً أف اإلماـ قد ىوى عاد وتابع‬
‫اإلماـ‪ ،‬أما إذا قصد الركوع قبل اإلماـ مع علمو حباؿ اإلماـ فهو إف كاف نوى االنفراد أًب صالتو‬
‫منفرداً‪ ،‬وإال بطلت صالتو‪ .‬وال هبوز أف يقف اؼبأموـ قداـ اإلماـ‪ .‬والبد من نية االئتماـ والقصد إىل‬
‫إماـ معْب‪ ،‬فلو كاف بْب يديو اثناف‪ ،‬فنوى االئتماـ هبما أو بأحدنبا ومل يعْب مل تنعقد‪ .‬ولو صلى‬
‫اثناف فقاؿ كل واحد منهما‪ :‬كنت إماماً صحت صالهتما‪ ،‬ولو قاؿ‪ :‬كنت مأموماً مل تصح‬
‫صالهتما‪ ،‬وكذا لو ش ّكا فيما أضمراه‪ .‬وهبوز أف يأًب اؼبفَبض باؼبفَبض وإف اختلف الفرضاف‪،‬‬
‫واؼبتنفل باؼبفَبض واؼبتنفل‪ ،‬واؼبفَبض باؼبتنفل ُب أماكن‪.‬‬

‫ويستحب‪ :‬أف يقف اؼبأموـ عن يبْب اإلماـ إف كاف رجالً واحداً‪ ،‬وخلفو إف كانوا صباعة أو‬
‫امرأة‪ .‬ولو كاف اإلماـ امرأة وقف النساء إىل جانبيها‪ .‬وكذا إذا صلى العاري بالعرات جلس وجلسوا‬
‫عن ظبتو‪ ،‬ال يربز إال بركبتيو‪ .‬ويستحب أف يعيد اؼبنفرد صالتو إذا وجد من يصلي تلك الصالة‬
‫صباعة‪ ،‬إماماً كاف أو مأموماً‪ ،‬وأف يسبح حٌب يركع اإلماـ إذا أكمل القراءة قبلو‪ ،‬وأف يكوف ُب‬
‫الصف األوؿ أىل الفضل‪ ،‬ويكره سبكْب الصبياف منو‪ .‬ويكره أف يقف اؼبأموـ وحده إال أف سبتلئ‬
‫‪77‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الصفوؼ‪ ،‬وأف يصلي اؼبأموـ نافلة إذا أقيمت الصالة‪ .‬ووقت القياـ إىل الصالة إذا قاؿ اؼبؤذف‪ :‬قد‬
‫قامت الصالة‪ ،‬واألفضل بعد سباـ الشهادة‪.‬‬

‫الطرؼ الثاين‪:‬‬

‫يعترب ُب اإلماـ‪ :‬اإليباف‪ ،‬والعدالة‪ ،‬والعقل‪ ،‬وطهارة اؼبولد‪ ،‬والبلوغ إذا كاف اؼبأموـ بالغاً مفَبضاً‪،‬‬
‫وأف ال يكوف قاعداً بقائم‪ ،‬وال أمياً دبن ليس كذلك‪ ،‬وال يشَبط اغبرية‪ .‬ويشَبط الذكورة إذا كاف‬
‫اؼبأموموف ذكراناً‪ ،‬أو ذكراناً وإناثاً‪ .‬وهبوز أف تؤـ اؼبرأة النساء فقط‪ ،‬وكذا اػبنثى اػبنثى فقط‪ ،‬وال تؤـ‬
‫اؼبرأة رجالً وال خنثى‪.‬‬

‫ولو كاف اإلماـ يلحن ُب القراءة حبيث يتغّب اؼبعُب أو ال يفهم مل ذبز إمامتو دبتقن‪ ،‬وكذا من‬
‫يبدؿ اغبرؼ كالتمتاـ وشبهو‪ .‬وال يشَبط أف ينوي اإلماـ اإلمامة‪ .‬وصاحب اؼبسجد واإلمارة واؼبنزؿ‬
‫أوىل بالتقدـ‪ ،‬واؽبامشي أوىل من غّبه إذا كاف بشرائط اإلمامة‪ .‬وإذا تشاح األئمة فمن قدمو اؼبأموموف‬
‫سمع من خلفو الشهادتْب‪ .‬وإذا‬‫فهو أوىل‪ ،‬فإف اختلفوا قدـ األفقو فاألتقى‪ .‬ويستحب لإلماـ أف ي ِ‬
‫ُ‬
‫مات اإلماـ أو أغمي عليو استنيب من يتم هبم الصالة‪ ،‬وكذا إذا عرض لإلماـ ضرورة جاز لو أف‬
‫يستنيب‪ ،‬ولو فعل ذلك اختياراً جاز أيضاً‪.‬‬

‫ويكره أف يأًب حاضر دبسافر‪ ،‬وأف يستناب اؼبسبوؽ‪ ،‬وأف يؤـ األجذـ واألبرص وا﵀دود بعد‬
‫توبتو واألغلف‪ ،‬وإمامة من يكرىو اؼبأموـ‪ ،‬وأف يؤـ األعرايب باؼبهاجرين‪ ،‬واؼبتيمم باؼبتطهرين‪.‬‬

‫الطرؼ الثالث‪ُ :‬ب أحكاـ اعبماعة‪ .‬وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا ثبت أف اإلماـ فاسق أو كافر أو على غّب طهارة بعد الصالة مل تبطل صالة اؼبؤًب‬
‫بو‪ ،‬ولو كاف عاؼباً أعاد‪ ،‬ولو علم ُب أثناء الصالة ينوي االنفراد ويتم‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا دخل واإلماـ راكع وخاؼ فوت الركوع ركع‪ ،‬وهبوز أف يبشي ُب ركوعو حٌب يلحق‬
‫بالصف‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا اجتمع خنثى وامرأة وقف اػبنثى خلف اإلماـ‪ ،‬واؼبرأة وراءه وجوباً‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪71‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا وقف اإلماـ ُب ؿبراب داخل فصالة من يقابلو ماضية دوف صالة من إىل جانبيو إذا‬
‫مل يشاىدوه‪ ،‬وذبوز صالة الصفوؼ الذين وراء الصف األوؿ‪ ،‬ألهنم يشاىدوف من يشاىده‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬ال هبوز للمأموـ مفارقة اإلماـ بغّب عذر ‪ ،‬فإف نوى االنفراد جاز‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬اعبماعة جائزة ُب السفينة الواحدة وُب سفن عدة‪ ،‬سواء اتصلت السفن أو‬
‫انفصلت‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬إذا شرع اؼبأموـ ُب نافلة فأحرـ اإلماـ قطعها واستأنف إف خشي الفوات وإال أًب‬
‫ركعتْب استحباباً‪ ،‬وإف كانت فريضة نقل نيتو إىل النفل على األفضل وأًب ركعتْب‪ ،‬ولو كاف إماـ‬
‫األصل قطعها واستأنف معو‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬إذا فاتو مع اإلماـ شيء صلى ما يدركو وجعلو أوؿ صالتو‪ ،‬وأًب ما بقي عليو‪ .‬ولو‬
‫أدركو ُب الرابعة دخل معو‪ ،‬فإذا سلم قاـ فصلى ما بقي عليو‪ ،‬ويقرأ ُب الثانية لو بػ "اغبمد" وسورة‪،‬‬
‫وُب االثنتْب األخّبتْب بػ "اغبمد"‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬إذا أدرؾ اإلماـ بعد رفعو من األخّبة كرب وسجد معو‪ ،‬فإذا سلم قاـ فاستقبل صالتو‬
‫وال وبتاج إىل استئناؼ تكبّب‪ .‬ولو أدركو بعد رفع رأسو من السجدة األخّبة كرب وجلس معو‪ ،‬فإذا‬
‫سلم قاـ فاستقبل صالتو‪ ،‬وال وبتاج إىل استئناؼ تكبّب‪.‬‬

‫العاشرة‪ :‬هبوز أف يسلم اؼبأموـ قبل اإلماـ وينصرؼ لضرورة وصباعتو صحيحة‪.‬‬

‫اغبادية عشرة‪ :‬إذا وقف النساء ُب الصف األخّب فجاء رجاؿ وجب أف يتأخرف إذا مل يكن‬
‫للرجاؿ موقف أمامهن‪.‬‬

‫الثانية عشرة‪ :‬إذا استنيب اؼبسبوؽ‪ ،‬فإذا انتهت صالة اؼبأموـ أومأ إليهم ليسلموا‪ٍ ،‬ب يقوـ فيأٌب‬
‫دبا بقي عليو‪.‬‬
‫‪71‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫خاسبة‪ُ :‬ب ما يتعلق باؼبساجد‬

‫يستحب ازباذ اؼبساجد مكشوفة غّب مسقفة إال باغبصر عريش كعريش موسى (عليو السالـ)‬
‫وأف تكوف اؼبيضاة على أبواهبا‪ ،‬وأف تكوف اؼبنارة مع حائطها ال ُب وسطها‪ ،‬وأف يقدـ الداخل إليها‬
‫رجلو اليمُب‪ ،‬واػبارج رجلو اليسرى‪ ،‬وأف يتعاىد نعليو‪ ،‬وأف يدعو عند دخولو وعند خروجو‪ .‬وهبوز‬
‫نقض ما استهدـ دوف غّبه‪ ،‬ويستحب إعادتو‪ .‬وهبوز استعماؿ آلتو ُب غّبه‪ ،‬ويستحب كنس‬
‫اؼبساجد واإلسراج فيها‪.‬‬

‫ووبرـ‪ :‬زخرفتها ونقشها بالصور‪ ،‬وبيع آلتها‪ ،‬وأف يؤخذ منها ُب الطرؽ واألمالؾ‪ ،‬ومن أخذ‬
‫منها شيئاً وجب أف يعيده إليها أو إىل مسجد آخر‪ .‬وإذا زالت آثار اؼبسجد مل وبل سبلكو‪ ،‬وال هبوز‬
‫إدخاؿ النجاس ة إليها‪ ،‬وال إزالة النجاسة فيها‪ ،‬وال إخراج اغبصى منها‪ ،‬وإف فعل أعاده إليها‪ .‬ووبرـ‬
‫فتح باب دار إىل اؼبسجد إال باب دار اؼبعصوـ‪ ،‬ويكره األكل فيها وجعلها ؾبالس للطعاـ كراىية‬
‫شديدة‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬تعليتها وأف يعمل ؽبا شرؼ‪ ،‬أو ؿباريب داخلة ُب اغبائط‪ ،‬وأف ذبعل طريقاً‪.‬‬
‫ويستحب‪ :‬أف يتجنب البيع والشراء‪ ،‬وسبكْب اجملانْب‪ ،‬وإنفاذ األحكاـ وتعريف الضواؿ‪ ،‬وإقامة‬
‫اغبدود‪ ،‬وإنشاد الشعر‪ ،‬ورفع الصوت‪ ،‬وعمل الصنائع والنوـ‪ .‬ويكره‪ :‬دخوؿ من ُب فيو رائحة بصل‬
‫أو ثوـ‪ ،‬والتنخم والبصاؽ‪ ،‬وقتل القمل فإف فعل سَبه بالَباب‪ ،‬وكشف العورة‪ ،‬والرمي باغبصى‪.‬‬

‫مسائل ثالث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا اهندمت الكنائس والبيع ‪ ،‬فإف كاف ألىلها ذمة مل هبز التعرض ؽبا‪ ،‬وإف كانت ُب‬
‫أرض اغبرب أو باد أىلها جاز استعماؽبا ُب اؼبساجد‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الصالة اؼبكتوبة ُب اؼبسجد أفضل من اؼبنزؿ ‪ ،‬والنافلة بالعكس‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪12‬‬

‫الثالثة‪ :‬الصالة ُب اعبامع دبائة‪ ،‬وُب مسجد القبيلة خبمس وعشرين‪ ،‬وُب السوؽ باثنٍب عشرة‬
‫صالة‪ .‬حرمة أضرحة اؼبعصومْب واغبسينيات كحرمة اؼبساجد‪ ،‬ولكن ال يكره األكل ُب اغبسينيات‬
‫ويستحب لإلماـ أو من نصبو أف يدير أمور اؼبسلمْب من اؼبسجد‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب صالة اػبوؼ واؼبطاردة‬

‫صالة اػبوؼ مقصورة سفراً‪ ،‬وُب اغبضر إذا صليت صباعة أو فرادى‪ .‬وإذا صليت صباعة‬
‫فاإلماـ باػبيار إف شاء صلى بطائفة ٍب بأخرى وكانت الثانية لو ندباً‪ ،‬واألفضل أف يصلي كما صلى‬
‫رسوؿ ا﵁ (صلى ا﵁ عليو وآلو) بذات الرقاع‪.‬‬

‫ٍب ربتاج ىذه الصالة إىل النظر ُب شروطها وكيفيتها‪ ،‬وأحكامها‪.‬‬

‫أما الشروط‪ :‬فإف يكوف اػبصم ُب غّب جهة القبلة‪ ،‬وأف يكوف فيو قوة ال يؤمن أف يهجم على‬
‫اؼبسلمْب‪ ،‬وأف يكوف ُب اؼبسلمْب كثرة يبكن أف يفَبقوا طائفتْب‪ ،‬يكفل كل طائفة دبقاومة اػبصم‪،‬‬
‫وأف ال وبتاج اإلماـ إىل تفريقهم أكثر من فرقتْب‪.‬‬

‫وأما كيفيتها‪ :‬فإف كانت الصالة ثنائية صلى باألوىل ركعة وجلس‪ ،‬فيقوـ من خلفو ويتموف ٍب‬
‫يستقبلوف العدو‪ ،‬فيقوـ للثانية وتأٌب الفرقة األخرى فيحرموف ويدخلوف معو ُب ثانيتو وىي أوالىم‪،‬‬
‫فإذا جلس للتشهد أطاؿ‪ ،‬وهنض من خلفو فأسبوا وجلسوا‪ ،‬فتشهد هبم وسلم‪ .‬فتحصل اؼبخالفة ُب‬
‫ثالثة أشياء‪ :‬انفراد اؼبؤًب (باألفعاؿ ال بالنية فصالتو صباعة)‪ ،‬وتوقع اإلماـ للمأموـ حٌب يتم‪ ،‬وإمامة‬
‫القاعد بالقائم‪ .‬وإف كانت ثالثية فهو باػبيار إف شاء صلى باألوىل ركعة وبالثانية ركعتْب ‪ ،‬وإف شاء‬
‫بالعكس‪ ،‬وهبوز أف يكوف كل فرقة واحداً‪.‬‬

‫وأما أحكامها‪ ،‬ففيها مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬كل سهو يلحق اؼبصلْب ُب حاؿ متابعتهم ال حكم لو‪ ،‬وُب حاؿ االنفراد يكوف اغبكم‬
‫على ما قدمناه ُب باب السهو‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ :‬أخذ السالح واجب ُب الصالة ولو كاف على السالح قباسة‪ ،‬ولو كاف ثقيالً يبنع شيئاً‬
‫من واجبات الصالة مل هبز‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا سها اإلماـ سهواً يوجب السجدتْب ٍب دخلت الثانية معو‪ ،‬فإذا سلم وسجد مل‬
‫هبب عليها اتباعو‪ .‬وأما صالة اؼبطاردة وتسمى صالة شدة اػبوؼ‪ ،‬مثل أف ينتهي اغباؿ إىل اؼبعانقة‬
‫واؼبسايقة‪ ،‬فيصلي على حسب إمكانو واقفاً أو ماشياً أو راكباً‪ ،‬ويستقبل القبلة بتكبّبة اإلحراـ ٍب‬
‫يستمر إف أمكنو‪ ،‬وإال استقبل دبا أمكنو وصلى مع التعذر إىل أي اعبهات أمكن‪ .‬وإذا مل يتمكن‬
‫من النزوؿ صلى راكباً‪ ،‬ويسجد على قربوس سرجو‪ ،‬وإف مل يتمكن أومأ ايباءاً‪ ،‬فإف خشي صلى‬
‫بالتسبيح ويسقط الركوع والسجود‪ ،‬ويقوؿ بدؿ كل ركعة‪ :‬سبحاف ا﵁ واغبمد ا﵁‪ ،‬وال إلو إال ا﵁‬
‫وا﵁ أكرب‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬إذ صلى مومياً فأمن أًب صالتو بالركوع والسجود فيما بقي منها‪ ،‬وال يستأنف ما مل‬
‫يستدبر القبلة ُب أثناء صالتو‪ .‬وكذا لو صلى بعض صالتو ٍب عرض اػبوؼ أًب صالة خائف وال‬
‫يستأنف‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬من رأى سواداً فظنو عدواً فقصر أو صلى مومياً ٍب انكشف بطالف خيالو مل يعد‪ ،‬وكذا‬
‫لو أقبل العدو فصلى مومياً لشدة خوفو‪ٍ ،‬ب باف ىناؾ حائل يبنع العدو‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إذا خاؼ من سيل أو سبع جاز أف يصلي صالة شدة اػبوؼ‪.‬‬

‫تتمة‪ :‬اؼبتوحل والغريق يصلياف حبسب اإلمكاف‪ ،‬ويومياف لركوعهما وسجودنبا وال يقصر واحد‬
‫منهما عدد صالتو‪ ،‬إال ُب سفر أو خوؼ‪.‬‬

‫الفصل اػبامس‪ُ :‬ب صالة اؼبسافر‬

‫والنظر ُب‪ :‬الشروط‪ ،‬والقصر‪ ،‬ولواحقو‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫أما الشروط‪ ،‬فستة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬اعتبار اؼبسافة‪ ،‬وىي (ٗٗكم) ذىاباً أو إياباً‪ ،‬أو (ٕٕكم) ذىاباً وإياباً‪ .‬ولو كانت‬
‫اؼبسافة (ٕٕكم) وأراد العود إىل بيتو ُب يوـ أو أياـ دوف العشر وجب التقصّب‪ ،‬ولو تردد يوماً ُب‬
‫اقل من (ٕٕكم) ذاىباً وجائياً وعائداً مل هبز التقصّب وإف كاف ذلك من نيتو‪ .‬ولو كاف لبلد طريقاف‬
‫واألبعد منهما مسافة فسلك األبعد قصر ‪ ،‬وإف كاف ميالً إىل الرخصة‪.‬‬

‫الشرط الثاين‪ :‬قصد اؼبسافة‪ ،‬فلو قصد ما دوف اؼبسافة ٍب ذبدد لو رأي فقصد أخرى مثلها مل‬
‫يقصر‪ ،‬ولو زاد اجملموع على مسافة التقصّب فإف عاد وقد كملت اؼبسافة فما زاد قصر‪ ،‬وكذا لو‬
‫طلب دابة شذت لو أو غريباً أو آبقاً‪ .‬ولو خرج ينتظر رفقة إف تيسروا سافر معهم وإال عاد‪ ،‬فإف‬
‫كاف على حد مسافة (ٕٕكم) قصر ُب سفره وُب موضع توقفو‪ ،‬وإف كاف دوهنا أًب حٌب تيسر لو‬
‫الرفقة ويسافر‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬أف ال يقطع السفر بإقامة ُب أثنائو‪ ،‬فلو عزـ على مسافة وُب طريقو ملك لو قد‬
‫استوطنو ستة أشهر أًب ُب طريقو وُب ملكو‪ ،‬وكذا لو نوى اإلقامة ُب بعض اؼبسافة‪ .‬ولو كاف بينو و‬
‫بْب ملكو أو ما نوى اإلقامة فيو مسافة التقصّب قصر ُب طريقو خاصة‪ .‬ولو كاف عدة مواطن اعترب‬
‫ما بينو وبْب األوؿ‪ ،‬فإف كاف مسافة قصر ُب طريقو‪ ،‬وينقطع سفره دبوطنو فيتم فيو‪ٍ .‬ب يعترب اؼبسافة‬
‫الٍب بْب موطنيو‪ ،‬فإف مل تكن مسافة أًب ُب طريقو النقطاع سفره ‪ ،‬وإف كانت مسافة قصر ُب طريقو‬
‫الثانية حٌب يصل إىل وطنو‪.‬‬

‫والوطن الذي يتم فيو‪ :‬ىو موضػع سػكنو واسػتقراره وكػل موضػع لػو فيػو ملػك أو شػبهو (كػأرض‬
‫اؼبقابلػة‪ ،‬أو األنفػاؿ الػٍب انتفػع هبػا بػإذف اإلمػاـ)‪ ،‬قػد اسػتوطنو سػتة أشػهر متواليػة فصػاعداً‪ ،‬بشػرط أف‬
‫تكوف ُب اؼبلك دار للسكن‪.‬‬

‫الشرط الرابع‪ :‬أف يكوف السفر سائغاً واجباً كاف كحجة اإلسالـ‪ ،‬أو مندوباً كزيارة النيب (صلى‬
‫ا﵁ عليو وآلو)‪ ،‬أو مباحاً كاألسفار للمتاجر‪ .‬ولو كاف معصية مل يقصر كاتباع اعبائر‪ ،‬وصيد اللهو‪،‬‬
‫ولو كاف الصيد لقوتو وقوت عيالو أو للتجارة قصر‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الشرط اػبامس‪ :‬أف ال يكوف سفره أكثر من حضره‪ ،‬كالبدوي الذي يطلب القطر‪ ،‬واؼبكاري‬
‫واؼبالح والتاجر الذي يطلب األسواؽ والربيد‪ .‬وضابطو‪ :‬كل من كاف سفره أربعة أياـ ُب األسبوع أو‬
‫ستة عشر يوماً ُب الشهر أو ستة أشهر ويوـ ُب السنة على الدواـ أًب وصاـ ُب السفر‪ ،‬ويبدأ بالتماـ‬
‫والصياـ مٌب علم أف ىذا حالو ولو كاف ُب أوؿ يوـ من سفره‪.‬‬

‫الشرط السادس‪ :‬ال هبوز للمسافر التقصّب حٌب ىبفى عليو اآلذاف‪ ،‬وال هبوز لو الَبخص قبل‬
‫ذلك ولو نوى السفر ليالً‪ .‬وكذا ُب عوده يقصر حٌب يبلغ ظباع اآلذاف (بصوت اإلنساف ال‬
‫باؼبكربات) من مصره‪ ،‬فإذا ظبع أًب‪ .‬ولو نوى اإلقامة ُب غّب بلده عشرة أياـ أًب‪ ،‬ودوهنا يقصر‪ .‬وإف‬
‫تردد عزمو قصر ما بينو وبْب شهر‪ٍ ،‬ب يتم ولو صالة واحدة‪ .‬ولو نوى اإلقامة ٍب بدا لو وعزـ على‬
‫قطع ا إلقامة رجع إىل التقصّب سواء صلى صالة واحدة بنية اإلسباـ أو أكثر أـ مل يصل‪ .‬ولو عدؿ‬
‫بنيتو مرة أخرى إىل البقاء لزمو أف ينوي إقامة عشرة أياـ جديدة ليتم‪.‬‬

‫وأما القصر‪:‬‬

‫فإنو عزيبة إال ُب أحد اؼبواطن األربعة‪ :‬مكة واؼبدينة واؼبسجد اعبامع بالكوفة واغباير فإنو ـبّب‪،‬‬
‫واإلسباـ أفضل‪ .‬وإذا تعْب القصر فأًب عامداً أعاد على كل حاؿ‪ ،‬وإف كاف جاىالً بالتقصّب فال‬
‫إعادة ولو كاف الوقت باقياً‪ ،‬وإف كاف ناسياً ال يعيد ُب الوقت‪ ،‬وال يقضي إف خرج الوقت‪ .‬ولو قصر‬
‫اؼبسافر اتفاقاً صحت صالتو‪ ،‬وإذا دخل الوقت وىو حاضر ٍب سافر والوقت باؽ يقصر اعتباراً حباؿ‬
‫األداء‪ ،‬ولو دخل الوقت وىو مسافر فحضر والوقت باؽ يتم اعتباراً حباؿ األداء‪.‬‬

‫ويستحب‪ :‬أف يقوؿ عقيب كل فريضة ثالثْب مرة‪ :‬سبحاف ا﵁ واغبمد ا﵁ وال إلو إال ا﵁‪ ،‬وا﵁‬
‫أكرب جرباً للفريضة‪ ،‬وال يلزـ اؼبسافر متابعة اغباضر إذا أًب بو‪ ،‬بل يقتصر على فرضو ويسلم منفرداً‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫وأما اللواحق‪ ،‬فمسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا خرج إىل مسافة فمنعو مانع اعترب‪ ،‬فإف كاف حبيث ىبفى عليو اآلذاف قصر إذا مل‬
‫يرجع عن نية السفر‪ ،‬وإف كاف حبيث يسمعو أو بدا لو عن السفر أًب‪ ،‬ويستوي ُب ذلك اؼبسافر ُب‬
‫الرب والبحر‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬لو خرج إىل مسافة فردتو الريح‪ ،‬فإف بلغ ظباع اآلذاف أًب ‪ ،‬وإال قصر‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا عزـ على اإلقامة ُب غّب بلده عشرة أياـ‪ٍ ،‬ب خرج إىل ما دوف اؼبسافة فإف عزـ العود‬
‫واإلقامة أًب ذاىباً وُب البلد‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬من دخل ُب صالة بنية القصر‪ٍ ،‬ب َع َّن لو اإلقامة وعزـ على اإلقامة أًب‪ .‬ولو نوى‬
‫اإلقامة عشراً ودخل ُب صالتو‪ ،‬فعن لو السفر وعزـ على السفر يرجع إىل التقصّب‪ .‬ولو جدد العزـ‬
‫على السفر بعد الفراغ من صالتو التماـ عاد إىل القصر‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬االعتبار ُب القضاء حباؿ فوات الصالة‪ ،‬ال حباؿ وجوهبا ‪ ،‬فإذا فاتت قصراً قضيت‬
‫كذلك‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا نوى اؼبسافة وخفي عليو األذاف وقصر‪ ،‬فبدا لو مل يعد صالتو‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬إذا دخل وقت نافلة الزواؿ فلم يصل وسافر استحب لو قضاؤىا ولو ُب السفر‪.‬‬

‫***‬
‫كتاب الصياـ‬
‫والنظر ُب‪ :‬أركانو‪ ،‬وأقسامو‪ ،‬ولواحقو‪.‬‬

‫وأركانو أربعة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬الصياـ‬

‫وىو الكف عن اؼبفطرات مع النية‪ ،‬ويكفي ُب رمضاف وغّبه أف ينوي صيامو متقرباً إىل ا﵁‪.‬‬
‫ولو نسيها ليالً جددىا هناراً ما بينو وبْب الزواؿ‪ .‬فلو زالت الشمس فات ؿبلها واجباً كاف الصياـ أو‬
‫ندباً‪ ،‬وىبتص رمضاف جبواز تقدًن النية عليو‪ .‬ولو سها عند دخولو فصاـ كانت النية األوىل كافية‪.‬‬
‫وكذا هبزي نية واحدة لصياـ الشهر كلو‪.‬‬

‫وال يقع ُب رمضاف صياـ غّبه‪ ،‬ولو نوى غّبه واجباً كاف أو ندباً أجزأ عن رمضاف دوف ما نواه‪.‬‬
‫وال هبوز أف يردد نيتو بْب الواجب والندب‪ ،‬بل البد من قصد أحدنبا تعييناً أو القربة اؼبطلقة‪ .‬ولو‬
‫قصد الوجوب (أي من رمضاف) آخر يوـ من شعباف مع الشك مل هبزئ عن أحدنبا‪ ،‬ولو نواه‬
‫مندوباً أجزأ عن رمضاف إذا انكشف إنو منو‪ .‬ولو صاـ على أنو إف كاف رمضاف كاف واجباً وإال كاف‬
‫مندوباً ال هبزي وعليو اإلعادة‪ .‬ولو أصبح بنية اإلفطار ٍب باف أنو من رمضاف جدد النية وأجزأ بو‪،‬‬
‫فإف كاف ذلك بعد الزواؿ أمسك وعليو القضاء‪.‬‬

‫فروع ثالثة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو نوى اإلفطار ُب يوـ رمضاف ‪ٍ ،‬ب جدد قبل الزواؿ صح صيامو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫الثاين‪ :‬لو عقد نية الصياـ ٍب نوى اإلفطار ومل يفطر ٍب جدد النية كاف صحيحاً‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬نية الصيب اؼبميز صحيحة‪ ،‬وصيامو شرعي‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ما يبسك عنو الصائم‬

‫وفيو مقاصد‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬هبب اإلمساؾ عن كل مأكوؿ معتاداً كاف كاػببز والفواكو‪ ،‬أو غّب معتاد كاغبصى‬
‫والربد‪ .‬وعن كل مشروب ولو مل يكن معتاداً كمياه األنوار وعصارة األشجار‪ .‬وعن اعبماع ُب القبل‬
‫وُب دبر اؼبرأة‪ ،‬ويفسد صياـ اؼبرأة ويفسد الصياـ بعمل اللواط اػببيث وبوطئ الدابة‪ .‬وعن الكذب‬
‫على ا﵁ وعلى رسولو‪ ،‬وعلى األئمة واؼبهديْب (عليهم السالـ)‪ ،‬ويفسد الصياـ بذلك‪ .‬وعن‬
‫اإلرسباس‪ ،‬ووبرـ ويفسد الصياـ بفعلو إذا كاف للهو‪ ،‬أما إذا كاف عملو ُب اإلرسباس أو أرسبس إلخراج‬
‫شيء من اؼباء فال وبرـ وصومو صحيح‪ .‬وإيصاؿ الغبار إىل اغبلق حراـ ويفسد الصياـ‪ ،‬وعن‬
‫التدخْب فهو يفسد الصياـ ال باعتباره غباراً غليظاً‪ .‬وعن البقاء على اعبنابة عامداً حٌب يطلع الفجر‬
‫من غّب ضرورة‪.‬‬

‫ولو أجنب فناـ غّب نا ٍو للغسل فطلع الفجر فسد الصياـ‪ ،‬ولو كاف نوى الغسل صح صيامو‪.‬‬
‫ولو انتبو ٍب ناـ ناوياً للغسل فأصبح نائماً فسد صيامو وعليو قضاؤه‪ .‬ولو استمُب أو ؼبس امرأة فأمُب‬
‫فسد صيامو‪ .‬ولو احتلم بعد نية الصياـ هناراً مل يفسد صيامو‪ ،‬وكذا لو نظر إىل امرأة فأمُب أو‬
‫استمع فأمُب‪ .‬واغبقنة باعبامد جائزة‪ ،‬وباؼبائع ؿبرمة ويفسد هبا الصياـ‪ ،‬واغبقنة بالعضلة والوريد ال‬
‫تفسد الصياـ إال اؼبغذي فإنو يفسد الصياـ‪.‬‬

‫مسألتاف‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬كل ما ذكرنا أنو يفسد الصياـ إمبا يفسده إذا وقع عمداً سواء كاف عاؼباً أو جاىالً‪ ،‬ولو‬
‫كاف سهواً مل يفسد سواء كاف الصياـ واجباً أو ندباً‪ ،‬وكذا لو أكره على اإلفطار‪ ،‬أو وجر ُب حلقو‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ :‬ال بأس دبص اػباًب‪ ،‬ومضغ الطعاـ للصيب‪ ،‬وزؽ الطائر‪ ،‬وذوؽ اؼبرؽ واالستنقاع ُب اؼباء‬
‫للرجاؿ‪ .‬ويستحب السواؾ للصالة بالرطب واليابس‪.‬‬

‫اؼبقصد الثاين‪ :‬فيما يَبتب على ذلك‪ ،‬وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ذبب مع القضاء الكفارة بأشياء ىي‪ :‬األكل والشرب اؼبعتاد وغّبه‪ ،‬واعبماع حٌب‬
‫تغيب اغبشفة ُب قبل اؼبرأة أو دبرىا‪ ،‬وتعمد البقاء على اعبنابة حٌب يطلع الفجر‪ ،‬وكذا لو ناـ غّب‬
‫نا ٍو للغسل حٌب طلع الفجر‪ ،‬واالستمناء‪ ،‬وإيصاؿ الغبار إىل اغبلق‪ ،‬والتدخْب‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬ال ذبب الكفارة إال ُب صياـ رمضاف‪ ،‬وقضاؤه بعد الزواؿ‪ ،‬والنذر اؼبعْب وُب صياـ‬
‫االعتكاؼ إذا وجب‪ ،‬وما عداه ال ذبب فيو الكفارة مثل‪ :‬صياـ الكفارات‪ ،‬والنذر غّب اؼبعْب‬
‫واؼبندوب وإف فسد الصياـ‪.‬‬

‫تفريع‪:‬‬

‫من أكل ناسياً فظن فساد صيامو فأفطر عامداً فسد صيامو وعليو القضاء‪ ،‬وال ذبب الكفارة‪.‬‬
‫ؼ فأفطر وجب‬ ‫ولو وجر ُب حلقو‪ ،‬أو أكره إكراىاً يرتفع معو االختيار مل يفسد صيامو‪ .‬ولو ُخ ّو َ‬
‫القضاء‪ ،‬وال كفارة‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬الكفارة ُب شهر رمضاف عتق رقبة‪ ،‬أو صياـ شهرين متتابعْب‪ ،‬أو إطعاـ ستْب مسكيناً‬
‫ـبّباً ُب ذلك‪ .‬وهبب باإلفطار با﵀رـ ثالث كفارات‪ ،‬وبا﵀لل كفارة‪ ،‬وإذا مل هبد الرقبة يدفع شبنها‬
‫لإلماـ‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا أفطر زماناً نذر صيامو على التعيْب كاف عليو القضاء‪ ،‬وكفارة كربى ـبّبة‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬الكذب على ا﵁ وعلى األئمة واؼبهديْب (عليهم السالـ) حراـ على الصائم وغّبه‬
‫وإف تأكد ُب الصائم‪ ،‬وهبب بو قضاء وكفارة‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬اإلرسباس اؼبفسد للصياـ ذبب بو كفارة وقضاء‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫السابعة‪ :‬ال بأس باغبقنة باعبامد‪ ،‬ووبرـ باؼبائع وهبب بو القضاء‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬من أجنب وناـ ناوياً للغسل‪ٍ ،‬ب انتبو ٍب ناـ كذلك‪ٍ ،‬ب انتبو وناـ ثالثة ناوياً حٌب طلع‬
‫الفجر ال تلزمو الكفارة‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬هبب القضاء ُب الصياـ الواجب اؼبتعْب بتسعة أشياء‪ :‬فعل اؼبفطر قبل مراعاة الفجر‬
‫مع القدرة‪ ،‬واإلفطار إخالداً إىل من أخربه أف الفجر مل يطلع مع القدرة على عرفانو ويكوف طالعاً‪،‬‬
‫وترؾ العمل بقوؿ اؼبخرب بطلوعو‪ ،‬واإلفطار لظنو كذبو‪ .‬وكذا اإلفطار تقليداً أف الليل دخل ٍب تبْب‬
‫فساد اػبرب‪ ،‬واإلفطار للظلمة اؼبونبة دخوؿ الليل‪ ،‬فلو غلب على ظنو مل يفطر‪ .‬وتعمد القيء‪ ،‬ولو‬
‫ذرعو مل يفطر‪ ،‬واغبقنة باؼبائع‪ ،‬ودخوؿ اؼباء إىل اغبلق للتربد دوف التمضمض بو للطهارة‪ ،‬ومعاودة‬
‫اعبنب النوـ ثانياً حٌب يطلع الفجر ناوياً للغسل‪ .‬ومن نظر إىل من وبرـ عليو نظرىا بشهوة فأمُب‬
‫عليو القضاء‪ ،‬ولو كانت ؿبللة (الزوجة) مل هبب‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو سبضمض متداوياً‪ ،‬أو طرح ُب فمو خرزاً‪ ،‬أو غّبه لغرض صحيح فسبق إىل حلقو مل‬
‫يفسد صيامو‪ ،‬ولو فعل ذلك عبثاً عليو القضاء‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ما ىبرج من بقايا الغذاء من بْب أسنانو وبرـ ابتالعو للصائم‪ ،‬فإف ابتلعو عمداً وجب‬
‫عليو القضاء والكفارة‪ ،‬وُب السهو ال شيء عليو‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬يفسد الصياـ ما يصل إىل اعبوؼ بغّب اغبلق عدا اغبقنة باؼبائع‪ ،‬وصب الدواء ُب‬
‫االحليل ال يفسد الصياـ‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬ال يفسد الصياـ بابتالع النخامة والبصاؽ ولو كاف عمداً ما مل ينفصل عن الفم‪ ،‬وما‬
‫ينزؿ من الفضالت من رأسو إذا اسَبسل وتعدى اغبلق من غّب قصد مل يفسد الصياـ‪ ،‬ولو تعمد‬
‫ابتالعو أفسد‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬ما لو طعم كالعلك يفسد الصياـ‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫السادس‪ :‬إذا طلع الفجر وُب فيو طعاـ لفظو‪ ،‬ولو ابتلعو فسد صيامو‪ ،‬وعليو مع القضاء‬
‫الكفارة‪.‬‬

‫السابع‪ :‬اؼبنفرد برؤية ىالؿ شهر رمضاف إذا أفطر وجب عليو القضاء والكفارة‪.‬‬

‫اؼبسألة العاشرة‪ :‬هبوز اعبماع حٌب يبقى لطلوع الفجر مقدار إيقاعو والغسل‪ ،‬ولو تيقن ضيق‬
‫الوقت فواقع فسد صيامو وعليو الكفارة‪ .‬ولو فعل ذلك ظاناً سعتو فإف كاف مع اؼبراعاة مل يكن عليو‬
‫شيء‪ ،‬وإف أنبلو فعليو القضاء‪.‬‬

‫اغبادية عشرة‪ :‬تتكرر الكفارة بتكرر اؼبوجب إذا كاف ُب يومْب من صياـ يتعلق بو الكفارة‪ ،‬وإف‬
‫كاف ُب يوـ واحد ال تتكرر سواء كاف من جنس واحد أو ـبتلفاً‪.‬‬

‫فرع‪ :‬من فعل ما هبب بو الكفارة ٍب سقط فرض الصياـ بسفر أو حيض وشبهو ال تسقط عنو‬
‫الكفارة‪.‬‬

‫الثانية عشرة‪ :‬من وطئ زوجتو ُب شهر رمضاف ونبا صائماف‪ ،‬مكرىاً ؽبا‪ ،‬كاف عليو كفارة‪ ،‬وال‬
‫كفارة عليها وال قضاء‪ .‬فإف طاوعتو فسد صيامهما‪ ،‬وعلى كل واحد منهما كفارة عن نفسو‪،‬‬
‫ويعزراف خبمسة وعشرين سوطاً‪ .‬و لو اكره أجنبية أي اغتصبها فصيامها صحيح وال كفارة عليها وال‬
‫قضاء‪ ،‬وعليو كفارة وقضاء‪ ،‬ويقتل‪.‬‬

‫الثالثة عشرة‪ :‬كل من وجب عليو شهراف متتابعاف‪ ،‬فعجز عن صيامهما صاـ شبانية عشر يوماً‪،‬‬
‫ولو عجز عن الصياـ أصالً استغفر ا﵁ فهو كفارتو‪.‬‬

‫الرابعة عشرة‪ :‬لو تربع متربع بالتكفّب عن من وجبت عليو الكفارة ال هبوز إال أف يعطيو اؼباؿ أو‬
‫الطعاـ ويكفر ىو عن نفسو‪ ،‬وهبوز أف يُ َك ّفر عن اؼبيت حٌب بالصياـ‪.‬‬

‫اؼبقصد الثالث‪ :‬فيما يكره للصائم‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪12‬‬

‫وىو تسعة أشياء‪ :‬مباشرة النساء تقبيالً وؼبساً ومالعبة‪ ،‬واالكتحاؿ دبا فيو صرب أو مسك‪،‬‬
‫وإخراج الدـ اؼبضعف‪ ،‬ودخوؿ اغبماـ كذلك‪ ،‬والسعوط دبا ال يتعدى اغبلق‪ ،‬وشم الرياحْب ويتأكد‬
‫ُب النرجس‪ ،‬واالحتقاف باعبامد‪ ،‬وبل الثوب على اعبسد‪ ،‬وجلوس اؼبرأة ُب اؼباء‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب الزماف الذي يصح فيو الصياـ‬

‫وىو النهار دوف الليل‪ .‬ولو نذر الصياـ ليالً مل ينعقد‪ ،‬وكذا لو ضمو إىل النهار‪ .‬وال يصح‬
‫صياـ العيدين‪ ،‬ولو نذر صيامهما مل ينعقد‪ ،‬ولو نذر يوماً معيناً فاتفق أحد العيدين مل يصح صيامو‪،‬‬
‫وال هبب قضاؤه واف كاف األفضل قضاءه‪ .‬وكذا البحث ُب أياـ التشريق ؼبن كاف دبُب‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬من يصح الصياـ منو‬

‫ىو العاقل اؼبؤمن‪ ،‬فال يصح صياـ الكافر (فال يصح صياـ الكافر بالرسوؿ أو األئمة أو‬
‫اؼبهديْب) وإف وجب عليو‪ .‬وال اجملنوف‪ ،‬ويصح من اؼبغمى عليو إذا سبقت منو النية‪ .‬ويصح صياـ‬
‫الصيب اؼب َميّز‪ ،‬والنائم إذا سبقت منو النية ولو استمر إىل الليل‪ .‬ولو مل يعقد صيامو بالنية مع وجوبو‪،‬‬
‫ُ‬
‫ٍب طلع الفجر عليو نائماً واستمر حٌب زالت الشمس فعليو القضاء‪ ،‬إال ُب رمضاف فتكفيو نية أوؿ‬
‫الشهر‪.‬‬

‫وال يصح صياـ اغبائض وال النفساء‪ ،‬سواء حصل العذر قبل الغروب‪ ،‬أو انقطع بعد الفجر‪.‬‬
‫ويصح من اؼبستحاضة إذا فعلت ما هبب عليها من االغساؿ أو الغسل‪ .‬وال يصح الصياـ الواجب‬
‫من مسافر يلزمو التقصّب‪ ،‬إال ثالثة أياـ ُب بدؿ اؽبدي‪ ،‬وشبانية عشر يوماً ُب بدؿ البدنة ؼبن أفاض‬
‫من عرفات قبل الغروب عامداً‪ ،‬والنذر اؼبشروط سفراً وحضراً‪ .‬ويصح صياـ اؼبسافر مندوباً إال ُب‬
‫رمضاف‪ ،‬ويصح كل ذلك فبن لو حكم اؼبقيم‪.‬‬

‫وال يصح من اعبنب إذا ترؾ الغسل عامداً مع القدرة حٌب يطلع الفجر‪ .‬ولو استيقظ جنباً بعد‬
‫الفجر مل ينعقد صيامو قضاء عن رمضاف ال ندباً‪ ،‬وإف كاف ُب رمضاف فصيامو صحيح‪ ،‬وكذا ُب‬
‫النذر اؼبعْب‪ .‬ويصح من اؼبريض ما مل يستضر بو‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫مسألتاف‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬البلوغ الذي هبب معو العبادات‪ :‬االحتالـ‪ ،‬أو اإلنبات‪ ،‬أو إسباـ أربعة عشر سنة‬
‫والدخوؿ ُب اػبامسة عشر ُب الرجاؿ‪ ،‬وتسع والدخوؿ ُب العاشرة ُب النساء‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬يبرف الصيب والصبية على الصياـ قبل البلوغ‪ ،‬ويشدد عليهما لسبع مع الطاقة‪.‬‬

‫النظر الثاين‪ُ :‬ب أقسامو‬

‫وىي أربع‪ :‬واجب‪ ،‬وندب‪ ،‬ومكروه‪ ،‬وؿبظور‪.‬‬

‫والواجب ستة‪ :‬صياـ شهر رمضاف‪ ،‬والكفارات‪ ،‬ودـ اؼبتعة (حج التمتع)‪ ،‬والنذر وما ُب معناه‪،‬‬
‫واالعتكاؼ على وجو‪ ،‬وقضاء الواجب‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب شهر رمضاف‬

‫والكالـ ُب‪ :‬عالمتو‪ ،‬وشروطو‪ ،‬وأحكامو‪.‬‬

‫أما األوؿ‪:‬‬

‫فيعلم الشهر برؤية اؽبالؿ‪ ،‬فمن رآه وجب عليو الصياـ ولو انفرد برؤيتو‪ ،‬وكذا لو شهد فردت‬
‫شهادتو‪ ،‬وكذا يفطر لو انفرد هبالؿ شواؿ‪ .‬ومن مل يره ال هبب عليو الصياـ إال أف يبضي من شعباف‬
‫ثالثوف يوماً‪ ،‬أو رؤي رؤية شائعة‪ ،‬فإف مل يتفق ذلك وشهد شاىداف تقبل شهادهتما سواء كانا من‬
‫البلد أو خارجو‪ .‬وإذا رؤي ُب البالد اؼبتقاربة كالكوفة وبغداد وجب الصياـ على ساكنيهما أصبع‪،‬‬
‫وكذا اؼبتباعدة كالعراؽ وخراساف‪ .‬وإذا ثبت رؤية اؽبالؿ ُب بلد ثبتت ُب كل البالد الٍب ال زبتلف عنو‬
‫ُب الوقت أكثر من ربع الليل والنهار أي ست ساعات‪ .‬ويثبت بشهادة النساء‪ ،‬وال يثبت بشهادة‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫الواحد‪ .‬وال اعتبار باعبدوؿ‪ ،‬وال بالعد‪ ،‬وال بغيبوبة اؽبالؿ بعد الشفق‪ ،‬وال بٕرؤيتو يوـ الثالثْب‬
‫قبل الزواؿ‪ ،‬وال بتطوقو وال بعد طبسة أياـ من أوؿ اؽبالؿ ُب اؼباضية‪.‬‬

‫ويستحب صياـ الثالثْب من شعباف بنية الندب‪ ،‬فإف انكشف من الشهر أجزأ‪ .‬ولو صامو بنية‬
‫رمضاف ألمارة هبزيو‪ ،‬وإف أفطر فأىل شواؿ ليلة التاسع والعشرين من ىالؿ رمضاف قضاه‪ .‬وكذا لو‬
‫قامت بينة برؤية ليلة الثالثْب من شعباف‪ .‬وكل شهر يشتبو رؤيتو يعد ما قبلو ثالثْب‪ .‬ولو غمت‬
‫شهور السنة عد شهر رمضاف ثالثْب‪ ،‬وكذا ذي القعدة وذي اغبجة ورجب وباقي الشهور بْب‬
‫ثالثْب وتسع وعشرين‪.‬‬

‫ومن كاف حبيث ال يعلم الشهر كاألسّب وا﵀بوس صاـ شهراً تغليباً‪ ،‬فإف استمر االشتباه فهو‬
‫برئ‪ ،‬وإف اتفق ُب شهر رمضاف أو بعده أجزأه‪ ،‬وإف كاف قبلو قضاه‪.‬‬

‫ووقت اإلمساؾ طلوع الفجر الثاين‪ ،‬ووقت اإلفطار غروب الشمس‪ ،‬وحده سقوط القرص‪،‬‬
‫واألفضل االنتظار إىل ذىاب اغبمرة من اؼبشرؽ لالطمئناف والتأكد من سقوط القرص‪ .‬ويستحب‬
‫تأخّب اإلفطار حٌب يصلي اؼبغرب‪ ،‬وخّب الدعاء دعاء الصائم ُب صالة اؼبغرب قبل أف يفطر‪ ،‬إال إف‬
‫تنازعو نفسو‪ ،‬أو يكوف من يتوقعو لإلفطار‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب الشروط‬

‫وىي قسماف‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬ما باعتباره هبب الصياـ‪ ،‬وىو سبعة‪ :‬البلوغ‪ ،‬وكماؿ العقل‪ :‬فال هبب على الصيب‪ ،‬وال‬
‫على اجملنوف إال أف يكمال قبل طلوع الفجر‪ .‬ولو كمال بعد طلوعو مل هبب‪ ،‬وكذا اؼبغمى عليو‪.‬‬

‫والصحة من اؼبرض‪ :‬فإف برئ قبل الزواؿ ومل يتناوؿ وجب الصياـ‪ ،‬وإف كاف تناوؿ أو كاف برؤه‬
‫بعد الزواؿ أمسك استحباباً‪ ،‬ولزمو القضاء‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫واإلقامة أو حكمها‪ :‬فال هبب على اؼبسافر وال يصح منو‪ ،‬بل يلزمو القضاء‪ ،‬ولو صاـ مل هبزه‬
‫مع العلم‪ ،‬وهبزيو مع اعبهل‪ .‬ولو حضر بلده أو بلداً يعزـ فيو اإلقامة عشرة أياـ كاف حكمو حكم‬
‫برئ اؼبريض ُب الوجوب وعدمو‪ .‬وُب حكم اإلقامة كثرة السفر كاؼبكاري واؼبالح وشبههما‪.‬‬

‫واػبلو من اغبيض والنفاس‪ :‬فال هبب عليهما وال يصح منهما وعليهما القضاء‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ما باعتباره هبب القضاء‪ ،‬وىو ثالثة شروط‪ :‬البلوغ‪ ،‬وكماؿ العقل‪ ،‬واإليباف‪ .‬فال هبب‬
‫على الصيب القضاء إال اليوـ الذي بلغ فيو قبل طلوع فجره‪ ،‬وكذا اجملنوف والكافر وإف وجب عليو‪،‬‬
‫لكن ال هبب القضاء إال ما أدرؾ فجره مسلماً‪ .‬ولو أسلم ُب أثناء اليوـ أمسك استحباباً‪ ،‬وعليو‬
‫صياـ ما يستقبلو وجوباً‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬ما يلحقو من األحكاـ‬

‫من فاتو شهر رمضاف‪ ،‬أو شيء منو لصغر أو جنوف أو كفر أصلي فال قضاء عليو‪ ،‬وكذا إف‬
‫فاتو إلغماء‪ .‬وهبب القضاء على اؼبرتد سواء كاف عن فطرة أو عن كفر ‪ ،‬واغبائض والنفساء‪ ،‬وكل‬
‫تارؾ لو بعد وجوبو عليو‪ ،‬إذا مل يقم مقامو غّبه‪ .‬ويستحب اؼبواالة ُب القضاء وهبوز أف يفرؽ‪.‬‬

‫وُب ىذا الباب مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من فاتو شهر رمضاف أو بعضو ؼبرض‪ ،‬فإف مات ُب مرضو مل يقض عنو وجوباً‪،‬‬
‫ويستحب‪ .‬وإف استمر بو اؼبرض إىل رمضاف آخر سقط عنو قضاؤه‪ ،‬وك ّفر عن كل يوـ من السلف‬
‫دبد (ٗ‪ٖ/‬كغم) من الطعاـ‪ ،‬وإف برئ بينهما وأخره عازماً على القضاء قضاه وال كفارة‪ ،‬وإف تركو‬
‫هتاوناً قضاه وك ّفر عن كل يوـ من السالف دبد من الطعاـ‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬هبب على الويل (الولد األكرب) أف يقضي ما فات اؼبيت من صياـ واجب رمضاف كاف‬
‫أو غّبه‪ ،‬سواء فات ؼبرض أو غّبه‪ .‬وال يقضي الويل إال ما سبكن اؼبيت من قضائو وأنبلو‪ ،‬إال ما‬
‫يفوت بالسفر‪ ،‬فإنو يقضي ولو مات مسافراً‪ .‬والويل ىو أكرب أوالده الذكور‪ ،‬ولو كاف األكرب أنثى مل‬
‫هبب عليها القضاء‪ .‬ولو كاف لو ولياف أو أولياء متساووف ُب السن (حٌب اللحظة) تساووا ُب‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫القضاء‪ ،‬ولو تربع بالقضاء بعض سقط‪ .‬ويقضي عن اؼبرأة (األـ) ما فاهتا الولد األكرب‪ .‬ويستحب‬
‫لألبناء والبنات قضاء ما ُب ذمة الوالدين‪ ،‬وىو من الرب بالوالدين بل ىو خّب الرب وإنبالو من العقوؽ‬
‫ا﵀رـ‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا مل يكن لو ويل أو كاف األكرب أنثى سقط القضاء‪ ،‬ويتصدؽ عنو عن كل يوـ دبد‬
‫من تركتو‪ .‬ولو كاف عليو شهراف متتابعاف صاـ الويل شهراً‪ ،‬وتصدؽ من ماؿ اؼبيت عن شهر‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬القاضي لشهر رمضاف ال وبرـ عليو اإلفطار قبل الزواؿ لعذر وغّبه‪ ،‬ووبرـ بعده‪ ،‬وهبب‬
‫معو الكفارة وىي إطعاـ عشرة مساكْب‪ ،‬لكل مسكْب مد من طعاـ‪ ،‬فإف مل يبكنو صاـ ثالثة أياـ‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا نسي غسل اعبنابة ومر عليو أياـ أو الشهر كلو‪ ،‬فصيامو صحيح ويقضي الصالة‬
‫حسب‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا أصبح يوـ الثالثْب من شهر رمضاف صائماً‪ ،‬وثبت الرؤية ُب اؼباضية أفطر وصلى‬
‫العيد‪ ،‬وإف كاف بعد الزواؿ فقد فاتت الصالة‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب صياـ الكفارات‬

‫وينقسم على أربعة أقساـ‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬ما هبب فيو الصياـ مع غّبه‪ ،‬وىو كفارة قتل العمد‪ ،‬فإف خصاؽبا الثالث ذبب صبيعاً‪،‬‬
‫ويلحق بذلك من أفطر على ؿبرـ ُب شهر رمضاف عامداً‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ما هبب الصياـ فيو بعد العجز عن غّبه‪ ،‬وىو ستة‪ :‬صياـ كفارة قتل اػبطأ‪ ،‬والظهار‪،‬‬
‫واإلفطار ُب قضاء شهر رمضاف بعد الزواؿ‪ ،‬وكفارة اليمْب‪ ،‬واإلفاضة من عرفات عامداً قبل الغروب‪،‬‬
‫وكفارة جزاء الصيد‪ .‬ويلحق هبذه كفارة شق الرجل ثوبو على زوجتو أو ولده‪ ،‬وكفارة خدش اؼبرأة‬
‫وجهها ونتفها شعر رأسها‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثالث‪ :‬ما يكوف الصائم ـبّباً فيو بينو وبْب غّبه‪ ،‬وىو طبسة‪ :‬صياـ كفارة من أفطر ُب يوـ من‬
‫شهر رمضاف عامداً‪ ،‬وكفارة خلف النذر والعهد‪ ،‬واالعتكاؼ الواجب‪ ،‬وكفارة حلق الرأس ُب حاؿ‬
‫اإلحراـ‪ .‬ويلحق بذلك كفارة جز اؼبرأة شعر رأسها ُب اؼبصاب‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬ما هبب مرتباً على غّبه ـبّباً بينو وبْب غّبه‪ ،‬وىو كفارة الواطئ أمتو ا﵀رمة بإذنو‪.‬‬

‫وكل صياـ يلزـ فيو التتابع إال أربعة‪ :‬صياـ النذر اجملرد عن التتابع‪ ،‬وما ُب معناه من يبْب أو‬
‫عهد‪ ،‬وصياـ القضاء‪ ،‬وصياـ جزاء الصيد‪ ،‬والسبعة ُب بدؿ اؽبدي‪ .‬وكل ما يشَبط فيو التتابع إذا‬
‫أفطر ُب أثنائو لعذر بُب عند زوالو‪ ،‬وإف أفطر لغّب عذر استأنف‪ ،‬إال ثالثة مواضع‪ :‬من وجب عليو‬
‫صياـ شهرين متتابعْب فصاـ شهراً ومن الثاين شيئاً ولو يوماً بُب‪ ،‬ولو كاف قبل ذلك استأنف‪ .‬ومن‬
‫وجب عليو صياـ شهر متتابع بنذر فصاـ طبسة عشر يوماً ٍب أفطر مل يبطل صيامو وبُب عليو‪ ،‬ولو‬
‫كاف قبل ذلك استأنف‪.‬‬

‫وُب صياـ ثالثة أياـ عن اؽبدي إف صاـ يوـ الَبوية وعرفة‪ٍ ،‬ب أفطر يوـ النحر جاز أف يبِب بعد‬
‫انقضاء أياـ التشريق‪ ،‬ولو كاف أقل من ذلك استأنف‪ .‬وكذا لو فصل بْب اليومْب والثالث بإفطار غّب‬
‫العيد استأنف أيضاً‪ .‬ويلحق بو من وجب عليو صياـ شهر ُب كفارة قتل اػبطأ أو الظهار لكونو‬
‫فبلوكاً‪ .‬وكل من وجب عليو صياـ متتابع ال هبوز أف يبتدئ زماناً ال يسلم فيو‪ ،‬فمن وجب عليو‬
‫شهراف متتابعاف ال يصوـ شعباف‪ ،‬إال أف يصوـ قبلو ولو يوماً وال شواالً مع يوـ من ذي القعدة‬
‫ويقتصر‪ ،‬وكذا اغبكم ُب ذي اغبجة مع يوـ من آخر‪.‬‬

‫والندب من الصياـ‪:‬‬

‫قد ال ىبتص وقتاً كصياـ أياـ السنة‪ ،‬فإنو جنة من النار‪ .‬وقد ىبتص وقتاً ومنو‪ :‬صياـ ثالثة أياـ‬
‫من كل شهر‪ ،‬أوؿ طبيس منو‪ ،‬وآخر طبيس منو‪ ،‬وأوؿ أربعاء من العشر الثاين‪ .‬ومن أخرىا استحب‬
‫لو القضاء‪ ،‬وهبوز تأخّبىا اختياراً من الصيف إىل الشتاء‪ .‬وإف عجز استحب لو أف يتصدؽ عن كل‬
‫يوـ دبد من طعاـ‪ .‬وصياـ أياـ البيض‪ ،‬وىي الثالث عشر والرابع عشر واػبامس عشر‪ ،‬وصياـ يوـ‬
‫الغدير‪ ،‬وصياـ يوـ مولد النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) ويوـ مبعثو‪ ،‬ويوـ دحو األرض‪ ،‬وصياـ يوـ عرفة‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬

‫ؼبن مل يضعفو من الدعاء وربقق اؽبالؿ‪ ،‬وصياـ عاشوراء على وجو اغبزف‪ ،‬ويوـ اؼبباىلة‪ ،‬وصياـ يوـ‬
‫كل طبيس وكل صبعة‪ ،‬وأوؿ ذي اغبجة‪ ،‬وصياـ رجب‪ ،‬وصياـ شعباف‪.‬‬

‫ويستحب اإلمساؾ تأديباً وإف مل يكن صياماً ُب سبعة مواطن‪ :‬اؼبسافر إذا قدـ أىلو أو بلداً‬
‫يعزـ فيو اإلقامة عشراً فما زاد بعد الزواؿ أو قبلو وقد أفطر‪ ،‬وكذا اؼبريض إذا برئ‪ ،‬وسبسك اغبائض‬
‫والنفساء إذا طهرتا ُب أثناء النهار‪ ،‬والكافر إذا أسلم‪ ،‬والصيب إذا بلغ‪ ،‬واجملنوف إذا أفاؽ‪ ،‬وكذا‬
‫اؼبغمى عليو‪ .‬وال هبب صياـ النافلة بالدخوؿ فيو‪ ،‬ولو اإلفطار أي وقت شاء‪ .‬ويكره بعد الزواؿ‪.‬‬

‫واؼبكروىات أربعة‪:‬‬

‫صياـ عرفة ؼبن يضعفو عن الدعاء‪ ،‬ومع الشك ُب اؽبالؿ وصياـ النافلة ُب السفر‪ ،‬عدا ثالثة‬
‫أياـ ُب اؼبدينة للحاجة‪ ،‬وصياـ الضيف نافلة من غّب أذف مضيفو‪ .‬وكذا يكره صياـ الولد من غّب‬
‫إذف والده‪ ،‬والصياـ ندباً ؼبن دعي إىل طعاـ‪.‬‬

‫وا﵀ظورات تسعة‪:‬‬

‫صياـ العيدين‪ ،‬وأياـ التشريق ؼبن كاف دبُب‪ ،‬وصياـ يوـ الثالثْب من شعباف بنية الفرض‪ ،‬وصياـ‬
‫نذر اؼبعصية‪ ،‬وصياـ الصمت‪ ،‬وصياـ الوصاؿ‪ ،‬وىو أف ينوي صياـ يومْب مع ليلة بينهما‪ ،‬وصياـ‬
‫اؼبرأة ندباً بغّب إذف زوجها أو مع هنيو ؽبا‪ ،‬وكذا اؼبملوؾ‪ ،‬وصياـ الواجب سفراً عدا ما استثِب‪.‬‬

‫النظر الثالث‪ُ :‬ب اللواحق‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬اؼبرض الذي هبب معو اإلفطار ما ىباؼ بو الزيادة بالصياـ‪ ،‬ويبِب ُب ذلك على ما‬
‫يعلمو من نفسو أو يظنو ألمارة كقوؿ الطبيب العارؼ‪ ،‬ولو صاـ مع ربقق الضرر متكلفاً قضاه‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ :‬اؼبسافر إذا اجتمعت فيو شرائط القصر وجب‪ ،‬ولو صاـ عاؼباً بوجوبو قضاه‪ ،‬وإف كاف‬
‫جاىالً مل يقض‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬الشرائط اؼبعتربة ُب قصر الصالة معتربة ُب قصر الصياـ‪ ،‬ويكفي خروجو قبل الزواؿ‪،‬‬
‫وكل سفر هبب قصر الصالة فيو هبب قصر الصياـ‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬الذين يلزمهم إسباـ الصالة سفراً يلزمهم الصياـ‪ ،‬وىم الذين سفرىم أكثر من حضرىم‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬ال يفطر اؼبسافر حٌب ىبفى عليو آذاف مصره‪ ،‬فلو أفطر قبل ذلك كاف عليو مع‬
‫القضاء الكفارة‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬اؽبم والكبّبة وذو العطاش يفطروف ُب رمضاف ويتصدقوف عن كل يوـ دبد من طعاـ‪،‬‬
‫ٍب إف أمكن القضاء وجب وإال سقط‪ .‬وإف عجز الشيخ والشيخة سقط التكفّب‪ ،‬كما يسقط‬
‫الصياـ‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬اغبامل اؼبقرب‪ ،‬واؼبرضع القليلة اللنب هبوز ؽبما اإلفطار ُب رمضاف‪ ،‬وتقضياف مع‬
‫الصدقة عن كل يوـ دبد من طعاـ‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬من ناـ ُب رمضاف واستمر نومو‪ ،‬فإف كاف نوى الصياـ فال قضاء عليو وإف مل ينو فعليو‬
‫القضاء‪ .‬واجملنوف واؼبغمى عليو ال هبب على أحدنبا القضاء‪ ،‬سواء عرض ذلك أياماً أو بعض أياـ ‪،‬‬
‫وسواء سبقت منهما النية أو مل تسبق ‪ ،‬وسواء عوِب دبا يفطر أو مل يعاِب‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬من يسوغ لو اإلفطار ُب شهر رمضاف يكره لو التملي من الطعاـ والشراب‪ ،‬وكذا‬
‫اعبماع‪.‬‬

‫***‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪11‬‬
‫كتاب االعتكاؼ‬
‫والكالـ‪ :‬فيو‪ ،‬وُب أقسامو‪ ،‬وأحكامو‪.‬‬

‫االعتكاؼ‪ :‬ىو اللبث اؼبتطاوؿ للعبادة‪ ،‬وال يصح إال من مكلف مؤمن‪.‬‬

‫وشرائطو ستة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬النية‪ ،‬وهبب فيو نية القربة‪ٍ ،‬ب إف كاف منذوراً نواه واجباً وإف كاف مندوباً نوى الندب‪،‬‬
‫وإذا مضى لو يوماف وجب الثالث‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬الصياـ‪ ،‬فال يصح إال ُب زماف يصح فيو الصياـ فبن يصح منو‪ ،‬فإف اعتكف ُب العيدين‬
‫مل يصح‪ ،‬وكذا لو اعتكفت اغبائض والنفساء‪ .‬واؼبسافر يصح اعتكافو‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬ال يصح االعتكاؼ إال ثالثة أياـ‪ ،‬فمن نذر اعتكافاً مطلقاً وجب أف يأٌب بثالثة‪،‬‬
‫وكذا إذا وجب عليو قضاء يوـ من اعتكاؼ اعتكف ثالثة ليصح ذلك اليوـ‪ .‬ومن ابتدأ اعتكافاً‬
‫مندوباً كاف باػبيار ُب اؼبضي فيو وُب الرجوع‪ ،‬فإف اعتكف يومْب وجب الثالث‪ .‬وكذا لو اعتكف‬
‫ثالثاً ٍب اعتكف يومْب بعدىا وجب السادس‪ .‬ولو دخل ُب االعتكاؼ قبل العيد بيوـ أو يومْب مل‬
‫يصح‪ .‬ولو نذر اعتكاؼ ثالثة من دوف لياليها ال يصح‪ .‬وال هبب التوايل فيما نذره من الزيادة على‬
‫الثالثة‪ ،‬بل البد أف يعتكف ثالثة ثالثة فما زاد‪ ،‬إال أف يشَبط التتابع لفظاً أو معُب‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬اؼبكاف فال يصح إال ُب مسجد من اؼبساجد األربعة‪ :‬مسجد مكة‪ ،‬ومسجد النيب‬
‫(صلى ا﵁ عليو وآلو)‪ ،‬ومسجد اعبامع بالكوفة‪ ،‬ومسجد البصرة‪ ،‬أو مسجد صلى فيو نيب أو وصي‬
‫صباعة‪ ،‬وضابطو‪ :‬كل مسجد صبع فيو نيب أو وصي صباعة‪ .‬ويستوي ُب ذلك الرجل واؼبرأة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪222‬‬

‫اػبامس‪ :‬إذف من لو والية كاؼبوىل لعبده والزوج لزوجتو‪ .‬وإذا أذف من لو والية كاف لو اؼبنع قبل‬
‫الشروع وبعده ما مل يبض يوماف‪ ،‬أو يكونا واجباً بنذر وشبهو‪.‬‬

‫فرعاف‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬اؼبملوؾ إذا ىاياه مواله جاز لو االعتكاؼ ُب أيامو‪ ،‬وإف مل يأذف لو مواله‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬إذا أعتق ُب أثناء االعتكاؼ‪ ،‬مل يلزمو اؼبضي فيو‪ ،‬إال أف يكوف شرع فيو بإذف اؼبوىل‪.‬‬

‫السادس‪ :‬استدامة اللبث ُب اؼبسجد‪ :‬فلو خرج لغّب األسباب اؼببيحة‪ ،‬بطل اعتكافو طوعاً‬
‫خرج أو كرىاً‪ .‬فإف مل يبض ثالثة أياـ‪ ،‬بطل االعتكاؼ‪ .‬وإف مضت فهي صحيحة إىل حْب‬
‫خروجو‪ .‬ولو نذر اعتكاؼ أياـ معينة‪ٍ ،‬ب خرج قبل إكماؽبا يبطل اعبميع إف شرط التتابع‪،‬‬
‫ويستأنف‪ .‬وهبوز اػبروج لألمور الضرورية‪ .‬كقضاء اغباجة‪ ،‬واالغتساؿ‪ ،‬وشهادة اعبنازة‪ ،‬وعيادة‬
‫اؼبريض‪ ،‬وتشييع اؼبؤمن‪ ،‬وإقامة الشهادة‪ .‬وإذا خرج لشيء من ذلك مل هبز لو‪ :‬اعبلوس وال اؼبشي‬
‫ربت الظالؿ‪ ،‬وال الصالة خارج اؼبسجد إال دبكة‪ ،‬فإنو يصلي هبا أين شاء‪ .‬ولو خرج من اؼبسجد‬
‫ساىياً مل يبطل اعتكافو‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬إذا نذر اعتكاؼ شهر معْب ومل يشَبط التتابع‪ ،‬فاعتكف بعضا وأخل بالباقي‪ ،‬صح ما‬
‫فعل وقضى ما أنبل ولو تلفظ فيو بالتتابع أستأنف‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬إذا نذر اعتكاؼ شهر معْب ومل يعلم بو حٌب خرج كا﵀بوس والناسي قضاه‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إذا نذر اعتكاؼ أربعة أياـ‪ ،‬فأخل بيوـ قضاه‪ ،‬لكن يفتقر أف يضم إليو يومْب آخرين‬
‫ليصح اإلتياف بو‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬إذا نذر اعتكاؼ يوـ ال أزيد مل ينعقد‪ ،‬ولو نذر اعتكاؼ ثاين قدوـ زيد صح‪ ،‬ويضيف‬
‫إليو آخرين‪.‬‬
‫‪222‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وأما أقسامو‪:‬‬

‫فإنو ينقسم إىل‪ :‬واجب‪ ،‬وندب‪ .‬فالواجب ما وجب بنذر وشبهو واؼبندوب ما تربع بو‪.‬‬
‫فاألوؿ‪ :‬هبب بالشروع‪ ،‬والثاين‪ :‬ال هبب اؼبضي فيو حٌب يبضي يوماف‪ ،‬فيجب الثالث‪ .‬ولو شرط ُب‬
‫حاؿ نذره الرجوع إذا شاء كاف لو ذلك أي وقت شاء‪ ،‬وال قضاء‪ .‬ولو مل يشَبط وجب استئناؼ ما‬
‫نذره إذا قطعو‪.‬‬

‫وأما أحكامو‪ ،‬فقسماف‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬إمبا وبرـ على اؼبعتكف ستة‪ :‬النساء ؼبساً وتقبيالً وصباعاً‪ ،‬وشم الطيب واستدعاء اؼبِب‪،‬‬
‫والبيع والشراء‪ ،‬واؼبماراة‪ .‬وال وبرـ عليو لبس اؼبخيط‪ ،‬وال إزالة الشعر‪ ،‬وال أكل الصيد‪ ،‬وال عقد‬
‫النكاح‪ .‬وهبوز لو النظر ُب أمور معاشو واػبوض ُب اؼبباح‪ .‬وكل ما ذكرناه من ا﵀رمات عليو هناراً‬
‫وبرـ عليو ليالً عدا اإلفطار‪ .‬ومن مات قبل انقضاء االعتكاؼ الواجب هبب على الويل القياـ بو‪.‬‬

‫القسم الثاين‪ :‬فيما يفسده‪ ،‬وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬كل ما يفسد الصياـ يفسد االعتكاؼ كاعبماع واألكل والشرب واالستمناء‪ ،‬فمٌب‬
‫أفطر ُب اليوـ األوؿ والثاين مل هبب بو كفارة إال أف يكوف واجباً وإف أفطر ُب الثالث وجب الكفارة‪.‬‬
‫وهبب كفارة واحدة إف جامع ليالً‪ ،‬وكذا لو جامع هناراً ُب غّب رمضاف‪ ،‬ولو كاف فيو لزمو كفارتاف‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬االرتداد موجب للخروج من اؼبسجد‪ ،‬ويبطل االعتكاؼ‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا أكره امرأتو على اعبماع‪ ،‬ونبا معتكفاف هناراً ُب شهر رمضاف لزمو كفارتاف‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا طلقت اؼبعتكفة رجعية خرجت إىل منزؽبا‪ٍ ،‬ب قضت واجباً إف كاف واجباً أو مضى‬
‫يوماف‪ ،‬وإال ندباً‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا باع أو اشَبى يأٍب وال يبطل‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا اعتكف ثالثة متفرقة ال يصح‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪221‬‬
‫شرائع اإلسالـ‬

‫(اعبزء الثاين)‬

‫‪ ‬كتاب الزكاة‬
‫‪ ‬كتاب اػبمس‬
‫‪ ‬كتاب اغبج‬
‫‪ ‬كتاب العمرة‬
‫‪ ‬كتاب األمر باؼبعروؼ والنهي عن اؼبنكر‬
‫كتاب الزكاة‬
‫وفيو قسماف‪:‬‬

‫القسم األوؿ‪ُ :‬ب زكاة اؼباؿ‬

‫والنظر ُب‪ :‬من ذبب عليو‪ ،‬وما ذبب فيو‪ ،‬ومن تصرؼ إليو‪.‬‬

‫النظر األوؿ‪ :‬من ذبب عليو الزكاة‬

‫فتجب الزكاة على‪ :‬البالغ‪ ،‬العاقل‪ ،‬اغبر‪ ،‬اؼبالك‪ ،‬اؼبتمكن من التصرؼ‪ .‬فالطفل ال ذبب عليو‬
‫الزكاة‪ ،‬ولكنها ُب مالو غّب الذىب والفضة فبا هبب فيو الزكاة‪ ،‬فيجب على الويل إخراجها وإال‬
‫فيخرجها إذا بلغ‪ ،‬وكذا اجملنوف‪.‬‬

‫واؼبلك شرط ُب األجناس كلها‪ ،‬والبد أف يكوف تاماً‪ ،‬فلو وىب لو نصاب مل هبز ُب اغبوؿ إال‬
‫بعد القبض‪ ،‬وكذا إذا أوصى لو اعترب اغبوؿ بعد الوفاة والقبوؿ‪ .‬ولو اشَبى نصاباً جرى ُب اغبوؿ من‬
‫حْب العقد ال بعد الثالثة‪ ،‬وكذا لو شرط البائع أو نبا خياراً زائداً على الثالثة‪ .‬ولو استقرض ماالً‬
‫وعينو باقية جرى ُب اغبوؿ من حْب قبضو‪ ،‬وال هبري الغنيمة ُب اغبوؿ إال بعد القسمة‪ .‬ولو عزؿ‬
‫اإلماـ قسطاً جرى ُب اغبوؿ إف كاف صاحبو حاضراً‪ ،‬وإف كاف غائباً فعند وصولو إليو‪.‬‬

‫ولو نذر ُب أثناء اغبوؿ الصدقة بعْب النصاب انقطع اغبوؿ لتعينو للصدقة‪ .‬والتمكن من‬
‫التصرؼ معترب ُب األجناس كلها‪ .‬وإمكاف أداء الواجب إىل مستحقو معترب ُب الضماف ال ُب‬
‫الوجوب‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪221‬‬

‫وال ذبب الزكاة ُب‪ :‬اؼباؿ اؼبغصوب‪ ،‬وال الغائب إذا مل يكن ُب يد وكيلو أو وليو وال الرىن‪ ،‬وال‬
‫الوقف‪ ،‬وال الضاؿ‪ ،‬وال اؼباؿ اؼبفقود‪ ،‬فإف مضى عليو سنوف وعاد زكاه لسنتو استحباباً‪ ،‬وال القرض‬
‫حٌب يرجع إىل صاحبو‪ ،‬وال الدين حٌب يقبضو‪ ،‬فإف كاف تأخّبه من جهة صاحبو ذبب الزكاة على‬
‫مالكو‪ .‬والكافر ذبب عليو الزكاة‪ ،‬لكن ال يصح منو أداؤىا‪ ،‬فإذا تلفت ال هبب عليو ضماهنا وإف‬
‫أنبل‪ .‬واؼبسلم إذا مل يتمكن من إخراجها وتلفت مل يضمن‪ ،‬ولو سبكن وفرط ضمن‪ .‬واجملنوف والطفل‬
‫ال يضمناف إذا أنبل الويل‪.‬‬

‫النظر الثاين‪ُ :‬ب بياف ما ذبب فيو وما تستحب‬

‫ذبب الزكاة ُب األنعاـ الثالث‪ :‬اإلبل‪ ،‬والبقر‪ ،‬والغنم‪ .‬وُب‪ :‬الذىب‪ ،‬والفضة‪ ،‬والغالت األربع‪:‬‬
‫اغبنطة‪ ،‬والشعّب‪ ،‬والتمر‪ ،‬والزبيب واغببوب‪ .‬وذبب ُب ماؿ التجارة‪ ،‬وال ذبب فيما عدا ذلك‪.‬‬

‫وتستحب‪ُ :‬ب كل ما تنبت من األرض فبا يكاؿ أو يوزف‪ ،‬وُب اػبيل اإلناث‪ .‬وتسقط عما‬
‫عدا ذلك إال ما سنذكره‪ .‬وال زكاة ُب البغاؿ‪ ،‬واغبمّب‪ ،‬والرقيق‪ .‬ولو تولد حيواف بْب حيوانْب أحدنبا‬
‫زكوي‪ ،‬روعي ُب إغباقو بالزكوي إطالؽ اظبو‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب زكاة األنعاـ‬

‫والكالـ ُب‪ :‬الشرائط‪ ،‬والفريضة‪ ،‬واللواحق‪.‬‬

‫أما الشرائط‪ ،‬فأربعة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬اعتبار النصب‪ ،‬وىي ُب اإلبل إثنا عشر نصاباً طبسة كل واحد منهما طبس وفيو شاة‪،‬‬
‫فإذا بلغت ستاً وعشرين صارت كلها نصاباً وفيو بنت ـباض داخلة ُب السنة الثانية‪ٍ ،‬ب ست‬
‫وثالثوف وفيو بنت لبوف داخلة ُب السنة الثالثة‪ٍ ،‬ب ست وأربعوف وفيو حقة داخلة ُب السنة الرابعة‪،‬‬
‫ٍب إحدى وستوف وفيو جذعة داخلة ُب السنة اػبامسة‪ٍ ،‬ب ست وسبعوف وفيو بنتا لبوف‪ٍ ،‬ب إحدى‬
‫‪227‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وتسعوف وفيو حقتاف‪ ،‬فإذا بلغت مائة وإحدى وعشرين فأربعوف أو طبسوف أو منهما‪ ،‬وُب األربعْب‬
‫بنت لبوف وُب اػبمسْب حقة‪.‬‬

‫وُب البقر نصاباف‪ :‬ثالثوف‪ ،‬وأربعوف دائماً‪ .‬وُب الثالثْب تبيعة داخلة ُب السنة الثانية‪ ،‬وُب‬
‫األربعْب مسنة داخلة ُب السنة الثالثة‪.‬‬

‫وُب الغنم‪ :‬أربعوف وفيها شاة‪ٍ ،‬ب مائة وإحدى وعشروف وفيها شاتاف‪ٍ ،‬ب مائتاف وواحدة وفيها‬
‫ثالث شياه‪ٍ ،‬ب ثالشبائة وواحدة فيها أربعة شياه‪ ،‬وىكذا كلما زادت مائة زادت شاة ففي أربع مائة‬
‫وواحد طبس شياه‪ .‬والفريضة ذبب ُب كل نصاب من نصب ىذه األجناس‪ ،‬وما بْب النصابْب ال‬
‫هبب فيو شيء‪.‬‬

‫وقد جرت العادة بتسمية ما ال يتعلق بو الفريضة من اإلبل شنقاً‪ ،‬ومن البقر وقصاً‪ ،‬ومن الغنم‬
‫عفواً‪ ،‬ومعناه ُب الكل واحد‪ .‬فالتسع من اإلبل نصاب وشنق‪ ،‬فالنصاب طبس والشنق أربع دبعُب أنو‬
‫ال يسقط من الفريضة شيء ولو تلفت األربع‪ .‬وكذا التسعة والثالثوف من البقر نصاب ووقص‪،‬‬
‫فالفريضة ُب الثالثْب والزائد وقص حٌب تبلغ أربعْب‪ .‬وكذا مائة وعشروف من الغنم نصاهبا أربعوف‪،‬‬
‫والفريضة فيو وعفوىا ما زاد‪ ،‬حٌب تبلغ مائة وإحدى وعشرين‪ .‬وكذا ما بْب النصب الٍب عددناىا‪.‬‬
‫وال يضم ماؿ إنساف إىل غّبه وإف اجتمعت شرائط اػبلط وكانا ُب مكاف واحد‪ ،‬بل يعترب ُب ماؿ‬
‫كل واحد منهما بلوغ النصاب‪ .‬وال يفرؽ بْب مايل اؼبالك الواحد ولو تباعد مكاهنما‪.‬‬

‫الشرط الثاين‪ :‬السوـ‪ ،‬فال ذبب الزكاة ُب اؼبعلوفة‪ ،‬وُب السخاؿ إال إذا استغنت عن األمهات‬
‫بالرعي‪ .‬والبد من استمرار السوـ شبانية أشهر ُب اغبوؿ‪ ،‬ويكفي إسباـ السابع والدخوؿ ُب الثامن‪،‬‬
‫فلو علفها أكثر من أربعة أشهر استأنف اغبوؿ عند استئناؼ السوـ‪ .‬وكذا لو منع السائمة مانع‬
‫كالثلج‪ ،‬فعلفها اؼبالك أو غّبه بإذنو أو بغّب إذنو أكثر من أربعة أشهر خالؿ اغبوؿ‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬اغبوؿ‪ ،‬وىو معترب ُب اغبيواف‪ ،‬وماؿ التجارة‪ ،‬والذىب والفضة فبا ذبب فيو‪.‬‬
‫واػبيل فبا يستحب فيو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪221‬‬

‫وحده أف يبضي لو أحد عشر شهراً‪ٍ ،‬ب يهل الثاين عشر‪ ،‬فعند ىاللو ذبب ولو مل يكمل أياـ‬
‫اغبوؿ‪ .‬ولو اختل أحد شروطها ُب أثناء اغبوؿ بطل اغبوؿ‪ ،‬مثل‪ :‬إف نقصت عن النصاب فأسبها‪ ،‬أو‬
‫عاوضها دبثلها أو جبنسها‪ ،‬وإذا فعل ذلك فراراً وجبت الزكاة‪ .‬وال تعد السخاؿ مع األمهات‪ ،‬بل‬
‫لكل منهما حوؿ على انفراده‪ .‬ولو حاؿ اغبوؿ فتلف من النصاب شيء‪ ،‬فإف فرط اؼبالك ضمن‪،‬‬
‫وإف مل يكن فرط سقط من الفريضة بنسبة التالف من النصاب‪ .‬وإذا ارتد اؼبسلم قبل اغبوؿ مل ذبب‬
‫الزكاة واستأنف ورثتو اغبوؿ‪ ،‬وإف كاف بعده وجبت‪ ،‬وإف مل يكن عن فطرة مل ينقطع اغبوؿ‪ ،‬ووجبت‬
‫الزكاة عند سباـ اغبوؿ ما داـ باقياً‪.‬‬

‫الشرط الرابع‪ :‬أف ال تكوف عوامل‪ ،‬فإنو ليس ُب العوامل زكاة‪ ،‬ولو كانت سائمة‪.‬‬

‫وأما الفريضة‪ ،‬فيقف بياهنا على مقاصد‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬الفريضة ُب اإلبل شاة ُب كل طبسة حٌب تبلغ طبساً وعشرين‪ ،‬فإف زادت واحدة كانت‬
‫فيها بنت ـباض‪ ،‬فإذا زادت عشراً كاف فيها بنت لبوف‪ ،‬فإذا زادت عشراً أخرى كاف فيها حقة‪ ،‬فإذا‬
‫زادت طبس عشرة كاف فيها جذعة فإذا زادت طبس عشرة أخرى كاف فيها بنتا لبوف‪ ،‬فإذا زادت‬
‫طبس عشرة أيضاً كاف فيها حقتاف‪ ،‬فإذا بلغت مائة وإحدى وعشرين طرح ذلك‪ ،‬وكاف ُب كل‬
‫طبسْب حقة وُب كل أربعْب بنت لبوف‪.‬‬

‫ولو أمكن ُب كل عدد فرض كل واحد من األمرين كاف اؼبالك باػبيار ُب إخراج أيهما شاء‪،‬‬
‫وُب كل ثالثْب من البقر تبيع أو تبيعة‪ ،‬وُب كل أربعْب مسنة‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب األبداؿ‬

‫من وجبت عليو بنت ـباض وليست عنده أجزأه ابن لبوف ذكر‪ ،‬ولو مل يكونا عنده كاف ـبّباً‬
‫ُب ابتياع أيهما شاء‪ .‬ومن وجبت عليو سن وليست عنده وعنده أعلى منها بسن دفعها وأخذ‬
‫شاتْب أو عشرين درنباً أو الفرؽ بينهما‪ ،‬وإف كاف ما عنده أخفض منها بسن دفع معها شاتْب أو‬
‫عشرين درنباً أو الفرؽ بينهما‪ ،‬واػبيار ُب ذلك إليو ال إىل العامل‪ ،‬سواء كانت القيمة السوقية‬
‫مساوية لذلك أو ناقصة عنو أو زائدة عليو‪ .‬ولو تفاوتت األسناف بأزيد من درجة واحدة مل‬
‫‪221‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫يتضاعف التقدير الشرعي‪ ،‬ورجع ُب التقاص إىل القيمة السوقية‪ ،‬وكذا ما فوؽ اعبذع من األسناف‪،‬‬
‫وكذا ما عدا أسناف اإلبل‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب أسناف الفرائض‬

‫بنت اؼبخاض‪ :‬ىي الٍب ؽبا سنة ودخلت ُب الثانية‪ ،‬أي أمها ماخض أي حامل‪.‬‬

‫وبنت اللبوف‪ :‬ىي الٍب ؽبا سنتاف ودخلت ُب الثالثة‪ ،‬أي أمها ذات لنب‪.‬‬

‫واغبقة‪ :‬ىي الٍب ؽبا ثالث سنْب ودخلت ُب الرابعة فاستحقت أف يطرقها الفحل أو وبمل‬
‫عليها‪.‬‬

‫واعبذعة‪ :‬ىي الٍب ؽبا أربع ودخلت ُب اػبامسة وىي أعلى األسناف اؼبأخوذة ُب الزكاة‪.‬‬

‫والتبيع‪ :‬ىو الذي ًب لو حوؿ‪ ،‬وظبي بذلك ألنو يتبع أمو ُب الرعي‪.‬‬

‫واؼبسنة‪ :‬ىي الثنية الٍب كملت ؽبا سنتاف ودخلت ُب الثالثة‪.‬‬

‫وهبوز أف ىبرج من غّب جنس الفريضة بالقيمة السوقية‪ ،‬ومن العْب أفضل‪ ،‬وكذا ُب سائر‬
‫األجناس‪.‬‬

‫والشاة الٍب تؤخذ ُب الزكاة أقلو اعبذع (أكمل ستة أشهر) من الضاف‪ ،‬أو الثِب (دخل ُب‬
‫الثانية) من اؼبعز‪ ،‬وال تؤخذ اؼبريضة وال اؽبرمة وال ذات العوار‪ .‬وليس للساعي التخيّب‪ ،‬فإف وقعت‬
‫اؼبشاحة يقرع حٌب يبقى السن الٍب ذبب عليو‪.‬‬

‫وأما اللواحق‪ ،‬فهي‪:‬‬

‫إف الزكاة ذبب ُب العْب ال ُب الذمة‪ ،‬فإذا سبكن من إيصاؽبا إىل مستحقها فلم يفعل فقد فرط‪،‬‬
‫فإف تلفت لزمو الضماف‪ .‬وكذا إف سبكن من إيصاؽبا إىل الساعي أو إىل اإلماـ‪.‬‬

‫ولو أمهر امرأة نصاباً وحاؿ عليو اغبوؿ ُب يدىا فطلقها قبل الدخوؿ وبعد اغبوؿ كاف لو‬
‫النصف موفراً‪ ،‬وعليها حق الفقراء‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪222‬‬

‫ولو ىلك النصف بتفريط‪ ،‬كاف للساعي أف يأخذ حقو من العْب ويرجع الزوج عليها بو‪ ،‬ألنو‬
‫مضموف عليها‪.‬‬

‫ولو كاف عنده نصاب فحاؿ عليو أحواؿ‪ ،‬فإف أخرج زكاتو ُب كل سنة من غّبه تكررت الزكاة‬
‫فيو‪ ،‬وإف مل ىبرج وجبت عليو زكاة حوؿ واحد‪.‬‬

‫ولو كاف عنده أكثر من نصاب كانت الفريضة ُب النصاب‪ ،‬وهبرب من الزائد‪ .‬وكذا ُب كل سنة‬
‫حٌب ينقص اؼباؿ عن النصاب‪ ،‬فلو كاف عنده ست وعشروف من اإلبل‪ ،‬ومضى عليها حوالف وجب‬
‫عليو بنت ـباض وطبس شياه‪ ،‬فإف مضى عليها ثالثة أحواؿ وجب عليو بنت ـباض وتسع شياه‪.‬‬

‫والنصاب اجملتمع من اؼبعز والضاف‪ ،‬وكذا من البقر واعباموس‪ ،‬وكذا من اإلبل العراب والبخاٌب‬
‫ذبب فيو الزكاة‪ ،‬واؼبالك باػبيار ُب إخراج الفريضة من أي الصنفْب شاء‪.‬‬

‫ولو قاؿ رب اؼباؿ‪ :‬مل وبل على مايل اغبوؿ‪ ،‬أو قد أخرجت ما وجب علي قبل منو ومل يكن‬
‫عليو بينة وال يبْب‪ ،‬ولو شهد عليو شاىداف قبال‪ .‬وإذا كاف للمالك أمواؿ متفرقة كاف لو من أيها شاء‬
‫إخراج الزكاة‪ .‬ولو كانت السن الواجبة ُب النصاب مريضة مل هبز أخذىا‪ ،‬وأخذ غّبىا بالقيمة‪ .‬ولو‬
‫كاف كلو مراضاً مل يكلف شراء صحيحة‪.‬‬

‫وال تؤخذ الرىب‪ :‬وىي الوالدة إىل طبسْب يوماً‪ ،‬وال األكولة‪ :‬وىي السمينة اؼبعدة لألكل‪ ،‬وال‬
‫فحل الضراب‪ .‬وهبوز أف يدفع من غّب غنم البلد وإف كاف دوف قيمة‪ ،‬وهبزي الذكر واألنثى‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب زكاة الذىب والفضة‬

‫وال ذبب الزكاة ُب الذىب حٌب يبلغ عشرين ديناراً (والدينار مثقاؿ ذىب عيار ‪ ،)ٔٛ‬ففيو‬
‫عشرة قراريط (أي ٘‪ٍ .)% ٕ.‬ب ليس ُب الزائد شيء حٌب يبلغ أربعة دنانّب ففيها قّباطاف (أي ٘‪ٕ.‬‬
‫‪ .)%‬وال زكاة فيما دوف عشرين مثقاالً وال فيما دوف أربعة دنانّب‪ٍ .‬ب كلما زاد اؼباؿ أربعة ففيها‬
‫قّباطاف (أي ٘‪ )% ٕ.‬بالغاً ما بلغ‪.‬‬
‫‪222‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وال زكاة ُب الفضة حٌب تبلغ مائٍب درىم‪ ،‬ففيها طبسة دراىم‪ٍ .‬ب كلما زادت أربعْب كاف فيها‬
‫درىم‪ .‬وليس فيما نقص عن األربعْب زكاة‪ ،‬كما ليس فيما نقص عن اؼبائتْب شيء‪ ،‬والدرىم (٘‪ٕ.‬‬
‫غراـ) فضة خالصة‪.‬‬

‫وال يشَبط وجوب الزكاة فيهما كوهنما مضروبْب دنانّب ودراىم منقوشْب بسكة اؼبعاملة‪ ،‬أو ما‬
‫كاف يتعامل هبما‪ ،‬بل يكفي االقتناء ؽبما لالدخار وإف كانا سبائك أو نقار أو ترب‪ .‬ويشرط حوؿ‬
‫اغبوؿ حٌب يكوف النصاب موجوداً فيو أصبع‪ ،‬فلو نقص ُب أثنائو‪ ،‬أو تبدلت أعياف النصاب بغّب‬
‫جنسو أو جبنسو مل ذبب الزكاة‪ .‬وكذا لو منع من التصرؼ فيو سواء كاف اؼبنع شرعياً كالوقف والرىن‪،‬‬
‫أو قهرياً كالغصب‪.‬‬

‫وال ذبب الزكاة ُب حلي الزينة إف كاف ؿبلالً كالسوار للمرأة وحلية السيف للرجل‪ ،‬وذبب إف‬
‫كاف ؿبرماً كاػبلخاؿ للرجل‪ ،‬وكاألواين اؼبتخذة من الذىب والفضة‪ ،‬وآالت اللهو لو عملت منهما‪.‬‬
‫ب َوالْ ِف َّ‬
‫ضةَ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ين يَكْنُزو َف الذ َى َ‬
‫َّ ِ‬
‫وإف ادخر الفضة أو الذىب ومل يزكها كاف من مصاديق ىذه اآلية‪َ ﴿ :‬والذ َ‬
‫اب أَلِي ٍم﴾ [التوبة‪.]ٖٗ :‬‬
‫وال يػْن ِف ُقونَػها ُِب سبِ ِيل اللَّ ِو فَػبشِّرُىم بِع َذ ٍ‬
‫َ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫وأما أحكامها‪ ،‬فمسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ال اعتبار باختالؼ الرغبة مع تساوي اعبوىرين‪ ،‬بل يضم بعضها إىل بعض‪ .‬وُب‬
‫اإلخراج إف تطوع باألرغب‪ ،‬وإال كاف لو اإلخراج من كل جنس بقسطو‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الدراىم اؼبغشوشة ال زكاة فيها حٌب تبلغ خالصها نصباً‪ٍ ،‬ب ال ىبرج اؼبغشوشة عن‬
‫اعبياد‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا كاف معو دراىم مغشوشة‪ ،‬فإف عرؼ قدر الفضة أخرج الزكاة عنها فضة خالصة‪،‬‬
‫وعن اعبملة منها‪ .‬وإف جعل ذلك وأخرج عن صبلتها من اعبياد احتياطاً جاز أيضاً‪ ،‬وإف ماكس ألزـ‬
‫تصفيتها ليعرؼ قدر الواجب‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪221‬‬

‫الرابعة‪ :‬ماؿ القرض إف تركو اؼبقَبض حبالو حوالً وجبت الزكاة عليو دوف اؼبقرض‪ ،‬ولو شرط‬
‫اؼبقَبض الزكاة على اؼبقرض ال يلزـ‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬من دفن ماالً وجهل موضعو‪ ،‬أو ورث ماالً ومل يصل إليو ومضى عليو أحواؿ ٍب وصل‬
‫إليو زكاه لسنتو استحباباً‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا ترؾ نفقة ألىلو فهي معرضة لإلتالؼ تسقط الزكاة عنها مع غيبة اؼبالك‪ ،‬وذبب‬
‫لو كاف حاضراً‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬ال ذبب الزكاة حٌب يبلغ كل جنس نصاباً‪ ،‬ولو قصر كل جنس أو بعضها مل هبرب‬
‫باعبنس اآلخر‪ ،‬كمن معو عشرة دنانّب ومائة درىم‪ ،‬أو أربعة من اإلبل وعشروف من البقر‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب زكاة الغالت‬

‫والنظر ُب اعبنس‪ ،‬والشروط‪ ،‬واللواحق‪.‬‬

‫أما األوؿ‪ :‬فال ذبب الزكاة فيما ىبرج من األرض‪ ،‬إال ُب األجناس األربعة‪ :‬اغبنطة والشعّب‬
‫والتمر والزبيب‪ ،‬وباقي اغببوب فبا يدخل اؼبكياؿ واؼبيزاف كالذرة واألرز والعدس واؼباش والدخن‬
‫والفاصوليا‪.‬‬

‫وأما الشروط‪ :‬فالنصاب وىو (ٓ٘‪ ٛ‬كيلو غراـ)‪ ،‬وما نقص فال زكاة فيو‪ ،‬وما زاد فيو الزكاة ولو‬
‫قل‪ .‬واغبد الذي تتعلق بو الزكاة من األجناس عند نضجها‪ .‬ووقت اإلخراج ُب الغلة إذا صفت‪ ،‬وُب‬
‫التمر بعد اخَبافو‪ ،‬وُب الزبيب بعد اقتطافو‪.‬‬

‫وال ذبب الزكاة ُب الغالت إال إذا ما ملكت بالزراعة‪ ،‬ال بغّبىا من األسباب كاالبتياع واؽببة‬
‫واؼبساوبة‪ ،‬ويزكي حاصل الزرع‪ٍ ،‬ب ال ذبب بعد ذلك فيو زكاة ولو بقي أحواالً‪ .‬وال ذبب الزكاة إال‬
‫بعد إخراج اؼبؤف كلها‪.‬‬

‫وأما اللواحق‪ ،‬فمسائل‪:‬‬


‫‪221‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫األوىل‪ :‬كل ما سقي سيحاً أو بعالً (بعرقو) أو عذياً (باؼبطر) ففيو العشر‪ ،‬وما سقي باآللة ففيو‬
‫نصف العشر‪ .‬وإف اجتمع فيو األمراف كاف اغبكم لألكثر‪ ،‬فإف تساويا أخذ من نصفو العشر‪ ،‬ومن‬
‫نصفو نصف العشر‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا كاف لبيل أو زروع ُب بالد متباعدة يدرؾ بعضها قبل بعض‪ ،‬ضممنا اعبميع وكاف‬
‫حكمها حكم الثمرة ُب اؼبوضع الواحد‪ ،‬فما أدرؾ وبلغ نصاباً أخذ منو‪ٍ ،‬ب يؤخذ من الباقْب قل أو‬
‫كثر‪ .‬وإف سبق ماالً يبلغ نصاباً تربصنا ُب وجوب الزكاة إدراؾ ما يكمل نصاباً سواء أطلع اعبميع‬
‫دفعة‪ ،‬أو أدرؾ دفعة‪ ،‬أو اختلف األمراف‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا كاف لو لبل تطلع مرة‪ ،‬وأخرى تطلع مرتْب يضم الثاين إىل األوؿ‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬ال هبزي أخذ الرطب عن التمر‪ ،‬وال العنب عن الزبيب‪ ،‬ولو أخذه الساعي وجف ٍب‬
‫نقص رجع بالنقصاف‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا مات اؼبالك وعليو دين‪ ،‬فظهرت الثمرة وبلغت نصاباً مل هبب على الوارث زكاهتا‪،‬‬
‫ولو قضي الدين وفضل منها النصاب مل ذبب الزكاة ألهنا على حكم ماؿ اؼبيت‪ ،‬ولو صارت سبراً‬
‫واؼبالك حي ٍب مات وجبت الزكاة وإف كاف دينو يستغرؽ تركتو‪ ،‬ولو ضاقت الَبكة عن الدين تقدـ‬
‫الزكاة‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا ملك لبالً قبل أف تنضج شبرتو فالزكاة عليو‪ ،‬وكذا إذا اشَبى شبرة قبل أف تنضج‪،‬‬
‫فإف ملك الثمرة بعد ذلك فالزكاة على اؼبملك‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬حكم ما ىبرج من األرض فبا يستحب فيو الزكاة حكم األجناس األربعة واغببوب ُب‬
‫قدر النصاب‪ ،‬وكيفية ما ىبرج منو‪ ،‬واعتبار السقي‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب ماؿ التجارة‬

‫والبحث فيو‪ ،‬وُب شروطو‪ ،‬وأحكامو‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪221‬‬

‫أما األوؿ‪ :‬فهو اؼباؿ الذي ملك بعقد معاوضة‪ ،‬وقصد بو االكتساب عند التملك فلو انتقل‬
‫إليو دبّباث أو ىبة مل يزكو‪ ،‬وكذا لو ملكو للقنية‪ ،‬وكذا لو اشَباه للتجارة ٍب نوى القنية‪.‬‬

‫وأما الشروط‪ ،‬فثالثة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬النصاب‪ ،‬ويعترب وجوده ُب اغبوؿ كلو‪ ،‬فلو نقص ُب أثناء اغبوؿ ولو يوماً سقط‬
‫الوجوب‪ ،‬ولو مضى عليو مدة يطلب فيها برأس اؼباؿ ٍب زاد كاف حوؿ األصل من حْب االبتياع‪،‬‬
‫وحوؿ الزيادة من حْب ظهورىا‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬أف يطلب االكتساب برأس اؼباؿ أو زيادة‪ ،‬فلو كاف رأس مالو مائة فيطلب بنقيصة ولو‬
‫حبة مل هبب‪ ،‬وإذا مضى عليو وىو على النقيصة أحواؿ زكاه لسنة واحدة استحباباً‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬اغبوؿ‪ ،‬والبد من وجود ما يعترب ُب الزكاة من أوؿ اغبوؿ إىل اآلخر‪ ،‬فلو نقص رأس‬
‫مالو أو نوى بو القنية انقطع اغبوؿ‪ .‬ولو كاف بيده نصاب بعض اغبوؿ فاشَبى بو متاعاً للتجارة‬
‫استأنف اغبوؿ‪ ،‬ولو كاف رأس اؼباؿ دوف النصاب استأنف عند بلوغو نصاباً فصاعداً‪.‬‬

‫وأما أحكامو‪ ،‬فمسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬زكاة التجارة تتعلق بقيمة اؼبتاع ال بعينو‪ ،‬ويقوـ بالدنانّب أو الدراىم‪.‬‬

‫تفريع‪ :‬إذا كانت السلعة تبلغ النصاب بأحد النقدين دوف اآلخر تعلقت هبا الزكاة غبصوؿ ما‬
‫يسمى نصاباً‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا ملك أحد النصب الزكاتية للتجارة‪ ،‬مثل أربعْب شاة أو ثالثْب بقرة سقطت زكاة‬
‫اؼباؿ ووجبت زكاة التجارة‪ ،‬وال ذبتمع الزكاتاف‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬لو عاوض أربعْب سائمة بأربعْب سائمة للتجارة سقط وجوب اؼبالية والتجارة‪ ،‬واستأنف‬
‫اغبوؿ فيهما‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا ظهر ُب ماؿ اؼبضاربة الربح كانت زكاة األصل على رب اؼباؿ النفراده دبلكو‪ ،‬وزكاة‬
‫الربح بينهما يضم حصة اؼبالك إىل مالو وىبرج منو الزكاة ألف رأس مالو نصاب‪ .‬وال هبب ُب حصة‬
‫‪221‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ينض اؼباؿ أي تفرز حصة الساعي عن حصة‬


‫وزبرج وإف مل َّ‬
‫الساعي الزكاة إال أف يكوف نصاباً‪ُ ،‬‬
‫اؼبالك إلخراج الزكاة‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬الدين ال يبنع من زكاة التجارة‪ ،‬ولو مل يكن للمالك وفاء إال منو‪ ،‬وكذا القوؿ ُب زكاة‬
‫اؼباؿ‪ ،‬ألهنا تتعلق بالعْب‪.‬‬

‫ٍب يلحق هبذا الفصل مسألتاف‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬العقار اؼبتخذة للنماء‪ ،‬ويستحب الزكاة ُب حاصلو‪ ،‬ولو بلغ نصاباً وحاؿ عليو اغبوؿ‬
‫وجبت الزكاة‪ .‬وال تستحب ُب اؼبساكن وال ُب الثياب وال اآلالت وال األمتعة اؼبتخذة للقنية‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬اػبيل إذا كانت إناثاً سائمة وحاؿ عليها اغبوؿ‪ ،‬ففي العتاؽ عن كل فرس ديناراف‪ ،‬وُب‬
‫الرباذين عن كل فرس دينار استحباباً‪.‬‬

‫النظر الثالث ‪ُ :‬ب من تصرؼ إليو ووقت التسليم والنية‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب من تصرؼ إليو‬

‫ووبصره أقساـ‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬أصناؼ اؼبستحقْب للزكاة‪ ،‬شبانية‪:‬‬

‫الفقراء واؼبساكْب‪ :‬والفقّب ىو الذي يبلك مؤنة ال تكفيو‪ ،‬واؼبسكْب الذي ال يبلك مؤنة‪ .‬ومن‬
‫يقدر على اكتساب ما يبوف بو نفسو وعيالو ال وبل لو أخذىا‪ ،‬ألنو كالغِب‪ ،‬وكذا ذو الصنعة‪ .‬ولو‬
‫قصرت عن كفايتو جاز أف يتناوؽبا‪ ،‬ويعطى ما يتم بو كفايتو‪ ،‬وليس ذلك شرطاً‪ .‬ومن ىذا الباب‬
‫ربل لصاحب الثالشبائة‪ ،‬وربرـ على صاحب اػبمسْب‪ ،‬اعتباراً بعجز األوؿ عن ربصيل الكفاية‬
‫وسبكن الثاين‪ .‬ويعطى الفقّب ولو كاف لو دار يسكنها‪ ،‬أو خادـ ىبدمو إذا كاف ال غناء لو عنهما‪،‬‬
‫أي مضطر للخادـ كاؼبعاؽ ال بعنواف الشأنية الٍب ابتدعها عبيد الشهوات‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪221‬‬

‫ولو ادعى الفقر‪ ،‬فإف عرؼ صدقو أو كذبو عومل دبا عرؼ منو‪ ،‬وإف جهل األمراف أعطي من‬
‫غّب يبْب‪ ،‬سواء كاف قوياً أو ضعيفاً‪ ،‬وكذا لو كاف لو أصل ماؿ وادعى تلفو‪.‬‬

‫وال هبب إعالـ الفقّب أف اؼبدفوع إليو زكاة‪ ،‬ولو كاف فبن يَبفع عنها وىو مستحق جاز صرفها‬
‫إليو على وجو الصلة‪ .‬ولو دفعها إليو على أنو فقّب فباف غنياً ارذبعت مع التمكن‪ ،‬وإف تعذر كانت‬
‫ثابتة ُب ذمة اآلخذ‪ .‬وال يلزـ الدافع ضماهنا سواء كاف الدافع اؼبالك‪ ،‬أو اإلماـ‪ ،‬أو الساعي‪ .‬وكذا‬
‫لو باف أف اؼبدفوع إليو كافر أو فاسق‪ ،‬أو فبن ذبب عليو نفقتو‪ ،‬أو ىامشي وكاف الدافع من غّب قبيلة‪.‬‬

‫والعاملوف‪ :‬وىم عماؿ الصدقات‪ ،‬وهبب أف تستكمل فيهم أربع صفات‪ :‬التكليف‪ ،‬واإليباف‪،‬‬
‫والعدالة‪ ،‬والفقو‪ .‬ولو اقتصر على ما وبتاج إليو منو ‪ -‬أي الفقو ‪ -‬جاز‪ ،‬وأف ال يكوف ىامشياً وإال‬
‫اقتصر على إعطائو من زكاة اؽبامشي‪ .‬وال اعتبار باغبرية‪ .‬واإلماـ باػبيار بْب أف يقرر لو جعالة‬
‫مقدرة‪ ،‬أو أجرة عن مدة مقررة‪.‬‬

‫واؼبؤلفة قلوهبم‪ :‬وىم الكفار واؼبنافقوف الذين يستمالوف إىل اعبهاد‪.‬‬

‫وُب الرقاب‪ :‬وىم ثالثة ‪ :‬اؼبكاتبوف‪ ،‬والعبيد الذين ربت الشدة‪ ،‬والعبد يشَبى ويعتق وإف مل‬
‫يكن ُب شدة‪ ،‬ولكن بشرط عدـ اؼبستحق‪.‬‬

‫وكذا من وجبت عليو كفارة ومل هبد فإنو يعتق عنو‪ ،‬واؼبكاتب إمبا يعطى من ىذا السهم إذا مل‬
‫يكن معو ما يصرفو ُب كتابتو‪ .‬ولو صرفو ُب غّبه واغباؿ ىذه جاز ارذباعو‪ .‬ولو دفع إليو من سهم‬
‫الفقراء مل يرذبع‪ .‬ولو ادعى أنو كوتب وصدقو مواله قبل‪ ،‬وال وبتاج بينة أو حلف‪.‬‬

‫والغارموف‪ :‬وىم الذين عليهم الديوف ُب غّب معصية وال يستطيعوف قضاءىا‪ ،‬فلو كاف ُب‬
‫معصية مل يقض عنو‪ .‬نعم‪ ،‬لو تاب صرؼ إليو من سهم الفقراء‪ ،‬وجاز أف يقضي ىو‪ ،‬ولو جهل ُب‬
‫ماذا أنفقو ال يبنع‪.‬‬

‫ولو كاف للمالك دين على الفقّب جاز أف يقاصو‪ ،‬وكذا لو كاف الغارـ ميتاً جاز أف يقضي عنو‬
‫وأف يقاص‪ .‬وكذا لو كاف الدين على من هبب نفقتو جاز أف يقضي عنو حياً أو ميتاً وأف يقاص‪.‬‬
‫‪227‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ولو صرؼ الغارـ ما ُدفِ َع إليو من سهم الغارمْب ُب غّب القضاء أُرذبع منو‪ ،‬ولو أدعى أف عليو ديناً‬
‫قُبِ َل منو إذا صدقو الغرًن‪ ،‬وكذا لو ذبردت دعواه عن التصديق واإلنكار‪.‬‬

‫وُب سبيل ا﵁‪ :‬وىو اعبهاد اؽبجومي والدفاعي‪ ،‬ويدخل فيو اؼبصاّب كبناء القناطر‪ ،‬واغبج‪،‬‬
‫ومساعدة الزائرين‪ ،‬وبناء اؼبساجد‪ .‬والغازي يعطى وإف كاف غنياً قدر كفايتو على حسب حالو‪ ،‬وإذا‬
‫غزى مل يرذبع منو‪ ،‬وإف مل يغز استعيد‪.‬‬

‫وابن السبيل‪ :‬وىو اؼبنقطع بو ولو كاف غنياً ُب بلده‪ ،‬وكذا الضيف‪ .‬والبد أف يكوف سفرنبا‬
‫مباحاً‪ ،‬فلو كاف معصية مل يعط‪ ،‬ويدفع إليو قدر الكفاية إىل بلده‪ ،‬ولو فضل منو شئ أعاده‪.‬‬

‫القسم الثاين‪ُ :‬ب أوصاؼ اؼبستحق‬

‫الوصف األوؿ‪ :‬اإليباف‪ .‬فال يعطى كافراً‪ ،‬وال معتقداً لغّب اغبق إال ما ذكر حاؿ كوهنم‬
‫يستمالوف للجهاد‪ ،‬ومع عدـ اؼبؤمنْب هبوز صرؼ الفطرة خاصة إىل اؼبستضعف‪ ،‬وتعطى الزكاة‬
‫أطفاؿ اؼبؤمنْب دوف أطفاؿ غّبىم‪ .‬ولو أعطى ـبالف زكاتو ألىل كبلتو ٍب استبصر أعاد‪.‬‬

‫الوصف الثاين‪ :‬ؾبانبة الكبائر‪ ،‬كاػبمر والزنا وترؾ الصالة‪ ،‬وإذا مل توجد بينة على ذلك فيكفي‬
‫معرفتو حدود الصالة‪ ،‬وأف يغتسل غسل التوبة‪ ،‬وأف يقسم على أف هبتنب الكبائر‪.‬‬

‫الوصف الثالث‪ :‬أال يكوف فبن ذبب نفقتو على اؼبالك‪ ،‬كاألبوين وإف علوا‪ ،‬واألوالد وإف‬
‫سفلوا‪ ،‬والزوجة‪ ،‬واؼبملوؾ‪ .‬وهبوز دفعها إىل من عدا ىؤالء من األنساب ولو قربوا كاألخ والعم‪.‬‬

‫ولو كاف من ذبب نفقتو عامالً جاز أف يأخذ من الزكاة‪ ،‬وكذا الغازي‪ ،‬والغارـ واؼبكاتب‪ ،‬وابن‬
‫السبيل‪ ،‬لكن يأخذ ىذا ما زاد عن نفقتو األصلية فبا وبتاج إليو ُب سفره كاغبمولة‪.‬‬

‫الوصف الرابع‪ :‬أف ال يكوف ىامشياً‪ .‬فلو كاف كذلك مل ربل لو زكاة غّبه‪ ،‬ووبل لو زكاة مثلو ُب‬
‫النسب‪ .‬ولو مل يتمكن اؽبامشي من كفايتو من اػبمس جاز لو أف يأخذ من الزكاة ولو من غّب‬
‫ىامشي‪ ،‬وال يتجاوز قدر الضرورة‪ .‬وهبوز للهامشي أف يتناوؿ اؼبندوبة من ىامشي وغّبه‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪221‬‬

‫والذين وبرـ عليهم الصدقة الواجبة من ولد ىاشم خاصة‪ ،‬وىم اآلف‪ :‬أوالد أيب طالب‪،‬‬
‫والعباس‪ ،‬واغبارث‪ ،‬وأيب ؽبب‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ُ :‬ب اؼبتويل لإلخراج‬

‫وىم ثالثة‪ :‬اؼبالك‪ ،‬واإلماـ‪ ،‬والعامل‪.‬‬

‫وللمالك أف يتوىل تفريق ما وجب عليو بنفسو ودبن يوكلو‪ ،‬واألوىل ضبل ذلك إىل اإلماـ‪.‬‬
‫ويتأكد ذلك االستحباب ُب األمواؿ الظاىرة كاؼبواشي والغالت‪.‬‬

‫ولو طلبها اإلماـ وجب صرفها إليو‪ ،‬ولو فرقها اؼبالك واغباؿ ىذه ال هبزي‪ .‬وويل الطفل‬
‫كاؼبالك ُب والية اإلخراج‪.‬‬

‫واإلماـ ينصب عامالً لقبض الصدقات‪ ،‬وهبب دفعها إليو عند اؼبطالبة‪ ،‬ومطالبتو دبنزلة مطالبة‬
‫اإلماـ‪ .‬ولو قاؿ اؼبالك‪ :‬أخرجت ما وجب علي قبل قولو‪ ،‬وال يكلف بينة وال يبيناً‪.‬‬

‫وال هبوز للساعي تفريقها إال بإذف اإلماـ‪ ،‬فإذا أذف لو جاز أف يأخذ نصيبو‪ٍ ،‬ب يفرؽ الباقي‪.‬‬
‫واألفضل قسمتها على األصناؼ‪ ،‬واختصاص صباعة من كل صنف‪ .‬ولو صرفها ُب صنف واحد‬
‫جاز‪ ،‬ولو خص هبا ولو شخصاً واحداً من بعض األصناؼ جاز أيضاً‪.‬‬

‫وال هبوز أف يعدؿ هبا إىل غّب اؼبوجود‪ ،‬وال إىل غّب أىل البلد مع وجود اؼبستحق ُب البلد‪ ،‬وال‬
‫أف يؤخر دفعها مع التمكن‪ ،‬فإف فعل شيئاً من ذلك أٍب وضمن‪.‬‬

‫وكذا كل من كاف ُب يده ماؿ لغّبه فطالبو فامتنع‪ ،‬أو أوصى إليو شئ فلم يصرفو فيو‪ ،‬أو دفع‬
‫إليو ما يوصلو إىل غّبه‪ .‬ولو مل هبد اؼبستحق جاز نقلها إىل بلد آخر وال ضماف عليو مع التلف‪ ،‬إال‬
‫أف يكوف ىناؾ تفريط‪ .‬ولو كاف مالو ُب غّب بلده فاألفضل صرفها إىل بلد اؼباؿ‪ ،‬ولو دفع العوض ُب‬
‫بلده جاز ‪ ،‬ولو نقل الواجب إىل بلده ضمن إف تلف‪.‬‬

‫وُب زكاة الفطرة األفضل أف يؤدي ُب بلده وإف كاف مالو ُب غّبه‪ ،‬ألهنا ذبب ُب الذمة‪ ،‬ولو‬
‫عْب زكاة الفطرة من ماؿ غائب عنو ضمن بنقلو عن ذلك البلد‪ ،‬مع وجود اؼبستحق فيو‪.‬‬
‫‪221‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫القسم الرابع‪ُ :‬ب اللواحق‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا قبض اإلماـ أو الساعي الزكاة برئت ذمة اؼبالك ولو تلفت بعد ذلك‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا مل هبد اؼبالك ؽبا مستحقاً فاألفضل لو عزؽبا‪ ،‬ولو أدركتو الوفاة أوصى هبا وجوباً‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬اؼبملوؾ الذي يشَبى من الزكاة إذا مات وال وارث لو ورثو أرباب الزكاة‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا احتاجت الصدقة إىل كيل أو وزف كانت األجرة على اؼبالك‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا اجتمع للفقّب سبباف أو ما زاد يستحق هبما الزكاة‪ ،‬كالفقر والكتابة والغزو‪ ،‬جاز‬
‫أف يعطى حبسب كل سبب نصيباً‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا قبض اإلماـ الزكاة دعا لصاحبها استحباباً‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬يكره أف يبلك ما أخرجو ُب الصدقة اختياراً واجبة كانت أو مندوبة‪ ،‬وال بأس إذا‬
‫عادت إليو دبّباث وما شاهبو‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬يستحب أف يوسم نعم الصدقة‪ ،‬وُب أقوى موضع منها وأكشفو‪ ،‬كأصوؿ األذاف ُب‬
‫الغنم‪ ،‬وأفخاذ اإلبل والبقر‪ .‬ويكتب ُب اؼبيسم ما أخذت لو‪ :‬زكاة‪ ،‬أو صدقة‪ ،‬أو جزية‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب وقت التسليم‬

‫إذا أىل الثاين عشر وجب دفع الزكاة‪ ،‬وال هبوز التأخّب إال ؼبانع أو النتظار من لو قبضها‪ .‬وإذا‬
‫عزؽبا جاز تأخّبه إىل شهر أو شهرين‪ .‬والتأخّب إف كاف لسبب مبيح داـ بدوامو وال يتحدد‪ ،‬وإف‬
‫كاف اقَباحاً مل هبز ويضمن إف تلفت‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪212‬‬

‫وال هبوز تقديبها قبل وقت الوجوب‪ ،‬فإف آثر ذلك دفع مثلها قرضاً‪ ،‬وال يكوف ذلك زكاة‪ ،‬وال‬
‫يصدؽ عليها اسم التعجيل‪ ،‬فإذا جاء وقت الوجوب احتسبها من الزكاة‪ ،‬كالدين على الفقّب‪،‬‬
‫بشرط بقاء القابض على صفة االستحقاؽ‪ ،‬وبقاء الوجوب ُب اؼباؿ‪.‬‬

‫ولو كاف النصاب يتم بالقرض مل ذبب الزكاة‪ ،‬سواء كانت عينو باقية أو تالفة‪ .‬ولو خرج‬
‫اؼبستحق عن الوصف استعيدت‪ ،‬ولو أف يبنع من إعادة العْب ببذؿ القيمة عند القبض كالقرض‪ .‬ولو‬
‫تعذر استعادهتا غرـ اؼبالك الزكاة من رأس‪.‬‬

‫ولو كاف اؼبستحق على الصفات وحصلت شرائط الوجوب جاز أف يستعيدىا ويعطي عوضها‬
‫ألهنا مل تتعْب‪ ،‬وهبوز أف يعدؿ هبا عمن دفعت إليو أيضاً‪.‬‬

‫فروع ثالثة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو دفع إليو شاة فزادت زيادة متصلة كالسمن مل يكن لو استعادة العْب مع ارتفاع‬
‫الفقر‪ ،‬وللفقّب بذؿ القيمة‪ .‬وكذا لو كانت الزيادة منفصلة كالولد‪ ،‬لكن لو دفع الشاة مل هبب عليو‬
‫دفع الولد‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬لو نقصت يردىا وال شيء على الفقّب‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إذا استغُب بعْب اؼباؿ ٍب حاؿ اغبوؿ جاز احتسابو عليو‪ ،‬وال يكلف اؼبالك أخذه‬
‫وإعادتو‪ ،‬وإف استغُب بغّبه استعيد القرض‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب النية‬

‫واؼبراعى نية الدافع إف كاف مالكاً‪ ،‬وإف كاف ساعياً أو اإلماـ أو وكيالً جاز أف يتوىل النية كل‬
‫واحد من الدافع واؼبالك‪ .‬والويل عن الطفل واجملنوف يتوىل النية‪ ،‬أو من لو أف يقبض منو كاإلماـ‬
‫والساعي‪ .‬وتتعْب عند الدفع‪ ،‬وحقيقتها‪ :‬القصد إىل القربة‪ ،‬والوجوب أو الندب‪ ،‬وكوهنا زكاة ماؿ أو‬
‫فطرة‪ .‬وال يفتقر إىل نية اعبنس الذي ىبرج منو‪.‬‬
‫‪212‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫فروع‪:‬‬

‫لو كاف لو ماالف متساوياف حاضر وغائب فأخرج زكاة ونواىا عن أحدنبا أجزأتو‪ ،‬وكذا لو‬
‫قاؿ‪ :‬إف كاف مايل الغائب ساؼباً‪.‬‬

‫ولو أخرج عن مالو الغائب إف كاف ساؼباً‪ٍ ،‬ب باف تالفاً جاز نقلها إىل غّبه‪.‬‬

‫ولو نوى على ماؿ يرجو وصولو إليو مل هبز ولو وصل‪ ،‬ولو مل ينو رب اؼباؿ ونوى الساعي أو‬
‫اإلماـ عند التسليم جاز وإف كاف الساعي أخذىا كرىاً أو طوعاً‪.‬‬

‫القسم الثاين‪ُ :‬ب زكاة الفطرة‬

‫وأركاهنا أربعة‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب من ذبب عليو‬

‫ذبب الفطرة بشروط ثالثة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬التكليف‪ ،‬فال ذبب على الصيب‪ ،‬وال على اجملنوف‪ ،‬وال على من أىل شواؿ وىو مغمى‬
‫عليو‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬اغبرية‪ ،‬فال هبب على اؼبملوؾ‪ ،‬وال على اؼبدبر‪ ،‬وال على أـ الولد‪ ،‬وال على اؼبكاتب‬
‫اؼبشروط‪ ،‬وال اؼبطلق الذي مل يتحرر منو شيء‪ .‬ولو ربرر منو شيء وجبت عليو بالنسبة‪ ،‬ولو عالو‬
‫اؼبوىل وجبت عليو دوف اؼبملوؾ‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬الغُب‪ ،‬فال ذبب على الفقّب وىو الذي ال يبلك قوتو وقوت عيالو‪ ،‬وال يقدر على توفّب‬
‫قوتو وقوت عيالو كلو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫ويستحب للفقّب إخراجها‪ ،‬وأقل ذلك أف يدير صاعاً على عيالو ٍب يتصدؽ بو‪ .‬ومع الشروط‬
‫ىبرجها عن نفسو وعن صبيع من يعولو‪ ،‬فرضاً أو نفالً‪ ،‬من زوجة وولد وما شاكلهما‪ ،‬وضيف وما‬
‫شاهبو‪ ،‬صغّباً كاف أو كبّباً‪ ،‬حراً أو عبداً‪ ،‬مسلماً أو كافراً‪.‬‬

‫والنية معتربة ُب أدائها‪ ،‬فال يصح إخراجها من الكافر وإف وجبت عليو‪ ،‬ولو أسلم سقطت‬
‫عنو‪.‬‬

‫مسائل ثالث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من بلغ قبل اؽبالؿ‪ ،‬أو أسلم‪ ،‬أو زاؿ جنونو‪ ،‬أو ملك ما يصّب بو غنياً وجبت عليو‪.‬‬
‫ولو كاف بعد ذلك ما مل يصل العيد استحبت‪ ،‬وكذا التفصيل لو ملك فبلوكاً أو ولد لو‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الزوجة واؼبملوؾ ذبب الزكاة عنهما ولو مل يكونا ُب عيالو إذا مل يعلهما غّبه‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬كل من وجبت زكاتو على غّبه سقطت عن نفسو وإف كاف لو انفرد وجبت عليو‪،‬‬
‫كالضيف الغِب والزوجة‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬إف كاف لو فبلوؾ غائب يعرؼ حياتو‪ ،‬فإف كاف يعوؿ نفسو‪ ،‬أو ُب عياؿ مواله وجبت‬
‫على اؼبوىل‪ ،‬وإف عالو غّبه وجبت الزكاة على العائل‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬إذا كاف العبد بْب شريكْب فالزكاة عليهما‪ ،‬فإف عالو أحدنبا فالزكاة على العائل‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬لو مات اؼبوىل وعليو دين‪ ،‬فإف كاف بعد اؽبالؿ وجبت زكاة فبلوكو ُب مالو‪ ،‬وإف‬
‫ضاقت الَبكة قسمت على الدين والفطرة باغبصص‪ ،‬وإف مات قبل اؽبالؿ مل ذبب على أحد إال‬
‫بتقدير أف يعولو‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الرابع‪ :‬إذا أوصي لو بعبد ٍب مات اؼبوصي‪ ،‬فإف قبل الوصية قبل اؽبالؿ وجبت عليو‪ ،‬وإف قبل‬
‫بعده سقطت وال ذبب على الورثة‪ .‬ولو وىب لو ومل يقبض مل ذبب الزكاة على اؼبوىوب لو‪ ،‬ولو‬
‫مات الواىب كانت على الورثة‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب جنسها‬

‫والضابط‪ :‬إخراج ما كاف قوتاً غالباً كاغبنطة والشعّب ودقيقهما وخبزنبا‪ ،‬والتمر والزبيب واألرز‬
‫واللنب واألقط‪.‬‬

‫ومن غّب ذلك ىبرج بالقيمة السوقية‪ ،‬واألفضل إخراج التمر ٍب الزبيب‪ ،‬ويليو أف ىبرج كل‬
‫إنساف ما يغلب على قوتو‪.‬‬

‫والفطرة‪ :‬من صبيع األقوات اؼبذكورة صاع‪ ،‬والصاع أربعة أمداد‪ ،‬واؼبد ثالثة أرباع الكيلو غراـ‪،‬‬
‫والصاع ثالث كيلوغرامات‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب وقتها‬

‫وذبب هبالؿ شواؿ‪ ،‬وال هبوز تقديبها قبلو إال على سبيل القرض‪ .‬وهبوز إخراجها بعده‪،‬‬
‫وتأخّبىا إىل قبل صالة العيد أفضل‪ .‬فإف خرج وقت الصالة ‪ -‬ووقتها إىل الزواؿ ‪ -‬وقد عزؽبا‬
‫أخرجها واجباً بنية األداء‪ ،‬وإف مل يكن عزؽبا عصى ويأٌب هبا أداءً‪ .‬وإذا أخر دفعها بعد العزؿ مع‬
‫اإلمكاف كاف ضامناً‪ ،‬وإف كاف ال معو مل يضمن‪.‬‬

‫وال هبوز ضبلها إىل بلد آخر مع وجود اؼبستحق ويضمن‪ ،‬وهبوز مع عدمو وال يضمن‪.‬‬

‫الرابع‪ُ :‬ب مصرفها‬

‫وىو مصرؼ زكاة اؼباؿ‪ ،‬وهبوز أف يتوىل اؼبالك إخراجها‪ ،‬واألفضل دفعها إىل اإلماـ أو من‬
‫نصبو‪ .‬وال يعطى غّب اؼبؤمن أو اؼبستضعف مع عدمو‪ ،‬ويعطى أطفاؿ اؼبؤمنْب ولو كاف آباؤىم‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫فساقاً‪ .‬وال يعطى الفقّب أقل من صاع‪ ،‬إال أف هبتمع صباعة ال يتسع ؽبم ‪ .‬وهبوز أف يعطي الواحد‬
‫ما يغنيو دفعة‪.‬‬

‫ويستحب‪ :‬اختصاص ذوي القرابة هبا‪ٍ ،‬ب اعبّباف‪.‬‬

‫***‬
‫كتاب اػبمس‬
‫وفيو فصالف‪:‬‬

‫الفصل األوؿ‪ُ :‬ب ما هبب فيو‬

‫وىو سبعة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬غنائم دار اغبرب فبا حواه العسكر وما مل وبوه من أرض وغّبىا‪ ،‬ما مل يكن غصباً من‬
‫مسلم أو معاىد‪ ،‬قليالً كاف أو كثّباً‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬اؼبعادف سواء كانت منطبعة كالذىب والفضة والرصاص‪ ،‬أو غّب منطبعة كالياقوت‬
‫والزبرجد والكحل‪ ،‬أو مائعة كالقّب والنفط والكربيت‪ .‬وهبب فيو اػبمس بعد اؼبؤونة‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬الكنوز‪ ،‬وىو كل ماؿ مذخور ربت األرض‪ ،‬فإف بلغ عشرين ديناراً وكاف ُب أرض دار‬
‫اغبرب‪ ،‬أو دار اإلسالـ‪ ،‬وليس عليو أثره وجب عليو اػبمس‪ .‬ولو وجده ُب ملك مبتاع عرفو البائع‪،‬‬
‫فإف عرفو فهو أحق بو‪ ،‬وإف جهلو فهو للمشَبي وعليو اػبمس‪ .‬وكذا لو اشَبى دابة ووجد ُب‬
‫جوفها شيئاً لو قيمة‪ ،‬ولو ابتاع ظبكة فوجد ُب جوفها شيئا أخرج طبسو وكاف لو الباقي‪ ،‬وال يعرؼ‪.‬‬

‫تفريع‪ :‬إذا وجد كنزاً ُب أرض موات من دار اإلسالـ وعليو أثر اإلسالـ فهو لإلماـ‪ ،‬وؼبن‬
‫أخرجو مؤنة اإلخراج وأجر اإلخراج‪ .‬ولو وجده ُب ملك مبتاع عرفو البائع‪ ،‬فإف عرفو فهو أحق بو‪،‬‬
‫وإف جهلو فهو لإلماـ‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬كل ما ىبرج من البحر بالغوص كاعبواىر والدرر بشرط أف يبلغ قيمتو ديناراً فصاعداً‪،‬‬
‫ولو أخذ منو شيء من غّب غوص هبب اػبمس فيو ‪ ،‬كما لو أخرج باآللة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫تفريع‪ :‬العنرب إف أخرج بالغوص روعي فيو مقدار دينار‪ ،‬وإف جِب من وجو اؼباء أو من الساحل‬
‫كاف لو حكم اؼبعادف‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬ما يفضل عن مؤونة السنة لو ولعيالو من أرباح التجارات والصناعات والزراعات‪.‬‬

‫السادس‪ :‬إذا اشَبى الذمي أرضاً من مسلم وجب فيها اػبمس على الذمي‪ ،‬سواء كانت فبا‬
‫وجب فيو اػبمس كاألرض اؼبفتوحة عنوة‪ ،‬أو ليس فيو كاألرض الٍب أسلم عليها أىلها‪.‬‬

‫السابع‪ :‬اغبالؿ إذا اختلط باغبراـ وال يتميز وجب فيو اػبمس‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬اػبمس هبب ُب الكنز سواء كاف الواجد لو حراً أو عبداً‪ ،‬صغّباً أو كبّباً وكذا اؼبعادف‬
‫والغوص‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ال يعترب اغبوؿ ُب شيء من اػبمس‪ ،‬ولكن يؤخر ما هبب ُب أرباح التجارات احتياطاً‬
‫للمكتسب‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إذا اختلف اؼبالك واؼبستأجر ُب الكنز‪ ،‬فإف اختلفا ُب ملكو فالقوؿ قوؿ اؼبؤجر مع‬
‫يبينو‪ ،‬وإف اختلفا ُب قدره فالقوؿ قوؿ اؼبستأجر‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬اػبمس هبب بعد اؼبؤنة الٍب يفتقر إليها إخراج الكنز واؼبعدف من حفر وسبك وغّبه‪.‬‬
‫‪217‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب قسمتو‬

‫يقسم ستة أقساـ‪:‬‬

‫ثالثة للنيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) وىي‪ :‬سهم ا﵁‪ ،‬وسهم رسولو‪ ،‬وسهم ذي القرىب وىو اإلماـ‬
‫(عليو السالـ)‪ ،‬وبعده لإلماـ القائم مقامو‪ .‬وما كاف قبضو النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) أو اإلماـ‬
‫ينتقل إىل وارثو‪.‬‬

‫وثالثة‪ :‬لأليتاـ‪ ،‬واؼبساكْب‪ ،‬وأبناء السبيل‪ .‬ويعترب ُب الطوائف الثالث انتساهبم إىل عبد اؼبطلب‬
‫باألبوة‪ ،‬فلو انتسبوا باألـ خاصة مل يعطوا من اػبمس شيئاً‪ .‬وال هبب استيعاب كل طائفة‪ ،‬بل لو‬
‫اقتصر من كل طائفة على واحد جاز‪.‬‬

‫وىنا مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬مستحق اػبمس‪ ،‬وىو اؼبؤمن من ولد عبد اؼبطلب‪ ،‬وىم‪ :‬بنو أيب طالب والعباس‬
‫واغبارث وأيب ؽبب‪ ،‬الذكر واألنثى‪ ،‬ويقدـ بنو أيب طالب‪ ،‬ويقدـ منهم بنو علي وفاطمة (عليهما‬
‫السالـ)‪ ،‬ويقدـ منهم بنو ؿبمد بن اغبسن اإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ)‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬وهبوز أف ىبص باػبمس طائفة‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬يقسم اإلماـ على الطوائف الثالث قدر الكفاية مقتصداً‪ ،‬فإف فضل كاف لو‪ ،‬وإف أعوز‬
‫أًب من نصيبو‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬ابن السبيل ال يعترب فيو الفقر‪ ،‬بل اغباجة ُب بلد التسليم ولو كاف غنياً ُب بلده‪،‬‬
‫ويراعى ذلك ُب اليتيم‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬ال وبل ضبل اػبمس إىل غّب بلده مع وجود اؼبستحق‪ ،‬ولو ضبل واغباؿ ىذه وتلف‬
‫ضمن‪ ،‬وهبوز مع عدمو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫السادسة‪ :‬اإليباف معترب ُب اؼبستحق‪ ،‬والعدالة ال تعترب‪.‬‬

‫ويلحق بذلك األنفاؿ‪ ،‬وىي‪ :‬ما يستحقو اإلماـ من األمواؿ على جهة اػبصوص كما كاف‬
‫للنيب (صلى ا﵁ عليو وآلو)‪ ،‬وىي طبسة‪ :‬األرض الٍب سبلك من غّب قتاؿ سواء اقبلى أىلها أو‬
‫سلموىا طوعاً‪ ،‬واألرضوف اؼبوات سواء ملكت ٍب باد أىلها أو مل هبر عليها ملك كاؼبفاوز‪ ،‬وسيف‬
‫البحار‪ ،‬ورؤس اعبباؿ وما يكوف هبا‪ ،‬وكذا بطوف األودية واآلجاـ (األىوار)‪.‬‬

‫وإذا فتحت دار اغبرب‪ ،‬فما كاف لسلطاهنم من قطائع وصفايا فهي لإلماـ إذا مل تكن مغصوبة‬
‫من مسلم أو معاىد‪ ،‬وكذا لو أف يصطفي من الغنيمة ما شاء من فرس أو ثوب أو جارية أو غّب‬
‫ذلك‪ ،‬وما يغنمو اؼبقاتلوف بغّب أذنو فهو لو (عليو السالـ)‪.‬‬

‫وال هبوز التصرؼ ُب األنفاؿ بغّب إذنو‪ ،‬ولو تصرؼ متصرؼ كاف غاصباً‪ ،‬ولو حصل لو فائدة‬
‫كانت لإلماـ‪.‬‬

‫***‬
‫كتاب اغبج‬
‫وىو يعتمد على ثالثة أركاف‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب اؼبقدمات‬

‫وىي أربع‪:‬‬

‫اؼبقدمة األوىل‪:‬‬

‫اغبج وإف كاف ُب اللغة القصد‪ ،‬فقد صار ُب الشرع اظباً جملموع اؼبناسك اؼبؤداة ُب اؼبشاعر‬
‫اؼبخصوصة‪ ،‬وىو فرض على كل من اجتمعت فيو الشرائط اآلتية من الرجاؿ والنساء واػبناثى‪.‬‬

‫وال هبب بأصل الشرع إال مرة واحدة وىي حجة اإلسالـ‪ ،‬وذبب على الفور‪ ،‬والتأخّب مع‬
‫الشرائط كبّبة موبقة‪.‬‬

‫وقد هبب اغبج بالنذر وما ُب معناه‪ ،‬وباالفساد‪ ،‬وباالستيجار للنيابة‪ ،‬ويتكرر بتكرر السبب‪،‬‬
‫وما خرج عن ذلك مستحب‪.‬‬

‫ويستحب لفاقد الشروط كمن عدـ الزاد والراحلة إذا تسكع سواء شق عليو السعي أو سهل‪،‬‬
‫وكاؼبملوؾ إذا أذف لو مواله‪.‬‬

‫اؼبقدمة الثانية‪ُ :‬ب الشرائط‬

‫والنظر ُب‪ :‬حجة اإلسالـ‪ ،‬وما هبب بالنذر‪ ،‬وما ُب معناه‪ ،‬وُب أحكاـ النيابة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪212‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب حجة اإلسالـ‬

‫وشرائط وجوهبا طبسة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬البلوغ وكماؿ العقل‪ ،‬فال هبب على الصيب‪ ،‬وال على اجملنوف‪.‬‬

‫ولو حج الصيب أو حج عنو أو عن اجملنوف‪ ،‬مل هبز عن حجة السالـ‪ .‬ولو دخل الصيب اؼبميز‬
‫واجملنوف ُب اغبج ندباً‪ٍ ،‬ب كمل كل واحد منهما وأدرؾ اؼبشعر أجزأ عن حجة اإلسالـ‪ .‬ويصح إحراـ‬
‫الصيب اؼبميز وإف مل هبب عليو‪ ،‬ويصح أف وبرـ عن غّب اؼبميز وليو ندباً‪ ،‬وكذا اجملنوف‪.‬‬

‫والويل‪ :‬ىو من لو والية اؼباؿ كاألب‪ ،‬واعبد لألب‪ ،‬والوصي‪ .‬ولألـ والية اإلحراـ بالطفل‪،‬‬
‫ونفقتو الزائدة تلزـ الويل دوف الطفل‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬اغبرية‪ ،‬فال هبب على اؼبملوؾ ولو أذف لو مواله‪ ،‬ولو تكلفو بإذنو صح حجو‪ ،‬ولكن ال‬
‫هبزيو عن حجة اإلسالـ‪ ،‬فإف أدرؾ الوقوؼ باؼبشعر معتقاً أجزأه‪ .‬ولو أفسد حجو ٍب أعتق مضى ُب‬
‫الفاسد وعليو بدنة وقضاه‪ ،‬وأجزأ عن حجة اإلسالـ‪ .‬وإف أعتق بعد فوات اؼبوقفْب وجب عليو‬
‫القضاء‪ ،‬وأجزاه عن حجة اإلسالـ‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬الزاد والراحلة‪ ،‬ونبا يعترباف فيمن يفتقر إىل قطع اؼبسافة‪ ،‬وال تباع ثياب وآالت مهنتو‪،‬‬
‫وال خادمو‪ ،‬وال دار سكناه للحج‪.‬‬

‫واؼبراد بالزاد‪ :‬قدر الكفاية من القوت واؼبشروب ذىاباً وعوداً‪ ،‬وبالراحلة‪ :‬راحلة مثلو‪ .‬وهبب‬
‫شراؤنبا أو يكوف معو شبن الزاد‪ ،‬ويؤجر الراحلة ولو كثر الثمن مع وجوده‪.‬‬

‫ولو كاف لو دين وىو قادر على اقتضائو وجب عليو‪ ،‬فإف منع منو وليس لو سواه سقط‬
‫الفرض‪ .‬ولو كاف لو ماؿ وعليو دين بقدره مل هبب‪ ،‬إال أف يفضل عن دينو ما يقوـ باغبج‪ .‬وال هبب‬
‫االقَباض للحج‪ ،‬إال أف يكوف لو ماؿ بقدر ما وبتاج إليو زيادة عما استثناه‪.‬‬
‫‪212‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ولو كاف معو قدر ما وبج بو فنازعتو نفسو إىل النكاح مل هبز صرفو ُب النكاح وإف شق تركو‬
‫وكاف عليو اغبج‪ .‬ولو بذؿ لو زاد وراحلة ونفقة لو ولعيالو وجب عليو‪ ،‬ولو وىب لو ماؿ مل هبب‬
‫عليو قبولو‪.‬‬

‫ولو استؤجر للمعونة على السفر وشرط لو الزاد والراحلة أو بعضو‪ ،‬وكاف بيده الباقي مع نفقة‬
‫أىلو وجب عليو‪ ،‬وأجزأه عن الفرض إذا حج عن نفسو‪.‬‬

‫ولو كاف عاجزاً عن اغبج فحج عن غّبه مل هبزه عن فرضو‪ ،‬وكاف عليو اغبج إف وجد‬
‫االستطاعة‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬أف يكوف لو ما يبوف عيالو حٌب يرجع فاضالً عما وبتاج إليو‪ ،‬ولو قصر مالو عن ذلك مل‬
‫هبب عليو‪.‬‬

‫ولو حج عنو من يطيق اغبج مل يسقط عنو فرضو‪ ،‬سواء كاف واجد الزاد والراحلة أو فاقدنبا‪.‬‬
‫ولو تكلف اغبج مع عدـ االستطاعة هبزيو‪ ،‬وال هبب على الولد بذؿ مالو لوالده ُب اغبج‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬إمكاف اؼبسّب‪ ،‬وىو يشتمل على‪ :‬الصحة‪ ،‬وزبلية السرب‪ ،‬واالستمساؾ على‬
‫الراحلة‪ ،‬وسعة الوقت لقطع اؼبسافة‪.‬‬

‫فلو كاف مريضاً حبيث يتضرر بالركوب مل هبب‪ ،‬وال يسقط باعتبار اؼبرض مع إمكاف الركوب‪.‬‬
‫ولو منعو عدو‪ ،‬أو كاف معضوباً ال يستمسك على الراحلة‪ ،‬أو عدـ اؼبرافق مع اضطراره إليو سقط‬
‫الفرض‪.‬‬

‫وهبب االستنابة مع اؼبانع من مرض أو عدو‪ ،‬فإف حج نائباً واستمر اؼبانع فال قضاء‪ ،‬وإف زاؿ‬
‫وسبكن استحب لو ببدنو‪ .‬ولو مات بعد االستقرار ومل يؤد قضي عنو‪ .‬ولو كاف ال يستمسك خلقة‬
‫يسقط الفرض عن نفسو ومالو‪ .‬ولو احتاج ُب سفره إىل حركة عنيفة لاللتحاؽ أو الفرار فضعف‬
‫سقط الوجوب ُب عامو‪ ،‬وتوقع اؼبكنة ُب اؼبستقبل‪ .‬ولو مات قبل التمكن واغباؿ ىذه مل يقض عنو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫ويسقط فرض اغبج لعدـ ما يضطر إليو من اآلالت كأوعية اؼباء وأوعية الزاد‪ .‬ولو كاف لو‬
‫طريقاف فمنع من إحدانبا سلك األخرى‪ ،‬سواء كانت أبعد أو أقرب‪ .‬ولو كاف ُب الطريق عدو ال‬
‫يندفع إال دباؿ هبب التحمل مع اؼبكنة‪ .‬ولو بذؿ لو باذؿ وجب عليو اغبج لزواؿ اؼبانع‪ ،‬نعم لو قاؿ‬
‫لو‪ :‬أقبل وادفع أنت مل هبب‪.‬‬

‫وطريق البحر كطريق الرب‪ ،‬فإف غلب ظن السالمة‪ ،‬وإال سقط‪ .‬ولو أمكن الوصوؿ بالرب‬
‫والبحر‪ ،‬فإف تساويا ُب غلبة السالمة كاف ـبّباً‪ ،‬وإف اختص أحدنبا تعْب‪ ،‬ولو تساويا ُب رجحاف‬
‫العطب سقط الفرض‪.‬‬

‫ومن مات بعد اإلحراـ ودخوؿ اغبرـ برأت ذمتو‪ ،‬وإف كاف قبل ذلك قضيت عنو إف كانت‬
‫مستقرة‪ ،‬وسقطت إف مل تكن كذلك‪ .‬ويستقر اغبج ُب الذمة إذا استكملت الشرائط وأنبل‪.‬‬

‫والكافر هبب عليو اغبج وال يصح منو‪ ،‬فلو أحرـ ٍب أسلم أعاد اإلحراـ‪ ،‬وإذا مل يتمكن من‬
‫العود إىل اؼبيقات أحرـ من موضعو‪ .‬ولو أحرـ باغبج وأدرؾ الوقوؼ باؼبشعر مل هبزه إال أف يستأنف‬
‫إحراماً آخر‪ ،‬وإف ضاؽ الوقت أحرـ ولو بعرفات‪.‬‬

‫ولو حج اؼبسلم ٍب ارتد مل يعد‪ .‬ولو مل يكن مستطيعاً فصار كذلك ُب حاؿ ردتو وجب عليو‬
‫اغبج وصح منو إذا تاب‪ .‬ولو أحرـ مسلماً ٍب ارتد ٍب تاب مل يبطل إحرامو‪.‬‬

‫وال يشَبط ُب وجوب اغبج الرجوع إىل الكفاية من صناعة أو ماؿ أو حرفة‪ .‬وإذا اجتمعت‬
‫الشرائط فحج متسكعاً‪ ،‬أو حج ماشياً‪ ،‬أو حج ُب نفقة غّبه أجزأه عن الفرض‪.‬‬

‫ومن وجب عليو اغبج فاؼبشي أفضل لو من الركوب إذا مل يضعفو‪ ،‬ومع الضعف الركوب‬
‫أفضل‪.‬‬

‫مسائل أربع‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا استقر اغبج ُب ذمتو ٍب مات قضي عنو من أصل تركتو‪ ،‬فإف كاف عليو دين وضاقت‬
‫الَبكة قسمت على الدين وعلى أجرة اؼبثل باغبصص‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ :‬يقضي اغبج من أقرب األماكن‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬من وجب عليو حجة اإلسالـ ال وبج عن غّبه ال فرضاً وال تطوعاً‪ ،‬وكذا من وجب‬
‫عليو بنذر أو إفساد‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬ال يشَبط وجود ا﵀رـ ُب النساء‪ ،‬بل يكفي غلبة ظنها بالسالمة‪ ،‬وال يصح حجها‬
‫تطوعاً إال بأذف زوجها‪ ،‬وؽبا ذلك ُب الواجب كيف كاف‪ ،‬وكذا لو كانت ُب عدة رجعية‪ ،‬وُب البائنة‬
‫ؽبا اؼببادرة من دوف إذنو‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب شرائط ما هبب بالنذر واليمْب والعهد‬

‫وشرائطها اثناف‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬كماؿ العقل‪ ،‬فال ينعقد نذر الصيب‪ ،‬وال اجملنوف‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬اغبرية فال يصح نذر العبد إال بإذف مواله‪ ،‬ولو أذف لو ُب النذر فنذر وجب وجاز لو‬
‫اؼببادرة ولو هناه‪ ،‬وكذا اغبكم ُب ذات البعل‪.‬‬

‫مسائل ثالث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا نذر اغبج مطلقاً فمنعو مانع أخره حٌب يزوؿ اؼبانع‪ ،‬ولو سبكن من أدائو ٍب مات‬
‫قضي عنو من أصل تركتو‪ .‬وال يقضي عنو قبل التمكن‪ ،‬فإف عْب الوقت فأخل بو مع القدرة قضي‬
‫عنو‪ ،‬وإف منعو عارض ؼبرض أو عدو حٌب مات مل هبب قضاؤه عنو‪ .‬ولو نذر اغبج أو أفسد حجو‬
‫وىو معضوب مل هبب أف يستنيب‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا نذر اغبج‪ ،‬فإف نوى حجة اإلسالـ تداخال وذبزي أحدنبا عن األخرى‪ ،‬وإف نوى‬
‫غّبىا مل يتداخال‪ .‬وكذا إف أطلق‪ ،‬وال ذبزي إحدانبا عن األخرى‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا نذر اغبج ماشياً وجب أف يقوـ ُب مواضع العبور‪ ،‬فإف ركب طريقو قضى‪ ،‬وإف‬
‫ركب بعضاً كفى‪ ،‬ولو عجز يركب‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب النيابة‬

‫وشرائط النائب ثالثة‪ :‬اإلسالـ‪ ،‬وكماؿ العقل‪ ،‬وأف ال يكوف عليو حج واجب فال تصح نيابة‬
‫الكافر لعجزه عن نية القربة‪ ،‬وال نيابة اؼبسلم عن الكافر‪ ،‬وال عن اؼبسلم اؼبخالف إال أف يكوف أباً‬
‫للنائب‪ ،‬وال نيابة اجملنوف النغمار عقلو باؼبرض اؼبانع من القصد‪ ،‬وكذا الصيب غّب اؼبميز‪ ،‬ويصح نيابة‬
‫اؼبميز‪.‬‬

‫والبد من نية النيابة وتعيْب اؼبنوب عنو بالقصد‪ ،‬وتصح نيابة اؼبملوؾ بإذف مواله‪ .‬وال تصح‬
‫نيابة من وجب عليو اغبج واستقر إال مع العجز عن اغبج ولو مشياً‪ ،‬وكذا ال يصح حجو تطوعاً‪،‬‬
‫ولو حج عن غّبه مل هبز عن أحدنبا‪.‬‬

‫وهبوز ؼبن حج أف يعتمر عن غّبه إذا مل ذبب عليو العمرة‪ ،‬وكذا ؼبن اعتمر أف وبج عن غّبه‬
‫إذا مل هبب عليو اغبج‪ .‬وتصح نيابة من مل يستكمل الشرائط وإف كاف حجو صرورة‪.‬‬

‫وهبوز أف ربج اؼبرأة عن الرجل وعن اؼبرأة‪ ،‬ومن استؤجر فمات ُب الطريق فإف أحرـ ودخل‬
‫اغبرـ فقد أجزأت عمن حج عنو‪ ،‬ولو مات قبل ذلك مل هبز‪ ،‬وعليو أف يعيد من األجرة ما قابل‬
‫اؼبتخلف من الطريق ذاىباً وعائداً‪ .‬وهبب أف يأٌب دبا شرط عليو من سبتع‪ ،‬أو قراف‪ ،‬أو إفراد‪.‬‬

‫ولو شرط اغبج على طريق معْب مل هبز العدوؿ إف تعلق بذلك غرض‪ ،‬وإذا استؤجر حبجة مل‬
‫هبز أف يؤجر نفسو ألخرى حٌب يأٌب باألوىل‪ .‬ولو صد قبل اإلحراـ ودخوؿ اغبرـ استعيد من األجرة‬
‫بنسبة اؼبتخلف‪ ،‬ولو ضمن اغبج ُب اؼبستقبل مل يلزـ إجابتو‪ .‬وإذا استؤجر فقصرت األجرة مل يلزـ‬
‫اإلسباـ‪ ،‬وكذا لو فضلت عن النفقة مل يرجع اؼبستأجر عليو بالفاضل‪.‬‬

‫وال هبوز النيابة ُب الطواؼ الواجب للحاضر إال مع العذر كاإلغماء والبطن وما شاهبهما‪،‬‬
‫وهبب أف يتوىل ذلك بنفسو‪ .‬ولو ضبلو حامل فطاؼ بو أمكن أف وبتسب لكل منهما طوافو عن‬
‫نفسو‪ .‬ولو تربع إنساف باغبج عن غّبه بعد موتو برأت ذمتو‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وكل ما يلزـ النائب من كفارة ففي مالو‪ ،‬ولو أفسده حج من قابل‪ ،‬وال يعاد باألجرة عليو‪ .‬وإذا‬
‫أطلق اإلجارة اقتضى التعجيل ما مل يشَبط األجل‪ .‬وال يصح أف ينوب عن اثنْب ُب عاـ‪ .‬ولو‬
‫استأجراه لعاـ صح األسبق‪ ،‬ولو اقَبف العقداف وزماف اإليقاع بطال‪ .‬وإذا أحصر ربلل باؽبدي‬
‫ويطاؼ عنو طواؼ النساء‪ ،‬وال قضاء عليو‪.‬‬

‫ومن وجب عليو حجاف ـبتلفاف كحجة اإلسالـ والنذر‪ ،‬فمنعو عارض جاز أف يستأجر‬
‫أجّبين ؽبما ُب عاـ واحد‪.‬‬

‫ويستحب أف يذكر النائب من ينوب عنو باظبو ُب اؼبواطن كلها‪ ،‬وعند كل فعل من أفعاؿ اغبج‬
‫والعمرة‪ ،‬وأف يعيد ما يفضل معو من األجرة بعد حجو‪ ،‬وأف يعيد اؼبخالف حجو إذا استبصر‪ .‬ويكره‬
‫أف تنوب اؼبرأة إذا كانت صرورة‪.‬‬

‫مسائل شباف‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا أوصى أف وبج عنو ومل يعْب األجرة انصرؼ ذلك إىل أجرة اؼبثل‪ ،‬وزبرج من األصل‬
‫إذا كانت واجبة‪ ،‬ومن الثلث إذا كانت ندباً‪ .‬ويستحقها األجّب بالعقد‪ ،‬فإف خالف ما شرط لو‬
‫أجرة اؼبثل‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬من أوصى أف وبج عنو ومل يعْب اؼبرات‪ ،‬فإف مل يعلم منو إرادة التكرار اقتصر على اؼبرة‪،‬‬
‫وإف علم إرادة التكرار حج عنو حٌب يستوُب الثلث من تركتو‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا أوصى اؼبيت أف وبج عنو كل سنة بقدر معْب فقصر صبع نصيب سنتْب واستؤجر بو‬
‫لسنة‪ ،‬وكذا لو قصر ذلك أضيف إليو من نصيب الثالثة‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬لو كاف عند إنساف وديعة ومات صاحبها وعليو حجة اإلسالـ‪ ،‬وعلم أف الورثة ال‬
‫يؤدوف ذلك جاز أف يقتطع قدر أجرة اغبج فيستأجر بو‪ ،‬ألنو خارج عن ملك الورثة‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا عقد اإلحراـ عن اؼبستأجر عنو ٍب نقل النية إىل نفسو مل يصح‪ ،‬فإذا أكمل اغبجة‬
‫مل تقع عن اؼبستأجر عنو وال يستحق األجرة وال ذبزي عن أحدنبا‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا أوصى أف وبج عنو وعْب اؼببلغ‪ ،‬فإذا كاف بقدر ثلث الَبكة أو أقل صح واجباً‬
‫كاف أو مندوباً‪ ،‬وإف كاف أزيد وكاف واجباً ومل هبز الورثة كاف أجرة اؼبثل من أصل اؼباؿ‪ ،‬والزائد من‬
‫الثلث‪ .‬وإف كاف ندباً حج عنو من بلده إف احتمل الثلث‪ ،‬وإف قصر حج عنو من بعض الطريق‪،‬‬
‫وإف قصر عن اغبج حٌب ال يرغب فيو أجّب صرؼ ُب وجوه الرب‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬إذا أوصى ُب حج واجب وغّبه قدـ الواجب‪ ،‬فإف كاف الكل واجباً وقصرت الَبكة‬
‫قسمت على اعبميع باغبصص‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬من عليو حجة اإلسالـ ونذر أخرى‪ٍ ،‬ب مات بعد االستقرار أخرجت حجة اإلسالـ‬
‫من األصل‪ ،‬واؼبنذورة من الثلث‪ .‬ولو ضاؽ اؼباؿ إال عن حجة اإلسالـ اقتصر عليها‪ ،‬ويستحب أف‬
‫وبج عنو النذر‪.‬‬

‫اؼبقدمة الثالثة‪ُ :‬ب أقساـ اغبج‬

‫وىي ثالثة‪ :‬سبتع‪ ،‬وقراف‪ ،‬وأفراد‪.‬‬

‫حج التمتع‪:‬‬

‫فصورتو‪ :‬أف وبرـ من اؼبيقات بالعمرة اؼبتمتع هبا‪ٍ ،‬ب يدخل هبا مكة فيطوؼ سبعاً بالبيت‪،‬‬
‫ويصلي ركعتيو باؼبقاـ‪ٍ ،‬ب يسعى بْب الصفا واؼبروة سبعاً ‪ ،‬ويقصر‪.‬‬

‫ٍب ينشئ إحراماً للحج من مكة يوـ الَبوية على األفضل‪ ،‬وإال بقدر ما يعلم أنو يدرؾ الوقوؼ‪،‬‬
‫ٍب يأٌب عرفات فيقف هبا إىل الغروب‪ٍ ،‬ب يفيض إىل اؼبشعر فيقف بو بعد طلوع الفجر‪ٍ ،‬ب يفيض إىل‬
‫مُب فيحلق هبا يوـ النحر ‪ ،‬ويذبح ىديو‪ ،‬ويرمي صبرة العقبة‪.‬‬

‫ٍب إف شاء أتى مكة ليومو أو لغده‪ ،‬فطاؼ طواؼ اغبج وصلى ركعتيو‪ ،‬وسعى سعيو‪ ،‬وطاؼ‬
‫طواؼ النساء‪ ،‬وصلى ركعتيو‪ٍ ،‬ب عاد إىل مُب لّبمي ما زبلف عليو من اعبمار‪ .‬وإف شاء أقاـ دبُب‬
‫‪217‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫حٌب يرمي صباره الثالث يوـ اغبادي عشر‪ ،‬ومثلو يوـ الثاين عشر‪ٍ ،‬ب ينفر بعد الزواؿ‪ .‬وإف أقاـ إىل‬
‫النفر الثاين جاز أيضاً‪ ،‬وعاد إىل مكة للطوافْب والسعي‪.‬‬

‫وىذا القسم فرض من كاف بْب منزلو وبْب مكة (ٕٕ كيلومَب) فما زاد من كل جانب‪ ،‬فإف‬
‫عدؿ ىؤالء إىل القراف أو األفراد ُب حجة اإلسالـ اختياراً مل هبز وهبوز مع االضطرار‪.‬‬

‫وشروطو أربعة‪ :‬النية‪ ،‬ووقوعو ُب أشهر اغبج‪ ،‬وىي شواؿ وذو القعدة وذو اغبجة‪ .‬وضابط‬
‫وقت اإلنشاء ما يعلم أنو يدرؾ اؼبناسك‪ ،‬وأف يأٌب باغبج والعمرة ُب سنة واحدة‪ ،‬وأف وبرـ باغبج لو‬
‫من بطن مكة‪ ،‬وأفضلو اؼبسجد وأفضلو اؼبقاـ‪ٍ ،‬ب ربت اؼبيزاب‪.‬‬

‫ولو أحرـ بالعمرة اؼبتمتع هبا ُب غّب أشهر اغبج مل هبز التمتع هبا إىل اغبج‪ ،‬وكذا لو فعل‬
‫بعضها ُب أشهر اغبج‪ ،‬ومل يلزمو اؽبدي‪.‬‬

‫واإلحراـ من اؼبيقات مع االختيار‪ ،‬ولو أحرـ حبج التمتع من غّب مكة مل هبزه‪ .‬ولو دخل مكة‬
‫بإحرامو وجب استئنافو منها ‪ ،‬ولو تعذر ذلك يستأنفو حيث أمكن ‪ -‬ولو بعرفة ‪ -‬إف مل يتعمد‬
‫ذلك‪ ،‬ويسقط الدـ (كفارة ترؾ اإلحراـ من مكة) واغباؿ ىذه‪.‬‬

‫وال هبوز للمتمتع اػبروج من مكة حٌب يأٌب باغبج‪ ،‬ألنو صار مرتبطاً بو‪ ،‬إال على وجو ال يفتقر‬
‫إىل ذبديد عمرة (أي ىبرج ؿبرـ ويعود كذلك‪ ،‬أو ىبرج غّب ؿبرـ ويعود قبل شهر)‪ ،‬ولو جدد عمرة‬
‫سبتع باألخّبة إىل اغبج‪.‬‬

‫ولو دخل بعمرتو إىل مكة وخشي ضيق الوقت جاز لو نقل النية إىل األفراد وكاف عليو عمرة‬
‫مفردة‪ ،‬وكذا اغبائض والنفساء إف منعهما عذرنبا عن التحلل وإنشاء اإلحراـ باغبج‪ ،‬لضيق الوقت‬
‫عن الَببص‪ .‬ولو ذبدد العذر وقد طافت أربعاً صحت متعتها‪ ،‬وأتت بالسعي وبقية اؼبناسك‪،‬‬
‫وقضت بعد طهرىا ما بقي من طوافها‪ ،‬وإذا صح التمتع سقطت العمرة اؼبفردة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫حج اإلفراد والقراف‪:‬‬

‫وصورة اإلفراد‪ :‬أف وبرـ من اؼبيقات أو من حيث يسوغ لو اإلحراـ باغبج‪ٍ ،‬ب يبضي إىل عرفات‬
‫فيقف هبا‪ٍ ،‬ب يبضي إىل اؼبشعر فيقف بو‪ٍ ،‬ب إىل مُب فيقضي مناسكو هبا‪ٍ ،‬ب يطوؼ بالبيت ويصلي‬
‫ركعتيو‪ ،‬ويسعى بْب الصفا واؼبروة‪ ،‬ويطوؼ طواؼ النساء ويصلي ركعتيو‪.‬‬

‫وعليو عمرة مفردة بعد اغبج واإلحالؿ منو‪ٍ ،‬ب يأٌب هبا من أدىن اغبل‪ ،‬وهبوز وقوعها ُب غّب‬
‫أشهر اغبج‪ ،‬ولو أحرـ هبا من دوف ذلك ٍب خرج إىل أدىن اغبل مل هبزه اإلحراـ األوؿ‪ ،‬وافتقر إىل‬
‫استئنافو‪.‬‬

‫وىذا القسم والقراف فرض أىل مكة ومن بينو وبينها دوف (ٕٕ كيلومَب) من كل جانب‪ .‬وإف‬
‫عدؿ ىؤالء إىل التمتع اضطراراً أو اختياراً جاز وال يلزمهم ىدي‪.‬‬

‫وشروطو ثالثة‪ :‬النية‪ ،‬وأف يقع ُب أشهر اغبج‪ ،‬وأف يعقد إحرامو من ميقاتو‪ ،‬أو من دويرة أىلو‬
‫إف كاف منزلو دوف اؼبيقات‪.‬‬

‫وأفعاؿ القارف وشروطو كاؼبفرد غّب أنو يتميز عنو بسياؽ اؽبدي عند إحرامو‪ .‬وإذا لىب استحب‬
‫لو إشعار ما يسوقو من البدف‪ ،‬وىو أف يشق سنامو من اعبانب األيبن ويلطخ صفحتو بدمو‪ .‬وإف‬
‫كاف معو بدف دخل بينها‪ ،‬وأشهرىا يبيناً ومشاالً‪.‬‬

‫والتقليد‪ :‬أف يعلق ُب رقبة اؼبسوؽ نعالً قد صلى فيو‪ ،‬واإلشعار والتقليد للبدف‪ ،‬وىبتص البقر‬
‫والغنم بالتقليد‪.‬‬

‫ولو دخل القارف أو اؼبفرد مكة وأراد الطواؼ جاز‪ ،‬لكن هبدداف التلبية عقيب صالة الطواؼ‪.‬‬
‫وهبوز للمفرد إذا دخل مكة أف يعدؿ إىل التمتع‪ ،‬وال هبوز ذلك للقارف‪ .‬واؼبكي إذا بعد عن أىلو‬
‫وحج حجة اإلسالـ على ميقات أحرـ منو وجوباً‪.‬‬

‫ولو أقاـ من فرضو التمتع دبكة سنة أو سنتْب مل ينقل فرضو‪ ،‬وكاف عليو اػبروج إىل اؼبيقات إذا‬
‫أراد حجة اإلسالـ‪ .‬ولو مل يتمكن من ذلك خرج إىل خارج اغبرـ‪ ،‬فإف تعذر أحرـ من موضعو‪ ،‬فإف‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫دخل ُب الثالثة مقيماً ٍب حج انتقل فرضو إىل القراف أو األفراد‪ .‬ولو كاف لو منزالف دبكة وغّبىا من‬
‫البالد سكنها أكثر من ستة أشهر كاف لو اغبج بأي األنواع شاء‪.‬‬

‫ويسقط اؽبدي عن القارف واؼبفرد وجوباً‪ ،‬وال يسقط التضحية استحباباً‪ .‬وال هبوز القراف بْب‬
‫اغبج والعمرة بنية واحدة‪ ،‬وال إدخاؿ أحدنبا على اآلخر‪ ،‬وال بنية حجتْب وال عمرتْب على سنة‬
‫واحدة‪.‬‬

‫اؼبقدمة الرابعة‪ُ :‬ب اؼبواقيت‬

‫والكالـ ُب‪ :‬أقسامها‪ ،‬وأحكامها‪.‬‬

‫اؼبواقيت ستة‪:‬‬

‫ألىل العراؽ‪ :‬العقيق‪ ،‬وأفضلو اؼبسلخ‪ ،‬ويليو غمرة‪ ،‬وآخره ذات عرؽ‪.‬‬

‫وألىل اؼبدينة‪ :‬اختياراً مسجد الشجرة ‪ ،‬وعند الضرورة اعبحفة‪.‬‬

‫وألىل الشاـ‪ :‬اعبحفة‪.‬‬

‫وألىل الطائف‪ :‬قرف اؼبنازؿ‪.‬‬

‫وميقات من منزلو أقرب من اؼبيقات‪ :‬منزلو‪.‬‬

‫وكل من حج على ميقات لزمو اإلحراـ منو‪ .‬ولو حج على طريق ال يفضي إىل أحد اؼبواقيت‬
‫وبرـ إذا غلب على ظنو ؿباذاة أقرب اؼبواقيت إىل مكة‪ ،‬وكذا من حج ُب البحر‪.‬‬

‫واغبج والعمرة يتساوياف ُب ذلك‪ .‬وذبرد الصبياف من فخ‪.‬‬

‫وأما أحكامها‪ ،‬ففيو مسائل‪:‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪212‬‬

‫األوىل‪ :‬من أحرـ قبل ىذه اؼبواقيت مل ينعقد إحرامو‪ ،‬إال لناذر بشرط أف يقع إحراـ اغبج ُب‬
‫أشهره‪ ،‬أو ؼبن أراد العمرة اؼبفردة ُب رجب وخشي تقضيو‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا أحرـ قبل اؼبيقات مل ينعقد إحرامو‪ ،‬وال يكفي مروره فيو ما مل هبدد اإلحراـ من‬
‫رأس‪ .‬ولو أخره عن اؼبيقات ؼبانع ٍب زاؿ اؼبانع عاد إىل اؼبيقات‪ ،‬فإف تعذر جدد اإلحراـ حيث زاؿ‪.‬‬
‫ولو دخل مكة خرج إىل اؼبيقات‪ ،‬فإف تعذر خرج إىل خارج اغبرـ‪ ،‬ولو تعذر أحرـ من مكة‪ .‬وكذا لو‬
‫ترؾ اإلحراـ ناسياً أو مل يرد النسك‪ ،‬وكذا اؼبقيم دبكة إذا كاف فرضو التمتع‪ .‬أما لو أخره عامداً مل‬
‫يصح إحرامو حٌب يعود إىل اؼبيقات‪ ،‬ولو تعذر مل يصح إحرامو‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬لو نسي اإلحراـ ومل يذكر حٌب أكمل مناسكو هبزيو‪.‬‬

‫الركن الثاين‪ُ :‬ب أفعاؿ اغبج‬

‫والواجب إثنا عشر‪ :‬اإلحراـ‪ ،‬والوقوؼ بعرفات‪ ،‬والوقوؼ باؼبشعر‪ ،‬ونزوؿ مُب‪ ،‬والرمي‪،‬‬
‫والذبح‪ ،‬واغبلق هبا أو التقصّب‪ ،‬والطواؼ‪ ،‬وركعتاه‪ ،‬والسعي‪ ،‬وطواؼ النساء‪ ،‬وركعتاه‪.‬‬

‫ويستحب أماـ التوجو‪ :‬الصدقة‪ ،‬وصالة ركعتْب‪ ،‬وأف يقف على باب داره ويقرأ فاربة الكتاب‬
‫أمامو وعن يبينو وعن يساره وآية الكرسي كذلك‪ ،‬وأف يدعو بكلمات الفرج وباألدعية اؼبأثورة‪ ،‬وأف‬
‫يقوؿ إذا جعل رجلو ُب الركاب‪ :‬بسم ا﵁ الرضبن الرحيم بسم ا﵁ وبا﵁ وا﵁ أكرب‪ ،‬فإذا استوى على‬
‫راحلتو دعا بالدعاء باؼبأثور‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب اإلحراـ‬

‫والنظر ُب‪ :‬مقدماتو‪ ،‬وكيفيتو‪ ،‬وأحكامو‪.‬‬


‫‪212‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫واؼبقدمات كلها مستحبة‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫توفّب شعر رأسو من أوؿ ذي القعدة إذا أراد التمتع‪ ،‬ويتأكد عند ىالؿ ذي اغبجة‪ ،‬وأف‬
‫ينظف جسده‪ ،‬ويقص أظفاره‪ ،‬ويأخذ من شاربو‪ ،‬ويزيل الشعر عن جسده وإبطيو مطلياً‪ ،‬ولو كاف‬
‫قد أطلى أجزاه ما مل يبض طبسة عشر يوماً‪.‬‬

‫والغسل لإلحراـ‪ ،‬وإف مل هبد ماء يتيمم لو‪ .‬ولو اغتسل وأكل أو لبس ما ال هبوز للمحرـ أكلو‬
‫وال لبسو أعاد الغسل استحباباً‪ .‬وهبوز لو تقديبو على اؼبيقات إذا خاؼ عوز اؼباء فيو‪ ،‬ولو وجده‬
‫استحب لو اإلعادة‪ .‬وهبزي الغسل ُب أوؿ النهار ليومو‪ ،‬وُب أوؿ الليل لليلتو ما مل ينم‪ .‬ولو أحرـ‬
‫بغّب غسل أو صالة ٍب ذكر تدارؾ ما تركو وأعاد اإلحراـ‪.‬‬

‫وأف وبرـ عقيب فريضة الظهر أو فريضة غّبىا‪ ،‬وإف مل يتفق صلى لإلحراـ ست ركعات وأقلو‬
‫ركعتاف‪ ،‬يقرأ ُب األوىل‪( :‬اغبمد) و (قل يا أيها الكافروف)‪ ،‬وُب الثانية‪( :‬اغبمد) و (قل ىو ا﵁‬
‫أحد)‪ .‬ويوقع نافلة اإلحراـ تبعاً لو ‪ -‬ولو كاف وقت فريضة ‪ -‬مقدماً للنافلة ما مل تتضيق اغباضرة‪.‬‬

‫وأما كيفيتو‪:‬‬

‫فيشتمل على واجب ومندوب‪ ،‬فالواجبات ثالثة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬النية‪ ،‬وىو أف يقصد بقلبو إىل أمور أربعة‪ :‬ما وبرـ بو من حج أو عمرة متقرباً‪ ،‬ونوعو‬
‫من سبتع أو قراف أو إفراد‪ ،‬وصفتو من وجوب أو ندب‪ ،‬وما وبرـ لو من حجة اإلسالـ أو غّبىا‪ .‬ولو‬
‫نوى نوعاً ونطق بغّبه عمل على نيتو‪ ،‬ولو أخل بالنية عمداً أو سهواً مل يصح إحرامو‪ .‬ولو أحرـ‬
‫باغبج والعمرة وكاف ُب أشهر اغبج أو غّبىا بطل ولزمو ذبديد النية واإلحراـ‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬كإحراـ فالف‬
‫وكاف عاؼباً دباذا أحرـ صح‪ ،‬وإذا كاف جاىالً بطل إحرامو‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬التلبيات األربع‪ ،‬فال ينعقد اإلحراـ ؼبتمع وال ؼبفرد إال هبا‪ ،‬أو اإلشارة لألخرس مع عقد‬
‫قلبو هبا‪ .‬والقارف باػبيار إف شاء عقد إحرامو هبا‪ ،‬وإف شاء قلد أو اشعر‪ ،‬وبأيهما بدأ كاف اآلخر‬
‫مستحباً‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫وصورهتا أف يقوؿ‪( :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال شريك لك لبيك‪ ،‬إف اغبمد والنعمة لك‬
‫واؼبلك لك‪ ،‬ال شريك لك)‪ .‬ولو عقد نية اإلحراـ ولبس ثوبيو ٍب مل يلب‪ ،‬وفعل ما ال وبل للمحرـ‬
‫فعلو مل يلزمو بذلك كفارة إذا كاف متمتعاً أو مفرداً‪ ،‬وكذا لو كاف قارناً ومل يشعر ومل يقلد‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬لبس ثويب اإلحراـ‪ ،‬ونبا واجباف‪ ،‬وال هبوز اإلحراـ فيما ال هبوز لبسو ُب الصالة‪ .‬وهبوز‬
‫اإلحراـ ُب اغبرير للنساء‪ ،‬وهبوز أف يلبس ا﵀رـ أكثر من ثوبْب‪ ،‬وأف يبدؿ ثياب إحرامو‪ ،‬فإذا أراد‬
‫الطواؼ فاألفضل أف يطوؼ فيهما‪ .‬وإذا مل يكن مع اإلنساف ثوبا اإلحراـ‪ ،‬وكاف معو قباء جاز لبسو‬
‫مقلوباً بأف هبعل ذيلو على كتفيو‪.‬‬

‫وأما أحكامو‪ ،‬فمسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ال هبوز ؼبن احرـ أف ينشأ إحراماً آخر حٌب يكمل أفعاؿ ما أحرـ لو‪ ،‬فلو أحرـ متمتعاً‬
‫ودخل مكة وأحرـ باغبج قبل التقصّب ناسياً مل يكن عليو شيء‪ ،‬وإف فعل ذلك عامداً بطلت عمرتو‬
‫فصارت حجة مبتولة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬لو نوى األفراد ٍب دخل مكة جاز أف يطوؼ ويسعى ويقصر وهبعلها عمرة يتمتع هبا‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا أحرـ الويل بالصيب جرده من فخ‪ ،‬وفعل بو ما هبب على ا﵀رـ وجنبو ما هبتنبو‪ .‬ولو‬
‫فعل الصيب ما هبب بو الكفارة لزـ ذلك الويل ُب مالو‪ ،‬وكل ما يعجز عنو الصيب يتواله الويل من تلبية‬
‫وطواؼ وسعي وغّب ذلك‪ .‬وهبب على الويل اؽبدي من مالو أيضاً‪ .‬وإذا كاف الصيب فبيزاً جاز أمره‬
‫بالصياـ عن اؽبدي‪ ،‬ولو مل يقدر على الصياـ صاـ الويل عنو مع العجز عن اؽبدي‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا اشَبط ُب إحرامو أف وبلو حيث حبسو ٍب أحصر ربلل‪ ،‬وال يسقط اؽبدي‪ .‬وفائدة‬
‫االشَباط جواز التحلل عند االحصار‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا ربلل ا﵀صور ال يسقط اغبج عنو ُب القابل إف كاف واجباً‪ ،‬ويسقط إف كاف ندباً‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫واؼبندوبات‪ :‬رفع الصوت بالتلبية للرجاؿ‪ ،‬وتكرارىا عند نومو واستيقاظو‪ ،‬وعند علو اآلكاـ‬
‫ونزوؿ االىضاـ‪ ،‬فإف كاف حاجاً فإىل يوـ عرفة عند الزواؿ‪ ،‬وإف كاف معتمراً دبتعة فإذا شاىد بيوت‬
‫مكة‪ ،‬وإف كاف بعمرة مفردة كاف ـبّباً ُب قطع التلبية عند دخوؿ اغبرـ‪ ،‬أو مشاىد الكعبة‪.‬‬

‫ويرفع صوتو بالتلبية إذا حج على طريق اؼبدينة إذا علت راحلتو البيداء‪ ،‬فإف كاف راجالً فحيث‬
‫وبرـ‪ .‬ويستحب التلفظ دبا يعزـ عليو واالشَباط أف وبلو حيث حبسو‪ ،‬وإف مل يكن حجة فعمرة‪ ،‬وأف‬
‫وبرـ ُب الثياب القطن وأفضلو البيض‪ .‬وإذا أحرـ باغبج من مكة رفع صوتو بالتلبية إذا أشرؼ على‬
‫األبطح‪ ،‬وأف يرفع صوتو بالشهادات األربع‪ ،‬﵁ بالوحدانية‪ ،‬وللرسوؿ بالرسالة‪ ،‬ولعلي واألئمة‬
‫بالوالية‪ ،‬وللمهدي واؼبهديْب باؽبداية‪.‬‬

‫ويلحق بذلك تروؾ اإلحراـ‪:‬‬

‫وىي ؿبرمات ومكروىات‪ ،‬فا﵀رمات ىي‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬صيد الرب اصطياداً أو أكالً ولو صاده ؿبل‪ ،‬وإشارة وداللة‪ ،‬وإغالقاً وذحباً‪ .‬ولو ذحبو‬
‫كاف ميتة حراماً على ا﵀ل وا﵀رـ‪ ،‬وكذا وبرـ فرخو وبيضو‪ .‬واعبراد ُب معُب الصيد الربي‪ .‬وال وبرـ‬
‫صيد البحر وىو ما يبيض ويفرخ ُب اؼبياه‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬والنساء وطياً وؼبساً بشهوة‪ ،‬وعقداً لنفسو ولغّبه‪ ،‬وشهادة على العقد وإقامة ولو ربملها‬
‫ؿبالً‪ ،‬وال بأس بو بعد اإلحالؿ‪ ،‬وتقبيالً ونظراً بشهوة‪ ،‬وكذا االستمناء‪.‬‬

‫تفريع‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬إذا اختلف الزوجاف ُب العقد فادعى أحدنبا وقوعو ُب اإلحراـ وأنكر اآلخر فالقوؿ قوؿ‬
‫من يدعي اإلحالؿ‪ ،‬لكن إف كاف اؼبنكر اؼبرأة كاف ؽبا نصف اؼبهر‪ ،‬العَبافو دبا يبنع من الوطء‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬إذا وكل ُب حاؿ إحرامو فأوقع‪ ،‬فإف كاف قبل إحالؿ اؼبوكل بطل‪ ،‬وإف كاف بعده صح‪.‬‬
‫وهبوز مراجعة اؼبطلقة الرجعية‪ ،‬وشراء اإلماء ُب حاؿ اإلحراـ‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫الثالث‪ :‬والطيب على العموـ ما خال خلوؽ الكعبة (وىو ما عطر بو البيت أو كسوتو أو ما‬
‫ضبلو ىو ليعطر بو البيت) ولو ُب الطعاـ‪ .‬ولو اضطر إىل أكل ما فيو طيب‪ ،‬أو ؼبس الطيب قبض‬
‫على أنفو‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬ولبس اؼبخيط للرجاؿ‪ ،‬وهبوز للنساء لبس اؼبخيط اضطراراً واختياراً‪ .‬وهبوز لبس‬
‫السراويل للرجل إذا مل هبد إزاراً‪ ،‬وكذا لبس طيلساف لو أزرار‪ ،‬لكن ال يزره على نفسو‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬واالكتحاؿ بالسواد ودبا فيو طيب‪ ،‬ويستوي ُب ذلك الرجل واؼبرأة‪.‬‬

‫السادس‪ :‬وكذا النظر ُب اؼبرآة‪ ،‬وهبوز إذا مل يكن للزينة‪.‬‬

‫السابع‪ :‬والفسوؽ وىو الكذب‪.‬‬

‫الثامن‪ :‬واعبداؿ‪ :‬وىو قوؿ‪ :‬ال وا﵁‪ ،‬وبلى وا﵁‪.‬‬

‫التاسع‪ :‬وقتل ىواـ اعبسد حٌب القمل‪ ،‬وهبوز نقلو من مكاف إىل آخر من جسده‪ ،‬وهبوز إلقاء‬
‫القراد واغبلم‪.‬‬

‫العاشر‪ :‬ووبرـ لبس اػباًب للزينة وهبوز للسنة‪ ،‬ولبس اؼبرأة اغبلي للزينة‪ ،‬وال بأس دبا كاف معتاداً‬
‫ؽبا‪ ،‬لكن وبرـ عليها إظهاره حٌب لزوجها‪.‬‬

‫اغبادي عشر‪ :‬واستعماؿ دىن فيو طيب ؿبرـ بعد اإلحراـ‪ ،‬وقبلو إذا كاف روبو يبقى إىل‬
‫اإلحراـ‪ .‬وكذا ما ليس بطيب ‪ -‬اختياراً ‪ -‬بعد اإلحراـ‪ ،‬وهبوز اضطراراً‪.‬‬

‫الثاين عشر‪ :‬وإزالة الشعر قليلو وكثّبة‪ ،‬ومع الضرورة ال أٍب‪.‬‬

‫الثالث عشر‪ :‬وتغطية الرأس‪ ،‬ولو غطى رأسو ناسياً ألقى الغطاء واجباً‪ ،‬وجدد التلبية استحباباً‪،‬‬
‫وهبوز ذلك للمرأة‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الرابع عشر‪ :‬والتظليل ؿبرـ عليو سائراً هناراً‪ ،‬ولو اضطر مل وبرـ‪ .‬ولو زامل عليالً أو امرأة اختص‬
‫ووبرـ ُب الطائرة إذا مرت‬
‫العليل واؼبرأة جبواز التظليل‪ .‬وهبوز التظليل طائراً (من يركب الطائرة)‪ُ ،‬‬
‫باؼبيقات وال يضره التظليل‪.‬‬

‫اػبامس عشر‪ :‬وإخراج الدـ إال عند الضرورة‪ ،‬وكذا حك اعبلد اؼبفضي إىل إدمائو‪ ،‬وكذا ُب‬
‫السواؾ اؼبفضي إىل إدمائو‪.‬‬

‫السادس عشر‪ :‬وقص األظفار‪.‬‬

‫السابع عشر‪ :‬وقطع الشجر واغبشيش‪ ،‬إال أف ينبت ُب ملكو‪.‬‬

‫الثامن عشر‪ :‬وتغسيل ا﵀رـ لو مات بالكافور‪.‬‬

‫التاسع عشر‪ :‬ولبس السالح لغّب الضرورة‪.‬‬

‫العشروف‪ :‬واالرسباس‪ ،‬أي رمس سباـ الرأس ُب اؼباء‪.‬‬

‫اغبادي والعشروف‪ :‬وسَب ظاىر القدـ‪ ،‬فإف أضطر جاز‪.‬‬

‫واؼبكروىات ىي‪ :‬اإلحراـ ُب الثياب اؼبصبوغة بالسواد والعصفر وشبهو‪ ،‬ويتأكد ُب السواد‪،‬‬
‫والنوـ عليها‪ ،‬وُب الثياب الوسخة وإف كانت طاىرة‪ ،‬ولبس الثياب اؼبعلمة‪ ،‬واستعماؿ اغبنا للزينة‪،‬‬
‫وكذا للمرأة ولو قبل اإلحراـ إذا قارنتو‪ ،‬والنقاب للمرأة‪ ،‬ودخوؿ اغبماـ‪ ،‬وتدليك اعبسد فيو‪ ،‬وتلبيتو‬
‫من يناديو‪ ،‬واستعماؿ الرياحْب‪.‬‬

‫خاسبػة‪:‬‬

‫كل من دخل مكة وجب أف يكوف ؿبرماً‪ ،‬إال من يكوف دخولو بعد إحرامو قبل مضي شهر‪،‬‬
‫أو يتكرر كاغبطاب واغبشاش‪ .‬ومن دخلها لقتاؿ جاز أف يدخل ؿبالً‪ ،‬كما دخل النيب (صلى ا﵁‬
‫عليو والو) عاـ الفتح وعليو اؼبغفر‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫وإحراـ اؼبرأة كإحراـ الرجل إال فيما استثنيناه‪ .‬ولو حضرت اؼبيقات جاز ؽبا أف ربرـ ولو كانت‬
‫حائضاً‪ ،‬لكن ال تصلي صالة اإلحراـ‪ .‬ولو تركت اإلحراـ ظناً أنو ال هبوز رجعت إىل اؼبيقات‬
‫وأنشأت اإلحراـ منو‪ ،‬ولو منعها مانع أحرمت من موضعها‪ .‬ولو دخلت مكة خرجت إىل أدىن‬
‫اغبل‪ ،‬ولو منعها مانع أحرمت من مكة‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب الوقوؼ بعرفات‬

‫والنظر ُب‪ :‬مقدمتو‪ ،‬وكيفيتو‪ ،‬ولواحقو‪.‬‬

‫أما اؼبقدمة‪:‬‬

‫فيستحب للمتمتع أف ىبرج إىل عرفات يوـ الَبوية (‪ ٛ‬ذي اغبجة) بعد أف يصلي الظهرين‪ ،‬إال‬
‫اؼبضطر كالشيخ اؽبم ومن ىبشى الزحاـ‪ ،‬وأف يبضي إىل مُب ويبيت هبا ليلتو إىل طلوع الفجر من يوـ‬
‫ؿبسر إال بعد طلوع الشمس‪.‬‬
‫عرفة‪ ،‬لكن ال هبوز وادي َّ‬
‫ويكره اػبروج قبل الفجر إال للضرورة كاؼبريض واػبائف‪ .‬واإلماـ يستحب لو اإلقامة فيها إىل‬
‫طلوع الشمس‪ ،‬ويستحب الدعاء باؼبرسوـ عند اػبروج‪ ،‬وأف يغتسل للوقوؼ‪.‬‬

‫وأما الكيفية‪:‬‬

‫فيشتمل على واجب وندب‪:‬‬

‫فالواجب‪ :‬النية‪ ،‬والكوف هبا إىل الغروب‪ .‬فلو وقف بنمرة‪ ،‬أو عُرنَة‪ ،‬أو ثوية أو ذي اجملاز‪ ،‬أو‬
‫ربت األراؾ مل هبزه‪.‬‬

‫ولو أفاض قبل الغروب جاىالً أو ناسياً فال شيء عليو‪ ،‬وإف كاف عامداً جربه ببدنة‪ ،‬فإف مل‬
‫يقدر صاـ شبانية عشر يوماً‪ .‬ولو عاد قبل الغروب مل يلزمو شيء‪.‬‬
‫‪217‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وأما أحكامو‪ ،‬فمسائل طبسة‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬الوقوؼ بعرفات ركن من تركو عامداً فال حج لو‪ ،‬ومن تركو ناسياً تداركو ما داـ وقتو‬
‫باقياً‪ ،‬ولو فاتو الوقوؼ هبا اجتزأ بالوقوؼ باؼبشعر‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬وقت االختيار لعرفة من زواؿ الشمس إىل الغروب‪ ،‬من تركو عامداً فسد حجو‪ ،‬ووقت‬
‫االضطرار إىل طلوع الفجر من يوـ النحر‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬من نسي الوقوؼ بعرفة رجع فوقف هبا ولو إىل طلوع الفجر إذا عرؼ أنو يدرؾ اؼبشعر‬
‫قبل طلوع الشمس‪ ،‬فلو غلب على ظنو الفوات اقتصر على إدراؾ اؼبشعر قبل طلوع الشمس وقد ًب‬
‫حجو‪ .‬وكذا لو نسي الوقوؼ بعرفات ومل يذكر إال بعد الوقوؼ باؼبشعر قبل طلوع الشمس‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا وقف بعرفات قبل الغروب‪ ،‬ومل يتفق لو إدراؾ اؼبشعر إىل قبل الزواؿ صح حجو‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا مل يتفق لو الوقوؼ بعرفات هناراً فوقف ليالً‪ٍ ،‬ب مل يدرؾ اؼبشعر حٌب تطلع‬
‫الشمس‪ ،‬فإف أدركو قبل الزواؿ صح حجو‪.‬‬

‫واؼبندوبات‪ :‬الوقوؼ ُب ميسرة اعببل ُب السفح‪ ،‬والدعاء اؼبتلقى عن أىل البيت (عليهم‬
‫السالـ) أو غّبه من األدعية‪ ،‬وأف يدعو لنفسو ولوالديو وللمؤمنْب‪ ،‬وأف يضرب خباءه بنمرة‪ ،‬وأف‬
‫يقف على السهل‪ ،‬وأف هبمع رحلو ويسد اػبلل بو وبنفسو‪ ،‬وأف يدعو قائماً‪.‬‬

‫ويكره‪ :‬الوقوؼ ُب أعلى اعببل‪ ،‬وراكباً‪ ،‬وقاعداً‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب الوقوؼ باؼبشعر‬

‫والنظر ُب‪ :‬مقدمتو‪ ،‬وكيفيتو‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫أما اؼبقدمة‪:‬‬

‫فيستحب االقتصاد ُب سّبه إىل اؼبشعر‪ ،‬وأف يقوؿ إذا بلغ الكثيب األضبر عن يبْب الطريق‪:‬‬
‫(اللهم ارحم موقفي‪ ،‬وزد ُب عملي‪ ،‬وسلم يل ديِب‪ ،‬وتقبل مناسكي)‪ ،‬وأف يؤخر اؼبغرب والعشاء إىل‬
‫اؼبزدلفة ولو صار إىل ربع الليل‪ ،‬ولو منعو مانع صلى ُب الطريق‪ ،‬وأف هبمع بْب اؼبغرب والعشاء بأذاف‬
‫واحد وإقامتْب من غّب نوافل بينهما ويؤخر نوافل اؼبغرب إىل بعد العشاء‪.‬‬

‫وأما الكيفية‪:‬‬

‫فالواجب‪ :‬النية‪ ،‬والوقوؼ باؼبشعر‪ ،‬وحده‪ :‬ما بْب اؼبأزمْب إىل اغبياض إىل وادي ؿبسر‪ .‬وال‬
‫يقف بغّب اؼبشعر‪ ،‬وهبوز مع الزحاـ االرتفاع إىل اعببل‪ .‬ولو نوى الوقوؼ ٍب ناـ أو جن أو أغمي‬
‫عليو صح وقوفو‪.‬‬

‫وأف يكوف الوقوؼ بعد طلوع الفجر‪ ،‬فلو أفاض قبلو عامداً بعد أف كاف بو ليالً ‪ -‬ولو قليالً ‪-‬‬
‫مل يبطل حجو إذا كاف وقف بعرفات‪ ،‬وجربه بشاة‪ .‬وهبوز اإلفاضة قبل الفجر للمرأة‪ ،‬ومن ىباؼ‬
‫على نفسو من غّب جرب‪ .‬ولو أفاض ناسياً مل يكن عليو شيء‪.‬‬

‫ويستحب الوقوؼ بعد أف يصلي الفجر‪ ،‬وأف يدعو بالدعاء اؼبرسوـ أو ما يتضمن اغبمد ﵁‬
‫والثناء عليو والصالة على النيب وآلو (عليهم السالـ)‪ ،‬وأف يطأ الصرورة اؼبشعر برجلو حافياً‪،‬‬
‫ويستحب الصعود على قزح وذكر ا﵁ عليو‪.‬‬

‫مسائل طبس‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬وقت الوقوؼ باؼبشعر ما بْب طلوع الفجر إىل طلوع الشمس‪ ،‬وللمضطر إىل زواؿ‬
‫الشمس‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬من مل يقف باؼبشعر ليالً وال بعد الفجر عامداً بطل حجو‪ ،‬ولو ترؾ ذلك ناسياً مل‬
‫يبطل إف كاف وقف بعرفات ‪ .‬ولو تركهما صبيعاً بطل حجو عمداً أو نسياناً‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثالثة‪ :‬من مل يقف بعرفات وأدرؾ اؼبشعر قبل طلوع الشمس صح حجو‪ ،‬ولو فاتو بطل‪ .‬ولو‬
‫وقف بعرفات جاز لو تدارؾ اؼبشعر إىل قبل الزواؿ‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬من فاتو اغبج ربلل بعمرة مفردة‪ٍ ،‬ب يقضيو إف كاف واجباً على الصفة الٍب وجبت‪ ،‬سبتعاً‬
‫أو قراناً أو إفراداً‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬من فاتو اغبج سقطت عنو أفعالو‪ ،‬ويستحب لو اإلقامة دبُب إىل انقضاء أياـ التشريق‪،‬‬
‫ٍب يأٌب بأفعاؿ العمرة الٍب يتحلل هبا‪.‬‬

‫خاسبػػة‪:‬‬

‫إذا ورد اؼبشعر استحب لو التقاط اغبصى منو وىو سبعوف حصاة‪ ،‬ولو أخذه من غّبه جاز‪،‬‬
‫لكن من اغبرـ عدا اؼبساجد‪ .‬وهبب فيو شروط ثالثة‪ :‬أف يكوف فبا يسمى حجراً‪ ،‬ومن اغبرـ‪،‬‬
‫وأبكاراً‪ .‬ويستحب أف يكوف برشا‪ ،‬رخوة‪ ،‬بقدر األمبلة‪ ،‬كحيلة منطقة‪ ،‬ملتقطة‪ .‬ويكره أف تكوف‬
‫صلبة‪ ،‬أو مكسرة‪.‬‬

‫ؿبسر إال‬
‫ويستحب ؼبن عدا اإلماـ اإلفاضة قبل طلوع الشمس بقليل‪ ،‬ولكن ال هبوز وادي ّ‬
‫بعد طلوعها‪ .‬واإلماـ يتأخر حٌب تطلع‪ ،‬والسعي بوادي ؿبسر وىو يقوؿ‪( :‬اللهم سلم عهدي‪ ،‬واقبل‬
‫توبٍب‪ ،‬واجب دعوٌب‪ ،‬واخلفِب فيمن تركت بعدي)‪ .‬ولو ترؾ السعي فيو رجع فسعى استحباباً‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب نزوؿ مُب وما هبا من اؼبناسك‬

‫فإذا ىبط دبُب استحب لو الدعاء باؼبرسوـ‪ ،‬ومناسكو هبا يوـ النحر ثالثة وىي‪ :‬رمي صبرة‬
‫العقبة‪ٍ ،‬ب الذبح‪ٍ ،‬ب اغبلق‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪212‬‬

‫أما األوؿ‪:‬‬

‫فالواجب فيو‪ :‬النية‪ ،‬والعدد وىو سبع‪ ،‬وإلقاؤىا دبا يسمى رمياً‪ ،‬وإصابة اعبمرة هبا دبا يفعلو‪.‬‬
‫فلو وقعت على شيء واكبدرت على اعبمرة جاز‪ ،‬ولو قصرت فتممها حركة غّبه من حيواف أو‬
‫إنساف مل هبز‪ .‬وكذا لو شك فلم يعلم وصلت اعبمرة أـ ال‪ .‬ولو طرحها على اعبمرة من غّب رمي مل‬
‫هبز‪.‬‬

‫واؼبستحب فيو ستة‪ :‬الطهارة‪ ،‬والدعاء عند إرادة الرمي‪ ،‬وأف يكوف بينو وبْب اعبمرة عشره أذرع‬
‫إىل طبسة عشر ذراعاً‪ ،‬وأف يرميها خذفاً‪ ،‬والدعاء مع كل حصاة‪ ،‬وأف يكوف ماشياً‪ ،‬ولو رمى راكباً‬
‫جاز‪ .‬وُب صبرة العقبة يستقبلها ويستدبر القبلة‪ ،‬وُب غّبىا يستقبلها ويستقبل القبلة‪.‬‬

‫وأما الثاين‪ :‬وىو الذبح‪ ،‬فيشتمل على أطراؼ‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب اؽبدي‪.‬‬

‫وىو واجب على اؼبتمتع‪ ،‬وال هبب على غّبه سواء كاف مفَبضاً أو متنفالً‪ .‬ولو سبتع اؼبكي‬
‫وجب عليو اؽبدي‪ ،‬ولو كاف اؼبتمتع فبلوكاً بإذف مواله كاف مواله باػبيار بْب أف يهدي ‪ ،‬وأف يأمره‬
‫بالصوـ‪ .‬ولو أدرؾ اؼبملوؾ أحد اؼبوقفْب معتقاً لزمو اؽبدي مع القدرة‪ ،‬ومع التعذر الصوـ‪.‬‬

‫والنية شرط ُب الذبح‪ ،‬وهبوز أف يتوالىا عنو الذابح بشرط اف يكوف مؤمناً‪ ،‬وهبب ذحبو دبُب‪.‬‬
‫وال هبزي واحد ُب الواجب إال عن واحد‪ ،‬وهبزي البقر عن سبعة ُب الندب‪ .‬وال هبب بيع ثياب‬
‫التجمل ُب اؽبدي‪ ،‬بل يقتصر على الصوـ‪ .‬ولو ضل اؽبدي فذحبو غّب صاحبو مل هبز عنو‪ .‬وال هبوز‬
‫إخراج شيء فبا يذحبو عن مُب‪ ،‬بل ىبرج إىل مصرفو هبا‪.‬‬

‫وهبب ذحبو يوـ النحر مقدماً على اغبلق ‪ ،‬فلو أخره أٍب وأجزأ‪ .‬وكذا لو ذحبو ُب بقية ذي‬
‫اغبجة جاز‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب صفاتو‪ .‬والواجب ثالثة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬اعبنس‪ ،‬وهبب أف يكوف من النعم‪ :‬اإلبل‪ ،‬والبقر‪ ،‬والغنم‪.‬‬


‫‪212‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثاين‪ :‬السن‪ ،‬فال هبزي من اإلبل إال الثِب‪ ،‬وىو الذي لو طبس ودخل ُب السادسة‪ ،‬ومن البقر‬
‫واؼبعز ما لو سنة ودخل ُب الثانية ‪ ،‬وهبزي من الضأف اعبذع لسنتو‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬أف يكوف تاماً‪ ،‬فال هبزي العوراء‪ ،‬وال العرجاء البْب عرجها‪ ،‬وال الٍب انكسر قرهنا‬
‫الداخل‪ ،‬وال اؼبقطوعة اإلذف‪ ،‬وال اػبصي من الفحوؿ‪ ،‬وال اؼبهزولة وىي الٍب ليس على كليتها‬
‫شحم‪.‬‬

‫ولو اشَباىا على أهنا مهزولة فخرجت كذلك مل ذبزه‪ ،‬ولو خرجت ظبينة أجزأتو وكذا لو‬
‫اشَباىا على أهنا ظبينة فخرجت مهزولة‪ ،‬ولو اشَباىا على أهنا تامة فبانت ناقصة مل هبزه‪.‬‬

‫عرؼ‬
‫واؼبستحب‪ :‬أف تكوف ظبينة تنظر ُب سواد وتربؾ ُب سواد وسبشي ُب مثلو‪ ،‬وأف تكوف فبا ّ‬
‫بو‪ .‬وأفضل اؽبدي من البدف والبقر اإلناث‪ ،‬ومن الضأف واؼبعز الذكراف‪ .‬وأف ينحر اإلبل قائمة قد‬
‫ربطت بْب اػبف والركبة‪ ،‬ويطعنها من اعبانب األيبن‪ ،‬وأف يدعو ا﵁ تعاىل عند الذبح‪ ،‬ويَبؾ يده‬
‫على يد الذابح‪ ،‬وأفضل منو أف يتوىل الذبح بنفسو إذا أحسن‪.‬‬

‫ويستحب أف يقسمو ثالثاً يأكل ثلثو‪ ،‬ويتصدؽ بثلثو‪ ،‬ويهدي ثلثو‪ .‬وهبب األكل منو‪ ،‬ولو‬
‫قليالً‪ .‬ويكره‪ :‬التضحية باعباموس‪ ،‬وبالثور‪ ،‬وباؼبوجوء‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب البدؿ‪.‬‬

‫من فقد اؽبدي ووجد شبنو ينتقل فرضو إىل الصوـ‪ ،‬وإذا فقدنبا صاـ عشرة أياـ‪ ،‬ثالثة ُب اغبج‬
‫متتابعات‪ ،‬يوماً قبل الَبوية ويوـ الَبوية ويوـ عرفة‪ .‬ولو مل يتفق اقتصر على الَبوية وعرفة‪ٍ ،‬ب صاـ‬
‫الثالث بعد النفر‪ .‬ولو فاتو يوـ الَبوية أخره إىل بعد النفر‪ ،‬وهبوز تقديبها من أوؿ ذي اغبجة بعد أف‬
‫تلبس باؼبتعػة‪ .‬وهبوز صومها طوؿ ذي اغبجة‪ ،‬ولو صاـ يومْب وأفطر الثالث مل هبزه واستأنف‪ ،‬إال‬
‫أف يكوف ذلك ىو العيد فيأٌب بالثالث بعد النفر‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫وال يصح صوـ ىذه الثالثة إال ُب ذي اغبجة بعد التلبس باؼبتعة‪ ،‬ولو خرج ذو اغبجة ومل‬
‫يصمها تعْب اؽبدي ُب القابل‪ .‬ولو صامها ٍب وجد اؽبدي ولو قبل التلبس بالسبعة مل هبب عليو‬
‫اؽبدي وكاف لو اؼبضي على الصوـ‪ ،‬ولو رجع إىل اؽبدي كاف أفضل‪.‬‬

‫وصوـ السبعة بعد وصولو إىل أىلو‪ ،‬وال يشَبط فيها اؼبواالة‪ ،‬فإف أقاـ دبكة انتظر قدر وصولو‬
‫إىل أىلو ما مل يزد على شهر‪ ،‬ولو مات من وجب عليو الصوـ ومل يصم وجب أف يصوـ عنو وليو‬
‫الثالثة والسبعة‪.‬‬

‫ومن وجب عليو بدنة ُب نذر أو كفارة ومل هبد كاف عليو سبع شياة‪ ،‬ولو تعْب اؽبدي فمات‬
‫من وجب عليو أخرج من أصل الَبكة‪.‬‬

‫الرابع‪ُ :‬ب ىدي القراف‪.‬‬

‫ال ىبرج ىدي القراف عن ملك سائقو‪ ،‬ولو إبدالو والتصرؼ فيو وإف أشعره أو قلده‪ ،‬ولكن مٌب‬
‫ساقو فالبد من كبره دبُب إف كاف إلحراـ اغبج‪ ،‬وإف كاف للعمرة فبفناء الكعبة باغبزورة‪.‬‬

‫ولو ىلك مل هبب إقامة بدلو‪ ،‬ألنو ليس دبضموف‪ .‬ولو كاف مضموناً كالكفارات وجب إقامة‬
‫بدلو‪ .‬ولو عجز ىدي السياؽ عن الوصوؿ جاز أف ينحر أو يذبح‪ُ ،‬ويعلَّم دبا يدؿ على أنو ىدي‪.‬‬
‫ولو أصابو كسر جاز بيعو‪ ،‬واألفضل أف يتصدؽ بثمنو أو يقيم بدلو‪ ،‬وال يتعْب ىدي السياؽ‬
‫للصدقة إال بالنذر‪.‬‬

‫ولو سرؽ من غّب تفريط مل يضمن‪ .‬ولو ضل فذحبو الواجد عن صاحبو أجزأ عنو‪ .‬ولو ضاع‬
‫فأقاـ بدلو ٍب وجد األوؿ ذحبو ومل هبب ذبح األخّب‪ ،‬ولو ذبح األخّب ذبح األوؿ ندباً‪ ،‬إال أف يكوف‬
‫منذوراً‪ .‬وهبوز ركوب اؽبدي ما مل يضر بو‪ ،‬وشرب لبنو ما مل يضر بولده ‪.‬‬

‫وكل ىدي واجب كالكفارات ال هبوز أف يعطي اعبزار منها شيئاً‪ ،‬وال أخذ شيء من جلودىا‪،‬‬
‫وال أكل شيء منها‪ ،‬فإف أكل تصدؽ بثمن ما أكل‪ .‬ومن نذر أف ينحر بدنة فإف عْب موضعها‬
‫وجب‪ ،‬وإف أطلق كبرىا دبكة‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ويستحب أف يأكل من ىدي السياؽ‪ ،‬وأف يهدي ثلثو‪ ،‬ويتصدؽ بثلثو‪ ،‬كهدي التمتع‪ ،‬وكذا‬
‫األضحية‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬األضحية‪.‬‬

‫ووقتها دبُب أربعة أياـ‪ ،‬أوؽبا يوـ النحر‪ ،‬وُب األمصار ثالثة‪ .‬ويستحب األكل من األضحية وال‬
‫بأس بادخار غبمها‪ ،‬ويكره أف ىبرج بو من مُب‪ ،‬وال بأس بإخراج ما يضحيو غّبه‪.‬‬

‫وهبزي اؽبدي الواجب عن األضحية‪ ،‬واعبمع بينهما أفضل‪ .‬ومن مل هبد األضحية تصدؽ‬
‫بثمنها‪ ،‬فإف اختلفت أشباهنا صبع األعلى واألوسط واألدىن‪ ،‬وتصدؽ بثلث اعبميع‪.‬‬

‫ويستحب أف تكوف األضحية دبا يشَبيو‪ ،‬ويكره دبا يربيو‪ .‬ويكره أف يأخذ شيئاً من جلود‬
‫األضاحي‪ ،‬وأف يعطيها اعبزار‪ ،‬واألفضل أف يتصدؽ هبا‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب اغبلق والتقصّب‬

‫فإذا فرغ من الذبح فهو ـبّب إف شاء حلق‪ ،‬وإف شاء قصر‪ ،‬واغبلق أفضل‪ ،‬ويتأكد ُب حق‬
‫الصرورة‪ ،‬ومن لبد شعره‪ .‬وليس على النساء حلق‪ ،‬ويتعْب ُب حقهن التقصّب‪ ،‬وهبزيهن منو ولو مثل‬
‫األمبلة‪.‬‬

‫وهبب تقدًن التقصّب على زيارة البيت لطواؼ اغبج والسعي‪ ،‬ولو قدـ ذلك على التقصّب‬
‫عامداً جربه بشاة‪ ،‬ولو كاف ناسياً مل يكن عليو شيء‪ ،‬وعليو إعادة الطواؼ‪.‬‬

‫وهبب أف وبلق دبُب فلو رحل رجع فحلق هبا‪ ،‬فإف مل يتمكن حلق أو قصر مكانو وبعث بشعره‬
‫ليدفن هبا‪ .‬ولو مل يبكنو مل يكن عليو شيء‪ ،‬ومن ليس على رأسو شعر أجزأه إمرار اؼبوسى عليو‪.‬‬

‫وترتيب ىذه اؼبناسك واجب يوـ النحر‪ :‬الرمي‪ٍ ،‬ب الذبح‪ٍ ،‬ب اغبلق‪ ،‬فلو قدـ بعضها على‬
‫بعض أٍب وال إعادة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫مسائل ثالث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬مواطن التحليل‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬عقيب اغبلق أو التقصّب وبل من كل شيء إال الطيب والنساء والصيد‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬إذا طاؼ طواؼ الزيارة حل لو الطيب‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إذا طاؼ طواؼ النساء حل لو النساء‪.‬‬

‫ووبل لو بعد الذبح اغبلق أو التقصّب لو ولغّبه‪ ،‬ويكره لبس اؼبخيط حٌب يفرغ من طواؼ‬
‫الزيارة‪ ،‬وكذا يكره الطيب حٌب يفرغ من طواؼ النساء‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا قضى مناسكو يوـ النحر فاألفضل اؼبشي إىل مكة للطواؼ والسعي ليومو‪ ،‬فإف‬
‫أخره ‪ -‬أي الطواؼ بعد أف غادر مُب إىل مكة ‪ -‬فمن غده‪ .‬ويتأكد ُب حق اؼبتمتع‪ ،‬فإف أخره أٍب‬
‫‪ ،‬وهبزيو طوافو وسعيو‪ .‬وهبوز للقارف واؼبفرد تأخّب ذلك طوؿ ذي اغبجة على كراىية‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬األفضل ؼبن مضى إىل مكة للطواؼ والسعي الغسل‪ ،‬وتقليم األظفار‪ ،‬وأخذ الشارب‪،‬‬
‫والدعاء إذا وقف على باب اؼبسجد‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب الطواؼ‬

‫وفيو ثالثة مقاصد‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب اؼبقدمات‬

‫وىي واجبة ومندوبة‪ :‬فالواجبات‪ :‬الطهارة‪ ،‬وإزالة النجاسة عن الثوب والبدف‪ ،‬وأف يكوف‬
‫ـبتوناً‪ ،‬وال يعترب ُب اؼبرأة‪.‬‬

‫واؼبندوبات شبانية‪ :‬الغسل لدخوؿ مكة‪ ،‬فلو حصل عذر اغتسل بعد دخولو‪ ،‬واألفضل أف‬
‫يغتسل من بئر ميموف‪ ،‬أو من فخ‪ ،‬وإال ففي منزلو‪ .‬ومضغ االذخر‪ ،‬وأف يدخل مكة من أعالىا‪،‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وأف يكوف حافياً‪ ،‬على سكينة ووقار‪ ،‬ويغتسل لدخوؿ اؼبسجد اغبراـ‪ ،‬ويدخل من باب بِب شيبة‬
‫ليطأ ىبل‪ ،‬وىو غّب موجود اآلف حيث ؿبا الوىابيوف النواصب أثره‪ ،‬وبعد أف يقف عندىا ويسلم‬
‫على النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) ويدعو باؼبأثور‪.‬‬

‫اؼبقصد الثاين‪ُ :‬ب كيفية الطواؼ‬

‫وىو يشتمل على‪ :‬واجب وندب‪.‬‬

‫فالواجب سبعة‪ :‬النية‪ ،‬والبدء باغبجر‪ ،‬واػبتم بو‪ ،‬وأف يطوؼ على يساره‪ ،‬وأف يدخل اغبجر‬
‫ُب الطواؼ‪ ،‬وأف يكملو سبعاً‪ ،‬وأف يكوف بْب البيت واؼبقاـ‪ ،‬ولو مشى على أساس البيت أو حائط‬
‫اغبجر مل هبزه‪.‬‬

‫ومن لوازمو ركعتا الطواؼ‪ ،‬ونبا واجبتاف بعده ُب الطواؼ الواجب‪ ،‬ولو نسيهما وجب عليو‬
‫الرجوع‪ ،‬ولو شق قضانبا حيث ذكره‪ ،‬ولو مات قضانبا الويل‪.‬‬

‫مسائل ست‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬الزيادة على السبع ُب الطواؼ الواجب ؿبظورة‪ ،‬وُب النافلة مكروىة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الطهارة شرط ُب الواجب دوف الندب‪ ،‬حٌب أنو هبوز ابتداء اؼبندوب مع عدـ الطهارة‬
‫وإف كانت الطهارة أفضل‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬هبب أف يصلي ركعٍب الطواؼ ُب اؼبقاـ حيث ىو اآلف‪ ،‬وال هبوز ُب غّبه‪ ،‬فإف منعو‬
‫زحاـ صلى وراءه‪ ،‬أو إىل أحد جانبيو‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬من طاؼ ُب ثوب قبس مع العلم مل يصح طوافو‪ ،‬وإف مل يعلم ٍب علم ُب أثناء‬
‫الطواؼ أزالو وسبم‪ ،‬ولو مل يعلم حٌب فرغ كاف طوافو ماضياً‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬هبوز أف يصلي ركعٍب طواؼ الفريضة ُب أي وقت شاء‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫السادسة‪ :‬من نقص من طوافو‪ ،‬فإف جاوز النصف رجع فأًب‪ ،‬ولو عاد إىل أىلو أمر من يطوؼ‬
‫عنو‪ ،‬وإف كاف دوف ذلك استأنف‪ .‬وكذا من قطع طواؼ الفريضة لدخوؿ البيت أو بالسعي ُب‬
‫حاجتو‪ .‬وكذا لو مرض ُب أثناء طوافو‪ ،‬ولو استمر مرضو حيث ال يبكن أف يطاؼ بو طيف عنو‪.‬‬
‫وكذا لو أحدث ُب طواؼ الفريضة‪ .‬ولو دخل ُب السعي فذكر أنو مل يتم طوافو رجع فأًب طوافو إف‬
‫كاف ذباوز النصف‪ٍ ،‬ب سبم السعي‪.‬‬

‫والندب طبسة عشر‪ :‬الوقوؼ عند اغبجر‪ ،‬وضبد ا﵁ والثناء عليو والصالة على النيب وآلو‬
‫(عليهم السالـ)‪ ،‬ورفع اليدين بالدعاء‪ ،‬واستالـ اغبجر وتقبيلو‪ ،‬فإف مل يقدر فبيده‪ ،‬ولو كانت‬
‫مقطوعة استلم دبوضع القطع‪ .‬ولو مل يكن لو يد اقتصر على اإلشارة‪ ،‬وأف يقوؿ‪( :‬ىذه أمانٍب‬
‫أديتها‪ ،‬وميثاقي تعاىدتو‪ ،‬لتشهد يل باؼبوافاة‪ .‬اللهم تصديقاً بكتابك ‪ ...‬إىل آخر الدعاء)‪.‬‬

‫وأف يكوف ُب طوافو داعياً ذاكراً ﵁ سبحانو على سكينة ووقار مقتصداً ُب مشيو‪ ،‬وأف يقوؿ‪:‬‬
‫(اللهم إين أسألك باظبك الذي يبشي بو على طلل اؼباء ‪ ...‬إىل آخر الدعاء)‪ ،‬وأف يلتزـ اؼبستجار‬
‫ُب الشوط السابع‪ ،‬ويبسط يديو على اغبائط‪ ،‬ويلصق بو بطنو وخده‪ ،‬ويدعو بالدعاء اؼبأثور‪ ،‬ولو‬
‫جاوز اؼبستجار إىل ركن اليماين مل يرجع‪ ،‬وأف يلتزـ األركاف كلها‪ ،‬وآكدىا الذي فيو اغبجر واليماين‪.‬‬

‫ويستحب أف يطوؼ ثالشبائة وستْب طوافاً‪ ،‬فإف مل يتمكن فثالشبائة وستْب شوطاً‪ ،‬ويلحق‬
‫الزيادة بالطواؼ األخّب‪ ،‬ويسقط الكراىية ىنا هبذا االعتبار‪ .‬وأف يقرأ ُب ركعٍب الطواؼ ُب األوىل مع‬
‫"اغبمد" "قل ىو ا﵁ أحد"‪ ،‬وُب الثانية معو "قل يا أيها الكافروف"‪ .‬ومن زاد على السبعة سهواً‬
‫أكملها أسبوعْب وصلى الفريضة أوالً‪ ،‬وركعٍب النافلة بعد الفراغ من السعي‪ ،‬وأف يتداىن من البيت‪.‬‬
‫ويكره الكالـ ُب الطواؼ بغّب الدعاء والقراءة‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب أحكاـ الطواؼ‪ ،‬وفيو اثنتا عشرة مسألة‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬الطواؼ ركن من تركو عامداً بطل حجو‪ ،‬ومن تركو ناسياً قضاه ولو بعد اؼبناسك‪ ،‬ولو‬
‫تعذر العود استناب فيو‪ .‬ومن شك ُب عدده بعد انصرافو مل يلتفت‪ ،‬وإف كاف ُب أثنائو وكاف شاكاً‬
‫‪217‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ُب الزيادة قطع وال شيء عليو‪ ،‬وإف كاف ُب النقصاف استأنف ُب الفريضة‪ ،‬وبُب على األقل ُب‬
‫النافلة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬من زاد على السبع ناسياً‪ ،‬وذكر قبل بلوغو الركن قطع وال شيء عليو‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬من طاؼ وذكر أنو مل يتطهر أعاد ُب الفريضة دوف النافلة‪ ،‬ويعيد صالة الطواؼ‬
‫الواجب واجباً‪ ،‬والندب ندباً‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬من نسي طواؼ الزيارة حٌب رجع إىل أىلو وواقع ال كفارة عليو‪ ،‬وإف واقع بعد الذكر‬
‫عليو بدنة والرجوع إىل مكة للطواؼ‪ .‬ولو نسي طواؼ النساء جاز أف يستنيب‪ ،‬ولو مات قضاه‬
‫وليو وجوباً‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬من طاؼ كاف باػبيار ُب تأخّب السعي إىل الغد‪ٍ ،‬ب ال هبوز تأخّبه مع القدرة‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬هبب على اؼبتمتع تأخّب الطواؼ والسعي حٌب يقف باؼبوقفْب‪ ،‬ويأٌب مناسكو يوـ‬
‫النحر‪ ،‬وال هبوز التعجيل إال للمريض واؼبرأة الٍب زباؼ اغبيض‪ ،‬والشيخ العاجز‪ ،‬وهبوز التقدًن للقارف‬
‫واؼبفرد على كراىية‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬ال هبوز تقدًن طواؼ النساء على السعي للمتمتع وال لغّبه اختياراً‪ ،‬وهبوز مع الضرورة‬
‫واػبوؼ من اغبيض‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬من قدـ طواؼ النساء على السعي ساىيا أجزأه‪ ،‬ولو كاف عامداً مل هبز‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬ال هبوز الطواؼ وعلى الطائف (الرجل) غطاء رأس‪ ،‬سواء ُب طواؼ العمرة أـ اغبج‪.‬‬

‫العاشرة‪ :‬من نذر أف يطوؼ على أربع إذا كاف رجل هبب أف يطوؼ على أربع وإذا كانت‬
‫امرأة هبب عليها طوافاف على قدميها ال على أربع‪.‬‬

‫اغبادية عشرة‪ :‬ال بأس أف يعوؿ الرجل على غّبه ُب تعداد الطواؼ‪ ،‬ولو شكا صبيعاً عوال على‬
‫األحكاـ اؼبتقدمة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫الثانية عشرة‪ :‬طواؼ النساء واجب ُب اغبج والعمرة اؼبفردة دوف اؼبتمتع هبا‪ ،‬وىو الزـ للرجاؿ‬
‫والنساء والصبياف واػبناثى‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب السعي‬

‫ومقدماتو عشرة كلها مندوبة‪ :‬الطهارة‪ ،‬واستالـ اغبجر‪ ،‬والشرب من زمزـ‪ ،‬والصب على‬
‫اعبسد من مائها من الدلو اؼبقابل للحجر‪ ،‬وأف ىبرج من الباب ا﵀اذي للحجر‪ ،‬وأف يصعد على‬
‫الصفا‪ ،‬ويستقبل الركن العراقي (وىو الذي فيو اغبجر األسود)‪ ،‬ووبمد ا﵁ ويثِب عليو‪ ،‬وأف يطيل‬
‫الوقوؼ على الصفا‪ ،‬ويكرب ا﵁ سبعاً ويهللو سبعاً‪ ،‬ويقوؿ‪( :‬ال إلو إال ا﵁‪ ،‬وحده ال شريك لو‪ ،‬لو‬
‫اؼبلك ولو اغبمد‪ ،‬وبيي ويبيت وىو حي ال يبوت‪ ،‬بيده اػبّب‪ ،‬وىو على كل شئ قدير) ثالثاً‪ ،‬ويدعو‬
‫بالدعاء اؼبأثور‪.‬‬

‫والواجب فيو أربعة‪ :‬النية‪ ،‬والبدء بالصفا‪ ،‬واػبتم باؼبروة‪ ،‬وأف يسعى سبعاً وبتسب ذىابو‬
‫شوطاً‪ ،‬وعوده آخر‪.‬‬

‫واؼبستحب أربعة‪ :‬أف يكوف ماشياً ولو كاف راكباً جاز‪ ،‬واؼبشي على طرفيو (أي طريق السعي)‪،‬‬
‫واؽبرولة ما بْب اؼبنارة وزقاؽ العطارين (وتوجد عالمة سبيز اؼبكانْب اآلف) ماشياً كاف أو راكباً‪ ،‬ولو‬
‫نسي اؽبرولة رجع القهقرى وىروؿ موضعها‪ ،‬والدعاء ُب سعيو ماشياً ومهروالً‪ ،‬وال بأس أف هبلس ُب‬
‫خالؿ السعي للراحة‪.‬‬

‫ويلحق هبذا الباب مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬السعي ركن من تركو عامداً بطل حجو‪ ،‬ولو كاف ناسياً وجب عليو اإلتياف بو‪ ،‬فإف‬
‫خرج عاد ليأٌب بو‪ ،‬فإف تعذر عليو استناب فيو‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ :‬ال هبوز الزيادة على سبع‪ ،‬ولو زاد عامداً بطل‪ ،‬وال تبطل بالزيادة سهواً‪ .‬ومن تيقن عدد‬
‫األشواط وشك فيما بو بدأ‪ ،‬فإف كاف ُب اؼبزدوج على الصفا فقد صح سعيو ألنو بدأ بو‪ ،‬وإف كاف‬
‫على اؼبروة أعاد‪ ،‬وينعكس اغبكم مع انعكاس الفرض‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬من مل وبصل عدد سعيو أعاده‪ ،‬ومن تيقن النقيصة أتى هبا‪ .‬ولو كاف متمتعاً بالعمرة‬
‫وظن أنو أًب فأحل وواقع النساء‪ٍ ،‬ب ذكر ما نقص كاف عليو دـ بقرة ويتم النقصاف‪ .‬وال كفارة لو قلم‬
‫أظفاره‪ ،‬أو قص شعره‪ ،‬فقط يتم النقصاف‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬لو دخل وقت فريضة وىو ُب السعي قطعو وصلى ٍب أسبو‪ ،‬وكذا لو قطعو ُب حاجة لو‬
‫أو لغّبه‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬ال هبوز تقدًن السعي على الطواؼ‪ ،‬كما ال هبوز تقدًن طواؼ النساء على السعي‪.‬‬
‫فإف قدمو طاؼ ٍب أعاد السعي‪ .‬ولو ذكر ُب أثناء السعي نقصاناً من طوافو قطع السعي وأًب‬
‫الطواؼ‪ٍ ،‬ب أًب السعي‪.‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب األحكاـ اؼبتعلقة دبُب بعد العود‬

‫وإذا قضى اغباج مناسكو دبكة من‪ :‬طواؼ الزيارة‪ ،‬والسعي‪ ،‬وطواؼ النساء‪ ،‬فالواجب العود‬
‫إىل مُب للمبيت هبا‪ .‬فيجب عليو أف يبيت هبا ليلٍب اغبادي عشر والثاين عشر‪ ،‬فلو بات بغّبىا كاف‬
‫عليو عن كل ليلة شاة‪ ،‬إال أف يبيت دبكة مشتغالً بالعبادة‪ ،‬أو ىبرج من مُب بعد نصف الليل بشرط‬
‫أف ال يدخل مكة إال بعد طلوع الفجر‪ .‬ولو بات الليايل الثالث بغّب مُب لزمو ثالث شياة إف كاف‬
‫فبن غربت عليو الشمس ُب الليلة الثالثة وىو دبُب‪ ،‬أو من مل يتق الصيد والنساء ألف ىؤالء هبب‬
‫عليهم اؼببيت ُب مُب ليلة اغبادي والثاين والثالث عشر‪.‬‬

‫وهبب أف يرمي كل يوـ من أياـ التشريق اعبمار الثالث كل صبرة سبع حصيات‪ ،‬وهبب ىنا ‪-‬‬
‫زيادة على ما تضمنتو شروط الرمي ‪ -‬الَبتيب‪ :‬يبدأ باألوىل‪ٍ ،‬ب الوسطى‪ٍ ،‬ب صبرة العقبة‪ ،‬ولو رماىا‬
‫منكوسة أعاد على الوسطى وصبرة العقبة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪212‬‬

‫ووقت الرمي ما بْب طلوع الشمس إىل غروهبا‪ ،‬وال هبوز أف يرمي ليالً إال لعذر كاػبائف‬
‫واؼبريض والرعاة والعبيد‪.‬‬

‫ومن حصل لو رمي أربع حصيات‪ٍ ،‬ب رمى على اعبمرة األخرى حصل بالَبتيب فيعود إىل‬
‫اؼبتقدمة ويتم رمي ثالثاً ويصح رميو‪ .‬ولو نسي رمي يوـ قضاه من الغد مرتباً بالفائت‪ ،‬ويعقب‬
‫باغباضر‪ .‬ويستحب أف يكوف ما يرميو ألمسو غدوة ‪ ،‬وما يرميو ليومو عند الزواؿ‪.‬‬

‫ولو نسي رمي اعبمار حٌب دخل مكة رجع ورمى‪ ،‬فإف خرج من مكة مل يكن عليو شيء إذا‬
‫انقضى زماف الرمي‪ ،‬فإف عاد ُب القابل رمى‪ ،‬وإف استناب فيو جاز‪ .‬ومن ترؾ رمي اعبمار متعمداً‬
‫وجب عليو قضاؤه‪ ،‬وهبوز أف يرمي عن اؼبعذور كاؼبريض‪.‬‬

‫ويستحب أف يقيم اإلنساف دبُب أياـ التشريق‪ ،‬وأف يرمي اعبمرة األوىل عن يبينو‪ ،‬ويقف ويدعو‪،‬‬
‫وكذا الثانية‪ ،‬ويرمي الثالثة مستدبر القبلة مقابالً ؽبا‪ ،‬وال يقف عندىا‪.‬‬

‫والتكبّب دبُب مستحب‪ ،‬وصورتو‪ :‬ا﵁ أكرب ا﵁ أكرب‪ ،‬ال إلو إال ا﵁ وا﵁ أكرب‪ ،‬ا﵁ أكرب على ما‬
‫ىدانا‪ ،‬واغبمد ﵁ على ما أوالنا ورزقنا من هبيمة األنعاـ‪.‬‬

‫وهبوز النفر ُب األوؿ‪ :‬وىو اليوـ الثاين عشر من ذي اغبجة ؼبن اجتنب النساء والصيد ُب‬
‫إحرامو‪ ،‬والنفر الثاين‪ :‬وىو اليوـ الثالث عشر‪ ،‬فمن نفر ُب األوؿ مل هبز إال بعد الزواؿ‪ ،‬وُب الثاين‬
‫هبوز قبلو‪.‬‬

‫ويستحب لإلماـ أف ىبطب ويعلم الناس ذلك‪ .‬ومن كاف قضى مناسكو دبكة جاز أف ينصرؼ‬
‫حيث شاء‪ ،‬ومن بقي عليو شيء من اؼبناسك عاد وجوباً‪.‬‬

‫مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من أحدث ما يوجب ح ّداً أو تعزيراً أو قصاصاً وعبأ إىل اغبرـ ضيق عليو ُب اؼبطعم‬
‫واؼبشرب حٌب ىبرج‪ ،‬ولو أحدث ُب اغبرـ قوبل دبا تقتضيو جنايتو فيو‪.‬‬
‫‪212‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ :‬يكره أف يبنع أحد من سكُب دور مكة‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬يكره أف يرفع أحد بناءاً فوؽ الكعبة‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬ال ربل لقطة اغبرـ قليلة كانت أو كثّبة‪ ،‬وتعرؼ سنة‪ٍ ،‬ب إف شاء تصدؽ هبا وال ضماف‬
‫عليو‪ ،‬وإف شاء جعلها ُب يده أمانة‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا ترؾ الناس زيارة النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) أجربوا عليها‪ ،‬ؼبا يتضمن من اعبفاء‬
‫ا﵀رـ‪.‬‬

‫ويستحب‪ :‬العود إىل مكة ؼبن قضى مناسكو لوداع البيت‪ ،‬ويستحب أماـ ذلك صالة ست‬
‫ركعات دبسجد اػبيف‪ ،‬وأكده استحباباً عند اؼبنارة الٍب ُب وسطو‪ ،‬وفوقها إىل جهة القبلة بنحو من‬
‫ثالثْب ذراعاً‪ ،‬وعن يبينها ويسارىا كذلك‪ .‬ويستحب النزوؿ دبسجد اغبصباء ؼبن نفر ُب األخّب‪ ،‬وأف‬
‫يستلقي فيو‪.‬‬

‫وإذا عاد إىل مكة فمن السنة‪ :‬أف يدخل الكعبة ويتأكد ُب حق الصرورة‪ ،‬وأف يغتسل ويدعو‬
‫عند دخوؽبا‪ ،‬وأف يصلي بْب االسطوانتْب (كانتا مقابل باب الكعبة) على الرخامة اغبمراء ركعتْب‪:‬‬
‫يقرأ ُب األوىل "اغبمد وحم السجدة" وُب الثانية "عدد آيها"‪ ،‬ويصلي ُب زوايا البيت‪ٍ ،‬ب يدعو‬
‫بالدعاء اؼبرسوـ‪ .‬ويستلم األركاف‪ ،‬ويتأكد ُب اليماين‪ٍ .‬ب يطوؼ بالبيت إسبوعاً‪ٍ ،‬ب يستلم األركاف‬
‫واؼبستجار‪ ،‬ويتخّب من الدعاء ما أحبو‪ٍ ،‬ب يأٌب زمزـ فيشرب منها‪ٍ ،‬ب ىبرج وىو يدعو‪ .‬ويستحب‬
‫خروجو من باب اغبنّاطْب (وال أثر لو اآلف فيخرج من باب يبكنو أف يرى منو الركن الذي فيو‬
‫اغبجر)‪ ،‬وىبر ساجداً‪ ،‬ويستقبل القبلة ويدعو‪ ،‬ويشَبي بدرىم (٘‪ ٕ.‬غراـ فضة) سبراً ويتصدؽ بو‬
‫احتياطاً إلحرامو‪.‬‬

‫ويكره اغبج على اإلبل اعباللة‪ ،‬ويستحب ؼبن حج أف يعزـ على العود‪ ،‬والطواؼ أفضل‬
‫للمجاور من الصالة‪ ،‬وللمقيم بالعكس‪ .‬ويكره اجملاورة دبكة‪ ،‬ويستحب النػزوؿ باؼبعرس على طريق‬
‫اؼبدينة‪ ،‬وصالة ركعتْب بو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫مسائل ثالث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬للمدينة حرـ‪ ،‬وحده من عاير إىل وعّب‪ .‬وال يعضد شجرة‪ ،‬وال بأس بصيده إال ما صيد‬
‫بْب اغبرتْب‪ ،‬وىذا على الكراىية اؼبؤكدة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬يستحب زيارة النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) للحاج استحباباً مؤكداً‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬يستحب أف تزار فاطمة (عليها السالـ) واألئمة (عليهم السالـ) بالبقيع‪.‬‬

‫خاسبػة‪:‬‬

‫تستحب اجملاورة هبا‪ ،‬والغسل عند دخوؽبا‪ ،‬وتستحب الصالة بْب القرب واؼبنرب وىو الروضة‪ ،‬وأف‬
‫يصوـ اإلنساف باؼبدينة ثالثة أياـ للحاجة‪ ،‬وأف يصلي ليلة األربعاء عند اسطوانة أيب لبابة‪ ،‬وُب ليلة‬
‫اػبميس عند االسطوانة الٍب تلي مقاـ رسوؿ ا﵁ (صلى ا﵁ عليو وآلو)‪ ،‬وأف يأٌب اؼبساجد باؼبدينة‬
‫كمسجد األحزاب ومسجد الفتح ومسجد الفضيخ‪ ،‬وقبور الشهداء بػ (أحد) خصوصاً قرب ضبزة‬
‫عليو السالـ ‪ .‬ويكره النوـ ُب اؼبساجد ويتأكد الكراىة ُب مسجد النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو)‪.‬‬

‫الركن الثالث‪ُ :‬ب اللواحق‬

‫وفيها مقاصد‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب االحصار والصد‬

‫الصد بالعدو‪ ،‬واالحصار باؼبرض ال غّب‪ .‬فاؼبصدود إذا تلبس ٍب صد ربلل من كل ما أحرـ منو‬
‫إذا مل يكن لو طريق غّب موضع الصد‪ ،‬أو كاف لو طريق وقصرت نفقتو‪ ،‬ويستمر إذا كاف لو مسلك‬
‫غّبه ولو كاف أطوؿ مع تيسر النفقة‪ .‬ولو خشي الفوات مل يتحلل وصرب حٌب يتحقق‪ٍ ،‬ب يتحلل‬
‫بعمرة‪ٍ ،‬ب يقضي ُب القابل واجباً إف كاف اغبج واجباً وإال ندباً‪ ،‬وال وبل إال بعد اؽبدي ونية التحلل‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وكذا البحث ُب اؼبعتمر إذا منع عن الوصوؿ إىل مكة‪ .‬ولو كاف ساؽ يكفيو ما ساقو‪ .‬وال بدؿ ؽبدي‬
‫التحلل‪ ،‬فلو عجز عنو وعن شبنو بقي على إحرامو‪ ،‬ولو ربلل مل وبل‪.‬‬

‫ويتحقق الصد باؼبنع من اؼبوقفْب‪ ،‬وكذا باؼبنع من الوصوؿ إىل مكة‪ .‬وال يتحقق باؼبنع من العود‬
‫إىل مُب لرمي اعبمار الثالث واؼببيت هبا‪ ،‬بل وبكم بصحة اغبج ويستنيب ُب الرمي‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬إذا حبس بدين فإف كاف قادراً عليو مل يتحلل‪ ،‬وإف عجز ربلل‪ ،‬وكذا لو حبس ظلماً‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬إذا صابر ففات اغبج مل هبز لو التحلل باؽبدي‪ ،‬وربلل بالعمرة‪ ،‬وال دـ‪ ،‬وعليو القضاء‬
‫إف كاف واجباً‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إذا غلب على ظنو انكشاؼ العدو قبل الفوات جاز أف يتحلل‪ ،‬لكن األفضل البقاء‬
‫على إحرامو‪ ،‬فإذا انكشف أًب‪ ،‬ولو اتفق الفوات أحل بعمرة‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬لو أفسد حجو فصد كاف عليو بدنة‪ ،‬ودـ للتحلل‪ ،‬واغبج من قابل‪ .‬ولو انكشف العدو‬
‫ُب وقت يتسع الستئناؼ القضاء وجب‪ ،‬وىو حج يقضى لسنتو‪ .‬وعلى ما قلناه فحجة العقوبة‬
‫باقية‪ ،‬ولو مل يكن ربلل مضى ُب فاسده وقضاه ُب القابل‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬لو مل يندفع العدو إال بالقتاؿ وجب إذا غلب على الظن السالمة‪ ،‬ولو طلب ماالً مل‬
‫هبب بذلو إال إذا كاف غّب ؾبحف‪.‬‬

‫وا﵀صر‪ :‬ىو الذي يبنعو اؼبرض عن الوصوؿ إىل مكة أو عن اؼبوقفْب‪ ،‬فهذا يبعث ما ساقو‪،‬‬
‫ولو مل يسق بعث ىدياً أو شبنو‪ ،‬وال وبل حٌب يبلغ اؽبدي ؿبلو وىو مُب إف كاف حاجاً‪ ،‬أو مكة إف‬
‫كاف معتمراً‪ .‬فإذا بلغ قصر وأحل إال من النساء خاصة حٌب وبج ُب القابل إف كاف واجباً‪ ،‬أو‬
‫يطاؼ عنو طواؼ النساء إف كاف تطوعاً‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫ولو باف أف ىديو مل يذبح مل يبطل ربللو‪ ،‬وكاف عليو ذبح ىدي ُب القابل‪ .‬ولو بعث ىديو ٍب‬
‫زاؿ العارض غبق بأصحابو‪ ،‬فإف أدرؾ أحد اؼبوقفْب ُب وقتو فقد أدرؾ اغبج‪ ،‬وإال ربلل بعمرة وعليو‬
‫ُب القابل قضاء الواجب‪ .‬ويستحب قضاء الندب‪.‬‬

‫واؼبعتمر‪ :‬إذا ربلل يقضي عمرتو عند زواؿ العذر‪.‬‬

‫والقارف‪ :‬إذا احصر فتحلل مل وبج ُب القابل إال قارناً إف كاف واجباً‪ ،‬وإف كاف ندباً حج دبا‬
‫شاء من أنواعو‪ ،‬وإف كاف اإلتياف دبثل ما خرج منو أفضل‪.‬‬

‫وباعث اؽبدي تطوعاً يواعد أصحابو وقتاً لذحبو أو كبره‪ٍ ،‬ب هبتنب صبيع ما هبتنبو ا﵀رـ‪ ،‬فإذا‬
‫كاف وقت اؼبواعدة أحل‪ ،‬لكن ىذا ال يليب‪ .‬ولو أتى دبا وبرـ على ا﵀رـ كفر استحباباً‪.‬‬

‫اؼبقصد الثاين‪ُ :‬ب أحكاـ الصيد‬

‫الصيد‪ :‬ىو اغبيواف اؼبمتنع‪ ،‬وال يشَبط أف يكوف حالالً‪ ،‬والنظر فيو يستدعي فصوالً‪:‬‬

‫الفصل األوؿ‪ :‬الصيد قسماف‬

‫فاألوؿ منها‪ :‬ما ال يتعلق بو كفارة‪ ،‬كصيد البحر وىو ما يبيض ويفرخ ُب اؼباء‪ ،‬ومثلو الدجاج‬
‫اغببشي‪ ،‬وكذا النعم ولو توحشت‪.‬‬

‫وال كفارة ُب قتل السباع ماشية كانت أو طائرة‪ ،‬إال األسد فإف على قاتلو كبشاً إذا مل يرده‪.‬‬
‫وفيما تولد بْب وحشي وإنسي‪ ،‬أو بْب ما وبل للمحرـ وما وبرـ يراعى االسم‪.‬‬

‫وال بأس بقتل األفعى‪ ،‬والعقرب‪ ،‬والفأرة‪ ،‬والوزغ‪ ،‬وبرمي اغبدأة‪ ،‬والغراب رمياً‪ .‬وال بأس بقتل‬
‫الربغوث‪ ،‬والزنبور‪.‬‬

‫وال هبوز قتل النحل‪ ،‬وال كفارة ُب قتلو خطأ‪ ،‬وُب قتلو عمداً صدقة‪ ،‬ولو بكف من طعاـ‪.‬‬
‫وهبوز شراء القماري‪ ،‬والدباسي‪ ،‬وإخراجها من مكة‪ .‬وال هبوز قتلها‪ ،‬وال أكلها‪.‬‬
‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثاين‪ :‬ما يتعلق بو الكفارة‪ ،‬وىو ضرباف‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬ما لكفارتو بدؿ على اػبصوص‪ ،‬وىو كل ما لو مثل من النعم‪ ،‬وأقسامو طبسة‪:‬‬

‫تقوـ البدنة ويفض شبنها على الرب‪ ،‬ويتصدؽ بو‬


‫األوؿ‪ :‬النعامة‪ ،‬وُب قتلها بدنة‪ ،‬ومع العجز ّ‬
‫لكل مسكْب مداف‪ ،‬وال يلزـ ما زاد عن ستْب‪ .‬ولو عجز صاـ عن كل مدين يوماً‪ ،‬ولو عجز صاـ‬
‫شبانية عشر يوماً‪ .‬وُب فراخ النعاـ من صغار اإلبل‪.‬‬

‫يقوـ البقرة‬
‫الثاين‪ :‬بقرة الوحش وضبار الوحش‪ ،‬وُب قتل كل واحد منهما بقرة أىلية‪ ،‬ومع العجز ّ‬
‫األىلية ويفض شبنها على الرب‪ ،‬ويتصدؽ بو لكل مسكْب مداف‪ .‬وال يلزـ ما زاد على الثالثْب‪ ،‬ومع‬
‫العجز يصوـ عن كل مدين يوماً‪ ،‬وإف عجز صاـ تسعة أياـ‪.‬‬

‫تقوـ الشاة ويفض شبنها على الرب‪ ،‬ويتصدؽ بو لكل‬


‫الثالث‪ُ :‬ب قتل الظيب شاة‪ ،‬ومع العجز ّ‬
‫مسكْب مداف‪ .‬وال يلزـ ما زاد عن عشرة‪ ،‬فإف عجز صاـ عن كل مدين يوماً‪ ،‬فإف عجز صاـ ثالثة‬
‫أياـ‪.‬‬

‫تقوـ الشاة ويفض شبنها على الرب‪ ،‬ويتصدؽ بو لكل‬


‫وُب الثعلب واألرنب شاة‪ ،‬ومع العجز ّ‬
‫مسكْب مداف‪ .‬وال يلزـ ما زاد عن عشرة‪ ،‬فإف عجز صاـ عن كل مدين يوماً‪ ،‬فإف عجز صاـ ثالثة‬
‫أياـ‪ .‬واألبداؿ ُب األقساـ الثالثة على الَبتيب‪.‬‬

‫الرابع‪ُ :‬ب كسر بيض النعاـ إذا ربرؾ فيها الفرخ بكارة من اإلبل لكل واحدة واحد‪ ،‬وقبل‬
‫التحرؾ إرساؿ فحولة اإلبل ُب إناث منها بعدد البيض‪ ،‬فما نتج فهو ىدي‪ ،‬ومع العجز عن كل‬
‫بيضة شاة‪ ،‬ومع العجز إطعاـ عشرة مساكْب‪ ،‬فإف عجز صاـ ثالثة أياـ‪.‬‬

‫اػبامس‪ُ :‬ب كسر بيض القطا والقبج إذا ربرؾ الفرخ من صغار الغنم‪ ،‬وقبل التحرؾ إرساؿ‬
‫فحولة الغنم ُب إناث منها بعدد البيض‪ ،‬فما نتج فهو ىدي‪ ،‬فإف عجز كاف كمن كسر بيض النعاـ‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ما ال بدؿ لو على اػبصوص‪ ،‬وىو طبسة أقساـ‪:‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫األوؿ‪ :‬اغبماـ‪ ،‬وىو اسم لكل طائر يهدر ويعب اؼباء‪ ،‬وُب قتلها شاة على ا﵀رـ‪ ،‬وعلى ا﵀ل‬
‫ُب اغبرـ درىم (٘‪ ٕ.‬غراـ فضة خالصة)‪ ،‬وُب فرخها للمحرـ ضبل‪ ،‬وللمحل ُب اغبرـ نصف درىم‬
‫(ٕ٘‪ ٔ.‬غراـ فضة)‪.‬‬

‫ولو كاف ؿبرماً ُب اغبرـ اجتمع عليو األمراف‪ ،‬وُب بيضها إذا ربرؾ الفرخ ضبل‪ ،‬وقبل التحرؾ‬
‫على ا﵀رـ درىم‪ ،‬وعلى ا﵀ل ربع درىم‪ .‬ولو كاف ؿبرماً ُب اغبرـ لزمو درىم وربع‪ .‬ويستوي األىلي‬
‫وضباـ اغبرـ ُب القيمة إذا قتل ُب اغبرـ‪ ،‬لكن يشَبي بقيمة اغبرمي علف غبمامو‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب كل واحد من القطا واغبجل والدراج ضبل قد فطم ورعى‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب قتل كل واحد من القنفذ والضب والّببوع جدي‪.‬‬

‫الرابع‪ُ :‬ب كل واحد من العصفور والقربة والصعوة مد من طعاـ‪.‬‬

‫اػبامس‪ُ :‬ب قتل اعبرادة كف من طعاـ‪ ،‬وكذا ُب القملة يلقيها عن جسده‪ .‬وُب قتل الكثّب من‬
‫اعبراد دـ شاة‪ .‬وإف مل يبكنو التحرز من قتلو بأف كاف على طريقو‪ ،‬فال إٍب وال كفارة‪ .‬وكل ما ال‬
‫تقدير لفديتو ففي قتلو قيمتو‪ ،‬وكذا القوؿ ُب البيوض‪.‬‬

‫فروع طبسة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬إذا قتل صيداً معيباً كاؼبكسور واألعور فداه بصحيح‪ ،‬ولو فداه دبثلو جاز ويفدي للذكر‬
‫دبثلو وباألنثى‪ ،‬وكذا األنثى وباؼبماثل أفضل‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬االعتبار بتقوًن اعبزاء وقت اإلخراج‪ ،‬وفيما ال تقدير لفديتو وقت اإلتالؼ‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إذا قتل ماخضاً فبا لو مثل ىبرج ماخضاً‪ ،‬ولو تعذر قوـ اعبزاء ماخضاً‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬إذا أصاب صيداً حامالً فألقت جنيناً حياً ٍب ماتا فدى األـ دبثلها والصغّب بصغّبة‪ ،‬ولو‬
‫عاشا مل يكن عليو فدية إذا مل يعب اؼبضروب‪ .‬ولو عاب ضمن أرشو‪ ،‬ولو مات أحدنبا فداه دوف‬
‫اآلخر‪ .‬ولو ألقت جنيناً ميتاً لزمو األرش‪ ،‬وىو ما بْب قيمتها حامالً وؾبهضاً‪.‬‬
‫‪217‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫اػبامس‪ :‬إذا قتل ا﵀رـ حيواناً وشك ُب كونو صيداً مل يضمن‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب موجبات الضماف‬

‫وىي ثالثة‪ :‬مباشرة اإلتالؼ‪ ،‬واليد‪ ،‬والسبب‪.‬‬

‫أما اؼبباشرة‪:‬‬

‫فنقوؿ‪ :‬قتل الصيد موجب لفديتو‪ ،‬فإف أكلو لزمو فداء آخر‪ ،‬فيفدي ما قتل ويضمن قيمة ما‬
‫أكل‪ .‬ولو رمى صيداً فأصابو ومل يؤثر فيو فال فدية‪ ،‬ولو جرحو ٍب رآه سوياً ضمن أرشو‪ .‬وإذا مل يعلم‬
‫حالو لزمو الفداء‪ ،‬وكذا لو مل يعلم أثر فيو أـ ال‪.‬‬

‫ولو اشَبؾ صباعة ُب قتل الصيد ضمن كل واحد منهم فداءً كامالً‪ .‬ومن ضرب بطّب على‬
‫األرض كاف عليو دـ وقيمة للحرـ‪ ،‬وأخرى الستصغاره‪ .‬ومن شرب لنب ظبية ُب اغبرـ لزمو دـ وقيمة‬
‫اللنب‪ .‬ولو رمى الصيد وىو ؿبل فأصابو وىو ؿبرـ مل يضمنو‪ ،‬وكذا لو جعل ُب رأسو ما يقتل القمل‬
‫وىو ؿبل ٍب أحرـ فقتلو‪.‬‬

‫اؼبوجب الثاين‪ :‬اليد‬

‫ومن كاف معو صيد فأحرـ زاؿ ملكو عنو ووجب إرسالو‪ ،‬فلو مات قبل إرسالو لزمو ضمانو‪،‬‬
‫ولو كاف الصيد نائياً عنو مل يزؿ ملكو‪ .‬ولو أمسك ا﵀رـ صيداً فذحبو ؿبرـ ضمن كل منهما فداء‪،‬‬
‫ولو كانا ُب اغبرـ تضاعف الفداء ما مل يكن بدنة‪ ،‬ولو كانا ؿبلْب ُب اغبرـ مل يتضاعف‪ ،‬ولو كاف‬
‫أحدنبا ؿبرماً تضاعف الفداء ُب حقو‪ .‬ولو أمسكو ا﵀رـ ُب اغبل فذحبو ا﵀ل ضمنو ا﵀رـ خاصة‪.‬‬
‫ولو نقل بيض صيد عن موضعو ففسد ضمنو‪ ،‬فلو أحضنو فخرج الفرخ سليماً مل يضمنو‪ .‬ولو ذبح‬
‫ا﵀رـ صيداً كاف ميتة ووبرـ على ا﵀ل‪ ،‬وال كذا لو صاده وذحبو ؿبل‪.‬‬

‫اؼبوجب الثالث‪ :‬السبب‪ ،‬وىو يشتمل على مسائل‪:‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫األوىل‪ :‬من أغلق على ضباـ من ضباـ اغبرـ ولو فراخ وبيض ضمن باإلغالؽ‪ ،‬فإف زاؿ السبب‬
‫وأرسلها سليمة سقط الضماف‪ .‬ولو ىلكت ضمن اغبمامة بشاة‪ ،‬والفرخ حبمل‪ ،‬والبيضة بدرىم إف‬
‫كاف ؿبرماً‪ ،‬وإف كاف ؿبالً ففي اغبمامة درىم وُب الفرخ نصف‪ ،‬وُب البيضة ربع‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا نفر ضباـ اغبرـ فليس عليو شيء‪ ،‬واألفضل أف يتصدؽ‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا رمى اثناف فأصاب أحدنبا وأخطأ اآلخر‪ ،‬فعلى اؼبصيب فداء عبنايتو‪ ،‬وكذا على‬
‫اؼبخطئ إلعانتو‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا أوقد صباعة ناراً فوقع فيها صيد لزـ كل واحد منهم فداء إذا قصدوا االصطياد‪ ،‬وإال‬
‫ففداء واحد‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا رمى صيداً فاضطرب فقتل فرخاً أو صيدا آخر كاف عليو فداء اعبميع‪ ،‬ألنو سبب‬
‫لإلتالؼ‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬السائق يضمن ما ذبنيو دابتو (أو السيارة ووسائط النقل)‪ ،‬وكذا الراكب إذا وقف‬
‫هبا‪ ،‬وإذا سار ضمن ما ذبنيو بيديها‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬إذا أمسك صيداً لو طفل فتلف بإمساكو ضمن‪ ،‬وكذا لو أمسك ا﵀ل صيداً لو طفل‬
‫ُب اغبرـ‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬إذا أغرى ا﵀رـ كلبو بصيد فقتلو ضمن‪ ،‬سواء كاف ُب اغبل أو اغبرـ‪ ،‬ولكن يتضاعف‬
‫إذا كاف ؿبرماً ُب اغبرـ‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬لو نفر صيداً فهلك دبصادمة شيء‪ ،‬أو أخذه جارح ضمنو‪.‬‬

‫العاشرة‪ :‬لو وقع الصيد ُب شبكة فأراد زبليصو فهلك أو عاب ضمن‪.‬‬

‫اغبادية عشرة‪ :‬من دؿ على صيد فقتل ضمنو‪.‬‬


‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب صيد اغبرـ‬

‫وبرـ من الصيد على ا﵀ل ُب اغبرـ ما وبرـ على ا﵀رـ ُب اغبل‪ ،‬فمن قتل صيداً ُب اغبرـ كاف‬
‫عليو فداؤه‪ ،‬ولو اشَبؾ صباعة ُب قتلو فعلى كل واحد فداء‪ .‬ووبرـ وىو يؤـ اغبرـ ولو أصابو ودخل‬
‫اغبرـ فمات ضمنو‪.‬‬

‫ويكره االصطياد بْب الربيد (ٕٕ كيلومَب) واغبرـ‪ ،‬فلو أصاب صيداً فيو ففقأ عينو‪ ،‬أو كسر‬
‫قرنو كاف عليو صدقة استحباباً‪ .‬ولو ربط صيداً ُب اغبل فدخل اغبرـ مل هبز إخراجو‪.‬‬

‫ولو كاف ُب اغبل ورمى صيداً ُب اغبرـ فقتلو فداه‪ ،‬وكذا لو كاف ُب اغبرـ ورمى صيداً ُب اغبل‬
‫فقتلو ضمنو‪ .‬ولو كاف بعض الصيد ُب اغبرـ فأصاب ما ىو ُب اغبل أو ُب اغبرـ منو فقتلو ضمنو‪.‬‬
‫ولو كاف الصيد على فرع شجرة ُب اغبل فقتلو ضمن إذا كاف أصلها ُب اغبرـ‪.‬‬

‫ومن دخل بصيد إىل اغبرـ وجب عليو إرسالو‪ ،‬ولو أخرجو فتلف كاف عليو ضمانو‪ ،‬سواء كاف‬
‫التلف بسببو أو بغّبه‪ .‬ولو كاف طائراً مقصوصاً وجب عليو حفظو حٌب يكمل ريشو‪ٍ ،‬ب يرسلو‪.‬‬

‫وال هبوز صيد ضباـ اغبرـ وىو ُب اغبل‪ .‬ومن نتف ريشة من ضباـ اغبرـ كاف عليو صدقة‪ ،‬وهبب‬
‫أف يسلمها بتلك اليد‪ .‬ومن أخرج صيداً من اغبرـ وجب عليو إعادتو‪ ،‬ولو تلف قبل ذلك ضمنو‪.‬‬
‫ولو رمى بسهم ُب اغبل فدخل اغبرـ ٍب خرج إىل اغبل فقتل صيداً مل هبب الفداء‪.‬‬

‫ولو ذبح ا﵀ل ُب اغبرـ صيداً كاف ميتة‪ ،‬ولو ذحبو ُب اغبل وأدخلو اغبرـ مل وبرـ على ا﵀ل‪،‬‬
‫ووبرـ على ا﵀رـ‪ .‬وال يدخل ُب ملكو شئ من الصيد‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب التوابع‬

‫كل ما يلزـ ا﵀رـ ُب اغبل من كفارة الصيد‪ ،‬أو ا﵀ل ُب اغبرـ هبتمعاف على ا﵀رـ ُب اغبرـ حٌب‬
‫ينتهي إىل البدنة فال يتضاعف‪ .‬وكلما يتكرر الصيد من ا﵀رـ نسياناً وجب عليو ضمانو‪ .‬ولو تعمد‬
‫وجبت الكفارة أوالً‪ٍ ،‬ب ال تتكرر‪ ،‬وىو فبن ينتقم ا﵁ منو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪272‬‬

‫ويضمن الصيد بقتلو عمداً وسهواً‪ ،‬فلو رمى صيداً فمرؽ السهم فقتل آخر كاف عليو فداءاف‪،‬‬
‫وكذا لو رمى غرضاً فأصاب صيداً ضمنو‪ .‬ولو اشَبى ؿبل بيض نعاـ ﵀رـ فأكلو كاف على ا﵀رـ عن‬
‫كل بيضة شاة‪ ،‬وعلى ا﵀ل عن كل بيضة درىم‪ .‬وال يدخل الصيد ُب ملك ا﵀رـ باصطياد‪ ،‬وال‬
‫ابتياع‪ ،‬وال ىبة‪ ،‬وال مّباث‪ ،‬ىذا إذا كاف عنده‪ ،‬ولو كاف ُب بلده فإنو يبلك‪.‬‬

‫ولو اضطر ا﵀رـ إىل أكل الصيد أكلو وفداه‪ ،‬ولو كاف عنده ميتة أكل الصيد إف أمكنو الفداء‪،‬‬
‫وإال أكل اؼبيتة‪ .‬وإذا كاف الصيد فبلوكاً ففداؤه لصاحبو‪ ،‬وإف مل يكن فبلوكاً تصدؽ بو‪.‬‬

‫وكل ما يلزـ ا﵀رـ من فداء يذحبو أو ينحره دبكة إف كاف معتمراً‪ ،‬ودبُب إف كاف حاجاً‪ .‬وكل من‬
‫وجب عليو شاة ُب كفارة الصيد وعجز عنها كاف عليو إطعاـ عشرة مساكْب‪ ،‬فإف عجز صاـ ثالثة‬
‫أياـ ُب اغبج‪.‬‬

‫اؼبقصد الثالث‪ُ :‬ب باقي ا﵀ظورات‬

‫وىي سبعة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬االستمتاع بالنساء‪ ،‬فمن جامع زوجتو ُب الفرج قبالً أو دبراً‪ ،‬عامداً عاؼباً بالتحرًن فسد‬
‫حجو‪ ،‬وعليو إسبامو وبدنة واغبج من قابل‪ ،‬سواء كانت حجتو الٍب أفسدىا فرضاً أو نفالً‪ .‬وكذا لو‬
‫جامع أمتو وىو ؿبرـ‪.‬‬

‫ولو كانت امرأتو ؿبرمة مطاوعة لزمها مثل ذلك‪ ،‬وعليهما أف يفَبقا إذا بلغا ذلك اؼبكاف حٌب‬
‫يقضيا اؼبناسك إذا حجا على تلك الطريق‪ ،‬ومعُب االفَباؽ أال ىبلو إال ومعهما ثالث‪ .‬ولو أكرىها‬
‫كاف حجها ماضياً‪ ،‬وكاف عليو كفارتاف‪ ،‬وال يتحمل عنها شيئاً سوى الكفارة‪.‬‬

‫وإف جامع بعد الوقوؼ باؼبشعر ولو قبل أف يطوؼ طواؼ النساء‪ ،‬أو طاؼ منو ثالثة أشواط‬
‫فما دونو‪ ،‬أو جامع ُب غّب الفرج قبل الوقوؼ كاف حجو صحيحاً‪ ،‬وعليو بدنة ال غّب‪.‬‬

‫تفريع‪ :‬إذا حج ُب القابل بسبب اإلفساد فأفسد لزمو ما لزـ أوالً‪ .‬وُب االستمناء بدنة‪ ،‬وال‬
‫يفسد بو اغبج وال هبب القضاء‪.‬‬
‫‪272‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ولو جامع أمتو ؿبالً وىي ؿبرمة بإذنو ربمل عنها الكفارة بدنة أو بقرة أو شاة‪ ،‬وإف كاف معسراً‬
‫فشاة أو صياـ ثالثة أياـ‪.‬‬

‫ولو جامع ا﵀رـ قبل طواؼ الزيارة لزمو بدنة‪ ،‬فإف عجز فبقرة أو شاة‪ .‬وإذا طاؼ ا﵀رـ من‬
‫طواؼ النساء طبسة أشواط ٍب واقع مل يلزمو الكفارة‪ ،‬وبُب على طوافو‪.‬‬

‫وإذا عقد ا﵀رـ ﵀رـ على امرأة ودخل هبا ا﵀رـ‪ ،‬فعلى كل منهما كفارة‪ ،‬وكذا لو كاف العاقد‬
‫ؿبالً‪.‬‬

‫ومن جامع ُب إحراـ العمرة قبل السعي فسدت عمرتو‪ ،‬وعليو بدنة وقضاؤىا‪ ،‬واألفضل أف‬
‫يكوف ُب الشهر الداخل‪.‬‬

‫ولو نظر إىل غّب أىلو فأمُب كاف عليو بدنة إف كاف موسراً‪ ،‬وإف كاف متوسطاً فبقرة‪ ،‬وإف كاف‬
‫معسراً فشاة‪.‬‬

‫ولو نظر إىل امرأتو مل يكن عليو شيء‪ ،‬ولو مسها بشهوة كاف عليو شاة ولو مل يبن‪ .‬ولو قبل‬
‫امرأتو كاف عليو شاة‪ ،‬ولو كاف بشهوة كاف عليو جزور‪ ،‬وكذا لو أمُب عن مالعبة‪ .‬ولو استمع على‬
‫من هبامع فأمُب من غّب نظر مل يلزمو شيء‪.‬‬

‫فرع‪ :‬لو حج تطوعاً فأفسده ٍب أحصر كاف عليو بدنة لإلفساد ودـ لالحصار‪ ،‬وكفاه قضاء‬
‫واحد ُب القابل‪.‬‬

‫ا﵀ظور الثاين‪ :‬الطيب‪ ،‬فمن تطيب كاف عليو دـ شاة‪ ،‬سواء استعملو صبغاً أو طالءً‪ ،‬ابتداء أو‬
‫استدامة‪ ،‬أو خبوراً‪ ،‬أو ُب الطعاـ‪ .‬وال بأس خبلوؽ الكعبة ولو كاف فيو زعفراف‪ .‬وكذا الفواكو كاالترج‬
‫والتفاح‪ ،‬والرياحْب كالورود‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬القلم‪ ،‬وُب كل ظفر مد من طعاـ‪ ،‬وُب أظفار يديو ورجليو ُب ؾبلس واحد دـ‪ ،‬ولو‬
‫كاف كل واحد منهما ُب ؾبلس لزمو دماف‪ .‬ولو أفٍب بتقليم ظفره فأدماه لزـ اؼبفٍب شاة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪271‬‬

‫الرابع‪ :‬اؼبخيط حراـ على ا﵀رـ (الرجل)‪ ،‬فلو لبس كاف عليو دـ‪ ،‬ولو اضطر إىل لبس ثوب‬
‫يتقي بو اغبر أو الربد جاز وعليو شاة‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬حلق الشعر‪ ،‬وفيو شاة‪ ،‬أو إطعاـ عشرة مساكْب لكل منهم مد‪ ،‬أو صياـ ثالثة أياـ‪.‬‬
‫ولو مس غبيتو أو رأسو فوقع منهما شئ أطعم كفاً من طعاـ‪ .‬ولو فعل ذلك ُب وضوء الصالة مل‬
‫يلزمو شيء‪ .‬ولو نتف أحد إبطيو أطعم ثالثة مساكْب‪ ،‬ولو نتفهما لزمو شاة‪.‬‬

‫وُب التظليل سائرا شاة‪ ،‬وكذا لو غطى رأسو بثوب‪ ،‬أو طيّنو بطْب يسَبه‪ ،‬أو ارسبس ُب اؼباء‪ ،‬أو‬
‫ضبل ما يسَبه‪.‬‬

‫السادس‪ :‬اعبداؿ ُب الكذب منو مرة شاة‪ ،‬ومرتْب بقرة‪ ،‬وثالثاً بدنة‪ .‬وُب الصدؽ ثالثاً شاة‪،‬‬
‫وال كفارة فيما دونو‪.‬‬

‫السابع‪ :‬قلع شجرة اغبرـ‪ ،‬وُب الكبّبة بقرة ولو كاف ؿبالً‪ ،‬وُب الصغّبة شاة‪ ،‬وُب أبعاضها قيمة‪.‬‬
‫ولو قلع شجرة منو أعادىا‪ ،‬ولو جفت يلزمو ضماهنا‪ .‬وال كفارة ُب قلع اغبشيش وإف كاف فاعلو‬
‫مأثوماً‪.‬‬

‫ومن استعمل دىناً طيباً ُب إحرامو كاف عليو شاة‪ ،‬وُب حاؿ الضرورة ال شيء عليو‪ .‬وفيمن قلع‬
‫ضرسو ال كفارة‪ ،‬وهبوز أكل ما ليس بطيب من االدىاف كالسمن و دىن السمسم‪ ،‬وال هبوز‬
‫االدىاف بو‪.‬‬

‫خاسبػة‪:‬‬

‫تشتمل على مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا اجتمعت أسباب ـبتلفة كاللبس وتقليم األظافر والطيب لزمو عن كل واحد كفارة‪،‬‬
‫سواء فعل ذلك ُب وقت واحد أو وقتْب‪ ،‬كفر عن األوؿ أو مل يكفر‪.‬‬
‫‪271‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ :‬إذا كرر الوطأ لزمو بكل مرة كفارة‪ ،‬ولو كرر اغبلق فإف كاف ُب وقت واحد مل تتكرر‬
‫الكفارة‪ ،‬وإف كاف ُب وقتْب تكررت‪ .‬ولو تكرر منو اللبس أو الطيب‪ ،‬فإف اربد اجمللس مل يتكرر‪،‬‬
‫وإف اختلف تكرر‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬كل ؿبرـ أكل أو لبس ما ال وبل لو أكلو أو لبسو كاف عليو دـ شاة‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬تسقط الكفارة عن اعباىل والناسي واجملنوف إال ُب الصيد‪ ،‬فإف الكفارة تلزـ ولو كاف‬
‫سهواً‪.‬‬

‫***‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪271‬‬
‫كتاب العمرة‬
‫وصورهتا‪ :‬أف وبرـ ُب اؼبيقات الذي يسوغ لو اإلحراـ منو‪ٍ ،‬ب يدخل مكة فيطوؼ ويصلي‬
‫ركعتيو‪ٍ ،‬ب يسعى بْب الصفا واؼبروة‪ ،‬ويقصر‪.‬‬

‫وشرائط وجوهبا شرائط وجوب اغبج‪ ،‬ومع الشرائط ذبب ُب العمر مرة‪ ،‬وقد ذبب بالنذر وما ُب‬
‫معناه‪ ،‬واالستئجار‪ ،‬واإلفساد‪ ،‬والفوات‪ ،‬والدخوؿ إىل مكة مع انتفاء العذر‪ ،‬وعدـ تكرار الدخوؿ‪.‬‬
‫ويتكرر وجوهبا حبسب السبب‪.‬‬

‫وأفعاؽبا شبانية‪ :‬النية‪ ،‬واإلحراـ‪ ،‬والطواؼ‪ ،‬وركعتاه‪ ،‬والسعي‪ ،‬والتقصّب‪ ،‬وطواؼ النساء‪ ،‬وركعتاه‪.‬‬

‫وتنقسم إىل‪ :‬متمتع هبا‪ ،‬ومفردة‪.‬‬

‫فاألوىل‪ :‬ذبب على من ليس من حاضري اؼبسجد اغبراـ‪ ،‬وال تصح إال ُب أشهر اغبج‪،‬‬
‫وتسقط اؼبفردة معها‪ ،‬ويلزـ فيها التقصّب‪ ،‬وال هبوز حلق الرأس‪ .‬ولو حلقو لزمو دـ‪ ،‬وال هبب فيها‬
‫طواؼ النساء‪.‬‬

‫واؼبفردة‪ :‬تلزـ حاضري اؼبسجد اغبراـ‪ ،‬وتصح ُب صبيع أياـ السنة‪ ،‬وأفضلها ما وقع ُب رجب‪.‬‬

‫ومن أحرـ باؼبفردة ودخل مكة جاز أف ينوي التمتع ويلزمو دـ‪ ،‬ولو كاف ُب غّب أشهر اغبج مل‬
‫هبز‪ .‬ولو دخل مكة متمتعاً مل هبز لو اػبروج حٌب يأٌب باغبج‪ ،‬ألنو مرتبط بو‪ .‬نعم‪ ،‬لو خرج حبيث ال‬
‫وبتاج إىل استئناؼ إحراـ جاز‪ ،‬ولو خرج فاستأنف عمرة سبتع باألخّبة‪.‬‬

‫وتستحب اؼبفردة ُب كل شهر‪ ،‬وأقلو عشرة أياـ‪ .‬ويكره أف يأٌب بعمرتْب بينهما أقل من عشرة‬
‫أياـ‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪271‬‬

‫ويتحلل من اؼبفردة بالتقصّب‪ ،‬واغبلق أفضل‪ .‬وإذا قصر أو حلق حل لو كل شيء إال النساء‪،‬‬
‫فإذا أتى بطواؼ النساء حلت لو النساء‪ ،‬وىو واجب ُب اؼبفردة بعد السعي على كل معتمر من امرأة‬
‫وخصي وصيب‪ .‬ووجوب العمرة على الفور‪.‬‬

‫***‬
‫كتاب األمر باؼبعروؼ والنهي عن اؼبنكر‬

‫اؼبعروؼ‪ :‬ىو كل ما أمر بو الشارع أو حث عليو‪.‬‬

‫واؼبنكر‪ :‬ىو كل ما هنى عنو الشارع‪.‬‬

‫واألمر باؼبعروؼ‪ ،‬والنهي عن اؼبنكر واجباف على كل فرد ُب اجملتمع اؼبؤمن‪.‬‬

‫واؼبعروؼ ينقسم إىل‪ :‬الواجب والندب‪ ،‬فاألمر بالواجب واجب‪ ،‬وباؼبندوب مندوب‪ .‬واؼبنكر‪:‬‬
‫ال ينقسم‪ ،‬فالنهي عنو كلو واجب‪.‬‬

‫وال هبب النهي عن اؼبنكر ما مل تكمل شروط أربعة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬أف يعلمو منكراً ليأمن الغلط ُب اإلنكار‪ ،‬وهبب على كل مؤمن أف يتعلم‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬أف هبوز تأثّب إنكاره‪ ،‬فلو غلب على ظنو‪ ،‬أو علم أنو ال يؤثر مل هبب‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬وأف يكوف الفاعل لو مصراً على االستمرار‪ ،‬فلو الح منو إمارة االمتناع أو أقلع عنو‬
‫سقط اإلنكار‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬أال يكوف ُب اإلنكار مفسدة‪ ،‬فلو ظن توجو الضرر إليو أو إىل مالو‪ ،‬أو إىل أحد من‬
‫اؼبؤمنْب سقط الوجوب‪.‬‬

‫ومراتب اإلنكار ثالث‪ :‬بالقلب‪ ،‬ومنو النظر بغضب لفاعل اؼبنكر واإلعراض عنو‪ ،‬وىو هبب‬
‫وجوباً مطلقاً‪ ،‬وباللساف‪ ،‬وباليد‪.‬‬

‫وهبب دفع اؼبنكر بالقلب أوالً كما إذا عرؼ أف فاعلو ينزجر بإظهار الكراىة‪ ،‬وكذا إف عرؼ‬
‫أف ذلك ال يكفي وعرؼ االكتفاء بضرب من اإلعراض واؽبجر وجب واقتصر عليو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي ‪‬‬ ‫‪271‬‬

‫ولو عرؼ إف ذلك ال يرفعو انتقل إىل اإلنكار باللساف مرتباً لأليسر من القوؿ فاأليسر‪ .‬ولو مل‬
‫يرتفع إال باليد مثل الضرب وما شاهبو جاز‪ ،‬ولو افتقر إىل اعبراح أو القتل ال هبوز إال بإذف اإلماـ‪.‬‬

‫وال هبوز ألحد إقامة اغبدود إال لإلماـ مع وجوده‪ ،‬أو من نصبو إلقامتها‪ .‬ومع عدمو هبوز‬
‫للموىل إقامة اغبد على فبلوكو‪ ،‬وال هبوز للرجل إقامة اغبد على ولده وزوجتو‪.‬‬

‫***‬
‫شرائع اإلسالـ‬

‫( اعبزء الثالث )‬

‫‪ ‬كتاب النكاح‬
‫‪ ‬كتاب الطالؽ‬
‫‪ ‬كتاب اػبلع واؼبباراة‬
‫‪ ‬كتاب الظهار‬
‫‪ ‬كتاب اإليالء‬
‫كتاب النكاح‬
‫وأقسامو ثالثة‪:‬‬

‫القسم األوؿ‪ُ :‬ب النكاح الدائم‬

‫والنظر فيو يستدعي فصوالً‪:‬‬

‫الفصل األوؿ‪ُ :‬ب آداب العقد‪ ،‬واػبلوة‪ ،‬ولواحقهما‬

‫أما آداب العقد‪ :‬فالنكاح مستحب ؼبن تاقت نفسو‪ ،‬من الرجاؿ والنساء‪ .‬ومن مل تتق‬
‫َّاس إِنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن ذَ َك ٍر َوأُنْػثَى َو َج َعْلنَا ُك ْم ُش ُعوباً َوقَػبَائِ َل‬
‫مستحب أيضاً؛ لقولو تعاىل‪﴿ :‬يَا أَيػُّ َها الن ُ‬
‫يم َخبِ ٌّب﴾ [اغبجرات‪ ،]ٖ :‬أي لتناكحوا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لتَػ َع َارفُوا إ َّف أَ ْكَرَم ُك ْم عْن َد اللَّو أَتْػ َقا ُك ْم إ َّف اللَّوَ َعل ٌ‬
‫ولقولو (عليو السالـ)‪( :‬تناكحوا تناسلوا)‪.‬‬

‫ولقولو (صلى ا﵁ عليو وآلو)‪( :‬شرار موتاكم العزاب)‪.‬‬

‫ولقولو (عليو السالـ)‪( :‬ما استفاد امرؤ فائدة بعد اإلسالـ‪ ،‬أفضل من زوجة مسلمة‪ ،‬تسره إذا‬
‫نظر إليها‪ ،‬وتطيعو إذا أمرىا‪ ،‬وربفظو إذا غاب عنها‪ُ ،‬ب نفسها ومالو)‪.‬‬

‫ويسػػتحب ؼبػػن أراد العقػػد‪ :‬أف يتخػػّب مػػن النسػػاء مػػن ذبمػػع صػػفات أربع ػاً‪ :‬كػػرـ األصػػل‪ ،‬وكوهنػػا‬
‫بكراً‪ ،‬ولوداً‪ ،‬عفيفة‪ .‬وال يقتصر على اعبماؿ وال على الثروة فردبا حرمهما‪.‬‬

‫وصالة ركعتْب والدعاء بعػدنبا دبػأثورة‪( :‬اللهػم إين أريػد أف أتػزوج‪ ،‬فقػدر يل مػن النسػاء أعفهػن‬
‫فرجاً‪ ،‬وأحفظهن يل ُب نفسها ومايل‪ ،‬وأوسعهن رزقاً‪ ،‬وأعظمهن بركة)‪ ،‬أو غّب ذلك‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫من الدعاء‪ .‬واإلعالف (إذا أشهد)‪ ،‬واػبطبة أماـ العقد‪ ،‬وإيقاعو ليالً‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب آداب اػبلوة باؼبرأة‪ ،‬وىي قسماف‪:‬‬


‫األوؿ‪ :‬يسػػتحب ؼبػػن أراد الػػدخوؿ أف يصػػلي ركعتػػْب ويػػدعو بعػػدنبا‪ ،‬وإذا أمػػر اؼب ػرأة باالنتقػػاؿ‬
‫إليػػو‪ ،‬أمرىػػا أف تصػػلي أيض ػاً ركعتػػْب وتػػدعو‪ ،‬وأف يكونػػا علػػى طهػػر‪ ،‬وأف يضػػع يػػده علػػى ناصػػيتها إذا‬
‫دخل ػػت علي ػػو‪ ،‬ويق ػػوؿ‪( :‬الله ػػم عل ػػى كتاب ػػك تزوجته ػػا‪ ،‬وُب أمانت ػػك أخ ػػذهتا‪ ،‬وبكلمات ػػك اس ػػتحللت‬
‫فرجهػػا‪ ،‬فػػإف قضػػيت يل ُب رضبهػػا شػػيئاً فاجعلػػو مسػػلماً سػػوياً‪ ،‬وال ذبعلػػو شػػرؾ شػػيطاف)‪ ،‬وأف يكػػوف‬
‫الدخوؿ ليالً‪ ،‬وأف يسمي عند اعبماع‪ ،‬ويسأؿ ا﵁ تعاىل أف يرزقو ولداً ذكراً سوياً‪.‬‬

‫ويسػػتحب‪ :‬الوليمػػة عنػػد الزفػػاؼ يومػاً أو يػػومْب‪ ،‬وأف يػُػدعى ؽبػػا اؼبؤمنػػوف‪ ،‬وال ذبػػب اإلجابػػة بػػل‬
‫تسػتحب‪ ،‬وإذا حضػر فاألكػل مسػتحب ولػو كػاف صػائماً نػدباً‪ .‬وأكػل مػا ينثػر ُب األعػراس جػائز‪ ،‬وال‬
‫هبوز أخذه إال بإذف أربابو؛ نطقاً أو بشاىد اغباؿ‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬يكره اعبماع ُب أوقات شبانية‪ :‬ليلة خسوؼ القمر‪ ،‬ويوـ كسوؼ الشمس‪ ،‬وعند الػزواؿ‪،‬‬
‫وعنػػد غػػروب الشػػمس حػػٌب يػػذىب الشػػفق‪ ،‬وُب ا﵀ػػاؽ‪ ،‬وبعػػد طلػػوع الفجػػر إىل طلػػوع الشػػمس‪ ،‬وُب‬
‫أوؿ ليلة من كل شهر إال ُب شهر رمضاف‪ ،‬وُب ليلة النصف‪ ،‬وُب السفر إذا مل يكػن معػو مػاء يغتسػل‬
‫بو‪ ،‬وعند ىبوب الريح السوداء والصفراء‪ ،‬والزلزلة‪ ،‬وعقيب االحػتالـ قبػل الغسػل أو الوضػوء‪ .‬وال بػأس‬
‫أف هبامع مرات من غّب غسل يتخللها‪ ،‬ويكوف غسلو أخّباً‪ .‬وأف هبامع وعنػده مػن ينظػر إليػو‪ ،‬والنظػر‬
‫إىل فرج اؼبرأة ُب حاؿ اعبماع وغّبه‪ ،‬واعبمػاع مسػتقبل القبلػة أو مسػتدبرىا‪ ،‬والكػالـ عنػد اعبمػاع بغػّب‬
‫ذكر ا﵁‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب لواحقهما‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬هب ػػوز أف ينظ ػػر إىل وج ػػو ام ػرأة يري ػػد نكاحه ػػا وإف مل يس ػػتأذهنا‪ .‬وىب ػػتص اعب ػواز بوجهه ػػا‬
‫وكفيها‪ ،‬ولو أف يكرر النظر إليها‪ ،‬وأف ينظرىا قائمة وماشية‪.‬‬
‫‪183‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وكػػذا هبػػوز أف ينظػػر إىل أمػػة يريػػد ش ػراءىا وإىل شػػعرىا وؿباسػػنها‪ .‬وهبػػوز النظػػر إىل نسػػاء أىػػل‬
‫الكتاب وشعورىن‪ ،‬لكن ال هبوز ذلك لتلذذ وال لريبة‪ .‬وهبوز أف ينظر الرجل إىل مثلػو مػا خػال عورتػو‪،‬‬
‫شػيخاً كػػاف أو شػػاباً‪ ،‬حسػػناً أو قبيحػاً‪ ،‬مػػا مل يكػػن النظػػر لريبػػة أو تلػذذ‪ ،‬وكػػذا اؼبػرأة‪ .‬وللرجػػل أف ينظػػر‬
‫إىل جسد زوجتو باطناً وظاىراً‪ ،‬وكذا اؼبرأة‪.‬‬

‫وال ينظر الرجػل بقصػد إىل األجنبيػة أصػالً إال لضػرورة‪ ،‬وهبػوز أف ينظػر إىل وجههػا وكفيهػا علػى‬
‫كراىيػػة فيػػو مػػرة‪ ،‬وال هبػػوز معػػاودة النظػػر‪ .‬وكػػذا اغبكػػم ُب اؼب ػرأة‪ .‬وهبػػوز عنػػد الضػػرورة‪ ،‬كمػػا إذا أراد‬
‫الشهادة عليها‪ ،‬ويقتصر الناظر منهػا علػى مػا يضػطر إىل اإلطػالع عليػو‪ ،‬كالطبيػب إذا احتاجػت اؼبػرأة‬
‫إليو للعالج‪ .‬أما النظر االتفاقي غّب اؼبقصود نتيجة تواجد رجاؿ ونساء ُب مكاف ما فال إشكاؿ فيو‪.‬‬

‫والكالـ بْب الرجل واؼبرأة جائز إال إف كاف فيو ريبة وخوؼ من الفتنة فيجب اجتنابو‪ ،‬قاؿ‬
‫ين ِزينَتَػ ُه َّن إَِّال َما ظَ َهَر ِمْنػ َها‬ ‫ِ‬ ‫ضن ِمن أَب ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وج ُه َّن َوَال يػُْبد َ‬ ‫صا ِرى َّن َوَْوب َفظْ َن فُػُر َ‬ ‫ض َْ ْ ْ َ‬ ‫تعاىل‪َ ﴿ :‬وقُل لِّْل ُم ْؤمنَات يَػ ْغ ُ‬
‫ين ِزينَتَػ ُه َّن إَِّال لِبُػ ُعولَتِ ِه َّن أ َْو آبَائِ ِه َّن أ َْو آبَاء بػُ ُعولَتِ ِه َّن أ َْو أَبْػنَائِ ِه َّن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ولْي ْ ِ ِ‬
‫ض ِربْ َن خبُ ُم ِرى َّن َعلَى ُجيُوهب َّن َوَال يػُْبد َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت أَْيبَانػُ ُه َّن أَ ِو‬ ‫َخ َواهت َّن أ َْو ن َسائ ِه َّن أ َْو َما َملَ َك ْ‬ ‫أ َْو أَبْػنَاء بػُ ُعولَت ِه َّن أ َْو إِ ْخ َواهن َّن أ َْو بَِِب إِ ْخ َواهن َّن أ َْو بَِِب أ َ‬
‫ض ِربْ َن‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اإلرب ِة ِمن ِّ ِ‬ ‫التَّابِعِ َ ِ‬
‫ِّساء َوَال يَ ْ‬ ‫ين َملْ يَظْ َهُروا َعلَى َع ْوَرات الن َ‬ ‫الر َجاؿ أَ ِو الطِّْف ِل الذ َ‬ ‫ْب َغ ّْب أ ُْوِيل ِْ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫بِأَرجلِ ِه َّن لِيػعلَم ما ىبُْ ِف ِ ِ‬
‫حو َف﴾ [النور‪.]ٖٔ :‬‬ ‫ْب من ِزينَت ِه َّن َوتُوبُوا إ َىل اللَّو َصبيعاً أَيػُّ َها الْ ُم ْؤمنُو َف لَ َعلَّ ُك ْم تُػ ْفل ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ُْ َ َ‬
‫ما هبوز أف تظهػره اؼبػرأة أمػاـ األجانػب ىػو الوجػو والكفػاف والقػدماف‪ .‬ومػا هبػوز أف تظهػره اؼبػرأة‬
‫أمػػاـ ا﵀ػػارـ ىػػي القػػالدة ومػػا فوقهػػا‪ ،‬ومػػا ربتػػاج كشػػفو ُب الوض ػوء مػػن اليػػدين‪ ،‬ومنتصػػف السػػاؽ ومػػا‬
‫دونو‪ ،‬وللزوج جسدىا كلو‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب مسائل تتعلق ُب ىذا الباب‪ ،‬وىي طبسة‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬وبرـ وطء الزوجة ُب الدبر من غّب رضاىا‪ ،‬ويكره مع رضاىا‪.‬‬

‫الثانيػػة‪ :‬العػػزؿ عػػن اغبػػرة إذا مل يشػػَبط ُب العقػػد ومل تػػأذف ؿبػ ّػرـ‪ ،‬وهبػػب معػػو ديػػة النطفػػة عشػػرة‬
‫دنانّب‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬ال هبوز للرجل أف يَبؾ وطء امرأتو أكثر من أربعة أشهر‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫الرابعة‪ :‬الدخوؿ باؼبرأة قبل أف تبلغ تسعاً ؿب ّػرـ‪ .‬ولػو دخػل مل ربػرـ‪ ،‬لكػن لػو أفضػاىا حرمػت ومل‬
‫زبرج من حبالو‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬يكره للمسافر أف يطرؽ أىلو ليالً (أي أف يواقع زوجتو ُب السفر ليالً)‪.‬‬

‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب العقد‬

‫والنظر‪ُ :‬ب الصيغة‪ ،‬واغبكم‪.‬‬

‫أما األوؿ‪ :‬فالنكاح يفتقر إىل إهباب وقبوؿ‪ ،‬دالْب على العقد الرافع لالحتماؿ‪.‬‬

‫والعبارة عن اإلهباب‪ :‬زوجتك وأنكحتك‪ ،‬ومتعتك‪ .‬والقبوؿ أف يقوؿ‪ :‬قبلت التزويج‪ ،‬أو قبلت‬
‫النكاح‪ ،‬أو ما شاهبو‪ .‬وهبوز االقتصار على‪( :‬قبلت)‪.‬‬

‫واألفض ػػل وقوعهم ػػا بلف ػػظ اؼباض ػػي ال ػػداؿ عل ػػى ص ػريح اإلنش ػػاء‪ .‬ول ػػو أت ػػى بلف ػػظ األم ػػر وقص ػػد‬
‫اإلنشاء كقولو‪ :‬زوجنيها أو زوجيِب نفسك‪ ،‬فقاؿ أو قالت‪ :‬زوجتك‪ ،‬يصح‪.‬‬

‫ولو أتى بلفػظ اؼبسػتقبل كقولػو‪ :‬أتزوجػك‪ ،‬فتقػوؿ‪ :‬زوجتػك‪ ،‬جػاز‪ ،‬وال حاجػة لتلفظػو بعػد ذلػك‬
‫بالقبوؿ‪ .‬ولو قاؿ الويل أو الزوجة‪ :‬متعتك بكذا‪ ،‬ومل يذكر األجل انعقد دائماً‪.‬‬

‫وال يشػػَبط ُب القبػػوؿ مطابقتػػو لعبػػارة االهبػػاب‪ ،‬بػػل يصػػح اإلهبػػاب بلفػػظ والقبػػوؿ بػػآخر‪ ،‬فلػػو‬
‫قالػت‪ :‬زوجتػػك‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬قبلػػت النكػػاح‪ ،‬أو أنكحتػػك‪ ،‬فقػاؿ‪ :‬قبلػػت التػػزويج‪ ،‬صػػح‪ .‬ولػػو قػػاؿ‪ :‬زوجػػت‬
‫بنتك من فالف‪ ،‬فقاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬فقاؿ‪ :‬الزوج قبلت‪ ،‬صح‪.‬‬

‫وال يشَبط تقدًن اإلهباب‪ ،‬بل لو قاؿ‪ :‬تزوجت‪ ،‬فقاؿ الويل‪ :‬زوجتك‪ ،‬صح‪.‬‬

‫وال هبػػوز العػػدوؿ عػػن اللفػػظ إىل ترصبتػػو بغػػّب العربيػػة إال مػػع العجػػز عػػن العربيػػة‪ .‬ولػػو عجػػز أحػػد‬
‫اؼبتعاقػػدين تكلّػػم كػػل واحػػد منهمػػا دبػػا وبسػػنو ‪ ،‬ولػػو عجػزا عػػن النطػػق أصػالً أو أحػػدنبا اقتصػػر العػػاجز‬
‫على اإلشارة إىل العقد وااليباء ‪.‬‬

‫وال ينعقد النكاح بلفظ البيع‪ ،‬وال اؽببة‪ ،‬وال التمليك‪ ،‬وال اإلجارة سواء ذكر فيو اؼبهر أو جرده‪.‬‬
‫‪185‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وأما الثاين‪ ،‬ففيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ال عربة ُب النكاح بعبارة الصيب إهباباً وقبوالً‪ ،‬وال بعبارة اجملنوف‪.‬‬

‫والس ػػكراف ال ػػذي ال يعق ػػل يص ػػح ل ػػو أف ػػاؽ فأج ػػاز‪ .‬وإذا زوج ػػت الس ػػكرى نفس ػػها ٍب أفاق ػػت‬
‫فرضيت‪ ،‬أو دخل هبا فأفاقت وأقرتو كاف ماضياً‪.‬‬

‫الثانيػػة‪ :‬ال يشػػَبط ُب نكػػاح الرشػػيدة (مػػن أسبػػت ‪ ٔٛ‬عام ػاً عاقلػػة) حضػػور الػػويل‪ ،‬وال إذنػػو وإف‬
‫كانت بكراً‪.‬‬

‫الثالثػػة‪ :‬إذا أوجػػب الػػويل ٍب جػ ّػن أو أغمػػي عليػػو بطػػل حكػػم اإلهبػػاب‪ ،‬فلػػو قبػػل بعػػد ذلػػك كػػاف‬
‫لغواً‪ .‬وكذا لو سبق القبوؿ وزاؿ عقلو‪ ،‬فلو أوجب الويل بعده كاف لغواً‪ .‬وكذا ُب البيع‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬يصح اشَباط اػبيار ُب الصداؽ خاصة‪ ،‬وال يفسد بو العقد‪.‬‬

‫اػبامسػػة‪ :‬إذا اعػػَبؼ الػػزوج بزوجيػػة امرأتػػو فصػػدقتو‪ ،‬أو اعَبفػػت ىػػي فصػػدقها قضػػي بالزوجيػػة‬
‫ظاىراً وتوارثا‪ .‬ولو اعَبؼ أحدنبا قضي عليو حبكم العقد دوف اآلخر‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا كاف للرجل عدة بنػات فػزوج واحػدة ومل يسػمها عنػد العقػد‪ ،‬لكػن قصػدىا بالنيػة‪،‬‬
‫واختلفا ُب اؼبعقود عليها‪ ،‬فإف كاف الزوج رآىن فػالقوؿ قػوؿ األب؛ ألف الظػاىر أنػو وكػل التعيػْب إليػو‪،‬‬
‫وعليو أف يسلم إليو الٍب نواىا‪ .‬وإف مل يكن رآىن كاف العقد باطالً‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬يشَبط ُب النكاح امتياز الزوجػة عػن غّبىػا باإلشػارة أو التسػمية أو الصػفة‪ ،‬فلػو زوجػو‬
‫إحدى بنتيو‪ ،‬أو ىذا اغبمل مل يصح العقد‪.‬‬

‫الثامنػػة‪ :‬لػػو ادعػػى زوجيػػة امػرأة‪ ،‬وادعػػت أختهػػا زوجيتػػو‪ ،‬وأقػػاـ كػػل واحػػد منهمػػا بينػػة‪ ،‬فػػإف كػػاف‬
‫دخػل باؼبدعيػػة كػػاف الَبجػػيح لبينتهػػا؛ ألنػػو مصػػدؽ ؽبػػا بظػاىر فعلػػو‪ ،‬وكػػذا لػػو كػػاف تػػاريخ بينتهػػا أسػػبق‪.‬‬
‫ومع عدـ األمرين يكوف الَبجيح لبينتو‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬إذا عقد على امرأة‪ ،‬فادعى آخر زوجيتها‪ ،‬مل يلتفت إىل دعواه إال مع البينة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫العاشرة‪ :‬يشَبط ُب عقد النكاح حضػور شػاىدين أو اإلشػهار (اإلعػالف)‪ ،‬فػاف حضػر شػاىداف‬
‫استحب اإلشهار‪ ،‬وإف مل وبضر شاىداف وجػب اإلشػهار قبػل الػدخوؿ‪ ،‬وبػدوف اإلشػهاد يكػوف عقػد‬
‫النكاح متوقفاً على اإلشهار‪ ،‬ويرتكباف اغبراـ إف دخل هبا من دونو‪ ،‬وتتكرر اؼبعصية مع تكػرر اؼبواقعػة‬
‫حٌب يتم اإلشهار‪ ،‬أما الولد فينتسب كما ُب الشبهة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب أولياء العقد‬

‫وفيو فصالف‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب تعيْب األولياء‬

‫ال والي ػػة ُب عق ػػد النك ػػاح لغ ػػّب األب واعب ػػد ل ػػألب وإف ع ػػال‪ ،‬والوص ػػي‪ ،‬واغب ػػاكم‪ .‬ويش ػػَبط ُب‬
‫واليتهم صبيعاً اإليباف والعدالة‪.‬‬

‫وال يشَبط ُب والية اعبد بقاء األب‪ ،‬وتثبت والية األب واعبد لػألب علػى الصػغّبة وإف ذىبػت‬
‫بكارهتا بوطء أو غّبه‪ ،‬وال خيار ؽبا بعد بلوغها‪ .‬وكذا لو ّزوج األب أو اعبد الولد الصغّب لزمو العقد‪،‬‬
‫وال خيار لو مع بلوغو ورشده‪.‬‬

‫وتثبت والية األب واعبد (بشرط االيباف والعدالة) علػى البالغػة دوف سػن ‪ ٔٛ‬عامػاً سػواء كانػت‬
‫ثيب ػاً أـ بك ػراً‪ .‬وال تثبػػت واليتهمػػا علػػى البكػػر الرشػػيدة (مػػن أسبػػت ‪ ٔٛ‬عام ػاً عاقلػػة)‪ ،‬وتثبػػت الواليػػة‬
‫لنفسها ُب الدائم واؼبنقطع‪.‬‬

‫ولو زوجها أحدنبا مل يبض عقده إال برضاىا‪ ،‬ولكن يكره تزوهبها نفسها دوف إذف الويل‪.‬‬

‫والبالغػػة إذا عضػػلها الػػويل‪ ،‬وىػػو أف ال يزوجهػػا مػػن كػػفء مػػع رغبتهػػا‪ ،‬فإنػػو هبػػوز ؽبػػا أف تػػزوج‬
‫نفسها ولو كرىاً‪.‬‬
‫‪187‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وال واليػػة ؽبمػػا علػػى الثيػػب مػػع البلػػوغ والرشػػد‪ ،‬وال علػػى البػػالغ العاقػػل‪ .‬ويثبػػت واليتهمػػا علػػى‬
‫اعبميع مع اعبنوف‪ ،‬وال خيػار ألحػدىم مػع اإلفاقػة‪ .‬وللمػوىل أف يػزوج فبلوكتػو‪ ،‬صػغّبة كانػت أو كبػّبة‪،‬‬
‫عاقلة أو ؾبنونة‪ ،‬وال خيار ؽبا معو‪ .‬وكذا اغبكم ُب العبد‪.‬‬

‫واغباكم (اؼبعْب من اإلماـ)‪ :‬لػو واليػة علػى مػن بلػغ فاسػد العقػل‪ ،‬أو ذبػدد فسػاد عقلػو إذا كػاف‬
‫النكاح صالحاً‪.‬‬

‫وال والية للوصي وإف نص لو اؼبوصي علػى النكػاح‪ .‬وللوصػي أف يػزوج مػن بلػغ فاسػد العقػل إذا‬
‫كاف بو ضرورة إىل النكاح‪.‬‬

‫وا﵀جور عليو للتبذير ال هبوز لو أف يتزوج غّب مضطر‪ ،‬ولو أوقع كاف العقد فاسداً‪ .‬وإف اضػطر‬
‫إىل النكاح جاز للحاكم أف يأذف لو‪ ،‬سواء عْب الزوجة أو أطلق‪ .‬ولو بادر قبػل اإلذف ‪ -‬واغبػاؿ ىػذه‬
‫‪ -‬صح العقد‪ ،‬فإف زاد ُب اؼبهر عن اؼبثل بطل ُب الزائد‪.‬‬

‫واإلم ػػاـ أوىل م ػػن األب واعب ػػد‪ ،‬ول ػػو الوالي ػػة عل ػػى الص ػػغّب والص ػػغّبة‪ ،‬والب ػػالغ والبالغ ػػة‪ ،‬والرش ػػيد‬
‫والرشيدة‪ ،‬وعلى البكر والثيب‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب اللواحق‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا وّكلػػت البالغػػة الرشػػيدة ُب العقػػد مطلق ػاً مل يكػػن لػػو أف يزوجهػػا مػػن نفسػػو‪ ،‬إال مػػع‬
‫إذهنا‪ .‬ولو زوجها اعبد من ابن ابنو اآلخر‪ ،‬أو األب من موكلو كاف جائزاً‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا زوجها الويل بدوف مهر اؼبثل ؽبا أف تعَبض‪.‬‬

‫الثالثػػة‪ :‬عبػػارة اؼبػرأة معتػػربة ُب العقػػد مػػع البلػػوغ والعقػػل‪ ،‬فيجػػوز ؽبػػا أف تػػزوج نفسػػها‪ ،‬وأف تكػػوف‬
‫وكيلة لغّبىا‪ ،‬إهباباً وقبوالً‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫الرابعػػة‪ :‬عقػػد النكػػاح يقػػف علػػى اإلجػػازة‪ ،‬فلػػو زوج الصػػبية غػػّب أبيهػػا أو جػػدىا‪ ،‬قريب ػاً كػػاف أو‬
‫بعيداً‪ ،‬مل يبض إال مػع إذهنػا أو إجازهتػا بعػد العقػد‪ ،‬ولػو كػاف أخػاً أو عمػاً‪ .‬ويقنػع مػن البكػر بسػكوهتا‬
‫عند عرضو عليها‪ ،‬وتكلف الثيب النطق‪ .‬ولػو كانػت فبلوكػة وقػف علػى إجػازة اؼبالػك‪ .‬وكػذا لػو كانػت‬
‫صغّبة فأجاز األب أو اعبد‪ ،‬صح‪.‬‬

‫اػبامسػػة‪ :‬إذا كػػاف الػػويل غػػّب مػػؤمن فػػال واليػػة لػػو‪ ،‬ولػػو كػػاف األب كػػذلك تثبػػت الواليػػة للجػػد‬
‫خاصة (إف كاف مؤمناً)‪ .‬وكذا لو جن األب أو أغمي عليػو‪ ،‬ولػو زاؿ اؼبػانع عػادت الواليػة‪ .‬ولػو اختػار‬
‫األب زوج ػاً واعبػػد آخػػر‪ ،‬فمػػن سػػبق عقػػده صػػح‪ ،‬وبطػػل اؼبتػػأخر‪ .‬وإف تشػػاحا قػػدـ اختيػػار اعبػػد‪ ،‬ولػػو‬
‫أوقعاه ُب حالة واحدة ثبت عقد اعبد دوف األب‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا زوجها الويل باجملنوف أو اػبصي صح‪ ،‬وؽبا اػبيار إذا بلغػت‪ .‬وكػذا لػو زوج الطفػل‬
‫دبػن هبػػا أحػد العيػػوب اؼبوجبػػة للفسػخ‪ .‬ولػػو زوجهػا دبملػػوؾ مل يكػػن ؽبػا اػبيػػار إذا بلغػت‪ ،‬وكػػذا لػػو زوج‬
‫الطفل‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬ال هبوز نكاح األمة إال بإذف مالكها ولو كانت المرأة‪ُ ،‬ب الدائم واؼبنقطع‪.‬‬

‫الثامن ػػة‪ :‬إذا زوج األب ػواف الص ػػغّبين لزمهم ػػا العق ػػد‪ ،‬ف ػػإف م ػػات أح ػػدنبا ورث ػػو اآلخ ػػر‪ .‬ول ػػو عق ػػد‬
‫عليهما غّب أبويها ومات أحدنبا قبل البلوغ بطل العقد وسقط اؼبهر واإلرث‪ .‬ولػو بلػغ أحػدنبا فرضػي‬
‫لزـ العقد من جهتو‪ ،‬فإف مات عزؿ مػن تركتػو نصػيب اآلخػر‪ ،‬فػإف بلػغ فأجػاز ورث‪ .‬ولػو مػات الػذي‬
‫مل هبز بطل العقد وال مّباث‪.‬‬

‫صح‪ ،‬واقتضى اإلطالؽ االقتصار على مهػر اؼبثػل‪،‬‬ ‫التاسعة‪ :‬إذا أذف اؼبوىل لعبده ُب إيقاع العقد ّ‬
‫ربرر‪ ،‬ويكوف مهر اؼبثل على مواله‪ ،‬وكذا القوؿ ُب نفقتها‪.‬‬
‫فإف زاد كاف الزائد ُب ذمتو يتبع بو إذا ّ‬
‫العاشرة‪ :‬من ربرر بعضو ليس ؼبواله إجباره على النكاح‪.‬‬

‫للموَّىل‬ ‫اغبادية عشرة‪ :‬إذا كانت األمة َّ‬


‫ؼبوىل عليو كاف نكاحها بيد وليو‪ ،‬فإذا زوجها لزـ‪ ،‬وليس َ‬
‫َ‬
‫عليو مع زواؿ الوالية فسخو‪.‬‬
‫‪189‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ويستحب للمرأة‪ :‬أف تستأذف أباىا ُب العقد وإف كانت رشيدة‪ ،‬بكراً كانت أو ثيباً‪ ،‬وأف توكل‬
‫تعوؿ على األكرب إذا كانوا أكثر من أخ‪ .‬ولو زبّب كل واحد‬
‫أخاىا إذا مل يكن ؽبا أب وال جد‪ ،‬وأف ّ‬
‫من األكرب واألصغر زوجاً‪ ،‬زبّبت خّبة األكرب‪ .‬ويكره أف يزوج األب ابنتو إذا مل تكن رشيدة بغّب‬
‫رضاىا‪.‬‬

‫مسائل ثالث‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا زوجها اإلخواف برجلْب أجازت عقد أيهما شاءت‪ ،‬واألوىل ؽبا إجازة عقد األكرب‪،‬‬
‫وبأيهما دخلت قبل اإلجازة كاف العقد لو‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬ال والية لألـ على الولد‪ ،‬فلو زوجتو فرضي لزمو العقد‪ ،‬وإال بطل العقد‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا زوج األجنيب امرأة‪ ،‬فقػاؿ الػزوج‪ :‬زوجػك العاقػد مػن غػّب إذنػك‪ ،‬فقالػت‪ :‬بػل أذنػت‪،‬‬
‫فالقوؿ قوؽبا مع يبينها؛ ألهنا تدعي الصحة‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب أسباب التحرًن‬

‫وىي ستة‪:‬‬

‫السبب األوؿ‪ :‬النسب‬

‫ووبػػرـ بالنسػػب سػػبعة أصػػناؼ مػػن النسػػاء‪ :‬األـ واعبػػدة وإف علػػت ألب كانػػت أو ألـ‪ .‬والبنػػت‬
‫للصػػلب وبناهتػػا وإف ن ػزلن‪ ،‬وبن ػػات االبػػن وإف ن ػزلن‪ .‬واألخ ػوات ألب كػػن أو ألـ‪ ،‬أو ؽبمػػا‪ ،‬وبن ػػاهتن‪،‬‬
‫وبنات أوالدىن‪ .‬والعمات‪ ،‬سواء كػن أخػوات أبيػو ألبيػو أو ألمػو‪ ،‬أو ؽبمػا‪ ،‬وكػذا أخػوات أجػداده وإف‬
‫علػػوف‪ .‬واػبػػاالت لػػألب أو لػػألـ أو ؽبمػػا‪ ،‬وكػػذا خػػاالت األب واألـ وإف ارتفعػػن‪ .‬وبنػػات األخ‪ ،‬سػواء‬
‫كػػاف األخ لػػألب أو لػػألـ أو ؽبمػػا‪ ،‬وسػواء كانػػت بنتػػو لصػػلبو أو بنػػت بنتػػو‪ ،‬أو بنػػت ابنػػو وبنػػاهتن وإف‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪212‬‬

‫سػػفلن‪ .‬ومػػثلهن مػػن الرجػػاؿ وبػػرـ علػػى النسػػاء‪ ،‬فيحػػرـ األب وإف عػػال‪ ،‬والولػػد وإف سػػفل‪ ،‬واألخ وابنػػو‬
‫وابن األخت والعم وإف ارتفع‪ ،‬وكذا اػباؿ‪.‬‬

‫ثالثة فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬النسب يثبت مع النكاح الصحيح‪ ،‬ومع الشبهة‪ .‬وال يثبت مع الزنا‪ ،‬فلو زىن فالبلق من‬
‫مائو ولد على الرحم مل ينتسػب إليػو شػرعاً‪ ،‬ولكػن وبػرـ علػى الػزاين والزانيػة؛ ألنػو ـبلػوؽ مػن مائػو فهػو‬
‫يسمى ولداً لغة‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬لو طلق زوجتو فوطئت بالشبهة‪ ،‬فإف أتت بولد بو ألقل من ستة أشهر مػن وطء الثػاين‪،‬‬
‫ولستة أشهر مػن وطء اؼبطلػق اُغبػق بػاؼبطلق‪ .‬أمػا لػو كػاف الثػاين لػو أقػل مػن سػتة أشػهر وللمطلػق أكثػر‬
‫مػػن أقصػػى مػػدة اغبمػػل مل يلحػػق بأحػػدنبا‪ .‬وإف احتمػػل أف يكػػوف منهمػػا اسػػتخرج ب ػالفحص الطػػيب‬
‫الدقيق‪ .‬وحكم اللنب تابع للنسب‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬لو أنكر الولد والعن انتفى عن صاحب الفػراش‪ ،‬وكػاف اللػنب تابعػاً لػو‪ .‬ولػو أقػر بػو بعػد‬
‫ذلػػك عػػاد نسػػبو وإف كػػاف ىػػو ال يػػرث الولػػد‪ ،‬ىػػذا إذا مل يبكػػن معرفػػة نسػػب الولػػد بػػالفحص الطػػيب‬
‫الدقيق‪ ،‬أما مع الفحص فيثبت الولد أو ينتفي تبعاً لو‪.‬‬

‫السبب الثاين‪ :‬الرضاع‬

‫والنظر ُب‪ :‬شروطو‪ ،‬وأحكامو‪.‬‬

‫انتشار اغبرمة بالرضاع يتوقف على شروط‪:‬‬

‫در مل ينتشػػر حرمتػػو‪ .‬وكػػذا لػػو كػػاف عػػن زنػػا‪ .‬و نكػػاح‬ ‫األوؿ‪ :‬أف يكػػوف اللػػنب عػػن نكػػاح فلػػو ّ‬
‫الشبهة دبنزلة النكاح الصحيح‪ .‬ولو طلق الزوج وىي حامل منو‪ ،‬أو مرضع فأرضعت ولداً‪ ،‬نشر اغبرمة‬
‫كمػا لػػو كانػػت ُب حبالػو‪ ،‬وكػػذا لػػو تزوجػت ودخػػل هبػػا الػزوج الثػػاين وضبلػػت‪ .‬أمػا لػػو انقطػػع ٍب عػػاد ُب‬
‫‪191‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وقت يبكن أف يكوف للثاين‪ ،‬كاف لو دوف األوؿ‪ .‬ولػو اتصػل حػٌب تضػع اغبمػل مػن الثػاين كػاف مػا قبػل‬
‫الوضع لألوؿ‪ ،‬وما بعد الوضع للثاين‪.‬‬

‫الشرط الثاين‪ :‬الكمية‪ ،‬وىو ما أنبت اللحم وش ّد العظم‪ .‬وينشر اغبرمة إف بلغ طبس عشرة‬
‫رضعة‪ ،‬أو رضع يوماً وليلة‪ .‬ويعترب ُب الرضعات اؼبذكورة قيود ثالثة‪ :‬أف تكوف الرضعة كاملة‪ ،‬وأف‬
‫تكوف الرضعات متوالية‪ ،‬وأف يرتضع من الثدي‪.‬‬

‫ويرجػػع ُب تقػػدير الرضػػعة إىل العػػرؼ‪ ،‬فلػػو الػػتقم الثػػدي ٍب لفظػػو وعػػاود‪ ،‬فػػإف كػػاف أع ػرض أوالً‬
‫فهػػي رضػػعة‪ ،‬وإف كػػاف ال بنيػػة اإلعػراض كػػالنفس أو االلتفػػات إىل مالعػػب‪ ،‬أو االنتقػػاؿ مػػن ثػػدي إىل‬
‫آخر‪ ،‬كاف الكل رضعة واحدة‪ ،‬ولو منع قبل استكماؿ الرضعة مل يعترب ُب العدد‪.‬‬

‫والبػػد مػػن تػوايل الرضػػعات دبعػػُب أف اؼبػرأة الواحػػدة تنفػػرد بإكماؽبػػا‪ ،‬فلػػو رضػػع مػػن واحػػدة بعػػض‬
‫العدد‪ٍ ،‬ب رضع من أخرى‪ ،‬بطل حكم األوؿ‪.‬‬

‫ولو تناوبػت عليػو عػدة نسػاء مل ينشػر اغبرمػة مػا مل يكمػل مػن واحػدة طبػس عشػرة رضػعة والء‪.‬‬
‫وال يص ػػّب ص ػػاحب الل ػػنب م ػػع اخ ػػتالؼ اؼبرض ػػعات أبػ ػاً‪ ،‬وال أب ػػوه ج ػػداً‪ ،‬وال اؼبرض ػػعة أمػ ػاً‪ .‬والب ػػد م ػػن‬
‫ارتضػػاعو مػػن الثػػدي‪ ،‬فلػػو وجػػر ُب حلقػػو‪ ،‬أو أوصػػل إىل جوفػػو حبقنػػة‪ ،‬ومػػا شػػاكلها مل ينشػػر‪ .‬وكػػذا لػػو‬
‫جػػنب‪ ،‬فأكلػػو جبنػاً‪ .‬وكػػذا هبػػب أف يكػػوف اللػػنب حبالػػو‪ ،‬فلػػو مػػزج بػػأف اُلقػػي ُب فػػم الصػػيب مػػائع ورضػػع‪،‬‬
‫فامتزج حٌب خرج عن كونو لبناً‪ ،‬مل ينشر‪.‬‬

‫ولو ارتضع من ثدي اؼبيتة‪ ،‬أو رضع بعض الرضعات وىي حية‪ٍ ،‬ب أكملها ميتة‪ ،‬مل ينشر‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬أف يكوف ُب اغبولْب ويراعى ذلك ُب اؼبرتضع‪ ،‬لقولػو (عليػو السػالـ)‪( :‬ال رضػاع‬
‫بعػد فطػػاـ)‪ ،‬وال يراعػػى ُب ولػد اؼبرضػػعة‪ .‬فلػػو مضػػى لولػدىا أكثػػر مػػن حػولْب‪ٍ ،‬ب أرضػػعت مػػن لػػو دوف‬
‫اغبولْب نشر اغبرمة‪.‬‬

‫ولو رضع العدد إال رضعة واحدة فتم اغبوالف‪ٍ ،‬ب أكملػو بعػدنبا مل ينشػر اغبرمػة‪ .‬وكػذا لػو كمػل‬
‫اغبوالف ومل يرو من األخّبة‪ ،‬وينشر إذا سبت الرضعة مع سباـ اغبولْب‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫الشػػرط الرابػػع‪ :‬أف يكػػوف اللػػنب لفحػػل واحػػد‪ ،‬فلػػو أرضػػعت بلػػنب فحػػل واحػػد مئػػة حػػرـ بعضػػهم‬
‫علػػى بعػػض‪ .‬وكػػذا لػػو نكػػح الفحػػل عش ػراً وأرضػػعت كػػل واحػػدة واحػػداً أو أكثػػر حػػرـ التنػػاكح بيػػنهم‬
‫صبيعاً‪.‬‬

‫ولو أرضعت اثنْب بلنب فحلْب مل وبرـ أحدنبا على اآلخر‪ ،‬ووبرـ أوالد ىذه اؼبرضػعة نسػباً علػى‬
‫اؼبرتضع منها‪.‬‬

‫ويسػػتحب أف ىبتػػار للرضػػاع‪ :‬العاقلػػة‪ ،‬اؼبسػػلمة‪ ،‬العفيفػػة‪ ،‬الوضػػيئة‪ .‬وال تسَبضػػع الكػػافرة‪ ،‬ومػػع‬
‫االضطرار يسَبضع الكتابية‪ ،‬ويبنعها من شرب اػبمر‪ ،‬وأكػل غبػم اػبنزيػر‪ .‬ويكػره أف يسػلّم إليهػا الولػد‬
‫لتحملو إىل منزؽبا‪ ،‬وتتأكد الكراىية ُب ارتضاع اجملوسية‪ .‬ويكره أف يسَبضع من والدهتا عن زنا‪.‬‬

‫وأما أحكامو‪ ،‬فمسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذ حصػل الرضػػاع ا﵀ػرـ انتشػػرت اغبرمػة بػػْب اؼبرضػعة وفحلهػػا إىل اؼبرتضػع‪ ،‬ومنػػو إليهمػػا‪،‬‬
‫فصارت اؼبرضػعة لػو أمػاً‪ ،‬والفحػل أبػاً‪ ،‬وآباؤنبػا أجػداداً‪ ،‬وأمهاهتمػا جػدات‪ ،‬وأوالدنبػا أخػوة‪ ،‬وأخوهتمػا‬
‫أخواالً وأعماماً‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬كل من ينتسب إىل الفحل مػن األوالد‪ ،‬والدة ورضػاعاً وبرمػوف علػى ىػذا اؼبرتضػع‪ .‬وكػذا‬
‫من ينتسب إىل اؼبرضعة بالبنوة‪ ،‬والدة وإف نزلوا‪ .‬وال وبرـ عليو من ينتسب إليها بالبنوة رضاعاً‪.‬‬

‫الثالث ػػة‪ :‬ال ي ػػنكح أب ػػو اؼبرتض ػػع ُب أوالد ص ػػاحب الل ػػنب‪ ،‬والدة وال رض ػػاعاً‪ ،‬وال ُب أوالد زوجت ػػو‬
‫اؼبرضعة والدة؛ ألهنم صاروا ُب حكم ولده‪ .‬وهبوز أف ينكح أوالده الذين مل يرتضعوا من ىذا اللػنب ُب‬
‫أوالد ىذه اؼبرضعة‪ ،‬وأوالد فحلها‪.‬‬

‫أمػػا لػػو أرضػػعت امػرأة ابنػاً لقػػوـ‪ ،‬وبنتػاً آلخػرين جػػاز أف يػنكح إخػػوة كػػل واحػػد منهمػػا ُب إخػػوة‬
‫اآلخر؛ ألنو ال نسب بينهم وال رضاع‪.‬‬

‫الرابعػة‪ :‬إذا قػاؿ‪ :‬ىػذه أخػػٍب مػن الرضػاع‪ ،‬أو بنػٍب علػػى وجػو يصػح‪ ،‬فػإف كػػاف قبػل العقػد حكػػم‬
‫عليو بالتحرًن ظاىراً‪ ،‬وإف كاف بعػد العقػد ومعػو بينػة حكػم هبػا‪ .‬فػإف كػاف قبػل الػدخوؿ فػال مهػر‪ ،‬وإف‬
‫‪193‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫كػاف بعػده كػػاف ؽبػا اؼبسػػمى‪ .‬وإف فقػد البينػػة وأنكػرت الزوجػة لزمػػو اؼبهػر كلػػو مػع الػػدخوؿ‪ ،‬ونصػفو مػػع‬
‫عدمو‪ .‬ولو قالت اؼبرأة ذلك بعد العقػد مل يقبػل دعواىػا ُب حقػو إال ببينػة‪ ،‬ولػو كػاف قبلػو حكػم عليهػا‬
‫بظاىر اإلقرار‪.‬‬

‫اػبامسػػة‪ :‬ال تقبػػل الشػػهادة إال مفصػػلة‪ ،‬وأمػػا إخبػػار الشػػاىد بالرضػػاع فيكفػػي مشػػاىدتو ملتقمػاً‬
‫ثدي اؼبرأة‪ ،‬ماصاً لو على العادة حٌب يصدر‪.‬‬

‫السبب الثالث‪ :‬اؼبصاىرة‬

‫وىػػي تتحقػػق مػػع الػػوطء الصػػحيح‪ ،‬ويتحقػػق بعػػض مػػا يَبتػػب عليهػػا مػػن ربػػرًن ُب الزنػػا والػػوطء‬
‫بالشبهة‪.‬‬
‫والبحث ٍ‬
‫حينئذ ُب أمور ثالثة‪:‬‬

‫أما النكاح الصحيح‪ :‬فمػن وطػئ امػرأة بالعقػد الصػحيح أو اؼبلػك حػرـ علػى الػواطئ ّأـ اؼبوطػوءة‬
‫وإف علػػت‪ ،‬وبناهتػػا وإف سػػفلن‪ ،‬تقػػدمت والدهتػػن أو تػػأخرت‪ ،‬ولػػو مل تكػػن ُب حجػػره‪ .‬وعلػػى اؼبوطػػوءة‬
‫أبو الواطئ وإف عال‪ ،‬وأوالده وإف سفلوا‪ ،‬ربريبا مؤبداً‪ .‬ولو ذبرد العقد عن الػوطء حرمػت الزوجػة علػى‬
‫أبيػػو وولػػده‪ ،‬ومل ربػػرـ بنػػت الزوجػػة‪ ،‬عينػاً علػػى الػػزوج بػػل صبعػاً‪ .‬ولػػو فارقهػػا جػػاز لػػو نكػػاح بنتهػػا‪ ،‬وربػػرـ‬
‫أمها بنفس العقد‪ .‬ولو وطئ األب زوجة ابنو لشبهة مل ربرـ على الولد لسبق اغبل‪.‬‬

‫ومػػن توابػػع اؼبصػػاىرة‪ :‬ربػػرًن أخػػت الزوجػػة صبع ػاً ال عين ػاً‪ ،‬وبنػػت أخػػت الزوجػػة وبنػػت أخيهػػا إال‬
‫برضا الزوجة‪ ،‬ولو أذنت صػح‪ .‬ولػو إدخػاؿ العمػة واػبالػة علػى بنػت أخيهػا وأختهػا‪ ،‬ولػو كػره اؼبػدخوؿ‬
‫عليهما‪ .‬ولو تزوج بنت األخ أو بنت األخت على العمة أو اػبالة من غّب إذهنما كاف العقد باطالً‪.‬‬

‫وأمػػا الزنػػا‪ :‬فػػإف كػػاف طارئ ػاً مل ينشػػر اغبرمػػة‪ ،‬كمػػن تػػزوج بػػامرأة ٍب زىن بأمهػػا أو ابنتهػػا‪ ،‬أو الط‬
‫بأخيهػا أو ابنهػا أو أبيهػا‪ ،‬أو زىن دبملوكػػة أبيػو اؼبوطػوءة أو ابنػػو‪ ،‬فػإف ذلػك كلػػو ال وبػرـ السػابقة‪ .‬والزنػػا‬
‫إذا كاف سابقاً على العقد ينشر حرمة اؼبصاىرة كالوطء الصحيح‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫والوطء بالشبهة‪ :‬إذا كاف سابقاً على العقد فأنو ينزؿ منزلة النكاح الصحيح وينشر اغبرمة‬
‫ويلحق معو النسب‪ .‬وأما النظر واللمس ا﵀رـ فإنو ال ينشر اغبرمة‪ ،‬ولكنو يثمر كراىية‪.‬‬

‫ومن مسائل التحرًن مقصداف‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬مسألتاف‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬لػػو تػػزوج أختػػْب كػػاف العقػػد للسػػابقة‪ ،‬وبطػػل عقػػد الثانيػػة‪ ،‬ولػػو تزوجهمػػا ُب عقػػد واحػػد‬
‫بطل نكاحهما‪.‬‬

‫الثانيػػة‪ :‬إذا دخػػل بصػػبية مل تبلػػغ تسػػعاً فأفضػػاىا حػػرـ عليػػو وطؤىػػا ومل زبػػرج مػػن حبالػػو‪ ،‬ولػػو مل‬
‫يفضها مل ربرـ‪.‬‬

‫اؼبقصد الثاين‪ُ :‬ب مسائل من ربرًن العْب‪ ،‬وىي ستة‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬م ػػن ت ػػزوج ام ػرأة ُب ع ػػدهتا عاؼب ػاً حرم ػػت علي ػػو أب ػػداً‪ ،‬وإف جه ػػل الع ػػدة والتح ػػرًن ودخ ػػل‬
‫حرمت أيضاً‪ .‬ولو مل يدخل بطل ذلك العقد‪ ،‬وكاف لو استئنافو‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا تزوج ُب العدة ودخل فحملت‪ ،‬فإف كاف جاىالً غبق بو الولد إف كاف ىناؾ ما يػدؿ‬
‫إنو لو‪ ،‬وفرؽ بينهما ولزمو اؼبسمى‪ ،‬وتتم العدة لألوؿ بعد الوضع‪ ،‬وؽبا مهرىػا علػى األوؿ‪ ،‬ومهػر علػى‬
‫اآلخر إف كانت جاىلة بالتحرًن‪ ،‬ومع علمها فال مهر‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬من زىن بامرأة مل وبرـ عليو نكاحها‪ .‬ولو زىن بذات بعل‪ ،‬أو ُب عدة رجعية حرمت‬
‫عليو أبداً‪ .‬وال هبوز الزواج من اؼبشهورة بالزنا إال أف تظهر توبتها‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬من فجر بغالـ فأوقبو حػرـ علػى الػواطئ العقػد علػى أـ اؼبوطػوء‪ ،‬وأختػو‪ ،‬وبنتػو‪ .‬وال وبػرـ‬
‫إحداىن لو كاف عقدىا سابقاً‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا عقد ا﵀رـ على امرأة عاؼباً بالتحرًن حرمت عليو أبداً‪ ،‬ولو كاف جاىالً فسد عقػده‬
‫ومل ربرـ‪.‬‬
‫‪195‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫السادسة‪ :‬ال ربل ذات البعل لغّبه‪ ،‬إال بعد مفارقتو‪ ،‬وانقضاء العدة إذا كانت ذات عدة‪.‬‬

‫السبب الرابع‪ :‬استيفاء العدد‪ ،‬وىو قسماف‪:‬‬

‫القسػػم األوؿ‪ :‬إذا اسػػتكمل اغبػػر أربع ػاً بالعقػػد الػػدائم حػػرـ عليػػو مػػا زاد غبطػػة‪ .‬وال وبػػل لػػو مػػن‬
‫اإلماء بالعقد أكثر من اثنتْب من صبلة األربع‪ .‬وإذا استكمل العبػد أربعػاً مػن اإلمػاء بالعقػد‪ ،‬أو حػرتْب‬
‫أو حرة وأمتْب حرـ عليو ما زاد‪ .‬ولكل منهما أف ينكح بالعقد اؼبنقطع ما شاء‪ ،‬وكذا دبلك اليمْب‪.‬‬

‫مسألتاف‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا طلػػق واحػػدة مػػن األربػػع حػػرـ عليػػو العقػػد علػػى غّبىػػا حػػٌب تنقضػػي عػػدهتا إف كػػاف‬
‫الطالؽ رجعياً‪ ،‬ولو كاف بائناً جاز لو العقد على أخرى ُب اغباؿ‪ .‬وكذا اغبكم ُب نكاح أخت الزوجػة‬
‫على كراىية مع البينونة‪.‬‬

‫الثانيػػة‪ :‬إذا طلػػق إحػػدى األربػػع بائن ػاً وتػػزوج اثنتػػْب‪ ،‬فػػإف سػػبقت إحػػدانبا كػػاف العقػػد ؽبػػا‪ ،‬وإف‬
‫اتفقتا ُب حالة بطل العقداف‪.‬‬

‫القسػم الثػاين‪ :‬إذا اسػتكملت اغبػػرة ثػالث طلقػات حرمػت علػى اؼبطلػق حػٌب تػنكح زوجػاً غػّبه‪،‬‬
‫س ػواء كانػػت ربػػت حػػر أو ربػػت عبػػد‪ .‬وإذا اسػػتكملت األمػػة طلقتػػْب حرمػػت عليػػو حػػٌب تػػنكح زوج ػاً‬
‫غّبه‪ ،‬ولو كانت ربت حر‪ .‬وإذا استكملت اؼبطلقػة تسػعاً للعػدة ينكحهػا بينهمػا رجػالف حرمػت علػى‬
‫اؼبطلق أبداً‪.‬‬

‫السبب اػبامس‪ :‬اللعاف‬

‫وىو سبب لتحرًن اؼبالعنة ربريباً مؤبػداً‪ .‬وكػذا قػذؼ الزوجػة الصػماء واػبرسػاء دبػا يوجػب اللعػاف‬
‫لو مل تكن كذلك‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫السبب السادس‪ :‬الكفر‬

‫والنظر فيو يستدعي بياف مقاصد‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬هبوز للمؤمن الزواج بأي امرأة حكم بطهارة ظاىرىا نكاحاً دائمػاً ومنقطعػاً وملػك يبػْب‪،‬‬
‫وأما الٍب مل وبكػم بطهػارة ظاىرىػا كػاؼبنكرة لوجػود ا﵁ (وليسػت الالأدريػة) والناصػبية الػٍب تػبغض أحػد‬
‫األئمة أو أحد اؼبهديْب أو شيعتهم ألهنم يشايعوهنم‪ ،‬فال هبوز لو الزواج منها‪.‬‬

‫ولو ارتد أحد الزوجْب قبل الدخوؿ إىل حاؿ ال يصح معو العقد وقع الفسخ ُب اغباؿ‪ ،‬وسقط‬
‫اؼبهر إف كاف من اؼبرأة‪ ،‬ونصفو إف كاف من الرجل‪ .‬ولو وقع بعد الدخوؿ وقف الفسخ على انقضاء‬
‫العدة من أيهما كاف‪ ،‬وال يسقط شئ من اؼبهر؛ الستقراره بالدخوؿ‪.‬‬

‫وإذا أسلم زوج الكتابية أو غّبىا فبّن يصح نكاحهن فهو على نكاحو‪ ،‬سواء كاف قبل الدخوؿ‬
‫أو بعده‪ .‬ولو أسلمت زوجتو قبل الدخوؿ انفسخ العقد وال مهر‪ .‬وإف كاف بعد الدخوؿ وقف الفسخ‬
‫على انقضاء العدة‪.‬‬

‫وأما من ال يصح نكاحهم كاؼبنكرين لوجود ا﵁ فإسالـ أحد الزوجْب موجب النفساخ العقد‬
‫ُب اغباؿ إف كاف قبل الدخوؿ‪ ،‬وإف كاف بعده وقف على انقضاء العدة‪.‬‬

‫وإذا أسلم الكتايب على أكثر من أربع من اؼبنكوحات بالعقد الدائم استداـ أربعاً من اغبرائر‪ ،‬أو‬
‫أمتْب وحرتْب‪ .‬ولو كاف عبداً استداـ حرتْب‪ ،‬أو حرة وأمتْب‪ ،‬وفارؽ سائرىن‪ .‬ولو مل يزد عددىن عن‬
‫القدر ا﵀لل لو كاف عقدىن ثابتاً‪.‬‬

‫وليس للمسلم إجبار زوجتو الكتابية على الغسل؛ ألف االستمتاع فبكن من دونو‪ .‬ولو اتصفت‬
‫دبا يبنع االستمتاع كالنًب الغالب‪ ،‬وطوؿ األظفار اؼبنفر كاف لو إلزامها بإزالتو‪ .‬ولو منعها من اػبروج‬
‫إىل الكنائس والبيع‪ ،‬كما لو منعها من اػبروج من منزلو‪ .‬وعليو منعها من شرب اػبمر‪ ،‬وأكل غبم‬
‫اػبنزير‪ ،‬واستعماؿ النجاسات‪.‬‬
‫‪197‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫اؼبقصػػد الثػػاين‪ُ :‬ب كيفيػػة االختيػػار وىػػو إمػػا بػػالقوؿ الػػداؿ علػػى اإلمسػػاؾ‪ ،‬كقولػػو‪ :‬اخَبتػػك أو‬
‫أمسػػكتك ومػػا أشػػبهو‪ .‬ولػػو رتػػب االختيػػار ثبػػت عقػػد األربػػع األوؿ‪ ،‬وانػػدفع البػواقي‪ .‬ولػػو قػػاؿ‪ :‬ؼبػػا زاد‬
‫علػى األربػػع اخػَبت فػراقكن انػدفعن‪ ،‬وثبػػت نكػاح البػواقي‪ .‬ولػو قػػاؿ لواحػدة‪ :‬طلقتػػك‪ ،‬صػح نكاحهػػا‬
‫وطلقت وكانت من األربع‪ .‬ولػو طلػق أربعػاً انػدفع البػواقي‪ ،‬وثبػت نكػاح اؼبطلقػات ٍب طلقػن بػالطالؽ؛‬
‫ألنو ال يواجو بو إال الزوجة‪ ،‬إذ موضوعو إزالة قيد النكاح‪.‬‬

‫والظهار واإليالء ليس ؽبما داللة على االختيار؛ ألنو قد يواجو بو غّب الزوجة‪ .‬وأما بالفعل‬
‫فمثل أف يطأ إذ ظاىره االختيار‪ .‬ولو وطئ أربعاً ثبت عقدىن واندفع البواقي‪ .‬ولو قبّل‪ ،‬أو ؼبس‬
‫بشهوة فهو اختيار‪ ،‬كما ىو رجعة ُب حق اؼبطلقة‪.‬‬

‫اؼبقصد الثالث‪ُ :‬ب مسائل مَبتبة على اختالؼ الدين‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا تزوج امرأة وبنتهػا ٍب أسػلم بعػد الػدخوؿ هبمػا حرمتػا‪ ،‬وكػذا لػو كػاف دخػل بػاألـ‪ .‬أمػا‬
‫لو مل يكن دخل بواحدة بطل عقد األـ دوف البنت‪ ،‬وال اختيار‪ .‬ولو أسػلم عػن أمػة وبنتهػا‪ ،‬فػإف كػاف‬
‫وطأنبا حرمتا‪ ،‬وإف كاف وطئ إحدانبا حرمت األخرى‪ ،‬وإف مل يكن وطئ واحدة زبّب‪ .‬ولو أسلم عن‬
‫أختْب زبّب أيتهمػا شػاء ولػو كػاف وطأنبػا‪ .‬وكػذا لػو كػاف عنػده امػرأة وعمتهػا أو خالتهػا‪ ،‬ومل ذبػز العمػة‬
‫وال اػبالة اعبمع‪ .‬أما لو رضيتا صح اعبمع‪ ،‬وكذا لو أسلم عن حرة وأمة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا أسلم غّب اؼبسلم وعنده حرة وثالث إماء بالعقد‪ ،‬فأسلمن معو‪ ،‬زبّب مع اغبرة‬
‫أمتْب‪ ،‬إذا رضيت اغبرة‪ .‬ولو أسلم اغبر وعنده أربع إماء بالعقد زبّب أمتْب‪ ،‬ولو كن حرائر ثبت عقده‬
‫عليهن‪ .‬وكذا لو أسلمن قبل انقضاء العدة‪ .‬ولو كن أكثر من أربع فأسلم بعضهن كاف باػبيار بْب‬
‫اختيارىن وبْب الَببص‪ ،‬فإف غبقن بو أو بعضهن ومل يزدف عن أربع ثبت عقده عليهن‪ ،‬وإف زدف عن‬
‫أربع زبّب أربعاً‪ .‬ولو اختار من سبق إسالمهن مل يكن لو خيار ُب الباقيات ولو غبقن بو قبل العدة‪.‬‬

‫الثالثػػة‪ :‬اخػػتالؼ الػػدين فسػػخ ال طػػالؽ‪ ،‬فػػإف كػػاف مػػن اؼبػرأة قبػػل الػػدخوؿ سػػقط بػػو اؼبهػػر‪ ،‬وإف‬
‫كاف من الرجل فنصفو‪ .‬وإف كاف بعد الدخوؿ فقد استقر ومل يسقط بالعارض‪ .‬ولػو كػاف اؼبهػر فاسػداً‬
‫وجػػب بػػو مهػػر اؼبثػػل مػػع الػػدخوؿ‪ ،‬وقبلػػو نصػػفو إف كػػاف الفسػػخ مػػن الرجػػل‪ .‬ولػػو مل يسػػم مهػراً واغبػػاؿ‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪211‬‬

‫ىذه كاف ؽبا اؼبتعػة كاؼبطلقػة‪ .‬ولػو دخػل الكتػايب وأسػلم وكػاف اؼبهػر طبػراً ومل تقبضػو ‪ ،‬يلزمػو قيمتػو عنػد‬
‫مستحليو‪.‬‬

‫الرابعػػة‪ :‬إذا ارت ػػد اؼبسػػلم بع ػػد الػػدخوؿ ح ػػرـ عليػػو وطء زوجت ػػو اؼبسػػلمة‪ ،‬ووق ػػف نكاحهػػا عل ػػى‬
‫انقضاء العدة‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا أسلم وعنده أربع ينكرف وجود ا﵁ مدخوؿ هبن مل يكن لو العقد علػى أخػرى‪ ،‬وال‬
‫علػػى أخػػت إحػػدى زوجاتػػو حػػٌب تنقضػػي العػػدة مػػع بقػػائهن علػػى الكفػػر‪ .‬ولػػو أسػػلمت الكػػافرة فتػػزوج‬
‫زوجها بأختها قبل إسالمو‪ ،‬وانقضت العػدة وىو على كفره‪ ،‬صح عقد الثانية‪ .‬فلو أسػلم قبػل انقضػاء‬
‫عدة األوىل زبّب‪ ،‬كما لو تزوجها وىي كافرة‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا أسلم الكافر ٍب ارتد وانقضت عدهتا على الكفر فقد بانت منػو‪ .‬ولػو أسػلمت ُب‬
‫العدة ورجع إىل اإلسالـ ُب العدة فهو أحق هبا‪ ،‬وإف خرجت وىو كافر فال سبيل لو عليها‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬لو ماتت إحداىن بعد إسالمهن قبل االختيار مل يبطل اختياره ؽبا‪ ،‬فإف اختارىا ورث‬
‫نصػػيبو منهػػا‪ .‬وك ػػذا لػػو م ػػًب كلهػػن ك ػػاف لػػو االختي ػػار‪ .‬فػػإذا أخت ػػار أربع ػاً ورثه ػػن؛ ألف االختيػػار ل ػػيس‬
‫اسػػتئناؼ عقػػد‪ ،‬وإمبػػا ىػػو تعيػػْب لػػذات العقػػد الصػػحيح‪ .‬ولػػو مػػات ومػػًب قبػػل اػبيػػار احتسػػنب زوجػػات‬
‫ألجػػل اإلرث‪ .‬ولػػو مػػات الػػزوج قػػبلهن كػػاف علػػيهن االعتػػداد منػػو؛ ألف مػػنهن مػػن تلزمػػو العػػدة‪ ،‬وؼبػػا مل‬
‫وبصل االمتياز ألزمن العدة بأبعد األجلْب‪ ،‬إذ كل واحدة وبتمػل أف تكػوف ىػي الزوجػة وإف ال تكػوف‪،‬‬
‫فاغبامل تعتد بعدة الوفاة ووضع اغبمل‪ ،‬واغبائل تعتد بأبعد األجلْب من عدة الطالؽ والوفاة‪.‬‬

‫الثامنػػة‪ :‬إذا أسػػلم وأسػػلمن لزمػػو نفقػػة اعبميػػع حػػٌب ىبتػػار أربعػاً فتسػػقط نفقػػة الب ػواقي؛ ألهنػػن ُب‬
‫حكم الزوجات‪ .‬وكذا لو أسلمن أو بعضهن وىو على كفره‪ .‬ولو مل يدفع النفقػة كػاف ؽبػن اؼبطالبػة هبػا‬
‫عػن اغباضػػر واؼباضػػي‪ ،‬سػواء أسػػلم أو بقػػي علػػى الكفػر‪ ،‬وال يلزمػػو النفقػػة لػػو أسػػلم دوهنػػن لتحقػػق منػػع‬
‫االسػػتمتاع مػػنهن‪ .‬ولػػو اختلػػف الزوجػػاف ُب السػػابق إىل اإلسػػالـ ومل تكػػن بينػػة حكػػم بإسػػالمهما معػاً‪.‬‬
‫ولػػو مػػات قبػػل اػبيػػار ورثنػػو صبيع ػاً‪ .‬ولػػو مػػات قبػػل إسػػالمهن مل يوقػػف شػػيء ؛ ألف الكػػافر ال يػػرث‬
‫اؼبسلم‪.‬‬
‫‪199‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫مسائل من لواحق العقد‪ ،‬وىي سبع‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬الكفاءة شرط ُب النكاح‪ ،‬وىي التساوي ُب اإلسالـ بالنسبة للمؤمنة‪ .‬ومن اإلسالـ‬
‫مودة قرىب الرسوؿ ؿبمد (صلى ا﵁ عليو وآلو) وىم آؿ ؿبمد األئمة واؼبهديوف‪ ،‬ومن يبغضهم فهو‬
‫ناصيب‪.‬‬

‫ال يصح نكاح الناصب اؼبعلن بعػداوة أىػل البيػت (علػيهم الصػالة والسػالـ)؛ الرتكابػو مػا يعلػم‬
‫بطالنو من دين اإلسالـ‪.‬‬

‫وال يشَبط سبكنو من النفقة‪ .‬ولػو ذبػدد عجػز الػزوج عػن النفقػة ال تتسػلط علػى الفسػخ‪ ،‬وهبػوز‬
‫إنكػػاح اغبػػرة العبػػد‪ ،‬والعربيػػة العجمػػي واؽبامشيػػة غػػّب اؽبػػامشي‪ ،‬وبػػالعكس‪ .‬وكػػذا أربػػاب الصػػنائع الدنيػػة‬
‫بذوات الدين والبيوتات‪ .‬ولو خطب اؼبؤمن القادر علػى النفقػة وجػب إجابتػو وإف كػاف أخفػض نسػباً‪.‬‬
‫ولو امتنع الويل كاف عاصياً‪ .‬ولو انتسب الزوج إىل قبيلة فباف من غّبىا‪ ،‬كاف للزوجة الفسخ‪.‬‬

‫ويك ػػره‪ :‬أف ي ػػزوج الفاس ػػق‪ ،‬ويتأك ػػد ُب ش ػػارب اػبم ػػر‪ ،‬وأف ت ػػزوج اؼبؤمن ػػة باؼبخ ػػالف وإف ك ػػاف‬
‫مستضعفاً‪ ،‬وىو الذي ال يعرؼ بعناد‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا تزوج امرأة‪ٍ ،‬ب علم أهنػا كانػت زنػت مل يكػن لػو فسػخ العقػد‪ ،‬وال الرجػوع علػى الػويل‬
‫باؼبهر‪.‬‬

‫الثالثػة‪ :‬ال هبػوز التعػريض باػبطبػة لػذات العػدة الرجعيػة؛ ألهنػا ُب حكػم الزوجػة‪ ،‬وهبػوز للمطلقػػة‬
‫ثالثاً من الزوج وغّبه‪ ،‬وال هبػوز التصػريح ؽبػا منػو وال مػن غػّبه‪ .‬أمػا اؼبطلقػة تسػعاً للعػدة ينكحهػا بينهػا‬
‫رجػػالف‪ ،‬فػػال هبػػوز التعػريض ؽبػػا مػػن الػػزوج‪ ،‬وهبػػوز مػػن غػػّبه‪ .‬وال هبػػوز التص ػريح ُب العػػدة منػػو وال مػػن‬
‫غّبه‪.‬‬

‫وأما اؼبعتدة البائنة‪ ،‬سواء كانت عن خلع أو فسخ‪ ،‬هبوز التعريض من الزوج وغّبه‪ ،‬والتصريح‬
‫من الزوج دوف غّبه ‪ .‬وصورة التعريض أف يقوؿ‪ :‬رب راغب فيك أو حريص عليك وما أشبهو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪122‬‬

‫والتصريح أف ىباطبها دبا ال وبتمل إال النكاح‪ ،‬مثل أف يقوؿ‪ :‬إذا انقضت عدتك تزوجتك‪ .‬ولو صرح‬
‫باػبطبة ُب موضع اؼبنع ‪ٍ ،‬ب انقضت العدة فنكحها‪ ،‬مل ربرـ‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا خطب فأجابت حرـ على غّبه خطبتها‪ ،‬ولو تزوج ذلك الغّب كاف العقد صحيحاً‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا تزوجت اؼبطلقة ثالثاً‪ ،‬فلو شرطت ُب العقػد أنػو إذا حللهػا فػال نكػاح بينهمػا بطػل‬
‫العقػػد‪ ،‬ولػػو شػػرطت الطػػالؽ يصػػح النكػػاح ويبطػػل الشػػرط‪ .‬وإف دخػػل هبػػا فلهػػا مهػػر اؼبثػػل‪ .‬أمػػا لػػو مل‬
‫يصرح بالشرط ُب العقد وكاف ذلك ُب نيتو أو نية الزوجة أو الويل مل يفسد‪ .‬وكل موضع يصح العقػد‪،‬‬
‫فمػػع الػػدخوؿ ربػػل للمطلػػق مػػع الفرقػػة وانقضػػاء العػػدة‪ .‬وكػػل موضػػع يفسػػد ال ربػػل لػػو؛ ألنػػو ال يكفػػي‬
‫الوطء ما مل يكن عن عقد صحيح‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬نكػاح الشػغار باطػل‪ ،‬وىػو أف تتػزوج امرأتػاف بػرجلْب علػى أف يكػوف مهػر كػل واحػدة‬
‫نكاح األخرى‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬يكره العقد على القابلة إذا ربتو‪ ،‬وبنتها‪ .‬وأف يزوج ابنو بنت زوجتو من غّبه إذا ولػدهتا‬
‫بعد مفارقتو‪ ،‬وال بأس دبن ولدهتا قبل نكاح األب‪ .‬وأف يتزوج دبن كانت ضرة ألمػو قبػل أبيػو‪ .‬وبالزانيػة‬
‫قبل أف تتوب‪.‬‬

‫القسم الثاين‪ُ :‬ب النكاح اؼبنقطع‬

‫وىو سائغ ُب دين اإلسالـ؛ لتحقق شرعيتو‪ ،‬وعدـ ما يدؿ على رفعو‪.‬‬

‫والنظر فيو يستدعي بياف‪ :‬أركانو‪ ،‬وأحكامو‪.‬‬

‫فأركانو أربعة‪ :‬الصيغة ‪ ،‬وا﵀ل ‪ ،‬واألجل‪ ،‬واؼبهر‪.‬‬


‫‪201‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫أما الصيغة‪:‬‬

‫فهي اللفظ الذي وضعو الشرع ِوصلةً إىل انعقاده‪ ،‬وىو إهباب وقبوؿ‪.‬‬

‫وألفاظ اإلهبػاب ثالثػة‪ :‬زوجتػك ومتعتػك وأنكحتػك‪ ،‬وأيهػا حصػل وقػع اإلهبػاب بػو‪ ،‬وال ينعقػد‬
‫بغّبىا‪ ،‬كلفظ التمليك واؽببة واإلجارة‪.‬‬

‫والقبوؿ‪ :‬ىو اللفظ الداؿ على الرضا بذلك اإلهباب‪ ،‬كقولو‪ :‬قبلت النكاح أو اؼبتعة‪ .‬ولػو قػاؿ‪:‬‬
‫قبلت واقتصر‪ ،‬أو رضيت جاز‪ .‬ولو بدئ بالقبوؿ فقاؿ‪ :‬تزوجت‪ ،‬فقالت‪ :‬زوجتك‪ ،‬صح‪.‬‬

‫والبد من اإلشهاد أو اإلشهار (اإلعالف)‪ .‬ويكوف اإلشهاد بشاىدين‪ .‬وأما اإلشهار واإلعالف‬
‫فيكوف بعد إيقاع العقد وقبل الدخوؿ‪ ،‬ويتحقق دبا يسمى عرفاً إشهار وإعالف كالدعوة إىل وليمة‬
‫العرس‪ ،‬أو تعريف الناس بالوسيلة اؼبتاحة‪.‬‬

‫وأما ا﵀ل‪:‬‬

‫فيشػػَبط أف تكػػوف الزوجػػة غػػّب منكػػرة لوجػػود ا﵁ (مسػػلمة كانػػت أو غػػّب مسػػلمة)‪ .‬ويبنعهػػا مػػن‬
‫شرب اػبمر وارتكاب ا﵀رمات‪.‬‬

‫وأما اؼبسلمة فال تتزوج منقطعاً إال باؼبسلم خاصة‪ .‬وال هبوز باؼبنكرة لوجود ا﵁‪ ،‬وال الناصبية‬
‫اؼبعلنة بالعداوة كاػبوارج‪ .‬وال يتزوج منقطعاً بأمة وعنده حرة إال بإذهنا‪ ،‬ولو فعل كاف العقد باطالً‪.‬‬
‫وكذا ال يدخل عليها بنت أختها وال بنت أخيها إال مع إذهنا‪ ،‬ولو فعل كاف العقد باطالً‪.‬‬

‫ويستحب أف تكوف مؤمنة عفيفة‪ ،‬وأف يسأؽبا عن حاؽبا مع التهمة‪ ،‬وليس شرطاً ُب الصحة‪.‬‬
‫ويكره أف تكوف زانية‪ ،‬فإف فعل فعليو منعها من الفجور‪ ،‬ويكره أف يتزوج منقطعاً ببكر‪ ،‬وإف اضطرا‬
‫إليو فال كراىة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪121‬‬

‫فروع ثالثة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬إذا أسلم غّب اؼبسلم‪ ،‬وعنده من يصح نكاحها بالعقد اؼبنقطع‪ ،‬كاف عقدىا ثابتػاً‪ .‬وكػذا‬
‫لو كن أكثر‪ .‬ولو سبقت ىي‪ .‬وقف على انقضػاء العػدة‪ ،‬إف كػاف دخػل هبػا‪ .‬فػإف انقضػت ومل يسػلم‪،‬‬
‫بطل العقد‪ .‬وإف غبق هبا قبل العدة‪ ،‬فهو أحػق هبػا مػا داـ أجلػو باقيػا فلػو انقضػى األجػل قبػل إسػالمو‬
‫مل يكن لو عليها سبيل‪.‬‬

‫الثػػاين‪ :‬لػػو كانػػت فبّػػن ال يصػػح نكػػاحهن‪ ،‬فأسػػلم أحػػدنبا بعػػد الػػدخوؿ‪ ،‬وقػػف الفسػػخ علػػى‬
‫انقضػػاء العػػدة‪ ،‬وتبػػْب منػػو بانقضػػاء األجػػل‪ ،‬أو خػػروج العػػدة‪ .‬فأيهمػػا حصػػل قبػػل إسػػالمو‪ ،‬انفسػػخ بػػو‬
‫النكاح ‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إف أسلم وعنده حرة وأمة‪ ،‬ثبت عقد اغبرة‪ ،‬ووقف عقد األمة‪ ،‬على رضاء اغبرة‪.‬‬

‫وأما اؼبهر‪:‬‬

‫فهػػو شػػرط ُب عقػػد الػػزواج اؼبنقطػػع خاصػػة‪ ،‬يبطػػل بفواتػػو العقػػد‪ .‬ويشػػَبط فيػػو أف يكػػوف فبلوك ػاً‬
‫معلومػاً‪ ،‬إمػػا بالكيػػل أو الػػوزف أو اؼبشػػاىدة أو الوصػػف‪ .‬ويتقػػدر باؼبراضػاة‪ ،‬قػػل أو كثػػر‪ ،‬ولػػو كػػاف كفػاً‬
‫من بر‪ ،‬ويلزـ دفعو بالعقد‪.‬‬

‫ولو وىبها اؼبدة قبل الػدخوؿ لزمػو النصػف‪ ،‬ولػو دخػل اسػتقر اؼبهػر‪ .‬ولػو تبػْب فسػاد العقػد‪ ،‬إمػا‬
‫بأف ظهر ؽبػا زوج‪ ،‬أو كانػت أخػت زوجتػو‪ ،‬أو أمهػا‪ ،‬ومػا شػاكل ذلػك ُب موجبػات الفسػخ‪ ،‬ومل يكػن‬
‫دخل هبا‪ ،‬فال مهر ؽبا‪ .‬ولو قبضتو كاف لو استعادتو‪ .‬ولو تبْب ذلك بعد الدخوؿ كاف ؽبػا مػا أخػذت‪،‬‬
‫وليس عليو تسليم ما بقي‪.‬‬
‫‪203‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وأما األجل‪:‬‬

‫فهػو شػػرط ُب عقػػد الػػزواج اؼبنقطػع‪ ،‬ولػػو مل يػػذكره انعقػػد دائمػاً‪ .‬وتقػػدير األجػػل إليهمػػا‪ ،‬طػػاؿ أو‬
‫قصػػر‪ ،‬وأقلػػو سػػتة أشػػهر‪ .‬وال بػػد أف يكػػوف معينػاً‪ ،‬ؿبروسػاً مػػن الزيػػادة والنقصػػاف‪ .‬ولػػو عينػػا أجػالً دوف‬
‫ستة أشهر بطل العقد‪ ،‬ولو كاف من نية الزوج أف يهبها اؼبدة قبل العقد بطل أيضاً‪.‬‬

‫وال وبصل فك رباط الزوجية بينهما إال بانقضاء اؼبدة‪ ،‬أو أف يهبها الزوج‪ .‬وللزوج أف يعقد‬
‫عليها مرة أخرى ُب العدة‪.‬‬

‫وأما أحكامو فثمانية‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬إذا ذكر األجل واؼبهر صح العقد‪ ،‬ولو أخل باؼبهر مع ذكر األجل بطل العقد‪ ،‬ولو‬
‫أخل باألجل حسب بطل منقطعاً وانعقد دائماً‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬كل شرط يشَبط فيو فالبد أف يقرف باإلهباب والقبوؿ‪ ،‬وال حكم ؼبا يذكر قبل العقد ما‬
‫مل يستعد فيو‪ ،‬وال ؼبا يذكر بعده‪ ،‬وال يشَبط مع ذكره ُب العقد إعادتو بعده‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬للبالغة الرشيدة (وىي من أسبت ‪ ٔٛ‬عاماً ال من بلغت سن التكليف عاقلة فقط) أف‬
‫تزوج نفسها‪ ،‬وليس لوليها اعَباض‪ ،‬بكراً كانت أو ثيباً‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬هبوز أف يشَبط عليها اإلتياف ليالً أو هناراً‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬هبوز العزؿ للزوج ‪ ،‬وال يقف على إذهنا‪ ،‬ويلحق الولد بو لو ضبلت وإف عزؿ؛‬
‫الحتماؿ سبق اؼبِب من غّب تنبو‪.‬‬

‫السادس‪ :‬ال يقع هبا طالؽ‪ ،‬وتبْب بانقضاء اؼبدة‪ .‬ويقع لعاف‪ ،‬ويقع هبا ظهار وإيالء‪ ،‬ووبرـ‬
‫ترؾ وطئها أكثر من أربعة أشهر كالدائمة‪.‬‬

‫السابع‪ :‬ال يثبت هبذا العقد مّباث بْب الزوجْب‪ ،‬ولو شرطا التوارث أو شرط أحدنبا يلزـ عمالً‬
‫بالشرط‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪121‬‬

‫الثامن‪ :‬إذا انقضى أجلها بعد الدخوؿ فعدهتا حيضتاف‪ ،‬وإف كانت ال ربيض ومل تيئس‬
‫فخمسة وأربعوف يوماً‪ .‬وتعتد من الوفاة‪ ،‬ولو مل يدخل هبا‪ ،‬بأربعة أشهر وعشرة أياـ إف كانت حائالً‪،‬‬
‫وبأبعد األجلْب إف كانت حامالً‪ .‬ولو كانت أمة كانت عدهتا حائالً شهرين وطبسة أياـ‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ُ :‬ب نكاح اإلماء‬

‫وىو إما باؼبلك أو العقد‪.‬‬

‫والعقد ضرباف‪ :‬دائم ومنقطع‪.‬‬

‫وقد مضى ذكر كثّب من أحكامهما‪.‬‬

‫وأعرض عن التفصيل؛ لعدـ اغباجة ُب الوقت اغباضر‪.‬‬

‫ويلحق بالنكاح النظر ُب أمور طبسة‪:‬‬

‫النظر األوؿ‪ :‬ما يرد بو النكاح‬

‫وىو يستدعي بياف ثالثة مقاصد‪:‬‬

‫األوؿ ‪ُ :‬ب العيوب‬

‫وىي إما ُب الرجل‪ ،‬وإما ُب اؼبرأة‪ ،‬فعيوب الرجل ثالثة‪ :‬اعبنوف‪ ،‬واػبصاء‪ ،‬والعنن‪.‬‬

‫فاعبنوف‪ :‬سبب لتسليط الزوجة على الفسخ‪ ،‬دائماً كاف أو أدواراً‪ ،‬وكذا اؼبتجدد بعد العقد‬
‫وقبل الوطء‪ ،‬أو بعد العقد والوطء‪.‬‬

‫واػبصاء‪ :‬وىو سل األنثيْب‪ ،‬وُب معناه الوجاء‪ .‬وإمبا يفسخ بو مع سبقو على العقد‪.‬‬
‫‪205‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫والعنن‪ :‬مرض تضعف معو القوة عن نشر العضو‪ ،‬حبيث يعجز عن اإليالج‪ ،‬ويفسخ بو وإف‬
‫عن أو أمكنو وطء‬
‫ذبدد بعد العقد ‪ ،‬لكن بشرط أف ال يطأ زوجتو وال غّبىا‪ .‬فلو وطأىا ولو مرة‪ٍ ،‬ب َّ‬
‫وعن قبالً‪ ،‬وتفسخ باعبب؛ لتحقق‬
‫زوجة غّبىا مع عننو عنها مل يثبت ؽبا اػبيار‪ .‬وكذا لو وطأىا دبراً َّ‬
‫العجز عن الوطء‪ ،‬بشرط أف ال يبقى لو ما يبكن معو الوطء‪ .‬ولو حدث اعبب مل يفسخ بو‪ ،‬ولو باف‬
‫خنثى ؽبا الفسخ حٌب مع إمكاف الوطء‪ .‬وال يرد الرجل بعيب غّب ذلك‪.‬‬

‫وعيوب اؼبرأة سبعة‪ :‬اعبنوف واعبذاـ والربص والقرف (تشوه الفرج) واإلفضاء والعرج والعمى‪.‬‬

‫أما اعبنوف‪ :‬فهو فساد العقل‪ ،‬فال يثبت اػبيار مع السهو السريع زوالو‪ ،‬وال مع اإلغماء‬
‫العارض مع غلبة اؼبرة‪ ،‬وإمبا يثبت اػبيار فيو مع استقراره ‪.‬‬

‫وأما اعبذاـ‪ :‬فهو الذي يظهر معو يبس األعضاء‪ ،‬وتناثر اللحم‪ .‬وال ذبزي قوة االحَباؽ‪ ،‬وال‬
‫تعجر الوجو‪ ،‬وال استدارة العْب‪.‬‬

‫وأما الربص‪ :‬فهو البياض الذي يظهر على صفحة البدف وال يقضي بالتسلط مع االشتباه‪.‬‬

‫وأما تشوه الفرج‪ :‬فإذا منع من االستمتاع ومل يبكن عالجو يفسخ بو‪.‬‬

‫وأما االفضاء‪ :‬فهو تصيّب اؼبسلكْب واحداً‪.‬‬

‫وأما العرج‪ :‬فيدخل ُب أسباب الفسخ‪ ،‬إذا بلغ اإلقعاد‪.‬‬

‫اؼبقصد الثاين‪ُ :‬ب أحكاـ العيوب‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬العيوب اغبادثة للمرأة قبل العقد مبيحة للفسخ‪ ،‬وما يتجدد بعد العقد‪ .‬والوطء ال‬
‫يفسخ بو‪ .‬واؼبتجدد بعد العقد وقبل الدخوؿ ال يبيح الفسخ‪ ،‬سبسكاً دبقتضى العقد السليم عن‬
‫معارض‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪121‬‬

‫الثانية‪ :‬خيار الفسخ على الفور‪ ،‬فلو علم الرجل أو اؼبرأة بالعيب فلم يبادر بالفسخ لزـ العقد‪،‬‬
‫وكذا اػبيار مع التدليس‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬الفسخ بالعيب ليس بطالؽ‪ ،‬فال يطرد معو تنصيف اؼبهر وال يعد ُب الثالث‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬هبوز للرجل الفسخ من دوف إذف اغباكم‪ ،‬وكذا اؼبرأة‪ .‬نعم‪ ،‬مع ثبوت العنن يفتقر إىل‬
‫اغباكم لضرب األجل‪ .‬وؽبا التفرد بالفسخ عند انقضائو وتعذر الوطء‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا اختلفا ُب العيب فالقوؿ قوؿ منكره مع عدـ البينة‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا فسخ الزوج بأحد العيوب‪ ،‬فإف كاف قبل الدخوؿ فال مهر وإف كاف بعده فلها‬
‫اؼبسمى؛ ألنو ثبت بالوطء ثبوتا مستقراً فال يسقط بالفسخ‪ .‬ولو الرجوع بو على اؼبدلس‪ .‬وكذا لو‬
‫فسخت قبل الدخوؿ فال مهر‪ ،‬إال ُب العنن (ؽبا نصف اؼبهر)‪ ،‬ولو كاف بعده كاف ؽبا اؼبسمى‪ .‬وكذا‬
‫لو كاف باػبصاء بعد الدخوؿ فلها اؼبهر كامالً إف حصل الوطء‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬ال يثبت العنن إال بإقرار الزوج‪ ،‬أو البينة بإقراره‪ ،‬أو نكولو أو البينة الطبية‪ ،‬ولو مل‬
‫يكن ذلك وادعت عننو فأنكر ‪ ،‬فالقوؿ قولو مع يبينو‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬إذا ثبت العنن‪ ،‬فإف صربت فال كالـ‪ ،‬وإف رفعت أمرىا إىل اغباكم أجلّها سنة من‬
‫حْب الَبافع‪ ،‬فإف واقعها أو واقع زوجة غّبىا فال خيار‪ ،‬وإال كاف ؽبا الفسخ ونصف اؼبهر‪.‬‬

‫اؼبقصد الثالث‪ُ :‬ب التدليس‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا تزوج امرأة وشرط كوهنا بكراً‪ ،‬فوجدىا ثيباً مل يكن لو الفسخ؛ إلمكاف ذبدده‬
‫بسبب خفي‪ .‬وكاف لو أف ينقص من مهرىا ما بْب مهر البكر والثيب ‪ ،‬ويرجع فيو إىل العرؼ‪.‬‬
‫‪207‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ :‬إذا تزوج منقطعاً بامرأة فبانت غّب مسلمة‪ ،‬مل يكن لو الفسخ من دوف ىبة اؼبدة‪ ،‬وال لو‬
‫إسقاط شيء من اؼبهر‪ .‬وكذا لو تزوجها دائماً‪ .‬نعم‪ ،‬لو شرط إسالمها كاف لو الفسخ إذا وجدىا‬
‫على خالفو‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا تزوج رجالف بامرأتْب‪ ،‬وأدخلت خطئاً امرأة كل واحد منهما على اآلخر فوطأىا‬
‫شبهة‪ ،‬فلكل واحدة منهما على واطئها مهر اؼبثل‪ ،‬وترد كل واحدة على زوجها‪ ،‬وعليو مهرىا‬
‫اؼبسمى‪ .‬وليس لو وطؤىا حٌب تنقضي عدهتا من وطء األوؿ‪ .‬ولو ماتتا ُب العدة أو مات الزوجاف‬
‫ورث كل واحد منهما زوجة نفسو وورثتو‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬كل موضع حكمنا فيو ببطالف العقد‪ ،‬فللزوجة مع الوطء مهر اؼبثل‪ ،‬ال اؼبسمى‪ .‬وكذا‬
‫كل موضع حكمنا فيو بصحة العقد‪ ،‬فلها مع الوطء اؼبسمى وإف غبقو الفسخ‪.‬‬

‫النظر الثاين‪ُ :‬ب اؼبهور‬

‫وفيو أطراؼ‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب اؼبهر الصحيح‬

‫وىو كل ما يصح أف يبلك‪ ،‬عيناً كاف أو منفعة‪ .‬ويصح العقد على منفعة اغبر‪ ،‬كتعليم الصنعة‪،‬‬
‫والسورة من القرآف‪ ،‬وكل عمل ؿبلل‪ ،‬وعلى إجارة الزوج نفسو مدة معينة‪ .‬ولو عقد الكتابياف على‬
‫طبر أو خنزير وأسلما‪ ،‬أو أسلم أحدنبا قبل القبض‪ ،‬دفع القيمة ػبروجو عن ملك اؼبسلم‪ ،‬سواء كاف‬
‫قل ما مل يقصر عن التقوًن‪،‬‬
‫عيناً أو مضموناً‪ .‬وال تقدير ُب اؼبهر‪ ،‬بل ما تراضى عليو الزوجاف وإف ّ‬
‫كحبة من حنطة‪ .‬وكذا ال حد لو ُب الكثرة‪.‬‬

‫ويكفي ُب اؼبهر مشاىدتو إف كاف حاضراً ولو جهل وزنو أو كيلو‪ ،‬كالصربة من الطعاـ‪،‬‬
‫والقطعة من الذىب‪ .‬وهبوز أف يتزوج امرأتْب أو أكثر دبهر واحد‪ ،‬ويكوف اؼبهر بينهن بالسوية‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪121‬‬

‫ولو تزوجها على شيء غّب مشاىد وال موصوؼ كاف ؽبا الوصف الوسط بْب اعبيد والرديء‪.‬‬
‫ولو تزوجها على كتاب ا﵁ وسنة نبيو (صلى ا﵁ عليو وآلو)‪ ،‬ومل يسم ؽبا مهراً‪ ،‬كاف مهرىا طبس مئة‬
‫درىم فضة وكل درىم (٘‪ٕٔ.‬غم)‪.‬‬

‫ولو ظبى للمرأة مهراً‪ ،‬وألبيها شيئاً معيناً‪ ،‬لزـ ما ظبى ؽبا وسقط ما ظباه ألبيها‪ .‬ولو أمهرىا‬
‫مهراً‪ ،‬وشرط أف تعطي أباىا منو شيئاً معيناً يصح اؼبهر‪ ،‬وال يلزـ الشرط‪.‬‬

‫والبد من تعيْب اؼبهر دبا يرفع اعبهالة‪ ،‬فلو أصدقها تعليم سورة وجب تعيينها‪ ،‬ولو أهبم فسد‬
‫اؼبهر ‪ ،‬وكاف ؽبا مع الدخوؿ مهر اؼبثل‪ ،‬ولو أمرتو بتلقْب غّبىا مل يلزمو؛ ألف الشرط مل يتناوؽبا‪.‬‬

‫ولو أصدقها تعليم صنعة ال وبسنها‪ ،‬أو تعليم سورة جاز؛ ألنو ثابت ُب الذمة‪ .‬ولو تعذر‬
‫خل فباف طبراً كاف ؽبا مثل اػبل‪ ،‬وكذا لو‬‫التوصل كاف عليو أجرة التعليم‪ .‬ولو أصدقها ظرفاً أنو ّ‬
‫تزوجها على عبد فباف حراً أو مستحقاً‪ .‬وإذا تزوجها دبهر سراً‪ ،‬وبآخر جهراً كاف ؽبا األوؿ‪.‬‬

‫واؼبهر مضموف على الزوج فلو تلف قبل تسليمو كاف ضامناً لو بقيمتو وقت تلفو‪ .‬ولو وجدت‬
‫بو عيباً كاف ؽبا رده بالعيب‪ ،‬ولو عاب بعد العقد كانت باػبيار ُب أخذه‪ ،‬أو أخذ القيمة‪ .‬وؽبا أف‬
‫سبنع من الدخوؿ هبا حٌب تقبض مهرىا‪ ،‬سواء كاف الزوج موسراً أو معسراً‪ .‬وليس ؽبا ذلك بعد‬
‫الدخوؿ‪.‬‬

‫ويستحب‪ :‬تقليل اؼبهر‪ .‬ويكره‪ :‬أف يتجاوز السنة‪ ،‬وىو طبسمائة درىم‪ .‬وأف يدخل بالزوجة‬
‫حٌب يقدـ مهرىا‪ ،‬أو شيئاً منو‪ ،‬أو غّبه‪ ،‬ولو ىدية‪.‬‬

‫الطرؼ الثاين‪ُ :‬ب التفويض‬

‫وىو قسماف‪ :‬تفويض البضع‪ ،‬وتفويض اؼبهر‪.‬‬

‫أما األوؿ‪ :‬فهو أف ال يذكر ُب العقد مهراً أصالً‪ ،‬مثل أف يقوؿ‪ :‬زوجتك فالنة‪ ،‬أو تقوؿ ىي‪:‬‬
‫زوجتك نفسي‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬قبلت‪.‬‬
‫‪209‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ذكر اؼبهر ليس شرطاً ُب العقد الدائم‪ ،‬فلو تزوجها ومل يذكر مهراً‪ ،‬أو شرط أف ال مهر‪،‬‬
‫صح العقد‪ .‬فإف طلقها قبل الدخوؿ فلها اؼبتعة ‪ ،‬حرة كانت أو فبلوكة‪ ،‬وال مهر‪ .‬وإف طلقها بعد‬
‫الدخوؿ‪ ،‬فلها مهر أمثاؽبا وال متعة‪ .‬فإف مات أحدنبا قبل الدخوؿ وقبل الفرض فال مهر ؽبا وال‬
‫متعة‪ ،‬وال هبب مهر اؼبثل بالعقد‪ ،‬وإمبا هبب بالدخوؿ‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬اؼبعترب ُب مهر اؼبثل حاؿ اؼبرأة ُب الشرؼ واعبماؿ وعادة نسائها‪ ،‬ما مل يتجاوز السنة‬
‫وىو طبسمائة درىم‪ .‬واؼبعترب ُب اؼبتعة حاؿ الزوج ‪ ،‬فالغِب يبتع بالسيارة والدار‪ ،‬والفقّب باػباًب وما‬
‫شاكلو‪ .‬وتستحق اؼبتعة اؼبطلقة الٍب مل يفرض ؽبا مهر‪ ،‬ومل يدخل هبا‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬لو تراضيا بعد العقد بفرض اؼبهر جاز؛ ألف اغبق ؽبما سواء كاف بقدر مهر اؼبثل أو‬
‫أزيد أو أقل‪ ،‬وسواء كانا عاؼبْب أو جاىلْب‪ ،‬أو كاف أحدنبا عاؼباً واآلخر جاىالً‪ ،‬وفرض اؼبهر إليهما‬
‫ابتداءً وانتهاءً‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬لو تزوج اؼبملوكة ٍب اشَباىا فسد عقد النكاح‪ ،‬وال مهر ؽبا وال متعة‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬يتحقق التفويض ُب البالغة العاقلة‪ ،‬وال يتحقق ُب الصغّبة‪ ،‬وال ُب البالغة السفيهة‪.‬‬
‫ولو ّزوجها الويل بدوف مهر اؼبثل أو مل يذكر مهراً صح العقد‪ ،‬وثبت ؽبا مهر اؼبثل بنفس العقد‪ .‬ولو‬
‫طلقها قبل الدخوؿ كاف ؽبا نصف مهر اؼبثل‪ .‬وهبوز أف يزوج اؼبوىل أمتو مفوضة ؛ الختصاصو باؼبهر‪.‬‬

‫وأما الثاين‪ :‬وىو تفويض اؼبهر‪ ،‬فهو أف يذكر على اعبملة‪ ،‬ويفوض تقديره إىل أحد الزوجْب‪،‬‬
‫فإذا كاف اغباكم ىو الزوج مل يتق ّدر ُب طرؼ الكثرة وال القلة‪ ،‬وجاز أف وبكم دبا شاء‪ .‬ولو كاف‬
‫اغبكم إليها مل يتقدر ُب طرؼ القلة‪ ،‬ويتقدر ُب طرؼ الكثرة؛ إذ ال يبضي حكمها فيما زاد عن مهر‬
‫السنة‪ ،‬وىو طبسمائة درىم‪.‬‬

‫ولو طلقها قبل الدخوؿ وقبل اغبكم ألزـ من إليو اغبكم أف وبكم‪ ،‬وكاف ؽبا النصف‪ .‬ولو‬
‫كانت ىي اغباكمة ‪ ،‬فلها النصف ما مل تزد ُب اغبكم عن مهر السنة‪ .‬ولو مات اغباكم قبل اغبكم‬
‫وقبل الدخوؿ يسقط اؼبهر‪ ،‬وؽبا اؼبتعة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪122‬‬

‫الطرؼ الثالث ‪ُ :‬ب األحكاـ‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا دخل الزوج قبل تسليم اؼبهر كاف ديناً عليو‪ ،‬ومل يسقط بالدخوؿ‪ ،‬سواء طالت‬
‫مدهتا أو قصرت‪ ،‬طالبت بو أو مل تطالب‪ .‬والدخوؿ اؼبوجب للمهر ىو الوطء قبالً أو دبراً‪ ،‬وال هبب‬
‫باػبلوة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا مل يسم ؽبا مهراً ‪ ،‬وق ّدـ ؽبا شيئاً‪ٍ ،‬ب دخل كاف ذلك مهرىا‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا طلق قبل الدخوؿ كاف عليو نصف اؼبهر‪ .‬ولو كاف دفعو استعاد نصفو إف كاف باقياً‪،‬‬
‫أو نصف اؼبهر‪ .‬ولو كاف دفعو استعاد نصفو إف كاف باقياً‪ ،‬أو نصف مثلو إف كاف تالفاً‪ .‬ولو مل يكن‬
‫لو مثل فنصف قيمتو‪ .‬ولو اختلفت قيمتو ُب وقت العقد ووقت القبض‪ ،‬لزمها أقل األمرين‪ .‬ولو‬
‫نقصت عينو أو صفتو‪ ،‬مثل عور الدابة أو نسياف الصنعة‪ ،‬كاف لو نصف القيمة سليماً‪ ،‬وال هبرب على‬
‫أخذ نصف العْب‪.‬‬

‫وأما لو نقصت قيمتو لتفاوت السعر كاف لو نصف العْب قطعاً‪ ،‬وكذا لو زادت قيمتو لتزايد‬
‫السوؽ؛ إذ ال نظر إىل القيمة مع بقاء العْب‪ .‬ولو زاد بكرب أو ظبن كاف لو نصف قيمتو من دوف‬
‫الزيادة‪ .‬وال ذبرب اؼبرأة على دفع العْب‪ .‬ولو حصل لو مباء كالولد واللنب كاف للزوجة خاصة‪ ،‬ولو نصف‬
‫ما وقع عليو العقد‪ .‬ولو أصدقها حيواناً حامالً كاف لو النصف منهما‪ .‬ولو أصدقها تعليم صناعة‪ٍ ،‬ب‬
‫طلقها قبل الدخوؿ كاف ؽبا نصف أجرة تعليمها‪ ،‬ولو كاف علمها قبل الطالؽ رجع بنصف األجرة‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬لو أبرأتو من الصداؽ‪ٍ ،‬ب طلقها قبل الدخوؿ‪ ،‬مل يرجع بنصفو‪.‬‬

‫يتسرى‪ ،‬بطل‬
‫اػبامسة‪ :‬إذا شرط ُب العقد ما ىبالف اؼبشروع‪ ،‬مثل أف ال يتزوج عليها‪ ،‬أو ال ّ‬
‫الشرط ‪ ،‬وصح العقد واؼبهر‪ .‬وكذا لو شرط تسليم اؼبهر ُب أجل ‪ -‬فإف مل يسلمو كاف العقد باطالً ‪-‬‬
‫لزـ العقد واؼبهر‪ ،‬وبطل الشرط‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا شرط أف ال ىبرجها من بلدىا يلزـ الشرط‪.‬‬


‫‪211‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫السابعة‪ :‬لو طلقها بائناً‪ٍ ،‬ب تزوجها ُب عدتو‪ٍ ،‬ب طلقها قبل الدخوؿ‪ ،‬كاف ؽبا نصف اؼبهر‪.‬‬

‫النظر الثالث‪ُ :‬ب القسم والنشوز والشقاؽ‬

‫القوؿ ُب القسم‪:‬‬

‫والكالـ فيو‪ ،‬وُب لواحقو‪.‬‬

‫أما األوؿ‪:‬‬

‫فنقوؿ‪ :‬لكل واحد من الزوجْب حق‪ ،‬هبب على صاحبو القياـ بو‪ ،‬فكما هبب على الزوج‬
‫النفقة من الكسوة واؼبأكل واؼبشرب واإلسكاف‪ ،‬فكذا هبب على الزوجة التمكْب من االستمتاع‪،‬‬
‫وذبنب ما يتنفر منو الزوج‪.‬‬

‫والقسمة بْب األزواج حق على الزوج‪ ،‬حراً كاف أو عبداً‪ ،‬ولو كاف عنيناً أو خصياً‪ ،‬وكذا لو‬
‫كاف ؾبنوناً‪ ،‬ويقسم عنو الويل‪ .‬فمن لو زوجة واحدة فلها ليلة من أربع‪ ،‬ولو ثالث يضعها حيث‬
‫شاء‪ .‬ولالثنتْب ليلتاف‪ ،‬وللثالث ثالث‪ ،‬والفاضل لو‪ .‬ولو كاف أربع‪ ،‬كاف لكل واحدة ليلة‪ ،‬حبيث ال‬
‫وبل لو اإلخالؿ باؼببيت إال مع العذر أو السفر‪ ،‬أو أذهنن أو أذف بعضهن‪ ،‬فيما زبتص اآلذنة بو‪.‬‬
‫وهبوز أف هبعل القسمة أزيد من ليلة لكل واحدة بشرط رضاىن‪.‬‬

‫ولو تزوج أربعاً دفعة‪ ،‬يبدأ دبن شاء حٌب يأٌب عليهن‪ٍ ،‬ب هبب التسوية على الَبتيب‪ .‬والواجب‬
‫ُب القسمة اؼبضاجعة ال اؼبواقعة‪ ،‬وىبتص الوجوب بالليل دوف النهار‪.‬‬

‫وإذا كانت األمة مع اغبرة أو اغبرائر‪ ،‬فللحرة ليلتاف ولألمة ليلة‪ ،‬وغّب اؼبسلمة كاألمة ُب‬
‫القسمة‪ .‬ولو كانت عنده مسلمة وغّب مسلمة كاف للمسلمة ليلتاف‪ ،‬ولغّب اؼبسلمة ليلة‪ .‬ولو كانتا أمة‬
‫مسلمة وحرة غّب مسلمة‪ ،‬كانتا سواء ُب القسمة‪ .‬وليس للموطوءة باؼبلك قسمة‪ ،‬واحدة كانت أو‬
‫أكثر‪ .‬ولو أف يطوؼ على الزوجات ُب بيوهتن‪ ،‬وأف يستدعيهن إىل منزلو‪ ،‬وأف يستدعي بعضاً ويسعى‬
‫إىل بعض‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪121‬‬

‫وزبتص البكر عند الدخوؿ بسبع لياؿ‪ ،‬والثيب بثالث‪ ،‬وال يقضي ذلك‪ .‬ولو سيق إليو‬
‫زوجتاف‪ ،‬أو زوجات ُب ليلة‪ ،‬يبتدئ دبن شاء‪ .‬وتسقط القسمة بالسفر‪ ،‬ويستحب أف يقرع بينهن إذا‬
‫أراد استصحاب بعضهن‪ ،‬وال هبوز العدوؿ عمن خرج اظبها إىل غّبىا‪ .‬وال يتوقف قسم األمة على‬
‫إذف اؼبالك‪.‬‬

‫ويستحب‪ :‬التسوية بْب الزوجات ُب اإلنفاؽ‪ ،‬وإطالؽ الوجو‪ ،‬واعبماع‪ ،‬وأف يكوف ُب صبيحة‬
‫كل ليلة عند صاحبتها‪ .‬ولو منعها عن اػبروج من منزلة إال غبق واجب‪ ،‬كالرب بالوالدين وذبنب‬
‫عقوقهما‪.‬‬

‫وأما اللواحق‪ ،‬فمسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬القسم حق مشَبؾ بْب الزوج والزوجة؛ الشَباؾ شبرتو‪ ،‬فلو أسقطت حقها منو كاف‬
‫للزوج اػبيار‪ .‬وؽبا أف هتب ليلتها للزوج أو لبعضهن مع رضاه‪ .‬فإف وىبت للزوج وضعها حيث شاء‪،‬‬
‫وإف وىبتها ؽبن وجب قسمتها عليهن‪ ،‬وإف وىبتها لبعضهن اختصت باؼبوىوبة‪ .‬وكذا لو وىبت‬
‫ثالث منهن لياليهن للرابعة لزمو اؼببيت عندىا من غّب إخالؿ‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا وىبت فرضي الزوج صح‪ ،‬ولو رجعت كاف ؽبا‪ ،‬ولكن ال يصح ُب اؼباضي‪ ،‬دبعُب أنو‬
‫ال يقضي‪ ،‬ويصح فيما يستقبل‪ .‬ولو رجعت ومل يعلم مل يقض ما مضى قبل علمو‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬لو التمست عوضاً عن ليلتها‪ ،‬فبذلو الزوج‪ ،‬ال يصح وال يلزـ‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬ال قسمة للصغّبة‪ ،‬وال اجملنونة اؼبطبقة‪ ،‬وال الناشزة وال اؼبسافرة بغّب إذنو‪ ،‬دبعُب أنو ال‬
‫يقضي ؽبن عما سلف‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬ال يزور الزوج الضرة ُب ليلة ضرهتا‪ .‬وإف كانت مريضة جاز لو عيادهتا‪ ،‬فإف استوعب‬
‫الليلة عندىا ال يقضيها‪ .‬ولو دخل فواقعها‪ٍ ،‬ب عاد إىل صاحبة الليلة‪ ،‬مل يقض اؼبواقعة ُب حق‬
‫الباقيات؛ ألف اؼبواقعة ليست من لوازـ القسمة‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬لو جار بالقسمة قضى ؼبن أخل بليلتها‪.‬‬


‫‪213‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫السابعة‪ :‬لو كاف لو أربع فنشزت واحدة‪ٍ ،‬ب قسم طبس عشرة‪ ،‬فوَب اثنتْب ٍب أطاعت الرابعة‪،‬‬
‫وجب أف يوُب الثالثة طبس عشرة والٍب كانت ناشزة طبساً‪ .‬فيقسم للناشزة ليلة‪ ،‬وللثالثة ثالثاً‪ ،‬طبسة‬
‫أدواراً‪ ،‬فتستوُب الثالثة طبس عشرة والناشزة طبساً‪ٍ ،‬ب يستأنف‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬لو طاؼ على ثالث‪ ،‬وطلق الرابعة بعد دخوؿ ليلتها ٍب تزوجها‪ ،‬ال هبب ؽبا قضاء‬
‫تلك الليلة‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬لو كاف لو زوجتاف ُب بلدين‪ ،‬فأقاـ عند واحدة عشراً كاف عليو لألخرى مثلها‪.‬‬

‫العاشرة‪ :‬لو تزوج امرأة ومل يدخل هبا‪ ،‬فأقرع للسفر فخرج اظبها‪ ،‬جاز لو مع العود توفيتها‬
‫حصة التخصيص؛ ألف ذلك ال يدخل ُب السفر‪ ،‬إذ ليس السفر داخالً ُب القسم‪.‬‬

‫القوؿ ُب النشوز‪:‬‬

‫وىو اػبروج عن الطاعة‪ ،‬وأصلو االرتفاع‪ ،‬وقد يكوف من الزوج كما يكوف من الزوجة‪ .‬فمٌب‬
‫ظهر من الزوجة إمارتو‪ ،‬مثل أف تقطب ُب وجهو‪ ،‬أو تتربـ حبوائجو‪ ،‬أو تغّب عادهتا ُب آداهبا‪ ،‬جاز لو‬
‫ىجرىا ُب اؼبضجع بعد عظتها‪.‬‬

‫وصورة اؽبجراف وبوؿ إليها ظهره ُب الفراش‪ ،‬وال هبوز لو ضرهبا واغباؿ ىذه‪.‬‬

‫أما لو وقع النشوز‪ ،‬وىو االمتناع عن طاعتو فيما هبب لو‪ ،‬جاز ضرهبا‪ ،‬ولو بأوؿ مرة‪ .‬ويقتصر‬
‫على ما يؤمل معو رجوعها‪ ،‬ما مل يكن مدمياً وال مربحاً‪.‬‬

‫وإذا ظهر من الزوج النشوز دبنع حقوقها‪ ،‬فلها اؼبطالبة‪ ،‬وللحاكم إلزامو‪ ،‬وؽبا ترؾ بعض‬
‫حقوقها‪ ،‬من قسمة ونفقة‪ ،‬استمالة لو‪ .‬ووبل للزوج قبوؿ ذلك‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪121‬‬

‫القوؿ ُب الشقاؽ‪:‬‬

‫وىو فعاؿ من الشق‪ ،‬كأف كل واحد منهما ُب شق‪ ،‬فإف كاف النشوز منهما‪ ،‬وخشي الشقاؽ‪،‬‬
‫بعث اغباكم حكماً من أىل الزوج‪ ،‬وآخر من أىل اؼبرأة ‪ ،‬على األوىل‪ .‬ولو كاف من غّب أىلهما‪ ،‬أو‬
‫كاف أحدنبا‪ ،‬جاز أيضاً‪.‬‬

‫وبعثهما على سبيل التحكيم‪ ،‬فإف اتفقا على االصالح فعاله‪ ،‬وإف اتفقا على التفريق مل يصح‬
‫إال برضا الزوج ُب الطالؽ‪ ،‬ورضا اؼبرأة ُب البذؿ إف كاف خلعاً‪.‬‬

‫تفريع‪ :‬لو بعث اغبكماف‪ ،‬فغاب الزوجاف أو أحدنبا‪ ،‬مل هبز اغبكم‪.‬‬

‫مسألتاف‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ما يشَبطو اغبكماف يلزـ إف كاف سائغاً‪ ،‬وإال كاف ؽبما نقضو‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬ال هبوز أف يبنعها شيئاً من حقوقها الواجبة‪ .‬ولو منعها شيئاً من حقوقها اؼبستحبة‪ ،‬أو‬
‫أغارىا‪ ،‬فبذلت لو بذالً ليخلعها‪ ،‬صح‪ .‬وليس ذلك إكراىاً‪.‬‬

‫النظر الرابع‪ُ :‬ب أحكاـ األوالد‬

‫وىي قسماف‪:‬‬

‫األوؿ ‪ُ :‬ب إغباؽ األوالد‬

‫والنظر ُب‪ :‬الزوجات‪ ،‬واؼبوطوءات باؼبلك‪ ،‬واؼبوطوءات بالشبهة‪.‬‬

‫األوؿ‪ :‬أحكاـ ولد اؼبوطوءة بالعقد الدائم واؼبنقطع‪.‬‬

‫وىم يلحقوف بالزوج بشروط ثالثة‪ :‬الدخوؿ‪ ،‬ومضي ستة أشهر من حْب الوطء‪ ،‬وأف ال‬
‫يتجاوز أقصى الوضع‪ ،‬وىو عشرة أشهر‪.‬‬
‫‪215‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫فلو مل يدخل هبا مل يلحقو‪ ،‬وكذا لو دخل وجاءت بو ألقل من ستة أشهر حياً كامالً‪ .‬وكذا لو‬
‫اتفقا على انقضاء ما زاد عن عشرة أشهر من زماف الوطء‪ ،‬أو ثبت ذلك بغيبة متحققة تزيد عن‬
‫أقصى اغبمل‪ ،‬وال هبوز لو إغباقو بنفسو واغباؿ ىذه‪.‬‬

‫ولو وطأىا واطئ فجوراً كاف الولد لصاحب الفراش‪ ،‬وال ينتفي عنو إال باللعاف أو البينة؛ ألف‬
‫الزاين ال ولد لو‪ .‬ولو اختلفا ُب الدخوؿ‪ ،‬أو ُب والدتو‪ ،‬فالقوؿ قوؿ الزوج مع يبينو‪ .‬ومع الدخوؿ‬
‫وانقضاء أقل اغبمل ال هبوز لو نفي الولد ‪ ،‬ؼبكاف هتمة أمو بالفجور‪ ،‬وال مع تيقنو‪ .‬ولو نفاه مل ينتف‬
‫إال باللعاف أو البينة‪.‬‬

‫ولو طلقها فاعتدت‪ٍ ،‬ب جاءت بولد ما بْب الفراؽ إىل أقصى مدة اغبمل غبق بو إذا مل توطأ‬
‫بعقد وال شبهة‪ .‬ولو زىن بامرأة فأحبلها ٍب تزوج هبا مل هبز إغباقو بو‪ ،‬وكذا لو زىن بأمة فحملت ٍب‬
‫ابتاعها‪ .‬ويلزـ األب اإلقرار بالولد مع اعَبافو بالدخوؿ ووالدة زوجتو لو‪ ،‬فلو أنكره واغباؿ ىذه مل‬
‫ينتف إال باللعاف أو البينة‪ .‬وكذا لو اختلفا ُب اؼبدة‪.‬‬

‫ولو طلق امرأتو‪ ،‬فاعتدت وتزوجت ‪ ،‬أو باع أمتو فوطأىا اؼبشَبي‪ٍ ،‬ب جاءت بولد لدوف ستة‬
‫أشهر كامالً‪ ،‬فهو لألوؿ‪ .‬وإف كاف لستة أشهر فهو للثاين‪.‬‬

‫أحكاـ ولد اؼبوطوءة باؼبلك‪:‬‬

‫إذا وطأ األمة‪ ،‬فجاءت بو بولد لستة أشهر فصاعداً لزمو اإلقرار بو‪ ،‬لكن لو نفاه مل يالعن‬
‫أمتو‪ ،‬وحكم بنفيو ظاىراً‪ .‬ولو اعَبؼ بو بعد ذلك اُغبق بو‪ .‬ولو وطأ األمة اؼبوىل وأجنيب‪ ،‬حكم‬
‫بالولد للموىل‪.‬‬

‫ولو انتقلت إىل مواؿ بعد وطء كل واحد منهم ؽبا‪ ،‬حكم بالولد ؼبن ىي عنده إف جاءت بو‬
‫لستة أشهر فصاعداً منذ يوـ وطأىا‪ ،‬وإال كاف للذي قبلو إف كاف لوطئو ستة أشهر فصاعداً‪ ،‬وإال‬
‫كاف للذي قبلو‪ ،‬وىكذا اغبكم ُب كل واحد منهم‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪121‬‬

‫أحكاـ ولد الشبهة‪:‬‬

‫الوطء بالشبهة يلحق بو النسب‪ ،‬فلو اشتبهت عليو أجنبية‪ ،‬فظنها زوجتو أو فبلوكتو فوطأىا‬
‫اُغبق بو الولد‪ .‬وكذا لو وطأ أمة غّبه لشبهة‪ ،‬لكن ُب األمة يلزمو قيمة الولد يوـ سقط حياً‪.‬‬

‫ولو تزوج امرأة لظنها خالية‪ ،‬أو لظنها موت الزوج أو طالقو‪ ،‬فباف أنو مل يبت ومل يطلق‪ ،‬ردت‬
‫على األوؿ بعد االعتداد من الثاين‪ ،‬واختص الثاين باألوالد مع الشرائط‪ ،‬سواء استندت ُب ذلك إىل‬
‫شهادة شهود‪ ،‬أو إخبار ـبرب‪.‬‬

‫القسم الثاين‪ُ :‬ب أحكاـ الوالدة‬

‫والكالـ ُب‪ :‬سنن الوالدة‪ ،‬واللواحق‪.‬‬

‫أما سنن الوالدة‪:‬‬

‫فالواجب منها‪ :‬استبداد النساء باؼبرأة عند الوالدة دوف الرجاؿ إال مع عدـ النساء‪ ،‬وال بأس‬
‫بالزوج وإف وجدت النساء‪.‬‬

‫والندب ستة‪ :‬غسل اؼبولود‪ ،‬واألذاف ُب أذنو اليمُب‪ ،‬واإلقامة ُب اليسرى‪ ،‬وربنيكو دباء الفرات‪،‬‬
‫وبَببة اغبسْب (عليو السالـ)‪ ،‬فإف مل يوجد ماء الفرات فبماء فرات‪ ،‬ولو مل يوجد إال ماء ملح جعل‬
‫فيو شيء من التمر أو العسل‪ٍ ،‬ب يسميو أحد األظباء اؼبستحسنة‪ ،‬وأفضلها ما يتضمن العبودية ﵁‬
‫سبحانو‪ ،‬وأظباء األنبياء واألئمة والصاغبْب والصاغبات (عليهم السالـ)‪ ،‬وأف يكنيو‪ ،‬وتستحب‬
‫التسمية يوـ السابع‪ .‬ويكره‪ :‬أف يكنيو أبا القاسم إذا كاف اظبو ؿبمداً‪.‬‬

‫وأما اللواحق‪ ،‬فثالثة‪:‬‬

‫سنن اليوـ السابع‪ ،‬والرضاع‪ ،‬واغبضانة‪.‬‬

‫وسنن اليوـ السابع أربع‪ :‬اغبلق‪ ،‬واػبتاف‪ ،‬وثقب األذف‪ ،‬والعقيقة‪.‬‬


‫‪217‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫أما اغبلق‪ :‬فمن السنة حلق رأسو يوـ السابع مقدماً على العقيقة‪ ،‬والتصدؽ بوزف شعره ذىباً أو‬
‫فضة‪ .‬ويكره‪ :‬أف وبلق من رأسو موضع ‪ ،‬ويَبؾ موضع‪ ،‬وىي القنازع‪.‬‬

‫وأما اػبتاف‪ :‬فمستحب يوـ السابع‪ ،‬ولو أخر جاز‪ .‬ولو بلغ ومل ىبًب وجب أف ىبًب نفسو‪.‬‬
‫واػبتاف واجب‪ ،‬ولو أسلم كافر غّب ـبًب وجب أف ىبًب ولو كاف مسناً‪.‬‬

‫وأما العقيقة‪ :‬فيستحب أف يعق عن الذكر ذكر‪ ،‬وعن األنثى أنثى‪ ،‬وىي مستحبة‪ .‬ولو تصدؽ‬
‫بثمنها مل هبز ُب القياـ بالسنة‪ .‬ولو عجز عنها أخرىا حٌب يتمكن‪ ،‬وال يسقط االستحباب‪.‬‬

‫ويستحب‪ :‬أف ذبتمع فيها شروط األضحية‪ ،‬وأف زبص القابلة منها بالرجل والورؾ‪ .‬ولو مل‬
‫تكن قابلة أعطي األـ تتصدؽ بو‪ .‬ولو مل يعق الوالد استحب للولد أف يعق عن نفسو إذا بلغ‪.‬‬

‫ولو مات الصيب يوـ السابع فإف مات قبل الزواؿ سقطت‪ ،‬ولو مات بعده مل يسقط‬
‫االستحباب‪ .‬ويكره للوالدين أف يأكال منها‪ ،‬وأف يكسر شيء من عظامها الٍب تسّب عليها (اليداف‬
‫والرجالف)‪ ،‬بل يفصل أعضاؤىا‪.‬‬

‫وأما الرضاع‪ :‬فال هبب على األـ إرضاع الولد‪ ،‬وؽبا اؼبطالبة بأجرة إرضاعو‪ ،‬ولو استئجارىا إذا‬
‫كانت بائناً‪ .‬وهبب على األب بذؿ أجرة الرضاع إذا مل يكن للولد ماؿ‪ ،‬وألمو أف ترضعو بنفسها أو‬
‫بغّبىا‪ ،‬وؽبا األجرة‪ .‬وللموىل إجبار أمتو على الرضاع‪ .‬وهناية الرضاع حوالف‪ ،‬وهبوز االقتصار على‬
‫أحد وعشرين شهراً‪ ،‬واألفضل أف ال ينقصو عن ذلك‪ .‬وهبوز الزيادة عن اغبولْب شهراً وشهرين‪ .‬وال‬
‫هبب على الوالد دفع أجرة ما زاد عن حولْب‪ .‬واألـ أحق بإرضاعو إذا طلبت ما يطلب غّبىا‪ .‬ولو‬
‫طلبت زيادة كاف لألب نزعو وتسليمػو إىل غّبىا‪ .‬ولو تربعت أجنبية بإرضاعو فرضيت األـ بالتربع‬
‫فهي أحق بو‪ ،‬وإف مل ترض فلألب تسليمو إىل اؼبتربعة‪ .‬ويستحب‪ :‬أف يرضع الصيب بلنب أمو‪ ،‬فهو‬
‫أفضل‪.‬‬

‫وأما اغبضانة‪ :‬فاألـ أحق بالولد مدة الرضاع‪ ،‬وىي حوالف‪ ،‬ذكر أكاف أو أنثى‪ ،‬إذا كانت حػرة‬
‫مسلمة‪ .‬وال حضانة لألمة‪ ،‬وال لغّب اؼبسلمة مع اؼبسلم‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪121‬‬

‫فإذا فصل فالوالد أحق بالذكر‪ ،‬واألـ أحق باألنثى حٌب تبلغ سبع سنْب‪ٍ ،‬ب يكوف األب أحق‬
‫هبا‪ .‬ولو تزوجت األـ سقطت حضانتها عن الذكر واألنثى‪ ،‬وكاف األب أحق هبما‪ .‬ولو مات كانت‬
‫األـ أحق هبما من الوصي‪.‬‬

‫وكذا لو كاف األب فبلوكاً أو كافراً‪ ،‬كانت األـ اغبرة أحق بو وإف تزوجت‪ .‬فلو أعتق كاف‬
‫حكمو حكم اغبر‪ .‬فإف فقد األبواف فاغبضانة ألب األب‪ ،‬فإف عدـ كانت اغبضانة لألقارب‪ ،‬وترتبوا‬
‫ترتيب اإلرث‪.‬‬

‫ومن لواحق اغبضانة‪ ،‬ثالث مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا طلبت األـ للرضاع أجرة زائدة عن غّبىا‪ ،‬فلو تسليمو إىل األجنبية‪ ،‬وال تسقط‬
‫حضانة األـ‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا بلغ الولد عاقالً سقطت والية األبوين عنو‪ ،‬وكاف اػبيار إليو ُب االنضماـ إىل من‬
‫شاء‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا تزوجت سقطت حضانتها‪ ،‬فإف طلقها رجعية فاغبكم باؽ‪ ،‬وإف بانت منو رجعت‬
‫حضانتها‪.‬‬

‫النظر اػبامس‪ُ :‬ب النفقات‬

‫ال ذبب النفقة إال بأحد أسباب ثالثة‪ :‬الزوجية‪ ،‬والقرابة‪ ،‬واؼبلك‪.‬‬

‫القوؿ ُب نفقة الزوجة‪:‬‬

‫وتثبػػت النفقػػة للزوجػػة‪ ،‬مسػػلمة كانػػت أو غػػّب مسػػلمة أو أمػػة‪ ،‬صػػغّبة كانػػت أو كب ػّبة‪ ،‬دائم ػاً‬
‫عقدىا أو منقطعاً‪ ،‬بشرط أف ال تكوف ناشزاً‪.‬‬
‫‪219‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وأمػا قػدر النفقػة‪ ،‬فضػابطو‪ :‬القيػاـ دبػا ربتػاج إليػو اؼبػرأة مػن طعػاـ وإداـ وكسػوة وإسػكاف وإخػػداـ‬
‫وآلة اإلدىاف‪ ،‬تبعاً لعادة أمثاؽبا من أىل البلد‪ .‬ويكفي ُب قدر اإلطعاـ سد اػبلة‪.‬‬

‫ويرجع ُب اإلخداـ إىل عادهتا‪ ،‬فإف كانت من ذوي اإلخػداـ وجػب‪ ،‬وإال خػدمت نفسػها‪ .‬وإذا‬
‫وجبػػت اػبدمػػة‪ ،‬فػػالزوج باػبيػػار بػػْب اإلنفػػاؽ علػػى خادمهػػا إف كػػاف ؽبػػا خػػادـ‪ ،‬وبػػْب ابتيػػاع خػػادـ‪ ،‬أو‬
‫استئجارىا‪ ،‬أو اػبدمة ؽبػا بنفسػو‪ .‬ولػيس ؽبػا التخيػّب‪ .‬وال يلزمػو أكثػر مػن خػػادـ واحػد ولػو كانػت مػن‬
‫ذوي اغبشم؛ ألف االكتفاء وبصل هبا‪ .‬ومن ال عادة ؽبا باإلخداـ‪ ،‬ىبدمها مع اؼبرض‪.‬‬

‫ويرجع ُب جنس اؼبأدوـ واؼبلبوس إىل عادة أمثاؽبا من أىل البلد‪ ،‬وكذا ُب اؼبسكن‪ .‬وؽبا اؼبطالبة‬
‫بالتفرد باؼبسكن‪ .‬عن مشارؾ غّب الزوج‪.‬‬

‫وال بد ُب الكسوة من زيادة ُب الشتاء للتدثر‪ ،‬كاللحاؼ للنوـ‪ .‬ويرجع ُب جنسها إىل عادة‬
‫أمثاؿ اؼبرأة‪ .‬وتزاد إذا كانت من ذوي التجمل‪ ،‬زيادة على ثياب البذلة‪ ،‬دبا يتجمل أمثاؽبا بو‪.‬‬

‫وأما اللواحق‪ ،‬فمسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬لو قالت‪ :‬أنا أخدـ نفسي ويل نفقة اػبادـ مل هبب إجابتها‪ ،‬ولو بادرت باػبدمة من‬
‫غّب إذف مل تكن ؽبا اؼبطالبة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬الزوجة سبلك نفقة يومها‪ ،‬فلو منعها وانقضى اليوـ استقرت نفقة ذلك اليوـ‪ ،‬وكذا نفقة‬
‫األياـ وإف مل يقدرىا اغباكم‪ ،‬ومل وبكم هبا‪ .‬ولو دفع ؽبا نفقة ؼبدة وانقضت تلك اؼبدة فقد ملكت‬
‫النفقة‪ .‬ولو استفضلت منها‪ ،‬أو أنفقت على نفسها من غّبىا كانت ملكاً ؽبا‪ .‬ولو دفع إليها كسوة‬
‫ؼبدة جرت العادة ببقائها إليها صح‪ .‬ولو أخلقتها قبل اؼبدة مل هبب عليو بدؽبا‪ .‬ولو انقضت اؼبدة‬
‫والكسوة باقية‪ ،‬طالبتو بكسوة ؼبا يستقبل‪ .‬ولو سلم إليها نفقة ؼبدة‪ٍ ،‬ب طلقها قبل انقضائها‪ ،‬استعاد‬
‫نفقة الزماف اؼبتخلف بعد يوـ االنفصاؿ (سواء كاف يوـ الطالؽ بالنسبة للبائن أـ آخر يوـ ُب العدة‬
‫بالنسبة للرجعية)‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪112‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا دخل هبا واستمرت تأكل معو وتشرب على العادة مل تكن ؽبا مطالبتو دبدة مؤاكلتو‪،‬‬
‫وال تسقط النفقة لو تزوجها ومل يدخل هبا وانقضت مدة مل تطالبو بنفقة‪ ،‬بل ؽبا أف تطالبو هبا بعد‬
‫ذلك‪.‬‬

‫فرع‪ :‬لو نشزت وعادت إىل الطاعة مل ذبب النفقة حٌب يعلم‪ ،‬وينقضي زماف يبكنو الوصوؿ‬
‫إليها أو وكيلو‪ .‬ولو ارتدت سقطت النفقة‪ ،‬ولو عادت فأسلمت عادت نفقتها عند إسالمها‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا ادعت البائن إهنا حامل صرفت إليها النفقة يوماً فيوماً‪ ،‬فإف تبْب اغبمل وإال‬
‫استعيدت‪.‬‬

‫فرع‪ :‬إذا العنها فبانت منو وىي حامل‪ ،‬فال نفقة ؽبا النتفاء الولد‪ ،‬إال إف أقامت بينة على أنو‬
‫ابنو‪ .‬وكذا لو طلقها‪ٍ ،‬ب ظهر هبا ضبل فأنكره والعنها‪ .‬ولو أكذب نفسو بعد اللعاف واستلحقو لزمو‬
‫اإلنفاؽ؛ ألنو من حقوؽ الولد‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا كاف لو على زوجتو دين‪ ،‬جاز أف يقاضيها يوماً فيوماً إف كانت موسرة‪ ،‬وال هبوز‬
‫مع إعسارىا؛ ألف قضاء الدين فيما يفضل عن القوت‪ ،‬ولو رضيت بذلك مل يكن لو االمتناع‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬نفقة الزوجة مقدمة على األقارب‪ ،‬فما فضل عن قوتو صرفو إليها‪ٍ ،‬ب ال يدفع إىل‬
‫األقارب إال ما يفضل عن واجب نفقة الزوجة‪.‬‬

‫القوؿ ُب نفقة األقارب‪:‬‬

‫والكالـ فيمن ينفق عليو‪ ،‬وكيفية اإلنفاؽ‪ ،‬واللواحق‪.‬‬

‫ذبب النفقة‪ :‬على األبوين‪ ،‬واألوالد وكذا هبب اإلنفاؽ على آباء األبوين وأمهاهتم‪ .‬وال ذبب‬
‫النفقة على غّب العمودين من األقارب‪ ،‬كاألخوة واألعماـ واألخواؿ وغّبىم‪ ،‬لكن تستحب‪ ،‬وتتأكد‬
‫ُب الوارث منهم‪.‬‬
‫‪221‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ويشَبط ُب وجوب اإلنفاؽ الفقر‪ ،‬والعجز عن االكتساب‪ .‬وال عربة بنقصاف اػبلقة وال‬
‫بنقصاف اغبكم‪ ،‬مع الفقر والعجز‪ .‬وذبب ولو كاف فاسقاً أو كافراً‪ .‬وتسقط إذا كاف فبلوكاً‪ ،‬وذبب‬
‫على اؼبوىل‪.‬‬

‫ويشَبط ُب اؼبنفق القدرة‪ ،‬فلو حصل لو قدر كفايتو اقتصر على نفسو‪ ،‬فإف فضل شئ‬
‫فلزوجتو‪ ،‬فإف فضل فلألبوين واألوالد‪.‬‬

‫وال تقدير ُب النفقة‪ ،‬بل الواجب قدر الكفاية من اإلطعاـ والكسوة واؼبسكن‪ ،‬وما وبتاج إليو‬
‫من زيادة الكسوة ُب الشتاء‪ ،‬للتدثر يقظة ونوماً‪.‬‬

‫وال هبب إعفاؼ من ذبب النفقة لو‪ ،‬وينفق على أبيو دوف أوالده؛ ألهنم أخوة اؼبنفق‪ .‬وينفق‬
‫على ولده وأوالده؛ ألهنم أوالد‪ .‬وال يقضي نفقة األقارب؛ ألهنا مؤاساة لسد اػبلة‪ ،‬فال يستقر ُب‬
‫الذمة‪.‬‬

‫وتشتمل اللواحق على مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ذبب نفقة الولد على أبيو‪ ،‬ومع عدمو أو فقره فعلى أب األب وإف عال ألنو أب‪ ،‬ولو‬
‫عدمت اآلباء فعلى أـ الولد‪ ،‬ومع عدمها أو فقرىا فعلى أبيها وأمها وإف علوا‪ ،‬األقرب فاألقرب‪ .‬ومع‬
‫التساوي يشَبكوف ُب اإلنفاؽ‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا كاف لو أبواف وفضل لو ما يكفي أحدنبا كانا فيو سواء‪ ،‬وكذا لو كاف ابناً وأباً‪ .‬ولو‬
‫كانا أباً وجداً أو أماً وجدة خص بو األقرب‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬لو كاف لو أب وجد موسراف‪ ،‬فنفقتو على أبيو دوف جده‪ .‬ولو كاف لو أب وابن موسراف‬
‫كانت نفقتو عليهما بالسوية‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا دافع بالنفقة الواجبة أجربه اغباكم‪ ،‬فإف امتنع حبسو‪ ،‬وإف كاف لو ماؿ ظاىر جاز‬
‫أف يأخذ من مالو ما يصرؼ ُب النفقة‪ .‬ولو كاف لو عروض أو عقار أو متاع جاز بيعو؛ ألف النفقة‬
‫حق كالدين‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫القوؿ ُب نفقة اؼبملوؾ‪:‬‬

‫ذبب النفقة على ما يبلكو اإلنساف من رقيق وهبيمة‪ ،‬أما العبد واألمة فموالنبا باػبيار ُب‬
‫اإلنفاؽ عليهما من خاصتو أو من كسبهما‪ .‬وال تقدير لنفقتهما‪ ،‬بل الواجب بقدر الكفاية من‬
‫إطعاـ وأداـ وكسوة‪.‬‬

‫ويرجع ُب جنس ذلك كلو إىل عادة فباليك أمثاؿ السيد من أىل بلده‪ ،‬ولو امتنع عن اإلنفاؽ‬
‫أجرب على بيعو أو اإلنفاؽ‪ .‬ويستوي ُب ذلك القن واؼبدبر و ّأـ الولد‪.‬‬

‫وهبوز أف ىبارج اؼبملوؾ‪ ،‬بأف يضرب عليو ضريبة‪ ،‬وهبعل الفاضل لو إذا رضي ‪ ،‬فإف فضل قدر‬
‫كفايتو وّكلو إليو‪ ،‬وإال كاف على اؼبوىل التماـ‪ .‬وال هبوز أف يضرب عليو ما يقصر كسبو عنو‪ ،‬وال ما ال‬
‫يفضل معو قدر نفقتو‪ ،‬إال إذا قاـ هبا اؼبوىل‪.‬‬

‫وأما نفقة البهائم اؼبملوكة فواجبة‪ ،‬سواء كانت مأكولة أو مل تكن‪ ،‬والواجب القياـ دبا وبتاج‬
‫إليو‪ ،‬فإف اجتزأت بالرعي وإال علفها‪ .‬فإف امتنع أجرب على بيعها‪ ،‬أو ذحبها إف كانت تقصد بالذبح‪،‬‬
‫أو اإلنفاؽ‪ .‬وإف كاف ؽبا ولد‪ ،‬وفّر عليو من لبنها قدر كفايتو‪ .‬ولو اجتزأ بغّبه من رعي أو علف جاز‬
‫أخذ اللنب‪.‬‬

‫***‬
‫كتاب الطالؽ‬
‫والنظر ُب‪ :‬األركاف‪ ،‬واألقساـ‪ ،‬واللواحق‪.‬‬

‫وأركانو أربعة‪:‬‬

‫الركن األوؿ ُب اؼبطلق‪:‬‬

‫ويعترب فيو شروط أربعة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬البلوغ‬

‫فال اعتبار بعبارة الصيب قبل بلوغو‪ .‬ولو طلق وليو مل يصح‪ ،‬ولو بلغ فاسد العقل طلق وليو مع‬
‫مراعاة الغبطة (اؼبصلحة)‪.‬‬

‫الشرط الثاين‪ :‬العقل‬

‫فال يصح طالؽ اجملنوف‪ ،‬وال السكراف‪ ،‬وال من زاؿ عقلو بإغماء أو شرب مرقد؛ لعدـ القصد‪.‬‬
‫وال يطلق الويل عن السكراف؛ ألف زواؿ عذره غالب‪ ،‬فهو كالنائم‪ .‬ويطلق عن اجملنوف‪ ،‬ولو مل يكن لو‬
‫ويل طلق عنو اإلماـ أو من نصبو للنظر ُب ذلك‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬االختيار‬

‫فال يصح طالؽ اؼبكره‪ .‬وال يتحقق اإلكراه ما مل يكمل أمور ثالثة‪ :‬كوف اؼبك ِره قادراً على فعل‬
‫ُ‬
‫كره ُب‬
‫َُ‬‫باؼب‬ ‫ا‬
‫ر‬
‫ً‬ ‫مض‬ ‫بو‬ ‫كره‪ ،‬وأف يكوف ما توعَّد‬
‫ما َتوعَّ َد بو‪ ،‬وغلبة الظن بأنو يفعل ذلك مع امتناع اؼبُ َ‬
‫خاصة نفسو‪ ،‬أو من هبري ؾبرى نفسو‪ ،‬كاألب والولد‪ ،‬سواء كاف ذلك الضرر قتالً أو جرحاً أو‬
‫كرىْب ُب منازؿ اإلىانة‪ .‬وال يتحقق اإلكراه مع الضرر‬ ‫شتماً أو ضرباً‪ .‬وىبتلف حبسب منازؿ اؼبُ َ‬
‫اليسّب‪.‬‬

‫الشرط الرابع‪ :‬القصد‬

‫وىو شرط ُب الصحة‪ ،‬مع اشَباط النطق بالتصريح‪ .‬فلو مل ينو الطالؽ مل يقع‪ ،‬كالساىي والنائم‬
‫والغالط‪ .‬ولو نسي أف لو زوجة‪ ،‬فقاؿ نسائي طوالق‪ ،‬أو زوجٍب طالق ٍب ذكر‪ ،‬مل يقع بو فرقة‪ .‬ولو‬
‫أوقع وقاؿ‪ :‬مل أقصد الطالؽ قُبِل منو ظاىراً‪ ،‬ودين بنيتو باطناً‪ ،‬وإف تأخر تفسّبه ما مل زبرج عن‬
‫العدة؛ ألنو إخبار عن نيتو‪ .‬وهبوز الوكالة ُب الطالؽ للغائب‪ ،‬وللحاضر‪ .‬ولو وكلها ُب طالؽ نفسها‬
‫هبوز‪.‬‬

‫تفريع‪ :‬على اعبواز‪ ،‬لو قاؿ‪ :‬طلقي نفسك ثالثاً‪ ،‬فطلقت واحدة‪ .‬وكذا لو قاؿ‪ :‬طلقي واحدة‪،‬‬
‫فطلقت ثالثاً يقع واحدة‪.‬‬

‫الركن الثاين ُب اؼبطلقة‪:‬‬

‫وشروطها طبسة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬أف تكوف زوجة‪ ،‬فلو طلق اؼبوطوءة باؼبلك مل يكن لو حكم‪ .‬وكذا لو طلق أجنبية وإف‬
‫تزوجها‪ .‬وكذا لو علّق الطالؽ بالتزويج مل يصح‪ ،‬سواء عْب الزوجة كقولو‪ :‬إف تزوجت فالنة فهي‬
‫طالق‪ ،‬أو أطلق كقولو‪ :‬كل من أتزوجها‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬أف يكوف العقد دائماً‪ ،‬فال يقع الطالؽ بذات العقد اؼبؤقت‪.‬‬
‫‪225‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثالث‪ :‬أف تكوف طاىرة من اغبيض والنفاس‪ ،‬ويعترب ىذا ُب اؼبدخوؿ هبا‪ ،‬اغبائل‪ ،‬اغباضر‬
‫زوجها‪ ،‬ال الغائب عنها مدة يعلم انتقاؽبا من القرء الذي وطأىا فيو إىل آخر‪ .‬فلو طلقها ونبا ُب بلد‬
‫واحد‪ ،‬أو غائباً دوف اؼبدة اؼبعتربة‪ ،‬وكانت حائضاً أو نفساء كاف الطالؽ باطالً‪ ،‬علم بذلك أو مل‬
‫يعلم‪.‬‬

‫أما لو انقضى من غيبتو‪ ،‬ما يعلم انتقاؽبا فيو‪ ،‬من طهر إىل آخر ٍب طلق صح ولو اتفق ُب‬
‫اغبيض‪ .‬وكذا لو خرج ُب طهر مل يقرهبا فيو جاز طالقها مطلقاً‪ ،‬وكذا لو طلق الٍب مل يدخل هبا وىي‬
‫حائض كاف جائزاً‪ .‬ولو كاف حاضراً وىو ال يصل إليها‪ ،‬حبيث يعلم حيضها‪ ،‬فهو دبنزلة الغائب‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬أف تكوف مستربئة‪ ،‬فلو طلقها ُب طهر واقعها فيو مل يقع طالقو‪ .‬ويسقط اعتبار ذلك ُب‬
‫اليائسة‪ ،‬وفيمن مل تبلغ اغبيض‪ ،‬وُب اغبامل واؼبسَبابة بشرط أف يبضي عليها ثالثة أشهر مل تر دماً‪،‬‬
‫معتزالً ؽبا‪ .‬ولو طلق اؼبسَبابة قبل مضي ثالثة أشهر من حْب اؼبواقعة مل يقع الطالؽ‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬تعيْب اؼبطلقة‪ ،‬وىو أف يقوؿ‪ :‬فالنة طػالق‪ ،‬أو يشػّب إليهػا دبػا يرفػع االحتمػاؿ‪ .‬فلػو كػاف‬
‫لو واحدة‪ ،‬فقاؿ‪ :‬زوجٍب طالق‪ ،‬صح لعدـ االحتماؿ‪ .‬ولو كاف لو زوجتػاف أو زوجػات‪ ،‬فقػاؿ‪ :‬زوجػٍب‬
‫طالق‪ ،‬فإف نوى معينة صح‪ ،‬ويقبل تفسّبه‪ .‬وإف مل ينو يبطل الطالؽ لعدـ التعيْب‪.‬‬

‫ولو نظر إىل زوجتو وأجنبية‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إحداكما طالق‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬أردت األجنبية‪ ،‬قبل‪ .‬ولو كاف لو‬
‫زوجة وجارة كل منهما سعدى‪ ،‬فقاؿ‪ :‬سعدى طالق‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬أردت اعبارة يقبل‪ .‬ولو ظن أجنبية‬
‫زوجتو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أنت طالق‪ ،‬مل تطلق زوجتو؛ ألنو قصد اؼبخاطبة‪ .‬ولو كاف لو زوجتاف‪ :‬زينب وعمرة‪،‬‬
‫فقاؿ‪ :‬يا زينب‪ ،‬فقالت عمرة‪ :‬لبيك‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أنت طالق‪ ،‬طلقت اؼبنوية ال اجمليبة‪.‬‬

‫الركن الثالث ُب الصيغة‪:‬‬

‫واألصل أ ّف النكاح عصمة مستفادة من الشرع‪ ،‬ال يقبل التقايل‪ ،‬فيقف رفعها على موضع‬
‫اإلذف‪ .‬فالصيغة اؼبتلقاة إلزالة قيد النكاح‪ :‬أنت طالق‪ ،‬أو فالنة‪ ،‬أو ىذه‪ ،‬وما شاكلها من األلفاظ‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫الدالة على تعيْب اؼبطلقة‪ .‬فلو قاؿ‪ :‬أنت الطالؽ‪ ،‬أو طالؽ‪ ،‬أو من اؼبطلقات‪ ،‬مل يكن شيئاً ولو‬
‫نوى بو الطالؽ‪ .‬وكذا لو قاؿ‪ :‬أنت مطلقة‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬طلقت فالنة‪ ،‬ال يقع‪.‬‬

‫وال يقع الطالؽ بالكناية‪ ،‬وال بغّب العربية مع القدرة على التلفظ باللفظة اؼبخصوصة‪ ،‬وال‬
‫باإلشارة إال مع العجز عن النطق‪ .‬ويقع طالؽ األخرس باإلشارة الدالة‪.‬‬

‫وال يقع الطالؽ بالكتابة وىو قادر على التلفظ‪ .‬نعم‪ ،‬لو عجز عن النطق فكتب ناوياً بو‬
‫الطالؽ‪ ،‬صح‪.‬‬

‫ولو قاؿ‪ :‬ىذه خلية‪ ،‬أو برية‪ ،‬أو حبلك على غاربك‪ ،‬أو اغبقي بأىلك‪ ،‬أو باين‪ ،‬أو حراـ‪ ،‬أو‬
‫بتة‪ ،‬أو بتلة‪ ،‬مل يكن شيئاً نوى الطالؽ أومل ينوه‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬اعتدي‪ ،‬ونوى بو الطالؽ‪ ،‬ال يصح‪ .‬ولو‬
‫خّبىا وقصد الطالؽ‪ ،‬فإف اختارتو أو سكتت ولو غبظة‪ ،‬فال حكم‪ .‬وإف اختارت نفسها ُب اغباؿ‬
‫فال حكم لو أيضاً‪.‬‬

‫ولو قيل‪ :‬ىل طلقت فالنة؟ فقاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬ال يقع الطالؽ‪ .‬ولو قيل‪ :‬ىل فارقت أو خليت أو‬
‫أبنت؟ فقاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬مل يكن شيئاً‪.‬‬

‫ويشَبط ُب الصيغة ذبريدىا عن الشرط والصفة‪ .‬ولو فسر الطلقة باثنتْب أو ثالث يقع واحدة‪،‬‬
‫بقولو‪ :‬طالق‪ ،‬ويلغي التفسّب‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬أنت طالق للسنة صح إذا كانت طاىرة‪ ،‬ولو قاؿ للبدعة ال‬
‫يقع؛ ألف البدعي ال يقع واآلخر غّب مراد‪.‬‬

‫تفريع‪:‬‬

‫إذا قاؿ‪ :‬أنت طالق ُب ىذه الساعة إف كاف الطالؽ يقع بك‪ ،‬ال يصح إف كاف اؼبطلق ال يعلم‬
‫حاؽبا ؛ لتعليقو على الشرط‪ ،‬أما لو كاف يعلمها على الوصف الذي يقع معو الطالؽ فيصح؛ ألف‬
‫ذلك ليس بشرط‪ ،‬بل أشبو بالوصف وإف كاف بلفظ الشرط‪.‬‬

‫ولو قاؿ‪ :‬أنت طالق أعدؿ طالؽ‪ ،‬أو أكملو‪ ،‬أو أحسنو‪ ،‬أو أقبحو‪ ،‬أو أحسنو وأقبحو‪ ،‬صح‬
‫ومل تضر الضمائم‪ .‬وكذا لو قاؿ‪ :‬مالء مكة‪ ،‬أو مالء الدنيا‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬لرضا فالف‪ ،‬فإف عِب الشرط‬
‫‪227‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫بطل‪ ،‬وإف عِب الغرض مل يبطل‪ .‬وكذا لو قاؿ‪ :‬إف دخلت الدار ‪ -‬بكسر اؽبمزة ‪ -‬مل يصح‪ .‬ولو‬
‫فتحها صح إف عرؼ الفرؽ فقصده‪.‬‬

‫ولو قاؿ‪ :‬أنا منك طالق مل يصح‪ ،‬ألنو ليس ؿبالً للطالؽ‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬أنت طالق نصف طلقة‪،‬‬
‫أو ربع طلقة‪ ،‬أو سدس طلقة مل يقع؛ ألنو مل يقصد الطلقة‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬أنت طالق‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬أردت أف‬
‫أقوؿ‪ :‬أنت طاىر‪ ،‬قبل منو ظاىراً‪ ،‬ودين ُب الباطن بنيتو‪.‬‬

‫ولو قاؿ‪ :‬يدؾ طالق‪ ،‬أو رجلك طالق‪ ،‬مل يقع‪ .‬وكذا لو قاؿ‪ :‬رأسك أو صدرؾ أو وجهك‪.‬‬
‫وكذا لو قاؿ‪ :‬ثلثك أو نصفك أو ثلثاؾ‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬أنت طالق ثالثاً إال ثالثاً‪ ،‬صحت واحدة إف نوى‬
‫باألوؿ الطالؽ‪ ،‬وبطل االستثناء‪.‬‬

‫ولو قاؿ‪ :‬أنت طالق غّب طالق‪ ،‬فإف نوى الرجعة صح؛ ألف إنكار الطالؽ رجعة‪ .‬وإف أراد‬
‫النقض حكم بالطلقة‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬طلقة إال طلقة لغي االستثناء‪ ،‬وحكم بالطلقة بقولو‪ :‬طالق‪ .‬ولو‬
‫قاؿ‪ :‬زينب طالق‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬أردت عمرة‪ ،‬ونبا زوجتاف‪ ،‬قبل‪.‬‬

‫ولو قاؿ‪ :‬زينب طالق بل عمرة وقع طالؽ زينب دوف عمرة‪ ،‬ولو قاؿ‪ :‬زينب طالق بل عمرة‬
‫طالق‪ ،‬طلقتا صبيعاً إف قصد طالقهما‪ ،‬وإذا كاف يقصد استدراؾ خطأ ذكره زينب وقع طالؽ عمرة‬
‫فقط‪.‬‬

‫الركن الرابع اإلشهاد‪:‬‬

‫والبد من حضور شاىدين يسمعاف اإلنشاء سواء قاؿ‪ :‬ؽبما إشهدا أو مل يقل‪ ،‬وظباعهما التلفظ‬
‫شرط ُب صحة الطالؽ حٌب لو ذبرد عن الشهادة‪ ،‬وإال مل يقع ولو كملت شروطو االُخر‪ .‬وكذا ال‬
‫يقع بشاىد واحد ولو كاف عدالً‪ ،‬وال بشهادة فاسقْب بل البد من حضور شاىدين ظاىرنبا العدالة‪.‬‬

‫ولو شهد أحدنبا باإلنشاء‪ٍ ،‬ب شهد اآلخر بو بانفراده مل يقع الطالؽ‪ .‬أما لو شهدا باإلقرار مل‬
‫يشَبط االجتماع‪ .‬ولو شهد أحدنبا باإلنشاء‪ ،‬واآلخر باإلقرار مل يقبل‪ .‬وال تقبل شهادة النساء ُب‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫الطالؽ‪ ،‬ال منفردات‪ ،‬وال منضمات إىل الرجاؿ‪ .‬ولو طلق ومل يشهد‪ٍ ،‬ب أشهد كاف األوؿ لغواً‪ ،‬ووقع‬
‫حْب اإلشهاد إذا أٌب باللفظ اؼبعترب ُب اإلنشاء‪.‬‬

‫النظر الثاين‪ُ :‬ب أقساـ الطالؽ‬

‫ولفظو يقع على‪ :‬البدعة‪ ،‬والسنة‪.‬‬

‫فالبدعة ثالث طالؽ‪ :‬طالؽ اغبائض بعد الدخوؿ مع حضور الزوج معها ومع غيبتو‪ ،‬دوف اؼبػدة‬
‫اؼبشَبطة‪ .‬وكذا النفسػاء‪ .‬أو ُب طهػر قرهبػا فيػو‪ .‬وطػالؽ الػثالث مػن غػّب رجعػة بينهػا‪ .‬والكػل باطػل ال‬
‫يقع معو طالؽ‪.‬‬

‫والسنة تنقسم أقساماً ثالثة‪ :‬بائن‪ ،‬ورجعي‪ ،‬وطالؽ العدة‪.‬‬

‫فالبائن‪ :‬ما ال يصح للزوج معو الرجعة‪ ،‬وىو ستة‪ :‬طالؽ الٍب مل يدخل هبا‪ ،‬واليائسة‪ ،‬ومن مل‬
‫تبلغ اغبيض‪ ،‬واؼبختلعة‪ ،‬واؼببارأة ما مل ترجعا ُب البذؿ‪ ،‬واؼبطلقة ثالثاً بينها رجعتاف‪.‬‬

‫والرجعي‪ :‬ىو الذي للمطلق مراجعتها فيو‪ ،‬سواء راجع أو مل يراجع‪.‬‬

‫وأما طالؽ العدة‪ :‬فهو أف يطلق على الشرائط‪ٍ ،‬ب يراجعها قبل خروجها من عدهتا ويواقعها ٍب‬
‫يطلقها ُب غّب طهر اؼبواقعة‪ٍ ،‬ب يراجعها ويواقعها‪ٍ ،‬ب يطلقها ُب طهر آخر‪ ،‬فإهنا ربرـ عليو حٌب‬
‫تنكح زوجاً غّبه‪ ،‬فإف نكحت ٍب حلت‪ٍ ،‬ب تزوجها فاعتمد ما اعتمده أوالً‪ ،‬حرمت ُب الثالثة حٌب‬
‫تنكح زوجاً غّبه‪ ،‬فإف نكحت ٍب حلت فنكحها‪ٍ ،‬ب فعل كاألوؿ حرمت ُب التاسعة ربريباً مؤبداً‪ .‬وال‬
‫يقع الطالؽ للعدة ما مل يطأىا بعد اؼبراجعة‪ .‬ولو طلقها قبل اؼبواقعة صح‪ ،‬ومل يكن للعدة‪ .‬وكل امرأة‬
‫استكملت الطالؽ ثالثاً حرمت‪ ،‬حٌب تنكح زوجاً غّب اؼبطلق‪ ،‬سواء كانت مدخوالً هبا أو مل تكن‪،‬‬
‫راجعها أو تركها‪.‬‬
‫‪229‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫مسائل ست‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬إذا طلقها فخرجت من العدة‪ٍ ،‬ب نكحها مستأنفاً‪ٍ ،‬ب طلقها وتركها حٌب قضت العدة‪،‬‬
‫ٍب استأنف نكاحها‪ٍ ،‬ب طلقها ثالثة حرمت عليو حٌب تنكح زوجاً غّبه‪ .‬فإذا فارقها واعتدت جاز لو‬
‫مراجعتها‪ ،‬وال ربرـ ىذه ُب التاسعة‪ ،‬وال يهدـ استيفاء عدهتا ربريبها ُب الثالثة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا طلق اغبامل وراجعها جاز لو أف يطأىا‪ ،‬ويطلقها ُب الثانية للعدة‪ ،‬وهبوز للسنة (أي‬
‫من دوف مواقعة)‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا طلق اغبائل‪ٍ ،‬ب راجعها‪ ،‬فإف واقعها وطلقها ُب طهر آخر صح‪ .‬وإف طلقها ُب طهر‬
‫آخر من غّب مواقعة صح أيضاً‪ٍ .‬ب لو راجع وطلقها ثالثاً ُب طهر آخر حرمت عليو‪ .‬ولو أوقع‬
‫الطالؽ بعد اؼبراجعة وقبل اؼبواقعة ُب الطهر األوؿ يصح‪ ،‬ولو وطأ مل هبز الطالؽ إال ُب طهر ثاف‪،‬‬
‫إذا كانت اؼبطلقة فبن يشَبط فيها االسترباء‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬لو شك اؼبطلق ُب إيقاع الطالؽ مل يلزمو الطالؽ لرفع الشك‪ ،‬وكاف النكاح باقياً‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا طلق غائباً‪ٍ ،‬ب حضر ودخل بالزوجة‪ٍ ،‬ب ادعى الطالؽ‪ ،‬مل يقبل دعواه وال بينتو‪،‬‬
‫ولو كاف أولد غبق بو الولد‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا طلق الغائب‪ ،‬وأراد العقد على رابعة ‪ ،‬أو على أخت الزوجة‪ ،‬صرب تسعة أشهر؛‬
‫الحتماؿ كوهنا حامالً‪ .‬ولو كاف يعلم خلوىا من اغبمل‪ ،‬كفاه ثالثة أقراء أو ثالثة أشهر‪.‬‬

‫النظر الثالث‪ُ :‬ب اللواحق‬

‫وفيو مقاصد‪:‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪112‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب طالؽ اؼبريض‬

‫يكره للمريض أف يطلق‪ ،‬ولو طلق صح‪ .‬وىو يرث زوجتو ما دامت ُب العدة الرجعية‪ ،‬وال يرثها‬
‫ُب البائن‪ ،‬وال بعد العدة‪ .‬وترثو ىي‪ ،‬سواء كاف طالقها بائناً أو رجعياً‪ ،‬ما بْب الطالؽ وبْب سنتو ما‬
‫مل تتزوج أو يربأ من مرضو الذي طلقها فيو‪ .‬فلو برأ‪ٍ ،‬ب مرض‪ٍ ،‬ب مات مل ترثو إال ُب العدة الرجعية‪.‬‬

‫ولو قاؿ‪ :‬طلقت ُب الصحة ثالثاً قبل منو مع البينة‪ ،‬ومل ترثو‪ .‬وال يقبل دوف بينة وترثو‪.‬‬

‫ولو قذفها وىو مريض‪ ،‬فالعنها وبانت باللعاف‪ ،‬مل ترثو‪ .‬وال ترث مع سؤاؽبا الطالؽ‪ ،‬وكذا لو‬
‫خالعتو أو بارأتو‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو طلق األمة مريضاً طالقاً رجعياً‪ ،‬فأعتقت ُب العدة‪ ،‬ومات ُب مرضو‪ ،‬ورثتو ُب العدة و‬
‫بعدىا‪ .‬ولو طلقها بائناً فكذلك‪ ،‬وكذا لو طلقها كتابية ٍب أسلمت‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬إذا ادعت اؼبطلقة أف اؼبيت طلقها ُب اؼبرض‪ ،‬وأنكر الوارث وزعم أف الطالؽ ُب الصحة‪،‬‬
‫فالقوؿ قولو إذا مل يكن لديها بينة‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬لو طلق أربعاً ُب مرضو‪ ،‬وتزوج أربعاً ودخل هبن‪ٍ ،‬ب مات فيو‪ ،‬كاف الربع بينهن بالسوية‪.‬‬
‫ولو كاف لو ولد تساوين ُب الثمن‪.‬‬

‫اؼبقصد الثاين‪ُ :‬ب ما يزوؿ بو ربرًن الثالث‬

‫إذا وقعت الثالث على الوجو اؼبشَبط حرمت اؼبطلقة حٌب تنكح زوجاً غّب اؼبطلق‪ .‬ويعترب ُب‬
‫زواؿ التحرًن شروط أربعة‪ :‬أف يكوف الزوج بالغاً‪ ،‬واؼبراىق ال وبلل‪ ،‬وأف يطأىا ُب القبل وطئاً موجباً‬
‫للغسل‪ ،‬وأف يكوف ذلك بالعقد ال باؼبلك وال باإلباحة‪ ،‬وأف يكوف العقد دائماً ال مؤقت‪.‬‬
‫‪231‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ومع استكماؿ الشرائط يزوؿ ربرًن الثالث ويهدـ ما دوف الثالث فلو طلق مرة‪ ،‬وتزوجت‬
‫اؼبطلقة‪ٍ ،‬ب تزوج هبا األوؿ بقيت معو على ثالث مستأنفات‪ ،‬وبطل حكم السابقة‪.‬‬

‫ولو طلق غّب اؼبسلمة ثالثاً‪ ،‬فتزوجت بعد العدة غّب مسلم‪ٍ ،‬ب بانت منو‪ ،‬حل لألوؿ نكاحها‬
‫بعقد مستأنف‪ .‬واألمة إذا طلقت مرتْب حرمت حٌب تنكح زوجاً غّبه‪ ،‬سواء كانت ربت حر أو‬
‫عبد‪ ،‬وال ربل لألوؿ بوطء اؼبوىل‪ .‬وكذا ال ربل لو ملكها اؼبطلق؛ لسبق التحرًن على اؼبلك‪.‬‬

‫ولو طلقها مرة‪ٍ ،‬ب أعتقت‪ٍ ،‬ب تزوجها أو راجعها‪ ،‬بقيت معو على اثنتْب‪ .‬فلو طلقها اثنتْب غّب‬
‫األوىل حرمت عليو حٌب وبللها زوج‪.‬‬

‫واػبصي‪ :‬وبلل اؼبطلقة ثالثاً إذا وطأ‪ ،‬وحصلت فيو الشرائط‪ .‬ولو تزوجها ا﵀لل فارتد‪ ،‬فوطأىا‬
‫ُب الردة مل وبل؛ النفساخ عقده بالردة‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو انقضت مدة فادعت أهنا تزوجت‪ ،‬وفارقها وقضت العدة‪ ،‬وكاف ذلك فبكناً ُب تلك‬
‫اؼبدة يقبل منها إذا كانت ثقة‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬إذا دخل ا﵀لل فادعت اإلصابة‪ ،‬فإف صدقها حلت لألوؿ‪ ،‬وإف كذهبا يعمل األوؿ دبا‬
‫يغلب على ظنو من صدقها‪ ،‬أو صدؽ ا﵀لل‪ .‬فإف مل يغلب على ظنو صدؽ أحدنبا يعمل بقوؽبا‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬لو وطأىا ُؿبََّرماً‪ ،‬كالوطء ُب اإلحراـ‪ ،‬أو ُب الصياـ الواجب وبل؛ لتحقق النكاح اؼبستند‬
‫إىل العقد الصحيح‪ ،‬ويأٍب ا﵀لل وكذا ىي إف طاوعتو وكانت ُب حاؿ وبرـ وطأىا‪.‬‬

‫اؼبقصد الثالث‪ُ :‬ب الرجعة‬

‫تصح اؼبراجعة نطقاً‪ ،‬كقولو‪ :‬راجعتك‪ ،‬وفعالً كالوطء‪ .‬ولو قبل أو المس بشهوة كاف ذلك‬
‫رجعة‪ ،‬ومل يفتقر استباحتو إىل تقدـ الرجعة؛ ألهنا زوجتو‪ .‬ولو أنكر الطالؽ كاف ذلك رجعة؛ ألنو‬
‫يتضمن التمسك بالزوجية‪ .‬وال هبب اإلشهاد ُب الرجعة بل يستحب‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫ولو طلقها رجعية‪ ،‬فارتدت فراجع مل يصح‪ ،‬ولو أسلمت بعد ذلك استأنف الرجعة إف شاء‪.‬‬
‫ولو كاف عنده غّب مسلمة فطلقها رجعياً ٍب راجعها ُب العدة هبوز‪ .‬ورجعة األخرس باإلشارة الدالة‬
‫على اؼبراجعة‪ .‬وإذا ادعت انقضاء العدة باغبيض ُب زماف ؿبتمل فأنكر‪ ،‬فالقوؿ قوؽبا مع يبينها‪ ،‬ولو‬
‫كانت حامالً فادعت الوضع قبل قوؽبا مع البينة‪ .‬ولو ادعت اغبمل فأنكر الزوج‪ ،‬وأحضرت ولداً‪،‬‬
‫فأنكر والدهتا لو‪ ،‬فالقوؿ قولو؛ إلمكاف إقامة البينة بالوالدة‪.‬‬

‫وإذا ادعت انقضاء العدة‪ ،‬فادعى الرجعة قبل ذلك‪ ،‬فالقوؿ قوؿ اؼبرأة‪ .‬ولو راجعها فادعت بعد‬
‫الرجعة انقضاء العدة قبل الرجعة‪ ،‬فالقوؿ قوؿ الزوج‪.‬‬

‫اؼبقصد الرابع‪ُ :‬ب العدد‬

‫والنظر ُب ذلك يستدعي فصوالً‪:‬‬

‫األوؿ‪:‬‬

‫ال عدة على من مل يدخل هبا‪ ،‬سواء بانت بطالؽ أو فسخ‪ ،‬عدا اؼبتوَب عنها زوجها‪ ،‬فإف العدة‬
‫ذبب مع الوفاة ولو مل يدخل‪ .‬والدخوؿ يتحقق بإيالج اغبشفة وإف مل ينزؿ‪ ،‬ولو كاف مقطوع‬
‫األنثيْب؛ لتحقق الدخوؿ بالوطء‪.‬‬

‫ولو كاف مقطوع الذكر سليم األنثيْب ذبب العدة؛ إلمكاف اغبمل باؼبساحقة‪ ،‬ولو ظهر ضبل‬
‫اعتدت منو بوضعو؛ إلمكاف اإلنزاؿ‪.‬‬

‫وال ذبب العدة باػبلوة‪ ،‬منفردة عن الوطء أو اؼبساحقة أو اإلنزاؿ ُب موضع وبتمل منو حدوث‬
‫اغبمل‪ .‬ولو خال ٍب اختلفا ُب اإلصابة‪ ،‬فالقوؿ قولو مع يبينو إف مل توجد بينة يعمل هبا‪.‬‬
‫‪233‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب ذات اإلقراء‬

‫وىي مستقيمة اغبيض‪ ،‬وىذه تعتد بثالثة أقراء‪ ،‬وىي األطهار إذا كانت حػرة‪ ،‬سػواء كانػت ربػت‬
‫حر أو عبد‪ .‬ولو طلقها وحاضػت بعػد الطػالؽ بلحظػة احتسػبت تلػك اللحظػة قػرءاً ٍب أكملػت قػرئْب‬
‫آخرين‪ .‬فإف رأت الدـ الثالث فقد قضت العدة‪ .‬ىذا إف كانت عادهتا مستقرة بالزماف‪ ،‬فػإف اختلفػت‬
‫صربت إىل انقضاء أقل اغبيض‪.‬‬

‫وأقل زماف تنقضي بو العدة ستة وعشروف يوماً وغبظتاف‪ ،‬ولكن األخّبة ليست من العدة وإمبا‬
‫ىي داللة على اػبروج منها‪ .‬ولو طلقها ُب اغبيض مل يقع‪.‬‬

‫ولو وقع ُب الطهر‪ٍ ،‬ب حاضت مع انتهاء التلفظ‪ ،‬حبيث مل وبصل زماف يتخلل الطالؽ واغبيض‬
‫صح الطالؽ؛ لوقوعو ُب الطهر اؼبعترب‪ .‬ومل يعتد بذلك الطهر؛ ألنو مل يتعقب الطالؽ‪ ،‬ويفتقر إىل‬
‫ثالثة أقراء مستأنفة بعد اغبيض‪.‬‬

‫فرع‪ :‬لو اختلفا‪ ،‬فقالت‪ :‬كاف قد بقي من الطهر جزء بعد الطالؽ وأنكر‪ ،‬فالقوؿ قوؽبا ألهنا‬
‫أبصر بذلك‪ ،‬واؼبرجع ُب اغبيض والطهر إليها‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب ذات الشهور‬

‫وىي الٍب ال ربيض وىي ُب سن من ربيض‪ ،‬تعتد من الطالؽ والفسخ ‪ -‬مع الدخوؿ ‪ -‬بثالثة‬
‫أشهر إذا كانت حرة‪ .‬واليائسة والٍب مل تبلغ ال عدة عليهما‪ .‬وحد اليأس‪ :‬أف تبلغ طبسْب سنة‪،‬‬
‫والقرشية ستْب سنة‪.‬‬

‫ولو كاف مثلها ربيض اعتدت بثالثة أشهر‪ ،‬وىذه تراعي الشهور واغبيض‪ ،‬فإف سبقت األطهار‬
‫فقد خرجت من العدة‪ ،‬وكذا إف سبقت الشهور‪ .‬ولو رأت ُب الثالث حيضاً ال هبب عليها أف تصرب‬
‫تسعة أشهر‪ ،‬وزبرج من العدة بتماـ الشهر الثالث‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫ولو رأت الدـ مرة‪ٍ ،‬ب بلغت اليأس أكملت العدة بشهرين‪ .‬ولو استمر باؼبعتدة الدـ مشتبهاً‬
‫رجعت إىل عادهتا ُب زماف االستقامة واعتدت بو‪ .‬ولو مل تكن ؽبا عادة اعتربت صفة الدـ‪ ،‬واعتدت‬
‫بثالثة أقراء‪ .‬ولو اشتبو رجعت إىل عادة أمثاؽبا‪ ،‬ولو اختلفن اعتدت باألشهر‪ .‬ولو كانت ال ربيض‬
‫إال ُب ستة أشهر‪ ،‬أو طبسة أشهر‪ ،‬اعتدت باألشهر‪ .‬ومٌب طلقت ُب أوؿ اؽبالؿ اعتدت بثالثة‬
‫أشهر أىلة‪ .‬ولو طلقت ُب أثنائو اعتدت هباللْب‪ ،‬وأخذت من الثالث بقدر الفائت من الشهر‬
‫األوؿ‪.‬‬

‫تفريع‪:‬‬

‫لو ارتابت باغبمل بعد انقضاء العدة والنكاح مل يبطل‪ ،‬وكذا لو حدثت الريبة باغبمل بعد العدة‬
‫وقبل النكاح‪ .‬وأما لو ارتابت بو قبل انقضاء العدة مل تنكح ولو انقضت العدة‪ .‬وعلى التقديرات لو‬
‫ظهر ضبل بطل النكاح الثاين؛ لتحقق وقوعو ُب العدة‪.‬‬

‫مسألة‪ :‬هبب على اؼبطلقة الٍب ربتمل اغبمل التأكد من أهنا غّب حامل إذا كانت تريد الزواج من‬
‫ثاف بعد انقضاء العدة وقبل مضي تسعة أشهر على طالقها‪ ،‬ويبكنها التأكد من ذلك بالفحص‬
‫الطيب اؼبتيسر‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب اغبامل‬

‫وىي تعتد ُب الطالؽ بوضعو‪ ،‬ولو بعد الطالؽ بال فصل‪ ،‬سواء كاف تاماً أو غّب تاـ ولو كاف‬
‫علقة‪ ،‬بعد أف يتحقق أنو ضبل‪ ،‬وال عربة دبا يشك فيو‪ .‬ولو طلقت فادعت اغبمل‪ ،‬صرب عليها أقصى‬
‫اغبمل‪ ،‬وىو عشرة أشهر‪ٍ ،‬ب ال يقبل دعواىا‪ .‬ولو كاف ضبلها اثنْب أو أكثر ال تبْب إال بوضع‬
‫اعبميع‪.‬‬

‫ولو طلق اغبائل طالقاً رجعياً ٍب مات ُب العدة استأنفت عدة الوفاة‪ ،‬ولو كاف بائناً اقتصرت‬
‫على إسباـ عدة الطالؽ‪.‬‬
‫‪235‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو ضبلت من الزنا‪ٍ ،‬ب طلقها الزوج اعتدت باألشهر ال بالوضع‪ .‬ولو وطئت بشبهة‬
‫وغبق الولد بالواطئ لبعد الزوج عنها ٍب طلقها الزوج‪ ،‬اعتدت بالوضع من الواطئ‪ٍ ،‬ب استأنفت عدة‬
‫الطالؽ بعد الوضع‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬إذا اتفق الزوجاف ُب زماف الطالؽ‪ ،‬واختلفا ُب زماف الوضع كاف القوؿ قوؽبا؛ ألنو‬
‫اختالؼ ُب الوالدة‪ ،‬وىي فعلها‪ .‬ولو اتفقا ُب زماف الوضع‪ ،‬واختلفا ُب زماف الطالؽ‪ ،‬فالقوؿ قولو؛‬
‫ألنو اختالؼ ُب فعلو‪ ،‬ىذا إذا مل يوجد الشهود أو بينة يعمل هبا‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬لو أقرت بانقضاء العدة‪ٍ ،‬ب جاءت بولد لستة أشهر فصاعداً إىل أقصى اغبمل (عشرة‬
‫أشهر) منذ طلقها‪ ،‬يلحق بو‪.‬‬

‫الفصل اػبامس‪ُ :‬ب عدة الوفاة‬

‫تعتد اؼبنكوحة بالعقد الصحيح أربعة أشهر وعشراً إذا كانت حائالً‪ ،‬صغّبة كانت أو كبّبة‪ ،‬بالغاً‬
‫زوجها أو مل يكن‪ ،‬دخل هبا أو مل يدخل‪ .‬وتبْب بغروب الشمس من اليوـ العاشر‪ ،‬ألنو هناية اليوـ‪.‬‬

‫ولو كانت حامالً‪ ،‬اعتدت بأبعد األجلْب‪ ،‬فلو وضعت قبل استكماؿ األربعة أشهر وعشرة أياـ‪،‬‬
‫صربت إىل انقضائها‪.‬‬

‫ويلزـ اؼبتوُب عنها زوجها اغبداد‪ ،‬وىو ترؾ ما فيو زينة من الثياب واالدىاف‪ ،‬اؼبقصود هبما الزينة‬
‫والطيب‪ ،‬وتستوي ُب ذلك الصغّبة والكبّبة‪ ،‬واؼبسلمة وغّبىا‪ ،‬واغبرة واألمة‪ .‬وال يلزـ اغبداد اؼبطلقة‪،‬‬
‫بائنة كانت أو رجعية‪.‬‬

‫ولو ُو ِطئت اؼبرأة بعقد شبهة ٍب مات‪ ،‬اعتدت عدة الطالؽ حائالً كانت أو حامالً‪ ،‬وكاف اغبكم‬
‫للوطء ال للعقد؛ إذ ليست زوجة‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫تفريع‪:‬‬

‫لو كاف لو أكثر من زوجة فطلق واحدة ال بعينها فال طالؽ‪ ،‬ولو عْب قبل اؼبوت انصرؼ إىل‬
‫اؼبعينة‪ ،‬وتعتد من حْب الطالؽ ال من حْب الوفاة‪ .‬ولو كاف رجعياً اعتدت عدة الوفاة من حْب‬
‫الوفاة‪.‬‬

‫واؼبفقود إف عرؼ خربه‪ ،‬فال خيار ؽبا‪ ،‬ولو جهل خربه ومل يكن من ينفق عليها‪ ،‬فإف صربت فال‬
‫حبث‪ ،‬وإف رفعت أمرىا إىل اغباكم (اؼبعْب من اإلماـ)‪ ،‬أجلها مدة أقصاىا أربع سنْب‪ ،‬وتفحص عنو‪.‬‬
‫فإف عرؼ خربه صربت وعلى اإلماـ أف ينفق عليها من بيت اؼباؿ‪ .‬وإف مل يعرؼ خربه أمرىا‬
‫باالعتداد عدة الوفاة‪ٍ ،‬ب ربل لألزواج‪ ،‬وال هبوز أف يأمرىا باالعتداد عدة الوفاة قبل مضي عاـ على‬
‫فقد الزوج‪.‬‬

‫واؼبفقود إف جهل خربه ولكن أنفق على زوجتو وليو‪ ،‬فعليها أف تصرب سنة‪ٍ ،‬ب يكوف ؽبا اػبيار‬
‫أف تصرب‪ ،‬أو أف ترفع أمرىا إىل اغباكم‪ .‬ولو جاء زوجها ‪ ،‬وقد خرجت من العدة ونكحت ‪ ،‬فال‬
‫سبيل لو عليها ‪ ،‬وإف جاء وىي ُب العدة ‪ ،‬فهو أملك هبا ‪ .‬وإف خرجت من العدة ومل تتزوج ‪ ،‬فال‬
‫سبيل لو عليها ‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو نكحت بعد العدة‪ٍ ،‬ب باف موت الزوج كاف العقد الثاين صحيحاً وال عدة‪ ،‬سواء‬

‫كاف موتو قبل العدة أو معها أو بعدىا؛ ألف العقد األوؿ سقط اعتباره ُب نظر الشرع‪ ،‬فال حكم‬
‫ؼبوتو كماالً حكم غبياتو‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬ال نفقة على الغائب ُب زماف العدة ولو حضر قبل انقضائها‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬لو طلقها الزوج أو ظاىرىا‪ ،‬واتفق ُب زماف العدة صح؛ ألف العصمة باقية‪ .‬ولو اتفق‬
‫بعد العدة مل يقع؛ النقطاع العصمة‪.‬‬
‫‪237‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الرابع‪ :‬إذا أتت بولد بعد مضي ستة أشهر من دخوؿ الثاين غبق بو‪ ،‬ولو ادعاه األوؿ‪ ،‬وذكر أنو‬
‫وطأىا سراً مل يلتفت إىل دعواه‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬ال يرثها الزوج لو ماتت بعد العدة‪ ،‬وكذا ال ترثو‪ .‬ولو مات أحدنبا ُب العدة يرثو‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫الفصل السادس‪ُ :‬ب اللواحق‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫اؼبسألة األوىل‪ :‬ال هبوز ؼبن طلق رجعياً أف ىبرج الزوجة من بيتو إال أف تأٌب بفاحشة‪ ،‬وىي أف‬
‫تفعل ما هبب بو اغبد‪ ،‬فتخرج إلقامتو‪ .‬ووبرـ عليها اػبروج ما مل تضطر‪ .‬ولو اضطرت إىل اػبروج‬
‫خرجت‪.‬‬

‫وال زبرج من حجة مندوبة إال بإذنو‪ ،‬وزبرج ُب الواجب وإف مل يأذف‪ .‬وكذا فيما تضطر إليو‪ ،‬وال‬
‫وصلة ؽبا إال باػبروج‪ .‬وزبرج ُب العدة البائنة أين شاءت‪.‬‬

‫اؼبسألة الثانية‪ :‬نفقة الرجعية الزمة ُب زماف العدة‪ ،‬وكسوهتا ومسكنها يوماً فيوماً‪ ،‬مسلمة كانت‬
‫أو غّب مسلمة‪ .‬أما األمة‪ ،‬فإف أرسلها موالىا ليالً وهناراً فلها النفقة والسكُب؛ لوجود التمكْب التاـ‪،‬‬
‫وإف منعها ليالً أو هناراً فال نفقة؛ لعدـ التمكْب التاـ‪ .‬وال نفقة للبائن وال السكُب‪ ،‬إال أف تكوف‬
‫حامالً‪ ،‬فلها النفقة والسكُب حٌب تضع‪ .‬وتثبت العدة مع الوطء بالشبهة‪ ،‬وال تثبت النفقة ولو كانت‬
‫حامالً‪.‬‬

‫فروع ُب سكُب اؼبطلقة‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو اهندـ اؼبسكن أو كاف مستعاراً أو مستأجراً فانقضت اؼبدة‪ ،‬جاز لو إخراجها‪ ،‬وؽبا‬
‫اػبروج؛ ألنو إسكاف غّب سائغ‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫الثاين‪ :‬لو طلقها ٍب حجر عليو اغباكم‪ ،‬فهي أحق بالسكُب؛ لتقدـ حقها على الغرماء‪ ،‬أما لو‬
‫حجر عليو ٍب طلق كانت أسوة مع الغرماء؛ إذ ال مزية ؽبا‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬لو طلقها ُب مسكن لغّبه استحقت السكُب ُب ذمتو‪ ،‬فإف كاف لو غرماء ضربت مع‬
‫الغرماء بأجرة مثل سكناىا‪ .‬فإف كانت معتدة باألشهر فالقدر معلوـ‪ ،‬وإف كانت معتدة باإلقراء أو‬
‫باغبمل ضربت مع الغرماء بأجرة سكُب أقل اغبمل أو أقل اإلقراء‪ .‬فإف اتفق وإال أخذت نصيب‬
‫الزائد‪ .‬وكذا لو فسد اغبمل قبل أقل اؼبدة رجع عليها بالتفاوت‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬لو مات فورث اؼبسكن صباعة مل يكن ؽبم قسمتو إذا كانت حامالً إال بعد الوضع‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬لو أمرىا باالنتقاؿ فنقلت رحلها وعياؽبا‪ٍ ،‬ب طلقت وىي ُب األوؿ اعتدت فيو‪ .‬ولو‬
‫انتقلت وبقي عياؽبا ورحلها‪ٍ ،‬ب طلقت اعتدت ُب الثاين‪ .‬ولو انتقلت إىل الثاين‪ٍ ،‬ب رجعت إىل األوؿ‬
‫لنقل متاعها‪ٍ ،‬ب طلقت اعتدت ُب الثاين؛ ألنو صار منزؽبا‪ .‬ولو خرجت من األوؿ‪ ،‬فطلقت قبل‬
‫الوصوؿ إىل الثاين اعتدت ُب الثاين‪ ،‬ألهنا مأمورة باالنتقاؿ إليو‪.‬‬

‫السادس‪ :‬البدوية تعتد ُب اؼبنزؿ الذي طلقت فيو‪ .‬فلو ارربل النازلوف بو رحلت معهم‪ ،‬دفعاً‬
‫لضرر اإلنفراد‪ .‬وإف بقي أىلها فيو أقامت معهم ما مل يتغلب اػبوؼ باإلقامة‪ .‬ولو رحل أىلها وبقي‬
‫من فيو منعة هبوز ؽبا االنتقاؿ معهم‪ ،‬دفعاً لضرر الوحشة باالنفراد‪.‬‬

‫السابع‪ :‬لو طلقها ُب السفينة‪ ،‬فإف مل تكن مسكناً أسكنها حيث شاء‪ ،‬وإف كانت مسكناً‬
‫اعتدت فيها‪.‬‬

‫الثامن‪ :‬إذا سكنت ُب منزؽبا‪ ،‬ومل تطالب دبسكن‪ ،‬فليس ؽبا اؼبطالبة باألجرة؛ ألف الظاىر منها‬
‫التطوع باألجرة‪ .‬وكذا لو استأجرت مسكناً فسكنت فيو؛ ألهنا تستحق السكُب حيث يسكنها ال‬
‫حيث تتخّب‪.‬‬

‫اؼبسألة الثالثة‪ :‬ال نفقة للمتوَب عنها زوجها‪ ،‬وؽبا أف تبيت حيث شاءت‪.‬‬
‫‪239‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫اؼبسألة الرابعة‪ :‬لو تزوجت ُب العدة مل يصح‪ ،‬ومل تنقطع عدة األوؿ‪ ،‬فإف مل يدخل هبا الثاين‬
‫فهي ُب عدة األوؿ‪ .‬وإف وطأىا الثاين عاؼباً بالتحرًن فاغبكم كذلك‪ ،‬ضبلت أو مل ربمل‪ ،‬ولو كاف‬
‫جاىالً ومل ربمل أسبت عدة األوؿ؛ ألهنا أسبق‪ ،‬واستأنفت أخرى للثاين‪ .‬ولو ضبلت‪ ،‬وكاف ىناؾ ما‬
‫يدؿ على أنو لألوؿ‪ ،‬اعتدت بوضعو لو‪ ،‬وللثاين بثالثة أقراء بعد وضعو‪ .‬وإف كاف ىناؾ ما يدؿ على‬
‫أنو للثاين‪ ،‬اعتدت بوضعو لو‪ ،‬وأكملت عدة لألوؿ بعد الوضع‪ .‬ولو كاف ما يدؿ على انتفائو عنهما‪،‬‬
‫أسبت بعد وضعو عدة لألوؿ‪ ،‬واستأنفت عدة لألخّب‪.‬‬

‫اؼبسألة اػبامسة‪ :‬تعتد زوجة اغباضر من حْب الطالؽ أو الوفاة‪ ،‬وتعتد من الغائب ُب الطالؽ‬
‫من وقت الوقوع‪ ،‬وُب الوفاة من حْب البلوغ ولو أخرب غّب العدؿ‪ ،‬لكن ال تنكح إال مع الثبوت‪،‬‬
‫وناشدتو االجتزاء بتلك لعدة‪ .‬ولو علمت الطالؽ‪ ،‬ومل تعلم الوقت‪ ،‬اعتدت عند البلوغ‪.‬‬

‫اؼبسألة السادسة‪ :‬لو طلقها بعد الدخوؿ‪ٍ ،‬ب راجع ُب العدة‪ٍ ،‬ب طلق قبل اؼبسيس لزمها‬
‫استئناؼ العدة؛ لبطالف األوىل بالرجعة‪ ،‬ولو خالعها بعد الرجعة كذلك‪ .‬ولو خالعها بعد الدخوؿ‪ٍ ،‬ب‬
‫تزوجها ُب العدة‪ ،‬وطلقها قبل الدخوؿ يلزمها العدة؛ ألهنا مل تكمل العدة لألوؿ‪.‬‬

‫اؼبسألة السابعة‪ :‬وطء الشبهة يسقط معو اغبد‪ ،‬وذبب العدة‪ .‬ولو كانت اؼبرأة عاؼبة بالتحرًن‬
‫وجهل الواطئ‪ ،‬غبق بو النسب‪ ،‬ووجبت لو العدة‪ ،‬وربد اؼبرأة وال مهر‪.‬‬

‫اؼبسألة الثامنة‪ :‬إذا طلقها بائناً‪ٍ ،‬ب وطأىا بشبهة‪ ،‬تتداخل العدتاف؛ ألهنما لواحد‪ ،‬حامالً كانت‬
‫أو حائالً‪.‬‬

‫اؼبسألة التاسعة‪ :‬إذا نكحت ُب العدة الرجعية وضبلت من الثاين‪ ،‬اعتدت بالوضع من الثاين‪،‬‬
‫وأكملت عدة األوؿ بعد الوضع‪ ،‬وكاف لألوؿ الرجوع ُب تلك العدة دوف زماف اغبمل‪.‬‬

‫***‬
‫كتاب اػبلع واؼبباراة‬

‫والنظر ُب‪ :‬الصيغة‪ ،‬والفدية‪ ،‬والشرائط‪ ،‬واألحكاـ‪.‬‬

‫أما الصيغة‬

‫فأف يقوؿ‪ :‬خلعتك على كذا‪ ،‬أو فالنة ـبتلعة على كذا‪ .‬ويقع دبجرده وال وبتاج أف يتبع‬
‫بالطالؽ‪ ،‬واػبلع طالؽ بائن‪ ،‬ويقع الطالؽ مع الفدية بائناً وإف انفرد عن لفظ اػبلع‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو طلبت منو طالقاً بعوض‪ ،‬فخلعها ؾبرداً عن لفظ الطالؽ يقع‪ .‬ولو طلبت خلعاً‬
‫بعوض‪ ،‬فطلق بو يلزـ البذؿ‪ ،‬ويقع الطالؽ بائناً‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬لو ابتدأ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أنت طالق بألف‪ ،‬أو عليك ألف‪ ،‬صح الطالؽ رجعياً‪ ،‬ومل يلزمها‬
‫األلف‪ ،‬ولو تربعت بعد ذلك بضماهنا‪ ،‬ودفعتها إليو كانت ىبة مستأنفة‪ ،‬وال تصّب اؼبطلقة بدفعها‬
‫بائنة‪.‬‬

‫الثالػػث‪ :‬إذا قالػػت‪ :‬طلقػػِب بػػألف‪ ،‬كػػاف اعبػواب علػػى الفػػور‪ ،‬فػػإف تػػأخر مل يسػػتحق عوضػاً‪ ،‬وكػػاف‬
‫الطالؽ رجعياً‪.‬‬
‫‪241‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫النظر الثاين‪ُ :‬ب الفدية‬

‫كل ما صح أف يكوف مهراً صح أف يكوف فداء ُب اػبلع‪ ،‬وال تقدير فيو‪ ،‬بل هبوز ولو كاف زائد‬
‫عما وصل إليها من مهر وغّبه‪ .‬وإذا كاف غائباً فالبد من ذكر جنسو ووصفو وقدره‪ .‬ويكفي ُب‬
‫اغباضر اؼبشاىدة‪ .‬وينصرؼ اإلطالؽ إىل غالب نقد البلد‪ ،‬ومع التعيْب إىل ما عْب‪.‬‬

‫ولو خالعها على ألف ومل يذكر اؼبراد وال قصد فسد اػبلع‪ .‬ولو كاف الفداء فبا ال يبلكو اؼبسلم‬
‫كاػبمر فسد اػبلع‪ ،‬وال يقع بائناً وال رجعياً إال إذا اتبع بالطالؽ‪.‬‬

‫ولو خالعها على خل فباف طبراً صح‪ ،‬وكاف لو بقدره خل‪ .‬ولو خلع على ضبل الدابة‪ ،‬أو اعبارية‬
‫مل يصح‪ .‬ويصح بذؿ الفداء منها‪ ،‬ومن وكيلها‪ ،‬وفبن يضمنو بإذهنا‪ ،‬وال يصح من اؼبتربع‪ .‬ولو‬
‫خالعت ُب مرض اؼبوت صح‪ ،‬وإف بذلت أكثر من الثلث وكاف من األصل‪.‬‬

‫ولو كاف الفداء رضاع ولده صح مشروطاً بتعيْب اؼبدة‪ ،‬وكذا لو طلقها على نفقتو بشرط تعيْب‬
‫القدر الذي وبتاج إليو من اؼبأكل والكسوة واؼبدة‪ .‬ولو مات قبل اؼبدة كاف للمطلق استيفاء ما بقي‪،‬‬
‫فإف كاف رضاعاً رجع بأجرة مثلو‪ ،‬وإف كاف إنفاقاً رجع دبثل ما كاف وبتاج إليو ُب تلك اؼبدة‪ ،‬مثالً أو‬
‫قيمة‪ .‬وال هبب عليها دفعو دفعة‪ ،‬بل أدواراً ُب اؼبدة‪ ،‬كما كاف يستحق عليها لو بقي‪.‬‬

‫ولو تلف العوض قبل القبض مل يبطل استحقاقو‪ ،‬ولزمها مثلو‪ ،‬وقيمتو إف مل يكن مثلياً‪ .‬ولو‬
‫خالعها بعوض موصوؼ‪ ،‬فإف وجد ما دفعتو على الوصف‪ ،‬وإال كاف لو رده واؼبطالبة دبا وصف‪ .‬ولو‬
‫كاف معيناً فباف معيباً‪ ،‬رده وطالب دبثلو أو قيمتو‪ ،‬وإف شاء أمسكو مع األرش‪ .‬وكذا لو خالعها على‬
‫عبد على أنو حبشي فباف زقبياً‪ ،‬أو ثوب على أنو نقي فباف أظبر‪ .‬أما لو خالعها على أنو إبريسم‬
‫فباف كتاناً صح اػبلع ولو قيمة اإلبريسم‪ ،‬وليس لو إمساؾ الكتاف؛ الختالؼ اعبنس‪.‬‬

‫ولو دفعت ألفاً‪ ،‬وقالت‪ :‬طلقِب هبا مٌب شئت‪ ،‬مل يصح البذؿ‪ ،‬ولو طلق كاف رجعياً واأللف ؽبا‪.‬‬
‫ولو خالع اثنتْب بفدية واحدة صح‪ ،‬وكانت بينهما بالسوية‪ .‬ولو خالعها على عْب ‪ ،‬فبانت مستحقة‬
‫يبطل اػبلع‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫النظر الثالث‪ُ :‬ب الشرائط‬

‫ويعترب ُب اػبالع شروط أربعة‪ :‬البلوغ‪ ،‬وكماؿ العقل‪ ،‬واالختيار‪ ،‬والقصد‪ .‬فال يقع مع الصغر‪،‬‬
‫وال مع اعبنوف‪ ،‬وال مع اإلكراه‪ ،‬وال مع السكر‪ ،‬وال مع الغضب الرافع للقصد‪ .‬ولو خالع ويل الطفل‬
‫بعوض مل يصح‪.‬‬

‫ويعترب ُب اؼبختلعة أف تكوف طاىراً طهراً مل هبامعها فيو إذا كانت مدخوالً هبا‪ ،‬غّب يائسة‪ ،‬وكاف‬
‫حاضراً معها‪ .‬وأف تكوف الكراىػية من اؼبرأة‪ .‬ولو قالت‪ :‬ألدخلن عليك من تكرىػو مل هبب عليو‬
‫خلعها‪ ،‬بل يستحب‪.‬‬

‫ويصح خلع اغبامل مع رؤية الدـ‪ ،‬كما يصح طالقها‪ .‬وكذا الٍب مل يدخل هبا‪ ،‬ولو كانت‬
‫حائضاً‪ .‬وزبلع اليائسة وإف وطأىا ُب طهر اؼبخالعة‪.‬‬

‫ويعترب ُب العقد‪ :‬حضور شاىدين دفعة‪ ،‬فلو افَبقا مل يقع‪ .‬وذبريده عن شرط‪.‬‬

‫ويصح اػبلع من ا﵀جور عليو لتبذير أو فلس‪.‬‬

‫النظر الرابع‪ُ :‬ب األحكاـ‬

‫وفيو مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬لو أكرىها على الفدية فعل حراماً‪ ،‬ولو طلق بو صح الطالؽ‪ ،‬ومل تسلم إليو الفدية وكاف‬
‫لو الرجعة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬لو خالعها واألخالؽ ملتئمة‪ ،‬مل يصح اػبلع وال يبلك الفدية‪ .‬ولو طلقها واغباؿ ىذه‬
‫بعوض مل يبلك العوض‪ ،‬وصح الطالؽ ولو الرجعة‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا أتت بفاحشة جاز عضلها ؛ لتفدي نفسها‪.‬‬


‫‪243‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الرابعة‪ :‬إذا صح اػبلع فال رجعة لو‪ ،‬وؽبا الرجوع ُب الفدية ما دامت ُب العدة‪ ،‬ومع رجوعها‬
‫يرجع إف شاء‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬لو خالعها وشرط الرجعة مل يصح‪ ،‬وكذا لو طلق بعوض‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬اؼبختلعة ال يلحقها طالؽ بعد اػبلع؛ ألف الثاين مشروط بالرجعة‪ .‬نعم‪ ،‬لو رجعت ُب‬
‫الفدية فرجع‪ ،‬جاز استئناؼ الطالؽ‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬إذا قاؿ أبوىا‪ :‬طلقها وأنت برئ من صداقها‪ ،‬وطلق صح الطالؽ رجعياً‪ ،‬ومل يلزمها‬
‫اإلبراء وال يضمنو األب‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬إذا وكلت ُب خلعها مطلقاً اقتضى خلعها دبهر اؼبثل‪ ،‬نقداً بنقد البلد‪ .‬وكذا الزوج إذا‬
‫وكل ُب اػبلع فأطلق‪ ،‬فإف بذؿ وكيلها زيادة عن مهر اؼبثل بطل البذؿ‪ ،‬ووقع الطالؽ رجعياً‪ ،‬وال‬
‫يضمن الوكيل‪ .‬ولو خلعها وكيل الزوج بأقل من مهر اؼبثل بطل اػبلع‪ ،‬ولو طلق بذلك البذؿ مل يقع؛‬
‫ألنو فعل غّب مأذوف فيو‪.‬‬

‫وأما اؼبباراة‬

‫فهو أف يقوؿ‪ :‬بارئتك على كذا فأنت طالق‪ .‬وىي تَبتب على كراىية كل واحد من الزوجْب‬
‫صاحبو‪ .‬ويشَبط إتباعو بلفظ الطالؽ‪ .‬فلو اقتصر اؼبباري على لفظ اؼبباراة مل يقع بو فرقة‪.‬‬

‫ولو قاؿ‪ :‬بدالً من بارئتك‪ ،‬فاسختك أو ابنتك‪ ،‬أو غّبه من األلفاظ‪ ،‬صح إذا اتبعو بالطالؽ؛‬
‫إذ اؼبقتضي للفرقة التلفظ بالطالؽ ال غّب‪ .‬ولو اقتصر على قولو‪ :‬أنت طالق بكذا صح‪ ،‬وكاف مباراة؛‬
‫إذ ىي عبارة عن الطالؽ بعوض‪ ،‬مع منافاة بْب الزوجْب‪.‬‬

‫ويشَبط ُب اؼبباري واؼببارأة‪ ،‬ما شرط ُب اؼبخالع واؼبخالعة‪ .‬وتقع الطلقة مع العوض بائنة ليس‬
‫للزوج معها رجوع‪ ،‬إال أف ترجع الزوجة ُب الفدية‪ ،‬فّبجع ؽبا ما دامت ُب العدة‪ .‬وللمرأة الرجوع ُب‬
‫الفدية ما مل تنقض عدهتا‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫واؼبباراة كاػبلع‪ ،‬لكن اؼبباراة تَبتب على كراىية كل واحد من الزوجْب صاحبو‪ ،‬ويَبتب اػبلع‬
‫على كراىية الزوجة‪ .‬ويأخذ ُب اؼبباراة بقدر ما وصل إليها منو‪ ،‬وال ربل لو الزيادة‪ ،‬وُب اػبلع جائز‪.‬‬
‫وتقف الفرقة ُب اؼبباراة على التلفظ بالطالؽ‪ ،‬وُب اػبلع ليس كذلك‪.‬‬

‫***‬
‫كتاب الظهار‬
‫والنظر فيو يستدعي بياف أمور أربعة‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب الصيغة‬

‫علي كظهر أمي‪ .‬وكذا لو قاؿ‪ :‬ىذه‪ ،‬أو ما شاكل ذلك من األلفاظ الدالة‬
‫وىي أف يقوؿ‪ :‬أنت ّ‬
‫على سبيزىا‪ .‬وال عربة باختالؼ ألفاظ الصالت‪ ،‬كقولو‪ :‬أنت مِب أو عندي‪.‬‬

‫ولو شبّهها بظهر إحدى ا﵀رمات‪ ،‬نسباً أو رضاعاً‪ ،‬كاألـ أو األخت يقع الظهار‪ .‬ولو شبّهها‬
‫بيد أمو‪ ،‬أو شعرىا أو بطنها ال يقع الظهار‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬أنت كأمي‪ ،‬أو مثل أمي‪ ،‬ال يقع الظهار وإف‬
‫قصده‪.‬‬

‫ولو شبّهها دبحرمة باؼبصاىرة‪ ،‬ربريباً مؤبداً‪ ،‬كأـ الزوجة‪ ،‬وبنت زوجتو اؼبدخوؿ هبا‪ ،‬وزوجة األب‬
‫واالبن‪ ،‬مل يقع بو الظهار‪ .‬وكذا لو شبهها بأخت الزوجة‪ ،‬أو عمتها‪ ،‬أو خالتها‪ .‬ولو قاؿ‪ :‬كظهر‬
‫علي كظهر أمي وأيب‪ .‬ويشَبط ُب‬ ‫أيب‪ ،‬أو أخي‪ ،‬أو عمي‪ ،‬مل يكن شيئاً‪ .‬وكذا لو قالت ىي‪ :‬أنت ّ‬
‫وقوعو حضور عدلْب يسمعاف نطق اؼبظاىر‪ .‬ولو جعلو يبيناً مل يقع‪ .‬وال يقع إال منجزاً‪ ،‬فلو علّقو‬
‫بانقضاء الشهر‪ ،‬أو دخوؿ اعبمعة مل يقع‪ .‬ويقع ُب إضرار وموقوفاً على الشرط‪ .‬ولو قيده دبدة كأف‬
‫يظاىر منها شهراً أو سنة ال يقع‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو قاؿ أنت طالق كظهر أمي‪ ،‬وقع الطالؽ ولغي الظهار‪ ،‬قصد الظهار أو مل يقصده‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬لو ظاىر إحدى زوجتيو إف ظاىر ضرهتا‪ٍ ،‬ب ظاىر الضرة‪ ،‬وقع الظهاراف‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫الثالث‪ :‬ولو ظاىرىا إف ظاىر فالنة األجنبية‪ ،‬وقصد النطق بلفظ الظهار صح الظهار عند‬
‫مواجهتها بو‪ ،‬وإف قصد الظهار الشرعي مل يقع ظهار‪.‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب اؼبظاىر‬

‫ويعترب فيو‪ :‬البلوغ‪ ،‬وكماؿ العقل‪ ،‬واالختيار والقصد‪ .‬فال يصح ظهار الطفل‪ ،‬وال اجملنوف‪ ،‬وال‬
‫اؼبكره‪ ،‬وال فاقد القصد بالسكر أو اإلغماء أو الغضب‪ .‬ولو ظاىر ونوى الطالؽ مل يقع الطالؽ؛‬
‫لعدـ اللفظ اؼبعترب‪ ،‬وال الظهار؛ لعدـ القصد‪ .‬ويصح ظهار اػبصي‪ ،‬واجملبوب‪ ،‬وكذا يصح الظهار من‬
‫الكافر‪ ،‬ويصح من العبد‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب اؼبظاىرة‬

‫ويشَبط أف تكوف منكوحة بالعقد الدائم أو اؼبنقطع أو موطوءة باؼبلك‪ .‬وال يقع باألجنبية ولو‬
‫علّقو على النكاح‪.‬‬

‫وأف تكوف طاىراً طهراً مل هبامعها فيو‪ ،‬إذا كاف زوجها حاضراً‪ ،‬وكاف مثلها ربيض‪ .‬ولو كاف غائباً‬
‫صح‪ ،‬وكذا لو كاف حاضراً وىي يائسة‪ ،‬أو مل تبلغ‪.‬‬

‫ويشَبط الدخوؿ‪ ،‬ومع الدخوؿ يقع ‪ ،‬صغّبة كانت أو كبّبة ؾبنونة أو عاقلة‪ .‬وكذا يقع بالرتقاء‬
‫واؼبريضة الٍب ال توطأ‪.‬‬

‫الرابع‪ُ :‬ب األحكاـ‪ ،‬وىي مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬الظهار ؿبرـ‪.‬‬


‫‪247‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ :‬ال ذبب الكفارة بالتلفظ‪ ،‬وإمبا ذبب بالعود‪ ،‬وىو إرادة الوطء‪ .‬ووبرـ الوطء حٌب يُكفِّر‪.‬‬
‫ولو وطأ قبل الكفارة‪ ،‬لزمو كفارتاف‪ .‬ولو كرر الوطء تكررت الكفارة‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا طلقها بعد الظهار رجعياً‪ٍ ،‬ب راجعها مل ربل لو حٌب يكفر‪ .‬ولو خرجت من العدة‪،‬‬
‫ٍب تزوجها ووطأىا‪ ،‬فال كفارة‪ .‬وكذا لو طلقها بائناً‪ ،‬وتزوجها ُب العدة‪ ،‬ووطأىا‪ .‬وكذا لو ماتا‪ ،‬أو‬
‫مات أحدنبا‪ ،‬أو ارتدا‪ ،‬أو ارتد أحدنبا‪.‬‬

‫علي كظهر أمي إف شاء زيد‪ ،‬فقاؿ‪ :‬شئت‪ ،‬وقع‪ ،‬ولو قاؿ‪ :‬إف شاء ا﵁‪،‬‬
‫الرابعة‪ :‬إذا قاؿ‪ :‬أنت ّ‬
‫مل يقع ظهار بو‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬لو ظاىر من أربع بلفظ واحد‪ ،‬كاف عليو عن كل واحدة كفارة‪ .‬ولو ظاىر من واحدة‬
‫مراراً‪ ،‬وجب عليو بكل مرة كفارة‪ّ ،‬فرؽ الظهار أو تابعو‪ .‬ولو وطأىا قبل التكفّب لزمو عن كل وطء‬
‫كفارة واحدة‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬إذا أطلق الظهار حرـ عليو الوطء حٌب يكفر‪ ،‬ولو علّقو بشرط جاز الوطء ما مل‬
‫وبصل الشرط‪ ،‬ولو وطأ قبلو مل يكفر‪ .‬ولو كاف الوطء ىو الشرط يثبت الظهار بعد فعلو‪ ،‬وال تستقر‬
‫الكفارة حٌب يعود‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬وبرـ الوطء على اؼبظاىر ما مل يكفر‪ ،‬سواء كفر بالعتق أو الصياـ أو اإلطعاـ‪ .‬ولو‬
‫وطأىا ُب خالؿ الصياـ استأنف‪ .‬ووبرـ عليو ما دوف الوطء كالقبلة واؼبساحقة‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬إذا عجز اؼبظاىر عن الكفارة‪ ،‬أو ما يقوـ مقامها عدا االستغفار هبزيو االستغفار‪.‬‬

‫خّبه بْب التكفّب‬


‫التاسعة‪ :‬إف صربت اؼبظاىرة فال اعَباض‪ ،‬وإف رفعت أمرىا إىل اغباكم‪ّ ،‬‬
‫والرجعة أو الطالؽ‪ ،‬وأنظره ثالثة أشهر من حْب اؼبرافعة‪ .‬فإف اقتضت اؼبدة‪ ،‬ومل ىبَب أحدنبا ضيق‬
‫عليو ُب اؼبطعم واؼبشرب‪ ،‬حٌب ىبتار أحدنبا‪ .‬وال هبربه على الطالؽ تضييقاً‪ ،‬وال يطلق عنو‪.‬‬

‫ويلحق هبذا‪:‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫النظر ُب الكفارات‬

‫وفيو مقاصد‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب ضبط الكفارات‬

‫وقد سبق الكالـ ُب كفارات اإلحراـ‪ ،‬فلنذكر ما سوى ذلك‪ .‬وىي‪ :‬مرتبة‪ ،‬وـبّبة‪ ،‬وما وبصل‬
‫فيو األمراف‪ ،‬وكفارة اعبمع‪.‬‬

‫فاؼبرتبة‪ :‬ثالث كفارات‪ :‬الظهار‪ ،‬وقتل اػبطأ‪ ،‬وهبب ُب كل واحدة‪ :‬العتق فإف عجز‪ ،‬فالصياـ‬
‫شهرين متتابعْب‪ ،‬فإف عجز فإطعاـ ستْب مسكيناً‪ .‬وكفارة من أفطر يوماً من قضاء شهر رمضاف بعد‬
‫الزواؿ‪ :‬إطعاـ عشرة مساكْب‪ ،‬فإف عجز صاـ ثالثة أياـ متتابعات‪.‬‬

‫واؼبخّبة‪ :‬كفارة من أفطر ُب يوـ من شهر رمضاف مع وجوب صيامو بأحد األسباب اؼبوجبة‬
‫للتكفّب‪ ،‬وكفارة من أفطر يوماً نذر صيامو‪ ،‬وكذا كفارة اغبنث ُب العهد‪ .‬والواجب ُب كل واحدة‪:‬‬
‫عتق رقبة‪ ،‬أو صياـ شهرين متتابعْب‪ ،‬أو إطعاـ ستْب مسكيناً‪.‬‬

‫وما وبصل فيو األمراف‪ :‬كفارة اليمْب‪ ،‬وكفارة نذر غّب الصياـ‪ ،‬وىي‪ :‬عتق رقبة‪ ،‬أو إطعاـ عشرة‬
‫مساكْب‪ ،‬أو كسوهتم‪ ،‬فإف عجز صاـ ثالثة أياـ‪.‬‬

‫دبحرـ‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫وكفارة اعبمع‪ :‬وىي كفارة قتل اؼبؤمن عمداً ظلماً‪ ،‬وكفارة إفطار يوـ من رمضاف َّ‬
‫عتق رقبة‪ ،‬وصياـ شهرين متتابعْب‪ ،‬وإطعاـ ستْب مسكيناً‪.‬‬

‫اؼبقصد الثاين‪ :‬سبع مسائل‬

‫األوىل‪ :‬من حلف بالرباءة من ا﵁ تعاىل أو الرسوؿ أو أحد األئمة أو اؼبهديْب أو األنبياء (عليهم‬
‫السالـ) يأٍب وال كفارة‪ ،‬وىو غّب قسم الرباءة‪.‬‬
‫‪249‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثانية‪ُ :‬ب جز اؼبرأة شعرىا ُب اؼبصاب‪ :‬عتق رقبة‪ ،‬أو صياـ شهرين متتابعْب‪ ،‬أو إطعاـ ستْب‬
‫مسكيناً‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬ذبب على اؼبرأة ُب نتف شعرىا ُب اؼبصاب‪ ،‬وخدش وجهها‪ ،‬وشق الرجل ثوبو ُب موت‬
‫ولده أو زوجتو كفارة يبْب‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬ذبب كفارة الوطء ُب اغبيض مع التعمد‪ ،‬والعلم بالتحرًن والتمكن من التكفّب‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬من تزوج امرأة ُب عدهتا فارقها واستحب لو التكفّب خبمسة أصوع من دقيق‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬من ناـ عن العشاء حٌب جاوز نصف الليل استحب لو أف يصبح صائماً‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬من نذر صياـ يوـ فعجز عنو أطعم مسكيناً مدين‪ ،‬فإف عجز تصدؽ دبا استطاع‪ ،‬فإف‬
‫عجز استغفر ا﵁‪.‬‬

‫اؼبقصد الثالث‪ُ :‬ب خصاؿ الكفارة‬

‫وىي‪ :‬العتق‪ ،‬واإلطعاـ‪ ،‬والصياـ‪.‬‬

‫القوؿ ُب العتق‪:‬‬

‫ويتعْب على الواجد ُب الكفارة اؼبرتبة‪ ،‬وكفارة اعبمع‪ .‬ويتحقق الوجداف دبلك الرقبة‪ ،‬أو ملك‬
‫الثمن مع إمكاف االبتياع‪ .‬فإف مل هبد انتقل إىل ما بعدىا ُب اؼبرتبة‪ ،‬وُب اعبمع يدفع شبن الرقبة ‪ -‬إف‬
‫كاف يبلكو ‪ -‬لإلماـ‪ ،‬ولإلماـ تقدير الثمن وإسقاطو أو بعضو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪112‬‬

‫القوؿ ُب الصياـ‪:‬‬

‫ويتعْب الصياـ ُب اؼبرتبة مع العجز عن العتق‪ .‬ويتحقق العجز‪ :‬إما بعدـ الرقبة‪ ،‬أو عدـ شبنها‪،‬‬
‫وإما بعدـ التمكن من شرائها وإف وجد الثمن‪ .‬وال يباع اؼبسكن‪ ،‬وال ثياب اعبسد‪ .‬ويباع ما يفضل‬
‫عن قدر اغباجة من اؼبسكن‪.‬‬

‫ويُستغُب عن اػبادـ على اؼبرتفع عن مباشرة اػبدمة‪ ،‬إال مع اؼبرض ا﵀وج إىل اػبدمة‪ .‬ولو كاف‬
‫اػبادـ غالياً حبيث يتمكن من االستبداؿ منو ببعض شبنو يلزـ تبديلو؛ إلمكاف الغناء عنو‪ .‬وكذا‬
‫اؼبسكن إذا كاف غالياً وأمكن ربصيل البدؿ ببعض الثمن‪.‬‬

‫ومع ربقق العجز عن العتق يلزـ ُب الظهار والقتل خطأ صياـ شهرين متتابعْب‪ .‬وعلى اؼبملوؾ‬
‫صياـ شهر‪ ،‬فإف أفطر ُب الشهر األوؿ من غّب عذر استأنف‪ ،‬وإف كاف لعذر بُب‪ .‬وإف صاـ من‬
‫الثاين ولو يوماً أًب‪ ،‬وال يأٍب مع اإلفطار‪.‬‬

‫والعذر الذي يصح معو البناء‪ :‬اغبيض‪ ،‬والنفاس‪ ،‬واؼبرض‪ ،‬واإلغماء‪ ،‬واعبنوف‪ .‬أما السفر‪ ،‬فإف‬
‫اضطر إليو كاف عذراً‪ ،‬وإال كاف قاطعاً للتتابع‪ .‬ولو أفطرت اغبامل أو اؼبرضع خوفاً على أنفسهما مل‬
‫ينقطع التتابع‪ ،‬وكذا لو أفطرتا خوفاً على الولد ال ينقطع‪.‬‬

‫ولو أكره على اإلفطار مل ينقطع التتابع‪ ،‬سواء كاف إجباراً كمن وجر اؼباء ُب حلقو‪ ،‬أو مل يكن‬
‫كمن ضرب حٌب أكل‪ .‬ولو عرض ُب أثناء الشهر األوؿ زماف ال يصح صيامو عن الكفارة كشهر‬
‫رمضاف واألضحى‪ ،‬بطل التتابع‪.‬‬

‫القوؿ ُب اإلطعاـ‪:‬‬

‫ويتعْب اإلطعاـ ُب اؼبرتبة مع العجز عن الصياـ‪ .‬وهبب إطعاـ العدد اؼبعترب لكل واحد مد‪،‬‬
‫واألفضل مداف‪ .‬وال هبزي إعطاء ما دوف العدد اؼبعترب وإف كاف بقدر إطعاـ العدد‪ .‬وال هبوز التكرار‬
‫عليهم من الكفارة الواحدة مع التمكن من العدد‪ ،‬وهبوز مع التعذر‪.‬‬
‫‪251‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫وهبب أف يطعم من أوسط ما يطعم أىلو‪ .‬ولو أعطى فبا يغلب على قوت البلد جاز‪ .‬ويستحب‬
‫أف يضم إليو أداماً‪ ،‬أعاله اللحم‪ ،‬وأوسطو اػبل‪ ،‬وأدونو اؼبلح‪ .‬وهبوز أف يعطي العدد متفرقْب‬
‫وؾبتمعْب‪ ،‬إطعاماً وتسليماً‪ .‬وهبزي إخراج اغبنطة والشعّب والدقيق واػببز‪ .‬وال هبزي إطعاـ الصغار‬
‫منفردين‪ ،‬وهبوز منضمْب‪ .‬ولو انفردوا احتسب االثناف بواحد‪ .‬ويستحب االقتصار على إطعاـ‬
‫اؼبؤمنْب ومن ىو حبكمهم كاألطفاؿ‪.‬‬

‫وهبوز إطعاـ اؼبسلم الفاسق‪ ،‬وال هبوز إطعاـ الكافر‪ ،‬وكذا الناصب العداء (سواء لألئمة أو‬
‫اؼبهديْب أو شيعتهم ألهنم يشايعوهنم)‪.‬‬

‫مسائل أربع‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬كفارة اليمْب ـبّبة بْب العتق واإلطعاـ والكسوة‪ .‬فإذا كسا الفقّب هبزي الثوب الواحد مع‬
‫االختيار‪ ،‬واألفضل أف يعطيو ثوبْب مع القدرة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬اإلطعاـ ُب كفارة اليمْب مد لكل مسكْب ولو كاف قادراً على اؼبدين‪ ،‬واألفضل مداف‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬كفارة اإليالء مثل كفارة اليمْب‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬من ضرب فبلوكو فوؽ اغبد استحب لو التكفّب بعتقو‪.‬‬

‫اؼبقصد الرابع ‪ُ :‬ب األحكاـ اؼبتعلقة هبذا الباب‬

‫وىي مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬من وجب عليو شهراف متتابعاف‪ ،‬فإف صاـ ىاللْب فقد أجزأ وإف كانا ناقصْب‪ ،‬وإف صاـ‬
‫بعض الشهر وأكمل الثاين اجتزأ بو وإف كاف ناقصاً‪ ،‬وأكمل األوؿ ثالثْب‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬العربة ُب اؼبرتّبة حباؿ األداء ال حباؿ الوجوب‪ ،‬فلو كاف قادراً على العتق فعجز‪ ،‬صاـ وال‬
‫يستقر العتق ُب ذمتو‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫الثالثة‪ :‬إذا كاف لو ماؿ يصل إليو بعد مدة غالباً مل ينتقل فرضو‪ ،‬بل هبب الصرب‪ .‬ولو كاف فبا‬
‫يتضمن اؼبشقة بالتأخّب كالظهار ينتقل فرضو‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا عجز عن العتق فدخل ُب الصياـ‪ٍ ،‬ب وجد ما يعتق مل يلزمو العود وإف كاف أفضل‪.‬‬
‫وكذا لو عجز عن الصياـ فدخل ُب اإلطعاـ‪ٍ ،‬ب زاؿ العجز‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬لو ظاىر ومل ينو العود فأعتق عن الظهار ال هبزيو؛ ألنو كفر قبل الوجوب‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬ال تدفع الكفارة إىل الطفل؛ ألنو ال أىلية لو‪ ،‬وتدفع إىل وليو‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬ال تصرؼ الكفارة إىل من هبب نفقتو على الدافع‪ ،‬كاألب واألـ واألوالد والزوجة‬
‫واؼبملوؾ؛ ألهنم أغنياء بالدافع‪ ،‬وتدفع إىل من سواىم وإف كانوا أقارب‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬إذا وجبت الكفارة ُب الظهار وجب تقديبها على اؼبسيس‪ ،‬سواء ك ّفر باإلعتاؽ أو‬
‫بالصياـ أو باإلطعاـ‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬إذا وجب عليو كفارة ـبّبة كفر جبنس واحد‪ ،‬وال هبوز أف يكفر بنصفْب من جنسْب‪.‬‬

‫العاشرة‪ :‬ال هبزي دفع القيمة ُب الكفارة إال مع العجز عن إهباد الرقبة ُب كفارة اعبمع‪ ،‬فإف‬
‫قيمتها تدفع لإلماـ‪ ،‬أو من نصبو اإلماـ‪.‬‬

‫اغبادية عشرة‪ :‬من قتل ُب األشهر اغبرـ وجب عليو صياـ شهرين متتابعْب من األشهر اغبرـ‪،‬‬
‫وإف دخل فيهما العيد وأياـ التشريق‪.‬‬

‫الثانيػػة عشػػرة‪ :‬كػػل مػػن وجػػب عليػػو صػػياـ شػػهرين متتػػابعْب فعجػػز صػػاـ شبانيػػة عشػػر يومػاً‪ ،‬فػػإف مل‬
‫يقدر تصدؽ عن كل يوـ دبد من طعاـ‪ ،‬فإف مل يستطع استغفر ا﵁ تعاىل وال شيء عليو‪.‬‬

‫***‬
‫كتاب اإليالء‬
‫والنظر ُب أمور أربعة‪:‬‬

‫األوؿ‪ُ :‬ب الصيغة‬

‫وال ينعقػػد اإليػػالء إال بأظبػػاء ا﵁ تعػػاىل مػػع الػػتلفظ‪ ،‬ويقػػع بكػػل لسػػاف مػػع القصػػد إليػػو‪ .‬واللفػػظ‬
‫الصريح‪" :‬وا﵁ ال أدخلت فرجي ُب فرجك"‪ ،‬أو يأٌب باللفظة اؼبختصػة هبػذا الفعػل‪ ،‬أو مػا يػدؿ عليهػا‬
‫صروباً‪.‬‬

‫وا﵀تمل كقولو‪ :‬ال جامعتك أو ال وطأتك‪ ،‬فإف قصد اإليالء صح‪ .‬وال يقع مع ذبػرده عػن النيػة‪.‬‬
‫ولػػو قػػاؿ‪ :‬ال أصبػػع رأسػػي ورأسػػك ُب بيػػت أو ـبػػدة‪ ،‬أو ال سػػاقفتك‪ ،‬يقػػع مػػع القصػػد‪ .‬ولػػو قػػاؿ‪ :‬ال‬
‫جامعتك ُب دبرؾ مل يكن مولياً‪.‬‬

‫ويشَبط ذبريد اإليالء عن الشرط‪ ،‬فلو علقو بشرط‪ ،‬أو زماف متوقع كاف الغياً‪.‬‬

‫ولو حلف بالعتاؽ أف ال يطأىا‪ ،‬أو بالصدقة‪ ،‬أو بالتحرًن مل يقع ولو قصد اإليالء‪ .‬ولو قاؿ‪:‬‬
‫فعلي كذا‪ ،‬مل يكن إيالء‪.‬‬
‫إف أصبتك‪ّ ،‬‬
‫ولو آىل من زوجة‪ ،‬وقاؿ لألخرى‪ :‬شركتك معها مل يقع بالثانية ولو نواه‪ ،‬إذ ال إيالء إال مع‬
‫النطق باسم ا﵁‪ .‬وال يقع إال ُب إضرار‪ ،‬فلو حلف لصالح اللنب‪ ،‬أو لتدبّب ُب مرض مل يكن لو‬
‫حكم اإليالء‪ ،‬وكاف كاإليباف‪.‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫الثاين‪ُ :‬ب اؼبوىل‬

‫ويعترب فيو‪ :‬البلوغ‪ ،‬وكماؿ العقل‪ ،‬واالختيار‪ ،‬والقصد‪ .‬ويصح من اؼبملوؾ‪ ،‬حرة كانت زوجتو أو‬
‫أمة‪ ،‬ومن الكتايب ومن اػبصي‪ ،‬ويصح من اجملبوب‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬ب اؼبوىل منها‬

‫ويشَبط‪ :‬أف تكوف منكوحة بالعقد ال باؼبلك‪ ،‬وأف تكوف مدخوالً هبا‪ .‬ويقع باؼبنكوحة بالعقد‬
‫اؼبنقطع‪ .‬ويقع باغبرة واؼبملوكة‪.‬‬

‫واؼبرافعة إىل اؼبرأة لضرب اؼبدة‪ ،‬وؽبا بعد انقضائها اؼبطالبة بالفئة ولو كانت أمة‪ ،‬وال اعَباض‬
‫للموىل‪ .‬ويقع اإليالء بغّب اؼبسلمة فبّن يصح نكاحهن كما يقع باؼبسلمة‪.‬‬

‫الرابع‪ُ :‬ب أحكامو‬

‫وىي مسائل‪:‬‬

‫األوىل‪ :‬ال ينعقد اإليالء حٌب يكوف التحرًن مطلقاً‪ ،‬أو مقيداً بالدواـ‪ ،‬أو مقروناً دبدة تزيد عن‬
‫أربعة أشهر‪ ،‬أو مضافاً إىل فعل ال وبصل إال بعد انقضاء مدة الَببص يقيناً أو غالباً‪ ،‬كقولو ‪ -‬وىو‬
‫بالعراؽ ‪ :-‬حٌب أمضي إىل بلد الَبؾ وأعود‪ ،‬أو يقوؿ‪ :‬ما بقيت‪ .‬وال يقع ألربعة أشهر فما دوف‪ ،‬وال‬
‫معلقاً بفعل ينقضي قبل ىذه اؼبدة‪ ،‬يقيناً أو غالباً أو ؿبتمالً على السواء‪.‬‬

‫ولو قاؿ‪ :‬وا﵁ ال وطأتك حٌب أدخل ىذه الدار مل يكن إيالء؛ ألنو يبكنو التخلص من التكفّب‬
‫مع الوطء بالدخوؿ‪ ،‬وىو مناؼ لإليالء‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬مدة الَببص ُب اغبرة واألمة أربعة أشهر‪ ،‬سواء كاف الزوج حراً أو عبداً‪.‬‬
‫‪255‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫واؼبدة حق للزوج‪ ،‬وليس للزوجة مطالبتو فيها بالفئة ‪ ،‬فإذا انقضت مل تطلق بانقضاء اؼبدة‪ ،‬ومل‬
‫يكن للحاكم طالقها‪ .‬وإف رافعتو فهو ـبّب بْب الطالؽ والفئة‪ ،‬فإف طلق فقد خرج من حقها‪ ،‬وتقع‬
‫الطلقة رجعية‪ ،‬وكذا إف فاء‪ .‬وإف امتنع من األمرين حبس وضيق عليو حٌب يفئ أو يطلق‪ .‬وال هبربه‬
‫اغباكم على أحدنبا تعييناً‪.‬‬

‫ولو آىل مدة معينة ودافع بعد اؼبرافعة حٌب انقضت اؼبدة سقط حكم اإليالء‪ ،‬ومل يلزمو الكفارة‬
‫مع الوطء‪ .‬ولو أسقطت حقها من اؼبطالبة مل تسقط اؼبطالبة؛ ألنو حق متجدد‪ ،‬فيسقط بالعفو ما‬
‫كاف الزماً ال ما يتجدد‪.‬‬

‫فروع‪:‬‬

‫األوؿ‪ :‬لو اختلفا ُب انقضاء اؼبدة‪ ،‬فالقوؿ قوؿ من يدعي بقاءىا‪ .‬وكذا لو اختلفا ُب زماف إيقاع‬
‫اإليالء‪ ،‬فالقوؿ قوؿ من يدعي تأخره‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬لو انقضت مدة الَببص ؽبا اؼبطالبة وإف كاف ىناؾ ما يبنع من الوطء كاغبيض واؼبرض‪.‬‬
‫ولو ذبددت أعذارىا ُب أثناء اؼبدة ال تنقطع االستدامة‪ ،‬كما ال تنقطع اؼبدة بأعذار الرجل ابتداء‪ ،‬وال‬
‫اعَباضاً‪ ،‬وال سبنع من اؼبرافعة انتهاء‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬إذا جن بعد ضرب اؼبدة احتسبت اؼبدة عليو وإف كاف ؾبنوناً‪ ،‬فإف انقضت اؼبدة واعبنوف‬
‫باؽ تربص بو حٌب يفيق‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬إذا انقضت اؼبدة وىو ؿبرـ ألزـ بفئة اؼبعذور‪ ،‬وكذا لو اتفق صائماً‪ .‬ولو واقع أتى بالفئة‬
‫وإف أٍب‪ .‬وكذا ُب كل وطء ؿبرـ‪ ،‬كالوطء ُب اغبيض‪ ،‬والصياـ الواجب‪.‬‬

‫اػبامس‪ :‬إذا ظاىر‪ٍ ،‬ب آىل صح األمراف‪ ،‬وتوقف بعد انقضاء مدة الظهار‪ .‬فإف طلق فقد وَب‬
‫اغبق‪ ،‬وإف أىب ألزـ التكفّب والوطء؛ ألنو أسقط حقو من الَببص بالظهار‪ ،‬وكاف عليو كفارة اإليالء‪.‬‬

‫السادس‪ :‬إذا آىل ٍب ارتد ربتسب عليو مدة الردة‪.‬‬


‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫اؼبسألة الثالثة‪ :‬إذا وطأ ُب مدة الَببص أو بعد اؼبدة لزمتو الكفارة‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬إذا وطأ اؼبويل ساىياً‪ ،‬أو ؾبنوناً‪ ،‬أو اشتبهت بغّبىا من حالئلو‪ ،‬بطل حكم اإليالء‪ ،‬وال‬
‫ذبب الكفارة‪.‬‬

‫اػبامسة‪ :‬إذا ادعى اإلصابة فأنكرت‪ ،‬فالقوؿ قولو مع يبينو‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬اؼبدة اؼبضروبة من حْب اإليالء ‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬فئة القادر غيبوبة اغبشفة ُب القبل‪ ،‬وفئة العاجز إظهار العزـ على الوطء مع القدرة‪.‬‬
‫ولو طلب اإلمهاؿ مع القدرة أمهل ما جرت العادة بو‪ ،‬كتوقع خفة اؼبأكوؿ أو األكل إف كاف جائعاً‪،‬‬
‫أو الراحة إف كاف متعباً‪.‬‬

‫الثامنة‪ :‬إذا آىل من الرجعية صح‪ ،‬ووبتسب زماف العدة من اؼبدة‪ .‬وكذا لو طلقها رجعياً بعد‬
‫اإليالء وراجع‪.‬‬

‫التاسعة‪ :‬ال تتكرر الكفارة بتكرر اليمْب‪ ،‬سواء قصد التأكيد أو مل يقصد‪ ،‬أو قصد بالثانية غّب‬
‫ما قصد باألوىل إذا كاف الزماف واحداً‪.‬‬

‫***‬
‫‪257‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫فهرس كتاب شرائع اإلسالـ‬

‫اعبزء األوؿ‬
‫ىذا الكتاب ‪ٚ ..........................................................................‬‬
‫كتاب الطهارة ‪ٔٔ ......................................................................‬‬
‫الركن األوؿ‪ُ :‬ب اؼبياه ‪ٔٔ .................................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب اؼباء اؼبطلق ‪ٔٔ .............................................................‬‬
‫الثاين‪ُ :‬ب اؼبضاؼ‪ٖٔ ................................................................‬‬
‫الثالث‪ُ :‬ب األسئار ‪ٔٗ ...............................................................‬‬
‫الركن الثاين‪ُ :‬ب الطهارة اؼبائية ‪ٔٗ .........................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب األحداث اؼبوجبة للوضوء ‪ٔ٘ ................................................‬‬
‫الثاين‪ُ :‬ب أحكاـ اػبلوة ‪ٔ٘ ...........................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب كيفية التخلي‪ٔ٘ ........................................................‬‬
‫الثاين‪ُ :‬ب االستنجاء‪ٔ٘ ...........................................................‬‬
‫الثالث‪ُ :‬ب سنن اػبلوة‪ٔٙ .........................................................‬‬
‫الثالث‪ُ :‬ب كيفية الوضوء ‪ٔٙ ..........................................................‬‬
‫الفرض األوؿ‪ :‬النية‪ٔٙ ............................................................‬‬
‫الفرض الثاين‪ :‬غسل الوجو‪ٔٚ .................................................... .‬‬
‫الفرض الثالث‪ :‬غسل اليدين‪ٔٚ .................................................. .‬‬
‫الفرض الرابع‪ :‬مسح الرأس‪ٔٛ .................................................... .‬‬
‫الفرض اػبامس‪ :‬مسح الرجلْب ‪ٔٛ .................................................‬‬
‫الرابع‪ُ :‬ب أحكاـ الوضوء‪ٜٔ ..........................................................‬‬
‫الفصل األوؿ‪ُ :‬ب اعبنابة ‪ٕٓ ..........................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب اغبيض ‪ٕٕ ..........................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب االستحاضة ‪ٕٗ ....................................................‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب النفاس ‪ٕٙ ..........................................................‬‬


‫الفصل اػبامس‪ُ :‬ب أحكاـ األموات ‪ٕٚ ................................................‬‬
‫الركن الثالث‪ُ :‬ب الطهارة الَبابية‪ٖٖ ........................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب ما يصح معو التيمم ‪ٖٖ .....................................................‬‬
‫الطرؼ الثاين‪ :‬فيما هبوز التيمم بو ‪ٖٖ ..................................................‬‬
‫الطرؼ الثالث‪ُ :‬ب كيفية التيمم ‪ٖٗ ....................................................‬‬
‫الطرؼ الرابع‪ُ :‬ب أحكامو ‪ٖٗ .........................................................‬‬
‫الركن الرابع‪ُ :‬ب النجاسات وأحكامها ‪ٖٙ ..................................................‬‬
‫القوؿ ُب النجاسات‪ٖٙ ............................................................. :‬‬
‫القوؿ ُب أحكاـ النجاسات‪ٖٚ ...................................................... :‬‬
‫القوؿ ُب اآلنية‪ٖٛ .................................................................. :‬‬
‫كتاب الصالة ‪ٗٔ .........................................................................‬‬
‫الركن األوؿ‪ُ :‬ب اؼبقدمات‪ٗٔ .............................................................‬‬
‫األوىل‪ُ :‬ب أعداد الصالة ‪ٗٔ ..........................................................‬‬
‫اؼبقدمة الثانية‪ُ :‬ب اؼبواقيت ‪ٕٗ .........................................................‬‬
‫اؼبقدمة الثالثة‪ُ :‬ب القبلة ‪ٗٗ ...........................................................‬‬
‫اؼبقدمة الرابعة‪ُ :‬ب لباس اؼبصلي ‪ٗٙ ....................................................‬‬
‫اؼبقدمة اػبامسة‪ُ :‬ب مكاف اؼبصلي‪ٗٛ ..................................................‬‬
‫اؼبقدمة السادسة‪ُ :‬ب ما يسجد عليو ‪ٜٗ ................................................‬‬
‫اؼبقدمة السابعة‪ُ :‬ب األذاف واإلقامة ‪ٜٗ .................................................‬‬
‫الركن الثاين‪ُ :‬ب أفعاؿ الصالة‪ٕ٘ ..........................................................‬‬
‫األوؿ‪ :‬النية ‪ٕ٘ ......................................................................‬‬
‫الثاين‪ :‬تكبّبة اإلحراـ ‪ٕ٘ .............................................................‬‬
‫الثالث‪ :‬القياـ ‪ٖ٘ ....................................................................‬‬
‫الرابع‪ :‬القراءة ‪ٖ٘ ....................................................................‬‬
‫اػبامس‪ :‬الركوع ‪٘٘ ..................................................................‬‬
‫السادس‪ :‬السجود ‪٘ٙ ................................................................‬‬
‫السابع‪ :‬التشهد ‪٘ٛ ..................................................................‬‬
‫‪259‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫الثامن‪ :‬التسليم ‪٘ٛ ..................................................................‬‬


‫خاسبة‪ :‬قواطع الصالة ‪ٜ٘ .............................................................‬‬
‫الركن الثالث‪ُ :‬ب بقية الصلوات‪ٙٓ ........................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب صالة اعبمعة ‪ٙٔ ...........................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب صالة العيدين‪ٙٗ ....................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب صالة الكسوؼ (اآليات)‪ٙٙ ........................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب الصالة على األموات ‪ٙٚ .............................................‬‬
‫الفصل اػبامس‪ُ :‬ب الصلوات اؼبرغبات ‪ٜٙ .............................................‬‬
‫خاسبة‪ٚٔ .......................................................................... :‬‬
‫الركن الرابع‪ :‬وفيو فصوؿ ‪ٚٔ ..............................................................‬‬
‫الفصل األوؿ‪ُ :‬ب اػبلل الواقع ُب الصالة ‪ٚٔ ...........................................‬‬
‫خاسبة‪ُ :‬ب سجدٌب السهو ‪ٚٗ ......................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب قضاء الصلوات ‪ٚٗ ..................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب اعبماعة ‪ٚ٘ ........................................................‬‬
‫خاسبة‪ُ :‬ب ما يتعلق باؼبساجد ‪ٜٚ ...................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب صالة اػبوؼ واؼبطاردة‪ٛٓ ............................................‬‬
‫الفصل اػبامس‪ُ :‬ب صالة اؼبسافر ‪ٛٔ ..................................................‬‬
‫كتاب الصياـ ‪ٛ٘...........................................................................‬‬
‫وأركانو أربعة‪ٛ٘ ....................................................................... :‬‬
‫األوؿ‪ :‬الصياـ ‪ٛ٘ ...................................................................‬‬
‫الثاين‪ :‬ما يبسك عنو الصائم‪ٛٙ .......................................................‬‬
‫الثالث‪ُ :‬ب الزماف الذي يصح فيو الصياـ ‪ٜٓ ...........................................‬‬
‫الرابع‪ :‬من يصح الصياـ منو ‪ٜٓ .......................................................‬‬
‫النظر الثاين‪ُ :‬ب أقسامو‪ٜٔ ...............................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب شهر رمضاف ‪ٜٔ ...........................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب صياـ الكفارات‪ٜٗ .........................................................‬‬
‫الصوـ اؼبندوب‪ٜ٘ ..................................................................:‬‬
‫الصوـ اؼبكروه‪ٜٙ ...................................................................:‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪112‬‬

‫الصوـ ا﵀ظور‪ٜٙ ................................................................... :‬‬


‫النظر الثالث‪ُ :‬ب اللواحق ‪ٜٙ .............................................................‬‬
‫كتاب االعتكاؼ ‪ٜٜ........................................................................‬‬
‫شرائطو‪ٜٜ ............................................................................ :‬‬
‫أقسامو‪ٔٓٔ .......................................................................... :‬‬
‫أحكامو‪ٔٓٔ .........................................................................،‬‬

‫اعبزء الثاين‬
‫كتاب الزكاة ‪ٔٓ٘...........................................................................‬‬
‫القسم األوؿ‪ُ :‬ب زكاة اؼباؿ ‪ٔٓ٘ ..........................................................‬‬
‫النظر األوؿ‪ :‬من ذبب عليو الزكاة ‪ٔٓ٘ ................................................‬‬
‫النظر الثاين‪ُ :‬ب بياف ما ذبب فيو وما تستحب‪ٔٓٙ .....................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب زكاة األنعاـ‪ٔٓٙ ........................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب زكاة الذىب والفضة ‪ٔٔٓ ................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب زكاة الغالت ‪ٕٔٔ .......................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب ماؿ التجارة ‪ٖٔٔ .......................................................‬‬
‫النظر الثالث ‪ُ :‬ب من تصرؼ إليو ووقت التسليم والنية ‪ٔٔ٘ .............................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب من تصرؼ إليو ‪ٔٔ٘ ....................................................‬‬
‫القسم الثاين‪ُ :‬ب أوصاؼ اؼبستحق ‪ٔٔٚ .........................................‬‬
‫القسم الثالث‪ُ :‬ب اؼبتويل لإلخراج ‪ٔٔٛ ..........................................‬‬
‫القسم الرابع‪ُ :‬ب اللواحق ‪ٜٔٔ ..................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب وقت التسليم ‪ٜٔٔ ......................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب النية ‪ٕٔٓ ..............................................................‬‬
‫القسم الثاين‪ُ :‬ب زكاة الفطرة‪ٕٔٔ .........................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب من ذبب عليو ‪ٕٔٔ ........................................................‬‬
‫الثاين‪ُ :‬ب جنسها‪ٕٖٔ ...............................................................‬‬
‫الثالث‪ُ :‬ب وقتها ‪ٕٖٔ ...............................................................‬‬
‫الرابع‪ُ :‬ب مصرفها ‪ٕٖٔ ..............................................................‬‬
‫‪261‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫كتاب اػبمس ‪ٕٔ٘.........................................................................‬‬


‫الفصل األوؿ‪ُ :‬ب ما هبب فيو ‪ٕٔ٘........................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب قسمتو‪ٕٔٚ.............................................................‬‬
‫كتاب اغبج ‪ٕٜٔ...........................................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب اؼبقدمات‪ٕٜٔ.................................................................‬‬
‫اؼبقدمة األوىل‪ٕٜٔ.................................................................. :‬‬
‫اؼبقدمة الثانية‪ُ :‬ب الشرائط ‪ٕٜٔ.......................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب حجة اإلسالـ ‪ٖٔٓ......................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب شرائط ما هبب بالنذر واليمْب والعهد ‪ٖٖٔ.................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب النيابة ‪ٖٔٗ.............................................................‬‬
‫اؼبقدمة الثالثة‪ُ :‬ب أقساـ اغبج‪ٖٔٙ....................................................‬‬
‫حج التمتع‪ٖٔٙ................................................................. :‬‬
‫حج اإلفراد والقراف‪ٖٔٛ.......................................................... :‬‬
‫اؼبقدمة الرابعة‪ُ :‬ب اؼبواقيت ‪ٖٜٔ.......................................................‬‬
‫الركن الثاين‪ُ :‬ب أفعاؿ اغبج ‪ٔٗٓ..........................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب اإلحراـ ‪ٔٗٓ...............................................................‬‬
‫كيفيتو ‪ٔٗٔ......................................................................‬‬
‫أحكامو ‪ٕٔٗ.....................................................................‬‬
‫تروؾ اإلحراـ ‪ٖٔٗ................................................................‬‬
‫خاسبػة ‪ٔٗ٘.......................................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب الوقوؼ بعرفات ‪ٔٗٙ.......................................................‬‬
‫اؼبقدمة ‪ٔٗٙ......................................................................‬‬
‫الكيفية‪ٔٗٙ......................................................................‬‬
‫أحكامو ‪ٔٗٚ.....................................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب الوقوؼ باؼبشعر ‪ٔٗٚ.......................................................‬‬
‫اؼبقدمة ‪ٔٗٛ......................................................................‬‬
‫الكيفية‪ٔٗٛ......................................................................‬‬
‫خاسبػػة‪ٜٔٗ.......................................................................‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫القوؿ‪ُ :‬ب نزوؿ مُب وما هبا من اؼبناسك‪ٜٔٗ ...........................................‬‬


‫األوؿ‪ُ :‬ب الرمي ‪ٔ٘ٓ .............................................................‬‬
‫الثاين‪ :‬الذبح‪ٔ٘ٓ ................................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب اؽبدي‪ٔ٘ٓ ........................................................ .‬‬
‫الثاين‪ُ :‬ب صفاتو‪ٔ٘ٓ ........................................................ .‬‬
‫الثالث‪ُ :‬ب البدؿ‪ٔ٘ٔ ........................................................ .‬‬
‫الرابع‪ُ :‬ب ىدي القراف‪ٕٔ٘ ................................................... .‬‬
‫اػبامس‪ :‬األضحية‪ٖٔ٘ ........................................................‬‬
‫الثالث‪ُ :‬ب اغبلق والتقصّب‪ٖٔ٘ ....................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب الطواؼ ‪ٔ٘ٗ ..............................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب اؼبقدمات‪ٔ٘ٗ ........................................................ .‬‬
‫اؼبقصد الثاين‪ُ :‬ب كيفية الطواؼ‪ٔ٘٘ ...............................................‬‬
‫الثالث‪ُ :‬ب أحكاـ الطواؼ‪ٔ٘ٙ .................................................. ،‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب السعي ‪ٔ٘ٛ ...............................................................‬‬
‫القوؿ‪ُ :‬ب األحكاـ اؼبتعلقة دبُب بعد العود ‪ٜٔ٘ .........................................‬‬
‫خاسبػة‪ٕٔٙ ........................................................................ :‬‬
‫الركن الثالث‪ُ :‬ب اللواحق ‪ٕٔٙ ...........................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب االحصار والصد ‪ٕٔٙ ......................................................‬‬
‫اؼبقصد الثاين‪ُ :‬ب أحكاـ الصيد ‪ٔٙٗ ..................................................‬‬
‫الفصل األوؿ‪ :‬الصيد قسماف ‪ٔٙٗ .................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب موجبات الضماف‪ٔٙٚ ............................................‬‬
‫اؼبباشرة ‪ٔٙٚ ..................................................................‬‬
‫اؼبوجب الثاين‪ :‬اليد ‪ٔٙٚ .......................................................‬‬
‫اؼبوجب الثالث‪ :‬السبب‪ٔٙٚ .................................................. ،‬‬
‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب صيد اغبرـ ‪ٜٔٙ .................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب التوابع ‪ٜٔٙ ......................................................‬‬
‫اؼبقصد الثالث‪ُ :‬ب باقي ا﵀ظورات‪ٔٚٓ ................................................‬‬
‫األوؿ‪ :‬االستمتاع بالنساء ‪ٔٚٓ ....................................................‬‬
‫‪263‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫ا﵀ظور الثاين‪ :‬الطيب‪ٔٚٔ.........................................................‬‬


‫الثالث‪ :‬القلم ‪ٔٚٔ................................................................‬‬
‫الرابع‪ :‬اؼبخيط ‪ٕٔٚ...............................................................‬‬
‫اػبامس‪ :‬حلق الشعر ‪ٕٔٚ.........................................................‬‬
‫السادس‪ :‬اعبداؿ ‪ٕٔٚ.............................................................‬‬
‫السابع‪ :‬قلع شجرة اغبرـ ‪ٕٔٚ......................................................‬‬
‫خاسبػة ‪ٕٔٚ..........................................................................‬‬
‫كتاب العمرة ‪ٔٚ٘ ........................................................................‬‬
‫كتاب األمر باؼبعروؼ والنهي عن اؼبنكر ‪ٔٚٚ ................................................‬‬

‫اعبزء الثالث‬
‫كتاب النكاح ‪ٔٛٔ ........................................................................‬‬
‫القسم األوؿ‪ُ :‬ب النكاح الدائم ‪ٔٛٔ......................................................‬‬
‫الفصل األوؿ‪ُ :‬ب آداب العقد‪ ،‬واػبلوة‪ ،‬ولواحقهما ‪ٔٛٔ.................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب العقد ‪ٔٛٗ..........................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب أولياء العقد ‪ٔٛٙ...................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب تعيْب األولياء‪ٔٛٙ.......................................................‬‬
‫الثاين‪ُ :‬ب اللواحق ‪ٔٛٚ............................................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب أسباب التحرًن‪ٜٔٛ..................................................‬‬
‫السبب األوؿ‪ :‬النسب ‪ٜٔٛ........................................................‬‬
‫السبب الثاين‪ :‬الرضاع ‪ٜٔٓ........................................................‬‬
‫أحكامو‪ٜٕٔ..................................................................‬‬
‫السبب الثالث‪ :‬اؼبصاىرة ‪ٜٖٔ......................................................‬‬
‫اؼبقصد الثاين‪ُ :‬ب مسائل من ربرًن العْب ‪ٜٔٗ.....................................‬‬
‫السبب الرابع‪ :‬استيفاء العدد ‪ٜٔ٘..................................................‬‬
‫السبب اػبامس‪ :‬اللعاف ‪ٜٔ٘.......................................................‬‬
‫السبب السادس‪ :‬الكفر‪ٜٔٙ.......................................................‬‬
‫مسائل من لواحق العقد ‪ٜٜٔ......................................................‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫القسم الثاين‪ُ :‬ب النكاح اؼبنقطع ‪ٕٓٓ .....................................................‬‬


‫الصيغة ‪ٕٓٔ .....................................................................‬‬
‫ا﵀ل ‪ٕٓٔ .......................................................................‬‬
‫اؼبهر ‪ٕٕٓ .......................................................................‬‬
‫األجل‪ٕٖٓ ......................................................................‬‬
‫أحكامو ‪ٕٖٓ .......................................................................‬‬
‫القسم الثالث‪ُ :‬ب نكاح اإلماء ‪ٕٓٗ ......................................................‬‬
‫النظر األوؿ‪ :‬ما يرد بو النكاح‪ٕٓٗ ....................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب العيوب ‪ٕٓٗ ...........................................................‬‬
‫اؼبقصد الثاين‪ُ :‬ب أحكاـ العيوب ‪ٕٓ٘ ..............................................‬‬
‫اؼبقصد الثالث‪ُ :‬ب التدليس‪ٕٓٙ ...................................................‬‬
‫النظر الثاين‪ُ :‬ب اؼبهور‪ٕٓٚ ...........................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب اؼبهر الصحيح‪ٕٓٚ .................................................... .‬‬
‫الطرؼ الثاين‪ُ :‬ب التفويض ‪ٕٓٛ ...................................................‬‬
‫الطرؼ الثالث‪ُ :‬ب األحكاـ‪ٕٔٓ ................................................. .‬‬
‫النظر الثالث‪ُ :‬ب القسم والنشوز والشقاؽ ‪ٕٔٔ .........................................‬‬
‫القوؿ ُب القسم ‪ٕٔٔ .............................................................‬‬
‫القوؿ ُب النشوز ‪ٕٖٔ .............................................................‬‬
‫القوؿ ُب الشقاؽ ‪ٕٔٗ ............................................................‬‬
‫النظر الرابع‪ُ :‬ب أحكاـ األوالد ‪ٕٔٗ ...................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب إغباؽ األوالد ‪ٕٔٗ ......................................................‬‬
‫األوؿ‪ :‬أحكاـ ولد اؼبوطوءة بالعقد الدائم واؼبنقطع ‪ٕٔٗ ...........................‬‬
‫أحكاـ ولد اؼبوطوءة باؼبلك ‪ٕٔ٘ ................................................‬‬
‫أحكاـ ولد الشبهة ‪ٕٔٙ .......................................................‬‬
‫القسم الثاين‪ُ :‬ب أحكاـ الوالدة ‪ٕٔٙ ............................................. .‬‬
‫سنن الوالدة‪ٕٔٙ ..............................................................‬‬
‫لواحق اغبضانة ‪ٕٔٙ ...........................................................‬‬
‫النظر اػبامس‪ُ :‬ب النفقات ‪ٕٔٛ ......................................................‬‬
‫‪265‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬

‫القوؿ ُب نفقة الزوجة‪ٕٔٛ........................................................ :‬‬


‫القوؿ ُب نفقة األقارب‪ٕٕٓ.......................................................:‬‬
‫القوؿ ُب نفقة اؼبملوؾ‪ٕٕٕ....................................................... :‬‬
‫كتاب الطالؽ ‪ٕٕٖ .......................................................................‬‬
‫أركانو‪ٕٕٖ............................................................................ .‬‬
‫الركن األوؿ ُب اؼبطلق‪ٕٕٖ...........................................................:‬‬
‫األوؿ‪ :‬البلوغ ‪ٕٕٖ................................................................‬‬
‫الشرط الثاين‪ :‬العقل ‪ٕٕٖ..........................................................‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬االختيار ‪ٕٕٗ......................................................‬‬
‫الشرط الرابع‪ :‬القصد ‪ٕٕٗ.........................................................‬‬
‫الركن الثاين ُب اؼبطلقة‪ٕٕٗ...........................................................:‬‬
‫الركن الثالث ُب الصيغة‪ٕٕ٘......................................................... :‬‬
‫الركن الرابع اإلشهاد‪ٕٕٚ............................................................ :‬‬
‫النظر الثاين‪ُ :‬ب أقساـ الطالؽ‪ٕٕٛ........................................................‬‬
‫النظر الثالث‪ُ :‬ب اللواحق ‪ٕٕٜ............................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب طالؽ اؼبريض ‪ٕٖٓ.........................................................‬‬
‫اؼبقصد الثاين‪ُ :‬ب ما يزوؿ بو ربرًن الثالث‪ٕٖٓ..........................................‬‬
‫اؼبقصد الثالث‪ُ :‬ب الرجعة ‪ٕٖٔ........................................................‬‬
‫اؼبقصد الرابع‪ُ :‬ب العدد ‪ٕٖٕ..........................................................‬‬
‫األوؿ‪ٕٖٕ...................................................................... :‬‬
‫الفصل الثاين‪ُ :‬ب ذات اإلقراء‪ٕٖٖ..................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ُ :‬ب ذات الشهور ‪ٕٖٖ...............................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ُ :‬ب اغبامل ‪ٕٖٗ.....................................................‬‬
‫الفصل اػبامس‪ُ :‬ب عدة الوفاة ‪ٕٖ٘................................................‬‬
‫الفصل السادس‪ُ :‬ب اللواحق ‪ٕٖٚ..................................................‬‬
‫فروع ُب سكُب اؼبطلقة‪ٕٖٚ.................................................... :‬‬
‫كتاب اػبلع واؼبباراة ‪ٕٗٓ ..................................................................‬‬
‫الصيغة ‪ٕٗٓ............................................................................‬‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫النظر الثاين‪ُ :‬ب الفدية ‪ٕٗٔ ..............................................................‬‬


‫النظر الثالث‪ُ :‬ب الشرائط ‪ٕٕٗ ...........................................................‬‬
‫النظر الرابع‪ُ :‬ب األحكاـ‪ٕٕٗ ............................................................‬‬
‫اؼبباراة ‪ٕٖٗ ............................................................................‬‬
‫كتاب الظهار ‪ٕٗ٘ .......................................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب الصيغة ‪ٕٗ٘ ..................................................................‬‬
‫الثاين‪ُ :‬ب اؼبظاىر ‪ٕٗٙ ..................................................................‬‬
‫الثالث‪ُ :‬ب اؼبظاىرة‪ٕٗٙ .................................................................‬‬
‫الرابع‪ُ :‬ب األحكاـ ‪ٕٗٙ .................................................................‬‬
‫النظر ُب الكفارات ‪ٕٗٛ .................................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب ضبط الكفارات‪ٕٗٛ .......................................................‬‬
‫اؼبقصد الثاين‪ :‬سبع مسائل ‪ٕٗٛ ......................................................‬‬
‫اؼبقصد الثالث‪ُ :‬ب خصاؿ الكفارة ‪ٕٜٗ ...............................................‬‬
‫القوؿ ُب العتق‪ٕٜٗ ............................................................. :‬‬
‫القوؿ ُب الصياـ‪ٕ٘ٓ ............................................................ :‬‬
‫القوؿ ُب اإلطعاـ‪ٕ٘ٓ ........................................................... :‬‬
‫اؼبقصد الرابع‪ُ :‬ب األحكاـ اؼبتعلقة هبذا الباب‪ٕ٘ٔ ......................................‬‬
‫كتاب اإليالء ‪ٕٖ٘ ........................................................................‬‬
‫األوؿ‪ُ :‬ب الصيغة ‪ٕٖ٘ ..................................................................‬‬
‫الثاين‪ُ :‬ب اؼبوىل ‪ٕ٘ٗ ....................................................................‬‬
‫الثالث‪ُ :‬ب اؼبوىل منها ‪ٕ٘ٗ ..............................................................‬‬
‫الرابع‪ُ :‬ب أحكامو‪ٕ٘ٗ ..................................................................‬‬
‫فهرس كتاب شرائع اإلسالـ ‪ٕ٘ٚ ........................................................‬‬

‫واغبمد ﵁ رب العاؼبْب‬
‫‪267‬‬ ‫شرائع إلاسالم‪ :‬ج ‪ / 3 - 1‬السيد أحمد الحسن‬
‫إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم)‬ ‫‪111‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

You might also like