Professional Documents
Culture Documents
شرائع اإلسالم
( األول -الثالث )
شرائع اإلسالم
كتب العبادات والنكاح وتوابعه
................................................................... 4إصدارات أنصار اإلمام
المهدي
www.almahdyoon.org
أستراليا
Antwerp Street, Auburn, NSW 2144. Australia 15
Tel.:+61406009043 , E-mail: australia@najmatalsabah.com
كتاب الشرائع / 3السيد أحمد الحسن
5 ..............................................................
7 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ىذا الكتاب:
ىو (شرائع اإلسالـ) ُب مسائل اغبالؿ واغبراـ ،للعامل الفاضل والويل الناصح آلؿ ؿبمد
(عليهم السالـ) أيب القاسم قبم الدين جعفر بن اغبسن (رضبو ا﵁) وقد بذؿ ما بوسعو ؼبعرفة أحكاـ
شريعة اإلسالـ من روايات الرسوؿ واألئمة (عليهم السالـ) ،ولكنو اخطأ ُب مقاـ وتردد ُب آخر ال
عن تقصّب بل عن قصور ال سبيل لو على دفعو.
وقد قمت بتصحيحو وبياف أحكاـ شريعة اإلسالـ دبا عرفتو من اإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ)،
وحبسب ما أمرين اإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ) أف أُبْب ما يقاؿ وحضر أىلو وحاف وقتو واف أحيل ما
اؿ
مل وبن وقتو إىل وقتو ،ومن ىبالف ىذه األحكاـ فهو ىبالف اإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ)﴿ :قَ َ
الر ْضبن الْمستَػعا ُف علَى ما تَ ِ
ص ُفو َف﴾ [األنبياء.]ٕٔٔ: اح ُك ْم بِ ْ
اغبَ ِّق َوَربػُّنَا َّ َ ُ ُ ْ َ َ َ ب َْر ِّ
وأعتذر إىل ا﵁ ورسولو واإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ) من التقصّب ،واسأؿ ا﵁ أف يغفر يل ما
تقدـ من ذنيب وما تأخر.
يا عظيم إغفر يل الذنب العظيم إنو ال يغفر الذنب العظيم إال العظيم:
ِ ِ
َخَر َويُتِ َّم نِ ْع َمتَوُ َعلَْي َ
ك َّـ ِم ْن ذَنْبِ َ
ك َوَما تَأ َّ ﴿إِنَّا فَػتَ ْحنَا لَ َ
ك فَػْتحاً ُمبِيناً * ليَػ ْغفَر لَ َ
ك اللَّوُ َما تَػ َقد َ
ستَ ِقيماً﴾ [الفتح.]ٕ-ٔ: ك صَراطاً ُم ْ
ويػه ِدي َ ِ
ََ ْ َ
اؼبذنب اؼبقصر
أضبد اغبسن
٘ٔ /شعباف ٕٔٗٙ /ىػ ؽ
شرائع اإلسالـ
( اعبزء األوؿ )
كتاب الطهارة
كتاب الصالة
كتاب الصياـ
كتاب االعتكاؼ
كتاب الطهارة
الطهارة :اسم للوضوء أو الغسل أو التيمم على وجو لو تأثّب ُب استباحة الصالة ،وكل واحد
منها ينقسم إىل :واجب وندب.
فالواجب من الوضوء :ما كاف لصالة واجبة ،أو طواؼ واجب أو ؼبس كتابة القرآف إف وجب،
واؼبندوب ما عداه.
والواجب من الغسل :ما كاف ألحد األمور الثالثة ،أو لدخوؿ اؼبساجد أو لقراءة العزائم إف
وجبا .وقد هبب إذا بقي لطلوع الفجر من يوـ هبب صومو بقدر ما يغتسل اعبنب ،ولصوـ
اؼبستحاضة إذا غمس دمها القطنة ،واؼبندوب ما عداه.
والواجب من التيمم :ما كاف لصالة واجبة عند تضيق وقتها ،وللجنب ُب أحد اؼبسجدين
ليخرج بو ،واؼبندوب ما عداه .وقد ذبب الطهارة بنذر وشبهو.
فيو أطراؼ:
وىو :كل ما يستحق إطالؽ اسم اؼباء عليو من غّب إضافة وكلو طاىر مزيل للحدث واػببث،
وباعتبار وقوع النجاسة فيو ينقسم إىل :جار ،وؿبقوف ،وماء بئر.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 21
أما اعباري :فال ينجس إال باستيالء النجاسة على أحد أوصافو (اللوف ،أو الطعم ،أو
الرائحة) ،ويطهر بكثرة اؼباء الطاىر عليو -متدافعاً -حٌب يزوؿ تغّبه .ويلحق حبكمو ماء اغبماـ
إذا كاف لو مادة .ولو مازجو طاىر فغّبه أو تغّب من قبل نفسو مل ىبرج عن كونو مطهرا ما داـ
إطالؽ اسم اؼباء باقياً عليو.
وأما ا﵀قوف :فما كاف منو دوف الكر فإنو ينجس دبالقاة النجاسة ،ويطهر بإلقاء كر عليو فما
زاد دفعة ،وال يطهر بإسبامو كراً .وما كاف منو كراً فصاعداً ال ينجس إال أف تغّب النجاسة أحد
أوصافو .ويطهر بإلقاء كر عليو فكر حٌب يزوؿ التغّب .وال يطهر بزوالو من نفسو ،وال بتصفيق
الرياح ،وال بوقوع أجساـ طاىرة فيو تزيل عنو التغّب.
والكر ٗ٘ٚ( :لَب) ،أو ما كاف كل واحد من طولو وعرضو وعمقو ثالثة أشبار ونصفاً.
ويستوي ُب ىذا اغبكم مياه الغدراف واغبياض واألواين.
وأما ماء البئر :فإنو ينجس باؼبالقاة إذا كاف ما فيو أقل من كر وماؤه يأتيو بالرشح ،أما إذا كاف
ماؤه يأتيو بالعْب اؼبتصلة دبادة اؼباء اعبوُب أو كاف ماؤه كراً فما فوؽ فال ينجس إال بتغّب أحد
أوصافو :اللوف أو الطعم أو الرائحة .وطريقة تطهّبه :ينزح منو ماء حبسب ما وقع فيو.
ٔ .من موت العصفور إىل الدجاجة (أو ما ُب حجمها) فيو :بْب (ٓٔ لَب ٔٓٓ -لَب)
حبسب حجم اغبيواف وحالو ،والعقرب واغبية والوزغ ينزح ؽبا بْب (ٖٓ لَب ٚٓ -لَب) حبسب حجم
اغبيواف وحالو.
ٕ .من موت الشاة أو الكلب (أو ما ُب حجمها) فيو :بْب (ٓٓٔ ٗٙٓ -لَب) حبسب
حجم اغبيواف وحالو.
ٖ .من الدـ أو البوؿ أو العذرة أو اؼبِب أو اؼبسكر فيو :بْب (ٓ ٗٙٓ - ٚلَب) حبسب كثرة ما
وقع وحالو ،فإذا كانت العذرة سائلة أو تفسخت ينزح (ٓٓٗ لَب) ،وإذا كانت جامدة ومل تتفسخ
ينزح (ٓٓٔ لَب) بعد إخراجها.
21 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ٗ .من موت اغبمار أو البقرة أو اعبمل وشبهها فيو بْب (ٓ ٚٓٓ - ٗٙلَب) حبسب حجم
اغبيواف وحالو.
فإف بقي ُب اؼباء لوف أو طعم أو ريح من تفسخ اغبيواف أو من دـ أو بوؿ أو طبر أو غّبه نزح
من البئر ماء حٌب ينقى اؼباء وتذىب الريح واللوف والطعم الٍب طرأت من النجاسة.
فروع ثالثة:
الثاين :اختالؼ أجناس النجاسة موجب لتضاعف النزح ،وإف سباثل تضاعف النزح أيضاً.
الثالث :إذا تقطع اغبيواف (الكلب وما فوقو) أو تفسخ ُب البئر نزح صبيع مائها ،فإف تعذر
نزحها مل تطهر إال بالَباوح أو الضخ يوـ إىل الليل ،وىذا ىو األفضل حٌب فيما دوف الكلب.
ويستحب أف يكوف بْب البئر والبالوعة طبسة أذرع إذا كانت األرض صلبة ،أو كانت البئر فوؽ
البالوعة ،وإف مل يكن كذلك فسبع .وال وبكم بنجاسة البئر إال أف يعلم وصوؿ ماء البالوعة إليها.
وإذا حكم بنجاسة اؼباء مل هبز استعمالو ُب الطهارة مطلقاً ،وال ُب األكل وال ُب الشرب إال عند
الضرورة .ولو اشتبو اإلناء النجس بالطاىر وجب االمتناع منهما ،وإف مل هبد غّب مائهما تيمم.
وىو كل ما اعتصر من جسم أو مزج بو مزجاً يسلبو إطالؽ االسم ،وىو طاىر لكن ال يزيل
حدثاً وال خبثاً ،وهبوز استعمالو فيما عدا ذلك .ومٌب القتو النجاسة قبس قليلو وكثّبه ،ومل هبز
استعمالو ُب أكل وال شرب .ولو مزج طاىره باؼبطلق اعترب ُب رفع اغبدث بو إطالؽ االسم عليو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 21
وتكره الطهارة دباء أسخن بالشمس ُب اآلنية ،ودباء أسخن بالنار ُب غسل األموات .واؼباء
اؼبستعمل ُب غسل األخباث قبس سواء تغّب بالنجاسة أو مل يتغّب ،عدا ماء االستنجاء فإنو طاىر
ما مل يتغّب بالنجاسة أو تالقيو قباسة من خارج .واؼبستعمل ُب الوضوء طاىر ومطهر ،وما استعمل
ُب رفع اغبدث األكرب طاىر ،وال يرفع اغبدث.
وىي كلها طاىرة عدا سؤر الكلب واػبنزير والكافر والناصيب ،واألفضل ذبنب سؤر اؼبسوخ.
تفريع:
ب .ناصبياً مبغضاً ألحد األئمة أو أحد اؼبهديْب أو لشيعتهم ألهنم يشايعوهنم.
ويكره :سؤر اعبالؿ ،وسؤر ما أكل اعبيف إذا خال موضع اؼبالقاة من عْب النجاسة ،واغبائض
الٍب ال تؤمن ،وسؤر البغاؿ واغبمر والفأرة واغبية والعقرب والوزغ .وينجس اؼباء دبوت اغبيواف ذي
النفس السائلة ،دوف ما ال نفس لو .وما ال يدرؾ بالطرؼ من الدـ ينجس اؼباء.
ولو خرج الغائط من األمعاء الدقيقة ال ينقض ومن الغليظة ينقض .ولو اتفق اؼبخرج ُب غّب
اؼبوضع اؼبعتاد نقض ،وكذا لو خرج اغبدث من جرح ٍب صار معتاداً.
والنوـ الغالب على اغباستْب ،وُب معناه كل ما أزاؿ العقل من إغماء أو جنوف أو سكر.
واالستحاضة القليلة.
وال ينقض الطهارة مذي ،وال وذي ،وال ودي ،وال دـ ولو خرج من أحد السبيلْب عدا الدماء
الثالثة (اغبيض والنفاس واالستحاضة) ،وال قيء ،وال لبامة ،وال تقليم ظفر ،وال حلق ،وال مس
ذَ َكر ،وال قُبِل وال دبر ،وال ؼبس امرأة ،وال أكل ما مستو النار ،وال ما ىبرج من السبيلْب إال أف
ىبالطو شيء من النواقض.
وىي ثالثة:
وهبب فيو سَب العورة ،ويستحب سَب البدف .ووبرـ استقباؿ القبلة واستدبارىا ،ويستوي ُب
ذلك الصحاري واألبنية ،وهبب االكبراؼ ُب موضع قد بِب على ذلك.
وهبب غسل موضع البوؿ باؼباء ،وال هبزي غّبه مع القدرة ،وأقل ما هبزي غسلو مرتْب ،وغسل
ـبرج الغائط باؼباء حٌب يزوؿ العْب واألثر ،وال اعتبار بالرائحة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 21
وإذا تعدى اؼبخرج مل هبز إال اؼباء ،وإذا مل يتعد كاف ـبّباً بْب اؼباء واألحجار ،واؼباء أفضل،
واعبمع أكمل .وال هبزي أقل من ثالثة أحجار .وهبب إمرار كل حجر على موضع النجاسة،
ويكفي معو إزالة العْب دوف األثر .وإذا مل ينق بالثالثة فالبد من الزيادة حٌب ينقى ،ولو نقي بدوهنا
أكملها وجوباً .وال يكفي استعماؿ اغبجر الواحد من ثالث جهات ،وال يستعمل اغبجر اؼبستعمل،
وال األعياف النجسة ،وال العظم ،وال الروث ،وال اؼبطعوـ ،وال صقيل يزلق عن النجاسة ،ولو استعمل
ذلك مل يطهر.
فاؼبندوبات :تغطية الرأس والتقنع أفضل ،واالستعاذة ،والتسمية ،وتقدًن الرجل اليسرى عند
الدخوؿ ،واالسترباء ،والدعاء عند االستنجاء ،وعند الفراغ وتقدًن اليمُب عند اػبروج والدعاء بعده.
واؼبكروىات :اعبلوس ُب الشوارع ،واؼبشارع ،وربت األشجار اؼبثمرة ،ومواطن النزاؿ ،ومواضع
اللعن ،واستقباؿ الشمس والقمر بفرجو ،أو الريح بالبوؿ ،والبوؿ ُب األرض الصلبة ،وُب ثقوب
اغبيواف ،وُب اؼباء واقفا وجارياً ،واألكل والشرب والسواؾ ،واالستنجاء باليمْب ،وباليسار وفيها خاًب
عليو اسم ا﵁ سبحانو أو اسم نيب أو وصي أو الزىراء (عليها السالـ) ،والكالـ إال بذكر ا﵁ تعاىل،
أو آية الكرسي ،أو حاجة يضر فوهتا.
وفروضو طبسة:
وىي :إرادة تفعل بالقلب .وكيفيتها :أف ينوي الوضوء قربة إىل ا﵁ تعاىل وطلباً لطهارة الباطن.
وال هبب نية رفع اغبدث ،أو استباحة شيء فبا يشَبط فيو الطهارة أو الوجوب أو الندب .وال
27 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
تعترب النية ُب طهارة الثياب ،وال غّب ذلك فبا يقصد بو رفع اػببث .ولو ضم إىل نية التقرب إرادة
التربد أو غّب ذلك كانت طهارتو ؾبزية .ووقت النية عند غسل الكفْب ،وتتضيق عند غسل الوجو،
وهبب استدامة حكمها إىل الفراغ.
تفريع :إذا اجتمعت أسباب ـبتلفة توجب الوضوء كفى وضوء واحد بنية التقرب وال يفتقر إىل
تعيْب اغبدث الذي يتطهر منو ،وكذا لو كاف عليو أغساؿ.
وىو ما بْب منابت الشعر ُب مقدـ الرأس إىل طرؼ الذقن طوالً ،وما اشتملت عليو اإلهباـ
والوسطى عرضاً ،وما خرج عن ذلك فليس من الوجو .وال عربة باألنزع ،وال باألغم ،وال دبن ذباوزت
أصابعو العذار أو قصرت عنو ،بل يرجع كل منهم إىل مستوي اػبلقة فيغسل ما يغسلو.
وهبب أف يغسل من أعلى الوجو إىل الذقن ،ولو غسل منكوساً مل هبز .وال هبب غسل ما
اسَبسل من اللحية ،وال زبليلها بل يغسل الظاىر .ولو نبت للمرأة غبية مل هبب زبليلها ،وكفى
إفاضة اؼباء على ظاىرىا.
والواجب :غسل الذراعْب ،واؼبرفقْب ،واالبتداء من اؼبرفق .ولو غسل منكوساً مل هبز وهبب
البدء باليمُب .ومن قطع بعض يده غسل ما بقي من اؼبرفق ،فإف قطعت من اؼبرفق سقط فرض
غسلها .ولو كاف لو ذراعاف دوف اؼبرفق ،أو أصابع زائدة ،أو غبم نابت وجب غسل اعبميع ،ولو
كاف فوؽ اؼبرفق مل هبب غسلو ،ولو كاف لو يد زائدة وجب غسلها.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 21
والواجب منو :ما يسمى بو ماسحاً ،واؼبندوب :مقدار ثالث أصابع عرضاً .وىبتص اؼبسح
دبقدـ الرأس ،وهبب أف يكوف بنداوة الوضوء ،وال هبوز استئناؼ ماء جديد لو .ولو جف ما على
يديو أخذ من غبيتو أو أشفار عينيو ،فإف مل يبق نداوة استأنف الوضوء .واألفضل مسح الرأس مقبالً
ويكره مدبراً .ولو غسل موضع اؼبسح مل هبز .وهبوز اؼبسح على الشعر اؼبختص باؼبقدـ وعلى
البشرة .ولو صبع عليو شعراً من غّبه ومسح عليو مل هبز ،وكذلك لو مسح على العمامة أو غّبىا فبا
يسَب موضع اؼبسح.
وهبب :مسح القدمْب من رؤوس األصابع إىل الكعبْب ،ونبا قبتا القدمْب وهبوز منكوساً،
وليس بْب الرجلْب ترتيب .وإذا قطع بعض موضع اؼبسح مسح على ما بقي ،ولو قطع من الكعب
سقط اؼبسح على القدـ .وهبب :اؼبسح على بشرة القدـ ،وال هبوز على حائل من خف أو غّبه.
وهبب أف يبسح بكفو كلها على قدمو مع القدرة ،وال هبب أف يكوف كل جزء من الكف ماسح
على القدـ ،بل أف سبر الكف على القدـ.
مسائل شباف:
األوىل :الَبتيب واجب ُب الوضوء يبدأ غسل الوجو قبل اليمُب ،واليسرى بعدىا ومسح الرأس
ثالثاً ،والرجلْب أخّباً .فلو خالف أعاد الوضوء -عمداً كاف أو نسياناً -إف كاف قد جف الوضوء،
وإف كاف البلل باقياً أعاد على ما وبصل معو الَبتيب.
الثانية :اؼبواالة واجبة ،وىي :أف ال يفصل بْب الغسلتْب واؼبسحتْب بفاصل ىبرجها عرفاً عن
كوهنا عمل واحد وىو الوضوء ،فإذا غسل وجهو بادر إىل غسل يديو ٍب بادر إىل مسح رأسو ٍب بادر
إىل مسح رجليو دوف تواين أو إنباؿ.
21 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثالثة :الفرض ُب الغسالت مرة واحدة ،والثانية سنة ،والثالثة بدعة ،وليس ُب اؼبسح تكرار.
الرابعة :هبزي ُب الغسل ما يسمى بو غاسالً وإف كاف مثل الدىن .ومن كاف ُب يده خاًب أو
سّب فعليو إيصاؿ اؼباء إىل ما ربتو ،وإف كاف واسعاً استحب لو ربريكو.
اػبامسة :من كاف على بعض أعضاء طهارتو جبائر فإف أمكنو نزعها أو تكرار اؼباء عليها حٌب
يصل إىل البشرة وجب ،وإال أجزاه اؼبسح عليها سواء كاف ما ربتها طاىراً أو قبساً ،وإذا زاؿ العذر
استأنف الطهارة.
السادسة :ال هبوز أف يتوىل وضوءه غّبه مع االختيار ،وهبوز عند االضطرار.
السابعة :ال هبوز للمحدث مس كتابة القرآف ،وهبوز لو أف يبس ما عدا الكتابة.
الثامنة :دائم اغبدث (من بو سلس ،من بو البطن) إذا كاف لو وقت يكفي للصالة صلى فيو،
وإال جدد وضوءه ُب الصالة وأسبها ،وإف تعسر عليو تطهّب اػببث ُب الصالة يكفيو التطهر من
اغبدث.
وسنن الوضوء ىي :وضع اإلناء على اليمْب واالغَباؼ هبا ،والتسمية والدعاء ،وغسل اليدين
قبل إدخاؽبم اإلناء من حدث النوـ أو البوؿ مرة ومن الغائط مرتْب ،واؼبضمضة واالستنشاؽ،
والدعاء عندنبا وعند غسل الوجو واليدين وعند مسح الرأس والرجلْب ،وأف يبدأ الرجل بغسل ظاىر
ذراعيو وُب الثانية بباطنهما ،واؼبرأة بالعكس ،وأف يكوف الوضوء دبد .ويكره :أف يستعْب ُب طهارتو،
وأف يبسح بلل الوضوء عن أعضائو.
من تيقن اغبدث وشك ُب الطهارة ،أو تيقنهما وشك ُب اؼبتأخر تطهر .وكذا لو تيقن ترؾ
عضو أتى بو ودبا بعده ،وإف جف البلل استأنف .وإف شك ُب شيء من أفعاؿ الطهارة وىو على
حالو أتى دبا شك فيو ٍب دبا بعده .ولو تيقن الطهارة وشك ُب اغبدث أو ُب شيء من أفعاؿ الوضوء
بعد انصرافو مل يعد.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 12
ومن ترؾ غسل موضع النجو أو البوؿ وصلى أعاد الصالة عامداً كاف أو ناسياً أو جاىالً.
ومن جدد وضوءه بنية الندبٍ ،ب صلى وذكر أنو أخل بعضو من إحدى الطهارتْب فالطهارة
والصالة صحيحتاف ،ولو صلى بكل واحدة منهما صالة أعاد األوىل فقط .ولو أحدث عقيب
طهارة منهما ومل يعلمها بعينها أعاد الصالتْب إف اختلفتا عدداً ،وإال فصالة واحدة ينوي هبا ما ُب
ذمتو .وكذا لو صلى بطهارة ٍب أحدث وجدد طهارة ٍب صلى أخرى ،وذكر أنو أخل بواجب من
إحدى الطهارتْب.
ولو صلى اػبمس خبمس طهارات وتيقن أنو أحدث عقيب إحدى الطهارات أعاد ثالث
فرائض :ثالثاً واثنتْب وأربعاً.
فالواجب ستة أغساؿ :غسل اعبنابة ،واغبيض ،واالستحاضة الٍب تثقب الكرسف ،والنفاس،
ومس األموات من الناس قبل تغسيلهم وبعد بردىم ،وغسل األموات.
اإلنزاؿ :إذا علم أف اػبارج مِب ،فإف حصل ما يشتبو بو وكاف دافقاً يقارنو الشهوة وفتور اعبسد
وجب الغسل ،ولو كاف مريضاً كفت الشهوة وفتور اعبسد ُب وجوبو .ولو ذبرد عن الشهوة والدفق -
مع اشتباىو -مل هبب .وإف وجد على ثوبو أو جسده منياً وجب الغسل إذا مل يشركو ُب الثوب
غّبه ،واؼبرأة كذلك إذا أمنت تغتسل.
12 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
واعبماع :فإف جامع امرأة ُب قبلها والتقى اػبتاناف وجب الغسل وإف كانت اؼبوطوءة ميتة ،وإف
جامع ُب الدبر ومل ينزؿ وجب الغسل .ولو عمل بعمل قوـ لوط (لعنة ا﵁ عليهم وعلى من يعمل
عملهم) ومل ينزؿ هبب الغسل ،وهبب الغسل بوطء هبيمة إذا مل ينزؿ.
تفريع :الغسل هبب على الكافر عند حصوؿ سببو ،لكن ال يصح منو ُب حاؿ كفره ،فإذا
أسلم وجب عليو ويصح منو .ولو اغتسل ٍب ارتد ٍب عاد مل يبطل غسلو.
وأما اغبكم :فيحرـ عليو :قراءة كل واحدة من العزائم وقراءة بعضها حٌب البسملة إذا نوى هبا
إحداىا ،ومس كتابة القرآف أو شيء عليو اسم ا﵁ تعاىل سبحانو أو اسم نيب أو وصي ،واعبلوس ُب
اؼبساجد ،ووضع شيء فيها ،واعبواز ُب اؼبسجد اغبراـ أو مسجد النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) خاصة.
ولو أجنب فيهما مل يقطعهما إال بالتيمم.
ويكره لو :األكل والشرب ،وزبفف الكراىة باؼبضمضة واالستنشاؽ ،وقراءة ما زاد على سبع
آيات من غّب العزائم ،وأشد من ذلك قراءة سبعْب وما زاد أغلظ كراىية ،ومس اؼبصحف ،والنوـ
حٌب يغتسل أو يتوضأ أو يتيمم ،واػبضاب.
وأما الغسل :فواجباتو طبس :النية ،واستدامة حكمها إىل آخر الغسل .وغسل البشرة دبا
يسمى غسالً ،وزبليل ما ال يصل إليو اؼباء إال بو .والَبتيب :يبدأ بالرأس ٍب اعبسد ،واألفضل البدء
باعبانب األيبن ٍب األيسر وال هبب فيهما الَبتيب ،ويسقط الَبتيب بارسباسة واحدة.
وسنن الغسل :تقدًن النية عند غسل اليدين ،وتتضيق عند غسل الرأس ،وإمرار اليد على
اعبسد ،وزبليل ما يصل إليو اؼباء استظهاراً ،والبوؿ أماـ الغسل واالسترباء ،وكيفيتو :أف يبسح من
اؼبقعد إىل أصل القضيب ثالثاً ،ومنو إىل رأس اغبشفة ثالثاً ،وينَبه ثالثاً .وغسل اليدين ثالثاً قبل
إدخاؽبما اإلناء ،واؼبضمضة واالستنشاؽ ،والغسل بصاع (ٖ لَب ماء).
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
مسائل ثالث:
األوىل :إذا رأى اؼبغتسل بلالً مشتبهاً بعد الغسل ،فإف كاف قد باؿ أو استربأ مل يعد ،وإال كاف
عليو اإلعادة.
الثانية :إذا غسل بعض أعضائو ٍب أحدث يعيد الغسل من رأس ،ودائم اغبدث يضم إليو
الوضوء إذا مل يكن لديو وقت يكفي للغسل دوف أف يتخللو حدث.
أما األوؿ :فاغبيض :الدـ الذي لو تعلق بانقضاء العدة ،ولقليلو حد .وُب األغلب يكوف أسوداً
غليظاً حاراً ىبرج حبرقة .وقد يشتبو بدـ العذرة فتعترب بالقطنة ،فإف خرجت مطوقة فهو العذرة .وكل
ما تراه الصبية قبل بلوغها تسعاً فليس حبيض.
وأقل اغبيض ثالثة أياـ وأكثره عشرة ،وكذا أقل الطهر ،وال حد ألكثره .ويشَبط التوايل ُب
الثالثة .وما تراه اؼبرأة بعد يأسها ال يكوف حيضاً .وتيأس اؼبرأة القرشية ببلوغ ستْب ،وغّب القرشية
ببلوغ طبسْب سنة.
وكل دـ رأتو اؼبرأة دوف الثالثة فليس حبيض مبتدئة كانت أو ذات عادة .وما تراه من الثالثة إىل
العشرة فبا يبكن أف يكوف حيضاً فهو حيض[ ،سواء] ذبانس أو اختلف .وتصّب اؼبرأة ذات عادة
بأف ترى الدـ دفعةٍ ،ب ينقطع على أقل الطهر فصاعداًٍ ،ب تراه ثانياً دبثل تلك العدة ،وال عربة
باختالؼ لوف الدـ.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
مسائل طبس:
األوىل :ذات العادة تَبؾ الصالة والصوـ برؤية الدـ .واؼببتدئة إف اطمأنت أنو حيض تَبؾ
العبادة ،وإال فال تَبؾ العبادة حٌب سبضي ؽبا ثالثة أياـ.
الثانية :لو رأت الدـ ثالثة أياـ ٍب انقطع ورأت قبل العاشر كاف الكل حيضاً ،ولو ذباوز العشرة
رجعت إىل التفصيل الذي نذكره .ولو تأخر دبقدار عشرة أياـ ٍب رأتو كاف األوؿ حيضاً منفرداً،
والثاين يبكن أف يكوف حيضا مستأنفاً.
الثالثة :إذا انقطع الدـ لدوف عشرة فعليها االسترباء بالقطنة ،فإف خرجت نقية اغتسلت ،وإف
كانت متلطخة صربت اؼببتدئة حٌب تنقى أو سبضي ؽبا عشرة أياـ .وذات العادة تغتسل بعد ثالثة
أياـ من عادهتا ،فإف استمر إىل العاشر وانقطع قضت ما فعلتو من صوـ ،وإف ذباوز كاف ما أتت بو
ؾبزياً.
الرابعة :إذا طهرت جاز لزوجها وطؤىا قبل الغسل على كراىية.
اػبامسة :إذا دخل وقت الصالة فحاضت وقد مضى مقدار الطهارة والصالة وجب عليها
القضاء ،وإف كاف قبل ذاؾ مل هبب ،وإف طهرت قبل آخر الوقت دبقدار الطهارة وأداء ركعة وجب
عليها األداء ومع اإلخالؿ القضاء.
األوؿ :وبرـ عليها كل ما يشَبط فيو الطهارة ،كالصالة والطواؼ ومس كتابة القرآف .ويكره
ضبل اؼبصحف وؼبس ىامشو .ولو تطهرت مل يرتفع حدثها.
الرابع :ال هبوز ؽبا قراءة شيء من العزائم ،ويكره ؽبا ما عدا ذلك ،وتسجد لو تلت السجدة،
وكذا إف استمعت.
اػبامس :وبرـ على زوجها وطؤىا حٌب تطهر ،وهبوز لو االستمتاع دبا عدا القبل .فإف وطأىا
عامداً عاؼباً وجب عليو الكفارة ،والكفارةُ :ب أولو دينار (أي مثقاؿ ذىب عيار ٔٛحبة) ،وُب
وسطو نصف دينار ،وُب آخره ربع دينار .ولو تكرر منو الوطء ُب وقت ال زبتلف فيو الكفارة مل
تتكرر ،وإف اختلفت تكررت.
السادس :ال يصح طالقها إذا كانت مدخوالً هبا ،وزوجها حاضر معها.
السابع :إذا طهرت وجب عليها الغسل ،وكيفيتو مثل غسل اعبنابة ،ويستحب معو الوضوء قبلو
أو بعده ،وهبب قضاء الصوـ دوف الصالة.
الثامن :يستحب أف تتوضأ ُب وقت كل صالة ،وذبلس ُب مصالىا دبقدار زماف صالهتا ذاكرة
ا﵁ تعاىل ،ويكره ؽبا اػبضاب.
أما األوؿ :فدـ االستحاضة ُ -ب األغلب -أصفر بارد رقيق ىبرج بفتور .وقد يتفق مثل ىذا
الوصف حيضاً ،إذ الصفرة والكدرة ُب أياـ اغبيض حيض ،وُب أياـ الطهر طهر .وكل دـ تراه اؼبرأة
أقل من ثالثة أياـ ومل يكن دـ قرح وال جرح فهو استحاضة .وكذا كل ما يزيد عن العادة ويتجاوز
العشرة ،أو يزيد عن أكثر أياـ النفاس وال وبمل صفة دـ اغبيض ،أو يكوف مع اغبمل ،أو مع اليأس
أو قبل البلوغ.
وإذا ذباوز الدـ عشرة أياـ وىي فبن ربيض فقد امتزج حيضها بطهرىا ،فهي :إما مبتدئة ،وأما
ذات عادة مستقرة ،أو مضطربة.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
فاؼببتدئة :ترجع إىل اعتبار الدـ ،فما شابو دـ اغبيض فهو حيض ،وما شابو دـ االستحاضة
فهو استحاضة بشرط أف يكوف ما شابو دـ اغبيض ال ينقص عن ثالثة وال يزيد عن عشرة .فإف
نقص أو زاد ،أو كاف لونو لوناً واحداً ،أو مل وبصل فيو شريطتا التميز رجعت إىل عادة نسائها إف
اتفقن ،فإف كن ـبتلفات جعلت حيضها ُب كل شهر سبعة أياـ.
وذات العادة :أ -ذبعل عادهتا حيضاً وما سواه استحاضة ،فإف اجتمع ؽبا مع العادة سبيز تعمل
على العادة.
األوىل :إذا كانت عادهتا مستقرة عدداً ووقتاً فرأت ذلك العدد متقدماً على ذلك الوقت أو
متأخراً عنو ربيضت بالعدد وألقت الوقت ،ألف العادة تتقدـ وتتأخر ،سواء رأتو بصفة دـ اغبيض أو
مل يكن.
الثانية :لو رأت الدـ قبل العادة وُب العادة ،فإف مل يتجاوز العشرة فالكل حيض ،وإف ذباوز
جعلت العادة حيضاً ،وكاف ما تقدمها استحاضة .وكذا لو رأت ُب وقت العادة وبعدىا .ولو رأت
قبل العادة وُب العادة وبعدىا ،فإف مل يتجاوز العشرة فاعبميع حيض ،وإف زاد على العشرة فاغبيض
وقت العادة والطرفاف استحاضة.
الثالثة :لو كانت عادهتا ُب كل شهر مرة واحدة عدداً معيناً ،فرأت ُب شهر مرتْب بعدد أياـ
العادة ويفصل بينهما أقل الطهر أو أكثر كاف ذلك حيضاً ،ولو جاء ُب كل مرة أزيد من العادة
لكاف حيضاً إذا مل يتجاوز العشرة ،فإف ذباوز ربيضت بقدر عادهتا وكاف الباقي استحاضة.
واؼبضطربة العادة ترجع إىل التميّز فتعمل عليو ،فإف إطمأنت من الصفات أنو حيض تركت
العبادة ،وإال فال تَبؾ الصالة إال بعد مضي ثالثة أياـ وتطمئن أنو حيض ،فإف فقد التميّز فهنا
مسائل ثالث:
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
األوىل :لو ذكرت العدد ونسيت الوقت ذبعل أوؿ أياـ الدـ حيض بعدد أيامها والباقي
استحاضة.
الثانية :لو ذكرت الوقت ونسيت العدد ،فإف ذكرت أوؿ حيضها أكملتو بعدد نسائها إف
اتفقن وسبعة أياـ إف اختلفن ،وإف ذكرت آخره جعلتو هناية عدد نسائها إف اتفقن وهناية سبعة أياـ
إف اختلفن ،وعملت ُب بقية الزماف ما تعملو اؼبستحاضة ،وتقضي صوـ األياـ الٍب جعلتها حيضاً
فقط.
الثالثة :لو نسيتهما صبيعاً ،فهذه تتحيض ُب كل شهر بعدد أياـ نسائها إف اتفقن ،وبسبعة أياـ
إف اختلفن ما داـ االشتباه باقياً.
دـ االستحاضة إما أف ال يثقب الكرسف (ال سبتلئ القطنة دماً) ،أو يثقبو وال يسيل ،أو
يسيل.
وُب األوؿ :يلزمها تغيّب القطنة ،وذبديد الوضوء عند كل صالة ،وؽبا أف ذبمع بْب الصالتْب
بوضوء واحد.
وُب الثاين :يلزمها مع تغيّب القطنة تغيّب اػبرقة ،والغسل لصالة الغداة (الفجر).
وُب الثالث :يلزمها مع ذلك غسالف ،غسل للظهر والعصر ذبمع بينهما ،وغسل للمغرب
والعشاء ذبمع بينهما ،وإذا فعلت ذلك صارت حبكم الطاىرة ،وإف أخلت بذلك مل تصح صالهتا.
وإف أخلت باألغساؿ مل يصح صومها.
النفاس :دـ الوالدة ،وليس لقليلو حد ،فجاز أف يكوف غبظة واحدة .ولو ولدت ومل تر دماً مل
يكن ؽبا نفاس .ولو رأت قبل الوالدة كاف طهراً .وأكثر النفاس عشرة أياـ .ولو كانت حامال بإثنْب
وتراخت والدة أحدنبا كاف ابتداء نفاسها من وضع األوؿ ،وعدد أيامها من وضع األخّب.
17 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ولو ولدت ومل تر دماً ٍب رأت ُب العاشر كاف ذلك نفاساً .ولو رأت عقيب الوالدة ٍب طهرت ٍب
رأت العاشر أو قبلو كاف الدماف وما بينهما نفاساً .وإذا استمر الدـ بعد العاشر فإف سبيز بأوصاؼ
االستحاضة فهو استحاضة ،وإال فهو حيض .فإف كانت ذات عادة عددية ربيضت بعدد أيامها،
وإال فبعدد نسائها أو سبعة أياـ ،فإف استمر الدـ استظهرت بثالثة أياـ ٍب ما بعدىا استحاضة.
ووبرـ على النفساء ما وبرـ على اغبائض ،وكذا ما يكره ،وال يصح طالقها .وغسلها كغسل
اغبائض سواء.
وىي طبسة:
وهبب فيو :توجيو اؼبيت إىل القبلة بأف يلقى على ظهره وهبعل وجهو وباطن رجليو إىل القبلة،
وىو فرض على الكفاية.
ويستحب تلقينو الشهادتْب ،واإلقرار بالنيب واألئمة واؼبهديْب (عليهم السالـ) ،وكلمات الفرج،
ونقلو إىل مصاله ،ويكوف عنده مصباح إف مات ليالً ،ومن يقرأ القرآف .وإذا مات غمضت عيناه،
وأطبق فوه ،ومدت يداه إىل جنبيو ،وغطي بثوب .ويعجل ذبهيزه إال أف يكوف حالة مشبهة ،فيستربأ
بعالمات اؼبوت أو يصرب عليو ثالثة أياـ.
ويكره :أف يطرح على بطنو حديد ،وأف وبضره جنب أو حائض.
وىو فرض على الكفاية ،وكذا تكفينو ودفنو والصالة عليو ،وأوىل الناس بو أوالىم دبّباثو .وإذا
كاف األولياء رجاالً ونساء فالرجاؿ أوىل ،والزوج أوىل باؼبرأة من كل أحد ُب أحكامها كلها.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
وهبوز أف يغسل الكافر اؼبسلم إذا مل وبضره مسلم وال مسلمة ذات رحم (ؿبرمة) ،وكذا تغسل
الكافرة اؼبسلمة إذا مل تكن مسلمة وال ذو رحم (ؿبرـ) .ويغسل الرجل ؿبارمو من وراء الثياب
ويكشف الوجو والكفْب وظاىر وباطن القدمْب إذا مل تكن مسلمة .وكذا اؼبرأة ويُكشف صدره فوؽ
السرة ورجليو دوف الركبة .وال يغسل الرجل من ليست لو دبحرـ إال وؽبا دوف ثالث سنْب ،وكذا اؼبرأة
تغسل من لو دوف طبس سنْب ،ويغسلها ؾبردة وتغسلو ؾبرد.
وكل مظهر للشهادتْب وإف مل يكن معتقداً للحق هبوز تغسيلو ،عدا اػبوارج والغالة والنواصب.
والشهيد الذي قتل بْب يدي اإلماـ ومات ُب اؼبعركة ال يغسل وال يكفن ،ويصلى عليو .وكذا من
وجب عليو القتل يؤمر باالغتساؿ قبل قتلوٍ ،ب ال يغسل بعد ذلك.
وإذا وجد بعض اؼبيت فإف كاف فيو الصدر أو الصدر وحده غسل وكفن وصلي عليو ودفن،
وإف مل يكن وكاف فيو عظم غسل ولف ُب خرقة ودفن ،وكذا السقط إذا وعبتو الروح أو كاف لو أربعة
أشهر فصاعداً .وإف مل يكن فيو عظم اقتصر على لفو ُب خرقة ودفنو ،وكذا السقط إذا مل تلجو
الروح .وإذا مل وبضر اؼبيت مسلم وال كافر وال ؿبرـ من النساء فال تقربو الكافرة ،وتصب اؼبسلمة
عليو اؼباء صباً من وراء ثيابو فوؽ سرتو وربت ركبتيو ،ووبنط بالكافور ويدفن .أما اؼبيتة فيصب عليها
اؼبسلم من غّب ا﵀ارـ اؼباء على وجهها ويديها وقدميها فقط ،وربنط بالكافور وتدفن.
وهبب :إزالة النجاسة من بدنو أوالًٍ ،ب يغسل دباء السدر يبدأ برأسوٍ ،ب جبانبو األيبن ٍب
األيسر ،وأقل ما يلقى ُب اؼباء من السدر ما يقع عليو االسم .وبعده دباء الكافور على الصفة
اؼبذكورة ،ودباء القراح أخّباً كما يغسل من اعبنابة .ووضوء اؼبيت مستحب وليس بواجب .وال هبوز
االقتصار على أقل من الغسالت اؼبذكورة إال عند الضرورة .ولو عدـ الكافور والسدر غسل باؼباء
القراح مرة واحدة ،والثالث أفضل .ولو خيف من تغسيلو تناثر جلده كا﵀َبؽ واجملدور يتيمم بالَباب
كما يتيمم اغبي العاجز.
وسنن الغسل :أف يوضع على ساجة مستقبل القبلة ،وأف يغسل ربت الظالؿ ،وأف هبعل للماء
حفّبة ،ويكره إرسالو ُب الكنيف وال بأس بالبالوعة ،وأف يفتق قميصو وينزع من ربتو ،وتسَب عورتو،
وتلْب أصابعو برفق ،ويغسل رأسو برغوة السدر أماـ الغسل ،ويغسل فرجو بالسدر واغبرض
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
(اإلشناف) أو الصابوف اػبايل من العطر ويغسل يداه ،ويبدأ بشق رأسو األيبن ،ويغسل كل عضو منو
ثالث مرات ُب كل غسلة ،ويبسح بطنو ُب الغسلتْب االولتْب ،إال أف يكوف اؼبيت اؼبرأة حامالً .وأف
يكوف الغاسل منو على اعبانب األيبن ،ويغسل الغاسل يديو مع كل غسلةٍ ،ب ينشفو بثوب بعد
الفراغ.
ويكره :أف هبعل اؼبيت بْب رجليو ،وأف يقعده ،وأف يقص أظفاره ،وأف يرجل شعره ،وأف يغسل
ـبالفاً ،فإف اضطر غسلو غسل أىل اػبالؼ.
وهبب أف يكفن ُب ثالثة أقطاع مئزر وقميص وإزار ،وهبزي عند الضرورة قطعة .وال هبوز
التكفْب باغبرير .وهبب أف يبسح مساجده دبا تيسر من الكافور ،إال أف يكوف اؼبيت ؿبرماً ،فال
يقربو الكافور .وأقل الفضل ُب مقدار درىم ،وأفضل منو أربعة دراىم ،وأكملو ثالثة عشر درنبا
وثلثاً .وعند الضرورة يدفن بغّب كافور .وال هبوز تطيبو بغّب الكافور والذريرة.
وسنن ىذا القسم :أف يغتسل الغاسل قبل تكفينو ،أو يتوضأ وضوء الصالة وأف يزاد للرجل
حربة عربية غّب مطرزة بالذىب ،وخرقة لفخذيو ،ويكوف طوؽبا ثالثة أذرع ونصفاً ُب عرض شرب
تقريباً ،فيشد طرفاىا على حقويو ويلف دبا اسَبسل منها فخذاه لفاً شديداً بعد أف هبعل بْب إليتيو
شيء من القطن ،وإف خشي خروج شيء فال بأس أف وبشى ُب دبره قطناً .وعمامة يعمم هبا ؿبنكاً
يلف رأسو هبا لفاً وىبرج طرفاىا من ربت اغبنك ويلقياف على صدره .وتزاد اؼبرأة على كفن الرجل
لفافة لثدييها ومبطاً ،ويوضع ؽبا بدالً من العمامة قناع .وأف يكوف الكفن قطناً ،وتنثر على اغبربة
واللفافة والقميص ذريرة ،وتكوف اغبربة فوؽ اللفافة والقميص باطنها ،ويكتب على اغبربة والقميص
واألزار واعبريدتْب اظبو وأنو يشهد الشهادتْب ،وإف ذكر األئمة واؼبهديْب (عليهم السالـ) وعددىم
إىل آخرىم كاف حسناً .ويذكر صاحبو الذي بو يعد من أىل اإلسالـ ال من أىل اعباىلية ،ويكوف
ذلك بَببة اغبسْب (عليو السالـ) ،فإف مل توجد فباألصبع .وإف فقدت اغبربة هبعل بدؽبا لفافة
أخرى .وأف ىباط الكفن خبيوط منو ،وال يبل بالريق ،وهبعل معو جريدتاف من سعف النخل ،فإف مل
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 12
يوجد فمن السدر ،فإف مل يوجد فمن اػبالؼ ،وإال فمن شجر رطب .وهبعل إحدانبا من اعبانب
األيبن مع ترقوتو يلصقها جبلده ،واألخرى من اعبانب اليسار بْب القميص واإلزار ،وأف يسحق
الكافور بيده ،وهبعل ما يفضل عن مساجده على صدره .وأف يطوي جانب اللفافة األيسر على
األيبن ،واأليبن على األيسر.
ويكره :تكفينو ُب الكتاف ،وأف يعمل لألكفاف اؼببتدئة أكماـ ،وأف يكتب عليها بالسواد ،وأف
هبعل ُب ظبعو أو بصره شيء من الكافور.
مسائل ثالث:
األوىل :إذا خرج من اؼبيت قباسة بعد تكفينو ،فإف القت جسده غسلت باؼباء وإف القت كفنو
فكذلك ،إال أف يكوف بعد طرحو ُب القرب فإهنا تقرض.
الثانية :كفن اؼبرأة على زوجها وإف كانت ذات ماؿ ،لكن ال يلزمو زيادة على الواجب .ويؤخذ
كفن الرجل عن أصل تركتو مقدماً على الديوف والوصايا ،فإف مل يكن لو كفن مل يدفن عرياناً بل
هبب على اؼبسلمْب بذؿ الكفن ،بل ويستحب ما وبتاج إليو اؼبيت من سدر وكافور وغّبه.
الثالثة :إذا سقط من اؼبيت شئ من شعره أو جسده ،وجب أف يطرح معو ُب كفنو.
ولو مقدمات مسنونة كلها :أف يبشي اؼبشيع وراء اعبنازة ،أو أحد جانبيها ،وأف يربع اعبنازة،
ويبدأ دبقدمها األيبنٍ ،ب يدور من ورائها إىل اعبانب األيسر ،وأف يعلم اؼبؤمنوف دبوت اؼبؤمن ،وأف
يقوؿ اؼبشاىد للجنازة :اغبمد ﵁ الذي مل هبعلِب من السواد اؼبخَبـ ،وأف يضع اعبنازة على األرض
إذا وصل القرب فبا يلي رجليو واؼبرأة فبا يلي القبلة ،وأف ينقلو ُب ثالث دفعات ،وأف يرسلو إىل القرب
سابقاً برأسو ،واؼبرأة عرضاً ،وأف ينزؿ من يتناولو حافياً ،ويكشف رأسو ،ووبل أزراره.
12 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ويكره أف يتوىل ذلك األقارب ،إال ُب اؼبرأة فيتوىل أمرىا زوجها أو ؿبارمها .ويستحب أف يدعو
عند إنزالو القرب.
وُب الدفن فروض وسنن ،فالفروض :أف يوارى ُب األرض مع القدرة .وراكب البحر يلقى فيو،
إما مثقالً أو مستوراً ُب وعاء كاػبابية أو شبهها ،مع تعذر الوصوؿ إىل الرب .وأف يضجعو على جانبو
األيبن مستقبل القبلة ،إال أف يكوف امرأة غّب مسلمة حامالً من مسلم ،فيستدبر هبا القبلة.
والسنن :أف وبفر القرب قدر القامة أو إىل الَبقوة ،وهبعل لو غبد فبا يلي القبلة ،ووبل عقد
األكفاف من قبل رأسو ورجليو ،وهبعل معو شيء من تربة اغبسْب (عليو السالـ) ،ويلقنو ويدعو لو،
ٍب يشرج اللنب ،وىبرج من قبل رجل القرب ،ويهيل اغباضروف عليو الَباب بظهور األكف قائلْب :إنا
﵁ وإنا إليو راجعوف .ويرفع القرب مقدار أربع أصابع ،ويربع ،ويصب عليو اؼباء من قبل رأسو ٍب يدور
عليو ،فإف فضل من اؼباء شيء ألقاه على وسط القرب .ويوضع اليد على القرب ويَبحم على اؼبيت،
ويلقنو الويل بعد انصراؼ الناس عنو بأرفع صوتو .والتعزية مستحبة وىي جائزة قبل الدفن وبعده،
ويكفي أف يراه صاحبها.
ويكره :فرش القرب بالساج إال عند الضرورة ،وأف يهيل ذو الرحم على رضبو ،وذبصيص القبور
وذبديدىا ،ودفن اؼبيتْب ُب قرب واحد ،وأف ينقل اؼبيت من بلد إىل بلد آخر إال إىل أحد اؼبشاىد،
وأف يستند إىل القرب أو يبشي عليو.
األوىل :ال هبوز نبش القرب ،وال نقل اؼبوتى بعد دفنهم ،وال شق الثوب على غّب األب واألخ.
الثانية :الشهيد يدفن بثيابو ،وينزع عنو الفرو واػبفاف ،أصاهبما الدـ أو مل يصبهما ،وال فرؽ
بْب أف يقتل حبديد أو بغّبه.
الثالثة :حكم الصيب واجملنوف إذا قتال شهيدين حكم البالغ العاقل.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
الرابعة :إذا مات ولد اغبامل قطع واخرج ،وإف ماتت ىي دونو شق جوفها من اعبانب األيسر
وانتزع ،وخيط اؼبوضع.
وأما األغساؿ اؼبسنونة ،فمنها ثالثوف غسالً ،سبعة عشر للوقت وىي :غسل يوـ اعبمعة،
ووقتو :ما بْب طلوع الفجر إىل زواؿ الشمس ،وكلما قرب من الزواؿ كاف أفضل .وهبوز تعجيلو يوـ
اػبميس ؼبن خاؼ عوز اؼباء أو تأخّبه بعد الزواؿ يوـ اعبمعة ،وقضاؤه يوـ السبت.
وستة ُب شهر رمضاف :أوؿ ليلة منو ،وليلة النصف ،وسبع عشرة ،وتسع عشرة ،وإحدى
وعشرين ،وثالث وعشرين ،وليلة الفطر .ويومي العيدين ،ويوـ عرفة ،وليلة النصف من يوـ رجب،
ويوـ السابع والعشرين منو ،وليلة النصف من الشعباف ،ويوـ الغدير ،واؼبباىلة ،ويوـ الَبوية.
وشبانية للفعل ،وىي :غسل اإلحراـ ،وغسل زيارة النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) واألئمة (عليهم
السالـ) ،وغسل اؼبفرط ُب صالة الكسوؼ (واآليات) إذا أراد قضاءىا ،وغسل التوبة سواء كاف عن
فسق أو كفر ،وصالة اغباجة ،وصالة االستخارة ،وصالة االستسقاء.
وطبسة للمكاف ،وىي :غسل دخوؿ اغبرـ ،واؼبسجد اغبراـ ،والكعبة ،واؼبدينة ،ومسجد النيب
(صلى ا﵁ عليو وآلو).
مسائل أربع:
األوىل :ما يستحب للفعل واؼبكاف يقدـ عليهما ،وما يستحب للزماف يكوف بعد دخولو.
الثالثة والرابعة :يستحب غسل من سعى إىل مصلوب لّباه عامداً بعد ثالثة أياـ ،وغسل اؼبولود
مستحب.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وكل ىذه األغساؿ ؾبزية عن الوضوء .واألفضل ذكر اسم ا﵁ أثناء الغسل وبعده ويقوؿ :اللهم
صل على ؿبمد وآؿ ؿبمد األئمة واؼبهديْب الطيبْب الطاىرين ،وطهر قليب من الشك والشرؾ والظلمة
واػببائث.
وىو ضروب:
األوؿ :عدـ اؼباء .وهبب عنده الطلب ،فيضرب (ٓٓٓٔ مَب) ُب كل جهة من اعبهات
األربع إف كانت األرض سهلة ،و (ٓٓ٘ مَب) إف كانت حزنة .ولو أخل بالضرب حٌب ضاؽ الوقت
أخطأ ،وصح تيممو وصالتو .وال فرؽ بْب عدـ اؼباء أصالً ،ووجود ماء ال يكفيو لطهارتو.
الثاين :عدـ الوصلة إليو .فمن عدـ الثمن فهو كمن عدـ اؼباء ،وكذا إف وجده بثمن يضر بو ُب
اغباؿ ،وإف مل يكن مضراً ُب اغباؿ لزـ شراؤه ولو كاف بأضعاؼ شبنو اؼبعتاد ،وكذا القوؿ ُب اآللة الٍب
ىبرج هبا اؼباء.
الثالث :اػبوؼ .وال فرؽ ُب جواز التيمم بْب أف ىباؼ لصاً أو سبعاً أو ىباؼ ضياع ماؿ،
وكذا لو خشي اؼبرض الشديد أو تشقق اعبلد والتهابو باستعمالو اؼباء شديد الربودة جاز لو التيمم،
وكذا لو كاف معو ماء للشرب وخاؼ العطش إف استعملو.
وىو :كل ما يقع عليو أسم األرض .وال هبوز التيمم باؼبعادف ،وال بالرماد وال بالنبات اؼبنسحق
كاالشناف والدقيق .وهبوز التيمم بأرض النورة ،واعبص ،وتراب القرب ،وبالَباب اؼبستعمل ُب التيمم.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
وال يصح التيمم بالَباب اؼبغصوب وال بالنجس ،وال بالوحل مع وجود الَباب .وإذا مزج الَباب
بشيء من اؼبعادف فإف استهلكو الَباب جاز ،وإال مل هبز.
ويكره بالسبخة والرمل .ويستحب أف يكوف من ربا األرض وعواليها .ومع فقد الَباب يتيمم
بغبار ثوبو ،أو لبد سرجو ،أو عرؼ دابتو ،ومع فقد ذلك يتيمم بالوحل.
وال يصح التيمم قبل دخوؿ الوقت ،ويصح مع تضييقو ،وال يصح مع سعتو إال إذا حصل
اليأس من الطهارة اؼبائية كحاؿ اؼبريض الذي يضره اؼباء.
والواجب ُب التيمم :النية ،واستدامة حكمها ،والَبتيب :يضع يديو على األرضٍ ،ب يبسح
اعببهة هبما من قصاص الشعر إىل طرؼ أنفوٍ ،ب يضع يديو على األرض ويبسح ظاىر الكفْب.
والبد من ضربتْب ضربة للوجو وضربة للكفْب للوضوء والغسل .وإف قطعت كفاه سقط مسحهما،
واقتصر على اعببهة .ولو قطع بعضهما مسح على ما بقي.
وهبب :استيعاب مواضع اؼبسح ُب التيمم ،فلو أبقى منها شيئاً مل يصح .ويستحب :نفض
اليدين بعد ضرهبما على األرض .ولو تيمم وعلى جسده قباسة صح تيممو ،كما لو تطهر باؼباء
وعليو قباسة ،لكن يراعي ُب التيمم ضيق الوقت.
وىي عشرة:
الثاين :هبب عليو طلب اؼباء ،فإف أخل بالطلب وصلى ٍب وجد اؼباء ُب رحلو أو مع أصحابو
تطهر وأعاد الصالة.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثالث :من عدـ اؼباء وما يتيمم بو لقيد أو حبس ُب موضع قبس يسقط عنو الفرض أداء
وقضاء ،وهبب عليو الدعاء وقت الفرض.
الرابع :إذا وجد اؼباء قبل دخولو ُب الصالة تطهر ،وإف وجده بعد فراغو من الصالة مل ذبب
اإلعادة ،وإف وجده وىو ُب الصالة فإف سبكن من اؼباء دوف أف يقطع صالتو تطهر وأًب الصالة ،وإال
فيمضي ُب صالتو ولو تلبس بتكبّبة اإلحراـ.
السادس :إذا اجتمع ميت وؿبدث وجنب ومعهم من اؼباء ما يكفي أحدىم ،فإف كاف ملكا
ألحدىم اختص بو ،وإف كاف ملكاً ؽبم صبيعاً أو ال مالك لو أو مع مالك يسمح ببذلو ،فاألفضل
زبصيص اؼبيت بو.
السابع :اعبنب إذا تيمم بدالً من الغسلٍ ،ب أحدث أعاد التيمم بدالً من الوضوء إذا كاف
حدثو أصغر ومل يتمكن من الوضوء.
الثامن :إذا سبكن من استعماؿ اؼباء انتقض تيممو ،ولو فقده بعد ذلك افتقر إىل ذبديد التيمم.
وال ينتقض التيمم خبروج الوقت ما مل وبدث ،أو مل هبد اؼباء.
التاسع :من كاف بعض أعضائو مريضاً ال يقدر على غسلو باؼباء وال مسحو جاز لو التيمم ،وال
يتبعض الطهارة.
العاشر :هبوز التيمم لصالة اعبنازة مع وجود اؼباء بنية الندب ،وال هبوز لو الدخوؿ بو ُب غّب
ذلك من أنواع الصالة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
القوؿ ُب النجاسات:
األوؿ والثاين :البوؿ والغائط فبا ال يؤكل غبمو ،إذا كاف للحيواف نفس سائلة ،سواء كاف جنسو
حراماً كاألسد ،أو عرض لو التحرًن كاعبالؿ .ورجيع ما ال نفس سائلة لو وبولو طاىر.
الثالث :اؼبِب ،وىو قبس من كل حيواف حل أكلو أو حرـ ،ومِب ما ال نفس سائلة لو طاىر.
الرابع :اؼبيتة ،وال ينجس من اؼبيتات إال ما لو نفس سائلة ،وكل ما ينجس باؼبوت فما قطع من
جسده قبس حياً كاف أو ميتاً .وما كاف منو ال ربلو اغبياة كالعظم والشعر فهو طاىر ،إال أف تكوف
عينو قبسة كالكلب واػبنزير والكافر.
وهبب الغسل على من مس ميتاً من الناس قبل تطهّبه وبعد برده باؼبوت ،وكذا من مس قطعة
منو فيها عظم .وغسل اليد على من مس برطوبة ما ال عظم فيو ،أو مس برطوبة ميتاً لو نفس سائلة
من غّب الناس.
اػبامس :الدماء ،وال ينجس منها إال ما كاف من حيواف لو عرؽ ،ال ما يكوف لو رشح كدـ
السمك وشبهو.
السادس والسابع :الكلب واػبنزير ،ونبا قبساف عيناً ولعاباً .ولو نزا كلب على حيواف فأولده
روعي ُب إغباقو بأحكامو إطالؽ االسم .وما عدانبا من اغبيواف فليس بنجس .والثعلب واألرنب
والفأرة والوزغة طاىرة ،ولكن ال يستعمل ماء قليل وقعت فيو فأرة أو جرذ أو وزغة للشرب أو
الطهارة ،وال ماء قليل مات فيو وزغ أو عقرب أو أفعى.
الثامن :اؼبسكرات قبسة والعصّب العنيب إذا غال واشتد وإف مل يسكر ،ويطهر إذا ذىب ثلثاه.
التاسع :الفقاع.
17 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
العاشر :الكافر .وضابطو من حيث النجاسة :كل من ينكر وجود ا﵁ (وليس ال أدرياً)،
ويلحق بو الناصيب اؼببغض ألحد االئمة أو أحد اؼبهديْب أو لشيعتهم ألهنم يشايعوهنم .وما عدانبا
من سائر الناس فليس بنجس ُب نفسو وإمبا تعرض لو النجاسة ،ووبكم بطهارة ظاىره ،وتبعاً لذلك
وبكم بطهارة ما ؼبسوه برطوبة مسرية ،ووبكم حبلية أكل طعامهم كذلك عدا ما وبتاج إىل تذكية
شرعية أو ما وبرـ أكلو باألصل.
ويكره :بوؿ البغاؿ ،واغبمّب ،والدواب ،وعرؽ اعبنب من اغبراـ ،وعرؽ اإلبل اعبالؿ ،واؼبسوخ،
وذرؽ الدجاج.
ذبب إزالة النجاسة عن الثياب والبدف للصالة والطواؼ ودخوؿ اؼبساجد ،وعن األواين
الستعماؽبا .وعفي ُب الثوب والبدف عما يشق التحرز عنو من دـ القروح واعبروح الٍب ال (ترقي) وإف
كثر ،وعما دوف دائرة قطرىا (ٔ) سنتمَب سعة من الدـ اؼبسفوح الذي ليس من أحد الدماء الثالثة،
وما زاد عن ذلك ذبب إزالتو إف كاف ؾبتمعاً أو متفرقاً .وهبوز الصالة فيما ال يتم الصالة فيو منفرداً
وإف كاف فيو قباسة مل يعف عنها ُب غّبه.
وتعصر الثياب من النجاسات كلها إال من بوؿ الرضيع ،فإنو يكفي صب اؼباء عليو .وإذا علم
موضع النجاسة غسل ،وإف جهل غسل كل موضع وبصل فيو االشتباه .ويغسل الثوب والبدف من
البوؿ مرتْب.
وإذا القى الكافر أو الكلب أو اػبنزير ثوب اإلنساف رطباً غسل موضع اؼبالقاة واجباً ،وإف كاف
يابساً رشو باؼباء استحباباً ،وُب البدف يغسل رطباً .وإذا أخل اؼبصلي بإزالة النجاسات عن ثوبو أو
بدنو أعاد ُب الوقت وُب خارجو ،فإف مل يعلم ٍب علم بعد الصالة مل ذبب عليو اإلعادة مطلقاً .ولو
رأى النجاسة وىو ُب الصالة فإف أمكنو إلقاء الثوب وسَب العورة بغّبه وجب وأًب ،وإف تعذر إال دبا
يبطلها أستأنف.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
واؼبربية للصيب إذا مل يكن ؽبا إال ثوب واحد غسلتو ُب كل يوـ مرة ،وإف جعلت تلك الغسلة
أماـ صالة الظهر كاف حسناً لتصلي الظهرين والعشائْب بثوب طاىر .وإذا كاف مع اؼبصلي ثوباف
وأحدنبا قبس ال يعلمو بعينو صلى الصالة الواحدة ُب كل واحد منهما منفرداً .وُب الثياب الكثّبة
(النجسة وأحدىا طاىر) كذلك إال أف يتضيق الوقت فيصلي عرياناً .وهبب أف يلقي الثوب النجس
ويصلي عرياناً إذا مل يكن ىناؾ غّبه ،وإف مل يبكنو صلى فيو وال يعيد.
صر طهر موضعو، والشمس إذا جففت البوؿ وغّبه من النجاسات عن األرض والبواري واغبُ ُ
وكذا كل ما ال يبكن نقلو كالنباتات واألبنية بشرط زواؿ عْب النجاسة ،واألفضل إلقاء ماء على
البوؿ ٍب إذا جففتو الشمس طهر.
وتطهر النار ما أحالتو ،والَباب باطن اػبف وأسفل القدـ والنعل ،واألرض يطهر بعضها
بعضاً .وماء الغيث ال ينجس ُب حاؿ وقوعو ،وال ُب حاؿ جريانو من ميزاب وشبهو ،إال أف تغّبه
النجاسة.
واؼباء الذي تغسل بو النجاسة قبس سواء كاف ُب الغسلة األوىل أو الثانية ،وسواء كاف متلوثا
بالنجاسة أو مل يكن ،ىذا إذا بقي على اؼبغسوؿ عْب النجاسة ،أما إذا نقي اؼبغسوؿ من النجاسة
فالغسالة طاىرة ،وكذلك القوؿ ُب اإلناء.
القوؿ ُب اآلنية:
وال هبوز األكل والشرب ُب آنية من ذىب أو فضة ،وال استعماؽبا ُب غّب ذلك .ويكره
اؼبفضض ،وهبوز ازباذىا لغّب االستعماؿ .وال وبرـ استعماؿ غّب الذىب والفضة من أنواع اؼبعادف
واعبواىر ولو تضاعفت أشباهنا .وأواين الكفار طاىرة حٌب تعلم قباستها.
وال هبوز استعماؿ شيء من اعبلود إال ما كاف طاىراً ُب حاؿ اغبياة ذكياً .ويستحب اجتناب
ما ال يؤكل غبمو حٌب يدبغ بعد ذكاتو .ويستعمل من أواين اػبمر ما كاف مقّباً أو مدىوناً بعد
غسلو .ويكره :ما كاف خشباً أو قرعاً أو خزفاً غّب مدىوف.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ويغسل اإلناء من ولوغ الكلب ثالثاً أوالىن بالَباب ،ومن اػبمر واعبرذ إذا مات فيو ثالثاً
باؼباء ،والسبع أفضل .ومن غّب ذلك مرة واحدة غّب غسلة اإلزالة ،والثالث أفضل.
***
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 12
كتاب الصالة
والعلم هبا يستدعي بياف أربعة أركاف:
وىي سبع:
صالة اليوـ والليلة ،واعبمعة ،والعيدين ،والكسوؼ ،والزلزلة ،واآليات ،والطواؼ ،واألموات،
وما يلتزمو اإلنساف بنذر وشبهو ،وما عدا ذلك مسنوف.
وصالة اليوـ والليلة طبس وىي :سبع عشرة ركعة ُب اغبضر ،الصبح ركعتاف ،واؼبغرب ثالث،
وكل واحدة من البواقي أربع .ويسقط من كل رباعية ُب السفر ركعتاف.
ونوافلها ُب اغبضر أربع وثالثوف ركعة :أماـ الظهر شباف ،وقبل العصر مثلها ،وبعد اؼبغرب أربع،
وعقيب العشاء ركعتاف من جلوس تعداف بركعة ،وإحدى عشر صالة الليل مع ركعٍب الشفع والوتر،
وركعتاف للفجر قبل الفرض .ويسقط ُب السفر نوافل الظهر والعصر ،أما الوتّبة فال تسقط .والنوافل
كلها ركعتاف بتشهد وتسليم بعدنبا ،إال اؼبنصوص على إهنا أكثر من اثنْب بسالـ أو أقل كالوتر
وصالة األعرايب ،وسنذكر تفصيل باقي الصلوات ُب مواضعها إف شاء ا﵁ تعاىل.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
أما األوؿ :فما بْب زواؿ الشمس إىل غروهبا وقت للظهر والعصر ،وزبتص الظهر من أولو
دبقدار أدائها ،وكذلك العصر من آخره ،وما بينهما من الوقت مشَبؾ .وكذا إذا غربت الشمس
دخل وقت اؼبغرب ،وزبتص من أولو دبقدار ثالث ركعاتٍ ،ب تشاركها العشاء حٌب ينتصف الليل
للمختار واىل طلوع الفجر للمضطر .وزبتص العشاء من آخر الوقت دبقدار أربع ركعات .وما بْب
طلوع الفجر الثاين -اؼبستطّب ُب األفق -إىل طلوع الشمس وقت للصبح.
ويعلم الزواؿ بزيادة الظل بعد نقصانو ،والغروب باستتار القرص ،وانتظار ذىاب اغبمرة من
اؼبشرؽ أفضل غبصوؿ االطمئناف بسقوط القرص .وخّب األعماؿ الصالة ُب أوؿ وقتها ،وصالة
العشاء األفضل تأخّبىا حٌب ذىاب اغبمرة اؼبغربية وصالة العصر ساعة أو ساعتْب عن زواؿ
الشمس حبسب طوؿ النهار وقصره.
ووقت النوافل اليومية :للظهر من حْب الزواؿ إىل نصف ساعة ،وللعصر إىل ساعة ونصف أو
ساعتْب ونصف حبسب طوؿ النهار ،فإف خرج الوقت وقد تلبس من النافلة ولو بركعة زاحم هبا
الفريضة ـبففة ،وإف مل يكن صلى شيئاً بدأ بالفريضة ٍب يأٌب بالنافلة .وال هبوز تقديبها على الزواؿ
إال يوـ اعبمعة .ويزاد ُب نافلتها أربع ركعات اثنتاف منها للزواؿ .ونافلة اؼبغرب بعدىا إىل ذىاب
اغبمرة اؼبغربية دبقدار أداء الفريضة ،فإف بلغ بذلك ومل يكن صلى النافلة أصبع بدأ بالفريضة.
وركعتاف من جلوس بعد العشاء ،ويبتد وقتهما بامتداد وقت الفريضة ،وينبغي أف هبعلهما خاسبة
نوافلو.
وصالة الليل بعد انتصافو ،وكلما قرب من الفجر كاف أفضل .وال هبوز تقديبها على االنتصاؼ
إال ؼبسافر يصده جده ،أو شاب يبنعو رطوبة رأسو وقضاؤىا أفضل ،وآخر وقتها طلوع الفجر الثاين.
فإف طلع ومل يكن تلبس منها بأربع بدأ بركعٍب الفجر قبل الفريضة حٌب تطلع اغبمرة اؼبشرقية،
فيشتغل بالفريضة .وإف كاف قد تلبس بأربع سبمها ـبففة ولو طلع الفجر .ووقت ركعٍب الفجر بعد
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
طلوع الفجر األوؿ ،وهبوز أف يصليهما قبل ذلك ،واألفضل إعادهتما بعده ،ويبتد وقتهما حٌب تطلع
اغبمرةٍ ،ب تصّب الفريضة أوىل.
وهبوز أف يقضي الفرائض اػبمس ُب كل وقت ما مل يتضيق وقت الفريضة اغباضرة ،وكذا
يصلي بقية الصلوات اؼبفروضات ،ويصلي النوافل ما مل يدخل وقت فريضة ،وكذا قضاؤىا.
األوىل :إذا حصل أحد األعذار اؼبانعة من الصالة كاعبنوف واغبيض ،وقد مضى من الوقت
مقدار الطهارة وأداء الفريضة وجب عليو قضاؤىا ،ويسقط القضاء إذا كاف دوف ذلك .ولو زاؿ اؼبانع
فإف أدرؾ الطهارة وركعة من الفريضة لزمو أداؤىا ويكوف مؤدياً ،ولو أنبل قضى .ولو أدرؾ قبل
الغروب أو قبل الفجر إحدى الفريضتْب لزمتو تلك ال غّب ،وإف أدرؾ الطهارة وطبس ركعات قبل
الغروب لزمتو الفريضتاف.
الثانية :الصيب اؼبتطوع بوظيفة الوقت ،إذا بلغ دبا ال يبطل الطهارة والوقت باؽ استأنف ،وإف
بقي من الوقت دوف الركعة بُب على نافلتو ،وال هبدد نية الفرض.
الثالثة :إذا كاف لو طريق إىل العلم بالوقت مل هبز لو التعويل على الظن ،فإف فقد العلم اجتهد،
فإف غلب على ظنو دخوؿ الوقت صلى فإف انكشف لو فساد الظن قبل دخوؿ الوقت استأنف،
وإف كاف الوقت دخل وىو متلبس ولو قبل التسليم مل يعد .ولو صلى قبل الوقت عامداً أو جاىالً
أو ناسياً كانت صالتو باطلة.
الرابعة :الفرائض اليومية مرتبة ُب القضاء بالنسبة لليوـ الواحد ،فلو دخل ُب فريضة فذكر أف
عليو سابقة من نفس اليوـ عدؿ بنيتو ما داـ العدوؿ فبكناً ،وإال أستأنف اؼبرتبة .أما بالنسبة ليومْب
ـبتلفْب فال يشَبط الَبتيب ُب القضاء ،فلو أف يقضي صالة الصبح ليوـ قبل أف يقضي الظهر ليوـ
سبقو.
اػبامسة :ال تكره النوافل اؼببتدأة عند طلوع الشمس ،وعند غروهبا ،وعند قيامها ،وبعد صالة
الصبح ،وبعد صالة العصر.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
السادسة :ما يفوت من النوافل ليالً يستحب تعجيلو ولو ُب النهار ،وما يفوت هناراً يستحب
تعجيلو ولو ليالً ،وال ينتظر هبا النهار.
السابعة :األفضل ُب كل صالة أف يؤتى هبا ُب أوؿ وقتها ،إال اؼبغرب والعشاء ؼبن أفاض من
عرفات ،فإف تأخّبىا إىل اؼبزدلفة أوىل ولو صار إىل ربع الليل .والعشاء األفضل تأخّبىا حٌب يسقط
الشفق األضبر .واؼبتنفل يؤخر الظهر والعصر حٌب يأٌب بنافلتهما .واؼبستحاضة تؤخر الظهر واؼبغرب.
الثامنة :لو ظن أنو صلى الظهر فاشتغل بالعصر ،فإف ذكر وىو فيها عدؿ بنيتو ،وإف مل يذكر
حٌب فرغ فإف كاف قد صلى ُب أوؿ وقت الظهر عاد بعد أف يصلي الظهر ،وإف كاف ُب الوقت
اؼبشَبؾ أو دخل وىو فيها أجزأتو وأتى بالظهر.
األوؿ :القبلة
وىي :الكعبة ؼبن كاف ُب اؼبسجد ،واؼبسجد ؼبن كاف ُب اغبرـ ،واغبرـ ؼبن خرج عنو .وجهة
الكعبة ىي القبلة ال البنية ،ولو زالت البنية صلى إىل جهتها ،كما يصلي من ىو أعلى موقفاً منها.
وإف صلى ُب جوفها استقبل على أي جدراهنا شاء على كراىية ُب الفريضة .ولو صلى على سطحها
أبرز بْب يديو منها ما يصلي إليو ،وال وبتاج إىل أف ينصب بْب يديو شيئاً .وكذا لو صلى إىل باهبا
وىو مفتوح.
ولو استطاؿ صف اؼبأمومْب ُب اؼبسجد حٌب خرج بعضهم عن ظبت الكعبة بطلت صالة
ذلك البعض .وأىل كل إقليم يتوجهوف إىل ظبت الركن الذي على جهتهم ،فأىل العراؽ إىل العراقي
وىو الذي فيو اغبجر ،وأىل الشاـ إىل الشامي واؼبغرب إىل اؼبغريب ،واليمن إىل اليماين .وقبلة أىل
العراؽ تقع بْب اعبنوب والغرب ،فلو عرؼ اعبدي عرؼ الشماؿ وعرؼ اعبنوب ،فإذا توجو إىل
اعبنوب فالقبلة تقع بْب يبينو ووجهو.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وهبب االستقباؿ ُب الصالة مع العلم جبهة القبلة ،فإف جهلها عوؿ على االمارات اؼبفيدة
للظن .وإذا اجتهد فأخربه غّبه خبالؼ اجتهاده يعمل دبا يظن أنو أصح .ولو مل يكن لو طريق إىل
االجتهاد فأخربه كافر يعمل خبربه إف ظن بصحتو .ويعوؿ على قبلة البلد إذا مل يعلم أهنا بنيت على
الغلط .ومن ليس متمكناً من االجتهاد كاألعمى يعوؿ على غّبه .ومن فقد العلم والظن فإف كاف
الوقت واسعاً صلى الصالة الواحدة إىل أربع جهات لكل جهة مرة ،وإف ضاؽ عن ذلك صلى من
اعبهات ما وبتملو الوقت ،فإف ضاؽ إال عن صالة واحدة صالىا إىل أي جهة شاء.
واؼبسافر هبب عليو استقباؿ القبلة ،وهبوز لو أف يصلي شيئاً من الفرائض على الراحلة عند
الضرورة ويستقبل القبلة ،فإف مل يتمكن استقبل القبلة دبا أمكنو من صالتو ،وينحرؼ إىل القبلة كلما
اكبرفت الدابة ،فإف مل يتمكن استقبل بتكبّبة اإلحراـ ،ولو مل يتمكن من ذلك أجزأتو الصالة وإف مل
يكن مستقبالً .وكذا اؼبضطر إىل الصالة ماشياً مع ضيق الوقت .ولو كاف الراكب حبيث يتمكن من
الركوع والسجود وفرائض الصالة هبوز لو أداء الفريضة على الراحلة اختياراً.
وهبب االستقباؿ ُب فرائض الصالة مع اإلمكاف ،وعند الذبح ،وباؼبيت عند احتضاره ودفنو
والصالة عليو .وأما النوافل فاألفضل استقباؿ القبلة هبا .وهبوز أف يصلي على الراحلة سفراً أو
حضراً ،وإىل غّب القبلة على كراىية متأكدة ُب اغبضر ما مل يستدبر القبلة وإال بطلت .ويسقط
فرض االستقباؿ ُب كل موضع ال يتمكن منو كصالة اؼبطاردة ،وعند ذبح الدابة الصائلة واؼبَبدية
حبيث ال يبكن صرفها إىل القبلة.
وىي مسائل:
األوىل :األعمى يرجع إىل غّبه لقصوره عن االجتهاد ،فإف عوؿ على رأيو مع وجود اؼببصر
إلمارة وجدىا صح ،وإال فعليو اإلعادة.
الثانية :إذا صلى إىل جهة إما لغلبة الظن أو لضيق الوقت ٍب تَػبَػ ّْب خطأه ،فإف كاف منحرفاً بْب
اليمْب والشماؿ ومل يستدبر القبلة فصالتو صحيحة وال يعيدىا ُب الوقت أو خارجو ،وإذا استدبر
القبلة أعاد ُب الوقت وال يعيدىا ُب خارجو ،فأما إذا تَػبَػ ّْب اػبلل وىو ُب الصالة فإنو يستقيم على
كل حاؿ وال إعادة.
الثالثة :إذا اجتهد لصالة ٍب دخل وقت أخرى ،فإف ذبدد عنده شك استأنف االجتهاد ،وإال
بُب على األوؿ.
وفيو مسائل:
األوىل :ال هبوز الصالة ُب جلد اؼبيتة ولو كاف فبا يؤكل غبمو ،سواء دبغ أو مل يدبغ .وما ال
يؤكل غبمو -وىو طاىر ُب حياتو فبا يقع عليو الذكاة -إذا ذكي كاف طاىراً ،وال يستعمل ُب
الصالة .وال يفتقر استعمالو ُب غّبىا إىل الدباغ ،ولكن يكره استعمالو قبل الدباغ.
الثانية :الصوؼ والشعر والوبر والريش فبا يؤكل غبمو طاىر ،سواء جز من حي أو مذكى أو
ميت ،وهبوز الصالة فيو .ولو قلع من اؼبيت غسل منو موضع االتصاؿ ،وكذا كل ما ال ربلو اغبياة
من اؼبيت إذا كاف طاىراً ُب حاؿ اغبياة .وما كاف قبساً ُب حاؿ حياتو فجميع ذلك منو قبس ،وال
تصح الصالة ُب شيء من ذلك إذا كاف فبا ال يؤكل غبمو ولو أخذ من مذكى ،إال اػبز اػبالص
فتجوز الصالة فيو ،وال ذبوز ُب اؼبغشوش منو بوبر األرانب والثعالب.
الثالثة :ذبوز الصالة ُب فرو السنجاب ،وال ذبوز ُب فرو الثعالب واألرانب.
17 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الرابعة :ال هبوز لبس اغبرير ا﵀ض للرجاؿ وال الصالة فيو إال ُب اغبرب ،فإنو يستحب وضع
قطعة حرير على الصدر ،وعند الضرورة كالربد اؼبانع من نزعو ،وهبوز للنساء مطلقاً .وفيما ال يتم
الصالة فيو كالتكة والقلنسوة ال هبوز كذلك ،وهبوز الركوب عليو وافَباشو .ويكره الصالة ُب ثوب
مكفوؼ بو .وإذا مزج بشيء فبا هبوز فيو الصالة حٌب خرج عن كونو ؿبضاً جاز لبسو والصالة فيو،
سواء كاف أكثر من اغبرير أو أقل منو على كراىية.
اػبامسة :الثوب اؼبغصوب ال هبوز الصالة فيو ،ولو أذف صاحبو لغّب الغاصب أو لو جازت
الصالة فيو مع ربقق الغصبية ،ولو أذف مطلقاً جاز لغّب الغاصب.
السادسة :ال هبوز الصالة ُب حذاء لو قاعدة ذبعل اإلهباـ معلقاً ُب اؽبواء وغّب مرتكز على
األرض .وهبوز الصالة ُب اغبذاء والنعل إف مل يكن كذلك.
السابعة :كل ما عدا ما ذكرناه يصح الصالة فيو ،بشرط أف يكوف فبلوكاً أو مأذوناً فيو ،وأف
يكوف طاىراً ،وقد بينا حكم الثوب النجس .وهبوز للرجل أف يصلي ُب ثوب واحد ،وال هبوز للمرأة
إال ُب ثوبْب درع وطبار ساترة صبيع جسدىا عدا الوجو والكفْب وظاىر القدمْب .وهبوز أف يصلي
الرجل عرياناً إذا سَب قبلو ودبره على كراىية ،وإذا مل هبد ثوباً سَبنبا دبا وجده ولو بورؽ الشجر،
ومع عدـ ما يسَب بو يصلي عرياناً قائماً إف كاف يأمن أف يراه أحد ،وإف مل يأمن صلى جالساً ،وُب
اغبالْب يومئ عن الركوع والسجود .واألمة والصبية تصلياف بغّب طبار ،فإف أعتقت األمة ُب أثناء
الصالة وجب عليها سَب رأسها ،فإف افتقرت إىل فعل كثّب استأنفت ،وكذا الصبية إذا بلغت ُب أثناء
الصالة دبا ال يبطلها.
الثامنة :تستحب الصالة ُب الثياب البيض ،وال تكره ُب الثياب السود ،وتكره ُب ثوب واحد
رقيق للرجاؿ ،فإف حكى ما ربتو مل هبز.
ويكره أف يأتزر فوؽ القميص ،وأف يشتمل الصماء ،أو يصلي ُب عمامة ال حنك ؽبا ،ويكره
لبس العمامة بال حنك مطلقاً .ويكره اللثاـ للرجل ،والنقاب للمرأة وإف منع عن القراءة حرـ .وتكره
الصالة ُب قباء مشدود إال ُب اغبرب ،وأف يؤـ بغّب رداء ،وأف يصحب شيئاً من اغبديد بارزاً ،وُب
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
ثوب يتهم صاحبو .وأف تصلي اؼبرأة ُب خلخاؿ لو صوت .ويكره الصالة ُب ثوب فيو سباثيل ،أو
خاًب فيو صورة.
واإلذف قد يكوف بعوض كاألجرة وشبهها ،وباإلباحة وىي :إما صروبة كقولو صل فيو ،أو
بالفحوى كأذنو ُب الكوف فيو ،أو بشاىد اغباؿ كما إذا كاف ىناؾ إمارة تشهد أف اؼبالك ال يكره.
واؼبكاف اؼبغصوب ال تصح فيو الصالة للغاصب ،وال لغّبه فبن علم الغصب .وإف صلى عامداً
عاؼباً كانت صالتو باطلة ،وإف كاف ناسياً أو جاىالً بالغصبية صحت صالتو ،ولو كاف جاىالً
بتحرًن اؼبغصوب مل يعذر .وإذا ضاؽ الوقت وىو آخذ ُب اػبروج صحت صالتو ،ولو صلى ومل
يتشاغل باػبروج مل تصح .ولو حصل ُب ملك غّبه بأذنو ٍب أمره باػبروج وجب عليو ،وإف صلى
واغباؿ ىذه كانت صالتو باطلة ،ويصلي وىو خارج إف كاف الوقت ضيقاً .وال هبوز أف يصلي وإىل
جانبو امرأة تصلي أو أمامو ،سواء صلت بصالتو أو كانت منفردة ،وسواء كانت ؿبرما أو أجنبية.
ويزوؿ التحرًن إذا كاف بينهما حائل أو مقدار عشرة أذرع .ولو كانت وراءه بقدر ما يكوف موضع
سجودىا ؿباذياً لقدمو سقط اؼبنع .ولو حصال ُب موضع ال يتمكناف من التباعد صلى الرجل أوالً،
ٍب اؼبرأة .وال بأس أف يصلي ُب اؼبوضع النجس إذا كانت قباستو ال تتعدى إىل ثوبو ،وال إىل بدنو،
وكاف موضع اعببهة طاىراً.
وتكره الصالةُ :ب اغبماـ ،وبيوت الغائط ،ومبارؾ اإلبل ،ومساكن النمل ،وؾبرى اؼبياه،
واألرض السبخة ،والثلج ،وبْب اؼبقابر ،إال أف يكوف حائل ولو َعنَػَزة (خشبة طويلة) ،أو بينو وبينها
عشرة أذرع .وبيوت النّباف ،وبيوت اػبمور إذا مل تتعد إليو قباستها ،وجواد الطرؽ ،وبيوت اجملوس،
وال بأس بالبيع والكنائس.
ويكره :أف تكوف بْب يديو نار مضرمة ،أو تصاوير .وكما تكره الفريضة ُب جوؼ الكعبة تكره
على سطحها .وتكره ُب مرابط اػبيل ،واغبمّب ،والبغاؿ ،وال بأس دبرابض الغنم ،وُب بيت فيو
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ؾبوسي ،وال بأس باليهودي والنصراين .ويكره بْب يديو مصحف مفتوح ،أو حائط ينز من بالوعة
يباؿ فيها ،ويكره إىل إنساف مواجو إال أف يكوف اغبجة على الناس كاإلماـ (عليو السالـ) ،أو باب
مفتوح.
ال هبوز السجود على ما ليس بأرض كاعبلود والصوؼ والشعر والوبر ،وال على ما ىو من
األرض إذا كاف معدناً كاؼبلح والعقيق والذىب والفضة والقّب إال عند الضرورة ،وال على ما ينبت من
األرض إذا كاف مأكوالً كاػببز والفواكو ،أو ملبوساً القطن والكتاف .وال هبوز السجود على الوحل،
فإف اضطر أومأ .وهبوز السجود على القرطاس ،ويكره إذا كاف فيو كتابة .وال يسجد على شيء من
بدنو فإف منعو اغبر عن السجود على األرض سجد على ثوبو ،وإف مل يتمكن فعلى كفو.
والذي ذكرناه إمبا يعترب ُب موضع اعببهة خاصة ال ُب بقية اؼبساجد ،ويراعي فيو أف يكوف
فبلوكاً ،أو مأذوناً فيو ،وأف يكوف خالياً من النجاسة .وإذا كانت النجاسة ُب موضع ؿبصور كالبيت
وشبهو وجهل موضع النجاسة مل يسجد على شيء منو .وهبوز السجود ُب اؼبواضع اؼبتسعة دفعاً
للمشقة.
ونبا واجباف ُب الصلوات اػبمس اؼبفروضة أداء وقضاء ،للمنفرد واعبامع ،للرجل واؼبرأة لكن
يشَبط أف تسر بو اؼبرأة ،ويتأكداف فيما هبهر فيو ،وأشدنبا ُب الغداة واؼبغرب .وال يؤذف لشيء من
النوافل وال لشيء من الفرائض عدا اػبمس ،بل يقوؿ اؼبؤذف :الصالة ثالثاً.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 12
وقاضي الصلوات اػبمس يؤذف لكل واحدة ويقيم ،ولو أذف لألوىل من ورده ٍب أقاـ للبواقي
كفى ،وكاف دونو ُب الفضل .ويصلي يوـ اعبمعة الظهر بأذاف وإقامة والعصر بإقامة ،وكذا ُب الظهر
والعصر بعرفة .ولو صلى اإلماـ صباعة وجاء آخروف مل يؤذنوا ومل يقيموا على كراىية ،وما داـ األوىل
مل تتفرؽ ،فإف تفرقت صفوفهم أذف اآلخروف وأقاموا .وإذا أذف اؼبنفرد ٍب أراد اعبماعة يستحب لو
أعادة اآلذاف واإلقامة.
ويعترب فيو :العقل ،واإلسالـ ،واإليباف ،والذكورة ،وال يشَبط البلوغ بل يكفي كونو فبيزاً.
صيِّتاً مبصراً ،بصّباً باألوقات متطهراً قائماً على مرتفع .ولو أذنت اؼبرأة
ويستحب :أف يكوف عدالً َ
للنساء جاز .ولو صلى منفرداً ومل يؤذف -ساىياً -مضى ُب صالتو .ويعطى اؼبؤذف األجرة من بيت
اؼباؿ إذا مل يوجد من يتطوع بو.
وال يؤذف إال بعد دخوؿ الوقت ،وهبوز تقديبو على الصبح لكن هبب إعادتو بعد طلوعو.
وفصوؿ األذاف ىي :التكبّب أربع ،والشهادة بالتوحيد (أشهد أف ال الو إال ا﵁)ٍ ،ب بالرسالة
(أشهد أف ؿبمداً رسوؿ ا﵁)ٍ ،ب بالوالية (أشهد أف علياً واألئمة من ولده حجج ا﵁)ٍ ،ب باؽبداية
(أشهد أف اؼبهدي واؼبهديْب من ولده حجج ا﵁)ٍ ،ب يقوؿ :حي على الصالةٍ ،ب حي على
الفالحٍ ،ب حي على خّب العمل ،والتكبّب بعدهٍ ،ب التهليل ،كل فصل مرتاف.
واإلقامة فصوؽبا مثُب مثُب ،ويزاد فيها :قد قامت الصالة مرتْب ،ويسقط من التهليل ُب آخرىا
مرة واحدة .والَبتيب شرط ُب صحة اآلذاف واإلقامة.
ويستحب فيهما سبعة أشياء :أف يكوف مستقبل القبلة ،وأف يقف على أواخر الفصوؿ ،ويتأىن
ُب اآلذاف ،ووبدر ُب اإلقامة ،وأف ال يتكلم ُب خالؽبما ،وأف يفصل بينهما بركعتْب أو جلسة أو
12 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
سجدة إال ُب اؼبغرب ،فإف األوىل أف يفصل بينهما خبطوة أو سكتة ،وأف يرفع الصوت بو إذا كاف
ذكراً ،وكل ذلك يتأكد ُب اإلقامة .ويكره الَبجيع ُب اآلذاف إال أف يريد اإلشعار ،وكذا وبرـ قوؿ:
الصالة خّب من النوـ.
وفيو مسائل:
األوىل :من ناـ ُب خالؿ اآلذاف أو اإلقامة ٍب استيقظ استحب لو استئنافو ،وهبوز لو البناء،
وكذا إف أغمي عليو.
الثانية :إذا أذف ٍب ارتد جاز أف يعتد بو ويقيم غّبه ،ولو ارتد ُب أثناء اآلذاف ٍب رجع أستأنف.
الرابعة :إذا قاؿ اؼبؤذف :قد قامت الصالة ،كره الكالـ كراىية مغلظة إال ما يتعلق بتدبّب
اؼبصلْب.
اػبامسة :يكره للمؤذف أف يلتفت يبيناً ومشاالً ،لكن يلزـ ظبت القبلة ُب أذانو.
السادسة :إذا تشاح الناس ُب اآلذاف قدـ األعلم فاألتقى ،ومع التساوي يستخار ا﵁ بالقرآف.
السابعة :إذا كانوا صباعة جاز أف يؤذنوا صبيعاً ،واألفضل إف كاف الوقت متسعاً أف يؤذنوا
واحداً بعد واحد.
الثامنة :إذا ظبع اإلماـ أذاف مؤذف جاز أف هبتزئ بو ُب اعبماعة ،وإف كاف ذلك اؼبؤذف منفرداً.
التاسعة :من أحدث ُب أثناء األذاف أو اإلقامة تطهر وبُب ُب األذاف ،وكذا ُب اإلقامة،
واألفضل أف يعيد اإلقامة بعد أف يتطهر.
العاشرة :من أحدث ُب الصالة تطهر وأعادىا ،وال يعيد اإلقامة إال أف يتكلم.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
اغبادية عشرة :من صلى خلف إماـ ال يقتدى بو أذف لنفسو وأقاـ ،فإف خشي فوات الصالة
اقتصر على تكبّبتْب ،وعلى قولو :قد قامت الصالة .وإف أخل بشيء من فصوؿ اآلذاف استحب
للمأموـ أف يتلفظ بو.
األوؿ :النية
وىي ركن ُب الصالة ،ولو أخل هبا عامداً أو ناسياً مل تنعقد صالتو .وحقيقتها :استحضار
صفة الصالة ُب الذىن ،والقصد هبا إىل أمور أربعة :الوجوب أو الندب ،والقربة ،والتعيْب ،وكوهنا
أداء وقضاء ،وال عربة باللفظ .ووقتها :عند أوؿ جزء من التكبّب .وهبب استمرار حكمها إىل آخر
الصالة ،وىو أف ال ينقض النية األوىل .ولو نوى اػبروج من الصالة مل تبطل ،وكذا لو نوى أف يفعل
ما ينافيها ،فإف فعلو بطلت .وكذا لو نوى بشئ من أفعاؿ الصالة الرياء ،أو غّب الصالة .وهبوز نقل
النية ُب موارد :كنقل الظهر يوـ اعبمعة إىل النافلة ؼبن نسي قراءة اعبمعة وقرأ غّبىا ،وكنقل الفريضة
اغباضرة إىل سابقة عليها مع سعة الوقت.
وىي ركن ،وال تصح الصالة من دوهنا ولو أخل هبا نسياناً .وصورهتا أف يقوؿ :ا﵁ أكرب .وال
تنعقد دبعناىا ،ولو أخل حبرؼ منها مل تنعقد صالتو .فإف مل يتمكن من التلفظ هبما كاألعجم لزمو
التعلم .وال يتشاغل بالصالة مع سعة الوقت ،فإف ضاؽ أحرـ بَبصبتها .واألخرس ينطق هبا بقدر
اإلمكاف ،فإف عجز عن النطق أصالً عقد قلبو دبعناىا مع اإلشارة .والَبتيب فيها واجب ،ولو عكس
مل تنعقد الصالة.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وهبب إف يكرب ست تكبّبات بعد تكبّبة اإلحراـ فتكوف التكبّبات سبع ،األوىل ىي تكبّبة
االفتتاح .ولو كرب ونوى االفتتاحٍ ،ب كرب ونوى االفتتاح بطلت صالتو .وإف كرب ثالثة ونوى االفتتاح
انعقدت الصالة أخّباً ،ويكرب بعدىا ست تكبّبات .وهبب أف يكرب قائماً فلو كرب قاعداً مع القدرة،
أو ىو آخذ ُب القياـ مل تنعقد صالتو.
واؼبسنوف فيها أربعة :أف يأٌب بلفظ اعباللة من غّب مد بْب حروفها ،وبلفظ أكرب على وزف
أفعل ،وأف يسمع اإلماـ من خلفو تلفظو هبا ،وأف يرفع اؼبصلي يديو إىل أذنيو حيث يرفع طرؼ
الوسطى إىل األذف ،أما اإلهباـ فيكوف منتصب موجو إىل اؼبنحر.
الثالث :القياـ
وىو ركن مع القدرة ،فمن أخل بو عمداً أو سهواً بطلت صالتو .وإذا أمكنو القياـ مستقالً
وجب ،وإال وجب أف يعتمد على ما يتمكن معو من القياـ ،وهبوز االعتماد على اغبائط مع القدرة.
ولو قدر على القياـ ُب بعض الصالة وجب أف يقوـ بقدر مكنتو ،وإال صلى قاعداً .والقاعد إذا
سبكن من القياـ إىل الركوع وجب ،وإال ركع جالساً .وإذا عجز عن القعود صلى مضطجعاً ،فإف
عجز صلى مستلقياً ،واألخّباف يومياف لركوعهما وسجودنبا .ومن عجز عن حالة ُب أثناء الصالة
انتقل إىل ما دوهنا مستمراً ،كالقائم يعجز فيقعد ،أو القاعد يعجز يضطجع ،أو اؼبضطجع يعجز
فيستلقي ،وكذا بالعكس .ومن ال يقدر على السجود يرفع ما يسجد عليو ،فإف مل يقدر أومأ.
واؼبسنوف ُب ىذا الفصل شيئاف :أف يَببع اؼبصلي قاعداً ُب حاؿ قراءتو ويثِب رجليو ُب حاؿ
ركوعو ،ويتورؾ ُب حاؿ تشهده.
الرابع :القراءة
وىي واجبة ،ويتعْب باغبمد ُب كل ثنائية ،وُب األوليْب من كل رباعية وثالثية .وهبب قراءهتا
أصبع .وال يصح الصالة مع اإلخالؿ ولو حبرؼ واحد منها عمداً حٌب التشديد ،وكذا إعراهبا.
والبسملة آية منها ،ذبب قراءهتا معها ،وال هبزي اؼبصلي ترصبتها .وهبب ترتب كلماهتا وآيها على
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
الوجو اؼبنقوؿ ،فلو خالف عمداً أعاد .وإف كاف ناسياً استأنف القراءة ما مل يركع ،وإف ركع مضى ُب
صالتو ولو ذكر.
ومن ال وبسنها هبب عليو التعليم ،فإف ضاؽ الوقت قرأ ما تيسر منها أو بسملتها عشرة
مرات ،وإف تعذر قرأ ما تيسر من غّبىا ،أو سبح ا﵁ وضبد ا﵁ وىلّلو وكربه بقدر القراءةٍ ،ب هبب
عليو التعلم .واألخرس وبرؾ لسانو بالقراءة ويعقد هبا قلبو .واؼبصلي ُب كل ثالثة ورابعة يقرأ اغبمد
اإلماـ واؼبأموـ واؼبنفرد ،فإف تعذر يقرأ البسملة عشرة مرات ،فإف تعذر سبح.
وقراءة سورة كاملة بعد اغبمد ُب األوليْب واجب ُب الفرائض مع سعة الوقت وإمكاف التعليم
للمختار .ولو قدـ السورة على اغبمد أعادىا أو غّبىا بعد اغبمد .وال هبوز أف يقرأ ُب الفرائض شيئاً
من سور العزائم ،وال ما يفوت الوقت بقراءتو .وهبوز أف يقرف بْب سورتْب.
وهبب اعبهر باغبمد والسورة ُب الصبح ،وُب أوىل اؼبغرب ،والعشاء .واالخفات ُب الظهرين،
وثالثة اؼبغرب ،واألخريْب من العشاء .وأقل اعبهر أف يسمعو القريب الصحيح السمع إذا استمع،
واالخفات أف يسمع نفسو إف كاف يسمع .وليس على النساء جهر.
واؼبسنوف ُب ىذا القسم :اعبهر بالبسملة ُب موضع االخفات ُب أوؿ اغبمد ،وأوؿ السورة،
وترتيل القراءة ،والوقف على مواضعو ،وقراءة سورة بعد اغبمد ُب النوافل .وأف يقرأ ُب الظهرين
واؼبغرب بالسور القصار ك "القدر" و "اعبحد" ،وُب العشاء بػ" األعلى" و "الطارؽ" وما شاكلهما،
وُب الصبح بػ"اؼبدثر" و "اؼبزمل" وما ماثلهما ،وُب غداة االثنْب واػبميس بػ "ىل أتى" ،وُب اؼبغرب
والعشاء ليلة اعبمعة بػ" اعبمعة" و "األعلى" ،وُب صبحها هبا وبػ" قل ىو ا﵁ أحد" ،وُب الظهرين هبا
وبػ"اؼبنافقْب" ،وُب نوافل النهار بالسور القصار ويسر هبا ،وُب الليل بالطواؿ وهبهر هبا ،ومع ضيق
الوقت ىبفف وأف يقرأ " قل يا أيها الكافروف " ُب اؼبواضع السبعة ،ولو بدأ بسورة "التوحيد" جاز.
ويقرأ ُب أوليي صالة الليل ثالثْب مرة "قل ىو ا﵁ أحد" ،وُب البواقي بطواؿ السور .ويسمع اإلماـ
من خلفو القراءة ما مل يبلغ العلو ،كذا الشهادتْب استحباباً .وإذا مر اؼبصلي بآية رضبة سأؽبا ،أو آية
نقمة استعاذ منها.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثانية :اؼبواالة ُب القراءة شرط ُب صحتها ،فلو قرأ ُب خالؽبا من غّبىا أستأنف القراءة ،وكذا
لو نوى قطع القراءة وسكت .أما لو سكت ُب خالؿ القراءة ال بنية القطع ،أو نوى القطع ومل يقطع
مضى ُب صالتو.
الثالثة" :الضحى" و "أمل نشرح" سورة واحدة ،وكذا "الفيل" و "إليالؼ" فال هبوز إفراد
إحديهما من صاحبتها ُب كل ركعة ،وال يفتقر إىل البسملة بينهما.
اػبامسة :هبزيو عوضاً عن اغبمد إذا تعذر عليو قراءهتا قراءة بسملتها عشر مرات أو اثنتا عشرة
تسبيحة ،صورهتا :سبحاف ا﵁ ،واغبمد ا﵁ ،وال إلو إال ا﵁ ،وا﵁ أكرب ثالثاً.
السادسة :من قرأ سورة من العزائم ُب النوافل هبب أف يسجد ُب موضع السجود وكذا إف قرأ
غّبه وىو يستمعٍ ،ب ينهض ويقرأ ما زبلف منها ويركع .وإف كاف السجود ُب آخرىا يستحب لو
قراءة اغبمد لّبكع عن قراءة.
اػبامس :الركوع
وىو واجب ُب كل ركعة مرة إال ُب الكسوؼ واآليات ،وىو ركن ُب الصالة ،وتبطل باإلخالؿ
بو عمداً وسهواً على تفصيل سيأٌب ،والواجب فيو طبسة أشياء:
األوؿ :أف ينحِب فيو بقدر ما يبكن وضع يديو على ركبتيو ،وإف كانت يداه ُب الطوؿ حبد تبلغ
ركبتيو من غّب اكبناء اكبُب كما ينحِب مستوي اػبلقة .وإذا مل يتمكن من االكبناء لعارض أتى دبا
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
يتمكن منو ،فإف عجر أصالً اقتصر على اإليباء ولو كاف كالراكع خلقة أو لعارض وجب أف يزيد
لركوعو يسّب اكبناء ليكوف فارقاً.
الثاين :الطمأنينة فيو بقدر ما يؤدي واجب الذكر مع القدرة ،ولو كاف مريضاً ال يتمكن
سقطت منو ،كما لو كاف العذر ُب أصل الركوع.
الثالث :رفع الرأس منو ،فال هبوز أف يهوي إىل السجود قبل انتصابو منو ،إال مع العذر ،ولو
افتقر ُب انتصابو إىل ما يعتمده وجب.
اػبامس :التسبيح فيو ،ويكفي الذكر ولو كاف تكبّباً أو هتليالً أو ضبداً أو شكراً ﵁ .وأقل ما
هبزي للمختار تسبيحة واحدة تامة ،وىي :سبحاف ريب العظيم وحبمده ،أو العلي ،أو يقوؿ :سبحاف
ا﵁ ثالثاً ،وُب الضرورة واحدة صغرى .وهبب التكبّب للركوع.
واؼبسنوف ُب ىذا القسم :أف يكرب للركوع قائماً رافعاً يديو بالتكبّب ؿباذياً بأذنيو ،ويرسلهما ٍب
يركع ،وأف يضع يديو على ركبتيو مفرجات األصابع .ولو كاف بأحديهما عذر وضع األخرى ،ويرد
ركبتيو إىل خلفو ،ويسوي ظهره ،ويبد عنقو موازياً لظهره ،وأف يدعو أماـ التسبيح ،وأف يسبح ثالثاً أو
طبساً أو سبعاً فما زاد ،وأف يرفع اإلماـ صوتو بالذكر فيو ،وأف يقوؿ بعد انتصابو :ظبع ا﵁ ؼبن
ضبده ،ويدعو بعده .ويكره :أف يركع ويداه ربت ثيابو.
السادس :السجود
وىو واجب ُب كل ركعة سجدتاف ،ونبا ركن [معاً] ُب الصالة ،تبطل باإلخالؿ هبما من كل
ركعة عمداً وسهواً ،وال تبطل باإلخالؿ بواحدة سهواً.
األوؿ :السجود على سبعة أعضاء :اعببهة ،والكفاف ،والركبتاف وإهباما الرجلْب.
17 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثاين :وضع اعببهة على ما يصح السجود عليو ،فلو سجد على كور العمامة مل هبز.
الثالث :أف ينحِب للسجود حٌب يساوي موضع اعببهة موقفو ،إال أف يكوف علواً يسّباً دبقدار
لبنة ال أزيد .فإف عرض ما يبنع عن ذلك اقتصر على ما يتمكن منو ،وإف افتقر إىل رفع ما يسجد
عليو وجب ،وإف عجز عن ذلك كلو أومأ إيباء.
الرابع :الذكر فيو كما قلناه ُب الركوع ،ولكن بدؿ العظيم والعلي األعظم واألعلى.
السادس :رفع الرأس من السجدة األوىل حٌب يعتدؿ مطمئناً ،وهبب التكبّب لألخذ فيو والرفع
منو.
ويستحب فيو :أف يكرب للسجود قائماً رافعاً يديو أماـ وجهو ،وأطراؼ أصابعو قرب أذنيو،
واإلهباـ منتصب إىل منحره وىي صالة اؼبالئكةٍ .ب يهوي للسجود سابقاً بيديو إىل األرض ،وأف
يكوف موضع سجوده مساوياً ؼبوقفو أو أخفض ،وأف يرغم بأنفو ويدعو ،ويزيد على التسبيحة
الواحدة ما تيسر ،ويدعو بْب السجدتْب ،وأف يقعد متوركاً ،وأف هبلس عقيب السجدة الثانية
مطمئناً ،ويدعو عند القياـ ،ويعتمد على يديو سابقاً برفع ركبتيو .ويكره :االقعاء بْب السجدتْب.
مسائل ثالث:
األوىل :من بو ما يبنع من وضع اعببهة على األرض كالدمل إذا مل يستغرؽ اعببهة وبتفر حفّبة
ليقع السليم من جبهتو على األرض ،فإف تعذر سجد على أحد اعببينْب ،فإف كاف ىناؾ مانع سجد
على ذقنو.
الثانية :سجدات القرآف طبس عشرة ،أربع منها واجبة وىيُ :ب سورة "أمل" و "حم السجدة"
و "النجم" و "أقرأ باسم ربك" ،وإحدى عشرة مسنونة وىيُ :ب "األعراؼ" و "الرعد" و "النحل" و
"بِب إسرائيل" و "مرًن" و "اغبج" ُب موضعْب ،و "الفرقاف" و "النمل" و "ص" و "إذا السماء
انشقت" .والسجود واجب ُب العزائم األربع للقارئ واؼبستمع ويستحب للسامع ،وُب البواقي
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
يستحب على كل حاؿ .وليس ُب شيء من السجدات تكبّب وال تشهد وال تسليم ،وال يشَبط فيها
الطهارة ،وال استقباؿ القبلة ،ولو نسيها أتى هبا فيما بعد.
الثالثة :سجدتا الشكر مستحبتاف عند ذبدد النعم ،ودفع النقم ،وعقيب الصلوات ،ويستحب
بينهما التعفّب.
السابع :التشهد
وىو واجب ُب كل ثنائية مرة ،وُب الثالثية والرباعية مرتْب .ولو أخل هبما أو بأحدنبا عامداً
بطلت صالتو .والواجب ُب كل واحد منهما طبسة أشياء :اعبلوس بقدر التشهد ،والشهادتاف،
والصالة على النيب وعلى آلو (صلى ا﵁ عليو وآلو) ،وصورهتما :أشهد أف ال إلو إال ا﵁ وحده ال
شريك لو ،وأشهد أف ؿبمداً عبده ورسولوٍ ،ب يأٌب بالصالة على النيب وآلو ويقوؿ :اللهم صل على
ؿبمد وآؿ ؿبمد .ومن مل وبسن التشهد وجب عليو اإلتياف دبا وبسن منو مع ضيق الوقتٍ ،ب هبب
عليو تعلم ما ال وبسن منو.
ومسنوف ىذا القسم :أف هبلس متوركاً ،وصفتو :أف هبلس على وركو األيسر ،وىبرج رجليو
صبيعاً ،فيجعل ظاىر قدمو األيسر إىل األرض ،وظاىر قدمو األيبن إىل باطن األيسر ،وأف يقوؿ ما
زاد على الواجب من ربميد ودعاء.
الثامن :التسليم
وىو واجب ،وال ىبرج من الصالة إال بو ،وىو أف يقوؿ :السالـ عليكم ورضبة ا﵁ وبركاتو.
ومسنوف ىذا القسم :أف يسلم اؼبنفرد إىل القبلة تسليمة واحدة ،ويومئ دبؤخر عينيو إىل يبينو،
واإلماـ بصفحة وجهو ،وكذا اؼبأموـٍ .ب إف كاف على يساره غّبه أومى بتسليمة أخرى إىل يساره،
بصفحة وجهو أيضاً.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
األوؿ :الدعاء بعد كل تكبّبتْب من التكبّبات الست اؼبضافة إىل تكبّبة اإلحراـ بأف يكرب
ثالثاً ٍب يدعوٍ ،ب يكرب اثنْب ٍب يدعوٍ ،ب يكرب اثنْب ويتوجو واألوىل من السبع ىي تكبّبة اإلحراـ
فيوقع معها نية الصالة ،ويكوف ابتداء الصالة عندىا.
الثاين :القنوت ،ىو ُب كل ثانية قبل الركوع وبعد القراءة .ويستحب أف يدعو باألذكار اؼبروية،
وإال فبما شاء وأقلو ثالثة تسبيحات ،كما يستحب أف يقنت بعد الركوع األخّب من كل صالة ،وُب
اعبمعة قنوتافُ ،ب األوىل قبل الركوع ،وُب الثانية بعد الركوع ،ولو نسيو قضاه بعد الركوع.
الثالث :شغل النظر ُب حاؿ قيامو إىل موضع سجوده ،وُب حاؿ القنوت إىل باطن كفيو ،وُب
حاؿ الركوع إىل ما بْب رجليو ،وُب حاؿ السجود إىل طرؼ أنفو ،وُب حاؿ تشهده إىل حجره،
واألفضل أف يكوف غاض البصر ُب الصالة.
الرابع :شغل اليدين بأف يكونا ُب حاؿ قيامو على فخذيو حبذاء ركبتيو ،وُب حاؿ القنوت تلقاء
وجهو ،وُب حاؿ الركوع على ركبتيو ،وُب حاؿ السجود حبذاء أذنيو ،وُب حاؿ التشهد على فخذيو.
اػبامس :التعقيب ،وأقلو التكبّبات الثالث وال تَبكها على حاؿ ،فهي سباـ عشرة اغبج وكماؿ
اؼبعرفة ،وأفضلو تسبيح الزىراء (عليها السالـ)ٍ ،ب دبا روي من األدعية ،وإال فبما تيسر.
قسماف ،أحدنبا :يبطلها عمداً وسهواً ،وىو كل ما يبطل الطهارة سواء دخل ربت االختيار أو
خرج ،كالبوؿ والغائط ما شاهبهما من موجبات الوضػوء ،واعبنابة واغبيض وما شاهبهما من موجبات
الغسل.
الثاين :ال يبطلها إال عمداً ،وىو :وضع اليمْب على الشماؿ ،وااللتفات إىل ما وراءه ،والكالـ
حبرفْب فصاعداً( ،إال إذا كاف لتنبيو اإلماـ لعدد الركعات فال تبطل صالتو ،كما لو صلى اإلماـ
الظهر ثالثاً وتشهد وسلّم ،فقاؿ لو اؼبأموـ" :إمبا صلينا ثالثاً" لتنبيو اإلماـ ،فال إشكاؿ على اؼبأموـ
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 12
إف قاـ وأًب مع اإلماـ الرابعة بعد أف نبّو اإلماـ) ،والقهقهة ،وأف يفعل فعالً كثّباً ليس من أفعاؿ
الصالة ،والبكاء لشيء من أمور الدنيا ،واألكل والشرب الكثّب أما القليل فال يضر بالصالة كاؼبتبقي
ُب الفم من الطعاـ ،أو شرب اؼباء ُب صالة الوتر ؼبن أصابو عطش وىو يريد الصوـ ُب صبيحة تلك
الليلة ،لكن ال يستدبر القبلة .وعقص الشعر للرجل مكروه.
ويكره :االلتفات يبيناً ومشاالً ،والتثاؤب ،والتمطي ،والعبث ،ونفخ موضع السجود ،والتنخم،
وأف يبصق ،أو يفرقع أصابعو ،أو يتأوه ،أو يئن حبرؼ واحد ،أو يدافع البوؿ والغائط والريح .وإف
كاف خفو ضيقاً استحب لو نزعو لصالتو.
مسائل أربع:
األوىل :إذا عطس الرجل ُب الصالة يستحب لو أف وبمد ا﵁ ،وكذا إف عطس غّبه يستحب لو
تسميتو.
الثانية :إذا سلم عليو هبوز أف يرد مثل قولو :سالـ عليكم ،وال يقوؿ :وعليكم السالـ.
الثالثة :هبوز أف يدعو بكل دعاء يتضمن تسبيحاً أو ربميداً ،أو طلب شيء مباح من أمور
الدنيا واآلخرة ،قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً ،وال هبوز أف يطلب شيئاً ؿبرماً ،ولو فعل وىو يعلم
حبرمتو بطلت صالتو.
الرابعة :هبوز للمصلي أف يقطع صالتو إذا خاؼ تلف ماؿ ،أو فرار غرًن ،أو تردي طفل وما
شابو ذلك ،وال هبوز قطع صالتو اختياراً.
وفيو فصوؿ:
12 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
األوؿ :اعبمعة
ركعتاف كالصبح يسقط معهما الظهر ،ويستحب فيهما اعبهر .وذبب بزواؿ الشمس ويبتد
وقتها بامتداد وقت الظهر ،ولو خرج الوقت -وىو فيها -أًب صبعة إماماً كاف أو مأموماً .وتفوت
اعبمعة بفوات الوقتٍ ،ب ال تقضى صبعة ،وإمبا تقضى ظهراً .ولو وجبت اعبمعة فصلى الظهر وجب
عليو السعي لذلك ،فإف أدركها وإال أعاد الظهر ومل هبتزئ باألوؿ .ولو تيقن أف الوقت يتسع للخطبة
وركعتْب خفيفتْب وجبت اعبمعة ،وإف تيقن أو غلب على ظنو أف الوقت ال يتسع لذلك فقد فاتت
اعبمعة ويصلي ظهراً .فأما لو مل وبضر اػبطبة ُب أوؿ الصالة وأدرؾ مع اإلماـ ركعة صلى صبعة،
وكذا لو أدرؾ اإلماـ راكعاً ُب الثانية .ولو كرب وركع ٍب شك ىل كاف اإلماـ راكعاً أو رافعاً مل يكن لو
صبعة ،وصلى الظهر.
األوؿ :السلطاف العادؿ (اإلماـ اؼبعصوـ عليو السالـ) أو من نصبو ،فلو مات اإلماـ ُب أثناء
الصالة مل تبطل اعبمعة ،وجاز أف تقدـ اعبماعة من يتم هبم الصالة .وكذا لو عرض للمنصوب ما
يبطل الصالة من إغماء أو جنوف أو حدث.
الثاين :العدد ،وىو طبسة اإلماـ أحدىم .ولو انفضوا ُب أثناء اػبطبة أو بعدىا قبل التلبس
بالصالة سقط الوجوب ،وإف دخلوا ُب الصالة ولو بالتكبّب وجب اإلسباـ ولو مل يبق إال واحد.
الثالث :اػبطبتاف ،وهبب ُب كل واحد منهما :اغبمد ﵁ ،والصالة على النيب وآلو (صلى ا﵁
عليو وآلو) ،والوعظ ،وقراءة سورة خفيفة أو آية واحدة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
وعنهم (عليهم السالـ) :وبمد ا﵁ ويثِب عليوٍ ،ب يوصي بتقوى ا﵁ ،ويقرأ سورة خفيفة من
القرآفٍ ،ب هبلسٍ ،ب يقوـ فيحمد ا﵁ ويثِب عليو ويصلي على النيب وآلو وعلى أئمة اؼبسلمْب
ويستغفر للمؤمنْب واؼبؤمنات .وهبوز إيقاعهما قبل زواؿ الشمس حٌب إذا فرغ زالت .وهبب أف تكوف
اػبطبة مقدمة على الصالة ،فلو بدأ بالصالة مل تصح اعبمعة .وهبب أف يكوف اػبطيب قائماً وقت
إيراده مع القدرة ،وهبب الفصل بْب اػبطبتْب جبلسة خفيفة ،وذبب فيهما الطهارة على اإلماـ دوف
اؼبأمومْب ،ولو أحدث ُب اػبطبة تطهر وبُب .وهبب أف يرفع صوتو حبيث يسمع العدد اؼبعترب
فصاعداً.
الرابع :اعبماعة ،فال تصح فرادى ،وإذا حضر اإلماـ األصل (اؼبعصوـ) وجب عليو اغبضور
والتقدـ ،وإف منعو مانع جاز أف يستنيب.
اػبامس :أف ال يكوف ىناؾ صبعة أخرى وبينهما دوف (٘٘.كم) ،فإف اتفقتا بطلتا ،وإف
سبقت إحدانبا ولو بتكبّبة اإلحراـ بطلت اؼبتأخرة ،ولو مل يتحقق السابقة أعادا ظهراً.
ويراعى فيو شروط سبعة :التكليف ،والذكورة ،واغبرية ،واغبضر ،والسالمة من العمى واؼبرض
والعرج ،وأف ال يكوف نباً وال بينو وبْب اعبمعة أزيد من (ٔٔكم) .وكل ىؤالء إذا تكلفوا اغبضور
وجبت عليهم اعبمعة وانعقدت هبم ،سوى من خرج عن التكليف .ولو حضر الكافر مل تصح منو
ومل تنعقد بو وإف كانت واجبو عليو .وذبب اعبمعة على أىل السواد ،كما ذبب على أىل اؼبدف مع
استكماؿ الشروط ،وكذا على الساكن باػبيم كأىل البادية إذا كانوا قاطنْب.
األوىل :من انعتق بعضو ال ذبب عليو اعبمعة ،ولو ىاياه مواله مل ذبب عليو اعبمعة ،ولو
اتفقت ُب يوـ نفسو .كذا اؼبكاتب واؼبدبر.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثانية :من سقطت عنو اعبمعة هبوز أف يصلي الظهر ُب أوؿ وقتها ،وال هبب عليو تأخّبىا
حٌب تفوت اعبمعة ،بل ال يستحب إال إذا ظن أنو سيحضرىا .ولو حضر اعبمعة بعد ذلك وجبت
عليو.
الثالثة :إذا زالت الشمس مل هبز السفر لتعيْب اعبمعة ،ويكره بعد طلوع الفجر.
الرابعة :اإلصغاء إىل اػبطبة واجب ،وكذا وبرـ الكالـ ُب أثنائها ،لكن ليس دببطل للجمعة.
اػبامسة :يعترب ُب إماـ اعبمعة :كماؿ العقل ،واإليباف ،والعدالة ،وطهارة اؼبولد ،والذكورة إذا
كاف ُب اؼبأمومْب رجاؿ .وهبوز أف يكوف عبداً ،و هبوز أف يكوف أبرص وأجذـ ،وكذا األعمى بل
وأصم وأبكم إذا كاف يصلي بصم بكم ،وىبطب باإلشارة ،وال هبب عندىا حضور غّبىم.
السادسة :اؼبسافر إذا نوى اإلقامة ُب بلد عشرة أياـ فصاعداً وجبت عليو اعبمعة وكذا إذا مل
ين ِو اإلقامة ومضى عليو ثالثوف يوماً ُب مصر واحد.
الثامنة :وبرـ البيع يوـ اعبمعة بعد األذاف ،فإف باع أٍب وكاف البيع صحيحاً .ولو كاف أحد
اؼبتعاقدين فبن ال هبب عليو السعي كاف البيع سائغاً بالنظر إليو ،وحراماً بالنظر إىل اآلخر.
التاسعة :إذا مل يكن اإلماـ موجوداً وال من نصبو للصالة وأمكن االجتماع يستحب أف يصلي
صبعة.
العاشرة :إذا مل يتمكن اؼبأموـ من السجود مع اإلماـ األوىل لشدة الزحاـ مثالً ،فإف أمكنو
السجود وااللتحاؽ بو قبل الركوع (ركوع اإلماـ ُب الثانية) صح ،وإال اقتصر على متابعتو ُب
السجدتْب (اإلماـ يسجد سجدٌب الثانية وىو يسجد سجدٌب األوىل) ،فإف نوى هبما الثانية جهالً
أو سهواً ال يضره ،ويتم الثانية.
وإما آداب اعبمعة :فالغسل ،والتنفل بعشرين ركعة :ست عند انبساط الشمس وست عند
ارتفاعها ،وست قبل الزواؿ ،وركعتاف عند الزواؿ .ولو أخر النافلة إىل بعد الزواؿ جاز ،وأفضل من
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
ذلك تقديبها .وإف صلى بْب الفريضتْب ست ركعات من النافلة جاز .وأف يباكر اؼبصلي إىل اؼبسجد
األعظم بعد أف وبلق رأسو ويقص أظفاره ،ويأخذ من شاربو ،وأف يكوف على سكينة ووقار ،متطيباً
البساً أفضل ثيابو ،وأف يدعو أماـ توجهو ،وأف يكوف اػبطيب بليغاً مواظباً على الصلوات ُب أوؿ
أوقاهتا.
ويكره لو :الكالـ ُب أثناء اػبطبة بغّبىا ،ويستحب لو :أف يتعمم شاتياً كاف أو قائضاً،
ويرتدي بربد يبنية ،وأف يكوف معتمداً على شيء ،وأف يسلم أوالً ،وأف هبلس أماـ اػبطبة ،وإذا سبق
اإلماـ إىل قراءة سورة فليعدؿ إىل "اعبمعة" وكذا ُب الثانية يعدؿ إىل سورة "اؼبنافقْب" ما مل يتجاوز
نصف السورة ،إال ُب سورة "اعبحد" و "التوحيد" .ويستحب اعبهر بالظهر ُب يوـ اعبمعة ،ومن
يصلي ظهراً فاألفضل إيقاعها ُب اؼبسجد األعظم .وإذا مل يكن إماـ اعبمعة فبن يقتدى بو جاز أف
يقدـ اؼبأموـ صالتو على اإلماـ ،ولو صلى معو ركعتْب وأسبهما بعد تسليم اإلماـ ظهراً كاف أفضل.
وىي واجبة مع وجود اإلماـ (عليو السالـ) بالشروط اؼبعتربة ُب اعبمعة .وذبب صباعة ،وال هبوز
التخلف إال مع العذر ،فيجوز حينئذ أف يصلي منفرداً ندباً .ولو اختلت الشرائط سقط الوجوب،
واستحب اإلتياف هبا صباعة وفرادى .ووقتها :ما بْب طلوع الشمس إىل الزواؿ ،ولو فاتت مل تقض.
وكيفيتها :أف يكرب لإلحراـ بالسبعٍ ،ب يقرأ "اغبمد" وسورة ،واألفضل أف يقرأ " األعلى " ٍ ،ب يكرب
بعد القراءة ويقنت باؼبرسوـ حٌب يتم طبساً ٍ ،ب يكرب ويركع ،فإذا سجد السجدتْب :قاـ فيقرأ
"اغبمد" و سورة ،واألفضل أف يقرأ "الغاشية"ٍ ،ب يكرب أربعاً ويقنت بينها أربعاًٍ ،ب يكرب خامسة
للركوع ويركع ،فيكوف الزائد عن اؼبعتاد تسعاً :طبس ُب األوىل ،وأربع ُب الثانية غّب تكبّبة اإلحراـ
والتكبّبات الست ،وتكبّبٌب الركوعْب ،وتكبّبات السجود.
وسنن ىذه الصالة :اإلصحار هبا إال دبكة ،والسجود على األرض ،وأف يقوؿ اؼبؤذنوف :الصالة
ثالثاً ،فإنو ال أذاف لغّب اػبمس .وأف ىبرج اإلماـ حافياً ،ماشياً على سكينة ووقار ،ذاكراً ﵁
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
سبحانو .وأف يطعم قبل خروجو ُب الفطر ،وبعد عوده ُب األضحى فبا يضحي بو .وأف يكرب ُب
الفطر عقيب أربع صلوات أوؽبا اؼبغرب ليلة الفطر ،وآخرىا صالة العيد .وُب األضحى عقيب طبس
عشرة صالة ،أوؽبا الظهر يوـ النحر ؼبن كاف دبُب ،وُب األمصار عقيب عشر يقوؿ :ا﵁ أكرب ا﵁
أكرب ،ال إلو إال ا﵁ ،وا﵁ أكرب ،واغبمد ﵁ على ما ىدانا ولو الشكر على ما أوالنا ،ويزيد ُب
األضحى :ورزقنا من هبيمة األنعاـ ،ويكره اػبروج بالسالح .وأف ينفل قبل الصالة أو بعدىا إال
دبسجد النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) باؼبدينة ،فإنو يصلي ركعتْب قبل خروجو.
مسائل طبس:
األوىل :التكبّب الزائد ُب صالة العيد واجب و القنوت واجب ،ولكن ال يتعْب فيو لفظ بل
يدعو دبا يشاء واألفضل( :أشهد أف ال إلو إال ا﵁ وحده ال شريك لو ،وأشهد أف ؿبمداً عبده
ورسولو ،وأشهد أف علياً واألئمة من ولده حجج ا﵁ ،وأشهد أف اؼبهدي واؼبهديْب من ولده حجج
ا﵁ ،اللهم أىل الكربياء والعظمة ،وأىل اعبود واعبربوت ،وأىل العفو والرضبة ،وأىل التقوى واؼبغفرة،
أسألك ُب ىذا اليوـ الذي جعلتو للمسلمْب عيداً ،و﵀مد (صلى ا﵁ عليو وآلو) ذخراً وشرفاً وكرامة
ومزيداً أف تصلي على ؿبمد وآؿ ؿبمد كأفضل ما صليت على عبد من عبادؾ ،وصل على
مالئكتك ورسلك ،واغفر للمؤمنْب واؼبؤمنات ،األحياء منهم واألموات ،اللهم إين أسألك من خّب
ما سألك عبادؾ اؼبرسلوف ،وأعوذ بك من شر ما عاذ منو عبادؾ اؼبرسلوف).
الثانية :إذا اتفق عيد وصبعة ،فمن حضر العيد كاف باػبيار ُب حضور اعبمعة ،وعلى اإلماـ أف
يعلمهم ذلك ُب خطبتو.
الرابعة :ال ينقل اؼبنرب عن اعبامع ،بل يعمل شبو اؼبنرب من طْب استحباباً.
اػبامسة :إذا طلعت الشمس حرـ السفر حٌب يصلي صالة العيد إف كاف فبن ذبب عليو،
وهبوز خروجو بعد الفجر و قبل طلوعها وىو مكروه.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
أما األوؿ :فتجب عند كسوؼ الشمس ،وخسوؼ القمر ،والزلزلة ،و ذبب ؼبا عدا ذلك من
ريح مظلمة ،وغّب ذلك من أخاويف السماء .ووقتها ُب الكسوؼ :من حْب ابتدائو إىل حْب
اقبالئو ،فإف مل يتسع ؽبا مل ذبب .وكذا الرياح واألخاويف .وُب الزلزلة ذبب وإف مل يطل اؼبكث،
ويصلي بنية األداء وإف سكنت .ومن مل يعلم بالكسوؼ حٌب خرج الوقت مل هبب القضاء ،إال أف
يكوف القرص قد احَبؽ كلو ،وُب غّب الكسوؼ ال هبب القضاء ،ومع العلم والتفريط أو النسياف
هبب القضاء ُب اعبميع.
وأما كيفيتها :فهو أف وبرـ بالسبع (األوىل تكبّبة اإلحراـ وتليها ست تكبّبات واجبة)ٍ ،ب يقرأ
"اغبمد" وسورةٍ ،ب يركعٍ ،ب يرفع رأسو ،فإف كاف مل يتم السورة قرأ من حيث قطع ،وإف كاف أًب قرأ
"اغبمد" ثانياًٍ ،ب قرأ سورة حٌب يتم طبساً على ىذا الَبتيبٍ ،ب يركع ويسجد اثنتْبٍ .ب يقوـ ويقرأ
"اغبمد" وسورة معتمداً بَبتيبو األوؿ[ ،ويسجد اثنتْب] ،ويتشهد ،ويسلم.
ويستحب فيها :اعبماعة ،وإطالة الصالة دبقدار زماف الكسوؼ ،وأف يعيد الصالة إف فرغ قبل
االقبالء ،وأف يكوف مقدار ركوعو دبقدار زماف قراءتو ،وأف يقرأ السور الطواؿ مع سعة الوقت ،وأف
يكرب عند كل رفع [رأس] من كل ركوع إال ُب اػبامس والعاشر ،فإنو يقوؿ :ظبع ا﵁ ؼبن ضبده ،وأف
يقنت طبس قنوتات.
األوىل :إذا حصل الكسوؼ ُب وقت فريضة حاضرة كاف ـبّباً ُب اإلتياف بأيهما شاء ،ما مل
تتضيق اغباضرة فتكوف أوىل.
الثانية :إذا اتفق الكسوؼ (خسوؼ القمر) ُب وقت نافلة الليل ،فالكسوؼ أوىل ولو خرج
وقت النافلةٍ ،ب يقضي النافلة.
17 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثالثة :هبوز أف يصلي صالة الكسوؼ على ظهر الدابة وماشياً إذا اضطر لذلك.
وفيو أقساـ:
وىو كل من كاف مظهراً للشهادتْب ،أو طفالً لو ست سنْب فبن لو حكم اإلسالـ ،ويتساوى
ُب ذلك الذكر واألنثى ،واغبر والعبد .ويستحب الصالة على من مل يبلغ ذلك إذا ولد حياً ،فإف وقع
سقطاً مل يصل عليو ولو وعبتو الروح.
وأحق الناس بالصالة عليو أوالىم دبّباثو ،واألب أوىل من االبن ،وكذا الولد أوىل من اعبد
واألخ والعم ،واألخ من األب واألـ أوىل فبن ينتسب بأحدنبا ،والزوج أوىل باؼبرأة من عصباهتا وإف
قربوا .وإذا كاف األولياء صباعة فالذكر أوىل من األنثى ،واغبر أوىل من العبد ،وال يتقدـ الويل إال إذا
استكملت فيو شرائط اإلمامة وإال قدـ غّبه .وإذا تساوى األولياء قدـ األفقو فاألتقى ،وال هبوز أف
يتقدـ أحد إال بإذف الويل سواء كاف بشرائط اإلمامة ،أو مل يكن بعد أف يكوف مكلفاً .واإلماـ
األصل أوىل بالصالة من كل أحد ،واؽبامشي أوىل من غّبه إذا قدمو الويل وكاف بشرائط اإلمامة.
وهبوز أف تؤـ اؼبرأة بالنساء ويكره أف تربز عنهن ،بل تقف ُب صفهن ،وكذا الرجاؿ العراة .وغّبنبا
من األئمة يربز أماـ الصف ولو كاف اؼبؤًب واحداً .وإذا اقتدت النساء بالرجل وقفن خلفو ،وإف كاف
وراءه رجاؿ وقفن خلفهم ،وإف كاف فيهن حائض انفردت عن صفهن استحباباً.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
وىي طبس تكبّبات ،والدعاء بينهم غّب الزـ بل مستحب ،وأفضل ما يقاؿ :ما رواه ؿبمد بن
مهاجر عن أمو -أـ سلمة -عن أيب عبد ا﵁ (عليو السالـ) قاؿ :كاف رسوؿ ا﵁ (صلى ا﵁ عليو
وآلو) إذا صلى على ميت كرب وتشهدٍ ،ب كرب وصلى على األنبياء ودعاٍ ،ب كرب ودعا للمؤمنْبٍ ،ب
كرب الرابعة ودعا للميتٍ ،ب كرب [اػبامسة] وانصرؼ .وإف كاف منافقاً اقتصر اؼبصلي على أربع
وانصرؼ بالرابعة ،أو يدعي عليو ُب الرابعة وينصرؼ ُب اػبامسة وذبب فيها :النية ،واستقباؿ القبلة،
وجعل رأس اعبنازة إىل يبْب اؼبصلي .وليست الطهارة من شرائطها .وال هبوز التباعد عن اعبنازة كثّباً،
وال يصلي على اؼبيت إال بعد تغسيلو وتكفينو ،فإف مل يكن لو كفن جعل ُب القرب وسَبت عورتو،
وصلي عليو بعد ذلك.
وسنن الصالة :أف يقف اإلماـ عند وسط الرجل وصدر اؼبرأة ،وإف اتفقا جعل الرجل فبا يلي
اإلماـ واؼبرأة وراءه ،وهبعل صدرىا ؿباذياً لوسطو ليقف اإلماـ موقف الفضيلة ،ولو كاف طفالً جعل
من وراء اؼبرأة .وأف يكوف اؼبصلي متطهراً وينزع نعليو ،ويرفع يديو ُب أوؿ تكبّبة وُب البواقي.
ويستحب عقيب الرابعة أف يدعو لو إف كاف مؤمناً ،وعليو إف كاف منافقاً ،وبدعاء اؼبستضعفْب إف
كاف كذلك ،وإف جهلو سأؿ ا﵁ أف وبشره مع من كاف يتواله ،وإف كاف طفالً سأؿ ا﵁ أف هبعلو
مصلحاً غباؿ أبيو شافعاً فيو .وإذا فرغ من الصالة وقف موقفو حٌب ترفع اعبنازة ،وأف يصلي على
اعبنازة ُب اؼبواضع اؼبعتادة ،ولو صلى ُب اؼبساجد جاز .ويكره الصالة على اعبنازة الواحدة مرتْب.
مسائل طبس:
األوىل :من أدرؾ اإلماـ ُب أثناء صالتو تابعو ،فإذا فرغ أًب ما بقي عليو والء ،ولو رفعت اعبنازة
أو دفنت أًب ولو على القرب.
الثالثة :من مل يصل على جنازتو هبوز أف يصلى على قربه ُب أي وقت ولو بعد مدة طويلة وال
تَبؾ الصالة على مؤمن.
الرابعة :األوقات كلها صاغبة لصالة اعبنازة ،إال عند تضيق وقت فريضة حاضرة .ولو خيف
على اؼبيت -مع سعة الوقت -قدمت الصالة عليو.
اػبامسة :إذا صلى على جنازة بعض الصالة ٍب حضرت أخرى كاف ـبّباً ،إف شاء استأنف
الصالة عليهما ،وإف شاء أًب األوىل على األوؿ واستأنف للثاين.
وىي قسماف :النوافل اليومية وقد ذكرناىا ،وما عدا ذلك فهو ينقسم على قسمْب:
ىبص وقتا بعينو :وىذا القسم كثّب ،غّب إنا نذكر مهمو وىو صلوات:
فمنها :ما ال ّ
األوىل :صالة االستسقاء وىي مستحبة عند غور األهنار وفتور األمطار ،وكيفيتها مثل كيفية
صالة العيد ،غّب أنو هبعل مواضع القنوت ُب العيد استعطاؼ ا﵁ سبحانو وسؤالو الرضبة بإرساؿ
الغيث ،ويتخّب من األدعية ما تيسر لو ،وإال فليقل ما نقل ُب أخبار أىل البيت (عليهم السالـ).
ومسنونات ىذه الصالة :أف يصوـ الناس ثالثة أياـ ،ويكوف خروجهم يوـ الثالث ،ويستحب
أف يكوف ذلك الثالث االثنْب ،فإف مل يتيسر فاعبمعة .وأف ىبرجوا إىل الصحراء حفاة على سكينة
ووقار ،وال يصلوا ُب اؼبساجد ،وأف ىبرجوا معهم الشيوخ واألطفاؿ والعجائز وال ىبرجوا ذمياً ،ويفرقوا
بْب األطفاؿ وأمهاهتم .فإذا فرغ اإلماـ من صالتو حوؿ رداءهٍ ،ب استقبل القبلة ،وكرب مئة ،رافعاً هبا
صوتو ،وسبح ا﵁ إىل يبينو كذلك ،وىلل عن يساره مثل ذلك ،واستقبل الناس ،وضبد ا﵁ مئة ،وىم
يتابعونو ُب كل ذلكٍ ،ب ىبطب ويبالغ ُب تضرعاتو ،فإف تأخرت اإلجابة كرروا اػبروج حٌب تدركهم
الرضبة .وكما ذبوز ىذه الصالة عند قلة األمطار ،فإهنا ذبوز عند جفاؼ مياه العيوف واآلبار.
الثانية :صالة ليلة الفطر وىي ركعتاف ،يقرأ ُب األوىل" :اغبمد" مرة و "قل ىو ا﵁ أحد" ألف
مرة ،وُب الثانية "اغبمد" مرة و "قل ىو ا﵁ أحد" مرة.
الثالثة :صالة يوـ الغدير وىو الثامن عشر من ذي اغبجة قبل الزواؿ بنصف ساعة.
اػبامسة :صالة ليلة اؼببعث ويومو ،وتفصيل ىذه الصلوات وما يقاؿ فيها وبعدىا مذكور ُب
كتب العبادات.
72 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
خاسبة:
كل النوافل هبوز أف يصليها اإلنساف قاعداً وقائماً أفضل ،وإف جعل كل ركعتْب من جلوس
مقاـ ركعة كاف أفضل.
أما العمد:
فمن أخل بشيء من واجبات الصالة عامداً فقد أبطل صالتو شرطاً كاف ما أخل بو ،أو جزءاً
منها ،أو كيفية ،أو تركاً .وكذا لو فعل ما هبب تركو ،أو ترؾ ما هبب فعلو جهالً بوجوبو ،إال اعبهر
واالخفات ُب مواضعهما .ولو جهل غصبية الثوب الذي يصلي فيو ،أو اؼبكاف ،أو قباسة الثوب ،أو
البدف ،أو موضع السجود فال إعادة.
فروع:
األوؿ :إذا توضأ دباء مغصوب مع العلم بالغصبية وصلى أعاد الطهارة والصالة ،ولو جهل
غصبيتو مل يعد أحديهما.
الثاين :إذا مل يعلم أف اعبلد ميتة فصلى فيو ٍب علم مل يعد إذا كاف ُب يد مسلم ،أو شراه من
سوؽ اؼبسلمْب ،فإف أخذه من غّب مسلم أو وجده مطروحا أعاد.
وأما السهو:
فإف أخل بركن أعاد كمن أخل بالقياـ حٌب نوى ،أو بالنية حٌب كرب ،أو بالتكبّب حٌب قرأ ،أو
بالركوع حٌب سجد ،أو بالسجدتْب حٌب ركع فيما بعد .وكذا لو زاد ُب الصالة ركعة ،أو ركوعاً ،أو
سجدتْب أعاد سهواً وعمداً .لو شك ُب الركوع فركعٍ ،ب ذكر أنو كاف قد ركع بطلت صالتو .وإف
نقص ركعة فإف ذكر قبل فعل ما يبطل الصالة أًب ولو كانت ثنائية ،وإف ذكر بعد أف فعل ما يبطلها
عمداً أو سهواً أعاد ،وإف كاف يبطلها عمداً ال سهواً كالكالـ يتم صالتو وعليو سجدٌب السهو .ولو
ترؾ التسليم ٍب ذكر سلم وصحت صالتو وإف فعل ما يبطل الصالة عمداً أو سهواً .ولو ترؾ
سجدتْب ومل يدر أنبا من ركعتْب أو ركعة أعاد صالتو ،ولو كانتا من ركعتْب ومل يدر أيتهما ىي ال
إعادة عليو ويقضيهما ،وعليو سجدتا السهو.
وإف أخل بواجب غّب ركن ،فمنو ما يتم معو الصالة من غّب تدارؾ ،ومنو ما يتدارؾ من غّب
سجود ،ومنو ما يتدارؾ مع سجدٌب السهو.
فاألوؿ :من نسي القراءة ،أو اعبهر أو اإلخفات ُب مواضعهما ،أو قراءة "اغبمد" ،أو قراءة
السورة حٌب ركع ،أو الذكر ُب الركوع ،أو الطمأنينة فيو حٌب رفع رأسو ،أو رفع الرأس ،أو الطمأنينة
فيو حٌب سجد ،أو الذكر ُب السجود ،أو السجود على األعضاء السبعة ،أو الطمأنينة فيو حٌب رفع
رأسو ،أو رفع رأسو من السجود ،أو الطمأنينة فيو حٌب سجد ثانياً ،أو الذكر ُب السجود الثاين ،أو
السجود على األعضاء السبعة ،أو الطمأنينة فيو حٌب رفع رأسو منو.
الثاين :من نسي قراءة "اغبمد" حٌب قرأ سورة استأنف "اغبمد" وسورة ،وكذا لو نسي الركوع
وذكر قبل أف يسجد قاـ فركع ٍب سجد ،وكذا من ترؾ السجدتْب أو إحديهما أو التشهد وذكر قبل
أف يركع رجع فتالفاهٍ ،ب قاـ فأتى دبا يلزـ من قراءة أو تسبيح ٍب ركع ،وال ذبب ُب ىذين اؼبوضعْب
سجدتا السهو .ولو ترؾ الصالة على النيب وعلى آلو (عليهم السالـ) حٌب سلم قضانبا بعد
التسليم.
71 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثالث :من ترؾ سجدة أو التشهد ومل يذكر حٌب يركع قضانبا أو أحدنبا ،وسجد سجدٌب
السهو.
األوىل :من شك ُب عدد الواجبة الثنائية أعاد كالصبح ،وصالة السفر ،وصالة العيدين إذا
كانت فريضة ،والكسوؼ ،وكذا اؼبغرب.
الثانية :إذا شك ُب شيء من أفعاؿ الصالة ٍب ذكر ،فإف كاف ُب موضعو أتى بو وأًب ،وإف
انتقل مضى ُب صالتو ،سواء كاف ذلك الفعل ركناً أو غّبه ،وسواء كاف ُب األوليْب أو األخريْب.
تفريع :إذا ربققت نية الصالة وشك ىل نوى ظهراً أو عصراً مثالً ،أو فرضاً أو نفالً استأنف.
الثالثة :إذا شك ُب أعداد الرباعية فإف كاف ُب األوليْب أعاد ،وكذا إذا مل يدر كم صلى .وإف
تيقن األوليْب وشك ُب الزائد وجب عليو االحتياط.
ومسائلو أربع:
األوىل :من شك بْب االثنْب والثالث بُب على الثالث وأًب ،وتشهد وسلمٍ ،ب استأنف ركعة
من قياـ ،أو ركعتْب من جلوس.
الثانية :من شك بْب الثالث واألربع بُب على األربع ،وتشهد وسلم ،واحتاط كاألوىل.
الثالثة :من شك بْب االثنْب واألربع بُب على األربع ،وتشهد وسلمٍ ،ب أتى بركعتْب من قياـ.
الرابعة :من شك بْب االثنْب والثالث واألربع بُب على األربع ،وتشهد وسلمٍ ،ب أتى بركعتْب
من قياـ ،وركعتْب من جلوس .واألفضل ُب كل ىذه الصور وغّبىا أف يبِب على األقل فإف كاف أقل
من أربع أًب صالتو وسلم وسجد سجدٌب السهو ،وإف كاف أربع سلم وسجد سجدٌب السهو ،وإف
كاف ُب الرابعة أسبها وسلم وسجد سجدٌب السهو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 71
األوىل :لو غلب على ظنو أحد طرُب ما شك فيو بُب على الظن وكاف كالعلم.
الرابعة :من سها ُب سهو مل يلتفت وبُب على صالتو ،وكذا إذا سها اؼبأموـ عوؿ على صالة
اإلماـ .وال شك على اإلماـ إذا حفظ عليو من خلفو ،وال حكم للسهو مع كثرتو .ويرجع ُب الكثرة
إىل ما يسمى ُب العادة كثّباً ،ومن شك مرة ُب يومو فهو كثّب الشك.
اػبامسة :من شك ُب عدد النافلة بُب على األكثر ،وإف بُب على األقل كاف أفضل.
ونبا واجبتاف حيث ذكرناه ،وُب من تكلم ساىياً ،أو سلم ُب غّب موضعو ،أو شك بْب األربع
واػبمس .ويسجد اؼبأموـ مع اإلماـ واجباً إذا عرض لو السبب .ولو انفرد أحدنبا كاف لو حكم
نفسو .وموضعهما :بعد التسليم للزيادة والنقصاف ،وصورهتما :أف [ينويٍ ،ب] يكرب مستحباً ٍب
يسجدٍ ،ب يرفع رأسو ٍب يسجدٍ ،ب يرفع رأسو ويتشهد تشهداً خفيفاً ٍب يسلم .وال هبب فيهما
الذكر بل يستحب .ولو أنبلهما عمداً مل يبطل الصالة ،وعليو اإلتياف هبما ولو طالت اؼبدة.
أما السبب :فمنو ما يسقط معو القضاء وىو سبعة :الصغر ،واعبنوف ،واإلغماء واغبيض،
والنفاس ،والكفر األصلي ،وعدـ التمكن من فعل ما يستبيح بو الصالة من وضوء أو غسل أو
تيمم .وما عداه هبب معو القضاء كاإلخالؿ بالفريضة عمداً أو سهواً عدا اعبمعة والعيدين ،وكذا
71 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
النوـ ولو استوعب الوقت .ولو زاؿ عقل اؼبكلف بشيء من قبلو كالسكر وشرب اؼبرقد وجب
القضاء ،ألنو سبب ُب زواؿ العقل غالباً .ولو أكل غذاء مؤذياً فآؿ إىل اإلغماء مل يقض ،وإذا ارتد
اؼبسلم أو أسلم الكافر ٍب كفر وجب عليو قضاء زماف ردتو.
وأما القضاء :فإنو هبب قضاء الفائتة إذا كانت واجبة ،ويستحب إذا كاف نافلة مؤقتة استحباباً
مؤكداً وإف فاتت ؼبرض ال يزيل العقل .ويستحب أف يتصدؽ عن كل ركعتْب دبد ،فإف مل يتمكن
فعن كل يوـ دبد .وهبب قضاء الفائتة وقت الذكر ما مل يتضيق وقت حاضرة ،بَبتيب السابقة على
الالحقة كالظهر على العصر ،والعصر على اؼبغرب ،واؼبغرب على العشاء ،سواء كاف ذلك ليوـ
حاضر أو صلوات يوـ فائت ،فإف فاتتو صلوات مل تَبتب على اغباضرة مل هبب تقديبها .ولو كاف
عليو صالة فنسيها وصلى اغباضرة مل يعد ،ولو ذكر ُب أثنائها عدؿ إىل السابقة ،ولو صلى اغباضرة
مع الذكر أعاد .ولو دخل ُب نافلة وذكر ُب أثنائها أف عليو فريضة استأنف الفريضة .ويقضي صالة
السفر قصراً ولو ُب اغبضر ،وصالة اغبضر سباماً ولو ُب السفر.
األوىل :من فاتتو فريضة من اػبمس غّب معينة قضى صبحاً ومغرباً وأربعاً عما ُب ذمتو .ولو
فاتتو من ذلك مرات ال يعلمها قضى حٌب يغلب على ظنو أنو وَب.
الثانية :إذا فاتتو صالة معينة ومل يعلم كم مرة كرر من تلك الصالة حٌب يغلب عنده الوفاء،
ولو فاتتو صلوات ال يعلم كميتها وال عينها صلى أياماً متوالية حٌب يعلم أف الواجب دخل ُب
اعبملة.
والنظر ُب أطراؼ:
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 71
وتتأكد ُب الصلوات اؼبرتبة .وال ذبب إال ُب اعبمعة والعيدين مع الشرائط .وال ذبوز ُب شئ من
النوافل عدا االستسقاء والعيدين مع اختالؿ شرائط الوجوب .وتدرؾ الصالة صباعة بإدراؾ الركوع،
وبإدراؾ اإلماـ راكعاً .وأقل ما تنعقد باثنْب اإلماـ أحدنبا .وال تصح مع حائل بْب اإلماـ واؼبأموـ
يبنع اؼبشاىدة ،إال أف يكوف اؼبأموـ امرأة .وال تنعقد واإلماـ أعلى من اؼبأموـ دبا يعتد بو كاألبنية،
وهبوز أف يقف على علو من أرض منحدرة ،ولو كاف اؼبأموـ على بناء عاؿ كاف جائزاً .وال هبوز
تباعد اؼبأموـ عن اإلماـ دبا يكوف كثّباً ُب العادة (أكثر من مَب بْب اؼبأموـ واإلماـ) ،إذا مل تكن
بينهما صفوؼ متصلة ،أما إذا توالت الصفوؼ فال بأس.
ويكره :أف يقرأ اؼبأموـ خلف اإلماـ ،إال إذا كانت الصالة جهرية ٍب ال يسمع وال نبهمة ،ولو
كاف اإلماـ فبن ال يقتدى بو وجبت القراءة.
وذبب متابعة اإلماـ ،فلو رفع اؼبأموـ رأسو جاىالً حاؿ اإلماـ عاد للمتابعة ،وإف كاف ناسياً
عاد للمتابعة .وكذا لو ىوى إىل الركوع أو السجود قبل اإلماـ ظاناً أف اإلماـ قد ىوى عاد وتابع
اإلماـ ،أما إذا قصد الركوع قبل اإلماـ مع علمو حباؿ اإلماـ فهو إف كاف نوى االنفراد أًب صالتو
منفرداً ،وإال بطلت صالتو .وال هبوز أف يقف اؼبأموـ قداـ اإلماـ .والبد من نية االئتماـ والقصد إىل
إماـ معْب ،فلو كاف بْب يديو اثناف ،فنوى االئتماـ هبما أو بأحدنبا ومل يعْب مل تنعقد .ولو صلى
اثناف فقاؿ كل واحد منهما :كنت إماماً صحت صالهتما ،ولو قاؿ :كنت مأموماً مل تصح
صالهتما ،وكذا لو ش ّكا فيما أضمراه .وهبوز أف يأًب اؼبفَبض باؼبفَبض وإف اختلف الفرضاف،
واؼبتنفل باؼبفَبض واؼبتنفل ،واؼبفَبض باؼبتنفل ُب أماكن.
ويستحب :أف يقف اؼبأموـ عن يبْب اإلماـ إف كاف رجالً واحداً ،وخلفو إف كانوا صباعة أو
امرأة .ولو كاف اإلماـ امرأة وقف النساء إىل جانبيها .وكذا إذا صلى العاري بالعرات جلس وجلسوا
عن ظبتو ،ال يربز إال بركبتيو .ويستحب أف يعيد اؼبنفرد صالتو إذا وجد من يصلي تلك الصالة
صباعة ،إماماً كاف أو مأموماً ،وأف يسبح حٌب يركع اإلماـ إذا أكمل القراءة قبلو ،وأف يكوف ُب
الصف األوؿ أىل الفضل ،ويكره سبكْب الصبياف منو .ويكره أف يقف اؼبأموـ وحده إال أف سبتلئ
77 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الصفوؼ ،وأف يصلي اؼبأموـ نافلة إذا أقيمت الصالة .ووقت القياـ إىل الصالة إذا قاؿ اؼبؤذف :قد
قامت الصالة ،واألفضل بعد سباـ الشهادة.
الطرؼ الثاين:
يعترب ُب اإلماـ :اإليباف ،والعدالة ،والعقل ،وطهارة اؼبولد ،والبلوغ إذا كاف اؼبأموـ بالغاً مفَبضاً،
وأف ال يكوف قاعداً بقائم ،وال أمياً دبن ليس كذلك ،وال يشَبط اغبرية .ويشَبط الذكورة إذا كاف
اؼبأموموف ذكراناً ،أو ذكراناً وإناثاً .وهبوز أف تؤـ اؼبرأة النساء فقط ،وكذا اػبنثى اػبنثى فقط ،وال تؤـ
اؼبرأة رجالً وال خنثى.
ولو كاف اإلماـ يلحن ُب القراءة حبيث يتغّب اؼبعُب أو ال يفهم مل ذبز إمامتو دبتقن ،وكذا من
يبدؿ اغبرؼ كالتمتاـ وشبهو .وال يشَبط أف ينوي اإلماـ اإلمامة .وصاحب اؼبسجد واإلمارة واؼبنزؿ
أوىل بالتقدـ ،واؽبامشي أوىل من غّبه إذا كاف بشرائط اإلمامة .وإذا تشاح األئمة فمن قدمو اؼبأموموف
سمع من خلفو الشهادتْب .وإذافهو أوىل ،فإف اختلفوا قدـ األفقو فاألتقى .ويستحب لإلماـ أف ي ِ
ُ
مات اإلماـ أو أغمي عليو استنيب من يتم هبم الصالة ،وكذا إذا عرض لإلماـ ضرورة جاز لو أف
يستنيب ،ولو فعل ذلك اختياراً جاز أيضاً.
ويكره أف يأًب حاضر دبسافر ،وأف يستناب اؼبسبوؽ ،وأف يؤـ األجذـ واألبرص وا﵀دود بعد
توبتو واألغلف ،وإمامة من يكرىو اؼبأموـ ،وأف يؤـ األعرايب باؼبهاجرين ،واؼبتيمم باؼبتطهرين.
األوىل :إذا ثبت أف اإلماـ فاسق أو كافر أو على غّب طهارة بعد الصالة مل تبطل صالة اؼبؤًب
بو ،ولو كاف عاؼباً أعاد ،ولو علم ُب أثناء الصالة ينوي االنفراد ويتم.
الثانية :إذا دخل واإلماـ راكع وخاؼ فوت الركوع ركع ،وهبوز أف يبشي ُب ركوعو حٌب يلحق
بالصف.
الثالثة :إذا اجتمع خنثى وامرأة وقف اػبنثى خلف اإلماـ ،واؼبرأة وراءه وجوباً.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 71
الرابعة :إذا وقف اإلماـ ُب ؿبراب داخل فصالة من يقابلو ماضية دوف صالة من إىل جانبيو إذا
مل يشاىدوه ،وذبوز صالة الصفوؼ الذين وراء الصف األوؿ ،ألهنم يشاىدوف من يشاىده.
اػبامسة :ال هبوز للمأموـ مفارقة اإلماـ بغّب عذر ،فإف نوى االنفراد جاز.
السادسة :اعبماعة جائزة ُب السفينة الواحدة وُب سفن عدة ،سواء اتصلت السفن أو
انفصلت.
السابعة :إذا شرع اؼبأموـ ُب نافلة فأحرـ اإلماـ قطعها واستأنف إف خشي الفوات وإال أًب
ركعتْب استحباباً ،وإف كانت فريضة نقل نيتو إىل النفل على األفضل وأًب ركعتْب ،ولو كاف إماـ
األصل قطعها واستأنف معو.
الثامنة :إذا فاتو مع اإلماـ شيء صلى ما يدركو وجعلو أوؿ صالتو ،وأًب ما بقي عليو .ولو
أدركو ُب الرابعة دخل معو ،فإذا سلم قاـ فصلى ما بقي عليو ،ويقرأ ُب الثانية لو بػ "اغبمد" وسورة،
وُب االثنتْب األخّبتْب بػ "اغبمد".
التاسعة :إذا أدرؾ اإلماـ بعد رفعو من األخّبة كرب وسجد معو ،فإذا سلم قاـ فاستقبل صالتو
وال وبتاج إىل استئناؼ تكبّب .ولو أدركو بعد رفع رأسو من السجدة األخّبة كرب وجلس معو ،فإذا
سلم قاـ فاستقبل صالتو ،وال وبتاج إىل استئناؼ تكبّب.
العاشرة :هبوز أف يسلم اؼبأموـ قبل اإلماـ وينصرؼ لضرورة وصباعتو صحيحة.
اغبادية عشرة :إذا وقف النساء ُب الصف األخّب فجاء رجاؿ وجب أف يتأخرف إذا مل يكن
للرجاؿ موقف أمامهن.
الثانية عشرة :إذا استنيب اؼبسبوؽ ،فإذا انتهت صالة اؼبأموـ أومأ إليهم ليسلمواٍ ،ب يقوـ فيأٌب
دبا بقي عليو.
71 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
يستحب ازباذ اؼبساجد مكشوفة غّب مسقفة إال باغبصر عريش كعريش موسى (عليو السالـ)
وأف تكوف اؼبيضاة على أبواهبا ،وأف تكوف اؼبنارة مع حائطها ال ُب وسطها ،وأف يقدـ الداخل إليها
رجلو اليمُب ،واػبارج رجلو اليسرى ،وأف يتعاىد نعليو ،وأف يدعو عند دخولو وعند خروجو .وهبوز
نقض ما استهدـ دوف غّبه ،ويستحب إعادتو .وهبوز استعماؿ آلتو ُب غّبه ،ويستحب كنس
اؼبساجد واإلسراج فيها.
ووبرـ :زخرفتها ونقشها بالصور ،وبيع آلتها ،وأف يؤخذ منها ُب الطرؽ واألمالؾ ،ومن أخذ
منها شيئاً وجب أف يعيده إليها أو إىل مسجد آخر .وإذا زالت آثار اؼبسجد مل وبل سبلكو ،وال هبوز
إدخاؿ النجاس ة إليها ،وال إزالة النجاسة فيها ،وال إخراج اغبصى منها ،وإف فعل أعاده إليها .ووبرـ
فتح باب دار إىل اؼبسجد إال باب دار اؼبعصوـ ،ويكره األكل فيها وجعلها ؾبالس للطعاـ كراىية
شديدة.
ويكره :تعليتها وأف يعمل ؽبا شرؼ ،أو ؿباريب داخلة ُب اغبائط ،وأف ذبعل طريقاً.
ويستحب :أف يتجنب البيع والشراء ،وسبكْب اجملانْب ،وإنفاذ األحكاـ وتعريف الضواؿ ،وإقامة
اغبدود ،وإنشاد الشعر ،ورفع الصوت ،وعمل الصنائع والنوـ .ويكره :دخوؿ من ُب فيو رائحة بصل
أو ثوـ ،والتنخم والبصاؽ ،وقتل القمل فإف فعل سَبه بالَباب ،وكشف العورة ،والرمي باغبصى.
مسائل ثالث:
األوىل :إذا اهندمت الكنائس والبيع ،فإف كاف ألىلها ذمة مل هبز التعرض ؽبا ،وإف كانت ُب
أرض اغبرب أو باد أىلها جاز استعماؽبا ُب اؼبساجد.
الثالثة :الصالة ُب اعبامع دبائة ،وُب مسجد القبيلة خبمس وعشرين ،وُب السوؽ باثنٍب عشرة
صالة .حرمة أضرحة اؼبعصومْب واغبسينيات كحرمة اؼبساجد ،ولكن ال يكره األكل ُب اغبسينيات
ويستحب لإلماـ أو من نصبو أف يدير أمور اؼبسلمْب من اؼبسجد.
صالة اػبوؼ مقصورة سفراً ،وُب اغبضر إذا صليت صباعة أو فرادى .وإذا صليت صباعة
فاإلماـ باػبيار إف شاء صلى بطائفة ٍب بأخرى وكانت الثانية لو ندباً ،واألفضل أف يصلي كما صلى
رسوؿ ا﵁ (صلى ا﵁ عليو وآلو) بذات الرقاع.
أما الشروط :فإف يكوف اػبصم ُب غّب جهة القبلة ،وأف يكوف فيو قوة ال يؤمن أف يهجم على
اؼبسلمْب ،وأف يكوف ُب اؼبسلمْب كثرة يبكن أف يفَبقوا طائفتْب ،يكفل كل طائفة دبقاومة اػبصم،
وأف ال وبتاج اإلماـ إىل تفريقهم أكثر من فرقتْب.
وأما كيفيتها :فإف كانت الصالة ثنائية صلى باألوىل ركعة وجلس ،فيقوـ من خلفو ويتموف ٍب
يستقبلوف العدو ،فيقوـ للثانية وتأٌب الفرقة األخرى فيحرموف ويدخلوف معو ُب ثانيتو وىي أوالىم،
فإذا جلس للتشهد أطاؿ ،وهنض من خلفو فأسبوا وجلسوا ،فتشهد هبم وسلم .فتحصل اؼبخالفة ُب
ثالثة أشياء :انفراد اؼبؤًب (باألفعاؿ ال بالنية فصالتو صباعة) ،وتوقع اإلماـ للمأموـ حٌب يتم ،وإمامة
القاعد بالقائم .وإف كانت ثالثية فهو باػبيار إف شاء صلى باألوىل ركعة وبالثانية ركعتْب ،وإف شاء
بالعكس ،وهبوز أف يكوف كل فرقة واحداً.
األوىل :كل سهو يلحق اؼبصلْب ُب حاؿ متابعتهم ال حكم لو ،وُب حاؿ االنفراد يكوف اغبكم
على ما قدمناه ُب باب السهو.
12 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثانية :أخذ السالح واجب ُب الصالة ولو كاف على السالح قباسة ،ولو كاف ثقيالً يبنع شيئاً
من واجبات الصالة مل هبز.
الثالثة :إذا سها اإلماـ سهواً يوجب السجدتْب ٍب دخلت الثانية معو ،فإذا سلم وسجد مل
هبب عليها اتباعو .وأما صالة اؼبطاردة وتسمى صالة شدة اػبوؼ ،مثل أف ينتهي اغباؿ إىل اؼبعانقة
واؼبسايقة ،فيصلي على حسب إمكانو واقفاً أو ماشياً أو راكباً ،ويستقبل القبلة بتكبّبة اإلحراـ ٍب
يستمر إف أمكنو ،وإال استقبل دبا أمكنو وصلى مع التعذر إىل أي اعبهات أمكن .وإذا مل يتمكن
من النزوؿ صلى راكباً ،ويسجد على قربوس سرجو ،وإف مل يتمكن أومأ ايباءاً ،فإف خشي صلى
بالتسبيح ويسقط الركوع والسجود ،ويقوؿ بدؿ كل ركعة :سبحاف ا﵁ واغبمد ا﵁ ،وال إلو إال ا﵁
وا﵁ أكرب.
فروع:
األوؿ :إذ صلى مومياً فأمن أًب صالتو بالركوع والسجود فيما بقي منها ،وال يستأنف ما مل
يستدبر القبلة ُب أثناء صالتو .وكذا لو صلى بعض صالتو ٍب عرض اػبوؼ أًب صالة خائف وال
يستأنف.
الثاين :من رأى سواداً فظنو عدواً فقصر أو صلى مومياً ٍب انكشف بطالف خيالو مل يعد ،وكذا
لو أقبل العدو فصلى مومياً لشدة خوفوٍ ،ب باف ىناؾ حائل يبنع العدو.
الثالث :إذا خاؼ من سيل أو سبع جاز أف يصلي صالة شدة اػبوؼ.
تتمة :اؼبتوحل والغريق يصلياف حبسب اإلمكاف ،ويومياف لركوعهما وسجودنبا وال يقصر واحد
منهما عدد صالتو ،إال ُب سفر أو خوؼ.
األوؿ :اعتبار اؼبسافة ،وىي (ٗٗكم) ذىاباً أو إياباً ،أو (ٕٕكم) ذىاباً وإياباً .ولو كانت
اؼبسافة (ٕٕكم) وأراد العود إىل بيتو ُب يوـ أو أياـ دوف العشر وجب التقصّب ،ولو تردد يوماً ُب
اقل من (ٕٕكم) ذاىباً وجائياً وعائداً مل هبز التقصّب وإف كاف ذلك من نيتو .ولو كاف لبلد طريقاف
واألبعد منهما مسافة فسلك األبعد قصر ،وإف كاف ميالً إىل الرخصة.
الشرط الثاين :قصد اؼبسافة ،فلو قصد ما دوف اؼبسافة ٍب ذبدد لو رأي فقصد أخرى مثلها مل
يقصر ،ولو زاد اجملموع على مسافة التقصّب فإف عاد وقد كملت اؼبسافة فما زاد قصر ،وكذا لو
طلب دابة شذت لو أو غريباً أو آبقاً .ولو خرج ينتظر رفقة إف تيسروا سافر معهم وإال عاد ،فإف
كاف على حد مسافة (ٕٕكم) قصر ُب سفره وُب موضع توقفو ،وإف كاف دوهنا أًب حٌب تيسر لو
الرفقة ويسافر.
الشرط الثالث :أف ال يقطع السفر بإقامة ُب أثنائو ،فلو عزـ على مسافة وُب طريقو ملك لو قد
استوطنو ستة أشهر أًب ُب طريقو وُب ملكو ،وكذا لو نوى اإلقامة ُب بعض اؼبسافة .ولو كاف بينو و
بْب ملكو أو ما نوى اإلقامة فيو مسافة التقصّب قصر ُب طريقو خاصة .ولو كاف عدة مواطن اعترب
ما بينو وبْب األوؿ ،فإف كاف مسافة قصر ُب طريقو ،وينقطع سفره دبوطنو فيتم فيوٍ .ب يعترب اؼبسافة
الٍب بْب موطنيو ،فإف مل تكن مسافة أًب ُب طريقو النقطاع سفره ،وإف كانت مسافة قصر ُب طريقو
الثانية حٌب يصل إىل وطنو.
والوطن الذي يتم فيو :ىو موضػع سػكنو واسػتقراره وكػل موضػع لػو فيػو ملػك أو شػبهو (كػأرض
اؼبقابلػة ،أو األنفػاؿ الػٍب انتفػع هبػا بػإذف اإلمػاـ) ،قػد اسػتوطنو سػتة أشػهر متواليػة فصػاعداً ،بشػرط أف
تكوف ُب اؼبلك دار للسكن.
الشرط الرابع :أف يكوف السفر سائغاً واجباً كاف كحجة اإلسالـ ،أو مندوباً كزيارة النيب (صلى
ا﵁ عليو وآلو) ،أو مباحاً كاألسفار للمتاجر .ولو كاف معصية مل يقصر كاتباع اعبائر ،وصيد اللهو،
ولو كاف الصيد لقوتو وقوت عيالو أو للتجارة قصر.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الشرط اػبامس :أف ال يكوف سفره أكثر من حضره ،كالبدوي الذي يطلب القطر ،واؼبكاري
واؼبالح والتاجر الذي يطلب األسواؽ والربيد .وضابطو :كل من كاف سفره أربعة أياـ ُب األسبوع أو
ستة عشر يوماً ُب الشهر أو ستة أشهر ويوـ ُب السنة على الدواـ أًب وصاـ ُب السفر ،ويبدأ بالتماـ
والصياـ مٌب علم أف ىذا حالو ولو كاف ُب أوؿ يوـ من سفره.
الشرط السادس :ال هبوز للمسافر التقصّب حٌب ىبفى عليو اآلذاف ،وال هبوز لو الَبخص قبل
ذلك ولو نوى السفر ليالً .وكذا ُب عوده يقصر حٌب يبلغ ظباع اآلذاف (بصوت اإلنساف ال
باؼبكربات) من مصره ،فإذا ظبع أًب .ولو نوى اإلقامة ُب غّب بلده عشرة أياـ أًب ،ودوهنا يقصر .وإف
تردد عزمو قصر ما بينو وبْب شهرٍ ،ب يتم ولو صالة واحدة .ولو نوى اإلقامة ٍب بدا لو وعزـ على
قطع ا إلقامة رجع إىل التقصّب سواء صلى صالة واحدة بنية اإلسباـ أو أكثر أـ مل يصل .ولو عدؿ
بنيتو مرة أخرى إىل البقاء لزمو أف ينوي إقامة عشرة أياـ جديدة ليتم.
وأما القصر:
فإنو عزيبة إال ُب أحد اؼبواطن األربعة :مكة واؼبدينة واؼبسجد اعبامع بالكوفة واغباير فإنو ـبّب،
واإلسباـ أفضل .وإذا تعْب القصر فأًب عامداً أعاد على كل حاؿ ،وإف كاف جاىالً بالتقصّب فال
إعادة ولو كاف الوقت باقياً ،وإف كاف ناسياً ال يعيد ُب الوقت ،وال يقضي إف خرج الوقت .ولو قصر
اؼبسافر اتفاقاً صحت صالتو ،وإذا دخل الوقت وىو حاضر ٍب سافر والوقت باؽ يقصر اعتباراً حباؿ
األداء ،ولو دخل الوقت وىو مسافر فحضر والوقت باؽ يتم اعتباراً حباؿ األداء.
ويستحب :أف يقوؿ عقيب كل فريضة ثالثْب مرة :سبحاف ا﵁ واغبمد ا﵁ وال إلو إال ا﵁ ،وا﵁
أكرب جرباً للفريضة ،وال يلزـ اؼبسافر متابعة اغباضر إذا أًب بو ،بل يقتصر على فرضو ويسلم منفرداً.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
األوىل :إذا خرج إىل مسافة فمنعو مانع اعترب ،فإف كاف حبيث ىبفى عليو اآلذاف قصر إذا مل
يرجع عن نية السفر ،وإف كاف حبيث يسمعو أو بدا لو عن السفر أًب ،ويستوي ُب ذلك اؼبسافر ُب
الرب والبحر.
الثانية :لو خرج إىل مسافة فردتو الريح ،فإف بلغ ظباع اآلذاف أًب ،وإال قصر.
الثالثة :إذا عزـ على اإلقامة ُب غّب بلده عشرة أياـٍ ،ب خرج إىل ما دوف اؼبسافة فإف عزـ العود
واإلقامة أًب ذاىباً وُب البلد.
الرابعة :من دخل ُب صالة بنية القصرٍ ،ب َع َّن لو اإلقامة وعزـ على اإلقامة أًب .ولو نوى
اإلقامة عشراً ودخل ُب صالتو ،فعن لو السفر وعزـ على السفر يرجع إىل التقصّب .ولو جدد العزـ
على السفر بعد الفراغ من صالتو التماـ عاد إىل القصر.
اػبامسة :االعتبار ُب القضاء حباؿ فوات الصالة ،ال حباؿ وجوهبا ،فإذا فاتت قصراً قضيت
كذلك.
السادسة :إذا نوى اؼبسافة وخفي عليو األذاف وقصر ،فبدا لو مل يعد صالتو.
السابعة :إذا دخل وقت نافلة الزواؿ فلم يصل وسافر استحب لو قضاؤىا ولو ُب السفر.
***
كتاب الصياـ
والنظر ُب :أركانو ،وأقسامو ،ولواحقو.
وأركانو أربعة:
األوؿ :الصياـ
وىو الكف عن اؼبفطرات مع النية ،ويكفي ُب رمضاف وغّبه أف ينوي صيامو متقرباً إىل ا﵁.
ولو نسيها ليالً جددىا هناراً ما بينو وبْب الزواؿ .فلو زالت الشمس فات ؿبلها واجباً كاف الصياـ أو
ندباً ،وىبتص رمضاف جبواز تقدًن النية عليو .ولو سها عند دخولو فصاـ كانت النية األوىل كافية.
وكذا هبزي نية واحدة لصياـ الشهر كلو.
وال يقع ُب رمضاف صياـ غّبه ،ولو نوى غّبه واجباً كاف أو ندباً أجزأ عن رمضاف دوف ما نواه.
وال هبوز أف يردد نيتو بْب الواجب والندب ،بل البد من قصد أحدنبا تعييناً أو القربة اؼبطلقة .ولو
قصد الوجوب (أي من رمضاف) آخر يوـ من شعباف مع الشك مل هبزئ عن أحدنبا ،ولو نواه
مندوباً أجزأ عن رمضاف إذا انكشف إنو منو .ولو صاـ على أنو إف كاف رمضاف كاف واجباً وإال كاف
مندوباً ال هبزي وعليو اإلعادة .ولو أصبح بنية اإلفطار ٍب باف أنو من رمضاف جدد النية وأجزأ بو،
فإف كاف ذلك بعد الزواؿ أمسك وعليو القضاء.
فروع ثالثة:
األوؿ :لو نوى اإلفطار ُب يوـ رمضاف ٍ ،ب جدد قبل الزواؿ صح صيامو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
الثاين :لو عقد نية الصياـ ٍب نوى اإلفطار ومل يفطر ٍب جدد النية كاف صحيحاً.
وفيو مقاصد:
األوؿ :هبب اإلمساؾ عن كل مأكوؿ معتاداً كاف كاػببز والفواكو ،أو غّب معتاد كاغبصى
والربد .وعن كل مشروب ولو مل يكن معتاداً كمياه األنوار وعصارة األشجار .وعن اعبماع ُب القبل
وُب دبر اؼبرأة ،ويفسد صياـ اؼبرأة ويفسد الصياـ بعمل اللواط اػببيث وبوطئ الدابة .وعن الكذب
على ا﵁ وعلى رسولو ،وعلى األئمة واؼبهديْب (عليهم السالـ) ،ويفسد الصياـ بذلك .وعن
اإلرسباس ،ووبرـ ويفسد الصياـ بفعلو إذا كاف للهو ،أما إذا كاف عملو ُب اإلرسباس أو أرسبس إلخراج
شيء من اؼباء فال وبرـ وصومو صحيح .وإيصاؿ الغبار إىل اغبلق حراـ ويفسد الصياـ ،وعن
التدخْب فهو يفسد الصياـ ال باعتباره غباراً غليظاً .وعن البقاء على اعبنابة عامداً حٌب يطلع الفجر
من غّب ضرورة.
ولو أجنب فناـ غّب نا ٍو للغسل فطلع الفجر فسد الصياـ ،ولو كاف نوى الغسل صح صيامو.
ولو انتبو ٍب ناـ ناوياً للغسل فأصبح نائماً فسد صيامو وعليو قضاؤه .ولو استمُب أو ؼبس امرأة فأمُب
فسد صيامو .ولو احتلم بعد نية الصياـ هناراً مل يفسد صيامو ،وكذا لو نظر إىل امرأة فأمُب أو
استمع فأمُب .واغبقنة باعبامد جائزة ،وباؼبائع ؿبرمة ويفسد هبا الصياـ ،واغبقنة بالعضلة والوريد ال
تفسد الصياـ إال اؼبغذي فإنو يفسد الصياـ.
مسألتاف:
األوىل :كل ما ذكرنا أنو يفسد الصياـ إمبا يفسده إذا وقع عمداً سواء كاف عاؼباً أو جاىالً ،ولو
كاف سهواً مل يفسد سواء كاف الصياـ واجباً أو ندباً ،وكذا لو أكره على اإلفطار ،أو وجر ُب حلقو.
17 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثانية :ال بأس دبص اػباًب ،ومضغ الطعاـ للصيب ،وزؽ الطائر ،وذوؽ اؼبرؽ واالستنقاع ُب اؼباء
للرجاؿ .ويستحب السواؾ للصالة بالرطب واليابس.
األوىل :ذبب مع القضاء الكفارة بأشياء ىي :األكل والشرب اؼبعتاد وغّبه ،واعبماع حٌب
تغيب اغبشفة ُب قبل اؼبرأة أو دبرىا ،وتعمد البقاء على اعبنابة حٌب يطلع الفجر ،وكذا لو ناـ غّب
نا ٍو للغسل حٌب طلع الفجر ،واالستمناء ،وإيصاؿ الغبار إىل اغبلق ،والتدخْب.
الثانية :ال ذبب الكفارة إال ُب صياـ رمضاف ،وقضاؤه بعد الزواؿ ،والنذر اؼبعْب وُب صياـ
االعتكاؼ إذا وجب ،وما عداه ال ذبب فيو الكفارة مثل :صياـ الكفارات ،والنذر غّب اؼبعْب
واؼبندوب وإف فسد الصياـ.
تفريع:
من أكل ناسياً فظن فساد صيامو فأفطر عامداً فسد صيامو وعليو القضاء ،وال ذبب الكفارة.
ؼ فأفطر وجب ولو وجر ُب حلقو ،أو أكره إكراىاً يرتفع معو االختيار مل يفسد صيامو .ولو ُخ ّو َ
القضاء ،وال كفارة.
الثالثة :الكفارة ُب شهر رمضاف عتق رقبة ،أو صياـ شهرين متتابعْب ،أو إطعاـ ستْب مسكيناً
ـبّباً ُب ذلك .وهبب باإلفطار با﵀رـ ثالث كفارات ،وبا﵀لل كفارة ،وإذا مل هبد الرقبة يدفع شبنها
لإلماـ.
الرابعة :إذا أفطر زماناً نذر صيامو على التعيْب كاف عليو القضاء ،وكفارة كربى ـبّبة.
اػبامسة :الكذب على ا﵁ وعلى األئمة واؼبهديْب (عليهم السالـ) حراـ على الصائم وغّبه
وإف تأكد ُب الصائم ،وهبب بو قضاء وكفارة.
الثامنة :من أجنب وناـ ناوياً للغسلٍ ،ب انتبو ٍب ناـ كذلكٍ ،ب انتبو وناـ ثالثة ناوياً حٌب طلع
الفجر ال تلزمو الكفارة.
التاسعة :هبب القضاء ُب الصياـ الواجب اؼبتعْب بتسعة أشياء :فعل اؼبفطر قبل مراعاة الفجر
مع القدرة ،واإلفطار إخالداً إىل من أخربه أف الفجر مل يطلع مع القدرة على عرفانو ويكوف طالعاً،
وترؾ العمل بقوؿ اؼبخرب بطلوعو ،واإلفطار لظنو كذبو .وكذا اإلفطار تقليداً أف الليل دخل ٍب تبْب
فساد اػبرب ،واإلفطار للظلمة اؼبونبة دخوؿ الليل ،فلو غلب على ظنو مل يفطر .وتعمد القيء ،ولو
ذرعو مل يفطر ،واغبقنة باؼبائع ،ودخوؿ اؼباء إىل اغبلق للتربد دوف التمضمض بو للطهارة ،ومعاودة
اعبنب النوـ ثانياً حٌب يطلع الفجر ناوياً للغسل .ومن نظر إىل من وبرـ عليو نظرىا بشهوة فأمُب
عليو القضاء ،ولو كانت ؿبللة (الزوجة) مل هبب.
فروع:
األوؿ :لو سبضمض متداوياً ،أو طرح ُب فمو خرزاً ،أو غّبه لغرض صحيح فسبق إىل حلقو مل
يفسد صيامو ،ولو فعل ذلك عبثاً عليو القضاء.
الثاين :ما ىبرج من بقايا الغذاء من بْب أسنانو وبرـ ابتالعو للصائم ،فإف ابتلعو عمداً وجب
عليو القضاء والكفارة ،وُب السهو ال شيء عليو.
الثالث :يفسد الصياـ ما يصل إىل اعبوؼ بغّب اغبلق عدا اغبقنة باؼبائع ،وصب الدواء ُب
االحليل ال يفسد الصياـ.
الرابع :ال يفسد الصياـ بابتالع النخامة والبصاؽ ولو كاف عمداً ما مل ينفصل عن الفم ،وما
ينزؿ من الفضالت من رأسو إذا اسَبسل وتعدى اغبلق من غّب قصد مل يفسد الصياـ ،ولو تعمد
ابتالعو أفسد.
السادس :إذا طلع الفجر وُب فيو طعاـ لفظو ،ولو ابتلعو فسد صيامو ،وعليو مع القضاء
الكفارة.
السابع :اؼبنفرد برؤية ىالؿ شهر رمضاف إذا أفطر وجب عليو القضاء والكفارة.
اؼبسألة العاشرة :هبوز اعبماع حٌب يبقى لطلوع الفجر مقدار إيقاعو والغسل ،ولو تيقن ضيق
الوقت فواقع فسد صيامو وعليو الكفارة .ولو فعل ذلك ظاناً سعتو فإف كاف مع اؼبراعاة مل يكن عليو
شيء ،وإف أنبلو فعليو القضاء.
اغبادية عشرة :تتكرر الكفارة بتكرر اؼبوجب إذا كاف ُب يومْب من صياـ يتعلق بو الكفارة ،وإف
كاف ُب يوـ واحد ال تتكرر سواء كاف من جنس واحد أو ـبتلفاً.
فرع :من فعل ما هبب بو الكفارة ٍب سقط فرض الصياـ بسفر أو حيض وشبهو ال تسقط عنو
الكفارة.
الثانية عشرة :من وطئ زوجتو ُب شهر رمضاف ونبا صائماف ،مكرىاً ؽبا ،كاف عليو كفارة ،وال
كفارة عليها وال قضاء .فإف طاوعتو فسد صيامهما ،وعلى كل واحد منهما كفارة عن نفسو،
ويعزراف خبمسة وعشرين سوطاً .و لو اكره أجنبية أي اغتصبها فصيامها صحيح وال كفارة عليها وال
قضاء ،وعليو كفارة وقضاء ،ويقتل.
الثالثة عشرة :كل من وجب عليو شهراف متتابعاف ،فعجز عن صيامهما صاـ شبانية عشر يوماً،
ولو عجز عن الصياـ أصالً استغفر ا﵁ فهو كفارتو.
الرابعة عشرة :لو تربع متربع بالتكفّب عن من وجبت عليو الكفارة ال هبوز إال أف يعطيو اؼباؿ أو
الطعاـ ويكفر ىو عن نفسو ،وهبوز أف يُ َك ّفر عن اؼبيت حٌب بالصياـ.
وىو تسعة أشياء :مباشرة النساء تقبيالً وؼبساً ومالعبة ،واالكتحاؿ دبا فيو صرب أو مسك،
وإخراج الدـ اؼبضعف ،ودخوؿ اغبماـ كذلك ،والسعوط دبا ال يتعدى اغبلق ،وشم الرياحْب ويتأكد
ُب النرجس ،واالحتقاف باعبامد ،وبل الثوب على اعبسد ،وجلوس اؼبرأة ُب اؼباء.
وىو النهار دوف الليل .ولو نذر الصياـ ليالً مل ينعقد ،وكذا لو ضمو إىل النهار .وال يصح
صياـ العيدين ،ولو نذر صيامهما مل ينعقد ،ولو نذر يوماً معيناً فاتفق أحد العيدين مل يصح صيامو،
وال هبب قضاؤه واف كاف األفضل قضاءه .وكذا البحث ُب أياـ التشريق ؼبن كاف دبُب.
ىو العاقل اؼبؤمن ،فال يصح صياـ الكافر (فال يصح صياـ الكافر بالرسوؿ أو األئمة أو
اؼبهديْب) وإف وجب عليو .وال اجملنوف ،ويصح من اؼبغمى عليو إذا سبقت منو النية .ويصح صياـ
الصيب اؼب َميّز ،والنائم إذا سبقت منو النية ولو استمر إىل الليل .ولو مل يعقد صيامو بالنية مع وجوبو،
ُ
ٍب طلع الفجر عليو نائماً واستمر حٌب زالت الشمس فعليو القضاء ،إال ُب رمضاف فتكفيو نية أوؿ
الشهر.
وال يصح صياـ اغبائض وال النفساء ،سواء حصل العذر قبل الغروب ،أو انقطع بعد الفجر.
ويصح من اؼبستحاضة إذا فعلت ما هبب عليها من االغساؿ أو الغسل .وال يصح الصياـ الواجب
من مسافر يلزمو التقصّب ،إال ثالثة أياـ ُب بدؿ اؽبدي ،وشبانية عشر يوماً ُب بدؿ البدنة ؼبن أفاض
من عرفات قبل الغروب عامداً ،والنذر اؼبشروط سفراً وحضراً .ويصح صياـ اؼبسافر مندوباً إال ُب
رمضاف ،ويصح كل ذلك فبن لو حكم اؼبقيم.
وال يصح من اعبنب إذا ترؾ الغسل عامداً مع القدرة حٌب يطلع الفجر .ولو استيقظ جنباً بعد
الفجر مل ينعقد صيامو قضاء عن رمضاف ال ندباً ،وإف كاف ُب رمضاف فصيامو صحيح ،وكذا ُب
النذر اؼبعْب .ويصح من اؼبريض ما مل يستضر بو.
12 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
مسألتاف:
األوىل :البلوغ الذي هبب معو العبادات :االحتالـ ،أو اإلنبات ،أو إسباـ أربعة عشر سنة
والدخوؿ ُب اػبامسة عشر ُب الرجاؿ ،وتسع والدخوؿ ُب العاشرة ُب النساء.
الثانية :يبرف الصيب والصبية على الصياـ قبل البلوغ ،ويشدد عليهما لسبع مع الطاقة.
والواجب ستة :صياـ شهر رمضاف ،والكفارات ،ودـ اؼبتعة (حج التمتع) ،والنذر وما ُب معناه،
واالعتكاؼ على وجو ،وقضاء الواجب.
أما األوؿ:
فيعلم الشهر برؤية اؽبالؿ ،فمن رآه وجب عليو الصياـ ولو انفرد برؤيتو ،وكذا لو شهد فردت
شهادتو ،وكذا يفطر لو انفرد هبالؿ شواؿ .ومن مل يره ال هبب عليو الصياـ إال أف يبضي من شعباف
ثالثوف يوماً ،أو رؤي رؤية شائعة ،فإف مل يتفق ذلك وشهد شاىداف تقبل شهادهتما سواء كانا من
البلد أو خارجو .وإذا رؤي ُب البالد اؼبتقاربة كالكوفة وبغداد وجب الصياـ على ساكنيهما أصبع،
وكذا اؼبتباعدة كالعراؽ وخراساف .وإذا ثبت رؤية اؽبالؿ ُب بلد ثبتت ُب كل البالد الٍب ال زبتلف عنو
ُب الوقت أكثر من ربع الليل والنهار أي ست ساعات .ويثبت بشهادة النساء ،وال يثبت بشهادة
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
الواحد .وال اعتبار باعبدوؿ ،وال بالعد ،وال بغيبوبة اؽبالؿ بعد الشفق ،وال بٕرؤيتو يوـ الثالثْب
قبل الزواؿ ،وال بتطوقو وال بعد طبسة أياـ من أوؿ اؽبالؿ ُب اؼباضية.
ويستحب صياـ الثالثْب من شعباف بنية الندب ،فإف انكشف من الشهر أجزأ .ولو صامو بنية
رمضاف ألمارة هبزيو ،وإف أفطر فأىل شواؿ ليلة التاسع والعشرين من ىالؿ رمضاف قضاه .وكذا لو
قامت بينة برؤية ليلة الثالثْب من شعباف .وكل شهر يشتبو رؤيتو يعد ما قبلو ثالثْب .ولو غمت
شهور السنة عد شهر رمضاف ثالثْب ،وكذا ذي القعدة وذي اغبجة ورجب وباقي الشهور بْب
ثالثْب وتسع وعشرين.
ومن كاف حبيث ال يعلم الشهر كاألسّب وا﵀بوس صاـ شهراً تغليباً ،فإف استمر االشتباه فهو
برئ ،وإف اتفق ُب شهر رمضاف أو بعده أجزأه ،وإف كاف قبلو قضاه.
ووقت اإلمساؾ طلوع الفجر الثاين ،ووقت اإلفطار غروب الشمس ،وحده سقوط القرص،
واألفضل االنتظار إىل ذىاب اغبمرة من اؼبشرؽ لالطمئناف والتأكد من سقوط القرص .ويستحب
تأخّب اإلفطار حٌب يصلي اؼبغرب ،وخّب الدعاء دعاء الصائم ُب صالة اؼبغرب قبل أف يفطر ،إال إف
تنازعو نفسو ،أو يكوف من يتوقعو لإلفطار.
وىي قسماف:
األوؿ :ما باعتباره هبب الصياـ ،وىو سبعة :البلوغ ،وكماؿ العقل :فال هبب على الصيب ،وال
على اجملنوف إال أف يكمال قبل طلوع الفجر .ولو كمال بعد طلوعو مل هبب ،وكذا اؼبغمى عليو.
والصحة من اؼبرض :فإف برئ قبل الزواؿ ومل يتناوؿ وجب الصياـ ،وإف كاف تناوؿ أو كاف برؤه
بعد الزواؿ أمسك استحباباً ،ولزمو القضاء.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
واإلقامة أو حكمها :فال هبب على اؼبسافر وال يصح منو ،بل يلزمو القضاء ،ولو صاـ مل هبزه
مع العلم ،وهبزيو مع اعبهل .ولو حضر بلده أو بلداً يعزـ فيو اإلقامة عشرة أياـ كاف حكمو حكم
برئ اؼبريض ُب الوجوب وعدمو .وُب حكم اإلقامة كثرة السفر كاؼبكاري واؼبالح وشبههما.
واػبلو من اغبيض والنفاس :فال هبب عليهما وال يصح منهما وعليهما القضاء.
الثاين :ما باعتباره هبب القضاء ،وىو ثالثة شروط :البلوغ ،وكماؿ العقل ،واإليباف .فال هبب
على الصيب القضاء إال اليوـ الذي بلغ فيو قبل طلوع فجره ،وكذا اجملنوف والكافر وإف وجب عليو،
لكن ال هبب القضاء إال ما أدرؾ فجره مسلماً .ولو أسلم ُب أثناء اليوـ أمسك استحباباً ،وعليو
صياـ ما يستقبلو وجوباً.
من فاتو شهر رمضاف ،أو شيء منو لصغر أو جنوف أو كفر أصلي فال قضاء عليو ،وكذا إف
فاتو إلغماء .وهبب القضاء على اؼبرتد سواء كاف عن فطرة أو عن كفر ،واغبائض والنفساء ،وكل
تارؾ لو بعد وجوبو عليو ،إذا مل يقم مقامو غّبه .ويستحب اؼبواالة ُب القضاء وهبوز أف يفرؽ.
األوىل :من فاتو شهر رمضاف أو بعضو ؼبرض ،فإف مات ُب مرضو مل يقض عنو وجوباً،
ويستحب .وإف استمر بو اؼبرض إىل رمضاف آخر سقط عنو قضاؤه ،وك ّفر عن كل يوـ من السلف
دبد (ٖٗ/كغم) من الطعاـ ،وإف برئ بينهما وأخره عازماً على القضاء قضاه وال كفارة ،وإف تركو
هتاوناً قضاه وك ّفر عن كل يوـ من السالف دبد من الطعاـ.
الثانية :هبب على الويل (الولد األكرب) أف يقضي ما فات اؼبيت من صياـ واجب رمضاف كاف
أو غّبه ،سواء فات ؼبرض أو غّبه .وال يقضي الويل إال ما سبكن اؼبيت من قضائو وأنبلو ،إال ما
يفوت بالسفر ،فإنو يقضي ولو مات مسافراً .والويل ىو أكرب أوالده الذكور ،ولو كاف األكرب أنثى مل
هبب عليها القضاء .ولو كاف لو ولياف أو أولياء متساووف ُب السن (حٌب اللحظة) تساووا ُب
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
القضاء ،ولو تربع بالقضاء بعض سقط .ويقضي عن اؼبرأة (األـ) ما فاهتا الولد األكرب .ويستحب
لألبناء والبنات قضاء ما ُب ذمة الوالدين ،وىو من الرب بالوالدين بل ىو خّب الرب وإنبالو من العقوؽ
ا﵀رـ.
الثالثة :إذا مل يكن لو ويل أو كاف األكرب أنثى سقط القضاء ،ويتصدؽ عنو عن كل يوـ دبد
من تركتو .ولو كاف عليو شهراف متتابعاف صاـ الويل شهراً ،وتصدؽ من ماؿ اؼبيت عن شهر.
الرابعة :القاضي لشهر رمضاف ال وبرـ عليو اإلفطار قبل الزواؿ لعذر وغّبه ،ووبرـ بعده ،وهبب
معو الكفارة وىي إطعاـ عشرة مساكْب ،لكل مسكْب مد من طعاـ ،فإف مل يبكنو صاـ ثالثة أياـ.
اػبامسة :إذا نسي غسل اعبنابة ومر عليو أياـ أو الشهر كلو ،فصيامو صحيح ويقضي الصالة
حسب.
السادسة :إذا أصبح يوـ الثالثْب من شهر رمضاف صائماً ،وثبت الرؤية ُب اؼباضية أفطر وصلى
العيد ،وإف كاف بعد الزواؿ فقد فاتت الصالة.
األوؿ :ما هبب فيو الصياـ مع غّبه ،وىو كفارة قتل العمد ،فإف خصاؽبا الثالث ذبب صبيعاً،
ويلحق بذلك من أفطر على ؿبرـ ُب شهر رمضاف عامداً.
الثاين :ما هبب الصياـ فيو بعد العجز عن غّبه ،وىو ستة :صياـ كفارة قتل اػبطأ ،والظهار،
واإلفطار ُب قضاء شهر رمضاف بعد الزواؿ ،وكفارة اليمْب ،واإلفاضة من عرفات عامداً قبل الغروب،
وكفارة جزاء الصيد .ويلحق هبذه كفارة شق الرجل ثوبو على زوجتو أو ولده ،وكفارة خدش اؼبرأة
وجهها ونتفها شعر رأسها.
11 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثالث :ما يكوف الصائم ـبّباً فيو بينو وبْب غّبه ،وىو طبسة :صياـ كفارة من أفطر ُب يوـ من
شهر رمضاف عامداً ،وكفارة خلف النذر والعهد ،واالعتكاؼ الواجب ،وكفارة حلق الرأس ُب حاؿ
اإلحراـ .ويلحق بذلك كفارة جز اؼبرأة شعر رأسها ُب اؼبصاب.
الرابع :ما هبب مرتباً على غّبه ـبّباً بينو وبْب غّبه ،وىو كفارة الواطئ أمتو ا﵀رمة بإذنو.
وكل صياـ يلزـ فيو التتابع إال أربعة :صياـ النذر اجملرد عن التتابع ،وما ُب معناه من يبْب أو
عهد ،وصياـ القضاء ،وصياـ جزاء الصيد ،والسبعة ُب بدؿ اؽبدي .وكل ما يشَبط فيو التتابع إذا
أفطر ُب أثنائو لعذر بُب عند زوالو ،وإف أفطر لغّب عذر استأنف ،إال ثالثة مواضع :من وجب عليو
صياـ شهرين متتابعْب فصاـ شهراً ومن الثاين شيئاً ولو يوماً بُب ،ولو كاف قبل ذلك استأنف .ومن
وجب عليو صياـ شهر متتابع بنذر فصاـ طبسة عشر يوماً ٍب أفطر مل يبطل صيامو وبُب عليو ،ولو
كاف قبل ذلك استأنف.
وُب صياـ ثالثة أياـ عن اؽبدي إف صاـ يوـ الَبوية وعرفةٍ ،ب أفطر يوـ النحر جاز أف يبِب بعد
انقضاء أياـ التشريق ،ولو كاف أقل من ذلك استأنف .وكذا لو فصل بْب اليومْب والثالث بإفطار غّب
العيد استأنف أيضاً .ويلحق بو من وجب عليو صياـ شهر ُب كفارة قتل اػبطأ أو الظهار لكونو
فبلوكاً .وكل من وجب عليو صياـ متتابع ال هبوز أف يبتدئ زماناً ال يسلم فيو ،فمن وجب عليو
شهراف متتابعاف ال يصوـ شعباف ،إال أف يصوـ قبلو ولو يوماً وال شواالً مع يوـ من ذي القعدة
ويقتصر ،وكذا اغبكم ُب ذي اغبجة مع يوـ من آخر.
والندب من الصياـ:
قد ال ىبتص وقتاً كصياـ أياـ السنة ،فإنو جنة من النار .وقد ىبتص وقتاً ومنو :صياـ ثالثة أياـ
من كل شهر ،أوؿ طبيس منو ،وآخر طبيس منو ،وأوؿ أربعاء من العشر الثاين .ومن أخرىا استحب
لو القضاء ،وهبوز تأخّبىا اختياراً من الصيف إىل الشتاء .وإف عجز استحب لو أف يتصدؽ عن كل
يوـ دبد من طعاـ .وصياـ أياـ البيض ،وىي الثالث عشر والرابع عشر واػبامس عشر ،وصياـ يوـ
الغدير ،وصياـ يوـ مولد النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) ويوـ مبعثو ،ويوـ دحو األرض ،وصياـ يوـ عرفة
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
ؼبن مل يضعفو من الدعاء وربقق اؽبالؿ ،وصياـ عاشوراء على وجو اغبزف ،ويوـ اؼبباىلة ،وصياـ يوـ
كل طبيس وكل صبعة ،وأوؿ ذي اغبجة ،وصياـ رجب ،وصياـ شعباف.
ويستحب اإلمساؾ تأديباً وإف مل يكن صياماً ُب سبعة مواطن :اؼبسافر إذا قدـ أىلو أو بلداً
يعزـ فيو اإلقامة عشراً فما زاد بعد الزواؿ أو قبلو وقد أفطر ،وكذا اؼبريض إذا برئ ،وسبسك اغبائض
والنفساء إذا طهرتا ُب أثناء النهار ،والكافر إذا أسلم ،والصيب إذا بلغ ،واجملنوف إذا أفاؽ ،وكذا
اؼبغمى عليو .وال هبب صياـ النافلة بالدخوؿ فيو ،ولو اإلفطار أي وقت شاء .ويكره بعد الزواؿ.
واؼبكروىات أربعة:
صياـ عرفة ؼبن يضعفو عن الدعاء ،ومع الشك ُب اؽبالؿ وصياـ النافلة ُب السفر ،عدا ثالثة
أياـ ُب اؼبدينة للحاجة ،وصياـ الضيف نافلة من غّب أذف مضيفو .وكذا يكره صياـ الولد من غّب
إذف والده ،والصياـ ندباً ؼبن دعي إىل طعاـ.
وا﵀ظورات تسعة:
صياـ العيدين ،وأياـ التشريق ؼبن كاف دبُب ،وصياـ يوـ الثالثْب من شعباف بنية الفرض ،وصياـ
نذر اؼبعصية ،وصياـ الصمت ،وصياـ الوصاؿ ،وىو أف ينوي صياـ يومْب مع ليلة بينهما ،وصياـ
اؼبرأة ندباً بغّب إذف زوجها أو مع هنيو ؽبا ،وكذا اؼبملوؾ ،وصياـ الواجب سفراً عدا ما استثِب.
وفيو مسائل:
األوىل :اؼبرض الذي هبب معو اإلفطار ما ىباؼ بو الزيادة بالصياـ ،ويبِب ُب ذلك على ما
يعلمو من نفسو أو يظنو ألمارة كقوؿ الطبيب العارؼ ،ولو صاـ مع ربقق الضرر متكلفاً قضاه.
17 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثانية :اؼبسافر إذا اجتمعت فيو شرائط القصر وجب ،ولو صاـ عاؼباً بوجوبو قضاه ،وإف كاف
جاىالً مل يقض.
الثالثة :الشرائط اؼبعتربة ُب قصر الصالة معتربة ُب قصر الصياـ ،ويكفي خروجو قبل الزواؿ،
وكل سفر هبب قصر الصالة فيو هبب قصر الصياـ.
الرابعة :الذين يلزمهم إسباـ الصالة سفراً يلزمهم الصياـ ،وىم الذين سفرىم أكثر من حضرىم.
اػبامسة :ال يفطر اؼبسافر حٌب ىبفى عليو آذاف مصره ،فلو أفطر قبل ذلك كاف عليو مع
القضاء الكفارة.
السادسة :اؽبم والكبّبة وذو العطاش يفطروف ُب رمضاف ويتصدقوف عن كل يوـ دبد من طعاـ،
ٍب إف أمكن القضاء وجب وإال سقط .وإف عجز الشيخ والشيخة سقط التكفّب ،كما يسقط
الصياـ.
السابعة :اغبامل اؼبقرب ،واؼبرضع القليلة اللنب هبوز ؽبما اإلفطار ُب رمضاف ،وتقضياف مع
الصدقة عن كل يوـ دبد من طعاـ.
الثامنة :من ناـ ُب رمضاف واستمر نومو ،فإف كاف نوى الصياـ فال قضاء عليو وإف مل ينو فعليو
القضاء .واجملنوف واؼبغمى عليو ال هبب على أحدنبا القضاء ،سواء عرض ذلك أياماً أو بعض أياـ ،
وسواء سبقت منهما النية أو مل تسبق ،وسواء عوِب دبا يفطر أو مل يعاِب.
التاسعة :من يسوغ لو اإلفطار ُب شهر رمضاف يكره لو التملي من الطعاـ والشراب ،وكذا
اعبماع.
***
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 11
كتاب االعتكاؼ
والكالـ :فيو ،وُب أقسامو ،وأحكامو.
االعتكاؼ :ىو اللبث اؼبتطاوؿ للعبادة ،وال يصح إال من مكلف مؤمن.
وشرائطو ستة:
األوؿ :النية ،وهبب فيو نية القربةٍ ،ب إف كاف منذوراً نواه واجباً وإف كاف مندوباً نوى الندب،
وإذا مضى لو يوماف وجب الثالث.
الثاين :الصياـ ،فال يصح إال ُب زماف يصح فيو الصياـ فبن يصح منو ،فإف اعتكف ُب العيدين
مل يصح ،وكذا لو اعتكفت اغبائض والنفساء .واؼبسافر يصح اعتكافو.
الثالث :ال يصح االعتكاؼ إال ثالثة أياـ ،فمن نذر اعتكافاً مطلقاً وجب أف يأٌب بثالثة،
وكذا إذا وجب عليو قضاء يوـ من اعتكاؼ اعتكف ثالثة ليصح ذلك اليوـ .ومن ابتدأ اعتكافاً
مندوباً كاف باػبيار ُب اؼبضي فيو وُب الرجوع ،فإف اعتكف يومْب وجب الثالث .وكذا لو اعتكف
ثالثاً ٍب اعتكف يومْب بعدىا وجب السادس .ولو دخل ُب االعتكاؼ قبل العيد بيوـ أو يومْب مل
يصح .ولو نذر اعتكاؼ ثالثة من دوف لياليها ال يصح .وال هبب التوايل فيما نذره من الزيادة على
الثالثة ،بل البد أف يعتكف ثالثة ثالثة فما زاد ،إال أف يشَبط التتابع لفظاً أو معُب.
الرابع :اؼبكاف فال يصح إال ُب مسجد من اؼبساجد األربعة :مسجد مكة ،ومسجد النيب
(صلى ا﵁ عليو وآلو) ،ومسجد اعبامع بالكوفة ،ومسجد البصرة ،أو مسجد صلى فيو نيب أو وصي
صباعة ،وضابطو :كل مسجد صبع فيو نيب أو وصي صباعة .ويستوي ُب ذلك الرجل واؼبرأة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 222
اػبامس :إذف من لو والية كاؼبوىل لعبده والزوج لزوجتو .وإذا أذف من لو والية كاف لو اؼبنع قبل
الشروع وبعده ما مل يبض يوماف ،أو يكونا واجباً بنذر وشبهو.
فرعاف:
األوؿ :اؼبملوؾ إذا ىاياه مواله جاز لو االعتكاؼ ُب أيامو ،وإف مل يأذف لو مواله.
الثاين :إذا أعتق ُب أثناء االعتكاؼ ،مل يلزمو اؼبضي فيو ،إال أف يكوف شرع فيو بإذف اؼبوىل.
السادس :استدامة اللبث ُب اؼبسجد :فلو خرج لغّب األسباب اؼببيحة ،بطل اعتكافو طوعاً
خرج أو كرىاً .فإف مل يبض ثالثة أياـ ،بطل االعتكاؼ .وإف مضت فهي صحيحة إىل حْب
خروجو .ولو نذر اعتكاؼ أياـ معينةٍ ،ب خرج قبل إكماؽبا يبطل اعبميع إف شرط التتابع،
ويستأنف .وهبوز اػبروج لألمور الضرورية .كقضاء اغباجة ،واالغتساؿ ،وشهادة اعبنازة ،وعيادة
اؼبريض ،وتشييع اؼبؤمن ،وإقامة الشهادة .وإذا خرج لشيء من ذلك مل هبز لو :اعبلوس وال اؼبشي
ربت الظالؿ ،وال الصالة خارج اؼبسجد إال دبكة ،فإنو يصلي هبا أين شاء .ولو خرج من اؼبسجد
ساىياً مل يبطل اعتكافو.
فروع:
األوؿ :إذا نذر اعتكاؼ شهر معْب ومل يشَبط التتابع ،فاعتكف بعضا وأخل بالباقي ،صح ما
فعل وقضى ما أنبل ولو تلفظ فيو بالتتابع أستأنف.
الثاين :إذا نذر اعتكاؼ شهر معْب ومل يعلم بو حٌب خرج كا﵀بوس والناسي قضاه.
الثالث :إذا نذر اعتكاؼ أربعة أياـ ،فأخل بيوـ قضاه ،لكن يفتقر أف يضم إليو يومْب آخرين
ليصح اإلتياف بو.
الرابع :إذا نذر اعتكاؼ يوـ ال أزيد مل ينعقد ،ولو نذر اعتكاؼ ثاين قدوـ زيد صح ،ويضيف
إليو آخرين.
222 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وأما أقسامو:
فإنو ينقسم إىل :واجب ،وندب .فالواجب ما وجب بنذر وشبهو واؼبندوب ما تربع بو.
فاألوؿ :هبب بالشروع ،والثاين :ال هبب اؼبضي فيو حٌب يبضي يوماف ،فيجب الثالث .ولو شرط ُب
حاؿ نذره الرجوع إذا شاء كاف لو ذلك أي وقت شاء ،وال قضاء .ولو مل يشَبط وجب استئناؼ ما
نذره إذا قطعو.
األوؿ :إمبا وبرـ على اؼبعتكف ستة :النساء ؼبساً وتقبيالً وصباعاً ،وشم الطيب واستدعاء اؼبِب،
والبيع والشراء ،واؼبماراة .وال وبرـ عليو لبس اؼبخيط ،وال إزالة الشعر ،وال أكل الصيد ،وال عقد
النكاح .وهبوز لو النظر ُب أمور معاشو واػبوض ُب اؼبباح .وكل ما ذكرناه من ا﵀رمات عليو هناراً
وبرـ عليو ليالً عدا اإلفطار .ومن مات قبل انقضاء االعتكاؼ الواجب هبب على الويل القياـ بو.
األوىل :كل ما يفسد الصياـ يفسد االعتكاؼ كاعبماع واألكل والشرب واالستمناء ،فمٌب
أفطر ُب اليوـ األوؿ والثاين مل هبب بو كفارة إال أف يكوف واجباً وإف أفطر ُب الثالث وجب الكفارة.
وهبب كفارة واحدة إف جامع ليالً ،وكذا لو جامع هناراً ُب غّب رمضاف ،ولو كاف فيو لزمو كفارتاف.
الثالثة :إذا أكره امرأتو على اعبماع ،ونبا معتكفاف هناراً ُب شهر رمضاف لزمو كفارتاف.
الرابعة :إذا طلقت اؼبعتكفة رجعية خرجت إىل منزؽباٍ ،ب قضت واجباً إف كاف واجباً أو مضى
يوماف ،وإال ندباً.
(اعبزء الثاين)
كتاب الزكاة
كتاب اػبمس
كتاب اغبج
كتاب العمرة
كتاب األمر باؼبعروؼ والنهي عن اؼبنكر
كتاب الزكاة
وفيو قسماف:
والنظر ُب :من ذبب عليو ،وما ذبب فيو ،ومن تصرؼ إليو.
فتجب الزكاة على :البالغ ،العاقل ،اغبر ،اؼبالك ،اؼبتمكن من التصرؼ .فالطفل ال ذبب عليو
الزكاة ،ولكنها ُب مالو غّب الذىب والفضة فبا هبب فيو الزكاة ،فيجب على الويل إخراجها وإال
فيخرجها إذا بلغ ،وكذا اجملنوف.
واؼبلك شرط ُب األجناس كلها ،والبد أف يكوف تاماً ،فلو وىب لو نصاب مل هبز ُب اغبوؿ إال
بعد القبض ،وكذا إذا أوصى لو اعترب اغبوؿ بعد الوفاة والقبوؿ .ولو اشَبى نصاباً جرى ُب اغبوؿ من
حْب العقد ال بعد الثالثة ،وكذا لو شرط البائع أو نبا خياراً زائداً على الثالثة .ولو استقرض ماالً
وعينو باقية جرى ُب اغبوؿ من حْب قبضو ،وال هبري الغنيمة ُب اغبوؿ إال بعد القسمة .ولو عزؿ
اإلماـ قسطاً جرى ُب اغبوؿ إف كاف صاحبو حاضراً ،وإف كاف غائباً فعند وصولو إليو.
ولو نذر ُب أثناء اغبوؿ الصدقة بعْب النصاب انقطع اغبوؿ لتعينو للصدقة .والتمكن من
التصرؼ معترب ُب األجناس كلها .وإمكاف أداء الواجب إىل مستحقو معترب ُب الضماف ال ُب
الوجوب.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 221
وال ذبب الزكاة ُب :اؼباؿ اؼبغصوب ،وال الغائب إذا مل يكن ُب يد وكيلو أو وليو وال الرىن ،وال
الوقف ،وال الضاؿ ،وال اؼباؿ اؼبفقود ،فإف مضى عليو سنوف وعاد زكاه لسنتو استحباباً ،وال القرض
حٌب يرجع إىل صاحبو ،وال الدين حٌب يقبضو ،فإف كاف تأخّبه من جهة صاحبو ذبب الزكاة على
مالكو .والكافر ذبب عليو الزكاة ،لكن ال يصح منو أداؤىا ،فإذا تلفت ال هبب عليو ضماهنا وإف
أنبل .واؼبسلم إذا مل يتمكن من إخراجها وتلفت مل يضمن ،ولو سبكن وفرط ضمن .واجملنوف والطفل
ال يضمناف إذا أنبل الويل.
ذبب الزكاة ُب األنعاـ الثالث :اإلبل ،والبقر ،والغنم .وُب :الذىب ،والفضة ،والغالت األربع:
اغبنطة ،والشعّب ،والتمر ،والزبيب واغببوب .وذبب ُب ماؿ التجارة ،وال ذبب فيما عدا ذلك.
وتستحبُ :ب كل ما تنبت من األرض فبا يكاؿ أو يوزف ،وُب اػبيل اإلناث .وتسقط عما
عدا ذلك إال ما سنذكره .وال زكاة ُب البغاؿ ،واغبمّب ،والرقيق .ولو تولد حيواف بْب حيوانْب أحدنبا
زكوي ،روعي ُب إغباقو بالزكوي إطالؽ اظبو.
األوؿ :اعتبار النصب ،وىي ُب اإلبل إثنا عشر نصاباً طبسة كل واحد منهما طبس وفيو شاة،
فإذا بلغت ستاً وعشرين صارت كلها نصاباً وفيو بنت ـباض داخلة ُب السنة الثانيةٍ ،ب ست
وثالثوف وفيو بنت لبوف داخلة ُب السنة الثالثةٍ ،ب ست وأربعوف وفيو حقة داخلة ُب السنة الرابعة،
ٍب إحدى وستوف وفيو جذعة داخلة ُب السنة اػبامسةٍ ،ب ست وسبعوف وفيو بنتا لبوفٍ ،ب إحدى
227 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وتسعوف وفيو حقتاف ،فإذا بلغت مائة وإحدى وعشرين فأربعوف أو طبسوف أو منهما ،وُب األربعْب
بنت لبوف وُب اػبمسْب حقة.
وُب البقر نصاباف :ثالثوف ،وأربعوف دائماً .وُب الثالثْب تبيعة داخلة ُب السنة الثانية ،وُب
األربعْب مسنة داخلة ُب السنة الثالثة.
وُب الغنم :أربعوف وفيها شاةٍ ،ب مائة وإحدى وعشروف وفيها شاتافٍ ،ب مائتاف وواحدة وفيها
ثالث شياهٍ ،ب ثالشبائة وواحدة فيها أربعة شياه ،وىكذا كلما زادت مائة زادت شاة ففي أربع مائة
وواحد طبس شياه .والفريضة ذبب ُب كل نصاب من نصب ىذه األجناس ،وما بْب النصابْب ال
هبب فيو شيء.
وقد جرت العادة بتسمية ما ال يتعلق بو الفريضة من اإلبل شنقاً ،ومن البقر وقصاً ،ومن الغنم
عفواً ،ومعناه ُب الكل واحد .فالتسع من اإلبل نصاب وشنق ،فالنصاب طبس والشنق أربع دبعُب أنو
ال يسقط من الفريضة شيء ولو تلفت األربع .وكذا التسعة والثالثوف من البقر نصاب ووقص،
فالفريضة ُب الثالثْب والزائد وقص حٌب تبلغ أربعْب .وكذا مائة وعشروف من الغنم نصاهبا أربعوف،
والفريضة فيو وعفوىا ما زاد ،حٌب تبلغ مائة وإحدى وعشرين .وكذا ما بْب النصب الٍب عددناىا.
وال يضم ماؿ إنساف إىل غّبه وإف اجتمعت شرائط اػبلط وكانا ُب مكاف واحد ،بل يعترب ُب ماؿ
كل واحد منهما بلوغ النصاب .وال يفرؽ بْب مايل اؼبالك الواحد ولو تباعد مكاهنما.
الشرط الثاين :السوـ ،فال ذبب الزكاة ُب اؼبعلوفة ،وُب السخاؿ إال إذا استغنت عن األمهات
بالرعي .والبد من استمرار السوـ شبانية أشهر ُب اغبوؿ ،ويكفي إسباـ السابع والدخوؿ ُب الثامن،
فلو علفها أكثر من أربعة أشهر استأنف اغبوؿ عند استئناؼ السوـ .وكذا لو منع السائمة مانع
كالثلج ،فعلفها اؼبالك أو غّبه بإذنو أو بغّب إذنو أكثر من أربعة أشهر خالؿ اغبوؿ.
الشرط الثالث :اغبوؿ ،وىو معترب ُب اغبيواف ،وماؿ التجارة ،والذىب والفضة فبا ذبب فيو.
واػبيل فبا يستحب فيو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 221
وحده أف يبضي لو أحد عشر شهراًٍ ،ب يهل الثاين عشر ،فعند ىاللو ذبب ولو مل يكمل أياـ
اغبوؿ .ولو اختل أحد شروطها ُب أثناء اغبوؿ بطل اغبوؿ ،مثل :إف نقصت عن النصاب فأسبها ،أو
عاوضها دبثلها أو جبنسها ،وإذا فعل ذلك فراراً وجبت الزكاة .وال تعد السخاؿ مع األمهات ،بل
لكل منهما حوؿ على انفراده .ولو حاؿ اغبوؿ فتلف من النصاب شيء ،فإف فرط اؼبالك ضمن،
وإف مل يكن فرط سقط من الفريضة بنسبة التالف من النصاب .وإذا ارتد اؼبسلم قبل اغبوؿ مل ذبب
الزكاة واستأنف ورثتو اغبوؿ ،وإف كاف بعده وجبت ،وإف مل يكن عن فطرة مل ينقطع اغبوؿ ،ووجبت
الزكاة عند سباـ اغبوؿ ما داـ باقياً.
الشرط الرابع :أف ال تكوف عوامل ،فإنو ليس ُب العوامل زكاة ،ولو كانت سائمة.
األوؿ :الفريضة ُب اإلبل شاة ُب كل طبسة حٌب تبلغ طبساً وعشرين ،فإف زادت واحدة كانت
فيها بنت ـباض ،فإذا زادت عشراً كاف فيها بنت لبوف ،فإذا زادت عشراً أخرى كاف فيها حقة ،فإذا
زادت طبس عشرة كاف فيها جذعة فإذا زادت طبس عشرة أخرى كاف فيها بنتا لبوف ،فإذا زادت
طبس عشرة أيضاً كاف فيها حقتاف ،فإذا بلغت مائة وإحدى وعشرين طرح ذلك ،وكاف ُب كل
طبسْب حقة وُب كل أربعْب بنت لبوف.
ولو أمكن ُب كل عدد فرض كل واحد من األمرين كاف اؼبالك باػبيار ُب إخراج أيهما شاء،
وُب كل ثالثْب من البقر تبيع أو تبيعة ،وُب كل أربعْب مسنة.
من وجبت عليو بنت ـباض وليست عنده أجزأه ابن لبوف ذكر ،ولو مل يكونا عنده كاف ـبّباً
ُب ابتياع أيهما شاء .ومن وجبت عليو سن وليست عنده وعنده أعلى منها بسن دفعها وأخذ
شاتْب أو عشرين درنباً أو الفرؽ بينهما ،وإف كاف ما عنده أخفض منها بسن دفع معها شاتْب أو
عشرين درنباً أو الفرؽ بينهما ،واػبيار ُب ذلك إليو ال إىل العامل ،سواء كانت القيمة السوقية
مساوية لذلك أو ناقصة عنو أو زائدة عليو .ولو تفاوتت األسناف بأزيد من درجة واحدة مل
221 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
يتضاعف التقدير الشرعي ،ورجع ُب التقاص إىل القيمة السوقية ،وكذا ما فوؽ اعبذع من األسناف،
وكذا ما عدا أسناف اإلبل.
بنت اؼبخاض :ىي الٍب ؽبا سنة ودخلت ُب الثانية ،أي أمها ماخض أي حامل.
وبنت اللبوف :ىي الٍب ؽبا سنتاف ودخلت ُب الثالثة ،أي أمها ذات لنب.
واغبقة :ىي الٍب ؽبا ثالث سنْب ودخلت ُب الرابعة فاستحقت أف يطرقها الفحل أو وبمل
عليها.
واعبذعة :ىي الٍب ؽبا أربع ودخلت ُب اػبامسة وىي أعلى األسناف اؼبأخوذة ُب الزكاة.
والتبيع :ىو الذي ًب لو حوؿ ،وظبي بذلك ألنو يتبع أمو ُب الرعي.
وهبوز أف ىبرج من غّب جنس الفريضة بالقيمة السوقية ،ومن العْب أفضل ،وكذا ُب سائر
األجناس.
والشاة الٍب تؤخذ ُب الزكاة أقلو اعبذع (أكمل ستة أشهر) من الضاف ،أو الثِب (دخل ُب
الثانية) من اؼبعز ،وال تؤخذ اؼبريضة وال اؽبرمة وال ذات العوار .وليس للساعي التخيّب ،فإف وقعت
اؼبشاحة يقرع حٌب يبقى السن الٍب ذبب عليو.
إف الزكاة ذبب ُب العْب ال ُب الذمة ،فإذا سبكن من إيصاؽبا إىل مستحقها فلم يفعل فقد فرط،
فإف تلفت لزمو الضماف .وكذا إف سبكن من إيصاؽبا إىل الساعي أو إىل اإلماـ.
ولو أمهر امرأة نصاباً وحاؿ عليو اغبوؿ ُب يدىا فطلقها قبل الدخوؿ وبعد اغبوؿ كاف لو
النصف موفراً ،وعليها حق الفقراء.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 222
ولو ىلك النصف بتفريط ،كاف للساعي أف يأخذ حقو من العْب ويرجع الزوج عليها بو ،ألنو
مضموف عليها.
ولو كاف عنده نصاب فحاؿ عليو أحواؿ ،فإف أخرج زكاتو ُب كل سنة من غّبه تكررت الزكاة
فيو ،وإف مل ىبرج وجبت عليو زكاة حوؿ واحد.
ولو كاف عنده أكثر من نصاب كانت الفريضة ُب النصاب ،وهبرب من الزائد .وكذا ُب كل سنة
حٌب ينقص اؼباؿ عن النصاب ،فلو كاف عنده ست وعشروف من اإلبل ،ومضى عليها حوالف وجب
عليو بنت ـباض وطبس شياه ،فإف مضى عليها ثالثة أحواؿ وجب عليو بنت ـباض وتسع شياه.
والنصاب اجملتمع من اؼبعز والضاف ،وكذا من البقر واعباموس ،وكذا من اإلبل العراب والبخاٌب
ذبب فيو الزكاة ،واؼبالك باػبيار ُب إخراج الفريضة من أي الصنفْب شاء.
ولو قاؿ رب اؼباؿ :مل وبل على مايل اغبوؿ ،أو قد أخرجت ما وجب علي قبل منو ومل يكن
عليو بينة وال يبْب ،ولو شهد عليو شاىداف قبال .وإذا كاف للمالك أمواؿ متفرقة كاف لو من أيها شاء
إخراج الزكاة .ولو كانت السن الواجبة ُب النصاب مريضة مل هبز أخذىا ،وأخذ غّبىا بالقيمة .ولو
كاف كلو مراضاً مل يكلف شراء صحيحة.
وال تؤخذ الرىب :وىي الوالدة إىل طبسْب يوماً ،وال األكولة :وىي السمينة اؼبعدة لألكل ،وال
فحل الضراب .وهبوز أف يدفع من غّب غنم البلد وإف كاف دوف قيمة ،وهبزي الذكر واألنثى.
وال ذبب الزكاة ُب الذىب حٌب يبلغ عشرين ديناراً (والدينار مثقاؿ ذىب عيار ،)ٔٛففيو
عشرة قراريط (أي ٍ٘ .)% ٕ.ب ليس ُب الزائد شيء حٌب يبلغ أربعة دنانّب ففيها قّباطاف (أي ٕ٘.
.)%وال زكاة فيما دوف عشرين مثقاالً وال فيما دوف أربعة دنانّبٍ .ب كلما زاد اؼباؿ أربعة ففيها
قّباطاف (أي ٘ )% ٕ.بالغاً ما بلغ.
222 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وال زكاة ُب الفضة حٌب تبلغ مائٍب درىم ،ففيها طبسة دراىمٍ .ب كلما زادت أربعْب كاف فيها
درىم .وليس فيما نقص عن األربعْب زكاة ،كما ليس فيما نقص عن اؼبائتْب شيء ،والدرىم (ٕ٘.
غراـ) فضة خالصة.
وال يشَبط وجوب الزكاة فيهما كوهنما مضروبْب دنانّب ودراىم منقوشْب بسكة اؼبعاملة ،أو ما
كاف يتعامل هبما ،بل يكفي االقتناء ؽبما لالدخار وإف كانا سبائك أو نقار أو ترب .ويشرط حوؿ
اغبوؿ حٌب يكوف النصاب موجوداً فيو أصبع ،فلو نقص ُب أثنائو ،أو تبدلت أعياف النصاب بغّب
جنسو أو جبنسو مل ذبب الزكاة .وكذا لو منع من التصرؼ فيو سواء كاف اؼبنع شرعياً كالوقف والرىن،
أو قهرياً كالغصب.
وال ذبب الزكاة ُب حلي الزينة إف كاف ؿبلالً كالسوار للمرأة وحلية السيف للرجل ،وذبب إف
كاف ؿبرماً كاػبلخاؿ للرجل ،وكاألواين اؼبتخذة من الذىب والفضة ،وآالت اللهو لو عملت منهما.
ب َوالْ ِف َّ
ضةَ َّ ِ
ين يَكْنُزو َف الذ َى َ
َّ ِ
وإف ادخر الفضة أو الذىب ومل يزكها كاف من مصاديق ىذه اآليةَ ﴿ :والذ َ
اب أَلِي ٍم﴾ [التوبة.]ٖٗ :
وال يػْن ِف ُقونَػها ُِب سبِ ِيل اللَّ ِو فَػبشِّرُىم بِع َذ ٍ
َ ْ ْ َ َ َ ُ َ
وأما أحكامها ،فمسائل:
األوىل :ال اعتبار باختالؼ الرغبة مع تساوي اعبوىرين ،بل يضم بعضها إىل بعض .وُب
اإلخراج إف تطوع باألرغب ،وإال كاف لو اإلخراج من كل جنس بقسطو.
الثانية :الدراىم اؼبغشوشة ال زكاة فيها حٌب تبلغ خالصها نصباًٍ ،ب ال ىبرج اؼبغشوشة عن
اعبياد.
الثالثة :إذا كاف معو دراىم مغشوشة ،فإف عرؼ قدر الفضة أخرج الزكاة عنها فضة خالصة،
وعن اعبملة منها .وإف جعل ذلك وأخرج عن صبلتها من اعبياد احتياطاً جاز أيضاً ،وإف ماكس ألزـ
تصفيتها ليعرؼ قدر الواجب.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 221
الرابعة :ماؿ القرض إف تركو اؼبقَبض حبالو حوالً وجبت الزكاة عليو دوف اؼبقرض ،ولو شرط
اؼبقَبض الزكاة على اؼبقرض ال يلزـ.
اػبامسة :من دفن ماالً وجهل موضعو ،أو ورث ماالً ومل يصل إليو ومضى عليو أحواؿ ٍب وصل
إليو زكاه لسنتو استحباباً.
السادسة :إذا ترؾ نفقة ألىلو فهي معرضة لإلتالؼ تسقط الزكاة عنها مع غيبة اؼبالك ،وذبب
لو كاف حاضراً.
السابعة :ال ذبب الزكاة حٌب يبلغ كل جنس نصاباً ،ولو قصر كل جنس أو بعضها مل هبرب
باعبنس اآلخر ،كمن معو عشرة دنانّب ومائة درىم ،أو أربعة من اإلبل وعشروف من البقر.
أما األوؿ :فال ذبب الزكاة فيما ىبرج من األرض ،إال ُب األجناس األربعة :اغبنطة والشعّب
والتمر والزبيب ،وباقي اغببوب فبا يدخل اؼبكياؿ واؼبيزاف كالذرة واألرز والعدس واؼباش والدخن
والفاصوليا.
وأما الشروط :فالنصاب وىو (ٓ٘ ٛكيلو غراـ) ،وما نقص فال زكاة فيو ،وما زاد فيو الزكاة ولو
قل .واغبد الذي تتعلق بو الزكاة من األجناس عند نضجها .ووقت اإلخراج ُب الغلة إذا صفت ،وُب
التمر بعد اخَبافو ،وُب الزبيب بعد اقتطافو.
وال ذبب الزكاة ُب الغالت إال إذا ما ملكت بالزراعة ،ال بغّبىا من األسباب كاالبتياع واؽببة
واؼبساوبة ،ويزكي حاصل الزرعٍ ،ب ال ذبب بعد ذلك فيو زكاة ولو بقي أحواالً .وال ذبب الزكاة إال
بعد إخراج اؼبؤف كلها.
األوىل :كل ما سقي سيحاً أو بعالً (بعرقو) أو عذياً (باؼبطر) ففيو العشر ،وما سقي باآللة ففيو
نصف العشر .وإف اجتمع فيو األمراف كاف اغبكم لألكثر ،فإف تساويا أخذ من نصفو العشر ،ومن
نصفو نصف العشر.
الثانية :إذا كاف لبيل أو زروع ُب بالد متباعدة يدرؾ بعضها قبل بعض ،ضممنا اعبميع وكاف
حكمها حكم الثمرة ُب اؼبوضع الواحد ،فما أدرؾ وبلغ نصاباً أخذ منوٍ ،ب يؤخذ من الباقْب قل أو
كثر .وإف سبق ماالً يبلغ نصاباً تربصنا ُب وجوب الزكاة إدراؾ ما يكمل نصاباً سواء أطلع اعبميع
دفعة ،أو أدرؾ دفعة ،أو اختلف األمراف.
الثالثة :إذا كاف لو لبل تطلع مرة ،وأخرى تطلع مرتْب يضم الثاين إىل األوؿ.
الرابعة :ال هبزي أخذ الرطب عن التمر ،وال العنب عن الزبيب ،ولو أخذه الساعي وجف ٍب
نقص رجع بالنقصاف.
اػبامسة :إذا مات اؼبالك وعليو دين ،فظهرت الثمرة وبلغت نصاباً مل هبب على الوارث زكاهتا،
ولو قضي الدين وفضل منها النصاب مل ذبب الزكاة ألهنا على حكم ماؿ اؼبيت ،ولو صارت سبراً
واؼبالك حي ٍب مات وجبت الزكاة وإف كاف دينو يستغرؽ تركتو ،ولو ضاقت الَبكة عن الدين تقدـ
الزكاة.
السادسة :إذا ملك لبالً قبل أف تنضج شبرتو فالزكاة عليو ،وكذا إذا اشَبى شبرة قبل أف تنضج،
فإف ملك الثمرة بعد ذلك فالزكاة على اؼبملك.
السابعة :حكم ما ىبرج من األرض فبا يستحب فيو الزكاة حكم األجناس األربعة واغببوب ُب
قدر النصاب ،وكيفية ما ىبرج منو ،واعتبار السقي.
أما األوؿ :فهو اؼباؿ الذي ملك بعقد معاوضة ،وقصد بو االكتساب عند التملك فلو انتقل
إليو دبّباث أو ىبة مل يزكو ،وكذا لو ملكو للقنية ،وكذا لو اشَباه للتجارة ٍب نوى القنية.
األوؿ :النصاب ،ويعترب وجوده ُب اغبوؿ كلو ،فلو نقص ُب أثناء اغبوؿ ولو يوماً سقط
الوجوب ،ولو مضى عليو مدة يطلب فيها برأس اؼباؿ ٍب زاد كاف حوؿ األصل من حْب االبتياع،
وحوؿ الزيادة من حْب ظهورىا.
الثاين :أف يطلب االكتساب برأس اؼباؿ أو زيادة ،فلو كاف رأس مالو مائة فيطلب بنقيصة ولو
حبة مل هبب ،وإذا مضى عليو وىو على النقيصة أحواؿ زكاه لسنة واحدة استحباباً.
الثالث :اغبوؿ ،والبد من وجود ما يعترب ُب الزكاة من أوؿ اغبوؿ إىل اآلخر ،فلو نقص رأس
مالو أو نوى بو القنية انقطع اغبوؿ .ولو كاف بيده نصاب بعض اغبوؿ فاشَبى بو متاعاً للتجارة
استأنف اغبوؿ ،ولو كاف رأس اؼباؿ دوف النصاب استأنف عند بلوغو نصاباً فصاعداً.
األوىل :زكاة التجارة تتعلق بقيمة اؼبتاع ال بعينو ،ويقوـ بالدنانّب أو الدراىم.
تفريع :إذا كانت السلعة تبلغ النصاب بأحد النقدين دوف اآلخر تعلقت هبا الزكاة غبصوؿ ما
يسمى نصاباً.
الثانية :إذا ملك أحد النصب الزكاتية للتجارة ،مثل أربعْب شاة أو ثالثْب بقرة سقطت زكاة
اؼباؿ ووجبت زكاة التجارة ،وال ذبتمع الزكاتاف.
الثالثة :لو عاوض أربعْب سائمة بأربعْب سائمة للتجارة سقط وجوب اؼبالية والتجارة ،واستأنف
اغبوؿ فيهما.
الرابعة :إذا ظهر ُب ماؿ اؼبضاربة الربح كانت زكاة األصل على رب اؼباؿ النفراده دبلكو ،وزكاة
الربح بينهما يضم حصة اؼبالك إىل مالو وىبرج منو الزكاة ألف رأس مالو نصاب .وال هبب ُب حصة
221 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
اػبامسة :الدين ال يبنع من زكاة التجارة ،ولو مل يكن للمالك وفاء إال منو ،وكذا القوؿ ُب زكاة
اؼباؿ ،ألهنا تتعلق بالعْب.
األوىل :العقار اؼبتخذة للنماء ،ويستحب الزكاة ُب حاصلو ،ولو بلغ نصاباً وحاؿ عليو اغبوؿ
وجبت الزكاة .وال تستحب ُب اؼبساكن وال ُب الثياب وال اآلالت وال األمتعة اؼبتخذة للقنية.
الثانية :اػبيل إذا كانت إناثاً سائمة وحاؿ عليها اغبوؿ ،ففي العتاؽ عن كل فرس ديناراف ،وُب
الرباذين عن كل فرس دينار استحباباً.
ووبصره أقساـ:
الفقراء واؼبساكْب :والفقّب ىو الذي يبلك مؤنة ال تكفيو ،واؼبسكْب الذي ال يبلك مؤنة .ومن
يقدر على اكتساب ما يبوف بو نفسو وعيالو ال وبل لو أخذىا ،ألنو كالغِب ،وكذا ذو الصنعة .ولو
قصرت عن كفايتو جاز أف يتناوؽبا ،ويعطى ما يتم بو كفايتو ،وليس ذلك شرطاً .ومن ىذا الباب
ربل لصاحب الثالشبائة ،وربرـ على صاحب اػبمسْب ،اعتباراً بعجز األوؿ عن ربصيل الكفاية
وسبكن الثاين .ويعطى الفقّب ولو كاف لو دار يسكنها ،أو خادـ ىبدمو إذا كاف ال غناء لو عنهما،
أي مضطر للخادـ كاؼبعاؽ ال بعنواف الشأنية الٍب ابتدعها عبيد الشهوات.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 221
ولو ادعى الفقر ،فإف عرؼ صدقو أو كذبو عومل دبا عرؼ منو ،وإف جهل األمراف أعطي من
غّب يبْب ،سواء كاف قوياً أو ضعيفاً ،وكذا لو كاف لو أصل ماؿ وادعى تلفو.
وال هبب إعالـ الفقّب أف اؼبدفوع إليو زكاة ،ولو كاف فبن يَبفع عنها وىو مستحق جاز صرفها
إليو على وجو الصلة .ولو دفعها إليو على أنو فقّب فباف غنياً ارذبعت مع التمكن ،وإف تعذر كانت
ثابتة ُب ذمة اآلخذ .وال يلزـ الدافع ضماهنا سواء كاف الدافع اؼبالك ،أو اإلماـ ،أو الساعي .وكذا
لو باف أف اؼبدفوع إليو كافر أو فاسق ،أو فبن ذبب عليو نفقتو ،أو ىامشي وكاف الدافع من غّب قبيلة.
والعاملوف :وىم عماؿ الصدقات ،وهبب أف تستكمل فيهم أربع صفات :التكليف ،واإليباف،
والعدالة ،والفقو .ولو اقتصر على ما وبتاج إليو منو -أي الفقو -جاز ،وأف ال يكوف ىامشياً وإال
اقتصر على إعطائو من زكاة اؽبامشي .وال اعتبار باغبرية .واإلماـ باػبيار بْب أف يقرر لو جعالة
مقدرة ،أو أجرة عن مدة مقررة.
وُب الرقاب :وىم ثالثة :اؼبكاتبوف ،والعبيد الذين ربت الشدة ،والعبد يشَبى ويعتق وإف مل
يكن ُب شدة ،ولكن بشرط عدـ اؼبستحق.
وكذا من وجبت عليو كفارة ومل هبد فإنو يعتق عنو ،واؼبكاتب إمبا يعطى من ىذا السهم إذا مل
يكن معو ما يصرفو ُب كتابتو .ولو صرفو ُب غّبه واغباؿ ىذه جاز ارذباعو .ولو دفع إليو من سهم
الفقراء مل يرذبع .ولو ادعى أنو كوتب وصدقو مواله قبل ،وال وبتاج بينة أو حلف.
والغارموف :وىم الذين عليهم الديوف ُب غّب معصية وال يستطيعوف قضاءىا ،فلو كاف ُب
معصية مل يقض عنو .نعم ،لو تاب صرؼ إليو من سهم الفقراء ،وجاز أف يقضي ىو ،ولو جهل ُب
ماذا أنفقو ال يبنع.
ولو كاف للمالك دين على الفقّب جاز أف يقاصو ،وكذا لو كاف الغارـ ميتاً جاز أف يقضي عنو
وأف يقاص .وكذا لو كاف الدين على من هبب نفقتو جاز أف يقضي عنو حياً أو ميتاً وأف يقاص.
227 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ولو صرؼ الغارـ ما ُدفِ َع إليو من سهم الغارمْب ُب غّب القضاء أُرذبع منو ،ولو أدعى أف عليو ديناً
قُبِ َل منو إذا صدقو الغرًن ،وكذا لو ذبردت دعواه عن التصديق واإلنكار.
وُب سبيل ا﵁ :وىو اعبهاد اؽبجومي والدفاعي ،ويدخل فيو اؼبصاّب كبناء القناطر ،واغبج،
ومساعدة الزائرين ،وبناء اؼبساجد .والغازي يعطى وإف كاف غنياً قدر كفايتو على حسب حالو ،وإذا
غزى مل يرذبع منو ،وإف مل يغز استعيد.
وابن السبيل :وىو اؼبنقطع بو ولو كاف غنياً ُب بلده ،وكذا الضيف .والبد أف يكوف سفرنبا
مباحاً ،فلو كاف معصية مل يعط ،ويدفع إليو قدر الكفاية إىل بلده ،ولو فضل منو شئ أعاده.
الوصف األوؿ :اإليباف .فال يعطى كافراً ،وال معتقداً لغّب اغبق إال ما ذكر حاؿ كوهنم
يستمالوف للجهاد ،ومع عدـ اؼبؤمنْب هبوز صرؼ الفطرة خاصة إىل اؼبستضعف ،وتعطى الزكاة
أطفاؿ اؼبؤمنْب دوف أطفاؿ غّبىم .ولو أعطى ـبالف زكاتو ألىل كبلتو ٍب استبصر أعاد.
الوصف الثاين :ؾبانبة الكبائر ،كاػبمر والزنا وترؾ الصالة ،وإذا مل توجد بينة على ذلك فيكفي
معرفتو حدود الصالة ،وأف يغتسل غسل التوبة ،وأف يقسم على أف هبتنب الكبائر.
الوصف الثالث :أال يكوف فبن ذبب نفقتو على اؼبالك ،كاألبوين وإف علوا ،واألوالد وإف
سفلوا ،والزوجة ،واؼبملوؾ .وهبوز دفعها إىل من عدا ىؤالء من األنساب ولو قربوا كاألخ والعم.
ولو كاف من ذبب نفقتو عامالً جاز أف يأخذ من الزكاة ،وكذا الغازي ،والغارـ واؼبكاتب ،وابن
السبيل ،لكن يأخذ ىذا ما زاد عن نفقتو األصلية فبا وبتاج إليو ُب سفره كاغبمولة.
الوصف الرابع :أف ال يكوف ىامشياً .فلو كاف كذلك مل ربل لو زكاة غّبه ،ووبل لو زكاة مثلو ُب
النسب .ولو مل يتمكن اؽبامشي من كفايتو من اػبمس جاز لو أف يأخذ من الزكاة ولو من غّب
ىامشي ،وال يتجاوز قدر الضرورة .وهبوز للهامشي أف يتناوؿ اؼبندوبة من ىامشي وغّبه.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 221
والذين وبرـ عليهم الصدقة الواجبة من ولد ىاشم خاصة ،وىم اآلف :أوالد أيب طالب،
والعباس ،واغبارث ،وأيب ؽبب.
وللمالك أف يتوىل تفريق ما وجب عليو بنفسو ودبن يوكلو ،واألوىل ضبل ذلك إىل اإلماـ.
ويتأكد ذلك االستحباب ُب األمواؿ الظاىرة كاؼبواشي والغالت.
ولو طلبها اإلماـ وجب صرفها إليو ،ولو فرقها اؼبالك واغباؿ ىذه ال هبزي .وويل الطفل
كاؼبالك ُب والية اإلخراج.
واإلماـ ينصب عامالً لقبض الصدقات ،وهبب دفعها إليو عند اؼبطالبة ،ومطالبتو دبنزلة مطالبة
اإلماـ .ولو قاؿ اؼبالك :أخرجت ما وجب علي قبل قولو ،وال يكلف بينة وال يبيناً.
وال هبوز للساعي تفريقها إال بإذف اإلماـ ،فإذا أذف لو جاز أف يأخذ نصيبوٍ ،ب يفرؽ الباقي.
واألفضل قسمتها على األصناؼ ،واختصاص صباعة من كل صنف .ولو صرفها ُب صنف واحد
جاز ،ولو خص هبا ولو شخصاً واحداً من بعض األصناؼ جاز أيضاً.
وال هبوز أف يعدؿ هبا إىل غّب اؼبوجود ،وال إىل غّب أىل البلد مع وجود اؼبستحق ُب البلد ،وال
أف يؤخر دفعها مع التمكن ،فإف فعل شيئاً من ذلك أٍب وضمن.
وكذا كل من كاف ُب يده ماؿ لغّبه فطالبو فامتنع ،أو أوصى إليو شئ فلم يصرفو فيو ،أو دفع
إليو ما يوصلو إىل غّبه .ولو مل هبد اؼبستحق جاز نقلها إىل بلد آخر وال ضماف عليو مع التلف ،إال
أف يكوف ىناؾ تفريط .ولو كاف مالو ُب غّب بلده فاألفضل صرفها إىل بلد اؼباؿ ،ولو دفع العوض ُب
بلده جاز ،ولو نقل الواجب إىل بلده ضمن إف تلف.
وُب زكاة الفطرة األفضل أف يؤدي ُب بلده وإف كاف مالو ُب غّبه ،ألهنا ذبب ُب الذمة ،ولو
عْب زكاة الفطرة من ماؿ غائب عنو ضمن بنقلو عن ذلك البلد ،مع وجود اؼبستحق فيو.
221 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وفيو مسائل:
األوىل :إذا قبض اإلماـ أو الساعي الزكاة برئت ذمة اؼبالك ولو تلفت بعد ذلك.
الثانية :إذا مل هبد اؼبالك ؽبا مستحقاً فاألفضل لو عزؽبا ،ولو أدركتو الوفاة أوصى هبا وجوباً.
الثالثة :اؼبملوؾ الذي يشَبى من الزكاة إذا مات وال وارث لو ورثو أرباب الزكاة.
الرابعة :إذا احتاجت الصدقة إىل كيل أو وزف كانت األجرة على اؼبالك.
اػبامسة :إذا اجتمع للفقّب سبباف أو ما زاد يستحق هبما الزكاة ،كالفقر والكتابة والغزو ،جاز
أف يعطى حبسب كل سبب نصيباً.
السابعة :يكره أف يبلك ما أخرجو ُب الصدقة اختياراً واجبة كانت أو مندوبة ،وال بأس إذا
عادت إليو دبّباث وما شاهبو.
الثامنة :يستحب أف يوسم نعم الصدقة ،وُب أقوى موضع منها وأكشفو ،كأصوؿ األذاف ُب
الغنم ،وأفخاذ اإلبل والبقر .ويكتب ُب اؼبيسم ما أخذت لو :زكاة ،أو صدقة ،أو جزية.
إذا أىل الثاين عشر وجب دفع الزكاة ،وال هبوز التأخّب إال ؼبانع أو النتظار من لو قبضها .وإذا
عزؽبا جاز تأخّبه إىل شهر أو شهرين .والتأخّب إف كاف لسبب مبيح داـ بدوامو وال يتحدد ،وإف
كاف اقَباحاً مل هبز ويضمن إف تلفت.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 212
وال هبوز تقديبها قبل وقت الوجوب ،فإف آثر ذلك دفع مثلها قرضاً ،وال يكوف ذلك زكاة ،وال
يصدؽ عليها اسم التعجيل ،فإذا جاء وقت الوجوب احتسبها من الزكاة ،كالدين على الفقّب،
بشرط بقاء القابض على صفة االستحقاؽ ،وبقاء الوجوب ُب اؼباؿ.
ولو كاف النصاب يتم بالقرض مل ذبب الزكاة ،سواء كانت عينو باقية أو تالفة .ولو خرج
اؼبستحق عن الوصف استعيدت ،ولو أف يبنع من إعادة العْب ببذؿ القيمة عند القبض كالقرض .ولو
تعذر استعادهتا غرـ اؼبالك الزكاة من رأس.
ولو كاف اؼبستحق على الصفات وحصلت شرائط الوجوب جاز أف يستعيدىا ويعطي عوضها
ألهنا مل تتعْب ،وهبوز أف يعدؿ هبا عمن دفعت إليو أيضاً.
فروع ثالثة:
األوؿ :لو دفع إليو شاة فزادت زيادة متصلة كالسمن مل يكن لو استعادة العْب مع ارتفاع
الفقر ،وللفقّب بذؿ القيمة .وكذا لو كانت الزيادة منفصلة كالولد ،لكن لو دفع الشاة مل هبب عليو
دفع الولد.
الثالث :إذا استغُب بعْب اؼباؿ ٍب حاؿ اغبوؿ جاز احتسابو عليو ،وال يكلف اؼبالك أخذه
وإعادتو ،وإف استغُب بغّبه استعيد القرض.
واؼبراعى نية الدافع إف كاف مالكاً ،وإف كاف ساعياً أو اإلماـ أو وكيالً جاز أف يتوىل النية كل
واحد من الدافع واؼبالك .والويل عن الطفل واجملنوف يتوىل النية ،أو من لو أف يقبض منو كاإلماـ
والساعي .وتتعْب عند الدفع ،وحقيقتها :القصد إىل القربة ،والوجوب أو الندب ،وكوهنا زكاة ماؿ أو
فطرة .وال يفتقر إىل نية اعبنس الذي ىبرج منو.
212 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
فروع:
لو كاف لو ماالف متساوياف حاضر وغائب فأخرج زكاة ونواىا عن أحدنبا أجزأتو ،وكذا لو
قاؿ :إف كاف مايل الغائب ساؼباً.
ولو أخرج عن مالو الغائب إف كاف ساؼباًٍ ،ب باف تالفاً جاز نقلها إىل غّبه.
ولو نوى على ماؿ يرجو وصولو إليو مل هبز ولو وصل ،ولو مل ينو رب اؼباؿ ونوى الساعي أو
اإلماـ عند التسليم جاز وإف كاف الساعي أخذىا كرىاً أو طوعاً.
وأركاهنا أربعة:
األوؿ :التكليف ،فال ذبب على الصيب ،وال على اجملنوف ،وال على من أىل شواؿ وىو مغمى
عليو.
الثاين :اغبرية ،فال هبب على اؼبملوؾ ،وال على اؼبدبر ،وال على أـ الولد ،وال على اؼبكاتب
اؼبشروط ،وال اؼبطلق الذي مل يتحرر منو شيء .ولو ربرر منو شيء وجبت عليو بالنسبة ،ولو عالو
اؼبوىل وجبت عليو دوف اؼبملوؾ.
الثالث :الغُب ،فال ذبب على الفقّب وىو الذي ال يبلك قوتو وقوت عيالو ،وال يقدر على توفّب
قوتو وقوت عيالو كلو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
ويستحب للفقّب إخراجها ،وأقل ذلك أف يدير صاعاً على عيالو ٍب يتصدؽ بو .ومع الشروط
ىبرجها عن نفسو وعن صبيع من يعولو ،فرضاً أو نفالً ،من زوجة وولد وما شاكلهما ،وضيف وما
شاهبو ،صغّباً كاف أو كبّباً ،حراً أو عبداً ،مسلماً أو كافراً.
والنية معتربة ُب أدائها ،فال يصح إخراجها من الكافر وإف وجبت عليو ،ولو أسلم سقطت
عنو.
مسائل ثالث:
األوىل :من بلغ قبل اؽبالؿ ،أو أسلم ،أو زاؿ جنونو ،أو ملك ما يصّب بو غنياً وجبت عليو.
ولو كاف بعد ذلك ما مل يصل العيد استحبت ،وكذا التفصيل لو ملك فبلوكاً أو ولد لو.
الثانية :الزوجة واؼبملوؾ ذبب الزكاة عنهما ولو مل يكونا ُب عيالو إذا مل يعلهما غّبه.
الثالثة :كل من وجبت زكاتو على غّبه سقطت عن نفسو وإف كاف لو انفرد وجبت عليو،
كالضيف الغِب والزوجة.
فروع:
األوؿ :إف كاف لو فبلوؾ غائب يعرؼ حياتو ،فإف كاف يعوؿ نفسو ،أو ُب عياؿ مواله وجبت
على اؼبوىل ،وإف عالو غّبه وجبت الزكاة على العائل.
الثاين :إذا كاف العبد بْب شريكْب فالزكاة عليهما ،فإف عالو أحدنبا فالزكاة على العائل.
الثالث :لو مات اؼبوىل وعليو دين ،فإف كاف بعد اؽبالؿ وجبت زكاة فبلوكو ُب مالو ،وإف
ضاقت الَبكة قسمت على الدين والفطرة باغبصص ،وإف مات قبل اؽبالؿ مل ذبب على أحد إال
بتقدير أف يعولو.
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الرابع :إذا أوصي لو بعبد ٍب مات اؼبوصي ،فإف قبل الوصية قبل اؽبالؿ وجبت عليو ،وإف قبل
بعده سقطت وال ذبب على الورثة .ولو وىب لو ومل يقبض مل ذبب الزكاة على اؼبوىوب لو ،ولو
مات الواىب كانت على الورثة.
والضابط :إخراج ما كاف قوتاً غالباً كاغبنطة والشعّب ودقيقهما وخبزنبا ،والتمر والزبيب واألرز
واللنب واألقط.
ومن غّب ذلك ىبرج بالقيمة السوقية ،واألفضل إخراج التمر ٍب الزبيب ،ويليو أف ىبرج كل
إنساف ما يغلب على قوتو.
والفطرة :من صبيع األقوات اؼبذكورة صاع ،والصاع أربعة أمداد ،واؼبد ثالثة أرباع الكيلو غراـ،
والصاع ثالث كيلوغرامات.
وذبب هبالؿ شواؿ ،وال هبوز تقديبها قبلو إال على سبيل القرض .وهبوز إخراجها بعده،
وتأخّبىا إىل قبل صالة العيد أفضل .فإف خرج وقت الصالة -ووقتها إىل الزواؿ -وقد عزؽبا
أخرجها واجباً بنية األداء ،وإف مل يكن عزؽبا عصى ويأٌب هبا أداءً .وإذا أخر دفعها بعد العزؿ مع
اإلمكاف كاف ضامناً ،وإف كاف ال معو مل يضمن.
وال هبوز ضبلها إىل بلد آخر مع وجود اؼبستحق ويضمن ،وهبوز مع عدمو وال يضمن.
وىو مصرؼ زكاة اؼباؿ ،وهبوز أف يتوىل اؼبالك إخراجها ،واألفضل دفعها إىل اإلماـ أو من
نصبو .وال يعطى غّب اؼبؤمن أو اؼبستضعف مع عدمو ،ويعطى أطفاؿ اؼبؤمنْب ولو كاف آباؤىم
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
فساقاً .وال يعطى الفقّب أقل من صاع ،إال أف هبتمع صباعة ال يتسع ؽبم .وهبوز أف يعطي الواحد
ما يغنيو دفعة.
***
كتاب اػبمس
وفيو فصالف:
وىو سبعة:
األوؿ :غنائم دار اغبرب فبا حواه العسكر وما مل وبوه من أرض وغّبىا ،ما مل يكن غصباً من
مسلم أو معاىد ،قليالً كاف أو كثّباً.
الثاين :اؼبعادف سواء كانت منطبعة كالذىب والفضة والرصاص ،أو غّب منطبعة كالياقوت
والزبرجد والكحل ،أو مائعة كالقّب والنفط والكربيت .وهبب فيو اػبمس بعد اؼبؤونة.
الثالث :الكنوز ،وىو كل ماؿ مذخور ربت األرض ،فإف بلغ عشرين ديناراً وكاف ُب أرض دار
اغبرب ،أو دار اإلسالـ ،وليس عليو أثره وجب عليو اػبمس .ولو وجده ُب ملك مبتاع عرفو البائع،
فإف عرفو فهو أحق بو ،وإف جهلو فهو للمشَبي وعليو اػبمس .وكذا لو اشَبى دابة ووجد ُب
جوفها شيئاً لو قيمة ،ولو ابتاع ظبكة فوجد ُب جوفها شيئا أخرج طبسو وكاف لو الباقي ،وال يعرؼ.
تفريع :إذا وجد كنزاً ُب أرض موات من دار اإلسالـ وعليو أثر اإلسالـ فهو لإلماـ ،وؼبن
أخرجو مؤنة اإلخراج وأجر اإلخراج .ولو وجده ُب ملك مبتاع عرفو البائع ،فإف عرفو فهو أحق بو،
وإف جهلو فهو لإلماـ.
الرابع :كل ما ىبرج من البحر بالغوص كاعبواىر والدرر بشرط أف يبلغ قيمتو ديناراً فصاعداً،
ولو أخذ منو شيء من غّب غوص هبب اػبمس فيو ،كما لو أخرج باآللة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
تفريع :العنرب إف أخرج بالغوص روعي فيو مقدار دينار ،وإف جِب من وجو اؼباء أو من الساحل
كاف لو حكم اؼبعادف.
اػبامس :ما يفضل عن مؤونة السنة لو ولعيالو من أرباح التجارات والصناعات والزراعات.
السادس :إذا اشَبى الذمي أرضاً من مسلم وجب فيها اػبمس على الذمي ،سواء كانت فبا
وجب فيو اػبمس كاألرض اؼبفتوحة عنوة ،أو ليس فيو كاألرض الٍب أسلم عليها أىلها.
السابع :اغبالؿ إذا اختلط باغبراـ وال يتميز وجب فيو اػبمس.
فروع:
األوؿ :اػبمس هبب ُب الكنز سواء كاف الواجد لو حراً أو عبداً ،صغّباً أو كبّباً وكذا اؼبعادف
والغوص.
الثاين :ال يعترب اغبوؿ ُب شيء من اػبمس ،ولكن يؤخر ما هبب ُب أرباح التجارات احتياطاً
للمكتسب.
الثالث :إذا اختلف اؼبالك واؼبستأجر ُب الكنز ،فإف اختلفا ُب ملكو فالقوؿ قوؿ اؼبؤجر مع
يبينو ،وإف اختلفا ُب قدره فالقوؿ قوؿ اؼبستأجر.
الرابع :اػبمس هبب بعد اؼبؤنة الٍب يفتقر إليها إخراج الكنز واؼبعدف من حفر وسبك وغّبه.
217 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ثالثة للنيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) وىي :سهم ا﵁ ،وسهم رسولو ،وسهم ذي القرىب وىو اإلماـ
(عليو السالـ) ،وبعده لإلماـ القائم مقامو .وما كاف قبضو النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) أو اإلماـ
ينتقل إىل وارثو.
وثالثة :لأليتاـ ،واؼبساكْب ،وأبناء السبيل .ويعترب ُب الطوائف الثالث انتساهبم إىل عبد اؼبطلب
باألبوة ،فلو انتسبوا باألـ خاصة مل يعطوا من اػبمس شيئاً .وال هبب استيعاب كل طائفة ،بل لو
اقتصر من كل طائفة على واحد جاز.
وىنا مسائل:
األوىل :مستحق اػبمس ،وىو اؼبؤمن من ولد عبد اؼبطلب ،وىم :بنو أيب طالب والعباس
واغبارث وأيب ؽبب ،الذكر واألنثى ،ويقدـ بنو أيب طالب ،ويقدـ منهم بنو علي وفاطمة (عليهما
السالـ) ،ويقدـ منهم بنو ؿبمد بن اغبسن اإلماـ اؼبهدي (عليو السالـ).
الثالثة :يقسم اإلماـ على الطوائف الثالث قدر الكفاية مقتصداً ،فإف فضل كاف لو ،وإف أعوز
أًب من نصيبو.
الرابعة :ابن السبيل ال يعترب فيو الفقر ،بل اغباجة ُب بلد التسليم ولو كاف غنياً ُب بلده،
ويراعى ذلك ُب اليتيم.
اػبامسة :ال وبل ضبل اػبمس إىل غّب بلده مع وجود اؼبستحق ،ولو ضبل واغباؿ ىذه وتلف
ضمن ،وهبوز مع عدمو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
ويلحق بذلك األنفاؿ ،وىي :ما يستحقو اإلماـ من األمواؿ على جهة اػبصوص كما كاف
للنيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) ،وىي طبسة :األرض الٍب سبلك من غّب قتاؿ سواء اقبلى أىلها أو
سلموىا طوعاً ،واألرضوف اؼبوات سواء ملكت ٍب باد أىلها أو مل هبر عليها ملك كاؼبفاوز ،وسيف
البحار ،ورؤس اعبباؿ وما يكوف هبا ،وكذا بطوف األودية واآلجاـ (األىوار).
وإذا فتحت دار اغبرب ،فما كاف لسلطاهنم من قطائع وصفايا فهي لإلماـ إذا مل تكن مغصوبة
من مسلم أو معاىد ،وكذا لو أف يصطفي من الغنيمة ما شاء من فرس أو ثوب أو جارية أو غّب
ذلك ،وما يغنمو اؼبقاتلوف بغّب أذنو فهو لو (عليو السالـ).
وال هبوز التصرؼ ُب األنفاؿ بغّب إذنو ،ولو تصرؼ متصرؼ كاف غاصباً ،ولو حصل لو فائدة
كانت لإلماـ.
***
كتاب اغبج
وىو يعتمد على ثالثة أركاف:
وىي أربع:
اؼبقدمة األوىل:
اغبج وإف كاف ُب اللغة القصد ،فقد صار ُب الشرع اظباً جملموع اؼبناسك اؼبؤداة ُب اؼبشاعر
اؼبخصوصة ،وىو فرض على كل من اجتمعت فيو الشرائط اآلتية من الرجاؿ والنساء واػبناثى.
وال هبب بأصل الشرع إال مرة واحدة وىي حجة اإلسالـ ،وذبب على الفور ،والتأخّب مع
الشرائط كبّبة موبقة.
وقد هبب اغبج بالنذر وما ُب معناه ،وباالفساد ،وباالستيجار للنيابة ،ويتكرر بتكرر السبب،
وما خرج عن ذلك مستحب.
ويستحب لفاقد الشروط كمن عدـ الزاد والراحلة إذا تسكع سواء شق عليو السعي أو سهل،
وكاؼبملوؾ إذا أذف لو مواله.
والنظر ُب :حجة اإلسالـ ،وما هبب بالنذر ،وما ُب معناه ،وُب أحكاـ النيابة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 212
األوؿ :البلوغ وكماؿ العقل ،فال هبب على الصيب ،وال على اجملنوف.
ولو حج الصيب أو حج عنو أو عن اجملنوف ،مل هبز عن حجة السالـ .ولو دخل الصيب اؼبميز
واجملنوف ُب اغبج ندباًٍ ،ب كمل كل واحد منهما وأدرؾ اؼبشعر أجزأ عن حجة اإلسالـ .ويصح إحراـ
الصيب اؼبميز وإف مل هبب عليو ،ويصح أف وبرـ عن غّب اؼبميز وليو ندباً ،وكذا اجملنوف.
والويل :ىو من لو والية اؼباؿ كاألب ،واعبد لألب ،والوصي .ولألـ والية اإلحراـ بالطفل،
ونفقتو الزائدة تلزـ الويل دوف الطفل.
الثاين :اغبرية ،فال هبب على اؼبملوؾ ولو أذف لو مواله ،ولو تكلفو بإذنو صح حجو ،ولكن ال
هبزيو عن حجة اإلسالـ ،فإف أدرؾ الوقوؼ باؼبشعر معتقاً أجزأه .ولو أفسد حجو ٍب أعتق مضى ُب
الفاسد وعليو بدنة وقضاه ،وأجزأ عن حجة اإلسالـ .وإف أعتق بعد فوات اؼبوقفْب وجب عليو
القضاء ،وأجزاه عن حجة اإلسالـ.
الثالث :الزاد والراحلة ،ونبا يعترباف فيمن يفتقر إىل قطع اؼبسافة ،وال تباع ثياب وآالت مهنتو،
وال خادمو ،وال دار سكناه للحج.
واؼبراد بالزاد :قدر الكفاية من القوت واؼبشروب ذىاباً وعوداً ،وبالراحلة :راحلة مثلو .وهبب
شراؤنبا أو يكوف معو شبن الزاد ،ويؤجر الراحلة ولو كثر الثمن مع وجوده.
ولو كاف لو دين وىو قادر على اقتضائو وجب عليو ،فإف منع منو وليس لو سواه سقط
الفرض .ولو كاف لو ماؿ وعليو دين بقدره مل هبب ،إال أف يفضل عن دينو ما يقوـ باغبج .وال هبب
االقَباض للحج ،إال أف يكوف لو ماؿ بقدر ما وبتاج إليو زيادة عما استثناه.
212 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ولو كاف معو قدر ما وبج بو فنازعتو نفسو إىل النكاح مل هبز صرفو ُب النكاح وإف شق تركو
وكاف عليو اغبج .ولو بذؿ لو زاد وراحلة ونفقة لو ولعيالو وجب عليو ،ولو وىب لو ماؿ مل هبب
عليو قبولو.
ولو استؤجر للمعونة على السفر وشرط لو الزاد والراحلة أو بعضو ،وكاف بيده الباقي مع نفقة
أىلو وجب عليو ،وأجزأه عن الفرض إذا حج عن نفسو.
ولو كاف عاجزاً عن اغبج فحج عن غّبه مل هبزه عن فرضو ،وكاف عليو اغبج إف وجد
االستطاعة.
الرابع :أف يكوف لو ما يبوف عيالو حٌب يرجع فاضالً عما وبتاج إليو ،ولو قصر مالو عن ذلك مل
هبب عليو.
ولو حج عنو من يطيق اغبج مل يسقط عنو فرضو ،سواء كاف واجد الزاد والراحلة أو فاقدنبا.
ولو تكلف اغبج مع عدـ االستطاعة هبزيو ،وال هبب على الولد بذؿ مالو لوالده ُب اغبج.
اػبامس :إمكاف اؼبسّب ،وىو يشتمل على :الصحة ،وزبلية السرب ،واالستمساؾ على
الراحلة ،وسعة الوقت لقطع اؼبسافة.
فلو كاف مريضاً حبيث يتضرر بالركوب مل هبب ،وال يسقط باعتبار اؼبرض مع إمكاف الركوب.
ولو منعو عدو ،أو كاف معضوباً ال يستمسك على الراحلة ،أو عدـ اؼبرافق مع اضطراره إليو سقط
الفرض.
وهبب االستنابة مع اؼبانع من مرض أو عدو ،فإف حج نائباً واستمر اؼبانع فال قضاء ،وإف زاؿ
وسبكن استحب لو ببدنو .ولو مات بعد االستقرار ومل يؤد قضي عنو .ولو كاف ال يستمسك خلقة
يسقط الفرض عن نفسو ومالو .ولو احتاج ُب سفره إىل حركة عنيفة لاللتحاؽ أو الفرار فضعف
سقط الوجوب ُب عامو ،وتوقع اؼبكنة ُب اؼبستقبل .ولو مات قبل التمكن واغباؿ ىذه مل يقض عنو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
ويسقط فرض اغبج لعدـ ما يضطر إليو من اآلالت كأوعية اؼباء وأوعية الزاد .ولو كاف لو
طريقاف فمنع من إحدانبا سلك األخرى ،سواء كانت أبعد أو أقرب .ولو كاف ُب الطريق عدو ال
يندفع إال دباؿ هبب التحمل مع اؼبكنة .ولو بذؿ لو باذؿ وجب عليو اغبج لزواؿ اؼبانع ،نعم لو قاؿ
لو :أقبل وادفع أنت مل هبب.
وطريق البحر كطريق الرب ،فإف غلب ظن السالمة ،وإال سقط .ولو أمكن الوصوؿ بالرب
والبحر ،فإف تساويا ُب غلبة السالمة كاف ـبّباً ،وإف اختص أحدنبا تعْب ،ولو تساويا ُب رجحاف
العطب سقط الفرض.
ومن مات بعد اإلحراـ ودخوؿ اغبرـ برأت ذمتو ،وإف كاف قبل ذلك قضيت عنو إف كانت
مستقرة ،وسقطت إف مل تكن كذلك .ويستقر اغبج ُب الذمة إذا استكملت الشرائط وأنبل.
والكافر هبب عليو اغبج وال يصح منو ،فلو أحرـ ٍب أسلم أعاد اإلحراـ ،وإذا مل يتمكن من
العود إىل اؼبيقات أحرـ من موضعو .ولو أحرـ باغبج وأدرؾ الوقوؼ باؼبشعر مل هبزه إال أف يستأنف
إحراماً آخر ،وإف ضاؽ الوقت أحرـ ولو بعرفات.
ولو حج اؼبسلم ٍب ارتد مل يعد .ولو مل يكن مستطيعاً فصار كذلك ُب حاؿ ردتو وجب عليو
اغبج وصح منو إذا تاب .ولو أحرـ مسلماً ٍب ارتد ٍب تاب مل يبطل إحرامو.
وال يشَبط ُب وجوب اغبج الرجوع إىل الكفاية من صناعة أو ماؿ أو حرفة .وإذا اجتمعت
الشرائط فحج متسكعاً ،أو حج ماشياً ،أو حج ُب نفقة غّبه أجزأه عن الفرض.
ومن وجب عليو اغبج فاؼبشي أفضل لو من الركوب إذا مل يضعفو ،ومع الضعف الركوب
أفضل.
مسائل أربع:
األوىل :إذا استقر اغبج ُب ذمتو ٍب مات قضي عنو من أصل تركتو ،فإف كاف عليو دين وضاقت
الَبكة قسمت على الدين وعلى أجرة اؼبثل باغبصص.
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثالثة :من وجب عليو حجة اإلسالـ ال وبج عن غّبه ال فرضاً وال تطوعاً ،وكذا من وجب
عليو بنذر أو إفساد.
الرابعة :ال يشَبط وجود ا﵀رـ ُب النساء ،بل يكفي غلبة ظنها بالسالمة ،وال يصح حجها
تطوعاً إال بأذف زوجها ،وؽبا ذلك ُب الواجب كيف كاف ،وكذا لو كانت ُب عدة رجعية ،وُب البائنة
ؽبا اؼببادرة من دوف إذنو.
وشرائطها اثناف:
الثاين :اغبرية فال يصح نذر العبد إال بإذف مواله ،ولو أذف لو ُب النذر فنذر وجب وجاز لو
اؼببادرة ولو هناه ،وكذا اغبكم ُب ذات البعل.
مسائل ثالث:
األوىل :إذا نذر اغبج مطلقاً فمنعو مانع أخره حٌب يزوؿ اؼبانع ،ولو سبكن من أدائو ٍب مات
قضي عنو من أصل تركتو .وال يقضي عنو قبل التمكن ،فإف عْب الوقت فأخل بو مع القدرة قضي
عنو ،وإف منعو عارض ؼبرض أو عدو حٌب مات مل هبب قضاؤه عنو .ولو نذر اغبج أو أفسد حجو
وىو معضوب مل هبب أف يستنيب.
الثانية :إذا نذر اغبج ،فإف نوى حجة اإلسالـ تداخال وذبزي أحدنبا عن األخرى ،وإف نوى
غّبىا مل يتداخال .وكذا إف أطلق ،وال ذبزي إحدانبا عن األخرى.
الثالثة :إذا نذر اغبج ماشياً وجب أف يقوـ ُب مواضع العبور ،فإف ركب طريقو قضى ،وإف
ركب بعضاً كفى ،ولو عجز يركب.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
وشرائط النائب ثالثة :اإلسالـ ،وكماؿ العقل ،وأف ال يكوف عليو حج واجب فال تصح نيابة
الكافر لعجزه عن نية القربة ،وال نيابة اؼبسلم عن الكافر ،وال عن اؼبسلم اؼبخالف إال أف يكوف أباً
للنائب ،وال نيابة اجملنوف النغمار عقلو باؼبرض اؼبانع من القصد ،وكذا الصيب غّب اؼبميز ،ويصح نيابة
اؼبميز.
والبد من نية النيابة وتعيْب اؼبنوب عنو بالقصد ،وتصح نيابة اؼبملوؾ بإذف مواله .وال تصح
نيابة من وجب عليو اغبج واستقر إال مع العجز عن اغبج ولو مشياً ،وكذا ال يصح حجو تطوعاً،
ولو حج عن غّبه مل هبز عن أحدنبا.
وهبوز ؼبن حج أف يعتمر عن غّبه إذا مل ذبب عليو العمرة ،وكذا ؼبن اعتمر أف وبج عن غّبه
إذا مل هبب عليو اغبج .وتصح نيابة من مل يستكمل الشرائط وإف كاف حجو صرورة.
وهبوز أف ربج اؼبرأة عن الرجل وعن اؼبرأة ،ومن استؤجر فمات ُب الطريق فإف أحرـ ودخل
اغبرـ فقد أجزأت عمن حج عنو ،ولو مات قبل ذلك مل هبز ،وعليو أف يعيد من األجرة ما قابل
اؼبتخلف من الطريق ذاىباً وعائداً .وهبب أف يأٌب دبا شرط عليو من سبتع ،أو قراف ،أو إفراد.
ولو شرط اغبج على طريق معْب مل هبز العدوؿ إف تعلق بذلك غرض ،وإذا استؤجر حبجة مل
هبز أف يؤجر نفسو ألخرى حٌب يأٌب باألوىل .ولو صد قبل اإلحراـ ودخوؿ اغبرـ استعيد من األجرة
بنسبة اؼبتخلف ،ولو ضمن اغبج ُب اؼبستقبل مل يلزـ إجابتو .وإذا استؤجر فقصرت األجرة مل يلزـ
اإلسباـ ،وكذا لو فضلت عن النفقة مل يرجع اؼبستأجر عليو بالفاضل.
وال هبوز النيابة ُب الطواؼ الواجب للحاضر إال مع العذر كاإلغماء والبطن وما شاهبهما،
وهبب أف يتوىل ذلك بنفسو .ولو ضبلو حامل فطاؼ بو أمكن أف وبتسب لكل منهما طوافو عن
نفسو .ولو تربع إنساف باغبج عن غّبه بعد موتو برأت ذمتو.
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وكل ما يلزـ النائب من كفارة ففي مالو ،ولو أفسده حج من قابل ،وال يعاد باألجرة عليو .وإذا
أطلق اإلجارة اقتضى التعجيل ما مل يشَبط األجل .وال يصح أف ينوب عن اثنْب ُب عاـ .ولو
استأجراه لعاـ صح األسبق ،ولو اقَبف العقداف وزماف اإليقاع بطال .وإذا أحصر ربلل باؽبدي
ويطاؼ عنو طواؼ النساء ،وال قضاء عليو.
ومن وجب عليو حجاف ـبتلفاف كحجة اإلسالـ والنذر ،فمنعو عارض جاز أف يستأجر
أجّبين ؽبما ُب عاـ واحد.
ويستحب أف يذكر النائب من ينوب عنو باظبو ُب اؼبواطن كلها ،وعند كل فعل من أفعاؿ اغبج
والعمرة ،وأف يعيد ما يفضل معو من األجرة بعد حجو ،وأف يعيد اؼبخالف حجو إذا استبصر .ويكره
أف تنوب اؼبرأة إذا كانت صرورة.
مسائل شباف:
األوىل :إذا أوصى أف وبج عنو ومل يعْب األجرة انصرؼ ذلك إىل أجرة اؼبثل ،وزبرج من األصل
إذا كانت واجبة ،ومن الثلث إذا كانت ندباً .ويستحقها األجّب بالعقد ،فإف خالف ما شرط لو
أجرة اؼبثل.
الثانية :من أوصى أف وبج عنو ومل يعْب اؼبرات ،فإف مل يعلم منو إرادة التكرار اقتصر على اؼبرة،
وإف علم إرادة التكرار حج عنو حٌب يستوُب الثلث من تركتو.
الثالثة :إذا أوصى اؼبيت أف وبج عنو كل سنة بقدر معْب فقصر صبع نصيب سنتْب واستؤجر بو
لسنة ،وكذا لو قصر ذلك أضيف إليو من نصيب الثالثة.
الرابعة :لو كاف عند إنساف وديعة ومات صاحبها وعليو حجة اإلسالـ ،وعلم أف الورثة ال
يؤدوف ذلك جاز أف يقتطع قدر أجرة اغبج فيستأجر بو ،ألنو خارج عن ملك الورثة.
اػبامسة :إذا عقد اإلحراـ عن اؼبستأجر عنو ٍب نقل النية إىل نفسو مل يصح ،فإذا أكمل اغبجة
مل تقع عن اؼبستأجر عنو وال يستحق األجرة وال ذبزي عن أحدنبا.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
السادسة :إذا أوصى أف وبج عنو وعْب اؼببلغ ،فإذا كاف بقدر ثلث الَبكة أو أقل صح واجباً
كاف أو مندوباً ،وإف كاف أزيد وكاف واجباً ومل هبز الورثة كاف أجرة اؼبثل من أصل اؼباؿ ،والزائد من
الثلث .وإف كاف ندباً حج عنو من بلده إف احتمل الثلث ،وإف قصر حج عنو من بعض الطريق،
وإف قصر عن اغبج حٌب ال يرغب فيو أجّب صرؼ ُب وجوه الرب.
السابعة :إذا أوصى ُب حج واجب وغّبه قدـ الواجب ،فإف كاف الكل واجباً وقصرت الَبكة
قسمت على اعبميع باغبصص.
الثامنة :من عليو حجة اإلسالـ ونذر أخرىٍ ،ب مات بعد االستقرار أخرجت حجة اإلسالـ
من األصل ،واؼبنذورة من الثلث .ولو ضاؽ اؼباؿ إال عن حجة اإلسالـ اقتصر عليها ،ويستحب أف
وبج عنو النذر.
حج التمتع:
فصورتو :أف وبرـ من اؼبيقات بالعمرة اؼبتمتع هباٍ ،ب يدخل هبا مكة فيطوؼ سبعاً بالبيت،
ويصلي ركعتيو باؼبقاـٍ ،ب يسعى بْب الصفا واؼبروة سبعاً ،ويقصر.
ٍب ينشئ إحراماً للحج من مكة يوـ الَبوية على األفضل ،وإال بقدر ما يعلم أنو يدرؾ الوقوؼ،
ٍب يأٌب عرفات فيقف هبا إىل الغروبٍ ،ب يفيض إىل اؼبشعر فيقف بو بعد طلوع الفجرٍ ،ب يفيض إىل
مُب فيحلق هبا يوـ النحر ،ويذبح ىديو ،ويرمي صبرة العقبة.
ٍب إف شاء أتى مكة ليومو أو لغده ،فطاؼ طواؼ اغبج وصلى ركعتيو ،وسعى سعيو ،وطاؼ
طواؼ النساء ،وصلى ركعتيوٍ ،ب عاد إىل مُب لّبمي ما زبلف عليو من اعبمار .وإف شاء أقاـ دبُب
217 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
حٌب يرمي صباره الثالث يوـ اغبادي عشر ،ومثلو يوـ الثاين عشرٍ ،ب ينفر بعد الزواؿ .وإف أقاـ إىل
النفر الثاين جاز أيضاً ،وعاد إىل مكة للطوافْب والسعي.
وىذا القسم فرض من كاف بْب منزلو وبْب مكة (ٕٕ كيلومَب) فما زاد من كل جانب ،فإف
عدؿ ىؤالء إىل القراف أو األفراد ُب حجة اإلسالـ اختياراً مل هبز وهبوز مع االضطرار.
وشروطو أربعة :النية ،ووقوعو ُب أشهر اغبج ،وىي شواؿ وذو القعدة وذو اغبجة .وضابط
وقت اإلنشاء ما يعلم أنو يدرؾ اؼبناسك ،وأف يأٌب باغبج والعمرة ُب سنة واحدة ،وأف وبرـ باغبج لو
من بطن مكة ،وأفضلو اؼبسجد وأفضلو اؼبقاـٍ ،ب ربت اؼبيزاب.
ولو أحرـ بالعمرة اؼبتمتع هبا ُب غّب أشهر اغبج مل هبز التمتع هبا إىل اغبج ،وكذا لو فعل
بعضها ُب أشهر اغبج ،ومل يلزمو اؽبدي.
واإلحراـ من اؼبيقات مع االختيار ،ولو أحرـ حبج التمتع من غّب مكة مل هبزه .ولو دخل مكة
بإحرامو وجب استئنافو منها ،ولو تعذر ذلك يستأنفو حيث أمكن -ولو بعرفة -إف مل يتعمد
ذلك ،ويسقط الدـ (كفارة ترؾ اإلحراـ من مكة) واغباؿ ىذه.
وال هبوز للمتمتع اػبروج من مكة حٌب يأٌب باغبج ،ألنو صار مرتبطاً بو ،إال على وجو ال يفتقر
إىل ذبديد عمرة (أي ىبرج ؿبرـ ويعود كذلك ،أو ىبرج غّب ؿبرـ ويعود قبل شهر) ،ولو جدد عمرة
سبتع باألخّبة إىل اغبج.
ولو دخل بعمرتو إىل مكة وخشي ضيق الوقت جاز لو نقل النية إىل األفراد وكاف عليو عمرة
مفردة ،وكذا اغبائض والنفساء إف منعهما عذرنبا عن التحلل وإنشاء اإلحراـ باغبج ،لضيق الوقت
عن الَببص .ولو ذبدد العذر وقد طافت أربعاً صحت متعتها ،وأتت بالسعي وبقية اؼبناسك،
وقضت بعد طهرىا ما بقي من طوافها ،وإذا صح التمتع سقطت العمرة اؼبفردة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
وصورة اإلفراد :أف وبرـ من اؼبيقات أو من حيث يسوغ لو اإلحراـ باغبجٍ ،ب يبضي إىل عرفات
فيقف هباٍ ،ب يبضي إىل اؼبشعر فيقف بوٍ ،ب إىل مُب فيقضي مناسكو هباٍ ،ب يطوؼ بالبيت ويصلي
ركعتيو ،ويسعى بْب الصفا واؼبروة ،ويطوؼ طواؼ النساء ويصلي ركعتيو.
وعليو عمرة مفردة بعد اغبج واإلحالؿ منوٍ ،ب يأٌب هبا من أدىن اغبل ،وهبوز وقوعها ُب غّب
أشهر اغبج ،ولو أحرـ هبا من دوف ذلك ٍب خرج إىل أدىن اغبل مل هبزه اإلحراـ األوؿ ،وافتقر إىل
استئنافو.
وىذا القسم والقراف فرض أىل مكة ومن بينو وبينها دوف (ٕٕ كيلومَب) من كل جانب .وإف
عدؿ ىؤالء إىل التمتع اضطراراً أو اختياراً جاز وال يلزمهم ىدي.
وشروطو ثالثة :النية ،وأف يقع ُب أشهر اغبج ،وأف يعقد إحرامو من ميقاتو ،أو من دويرة أىلو
إف كاف منزلو دوف اؼبيقات.
وأفعاؿ القارف وشروطو كاؼبفرد غّب أنو يتميز عنو بسياؽ اؽبدي عند إحرامو .وإذا لىب استحب
لو إشعار ما يسوقو من البدف ،وىو أف يشق سنامو من اعبانب األيبن ويلطخ صفحتو بدمو .وإف
كاف معو بدف دخل بينها ،وأشهرىا يبيناً ومشاالً.
والتقليد :أف يعلق ُب رقبة اؼبسوؽ نعالً قد صلى فيو ،واإلشعار والتقليد للبدف ،وىبتص البقر
والغنم بالتقليد.
ولو دخل القارف أو اؼبفرد مكة وأراد الطواؼ جاز ،لكن هبدداف التلبية عقيب صالة الطواؼ.
وهبوز للمفرد إذا دخل مكة أف يعدؿ إىل التمتع ،وال هبوز ذلك للقارف .واؼبكي إذا بعد عن أىلو
وحج حجة اإلسالـ على ميقات أحرـ منو وجوباً.
ولو أقاـ من فرضو التمتع دبكة سنة أو سنتْب مل ينقل فرضو ،وكاف عليو اػبروج إىل اؼبيقات إذا
أراد حجة اإلسالـ .ولو مل يتمكن من ذلك خرج إىل خارج اغبرـ ،فإف تعذر أحرـ من موضعو ،فإف
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
دخل ُب الثالثة مقيماً ٍب حج انتقل فرضو إىل القراف أو األفراد .ولو كاف لو منزالف دبكة وغّبىا من
البالد سكنها أكثر من ستة أشهر كاف لو اغبج بأي األنواع شاء.
ويسقط اؽبدي عن القارف واؼبفرد وجوباً ،وال يسقط التضحية استحباباً .وال هبوز القراف بْب
اغبج والعمرة بنية واحدة ،وال إدخاؿ أحدنبا على اآلخر ،وال بنية حجتْب وال عمرتْب على سنة
واحدة.
اؼبواقيت ستة:
ألىل العراؽ :العقيق ،وأفضلو اؼبسلخ ،ويليو غمرة ،وآخره ذات عرؽ.
وكل من حج على ميقات لزمو اإلحراـ منو .ولو حج على طريق ال يفضي إىل أحد اؼبواقيت
وبرـ إذا غلب على ظنو ؿباذاة أقرب اؼبواقيت إىل مكة ،وكذا من حج ُب البحر.
األوىل :من أحرـ قبل ىذه اؼبواقيت مل ينعقد إحرامو ،إال لناذر بشرط أف يقع إحراـ اغبج ُب
أشهره ،أو ؼبن أراد العمرة اؼبفردة ُب رجب وخشي تقضيو.
الثانية :إذا أحرـ قبل اؼبيقات مل ينعقد إحرامو ،وال يكفي مروره فيو ما مل هبدد اإلحراـ من
رأس .ولو أخره عن اؼبيقات ؼبانع ٍب زاؿ اؼبانع عاد إىل اؼبيقات ،فإف تعذر جدد اإلحراـ حيث زاؿ.
ولو دخل مكة خرج إىل اؼبيقات ،فإف تعذر خرج إىل خارج اغبرـ ،ولو تعذر أحرـ من مكة .وكذا لو
ترؾ اإلحراـ ناسياً أو مل يرد النسك ،وكذا اؼبقيم دبكة إذا كاف فرضو التمتع .أما لو أخره عامداً مل
يصح إحرامو حٌب يعود إىل اؼبيقات ،ولو تعذر مل يصح إحرامو.
الثالثة :لو نسي اإلحراـ ومل يذكر حٌب أكمل مناسكو هبزيو.
والواجب إثنا عشر :اإلحراـ ،والوقوؼ بعرفات ،والوقوؼ باؼبشعر ،ونزوؿ مُب ،والرمي،
والذبح ،واغبلق هبا أو التقصّب ،والطواؼ ،وركعتاه ،والسعي ،وطواؼ النساء ،وركعتاه.
ويستحب أماـ التوجو :الصدقة ،وصالة ركعتْب ،وأف يقف على باب داره ويقرأ فاربة الكتاب
أمامو وعن يبينو وعن يساره وآية الكرسي كذلك ،وأف يدعو بكلمات الفرج وباألدعية اؼبأثورة ،وأف
يقوؿ إذا جعل رجلو ُب الركاب :بسم ا﵁ الرضبن الرحيم بسم ا﵁ وبا﵁ وا﵁ أكرب ،فإذا استوى على
راحلتو دعا بالدعاء باؼبأثور.
توفّب شعر رأسو من أوؿ ذي القعدة إذا أراد التمتع ،ويتأكد عند ىالؿ ذي اغبجة ،وأف
ينظف جسده ،ويقص أظفاره ،ويأخذ من شاربو ،ويزيل الشعر عن جسده وإبطيو مطلياً ،ولو كاف
قد أطلى أجزاه ما مل يبض طبسة عشر يوماً.
والغسل لإلحراـ ،وإف مل هبد ماء يتيمم لو .ولو اغتسل وأكل أو لبس ما ال هبوز للمحرـ أكلو
وال لبسو أعاد الغسل استحباباً .وهبوز لو تقديبو على اؼبيقات إذا خاؼ عوز اؼباء فيو ،ولو وجده
استحب لو اإلعادة .وهبزي الغسل ُب أوؿ النهار ليومو ،وُب أوؿ الليل لليلتو ما مل ينم .ولو أحرـ
بغّب غسل أو صالة ٍب ذكر تدارؾ ما تركو وأعاد اإلحراـ.
وأف وبرـ عقيب فريضة الظهر أو فريضة غّبىا ،وإف مل يتفق صلى لإلحراـ ست ركعات وأقلو
ركعتاف ،يقرأ ُب األوىل( :اغبمد) و (قل يا أيها الكافروف) ،وُب الثانية( :اغبمد) و (قل ىو ا﵁
أحد) .ويوقع نافلة اإلحراـ تبعاً لو -ولو كاف وقت فريضة -مقدماً للنافلة ما مل تتضيق اغباضرة.
وأما كيفيتو:
األوؿ :النية ،وىو أف يقصد بقلبو إىل أمور أربعة :ما وبرـ بو من حج أو عمرة متقرباً ،ونوعو
من سبتع أو قراف أو إفراد ،وصفتو من وجوب أو ندب ،وما وبرـ لو من حجة اإلسالـ أو غّبىا .ولو
نوى نوعاً ونطق بغّبه عمل على نيتو ،ولو أخل بالنية عمداً أو سهواً مل يصح إحرامو .ولو أحرـ
باغبج والعمرة وكاف ُب أشهر اغبج أو غّبىا بطل ولزمو ذبديد النية واإلحراـ .ولو قاؿ :كإحراـ فالف
وكاف عاؼباً دباذا أحرـ صح ،وإذا كاف جاىالً بطل إحرامو.
الثاين :التلبيات األربع ،فال ينعقد اإلحراـ ؼبتمع وال ؼبفرد إال هبا ،أو اإلشارة لألخرس مع عقد
قلبو هبا .والقارف باػبيار إف شاء عقد إحرامو هبا ،وإف شاء قلد أو اشعر ،وبأيهما بدأ كاف اآلخر
مستحباً.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
وصورهتا أف يقوؿ( :لبيك اللهم لبيك ،لبيك ال شريك لك لبيك ،إف اغبمد والنعمة لك
واؼبلك لك ،ال شريك لك) .ولو عقد نية اإلحراـ ولبس ثوبيو ٍب مل يلب ،وفعل ما ال وبل للمحرـ
فعلو مل يلزمو بذلك كفارة إذا كاف متمتعاً أو مفرداً ،وكذا لو كاف قارناً ومل يشعر ومل يقلد.
الثالث :لبس ثويب اإلحراـ ،ونبا واجباف ،وال هبوز اإلحراـ فيما ال هبوز لبسو ُب الصالة .وهبوز
اإلحراـ ُب اغبرير للنساء ،وهبوز أف يلبس ا﵀رـ أكثر من ثوبْب ،وأف يبدؿ ثياب إحرامو ،فإذا أراد
الطواؼ فاألفضل أف يطوؼ فيهما .وإذا مل يكن مع اإلنساف ثوبا اإلحراـ ،وكاف معو قباء جاز لبسو
مقلوباً بأف هبعل ذيلو على كتفيو.
األوىل :ال هبوز ؼبن احرـ أف ينشأ إحراماً آخر حٌب يكمل أفعاؿ ما أحرـ لو ،فلو أحرـ متمتعاً
ودخل مكة وأحرـ باغبج قبل التقصّب ناسياً مل يكن عليو شيء ،وإف فعل ذلك عامداً بطلت عمرتو
فصارت حجة مبتولة.
الثانية :لو نوى األفراد ٍب دخل مكة جاز أف يطوؼ ويسعى ويقصر وهبعلها عمرة يتمتع هبا.
الثالثة :إذا أحرـ الويل بالصيب جرده من فخ ،وفعل بو ما هبب على ا﵀رـ وجنبو ما هبتنبو .ولو
فعل الصيب ما هبب بو الكفارة لزـ ذلك الويل ُب مالو ،وكل ما يعجز عنو الصيب يتواله الويل من تلبية
وطواؼ وسعي وغّب ذلك .وهبب على الويل اؽبدي من مالو أيضاً .وإذا كاف الصيب فبيزاً جاز أمره
بالصياـ عن اؽبدي ،ولو مل يقدر على الصياـ صاـ الويل عنو مع العجز عن اؽبدي.
الرابعة :إذا اشَبط ُب إحرامو أف وبلو حيث حبسو ٍب أحصر ربلل ،وال يسقط اؽبدي .وفائدة
االشَباط جواز التحلل عند االحصار.
اػبامسة :إذا ربلل ا﵀صور ال يسقط اغبج عنو ُب القابل إف كاف واجباً ،ويسقط إف كاف ندباً.
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
واؼبندوبات :رفع الصوت بالتلبية للرجاؿ ،وتكرارىا عند نومو واستيقاظو ،وعند علو اآلكاـ
ونزوؿ االىضاـ ،فإف كاف حاجاً فإىل يوـ عرفة عند الزواؿ ،وإف كاف معتمراً دبتعة فإذا شاىد بيوت
مكة ،وإف كاف بعمرة مفردة كاف ـبّباً ُب قطع التلبية عند دخوؿ اغبرـ ،أو مشاىد الكعبة.
ويرفع صوتو بالتلبية إذا حج على طريق اؼبدينة إذا علت راحلتو البيداء ،فإف كاف راجالً فحيث
وبرـ .ويستحب التلفظ دبا يعزـ عليو واالشَباط أف وبلو حيث حبسو ،وإف مل يكن حجة فعمرة ،وأف
وبرـ ُب الثياب القطن وأفضلو البيض .وإذا أحرـ باغبج من مكة رفع صوتو بالتلبية إذا أشرؼ على
األبطح ،وأف يرفع صوتو بالشهادات األربع ،﵁ بالوحدانية ،وللرسوؿ بالرسالة ،ولعلي واألئمة
بالوالية ،وللمهدي واؼبهديْب باؽبداية.
األوؿ :صيد الرب اصطياداً أو أكالً ولو صاده ؿبل ،وإشارة وداللة ،وإغالقاً وذحباً .ولو ذحبو
كاف ميتة حراماً على ا﵀ل وا﵀رـ ،وكذا وبرـ فرخو وبيضو .واعبراد ُب معُب الصيد الربي .وال وبرـ
صيد البحر وىو ما يبيض ويفرخ ُب اؼبياه.
الثاين :والنساء وطياً وؼبساً بشهوة ،وعقداً لنفسو ولغّبه ،وشهادة على العقد وإقامة ولو ربملها
ؿبالً ،وال بأس بو بعد اإلحالؿ ،وتقبيالً ونظراً بشهوة ،وكذا االستمناء.
تفريع:
أوالً :إذا اختلف الزوجاف ُب العقد فادعى أحدنبا وقوعو ُب اإلحراـ وأنكر اآلخر فالقوؿ قوؿ
من يدعي اإلحالؿ ،لكن إف كاف اؼبنكر اؼبرأة كاف ؽبا نصف اؼبهر ،العَبافو دبا يبنع من الوطء.
ثانياً :إذا وكل ُب حاؿ إحرامو فأوقع ،فإف كاف قبل إحالؿ اؼبوكل بطل ،وإف كاف بعده صح.
وهبوز مراجعة اؼبطلقة الرجعية ،وشراء اإلماء ُب حاؿ اإلحراـ.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
الثالث :والطيب على العموـ ما خال خلوؽ الكعبة (وىو ما عطر بو البيت أو كسوتو أو ما
ضبلو ىو ليعطر بو البيت) ولو ُب الطعاـ .ولو اضطر إىل أكل ما فيو طيب ،أو ؼبس الطيب قبض
على أنفو.
الرابع :ولبس اؼبخيط للرجاؿ ،وهبوز للنساء لبس اؼبخيط اضطراراً واختياراً .وهبوز لبس
السراويل للرجل إذا مل هبد إزاراً ،وكذا لبس طيلساف لو أزرار ،لكن ال يزره على نفسو.
اػبامس :واالكتحاؿ بالسواد ودبا فيو طيب ،ويستوي ُب ذلك الرجل واؼبرأة.
التاسع :وقتل ىواـ اعبسد حٌب القمل ،وهبوز نقلو من مكاف إىل آخر من جسده ،وهبوز إلقاء
القراد واغبلم.
العاشر :ووبرـ لبس اػباًب للزينة وهبوز للسنة ،ولبس اؼبرأة اغبلي للزينة ،وال بأس دبا كاف معتاداً
ؽبا ،لكن وبرـ عليها إظهاره حٌب لزوجها.
اغبادي عشر :واستعماؿ دىن فيو طيب ؿبرـ بعد اإلحراـ ،وقبلو إذا كاف روبو يبقى إىل
اإلحراـ .وكذا ما ليس بطيب -اختياراً -بعد اإلحراـ ،وهبوز اضطراراً.
الثالث عشر :وتغطية الرأس ،ولو غطى رأسو ناسياً ألقى الغطاء واجباً ،وجدد التلبية استحباباً،
وهبوز ذلك للمرأة.
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الرابع عشر :والتظليل ؿبرـ عليو سائراً هناراً ،ولو اضطر مل وبرـ .ولو زامل عليالً أو امرأة اختص
ووبرـ ُب الطائرة إذا مرت
العليل واؼبرأة جبواز التظليل .وهبوز التظليل طائراً (من يركب الطائرة)ُ ،
باؼبيقات وال يضره التظليل.
اػبامس عشر :وإخراج الدـ إال عند الضرورة ،وكذا حك اعبلد اؼبفضي إىل إدمائو ،وكذا ُب
السواؾ اؼبفضي إىل إدمائو.
واؼبكروىات ىي :اإلحراـ ُب الثياب اؼبصبوغة بالسواد والعصفر وشبهو ،ويتأكد ُب السواد،
والنوـ عليها ،وُب الثياب الوسخة وإف كانت طاىرة ،ولبس الثياب اؼبعلمة ،واستعماؿ اغبنا للزينة،
وكذا للمرأة ولو قبل اإلحراـ إذا قارنتو ،والنقاب للمرأة ،ودخوؿ اغبماـ ،وتدليك اعبسد فيو ،وتلبيتو
من يناديو ،واستعماؿ الرياحْب.
خاسبػة:
كل من دخل مكة وجب أف يكوف ؿبرماً ،إال من يكوف دخولو بعد إحرامو قبل مضي شهر،
أو يتكرر كاغبطاب واغبشاش .ومن دخلها لقتاؿ جاز أف يدخل ؿبالً ،كما دخل النيب (صلى ا﵁
عليو والو) عاـ الفتح وعليو اؼبغفر.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
وإحراـ اؼبرأة كإحراـ الرجل إال فيما استثنيناه .ولو حضرت اؼبيقات جاز ؽبا أف ربرـ ولو كانت
حائضاً ،لكن ال تصلي صالة اإلحراـ .ولو تركت اإلحراـ ظناً أنو ال هبوز رجعت إىل اؼبيقات
وأنشأت اإلحراـ منو ،ولو منعها مانع أحرمت من موضعها .ولو دخلت مكة خرجت إىل أدىن
اغبل ،ولو منعها مانع أحرمت من مكة.
أما اؼبقدمة:
فيستحب للمتمتع أف ىبرج إىل عرفات يوـ الَبوية ( ٛذي اغبجة) بعد أف يصلي الظهرين ،إال
اؼبضطر كالشيخ اؽبم ومن ىبشى الزحاـ ،وأف يبضي إىل مُب ويبيت هبا ليلتو إىل طلوع الفجر من يوـ
ؿبسر إال بعد طلوع الشمس.
عرفة ،لكن ال هبوز وادي َّ
ويكره اػبروج قبل الفجر إال للضرورة كاؼبريض واػبائف .واإلماـ يستحب لو اإلقامة فيها إىل
طلوع الشمس ،ويستحب الدعاء باؼبرسوـ عند اػبروج ،وأف يغتسل للوقوؼ.
وأما الكيفية:
فالواجب :النية ،والكوف هبا إىل الغروب .فلو وقف بنمرة ،أو عُرنَة ،أو ثوية أو ذي اجملاز ،أو
ربت األراؾ مل هبزه.
ولو أفاض قبل الغروب جاىالً أو ناسياً فال شيء عليو ،وإف كاف عامداً جربه ببدنة ،فإف مل
يقدر صاـ شبانية عشر يوماً .ولو عاد قبل الغروب مل يلزمو شيء.
217 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
األوىل :الوقوؼ بعرفات ركن من تركو عامداً فال حج لو ،ومن تركو ناسياً تداركو ما داـ وقتو
باقياً ،ولو فاتو الوقوؼ هبا اجتزأ بالوقوؼ باؼبشعر.
الثانية :وقت االختيار لعرفة من زواؿ الشمس إىل الغروب ،من تركو عامداً فسد حجو ،ووقت
االضطرار إىل طلوع الفجر من يوـ النحر.
الثالثة :من نسي الوقوؼ بعرفة رجع فوقف هبا ولو إىل طلوع الفجر إذا عرؼ أنو يدرؾ اؼبشعر
قبل طلوع الشمس ،فلو غلب على ظنو الفوات اقتصر على إدراؾ اؼبشعر قبل طلوع الشمس وقد ًب
حجو .وكذا لو نسي الوقوؼ بعرفات ومل يذكر إال بعد الوقوؼ باؼبشعر قبل طلوع الشمس.
الرابعة :إذا وقف بعرفات قبل الغروب ،ومل يتفق لو إدراؾ اؼبشعر إىل قبل الزواؿ صح حجو.
اػبامسة :إذا مل يتفق لو الوقوؼ بعرفات هناراً فوقف ليالًٍ ،ب مل يدرؾ اؼبشعر حٌب تطلع
الشمس ،فإف أدركو قبل الزواؿ صح حجو.
واؼبندوبات :الوقوؼ ُب ميسرة اعببل ُب السفح ،والدعاء اؼبتلقى عن أىل البيت (عليهم
السالـ) أو غّبه من األدعية ،وأف يدعو لنفسو ولوالديو وللمؤمنْب ،وأف يضرب خباءه بنمرة ،وأف
يقف على السهل ،وأف هبمع رحلو ويسد اػبلل بو وبنفسو ،وأف يدعو قائماً.
أما اؼبقدمة:
فيستحب االقتصاد ُب سّبه إىل اؼبشعر ،وأف يقوؿ إذا بلغ الكثيب األضبر عن يبْب الطريق:
(اللهم ارحم موقفي ،وزد ُب عملي ،وسلم يل ديِب ،وتقبل مناسكي) ،وأف يؤخر اؼبغرب والعشاء إىل
اؼبزدلفة ولو صار إىل ربع الليل ،ولو منعو مانع صلى ُب الطريق ،وأف هبمع بْب اؼبغرب والعشاء بأذاف
واحد وإقامتْب من غّب نوافل بينهما ويؤخر نوافل اؼبغرب إىل بعد العشاء.
وأما الكيفية:
فالواجب :النية ،والوقوؼ باؼبشعر ،وحده :ما بْب اؼبأزمْب إىل اغبياض إىل وادي ؿبسر .وال
يقف بغّب اؼبشعر ،وهبوز مع الزحاـ االرتفاع إىل اعببل .ولو نوى الوقوؼ ٍب ناـ أو جن أو أغمي
عليو صح وقوفو.
وأف يكوف الوقوؼ بعد طلوع الفجر ،فلو أفاض قبلو عامداً بعد أف كاف بو ليالً -ولو قليالً -
مل يبطل حجو إذا كاف وقف بعرفات ،وجربه بشاة .وهبوز اإلفاضة قبل الفجر للمرأة ،ومن ىباؼ
على نفسو من غّب جرب .ولو أفاض ناسياً مل يكن عليو شيء.
ويستحب الوقوؼ بعد أف يصلي الفجر ،وأف يدعو بالدعاء اؼبرسوـ أو ما يتضمن اغبمد ﵁
والثناء عليو والصالة على النيب وآلو (عليهم السالـ) ،وأف يطأ الصرورة اؼبشعر برجلو حافياً،
ويستحب الصعود على قزح وذكر ا﵁ عليو.
مسائل طبس:
األوىل :وقت الوقوؼ باؼبشعر ما بْب طلوع الفجر إىل طلوع الشمس ،وللمضطر إىل زواؿ
الشمس.
الثانية :من مل يقف باؼبشعر ليالً وال بعد الفجر عامداً بطل حجو ،ولو ترؾ ذلك ناسياً مل
يبطل إف كاف وقف بعرفات .ولو تركهما صبيعاً بطل حجو عمداً أو نسياناً.
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثالثة :من مل يقف بعرفات وأدرؾ اؼبشعر قبل طلوع الشمس صح حجو ،ولو فاتو بطل .ولو
وقف بعرفات جاز لو تدارؾ اؼبشعر إىل قبل الزواؿ.
الرابعة :من فاتو اغبج ربلل بعمرة مفردةٍ ،ب يقضيو إف كاف واجباً على الصفة الٍب وجبت ،سبتعاً
أو قراناً أو إفراداً.
اػبامسة :من فاتو اغبج سقطت عنو أفعالو ،ويستحب لو اإلقامة دبُب إىل انقضاء أياـ التشريق،
ٍب يأٌب بأفعاؿ العمرة الٍب يتحلل هبا.
خاسبػػة:
إذا ورد اؼبشعر استحب لو التقاط اغبصى منو وىو سبعوف حصاة ،ولو أخذه من غّبه جاز،
لكن من اغبرـ عدا اؼبساجد .وهبب فيو شروط ثالثة :أف يكوف فبا يسمى حجراً ،ومن اغبرـ،
وأبكاراً .ويستحب أف يكوف برشا ،رخوة ،بقدر األمبلة ،كحيلة منطقة ،ملتقطة .ويكره أف تكوف
صلبة ،أو مكسرة.
ؿبسر إال
ويستحب ؼبن عدا اإلماـ اإلفاضة قبل طلوع الشمس بقليل ،ولكن ال هبوز وادي ّ
بعد طلوعها .واإلماـ يتأخر حٌب تطلع ،والسعي بوادي ؿبسر وىو يقوؿ( :اللهم سلم عهدي ،واقبل
توبٍب ،واجب دعوٌب ،واخلفِب فيمن تركت بعدي) .ولو ترؾ السعي فيو رجع فسعى استحباباً.
فإذا ىبط دبُب استحب لو الدعاء باؼبرسوـ ،ومناسكو هبا يوـ النحر ثالثة وىي :رمي صبرة
العقبةٍ ،ب الذبحٍ ،ب اغبلق.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 212
أما األوؿ:
فالواجب فيو :النية ،والعدد وىو سبع ،وإلقاؤىا دبا يسمى رمياً ،وإصابة اعبمرة هبا دبا يفعلو.
فلو وقعت على شيء واكبدرت على اعبمرة جاز ،ولو قصرت فتممها حركة غّبه من حيواف أو
إنساف مل هبز .وكذا لو شك فلم يعلم وصلت اعبمرة أـ ال .ولو طرحها على اعبمرة من غّب رمي مل
هبز.
واؼبستحب فيو ستة :الطهارة ،والدعاء عند إرادة الرمي ،وأف يكوف بينو وبْب اعبمرة عشره أذرع
إىل طبسة عشر ذراعاً ،وأف يرميها خذفاً ،والدعاء مع كل حصاة ،وأف يكوف ماشياً ،ولو رمى راكباً
جاز .وُب صبرة العقبة يستقبلها ويستدبر القبلة ،وُب غّبىا يستقبلها ويستقبل القبلة.
وىو واجب على اؼبتمتع ،وال هبب على غّبه سواء كاف مفَبضاً أو متنفالً .ولو سبتع اؼبكي
وجب عليو اؽبدي ،ولو كاف اؼبتمتع فبلوكاً بإذف مواله كاف مواله باػبيار بْب أف يهدي ،وأف يأمره
بالصوـ .ولو أدرؾ اؼبملوؾ أحد اؼبوقفْب معتقاً لزمو اؽبدي مع القدرة ،ومع التعذر الصوـ.
والنية شرط ُب الذبح ،وهبوز أف يتوالىا عنو الذابح بشرط اف يكوف مؤمناً ،وهبب ذحبو دبُب.
وال هبزي واحد ُب الواجب إال عن واحد ،وهبزي البقر عن سبعة ُب الندب .وال هبب بيع ثياب
التجمل ُب اؽبدي ،بل يقتصر على الصوـ .ولو ضل اؽبدي فذحبو غّب صاحبو مل هبز عنو .وال هبوز
إخراج شيء فبا يذحبو عن مُب ،بل ىبرج إىل مصرفو هبا.
وهبب ذحبو يوـ النحر مقدماً على اغبلق ،فلو أخره أٍب وأجزأ .وكذا لو ذحبو ُب بقية ذي
اغبجة جاز.
الثاين :السن ،فال هبزي من اإلبل إال الثِب ،وىو الذي لو طبس ودخل ُب السادسة ،ومن البقر
واؼبعز ما لو سنة ودخل ُب الثانية ،وهبزي من الضأف اعبذع لسنتو.
الثالث :أف يكوف تاماً ،فال هبزي العوراء ،وال العرجاء البْب عرجها ،وال الٍب انكسر قرهنا
الداخل ،وال اؼبقطوعة اإلذف ،وال اػبصي من الفحوؿ ،وال اؼبهزولة وىي الٍب ليس على كليتها
شحم.
ولو اشَباىا على أهنا مهزولة فخرجت كذلك مل ذبزه ،ولو خرجت ظبينة أجزأتو وكذا لو
اشَباىا على أهنا ظبينة فخرجت مهزولة ،ولو اشَباىا على أهنا تامة فبانت ناقصة مل هبزه.
عرؼ
واؼبستحب :أف تكوف ظبينة تنظر ُب سواد وتربؾ ُب سواد وسبشي ُب مثلو ،وأف تكوف فبا ّ
بو .وأفضل اؽبدي من البدف والبقر اإلناث ،ومن الضأف واؼبعز الذكراف .وأف ينحر اإلبل قائمة قد
ربطت بْب اػبف والركبة ،ويطعنها من اعبانب األيبن ،وأف يدعو ا﵁ تعاىل عند الذبح ،ويَبؾ يده
على يد الذابح ،وأفضل منو أف يتوىل الذبح بنفسو إذا أحسن.
ويستحب أف يقسمو ثالثاً يأكل ثلثو ،ويتصدؽ بثلثو ،ويهدي ثلثو .وهبب األكل منو ،ولو
قليالً .ويكره :التضحية باعباموس ،وبالثور ،وباؼبوجوء.
من فقد اؽبدي ووجد شبنو ينتقل فرضو إىل الصوـ ،وإذا فقدنبا صاـ عشرة أياـ ،ثالثة ُب اغبج
متتابعات ،يوماً قبل الَبوية ويوـ الَبوية ويوـ عرفة .ولو مل يتفق اقتصر على الَبوية وعرفةٍ ،ب صاـ
الثالث بعد النفر .ولو فاتو يوـ الَبوية أخره إىل بعد النفر ،وهبوز تقديبها من أوؿ ذي اغبجة بعد أف
تلبس باؼبتعػة .وهبوز صومها طوؿ ذي اغبجة ،ولو صاـ يومْب وأفطر الثالث مل هبزه واستأنف ،إال
أف يكوف ذلك ىو العيد فيأٌب بالثالث بعد النفر.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
وال يصح صوـ ىذه الثالثة إال ُب ذي اغبجة بعد التلبس باؼبتعة ،ولو خرج ذو اغبجة ومل
يصمها تعْب اؽبدي ُب القابل .ولو صامها ٍب وجد اؽبدي ولو قبل التلبس بالسبعة مل هبب عليو
اؽبدي وكاف لو اؼبضي على الصوـ ،ولو رجع إىل اؽبدي كاف أفضل.
وصوـ السبعة بعد وصولو إىل أىلو ،وال يشَبط فيها اؼبواالة ،فإف أقاـ دبكة انتظر قدر وصولو
إىل أىلو ما مل يزد على شهر ،ولو مات من وجب عليو الصوـ ومل يصم وجب أف يصوـ عنو وليو
الثالثة والسبعة.
ومن وجب عليو بدنة ُب نذر أو كفارة ومل هبد كاف عليو سبع شياة ،ولو تعْب اؽبدي فمات
من وجب عليو أخرج من أصل الَبكة.
ال ىبرج ىدي القراف عن ملك سائقو ،ولو إبدالو والتصرؼ فيو وإف أشعره أو قلده ،ولكن مٌب
ساقو فالبد من كبره دبُب إف كاف إلحراـ اغبج ،وإف كاف للعمرة فبفناء الكعبة باغبزورة.
ولو ىلك مل هبب إقامة بدلو ،ألنو ليس دبضموف .ولو كاف مضموناً كالكفارات وجب إقامة
بدلو .ولو عجز ىدي السياؽ عن الوصوؿ جاز أف ينحر أو يذبحُ ،ويعلَّم دبا يدؿ على أنو ىدي.
ولو أصابو كسر جاز بيعو ،واألفضل أف يتصدؽ بثمنو أو يقيم بدلو ،وال يتعْب ىدي السياؽ
للصدقة إال بالنذر.
ولو سرؽ من غّب تفريط مل يضمن .ولو ضل فذحبو الواجد عن صاحبو أجزأ عنو .ولو ضاع
فأقاـ بدلو ٍب وجد األوؿ ذحبو ومل هبب ذبح األخّب ،ولو ذبح األخّب ذبح األوؿ ندباً ،إال أف يكوف
منذوراً .وهبوز ركوب اؽبدي ما مل يضر بو ،وشرب لبنو ما مل يضر بولده .
وكل ىدي واجب كالكفارات ال هبوز أف يعطي اعبزار منها شيئاً ،وال أخذ شيء من جلودىا،
وال أكل شيء منها ،فإف أكل تصدؽ بثمن ما أكل .ومن نذر أف ينحر بدنة فإف عْب موضعها
وجب ،وإف أطلق كبرىا دبكة.
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ويستحب أف يأكل من ىدي السياؽ ،وأف يهدي ثلثو ،ويتصدؽ بثلثو ،كهدي التمتع ،وكذا
األضحية.
اػبامس :األضحية.
ووقتها دبُب أربعة أياـ ،أوؽبا يوـ النحر ،وُب األمصار ثالثة .ويستحب األكل من األضحية وال
بأس بادخار غبمها ،ويكره أف ىبرج بو من مُب ،وال بأس بإخراج ما يضحيو غّبه.
وهبزي اؽبدي الواجب عن األضحية ،واعبمع بينهما أفضل .ومن مل هبد األضحية تصدؽ
بثمنها ،فإف اختلفت أشباهنا صبع األعلى واألوسط واألدىن ،وتصدؽ بثلث اعبميع.
ويستحب أف تكوف األضحية دبا يشَبيو ،ويكره دبا يربيو .ويكره أف يأخذ شيئاً من جلود
األضاحي ،وأف يعطيها اعبزار ،واألفضل أف يتصدؽ هبا.
فإذا فرغ من الذبح فهو ـبّب إف شاء حلق ،وإف شاء قصر ،واغبلق أفضل ،ويتأكد ُب حق
الصرورة ،ومن لبد شعره .وليس على النساء حلق ،ويتعْب ُب حقهن التقصّب ،وهبزيهن منو ولو مثل
األمبلة.
وهبب تقدًن التقصّب على زيارة البيت لطواؼ اغبج والسعي ،ولو قدـ ذلك على التقصّب
عامداً جربه بشاة ،ولو كاف ناسياً مل يكن عليو شيء ،وعليو إعادة الطواؼ.
وهبب أف وبلق دبُب فلو رحل رجع فحلق هبا ،فإف مل يتمكن حلق أو قصر مكانو وبعث بشعره
ليدفن هبا .ولو مل يبكنو مل يكن عليو شيء ،ومن ليس على رأسو شعر أجزأه إمرار اؼبوسى عليو.
وترتيب ىذه اؼبناسك واجب يوـ النحر :الرميٍ ،ب الذبحٍ ،ب اغبلق ،فلو قدـ بعضها على
بعض أٍب وال إعادة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
مسائل ثالث:
األوؿ :عقيب اغبلق أو التقصّب وبل من كل شيء إال الطيب والنساء والصيد.
ووبل لو بعد الذبح اغبلق أو التقصّب لو ولغّبه ،ويكره لبس اؼبخيط حٌب يفرغ من طواؼ
الزيارة ،وكذا يكره الطيب حٌب يفرغ من طواؼ النساء.
الثانية :إذا قضى مناسكو يوـ النحر فاألفضل اؼبشي إىل مكة للطواؼ والسعي ليومو ،فإف
أخره -أي الطواؼ بعد أف غادر مُب إىل مكة -فمن غده .ويتأكد ُب حق اؼبتمتع ،فإف أخره أٍب
،وهبزيو طوافو وسعيو .وهبوز للقارف واؼبفرد تأخّب ذلك طوؿ ذي اغبجة على كراىية.
الثالثة :األفضل ؼبن مضى إىل مكة للطواؼ والسعي الغسل ،وتقليم األظفار ،وأخذ الشارب،
والدعاء إذا وقف على باب اؼبسجد.
وىي واجبة ومندوبة :فالواجبات :الطهارة ،وإزالة النجاسة عن الثوب والبدف ،وأف يكوف
ـبتوناً ،وال يعترب ُب اؼبرأة.
واؼبندوبات شبانية :الغسل لدخوؿ مكة ،فلو حصل عذر اغتسل بعد دخولو ،واألفضل أف
يغتسل من بئر ميموف ،أو من فخ ،وإال ففي منزلو .ومضغ االذخر ،وأف يدخل مكة من أعالىا،
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وأف يكوف حافياً ،على سكينة ووقار ،ويغتسل لدخوؿ اؼبسجد اغبراـ ،ويدخل من باب بِب شيبة
ليطأ ىبل ،وىو غّب موجود اآلف حيث ؿبا الوىابيوف النواصب أثره ،وبعد أف يقف عندىا ويسلم
على النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) ويدعو باؼبأثور.
فالواجب سبعة :النية ،والبدء باغبجر ،واػبتم بو ،وأف يطوؼ على يساره ،وأف يدخل اغبجر
ُب الطواؼ ،وأف يكملو سبعاً ،وأف يكوف بْب البيت واؼبقاـ ،ولو مشى على أساس البيت أو حائط
اغبجر مل هبزه.
ومن لوازمو ركعتا الطواؼ ،ونبا واجبتاف بعده ُب الطواؼ الواجب ،ولو نسيهما وجب عليو
الرجوع ،ولو شق قضانبا حيث ذكره ،ولو مات قضانبا الويل.
مسائل ست:
األوىل :الزيادة على السبع ُب الطواؼ الواجب ؿبظورة ،وُب النافلة مكروىة.
الثانية :الطهارة شرط ُب الواجب دوف الندب ،حٌب أنو هبوز ابتداء اؼبندوب مع عدـ الطهارة
وإف كانت الطهارة أفضل.
الثالثة :هبب أف يصلي ركعٍب الطواؼ ُب اؼبقاـ حيث ىو اآلف ،وال هبوز ُب غّبه ،فإف منعو
زحاـ صلى وراءه ،أو إىل أحد جانبيو.
الرابعة :من طاؼ ُب ثوب قبس مع العلم مل يصح طوافو ،وإف مل يعلم ٍب علم ُب أثناء
الطواؼ أزالو وسبم ،ولو مل يعلم حٌب فرغ كاف طوافو ماضياً.
السادسة :من نقص من طوافو ،فإف جاوز النصف رجع فأًب ،ولو عاد إىل أىلو أمر من يطوؼ
عنو ،وإف كاف دوف ذلك استأنف .وكذا من قطع طواؼ الفريضة لدخوؿ البيت أو بالسعي ُب
حاجتو .وكذا لو مرض ُب أثناء طوافو ،ولو استمر مرضو حيث ال يبكن أف يطاؼ بو طيف عنو.
وكذا لو أحدث ُب طواؼ الفريضة .ولو دخل ُب السعي فذكر أنو مل يتم طوافو رجع فأًب طوافو إف
كاف ذباوز النصفٍ ،ب سبم السعي.
والندب طبسة عشر :الوقوؼ عند اغبجر ،وضبد ا﵁ والثناء عليو والصالة على النيب وآلو
(عليهم السالـ) ،ورفع اليدين بالدعاء ،واستالـ اغبجر وتقبيلو ،فإف مل يقدر فبيده ،ولو كانت
مقطوعة استلم دبوضع القطع .ولو مل يكن لو يد اقتصر على اإلشارة ،وأف يقوؿ( :ىذه أمانٍب
أديتها ،وميثاقي تعاىدتو ،لتشهد يل باؼبوافاة .اللهم تصديقاً بكتابك ...إىل آخر الدعاء).
وأف يكوف ُب طوافو داعياً ذاكراً ﵁ سبحانو على سكينة ووقار مقتصداً ُب مشيو ،وأف يقوؿ:
(اللهم إين أسألك باظبك الذي يبشي بو على طلل اؼباء ...إىل آخر الدعاء) ،وأف يلتزـ اؼبستجار
ُب الشوط السابع ،ويبسط يديو على اغبائط ،ويلصق بو بطنو وخده ،ويدعو بالدعاء اؼبأثور ،ولو
جاوز اؼبستجار إىل ركن اليماين مل يرجع ،وأف يلتزـ األركاف كلها ،وآكدىا الذي فيو اغبجر واليماين.
ويستحب أف يطوؼ ثالشبائة وستْب طوافاً ،فإف مل يتمكن فثالشبائة وستْب شوطاً ،ويلحق
الزيادة بالطواؼ األخّب ،ويسقط الكراىية ىنا هبذا االعتبار .وأف يقرأ ُب ركعٍب الطواؼ ُب األوىل مع
"اغبمد" "قل ىو ا﵁ أحد" ،وُب الثانية معو "قل يا أيها الكافروف" .ومن زاد على السبعة سهواً
أكملها أسبوعْب وصلى الفريضة أوالً ،وركعٍب النافلة بعد الفراغ من السعي ،وأف يتداىن من البيت.
ويكره الكالـ ُب الطواؼ بغّب الدعاء والقراءة.
األوىل :الطواؼ ركن من تركو عامداً بطل حجو ،ومن تركو ناسياً قضاه ولو بعد اؼبناسك ،ولو
تعذر العود استناب فيو .ومن شك ُب عدده بعد انصرافو مل يلتفت ،وإف كاف ُب أثنائو وكاف شاكاً
217 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ُب الزيادة قطع وال شيء عليو ،وإف كاف ُب النقصاف استأنف ُب الفريضة ،وبُب على األقل ُب
النافلة.
الثانية :من زاد على السبع ناسياً ،وذكر قبل بلوغو الركن قطع وال شيء عليو.
الثالثة :من طاؼ وذكر أنو مل يتطهر أعاد ُب الفريضة دوف النافلة ،ويعيد صالة الطواؼ
الواجب واجباً ،والندب ندباً.
الرابعة :من نسي طواؼ الزيارة حٌب رجع إىل أىلو وواقع ال كفارة عليو ،وإف واقع بعد الذكر
عليو بدنة والرجوع إىل مكة للطواؼ .ولو نسي طواؼ النساء جاز أف يستنيب ،ولو مات قضاه
وليو وجوباً.
اػبامسة :من طاؼ كاف باػبيار ُب تأخّب السعي إىل الغدٍ ،ب ال هبوز تأخّبه مع القدرة.
السادسة :هبب على اؼبتمتع تأخّب الطواؼ والسعي حٌب يقف باؼبوقفْب ،ويأٌب مناسكو يوـ
النحر ،وال هبوز التعجيل إال للمريض واؼبرأة الٍب زباؼ اغبيض ،والشيخ العاجز ،وهبوز التقدًن للقارف
واؼبفرد على كراىية.
السابعة :ال هبوز تقدًن طواؼ النساء على السعي للمتمتع وال لغّبه اختياراً ،وهبوز مع الضرورة
واػبوؼ من اغبيض.
الثامنة :من قدـ طواؼ النساء على السعي ساىيا أجزأه ،ولو كاف عامداً مل هبز.
التاسعة :ال هبوز الطواؼ وعلى الطائف (الرجل) غطاء رأس ،سواء ُب طواؼ العمرة أـ اغبج.
العاشرة :من نذر أف يطوؼ على أربع إذا كاف رجل هبب أف يطوؼ على أربع وإذا كانت
امرأة هبب عليها طوافاف على قدميها ال على أربع.
اغبادية عشرة :ال بأس أف يعوؿ الرجل على غّبه ُب تعداد الطواؼ ،ولو شكا صبيعاً عوال على
األحكاـ اؼبتقدمة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
الثانية عشرة :طواؼ النساء واجب ُب اغبج والعمرة اؼبفردة دوف اؼبتمتع هبا ،وىو الزـ للرجاؿ
والنساء والصبياف واػبناثى.
ومقدماتو عشرة كلها مندوبة :الطهارة ،واستالـ اغبجر ،والشرب من زمزـ ،والصب على
اعبسد من مائها من الدلو اؼبقابل للحجر ،وأف ىبرج من الباب ا﵀اذي للحجر ،وأف يصعد على
الصفا ،ويستقبل الركن العراقي (وىو الذي فيو اغبجر األسود) ،ووبمد ا﵁ ويثِب عليو ،وأف يطيل
الوقوؼ على الصفا ،ويكرب ا﵁ سبعاً ويهللو سبعاً ،ويقوؿ( :ال إلو إال ا﵁ ،وحده ال شريك لو ،لو
اؼبلك ولو اغبمد ،وبيي ويبيت وىو حي ال يبوت ،بيده اػبّب ،وىو على كل شئ قدير) ثالثاً ،ويدعو
بالدعاء اؼبأثور.
والواجب فيو أربعة :النية ،والبدء بالصفا ،واػبتم باؼبروة ،وأف يسعى سبعاً وبتسب ذىابو
شوطاً ،وعوده آخر.
واؼبستحب أربعة :أف يكوف ماشياً ولو كاف راكباً جاز ،واؼبشي على طرفيو (أي طريق السعي)،
واؽبرولة ما بْب اؼبنارة وزقاؽ العطارين (وتوجد عالمة سبيز اؼبكانْب اآلف) ماشياً كاف أو راكباً ،ولو
نسي اؽبرولة رجع القهقرى وىروؿ موضعها ،والدعاء ُب سعيو ماشياً ومهروالً ،وال بأس أف هبلس ُب
خالؿ السعي للراحة.
األوىل :السعي ركن من تركو عامداً بطل حجو ،ولو كاف ناسياً وجب عليو اإلتياف بو ،فإف
خرج عاد ليأٌب بو ،فإف تعذر عليو استناب فيو.
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثانية :ال هبوز الزيادة على سبع ،ولو زاد عامداً بطل ،وال تبطل بالزيادة سهواً .ومن تيقن عدد
األشواط وشك فيما بو بدأ ،فإف كاف ُب اؼبزدوج على الصفا فقد صح سعيو ألنو بدأ بو ،وإف كاف
على اؼبروة أعاد ،وينعكس اغبكم مع انعكاس الفرض.
الثالثة :من مل وبصل عدد سعيو أعاده ،ومن تيقن النقيصة أتى هبا .ولو كاف متمتعاً بالعمرة
وظن أنو أًب فأحل وواقع النساءٍ ،ب ذكر ما نقص كاف عليو دـ بقرة ويتم النقصاف .وال كفارة لو قلم
أظفاره ،أو قص شعره ،فقط يتم النقصاف.
الرابعة :لو دخل وقت فريضة وىو ُب السعي قطعو وصلى ٍب أسبو ،وكذا لو قطعو ُب حاجة لو
أو لغّبه.
اػبامسة :ال هبوز تقدًن السعي على الطواؼ ،كما ال هبوز تقدًن طواؼ النساء على السعي.
فإف قدمو طاؼ ٍب أعاد السعي .ولو ذكر ُب أثناء السعي نقصاناً من طوافو قطع السعي وأًب
الطواؼٍ ،ب أًب السعي.
وإذا قضى اغباج مناسكو دبكة من :طواؼ الزيارة ،والسعي ،وطواؼ النساء ،فالواجب العود
إىل مُب للمبيت هبا .فيجب عليو أف يبيت هبا ليلٍب اغبادي عشر والثاين عشر ،فلو بات بغّبىا كاف
عليو عن كل ليلة شاة ،إال أف يبيت دبكة مشتغالً بالعبادة ،أو ىبرج من مُب بعد نصف الليل بشرط
أف ال يدخل مكة إال بعد طلوع الفجر .ولو بات الليايل الثالث بغّب مُب لزمو ثالث شياة إف كاف
فبن غربت عليو الشمس ُب الليلة الثالثة وىو دبُب ،أو من مل يتق الصيد والنساء ألف ىؤالء هبب
عليهم اؼببيت ُب مُب ليلة اغبادي والثاين والثالث عشر.
وهبب أف يرمي كل يوـ من أياـ التشريق اعبمار الثالث كل صبرة سبع حصيات ،وهبب ىنا -
زيادة على ما تضمنتو شروط الرمي -الَبتيب :يبدأ باألوىلٍ ،ب الوسطىٍ ،ب صبرة العقبة ،ولو رماىا
منكوسة أعاد على الوسطى وصبرة العقبة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 212
ووقت الرمي ما بْب طلوع الشمس إىل غروهبا ،وال هبوز أف يرمي ليالً إال لعذر كاػبائف
واؼبريض والرعاة والعبيد.
ومن حصل لو رمي أربع حصياتٍ ،ب رمى على اعبمرة األخرى حصل بالَبتيب فيعود إىل
اؼبتقدمة ويتم رمي ثالثاً ويصح رميو .ولو نسي رمي يوـ قضاه من الغد مرتباً بالفائت ،ويعقب
باغباضر .ويستحب أف يكوف ما يرميو ألمسو غدوة ،وما يرميو ليومو عند الزواؿ.
ولو نسي رمي اعبمار حٌب دخل مكة رجع ورمى ،فإف خرج من مكة مل يكن عليو شيء إذا
انقضى زماف الرمي ،فإف عاد ُب القابل رمى ،وإف استناب فيو جاز .ومن ترؾ رمي اعبمار متعمداً
وجب عليو قضاؤه ،وهبوز أف يرمي عن اؼبعذور كاؼبريض.
ويستحب أف يقيم اإلنساف دبُب أياـ التشريق ،وأف يرمي اعبمرة األوىل عن يبينو ،ويقف ويدعو،
وكذا الثانية ،ويرمي الثالثة مستدبر القبلة مقابالً ؽبا ،وال يقف عندىا.
والتكبّب دبُب مستحب ،وصورتو :ا﵁ أكرب ا﵁ أكرب ،ال إلو إال ا﵁ وا﵁ أكرب ،ا﵁ أكرب على ما
ىدانا ،واغبمد ﵁ على ما أوالنا ورزقنا من هبيمة األنعاـ.
وهبوز النفر ُب األوؿ :وىو اليوـ الثاين عشر من ذي اغبجة ؼبن اجتنب النساء والصيد ُب
إحرامو ،والنفر الثاين :وىو اليوـ الثالث عشر ،فمن نفر ُب األوؿ مل هبز إال بعد الزواؿ ،وُب الثاين
هبوز قبلو.
ويستحب لإلماـ أف ىبطب ويعلم الناس ذلك .ومن كاف قضى مناسكو دبكة جاز أف ينصرؼ
حيث شاء ،ومن بقي عليو شيء من اؼبناسك عاد وجوباً.
مسائل:
األوىل :من أحدث ما يوجب ح ّداً أو تعزيراً أو قصاصاً وعبأ إىل اغبرـ ضيق عليو ُب اؼبطعم
واؼبشرب حٌب ىبرج ،ولو أحدث ُب اغبرـ قوبل دبا تقتضيو جنايتو فيو.
212 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الرابعة :ال ربل لقطة اغبرـ قليلة كانت أو كثّبة ،وتعرؼ سنةٍ ،ب إف شاء تصدؽ هبا وال ضماف
عليو ،وإف شاء جعلها ُب يده أمانة.
اػبامسة :إذا ترؾ الناس زيارة النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) أجربوا عليها ،ؼبا يتضمن من اعبفاء
ا﵀رـ.
ويستحب :العود إىل مكة ؼبن قضى مناسكو لوداع البيت ،ويستحب أماـ ذلك صالة ست
ركعات دبسجد اػبيف ،وأكده استحباباً عند اؼبنارة الٍب ُب وسطو ،وفوقها إىل جهة القبلة بنحو من
ثالثْب ذراعاً ،وعن يبينها ويسارىا كذلك .ويستحب النزوؿ دبسجد اغبصباء ؼبن نفر ُب األخّب ،وأف
يستلقي فيو.
وإذا عاد إىل مكة فمن السنة :أف يدخل الكعبة ويتأكد ُب حق الصرورة ،وأف يغتسل ويدعو
عند دخوؽبا ،وأف يصلي بْب االسطوانتْب (كانتا مقابل باب الكعبة) على الرخامة اغبمراء ركعتْب:
يقرأ ُب األوىل "اغبمد وحم السجدة" وُب الثانية "عدد آيها" ،ويصلي ُب زوايا البيتٍ ،ب يدعو
بالدعاء اؼبرسوـ .ويستلم األركاف ،ويتأكد ُب اليماينٍ .ب يطوؼ بالبيت إسبوعاًٍ ،ب يستلم األركاف
واؼبستجار ،ويتخّب من الدعاء ما أحبوٍ ،ب يأٌب زمزـ فيشرب منهاٍ ،ب ىبرج وىو يدعو .ويستحب
خروجو من باب اغبنّاطْب (وال أثر لو اآلف فيخرج من باب يبكنو أف يرى منو الركن الذي فيو
اغبجر) ،وىبر ساجداً ،ويستقبل القبلة ويدعو ،ويشَبي بدرىم (٘ ٕ.غراـ فضة) سبراً ويتصدؽ بو
احتياطاً إلحرامو.
ويكره اغبج على اإلبل اعباللة ،ويستحب ؼبن حج أف يعزـ على العود ،والطواؼ أفضل
للمجاور من الصالة ،وللمقيم بالعكس .ويكره اجملاورة دبكة ،ويستحب النػزوؿ باؼبعرس على طريق
اؼبدينة ،وصالة ركعتْب بو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
مسائل ثالث:
األوىل :للمدينة حرـ ،وحده من عاير إىل وعّب .وال يعضد شجرة ،وال بأس بصيده إال ما صيد
بْب اغبرتْب ،وىذا على الكراىية اؼبؤكدة.
الثانية :يستحب زيارة النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو) للحاج استحباباً مؤكداً.
الثالثة :يستحب أف تزار فاطمة (عليها السالـ) واألئمة (عليهم السالـ) بالبقيع.
خاسبػة:
تستحب اجملاورة هبا ،والغسل عند دخوؽبا ،وتستحب الصالة بْب القرب واؼبنرب وىو الروضة ،وأف
يصوـ اإلنساف باؼبدينة ثالثة أياـ للحاجة ،وأف يصلي ليلة األربعاء عند اسطوانة أيب لبابة ،وُب ليلة
اػبميس عند االسطوانة الٍب تلي مقاـ رسوؿ ا﵁ (صلى ا﵁ عليو وآلو) ،وأف يأٌب اؼبساجد باؼبدينة
كمسجد األحزاب ومسجد الفتح ومسجد الفضيخ ،وقبور الشهداء بػ (أحد) خصوصاً قرب ضبزة
عليو السالـ .ويكره النوـ ُب اؼبساجد ويتأكد الكراىة ُب مسجد النيب (صلى ا﵁ عليو وآلو).
وفيها مقاصد:
الصد بالعدو ،واالحصار باؼبرض ال غّب .فاؼبصدود إذا تلبس ٍب صد ربلل من كل ما أحرـ منو
إذا مل يكن لو طريق غّب موضع الصد ،أو كاف لو طريق وقصرت نفقتو ،ويستمر إذا كاف لو مسلك
غّبه ولو كاف أطوؿ مع تيسر النفقة .ولو خشي الفوات مل يتحلل وصرب حٌب يتحققٍ ،ب يتحلل
بعمرةٍ ،ب يقضي ُب القابل واجباً إف كاف اغبج واجباً وإال ندباً ،وال وبل إال بعد اؽبدي ونية التحلل.
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وكذا البحث ُب اؼبعتمر إذا منع عن الوصوؿ إىل مكة .ولو كاف ساؽ يكفيو ما ساقو .وال بدؿ ؽبدي
التحلل ،فلو عجز عنو وعن شبنو بقي على إحرامو ،ولو ربلل مل وبل.
ويتحقق الصد باؼبنع من اؼبوقفْب ،وكذا باؼبنع من الوصوؿ إىل مكة .وال يتحقق باؼبنع من العود
إىل مُب لرمي اعبمار الثالث واؼببيت هبا ،بل وبكم بصحة اغبج ويستنيب ُب الرمي.
فروع:
األوؿ :إذا حبس بدين فإف كاف قادراً عليو مل يتحلل ،وإف عجز ربلل ،وكذا لو حبس ظلماً.
الثاين :إذا صابر ففات اغبج مل هبز لو التحلل باؽبدي ،وربلل بالعمرة ،وال دـ ،وعليو القضاء
إف كاف واجباً.
الثالث :إذا غلب على ظنو انكشاؼ العدو قبل الفوات جاز أف يتحلل ،لكن األفضل البقاء
على إحرامو ،فإذا انكشف أًب ،ولو اتفق الفوات أحل بعمرة.
الرابع :لو أفسد حجو فصد كاف عليو بدنة ،ودـ للتحلل ،واغبج من قابل .ولو انكشف العدو
ُب وقت يتسع الستئناؼ القضاء وجب ،وىو حج يقضى لسنتو .وعلى ما قلناه فحجة العقوبة
باقية ،ولو مل يكن ربلل مضى ُب فاسده وقضاه ُب القابل.
اػبامس :لو مل يندفع العدو إال بالقتاؿ وجب إذا غلب على الظن السالمة ،ولو طلب ماالً مل
هبب بذلو إال إذا كاف غّب ؾبحف.
وا﵀صر :ىو الذي يبنعو اؼبرض عن الوصوؿ إىل مكة أو عن اؼبوقفْب ،فهذا يبعث ما ساقو،
ولو مل يسق بعث ىدياً أو شبنو ،وال وبل حٌب يبلغ اؽبدي ؿبلو وىو مُب إف كاف حاجاً ،أو مكة إف
كاف معتمراً .فإذا بلغ قصر وأحل إال من النساء خاصة حٌب وبج ُب القابل إف كاف واجباً ،أو
يطاؼ عنو طواؼ النساء إف كاف تطوعاً.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
ولو باف أف ىديو مل يذبح مل يبطل ربللو ،وكاف عليو ذبح ىدي ُب القابل .ولو بعث ىديو ٍب
زاؿ العارض غبق بأصحابو ،فإف أدرؾ أحد اؼبوقفْب ُب وقتو فقد أدرؾ اغبج ،وإال ربلل بعمرة وعليو
ُب القابل قضاء الواجب .ويستحب قضاء الندب.
والقارف :إذا احصر فتحلل مل وبج ُب القابل إال قارناً إف كاف واجباً ،وإف كاف ندباً حج دبا
شاء من أنواعو ،وإف كاف اإلتياف دبثل ما خرج منو أفضل.
وباعث اؽبدي تطوعاً يواعد أصحابو وقتاً لذحبو أو كبرهٍ ،ب هبتنب صبيع ما هبتنبو ا﵀رـ ،فإذا
كاف وقت اؼبواعدة أحل ،لكن ىذا ال يليب .ولو أتى دبا وبرـ على ا﵀رـ كفر استحباباً.
الصيد :ىو اغبيواف اؼبمتنع ،وال يشَبط أف يكوف حالالً ،والنظر فيو يستدعي فصوالً:
فاألوؿ منها :ما ال يتعلق بو كفارة ،كصيد البحر وىو ما يبيض ويفرخ ُب اؼباء ،ومثلو الدجاج
اغببشي ،وكذا النعم ولو توحشت.
وال كفارة ُب قتل السباع ماشية كانت أو طائرة ،إال األسد فإف على قاتلو كبشاً إذا مل يرده.
وفيما تولد بْب وحشي وإنسي ،أو بْب ما وبل للمحرـ وما وبرـ يراعى االسم.
وال بأس بقتل األفعى ،والعقرب ،والفأرة ،والوزغ ،وبرمي اغبدأة ،والغراب رمياً .وال بأس بقتل
الربغوث ،والزنبور.
وال هبوز قتل النحل ،وال كفارة ُب قتلو خطأ ،وُب قتلو عمداً صدقة ،ولو بكف من طعاـ.
وهبوز شراء القماري ،والدباسي ،وإخراجها من مكة .وال هبوز قتلها ،وال أكلها.
211 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
األوؿ :ما لكفارتو بدؿ على اػبصوص ،وىو كل ما لو مثل من النعم ،وأقسامو طبسة:
يقوـ البقرة
الثاين :بقرة الوحش وضبار الوحش ،وُب قتل كل واحد منهما بقرة أىلية ،ومع العجز ّ
األىلية ويفض شبنها على الرب ،ويتصدؽ بو لكل مسكْب مداف .وال يلزـ ما زاد على الثالثْب ،ومع
العجز يصوـ عن كل مدين يوماً ،وإف عجز صاـ تسعة أياـ.
الرابعُ :ب كسر بيض النعاـ إذا ربرؾ فيها الفرخ بكارة من اإلبل لكل واحدة واحد ،وقبل
التحرؾ إرساؿ فحولة اإلبل ُب إناث منها بعدد البيض ،فما نتج فهو ىدي ،ومع العجز عن كل
بيضة شاة ،ومع العجز إطعاـ عشرة مساكْب ،فإف عجز صاـ ثالثة أياـ.
اػبامسُ :ب كسر بيض القطا والقبج إذا ربرؾ الفرخ من صغار الغنم ،وقبل التحرؾ إرساؿ
فحولة الغنم ُب إناث منها بعدد البيض ،فما نتج فهو ىدي ،فإف عجز كاف كمن كسر بيض النعاـ.
األوؿ :اغبماـ ،وىو اسم لكل طائر يهدر ويعب اؼباء ،وُب قتلها شاة على ا﵀رـ ،وعلى ا﵀ل
ُب اغبرـ درىم (٘ ٕ.غراـ فضة خالصة) ،وُب فرخها للمحرـ ضبل ،وللمحل ُب اغبرـ نصف درىم
(ٕ٘ ٔ.غراـ فضة).
ولو كاف ؿبرماً ُب اغبرـ اجتمع عليو األمراف ،وُب بيضها إذا ربرؾ الفرخ ضبل ،وقبل التحرؾ
على ا﵀رـ درىم ،وعلى ا﵀ل ربع درىم .ولو كاف ؿبرماً ُب اغبرـ لزمو درىم وربع .ويستوي األىلي
وضباـ اغبرـ ُب القيمة إذا قتل ُب اغبرـ ،لكن يشَبي بقيمة اغبرمي علف غبمامو.
اػبامسُ :ب قتل اعبرادة كف من طعاـ ،وكذا ُب القملة يلقيها عن جسده .وُب قتل الكثّب من
اعبراد دـ شاة .وإف مل يبكنو التحرز من قتلو بأف كاف على طريقو ،فال إٍب وال كفارة .وكل ما ال
تقدير لفديتو ففي قتلو قيمتو ،وكذا القوؿ ُب البيوض.
فروع طبسة:
األوؿ :إذا قتل صيداً معيباً كاؼبكسور واألعور فداه بصحيح ،ولو فداه دبثلو جاز ويفدي للذكر
دبثلو وباألنثى ،وكذا األنثى وباؼبماثل أفضل.
الثاين :االعتبار بتقوًن اعبزاء وقت اإلخراج ،وفيما ال تقدير لفديتو وقت اإلتالؼ.
الثالث :إذا قتل ماخضاً فبا لو مثل ىبرج ماخضاً ،ولو تعذر قوـ اعبزاء ماخضاً.
الرابع :إذا أصاب صيداً حامالً فألقت جنيناً حياً ٍب ماتا فدى األـ دبثلها والصغّب بصغّبة ،ولو
عاشا مل يكن عليو فدية إذا مل يعب اؼبضروب .ولو عاب ضمن أرشو ،ولو مات أحدنبا فداه دوف
اآلخر .ولو ألقت جنيناً ميتاً لزمو األرش ،وىو ما بْب قيمتها حامالً وؾبهضاً.
217 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
أما اؼبباشرة:
فنقوؿ :قتل الصيد موجب لفديتو ،فإف أكلو لزمو فداء آخر ،فيفدي ما قتل ويضمن قيمة ما
أكل .ولو رمى صيداً فأصابو ومل يؤثر فيو فال فدية ،ولو جرحو ٍب رآه سوياً ضمن أرشو .وإذا مل يعلم
حالو لزمو الفداء ،وكذا لو مل يعلم أثر فيو أـ ال.
ولو اشَبؾ صباعة ُب قتل الصيد ضمن كل واحد منهم فداءً كامالً .ومن ضرب بطّب على
األرض كاف عليو دـ وقيمة للحرـ ،وأخرى الستصغاره .ومن شرب لنب ظبية ُب اغبرـ لزمو دـ وقيمة
اللنب .ولو رمى الصيد وىو ؿبل فأصابو وىو ؿبرـ مل يضمنو ،وكذا لو جعل ُب رأسو ما يقتل القمل
وىو ؿبل ٍب أحرـ فقتلو.
ومن كاف معو صيد فأحرـ زاؿ ملكو عنو ووجب إرسالو ،فلو مات قبل إرسالو لزمو ضمانو،
ولو كاف الصيد نائياً عنو مل يزؿ ملكو .ولو أمسك ا﵀رـ صيداً فذحبو ؿبرـ ضمن كل منهما فداء،
ولو كانا ُب اغبرـ تضاعف الفداء ما مل يكن بدنة ،ولو كانا ؿبلْب ُب اغبرـ مل يتضاعف ،ولو كاف
أحدنبا ؿبرماً تضاعف الفداء ُب حقو .ولو أمسكو ا﵀رـ ُب اغبل فذحبو ا﵀ل ضمنو ا﵀رـ خاصة.
ولو نقل بيض صيد عن موضعو ففسد ضمنو ،فلو أحضنو فخرج الفرخ سليماً مل يضمنو .ولو ذبح
ا﵀رـ صيداً كاف ميتة ووبرـ على ا﵀ل ،وال كذا لو صاده وذحبو ؿبل.
األوىل :من أغلق على ضباـ من ضباـ اغبرـ ولو فراخ وبيض ضمن باإلغالؽ ،فإف زاؿ السبب
وأرسلها سليمة سقط الضماف .ولو ىلكت ضمن اغبمامة بشاة ،والفرخ حبمل ،والبيضة بدرىم إف
كاف ؿبرماً ،وإف كاف ؿبالً ففي اغبمامة درىم وُب الفرخ نصف ،وُب البيضة ربع.
الثانية :إذا نفر ضباـ اغبرـ فليس عليو شيء ،واألفضل أف يتصدؽ.
الثالثة :إذا رمى اثناف فأصاب أحدنبا وأخطأ اآلخر ،فعلى اؼبصيب فداء عبنايتو ،وكذا على
اؼبخطئ إلعانتو.
الرابعة :إذا أوقد صباعة ناراً فوقع فيها صيد لزـ كل واحد منهم فداء إذا قصدوا االصطياد ،وإال
ففداء واحد.
اػبامسة :إذا رمى صيداً فاضطرب فقتل فرخاً أو صيدا آخر كاف عليو فداء اعبميع ،ألنو سبب
لإلتالؼ.
السادسة :السائق يضمن ما ذبنيو دابتو (أو السيارة ووسائط النقل) ،وكذا الراكب إذا وقف
هبا ،وإذا سار ضمن ما ذبنيو بيديها.
السابعة :إذا أمسك صيداً لو طفل فتلف بإمساكو ضمن ،وكذا لو أمسك ا﵀ل صيداً لو طفل
ُب اغبرـ.
الثامنة :إذا أغرى ا﵀رـ كلبو بصيد فقتلو ضمن ،سواء كاف ُب اغبل أو اغبرـ ،ولكن يتضاعف
إذا كاف ؿبرماً ُب اغبرـ.
التاسعة :لو نفر صيداً فهلك دبصادمة شيء ،أو أخذه جارح ضمنو.
العاشرة :لو وقع الصيد ُب شبكة فأراد زبليصو فهلك أو عاب ضمن.
وبرـ من الصيد على ا﵀ل ُب اغبرـ ما وبرـ على ا﵀رـ ُب اغبل ،فمن قتل صيداً ُب اغبرـ كاف
عليو فداؤه ،ولو اشَبؾ صباعة ُب قتلو فعلى كل واحد فداء .ووبرـ وىو يؤـ اغبرـ ولو أصابو ودخل
اغبرـ فمات ضمنو.
ويكره االصطياد بْب الربيد (ٕٕ كيلومَب) واغبرـ ،فلو أصاب صيداً فيو ففقأ عينو ،أو كسر
قرنو كاف عليو صدقة استحباباً .ولو ربط صيداً ُب اغبل فدخل اغبرـ مل هبز إخراجو.
ولو كاف ُب اغبل ورمى صيداً ُب اغبرـ فقتلو فداه ،وكذا لو كاف ُب اغبرـ ورمى صيداً ُب اغبل
فقتلو ضمنو .ولو كاف بعض الصيد ُب اغبرـ فأصاب ما ىو ُب اغبل أو ُب اغبرـ منو فقتلو ضمنو.
ولو كاف الصيد على فرع شجرة ُب اغبل فقتلو ضمن إذا كاف أصلها ُب اغبرـ.
ومن دخل بصيد إىل اغبرـ وجب عليو إرسالو ،ولو أخرجو فتلف كاف عليو ضمانو ،سواء كاف
التلف بسببو أو بغّبه .ولو كاف طائراً مقصوصاً وجب عليو حفظو حٌب يكمل ريشوٍ ،ب يرسلو.
وال هبوز صيد ضباـ اغبرـ وىو ُب اغبل .ومن نتف ريشة من ضباـ اغبرـ كاف عليو صدقة ،وهبب
أف يسلمها بتلك اليد .ومن أخرج صيداً من اغبرـ وجب عليو إعادتو ،ولو تلف قبل ذلك ضمنو.
ولو رمى بسهم ُب اغبل فدخل اغبرـ ٍب خرج إىل اغبل فقتل صيداً مل هبب الفداء.
ولو ذبح ا﵀ل ُب اغبرـ صيداً كاف ميتة ،ولو ذحبو ُب اغبل وأدخلو اغبرـ مل وبرـ على ا﵀ل،
ووبرـ على ا﵀رـ .وال يدخل ُب ملكو شئ من الصيد.
كل ما يلزـ ا﵀رـ ُب اغبل من كفارة الصيد ،أو ا﵀ل ُب اغبرـ هبتمعاف على ا﵀رـ ُب اغبرـ حٌب
ينتهي إىل البدنة فال يتضاعف .وكلما يتكرر الصيد من ا﵀رـ نسياناً وجب عليو ضمانو .ولو تعمد
وجبت الكفارة أوالًٍ ،ب ال تتكرر ،وىو فبن ينتقم ا﵁ منو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 272
ويضمن الصيد بقتلو عمداً وسهواً ،فلو رمى صيداً فمرؽ السهم فقتل آخر كاف عليو فداءاف،
وكذا لو رمى غرضاً فأصاب صيداً ضمنو .ولو اشَبى ؿبل بيض نعاـ ﵀رـ فأكلو كاف على ا﵀رـ عن
كل بيضة شاة ،وعلى ا﵀ل عن كل بيضة درىم .وال يدخل الصيد ُب ملك ا﵀رـ باصطياد ،وال
ابتياع ،وال ىبة ،وال مّباث ،ىذا إذا كاف عنده ،ولو كاف ُب بلده فإنو يبلك.
ولو اضطر ا﵀رـ إىل أكل الصيد أكلو وفداه ،ولو كاف عنده ميتة أكل الصيد إف أمكنو الفداء،
وإال أكل اؼبيتة .وإذا كاف الصيد فبلوكاً ففداؤه لصاحبو ،وإف مل يكن فبلوكاً تصدؽ بو.
وكل ما يلزـ ا﵀رـ من فداء يذحبو أو ينحره دبكة إف كاف معتمراً ،ودبُب إف كاف حاجاً .وكل من
وجب عليو شاة ُب كفارة الصيد وعجز عنها كاف عليو إطعاـ عشرة مساكْب ،فإف عجز صاـ ثالثة
أياـ ُب اغبج.
وىي سبعة:
األوؿ :االستمتاع بالنساء ،فمن جامع زوجتو ُب الفرج قبالً أو دبراً ،عامداً عاؼباً بالتحرًن فسد
حجو ،وعليو إسبامو وبدنة واغبج من قابل ،سواء كانت حجتو الٍب أفسدىا فرضاً أو نفالً .وكذا لو
جامع أمتو وىو ؿبرـ.
ولو كانت امرأتو ؿبرمة مطاوعة لزمها مثل ذلك ،وعليهما أف يفَبقا إذا بلغا ذلك اؼبكاف حٌب
يقضيا اؼبناسك إذا حجا على تلك الطريق ،ومعُب االفَباؽ أال ىبلو إال ومعهما ثالث .ولو أكرىها
كاف حجها ماضياً ،وكاف عليو كفارتاف ،وال يتحمل عنها شيئاً سوى الكفارة.
وإف جامع بعد الوقوؼ باؼبشعر ولو قبل أف يطوؼ طواؼ النساء ،أو طاؼ منو ثالثة أشواط
فما دونو ،أو جامع ُب غّب الفرج قبل الوقوؼ كاف حجو صحيحاً ،وعليو بدنة ال غّب.
تفريع :إذا حج ُب القابل بسبب اإلفساد فأفسد لزمو ما لزـ أوالً .وُب االستمناء بدنة ،وال
يفسد بو اغبج وال هبب القضاء.
272 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ولو جامع أمتو ؿبالً وىي ؿبرمة بإذنو ربمل عنها الكفارة بدنة أو بقرة أو شاة ،وإف كاف معسراً
فشاة أو صياـ ثالثة أياـ.
ولو جامع ا﵀رـ قبل طواؼ الزيارة لزمو بدنة ،فإف عجز فبقرة أو شاة .وإذا طاؼ ا﵀رـ من
طواؼ النساء طبسة أشواط ٍب واقع مل يلزمو الكفارة ،وبُب على طوافو.
وإذا عقد ا﵀رـ ﵀رـ على امرأة ودخل هبا ا﵀رـ ،فعلى كل منهما كفارة ،وكذا لو كاف العاقد
ؿبالً.
ومن جامع ُب إحراـ العمرة قبل السعي فسدت عمرتو ،وعليو بدنة وقضاؤىا ،واألفضل أف
يكوف ُب الشهر الداخل.
ولو نظر إىل غّب أىلو فأمُب كاف عليو بدنة إف كاف موسراً ،وإف كاف متوسطاً فبقرة ،وإف كاف
معسراً فشاة.
ولو نظر إىل امرأتو مل يكن عليو شيء ،ولو مسها بشهوة كاف عليو شاة ولو مل يبن .ولو قبل
امرأتو كاف عليو شاة ،ولو كاف بشهوة كاف عليو جزور ،وكذا لو أمُب عن مالعبة .ولو استمع على
من هبامع فأمُب من غّب نظر مل يلزمو شيء.
فرع :لو حج تطوعاً فأفسده ٍب أحصر كاف عليو بدنة لإلفساد ودـ لالحصار ،وكفاه قضاء
واحد ُب القابل.
ا﵀ظور الثاين :الطيب ،فمن تطيب كاف عليو دـ شاة ،سواء استعملو صبغاً أو طالءً ،ابتداء أو
استدامة ،أو خبوراً ،أو ُب الطعاـ .وال بأس خبلوؽ الكعبة ولو كاف فيو زعفراف .وكذا الفواكو كاالترج
والتفاح ،والرياحْب كالورود.
الثالث :القلم ،وُب كل ظفر مد من طعاـ ،وُب أظفار يديو ورجليو ُب ؾبلس واحد دـ ،ولو
كاف كل واحد منهما ُب ؾبلس لزمو دماف .ولو أفٍب بتقليم ظفره فأدماه لزـ اؼبفٍب شاة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 271
الرابع :اؼبخيط حراـ على ا﵀رـ (الرجل) ،فلو لبس كاف عليو دـ ،ولو اضطر إىل لبس ثوب
يتقي بو اغبر أو الربد جاز وعليو شاة.
اػبامس :حلق الشعر ،وفيو شاة ،أو إطعاـ عشرة مساكْب لكل منهم مد ،أو صياـ ثالثة أياـ.
ولو مس غبيتو أو رأسو فوقع منهما شئ أطعم كفاً من طعاـ .ولو فعل ذلك ُب وضوء الصالة مل
يلزمو شيء .ولو نتف أحد إبطيو أطعم ثالثة مساكْب ،ولو نتفهما لزمو شاة.
وُب التظليل سائرا شاة ،وكذا لو غطى رأسو بثوب ،أو طيّنو بطْب يسَبه ،أو ارسبس ُب اؼباء ،أو
ضبل ما يسَبه.
السادس :اعبداؿ ُب الكذب منو مرة شاة ،ومرتْب بقرة ،وثالثاً بدنة .وُب الصدؽ ثالثاً شاة،
وال كفارة فيما دونو.
السابع :قلع شجرة اغبرـ ،وُب الكبّبة بقرة ولو كاف ؿبالً ،وُب الصغّبة شاة ،وُب أبعاضها قيمة.
ولو قلع شجرة منو أعادىا ،ولو جفت يلزمو ضماهنا .وال كفارة ُب قلع اغبشيش وإف كاف فاعلو
مأثوماً.
ومن استعمل دىناً طيباً ُب إحرامو كاف عليو شاة ،وُب حاؿ الضرورة ال شيء عليو .وفيمن قلع
ضرسو ال كفارة ،وهبوز أكل ما ليس بطيب من االدىاف كالسمن و دىن السمسم ،وال هبوز
االدىاف بو.
خاسبػة:
األوىل :إذا اجتمعت أسباب ـبتلفة كاللبس وتقليم األظافر والطيب لزمو عن كل واحد كفارة،
سواء فعل ذلك ُب وقت واحد أو وقتْب ،كفر عن األوؿ أو مل يكفر.
271 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثانية :إذا كرر الوطأ لزمو بكل مرة كفارة ،ولو كرر اغبلق فإف كاف ُب وقت واحد مل تتكرر
الكفارة ،وإف كاف ُب وقتْب تكررت .ولو تكرر منو اللبس أو الطيب ،فإف اربد اجمللس مل يتكرر،
وإف اختلف تكرر.
الثالثة :كل ؿبرـ أكل أو لبس ما ال وبل لو أكلو أو لبسو كاف عليو دـ شاة.
الرابعة :تسقط الكفارة عن اعباىل والناسي واجملنوف إال ُب الصيد ،فإف الكفارة تلزـ ولو كاف
سهواً.
***
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 271
كتاب العمرة
وصورهتا :أف وبرـ ُب اؼبيقات الذي يسوغ لو اإلحراـ منوٍ ،ب يدخل مكة فيطوؼ ويصلي
ركعتيوٍ ،ب يسعى بْب الصفا واؼبروة ،ويقصر.
وشرائط وجوهبا شرائط وجوب اغبج ،ومع الشرائط ذبب ُب العمر مرة ،وقد ذبب بالنذر وما ُب
معناه ،واالستئجار ،واإلفساد ،والفوات ،والدخوؿ إىل مكة مع انتفاء العذر ،وعدـ تكرار الدخوؿ.
ويتكرر وجوهبا حبسب السبب.
وأفعاؽبا شبانية :النية ،واإلحراـ ،والطواؼ ،وركعتاه ،والسعي ،والتقصّب ،وطواؼ النساء ،وركعتاه.
فاألوىل :ذبب على من ليس من حاضري اؼبسجد اغبراـ ،وال تصح إال ُب أشهر اغبج،
وتسقط اؼبفردة معها ،ويلزـ فيها التقصّب ،وال هبوز حلق الرأس .ولو حلقو لزمو دـ ،وال هبب فيها
طواؼ النساء.
واؼبفردة :تلزـ حاضري اؼبسجد اغبراـ ،وتصح ُب صبيع أياـ السنة ،وأفضلها ما وقع ُب رجب.
ومن أحرـ باؼبفردة ودخل مكة جاز أف ينوي التمتع ويلزمو دـ ،ولو كاف ُب غّب أشهر اغبج مل
هبز .ولو دخل مكة متمتعاً مل هبز لو اػبروج حٌب يأٌب باغبج ،ألنو مرتبط بو .نعم ،لو خرج حبيث ال
وبتاج إىل استئناؼ إحراـ جاز ،ولو خرج فاستأنف عمرة سبتع باألخّبة.
وتستحب اؼبفردة ُب كل شهر ،وأقلو عشرة أياـ .ويكره أف يأٌب بعمرتْب بينهما أقل من عشرة
أياـ.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 271
ويتحلل من اؼبفردة بالتقصّب ،واغبلق أفضل .وإذا قصر أو حلق حل لو كل شيء إال النساء،
فإذا أتى بطواؼ النساء حلت لو النساء ،وىو واجب ُب اؼبفردة بعد السعي على كل معتمر من امرأة
وخصي وصيب .ووجوب العمرة على الفور.
***
كتاب األمر باؼبعروؼ والنهي عن اؼبنكر
واؼبعروؼ ينقسم إىل :الواجب والندب ،فاألمر بالواجب واجب ،وباؼبندوب مندوب .واؼبنكر:
ال ينقسم ،فالنهي عنو كلو واجب.
األوؿ :أف يعلمو منكراً ليأمن الغلط ُب اإلنكار ،وهبب على كل مؤمن أف يتعلم.
الثاين :أف هبوز تأثّب إنكاره ،فلو غلب على ظنو ،أو علم أنو ال يؤثر مل هبب.
الثالث :وأف يكوف الفاعل لو مصراً على االستمرار ،فلو الح منو إمارة االمتناع أو أقلع عنو
سقط اإلنكار.
الرابع :أال يكوف ُب اإلنكار مفسدة ،فلو ظن توجو الضرر إليو أو إىل مالو ،أو إىل أحد من
اؼبؤمنْب سقط الوجوب.
ومراتب اإلنكار ثالث :بالقلب ،ومنو النظر بغضب لفاعل اؼبنكر واإلعراض عنو ،وىو هبب
وجوباً مطلقاً ،وباللساف ،وباليد.
وهبب دفع اؼبنكر بالقلب أوالً كما إذا عرؼ أف فاعلو ينزجر بإظهار الكراىة ،وكذا إف عرؼ
أف ذلك ال يكفي وعرؼ االكتفاء بضرب من اإلعراض واؽبجر وجب واقتصر عليو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي 271
ولو عرؼ إف ذلك ال يرفعو انتقل إىل اإلنكار باللساف مرتباً لأليسر من القوؿ فاأليسر .ولو مل
يرتفع إال باليد مثل الضرب وما شاهبو جاز ،ولو افتقر إىل اعبراح أو القتل ال هبوز إال بإذف اإلماـ.
وال هبوز ألحد إقامة اغبدود إال لإلماـ مع وجوده ،أو من نصبو إلقامتها .ومع عدمو هبوز
للموىل إقامة اغبد على فبلوكو ،وال هبوز للرجل إقامة اغبد على ولده وزوجتو.
***
شرائع اإلسالـ
( اعبزء الثالث )
كتاب النكاح
كتاب الطالؽ
كتاب اػبلع واؼبباراة
كتاب الظهار
كتاب اإليالء
كتاب النكاح
وأقسامو ثالثة:
أما آداب العقد :فالنكاح مستحب ؼبن تاقت نفسو ،من الرجاؿ والنساء .ومن مل تتق
َّاس إِنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن ذَ َك ٍر َوأُنْػثَى َو َج َعْلنَا ُك ْم ُش ُعوباً َوقَػبَائِ َل
مستحب أيضاً؛ لقولو تعاىل﴿ :يَا أَيػُّ َها الن ُ
يم َخبِ ٌّب﴾ [اغبجرات ،]ٖ :أي لتناكحوا. ِ ِ ِ ِ ِ ِ
لتَػ َع َارفُوا إ َّف أَ ْكَرَم ُك ْم عْن َد اللَّو أَتْػ َقا ُك ْم إ َّف اللَّوَ َعل ٌ
ولقولو (عليو السالـ)( :تناكحوا تناسلوا).
ولقولو (عليو السالـ)( :ما استفاد امرؤ فائدة بعد اإلسالـ ،أفضل من زوجة مسلمة ،تسره إذا
نظر إليها ،وتطيعو إذا أمرىا ،وربفظو إذا غاب عنهاُ ،ب نفسها ومالو).
ويسػػتحب ؼبػػن أراد العقػػد :أف يتخػػّب مػػن النسػػاء مػػن ذبمػػع صػػفات أربع ػاً :كػػرـ األصػػل ،وكوهنػػا
بكراً ،ولوداً ،عفيفة .وال يقتصر على اعبماؿ وال على الثروة فردبا حرمهما.
وصالة ركعتْب والدعاء بعػدنبا دبػأثورة( :اللهػم إين أريػد أف أتػزوج ،فقػدر يل مػن النسػاء أعفهػن
فرجاً ،وأحفظهن يل ُب نفسها ومايل ،وأوسعهن رزقاً ،وأعظمهن بركة) ،أو غّب ذلك
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
من الدعاء .واإلعالف (إذا أشهد) ،واػبطبة أماـ العقد ،وإيقاعو ليالً.
ويسػػتحب :الوليمػػة عنػػد الزفػػاؼ يومػاً أو يػػومْب ،وأف يػُػدعى ؽبػػا اؼبؤمنػػوف ،وال ذبػػب اإلجابػػة بػػل
تسػتحب ،وإذا حضػر فاألكػل مسػتحب ولػو كػاف صػائماً نػدباً .وأكػل مػا ينثػر ُب األعػراس جػائز ،وال
هبوز أخذه إال بإذف أربابو؛ نطقاً أو بشاىد اغباؿ.
الثاين :يكره اعبماع ُب أوقات شبانية :ليلة خسوؼ القمر ،ويوـ كسوؼ الشمس ،وعند الػزواؿ،
وعنػػد غػػروب الشػػمس حػػٌب يػػذىب الشػػفق ،وُب ا﵀ػػاؽ ،وبعػػد طلػػوع الفجػػر إىل طلػػوع الشػػمس ،وُب
أوؿ ليلة من كل شهر إال ُب شهر رمضاف ،وُب ليلة النصف ،وُب السفر إذا مل يكػن معػو مػاء يغتسػل
بو ،وعند ىبوب الريح السوداء والصفراء ،والزلزلة ،وعقيب االحػتالـ قبػل الغسػل أو الوضػوء .وال بػأس
أف هبامع مرات من غّب غسل يتخللها ،ويكوف غسلو أخّباً .وأف هبامع وعنػده مػن ينظػر إليػو ،والنظػر
إىل فرج اؼبرأة ُب حاؿ اعبماع وغّبه ،واعبمػاع مسػتقبل القبلػة أو مسػتدبرىا ،والكػالـ عنػد اعبمػاع بغػّب
ذكر ا﵁.
األوؿ :هب ػػوز أف ينظ ػػر إىل وج ػػو ام ػرأة يري ػػد نكاحه ػػا وإف مل يس ػػتأذهنا .وىب ػػتص اعب ػواز بوجهه ػػا
وكفيها ،ولو أف يكرر النظر إليها ،وأف ينظرىا قائمة وماشية.
183 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وكػػذا هبػػوز أف ينظػػر إىل أمػػة يريػػد ش ػراءىا وإىل شػػعرىا وؿباسػػنها .وهبػػوز النظػػر إىل نسػػاء أىػػل
الكتاب وشعورىن ،لكن ال هبوز ذلك لتلذذ وال لريبة .وهبوز أف ينظر الرجل إىل مثلػو مػا خػال عورتػو،
شػيخاً كػػاف أو شػػاباً ،حسػػناً أو قبيحػاً ،مػػا مل يكػػن النظػػر لريبػػة أو تلػذذ ،وكػػذا اؼبػرأة .وللرجػػل أف ينظػػر
إىل جسد زوجتو باطناً وظاىراً ،وكذا اؼبرأة.
وال ينظر الرجػل بقصػد إىل األجنبيػة أصػالً إال لضػرورة ،وهبػوز أف ينظػر إىل وجههػا وكفيهػا علػى
كراىيػػة فيػػو مػػرة ،وال هبػػوز معػػاودة النظػػر .وكػػذا اغبكػػم ُب اؼب ػرأة .وهبػػوز عنػػد الضػػرورة ،كمػػا إذا أراد
الشهادة عليها ،ويقتصر الناظر منهػا علػى مػا يضػطر إىل اإلطػالع عليػو ،كالطبيػب إذا احتاجػت اؼبػرأة
إليو للعالج .أما النظر االتفاقي غّب اؼبقصود نتيجة تواجد رجاؿ ونساء ُب مكاف ما فال إشكاؿ فيو.
والكالـ بْب الرجل واؼبرأة جائز إال إف كاف فيو ريبة وخوؼ من الفتنة فيجب اجتنابو ،قاؿ
ين ِزينَتَػ ُه َّن إَِّال َما ظَ َهَر ِمْنػ َها ِ ضن ِمن أَب ِ ِ ِ
وج ُه َّن َوَال يػُْبد َ صا ِرى َّن َوَْوب َفظْ َن فُػُر َ ض َْ ْ ْ َ تعاىلَ ﴿ :وقُل لِّْل ُم ْؤمنَات يَػ ْغ ُ
ين ِزينَتَػ ُه َّن إَِّال لِبُػ ُعولَتِ ِه َّن أ َْو آبَائِ ِه َّن أ َْو آبَاء بػُ ُعولَتِ ِه َّن أ َْو أَبْػنَائِ ِه َّن ِ ِِ ولْي ْ ِ ِ
ض ِربْ َن خبُ ُم ِرى َّن َعلَى ُجيُوهب َّن َوَال يػُْبد َ ََ
ِ ِ ِِ ِِ ِِ ِ
ت أَْيبَانػُ ُه َّن أَ ِو َخ َواهت َّن أ َْو ن َسائ ِه َّن أ َْو َما َملَ َك ْ أ َْو أَبْػنَاء بػُ ُعولَت ِه َّن أ َْو إِ ْخ َواهن َّن أ َْو بَِِب إِ ْخ َواهن َّن أ َْو بَِِب أ َ
ض ِربْ َن ِ َّ ِ اإلرب ِة ِمن ِّ ِ التَّابِعِ َ ِ
ِّساء َوَال يَ ْ ين َملْ يَظْ َهُروا َعلَى َع ْوَرات الن َ الر َجاؿ أَ ِو الطِّْف ِل الذ َ ْب َغ ّْب أ ُْوِيل ِْ ْ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ بِأَرجلِ ِه َّن لِيػعلَم ما ىبُْ ِف ِ ِ
حو َف﴾ [النور.]ٖٔ : ْب من ِزينَت ِه َّن َوتُوبُوا إ َىل اللَّو َصبيعاً أَيػُّ َها الْ ُم ْؤمنُو َف لَ َعلَّ ُك ْم تُػ ْفل ُ َ ْ ُ ُْ َ َ
ما هبوز أف تظهػره اؼبػرأة أمػاـ األجانػب ىػو الوجػو والكفػاف والقػدماف .ومػا هبػوز أف تظهػره اؼبػرأة
أمػػاـ ا﵀ػػارـ ىػػي القػػالدة ومػػا فوقهػػا ،ومػػا ربتػػاج كشػػفو ُب الوض ػوء مػػن اليػػدين ،ومنتصػػف السػػاؽ ومػػا
دونو ،وللزوج جسدىا كلو.
الثانيػػة :العػػزؿ عػػن اغبػػرة إذا مل يشػػَبط ُب العقػػد ومل تػػأذف ؿبػ ّػرـ ،وهبػػب معػػو ديػػة النطفػػة عشػػرة
دنانّب.
الثالثة :ال هبوز للرجل أف يَبؾ وطء امرأتو أكثر من أربعة أشهر.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
الرابعة :الدخوؿ باؼبرأة قبل أف تبلغ تسعاً ؿب ّػرـ .ولػو دخػل مل ربػرـ ،لكػن لػو أفضػاىا حرمػت ومل
زبرج من حبالو.
اػبامسة :يكره للمسافر أف يطرؽ أىلو ليالً (أي أف يواقع زوجتو ُب السفر ليالً).
أما األوؿ :فالنكاح يفتقر إىل إهباب وقبوؿ ،دالْب على العقد الرافع لالحتماؿ.
والعبارة عن اإلهباب :زوجتك وأنكحتك ،ومتعتك .والقبوؿ أف يقوؿ :قبلت التزويج ،أو قبلت
النكاح ،أو ما شاهبو .وهبوز االقتصار على( :قبلت).
واألفض ػػل وقوعهم ػػا بلف ػػظ اؼباض ػػي ال ػػداؿ عل ػػى ص ػريح اإلنش ػػاء .ول ػػو أت ػػى بلف ػػظ األم ػػر وقص ػػد
اإلنشاء كقولو :زوجنيها أو زوجيِب نفسك ،فقاؿ أو قالت :زوجتك ،يصح.
ولو أتى بلفػظ اؼبسػتقبل كقولػو :أتزوجػك ،فتقػوؿ :زوجتػك ،جػاز ،وال حاجػة لتلفظػو بعػد ذلػك
بالقبوؿ .ولو قاؿ الويل أو الزوجة :متعتك بكذا ،ومل يذكر األجل انعقد دائماً.
وال يشػػَبط ُب القبػػوؿ مطابقتػػو لعبػػارة االهبػػاب ،بػػل يصػػح اإلهبػػاب بلفػػظ والقبػػوؿ بػػآخر ،فلػػو
قالػت :زوجتػػك ،فقػػاؿ :قبلػػت النكػػاح ،أو أنكحتػػك ،فقػاؿ :قبلػػت التػػزويج ،صػػح .ولػػو قػػاؿ :زوجػػت
بنتك من فالف ،فقاؿ :نعم ،فقاؿ :الزوج قبلت ،صح.
وال يشَبط تقدًن اإلهباب ،بل لو قاؿ :تزوجت ،فقاؿ الويل :زوجتك ،صح.
وال هبػػوز العػػدوؿ عػػن اللفػػظ إىل ترصبتػػو بغػػّب العربيػػة إال مػػع العجػػز عػػن العربيػػة .ولػػو عجػػز أحػػد
اؼبتعاقػػدين تكلّػػم كػػل واحػػد منهمػػا دبػػا وبسػػنو ،ولػػو عجػزا عػػن النطػػق أصػالً أو أحػػدنبا اقتصػػر العػػاجز
على اإلشارة إىل العقد وااليباء .
وال ينعقد النكاح بلفظ البيع ،وال اؽببة ،وال التمليك ،وال اإلجارة سواء ذكر فيو اؼبهر أو جرده.
185 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
األوىل :ال عربة ُب النكاح بعبارة الصيب إهباباً وقبوالً ،وال بعبارة اجملنوف.
والس ػػكراف ال ػػذي ال يعق ػػل يص ػػح ل ػػو أف ػػاؽ فأج ػػاز .وإذا زوج ػػت الس ػػكرى نفس ػػها ٍب أفاق ػػت
فرضيت ،أو دخل هبا فأفاقت وأقرتو كاف ماضياً.
الثانيػػة :ال يشػػَبط ُب نكػػاح الرشػػيدة (مػػن أسبػػت ٔٛعام ػاً عاقلػػة) حضػػور الػػويل ،وال إذنػػو وإف
كانت بكراً.
الثالثػػة :إذا أوجػػب الػػويل ٍب جػ ّػن أو أغمػػي عليػػو بطػػل حكػػم اإلهبػػاب ،فلػػو قبػػل بعػػد ذلػػك كػػاف
لغواً .وكذا لو سبق القبوؿ وزاؿ عقلو ،فلو أوجب الويل بعده كاف لغواً .وكذا ُب البيع.
اػبامسػػة :إذا اعػػَبؼ الػػزوج بزوجيػػة امرأتػػو فصػػدقتو ،أو اعَبفػػت ىػػي فصػػدقها قضػػي بالزوجيػػة
ظاىراً وتوارثا .ولو اعَبؼ أحدنبا قضي عليو حبكم العقد دوف اآلخر.
السادسة :إذا كاف للرجل عدة بنػات فػزوج واحػدة ومل يسػمها عنػد العقػد ،لكػن قصػدىا بالنيػة،
واختلفا ُب اؼبعقود عليها ،فإف كاف الزوج رآىن فػالقوؿ قػوؿ األب؛ ألف الظػاىر أنػو وكػل التعيػْب إليػو،
وعليو أف يسلم إليو الٍب نواىا .وإف مل يكن رآىن كاف العقد باطالً.
السابعة :يشَبط ُب النكاح امتياز الزوجػة عػن غّبىػا باإلشػارة أو التسػمية أو الصػفة ،فلػو زوجػو
إحدى بنتيو ،أو ىذا اغبمل مل يصح العقد.
الثامنػػة :لػػو ادعػػى زوجيػػة امػرأة ،وادعػػت أختهػػا زوجيتػػو ،وأقػػاـ كػػل واحػػد منهمػػا بينػػة ،فػػإف كػػاف
دخػل باؼبدعيػػة كػػاف الَبجػػيح لبينتهػػا؛ ألنػػو مصػػدؽ ؽبػػا بظػاىر فعلػػو ،وكػػذا لػػو كػػاف تػػاريخ بينتهػػا أسػػبق.
ومع عدـ األمرين يكوف الَبجيح لبينتو.
التاسعة :إذا عقد على امرأة ،فادعى آخر زوجيتها ،مل يلتفت إىل دعواه إال مع البينة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
العاشرة :يشَبط ُب عقد النكاح حضػور شػاىدين أو اإلشػهار (اإلعػالف) ،فػاف حضػر شػاىداف
استحب اإلشهار ،وإف مل وبضر شاىداف وجػب اإلشػهار قبػل الػدخوؿ ،وبػدوف اإلشػهاد يكػوف عقػد
النكاح متوقفاً على اإلشهار ،ويرتكباف اغبراـ إف دخل هبا من دونو ،وتتكرر اؼبعصية مع تكػرر اؼبواقعػة
حٌب يتم اإلشهار ،أما الولد فينتسب كما ُب الشبهة.
وفيو فصالف:
ال والي ػػة ُب عق ػػد النك ػػاح لغ ػػّب األب واعب ػػد ل ػػألب وإف ع ػػال ،والوص ػػي ،واغب ػػاكم .ويش ػػَبط ُب
واليتهم صبيعاً اإليباف والعدالة.
وال يشَبط ُب والية اعبد بقاء األب ،وتثبت والية األب واعبد لػألب علػى الصػغّبة وإف ذىبػت
بكارهتا بوطء أو غّبه ،وال خيار ؽبا بعد بلوغها .وكذا لو ّزوج األب أو اعبد الولد الصغّب لزمو العقد،
وال خيار لو مع بلوغو ورشده.
وتثبت والية األب واعبد (بشرط االيباف والعدالة) علػى البالغػة دوف سػن ٔٛعامػاً سػواء كانػت
ثيب ػاً أـ بك ػراً .وال تثبػػت واليتهمػػا علػػى البكػػر الرشػػيدة (مػػن أسبػػت ٔٛعام ػاً عاقلػػة) ،وتثبػػت الواليػػة
لنفسها ُب الدائم واؼبنقطع.
ولو زوجها أحدنبا مل يبض عقده إال برضاىا ،ولكن يكره تزوهبها نفسها دوف إذف الويل.
والبالغػػة إذا عضػػلها الػػويل ،وىػػو أف ال يزوجهػػا مػػن كػػفء مػػع رغبتهػػا ،فإنػػو هبػػوز ؽبػػا أف تػػزوج
نفسها ولو كرىاً.
187 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وال واليػػة ؽبمػػا علػػى الثيػػب مػػع البلػػوغ والرشػػد ،وال علػػى البػػالغ العاقػػل .ويثبػػت واليتهمػػا علػػى
اعبميع مع اعبنوف ،وال خيػار ألحػدىم مػع اإلفاقػة .وللمػوىل أف يػزوج فبلوكتػو ،صػغّبة كانػت أو كبػّبة،
عاقلة أو ؾبنونة ،وال خيار ؽبا معو .وكذا اغبكم ُب العبد.
واغباكم (اؼبعْب من اإلماـ) :لػو واليػة علػى مػن بلػغ فاسػد العقػل ،أو ذبػدد فسػاد عقلػو إذا كػاف
النكاح صالحاً.
وال والية للوصي وإف نص لو اؼبوصي علػى النكػاح .وللوصػي أف يػزوج مػن بلػغ فاسػد العقػل إذا
كاف بو ضرورة إىل النكاح.
وا﵀جور عليو للتبذير ال هبوز لو أف يتزوج غّب مضطر ،ولو أوقع كاف العقد فاسداً .وإف اضػطر
إىل النكاح جاز للحاكم أف يأذف لو ،سواء عْب الزوجة أو أطلق .ولو بادر قبػل اإلذف -واغبػاؿ ىػذه
-صح العقد ،فإف زاد ُب اؼبهر عن اؼبثل بطل ُب الزائد.
واإلم ػػاـ أوىل م ػػن األب واعب ػػد ،ول ػػو الوالي ػػة عل ػػى الص ػػغّب والص ػػغّبة ،والب ػػالغ والبالغ ػػة ،والرش ػػيد
والرشيدة ،وعلى البكر والثيب.
وفيو مسائل:
األوىل :إذا وّكلػػت البالغػػة الرشػػيدة ُب العقػػد مطلق ػاً مل يكػػن لػػو أف يزوجهػػا مػػن نفسػػو ،إال مػػع
إذهنا .ولو زوجها اعبد من ابن ابنو اآلخر ،أو األب من موكلو كاف جائزاً.
الثالثػػة :عبػػارة اؼبػرأة معتػػربة ُب العقػػد مػػع البلػػوغ والعقػػل ،فيجػػوز ؽبػػا أف تػػزوج نفسػػها ،وأف تكػػوف
وكيلة لغّبىا ،إهباباً وقبوالً.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
الرابعػػة :عقػػد النكػػاح يقػػف علػػى اإلجػػازة ،فلػػو زوج الصػػبية غػػّب أبيهػػا أو جػػدىا ،قريب ػاً كػػاف أو
بعيداً ،مل يبض إال مػع إذهنػا أو إجازهتػا بعػد العقػد ،ولػو كػاف أخػاً أو عمػاً .ويقنػع مػن البكػر بسػكوهتا
عند عرضو عليها ،وتكلف الثيب النطق .ولػو كانػت فبلوكػة وقػف علػى إجػازة اؼبالػك .وكػذا لػو كانػت
صغّبة فأجاز األب أو اعبد ،صح.
اػبامسػػة :إذا كػػاف الػػويل غػػّب مػػؤمن فػػال واليػػة لػػو ،ولػػو كػػاف األب كػػذلك تثبػػت الواليػػة للجػػد
خاصة (إف كاف مؤمناً) .وكذا لو جن األب أو أغمي عليػو ،ولػو زاؿ اؼبػانع عػادت الواليػة .ولػو اختػار
األب زوج ػاً واعبػػد آخػػر ،فمػػن سػػبق عقػػده صػػح ،وبطػػل اؼبتػػأخر .وإف تشػػاحا قػػدـ اختيػػار اعبػػد ،ولػػو
أوقعاه ُب حالة واحدة ثبت عقد اعبد دوف األب.
السادسة :إذا زوجها الويل باجملنوف أو اػبصي صح ،وؽبا اػبيار إذا بلغػت .وكػذا لػو زوج الطفػل
دبػن هبػػا أحػد العيػػوب اؼبوجبػػة للفسػخ .ولػػو زوجهػا دبملػػوؾ مل يكػػن ؽبػا اػبيػػار إذا بلغػت ،وكػػذا لػػو زوج
الطفل.
السابعة :ال هبوز نكاح األمة إال بإذف مالكها ولو كانت المرأةُ ،ب الدائم واؼبنقطع.
الثامن ػػة :إذا زوج األب ػواف الص ػػغّبين لزمهم ػػا العق ػػد ،ف ػػإف م ػػات أح ػػدنبا ورث ػػو اآلخ ػػر .ول ػػو عق ػػد
عليهما غّب أبويها ومات أحدنبا قبل البلوغ بطل العقد وسقط اؼبهر واإلرث .ولػو بلػغ أحػدنبا فرضػي
لزـ العقد من جهتو ،فإف مات عزؿ مػن تركتػو نصػيب اآلخػر ،فػإف بلػغ فأجػاز ورث .ولػو مػات الػذي
مل هبز بطل العقد وال مّباث.
صح ،واقتضى اإلطالؽ االقتصار على مهػر اؼبثػل، التاسعة :إذا أذف اؼبوىل لعبده ُب إيقاع العقد ّ
ربرر ،ويكوف مهر اؼبثل على مواله ،وكذا القوؿ ُب نفقتها.
فإف زاد كاف الزائد ُب ذمتو يتبع بو إذا ّ
العاشرة :من ربرر بعضو ليس ؼبواله إجباره على النكاح.
ويستحب للمرأة :أف تستأذف أباىا ُب العقد وإف كانت رشيدة ،بكراً كانت أو ثيباً ،وأف توكل
تعوؿ على األكرب إذا كانوا أكثر من أخ .ولو زبّب كل واحد
أخاىا إذا مل يكن ؽبا أب وال جد ،وأف ّ
من األكرب واألصغر زوجاً ،زبّبت خّبة األكرب .ويكره أف يزوج األب ابنتو إذا مل تكن رشيدة بغّب
رضاىا.
مسائل ثالث:
األوىل :إذا زوجها اإلخواف برجلْب أجازت عقد أيهما شاءت ،واألوىل ؽبا إجازة عقد األكرب،
وبأيهما دخلت قبل اإلجازة كاف العقد لو.
الثانية :ال والية لألـ على الولد ،فلو زوجتو فرضي لزمو العقد ،وإال بطل العقد.
الثالثة :إذا زوج األجنيب امرأة ،فقػاؿ الػزوج :زوجػك العاقػد مػن غػّب إذنػك ،فقالػت :بػل أذنػت،
فالقوؿ قوؽبا مع يبينها؛ ألهنا تدعي الصحة.
وىي ستة:
ووبػػرـ بالنسػػب سػػبعة أصػػناؼ مػػن النسػػاء :األـ واعبػػدة وإف علػػت ألب كانػػت أو ألـ .والبنػػت
للصػػلب وبناهتػػا وإف ن ػزلن ،وبن ػػات االبػػن وإف ن ػزلن .واألخ ػوات ألب كػػن أو ألـ ،أو ؽبمػػا ،وبن ػػاهتن،
وبنات أوالدىن .والعمات ،سواء كػن أخػوات أبيػو ألبيػو أو ألمػو ،أو ؽبمػا ،وكػذا أخػوات أجػداده وإف
علػػوف .واػبػػاالت لػػألب أو لػػألـ أو ؽبمػػا ،وكػػذا خػػاالت األب واألـ وإف ارتفعػػن .وبنػػات األخ ،سػواء
كػػاف األخ لػػألب أو لػػألـ أو ؽبمػػا ،وسػواء كانػػت بنتػػو لصػػلبو أو بنػػت بنتػػو ،أو بنػػت ابنػػو وبنػػاهتن وإف
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 212
سػػفلن .ومػػثلهن مػػن الرجػػاؿ وبػػرـ علػػى النسػػاء ،فيحػػرـ األب وإف عػػال ،والولػػد وإف سػػفل ،واألخ وابنػػو
وابن األخت والعم وإف ارتفع ،وكذا اػباؿ.
ثالثة فروع:
األوؿ :النسب يثبت مع النكاح الصحيح ،ومع الشبهة .وال يثبت مع الزنا ،فلو زىن فالبلق من
مائو ولد على الرحم مل ينتسػب إليػو شػرعاً ،ولكػن وبػرـ علػى الػزاين والزانيػة؛ ألنػو ـبلػوؽ مػن مائػو فهػو
يسمى ولداً لغة.
الثاين :لو طلق زوجتو فوطئت بالشبهة ،فإف أتت بولد بو ألقل من ستة أشهر مػن وطء الثػاين،
ولستة أشهر مػن وطء اؼبطلػق اُغبػق بػاؼبطلق .أمػا لػو كػاف الثػاين لػو أقػل مػن سػتة أشػهر وللمطلػق أكثػر
مػػن أقصػػى مػػدة اغبمػػل مل يلحػػق بأحػػدنبا .وإف احتمػػل أف يكػػوف منهمػػا اسػػتخرج ب ػالفحص الطػػيب
الدقيق .وحكم اللنب تابع للنسب.
الثالث :لو أنكر الولد والعن انتفى عن صاحب الفػراش ،وكػاف اللػنب تابعػاً لػو .ولػو أقػر بػو بعػد
ذلػػك عػػاد نسػػبو وإف كػػاف ىػػو ال يػػرث الولػػد ،ىػػذا إذا مل يبكػػن معرفػػة نسػػب الولػػد بػػالفحص الطػػيب
الدقيق ،أما مع الفحص فيثبت الولد أو ينتفي تبعاً لو.
در مل ينتشػػر حرمتػػو .وكػػذا لػػو كػػاف عػػن زنػػا .و نكػػاح األوؿ :أف يكػػوف اللػػنب عػػن نكػػاح فلػػو ّ
الشبهة دبنزلة النكاح الصحيح .ولو طلق الزوج وىي حامل منو ،أو مرضع فأرضعت ولداً ،نشر اغبرمة
كمػا لػػو كانػػت ُب حبالػو ،وكػػذا لػػو تزوجػت ودخػػل هبػػا الػزوج الثػػاين وضبلػػت .أمػا لػػو انقطػػع ٍب عػػاد ُب
191 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وقت يبكن أف يكوف للثاين ،كاف لو دوف األوؿ .ولػو اتصػل حػٌب تضػع اغبمػل مػن الثػاين كػاف مػا قبػل
الوضع لألوؿ ،وما بعد الوضع للثاين.
الشرط الثاين :الكمية ،وىو ما أنبت اللحم وش ّد العظم .وينشر اغبرمة إف بلغ طبس عشرة
رضعة ،أو رضع يوماً وليلة .ويعترب ُب الرضعات اؼبذكورة قيود ثالثة :أف تكوف الرضعة كاملة ،وأف
تكوف الرضعات متوالية ،وأف يرتضع من الثدي.
ويرجػػع ُب تقػػدير الرضػػعة إىل العػػرؼ ،فلػػو الػػتقم الثػػدي ٍب لفظػػو وعػػاود ،فػػإف كػػاف أع ػرض أوالً
فهػػي رضػػعة ،وإف كػػاف ال بنيػػة اإلعػراض كػػالنفس أو االلتفػػات إىل مالعػػب ،أو االنتقػػاؿ مػػن ثػػدي إىل
آخر ،كاف الكل رضعة واحدة ،ولو منع قبل استكماؿ الرضعة مل يعترب ُب العدد.
والبػػد مػػن تػوايل الرضػػعات دبعػػُب أف اؼبػرأة الواحػػدة تنفػػرد بإكماؽبػػا ،فلػػو رضػػع مػػن واحػػدة بعػػض
العددٍ ،ب رضع من أخرى ،بطل حكم األوؿ.
ولو تناوبػت عليػو عػدة نسػاء مل ينشػر اغبرمػة مػا مل يكمػل مػن واحػدة طبػس عشػرة رضػعة والء.
وال يص ػػّب ص ػػاحب الل ػػنب م ػػع اخ ػػتالؼ اؼبرض ػػعات أبػ ػاً ،وال أب ػػوه ج ػػداً ،وال اؼبرض ػػعة أمػ ػاً .والب ػػد م ػػن
ارتضػػاعو مػػن الثػػدي ،فلػػو وجػػر ُب حلقػػو ،أو أوصػػل إىل جوفػػو حبقنػػة ،ومػػا شػػاكلها مل ينشػػر .وكػػذا لػػو
جػػنب ،فأكلػػو جبنػاً .وكػػذا هبػػب أف يكػػوف اللػػنب حبالػػو ،فلػػو مػػزج بػػأف اُلقػػي ُب فػػم الصػػيب مػػائع ورضػػع،
فامتزج حٌب خرج عن كونو لبناً ،مل ينشر.
ولو ارتضع من ثدي اؼبيتة ،أو رضع بعض الرضعات وىي حيةٍ ،ب أكملها ميتة ،مل ينشر.
الشرط الثالث :أف يكوف ُب اغبولْب ويراعى ذلك ُب اؼبرتضع ،لقولػو (عليػو السػالـ)( :ال رضػاع
بعػد فطػػاـ) ،وال يراعػػى ُب ولػد اؼبرضػػعة .فلػػو مضػػى لولػدىا أكثػػر مػػن حػولْبٍ ،ب أرضػػعت مػػن لػػو دوف
اغبولْب نشر اغبرمة.
ولو رضع العدد إال رضعة واحدة فتم اغبوالفٍ ،ب أكملػو بعػدنبا مل ينشػر اغبرمػة .وكػذا لػو كمػل
اغبوالف ومل يرو من األخّبة ،وينشر إذا سبت الرضعة مع سباـ اغبولْب.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
الشػػرط الرابػػع :أف يكػػوف اللػػنب لفحػػل واحػػد ،فلػػو أرضػػعت بلػػنب فحػػل واحػػد مئػػة حػػرـ بعضػػهم
علػػى بعػػض .وكػػذا لػػو نكػػح الفحػػل عش ػراً وأرضػػعت كػػل واحػػدة واحػػداً أو أكثػػر حػػرـ التنػػاكح بيػػنهم
صبيعاً.
ولو أرضعت اثنْب بلنب فحلْب مل وبرـ أحدنبا على اآلخر ،ووبرـ أوالد ىذه اؼبرضػعة نسػباً علػى
اؼبرتضع منها.
ويسػػتحب أف ىبتػػار للرضػػاع :العاقلػػة ،اؼبسػػلمة ،العفيفػػة ،الوضػػيئة .وال تسَبضػػع الكػػافرة ،ومػػع
االضطرار يسَبضع الكتابية ،ويبنعها من شرب اػبمر ،وأكػل غبػم اػبنزيػر .ويكػره أف يسػلّم إليهػا الولػد
لتحملو إىل منزؽبا ،وتتأكد الكراىية ُب ارتضاع اجملوسية .ويكره أف يسَبضع من والدهتا عن زنا.
األوىل :إذ حصػل الرضػػاع ا﵀ػرـ انتشػػرت اغبرمػة بػػْب اؼبرضػعة وفحلهػػا إىل اؼبرتضػع ،ومنػػو إليهمػػا،
فصارت اؼبرضػعة لػو أمػاً ،والفحػل أبػاً ،وآباؤنبػا أجػداداً ،وأمهاهتمػا جػدات ،وأوالدنبػا أخػوة ،وأخوهتمػا
أخواالً وأعماماً.
الثانية :كل من ينتسب إىل الفحل مػن األوالد ،والدة ورضػاعاً وبرمػوف علػى ىػذا اؼبرتضػع .وكػذا
من ينتسب إىل اؼبرضعة بالبنوة ،والدة وإف نزلوا .وال وبرـ عليو من ينتسب إليها بالبنوة رضاعاً.
الثالث ػػة :ال ي ػػنكح أب ػػو اؼبرتض ػػع ُب أوالد ص ػػاحب الل ػػنب ،والدة وال رض ػػاعاً ،وال ُب أوالد زوجت ػػو
اؼبرضعة والدة؛ ألهنم صاروا ُب حكم ولده .وهبوز أف ينكح أوالده الذين مل يرتضعوا من ىذا اللػنب ُب
أوالد ىذه اؼبرضعة ،وأوالد فحلها.
أمػػا لػػو أرضػػعت امػرأة ابنػاً لقػػوـ ،وبنتػاً آلخػرين جػػاز أف يػنكح إخػػوة كػػل واحػػد منهمػػا ُب إخػػوة
اآلخر؛ ألنو ال نسب بينهم وال رضاع.
الرابعػة :إذا قػاؿ :ىػذه أخػػٍب مػن الرضػاع ،أو بنػٍب علػػى وجػو يصػح ،فػإف كػػاف قبػل العقػد حكػػم
عليو بالتحرًن ظاىراً ،وإف كاف بعػد العقػد ومعػو بينػة حكػم هبػا .فػإف كػاف قبػل الػدخوؿ فػال مهػر ،وإف
193 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
كػاف بعػده كػػاف ؽبػا اؼبسػػمى .وإف فقػد البينػػة وأنكػرت الزوجػة لزمػػو اؼبهػر كلػػو مػع الػػدخوؿ ،ونصػفو مػػع
عدمو .ولو قالت اؼبرأة ذلك بعد العقػد مل يقبػل دعواىػا ُب حقػو إال ببينػة ،ولػو كػاف قبلػو حكػم عليهػا
بظاىر اإلقرار.
اػبامسػػة :ال تقبػػل الشػػهادة إال مفصػػلة ،وأمػػا إخبػػار الشػػاىد بالرضػػاع فيكفػػي مشػػاىدتو ملتقمػاً
ثدي اؼبرأة ،ماصاً لو على العادة حٌب يصدر.
وىػػي تتحقػػق مػػع الػػوطء الصػػحيح ،ويتحقػػق بعػػض مػػا يَبتػػب عليهػػا مػػن ربػػرًن ُب الزنػػا والػػوطء
بالشبهة.
والبحث ٍ
حينئذ ُب أمور ثالثة:
أما النكاح الصحيح :فمػن وطػئ امػرأة بالعقػد الصػحيح أو اؼبلػك حػرـ علػى الػواطئ ّأـ اؼبوطػوءة
وإف علػػت ،وبناهتػػا وإف سػػفلن ،تقػػدمت والدهتػػن أو تػػأخرت ،ولػػو مل تكػػن ُب حجػػره .وعلػػى اؼبوطػػوءة
أبو الواطئ وإف عال ،وأوالده وإف سفلوا ،ربريبا مؤبداً .ولو ذبرد العقد عن الػوطء حرمػت الزوجػة علػى
أبيػػو وولػػده ،ومل ربػػرـ بنػػت الزوجػػة ،عينػاً علػػى الػػزوج بػػل صبعػاً .ولػػو فارقهػػا جػػاز لػػو نكػػاح بنتهػػا ،وربػػرـ
أمها بنفس العقد .ولو وطئ األب زوجة ابنو لشبهة مل ربرـ على الولد لسبق اغبل.
ومػػن توابػػع اؼبصػػاىرة :ربػػرًن أخػػت الزوجػػة صبع ػاً ال عين ػاً ،وبنػػت أخػػت الزوجػػة وبنػػت أخيهػػا إال
برضا الزوجة ،ولو أذنت صػح .ولػو إدخػاؿ العمػة واػبالػة علػى بنػت أخيهػا وأختهػا ،ولػو كػره اؼبػدخوؿ
عليهما .ولو تزوج بنت األخ أو بنت األخت على العمة أو اػبالة من غّب إذهنما كاف العقد باطالً.
وأمػػا الزنػػا :فػػإف كػػاف طارئ ػاً مل ينشػػر اغبرمػػة ،كمػػن تػػزوج بػػامرأة ٍب زىن بأمهػػا أو ابنتهػػا ،أو الط
بأخيهػا أو ابنهػا أو أبيهػا ،أو زىن دبملوكػػة أبيػو اؼبوطػوءة أو ابنػػو ،فػإف ذلػك كلػػو ال وبػرـ السػابقة .والزنػػا
إذا كاف سابقاً على العقد ينشر حرمة اؼبصاىرة كالوطء الصحيح.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
والوطء بالشبهة :إذا كاف سابقاً على العقد فأنو ينزؿ منزلة النكاح الصحيح وينشر اغبرمة
ويلحق معو النسب .وأما النظر واللمس ا﵀رـ فإنو ال ينشر اغبرمة ،ولكنو يثمر كراىية.
األوؿ :مسألتاف:
األوىل :لػػو تػػزوج أختػػْب كػػاف العقػػد للسػػابقة ،وبطػػل عقػػد الثانيػػة ،ولػػو تزوجهمػػا ُب عقػػد واحػػد
بطل نكاحهما.
الثانيػػة :إذا دخػػل بصػػبية مل تبلػػغ تسػػعاً فأفضػػاىا حػػرـ عليػػو وطؤىػػا ومل زبػػرج مػػن حبالػػو ،ولػػو مل
يفضها مل ربرـ.
األوىل :م ػػن ت ػػزوج ام ػرأة ُب ع ػػدهتا عاؼب ػاً حرم ػػت علي ػػو أب ػػداً ،وإف جه ػػل الع ػػدة والتح ػػرًن ودخ ػػل
حرمت أيضاً .ولو مل يدخل بطل ذلك العقد ،وكاف لو استئنافو.
الثانية :إذا تزوج ُب العدة ودخل فحملت ،فإف كاف جاىالً غبق بو الولد إف كاف ىناؾ ما يػدؿ
إنو لو ،وفرؽ بينهما ولزمو اؼبسمى ،وتتم العدة لألوؿ بعد الوضع ،وؽبا مهرىػا علػى األوؿ ،ومهػر علػى
اآلخر إف كانت جاىلة بالتحرًن ،ومع علمها فال مهر.
الثالثة :من زىن بامرأة مل وبرـ عليو نكاحها .ولو زىن بذات بعل ،أو ُب عدة رجعية حرمت
عليو أبداً .وال هبوز الزواج من اؼبشهورة بالزنا إال أف تظهر توبتها.
الرابعة :من فجر بغالـ فأوقبو حػرـ علػى الػواطئ العقػد علػى أـ اؼبوطػوء ،وأختػو ،وبنتػو .وال وبػرـ
إحداىن لو كاف عقدىا سابقاً.
اػبامسة :إذا عقد ا﵀رـ على امرأة عاؼباً بالتحرًن حرمت عليو أبداً ،ولو كاف جاىالً فسد عقػده
ومل ربرـ.
195 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
السادسة :ال ربل ذات البعل لغّبه ،إال بعد مفارقتو ،وانقضاء العدة إذا كانت ذات عدة.
القسػػم األوؿ :إذا اسػػتكمل اغبػػر أربع ػاً بالعقػػد الػػدائم حػػرـ عليػػو مػػا زاد غبطػػة .وال وبػػل لػػو مػػن
اإلماء بالعقد أكثر من اثنتْب من صبلة األربع .وإذا استكمل العبػد أربعػاً مػن اإلمػاء بالعقػد ،أو حػرتْب
أو حرة وأمتْب حرـ عليو ما زاد .ولكل منهما أف ينكح بالعقد اؼبنقطع ما شاء ،وكذا دبلك اليمْب.
مسألتاف:
األوىل :إذا طلػػق واحػػدة مػػن األربػػع حػػرـ عليػػو العقػػد علػػى غّبىػػا حػػٌب تنقضػػي عػػدهتا إف كػػاف
الطالؽ رجعياً ،ولو كاف بائناً جاز لو العقد على أخرى ُب اغباؿ .وكذا اغبكم ُب نكاح أخت الزوجػة
على كراىية مع البينونة.
الثانيػػة :إذا طلػػق إحػػدى األربػػع بائن ػاً وتػػزوج اثنتػػْب ،فػػإف سػػبقت إحػػدانبا كػػاف العقػػد ؽبػػا ،وإف
اتفقتا ُب حالة بطل العقداف.
القسػم الثػاين :إذا اسػتكملت اغبػػرة ثػالث طلقػات حرمػت علػى اؼبطلػق حػٌب تػنكح زوجػاً غػّبه،
س ػواء كانػػت ربػػت حػػر أو ربػػت عبػػد .وإذا اسػػتكملت األمػػة طلقتػػْب حرمػػت عليػػو حػػٌب تػػنكح زوج ػاً
غّبه ،ولو كانت ربت حر .وإذا استكملت اؼبطلقػة تسػعاً للعػدة ينكحهػا بينهمػا رجػالف حرمػت علػى
اؼبطلق أبداً.
وىو سبب لتحرًن اؼبالعنة ربريباً مؤبػداً .وكػذا قػذؼ الزوجػة الصػماء واػبرسػاء دبػا يوجػب اللعػاف
لو مل تكن كذلك.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
األوؿ :هبوز للمؤمن الزواج بأي امرأة حكم بطهارة ظاىرىا نكاحاً دائمػاً ومنقطعػاً وملػك يبػْب،
وأما الٍب مل وبكػم بطهػارة ظاىرىػا كػاؼبنكرة لوجػود ا﵁ (وليسػت الالأدريػة) والناصػبية الػٍب تػبغض أحػد
األئمة أو أحد اؼبهديْب أو شيعتهم ألهنم يشايعوهنم ،فال هبوز لو الزواج منها.
ولو ارتد أحد الزوجْب قبل الدخوؿ إىل حاؿ ال يصح معو العقد وقع الفسخ ُب اغباؿ ،وسقط
اؼبهر إف كاف من اؼبرأة ،ونصفو إف كاف من الرجل .ولو وقع بعد الدخوؿ وقف الفسخ على انقضاء
العدة من أيهما كاف ،وال يسقط شئ من اؼبهر؛ الستقراره بالدخوؿ.
وإذا أسلم زوج الكتابية أو غّبىا فبّن يصح نكاحهن فهو على نكاحو ،سواء كاف قبل الدخوؿ
أو بعده .ولو أسلمت زوجتو قبل الدخوؿ انفسخ العقد وال مهر .وإف كاف بعد الدخوؿ وقف الفسخ
على انقضاء العدة.
وأما من ال يصح نكاحهم كاؼبنكرين لوجود ا﵁ فإسالـ أحد الزوجْب موجب النفساخ العقد
ُب اغباؿ إف كاف قبل الدخوؿ ،وإف كاف بعده وقف على انقضاء العدة.
وإذا أسلم الكتايب على أكثر من أربع من اؼبنكوحات بالعقد الدائم استداـ أربعاً من اغبرائر ،أو
أمتْب وحرتْب .ولو كاف عبداً استداـ حرتْب ،أو حرة وأمتْب ،وفارؽ سائرىن .ولو مل يزد عددىن عن
القدر ا﵀لل لو كاف عقدىن ثابتاً.
وليس للمسلم إجبار زوجتو الكتابية على الغسل؛ ألف االستمتاع فبكن من دونو .ولو اتصفت
دبا يبنع االستمتاع كالنًب الغالب ،وطوؿ األظفار اؼبنفر كاف لو إلزامها بإزالتو .ولو منعها من اػبروج
إىل الكنائس والبيع ،كما لو منعها من اػبروج من منزلو .وعليو منعها من شرب اػبمر ،وأكل غبم
اػبنزير ،واستعماؿ النجاسات.
197 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
اؼبقصػػد الثػػاينُ :ب كيفيػػة االختيػػار وىػػو إمػػا بػػالقوؿ الػػداؿ علػػى اإلمسػػاؾ ،كقولػػو :اخَبتػػك أو
أمسػػكتك ومػػا أشػػبهو .ولػػو رتػػب االختيػػار ثبػػت عقػػد األربػػع األوؿ ،وانػػدفع البػواقي .ولػػو قػػاؿ :ؼبػػا زاد
علػى األربػػع اخػَبت فػراقكن انػدفعن ،وثبػػت نكػاح البػواقي .ولػو قػػاؿ لواحػدة :طلقتػػك ،صػح نكاحهػػا
وطلقت وكانت من األربع .ولػو طلػق أربعػاً انػدفع البػواقي ،وثبػت نكػاح اؼبطلقػات ٍب طلقػن بػالطالؽ؛
ألنو ال يواجو بو إال الزوجة ،إذ موضوعو إزالة قيد النكاح.
والظهار واإليالء ليس ؽبما داللة على االختيار؛ ألنو قد يواجو بو غّب الزوجة .وأما بالفعل
فمثل أف يطأ إذ ظاىره االختيار .ولو وطئ أربعاً ثبت عقدىن واندفع البواقي .ولو قبّل ،أو ؼبس
بشهوة فهو اختيار ،كما ىو رجعة ُب حق اؼبطلقة.
األوىل :إذا تزوج امرأة وبنتهػا ٍب أسػلم بعػد الػدخوؿ هبمػا حرمتػا ،وكػذا لػو كػاف دخػل بػاألـ .أمػا
لو مل يكن دخل بواحدة بطل عقد األـ دوف البنت ،وال اختيار .ولو أسػلم عػن أمػة وبنتهػا ،فػإف كػاف
وطأنبا حرمتا ،وإف كاف وطئ إحدانبا حرمت األخرى ،وإف مل يكن وطئ واحدة زبّب .ولو أسلم عن
أختْب زبّب أيتهمػا شػاء ولػو كػاف وطأنبػا .وكػذا لػو كػاف عنػده امػرأة وعمتهػا أو خالتهػا ،ومل ذبػز العمػة
وال اػبالة اعبمع .أما لو رضيتا صح اعبمع ،وكذا لو أسلم عن حرة وأمة.
الثانية :إذا أسلم غّب اؼبسلم وعنده حرة وثالث إماء بالعقد ،فأسلمن معو ،زبّب مع اغبرة
أمتْب ،إذا رضيت اغبرة .ولو أسلم اغبر وعنده أربع إماء بالعقد زبّب أمتْب ،ولو كن حرائر ثبت عقده
عليهن .وكذا لو أسلمن قبل انقضاء العدة .ولو كن أكثر من أربع فأسلم بعضهن كاف باػبيار بْب
اختيارىن وبْب الَببص ،فإف غبقن بو أو بعضهن ومل يزدف عن أربع ثبت عقده عليهن ،وإف زدف عن
أربع زبّب أربعاً .ولو اختار من سبق إسالمهن مل يكن لو خيار ُب الباقيات ولو غبقن بو قبل العدة.
الثالثػػة :اخػػتالؼ الػػدين فسػػخ ال طػػالؽ ،فػػإف كػػاف مػػن اؼبػرأة قبػػل الػػدخوؿ سػػقط بػػو اؼبهػػر ،وإف
كاف من الرجل فنصفو .وإف كاف بعد الدخوؿ فقد استقر ومل يسقط بالعارض .ولػو كػاف اؼبهػر فاسػداً
وجػػب بػػو مهػػر اؼبثػػل مػػع الػػدخوؿ ،وقبلػػو نصػػفو إف كػػاف الفسػػخ مػػن الرجػػل .ولػػو مل يسػػم مهػراً واغبػػاؿ
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 211
ىذه كاف ؽبا اؼبتعػة كاؼبطلقػة .ولػو دخػل الكتػايب وأسػلم وكػاف اؼبهػر طبػراً ومل تقبضػو ،يلزمػو قيمتػو عنػد
مستحليو.
الرابعػػة :إذا ارت ػػد اؼبسػػلم بع ػػد الػػدخوؿ ح ػػرـ عليػػو وطء زوجت ػػو اؼبسػػلمة ،ووق ػػف نكاحهػػا عل ػػى
انقضاء العدة.
اػبامسة :إذا أسلم وعنده أربع ينكرف وجود ا﵁ مدخوؿ هبن مل يكن لو العقد علػى أخػرى ،وال
علػػى أخػػت إحػػدى زوجاتػػو حػػٌب تنقضػػي العػػدة مػػع بقػػائهن علػػى الكفػػر .ولػػو أسػػلمت الكػػافرة فتػػزوج
زوجها بأختها قبل إسالمو ،وانقضت العػدة وىو على كفره ،صح عقد الثانية .فلو أسػلم قبػل انقضػاء
عدة األوىل زبّب ،كما لو تزوجها وىي كافرة.
السادسة :إذا أسلم الكافر ٍب ارتد وانقضت عدهتا على الكفر فقد بانت منػو .ولػو أسػلمت ُب
العدة ورجع إىل اإلسالـ ُب العدة فهو أحق هبا ،وإف خرجت وىو كافر فال سبيل لو عليها.
السابعة :لو ماتت إحداىن بعد إسالمهن قبل االختيار مل يبطل اختياره ؽبا ،فإف اختارىا ورث
نصػػيبو منهػػا .وك ػػذا لػػو م ػػًب كلهػػن ك ػػاف لػػو االختي ػػار .فػػإذا أخت ػػار أربع ػاً ورثه ػػن؛ ألف االختيػػار ل ػػيس
اسػػتئناؼ عقػػد ،وإمبػػا ىػػو تعيػػْب لػػذات العقػػد الصػػحيح .ولػػو مػػات ومػػًب قبػػل اػبيػػار احتسػػنب زوجػػات
ألجػػل اإلرث .ولػػو مػػات الػػزوج قػػبلهن كػػاف علػػيهن االعتػػداد منػػو؛ ألف مػػنهن مػػن تلزمػػو العػػدة ،وؼبػػا مل
وبصل االمتياز ألزمن العدة بأبعد األجلْب ،إذ كل واحدة وبتمػل أف تكػوف ىػي الزوجػة وإف ال تكػوف،
فاغبامل تعتد بعدة الوفاة ووضع اغبمل ،واغبائل تعتد بأبعد األجلْب من عدة الطالؽ والوفاة.
الثامنػػة :إذا أسػػلم وأسػػلمن لزمػػو نفقػػة اعبميػػع حػػٌب ىبتػػار أربعػاً فتسػػقط نفقػػة الب ػواقي؛ ألهنػػن ُب
حكم الزوجات .وكذا لو أسلمن أو بعضهن وىو على كفره .ولو مل يدفع النفقػة كػاف ؽبػن اؼبطالبػة هبػا
عػن اغباضػػر واؼباضػػي ،سػواء أسػػلم أو بقػػي علػػى الكفػر ،وال يلزمػػو النفقػػة لػػو أسػػلم دوهنػػن لتحقػػق منػػع
االسػػتمتاع مػػنهن .ولػػو اختلػػف الزوجػػاف ُب السػػابق إىل اإلسػػالـ ومل تكػػن بينػػة حكػػم بإسػػالمهما معػاً.
ولػػو مػػات قبػػل اػبيػػار ورثنػػو صبيع ػاً .ولػػو مػػات قبػػل إسػػالمهن مل يوقػػف شػػيء ؛ ألف الكػػافر ال يػػرث
اؼبسلم.
199 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
األوىل :الكفاءة شرط ُب النكاح ،وىي التساوي ُب اإلسالـ بالنسبة للمؤمنة .ومن اإلسالـ
مودة قرىب الرسوؿ ؿبمد (صلى ا﵁ عليو وآلو) وىم آؿ ؿبمد األئمة واؼبهديوف ،ومن يبغضهم فهو
ناصيب.
ال يصح نكاح الناصب اؼبعلن بعػداوة أىػل البيػت (علػيهم الصػالة والسػالـ)؛ الرتكابػو مػا يعلػم
بطالنو من دين اإلسالـ.
وال يشَبط سبكنو من النفقة .ولػو ذبػدد عجػز الػزوج عػن النفقػة ال تتسػلط علػى الفسػخ ،وهبػوز
إنكػػاح اغبػػرة العبػػد ،والعربيػػة العجمػػي واؽبامشيػػة غػػّب اؽبػػامشي ،وبػػالعكس .وكػػذا أربػػاب الصػػنائع الدنيػػة
بذوات الدين والبيوتات .ولو خطب اؼبؤمن القادر علػى النفقػة وجػب إجابتػو وإف كػاف أخفػض نسػباً.
ولو امتنع الويل كاف عاصياً .ولو انتسب الزوج إىل قبيلة فباف من غّبىا ،كاف للزوجة الفسخ.
ويك ػػره :أف ي ػػزوج الفاس ػػق ،ويتأك ػػد ُب ش ػػارب اػبم ػػر ،وأف ت ػػزوج اؼبؤمن ػػة باؼبخ ػػالف وإف ك ػػاف
مستضعفاً ،وىو الذي ال يعرؼ بعناد.
الثانية :إذا تزوج امرأةٍ ،ب علم أهنػا كانػت زنػت مل يكػن لػو فسػخ العقػد ،وال الرجػوع علػى الػويل
باؼبهر.
الثالثػة :ال هبػوز التعػريض باػبطبػة لػذات العػدة الرجعيػة؛ ألهنػا ُب حكػم الزوجػة ،وهبػوز للمطلقػػة
ثالثاً من الزوج وغّبه ،وال هبػوز التصػريح ؽبػا منػو وال مػن غػّبه .أمػا اؼبطلقػة تسػعاً للعػدة ينكحهػا بينهػا
رجػػالف ،فػػال هبػػوز التعػريض ؽبػػا مػػن الػػزوج ،وهبػػوز مػػن غػػّبه .وال هبػػوز التص ػريح ُب العػػدة منػػو وال مػػن
غّبه.
وأما اؼبعتدة البائنة ،سواء كانت عن خلع أو فسخ ،هبوز التعريض من الزوج وغّبه ،والتصريح
من الزوج دوف غّبه .وصورة التعريض أف يقوؿ :رب راغب فيك أو حريص عليك وما أشبهو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 122
والتصريح أف ىباطبها دبا ال وبتمل إال النكاح ،مثل أف يقوؿ :إذا انقضت عدتك تزوجتك .ولو صرح
باػبطبة ُب موضع اؼبنع ٍ ،ب انقضت العدة فنكحها ،مل ربرـ.
الرابعة :إذا خطب فأجابت حرـ على غّبه خطبتها ،ولو تزوج ذلك الغّب كاف العقد صحيحاً.
اػبامسة :إذا تزوجت اؼبطلقة ثالثاً ،فلو شرطت ُب العقػد أنػو إذا حللهػا فػال نكػاح بينهمػا بطػل
العقػػد ،ولػػو شػػرطت الطػػالؽ يصػػح النكػػاح ويبطػػل الشػػرط .وإف دخػػل هبػػا فلهػػا مهػػر اؼبثػػل .أمػػا لػػو مل
يصرح بالشرط ُب العقد وكاف ذلك ُب نيتو أو نية الزوجة أو الويل مل يفسد .وكل موضع يصح العقػد،
فمػػع الػػدخوؿ ربػػل للمطلػػق مػػع الفرقػػة وانقضػػاء العػػدة .وكػػل موضػػع يفسػػد ال ربػػل لػػو؛ ألنػػو ال يكفػػي
الوطء ما مل يكن عن عقد صحيح.
السادسة :نكػاح الشػغار باطػل ،وىػو أف تتػزوج امرأتػاف بػرجلْب علػى أف يكػوف مهػر كػل واحػدة
نكاح األخرى.
السابعة :يكره العقد على القابلة إذا ربتو ،وبنتها .وأف يزوج ابنو بنت زوجتو من غّبه إذا ولػدهتا
بعد مفارقتو ،وال بأس دبن ولدهتا قبل نكاح األب .وأف يتزوج دبن كانت ضرة ألمػو قبػل أبيػو .وبالزانيػة
قبل أف تتوب.
وىو سائغ ُب دين اإلسالـ؛ لتحقق شرعيتو ،وعدـ ما يدؿ على رفعو.
أما الصيغة:
فهي اللفظ الذي وضعو الشرع ِوصلةً إىل انعقاده ،وىو إهباب وقبوؿ.
وألفاظ اإلهبػاب ثالثػة :زوجتػك ومتعتػك وأنكحتػك ،وأيهػا حصػل وقػع اإلهبػاب بػو ،وال ينعقػد
بغّبىا ،كلفظ التمليك واؽببة واإلجارة.
والقبوؿ :ىو اللفظ الداؿ على الرضا بذلك اإلهباب ،كقولو :قبلت النكاح أو اؼبتعة .ولػو قػاؿ:
قبلت واقتصر ،أو رضيت جاز .ولو بدئ بالقبوؿ فقاؿ :تزوجت ،فقالت :زوجتك ،صح.
والبد من اإلشهاد أو اإلشهار (اإلعالف) .ويكوف اإلشهاد بشاىدين .وأما اإلشهار واإلعالف
فيكوف بعد إيقاع العقد وقبل الدخوؿ ،ويتحقق دبا يسمى عرفاً إشهار وإعالف كالدعوة إىل وليمة
العرس ،أو تعريف الناس بالوسيلة اؼبتاحة.
وأما ا﵀ل:
فيشػػَبط أف تكػػوف الزوجػػة غػػّب منكػػرة لوجػػود ا﵁ (مسػػلمة كانػػت أو غػػّب مسػػلمة) .ويبنعهػػا مػػن
شرب اػبمر وارتكاب ا﵀رمات.
وأما اؼبسلمة فال تتزوج منقطعاً إال باؼبسلم خاصة .وال هبوز باؼبنكرة لوجود ا﵁ ،وال الناصبية
اؼبعلنة بالعداوة كاػبوارج .وال يتزوج منقطعاً بأمة وعنده حرة إال بإذهنا ،ولو فعل كاف العقد باطالً.
وكذا ال يدخل عليها بنت أختها وال بنت أخيها إال مع إذهنا ،ولو فعل كاف العقد باطالً.
ويستحب أف تكوف مؤمنة عفيفة ،وأف يسأؽبا عن حاؽبا مع التهمة ،وليس شرطاً ُب الصحة.
ويكره أف تكوف زانية ،فإف فعل فعليو منعها من الفجور ،ويكره أف يتزوج منقطعاً ببكر ،وإف اضطرا
إليو فال كراىة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 121
فروع ثالثة:
األوؿ :إذا أسلم غّب اؼبسلم ،وعنده من يصح نكاحها بالعقد اؼبنقطع ،كاف عقدىا ثابتػاً .وكػذا
لو كن أكثر .ولو سبقت ىي .وقف على انقضػاء العػدة ،إف كػاف دخػل هبػا .فػإف انقضػت ومل يسػلم،
بطل العقد .وإف غبق هبا قبل العدة ،فهو أحػق هبػا مػا داـ أجلػو باقيػا فلػو انقضػى األجػل قبػل إسػالمو
مل يكن لو عليها سبيل.
الثػػاين :لػػو كانػػت فبّػػن ال يصػػح نكػػاحهن ،فأسػػلم أحػػدنبا بعػػد الػػدخوؿ ،وقػػف الفسػػخ علػػى
انقضػػاء العػػدة ،وتبػػْب منػػو بانقضػػاء األجػػل ،أو خػػروج العػػدة .فأيهمػػا حصػػل قبػػل إسػػالمو ،انفسػػخ بػػو
النكاح .
الثالث :إف أسلم وعنده حرة وأمة ،ثبت عقد اغبرة ،ووقف عقد األمة ،على رضاء اغبرة.
وأما اؼبهر:
فهػػو شػػرط ُب عقػػد الػػزواج اؼبنقطػػع خاصػػة ،يبطػػل بفواتػػو العقػػد .ويشػػَبط فيػػو أف يكػػوف فبلوك ػاً
معلومػاً ،إمػػا بالكيػػل أو الػػوزف أو اؼبشػػاىدة أو الوصػػف .ويتقػػدر باؼبراضػاة ،قػػل أو كثػػر ،ولػػو كػػاف كفػاً
من بر ،ويلزـ دفعو بالعقد.
ولو وىبها اؼبدة قبل الػدخوؿ لزمػو النصػف ،ولػو دخػل اسػتقر اؼبهػر .ولػو تبػْب فسػاد العقػد ،إمػا
بأف ظهر ؽبػا زوج ،أو كانػت أخػت زوجتػو ،أو أمهػا ،ومػا شػاكل ذلػك ُب موجبػات الفسػخ ،ومل يكػن
دخل هبا ،فال مهر ؽبا .ولو قبضتو كاف لو استعادتو .ولو تبْب ذلك بعد الدخوؿ كاف ؽبػا مػا أخػذت،
وليس عليو تسليم ما بقي.
203 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وأما األجل:
فهػو شػػرط ُب عقػػد الػػزواج اؼبنقطػع ،ولػػو مل يػػذكره انعقػػد دائمػاً .وتقػػدير األجػػل إليهمػػا ،طػػاؿ أو
قصػػر ،وأقلػػو سػػتة أشػػهر .وال بػػد أف يكػػوف معينػاً ،ؿبروسػاً مػػن الزيػػادة والنقصػػاف .ولػػو عينػػا أجػالً دوف
ستة أشهر بطل العقد ،ولو كاف من نية الزوج أف يهبها اؼبدة قبل العقد بطل أيضاً.
وال وبصل فك رباط الزوجية بينهما إال بانقضاء اؼبدة ،أو أف يهبها الزوج .وللزوج أف يعقد
عليها مرة أخرى ُب العدة.
األوؿ :إذا ذكر األجل واؼبهر صح العقد ،ولو أخل باؼبهر مع ذكر األجل بطل العقد ،ولو
أخل باألجل حسب بطل منقطعاً وانعقد دائماً.
الثاين :كل شرط يشَبط فيو فالبد أف يقرف باإلهباب والقبوؿ ،وال حكم ؼبا يذكر قبل العقد ما
مل يستعد فيو ،وال ؼبا يذكر بعده ،وال يشَبط مع ذكره ُب العقد إعادتو بعده.
الثالث :للبالغة الرشيدة (وىي من أسبت ٔٛعاماً ال من بلغت سن التكليف عاقلة فقط) أف
تزوج نفسها ،وليس لوليها اعَباض ،بكراً كانت أو ثيباً.
اػبامس :هبوز العزؿ للزوج ،وال يقف على إذهنا ،ويلحق الولد بو لو ضبلت وإف عزؿ؛
الحتماؿ سبق اؼبِب من غّب تنبو.
السادس :ال يقع هبا طالؽ ،وتبْب بانقضاء اؼبدة .ويقع لعاف ،ويقع هبا ظهار وإيالء ،ووبرـ
ترؾ وطئها أكثر من أربعة أشهر كالدائمة.
السابع :ال يثبت هبذا العقد مّباث بْب الزوجْب ،ولو شرطا التوارث أو شرط أحدنبا يلزـ عمالً
بالشرط.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 121
الثامن :إذا انقضى أجلها بعد الدخوؿ فعدهتا حيضتاف ،وإف كانت ال ربيض ومل تيئس
فخمسة وأربعوف يوماً .وتعتد من الوفاة ،ولو مل يدخل هبا ،بأربعة أشهر وعشرة أياـ إف كانت حائالً،
وبأبعد األجلْب إف كانت حامالً .ولو كانت أمة كانت عدهتا حائالً شهرين وطبسة أياـ.
وىي إما ُب الرجل ،وإما ُب اؼبرأة ،فعيوب الرجل ثالثة :اعبنوف ،واػبصاء ،والعنن.
فاعبنوف :سبب لتسليط الزوجة على الفسخ ،دائماً كاف أو أدواراً ،وكذا اؼبتجدد بعد العقد
وقبل الوطء ،أو بعد العقد والوطء.
واػبصاء :وىو سل األنثيْب ،وُب معناه الوجاء .وإمبا يفسخ بو مع سبقو على العقد.
205 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
والعنن :مرض تضعف معو القوة عن نشر العضو ،حبيث يعجز عن اإليالج ،ويفسخ بو وإف
عن أو أمكنو وطء
ذبدد بعد العقد ،لكن بشرط أف ال يطأ زوجتو وال غّبىا .فلو وطأىا ولو مرةٍ ،ب َّ
وعن قبالً ،وتفسخ باعبب؛ لتحقق
زوجة غّبىا مع عننو عنها مل يثبت ؽبا اػبيار .وكذا لو وطأىا دبراً َّ
العجز عن الوطء ،بشرط أف ال يبقى لو ما يبكن معو الوطء .ولو حدث اعبب مل يفسخ بو ،ولو باف
خنثى ؽبا الفسخ حٌب مع إمكاف الوطء .وال يرد الرجل بعيب غّب ذلك.
وعيوب اؼبرأة سبعة :اعبنوف واعبذاـ والربص والقرف (تشوه الفرج) واإلفضاء والعرج والعمى.
أما اعبنوف :فهو فساد العقل ،فال يثبت اػبيار مع السهو السريع زوالو ،وال مع اإلغماء
العارض مع غلبة اؼبرة ،وإمبا يثبت اػبيار فيو مع استقراره .
وأما اعبذاـ :فهو الذي يظهر معو يبس األعضاء ،وتناثر اللحم .وال ذبزي قوة االحَباؽ ،وال
تعجر الوجو ،وال استدارة العْب.
وأما الربص :فهو البياض الذي يظهر على صفحة البدف وال يقضي بالتسلط مع االشتباه.
وأما تشوه الفرج :فإذا منع من االستمتاع ومل يبكن عالجو يفسخ بو.
وفيو مسائل:
األوىل :العيوب اغبادثة للمرأة قبل العقد مبيحة للفسخ ،وما يتجدد بعد العقد .والوطء ال
يفسخ بو .واؼبتجدد بعد العقد وقبل الدخوؿ ال يبيح الفسخ ،سبسكاً دبقتضى العقد السليم عن
معارض.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 121
الثانية :خيار الفسخ على الفور ،فلو علم الرجل أو اؼبرأة بالعيب فلم يبادر بالفسخ لزـ العقد،
وكذا اػبيار مع التدليس.
الثالثة :الفسخ بالعيب ليس بطالؽ ،فال يطرد معو تنصيف اؼبهر وال يعد ُب الثالث.
الرابعة :هبوز للرجل الفسخ من دوف إذف اغباكم ،وكذا اؼبرأة .نعم ،مع ثبوت العنن يفتقر إىل
اغباكم لضرب األجل .وؽبا التفرد بالفسخ عند انقضائو وتعذر الوطء.
السادسة :إذا فسخ الزوج بأحد العيوب ،فإف كاف قبل الدخوؿ فال مهر وإف كاف بعده فلها
اؼبسمى؛ ألنو ثبت بالوطء ثبوتا مستقراً فال يسقط بالفسخ .ولو الرجوع بو على اؼبدلس .وكذا لو
فسخت قبل الدخوؿ فال مهر ،إال ُب العنن (ؽبا نصف اؼبهر) ،ولو كاف بعده كاف ؽبا اؼبسمى .وكذا
لو كاف باػبصاء بعد الدخوؿ فلها اؼبهر كامالً إف حصل الوطء.
السابعة :ال يثبت العنن إال بإقرار الزوج ،أو البينة بإقراره ،أو نكولو أو البينة الطبية ،ولو مل
يكن ذلك وادعت عننو فأنكر ،فالقوؿ قولو مع يبينو.
الثامنة :إذا ثبت العنن ،فإف صربت فال كالـ ،وإف رفعت أمرىا إىل اغباكم أجلّها سنة من
حْب الَبافع ،فإف واقعها أو واقع زوجة غّبىا فال خيار ،وإال كاف ؽبا الفسخ ونصف اؼبهر.
وفيو مسائل:
األوىل :إذا تزوج امرأة وشرط كوهنا بكراً ،فوجدىا ثيباً مل يكن لو الفسخ؛ إلمكاف ذبدده
بسبب خفي .وكاف لو أف ينقص من مهرىا ما بْب مهر البكر والثيب ،ويرجع فيو إىل العرؼ.
207 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثانية :إذا تزوج منقطعاً بامرأة فبانت غّب مسلمة ،مل يكن لو الفسخ من دوف ىبة اؼبدة ،وال لو
إسقاط شيء من اؼبهر .وكذا لو تزوجها دائماً .نعم ،لو شرط إسالمها كاف لو الفسخ إذا وجدىا
على خالفو.
الثالثة :إذا تزوج رجالف بامرأتْب ،وأدخلت خطئاً امرأة كل واحد منهما على اآلخر فوطأىا
شبهة ،فلكل واحدة منهما على واطئها مهر اؼبثل ،وترد كل واحدة على زوجها ،وعليو مهرىا
اؼبسمى .وليس لو وطؤىا حٌب تنقضي عدهتا من وطء األوؿ .ولو ماتتا ُب العدة أو مات الزوجاف
ورث كل واحد منهما زوجة نفسو وورثتو.
الرابعة :كل موضع حكمنا فيو ببطالف العقد ،فللزوجة مع الوطء مهر اؼبثل ،ال اؼبسمى .وكذا
كل موضع حكمنا فيو بصحة العقد ،فلها مع الوطء اؼبسمى وإف غبقو الفسخ.
وفيو أطراؼ:
وىو كل ما يصح أف يبلك ،عيناً كاف أو منفعة .ويصح العقد على منفعة اغبر ،كتعليم الصنعة،
والسورة من القرآف ،وكل عمل ؿبلل ،وعلى إجارة الزوج نفسو مدة معينة .ولو عقد الكتابياف على
طبر أو خنزير وأسلما ،أو أسلم أحدنبا قبل القبض ،دفع القيمة ػبروجو عن ملك اؼبسلم ،سواء كاف
قل ما مل يقصر عن التقوًن،
عيناً أو مضموناً .وال تقدير ُب اؼبهر ،بل ما تراضى عليو الزوجاف وإف ّ
كحبة من حنطة .وكذا ال حد لو ُب الكثرة.
ويكفي ُب اؼبهر مشاىدتو إف كاف حاضراً ولو جهل وزنو أو كيلو ،كالصربة من الطعاـ،
والقطعة من الذىب .وهبوز أف يتزوج امرأتْب أو أكثر دبهر واحد ،ويكوف اؼبهر بينهن بالسوية.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 121
ولو تزوجها على شيء غّب مشاىد وال موصوؼ كاف ؽبا الوصف الوسط بْب اعبيد والرديء.
ولو تزوجها على كتاب ا﵁ وسنة نبيو (صلى ا﵁ عليو وآلو) ،ومل يسم ؽبا مهراً ،كاف مهرىا طبس مئة
درىم فضة وكل درىم (ٕ٘ٔ.غم).
ولو ظبى للمرأة مهراً ،وألبيها شيئاً معيناً ،لزـ ما ظبى ؽبا وسقط ما ظباه ألبيها .ولو أمهرىا
مهراً ،وشرط أف تعطي أباىا منو شيئاً معيناً يصح اؼبهر ،وال يلزـ الشرط.
والبد من تعيْب اؼبهر دبا يرفع اعبهالة ،فلو أصدقها تعليم سورة وجب تعيينها ،ولو أهبم فسد
اؼبهر ،وكاف ؽبا مع الدخوؿ مهر اؼبثل ،ولو أمرتو بتلقْب غّبىا مل يلزمو؛ ألف الشرط مل يتناوؽبا.
ولو أصدقها تعليم صنعة ال وبسنها ،أو تعليم سورة جاز؛ ألنو ثابت ُب الذمة .ولو تعذر
خل فباف طبراً كاف ؽبا مثل اػبل ،وكذا لوالتوصل كاف عليو أجرة التعليم .ولو أصدقها ظرفاً أنو ّ
تزوجها على عبد فباف حراً أو مستحقاً .وإذا تزوجها دبهر سراً ،وبآخر جهراً كاف ؽبا األوؿ.
واؼبهر مضموف على الزوج فلو تلف قبل تسليمو كاف ضامناً لو بقيمتو وقت تلفو .ولو وجدت
بو عيباً كاف ؽبا رده بالعيب ،ولو عاب بعد العقد كانت باػبيار ُب أخذه ،أو أخذ القيمة .وؽبا أف
سبنع من الدخوؿ هبا حٌب تقبض مهرىا ،سواء كاف الزوج موسراً أو معسراً .وليس ؽبا ذلك بعد
الدخوؿ.
ويستحب :تقليل اؼبهر .ويكره :أف يتجاوز السنة ،وىو طبسمائة درىم .وأف يدخل بالزوجة
حٌب يقدـ مهرىا ،أو شيئاً منو ،أو غّبه ،ولو ىدية.
أما األوؿ :فهو أف ال يذكر ُب العقد مهراً أصالً ،مثل أف يقوؿ :زوجتك فالنة ،أو تقوؿ ىي:
زوجتك نفسي ،فيقوؿ :قبلت.
209 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وفيو مسائل:
األوىل :ذكر اؼبهر ليس شرطاً ُب العقد الدائم ،فلو تزوجها ومل يذكر مهراً ،أو شرط أف ال مهر،
صح العقد .فإف طلقها قبل الدخوؿ فلها اؼبتعة ،حرة كانت أو فبلوكة ،وال مهر .وإف طلقها بعد
الدخوؿ ،فلها مهر أمثاؽبا وال متعة .فإف مات أحدنبا قبل الدخوؿ وقبل الفرض فال مهر ؽبا وال
متعة ،وال هبب مهر اؼبثل بالعقد ،وإمبا هبب بالدخوؿ.
الثانية :اؼبعترب ُب مهر اؼبثل حاؿ اؼبرأة ُب الشرؼ واعبماؿ وعادة نسائها ،ما مل يتجاوز السنة
وىو طبسمائة درىم .واؼبعترب ُب اؼبتعة حاؿ الزوج ،فالغِب يبتع بالسيارة والدار ،والفقّب باػباًب وما
شاكلو .وتستحق اؼبتعة اؼبطلقة الٍب مل يفرض ؽبا مهر ،ومل يدخل هبا.
الثالثة :لو تراضيا بعد العقد بفرض اؼبهر جاز؛ ألف اغبق ؽبما سواء كاف بقدر مهر اؼبثل أو
أزيد أو أقل ،وسواء كانا عاؼبْب أو جاىلْب ،أو كاف أحدنبا عاؼباً واآلخر جاىالً ،وفرض اؼبهر إليهما
ابتداءً وانتهاءً.
الرابعة :لو تزوج اؼبملوكة ٍب اشَباىا فسد عقد النكاح ،وال مهر ؽبا وال متعة.
اػبامسة :يتحقق التفويض ُب البالغة العاقلة ،وال يتحقق ُب الصغّبة ،وال ُب البالغة السفيهة.
ولو ّزوجها الويل بدوف مهر اؼبثل أو مل يذكر مهراً صح العقد ،وثبت ؽبا مهر اؼبثل بنفس العقد .ولو
طلقها قبل الدخوؿ كاف ؽبا نصف مهر اؼبثل .وهبوز أف يزوج اؼبوىل أمتو مفوضة ؛ الختصاصو باؼبهر.
وأما الثاين :وىو تفويض اؼبهر ،فهو أف يذكر على اعبملة ،ويفوض تقديره إىل أحد الزوجْب،
فإذا كاف اغباكم ىو الزوج مل يتق ّدر ُب طرؼ الكثرة وال القلة ،وجاز أف وبكم دبا شاء .ولو كاف
اغبكم إليها مل يتقدر ُب طرؼ القلة ،ويتقدر ُب طرؼ الكثرة؛ إذ ال يبضي حكمها فيما زاد عن مهر
السنة ،وىو طبسمائة درىم.
ولو طلقها قبل الدخوؿ وقبل اغبكم ألزـ من إليو اغبكم أف وبكم ،وكاف ؽبا النصف .ولو
كانت ىي اغباكمة ،فلها النصف ما مل تزد ُب اغبكم عن مهر السنة .ولو مات اغباكم قبل اغبكم
وقبل الدخوؿ يسقط اؼبهر ،وؽبا اؼبتعة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 122
وفيو مسائل:
األوىل :إذا دخل الزوج قبل تسليم اؼبهر كاف ديناً عليو ،ومل يسقط بالدخوؿ ،سواء طالت
مدهتا أو قصرت ،طالبت بو أو مل تطالب .والدخوؿ اؼبوجب للمهر ىو الوطء قبالً أو دبراً ،وال هبب
باػبلوة.
الثانية :إذا مل يسم ؽبا مهراً ،وق ّدـ ؽبا شيئاًٍ ،ب دخل كاف ذلك مهرىا.
الثالثة :إذا طلق قبل الدخوؿ كاف عليو نصف اؼبهر .ولو كاف دفعو استعاد نصفو إف كاف باقياً،
أو نصف اؼبهر .ولو كاف دفعو استعاد نصفو إف كاف باقياً ،أو نصف مثلو إف كاف تالفاً .ولو مل يكن
لو مثل فنصف قيمتو .ولو اختلفت قيمتو ُب وقت العقد ووقت القبض ،لزمها أقل األمرين .ولو
نقصت عينو أو صفتو ،مثل عور الدابة أو نسياف الصنعة ،كاف لو نصف القيمة سليماً ،وال هبرب على
أخذ نصف العْب.
وأما لو نقصت قيمتو لتفاوت السعر كاف لو نصف العْب قطعاً ،وكذا لو زادت قيمتو لتزايد
السوؽ؛ إذ ال نظر إىل القيمة مع بقاء العْب .ولو زاد بكرب أو ظبن كاف لو نصف قيمتو من دوف
الزيادة .وال ذبرب اؼبرأة على دفع العْب .ولو حصل لو مباء كالولد واللنب كاف للزوجة خاصة ،ولو نصف
ما وقع عليو العقد .ولو أصدقها حيواناً حامالً كاف لو النصف منهما .ولو أصدقها تعليم صناعةٍ ،ب
طلقها قبل الدخوؿ كاف ؽبا نصف أجرة تعليمها ،ولو كاف علمها قبل الطالؽ رجع بنصف األجرة.
الرابعة :لو أبرأتو من الصداؽٍ ،ب طلقها قبل الدخوؿ ،مل يرجع بنصفو.
يتسرى ،بطل
اػبامسة :إذا شرط ُب العقد ما ىبالف اؼبشروع ،مثل أف ال يتزوج عليها ،أو ال ّ
الشرط ،وصح العقد واؼبهر .وكذا لو شرط تسليم اؼبهر ُب أجل -فإف مل يسلمو كاف العقد باطالً -
لزـ العقد واؼبهر ،وبطل الشرط.
السابعة :لو طلقها بائناًٍ ،ب تزوجها ُب عدتوٍ ،ب طلقها قبل الدخوؿ ،كاف ؽبا نصف اؼبهر.
القوؿ ُب القسم:
أما األوؿ:
فنقوؿ :لكل واحد من الزوجْب حق ،هبب على صاحبو القياـ بو ،فكما هبب على الزوج
النفقة من الكسوة واؼبأكل واؼبشرب واإلسكاف ،فكذا هبب على الزوجة التمكْب من االستمتاع،
وذبنب ما يتنفر منو الزوج.
والقسمة بْب األزواج حق على الزوج ،حراً كاف أو عبداً ،ولو كاف عنيناً أو خصياً ،وكذا لو
كاف ؾبنوناً ،ويقسم عنو الويل .فمن لو زوجة واحدة فلها ليلة من أربع ،ولو ثالث يضعها حيث
شاء .ولالثنتْب ليلتاف ،وللثالث ثالث ،والفاضل لو .ولو كاف أربع ،كاف لكل واحدة ليلة ،حبيث ال
وبل لو اإلخالؿ باؼببيت إال مع العذر أو السفر ،أو أذهنن أو أذف بعضهن ،فيما زبتص اآلذنة بو.
وهبوز أف هبعل القسمة أزيد من ليلة لكل واحدة بشرط رضاىن.
ولو تزوج أربعاً دفعة ،يبدأ دبن شاء حٌب يأٌب عليهنٍ ،ب هبب التسوية على الَبتيب .والواجب
ُب القسمة اؼبضاجعة ال اؼبواقعة ،وىبتص الوجوب بالليل دوف النهار.
وإذا كانت األمة مع اغبرة أو اغبرائر ،فللحرة ليلتاف ولألمة ليلة ،وغّب اؼبسلمة كاألمة ُب
القسمة .ولو كانت عنده مسلمة وغّب مسلمة كاف للمسلمة ليلتاف ،ولغّب اؼبسلمة ليلة .ولو كانتا أمة
مسلمة وحرة غّب مسلمة ،كانتا سواء ُب القسمة .وليس للموطوءة باؼبلك قسمة ،واحدة كانت أو
أكثر .ولو أف يطوؼ على الزوجات ُب بيوهتن ،وأف يستدعيهن إىل منزلو ،وأف يستدعي بعضاً ويسعى
إىل بعض.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 121
وزبتص البكر عند الدخوؿ بسبع لياؿ ،والثيب بثالث ،وال يقضي ذلك .ولو سيق إليو
زوجتاف ،أو زوجات ُب ليلة ،يبتدئ دبن شاء .وتسقط القسمة بالسفر ،ويستحب أف يقرع بينهن إذا
أراد استصحاب بعضهن ،وال هبوز العدوؿ عمن خرج اظبها إىل غّبىا .وال يتوقف قسم األمة على
إذف اؼبالك.
ويستحب :التسوية بْب الزوجات ُب اإلنفاؽ ،وإطالؽ الوجو ،واعبماع ،وأف يكوف ُب صبيحة
كل ليلة عند صاحبتها .ولو منعها عن اػبروج من منزلة إال غبق واجب ،كالرب بالوالدين وذبنب
عقوقهما.
األوىل :القسم حق مشَبؾ بْب الزوج والزوجة؛ الشَباؾ شبرتو ،فلو أسقطت حقها منو كاف
للزوج اػبيار .وؽبا أف هتب ليلتها للزوج أو لبعضهن مع رضاه .فإف وىبت للزوج وضعها حيث شاء،
وإف وىبتها ؽبن وجب قسمتها عليهن ،وإف وىبتها لبعضهن اختصت باؼبوىوبة .وكذا لو وىبت
ثالث منهن لياليهن للرابعة لزمو اؼببيت عندىا من غّب إخالؿ.
الثانية :إذا وىبت فرضي الزوج صح ،ولو رجعت كاف ؽبا ،ولكن ال يصح ُب اؼباضي ،دبعُب أنو
ال يقضي ،ويصح فيما يستقبل .ولو رجعت ومل يعلم مل يقض ما مضى قبل علمو.
الثالثة :لو التمست عوضاً عن ليلتها ،فبذلو الزوج ،ال يصح وال يلزـ.
الرابعة :ال قسمة للصغّبة ،وال اجملنونة اؼبطبقة ،وال الناشزة وال اؼبسافرة بغّب إذنو ،دبعُب أنو ال
يقضي ؽبن عما سلف.
اػبامسة :ال يزور الزوج الضرة ُب ليلة ضرهتا .وإف كانت مريضة جاز لو عيادهتا ،فإف استوعب
الليلة عندىا ال يقضيها .ولو دخل فواقعهاٍ ،ب عاد إىل صاحبة الليلة ،مل يقض اؼبواقعة ُب حق
الباقيات؛ ألف اؼبواقعة ليست من لوازـ القسمة.
السابعة :لو كاف لو أربع فنشزت واحدةٍ ،ب قسم طبس عشرة ،فوَب اثنتْب ٍب أطاعت الرابعة،
وجب أف يوُب الثالثة طبس عشرة والٍب كانت ناشزة طبساً .فيقسم للناشزة ليلة ،وللثالثة ثالثاً ،طبسة
أدواراً ،فتستوُب الثالثة طبس عشرة والناشزة طبساًٍ ،ب يستأنف.
الثامنة :لو طاؼ على ثالث ،وطلق الرابعة بعد دخوؿ ليلتها ٍب تزوجها ،ال هبب ؽبا قضاء
تلك الليلة.
التاسعة :لو كاف لو زوجتاف ُب بلدين ،فأقاـ عند واحدة عشراً كاف عليو لألخرى مثلها.
العاشرة :لو تزوج امرأة ومل يدخل هبا ،فأقرع للسفر فخرج اظبها ،جاز لو مع العود توفيتها
حصة التخصيص؛ ألف ذلك ال يدخل ُب السفر ،إذ ليس السفر داخالً ُب القسم.
القوؿ ُب النشوز:
وىو اػبروج عن الطاعة ،وأصلو االرتفاع ،وقد يكوف من الزوج كما يكوف من الزوجة .فمٌب
ظهر من الزوجة إمارتو ،مثل أف تقطب ُب وجهو ،أو تتربـ حبوائجو ،أو تغّب عادهتا ُب آداهبا ،جاز لو
ىجرىا ُب اؼبضجع بعد عظتها.
وصورة اؽبجراف وبوؿ إليها ظهره ُب الفراش ،وال هبوز لو ضرهبا واغباؿ ىذه.
أما لو وقع النشوز ،وىو االمتناع عن طاعتو فيما هبب لو ،جاز ضرهبا ،ولو بأوؿ مرة .ويقتصر
على ما يؤمل معو رجوعها ،ما مل يكن مدمياً وال مربحاً.
وإذا ظهر من الزوج النشوز دبنع حقوقها ،فلها اؼبطالبة ،وللحاكم إلزامو ،وؽبا ترؾ بعض
حقوقها ،من قسمة ونفقة ،استمالة لو .ووبل للزوج قبوؿ ذلك.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 121
القوؿ ُب الشقاؽ:
وىو فعاؿ من الشق ،كأف كل واحد منهما ُب شق ،فإف كاف النشوز منهما ،وخشي الشقاؽ،
بعث اغباكم حكماً من أىل الزوج ،وآخر من أىل اؼبرأة ،على األوىل .ولو كاف من غّب أىلهما ،أو
كاف أحدنبا ،جاز أيضاً.
وبعثهما على سبيل التحكيم ،فإف اتفقا على االصالح فعاله ،وإف اتفقا على التفريق مل يصح
إال برضا الزوج ُب الطالؽ ،ورضا اؼبرأة ُب البذؿ إف كاف خلعاً.
تفريع :لو بعث اغبكماف ،فغاب الزوجاف أو أحدنبا ،مل هبز اغبكم.
مسألتاف:
األوىل :ما يشَبطو اغبكماف يلزـ إف كاف سائغاً ،وإال كاف ؽبما نقضو.
الثانية :ال هبوز أف يبنعها شيئاً من حقوقها الواجبة .ولو منعها شيئاً من حقوقها اؼبستحبة ،أو
أغارىا ،فبذلت لو بذالً ليخلعها ،صح .وليس ذلك إكراىاً.
وىي قسماف:
وىم يلحقوف بالزوج بشروط ثالثة :الدخوؿ ،ومضي ستة أشهر من حْب الوطء ،وأف ال
يتجاوز أقصى الوضع ،وىو عشرة أشهر.
215 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
فلو مل يدخل هبا مل يلحقو ،وكذا لو دخل وجاءت بو ألقل من ستة أشهر حياً كامالً .وكذا لو
اتفقا على انقضاء ما زاد عن عشرة أشهر من زماف الوطء ،أو ثبت ذلك بغيبة متحققة تزيد عن
أقصى اغبمل ،وال هبوز لو إغباقو بنفسو واغباؿ ىذه.
ولو وطأىا واطئ فجوراً كاف الولد لصاحب الفراش ،وال ينتفي عنو إال باللعاف أو البينة؛ ألف
الزاين ال ولد لو .ولو اختلفا ُب الدخوؿ ،أو ُب والدتو ،فالقوؿ قوؿ الزوج مع يبينو .ومع الدخوؿ
وانقضاء أقل اغبمل ال هبوز لو نفي الولد ،ؼبكاف هتمة أمو بالفجور ،وال مع تيقنو .ولو نفاه مل ينتف
إال باللعاف أو البينة.
ولو طلقها فاعتدتٍ ،ب جاءت بولد ما بْب الفراؽ إىل أقصى مدة اغبمل غبق بو إذا مل توطأ
بعقد وال شبهة .ولو زىن بامرأة فأحبلها ٍب تزوج هبا مل هبز إغباقو بو ،وكذا لو زىن بأمة فحملت ٍب
ابتاعها .ويلزـ األب اإلقرار بالولد مع اعَبافو بالدخوؿ ووالدة زوجتو لو ،فلو أنكره واغباؿ ىذه مل
ينتف إال باللعاف أو البينة .وكذا لو اختلفا ُب اؼبدة.
ولو طلق امرأتو ،فاعتدت وتزوجت ،أو باع أمتو فوطأىا اؼبشَبيٍ ،ب جاءت بولد لدوف ستة
أشهر كامالً ،فهو لألوؿ .وإف كاف لستة أشهر فهو للثاين.
إذا وطأ األمة ،فجاءت بو بولد لستة أشهر فصاعداً لزمو اإلقرار بو ،لكن لو نفاه مل يالعن
أمتو ،وحكم بنفيو ظاىراً .ولو اعَبؼ بو بعد ذلك اُغبق بو .ولو وطأ األمة اؼبوىل وأجنيب ،حكم
بالولد للموىل.
ولو انتقلت إىل مواؿ بعد وطء كل واحد منهم ؽبا ،حكم بالولد ؼبن ىي عنده إف جاءت بو
لستة أشهر فصاعداً منذ يوـ وطأىا ،وإال كاف للذي قبلو إف كاف لوطئو ستة أشهر فصاعداً ،وإال
كاف للذي قبلو ،وىكذا اغبكم ُب كل واحد منهم.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 121
الوطء بالشبهة يلحق بو النسب ،فلو اشتبهت عليو أجنبية ،فظنها زوجتو أو فبلوكتو فوطأىا
اُغبق بو الولد .وكذا لو وطأ أمة غّبه لشبهة ،لكن ُب األمة يلزمو قيمة الولد يوـ سقط حياً.
ولو تزوج امرأة لظنها خالية ،أو لظنها موت الزوج أو طالقو ،فباف أنو مل يبت ومل يطلق ،ردت
على األوؿ بعد االعتداد من الثاين ،واختص الثاين باألوالد مع الشرائط ،سواء استندت ُب ذلك إىل
شهادة شهود ،أو إخبار ـبرب.
فالواجب منها :استبداد النساء باؼبرأة عند الوالدة دوف الرجاؿ إال مع عدـ النساء ،وال بأس
بالزوج وإف وجدت النساء.
والندب ستة :غسل اؼبولود ،واألذاف ُب أذنو اليمُب ،واإلقامة ُب اليسرى ،وربنيكو دباء الفرات،
وبَببة اغبسْب (عليو السالـ) ،فإف مل يوجد ماء الفرات فبماء فرات ،ولو مل يوجد إال ماء ملح جعل
فيو شيء من التمر أو العسلٍ ،ب يسميو أحد األظباء اؼبستحسنة ،وأفضلها ما يتضمن العبودية ﵁
سبحانو ،وأظباء األنبياء واألئمة والصاغبْب والصاغبات (عليهم السالـ) ،وأف يكنيو ،وتستحب
التسمية يوـ السابع .ويكره :أف يكنيو أبا القاسم إذا كاف اظبو ؿبمداً.
أما اغبلق :فمن السنة حلق رأسو يوـ السابع مقدماً على العقيقة ،والتصدؽ بوزف شعره ذىباً أو
فضة .ويكره :أف وبلق من رأسو موضع ،ويَبؾ موضع ،وىي القنازع.
وأما اػبتاف :فمستحب يوـ السابع ،ولو أخر جاز .ولو بلغ ومل ىبًب وجب أف ىبًب نفسو.
واػبتاف واجب ،ولو أسلم كافر غّب ـبًب وجب أف ىبًب ولو كاف مسناً.
وأما العقيقة :فيستحب أف يعق عن الذكر ذكر ،وعن األنثى أنثى ،وىي مستحبة .ولو تصدؽ
بثمنها مل هبز ُب القياـ بالسنة .ولو عجز عنها أخرىا حٌب يتمكن ،وال يسقط االستحباب.
ويستحب :أف ذبتمع فيها شروط األضحية ،وأف زبص القابلة منها بالرجل والورؾ .ولو مل
تكن قابلة أعطي األـ تتصدؽ بو .ولو مل يعق الوالد استحب للولد أف يعق عن نفسو إذا بلغ.
ولو مات الصيب يوـ السابع فإف مات قبل الزواؿ سقطت ،ولو مات بعده مل يسقط
االستحباب .ويكره للوالدين أف يأكال منها ،وأف يكسر شيء من عظامها الٍب تسّب عليها (اليداف
والرجالف) ،بل يفصل أعضاؤىا.
وأما الرضاع :فال هبب على األـ إرضاع الولد ،وؽبا اؼبطالبة بأجرة إرضاعو ،ولو استئجارىا إذا
كانت بائناً .وهبب على األب بذؿ أجرة الرضاع إذا مل يكن للولد ماؿ ،وألمو أف ترضعو بنفسها أو
بغّبىا ،وؽبا األجرة .وللموىل إجبار أمتو على الرضاع .وهناية الرضاع حوالف ،وهبوز االقتصار على
أحد وعشرين شهراً ،واألفضل أف ال ينقصو عن ذلك .وهبوز الزيادة عن اغبولْب شهراً وشهرين .وال
هبب على الوالد دفع أجرة ما زاد عن حولْب .واألـ أحق بإرضاعو إذا طلبت ما يطلب غّبىا .ولو
طلبت زيادة كاف لألب نزعو وتسليمػو إىل غّبىا .ولو تربعت أجنبية بإرضاعو فرضيت األـ بالتربع
فهي أحق بو ،وإف مل ترض فلألب تسليمو إىل اؼبتربعة .ويستحب :أف يرضع الصيب بلنب أمو ،فهو
أفضل.
وأما اغبضانة :فاألـ أحق بالولد مدة الرضاع ،وىي حوالف ،ذكر أكاف أو أنثى ،إذا كانت حػرة
مسلمة .وال حضانة لألمة ،وال لغّب اؼبسلمة مع اؼبسلم.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 121
فإذا فصل فالوالد أحق بالذكر ،واألـ أحق باألنثى حٌب تبلغ سبع سنْبٍ ،ب يكوف األب أحق
هبا .ولو تزوجت األـ سقطت حضانتها عن الذكر واألنثى ،وكاف األب أحق هبما .ولو مات كانت
األـ أحق هبما من الوصي.
وكذا لو كاف األب فبلوكاً أو كافراً ،كانت األـ اغبرة أحق بو وإف تزوجت .فلو أعتق كاف
حكمو حكم اغبر .فإف فقد األبواف فاغبضانة ألب األب ،فإف عدـ كانت اغبضانة لألقارب ،وترتبوا
ترتيب اإلرث.
األوىل :إذا طلبت األـ للرضاع أجرة زائدة عن غّبىا ،فلو تسليمو إىل األجنبية ،وال تسقط
حضانة األـ.
الثانية :إذا بلغ الولد عاقالً سقطت والية األبوين عنو ،وكاف اػبيار إليو ُب االنضماـ إىل من
شاء.
الثالثة :إذا تزوجت سقطت حضانتها ،فإف طلقها رجعية فاغبكم باؽ ،وإف بانت منو رجعت
حضانتها.
ال ذبب النفقة إال بأحد أسباب ثالثة :الزوجية ،والقرابة ،واؼبلك.
وتثبػػت النفقػػة للزوجػػة ،مسػػلمة كانػػت أو غػػّب مسػػلمة أو أمػػة ،صػػغّبة كانػػت أو كب ػّبة ،دائم ػاً
عقدىا أو منقطعاً ،بشرط أف ال تكوف ناشزاً.
219 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وأمػا قػدر النفقػة ،فضػابطو :القيػاـ دبػا ربتػاج إليػو اؼبػرأة مػن طعػاـ وإداـ وكسػوة وإسػكاف وإخػػداـ
وآلة اإلدىاف ،تبعاً لعادة أمثاؽبا من أىل البلد .ويكفي ُب قدر اإلطعاـ سد اػبلة.
ويرجع ُب اإلخداـ إىل عادهتا ،فإف كانت من ذوي اإلخػداـ وجػب ،وإال خػدمت نفسػها .وإذا
وجبػػت اػبدمػػة ،فػػالزوج باػبيػػار بػػْب اإلنفػػاؽ علػػى خادمهػػا إف كػػاف ؽبػػا خػػادـ ،وبػػْب ابتيػػاع خػػادـ ،أو
استئجارىا ،أو اػبدمة ؽبػا بنفسػو .ولػيس ؽبػا التخيػّب .وال يلزمػو أكثػر مػن خػػادـ واحػد ولػو كانػت مػن
ذوي اغبشم؛ ألف االكتفاء وبصل هبا .ومن ال عادة ؽبا باإلخداـ ،ىبدمها مع اؼبرض.
ويرجع ُب جنس اؼبأدوـ واؼبلبوس إىل عادة أمثاؽبا من أىل البلد ،وكذا ُب اؼبسكن .وؽبا اؼبطالبة
بالتفرد باؼبسكن .عن مشارؾ غّب الزوج.
وال بد ُب الكسوة من زيادة ُب الشتاء للتدثر ،كاللحاؼ للنوـ .ويرجع ُب جنسها إىل عادة
أمثاؿ اؼبرأة .وتزاد إذا كانت من ذوي التجمل ،زيادة على ثياب البذلة ،دبا يتجمل أمثاؽبا بو.
األوىل :لو قالت :أنا أخدـ نفسي ويل نفقة اػبادـ مل هبب إجابتها ،ولو بادرت باػبدمة من
غّب إذف مل تكن ؽبا اؼبطالبة.
الثانية :الزوجة سبلك نفقة يومها ،فلو منعها وانقضى اليوـ استقرت نفقة ذلك اليوـ ،وكذا نفقة
األياـ وإف مل يقدرىا اغباكم ،ومل وبكم هبا .ولو دفع ؽبا نفقة ؼبدة وانقضت تلك اؼبدة فقد ملكت
النفقة .ولو استفضلت منها ،أو أنفقت على نفسها من غّبىا كانت ملكاً ؽبا .ولو دفع إليها كسوة
ؼبدة جرت العادة ببقائها إليها صح .ولو أخلقتها قبل اؼبدة مل هبب عليو بدؽبا .ولو انقضت اؼبدة
والكسوة باقية ،طالبتو بكسوة ؼبا يستقبل .ولو سلم إليها نفقة ؼبدةٍ ،ب طلقها قبل انقضائها ،استعاد
نفقة الزماف اؼبتخلف بعد يوـ االنفصاؿ (سواء كاف يوـ الطالؽ بالنسبة للبائن أـ آخر يوـ ُب العدة
بالنسبة للرجعية).
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 112
الثالثة :إذا دخل هبا واستمرت تأكل معو وتشرب على العادة مل تكن ؽبا مطالبتو دبدة مؤاكلتو،
وال تسقط النفقة لو تزوجها ومل يدخل هبا وانقضت مدة مل تطالبو بنفقة ،بل ؽبا أف تطالبو هبا بعد
ذلك.
فرع :لو نشزت وعادت إىل الطاعة مل ذبب النفقة حٌب يعلم ،وينقضي زماف يبكنو الوصوؿ
إليها أو وكيلو .ولو ارتدت سقطت النفقة ،ولو عادت فأسلمت عادت نفقتها عند إسالمها.
الرابعة :إذا ادعت البائن إهنا حامل صرفت إليها النفقة يوماً فيوماً ،فإف تبْب اغبمل وإال
استعيدت.
فرع :إذا العنها فبانت منو وىي حامل ،فال نفقة ؽبا النتفاء الولد ،إال إف أقامت بينة على أنو
ابنو .وكذا لو طلقهاٍ ،ب ظهر هبا ضبل فأنكره والعنها .ولو أكذب نفسو بعد اللعاف واستلحقو لزمو
اإلنفاؽ؛ ألنو من حقوؽ الولد.
اػبامسة :إذا كاف لو على زوجتو دين ،جاز أف يقاضيها يوماً فيوماً إف كانت موسرة ،وال هبوز
مع إعسارىا؛ ألف قضاء الدين فيما يفضل عن القوت ،ولو رضيت بذلك مل يكن لو االمتناع.
السادسة :نفقة الزوجة مقدمة على األقارب ،فما فضل عن قوتو صرفو إليهاٍ ،ب ال يدفع إىل
األقارب إال ما يفضل عن واجب نفقة الزوجة.
ذبب النفقة :على األبوين ،واألوالد وكذا هبب اإلنفاؽ على آباء األبوين وأمهاهتم .وال ذبب
النفقة على غّب العمودين من األقارب ،كاألخوة واألعماـ واألخواؿ وغّبىم ،لكن تستحب ،وتتأكد
ُب الوارث منهم.
221 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ويشَبط ُب وجوب اإلنفاؽ الفقر ،والعجز عن االكتساب .وال عربة بنقصاف اػبلقة وال
بنقصاف اغبكم ،مع الفقر والعجز .وذبب ولو كاف فاسقاً أو كافراً .وتسقط إذا كاف فبلوكاً ،وذبب
على اؼبوىل.
ويشَبط ُب اؼبنفق القدرة ،فلو حصل لو قدر كفايتو اقتصر على نفسو ،فإف فضل شئ
فلزوجتو ،فإف فضل فلألبوين واألوالد.
وال تقدير ُب النفقة ،بل الواجب قدر الكفاية من اإلطعاـ والكسوة واؼبسكن ،وما وبتاج إليو
من زيادة الكسوة ُب الشتاء ،للتدثر يقظة ونوماً.
وال هبب إعفاؼ من ذبب النفقة لو ،وينفق على أبيو دوف أوالده؛ ألهنم أخوة اؼبنفق .وينفق
على ولده وأوالده؛ ألهنم أوالد .وال يقضي نفقة األقارب؛ ألهنا مؤاساة لسد اػبلة ،فال يستقر ُب
الذمة.
األوىل :ذبب نفقة الولد على أبيو ،ومع عدمو أو فقره فعلى أب األب وإف عال ألنو أب ،ولو
عدمت اآلباء فعلى أـ الولد ،ومع عدمها أو فقرىا فعلى أبيها وأمها وإف علوا ،األقرب فاألقرب .ومع
التساوي يشَبكوف ُب اإلنفاؽ.
الثانية :إذا كاف لو أبواف وفضل لو ما يكفي أحدنبا كانا فيو سواء ،وكذا لو كاف ابناً وأباً .ولو
كانا أباً وجداً أو أماً وجدة خص بو األقرب.
الثالثة :لو كاف لو أب وجد موسراف ،فنفقتو على أبيو دوف جده .ولو كاف لو أب وابن موسراف
كانت نفقتو عليهما بالسوية.
الرابعة :إذا دافع بالنفقة الواجبة أجربه اغباكم ،فإف امتنع حبسو ،وإف كاف لو ماؿ ظاىر جاز
أف يأخذ من مالو ما يصرؼ ُب النفقة .ولو كاف لو عروض أو عقار أو متاع جاز بيعو؛ ألف النفقة
حق كالدين.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
ذبب النفقة على ما يبلكو اإلنساف من رقيق وهبيمة ،أما العبد واألمة فموالنبا باػبيار ُب
اإلنفاؽ عليهما من خاصتو أو من كسبهما .وال تقدير لنفقتهما ،بل الواجب بقدر الكفاية من
إطعاـ وأداـ وكسوة.
ويرجع ُب جنس ذلك كلو إىل عادة فباليك أمثاؿ السيد من أىل بلده ،ولو امتنع عن اإلنفاؽ
أجرب على بيعو أو اإلنفاؽ .ويستوي ُب ذلك القن واؼبدبر و ّأـ الولد.
وهبوز أف ىبارج اؼبملوؾ ،بأف يضرب عليو ضريبة ،وهبعل الفاضل لو إذا رضي ،فإف فضل قدر
كفايتو وّكلو إليو ،وإال كاف على اؼبوىل التماـ .وال هبوز أف يضرب عليو ما يقصر كسبو عنو ،وال ما ال
يفضل معو قدر نفقتو ،إال إذا قاـ هبا اؼبوىل.
وأما نفقة البهائم اؼبملوكة فواجبة ،سواء كانت مأكولة أو مل تكن ،والواجب القياـ دبا وبتاج
إليو ،فإف اجتزأت بالرعي وإال علفها .فإف امتنع أجرب على بيعها ،أو ذحبها إف كانت تقصد بالذبح،
أو اإلنفاؽ .وإف كاف ؽبا ولد ،وفّر عليو من لبنها قدر كفايتو .ولو اجتزأ بغّبه من رعي أو علف جاز
أخذ اللنب.
***
كتاب الطالؽ
والنظر ُب :األركاف ،واألقساـ ،واللواحق.
وأركانو أربعة:
األوؿ :البلوغ
فال اعتبار بعبارة الصيب قبل بلوغو .ولو طلق وليو مل يصح ،ولو بلغ فاسد العقل طلق وليو مع
مراعاة الغبطة (اؼبصلحة).
فال يصح طالؽ اجملنوف ،وال السكراف ،وال من زاؿ عقلو بإغماء أو شرب مرقد؛ لعدـ القصد.
وال يطلق الويل عن السكراف؛ ألف زواؿ عذره غالب ،فهو كالنائم .ويطلق عن اجملنوف ،ولو مل يكن لو
ويل طلق عنو اإلماـ أو من نصبو للنظر ُب ذلك.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
فال يصح طالؽ اؼبكره .وال يتحقق اإلكراه ما مل يكمل أمور ثالثة :كوف اؼبك ِره قادراً على فعل
ُ
كره ُب
َُباؼب ا
ر
ً مض بو كره ،وأف يكوف ما توعَّد
ما َتوعَّ َد بو ،وغلبة الظن بأنو يفعل ذلك مع امتناع اؼبُ َ
خاصة نفسو ،أو من هبري ؾبرى نفسو ،كاألب والولد ،سواء كاف ذلك الضرر قتالً أو جرحاً أو
كرىْب ُب منازؿ اإلىانة .وال يتحقق اإلكراه مع الضرر شتماً أو ضرباً .وىبتلف حبسب منازؿ اؼبُ َ
اليسّب.
وىو شرط ُب الصحة ،مع اشَباط النطق بالتصريح .فلو مل ينو الطالؽ مل يقع ،كالساىي والنائم
والغالط .ولو نسي أف لو زوجة ،فقاؿ نسائي طوالق ،أو زوجٍب طالق ٍب ذكر ،مل يقع بو فرقة .ولو
أوقع وقاؿ :مل أقصد الطالؽ قُبِل منو ظاىراً ،ودين بنيتو باطناً ،وإف تأخر تفسّبه ما مل زبرج عن
العدة؛ ألنو إخبار عن نيتو .وهبوز الوكالة ُب الطالؽ للغائب ،وللحاضر .ولو وكلها ُب طالؽ نفسها
هبوز.
تفريع :على اعبواز ،لو قاؿ :طلقي نفسك ثالثاً ،فطلقت واحدة .وكذا لو قاؿ :طلقي واحدة،
فطلقت ثالثاً يقع واحدة.
وشروطها طبسة:
األوؿ :أف تكوف زوجة ،فلو طلق اؼبوطوءة باؼبلك مل يكن لو حكم .وكذا لو طلق أجنبية وإف
تزوجها .وكذا لو علّق الطالؽ بالتزويج مل يصح ،سواء عْب الزوجة كقولو :إف تزوجت فالنة فهي
طالق ،أو أطلق كقولو :كل من أتزوجها.
الثاين :أف يكوف العقد دائماً ،فال يقع الطالؽ بذات العقد اؼبؤقت.
225 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثالث :أف تكوف طاىرة من اغبيض والنفاس ،ويعترب ىذا ُب اؼبدخوؿ هبا ،اغبائل ،اغباضر
زوجها ،ال الغائب عنها مدة يعلم انتقاؽبا من القرء الذي وطأىا فيو إىل آخر .فلو طلقها ونبا ُب بلد
واحد ،أو غائباً دوف اؼبدة اؼبعتربة ،وكانت حائضاً أو نفساء كاف الطالؽ باطالً ،علم بذلك أو مل
يعلم.
أما لو انقضى من غيبتو ،ما يعلم انتقاؽبا فيو ،من طهر إىل آخر ٍب طلق صح ولو اتفق ُب
اغبيض .وكذا لو خرج ُب طهر مل يقرهبا فيو جاز طالقها مطلقاً ،وكذا لو طلق الٍب مل يدخل هبا وىي
حائض كاف جائزاً .ولو كاف حاضراً وىو ال يصل إليها ،حبيث يعلم حيضها ،فهو دبنزلة الغائب.
الرابع :أف تكوف مستربئة ،فلو طلقها ُب طهر واقعها فيو مل يقع طالقو .ويسقط اعتبار ذلك ُب
اليائسة ،وفيمن مل تبلغ اغبيض ،وُب اغبامل واؼبسَبابة بشرط أف يبضي عليها ثالثة أشهر مل تر دماً،
معتزالً ؽبا .ولو طلق اؼبسَبابة قبل مضي ثالثة أشهر من حْب اؼبواقعة مل يقع الطالؽ.
اػبامس :تعيْب اؼبطلقة ،وىو أف يقوؿ :فالنة طػالق ،أو يشػّب إليهػا دبػا يرفػع االحتمػاؿ .فلػو كػاف
لو واحدة ،فقاؿ :زوجٍب طالق ،صح لعدـ االحتماؿ .ولو كاف لو زوجتػاف أو زوجػات ،فقػاؿ :زوجػٍب
طالق ،فإف نوى معينة صح ،ويقبل تفسّبه .وإف مل ينو يبطل الطالؽ لعدـ التعيْب.
ولو نظر إىل زوجتو وأجنبية ،فقاؿ :إحداكما طالقٍ ،ب قاؿ :أردت األجنبية ،قبل .ولو كاف لو
زوجة وجارة كل منهما سعدى ،فقاؿ :سعدى طالقٍ ،ب قاؿ :أردت اعبارة يقبل .ولو ظن أجنبية
زوجتو ،فقاؿ :أنت طالق ،مل تطلق زوجتو؛ ألنو قصد اؼبخاطبة .ولو كاف لو زوجتاف :زينب وعمرة،
فقاؿ :يا زينب ،فقالت عمرة :لبيك ،فقاؿ :أنت طالق ،طلقت اؼبنوية ال اجمليبة.
واألصل أ ّف النكاح عصمة مستفادة من الشرع ،ال يقبل التقايل ،فيقف رفعها على موضع
اإلذف .فالصيغة اؼبتلقاة إلزالة قيد النكاح :أنت طالق ،أو فالنة ،أو ىذه ،وما شاكلها من األلفاظ
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
الدالة على تعيْب اؼبطلقة .فلو قاؿ :أنت الطالؽ ،أو طالؽ ،أو من اؼبطلقات ،مل يكن شيئاً ولو
نوى بو الطالؽ .وكذا لو قاؿ :أنت مطلقة .ولو قاؿ :طلقت فالنة ،ال يقع.
وال يقع الطالؽ بالكناية ،وال بغّب العربية مع القدرة على التلفظ باللفظة اؼبخصوصة ،وال
باإلشارة إال مع العجز عن النطق .ويقع طالؽ األخرس باإلشارة الدالة.
وال يقع الطالؽ بالكتابة وىو قادر على التلفظ .نعم ،لو عجز عن النطق فكتب ناوياً بو
الطالؽ ،صح.
ولو قاؿ :ىذه خلية ،أو برية ،أو حبلك على غاربك ،أو اغبقي بأىلك ،أو باين ،أو حراـ ،أو
بتة ،أو بتلة ،مل يكن شيئاً نوى الطالؽ أومل ينوه .ولو قاؿ :اعتدي ،ونوى بو الطالؽ ،ال يصح .ولو
خّبىا وقصد الطالؽ ،فإف اختارتو أو سكتت ولو غبظة ،فال حكم .وإف اختارت نفسها ُب اغباؿ
فال حكم لو أيضاً.
ولو قيل :ىل طلقت فالنة؟ فقاؿ :نعم ،ال يقع الطالؽ .ولو قيل :ىل فارقت أو خليت أو
أبنت؟ فقاؿ :نعم ،مل يكن شيئاً.
ويشَبط ُب الصيغة ذبريدىا عن الشرط والصفة .ولو فسر الطلقة باثنتْب أو ثالث يقع واحدة،
بقولو :طالق ،ويلغي التفسّب .ولو قاؿ :أنت طالق للسنة صح إذا كانت طاىرة ،ولو قاؿ للبدعة ال
يقع؛ ألف البدعي ال يقع واآلخر غّب مراد.
تفريع:
إذا قاؿ :أنت طالق ُب ىذه الساعة إف كاف الطالؽ يقع بك ،ال يصح إف كاف اؼبطلق ال يعلم
حاؽبا ؛ لتعليقو على الشرط ،أما لو كاف يعلمها على الوصف الذي يقع معو الطالؽ فيصح؛ ألف
ذلك ليس بشرط ،بل أشبو بالوصف وإف كاف بلفظ الشرط.
ولو قاؿ :أنت طالق أعدؿ طالؽ ،أو أكملو ،أو أحسنو ،أو أقبحو ،أو أحسنو وأقبحو ،صح
ومل تضر الضمائم .وكذا لو قاؿ :مالء مكة ،أو مالء الدنيا .ولو قاؿ :لرضا فالف ،فإف عِب الشرط
227 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
بطل ،وإف عِب الغرض مل يبطل .وكذا لو قاؿ :إف دخلت الدار -بكسر اؽبمزة -مل يصح .ولو
فتحها صح إف عرؼ الفرؽ فقصده.
ولو قاؿ :أنا منك طالق مل يصح ،ألنو ليس ؿبالً للطالؽ .ولو قاؿ :أنت طالق نصف طلقة،
أو ربع طلقة ،أو سدس طلقة مل يقع؛ ألنو مل يقصد الطلقة .ولو قاؿ :أنت طالقٍ ،ب قاؿ :أردت أف
أقوؿ :أنت طاىر ،قبل منو ظاىراً ،ودين ُب الباطن بنيتو.
ولو قاؿ :يدؾ طالق ،أو رجلك طالق ،مل يقع .وكذا لو قاؿ :رأسك أو صدرؾ أو وجهك.
وكذا لو قاؿ :ثلثك أو نصفك أو ثلثاؾ .ولو قاؿ :أنت طالق ثالثاً إال ثالثاً ،صحت واحدة إف نوى
باألوؿ الطالؽ ،وبطل االستثناء.
ولو قاؿ :أنت طالق غّب طالق ،فإف نوى الرجعة صح؛ ألف إنكار الطالؽ رجعة .وإف أراد
النقض حكم بالطلقة .ولو قاؿ :طلقة إال طلقة لغي االستثناء ،وحكم بالطلقة بقولو :طالق .ولو
قاؿ :زينب طالقٍ ،ب قاؿ :أردت عمرة ،ونبا زوجتاف ،قبل.
ولو قاؿ :زينب طالق بل عمرة وقع طالؽ زينب دوف عمرة ،ولو قاؿ :زينب طالق بل عمرة
طالق ،طلقتا صبيعاً إف قصد طالقهما ،وإذا كاف يقصد استدراؾ خطأ ذكره زينب وقع طالؽ عمرة
فقط.
والبد من حضور شاىدين يسمعاف اإلنشاء سواء قاؿ :ؽبما إشهدا أو مل يقل ،وظباعهما التلفظ
شرط ُب صحة الطالؽ حٌب لو ذبرد عن الشهادة ،وإال مل يقع ولو كملت شروطو االُخر .وكذا ال
يقع بشاىد واحد ولو كاف عدالً ،وال بشهادة فاسقْب بل البد من حضور شاىدين ظاىرنبا العدالة.
ولو شهد أحدنبا باإلنشاءٍ ،ب شهد اآلخر بو بانفراده مل يقع الطالؽ .أما لو شهدا باإلقرار مل
يشَبط االجتماع .ولو شهد أحدنبا باإلنشاء ،واآلخر باإلقرار مل يقبل .وال تقبل شهادة النساء ُب
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
الطالؽ ،ال منفردات ،وال منضمات إىل الرجاؿ .ولو طلق ومل يشهدٍ ،ب أشهد كاف األوؿ لغواً ،ووقع
حْب اإلشهاد إذا أٌب باللفظ اؼبعترب ُب اإلنشاء.
فالبدعة ثالث طالؽ :طالؽ اغبائض بعد الدخوؿ مع حضور الزوج معها ومع غيبتو ،دوف اؼبػدة
اؼبشَبطة .وكذا النفسػاء .أو ُب طهػر قرهبػا فيػو .وطػالؽ الػثالث مػن غػّب رجعػة بينهػا .والكػل باطػل ال
يقع معو طالؽ.
فالبائن :ما ال يصح للزوج معو الرجعة ،وىو ستة :طالؽ الٍب مل يدخل هبا ،واليائسة ،ومن مل
تبلغ اغبيض ،واؼبختلعة ،واؼببارأة ما مل ترجعا ُب البذؿ ،واؼبطلقة ثالثاً بينها رجعتاف.
وأما طالؽ العدة :فهو أف يطلق على الشرائطٍ ،ب يراجعها قبل خروجها من عدهتا ويواقعها ٍب
يطلقها ُب غّب طهر اؼبواقعةٍ ،ب يراجعها ويواقعهاٍ ،ب يطلقها ُب طهر آخر ،فإهنا ربرـ عليو حٌب
تنكح زوجاً غّبه ،فإف نكحت ٍب حلتٍ ،ب تزوجها فاعتمد ما اعتمده أوالً ،حرمت ُب الثالثة حٌب
تنكح زوجاً غّبه ،فإف نكحت ٍب حلت فنكحهاٍ ،ب فعل كاألوؿ حرمت ُب التاسعة ربريباً مؤبداً .وال
يقع الطالؽ للعدة ما مل يطأىا بعد اؼبراجعة .ولو طلقها قبل اؼبواقعة صح ،ومل يكن للعدة .وكل امرأة
استكملت الطالؽ ثالثاً حرمت ،حٌب تنكح زوجاً غّب اؼبطلق ،سواء كانت مدخوالً هبا أو مل تكن،
راجعها أو تركها.
229 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
مسائل ست:
األوىل :إذا طلقها فخرجت من العدةٍ ،ب نكحها مستأنفاًٍ ،ب طلقها وتركها حٌب قضت العدة،
ٍب استأنف نكاحهاٍ ،ب طلقها ثالثة حرمت عليو حٌب تنكح زوجاً غّبه .فإذا فارقها واعتدت جاز لو
مراجعتها ،وال ربرـ ىذه ُب التاسعة ،وال يهدـ استيفاء عدهتا ربريبها ُب الثالثة.
الثانية :إذا طلق اغبامل وراجعها جاز لو أف يطأىا ،ويطلقها ُب الثانية للعدة ،وهبوز للسنة (أي
من دوف مواقعة).
الثالثة :إذا طلق اغبائلٍ ،ب راجعها ،فإف واقعها وطلقها ُب طهر آخر صح .وإف طلقها ُب طهر
آخر من غّب مواقعة صح أيضاًٍ .ب لو راجع وطلقها ثالثاً ُب طهر آخر حرمت عليو .ولو أوقع
الطالؽ بعد اؼبراجعة وقبل اؼبواقعة ُب الطهر األوؿ يصح ،ولو وطأ مل هبز الطالؽ إال ُب طهر ثاف،
إذا كانت اؼبطلقة فبن يشَبط فيها االسترباء.
الرابعة :لو شك اؼبطلق ُب إيقاع الطالؽ مل يلزمو الطالؽ لرفع الشك ،وكاف النكاح باقياً.
اػبامسة :إذا طلق غائباًٍ ،ب حضر ودخل بالزوجةٍ ،ب ادعى الطالؽ ،مل يقبل دعواه وال بينتو،
ولو كاف أولد غبق بو الولد.
السادسة :إذا طلق الغائب ،وأراد العقد على رابعة ،أو على أخت الزوجة ،صرب تسعة أشهر؛
الحتماؿ كوهنا حامالً .ولو كاف يعلم خلوىا من اغبمل ،كفاه ثالثة أقراء أو ثالثة أشهر.
وفيو مقاصد:
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 112
يكره للمريض أف يطلق ،ولو طلق صح .وىو يرث زوجتو ما دامت ُب العدة الرجعية ،وال يرثها
ُب البائن ،وال بعد العدة .وترثو ىي ،سواء كاف طالقها بائناً أو رجعياً ،ما بْب الطالؽ وبْب سنتو ما
مل تتزوج أو يربأ من مرضو الذي طلقها فيو .فلو برأٍ ،ب مرضٍ ،ب مات مل ترثو إال ُب العدة الرجعية.
ولو قاؿ :طلقت ُب الصحة ثالثاً قبل منو مع البينة ،ومل ترثو .وال يقبل دوف بينة وترثو.
ولو قذفها وىو مريض ،فالعنها وبانت باللعاف ،مل ترثو .وال ترث مع سؤاؽبا الطالؽ ،وكذا لو
خالعتو أو بارأتو.
فروع:
األوؿ :لو طلق األمة مريضاً طالقاً رجعياً ،فأعتقت ُب العدة ،ومات ُب مرضو ،ورثتو ُب العدة و
بعدىا .ولو طلقها بائناً فكذلك ،وكذا لو طلقها كتابية ٍب أسلمت.
الثاين :إذا ادعت اؼبطلقة أف اؼبيت طلقها ُب اؼبرض ،وأنكر الوارث وزعم أف الطالؽ ُب الصحة،
فالقوؿ قولو إذا مل يكن لديها بينة.
الثالث :لو طلق أربعاً ُب مرضو ،وتزوج أربعاً ودخل هبنٍ ،ب مات فيو ،كاف الربع بينهن بالسوية.
ولو كاف لو ولد تساوين ُب الثمن.
إذا وقعت الثالث على الوجو اؼبشَبط حرمت اؼبطلقة حٌب تنكح زوجاً غّب اؼبطلق .ويعترب ُب
زواؿ التحرًن شروط أربعة :أف يكوف الزوج بالغاً ،واؼبراىق ال وبلل ،وأف يطأىا ُب القبل وطئاً موجباً
للغسل ،وأف يكوف ذلك بالعقد ال باؼبلك وال باإلباحة ،وأف يكوف العقد دائماً ال مؤقت.
231 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
ومع استكماؿ الشرائط يزوؿ ربرًن الثالث ويهدـ ما دوف الثالث فلو طلق مرة ،وتزوجت
اؼبطلقةٍ ،ب تزوج هبا األوؿ بقيت معو على ثالث مستأنفات ،وبطل حكم السابقة.
ولو طلق غّب اؼبسلمة ثالثاً ،فتزوجت بعد العدة غّب مسلمٍ ،ب بانت منو ،حل لألوؿ نكاحها
بعقد مستأنف .واألمة إذا طلقت مرتْب حرمت حٌب تنكح زوجاً غّبه ،سواء كانت ربت حر أو
عبد ،وال ربل لألوؿ بوطء اؼبوىل .وكذا ال ربل لو ملكها اؼبطلق؛ لسبق التحرًن على اؼبلك.
ولو طلقها مرةٍ ،ب أعتقتٍ ،ب تزوجها أو راجعها ،بقيت معو على اثنتْب .فلو طلقها اثنتْب غّب
األوىل حرمت عليو حٌب وبللها زوج.
واػبصي :وبلل اؼبطلقة ثالثاً إذا وطأ ،وحصلت فيو الشرائط .ولو تزوجها ا﵀لل فارتد ،فوطأىا
ُب الردة مل وبل؛ النفساخ عقده بالردة.
فروع:
األوؿ :لو انقضت مدة فادعت أهنا تزوجت ،وفارقها وقضت العدة ،وكاف ذلك فبكناً ُب تلك
اؼبدة يقبل منها إذا كانت ثقة.
الثاين :إذا دخل ا﵀لل فادعت اإلصابة ،فإف صدقها حلت لألوؿ ،وإف كذهبا يعمل األوؿ دبا
يغلب على ظنو من صدقها ،أو صدؽ ا﵀لل .فإف مل يغلب على ظنو صدؽ أحدنبا يعمل بقوؽبا.
الثالث :لو وطأىا ُؿبََّرماً ،كالوطء ُب اإلحراـ ،أو ُب الصياـ الواجب وبل؛ لتحقق النكاح اؼبستند
إىل العقد الصحيح ،ويأٍب ا﵀لل وكذا ىي إف طاوعتو وكانت ُب حاؿ وبرـ وطأىا.
تصح اؼبراجعة نطقاً ،كقولو :راجعتك ،وفعالً كالوطء .ولو قبل أو المس بشهوة كاف ذلك
رجعة ،ومل يفتقر استباحتو إىل تقدـ الرجعة؛ ألهنا زوجتو .ولو أنكر الطالؽ كاف ذلك رجعة؛ ألنو
يتضمن التمسك بالزوجية .وال هبب اإلشهاد ُب الرجعة بل يستحب.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
ولو طلقها رجعية ،فارتدت فراجع مل يصح ،ولو أسلمت بعد ذلك استأنف الرجعة إف شاء.
ولو كاف عنده غّب مسلمة فطلقها رجعياً ٍب راجعها ُب العدة هبوز .ورجعة األخرس باإلشارة الدالة
على اؼبراجعة .وإذا ادعت انقضاء العدة باغبيض ُب زماف ؿبتمل فأنكر ،فالقوؿ قوؽبا مع يبينها ،ولو
كانت حامالً فادعت الوضع قبل قوؽبا مع البينة .ولو ادعت اغبمل فأنكر الزوج ،وأحضرت ولداً،
فأنكر والدهتا لو ،فالقوؿ قولو؛ إلمكاف إقامة البينة بالوالدة.
وإذا ادعت انقضاء العدة ،فادعى الرجعة قبل ذلك ،فالقوؿ قوؿ اؼبرأة .ولو راجعها فادعت بعد
الرجعة انقضاء العدة قبل الرجعة ،فالقوؿ قوؿ الزوج.
األوؿ:
ال عدة على من مل يدخل هبا ،سواء بانت بطالؽ أو فسخ ،عدا اؼبتوَب عنها زوجها ،فإف العدة
ذبب مع الوفاة ولو مل يدخل .والدخوؿ يتحقق بإيالج اغبشفة وإف مل ينزؿ ،ولو كاف مقطوع
األنثيْب؛ لتحقق الدخوؿ بالوطء.
ولو كاف مقطوع الذكر سليم األنثيْب ذبب العدة؛ إلمكاف اغبمل باؼبساحقة ،ولو ظهر ضبل
اعتدت منو بوضعو؛ إلمكاف اإلنزاؿ.
وال ذبب العدة باػبلوة ،منفردة عن الوطء أو اؼبساحقة أو اإلنزاؿ ُب موضع وبتمل منو حدوث
اغبمل .ولو خال ٍب اختلفا ُب اإلصابة ،فالقوؿ قولو مع يبينو إف مل توجد بينة يعمل هبا.
233 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وىي مستقيمة اغبيض ،وىذه تعتد بثالثة أقراء ،وىي األطهار إذا كانت حػرة ،سػواء كانػت ربػت
حر أو عبد .ولو طلقها وحاضػت بعػد الطػالؽ بلحظػة احتسػبت تلػك اللحظػة قػرءاً ٍب أكملػت قػرئْب
آخرين .فإف رأت الدـ الثالث فقد قضت العدة .ىذا إف كانت عادهتا مستقرة بالزماف ،فػإف اختلفػت
صربت إىل انقضاء أقل اغبيض.
وأقل زماف تنقضي بو العدة ستة وعشروف يوماً وغبظتاف ،ولكن األخّبة ليست من العدة وإمبا
ىي داللة على اػبروج منها .ولو طلقها ُب اغبيض مل يقع.
ولو وقع ُب الطهرٍ ،ب حاضت مع انتهاء التلفظ ،حبيث مل وبصل زماف يتخلل الطالؽ واغبيض
صح الطالؽ؛ لوقوعو ُب الطهر اؼبعترب .ومل يعتد بذلك الطهر؛ ألنو مل يتعقب الطالؽ ،ويفتقر إىل
ثالثة أقراء مستأنفة بعد اغبيض.
فرع :لو اختلفا ،فقالت :كاف قد بقي من الطهر جزء بعد الطالؽ وأنكر ،فالقوؿ قوؽبا ألهنا
أبصر بذلك ،واؼبرجع ُب اغبيض والطهر إليها.
وىي الٍب ال ربيض وىي ُب سن من ربيض ،تعتد من الطالؽ والفسخ -مع الدخوؿ -بثالثة
أشهر إذا كانت حرة .واليائسة والٍب مل تبلغ ال عدة عليهما .وحد اليأس :أف تبلغ طبسْب سنة،
والقرشية ستْب سنة.
ولو كاف مثلها ربيض اعتدت بثالثة أشهر ،وىذه تراعي الشهور واغبيض ،فإف سبقت األطهار
فقد خرجت من العدة ،وكذا إف سبقت الشهور .ولو رأت ُب الثالث حيضاً ال هبب عليها أف تصرب
تسعة أشهر ،وزبرج من العدة بتماـ الشهر الثالث.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
ولو رأت الدـ مرةٍ ،ب بلغت اليأس أكملت العدة بشهرين .ولو استمر باؼبعتدة الدـ مشتبهاً
رجعت إىل عادهتا ُب زماف االستقامة واعتدت بو .ولو مل تكن ؽبا عادة اعتربت صفة الدـ ،واعتدت
بثالثة أقراء .ولو اشتبو رجعت إىل عادة أمثاؽبا ،ولو اختلفن اعتدت باألشهر .ولو كانت ال ربيض
إال ُب ستة أشهر ،أو طبسة أشهر ،اعتدت باألشهر .ومٌب طلقت ُب أوؿ اؽبالؿ اعتدت بثالثة
أشهر أىلة .ولو طلقت ُب أثنائو اعتدت هباللْب ،وأخذت من الثالث بقدر الفائت من الشهر
األوؿ.
تفريع:
لو ارتابت باغبمل بعد انقضاء العدة والنكاح مل يبطل ،وكذا لو حدثت الريبة باغبمل بعد العدة
وقبل النكاح .وأما لو ارتابت بو قبل انقضاء العدة مل تنكح ولو انقضت العدة .وعلى التقديرات لو
ظهر ضبل بطل النكاح الثاين؛ لتحقق وقوعو ُب العدة.
مسألة :هبب على اؼبطلقة الٍب ربتمل اغبمل التأكد من أهنا غّب حامل إذا كانت تريد الزواج من
ثاف بعد انقضاء العدة وقبل مضي تسعة أشهر على طالقها ،ويبكنها التأكد من ذلك بالفحص
الطيب اؼبتيسر.
وىي تعتد ُب الطالؽ بوضعو ،ولو بعد الطالؽ بال فصل ،سواء كاف تاماً أو غّب تاـ ولو كاف
علقة ،بعد أف يتحقق أنو ضبل ،وال عربة دبا يشك فيو .ولو طلقت فادعت اغبمل ،صرب عليها أقصى
اغبمل ،وىو عشرة أشهرٍ ،ب ال يقبل دعواىا .ولو كاف ضبلها اثنْب أو أكثر ال تبْب إال بوضع
اعبميع.
ولو طلق اغبائل طالقاً رجعياً ٍب مات ُب العدة استأنفت عدة الوفاة ،ولو كاف بائناً اقتصرت
على إسباـ عدة الطالؽ.
235 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
فروع:
األوؿ :لو ضبلت من الزناٍ ،ب طلقها الزوج اعتدت باألشهر ال بالوضع .ولو وطئت بشبهة
وغبق الولد بالواطئ لبعد الزوج عنها ٍب طلقها الزوج ،اعتدت بالوضع من الواطئٍ ،ب استأنفت عدة
الطالؽ بعد الوضع.
الثاين :إذا اتفق الزوجاف ُب زماف الطالؽ ،واختلفا ُب زماف الوضع كاف القوؿ قوؽبا؛ ألنو
اختالؼ ُب الوالدة ،وىي فعلها .ولو اتفقا ُب زماف الوضع ،واختلفا ُب زماف الطالؽ ،فالقوؿ قولو؛
ألنو اختالؼ ُب فعلو ،ىذا إذا مل يوجد الشهود أو بينة يعمل هبا.
الثالث :لو أقرت بانقضاء العدةٍ ،ب جاءت بولد لستة أشهر فصاعداً إىل أقصى اغبمل (عشرة
أشهر) منذ طلقها ،يلحق بو.
تعتد اؼبنكوحة بالعقد الصحيح أربعة أشهر وعشراً إذا كانت حائالً ،صغّبة كانت أو كبّبة ،بالغاً
زوجها أو مل يكن ،دخل هبا أو مل يدخل .وتبْب بغروب الشمس من اليوـ العاشر ،ألنو هناية اليوـ.
ولو كانت حامالً ،اعتدت بأبعد األجلْب ،فلو وضعت قبل استكماؿ األربعة أشهر وعشرة أياـ،
صربت إىل انقضائها.
ويلزـ اؼبتوُب عنها زوجها اغبداد ،وىو ترؾ ما فيو زينة من الثياب واالدىاف ،اؼبقصود هبما الزينة
والطيب ،وتستوي ُب ذلك الصغّبة والكبّبة ،واؼبسلمة وغّبىا ،واغبرة واألمة .وال يلزـ اغبداد اؼبطلقة،
بائنة كانت أو رجعية.
ولو ُو ِطئت اؼبرأة بعقد شبهة ٍب مات ،اعتدت عدة الطالؽ حائالً كانت أو حامالً ،وكاف اغبكم
للوطء ال للعقد؛ إذ ليست زوجة.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
تفريع:
لو كاف لو أكثر من زوجة فطلق واحدة ال بعينها فال طالؽ ،ولو عْب قبل اؼبوت انصرؼ إىل
اؼبعينة ،وتعتد من حْب الطالؽ ال من حْب الوفاة .ولو كاف رجعياً اعتدت عدة الوفاة من حْب
الوفاة.
واؼبفقود إف عرؼ خربه ،فال خيار ؽبا ،ولو جهل خربه ومل يكن من ينفق عليها ،فإف صربت فال
حبث ،وإف رفعت أمرىا إىل اغباكم (اؼبعْب من اإلماـ) ،أجلها مدة أقصاىا أربع سنْب ،وتفحص عنو.
فإف عرؼ خربه صربت وعلى اإلماـ أف ينفق عليها من بيت اؼباؿ .وإف مل يعرؼ خربه أمرىا
باالعتداد عدة الوفاةٍ ،ب ربل لألزواج ،وال هبوز أف يأمرىا باالعتداد عدة الوفاة قبل مضي عاـ على
فقد الزوج.
واؼبفقود إف جهل خربه ولكن أنفق على زوجتو وليو ،فعليها أف تصرب سنةٍ ،ب يكوف ؽبا اػبيار
أف تصرب ،أو أف ترفع أمرىا إىل اغباكم .ولو جاء زوجها ،وقد خرجت من العدة ونكحت ،فال
سبيل لو عليها ،وإف جاء وىي ُب العدة ،فهو أملك هبا .وإف خرجت من العدة ومل تتزوج ،فال
سبيل لو عليها .
فروع:
األوؿ :لو نكحت بعد العدةٍ ،ب باف موت الزوج كاف العقد الثاين صحيحاً وال عدة ،سواء
كاف موتو قبل العدة أو معها أو بعدىا؛ ألف العقد األوؿ سقط اعتباره ُب نظر الشرع ،فال حكم
ؼبوتو كماالً حكم غبياتو.
الثاين :ال نفقة على الغائب ُب زماف العدة ولو حضر قبل انقضائها.
الثالث :لو طلقها الزوج أو ظاىرىا ،واتفق ُب زماف العدة صح؛ ألف العصمة باقية .ولو اتفق
بعد العدة مل يقع؛ النقطاع العصمة.
237 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الرابع :إذا أتت بولد بعد مضي ستة أشهر من دخوؿ الثاين غبق بو ،ولو ادعاه األوؿ ،وذكر أنو
وطأىا سراً مل يلتفت إىل دعواه.
اػبامس :ال يرثها الزوج لو ماتت بعد العدة ،وكذا ال ترثو .ولو مات أحدنبا ُب العدة يرثو
اآلخر.
وفيو مسائل:
اؼبسألة األوىل :ال هبوز ؼبن طلق رجعياً أف ىبرج الزوجة من بيتو إال أف تأٌب بفاحشة ،وىي أف
تفعل ما هبب بو اغبد ،فتخرج إلقامتو .ووبرـ عليها اػبروج ما مل تضطر .ولو اضطرت إىل اػبروج
خرجت.
وال زبرج من حجة مندوبة إال بإذنو ،وزبرج ُب الواجب وإف مل يأذف .وكذا فيما تضطر إليو ،وال
وصلة ؽبا إال باػبروج .وزبرج ُب العدة البائنة أين شاءت.
اؼبسألة الثانية :نفقة الرجعية الزمة ُب زماف العدة ،وكسوهتا ومسكنها يوماً فيوماً ،مسلمة كانت
أو غّب مسلمة .أما األمة ،فإف أرسلها موالىا ليالً وهناراً فلها النفقة والسكُب؛ لوجود التمكْب التاـ،
وإف منعها ليالً أو هناراً فال نفقة؛ لعدـ التمكْب التاـ .وال نفقة للبائن وال السكُب ،إال أف تكوف
حامالً ،فلها النفقة والسكُب حٌب تضع .وتثبت العدة مع الوطء بالشبهة ،وال تثبت النفقة ولو كانت
حامالً.
األوؿ :لو اهندـ اؼبسكن أو كاف مستعاراً أو مستأجراً فانقضت اؼبدة ،جاز لو إخراجها ،وؽبا
اػبروج؛ ألنو إسكاف غّب سائغ.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
الثاين :لو طلقها ٍب حجر عليو اغباكم ،فهي أحق بالسكُب؛ لتقدـ حقها على الغرماء ،أما لو
حجر عليو ٍب طلق كانت أسوة مع الغرماء؛ إذ ال مزية ؽبا.
الثالث :لو طلقها ُب مسكن لغّبه استحقت السكُب ُب ذمتو ،فإف كاف لو غرماء ضربت مع
الغرماء بأجرة مثل سكناىا .فإف كانت معتدة باألشهر فالقدر معلوـ ،وإف كانت معتدة باإلقراء أو
باغبمل ضربت مع الغرماء بأجرة سكُب أقل اغبمل أو أقل اإلقراء .فإف اتفق وإال أخذت نصيب
الزائد .وكذا لو فسد اغبمل قبل أقل اؼبدة رجع عليها بالتفاوت.
الرابع :لو مات فورث اؼبسكن صباعة مل يكن ؽبم قسمتو إذا كانت حامالً إال بعد الوضع.
اػبامس :لو أمرىا باالنتقاؿ فنقلت رحلها وعياؽباٍ ،ب طلقت وىي ُب األوؿ اعتدت فيو .ولو
انتقلت وبقي عياؽبا ورحلهاٍ ،ب طلقت اعتدت ُب الثاين .ولو انتقلت إىل الثاينٍ ،ب رجعت إىل األوؿ
لنقل متاعهاٍ ،ب طلقت اعتدت ُب الثاين؛ ألنو صار منزؽبا .ولو خرجت من األوؿ ،فطلقت قبل
الوصوؿ إىل الثاين اعتدت ُب الثاين ،ألهنا مأمورة باالنتقاؿ إليو.
السادس :البدوية تعتد ُب اؼبنزؿ الذي طلقت فيو .فلو ارربل النازلوف بو رحلت معهم ،دفعاً
لضرر اإلنفراد .وإف بقي أىلها فيو أقامت معهم ما مل يتغلب اػبوؼ باإلقامة .ولو رحل أىلها وبقي
من فيو منعة هبوز ؽبا االنتقاؿ معهم ،دفعاً لضرر الوحشة باالنفراد.
السابع :لو طلقها ُب السفينة ،فإف مل تكن مسكناً أسكنها حيث شاء ،وإف كانت مسكناً
اعتدت فيها.
الثامن :إذا سكنت ُب منزؽبا ،ومل تطالب دبسكن ،فليس ؽبا اؼبطالبة باألجرة؛ ألف الظاىر منها
التطوع باألجرة .وكذا لو استأجرت مسكناً فسكنت فيو؛ ألهنا تستحق السكُب حيث يسكنها ال
حيث تتخّب.
اؼبسألة الثالثة :ال نفقة للمتوَب عنها زوجها ،وؽبا أف تبيت حيث شاءت.
239 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
اؼبسألة الرابعة :لو تزوجت ُب العدة مل يصح ،ومل تنقطع عدة األوؿ ،فإف مل يدخل هبا الثاين
فهي ُب عدة األوؿ .وإف وطأىا الثاين عاؼباً بالتحرًن فاغبكم كذلك ،ضبلت أو مل ربمل ،ولو كاف
جاىالً ومل ربمل أسبت عدة األوؿ؛ ألهنا أسبق ،واستأنفت أخرى للثاين .ولو ضبلت ،وكاف ىناؾ ما
يدؿ على أنو لألوؿ ،اعتدت بوضعو لو ،وللثاين بثالثة أقراء بعد وضعو .وإف كاف ىناؾ ما يدؿ على
أنو للثاين ،اعتدت بوضعو لو ،وأكملت عدة لألوؿ بعد الوضع .ولو كاف ما يدؿ على انتفائو عنهما،
أسبت بعد وضعو عدة لألوؿ ،واستأنفت عدة لألخّب.
اؼبسألة اػبامسة :تعتد زوجة اغباضر من حْب الطالؽ أو الوفاة ،وتعتد من الغائب ُب الطالؽ
من وقت الوقوع ،وُب الوفاة من حْب البلوغ ولو أخرب غّب العدؿ ،لكن ال تنكح إال مع الثبوت،
وناشدتو االجتزاء بتلك لعدة .ولو علمت الطالؽ ،ومل تعلم الوقت ،اعتدت عند البلوغ.
اؼبسألة السادسة :لو طلقها بعد الدخوؿٍ ،ب راجع ُب العدةٍ ،ب طلق قبل اؼبسيس لزمها
استئناؼ العدة؛ لبطالف األوىل بالرجعة ،ولو خالعها بعد الرجعة كذلك .ولو خالعها بعد الدخوؿٍ ،ب
تزوجها ُب العدة ،وطلقها قبل الدخوؿ يلزمها العدة؛ ألهنا مل تكمل العدة لألوؿ.
اؼبسألة السابعة :وطء الشبهة يسقط معو اغبد ،وذبب العدة .ولو كانت اؼبرأة عاؼبة بالتحرًن
وجهل الواطئ ،غبق بو النسب ،ووجبت لو العدة ،وربد اؼبرأة وال مهر.
اؼبسألة الثامنة :إذا طلقها بائناًٍ ،ب وطأىا بشبهة ،تتداخل العدتاف؛ ألهنما لواحد ،حامالً كانت
أو حائالً.
اؼبسألة التاسعة :إذا نكحت ُب العدة الرجعية وضبلت من الثاين ،اعتدت بالوضع من الثاين،
وأكملت عدة األوؿ بعد الوضع ،وكاف لألوؿ الرجوع ُب تلك العدة دوف زماف اغبمل.
***
كتاب اػبلع واؼبباراة
أما الصيغة
فأف يقوؿ :خلعتك على كذا ،أو فالنة ـبتلعة على كذا .ويقع دبجرده وال وبتاج أف يتبع
بالطالؽ ،واػبلع طالؽ بائن ،ويقع الطالؽ مع الفدية بائناً وإف انفرد عن لفظ اػبلع.
فروع:
األوؿ :لو طلبت منو طالقاً بعوض ،فخلعها ؾبرداً عن لفظ الطالؽ يقع .ولو طلبت خلعاً
بعوض ،فطلق بو يلزـ البذؿ ،ويقع الطالؽ بائناً.
الثاين :لو ابتدأ ،فقاؿ :أنت طالق بألف ،أو عليك ألف ،صح الطالؽ رجعياً ،ومل يلزمها
األلف ،ولو تربعت بعد ذلك بضماهنا ،ودفعتها إليو كانت ىبة مستأنفة ،وال تصّب اؼبطلقة بدفعها
بائنة.
الثالػػث :إذا قالػػت :طلقػػِب بػػألف ،كػػاف اعبػواب علػػى الفػػور ،فػػإف تػػأخر مل يسػػتحق عوضػاً ،وكػػاف
الطالؽ رجعياً.
241 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
كل ما صح أف يكوف مهراً صح أف يكوف فداء ُب اػبلع ،وال تقدير فيو ،بل هبوز ولو كاف زائد
عما وصل إليها من مهر وغّبه .وإذا كاف غائباً فالبد من ذكر جنسو ووصفو وقدره .ويكفي ُب
اغباضر اؼبشاىدة .وينصرؼ اإلطالؽ إىل غالب نقد البلد ،ومع التعيْب إىل ما عْب.
ولو خالعها على ألف ومل يذكر اؼبراد وال قصد فسد اػبلع .ولو كاف الفداء فبا ال يبلكو اؼبسلم
كاػبمر فسد اػبلع ،وال يقع بائناً وال رجعياً إال إذا اتبع بالطالؽ.
ولو خالعها على خل فباف طبراً صح ،وكاف لو بقدره خل .ولو خلع على ضبل الدابة ،أو اعبارية
مل يصح .ويصح بذؿ الفداء منها ،ومن وكيلها ،وفبن يضمنو بإذهنا ،وال يصح من اؼبتربع .ولو
خالعت ُب مرض اؼبوت صح ،وإف بذلت أكثر من الثلث وكاف من األصل.
ولو كاف الفداء رضاع ولده صح مشروطاً بتعيْب اؼبدة ،وكذا لو طلقها على نفقتو بشرط تعيْب
القدر الذي وبتاج إليو من اؼبأكل والكسوة واؼبدة .ولو مات قبل اؼبدة كاف للمطلق استيفاء ما بقي،
فإف كاف رضاعاً رجع بأجرة مثلو ،وإف كاف إنفاقاً رجع دبثل ما كاف وبتاج إليو ُب تلك اؼبدة ،مثالً أو
قيمة .وال هبب عليها دفعو دفعة ،بل أدواراً ُب اؼبدة ،كما كاف يستحق عليها لو بقي.
ولو تلف العوض قبل القبض مل يبطل استحقاقو ،ولزمها مثلو ،وقيمتو إف مل يكن مثلياً .ولو
خالعها بعوض موصوؼ ،فإف وجد ما دفعتو على الوصف ،وإال كاف لو رده واؼبطالبة دبا وصف .ولو
كاف معيناً فباف معيباً ،رده وطالب دبثلو أو قيمتو ،وإف شاء أمسكو مع األرش .وكذا لو خالعها على
عبد على أنو حبشي فباف زقبياً ،أو ثوب على أنو نقي فباف أظبر .أما لو خالعها على أنو إبريسم
فباف كتاناً صح اػبلع ولو قيمة اإلبريسم ،وليس لو إمساؾ الكتاف؛ الختالؼ اعبنس.
ولو دفعت ألفاً ،وقالت :طلقِب هبا مٌب شئت ،مل يصح البذؿ ،ولو طلق كاف رجعياً واأللف ؽبا.
ولو خالع اثنتْب بفدية واحدة صح ،وكانت بينهما بالسوية .ولو خالعها على عْب ،فبانت مستحقة
يبطل اػبلع.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
ويعترب ُب اػبالع شروط أربعة :البلوغ ،وكماؿ العقل ،واالختيار ،والقصد .فال يقع مع الصغر،
وال مع اعبنوف ،وال مع اإلكراه ،وال مع السكر ،وال مع الغضب الرافع للقصد .ولو خالع ويل الطفل
بعوض مل يصح.
ويعترب ُب اؼبختلعة أف تكوف طاىراً طهراً مل هبامعها فيو إذا كانت مدخوالً هبا ،غّب يائسة ،وكاف
حاضراً معها .وأف تكوف الكراىػية من اؼبرأة .ولو قالت :ألدخلن عليك من تكرىػو مل هبب عليو
خلعها ،بل يستحب.
ويصح خلع اغبامل مع رؤية الدـ ،كما يصح طالقها .وكذا الٍب مل يدخل هبا ،ولو كانت
حائضاً .وزبلع اليائسة وإف وطأىا ُب طهر اؼبخالعة.
ويعترب ُب العقد :حضور شاىدين دفعة ،فلو افَبقا مل يقع .وذبريده عن شرط.
وفيو مسائل:
األوىل :لو أكرىها على الفدية فعل حراماً ،ولو طلق بو صح الطالؽ ،ومل تسلم إليو الفدية وكاف
لو الرجعة.
الثانية :لو خالعها واألخالؽ ملتئمة ،مل يصح اػبلع وال يبلك الفدية .ولو طلقها واغباؿ ىذه
بعوض مل يبلك العوض ،وصح الطالؽ ولو الرجعة.
الرابعة :إذا صح اػبلع فال رجعة لو ،وؽبا الرجوع ُب الفدية ما دامت ُب العدة ،ومع رجوعها
يرجع إف شاء.
السادسة :اؼبختلعة ال يلحقها طالؽ بعد اػبلع؛ ألف الثاين مشروط بالرجعة .نعم ،لو رجعت ُب
الفدية فرجع ،جاز استئناؼ الطالؽ.
السابعة :إذا قاؿ أبوىا :طلقها وأنت برئ من صداقها ،وطلق صح الطالؽ رجعياً ،ومل يلزمها
اإلبراء وال يضمنو األب.
الثامنة :إذا وكلت ُب خلعها مطلقاً اقتضى خلعها دبهر اؼبثل ،نقداً بنقد البلد .وكذا الزوج إذا
وكل ُب اػبلع فأطلق ،فإف بذؿ وكيلها زيادة عن مهر اؼبثل بطل البذؿ ،ووقع الطالؽ رجعياً ،وال
يضمن الوكيل .ولو خلعها وكيل الزوج بأقل من مهر اؼبثل بطل اػبلع ،ولو طلق بذلك البذؿ مل يقع؛
ألنو فعل غّب مأذوف فيو.
وأما اؼبباراة
فهو أف يقوؿ :بارئتك على كذا فأنت طالق .وىي تَبتب على كراىية كل واحد من الزوجْب
صاحبو .ويشَبط إتباعو بلفظ الطالؽ .فلو اقتصر اؼبباري على لفظ اؼبباراة مل يقع بو فرقة.
ولو قاؿ :بدالً من بارئتك ،فاسختك أو ابنتك ،أو غّبه من األلفاظ ،صح إذا اتبعو بالطالؽ؛
إذ اؼبقتضي للفرقة التلفظ بالطالؽ ال غّب .ولو اقتصر على قولو :أنت طالق بكذا صح ،وكاف مباراة؛
إذ ىي عبارة عن الطالؽ بعوض ،مع منافاة بْب الزوجْب.
ويشَبط ُب اؼبباري واؼببارأة ،ما شرط ُب اؼبخالع واؼبخالعة .وتقع الطلقة مع العوض بائنة ليس
للزوج معها رجوع ،إال أف ترجع الزوجة ُب الفدية ،فّبجع ؽبا ما دامت ُب العدة .وللمرأة الرجوع ُب
الفدية ما مل تنقض عدهتا.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
واؼبباراة كاػبلع ،لكن اؼبباراة تَبتب على كراىية كل واحد من الزوجْب صاحبو ،ويَبتب اػبلع
على كراىية الزوجة .ويأخذ ُب اؼبباراة بقدر ما وصل إليها منو ،وال ربل لو الزيادة ،وُب اػبلع جائز.
وتقف الفرقة ُب اؼبباراة على التلفظ بالطالؽ ،وُب اػبلع ليس كذلك.
***
كتاب الظهار
والنظر فيو يستدعي بياف أمور أربعة:
علي كظهر أمي .وكذا لو قاؿ :ىذه ،أو ما شاكل ذلك من األلفاظ الدالة
وىي أف يقوؿ :أنت ّ
على سبيزىا .وال عربة باختالؼ ألفاظ الصالت ،كقولو :أنت مِب أو عندي.
ولو شبّهها بظهر إحدى ا﵀رمات ،نسباً أو رضاعاً ،كاألـ أو األخت يقع الظهار .ولو شبّهها
بيد أمو ،أو شعرىا أو بطنها ال يقع الظهار .ولو قاؿ :أنت كأمي ،أو مثل أمي ،ال يقع الظهار وإف
قصده.
ولو شبّهها دبحرمة باؼبصاىرة ،ربريباً مؤبداً ،كأـ الزوجة ،وبنت زوجتو اؼبدخوؿ هبا ،وزوجة األب
واالبن ،مل يقع بو الظهار .وكذا لو شبهها بأخت الزوجة ،أو عمتها ،أو خالتها .ولو قاؿ :كظهر
علي كظهر أمي وأيب .ويشَبط ُب أيب ،أو أخي ،أو عمي ،مل يكن شيئاً .وكذا لو قالت ىي :أنت ّ
وقوعو حضور عدلْب يسمعاف نطق اؼبظاىر .ولو جعلو يبيناً مل يقع .وال يقع إال منجزاً ،فلو علّقو
بانقضاء الشهر ،أو دخوؿ اعبمعة مل يقع .ويقع ُب إضرار وموقوفاً على الشرط .ولو قيده دبدة كأف
يظاىر منها شهراً أو سنة ال يقع.
فروع:
األوؿ :لو قاؿ أنت طالق كظهر أمي ،وقع الطالؽ ولغي الظهار ،قصد الظهار أو مل يقصده.
الثاين :لو ظاىر إحدى زوجتيو إف ظاىر ضرهتاٍ ،ب ظاىر الضرة ،وقع الظهاراف.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
الثالث :ولو ظاىرىا إف ظاىر فالنة األجنبية ،وقصد النطق بلفظ الظهار صح الظهار عند
مواجهتها بو ،وإف قصد الظهار الشرعي مل يقع ظهار.
ويعترب فيو :البلوغ ،وكماؿ العقل ،واالختيار والقصد .فال يصح ظهار الطفل ،وال اجملنوف ،وال
اؼبكره ،وال فاقد القصد بالسكر أو اإلغماء أو الغضب .ولو ظاىر ونوى الطالؽ مل يقع الطالؽ؛
لعدـ اللفظ اؼبعترب ،وال الظهار؛ لعدـ القصد .ويصح ظهار اػبصي ،واجملبوب ،وكذا يصح الظهار من
الكافر ،ويصح من العبد.
ويشَبط أف تكوف منكوحة بالعقد الدائم أو اؼبنقطع أو موطوءة باؼبلك .وال يقع باألجنبية ولو
علّقو على النكاح.
وأف تكوف طاىراً طهراً مل هبامعها فيو ،إذا كاف زوجها حاضراً ،وكاف مثلها ربيض .ولو كاف غائباً
صح ،وكذا لو كاف حاضراً وىي يائسة ،أو مل تبلغ.
ويشَبط الدخوؿ ،ومع الدخوؿ يقع ،صغّبة كانت أو كبّبة ؾبنونة أو عاقلة .وكذا يقع بالرتقاء
واؼبريضة الٍب ال توطأ.
الثانية :ال ذبب الكفارة بالتلفظ ،وإمبا ذبب بالعود ،وىو إرادة الوطء .ووبرـ الوطء حٌب يُكفِّر.
ولو وطأ قبل الكفارة ،لزمو كفارتاف .ولو كرر الوطء تكررت الكفارة.
الثالثة :إذا طلقها بعد الظهار رجعياًٍ ،ب راجعها مل ربل لو حٌب يكفر .ولو خرجت من العدة،
ٍب تزوجها ووطأىا ،فال كفارة .وكذا لو طلقها بائناً ،وتزوجها ُب العدة ،ووطأىا .وكذا لو ماتا ،أو
مات أحدنبا ،أو ارتدا ،أو ارتد أحدنبا.
علي كظهر أمي إف شاء زيد ،فقاؿ :شئت ،وقع ،ولو قاؿ :إف شاء ا﵁،
الرابعة :إذا قاؿ :أنت ّ
مل يقع ظهار بو.
اػبامسة :لو ظاىر من أربع بلفظ واحد ،كاف عليو عن كل واحدة كفارة .ولو ظاىر من واحدة
مراراً ،وجب عليو بكل مرة كفارةّ ،فرؽ الظهار أو تابعو .ولو وطأىا قبل التكفّب لزمو عن كل وطء
كفارة واحدة.
السادسة :إذا أطلق الظهار حرـ عليو الوطء حٌب يكفر ،ولو علّقو بشرط جاز الوطء ما مل
وبصل الشرط ،ولو وطأ قبلو مل يكفر .ولو كاف الوطء ىو الشرط يثبت الظهار بعد فعلو ،وال تستقر
الكفارة حٌب يعود.
السابعة :وبرـ الوطء على اؼبظاىر ما مل يكفر ،سواء كفر بالعتق أو الصياـ أو اإلطعاـ .ولو
وطأىا ُب خالؿ الصياـ استأنف .ووبرـ عليو ما دوف الوطء كالقبلة واؼبساحقة.
الثامنة :إذا عجز اؼبظاىر عن الكفارة ،أو ما يقوـ مقامها عدا االستغفار هبزيو االستغفار.
ويلحق هبذا:
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
النظر ُب الكفارات
وفيو مقاصد:
وقد سبق الكالـ ُب كفارات اإلحراـ ،فلنذكر ما سوى ذلك .وىي :مرتبة ،وـبّبة ،وما وبصل
فيو األمراف ،وكفارة اعبمع.
فاؼبرتبة :ثالث كفارات :الظهار ،وقتل اػبطأ ،وهبب ُب كل واحدة :العتق فإف عجز ،فالصياـ
شهرين متتابعْب ،فإف عجز فإطعاـ ستْب مسكيناً .وكفارة من أفطر يوماً من قضاء شهر رمضاف بعد
الزواؿ :إطعاـ عشرة مساكْب ،فإف عجز صاـ ثالثة أياـ متتابعات.
واؼبخّبة :كفارة من أفطر ُب يوـ من شهر رمضاف مع وجوب صيامو بأحد األسباب اؼبوجبة
للتكفّب ،وكفارة من أفطر يوماً نذر صيامو ،وكذا كفارة اغبنث ُب العهد .والواجب ُب كل واحدة:
عتق رقبة ،أو صياـ شهرين متتابعْب ،أو إطعاـ ستْب مسكيناً.
وما وبصل فيو األمراف :كفارة اليمْب ،وكفارة نذر غّب الصياـ ،وىي :عتق رقبة ،أو إطعاـ عشرة
مساكْب ،أو كسوهتم ،فإف عجز صاـ ثالثة أياـ.
دبحرـ ،وىي:
وكفارة اعبمع :وىي كفارة قتل اؼبؤمن عمداً ظلماً ،وكفارة إفطار يوـ من رمضاف َّ
عتق رقبة ،وصياـ شهرين متتابعْب ،وإطعاـ ستْب مسكيناً.
األوىل :من حلف بالرباءة من ا﵁ تعاىل أو الرسوؿ أو أحد األئمة أو اؼبهديْب أو األنبياء (عليهم
السالـ) يأٍب وال كفارة ،وىو غّب قسم الرباءة.
249 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
الثانيةُ :ب جز اؼبرأة شعرىا ُب اؼبصاب :عتق رقبة ،أو صياـ شهرين متتابعْب ،أو إطعاـ ستْب
مسكيناً.
الثالثة :ذبب على اؼبرأة ُب نتف شعرىا ُب اؼبصاب ،وخدش وجهها ،وشق الرجل ثوبو ُب موت
ولده أو زوجتو كفارة يبْب.
الرابعة :ذبب كفارة الوطء ُب اغبيض مع التعمد ،والعلم بالتحرًن والتمكن من التكفّب.
اػبامسة :من تزوج امرأة ُب عدهتا فارقها واستحب لو التكفّب خبمسة أصوع من دقيق.
السادسة :من ناـ عن العشاء حٌب جاوز نصف الليل استحب لو أف يصبح صائماً.
السابعة :من نذر صياـ يوـ فعجز عنو أطعم مسكيناً مدين ،فإف عجز تصدؽ دبا استطاع ،فإف
عجز استغفر ا﵁.
القوؿ ُب العتق:
ويتعْب على الواجد ُب الكفارة اؼبرتبة ،وكفارة اعبمع .ويتحقق الوجداف دبلك الرقبة ،أو ملك
الثمن مع إمكاف االبتياع .فإف مل هبد انتقل إىل ما بعدىا ُب اؼبرتبة ،وُب اعبمع يدفع شبن الرقبة -إف
كاف يبلكو -لإلماـ ،ولإلماـ تقدير الثمن وإسقاطو أو بعضو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 112
القوؿ ُب الصياـ:
ويتعْب الصياـ ُب اؼبرتبة مع العجز عن العتق .ويتحقق العجز :إما بعدـ الرقبة ،أو عدـ شبنها،
وإما بعدـ التمكن من شرائها وإف وجد الثمن .وال يباع اؼبسكن ،وال ثياب اعبسد .ويباع ما يفضل
عن قدر اغباجة من اؼبسكن.
ويُستغُب عن اػبادـ على اؼبرتفع عن مباشرة اػبدمة ،إال مع اؼبرض ا﵀وج إىل اػبدمة .ولو كاف
اػبادـ غالياً حبيث يتمكن من االستبداؿ منو ببعض شبنو يلزـ تبديلو؛ إلمكاف الغناء عنو .وكذا
اؼبسكن إذا كاف غالياً وأمكن ربصيل البدؿ ببعض الثمن.
ومع ربقق العجز عن العتق يلزـ ُب الظهار والقتل خطأ صياـ شهرين متتابعْب .وعلى اؼبملوؾ
صياـ شهر ،فإف أفطر ُب الشهر األوؿ من غّب عذر استأنف ،وإف كاف لعذر بُب .وإف صاـ من
الثاين ولو يوماً أًب ،وال يأٍب مع اإلفطار.
والعذر الذي يصح معو البناء :اغبيض ،والنفاس ،واؼبرض ،واإلغماء ،واعبنوف .أما السفر ،فإف
اضطر إليو كاف عذراً ،وإال كاف قاطعاً للتتابع .ولو أفطرت اغبامل أو اؼبرضع خوفاً على أنفسهما مل
ينقطع التتابع ،وكذا لو أفطرتا خوفاً على الولد ال ينقطع.
ولو أكره على اإلفطار مل ينقطع التتابع ،سواء كاف إجباراً كمن وجر اؼباء ُب حلقو ،أو مل يكن
كمن ضرب حٌب أكل .ولو عرض ُب أثناء الشهر األوؿ زماف ال يصح صيامو عن الكفارة كشهر
رمضاف واألضحى ،بطل التتابع.
القوؿ ُب اإلطعاـ:
ويتعْب اإلطعاـ ُب اؼبرتبة مع العجز عن الصياـ .وهبب إطعاـ العدد اؼبعترب لكل واحد مد،
واألفضل مداف .وال هبزي إعطاء ما دوف العدد اؼبعترب وإف كاف بقدر إطعاـ العدد .وال هبوز التكرار
عليهم من الكفارة الواحدة مع التمكن من العدد ،وهبوز مع التعذر.
251 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
وهبب أف يطعم من أوسط ما يطعم أىلو .ولو أعطى فبا يغلب على قوت البلد جاز .ويستحب
أف يضم إليو أداماً ،أعاله اللحم ،وأوسطو اػبل ،وأدونو اؼبلح .وهبوز أف يعطي العدد متفرقْب
وؾبتمعْب ،إطعاماً وتسليماً .وهبزي إخراج اغبنطة والشعّب والدقيق واػببز .وال هبزي إطعاـ الصغار
منفردين ،وهبوز منضمْب .ولو انفردوا احتسب االثناف بواحد .ويستحب االقتصار على إطعاـ
اؼبؤمنْب ومن ىو حبكمهم كاألطفاؿ.
وهبوز إطعاـ اؼبسلم الفاسق ،وال هبوز إطعاـ الكافر ،وكذا الناصب العداء (سواء لألئمة أو
اؼبهديْب أو شيعتهم ألهنم يشايعوهنم).
مسائل أربع:
األوىل :كفارة اليمْب ـبّبة بْب العتق واإلطعاـ والكسوة .فإذا كسا الفقّب هبزي الثوب الواحد مع
االختيار ،واألفضل أف يعطيو ثوبْب مع القدرة.
الثانية :اإلطعاـ ُب كفارة اليمْب مد لكل مسكْب ولو كاف قادراً على اؼبدين ،واألفضل مداف.
وىي مسائل:
األوىل :من وجب عليو شهراف متتابعاف ،فإف صاـ ىاللْب فقد أجزأ وإف كانا ناقصْب ،وإف صاـ
بعض الشهر وأكمل الثاين اجتزأ بو وإف كاف ناقصاً ،وأكمل األوؿ ثالثْب.
الثانية :العربة ُب اؼبرتّبة حباؿ األداء ال حباؿ الوجوب ،فلو كاف قادراً على العتق فعجز ،صاـ وال
يستقر العتق ُب ذمتو.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
الثالثة :إذا كاف لو ماؿ يصل إليو بعد مدة غالباً مل ينتقل فرضو ،بل هبب الصرب .ولو كاف فبا
يتضمن اؼبشقة بالتأخّب كالظهار ينتقل فرضو.
الرابعة :إذا عجز عن العتق فدخل ُب الصياـٍ ،ب وجد ما يعتق مل يلزمو العود وإف كاف أفضل.
وكذا لو عجز عن الصياـ فدخل ُب اإلطعاـٍ ،ب زاؿ العجز.
اػبامسة :لو ظاىر ومل ينو العود فأعتق عن الظهار ال هبزيو؛ ألنو كفر قبل الوجوب.
السادسة :ال تدفع الكفارة إىل الطفل؛ ألنو ال أىلية لو ،وتدفع إىل وليو.
السابعة :ال تصرؼ الكفارة إىل من هبب نفقتو على الدافع ،كاألب واألـ واألوالد والزوجة
واؼبملوؾ؛ ألهنم أغنياء بالدافع ،وتدفع إىل من سواىم وإف كانوا أقارب.
الثامنة :إذا وجبت الكفارة ُب الظهار وجب تقديبها على اؼبسيس ،سواء ك ّفر باإلعتاؽ أو
بالصياـ أو باإلطعاـ.
التاسعة :إذا وجب عليو كفارة ـبّبة كفر جبنس واحد ،وال هبوز أف يكفر بنصفْب من جنسْب.
العاشرة :ال هبزي دفع القيمة ُب الكفارة إال مع العجز عن إهباد الرقبة ُب كفارة اعبمع ،فإف
قيمتها تدفع لإلماـ ،أو من نصبو اإلماـ.
اغبادية عشرة :من قتل ُب األشهر اغبرـ وجب عليو صياـ شهرين متتابعْب من األشهر اغبرـ،
وإف دخل فيهما العيد وأياـ التشريق.
الثانيػػة عشػػرة :كػػل مػػن وجػػب عليػػو صػػياـ شػػهرين متتػػابعْب فعجػػز صػػاـ شبانيػػة عشػػر يومػاً ،فػػإف مل
يقدر تصدؽ عن كل يوـ دبد من طعاـ ،فإف مل يستطع استغفر ا﵁ تعاىل وال شيء عليو.
***
كتاب اإليالء
والنظر ُب أمور أربعة:
وال ينعقػػد اإليػػالء إال بأظبػػاء ا﵁ تعػػاىل مػػع الػػتلفظ ،ويقػػع بكػػل لسػػاف مػػع القصػػد إليػػو .واللفػػظ
الصريح" :وا﵁ ال أدخلت فرجي ُب فرجك" ،أو يأٌب باللفظة اؼبختصػة هبػذا الفعػل ،أو مػا يػدؿ عليهػا
صروباً.
وا﵀تمل كقولو :ال جامعتك أو ال وطأتك ،فإف قصد اإليالء صح .وال يقع مع ذبػرده عػن النيػة.
ولػػو قػػاؿ :ال أصبػػع رأسػػي ورأسػػك ُب بيػػت أو ـبػػدة ،أو ال سػػاقفتك ،يقػػع مػػع القصػػد .ولػػو قػػاؿ :ال
جامعتك ُب دبرؾ مل يكن مولياً.
ويشَبط ذبريد اإليالء عن الشرط ،فلو علقو بشرط ،أو زماف متوقع كاف الغياً.
ولو حلف بالعتاؽ أف ال يطأىا ،أو بالصدقة ،أو بالتحرًن مل يقع ولو قصد اإليالء .ولو قاؿ:
فعلي كذا ،مل يكن إيالء.
إف أصبتكّ ،
ولو آىل من زوجة ،وقاؿ لألخرى :شركتك معها مل يقع بالثانية ولو نواه ،إذ ال إيالء إال مع
النطق باسم ا﵁ .وال يقع إال ُب إضرار ،فلو حلف لصالح اللنب ،أو لتدبّب ُب مرض مل يكن لو
حكم اإليالء ،وكاف كاإليباف.
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
ويعترب فيو :البلوغ ،وكماؿ العقل ،واالختيار ،والقصد .ويصح من اؼبملوؾ ،حرة كانت زوجتو أو
أمة ،ومن الكتايب ومن اػبصي ،ويصح من اجملبوب.
ويشَبط :أف تكوف منكوحة بالعقد ال باؼبلك ،وأف تكوف مدخوالً هبا .ويقع باؼبنكوحة بالعقد
اؼبنقطع .ويقع باغبرة واؼبملوكة.
واؼبرافعة إىل اؼبرأة لضرب اؼبدة ،وؽبا بعد انقضائها اؼبطالبة بالفئة ولو كانت أمة ،وال اعَباض
للموىل .ويقع اإليالء بغّب اؼبسلمة فبّن يصح نكاحهن كما يقع باؼبسلمة.
وىي مسائل:
األوىل :ال ينعقد اإليالء حٌب يكوف التحرًن مطلقاً ،أو مقيداً بالدواـ ،أو مقروناً دبدة تزيد عن
أربعة أشهر ،أو مضافاً إىل فعل ال وبصل إال بعد انقضاء مدة الَببص يقيناً أو غالباً ،كقولو -وىو
بالعراؽ :-حٌب أمضي إىل بلد الَبؾ وأعود ،أو يقوؿ :ما بقيت .وال يقع ألربعة أشهر فما دوف ،وال
معلقاً بفعل ينقضي قبل ىذه اؼبدة ،يقيناً أو غالباً أو ؿبتمالً على السواء.
ولو قاؿ :وا﵁ ال وطأتك حٌب أدخل ىذه الدار مل يكن إيالء؛ ألنو يبكنو التخلص من التكفّب
مع الوطء بالدخوؿ ،وىو مناؼ لإليالء.
الثانية :مدة الَببص ُب اغبرة واألمة أربعة أشهر ،سواء كاف الزوج حراً أو عبداً.
255 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
واؼبدة حق للزوج ،وليس للزوجة مطالبتو فيها بالفئة ،فإذا انقضت مل تطلق بانقضاء اؼبدة ،ومل
يكن للحاكم طالقها .وإف رافعتو فهو ـبّب بْب الطالؽ والفئة ،فإف طلق فقد خرج من حقها ،وتقع
الطلقة رجعية ،وكذا إف فاء .وإف امتنع من األمرين حبس وضيق عليو حٌب يفئ أو يطلق .وال هبربه
اغباكم على أحدنبا تعييناً.
ولو آىل مدة معينة ودافع بعد اؼبرافعة حٌب انقضت اؼبدة سقط حكم اإليالء ،ومل يلزمو الكفارة
مع الوطء .ولو أسقطت حقها من اؼبطالبة مل تسقط اؼبطالبة؛ ألنو حق متجدد ،فيسقط بالعفو ما
كاف الزماً ال ما يتجدد.
فروع:
األوؿ :لو اختلفا ُب انقضاء اؼبدة ،فالقوؿ قوؿ من يدعي بقاءىا .وكذا لو اختلفا ُب زماف إيقاع
اإليالء ،فالقوؿ قوؿ من يدعي تأخره.
الثاين :لو انقضت مدة الَببص ؽبا اؼبطالبة وإف كاف ىناؾ ما يبنع من الوطء كاغبيض واؼبرض.
ولو ذبددت أعذارىا ُب أثناء اؼبدة ال تنقطع االستدامة ،كما ال تنقطع اؼبدة بأعذار الرجل ابتداء ،وال
اعَباضاً ،وال سبنع من اؼبرافعة انتهاء.
الثالث :إذا جن بعد ضرب اؼبدة احتسبت اؼبدة عليو وإف كاف ؾبنوناً ،فإف انقضت اؼبدة واعبنوف
باؽ تربص بو حٌب يفيق.
الرابع :إذا انقضت اؼبدة وىو ؿبرـ ألزـ بفئة اؼبعذور ،وكذا لو اتفق صائماً .ولو واقع أتى بالفئة
وإف أٍب .وكذا ُب كل وطء ؿبرـ ،كالوطء ُب اغبيض ،والصياـ الواجب.
اػبامس :إذا ظاىرٍ ،ب آىل صح األمراف ،وتوقف بعد انقضاء مدة الظهار .فإف طلق فقد وَب
اغبق ،وإف أىب ألزـ التكفّب والوطء؛ ألنو أسقط حقو من الَببص بالظهار ،وكاف عليو كفارة اإليالء.
اؼبسألة الثالثة :إذا وطأ ُب مدة الَببص أو بعد اؼبدة لزمتو الكفارة.
الرابعة :إذا وطأ اؼبويل ساىياً ،أو ؾبنوناً ،أو اشتبهت بغّبىا من حالئلو ،بطل حكم اإليالء ،وال
ذبب الكفارة.
السابعة :فئة القادر غيبوبة اغبشفة ُب القبل ،وفئة العاجز إظهار العزـ على الوطء مع القدرة.
ولو طلب اإلمهاؿ مع القدرة أمهل ما جرت العادة بو ،كتوقع خفة اؼبأكوؿ أو األكل إف كاف جائعاً،
أو الراحة إف كاف متعباً.
الثامنة :إذا آىل من الرجعية صح ،ووبتسب زماف العدة من اؼبدة .وكذا لو طلقها رجعياً بعد
اإليالء وراجع.
التاسعة :ال تتكرر الكفارة بتكرر اليمْب ،سواء قصد التأكيد أو مل يقصد ،أو قصد بالثانية غّب
ما قصد باألوىل إذا كاف الزماف واحداً.
***
257 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
اعبزء األوؿ
ىذا الكتاب ٚ ..........................................................................
كتاب الطهارة ٔٔ ......................................................................
الركن األوؿُ :ب اؼبياه ٔٔ .................................................................
األوؿُ :ب اؼباء اؼبطلق ٔٔ .............................................................
الثاينُ :ب اؼبضاؼٖٔ ................................................................
الثالثُ :ب األسئار ٔٗ ...............................................................
الركن الثاينُ :ب الطهارة اؼبائية ٔٗ .........................................................
األوؿُ :ب األحداث اؼبوجبة للوضوء ٔ٘ ................................................
الثاينُ :ب أحكاـ اػبلوة ٔ٘ ...........................................................
األوؿُ :ب كيفية التخلئ٘ ........................................................
الثاينُ :ب االستنجاءٔ٘ ...........................................................
الثالثُ :ب سنن اػبلوةٔٙ .........................................................
الثالثُ :ب كيفية الوضوء ٔٙ ..........................................................
الفرض األوؿ :النيةٔٙ ............................................................
الفرض الثاين :غسل الوجؤٚ .................................................... .
الفرض الثالث :غسل اليدينٔٚ .................................................. .
الفرض الرابع :مسح الرأسٔٛ .................................................... .
الفرض اػبامس :مسح الرجلْب ٔٛ .................................................
الرابعُ :ب أحكاـ الوضوءٜٔ ..........................................................
الفصل األوؿُ :ب اعبنابة ٕٓ ..........................................................
الفصل الثاينُ :ب اغبيض ٕٕ ..........................................................
الفصل الثالثُ :ب االستحاضة ٕٗ ....................................................
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
اعبزء الثاين
كتاب الزكاة ٔٓ٘...........................................................................
القسم األوؿُ :ب زكاة اؼباؿ ٔٓ٘ ..........................................................
النظر األوؿ :من ذبب عليو الزكاة ٔٓ٘ ................................................
النظر الثاينُ :ب بياف ما ذبب فيو وما تستحبٔٓٙ .....................................
القوؿُ :ب زكاة األنعاـٔٓٙ ........................................................
القوؿُ :ب زكاة الذىب والفضة ٔٔٓ ................................................
القوؿُ :ب زكاة الغالت ٕٔٔ .......................................................
القوؿُ :ب ماؿ التجارة ٖٔٔ .......................................................
النظر الثالث ُ :ب من تصرؼ إليو ووقت التسليم والنية ٔٔ٘ .............................
القوؿُ :ب من تصرؼ إليو ٔٔ٘ ....................................................
القسم الثاينُ :ب أوصاؼ اؼبستحق ٔٔٚ .........................................
القسم الثالثُ :ب اؼبتويل لإلخراج ٔٔٛ ..........................................
القسم الرابعُ :ب اللواحق ٜٔٔ ..................................................
القوؿُ :ب وقت التسليم ٜٔٔ ......................................................
القوؿُ :ب النية ٕٔٓ ..............................................................
القسم الثاينُ :ب زكاة الفطرةٕٔٔ .........................................................
األوؿُ :ب من ذبب عليو ٕٔٔ ........................................................
الثاينُ :ب جنسهإٖٔ ...............................................................
الثالثُ :ب وقتها ٕٖٔ ...............................................................
الرابعُ :ب مصرفها ٕٖٔ ..............................................................
261 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
اعبزء الثالث
كتاب النكاح ٔٛٔ ........................................................................
القسم األوؿُ :ب النكاح الدائم ٔٛٔ......................................................
الفصل األوؿُ :ب آداب العقد ،واػبلوة ،ولواحقهما ٔٛٔ.................................
الفصل الثاينُ :ب العقد ٔٛٗ..........................................................
الفصل الثالثُ :ب أولياء العقد ٔٛٙ...................................................
األوؿُ :ب تعيْب األولياءٔٛٙ.......................................................
الثاينُ :ب اللواحق ٔٛٚ............................................................
الفصل الرابعُ :ب أسباب التحرًنٜٔٛ..................................................
السبب األوؿ :النسب ٜٔٛ........................................................
السبب الثاين :الرضاع ٜٔٓ........................................................
أحكامؤٜٕ..................................................................
السبب الثالث :اؼبصاىرة ٜٖٔ......................................................
اؼبقصد الثاينُ :ب مسائل من ربرًن العْب ٜٔٗ.....................................
السبب الرابع :استيفاء العدد ٜٔ٘..................................................
السبب اػبامس :اللعاف ٜٔ٘.......................................................
السبب السادس :الكفرٜٔٙ.......................................................
مسائل من لواحق العقد ٜٜٔ......................................................
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111
واغبمد ﵁ رب العاؼبْب
267 شرائع إلاسالم :ج / 3 - 1السيد أحمد الحسن
إصدارات أنصار إلامام املهدي (عليه السالم) 111