You are on page 1of 156

Abdellahdj 24@gmail.

com :
، ِ ،
ً
،ُ ُ ً ، َ َ
. ً ً ،

َ
ٍ َ ،ِ (ِّ )
،«ِّ » ،ٍ ٍ

.ؒ َ

:ٍ ٍ
ُ ِْ
:
:ِ ََ َ :

ُ ُ
ُِ ،( ِ ِ ) ( ُ ُ ،(
ٍ ) ُ،
.( ِ ) ِ ُ
ِ ِ ِ ( ) َ
َ َ
.ُ ، ِ ِ
ُ

:ِ ِِْ - -
ُ ُ
ِ ، ِ َ ِ ، ٌ : *
ْ ُ

ُ ، ُ ،ُ ْ : *
. ِ
ُ
.َ ِ ِ

، َ ْ َ ،ً ً ُِ ِ ،ِ َ ِ ُ ِ
ُ َ ُ
ِ ِ ِ
ً ُ ْ َ َُ
ِ

ِ : ،ٍ ٍ ؒ ِ ُ
: :

، : ِ ٍ ُ ؒ
َ
ِ ِ ٍ ُ ، ِ ُ ، ُ ُ ُ
َ ُ ُ ُ
.« َ » ِ -

: :
ِ َ : ُ ؒ
ُ ، ِ ،ّ( ِ ِ َ
ُ ُ
. ، ٍ

: ُ ََ :

» ٍ ٍ
ُ ُ ؒ
» « » ،« » ،« » ،«
.« » «
ِ َ ٍ ِ ٌ ِ ( ٍ َ ُ)
َ ُ
ِ ،« » ِ ِ

.ًْ ،

: :

ِ ُ ِ ، َ ِ ِ ُ

: ً َ
: :
ِ ُ ُ ُ َ ُ ،« »َ َ َ َ
ُ ُ
ِ ، ِ َ ِ ٌ ،
ْ

: ِ :
َِ ُ ِ ُِ ، ِ ُ َ َ ُ
. ِ ِ ِ ُ ،
ْ

: :

ً ِ ، ؒ َ
ً َ ُ َ ُ
َ ، ِ
َ ً ُ ً
.♀

: ُ ِْ :
ُ ، ِ ُ ُ َ َ ،
ِ ً
ً ُ ُ

ََ
ِ ُ

ٍ ِ َ ٍ َ ،ٍ ٍ ِ َ ؒ َ ُ َ
ِ ِ ، ِ ً ٍ

،ً ِ ، «ٍ » ِ ¶
ً ً ْ َ
ِ ِ َُْ
ُ

: :
ٍ َْ ِ ِ ٍ ُِ ،َ ِ ِ
ِ ، ، ُ ، ِ ُ ، ْ ِ

ُ ً ُ َْ ً ً ُ
.
ٍ ) ِ ُ
ُ ُ
ٍ ٍ

: ِ َ ُ َ َ

ُ َ ، ِ ٌ ٌ :
ُ
ٍ ، ِ ِ ، ِ
َ َ
،« » ِ ٍ ُ ، َِْ ُ
ِ ِ ،« ُ » ِ ِ ،« » ِ ُ
.« ُ َ» ِ

، ً ِ ِ
ً ُ ُ
ِ ِ ، ٌ

ِ ِ ، ْ ٌ :
» َ
ٍ ، ُ ،«
ُ َ َ ً
ِ ِ ٍ َ ِ ُ ،ٍ ٍ
ُ ََِ ً
. ِ ً
ِ
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪13‬‬

‫وصل اهلل عل س ِّيدن محمد وعل آله وسلم‪.‬‬

‫اهلل ‪.‬‬
‫يساخير َ‬
‫َ‬ ‫مهم أ‬
‫أمرا ًّ‬
‫سفرا أو ً‬
‫ً‬ ‫ي ااي لمن أرا‬

‫وصف اَلساخ ر ‪ :‬أ يص ِّلي ركعاين‪ ،‬يقرأ في ِّ‬


‫كىل ركعى ف تحى َ الكاى ب وأي سىلر‬ ‫َ‬
‫ش ء؛ فإذا سل َم ق َل‪« :‬اللهم إنِّي أساخيرك بعلمىك‪ ،‬وأسىاقدرك بقىد َرتك‪ ،‬وأسىألك مىن‬
‫وأنت عىلم الايىلب‪ ،‬اللهىم إ‬
‫َ‬ ‫فضلك العظيم‪ ،‬فإنك تقدر َ‬
‫وَل أقدر‪ ،‬وتعلم وَل أعلم‪،‬‬
‫خيىر لىي فىي ي ىي ومع شىي وع جىل أمىري‬
‫سىميه بعي ىه ‪ٌ -‬‬
‫األمىر ‪ -‬ي ِّ‬
‫َ‬ ‫ك َت تعلم أ هذا‬
‫األمر شر لىي فىي‬
‫َ‬ ‫وآجله‪ ،‬ف قدره لي و َي ِّسىره لي‪ ،‬ثم ب رك لي فيه‪ ،‬وإ ك َت تعلم أ َ‬
‫هذا‬
‫الخيىر‬
‫َ‬ ‫ي ي ومع شي‪ ،‬وع جل أمري وآجلىه‪ ،‬ف صىرفه ع ِّىي واصىرف ي ع ىه‪ ،‬واقىدر لىي‬
‫رض ي به»‪.‬‬
‫حيث ك ‪ ،‬ثم ِّ‬

‫فإ قضي له السفر‪ ،‬أو م اساخ َر فيه فليالكل عل اهلل ‪.‬‬

‫ابادأ الم َص ِّف ؒ كا به ب لاسمل ‪ ،‬ثم ث ب لصل والسىلم على محمىد وعلى‬
‫جم عل األمر بهى س اباىداء الاصى نيف‪ ،‬فمىن صى ف كا ًبى‬
‫آله‪ ،‬وهذا من ار اب الم َ‬
‫‪14‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫اسىىىاح لىىىه أ ياادئىىىه بىىىأملر‪ ،‬م هىىى ‪ :‬الاسىىىمل ‪ ،‬والصىىىل والسىىىلم علىىى محمىىىد‬
‫♀‪ ،‬وع َل آله‪.‬‬

‫واكافىى الم َصىى ِّف ب لاسىىمل و الحمدلىى ؛ إلغ ئهىى فىىي اإلتيىى بىىذكر اهلل‪ ،‬فىىإ‬
‫ذاكر اهلل‪ ،‬وهل أصل المأملر به في افاا الكا ‪ ،‬وع مى الماقىدِّ مين يىذكرو‬
‫الماسمل ٌ‬
‫الاسمل َ بل حمدل ‪.‬‬

‫ولىىىم يىىىذكر الصىىىل والسىىىلم علىىى الصىىىح ب ╚ مىىى ارل؛ أل الىىىلار س‬


‫األح يث هل اَلقاص ر على الصىل والسىلم على محمىد ♀ وعلى آلىه‪،‬‬
‫قض ً للن ع ين فيهم من الرافض وغيرهم‪.‬‬
‫وألحق بهم الصح ب م َ‬

‫وقلله‪( :‬سى ِّيدن محمىد) على اللجىه الجى ئز فىي ذلىك مىن إطىلق هىذا اللقى عليىه‬
‫اي ♀ ع د ذكىره‬
‫♀‪ ،‬وهل قلل أكثر أهل العلم‪ ،‬فمم يلق به ال ُّ‬
‫خىلف‬
‫قلل‪( :‬س ِّيدن )‪ ،‬و إطلق (الس ِّيد) في اللجه األكمل‪ ،‬فإ الس ِّيد هل اهلل‪ ،‬فىإذا ت ِّ‬
‫الالل م م ه‪ ،‬وإَل فهل كايره مم ين َلق عل الخ لق والمخللق‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َم يفضىي إل‬

‫َ‬
‫مسائل‪:‬‬ ‫الم َصنِّف ُجمل ًة من القول فيها ثالث‬
‫ذكر ُ‬
‫ثم َ‬
‫َّ‬

‫اهلل ‪)‬؛‬
‫يساخير َ‬
‫َ‬ ‫مهم أ‬
‫أمرا ًّ‬
‫سفرا أو ً‬
‫ً‬ ‫المسألة األولى‪ :‬س قلله‪( :‬ي ااي ل َمن أرا‬
‫ويفىل‬
‫ِّ‬ ‫أي ينل َ الخ َي َر م ه‪ ،‬بأ يخا َر له اهلل‪ ،‬فهل َياجر من اَلخاي ر ل فسه لعجزه‪،‬‬
‫أمره إل اهلل لكم له‪.‬‬
‫َ‬

‫هم ‪ -‬كم ذكره الم َص ِّف‪.‬‬


‫ومم يساخ ر اهلل فيه‪ :‬األسف ر واألملر الم ِّ‬

‫ري أ ال اىي ♀ كى يع ِّلمهىم اَلسىاخ ر َ فىي‬


‫وس حديث ج بر ع د الاخ ِّ‬
‫األملر كم يع ِّلمهم ُّ‬
‫السلر من القرآ ‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪15‬‬

‫ختلف أهل العلم فِي األمور الَّتي تجري فيها االستخارة‪ ،‬ومن المقطَّوع بَّه يف هَّذا‬
‫َ‬ ‫وا‬
‫المحل أمران‪:‬‬
‫* أحدُ هما‪ :‬أنه َل تجري فيم ياكرر ع ً ؛ كاد ِّو العاد بكر ً س طلى رزقىه‪ ،‬أو ع ىد‬
‫أكله وشربه‪.‬‬
‫أو نفل أو محرم أو‬ ‫* واآلخر‪ :‬م ب ِّين حكمه شر ًع من مأملر به أو م هي ع ه؛ كفر‬
‫مكروه‪ ،‬إَل ب عاا ر أمر خ ر عن أصل الحكم‪.‬‬
‫ك ساخ رته س تلقيت واج ملس ؛ هل يأيت به اليلم أم غدً ا؟ وكىذا اَلسىاخ ر بىين‬
‫آخىر‬
‫مأملرين أو م هيين ياعذر فعل أحدهم إَل باَرك ارخر‪ ،‬أو ياعذر ترك ارخر بفعىل َ‬
‫َ‬
‫سلاه‪.‬‬
‫فاألظهر‪ :‬أ اَلسىاخ ر تكىل فيمى لىم يااىين للمىرء أمىره؛ سىلا ًء فىي أصىله‪ ،‬أو أمىر‬
‫خ ر ع ه ماع ِّلق به‪.‬‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪( :‬وصف اَلساخ ر ‪ :‬أ يص ِّل َي ركعاين‪ )...‬إل آخر الدُّ ع ء‬
‫اهلل‬ ‫ىير لم ى َذكى َىره ف ىي المسىىأل األول ى م ىن قللىىه‪( :‬أ يسى َ‬
‫ىاخير َ‬ ‫ال ىذي ذكىىره‪ ،‬وهىىي تفسى ٌ‬
‫عرفت هي طل الخ َي َر من اهلل‪ ،‬وأع َل م تكل به‪َ :‬م َ‬
‫أرشدَ‬ ‫َ‬ ‫‪ ،)‬ف َلساخ ر كم‬
‫ري وغيره في قلله‪« :‬إِ َذا َه َّم َأ َحدُ ُك ْم‬ ‫اي ♀ في حديث ج بر ع د الاخ ِّ‬ ‫إليه ال ُّ‬
‫ك‪»...‬‬ ‫خ ُير َك بِ ِع ْل ِمَّ َ‬
‫يض َِّة‪ُ ،‬ثَّم لِي ُقَّ ْل‪ :‬ال َّلهَّم إِنَِّّي َأسَّ َت ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّن ََ ْيَّرِ ال َفرِ َ‬ ‫ِ‬
‫بِاألَ ْمرِ َف ْل َي ْر َك ْع َر ْك َع َتَّ ْي ِن م ْ‬
‫الحديث‪.‬‬

‫ويسم هذا (صل اَلساخ ر )؛ تالياً للماقدِّ م س صفاه ‪ ،‬فىإ اَلسىاخ ر الرىرعي‬
‫صل ٌ و ع ٌء؛ بأ يرك ركعاين‪ ،‬ثم يأتي ب لدُّ ع ء المأثلر‪.‬‬

‫الفريضى ‪ ،‬ففىي حىديث جى بر الماقىدم‪َ « :‬ف ْل َي ْركََّ ْع‬


‫َ‬ ‫وشرط الركعاين‪ :‬أ تكل َن من غير‬
‫‪16‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫يض ِة»‪ ،‬ويأيت ب لدُّ ع ء المذكلر بعد سلمه‪ ،‬ومن ه قى ل الم َصى ِّف‪:‬‬
‫َر ْك َعتَ ْي ِن ِم ْن ََ ْيرِ ال َفرِ َ‬
‫َّح القَّولين؛ أل ال اىي‬‫(فإذا سىل َم قى َل‪« :‬اللهىم إنِّىي أسىاخيرك بعلمى َك‪ ،)»...‬وهَّو أص ُّ‬
‫يض َِّة»‪ ،‬وَل يسىم‬
‫♀ لم ذكر اَلساخ ر ق ل‪َ « :‬ف ْل َي ْر َك ْع َر ْك َعتَ ْي ِن ِم ْن ََ ْيرِ ال َفرِ َ‬
‫العاد راك ًع ركعاين حا يفر َغ م هم ب لسلم‪ ،‬فمااَدَ أ الصل تكاير اإلحرام‪ ،‬وم اه هى‬
‫الاسليم‪ ،‬وإذا ج ء بهذا الدُّ ع ء قال السلم لم يكن قدم شر َطه من صل الىركعاين‪ ،‬فىإذا‬
‫صل الىركعاين‪ ،‬ثىم سىلم؛ َعى فقى ل‪«( :‬اللهىم إنِّىي أسىاخيرك بعلمىك‪ )»...‬إلى تمى م‬
‫ِّ‬
‫الذكرالمعروف‪.‬‬

‫الصف هي أعل اَلساخ ر كم تقدم‪ ،‬فإ أصل (االستخارةِ) طل الخ َي َر من‬


‫وهذه ِّ‬
‫سىاخيرا‪ ،‬إذ‬
‫ً‬ ‫اهلل‪ ،‬وهي تق بهذا وبايره‪ ،‬فإذا ق ل العاد‪« :‬اللهم خر لي واخاَر لي» صى ر م‬
‫هل يدعل ربه أ يزرقه الخ َي َر س أمره‪.‬‬

‫فاالستخارة نوعان‪:‬‬
‫• أحدهما‪ :‬اساخ ر ٌ مركا ٌ من صل و ع ء‪ ،‬وهي المذكلر س حديث ج بر‪.‬‬
‫• واآلخر‪ :‬اساخ ر ٌ هي ع ٌء فقط‪.‬‬
‫ىت عىىن جم ع ى مىىن الس ىلف اَلسىىاخ ر‬
‫ورو َي فىي هىىذا أح يىىث َل تص ى ُّ ‪ ،‬لكىىن ثاى َ‬
‫ب لدُّ ع ء فقط‪ ،‬وأطاق عليه الفقه ء في ِّ‬
‫كل مذه ؛ من أ العاد إذا ع ربه ب لخ َير صى ر‬
‫ساخيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫م‬

‫وله أ يساخير ع ًء ب للار في حديث ج بر أو س غيره‪ ،‬فلل ع بقلله‪«( :‬اللهم إنِّىي‬


‫أساخيرك بعلمك») إل تم م ِّ‬
‫الذكر المعروف مىن غيىر صىل جى ز ذلىك‪ ،‬وإ اسىاخ َر‬
‫أيض ‪.‬‬
‫بدع ء آخر كقلله‪( :‬اللهم خر لي واخاَر لي) ج ز ً‬

‫وترادُّ الح ج إل اَلساخ ر ب لدُّ ع ء فيم ضى ق فيىه اللقىت عىن الصىل أو تعىذر‪،‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪17‬‬

‫فإذا ص ر اللقت ض ِّي ًق عن صل ركعاين ثم عى ء اهلل بى لخ َي َر ‪ ،‬أو كى العاىد غيىر قى ر‬


‫عل الصل ع ربه ب لخيَر بهذا الدُّ ع ء أو غيره‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬س قلله‪( :‬فإ قضي له السىفر‪ ،‬أو مى اسىاخ َر فيىه فليالكىل على اهلل‬
‫‪)‬؛ أي إذا قىىدِّ ر لىىه الر ىىُّروع س الس ىفر‪ ،‬فأصََّّل (القضََّّاء)‪ :‬الفصىىل‪ ،‬وم ىىه‪ :‬بىىروز‬

‫الرىىيء وظهىىلره‪ ،‬قى ل تعى ل ‪ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﴾ [فصىىلت‪]12:‬؛ أي جعلى َن على‬


‫الصلر الا رز الظ هر ‪ ،‬فإذا قىدِّ ر للعاىد ُّ‬
‫الرىىروع س سىفره أو مى اسىاخ ر فيىه فإنىه‬ ‫هذه ُّ‬
‫أمىره إلى اهلل مظهى ًرا عجى َزه لىه ومعامىدً ا عليىه‪ ،‬فىإذا‬
‫َ‬ ‫يفىل‬
‫يالكل عل اهلل ‪‬؛ أي ِّ‬
‫اساخ ر العاد فإنه يقدم عل م اساخ ر فيه من غير اناظ ر شيء يجده‪َ ،‬ل انررا صىدر‬
‫وَل رؤي م ى م‪ ،‬فىإ وجىدَ شىي ٌء مىن ذلىك فحسى ٌن‪ ،‬وإَل ف ألصىل أ العاىدَ إذا سىأل اهلل‬
‫فل ًضى أمىره إلى اهلل‪ ،‬فىإذا اسىاخ َر العاىد س سىفر خىل فيىه‬
‫الخ َير أقىدَ م على مى أرا م ِّ‬
‫م اظى ًرا شىيًا يحملىه على السىفر؛ كلجىدا انرىرا صىدر أو رؤ َيى‬ ‫شرع‪ ،‬وَل يلام‬
‫و َ‬
‫م م‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫فإذا َع َز َم عل السىفر‪ ،‬فيسىاَح ُّ أ يىل ِّ َع أصىح َبه تل يى َ رسىلل اهلل ♀‪،‬‬


‫وخلاتيم أعم لكم»‪.‬‬
‫َ‬ ‫اهلل ي َكم وأم ناَكم‬
‫فيقلل‪« :‬أسال ع َ‬

‫ويزيد المل عل عليه ‪« :‬زو ك اهلل س مسير َك الار والاقل ‪ ،‬ومن العمىل مى َي َ‬
‫رضى ‪،‬‬
‫هت»‪.‬‬
‫الخير حيث َم تلج َ‬
‫َ‬ ‫و َغ َف َر َذناَك‪ ،‬ويس َر َ‬
‫لك‬

‫وحمىدَ ثل ًثى ‪ ،‬ثىم قى ل‪ :‬ﭶ‬


‫اهلل ‪ ،‬ثىم كَا َىر ثل ًثى ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫فإذا َرك َ الداب َ‪ :‬سىم‬

‫ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﴾ [الزخىىىىىىىىىرف‪-13:‬‬

‫‪.]14‬‬

‫وأنت الخليف س األهىل‪ ،‬اللهىم إنِّىي أعىلذ بىك مىن‬


‫َ‬ ‫«اللهم أنت الص ح س السفر‪،‬‬
‫َوعثَ ء السفر‪ ،‬وكآب الم َق َل ‪ ،‬وسىلء الم ظىر س األهىل والمى ل والللىد‪ ،‬اللهىم اطىل ل ى‬
‫فر‪ ،‬اللهم َز ِّو َن س سفرن الار والاقل ‪ ،‬ومن العمل م ترض ‪،‬‬
‫وه ِّل علي الس َ‬
‫األر َ ‪َ ،‬‬

‫اللهم إنِّي أعلذ بك من َض َل الدين وغلا ِّ‬


‫الرج ل»‪.‬‬

‫ذكىىر الم َصى ِّف ؒ س هىىذه الجملى ثىىل َ مسى ئل ً‬


‫أيضى ‪ ،‬هىىي مىىن آ اب السىفر‪،‬‬
‫الحىج‬
‫ِّ‬ ‫ف لج ري س عرف كثير من الفقه ء ذكر آ اب السفر في هىذا الملضى ؛ أل سىفر‬
‫والصىي م‪،‬‬
‫هل أعظم األسف ر المأملر به ‪ ،‬فأرك اإلسلم العمليى ‪ -‬الصىل ‪ ،‬والزكى ‪ِّ ،‬‬
‫الحىج‪ ،‬فجىر الفقهى ء على ذكىر‬
‫ُّ‬ ‫والحج ‪َ -‬ل يفاقر إل السفر م هن سل الراب وهىل‬
‫ُّ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪19‬‬

‫الحج‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫آ اب السفر م أحك م‬

‫المسائل الثَّالث الَّتي ذكرها ُ‬


‫الم َصَّنِّف ومَّا يتبعهَّا‬ ‫ُ‬ ‫الحج وغيره‪ :‬هذه‬
‫ِّ‬ ‫ومن آ اب سفر‬
‫يف كالمه اآلتي‪:‬‬

‫فالمسألة األولى‪ :‬في قلله‪( :‬فإذا َع َز َم عل السفر فيساَح ُّ أ يل ِّ َع أصح بَه‪ )...‬إل‬
‫َ‬
‫اشىامل قلاىه على اإلرا َ الج زمى مىن ال ُّرىىروع فىي السىفر‪ ،‬وهىذه‬ ‫آخىر كلمىه؛ أي إذا‬
‫حقيق العزم‪ ،‬فالعز ُم‪ :‬إرا ٌ قلاي ٌ ج زم ٌ َل يكى ياخلىف معهى الفعىل إذا وجىدت‪ ،‬فىإذا‬
‫عل وجز َم عليه ب َعقد تلىك ال ِّيى صى ر َعز ًمى وعزيمى ً‪ ،‬فىإذا َعىزم العاىد على‬
‫نل العاد ف ً‬
‫الس َفر اساح له تل ي أصح به‪.‬‬

‫اي ♀‪ ،‬فإ و عهم بايره ج َز‪.‬‬


‫والمشروع‪ :‬تل يعهم ب لمأثلر عن ال ِّ‬
‫ُ‬

‫وإ ك الال ي بلفظ أعجمي جر فيه حكم الكلم باير العربي ‪ ،‬وهل ج ٌئز إذا ك‬
‫قليل‪ ،‬أو لح ج ؛ ك أللف ظ اإلنجليزي الاي غلات عل ألس ال س وص رت في حكم‬
‫ً‬
‫المعرب‪ ،‬فلل َو ع بلفظ م ه ج ز‪.‬‬

‫ك‬ ‫والمىىأثلر عىىن ال اى ِّىي ♀ أن ىه ك ى إذا و ع أحىىدً ا ق ى ل‪َ « :‬أ ْسَّتَ ْودِ ُع اللَ دِينَ َّ َ‬
‫ئي م ىن حىىديث ابىىن عمى َىر‬ ‫ى‬ ‫س‬ ‫ال‬ ‫إَل‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫الس‬ ‫ب‬ ‫ىح‬‫ى‬ ‫أص‬ ‫رواه‬ ‫‪.‬‬ ‫»‬ ‫َ‬
‫َّك‬‫َّ‬‫ل‬‫ك و َخ َّواتِيم عم ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ا‬‫م‬ ‫َو َ‬
‫أ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫¶‪ ،‬وإس ه صحي ٌ ‪.‬‬

‫أيضىى ‪ ،‬ف لمرىىىروع‪:‬‬


‫ذكىىره بصىىيا الجمىى ‪ -‬ك لىىذي أور ه الم َصىى ِّف ‪ -‬جىى َز ً‬
‫وإذا َ‬
‫(أسال ع اهلل ي ك وأم ناك وخلاتيم عملك)‪ ،‬فإ َذا ق ل‪( :‬أسىال ع اهلل يى كم وأمى ناكم‬
‫وخلاتيم أعم لكم) ج َز‪ ،‬ف إلفرا ب عاا ر األصل‪ ،‬والجم ب عاا ر تعدُّ المل عين‪.‬‬

‫ُ‬
‫واألصل‪ :‬اَل ِّتا ع س األذك ر‪ ،‬والعدول ع ه يجلز‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫مىأملرا بىه هىل‬


‫ً‬ ‫ومعرف هىذه المرتاى للافريىق بىين المرىىروع والمم ىلع‪ ،‬ف لمرىىروع‬
‫اللار ‪ ،‬لكن َل يم َ مم يجلز؛ ك لجم في ذكر ور بصيا اإلفرا ‪.‬‬

‫والمسََّّألة الثَّانيََّّة‪ :‬س قللىىه‪«( :‬ويزيىىد المل ِّ عىىل عليهىى ‪« :‬زو ك اهلل س مسىىير َك الاىىر‬
‫والاقل ‪ )»...‬إل آخر م ذكر‪.‬‬

‫ضىعف‪،‬‬ ‫ارمي بإسى ين فيهمى‬ ‫ٌ‬


‫ٌ‬ ‫رمىذي والىد ِّ‬
‫ِّ‬ ‫حىديث عىن أنى ع ىد الاِّ‬ ‫وروي في هذا‬
‫قلي أحدهم ارخر فيكل حديثً حس ً ‪ ،‬وفيه الدُّ ع ء بقلل‪«( :‬زو ك اهلل الاقل ‪ ،‬و َغ َف َر‬ ‫ي ِّ‬
‫هت»)‪ ،‬هذا هل اللار ‪ ،‬وإذا ع به أو بايره ج ز‪.‬‬
‫الخير حيث َم تلج َ‬
‫َ‬ ‫َذن َاك‪ ،‬ويىس َر َ‬
‫لك‬

‫واألصل أنه ‪ -‬كم ور في الحديث ‪ -‬من المل ِّ ع‪ ،‬وهل غير المس فر‪ ،‬أمى المىل ع ‪-‬‬
‫وهل المس فر ‪ -‬فثات في حديث أبي هرير َ ◙ أنه يقلل‪« :‬أسال عك اهلل الىذي َل‬
‫الس ن الكار »‪ ،‬وإس ه حس ٌن‪.‬‬
‫ئي في « ُّ‬
‫تضي و ائعه»‪ .‬رواه ال س ُّ‬
‫السنَّة فيما ُيدعى عند التَّوديع نوعان‪:‬‬
‫فصارت ُّ‬
‫• أحدهما‪ :‬ع ء المل ِّ ع‪ ،‬وهل المقيم الم َريِّ للمس فر؛ أي الذي يمرىي م َعىه ع ىدَ‬
‫يم عمل َك)‪.‬‬
‫خروجه س سفره‪ ،‬فيقلل له‪( :‬أسال ع اهلل ي َك وأم ناَك وخلات َ‬
‫• واآلخر‪ :‬م يقلله المل ع‪ ،‬وهل المس فر الخ ر للسفر‪ ،‬وهىل قىلل‪( :‬أسىال عك‬
‫اهلل الذي َل تضي و ائعه)‪.‬‬

‫ومىىدار هىىذين الىىدُّ ع َءين عل ى اسىىايداع المىىل ِّ ع والمىىل ع أحىىدَ هم ارخى َىر ع ىىد اهلل‪،‬‬
‫فيجعل ُّ‬
‫كل واحد م هم ص حاَه و يع ً ع د اهلل اباا َء حفظه‪.‬‬

‫الس ى ن الك ى لل س ى ئي» بإس ى صىىحي عىىن ابىىن عمى َىر ◙ عىىن ال اى ِّىي‬ ‫وس « ُّ‬
‫َ‬
‫حفىظ‬ ‫♀ أ لقم َ ق َل‪« :‬إ اهلل إذا اسال َع شيًاً َحف َظه»؛ أي إذا فى ِّل َ إليىه‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪21‬‬

‫شيء تكفل اهلل ▐ بحفظه‪.‬‬

‫َ‬
‫حفظ شيء جعله و يع ً ع د اهلل‪.‬‬ ‫فمن أرا‬
‫َ‬

‫وم ه‪ :‬الج ري س كلم ال س من قللهم‪( :‬أسال ع اهلل ولىدي‪ ،‬أو مى لي‪ ،‬أو زوجىي)‪،‬‬
‫مأملر به‪ ،‬فدعل عدم مرىروعي ذلك‬
‫ٌ‬ ‫فهذا ك ُّله من ع ء اهلل ح َ‬
‫فظ أحد‪ ،‬وهل ج ٌئز‪ ،‬بل‬
‫ىىر‪،‬‬
‫َل تصىى ُّ ‪ ،‬ف ألح يىىث الع مىى فىىي اسىىىايداع اهلل ابااىى َء حفظىىه؛ كحىىديث ابىىن عمى َ‬
‫واألح يث الخ ص في اَلسايداع ع د الس َفر ُّ‬
‫تىدل على تقريىر هىذا األصىل‪ ،‬وهىل مىن‬
‫الدُّ ع ء‪.‬‬ ‫ج‬

‫اهلل ‪ )...‬إلى تمى م كلمىه‪،‬‬


‫َ‬ ‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قلله‪( :‬فإذا َرك َ الداب َ‪ :‬سىم‬
‫وهل مرام ٌل عل ِّ‬
‫الذكر الذي يق ل س السفر‪.‬‬

‫أنت الص ح‬
‫آخره في قلله‪«( :‬اللهم َ‬
‫يخاص بركلب الداب ؛ فلل س فر مريً ق ل َ‬
‫ُّ‬ ‫وَل‬
‫س السفر»)‪ ،‬أو س فر عل غير اب ‪ -‬كسي ر ‪ ،‬أو طي ر ‪ -‬ق ل هذا‪.‬‬

‫الم َصنِّف ُمركب من حديثين‪:‬‬ ‫فإن ِّ‬


‫الذكر الَّذي ساقه ُ‬ ‫َّ‬

‫عمر ¶ س «صىحي مسىلم»‪ ،‬أ المسى فر يقىلل‪« :‬ال َّل ُه َّ‬


‫َّم‬ ‫أحدهما‪ :‬حديث ابن َ‬
‫الس َفرِ‪ »...‬إل آخره‪.‬‬ ‫اح ِ‬‫ِ‬ ‫َأ ْن َ‬
‫ب في َّ‬
‫الص ُ‬
‫ت َّ‬

‫السىىى ن إَل ابىىىن م جىىىه‪ ،‬أ ال اىىىي‬


‫واآلخََّّر‪ :‬حىىىديث علىىىي ◙ ع ىىىد أصىىىح ب ُّ‬
‫ٌ‬
‫حديث‬ ‫اباه فسم اهلل ‪ ‬ثم كار ثل ًث إل قراءته ارياين‪ ،‬وهل‬ ‫♀ رك‬
‫صحي ٌ ‪.‬‬

‫ولم يخالف أهل العلم في كل هذين ِّ‬


‫الذكرين يؤت بهمى ع ىد السىفر‪ ،‬واخالفىلا س‬
‫الركىلب)؛ هىل يقى ل فىي‬ ‫ِّ‬
‫الذكر اللار س حديث علي ◙‪ ،‬وهل المعروف بى( ع ء ُّ‬
‫‪22‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ركلب السفر فقط‪ ،‬أم س ِّ‬


‫كل ركلب؟‬

‫وأصح القولين‪ :‬اخاص صه بركلب السفر‪ ،‬أنه إذا س فر فركى مركل َبىه س سىفره مىن‬
‫ُّ‬
‫اب أو سي ر أو ط ئر أو قن ر ق ل هذا‪ ،‬فإ س َفر من غير ركلب م شيً لم يأت به‪.‬‬

‫وقلله س اري ‪ ( :‬ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﴾)؛ أي منيقين‪ ،‬فىل ط قى َ للعاىد إَل مى‬


‫يسىره اهلل ▐ لىه فىي سىفره مىن فى المرىق ع ىه‪ ،‬وإع ناىه على قنى مراحىل‬
‫س َفره‪.‬‬

‫رمذي ذكر الاسمي ثل ًث ‪ ،‬وجع َل َه بعضىهم زيى َ ثقى ‪ ،‬وهىي زيى ٌ‬


‫ِّ‬ ‫ووق في رواي الاِّ‬

‫م َكر ٌ ؛ أل أصل الاسمي فىي الرىرع أ يىؤ َت بهى مىر ً واحىد ً ‪ ،‬وَل ي َ‬
‫عىرف فىي أحكى م‬
‫الرىرع ذكر َتكرار الاسمي ‪ ،‬وألجل هذا َل ت َعدُّ من ِّ‬
‫الذكر الذي ير َرع اإلتي بىه مكىر ًرا‪،‬‬
‫ذكىر‬
‫كىرر ذلىك مى شى ء‪ ،‬فهىي ٌ‬
‫فل يررع للعاد أ يقلل‪( :‬بسم اهلل‪ ،‬بسم اهلل‪ ،‬بسىم اهلل) ي ِّ‬
‫صلص بمحل يأتي به العاد مر ً واحد ً ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫مخ‬

‫عرفت ‪ -‬مرك من حديثين‪ ،‬وطريق الفقه ء س األذكى ر‪ :‬الجمى‬


‫َ‬ ‫وهذا ِّ‬
‫الذكر ‪ -‬كم‬
‫بين اللار واَلخاصى ر‪ ،‬فهىم َل يم ِّيىزو ألفى َظ حىديث عىن حىديث و َيسىلقل َنه َمسى ًق‬
‫واحدً ا‪ ،‬ويخاصرو س األلف ظ؛ اكاف ًء بم ياحقق به المقصل ‪.‬‬

‫ارخر حاى يفىرغ‬


‫َ‬ ‫كر‬
‫الذ َ‬ ‫ُ‬
‫واألكمل‪ :‬اإلتي بألف ظه اللار ‪ ،‬فيأتي بذكر ت م‪ ،‬ثم يااعه ِّ‬
‫م ه‪.‬‬

‫ف فىي‬
‫عر َ‬
‫بل‪ ،‬بأ َل ي َ‬ ‫الم ُّ‬
‫حل ق ً‬ ‫َ‬ ‫ئغ إذا ك‬ ‫ِّ‬
‫المحل اللاحد س ٌ‬ ‫والجم بين األذك ر في‬
‫الرىرع اَلقاص ر عل واحد م ه ‪ ،‬فأنلاع اَلسافا ح ت للصل والا َر ُّهدات فيهى عىر َ‬
‫ف‬
‫ُّ‬
‫المحل سلاه‪.‬‬ ‫بخن ب الرىرع أ العاد يأتي بلاحد‪ ،‬م ه فل َيقاَل‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪23‬‬

‫بل أتي به جمي ًع‬ ‫المحل ق ً‬ ‫ُّ‬ ‫المح ُّل الاي ج ءت فيه أذك ٌر وأ عي ٌ ما ِّلع ٌ وك‬ ‫وأم َ‬
‫والسىجل ؛ لقللىه ♀‪َ « :‬فأَ َّمَّا‬ ‫الركىلع ُّ‬ ‫إ أمكن؛ كأنلاع األذك ر واأل عي فىي ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب‬‫الس ُجو ُد َفأَ ْكث ُروا فيه م َن الَّدُّ َعاء‪َ ،‬فإِنََّّ ُه َقمَّ ٌن َأ ْن ُي ْسَّتَ َج َ‬
‫الر َّب‪َ ،‬و َأ َّما ُّ‬
‫وع َف َعظِّ ُموا فيه َّ‬
‫ا ُّلر ُك ُ‬
‫جدير أ يساج َب لكم‪ ،‬فيرىرع للعاد جم م ور َ ‪ ،‬ومثله‪ :‬الجم بين أذك ر‬
‫ٌ‬ ‫لَ ُك ْم»؛ أي‬
‫عى ء‬ ‫الس َفر‪ ،‬بأ يأتي به ك ِّله ؛ أل الم َحل ق ٌبل له ‪ ،‬م شدِّ افاق ر العاد في سفره إل‬
‫اهلل وسؤاله‪.‬‬

‫وقلله في الدُّ ع ء المذكلر‪«( :‬من َوعثَ ء السفر»)؛ أي مرقاه و َكاَده‪.‬‬


‫وقلله‪«( :‬و َكآب الم َق َل »)؛ أي سلءه وتا ُّيره‪.‬‬
‫وقلله‪«( :‬من َض َل الدين»)؛ أي ث َقله‪.‬‬
‫الرج ل»)؛ أي قهرهم‪ ،‬ووق الاصري به س رواي للحديث‪.‬‬
‫وقلله‪«( :‬وغلا ِّ‬
‫‪24‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫فإ َصعدَ س سفره‪ ،‬كَا َر ثل ًث ؛ وق ل‪« :‬اللهم لك الررف عل ِّ‬


‫كل شرف‪َ ،‬‬
‫ولك الحمد‬
‫عل ِّ‬
‫كل ح ل»‪.‬‬

‫اهلل ‪.‬‬
‫َ‬ ‫فإ َه َا َط وا ًي ‪ :‬سا‬

‫وَل س‬ ‫وإ نىىزل م ىىز ًَل؛ ق ى ل‪« :‬بسىىم اهلل الىىذي َل ي ىى ُّ‬
‫ضر م ى اسىىمه َش ىي ٌء س األر‬
‫السم ء‪ ،‬وهل السمي العليم»‪.‬‬

‫فإ أ َركَه المس ء؛ ق ل‪« :‬أمسي وأمس الملك هلل‪ ،‬والحمد هلل‪َ ،‬ل إله إَل اهلل‪ ،‬وحىده‬
‫قدير»‪.‬‬ ‫َل شريك له‪ ،‬له الملك‪ ،‬وله الحمد‪ ،‬وهل عل ِّ‬
‫كل شيء ٌ‬
‫َ‬
‫مثل ذلك‪ ،‬ويزيد عليه‪« :‬اللهم م أص َا َ بي مىن نع َمى أو بأحىد مىن‬ ‫ويقلل س الصا‬
‫َ‬
‫شريك لك»‪.‬‬ ‫خلقك فم ك وحدَ ك َل‬

‫شر هذا اليلم‪،‬‬


‫وخير م بعده‪ ،‬وأعلذ بك من ِّ‬
‫َ‬ ‫خير م س هذا اليلم‪،‬‬
‫«اللهم إنِّي أسألك َ‬
‫وشر م بعده»‪.‬‬
‫ِّ‬

‫ىت نفس ىي‪ ،‬وأنىىت تالف ه ى ‪ ،‬لىىك مم ته ى‬


‫ىت خلقى َ‬
‫فىىإذا أرا أ يرقىىد؛ ق ى ل‪« :‬اللهىىم أنى َ‬
‫ومحي َه ‪ ،‬فإ أماه ف رحمه ‪ ،‬وإ أر َسلاَه ف ح َفظه بم تحفظ به عا َ ك الص لحين»‪.‬‬

‫أطعم وسق ن ‪ ،‬وكف ن وآوان ‪ ،‬فكم ممن َل ك ف َي له وَل مؤوي»‪.‬‬


‫َ‬ ‫«الحمد هلل الذي‬

‫َ‬
‫اسايقظ؛ ق ل‪« :‬الحمد هلل الذي أحي ن بعدم أم ت وإليه ال ُّرلر»‪.‬‬ ‫وماَ‬

‫يه ‪ ،‬وأعىلذ بىك مىن‬


‫وخير م ف َ‬
‫َ‬ ‫خير هذه القري‬
‫وإ مر بقري ؛ ق ل‪« :‬اللهم إنِّي أسألك َ‬
‫يه »‪.‬‬
‫وشر م ف َ‬
‫ِّ‬ ‫شره‬
‫ِّ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪25‬‬

‫وإذا رأ قل ًمىى يخىى فهم؛ قىى ل‪« :‬اللهىىم أعىىلذ بىىك مىىن شىىرورهم‪ ،‬و َأ َرأ بىىك فىىي‬
‫نحلرهم»‪.‬‬

‫شىر‬
‫الري ‪ ،‬وأعلذ بك من ِّ‬
‫خير م هات به ِّ‬
‫وإ هات ا ِّلري ؛ ق ل‪« :‬اللهم إنِّي أسألك َ‬
‫الري »‪.‬‬
‫م هات به ِّ‬

‫امم به م تقدم مىن آ اب السىفر‪ ،‬فَّذكر‬


‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هذه الجمل كل ًم ي ِّ‬
‫َ‬
‫مسائل‪:‬‬ ‫فيه تسع‬

‫فالمسألة األولى‪ :‬في قلله‪( :‬فإ َصعدَ س سفره‪ ،‬كَا َر ثل ًث ‪ )...‬إل آخر كلمه؛ أي إذا‬
‫له س طريىق سىيره س سىفره ‪ -‬فإنىه‬ ‫ارتف وعل مك ًن ص عدً ا فيه ‪ -‬كجال ونحله عر‬
‫ري‪« :‬ك إ َذا َصى َعد َن كَارنَى ‪َ ،‬وإ َذا ن ََزل َى َسىاح َ »‪،‬‬
‫يك ِّار؛ لحديث ج بر ◙ ع د الاخ ِّ‬
‫فقلله‪« :‬كَارنَ »؛ أي قل ‪ :‬اهلل أكاَر‪ ،‬وإتي نهم به في سفرهم ح ل صعل هم‪.‬‬

‫وأم َر ب لاكاير اساحا بً ؛ أل العاد إذا عل شيًاً وارتف َ معه عظمه‪ ،‬فيق له من تعظىيم‬
‫ئل‪ :‬اهلل أكى ‪،‬‬ ‫المخللق م يذكر َم َعه تعظيم الخ لق‪ ،‬فىيع ِّظم َ‬
‫اهلل ▐ باكايىره قى ً‬
‫ُّ‬
‫فكل علل َفعل ُّل اهلل أكاَرم ه‪.‬‬

‫حس ب عاا ر ملضعه ف هلل أعظم م ىه‪،‬‬


‫عل شي ٌء ًّ‬
‫وهذا يكل في الح ِّ والمع ‪ ،‬فإذا َ‬
‫وإذا عل شي ٌء ب عاا ر مع ه ‪ -‬كقل أو ج ه ‪ -‬ف هلل ▐ أعل م ه‪.‬‬

‫وذكر الم َص ِّف وغيىره أنىه يكاِّىر ثل ًثى ‪ ،‬مى أ الىلار هىل الاكايىر فقىط‪ ،‬والاثليىث س‬
‫األذك ر واأل عي أصله م ثات س «صحي مسلم» أ ال اىي ♀ كى إذا عى‬
‫‪26‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ع ثل ًث ‪ ،‬فللعاد أ يك ِّار حي ًاذ ثل ًث ‪.‬‬

‫وهىذا األصىل الىلار فىي الحىىديث الماقىدِّ م يجىري فيمى لىىم يىر ليىل الرىىرع على‬
‫اَلقاص ر عل المر اللاحد ‪ ،‬فإذا عي َن الررع شيًاً اكافي به‪ ،‬فإ لم َيىر الاعيىين جىر‬
‫فيه الاثليث‪.‬‬

‫آخىر‬ ‫ِّ‬
‫كىل شىرف») روي س حىديث َ‬ ‫وقلله في تم م الدُّ ع ء‪«( :‬اللهم لك الررف على‬
‫بىن م لىك ◙ أ‬ ‫غير حديث جى بر‪ ،‬فىرواه أحمىد فىي «مسى ده» مىن حىديث أنى‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الرسلل ♀ ك يقلل ذلك إذا عل شيًاً في سفره‪ .‬وإس ه‬

‫اهلل ‪)»‬؛ أي إذا نزل سا اهلل‪،‬‬


‫َ‬ ‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪«( :‬فإ َهاَ َط وا ًي ‪ :‬سا‬
‫مم يهاط س مراحىل‬ ‫أعظم م يعر‬
‫َ‬ ‫وذكر (اللا ي) ََل َلخاص صه ب لهالط‪ ،‬بل لكلنه‬
‫السفر‪ ،‬فأوس الملاض هال ًط هي األو ي ‪.‬‬

‫وتقدم س حىديث جى بر قللىه‪َ « :‬وإ َذا ن ََزل َى »‪ ،‬فياعلىق ِّ‬


‫بكىل نىزول‪ ،‬وأعظمىه ال ُّىزول س‬
‫األو ي ؛ ألنه أكثر م َيسهل س طريق السفر‪.‬‬

‫واألمر ب لاساي هل الم س للح ل‪ ،‬فإ العاد إذا َسفل ن س َ أ يع ِّظم اهلل باسايحه‬
‫م ِّز ًه له عن ِّ‬
‫كل نقص‪ ،‬فيقلل‪ :‬ساح اهلل‪.‬‬

‫ولم يق س كلم الم َص ِّف األمر ب لاساي ثل ًث ‪ ،‬م أ الق عد الماقدِّ م تا وله؛ أل‬
‫عىن هىذا الخى طر‬ ‫تىلهم الى قص عىن اهلل ‪ ،‬فللعىرا‬
‫ُّ‬ ‫أصل اإلتي به ه ى لىدف‬
‫اكافي ب لمر اللاحد س كلم الم َص ِّف‪.‬‬

‫وحديث جى بر ُّ‬
‫يىدل على تكىرار الاسىاي بىل عىد ؛ إلطلقىه مىن قللىه‪َ « :‬وإ َذا ن ََزل َى‬
‫ساح َ »؛ أي ذكرن اهلل باسايحه بقلل‪ :‬ساح اهلل‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪27‬‬

‫لىذكر ا ِّتف ًقى ؛ كىأ يقىلل‪( :‬أسى ِّا اهلل)‪ ،‬فإنىه مىن جهى‬
‫وإذا سا باير هذا كى آتيى ب ِّ‬
‫المع بم زل ‪ :‬ساح اهلل‪.‬‬

‫وهذه هي الق عد في المجملت من األذك ر وغيرهى ‪ ،‬وأكم ُلهَّا‪ :‬اإلتيى بمى عىرف‬
‫في بي الرىرع‪ ،‬ف لماقدِّ م س حديث ج بر‪َ « :‬وإ َذا ن ََزل َ َسىاح َ » يكىل أصىل المىأملر بىه‬
‫هىىل الاسىىاي ‪ ،‬فىىإذا ق ى ل‪ :‬سىىاح اهلل‪ ،‬أو أس ىاِّ اهلل‪ ،‬أو سىىاح نك رب ى ؛ ك ى ذلىىك ك ُّل ىه‬
‫تسايح ‪ ،‬وأكمله اإلتي باساي وار س الرىرع؛ كقلل‪( :‬ساح اهلل العظيم‪ ،‬ساح اهلل‬
‫ً‬
‫وبحمده)‪.‬‬

‫[مسأحةا]‪ :‬م اَلسااف ر الذي يأتي به اإلنس إذا سلم من الصل ؟‬

‫[لحجولب]‪ :‬اج ء في حديث ثلب َ في «صحي مسلم» أ ال اي ♀ ك إذا‬


‫لفظ الحديث‪( :‬ك إذا سلم ق َل‪ :‬أسىاافر اهلل)‪،‬‬ ‫جم ٌل‪ ،‬فلي‬
‫سلم اساافر ثل ًث ‪ ،‬فهذا م َ‬
‫فأكم ُلَّه اإلتيى َ‬
‫بمى س‬ ‫اسىاافر ثل ًثى )؛ أي َعى ربىه المافىر َ ‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫بل لفظىه‪( :‬كى إذا سىلم‬
‫ىلاع؛‬
‫ىلاع‪ ،‬ف َلسىىااف رات الىىلار عىىن ال اى ِّىي ♀ أنى ٌ‬
‫خن ى ب الرىىىرع وهىىل أنى ٌ‬
‫اىي ♀ آخىر عمىره؛‬
‫أكمله ‪( :‬أساافر اهلل وأتلب إليه)؛ ألنه هل الذي لزمه ال ُّ‬
‫اماثى ًَل للىىلار ف ىي سىىلر ال صىىىر‪ ،‬ثاىىت هىىذا فىي حىىديث ع ئرى َ ▲ س «صىىحي‬
‫مسلم» وغيره‪.‬‬

‫فلل ق ل‪( :‬أساافر اهلل) ك ذلك ج ًئزا‪ ،‬ولىذلك فىي «صىحي مسىلم» أ اللليىدَ ابى َن‬
‫مسلم الدِّ مرقي ‪ -‬وهل أحد روا الحديث ‪ -‬ق ل لريخىىىىىه فيىه ‪ -‬وهىل أبىل عمىرو عاىد‬
‫الرحمن بن عمرو األوزاعي ‪ :-‬م اَلسااف ر؟ فق ل‪« :‬أسىاافر اهلل»‪ ،‬وسىؤاله ُّ‬
‫يىدل على‬ ‫ُّ‬
‫فيه تعيين اللفظ‪ ،‬فسأل ع ه فإذا ق ل‪( :‬أساافر اهلل) ج َز‪ ،‬فىإ َذا أرا‬ ‫أ لفظ الحديث لي‬
‫‪28‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫اإلتي ى َ ب ألكمىىل ج ى ء بم ى ور ف ىي خن ى ب الر ىىرع‪ ،‬وأعى َىله‪ :‬م ى واظ ى عليىىه ال اى ُّىي‬
‫♀ ولز َمه آخر عمره‪.‬‬

‫وهذه ق عد ٌ ن فع في المجملت من األذك ر وغيره ‪ ،‬ولم يخالف الفقه ء في جلاز‬


‫بىأي صىيا ‪ ،‬فلىل قى َل‪( :‬أسىاافر اهلل الىذي َل إلىه إَل هىل‬
‫ِّ‬ ‫اإلتي ب َلسااف ر بعد الصل‬
‫الحي القيُّلم) ثل ًث ك ذلك مجز ًئ ؛ ل َم تقدم من تقرير الق عد المذكلر ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ع م الخلق ع ه‪ ،‬وال ظر إليه‬ ‫كثيرا في أحك مه؛ إلعرا‬
‫وب ب األذك ر يق فيه الالط ً‬
‫بأنه من عللم الع م ‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫جهل ب ٌ‬
‫لغ بدين اهلل‪ ،‬فإ العاد أحل م يكىل إلى ذكىر اهلل‪،‬‬
‫ع ىه مىن أعظىم أبىلاب فسى‬ ‫ف لفقه فيىه مىن أعظىم أبىلاب صىل القلى ‪ ،‬واإلعىرا‬
‫القل ‪ ،‬فإنه يؤ ِّ ي إل الافريط ب لمأملر به من ذكر اهلل‪ ،‬أو اإلتي به عل غير مى شىرع‪،‬‬
‫ِّ‬
‫الماىأخرين‪ ،‬فىإنهم يم عىل أشىي َء بايىر‬ ‫أو الم م ه باير ليل‪ ،‬والث لث أكثر فىي كىلم‬
‫قررونىىه؛ ك لمسىىأل‬
‫ليىىل‪ ،‬بىىل يكىىل الىىدليل ع ىىد الع ى رفين ب لر ىىرع عل ى خىىلف م ى ي ِّ‬
‫كرره أم َل؟‬
‫المعروف س تكرار اَلساخ ر ‪ ،‬هل ير َرع للعاد أ ي ِّ‬

‫لاب‪،‬‬ ‫[لحجولب]‪:‬اأ تكرار اَلساخ ر س ٌ‬


‫ئغ َل م ن َ م ه‪ ،‬والقىلل بادعياىه ما عىدٌ الصى َ‬
‫فإنه ُّ‬
‫يدل على جواز تكرار االستخارة دليالن‪:‬‬

‫* أحدهما‪ :‬عام؛ وهىل حىديث أ ال اىي ♀ كى إذا َعى َعى ثل ًثى ‪ .‬رواه‬
‫مسلم‪.‬‬
‫ٌ‬

‫كرره ‪.‬‬
‫الدع ء فله أ ي ِّ‬ ‫واَلساخ ر من ج‬

‫‪ ،‬وهىل مى ثاىت س «صىحي مسىلم» مىن حىديث عاىد اهلل بىن‬ ‫* واآلخر‪ٌ :‬‬
‫دليل خَّا‬
‫سىاخير ربِّىي ثل ًثى »‪ ،‬وقللىه هىىذا يحامىل أنىه‬
‫ٌ‬ ‫الزبيىر لمى احاَرقىىت الكعاى فقى ل‪« :‬إنِّىي م‬
‫ُّ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪29‬‬

‫يساخير ربه ثل َ مرات باَكرار اَلساخ ر ‪ ،‬ويحامل أنه يساخيره ب إلمه ل ثل َث َ أي م أو‬
‫لىيل على مرىروعي تكىرار‬
‫ً‬ ‫يرىرع فيم يريد‪ ،‬فهل إلجم لىه صى ل ٌ أل يكىل‬
‫َ‬ ‫لي ل‪ ،‬ثم‬
‫اَلساخ ر ‪.‬‬

‫نقص أو زا ج َز‪ ،‬وهل قلل أكثر أهل العلم‪.‬‬


‫َ‬ ‫كرره ثل ًث ‪ ،‬فإ‬
‫وأكمله‪ :‬أ ي ِّ‬

‫عرف ق ٌئل به إَل‬ ‫والقلل ب لادعي بعيدٌ بعدَ المرىرق عن المارب؛ ألنه ٌ‬
‫قلل ماادَ ٌع َل ي َ‬
‫نقىص س العلىم َل كمى ٌل‪،‬‬
‫ممن تأخر زم ه‪ ،‬والمج زف ب لاادي في األحك م الرىرعي ت ٌ‬
‫زيل‪َ ،‬ل المس رع إل تزييىف مى‬
‫تأصيل وت ً‬
‫ً‬ ‫وتعظيم اَل ِّتا ع يكل بمعرف أحك م الدِّ ين‬
‫يق من ال س ب لحكم بادعياه‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قلله‪( :‬وإ نزل م ً‬


‫زَل؛ ق ل‪« :‬بسم اهلل‪ )»...‬إل آخىر كلمىه؛ أي‬
‫يضر مى اسىمه‪)...‬‬ ‫َ‬
‫يقلل‪( :‬بسم اهلل الذي َل ُّ‬ ‫إذا حل بملض في طريق سفره شرع له أ‬
‫ئي من حديث عثم َ ◙‬ ‫الس ن إَل ال س ِّ‬
‫الذكر وار ٌ ع د أصح ب ُّ‬ ‫إل آخره‪ ،‬وهذا ِّ‬

‫اح كَُّ ِّل‬ ‫س أذك ر الصا والمس ء‪ ،‬أ ال اي ♀ ق ل‪َ « :‬مَّا ِمَّ ْن َأ َحَّد َي ُقَّ ُ‬
‫ول َصَّبَ َ‬
‫َي ْوم َو َم َسا َء ُك ِّل لَ ْي َلة‪ :‬بِ ْس ِم الل ِ الَّ ِذي َال َي ُض ُّر‪ »...‬إل آخره‪ .‬وإس ه حس ٌن‪.‬‬

‫آخىر ‪ -‬ك ىزول‬


‫َ‬ ‫ف لمرروع‪ :‬اإلتي بهذا الذكر صا ًح ومس ًء‪ ،‬فىإ أتى بىه س ملضى‬
‫الدُّ ع ء‪ ،‬والعاد إذا َ‬
‫نزل م ىز ًَل تخىلف الضىرر‬ ‫م زل ‪ -‬ك إتي نه به ج ًئزا‪ ،‬فهل من ج‬
‫اي ♀ ولل لم‬
‫عل نفسه‪ ،‬وأبلغ م يدع به لدف الضىرر م ور من أ عي ال ِّ‬
‫ِّ‬
‫المحل‪.‬‬ ‫يقيد بهذا‬

‫مأملرا به ه فل؛ أل األمىر يالقىف على‬


‫ً‬ ‫وقلل ‪( :‬ج ٌئز)؛ للعلم ب إلذ ‪ ،‬أم كلنه‬
‫ليل شرعي خ ص‪ ،‬وهذا ِّ‬
‫الذكر ج ء الدليل بكلنه من أذكى ر الصىا والمسى ء‪َ ،‬ل مىن‬
‫أذك ر نزول المك ‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫مأملرا به‪ ،‬وأكمل م يد َع به‪ :‬مى جى ء س‬


‫ً‬ ‫وهذا ت ب ٌ ل َم تقرر من كل الدُّ َع ء ِّ‬
‫والذكر‬
‫خن ب الررع؛ سلا ًء في مح ِّله أو س محل آخر م س له‪ ،‬فل يم َ م ه حي ًاذ‪ ،‬لكىن َل‬
‫ىرعي إَل بدليل خ ص‪.‬‬
‫تج َعل له مرتا األمر الر ِّ‬
‫واللار في خن ب الرىرع‪ :‬أ العادَ إذا نزل مك نً ق ل‪( :‬أعىلذ بكلمى ت اهلل الا مى ت‬
‫شر م خلق)‪ ،‬يقلل ذلك مر ً واحد ً ؛ لحديث خلل َ ب ىت حكىيم ▲ أ ال اىي‬ ‫من ِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫♀ ق ل‪َ « :‬م ْن َنز ََل َمن ِْز ًال َف َق َال‪َ :‬أ ُعو ُذ بِكَل َمات الل الت ََّّامات م ْن َش ِّر َما َخ َل َق‪ ،‬لَ ْ‬
‫َّم‬
‫رمىذي أنىه يقللىه ثل ًثى ‪ ،‬وَل يصى ُّ ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫َي ُض ََّّر ُه َش ْي ٌء»‪ ،‬ووقى س حىديث أبىي هريىر َ ع ىد الاِّ‬
‫لس أ يأتي به مر ً واحد ً ‪ ،‬وإ ج ء به ثل ًث ج َز‪.‬‬
‫ف ُّ‬

‫الرابعة‪ :‬في قلله‪( :‬فإ أ َركَه المس ء؛ ق ل‪« :‬أمسىي وأمسى الملىك هلل‪)»..‬‬
‫والمسألة َّ‬
‫إل آخر م ذكر؛ لحديث ابن مسعل س «صحي مسلم» أ ال اي ♀ ك إذا‬
‫ك لل ِ‪ »...‬إل تم م اللار ‪ ،‬وتقدم أ الفقه ء س األذكى ر‬ ‫أمس ق ل‪َ « :‬أ ْم َس ْينَا َو َأ ْم َسى ُ‬
‫الم ْل ُ‬
‫يجرو عل الجم واَلخاص ر‪ ،‬وم ه اَلكاف ء باعض اللار فلل ق َل م أثااىه الم َصى ِّف‬
‫و تم مه ‪( -‬اللهم إنِّي أسألك خير هذه الليل وخير م بعدَ ه ) إل آخىره ‪ -‬كى ذلىك‬

‫ج ًئزا‪ ،‬واألكمل إتي نه ب للار ك ِّله‪ ،‬يقلله العاد إذا َ‬


‫أمس ؛ أي إذا خل س المس ء‪.‬‬

‫يخاص بم بعد الاروب‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫واسم (المساء) شرعًا‪:‬‬

‫وقلل ‪( :‬شر ًع ) للافريق بين اسم (المس ء) س خن ب الرىىرع‪ ،‬وبىين اسىمه س لسى‬
‫(مس ًء)‪ ،‬وم ه الج ري س عىرف ع ما ى‬ ‫سمي م بعد زوال الرم‬
‫العرب‪ ،‬فإ العرب ت ِّ‬
‫مىن أنهىم إذا حيىلا أحىدً ا بعىد الىزوال أو قربىه قى للا‪( :‬مسى ك اهلل بى لخير)‪ ،‬ولىم يقللىلا‪:‬‬
‫(صاحك اهلل ب لخير)‪ ،‬ومن يخلد س سا ت ال ىلم حاى يسىايقظ ع ىد صىل ال ُّظهىر‪ ،‬ثىم‬
‫نقص س العقل وال ُّلاى ‪ ،‬فىإ الصىا قىد‬
‫يح ِّيي أحدً ا بقلله‪( :‬صاحك اهلل ب لخير)‪ ،‬فهذا ٌ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪31‬‬

‫مضى بإجم ع العرب‪ ،‬وهل تحي ٌ باير م ي َحي به س هذا اللقت‪ ،‬فل يحىي عربىي ع ٌ‬
‫قىل‬ ‫ِّ‬
‫بعد الزوال بقلله‪( :‬صاحك اهلل ب لخير)‪ ،‬فليافنن ط ل العلم لهذا‪.‬‬

‫هىل‬ ‫وم ذكرن ه من كل المس ء في خن ب الرىرع ين َلق عل م بعد غروب الرىم‬


‫اي ♀ ع د ذكر المس ء‪.‬‬
‫الملافق لألح يث اللار عن ال ِّ‬
‫ري» س حديث س ِّيد اَلسااف ر من قلله‪« :‬إِ َذا َقالَ ُه إِ َذا َأ ْم َسى‬
‫وم ه‪ :‬م س «صحي الاخ ِّ‬
‫ات ِم ْن لَ ْي َلتِه‪ »...‬إل آخره‪ ،‬فجعل المس َء م الليل ‪.‬‬
‫َف َم َ‬

‫َّول فَِّي‬
‫الس ن إَل ال س ئي‪َ « :‬ما ِم ْن َعبْد َي ُق ُ‬
‫وم ه‪ :‬حديث عثم الماقدِّ م ع د أصح ب ُّ‬
‫صباحِ ك ُِّل يوم ومس ِ‬
‫اء ك ُِّل لَ ْي َلة»‪ ،‬فجعل المس ء من الليل ‪.‬‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ َ‬

‫ف إلتي بهذا ِّ‬


‫الذكر وغيره من أذك ر المس ء يكل بعد غروب الرم ‪.‬‬

‫واقاصىر الم َص ِّف عل واحىد مىن أذكى ر المسى ء؛ لمى تقىدم مىن طريقى الفقهى ء مىن‬
‫اَلخاص ر‪ ،‬ومن ج سه‪ :‬اَلقاص ر عل بعض اللار ‪ ،‬فإ هذا اخاص ٌر له‪ ،‬فإذا ج ء بذكر‬
‫َ‬
‫األكمل ج ء بجميى الىلار‬ ‫أو ذكرين ك مخاص ًرا لم ور ب َلقاص ر عليهم ‪ ،‬فإ أرا‬
‫اي ♀ من أذك ر المس ء‪.‬‬
‫عن ال ِّ‬
‫َ‬
‫مثىل ذلىك‪ ،‬ويزيىد عليىه‪ )...‬إلى‬ ‫والمسألة الخامسة‪ :‬فىي قللىه‪( :‬ويقىلل س الصىا‬
‫ذلىك‪ ،‬بااييىر لفىظ (اإلمسى ء) إلى‬ ‫َ‬
‫يقىلل مثىل َ‬ ‫رىرع له إذا أصا َ أ‬
‫آخره؛ أي أ العاد ي َ‬
‫(اإلصا ) فيقلل‪( :‬أصاح وأصا الملك هلل والحمد هلل) إل آخر اللار ‪.‬‬

‫وهذه ق عد الررع فيم قلبل فيه الصىا مى المسى ء‪ :‬أنىه يايىر؛ كحىديث‪« :‬أمسىي‬
‫وأمس الملك هلل»‪ ،‬فيقلل‪( :‬أصاح وأصا الملك هلل)‪ ،‬أو حديث‪« :‬اللهىم مى أصىا‬
‫بىي مىن نعمى »‪ ،‬فإنىه يقىىلل‪( :‬اللهىم مى أمسى بىي مىىن نعمى )‪ ،‬مى لىم يقىم الىدليل على‬
‫‪32‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫الذكر بأحدهم فل ي َق ل س ارخىر‪ ،‬ولىل مى الااييىر؛ كقىلل‪« :‬أصىاح على‬


‫اخاص ص ِّ‬
‫ئي وغيره‪،‬‬ ‫َ‬
‫فنر اإلسلم‪ »...‬إل آخره اللار س حديث عاد الرحمن بن أبز ع د ال س ِّ‬
‫أمسى ‪ ،‬ولىل َمى الااييىر؛ أل‬ ‫َ‬
‫يقىلل ذلىك إذا َ‬ ‫رىرع أ‬
‫فقىط‪ ،‬فىل ي َ‬ ‫فإنه ي َق ل في الصىا‬
‫اللار س الحىديث هىل اإلتيى بىه صىا ًح ‪ ،‬وروايى اإلتيى بىه ع ىد المسى ء الىلار فىي‬
‫«مس د أحمدَ » وغيره َل تص ُّ ‪.‬‬

‫وقلله‪( :‬ويزيد عليه)؛ أي يأتي زي ً عل ذلك بأذك ر أخر ‪ ،‬وهىي قىلل‪« :‬اللهىم مى‬
‫ِّ‬
‫الىذكرا‬ ‫أصا بي من نعم »‪ ،‬وقلل‪« :‬اللهم إنِّي أسألك خير م في هذا اليلم»‪ ،‬وهىذا‬
‫أيض ‪ ،‬وهل حديث‪« :‬اللهم مى أصىا بىي مىن نعمى »‪ ،‬فإنىه‬
‫أحدهم مم ج ء فيه المس ء ً‬
‫» من حديث عاىد اهلل بىن غ ى م‬ ‫ئي س «س ه الك‬
‫ج ء فيه المس ء‪ .‬رواه أبل او وال س ُّ‬
‫ضي ◙ وإس ه حس ٌن‪.‬‬
‫الاي ِّ‬
‫وكذا م بعده‪« :‬اللهم إنِّي أسألك خير م س هىذا اليىلم»‪ ،‬فإنىه قنعى ٌ مىن حىديث ابىن‬
‫مسعل الماقدِّ م‪.‬‬

‫وي َق ل في المس ء كم يق ل س الصا ‪ ،‬لك ه إذا أمس ق ل‪« :‬اللهىم إنِّىي أسىألك خيىر‬
‫تقرير لم تقدم من أ المس ء يكل بعد الاروب ف سىم الليلى َل يقى‬
‫ٌ‬ ‫هذه الليل »‪ ،‬وهذا‬

‫ب ِّتفىىى ق العىىىرب إَل بعىىىد غىىىروب الرىىىم ؛ لقللىىىه تعىىى ل ‪ :‬ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ﴾‬
‫[الاقر ‪ ،]187:‬ف ناه ء اليلم يكل ب لليل الذي هل باروب الرم ‪.‬‬

‫بل‬ ‫ِّ‬
‫المحىل قى ً‬ ‫و المس ء م كىل‬ ‫في أذك ر الصا‬ ‫الزي‬
‫وذكر المص ِّف ؒ ِّ‬
‫العاد إل كثر ِّ‬
‫الذكر صىا ًح ‪ ،‬فىإ القلى يحاى إلى تقليى‬ ‫له ه وه ك ؛ َلحاي‬
‫( ‪)1‬‬

‫ائم ى إذا َتصىىىرف الفقيىىه أو الع ى لم فىىل بىىد أ يكىىل ه ى ك‬


‫(‪ )1‬الم َص ى ِّف فقي ى ٌه‪ ،‬وهىىل م ىن رؤوس الفقه ى ء‪ ،‬و ً‬
‫زا س األذك ر‪.‬‬ ‫يكرره ثل والاساي مر ً ‪ ،‬فكذلك ه لم ذكر الصا‬
‫ملج ٌ ؛ ك لذي ذكرن ه س الاكاير أنه ِّ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪33‬‬

‫فىي ِّ‬
‫الىذكر‪ ،‬وَل سىيم‬ ‫ونر ط إذا أصا َ ك حاي الاد ‪ ،‬ويكل ت رينه بإمدا ه ب ِّلزي‬
‫مم ور في أذك ر الصا ‪ ،‬وهل الم َلافق خن َب الرىىرع‪ ،‬فىإ أذكى ر الصىا أكثىر مىن‬
‫يخاص بذكرين َل يكلنى فىي المسى ء‪ ،‬وه َمى ‪َ « :‬أصى َاح َ َع َلى‬
‫ُّ‬ ‫أذك ر المس ء‪ ،‬ف لصا‬
‫فن َر اإلس َلم‪ »...‬إل آخره‪ ،‬و «اللهم إنِّي أصاَحت أشهدَ ك وأشهد َحم َلى عرشىك‪»...‬‬
‫و المس ء‪.‬‬ ‫إل آخره‪ ،‬فهذا ِّ‬
‫الذكرا يكلن س الصا‬

‫في الصا وهل‪« :‬أعلذ بكلمى ت اهلل الا مى ت‬ ‫فيخاص بذكر واحد لي‬
‫ُّ‬ ‫وأم المس ء‬
‫شر م خلق»‪.‬‬
‫من ِّ‬

‫خلقىت نفسىي»)‬
‫َ‬ ‫أنىت‬
‫السادسة‪ :‬في قلله‪( :‬فإذا أرا أ يرقدَ ؛ قى ل‪« :‬اللهىم َ‬
‫والمسألة َّ‬
‫حا ق ل‪«( :‬وما اسايقظ؛ ق ل‪« :‬الحمد هلل») إل آخىره‪ ،‬وهىي مرىامل ٌ على مى يقى ل‬
‫خلقىت‬
‫َ‬ ‫أنت‬
‫ع د ال لم واَلسايق ظ‪ ،‬فقلله‪( :‬فإذا أرا أ يرقدَ )؛ أي ي َم‪ ،‬فيقلل‪( :‬اللهم َ‬
‫عم َر ¶ س «صىحي مسىلم» أ ال اىي‬ ‫نفسي) إل آخره‪ ،‬وور هذا س حديث ابن َ‬
‫ت َن ْف ِ‬
‫َّسي َو َأن َ‬ ‫♀ ك إذا أخذ مضجعه ق ل‪« :‬ال َّل ُه َّم َأن َ‬
‫ْت َخ َل ْق َ‬
‫ْت ت ََو َّف َ‬
‫اها» حا‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين»‪.‬‬ ‫ق ل‪« :‬ت َْح َف ُظ بِه عبَا َد َك َّ‬
‫الصالح َ‬

‫وقلله‪«( :‬وإ أر َسلاَه ») وق َ س رواي مسلم وغيره‪َ « :‬وإِ ْن َأ ْحيَيْتَ َها»‪ ،‬ورواي اإلرس ل‬
‫أيض ‪ ،‬وكلهم بمع ً واحد‪.‬‬
‫وار ٌ ً‬

‫كر بذكر ث ي َقى ل ع ىد ال ىلم‪ ،‬وهىل قىلل‪«( :‬الحمىد هلل الىذي أ َ‬


‫طعم ى‬ ‫ثم َأت َا َ هذا ِّ‬
‫الذ َ‬
‫أيض مىن حىديث‬
‫مسلم ً‬
‫ٌ‬ ‫وسق ن ‪ ،‬وكف ن وآوان ‪ ،‬فكم ممن َل ك ف َي له وَل مؤوي»)‪ .‬رواه‬
‫بن م لك ◙‪.‬‬ ‫أن‬

‫َ‬
‫اسىايقظ؛ قى ل‪« :‬الحمىد هلل الىذي أحي نى بعىدم أم ت ى وإليىه ال ُّرىلر»)‪،‬‬ ‫ق ل‪«( :‬وماَ‬
‫واالستيقاظ هل اإلف ق من ال لم إلرا قنعه‪ ،‬فإذا أف ق من نلمه مريدً ا قن َعىه قى ل هىذا‪،‬‬
‫‪34‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫أم إف قاه م عدم إرا القن بأ يريدَ اساكم َل نلمه فل يأتي به‪َ ،‬‬
‫فمن أف ق في الس ع‬
‫ئم فإنه َل يأتي بهذا ِّ‬
‫الذكر‪.‬‬ ‫الث ني عرىر وبقي عل فراشه مريدً ا بق ءه ن ً‬

‫َّح‬
‫وهذه األذك ر الثلث مم يق ل ع د ال لم واَلسايق ظ يؤ َمر به في نلم الليىل يف أص ِّ‬
‫قولي أهل العلم‪ ،‬ف ألح يث اللار في أذك ر ال ىلم رقىل ً ا واسىايق ًظ ُّ‬
‫تىدل على إرا‬
‫والمض ِ‬
‫جع‪ :‬الملض الم َعدُّ ل لم الليل‪ ،‬أو قللىه‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫أخ َذ َم ْض ِ‬
‫ج َع ُه»‪،‬‬ ‫نلم الليل؛ كقلله‪« :‬إِ َذا َ‬
‫اش ِه»‪ ،‬فإ اإلتي إل الفراش يكل ع ً في نلم الليىل‪ ،‬ف ىلم ال هى ر َل‬ ‫«إِ َذا َأوى إِلَى فِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بمحل‪ ،‬في م المرء حيىث كى َ ‪ ،‬وهىل الجى ري س عىرف ال ى س مىن‬
‫يخاص ع د العرب َ‬
‫ُّ‬
‫العرب‪ ،‬حا أحدثلا م يعرف بى(غرف ال لم)‪ ،‬فإ ال س ك نلا س نلم ال ه ر ي ى مل س‬
‫مافرق ‪ ،‬فرتاه اليىلم ه ى ‪ ،‬وغىدً ا ه ى ك‪ ،‬وأمى نىلم الليىل فيكىل س محىل واحىد‪،‬‬
‫ملاض َ ِّ‬
‫حمل هذه األذ َك ر عل عرف الرريع من أ المعروف س خنى ب الرىىرع‪ :‬إرا نىلم‬
‫فا َ‬
‫الليل‪ ،‬فيؤ َمر به حي ًاذ‪.‬‬

‫واإلتي بهذه األذك ر فىي نىلم ال هى ر جى ٌئز‪ ،‬فىل يىؤ َمر بىه‪ ،‬وَل ي َعىدُّ مسىاحاًّ وَل مىن‬
‫الس ‪ ،‬فإ ج ء به ج َز للجل علاه‪ ،‬فم يرا من هذه األذك ر ع د ال لم رقل ً ا واسايق ًظ‬
‫ُّ‬
‫الس اإلتي به في نلم الليل و ال ه ر‪.‬‬ ‫يرا في ِّ‬
‫كل نلم‪ ،‬لكن اللار في ُّ‬
‫ِّ‬
‫والذكر الث لث ‪ -‬وهل م يق ل ع د اَلسايق ظ‪«( :‬الحمد هلل الذي أحي نى بعىدم أم ت ى‬
‫ري مىن حىديث حذيفى َ وأبىي ذر‬
‫وإليه ال ُّرىلر») ‪ -‬روي فىي «الصىحيحين» ع ىد الاخى ِّ‬
‫¶‪ ،‬وع د مسلم من حديث ال اء بىن عى زب ¶‪ ،‬ومثىل هىذا َل ي َقى ل فيىه‪:‬‬
‫فق عليه‪.‬‬
‫ما ٌ‬

‫َّلم)‪ ،‬أو (ح ٌ‬
‫َّديث م َّتف ٌَّق عليَّه) لَّه‬ ‫فالم َّتفق عليه الََّّذي ُيقَّال فيَّه‪( :‬رواه البخ ُّ‬
‫َّاري ومس ٌ‬
‫أربعة شروط‪:‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪35‬‬

‫أيضى و سى ئر‬
‫ري في «صحيحه» ومسلم س «صحيحه» ً‬
‫األول‪ :‬أ يكل ع د الاخ ِّ‬
‫َّ‬
‫كااهم ‪.‬‬

‫مسىلم س «صىحيحه»؛ لىم‬


‫ٌ‬ ‫ري حديثً س كا ب «األ ب المفىر » ورواه‬
‫فلل رو الاخ ُّ‬
‫مسلم س كا ب «الامييز»‬
‫ٌ‬ ‫ري س «صحيحه» ورواه‬ ‫ي َقل‪( :‬ما ٌ‬
‫فق عليه)‪ ،‬وكذا لل رواه الاخ ُّ‬
‫أو غيره فل ي َق ل فيه‪( :‬ما ٌ‬
‫فق عليه)‪.‬‬

‫والثَّانِي‪ :‬أ يكل الحديث ع دهم س «الصحي » عن صىح بي واحىد‪ ،‬فىإذا اخالىف‬
‫الصح بي عزي إل ِّ‬
‫كل واحد بصح بيه‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ري عن حذيف َ ومسل ٌم عن ال َاراء‪.‬‬
‫مثل‪ :‬رواه الاخ ُّ‬
‫فيق ل ً‬

‫ً‬
‫ملصىلَل‬ ‫َ‬
‫ملصلل اإلس ‪ ،‬فىإذا كى معل ًقى ع ىد أحىدهم‬ ‫وثالثُها‪ :‬أ يكل ع دهم‬
‫ع د الث ني لم َيص عليه اسم (المافق عليه)‪.‬‬
‫ِ‬
‫ري‪:‬‬ ‫ً‬
‫ملصلَل‪ ،‬فق ل الاخى ُّ‬ ‫ري معل ًق ‪ ،‬وم ٌ‬
‫سلم‬ ‫يح ُة»‪ .‬رواه الاخ ُّ‬
‫ين النَّص َ‬
‫كحديث‪« :‬الدِّ ُ‬
‫مسلم فق ل‪ :‬حدث محمد بىن يح َيى‬
‫ٌ‬ ‫اي ♀‪« :‬الدِّ ين ال صيح »‪ ،‬وأم‬
‫وق ل ال ُّ‬
‫مسىلم‬
‫ٌ‬ ‫ابن أبي ع َمر العدينُّ إل آخىر إسى ه فىي (كاى ب اإليمى )‪ ،‬فحي ًاىذ ي َقى ل‪( :‬رواه‬
‫تقىديم مىن رواه‬
‫َ‬ ‫واألول أكمل؛ أل‬
‫َّ‬ ‫مسلم)‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ري ورواه‬
‫ري)‪ ،‬أو (علقه الاخ ُّ‬
‫وعلقه الاخ ُّ‬
‫بإس ه أول ‪ ،‬وَل ي َق ل (ما ٌ‬
‫فق عليه)‪.‬‬

‫وراب ُعها‪ :‬أ يكل الحديث ع دهم بلفظ واحد‪ ،‬أو ماَ َق رب‪ ،‬فلل قىدِّ َر روايى حىديث‬
‫مثل بلفظين مخ َالفين يافق في المع ؛ فىل يصى ُّ حي ًاىذ أ ي َقى ل‪( :‬ما ٌ‬
‫فىق‬ ‫ً‬ ‫في الجه‬
‫الق َي َام ِة َُرا‬
‫ون يوم ِ‬
‫الو ُضو ُء» م حديث‪« :‬إِ َّن ُك ْم َتأْ ُت َ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫عليه)؛ كحديث‪َ « :‬تبْ ُلغُ الح ْل َي ُة َما َيبْ ُلغُ ُ‬
‫‪36‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ين»‪ ،‬فهذا الحديث ب عاا ر المع يعدا س مع ى واحىد‪ ،‬وأمى ب عااى ر اللفىظ‬ ‫ِ‬
‫ُم َح َّجل َ‬
‫ُّ‬
‫فكل واحد م هم مساقل عن ارخر س لفظه‪.‬‬

‫ري ومسلم ع د المافق عليه‪ :‬هل في اَلصنل المرهلر‪،‬‬


‫وم ذكرن ه من إرا الاخ ِّ‬
‫ومسلم وأحمىد‪ ،‬وهىذه طريقى أبىي‬
‫ٌ‬ ‫ري‬ ‫فإنه قد ي َق ل‪( :‬ما ٌ‬
‫فق عليه) ويرا به م رواه الاخ ُّ‬
‫ال ك ت المجد ابن تيمي َ ؒ س كا ب «الم اق »‪.‬‬

‫فق عل صحاه؛ أي جى م ٌ شىروط ال ِّصىح ‪ ،‬وهىذا‬ ‫أو ي َق ل‪( :‬ما ٌ‬


‫فق عليه) ويرا به‪ :‬ما ٌ‬
‫وجىدت فىي كلمهمى أو‬‫َ‬ ‫يكثر س كلم أبي نعيم األصاه ن ِّي وابن َم دَ ه األصاه ن ِّي‪ ،‬فىإذا‬
‫ري ومسىلم فىل يعىدُّ هىذا‬
‫فق عليه) ولم تجىده ع ىد الاخى ِّ‬ ‫كلم غيرهم بعد حديث‪( :‬ما ٌ‬
‫فق عل صحاه؛ َلجام ع‬
‫فق عليه)؛ أي ما ٌ‬
‫وغيرهم يقللل ‪( :‬ما ٌ‬
‫المذكلرين َ‬
‫َ‬ ‫وهم ؛ أل‬
‫ً‬
‫الصح فيه‪.‬‬
‫شروط ِّ‬

‫السابعة‪ :‬س قلله‪( :‬وإ مر بقري ؛ ق ل‪« :‬اللهم إنِّي أسألك») إل آخره‪ ،‬وهل‬
‫والمسألة َّ‬
‫ِّ‬
‫الذكر ا لمعىروف بىى(ذكر خىلل القريى )‪ ،‬أ العاىدَ إذا سى فر فمىر س سىفره بقريى مريىدً ا‬

‫ال ُّزول به أو جع َله مرحل ً من مراحل سفره أنه يقلل‪«( :‬اللهىم إنِّىي أسىألك َ‬
‫خيىر هىذه‬
‫ئي س‬ ‫ومي ◙ اللار س ذلك ع ىد ال سى ِّ‬ ‫الر ِّ‬‫ُّ‬ ‫القري ‪ )»...‬إل آخره؛ لحديث صهي‬
‫«الك » وغيره‪ ،‬أ ال اي ♀ ك إذا خل قري ً ق ل‪« :‬ال َّلهم رب السماو ِ‬
‫ات‬ ‫ُ َّ َ َّ َّ َ َ‬
‫الر َيَّاحِ َو َمَّا‬ ‫الشَّ َياطِ ِ‬
‫ين َو َمَّا َأ ْضَّ َل ْل َن‪َ ،‬و َر َّب ِّ‬ ‫ين َو َما َأ ْق َل ْلَّ َن‪َ ،‬و َر َّب َّ‬ ‫ِ‬
‫َو َما َأ ْظ َل ْل َن‪َ ،‬و َر َّب األَ َرض َ‬
‫حىديث اخا َلىف فيىه رواتىه‬ ‫ٌ‬ ‫ك َخ َير َه ِذ ِه ال َق ْر َي ِة‪ »...‬إل آخره‪ ،‬وهل‬ ‫َذ َر ْي َن‪ ،‬ال َّل ُه َّم إِ ِّني َأ ْسأَلُ َ‬

‫اخال ًف ى كثيى ًىرا‪ ،‬وأش ى ر الاخ ى ُّ‬


‫ري س «الا ى ري الكايىىر» إل ى أن ىه َل يص ى ُّ ‪ ،‬وهََّّو أظهََّّر؛‬
‫َلضنراب رواته‪ ،‬وإ ج ء به العاد ك ج ًئزا؛ لم تقدم من أ األصل س الىدُّ ع ء طلاىه‬
‫واألمر به‪ ،‬لكن تلقيت كلنه مساحاًّ َياعد م القلل بضعفه‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪37‬‬

‫والمسََّّألة الثَّامنََّّة‪ :‬س قللىىه‪( :‬وإذا رأ قل ًم ى يخ ى فهم؛ ق ى ل‪« :‬اللهىىم أع ىلذ بىىك مىىن‬
‫األشىعري ◙ الىلار س ذلىك ع ىد‬
‫ِّ‬ ‫شرورهم‪ )»...‬إل آخره؛ لحديث أبي ملسى‬
‫ٌ‬
‫حديث صحي ٌ ‪ ،‬فإذا خ ف العاد أحدً ا ق ل‪( :‬اللهىم إنِّىي أعىلذ‬ ‫أبي او س «س ه»‪ ،‬وهل‬
‫بك من شرورهم‪ ،‬وأ رأ بك س نحلرهم)؛ أي أ ف بك س نحلرهم‪ ،‬والنَّحَّر هىل أعلى‬
‫الصدر‪ ،‬وخص بدع ء الدف ؛ أل من اساعل من الخلىق ياىرز نَحى َره عى ً‪ ،‬فاخصىيص‬
‫شره‪ ،‬وم وصلل األذي م ه‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫المحل ب لدرء ‪ -‬وهل الدف ‪ -‬طلاً إلذَلله و حر ِّ‬ ‫هذا‬

‫وهذا ِّ‬
‫الذكر يق ل إذا خ ف قل ًمى ‪ -‬أي ممىن يالقى مى هم صىدور الرى ِّىر ‪-‬؛ كىأ يىر‬
‫قل ًم ى ي ك ىر ح ى َلهم س مرحل ى مىىن مراحىىل سىىفره‪ ،‬فيخر ى أ يكلن ىلا سىىرا ًق يعرضىىل‬
‫شرهم‪.‬‬
‫للمس فرين فيقلل هذا اباا َء ف ِّ‬

‫[مسأحةا]‪ :‬هل يجلز أ يقلل هذا الدُّ ع ء إذا أقال عل نقن من نق ط تفايش األمن؟‬

‫ِّ‬
‫لمحل المذكلر‪ ،‬م امىلا على األصىل‬ ‫[لحجولب]‪:‬اَل يرىرع أ يقل َله؛ َلخاص صه ب‬
‫الر ىىرط‪ ،‬ف ألصىىل المنلىىلب شىىر ًع س ُّ‬
‫الرىى َرط هىىل تىىلفير األمىىن‪،‬‬ ‫المنلىىلب شىىر ًع س ُّ‬
‫ضىررا‬
‫ً‬ ‫وحفظ مص ل الخلق‪ ،‬فإذا ك نلا عل هذا األصل لم يجز‪ ،‬وإ ك هل ياخلف‬
‫وقت عل ماعلقى ت المىرور‪ ،‬فيخرى أ‬
‫ٌ‬ ‫‪ -‬كأ يكل غير ح مل رخص ً‪ ،‬أو قد مضى‬
‫رىرع قلل هذا‪ ،‬أم إذا ك نلا عل خلف هذا فيقلله؛ كأ‬
‫يأخذوه من هذه الجه ‪ -‬فل ي َ‬
‫ولي األمر أو نحله‪.‬‬
‫تكل ع تهم أ يأخذوا جا ي ت عل الخلق مم لم يأذ به ُّ‬
‫رىرع حي ًاذ اَلسىاع ذ فقىط‪،‬‬
‫فإذا ك نلا عل األصل المنللب شر ًع لم َيجز‪ ،‬وإنم ي َ‬
‫ك‬‫شر من يح ُّ ‪ ،‬وأعظمه‪ :‬مى جى ء س حىديث علىي‪َ « :‬و َأ ُعَّو ُذ بَِّ َ‬
‫فإ اإلنس يساعيذ من ِّ‬
‫يساعيذ‪ ،‬وأكم ُله‪ :‬أ يقر َأ سلر الفلق وال س‪ ،‬فهل يساعيذ لىدف الضىىرر‬ ‫َ‬ ‫ِمنْ َ‬
‫ك»‪ ،‬فله أ‬
‫‪38‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫السىلرتين الفلىق وال ى س‪ ،‬أو أ يسىاعيذ‬ ‫ع ه‪َ ،‬ل لاَ َ‬


‫خ ُّلف الر ِّىر الذي م هم‪ ،‬فله أ يقىرأ ُّ‬
‫باير هذا‪.‬‬

‫وهذه المسأل وغيره مم يؤ ِّكد شد الح َج إل فقه األذك ر‪ ،‬وهل مم قلىت الع يى‬
‫قديم وحديثً ‪.‬‬
‫به ً‬

‫خير مى هاىت‬
‫الري ؛ ق ل‪« :‬اللهم إنِّي أسألك َ‬
‫والمسألة التَّاسعة‪ :‬س قلله‪( :‬وإ هات ِّ‬
‫الري ‪ -‬يع ىي الهىلاء ‪َ -‬ل‬
‫ِّ‬ ‫الريح هل اشادا الهلاء‪ ،‬فمجر جري‬
‫الري »)‪ ،‬وهبوب ِّ‬
‫به ِّ‬
‫الري فإنه ين َل حي ًاذ اإلتي ب ِّ‬
‫لذكر‪.‬‬ ‫يرا به ذلك‪ ،‬وإنم إذا اشادت هذه ِّ‬

‫ك خَ ْيَّ َر َهَّ ِذ ِه ال َِّّريحِ‬


‫وم ه‪ :‬م س «صحي مسلم» من حديث ع ئر َ ‪« :‬ال َّل ُه َّم إِنَِّّي َأ ْسَّأَلُ َ‬
‫الذكر‪.‬‬ ‫ت إِلَ ْي ِه‪ »...‬إل تم م ِّ‬
‫َو َخ ْي َر َما فِ َيها‪َ ،‬و َخ َير َما ُأ ْر ِس َل ْ‬

‫الري ‪ ،‬أم مجر جري الهلاء فل ي َق ل فيه ذلك‪.‬‬


‫فيأيت به إذا اشادت ِّ‬

‫واللفظ الذي ذكره الم َص ِّف َل يعرف مرو ًّي ‪ ،‬وهل ج ٌئز ب عااى ر صىح المع ى ‪ ،‬فهىل‬
‫اىىي‬
‫ملافىى ٌق س مع ىى ه لألح يىىث واألذكىى ر الىىلار ‪ ،‬واألكمََّّل‪ :‬إتي نىىه بمىى ور عىىن ال ِّ‬
‫بي بن كع ╚‪.‬‬ ‫♀ س حديث ع ئر َ ‪ ،‬وأبي هرير َ ‪ ،‬وأ ِّ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪39‬‬

‫َ‬
‫ياذل يديه‪ ،‬ويكف أذاه ‪ ،‬ويحسى َن إلى رفيقىه مى اسىان َع‪ ،‬وإلى الجمى ل‪،‬‬ ‫وي ااي أ‬

‫أكثر مم ينيق‪ ،‬وإ أذ َ له المك ري؛ فإ َ‬


‫اهلل تع ل كاى َ‬ ‫الج َمل‪ ،‬فل يحمل عليه َ‬
‫َ‬ ‫وإل‬
‫اإلحس َ عل ِّ‬
‫كل شيء‪.‬‬

‫اهلل حرم من الا طل هز َله وجده‪.‬‬


‫فإ َم َز َ فل يقللن إَل الحق‪ ،‬فإ َ‬

‫أبلغ س اساج ب ع ئه‪ ،‬ويكل َ أكثر كلمىه بمى‬


‫َ‬ ‫ً‬
‫حلَل؛ ليكل‬ ‫وي ااي أ تكل َ نفقاه‬
‫خير فيه‪.‬‬
‫يعل عليه ب ل ف س الع جل وارجل‪ ،‬وم عدا ذلك فل َ‬

‫السفر‪:‬‬ ‫َ‬
‫مسائل تتبع ما سبق من آداب َّ‬ ‫ست‬
‫َّ‬ ‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هذه الجمل‬

‫َ‬
‫ياذل يديه)؛ أي أ يكل سخ ًّي بم معه‪ ،‬فاذل‬ ‫فالمسألة األولى‪ :‬س قلله‪( :‬وي ااي أ‬
‫اليد ك ي ٌ عن العن ء‪ ،‬ف لسخ ء والجل والكرم من كىريم الخصى ل المىأملر بهى شىر ًع ‪،‬‬
‫وعر ًف ‪.‬‬

‫والمسََّّألة الثَّانيََّّة‪ :‬فىىي قللىىه‪( :‬ويكىىف أذاه)؛ أي يمسىىك عىىن األذ ‪ ،‬فََّّالكفُّ هىىل‬
‫اإلمس ك‪ ،‬واألذى هل إيص ل م يكره ‪ ،‬فيمسك العاد فل يصل م ه إل أحد مى يكرهىه‬ ‫( ‪)1‬‬

‫م ه من قلل أو فعل‪.‬‬

‫لب عىن مع ى األذ ‪ ،‬فأجى ب أحىدهم‪ :‬هىل الضىرر‪ ،‬فقى ل الرىي ‪ :‬ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫(‪ )1‬سأل الري ال ُّن َ‬

‫الىري هىل آذ اهلل أم ضىره؟ =‬


‫ِّ‬ ‫(يضىرو اهلل ورسىلله)؟‪ ،‬وإذا سى اإلنسى‬
‫ُّ‬ ‫ﮅ ﴾ [األحزاب‪ ،]57:‬هل مع ه‪:‬‬
‫‪40‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫حق أهل اإلسلم‪ ،‬فل يؤ َذ برىيء إَل َوف َق‬


‫وأذي الخلق ك ف ً م هي ع ه ‪ ،‬وتاأكد في ِّ‬
‫مأملر ب ساعم ل كم َلت األخلق م الخلئق‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫خن ب الرىرع‪ ،‬وم عداه ف لعاد‬

‫والمسََّّألة الثَّالثََّّة‪ :‬س قللىىه‪( :‬ويحس ى َن إل ى رفيقىىه م ى اسىىان َع‪ ،‬وإل ى الجم ى ل‪ ،‬وإل ى‬
‫الج َمل)؛ أي يساعمل معهم اإلحس َ بإيص ل م ي فعهم‪ ،‬في ف (رفي َقه) ‪ -‬وهل صى حاه‬
‫َ‬
‫حس ى َ قدرت ىه وط قاىىه‪ ،‬وكىىذا يحس ىن (إل ى‬
‫المقى ر لىىه س الس ىفر ‪( -‬م ى اسىىان ع)؛ أي َ‬
‫سىاأجر هىل ل َسىلق الجمى ل س‬
‫َ‬ ‫الجمل المساأ َجر م ه‪ ،‬أو الذي ي‬
‫َ‬ ‫الجم ل)؛ وهل ص ح‬
‫أكثر‬
‫السفر‪ ،‬وكذا يحسن (إل الجمل)؛ وهل مركلبهم ع ً فيم ساق‪( ،‬فل يحمل عليه َ‬
‫مم ينيق)؛ أي َل يجعل عليه مىن األحمى ل شىيًاً يكىل أكثىر مىن ط قاىه ووسىعه‪ ،‬فىإذا‬
‫َح َمل عليه م َل ينيق َحرم ذلك؛ لم فيه من أذياه واإلضىرار بىه‪ ،‬وقىد أمرنى ب إلحسى‬
‫إل الحيلان ت س أح َ‬
‫يث كثير ‪ ،‬وج ء س الجم ل بخصلصه أح يىث س «الصىحي »‬
‫وغيره؛ ألنه أكثر مركلب العرب حي ًاذ‪.‬‬

‫وكذا يحىرم عليىه أ يجي َع َهى مىن غيىر ضىرور ‪ ،‬فىل يم عهى النعى َم س السىفر؛ إَل إ‬
‫أسرع له في لحلق أن س َت َقدملا‪،‬‬
‫َ‬ ‫عت إل ذلك ضرور ٌ ؛ كأ يكل أقل في سيره‪ ،‬أو‬
‫فحي ًاذ ياَ هذا ألجل م فع أعظم‪.‬‬

‫وقللىىه‪( :‬وإ أذ َ لىىه المك ى ري)؛ أي وإ أذ لىىه ص ى ح الجمىىل ال ىذي اسىىاأجره‪،‬‬


‫سىاأجر فىي نفسىه أو يأخىذ أجىر ً على شىيء مىن‬
‫َ‬ ‫هىل َمىن ي‬ ‫والم ِ‬
‫كاري َ‬ ‫فالكراء‪ :‬األجر ‪ُ ،‬‬

‫ِ‬
‫=الجلاب‪ :‬آذ اهلل؛ للحديث اللار س «الصحيحين»‪ُ « :‬ي ْؤذِيني ا ْب ُن آ َد َم َي ُس ُّ‬
‫ب الدَّ ْه َر»‪ ،‬هذا س ُّ الدهر وم ىه سى ُّ‬
‫الري ‪ ،‬فهذا أذي ٌ وهل و الضرر‪.‬‬
‫ِّ‬
‫وقال الشيخ‪ :‬هذه مسألة سِّق ن كرنااهِّا‪ ،‬لِّذلإل اااسِّا ي قنِّي ن يبا ِّي ِّالب اعا ِّاً النِّا؛ خاصِّة يف حِّوو‬
‫األشياً‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪41‬‬

‫ملكه‪.‬‬

‫اهلل‬
‫والجمىل بقللىه‪( :‬فىإ َ‬
‫َ‬ ‫وعلل م تقدم من األمىر ب إلحسى إلى الرفيىق والجمى ل‬
‫ِّ‬
‫كىل شىيء)؛ أي للحىديث الىلار فىي ذلىك ع ىد مسىلم مىن‬ ‫تع ل كا َ اإلحسى َ على‬
‫حديث شدا بن أوس ◙ أنه ق ل‪ :‬اث َا َحفظاهم مىن رسىلل اهلل ♀‪:‬‬
‫َ‬
‫يلصىل‬ ‫َ‬
‫الحديث‪ ،‬ومم ي ىدر فىي مع ى ه‪ :‬أ‬ ‫ان َع َلى ُك ِل َش ْيء‪»...‬‬ ‫ب ِ‬
‫ال ْح َس َ‬ ‫«إِ َّن اللَ َكتَ َ‬
‫العاد ال ف َ إل غيره‪.‬‬

‫اهلل حىرم مىن الا طىل‬


‫الرابعة‪ :‬في قلله‪( :‬فإ َم َز َ فل يقللن إَل الحق‪ ،‬فىإ َ‬
‫والمسألة َّ‬
‫هز َلىه وجىده)؛ أي إذا تلسى س الخنى ب مؤانسى ً لرفيىق وغيىره لىىم يقىل فىي مزاحىه إَل‬
‫طل؛‬ ‫الصدق‪ ،‬وأصل ِّ‬
‫الحق‪ :‬الث بت اللزم‪ ،‬ولم يجر عل لسى نه مى يكىل بى ً‬ ‫الحق؛ أي ِّ‬
‫ِّ‬
‫كىل حى ل‪ ،‬فىل يجىلز س َهى َزل وَل س‬ ‫أي من الكذب المزيف‪ ،‬فإ الكذب محىر ٌم على‬
‫جد ‪.‬‬

‫وذكر الم َص ِّف هذه المسأل َ في آ اب السفر؛ أل مم يالسى بىه عى ً فىي األسىف ر‪:‬‬
‫المزا ‪ ،‬فمك بد السفر تد َف به‪ ،‬فيالس ح ل السىفر فىي المىزا مى َل يالسى س حى ل‬
‫الح َضر‪.‬‬
‫َ‬

‫ً‬
‫حىلَل)؛ أي يجى عليىه أ‬ ‫والمسألة الخامسَّة‪ :‬فىي قللىه‪( :‬وي ااىي أ تكىل َ نفقاىه‬
‫َ‬
‫أبلىغ س‬ ‫وحجىه ع مى ً مىن الحىلل‪ ،‬وعللىه بقللىه‪( :‬ليكىل‬
‫ِّ‬ ‫تكل نفقاه في سفره خ ص ً‬
‫يخاص هذا ب لسفر‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫اساج ب ع ئه)‪ ،‬فإ َمن َحل َمنعمه و َمرىربه اساجي َ ع ءه‪ ،‬وَل‬
‫ٌ‬
‫حىلل‪ ،‬وهىي الحى ل الاىي‬ ‫بل ُّ‬
‫كل أمر منللب يج أ يكل منعم العاد و َمرىربه فيىه‬
‫يكل عليه المسلم‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫الحج آ َكد من اساج ب الدُّ ع ء‪ ،‬وهىي قاىلل ِّ‬


‫حجىه‪ ،‬فمىن العلمى ء مىن‬ ‫ِّ‬ ‫وم فع هذا في‬
‫حجه‪.‬‬
‫ذه إل أ َمن حج بم ل حرام لم يقال ُّ‬

‫أمىر خى ر ٌ عىن أصىل أفعى ل‬


‫هر؛ أل ال فقى ٌ‬
‫حجىه باصىحيحه ظى ٌ‬
‫واألظهر‪ :‬أ قالل ِّ‬
‫حجه‪ ،‬فإذا كثر م ي فق‬
‫فاح َس أثر هذا الم ل في أفع ل ِّ‬
‫الحج‪ ،‬وأم م يق له من األجر َ‬
‫ِّ‬
‫خلف قل أجره‪ ،‬وإذا قل رجي له من األجر أكثر‪.‬‬
‫م ه ت ِّ‬

‫حجه وبراء‬ ‫ً‬


‫حلَل؛ رج َء قالل ِّ‬ ‫وعل ِّ‬
‫كل ح ل فإنه يج أ يحرص عل كل نفقاه‬
‫ذماه‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬في قلله‪( :‬ويكل َ أكثر كلمه بم يعل عليه ب ل ف ‪ )...‬إل آخره؛‬
‫والمسألة َّ‬
‫وآجل‪( ،‬ومى عىدا ذلىك‬
‫ً‬ ‫أي ياحفظ س ألف ظه فيكل أكثر كلمه فيم يرج نفعه ع جل‬
‫خير فيه)‪.‬‬
‫فل َ‬

‫رسىلل اهلل ♀‬ ‫َ‬ ‫وس «الصحيحين» من حديث عن أبىي هريىر َ ◙‪ ،‬أ‬


‫َان ي ْؤ ِمن بِالل ِ واليو ِم ِ‬
‫اآلخرِ؛ َف ْل َي ُق ْل خَ ْي ًرا َأ ْو لِ َي ْص ُم ْ‬
‫ت»‪ ،‬ف لعاد مخي ٌر بىين قىلل‬ ‫َ َْ‬ ‫ق َل‪َ « :‬م ْن ك َ ُ ُ‬
‫صمت عم لم تظهر له م فعاىه وَل ضىرره‪ ،‬وقلى الكىلم ممى‬
‫َ‬ ‫خير تسااين م فعاه أو أ ي‬
‫يمدَ ويحمد‪.‬‬

‫واحايج إل بي هذه المسأل في السفر؛ أل الكلم يكثر فيه ع ً‪ ،‬ويالس فيه م َل‬
‫َ‬
‫الح َضر‪.‬‬
‫يالس س ح ل َ‬

‫ومن الكا ال فع الاي ي ااي أ يقرأه ط ل العلم مر ً بعد مر ‪ :‬كا ب «الصىمت»‬


‫للح فظ ابن أبي الدُّ ني ‪ ،‬فإنه كا ٌب م ٌ‬
‫رامل عل أح َ‬
‫يث وآثى ر عىن الصىح ب والاى بعين‬
‫فمن بعدهم س فضيل الصمت‪ ،‬وإصل الم نق‪ ،‬والاح ُّفظ س الكلم‪ ،‬مم يقىلي هىذه‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪43‬‬

‫المع ين في قل العاد فاصل ح له ويساقيم أمره‪.‬‬


‫‪44‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫عرىى َر فر َس ً‬
‫ىخ ‪-‬‬ ‫وللمس فر إذا ف َ‬
‫رق محل إق ماه؛ وك سفره أربع َ بر ‪ -‬وهىي سىا َ َ‬
‫القصر س ابادائه ‪ ،‬ولم يقاىد‬
‫َ‬ ‫والعصر والعر َء ركعاين ركعاين؛ إذا نل‬
‫َ‬ ‫أ يص ِّل َي ال ُّظ َ‬
‫هر‬
‫س شيء م َه بمام‪ ،‬ولم يرك في ني قصره ‪.‬‬

‫هر إل العصر‪ ،‬إ ش َء عج َل العصى َر إل ال ُّظهر فصىلهم س وقىت‬


‫وله أ يجم َ ال ُّظ َ‬
‫ال ُّظهر‪ ،‬برىىرط أ َل ي َف ِّىر َق بي همى إَل بقىدر اإلق مى والاىيَ ُّمم‪ ،‬وأ ي َ‬
‫ىلي جم َعهمى ع ىد‬
‫قصرا وجم ًع )‪ ،‬وك َ‬
‫َىذل َك يقىلل س‬ ‫هر ً‬‫وقص َر فيقلل‪( :‬أ َص ِّلي ال ُّظ َ‬
‫اإلحرام بهم ‪ ،‬فإ جم َ َ‬
‫العصر‪.‬‬

‫يؤخ َر ال ُّظ َ‬
‫هر إل العصر فيجم بي هم ؛ كم وصفت‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫وله أ‬

‫فإن‬
‫السفر‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫مسائل تتبع ما تقدَّ م من آداب َّ‬ ‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هذه الجمل ثالث‬
‫للسفر أحكاما من ُجملتها ما ذكره‪:‬‬
‫َّ‬
‫فالمسألة األولى‪ :‬في قلله‪( :‬وللمس فر إذا ف َ‬
‫رق محل إق ماىه‪ )...‬إلى آخىر مى ذكىره‪،‬‬
‫الرب عيى ‪ -‬وهىي‬
‫الرب عي في السىفر‪ :‬أ للمسى فر أ يقصىر ُّ‬ ‫وهل م ٌ‬
‫رامل عل ذكر قصر ُّ‬
‫اىي‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫الظهر والعصر‪ ،‬والعر ء ‪ -‬فيصليه ركعاين؛ لم ص من األح يث س ذلك عىن ال ِّ‬
‫الم َصنِّف ‪ -‬شيئان‪:‬‬ ‫ُ‬
‫وشرط ذلك ‪ -‬على ما ذكره ُ‬ ‫♀‪،‬‬

‫للسك‬
‫محل ُّ‬ ‫ِّ‬
‫محل اإلق م ؛ أي ب لخرو من بلده بمف رق م ياخذ ًّ‬ ‫أحدهما‪ :‬مف رق‬
‫حس العاد مس ًفرا إذا خر من بياه م عىدم مف رقى‬
‫من النرف الذي يخر م ه‪ ،‬فل ي َ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪45‬‬

‫بلده‪.‬‬

‫يريد الم نقى الرىىرقي ‪ ،‬فمىر س أث ى ء سىيره‬ ‫الري‬


‫فلل قدِّ َر أ أحدً ا خر من غرب ِّ‬
‫‪ ،‬وأرا أ يص ِّلي س مسجد؛ فإنه حي ًاذ َل يقصىىر؛ ألنىه لىم يفى رق بلىدَ ه‪،‬‬ ‫الري‬
‫بلسط ِّ‬
‫فإذا ب ي َن بلدَ ه وف رق م يس َكن ع ً م ه فقد أبيحت له رخص القصىر‪ ،‬ولل لم ياعىد عىن‬
‫بلده إَل كيل واحدً ا وك ير بلدَ ه‪ ،‬ف لررط‪ :‬مف رق حدِّ الالد الما َ‬
‫خذ سك ً ‪.‬‬

‫عرىى َر فر َس ً‬
‫ىخ ) ممى يقىدر بىه‬ ‫واآلخر‪ :‬أ يكل سفره مس ف (أربع بر )‪( ،‬وهي سا َ َ‬
‫فيم ى س ى َلف‪ ،‬والبريََّّدُ ‪ :‬مرحل ى الس ى َفر‪ ،‬فك ى نلا ياخىىذو للس ى َفر َمراحى َىل يقفىىل ع ىىده ‪،‬‬
‫ً‬
‫رسىخ تقرياًى َل تحديىدً ا‪،‬‬ ‫قليهم عل إكم ل سفرهم‪ ،‬وتالغ سىا عرىر ف‬
‫ويازو و بم ي ِّ‬
‫نقىص أو زيى ٌ يسىىير ٌ ‪ ،‬وتعىدل سىا ً وسىاعين كى ً‬
‫ىيل‪ ،‬ومى هم مىن بلاهى تسىىع‬ ‫يىىضر ٌ‬
‫ُّ‬ ‫فىل‬
‫ىيل ب عااى ر جى الكىىسر‪ ،‬فىإذا بلاىت مسى ف‬
‫وثم نين كي ًل‪ ،‬والمشهور‪ :‬جعله ثم نين ك ً‬
‫اهى‬
‫يل فإنه يقىصر‪ ،‬فلل خر من بلده مريدً ا م ً‬
‫سفره ‪ -‬أي م اه ه الذي يريد ‪ -‬ثم نين ك ً‬
‫ىيل فمى فىلق تىرخص ولىل كى يىر‬
‫يل لم يرتخص‪ ،‬وإ أرا ثم نين ك ً‬
‫يالغ خمسين ك ً‬
‫أنلار بلده‪ ،‬فمقصل هم بى(مس ف السفر)؛ أي م ي اهي إليىه‪َ ،‬ل مى يصىل م ىه س مراحىل‬
‫سفره‪.‬‬

‫الشافع َّية‪ ،‬وهي ثالث ٌة‪:‬‬


‫ثم ذكر شروط القصر عند َّ‬
‫َّ‬

‫ىىصر فىي اباىىداء صىىلته‪ ،‬فىىإذا أرا أ يكاِّىىر نىىل صىىل َته قى ً‬
‫ىىصرا‬ ‫أحَّدها‪ :‬أ ي ىىلي القى َ‬
‫ركعاين‪.‬‬

‫صلته‪.‬‬ ‫الصحيح‪ ،‬فيكفيه ني فر‬


‫وذه َ جمهلر العلم ء إل عدم اشاراطه‪ ،‬وهو َّ‬

‫والثَّاين‪( :‬أَل يقادي في شيء م َه بمام)؛ أي بمن يص ِّلي أرب ًع ‪ ،‬وهَّو أص ُّ‬
‫َّح القَّولين؛‬
‫‪46‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫أ مىىن يقىىىصر صىىل َته إذا صىىل وراء مىىام أتىىم صىىل َته؛ لحىىديث ابىىن عا ى س الىىلار س‬
‫الس ‪.‬‬
‫«صحي مسلم» أنه ُّ‬

‫وقلله‪( :‬ولم يقاد في شيء م َه )؛ أي ولىم يىدخل فىي شىيء م هى مقاىد ًي بمىام‪ ،‬فلىل‬
‫أيض ‪ ،‬فإنه وإ لىم يكىن‬ ‫رهد األخير فإنه يص ِّليه أرب ًع فِي أص ِّح القولين ً‬
‫خل معه س الا ُّ‬
‫ذلك إ را ًك للجم ع ‪ ،‬لك ه ي َعدُّ مقاد ًي بإم م مام‪ ،‬فيص ِّلي بصلته‪.‬‬

‫وثالثها‪ :‬أَل (يرك في ني قصره )؛ أل ال ِّي المعاد به هي المجزوم به ‪.‬‬

‫وع د جمهلر العلم ء ‪ -‬كم تقدم ‪ -‬عدم اشىرتاط ال ِّيى فىي القىىصر‪ ،‬فىل يىىضر شىك‬
‫فيه حي ًاذ‪ ،‬فيكفي س قىصر الصل أَل يقادي بمامم‪ ،‬فيراَرط له ذلك‪.‬‬

‫ذاكىرا جمى َ‬
‫ً‬ ‫والمسألة الثَّانية‪ :‬س قلله‪( :‬وله أ يجم َ ال ُّظ َ‬
‫هر إل العىصر) إلى آخىره‪،‬‬
‫الماىرب والعرى َء‪( ،‬إ شى َء عج َىل العصىى َر‬
‫َ‬ ‫الصلتين بأ يجم ال ُّظهر والعىصر‪ ،‬وكىذا‬
‫إل ال ُّظهر فصلهم س وقت ال ُّظهر)‪ ،‬فيص ِّلي ال ُّظهر في وقاه ‪ ،‬ثىم يضىم إليهى العىىصر؛‬
‫أل الصلتين المجملعاين يكل وقاهم واحدً ا‪.‬‬

‫الم َصنِّف شرطين للجمع‪:‬‬


‫وذكر ُ‬

‫أحدهما‪( :‬أ َل ي َف ِّر َق بي هم إَل بقدر اإلق م والايَ ُّمم)؛ أي بأ يلالي بي همى ما ب ًعى ‪،‬‬
‫فيراَرط الملاَل والماَ َبع ‪ ،‬فإذا فصل بي هم بلقت طليل لم يص الجم ‪.‬‬

‫فلل أ مس ًفرا صل ال ُّظهر في أول وقاه ‪ ،‬ثم في آخر وقت ال ُّظهر َ‬


‫قال خلل العىصر‬
‫صل العىصر مريدً ا جم َعه إل ال ُّظهر؛ فعلى هىذا القىلل َل تصى ُّ ‪ ،‬وهَّو قَّول جمهَّور‬

‫العلماء‪ ،‬واخا ر جم ع م هم ابن تيمي َ الحفيد‪ :‬أنه َل يراَرط‪ ،‬فلل َ‬


‫فصىل بي همى بلقىت‬
‫ُ‬
‫وأبرأ ِّ‬
‫للذ َّمة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أحوط‬ ‫واألول‬
‫َّ‬ ‫طليل صحت صلته‪،‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪47‬‬

‫وهىىىذه المسىىىأل غيىىىر مسىىىأل ترىىىااه علىىى بعىىىض ال ىىى س‪ ،‬وهىىىي إذا صىىىل إحىىىد‬
‫ىضر‪ ،‬فهل يص ِّلي الث ني في وقت األول في السفر أم َل؟‬
‫الح َ‬
‫المجملعاين في َ‬

‫‪ ،‬ثم يخر َ م ه مس ف ًرا بعد صىلته‪ ،‬فىإذا صى ر س‬ ‫كأ يص ِّلي صل ال ُّظهر س ِّ‬
‫الري‬
‫آخر وقت ال ُّظهر قال خلل العصر فهل له أ يص ِّلي العصىر مريدً ا الجم َ حي ًاذ أم َل؟‬

‫الجلاب‪ :‬أنه َل يص ِّلي العصر حي ًاذ؛ أل رخص الجم تثات بعد السفر‪ ،‬وهل صل‬
‫قيم ‪ ،‬فل يجم العصر بأ ائه في وقت األول ‪ ،‬وإنم يص ِّليه بعد خلل وقاه ‪.‬‬
‫ال ُّظهر م ً‬

‫وهذه مسأل ٌة ُي ْل َغز بِها‪ ،‬فيق ل‪ :‬صل ٌ ت َ‬


‫جم س السفر َل تص ُّ من المس فر ح َل سىفره‪،‬‬
‫الحىضر‪ ،‬فصىل الث نيى قاىل‬
‫َ‬ ‫وهي الصل الث ني من مجملعاين إذا ك نت األول س ار‬
‫وقاه ‪ ،‬فل تص ُّ م ه حي ًاذ‪.‬‬

‫لي جم َعهم ع د اإلحرام بهم )؛ أي َيقىر َ تكايىر َ اإلحىرام ب يى جمى‬


‫والثَّاين‪( :‬أ ي َ‬
‫الصلتين‪.‬‬

‫وذه َ جم ع ٌ من أهل العلم ‪ -‬م هم ابن تيمي الحفيد ‪ -‬أنه َل يرىاَرط ذلىك‪ ،‬وإنمى‬
‫العصر‪ ،‬ثم َعى َر َ‬
‫َ‬ ‫هل األفضل‪ ،‬فلل صل ال ُّظهر ً‬
‫قصرا وهل مس ٌفر من غير ني أ يجم‬
‫له ني جم العصر إليه بعىد سىلمه؛ فإنىه على هىذا القىلل المىذكلر ع ىد المصى ِّف َل‬
‫يجم ‪ ،‬وأم عل القلل ارخر فإنه يجم ‪.‬‬

‫وقىىصر فيقىلل‪« :‬أ َصى ِّلي‬


‫َ‬ ‫ثم صر الم َص ِّف ب ي الجم والقىىصر بقللىه‪( :‬فىإ جمى َ‬
‫قىصرا وجم ًع »‪ ،‬وك ََذل َك يقلل س العصىر) على مىذه َمىن يىر الىال ُّفظ ب ل ِّيى ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ال ُّظ َ‬
‫هر‬
‫وتعليل‪ :‬أ ال ِّي مضمر ٌ َل يالفظ به ‪ ،‬في لي بدو لفظ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ليل‬
‫وأصح القولين ً‬
‫ُّ‬

‫يىؤخ َر ال ُّظ َ‬
‫هىر إلى العىىصر فيجمى بي همى ؛ كمى‬ ‫ِّ‬ ‫والمسألة الثَّالثَّة‪ :‬فىي قللىه‪( :‬ولىه أ‬
‫‪48‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫تقديم كم ساق‪ ،‬وأ يجم‬


‫ً‬ ‫وصفت)‪ ،‬ويسم هذا (جم الاأخير)‪ ،‬ف لعاد له أ يجم‬

‫تأخير ًا كم َ‬
‫ذكر‪.‬‬

‫فجمع التَّقديم‪ :‬فعل الصلتين س وقىت األولى ‪ ،‬وجمَّع التََّّأخير‪ :‬فعىل الصىلتين س‬
‫وقت الث ني ‪.‬‬

‫واألفضل منهما ما يوافق حال المسافِر‪ ،‬فىإ كى نى ً‬


‫زَل فىي وقىت األو َلى ف ألفضىل‬
‫جم الاقديم‪ ،‬وإ ك مرادا في سفره في وقت األول ف ألفضل جم الاأخير‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪49‬‬

‫وللمس فر أ َياَيَم َم ع د فقد الم ء‪ ،‬فإ ك معه مى يكفيىه للضىلئه وشىربه؛ ور َف َقى ؤه‬
‫محا جل إليه ُّ‬
‫للررب س الح ل‪ ،‬أو س ث ني الح ل فليدَ ع اللضل َء وليعىدل إلى الاى َي ُّمم‪،‬‬
‫هرا؛‬
‫ضررا ظ ً‬
‫ً‬ ‫فإ غل َ عل ظ ِّه أ س جمل رفق ئه وأهل الق فل من ياىضرر بفقد الم ء‬
‫َ‬
‫يأخىذ‬ ‫يق َن به أو يؤ ِّ ي إل هلكه؛ َحرم عليه أ يالضأ به‪ ،‬ويج بذله لهىم‪ ،‬ثىم لىه أ‬
‫لضه م هم‪.‬‬
‫ع َ‬

‫مسائل تتع َّلق بما تقدَّ م من آداب َّ‬


‫السَّفر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ثالث‬ ‫ذكر الم َص ِّف ؒ في هذه الجمل‬
‫يمم؛ وهى َىل اسىىاعم ل ال ُّاىىراب ف ىي الكف ىين‬
‫وهم ى آخىىر م ى ذكىىر م ىىه‪ ،‬وتاعل ىق بأحك ى م ال َّتَّ ُّ‬
‫واللجه‪ ،‬فإنه مم يحا إليه المس فر ع ً ‪.‬‬

‫فالمسََّّألة األولََّّى‪ :‬ف ىي قللىىه‪( :‬وللمس ى فر أ َياَ ى َيم َم ع ىىد فقىىد الم ى ء)؛ أي ع ىىد عىىدم‬
‫راب ب لضرب فيه بكفيه‪ ،‬ثم مس‬
‫وجل ه‪ ،‬فإذا لم يلجد الم ء تيم َم المس فر مساعم ًل ال ُّا َ‬
‫يمم واألح يث اللار في ذلك‪.‬‬
‫وجهه ويديه؛ ري الا ُّ‬

‫والمسََّّألة الثَّانيََّّة‪ :‬ف ىي قللىىه‪( :‬فىىإ ك ى معىىه م ى يكفيىىه للضىىلئه وشىىربه؛ ور َف َق ى ؤه‬
‫محا جل إليه ُّ‬
‫للررب س الح ل) ‪ -‬أي حي ًاذ ‪( -‬أو س ث ين الح ل) ‪ -‬أي بعىد ذلىك ‪،-‬‬
‫رب في هذا اللقت‪ ،‬لك ه تسادعيه فيم يساق َال‪ ،‬فحي ًاذ‬ ‫فل تكل ح لهم مسادعي ً ُّ‬
‫الرى َ‬
‫ف ألمر كم ق ل‪( :‬فليدَ ع اللضل َء وليعدل إل الايَ ُّمم)؛ أي ياىرك اللضىل َء مى ام رفقى ؤه‬
‫محا جل إل الم ء الذي معه شر ًب ‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬س قلله‪( :‬فإ غل َ عل ظ ِّه أ س جملى رفق ئىه وأهىل الق فلى مىن‬
‫هرا؛ يق َن به) ‪ -‬أي ي َ‬
‫جزم به ‪( -‬أو يؤ ِّ ي إل هلكىه؛ َحىرم‬ ‫ضررا ظ ً‬
‫ً‬ ‫ياىضرر بفقد الم ء‬
‫المخاصين‬
‫ِّ‬ ‫عليه أ يالضأ به)‪ ،‬فإذا وجدت ضرور ٌ ألحد م َعه من رفق ئه ‪ -‬أي أصح به‬
‫به س سفره ‪ -‬أو أهل الق فل من المس فرين المجامعين للسفر؛ فإنه حي ًاذ َيحرم عليه أ‬
‫يالضأ به‪ ،‬فيايمم‪ ،‬ويج بذله لهم ‪ -‬أي أ يعنيهم هذا الم ء ‪ -‬لي افعلا به س ُّ‬
‫الررب‪،‬‬
‫يأخذ م يد َف س مق بل اَلناف ع م ه ب ُّ‬
‫لررب مم‬ ‫َ‬ ‫علضه م هم)؛ أي له أ‬ ‫َ‬
‫يأخذ َ‬ ‫(ثم له أ‬
‫يمم ٌ‬
‫بىدل عىن اللضىلء‪ ،‬فياىيمم‬ ‫مىأملر بىه‪ ،‬والاى ُّ‬
‫ٌ‬ ‫يعن من م ل وغيره‪ ،‬فإ حفظ الى ف‬
‫لمن ياخلف ضرره أوهلكه ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫وياذل الم ء َ‬

‫والعرىرين مىن شىهر ذي القعىد ‪،‬‬ ‫الخى م‬ ‫األول‪ ،‬وك َذ ٰل َك ضىح الخمىي‬ ‫(‪ )1‬إل ه تىمى م الىمجل‬
‫س ثم وثلثين بعد األربعمى ئ واأللف‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪51‬‬

‫يااسىل غس َىل اإلحىرام‪ ،‬ويىأتز َر‬


‫َ‬ ‫فإ ك ح ًّجى فى ناه إلى ميق تىه‪ ،‬فيسىاَح ُّ لىه أ‬
‫أي شىىيء أحىىر َم ج ى َز‪ ،‬ثىىم ي َص ى ِّلي ركعاىىي‬
‫ىدي ر ا ًء‪ ،‬ويكلن ى أبيضىىين‪ ،‬وس ِّ‬
‫بىىإزار‪ ،‬ويرتى َ‬
‫يسىالي على راحلاىه‪،‬‬
‫َ‬ ‫اإلحرام‪ ،‬يقرأ فيهم بم ش َء‪ ،‬وَل ي لي الدُّ َ‬
‫خلل س اإلحرام َحا‬
‫اعث س ئر ً‪ ،‬فحي ًاذ ي لي‪ ،‬و َيقر ال ِّي َ ب لالاي ‪ ،‬ك ََذل َك َف َع َىل رسىلل اهلل‬
‫وَل ي ليه َحا ت َ‬

‫♀‪ ،‬وَل َيزيد عل تلاي رسىلل اهلل ♀‪ ،‬وَل َيى قص م َهى ‪ ،‬فى لخير‬
‫ك‪،‬‬ ‫ك َال َشرِ َ‬
‫يك لََّ َ‬ ‫ك‪ ،‬لَ َّب ْي َ‬
‫ك ال َّل ُه َّم لَ َّب ْي َ‬
‫ك ُّله فيم فع َله رسلل اهلل ♀‪ ،‬وهي‪« :‬لَ َّب ْي َ‬

‫ك»‪ ،‬ويرفى صىل َته بهى ‪ ،‬ويسىاح ُّ‬ ‫ك‪َ ،‬ال َشَّرِ َ‬
‫يك لََّ َ‬ ‫الم ْلَّ َ‬ ‫ك إِ َّن َ‬
‫الح ْمَّدَ َوالنَّ ْع َمَّ َة لََّ َ‬
‫ك َو ُ‬ ‫لَبَّيْ َ‬

‫َتكراره ع د إقاى ل الليىل وإ بى ر ال هى ر‪ ،‬وع ىد مىز َ حم ِّ‬


‫الرفى ق‪ ،‬وع ىد صىعل الروابىي‬
‫وهالط األو ي ‪ ،‬ولل ترك الالاي فل بأس‪.‬‬

‫بىأي سىفر سىلا ًء كى‬


‫ِّ‬ ‫لم فرغ الم َص ِّف ؒ مم ذكره مىن آ اب السىفر الماع ِّلقى‬
‫الحج‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫للحج أو لايره‪ ،‬شرع في بي مقصل ه األعظم س هذا الكا ب وهل ذكر م سك‬
‫ِّ‬
‫ررع لىه حي ًاىذ مى ذكىره فضىي‬
‫فقلله‪( :‬فإ ك ح ًّج )؛ أي إ ك المس فر ح ًّج فإنه ي َ‬
‫هذه الجمل وبعدَ ه ‪.‬‬

‫الم َصنِّف ؒ يف هذه الجملة تسع مسائل‪:‬‬


‫وقد ذكر ُ‬

‫الملضىى‬
‫فالمسََّّألة األولََّّى‪ :‬س قللىىه‪( :‬فىىإ كىى ح ًّجىى فىى ناه إلىى ميق تىىه)؛ أي َ‬
‫الحىج)‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫سىميه الفقهى ء (ملاقيىت‬
‫محىل للىدُّ خلل فىي ال ُّسىك‪ ،‬الىذي ي ِّ‬
‫ًّ‬ ‫المجعلل شىر ًع‬
‫‪52‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫الحج نوعان‪:‬‬
‫فإن مواقيت ِّ‬
‫ومرا هم ع د اإلطلق‪ :‬الملاقيت المك ني ‪َّ ،‬‬

‫الحج؛ وهي‪ :‬شل ٌال‪ ،‬وذو ال َقعد ‪ ،‬وعىىر ٌر‬


‫ِّ‬ ‫* أحدهما‪ :‬المواقيت ال َّزمان َّية‪ ،‬وهي أشهر‬
‫وأصح القولين‪ :‬أ شهر ذي الحج ت ًّمى‬
‫ُّ‬ ‫من ذي الحج ا ِّتف ًق ‪ ،‬واخالف س بقي الرهر‪،‬‬
‫يعدُّ فيه ؛ ثات هذا عن ابن ع َم َر‪ ،‬وهل مذه الم لكي ‪.‬‬

‫يىدخل ال سىك بإحرامىه‬ ‫* واآلخر‪ :‬المواقيَّت المكان َّيَّة‪ ،‬وهىي ملاضى مىن األر‬
‫لحجه أو عمرته م ه ؛ وهي خمسى ٌ‪ :‬السىيل الكايىر‪ ،‬والجحفى ‪ ،‬و َي َلملىم‪ ،‬وذو الح َليفى ‪،‬‬
‫ِّ‬
‫‪ -‬وهىل ذات عىرق ‪-‬‬ ‫وذات عرق‪ ،‬ف ألرب األ َول ث با ٌ ب ل ِّ‬
‫ص واإلجم ع‪ ،‬وأم الخ م‬
‫مىر ◙ وانعقىدَ عليىه اإلجمى ع‪ ،‬ف ألح يىث المرويى س تلقياىه َل‬
‫بت عىن ع َ‬
‫فإنه ث ٌ‬
‫يص ُّ م ه شي ٌء‪.‬‬

‫َ‬
‫نىدخل فيمى نريىده مىن نسىك حىج أو‬ ‫وتعيين هذه الملاض مم تع ِّاد َن به‪ ،‬فأمرن بأ‬
‫فعل َلز َمه ٌم؛ لم ثات ع ىد‬
‫َ‬ ‫وزه ليحرم بعدَ ه ‪ ،‬فإ‬
‫عمر م ه ‪ ،‬وَل يجلز للعاد أ ياج َ‬
‫ابن أبي شيا َ بإس صحي عن ابن عا س ◙ أنه ق ل‪َ « :‬من ترك شيًاً من نسكه أو‬
‫ًم ‪.‬‬ ‫نَس َيه فليهرق ًم »؛ أي ليذب‬

‫عمر ¶ ع ىد عاىد‬
‫وثات عن ابن َ‬
‫َ‬ ‫وإ أحر َم قاله ج ز إجم ًع ؛ نقله ابن الم ذر‪،‬‬
‫الم َلاقيت‪.‬‬
‫الرزاق في «األم لي» وجم ع آخرين من السلف أحرملا بم سكهم و َ‬

‫يااسىل غس َىل اإلحىرام)؛ أي إذا اناهى إلى الميقى ت ‪ -‬وهى َل‬


‫َ‬ ‫قى ل‪( :‬فيسىاَح ُّ لىه أ‬
‫للىىدُّ خلل س ال ُّسىىك ‪ -‬اسىىاح لىىه أ يااسى َىل غس ىل‬ ‫الملض ى المجعىىلل مىىن األر‬
‫اإلحرام؛ لألح يث المروي فيه‪ ،‬وَل َيس َلم شي ٌء م ه من ضعف‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪53‬‬

‫اي ♀ إنم َأ َمر ب لاسل مىن احاى َ إليىه؛ كىأمره ألسىم َء ب ىت عمىي‬
‫وال ُّ‬
‫َ‬
‫تااسل‪ ،‬وأمىره لع ئرى َ ▲ لمى ح ضىت أ تااسىل‪ ،‬ولىم‬ ‫▲ لم نف َست أ‬
‫يأمر غيرهم ‪ ،‬فاألشبه‪ :‬أنه إ احايج إل اَلغاس ل ألجىل اللسى وال َقى َذر اسىاح لىه‪،‬‬
‫وإَل تلضأ‪.‬‬

‫حمىل‬ ‫َ‬
‫اغاسل وربم تلضىأ‪ ،‬في َ‬ ‫مر ◙ ع د ابن أبي شيا َ أنه ربم‬
‫وثات عن ابن ع َ‬
‫اي ♀ ب َلغاس ل‪.‬‬
‫فيمن أمره ال ُّ‬
‫َ‬ ‫عل هذا المع الملافق لألح يث اللار‬

‫سىاح ُّ‬
‫ويرتىدي ر ا ًء‪ )...‬إلى آخىره؛ أي ي َ‬
‫َ‬ ‫ويأتزر بىإزار‪،‬‬
‫َ‬ ‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪( :‬‬
‫والزار م يردُّ بإ ارته عل أسفل الاىد ‪ ،‬فىل‬
‫ُ‬ ‫لل سك أ ياخذ من ال ِّلا س ً‬
‫إزارا ور ا ًء‪،‬‬
‫إزارا) حاى يىدار ب فسىه؛ فىإ كى ث باًى فىي نفسىه بىل إ ار فإنىه‬
‫لب ( ً‬
‫سمي العرب الث َ‬
‫ت ِّ‬
‫يرمله اسم (السىراويل)‪ ،‬والسىراويل إنم يرخص به لمن لم يجد اإلزار‪ ،‬فمى تعىلرف‬
‫إزارا س لس‬
‫ً‬ ‫عليه اليلم مم يج َعل ملض اإلزار من لا س يسامسك ويثات ب فسه لي‬
‫نظر شىديدٌ ‪ ،‬ومعلىل ٌم أ العاى ات ‪-‬‬
‫العرب‪ ،‬وإنم هل أشاه ب لسراويل‪ ،‬ففي جلاز لاسه ٌ‬
‫العاد‪ ،‬يا َ عل م تاَرأ به ِّ‬
‫الذم ‪.‬‬ ‫الحج ‪ -‬وَل سيم إذا ك فر‬
‫ُّ‬ ‫وم ه‬

‫رسىل م همى إلى أسىفل‬


‫اسم للثلب الذي ينر على الم كاىين‪ ،‬وي َ‬
‫الرداء فإنه‪ٌ :‬‬
‫وأم ِّ‬
‫إزا ًرا ور ا ًء يكلنى أبيضىين؛ ل َمى ور مىن األح يىث فىي فضىل الايى‬ ‫الاد ‪ ،‬فيلا‬
‫واألمر بلاسه ع د أبي او َ وغيره‪.‬‬

‫مىن األلاسى الاىي لىم ي ى َه ع هى إذا‬ ‫أي لىا‬


‫أي شيء أحر َم جى َز)؛ أي فىي ِّ‬
‫ق ل‪( :‬وس ِّ‬
‫‪ ،‬فإ أحر َم بإزار ور َ اء مصىالغين بلىل آخىر‬ ‫أحرم فيه فإنه يجلز له‪ ،‬وَل ياعين الاي‬
‫‪.‬‬ ‫ج َز‪ ،‬واألفضل ‪ -‬كم تقدم ‪ -‬الاي‬
‫‪54‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫للحىىرام صىىل ٌ‬ ‫والمس َّألة الثَّالثََّّة‪ :‬ف ىي قللىىه‪( :‬ثىىم ي َص ى ِّلي ركعاىىي اإلحىىرام)‪ ،‬ولىىي‬
‫لسى أ‬
‫‪ ،‬ف ُّ‬ ‫تخصه‪ ،‬لكن ال اي ♀ لم خل في نسكه ك بعىد صىل فىر‬
‫ُّ‬
‫فرض صل‬
‫فيحرم ع د فراغه م ه ‪ ،‬فإ لم يلافق ً‬ ‫يدخل العاد س نسكه بعد صل فر‬
‫ركعاين‪ ،‬وهل قلل جمهىلر العلمى ء‪ ،‬وعليىه األئمى األربعى ؛ أل ال فىل يقىلم ً‬
‫بىدَل عىن‬
‫‪ ،‬فىإذا تعىذر أو‬ ‫‪ ،‬ف ل ا ُّي ♀ تحر أ يكل َ إحرامه بعد صىل فىر‬ ‫الفر‬
‫صل ركعاين يحرم بعدهم ‪( ،‬يقىرأ فيهمى مى‬ ‫شق عل العاد اناظ ر وقت صل الفر‬
‫ش ء) من القرآ ‪.‬‬

‫ىالي عل ى‬ ‫الرابعََّّة‪ :‬ف ىي قللىىه‪( :‬وَل ي ىىلي الىىدُّ َ‬


‫خلل س اإلحىىرام َحا ى يسى َ‬ ‫والمسََّّألة َّ‬
‫راحلاه‪ )...‬إل آخر كلمه‪.‬‬

‫فإن ن َّية النُّسك نوعان‪:‬‬


‫والدُّ خول يف الحرام هل ال ِّي الخ ص لل ُّسك‪َّ ،‬‬
‫عامة؛ وهي الاي تكل س قل العاد م ذ خروجه من بلده‪.‬‬
‫• أحدهما‪ :‬النِّيَّة ال َّ‬
‫الخاصة؛ وهي المعقل س الميق ت بإرا ال ُّسك‪.‬‬
‫َّ‬ ‫• واآلخر‪ :‬النِّ َّية‬
‫وال ِّي الع م َل تكفي عن الخ ص ‪.‬‬

‫إزاره ور ا َءه ولم ي ىل؛ لىم‬ ‫لي‪ ،‬فإذا لا‬


‫والر اء إحرا ًم حا ي َ‬
‫للزار ِّ‬ ‫وَل ي َعدُّ ال ُّلا‬
‫إزاره ور ا َءه ثم ي ىلي‬ ‫غير محرم‪ ،‬فل يق اإلحرام إَل ب ل ِّي الخ ص ‪ ،‬فيلا‬ ‫ً‬
‫حلَل َ‬ ‫يزل‬
‫الدُّ خلل س نسكه‪.‬‬

‫وأصح القولين في ملض َعقد ال ِّي الخ ص ‪ :‬أ ي لي ذلك عل مركلبه مىن ابى أو‬
‫ُّ‬
‫غيره ح َل قي مه ‪ ،‬فلل أنىه اسىال على ظهىر اباىه ولمى َت َاعىث فإنىه َل يحىرم إذا أرا‬
‫اباىىه واناعثَ ىت س ى ئر ً ‪ -‬أي مريىىد ً السىىير ‪،-‬‬ ‫لس ى أ يحىىرم إذا اسىىال عل ى‬
‫السى ‪ ،‬ف ُّ‬
‫ُّ‬
‫فقلله‪َ ( :‬حا ت اع َث س ئر ً )؛ أي حا َتقلم مريد ً السير‪ ،‬فإذا ك نت كذلك ف ُّ‬
‫لس حي ًاذ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪55‬‬

‫أ يأيت به‪ ،‬فإذا أرا المحرم اليلم ممن ياخذ السي ر َمر َك ًا لللصىلل إلى المرى عر فإنىه‬
‫ي لي ذلك إذا رك سي رته‪.‬‬

‫ىىذل َك َف َعى َ‬
‫ىىل رسىىىلل اهلل‬ ‫والمس ََّّألة الخامس ََّّة‪ :‬س قللىىىه‪( :‬و َيقىىىر ال ِّيىىى َ ب لالايىىى ‪َ ،‬كى َ‬

‫♀)؛ أي إذا نل بقلاه فإنه يل ِّاي ب سكه‪.‬‬

‫وس «صحي مسلم» أ ال اىي ♀ قى ل‪« :‬لَ َّب ْيَّ َ‬


‫ك ُع ْمَّ َر ًة َو َحجَّا»‪ ،‬وس لفىظ‪:‬‬
‫ك‪ »...‬إلى تمى م‬ ‫ك بِ ُع ْم َرة َو َحَّج»‪ ،‬ثىم شىرع ♀ يل ِّاىي‪« :‬لَ َّب ْيَّ َ‬
‫ك ال َّل ُهَّ َّم لَ َّب ْيَّ َ‬ ‫«لَ َّب ْي َ‬
‫تلاياه‪.‬‬

‫أصح القولين ‪َ -‬قلاي ٌ ‪ ،‬وأم قلل ال س‪( :‬لايىك عمىر ً )‪ ،‬أو (لايىك‬
‫ِّ‬ ‫وني ال ُّسك ‪ -‬فِي‬
‫وحج )؛ فإنه إظه ٌر ل سكه َل ني ٌ له في لي بقلاه‪ ،‬ثم يظهر نس َكه‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫حج )‪ ،‬أو (لايك عمر ً‬
‫ًّ‬
‫الح ِّج‪ ،‬وهي أول م يؤ َت به من القلل فيه‪.‬‬
‫ف لالاي شع ر َ‬

‫السادسة‪ :‬في قلله‪( :‬وَل َيزيد عل تلايى رسىلل اهلل ♀‪ )...‬إلى‬


‫والمسألة َّ‬
‫حج َفلا أ يأتي ب لالاي الاىي كى يل ِّاىي بهى‬ ‫آخره؛ أي ير َىرع للعاد إذا َ‬
‫نسك عمر ً أو ًّ‬
‫ك إِ َّن َ‬
‫الح ْمَّدَ‬ ‫ك‪ ،‬لَ َّب ْي َ‬ ‫ك َال َشرِ َ‬
‫يك لَ َ‬ ‫ك‪ ،‬لَ َّب ْي َ‬
‫ك ال َّل ُه َّم لَ َّب ْي َ‬
‫اي ♀ بأ يقلل‪« :‬لَ َّب ْي َ‬
‫ال ُّ‬
‫ك»‪ ،‬ف لالاي ال الي مركا ٌ من هذه الج َمل‪.‬‬ ‫ك‪َ ،‬ال َشرِ َ‬
‫يك لَ َ‬ ‫الم ْل َ‬ ‫َوالنِّ ْع َم َة لَ َ‬
‫ك َو ُ‬

‫ك»‪ ،‬هذا هل الىذي‬ ‫ك»‪ ،‬ثم َيااعه ‪« :‬إِ َّن َ‬


‫الح ْمدَ َوالنَّ ْع َم َة لَ َ‬ ‫والجمل الث لث ماادؤه ‪« :‬لَبَّ ْي َ‬
‫لت عليه أح يث الالاي ع د المرركين‪ ،‬أنهم ك نلا يقللل ‪« :‬لايك اللهم لايك‪ ،‬لايىك‬

‫َل شريك لك‪ ،‬إَل شري ًك هل لك‪ ،‬لايك إ الحمىد وال ِّعمى لىك»‪ ،‬فجم َلى ‪« :‬إِ َّن َ‬
‫الح ْمَّدَ‬
‫َوالنِّ ْع َم َة لَ َ‬
‫ك» ليست مساقل ً عن لفظ الالاي ‪ ،‬بل هي معه في جمل واحد ‪.‬‬

‫ويجىىلز س همىىز «إ » كسىىره وفاحهى ‪ ،‬فيقىىلل‪( :‬لايىىك إ الحمىىد وال ِّعمى لىىك) أو‬
‫‪56‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫(لايك أ الحمد وال ِّعم لك)‪ ،‬وإذا فىا تعىين قرنهى ب لالايى س لسى العىرب‪ ،‬وبي نىه‬
‫ٌ‬
‫ماسلط س «شر العمد » َلبن تيمي َ الحفيد ؒ‪.‬‬

‫وقد ذكر الم َص ِّف أنه َل يزيد ال سك عل تلايى رسىلل اهلل ♀‪ ،‬فىإ أرا َ‬
‫تعظيم اَل ِّتا ع فل بأ َس‪ ،‬وإ أرا حقيق َ األمر ف للاق س عىصره ♀ وس عهد‬
‫َ‬
‫اىي‬
‫الصح ب بعده أنهم كى نلا يزيىدو ‪ ،‬فثاىت ع ىد أبىي او َ أ ال ى س كى نلا يل ُّاىل وال ُّ‬
‫♀ يسمعهم فيقللىل ‪« :‬لايىك ذا المعى ر »‪ ،‬ولىم يكىن ♀ يقىلل‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫بن م لك ╚‪.‬‬ ‫عمر‪ ،‬واب ه عاد اهلل‪ ،‬وأن‬


‫س الالاي عن َ‬ ‫الزي‬
‫وثاات ِّ‬

‫الدُّ ع ء‪ ،‬فيلاِّي زائىدً ا مى يرى ء‬ ‫فدلت هذه األح يث وارث ر أ أصل الالاي من ج‬
‫بعد اإلتي ب لالاي ال الي ‪.‬‬

‫فأنواع التَّلبية أربع ٌة‪:‬‬

‫* َّأولها‪ :‬الالاي ال الي المعروف م الا ايه إل كل الجمل األخير مىن الالايى هىي‪:‬‬
‫ك» ‪.‬‬ ‫ك‪َ ،‬ال َشرِ َ‬
‫يك لَ َ‬ ‫الم ْل َ‬ ‫ك إِ َّن َ‬
‫الح ْمدَ َوالنَّ ْع َم َة لَ َ‬
‫ك َو ُ‬ ‫«لَبَّيْ َ‬

‫* وثانيها‪ :‬تلاي ال س في عهد ال ا ِّي♀‪« :‬لايك ذا المع ر »‪.‬‬

‫* وثالثها‪ :‬الالاي اللار عن الصح ب ╚‪.‬‬

‫مىر ◙ ع ىدَ ابىن أبىي شىيا َ أنىه كى يقىلل‪« :‬لايىك مرغل ًبى‬
‫ثات عىن ع َ‬
‫وم ه‪ :‬م َ‬
‫ومرهل ًب ‪ ،‬لايك ذا ال عم ء والفضل الحسن»‪ ،‬وص عن اب ه عاد اهلل ع د مسلم أنىه كى‬
‫يقلل‪« :‬لايك لايك وسعديك‪ ،‬والخير بيديك‪ ،‬والرغا ء إليك والعمل»‪ ،‬وص عن أن‬
‫ع د الازار أنه ك يقلل‪« :‬لايك ح ًّق ح ًّق ‪ ،‬تعاُّدً ا ور ًّق »‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪57‬‬

‫فهذه األلف ظ الثلث صحت عن هؤَلء من الصح ب ╚‪.‬‬

‫كثير عن السلف فمن بعدهم‪ ،‬كأ يقىلل‪:‬‬


‫والنَّوع الرابع‪ :‬الالاي بأي لفظ‪ ،‬واللار فيه ٌ‬
‫الذنلب»‪ ،‬أو يقلل‪« :‬لايك غ َفر الىذن وق بى َل الاىلب»‪ ،‬أو َ‬
‫نحىل ذلىك مىن‬ ‫«لايك غف َر ُّ‬
‫أنلاع الالاي ‪.‬‬

‫السابع ُة‪ :‬س قلله‪( :‬ويرف صل َته به )؛ أي ب لالاي ‪.‬‬


‫والمسألة َّ‬

‫الصوت‪ :‬أ يقصد إسم َع غيره بأعل صلته‪.‬‬


‫ورفع َّ‬

‫الجهر فهل‪ :‬إرا إسم ع غيره‪ ،‬ولل لم يالغ أعل صلته‪.‬‬


‫ُ‬ ‫وأم‬

‫قدر أعل من الجهر‪ ،‬وهل فلق اإلسرار بل ري ‪.‬‬


‫فالمأمور به هنا اساحا ًب ٌ‬

‫َّالعج‪ :‬رفى الصىلت‪ ،‬والَّثَّ ُّج‪:‬‬


‫العج والىث ُّج‪ ،‬ف ُّ‬
‫الحج ُّ‬
‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫حديث أ أفضل‬ ‫وروي في ذلك‬
‫ىعيف‪ ،‬إَل أ رف ى الص ىلت ب لالاي ى ثاىىت عىىن الص ىح ب‬
‫إراقى الىىدِّ م ء‪ ،‬وهىىل حىىديث ضى ٌ‬
‫╚‪.‬‬

‫والمسألة الثَّامنة‪ :‬في قلله‪َ ( :‬ويسا ََح ُّ تكراره ع ىدَ إقاى ل الليىل وإ بى ر ال هى ر) إلى‬
‫آخره؛ أي يساح ُّ اإلكث ر من الالاي ‪ ،‬والمىرا بى لاكرار ‪ :‬اإلكثى ر م هى ‪ ،‬فىإذا َع َرضىت‬
‫( ‪)1‬‬

‫هذه األحلال من اَلجام ع والاا ُّيىر اسىاح َتكىرار الالايى ب إلكثى ر م هى ‪ ،‬وصىحت س‬
‫ذلك آث ٌر عن جم ع من الا بعين من أصح ب ابن مسعل ◙‪.‬‬

‫الماقرر أ مى عىرف عىن أصىح ب ابىن مسىعل جملى ً وجم عى ً فهىل قىلل ابىن‬
‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫مسعل ◙‪ ،‬فإنهم أخذوا ي هم ع ه‪ ،‬وهذه طريق يسلكه اإلم م أحمد وغيره فيم‬

‫المكسىلر ب لسىم ع؛ كالقى ء‪ ،‬وتايى ا ِّتف ًقى ‪،‬‬ ‫(‪ )1‬الاكرار بفا ت ئه زن َ َتف َع ل‪ ،‬وَل ت َ‬
‫كسىر؛ َلنحص ر المصى ر َ‬
‫زاع‪.‬‬
‫يسير غيره فيه ن ٌ‬
‫وذكر شي ٌء ٌ‬
‫‪58‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ي َس إل ابن مسعل ◙ من القلل والعمل‪.‬‬

‫يسيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ارتف ًع‬ ‫والروابي‪ :‬جم رابي ؛ وهي م ارتف من األر‬
‫َّ‬

‫والمسألة التَّاسعة‪ :‬س قلله‪( :‬ولل ترك الالاي َ؛ فل بأس)؛ أي لل قدِّ َر أنه عقىد إحرا َمىه‪،‬‬
‫و خل س نسكه‪ ،‬ولم يل ِّ ؛ فل بأس بفعله‪ ،‬ف لالاي س ٌ ‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪59‬‬

‫فإذا أحر َم ‪ -‬كم وصفت ‪َ -‬حر َم عليه بإحرامه ساع أنلاع‪:‬‬

‫األو ُل‪ :‬ال ِّلا س‪.‬‬


‫َّوع َّ‬
‫الن ُ‬

‫ويحرم عليه سرت رأسه ب لمخيط وغيره‪.‬‬

‫رأسىه‪ ،‬ولىه أ ياسى َله‬ ‫وله أ يساظل راكاً ون ً‬


‫زَل‪ ،‬وله أ ي ام َ س الم ء؛ وإ ساَ َر َ‬
‫َ‬
‫والخنم ِّي وغيرهم من الاسلَلت؛ م لم يكن فيه طي ٌ ‪.‬‬ ‫لسدر‬
‫ب ِّ‬

‫يرتدي ب لقميص‬
‫َ‬ ‫ويحرم عليه أ يلا َ س بدنه َمخي ًن محي ًن إح ط َ الخي ط ‪ ،‬وله أ‬
‫لصل‪.‬‬ ‫وال ِّلح ف ِّ‬
‫والر اء المرق الم َ‬

‫والعم م ‪ ،‬وله أ ياان ب ل ِّلح ف‪ ،‬وَل يعقد ر ا َءه‪ ،‬وله أ‬ ‫وله أ يرقدَ عل اللس‬
‫يه تك ً‪ ،‬ويلا َ ال علىين مناقىين وغيىر مناقىين‪،‬‬ ‫َ‬
‫ويجعل له حج َز ً‪ ،‬ويرد ف َ‬ ‫إزاره‪،‬‬
‫يعقدَ َ‬
‫الخف مم َيساَمسك‪ ،‬والجمجم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫له لا‬ ‫ولي‬

‫فعل شيًاً مم ذكرن ه ع مدً ا افاد ؛ و َأث َم‪ ،‬فإ ك لعىذر َحىر‪ ،‬أو بَىر ‪ ،‬أو مىر‬
‫َ‬ ‫فإ‬
‫افاد ؛ وَل إث َم‪ ،‬فإ ك س ه ًي ؛ فل إث َم وَل فدي َ‪.‬‬

‫ذكىىر الم َصى ِّف ؒ فىي هىىذه الجملى فصى ًىل جديىىدً ا مىن فصىىلل كلمىىه فىي بي ى‬

‫الحج‪ ،‬بىذكره مى َيحىرم على العاىد بإحرامىه ‪ -‬أي إذا خىل نسى َكه ‪ ،-‬وي ِّ‬
‫سىميه‬ ‫ِّ‬ ‫م سك‬
‫هل الم ‪ ،‬والمجعلل له شر ًع ‪ :‬الحرام‬
‫الفقه ء‪( :‬محظلرات اإلحرام)‪ ،‬واسم (الحظر) َ‬
‫‪60‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫والاحريم‪.‬‬

‫و َعدَ َل الفقه ء عن قللهم‪( :‬محرم ت اإلحرام) إل قىللهم‪( :‬محظىلرات اإلحىرام)؛‬

‫أل صيا َ الحظر في لس العرب هىي الفعىل المضى رع َ‬


‫المسىالق بىى(َل ال هيى )‪ ،‬فإنىه‬
‫العربي (حظ ًرا)‪ ،‬و َيثات به الاحريم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يسم في ال ِّلس‬

‫العربي؛ كقلل‪« :‬لَ ْي َس ِمنَّا»‪ ،‬أوقلل‪:‬‬


‫ُّ‬ ‫وقد يأتي الاحريم بصيغ شرعي َل يفيده اللض‬
‫رعي َل‬ ‫ىىر‬
‫ى‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫للض‬ ‫ب‬ ‫ىريم‬
‫ى‬ ‫ح‬ ‫الا‬ ‫ى‬ ‫أف‬ ‫ى‬ ‫الج‬ ‫ىذا‬
‫ى‬ ‫ه‬ ‫ىن‬
‫ى‬ ‫م‬ ‫ى‬ ‫ك‬ ‫ى‬ ‫فم‬ ‫‪،‬‬ ‫»‬ ‫«إِ َّن ِمَّ ْن ِشَّ َر ِار النََّّ ِ‬
‫اس‬
‫ِّ‬
‫الي‪.‬‬‫ب للض ال ُّل ِّ‬

‫ولم ك نت أكثر هذه المحرم ت عل المحرم آتي ً ب لحظر اللاق س اللضى ال ُّل ِّ‬
‫اىلي‬
‫‪ -‬وهل (َل ال هي ) الماالع ب لفعل المض رع ‪ -‬سم ه الفقه ء‪( :‬محظلرات اإلحرام)‪.‬‬

‫فم ه قلله تعى ل ‪ :‬ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤﯥ ﴾ [الاقىر ‪ ،]196:‬وقللىه تعى ل ‪:‬‬

‫الم ْحَََّّّرِ ُم َو َال‬ ‫ِ‬


‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﴾ [الم ئىىىد ‪ ،]95:‬وقللىىىه ♀‪َ « :‬ال َيَََّّّ ْنك ُح ُ‬
‫اىلي المفيىد للاحىريم‬ ‫فكثير من هذه المحظلرات جى ء على صىيا الحظىر ال ُّل ِّ‬
‫ٌ‬ ‫ُينْكِ ُح»‪،‬‬
‫شر ًع ‪.‬‬

‫ص مىن القىرآ‬
‫وهذه المحظلرات المعدو س كلم الم َص ِّف وغيره؛ ثا َات ت ر ً ب ل ِّ‬
‫السى ‪ ،‬وجى ء واحىدٌ م هى بنريىق األثىر‪ ،‬وجىر عليىه‬ ‫والس ‪ ،‬و َثااَىت تى ر ً بى ل ِّ‬
‫ص فىي ُّ‬ ‫ُّ‬
‫العمل؛ وهل تقليم األظ فر‪ ،‬إذ لم يثات فيه آي ٌ وَل حد ٌ‬
‫يث‪.‬‬

‫وص عن ابن عا س ع د ابن أبي شيا َ أنه ق ل‪َ« :‬ل بأس للمحرم إذا َ‬
‫انكس َر ظفىره أ‬
‫هل الحظر‪ ،‬ور ِّخص فيه ألجل ف‬
‫بأس للمحرم» مرع ٌر بأ األصل َ‬
‫َيقصه»‪ ،‬فقلله‪َ« :‬ل َ‬
‫األذ ع ه‪ ،‬وجر العمل عل كل ذلك من محظلرات اإلحرام‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪61‬‬

‫ومن الفقه ء من يعدُّ ه تسع ً ‪ ،‬وهل المرهلر س مذه الح بل ‪ ،‬فإنهم يفىر و َعقىدَ‬
‫هىن‬ ‫ال ِّك عن الجم ع‪ ،‬وأم الم َص ِّف فدَ َر َجه َم س محظلر واحد‪ ،‬وكذلك يىدرجل‬
‫الرأس وال ِّلحي ‪ -‬وهل اساعم ل ال ِّني فيهم ‪ -‬ب لان ُّي ‪ ،‬فىإ اَل ِّ هى َ ب ل ِّنيى ين َلىق‬
‫مجعلَل عل الرعر‪ ،‬وأم م يج َعل عل الاىد والثِّيى ب فيسىم (طياًى )‪،‬‬
‫ً‬ ‫عل م يكل‬
‫وم ه س ِّمي م يعرفه ال س اليلم بى( هن العل )؛ أل مثله مم يني به الرعر‪ ،‬وأم هذه‬
‫الاخ خ ت المع صر فهي من طي الاد والثِّي ب‪َ ،‬ل من طي الرعر‪.‬‬

‫والمقصل ‪ :‬أ الم َص ِّف عد محظلرات اإلحرام‪ ،‬ومى عىده ماضى ِّم ٌن ل َمى نىص عليىه‬
‫الح بل ‪ ô‬وغيرهم‪.‬‬

‫األول)‪ ،‬وهل (ال ِّلا س)‪ ،‬وذكر فيه ثالث ْ‬


‫عشَّ َر َة‬ ‫وع َّ‬‫وذكر س الجمل المقرو َء م ه (النَّ َ‬
‫مسأل ًة‪:‬‬

‫هىل‬
‫َّتر َ‬
‫والس ُ‬
‫فالمسألة األولى‪ :‬س قللىه‪( :‬ويحىرم عليىه سىرت رأسىه بى لمخيط وغيىره)‪َّ ،‬‬
‫اسم لم ف ِّصل من الثِّيى ب على هيًاى الجسىد أو بعضىه‪ ،‬وأقىدَ م مىن‬ ‫والم ُ‬
‫خيط‪ٌ :‬‬ ‫الااني ‪َ ،‬‬
‫خعي ؒ ‪ -‬من الا بعين من أهىل الكلفى ‪،-‬‬
‫ُّ‬ ‫حفظت ع ه هذه الكلم هل إبراهيم ال‬
‫المخيط)‪.‬‬
‫َ‬ ‫ثم تا ب الفقه ء عل تسمي (لا‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬س قلله‪( :‬وله أ يساظل راكاً ون ً‬


‫زَل)؛ أي بأ يجعل له ظ ًّل؛ كثلب‬
‫سميه ال س (الرمسي )‪ ،‬أو ي َ‬
‫زل تحىت شىجر ‪،‬‬ ‫ي رىره فلقه‪ ،‬وفي مع ه‪ :‬المظل الاي ي ِّ‬
‫أو ب ء مرتف ‪ ،‬فإنه يجلز له ذلك‪.‬‬

‫المحرِم له نوعان‪:‬‬
‫واستظالل ُ‬

‫* أحدهما‪ :‬اساظلله بملصق له‪ ،‬وهذا محر ٌم ا ِّتف ًق ؛ كأ يضى َقل سىل ‪ ،‬أو كلفيى ً‪،‬‬
‫‪62‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫أو عم م ً‪ ،‬أو ط قي ً‪.‬‬

‫أيضا‪:‬‬
‫* واآلخر‪ :‬اساظلله باير ملصق‪ ،‬وهذا نوعان ً‬
‫غيىر تى ب لىه؛ كرىجر ‪ ،‬وب ى ء مرتفى ‪ ،‬وهىذا جى ٌئز‬
‫فأولهما‪ :‬أ يكىل الملصىق َ‬
‫• َّ‬
‫ا ِّتف ًق ‪.‬‬
‫• وثانيهما‪ :‬أ يكىل ت ب ًعى لىه؛ كثىلب ي رىىره مى رفعىه بيديىه‪ ،‬أو مظلى يمسىكه ‪،‬‬
‫أصح قولي أهل العلم‪.‬‬‫ِّ‬ ‫فيجلز ‪ -‬فِي‬

‫َ‬
‫يىدخل‬ ‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬س قلله‪( :‬وله أ ي ام َ س الم ء؛ وإ سرتَ َ‬
‫رأسه)؛ أي له أ‬
‫رأسه‪ ،‬ثات هذا عن الصح ب ╚‪ ،‬فل يكىل‬
‫جسده كله س الم ء؛ وإ غن الم ء َ‬
‫من المم لع س تاني الرأس‪.‬‬

‫َ‬
‫والخنم ِّي‪ )...‬إل آخره؛ أي له أ‬ ‫الرابعة‪ :‬في قلله‪( :‬وله أ ياس َله ب ِّ‬
‫لسدر‬ ‫والمسألة َّ‬
‫والخنمي؛ وهي من ال ا ت ت النيِّا الاي ك نت‬
‫ِّ‬ ‫رأسه بم ش ء مم ي ِّظفه؛ ك ِّ‬
‫لسدر‬ ‫ياسل َ‬
‫العرب تساعمله س غسل الرأس‪.‬‬

‫ومثله‪ :‬غيره من أنلاع الم ِّظف ت للرعر‪ ،‬م لم يكن فيه طي ٌ ‪.‬‬

‫والمسألة الخامسة‪ :‬س قللىه‪( :‬ويحىرم عليىه أ يلىا َ س بدنىه َمخي ًنى محي ًنى إح طى َ‬
‫الخي ط )؛ أي كهيًا المفصل عل ال َادَ ‪ ،‬فيحرم لاسه؛ لقلله ♀‪َ « :‬ال َت ْل َب ُسوا‬
‫فق عليه‪ ،‬وس مع هم ‪ :‬غيرهم ‪.‬‬ ‫َ‬
‫الحديث‪ .‬ما ٌ‬ ‫ال ُق ُم َص َو َال السََّّ َراويِ َل‪»...‬‬

‫خعي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المخيط) مأثلر ٌ عن إبراهيم ال‬
‫وتقدم أ تسمي هذا بى( َ‬

‫يرتىدي بى لقميص وال ِّلحى ف ِّ‬


‫والىر اء المرقى‬ ‫َ‬ ‫السادسَّة‪ :‬فىي قللىه‪( :‬ولىه أ‬
‫والمسألة َّ‬
‫أعلى‬ ‫اسىم للثىلب الىذي يلى َا‬
‫قميص ‪ ،‬والقمَّيص‪ٌ :‬‬
‫ً‬ ‫الملصل)؛ أي لل سك أ يرتدي‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪63‬‬

‫الاد وله جي ٌ ‪ ،‬والجيب عندهم‪ :‬هل الرق الذي ي َ‬


‫دخل م ه الرأس‪.‬‬

‫وتسمي م يجعل فيه ال س شيًاً لهم بى(الجي ) صحي ٌ لا ً‪ ،‬فإنه مخىر ٌ على هىذه‬
‫الصلر ‪ ،‬ففيه مع اإل خ ل‪.‬‬
‫ُّ‬

‫يلاف بىه‪ ،‬وكىذا ر ا ًء مرق ًعى ؛ أي وصىل بعضىه بايىره‪ ،‬أو باعضىه‬
‫ُّ‬ ‫وله أ يرتدي لح ًف‬
‫وجعل بي هم خيلط تردُّ هم ‪.‬‬

‫الثلب وشد بخيط‪.‬‬ ‫يخاص بم ك من نف‬


‫ُّ‬ ‫وصل‪:‬‬
‫فالم َّ‬
‫ُ‬ ‫▪‬
‫يخاص بم ك من غيره وشد بثلب ملالس‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫والمر َّقع‪:‬‬
‫ُ‬ ‫▪‬

‫بعضه إل بعىض بخىيط س ِّىمي هىذا (ملصى ًل)‪ ،‬وإ‬


‫فلل قدِّ َر أ أحدً ا انرق ثلبه فرد َ‬
‫عظم الر ُّق ف حا إل رقعه بقنع من ثلب آخر ووص َله بخيط س ِّمي هذا (مرق ًع )‪.‬‬

‫والعم مى )؛ أي لىه أ يرقىدَ‬ ‫السابعة‪ :‬في قلله‪( :‬ولىه أ يرقىدَ على اللسى‬
‫والمسألة َّ‬
‫ويجم َعهى تحىت‬
‫َ‬ ‫تحت رأسه مم يسم (وس ً )‪ ،‬أو أ َيفىل عم ماَىه‬
‫َ‬ ‫عل شيء يجعله‬
‫رأسه‪.‬‬

‫والمسألة الثَّامنة‪ :‬في قلله‪( :‬وله أ ياانى ب ل ِّلحى ف)؛ أي لىه أ يأخىذ ‪ -‬لح ًفى ممى‬
‫سميه ال س (بَن ني ً) أو ( َشرش ًف ) ‪ -‬وياان به عل بدنه‪.‬‬
‫ي ِّ‬
‫َ‬
‫ارخىر‪،‬‬ ‫والمسألة التَّاسعة‪ :‬س قلله‪( :‬وَل يعقد ر ا َءه)؛ أي بأ يضىم أحىدَ طرفيىه إلى‬
‫أصح القولين ‪ -‬بل كراه ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الر اء‪ ،‬فيجلز ‪ -‬في‬
‫عمر عقد ِّ‬
‫وثات عن ابن َ‬
‫َ‬

‫إزاره)؛ أي يجعل له عقد ً‪ ،‬وهي المذكلر‬


‫والمسألة العاشرة‪ :‬في قلله‪( :‬وله أ يعقدَ َ‬
‫َّالح ْج َزة‪َ :‬مج َمى شىدِّ اإلزار أو السىىراويل؛ بىأ ينىلي‬ ‫َ‬
‫ويجعل لىه حج َىز ً )؛ ف ُ‬‫س قلله‪( :‬‬
‫بعضه عل بعض‪ ،‬ويدخله جمي ًع ‪.‬‬
‫َ‬ ‫أعله حا َيراَد‪ ،‬ثم ير‬
‫َ‬
‫‪64‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫أطىراف اإلزار إذا شىدت وجعلىت لهى حجىز ٌ ‪،‬‬


‫َ‬ ‫يه تك ً)؛ أي شىيًاً َيلى ُّم‬
‫ق ل‪( :‬ويرد ف َ‬
‫فالتِّكة‪ :‬م تردُّ به األزر والسراويل‪ ،‬وهل شاي ٌه ب لمراك ونحله‪.‬‬

‫ال علين مناقين وغير مناقين)؛ أي يجلز‬ ‫والمسألة الحادية ْ‬


‫عشرة‪ :‬في قلله‪( :‬ويلا‬

‫نَعلين؛ سلا ًء ك الجلد فيهم م َضع ًف أو غير مضىعف‪ ،‬فالنَّعَّل ُ‬


‫المط َّبَّق هىل‬ ‫له أ يلا‬
‫ف‬
‫الذي يجعل جلدً ا بعد جلد‪ ،‬فإ ك الجلد واحدً ا س ِّمي (غير مناق)؛ أي كهيًا الخ ِّ‬
‫خ ًّف ث ن ًي فلقه‪ ،‬فإذا ضم ص ر خ ًّف منا ًّق ‪.‬‬ ‫الذي يلاسه المرء ثم يلا‬

‫الخف ممى َيساَمسىك) ‪ -‬أي يثاىت‬


‫ِّ‬ ‫له لا‬ ‫والمسألة الثَّانية ع َّْشرة‪ :‬في قلله‪( :‬ولي‬
‫ب فسه ‪( -‬والجمجم)؛ وهل ٌ‬
‫نعل من قنن‪.‬‬

‫نىلع مىن‬
‫مجَّم ‪ -‬كمى تقىدم ‪ٌ :-‬‬
‫الخىف‪ ،‬وال ُج ُ‬
‫ِّ‬ ‫وثات في «الصحي » ال هىي عىن لىا‬
‫لجد اليل َم من نع ل تكل قريا ً من هيًا م يسم بىى(ال َك دَ ر )‬
‫ال عل من قنن شاي ٌه بم ي َ‬
‫َ‬
‫أسفل الكع ‪.‬‬ ‫و(الالت)‪ ،‬لك ه تكل من قنن خفيف‪ ،‬وتكل ع ً‬

‫لصَّحيح‪ ،‬وهىذا‬
‫ف ورآه جى ئزا‪ ،‬وهَّو ا َّ‬
‫ومن أهل العلم َمن لىم يلحىق الجمجىم بى لخ ِّ‬
‫اخاي ر ابن تيمي َ الحفيد ؒ‪.‬‬

‫والمسََّّألة الثَّالثََّّة ع َّ َّْشرة‪ :‬ف ىي قللىىه‪( :‬فىىإ فعى َىل شىىي ًًا مم ى ذكرن ى ه) ‪ -‬أي م ىن أفىىرا‬
‫المم لع ت المحظلرات الم درج س ال ِّلا س ‪( -‬ع مدً ا افاد )؛ أي ق صدً ا ذلك‪ ،‬فإنىه‬
‫تلزمه الفدي (ويأثم)‪ ،‬وسيأتي بي الفدي ‪.‬‬

‫ىم)‪ ،‬فَّالفر بَّين العامَّد‬


‫افاىد ؛ وَل إث َ‬ ‫ق ل‪( :‬فإ كى لعىذر َحىر‪ ،‬أو َبىر ‪ ،‬أو مىر‬
‫والمعذور‪ :‬ارتف ع اإلثم عن المعذور‪ ،‬وأم الفدي فإنه تلزمهم ‪.‬‬

‫ق ل‪( :‬فإ ك س هيً ؛ فل إث َم وَل فدي َ)؛ أي إذا فعل شىيًاً ممى م ى م ىه مىن األفىرا‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪65‬‬

‫إثم عليه وَل فدي َ حى ل كلنىه سى ه ًي ؛‬


‫المخيط عل المحرم فل َ‬
‫َ‬ ‫الم درج س حظر لا‬
‫أي ن سيً ‪.‬‬

‫إثىم وَل فديى َ على نى س وَل مخنىو وَل‬


‫ومثله ع دهم‪ :‬الخنأ‪ ،‬وأول ‪ :‬اإلكراه‪ ،‬فل َ‬
‫كره‪.‬‬
‫م َ‬
‫‪66‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫َّوع الثَّاين‪ :‬ال ِّني ‪.‬‬


‫الن ُ‬

‫ويحرم عليه ال ِّني ‪ ،‬فل ينيِّ ثلبَه‪ ،‬وَل بدنَه‪ ،‬وَل طع َمه‪.‬‬

‫وك ََذل َك يحرم عليه أ َيرم ال ِّني َ ‪.‬‬

‫ولل قعد ع د العن ر‪ ،‬أو َج َل َ ماَ َنيِّاًى ‪ ،‬أو قعىد ع ىد الكعاى وهىي ت َنيى ؛ فىل َ‬
‫بىأس‬
‫بذلك ك ِّله‪.‬‬
‫َ‬

‫وحكم الع مد وال سي والمعذور؛ م ذكرن ه س ال لع األول‪.‬‬

‫َّوع الثَّاين) من أنىلاع محظىلرات اإلحىرام‪،‬‬


‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هذه الجمل (الن َ‬
‫وهل‪( :‬ال ِّني )‪ ،‬واشتملت على أربع مسائل‪:‬‬

‫المسََّّألة األولََّّى‪ :‬ف ىي قللىىه‪( :‬ويحىىرم عليىىه ال ِّني ى ‪ ،‬فىىل ين ِّي ى ثل َبىىه‪ ،‬وَل بدنَىىه‪ ،‬وَل‬
‫طع َمه)‪.‬‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪( :‬وك ََذل َك يحرم عليه أ َيرم ال ِّني َ )؛ بأ يقصدَ اسا ر َقه‬
‫بأنفه‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثَّة‪ :‬فىي قللىه‪( :‬ولىل قعىد ع ىد العنى ر‪ ،‬أو َجى َل َ ماَ َن ِّي ًاى ‪ ،‬أو قعىد ع ىد‬

‫بأس بذلك ك ِّله)؛ ألنه لم ياعمد إرا َ ِّ‬


‫شىم ال ِّنيى وغلى َ عليىه‬ ‫الكعا وهي ت َني ؛ فل َ‬
‫الري الن ِّيا ‪.‬‬
‫وجدا تلك ِّ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪67‬‬

‫فالمحظور من الطِّيب شيئان‪:‬‬


‫• أحدهما‪ :‬اساعم له؛ س بدنه‪ ،‬أو ثلبه‪.‬‬
‫الري‬
‫• واآلخر‪ :‬اسا ر قه؛ ولل لم يجعله عل بدنه أو ثلبه‪ ،‬بأ ياعمد جذب تلك ِّ‬
‫لصلر المذكلر آن ًف ‪ -‬فل يدخل س المم لع‬
‫بأنفه‪ ،‬فإ غل َ بل اخاي ر م ه ‪ -‬ك ُّ‬
‫م ه‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬س قلله‪( :‬وحكىم الع مىد وال سىي والمعىذور؛ مى ذكرنى ه س ال ىلع‬
‫والمسألة َّ‬
‫األول)؛ أي من جه اإلثم والفدي ‪.‬‬
‫‪68‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫الث‪ :‬هن الرأس وال ِّلحي حرا ٌم‪ ،‬وَل بأس بدهن الجسد‪.‬‬
‫َّوع الثَّ ُ‬
‫الن ُ‬

‫شعره ولحياَه م لم يؤ ِّ إل قن الر َعر‪ ،‬وَل بأس بقال ال َقمل به‪.‬‬


‫َ‬ ‫وله أ ي َس ِّر َ‬

‫شعره‪.‬‬
‫َ‬ ‫رأسه وجسدَ ه بيده وغيره ‪ ،‬وَل َيخض‬
‫وله أ يحك َ‬
‫َ‬
‫يكاحل بكحل َل طي َ فيه‪.‬‬ ‫وله أ‬

‫ساق‪.‬‬
‫والكلم في الفدي عل م َ‬

‫َّوع الثَّ َ‬
‫الث) من محظىلرات اإلحىرام‪ ،‬وهىل ( هىن الىرأس‬ ‫ذكر الم َص ِّف ؒ (الن َ‬
‫وال ِّلحي )‪.‬‬

‫َ‬
‫مسائل‪.‬‬ ‫ست‬
‫وذكر يف هذه الجملة َّ‬

‫واسم (الدُّ هن) ع دهم لم تني به ال ِّلحي والرأس ع د إرا تىسريحه خ ص ً‪ ،‬فىإ‬
‫أنلاع الدُّ هن الاي تج َعل على الىرأس وال ِّلحيى ع ىد تسىريحه يىرا م هى تنييى الرى َعر‪،‬‬
‫فيكل ع ً مرام ًل عل طيى ‪ ،‬وأمى هىن الجسىد فعى ً َل يرىامل على طيى ؛ أل‬
‫فمى َصىل أ يكىىل طي ًاى ل َرىعر الىىرأس‬
‫الجسىد ينيى بأوسى َ ممى ينيى بىه الىىرأس‪َ ،‬‬
‫ك ُّله ص ً‬
‫لح لانيي‬ ‫وال ِّلحي صل أ يكل طي ًا للاد ‪ ،‬وأم م يصل للاد طي ًا فلي‬
‫ال ِّلحي وشعر الرأس‪.‬‬

‫شعره ولحياَه م لم ي َؤ ِّ إل قنى الرى َعر)؛‬


‫َ‬ ‫فالمسألة األولى‪ :‬في قلله‪( :‬وله أ ي َس ِّر َ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪69‬‬

‫َ‬
‫يساعمل مر ًن في إرسى ل شىعر رأسىه ولحياىه‪ ،‬فأصَّل (التَّسََّّريح)‪ :‬اإلطىلق‬ ‫أي له أ‬
‫رسل باسريحه بمرط وم ك‬
‫واإلرس ل‪ ،‬فكأ الرع َر َياَقيد برجلع بعضه إل بعض‪ ،‬في َ‬
‫س مع َ ه‪.‬‬

‫وقلل الم َص ِّف‪( :‬م لم يؤ ِّ إل قن الر َعر)؛ أي إذا تعمد – ا ِّتف ًق ‪ ،-‬فإ لىم ياعمىد‬
‫شعره ع ً سقط م ه شىي ٌء لىم يم َى مىن‬
‫َ‬ ‫فأصح القولين أنه يجلز‪ ،‬فلل قدِّ َر أنه إذا سر‬
‫ُّ‬
‫الاسىري ‪ ،‬فإ تعمد تسىري َ شعر رأسه لقن شيء م ه‪ ،‬فهذا س مع الحلق‪.‬‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪ ( :‬وَل بأس بقال ال َقمل به)؛ أي يجلز ع ىد تسىىري الرىعر‬
‫إذا ظهىىرت لىىه قملىى ٌ أ يقا َلهىى ‪ ،‬ومىىن الفقهىى ء َمىىن قىى ل‪( :‬يلقيهىى إلقىى ًء وَل يقالهىى )‪،‬‬
‫والصحيح‪ :‬جلاز القال؛ ألنه ليست س مع الصيد‪.‬‬
‫َّ‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬س قلله‪( :‬وله أ يحك َ‬


‫رأسه وجسدَ ه بيده وغيره )؛ ولل قدِّ َر سقلط‬
‫رأسه وجسدَ ه َل يريد إرا إسق ط الرعر‪ ،‬فل يم َ حي ًاذ م ه‪ ،‬فيح ُّك‬
‫الح ك َ‬
‫َ‬ ‫شعره‪ ،‬فإ‬
‫م ش ء‪.‬‬

‫شعره)؛ أي َل يجعىل على شىعره خضى ًب ؛‬


‫َ‬ ‫الرابعة‪ :‬في قلله‪( :‬وَل َيخض‬
‫والمسألة َّ‬
‫ساعمل من الخض ب يكل مرام ًل عل طي ‪ ،‬ف لخضى ب رائحاىه‬
‫الج ري أ م ي َ‬
‫َ‬ ‫أل‬
‫ط ِّيا ٌ ع ً‪ ،‬فم م ه ألجل هذا‪.‬‬

‫اسىم‬ ‫َ‬
‫يكاحل بكحىل َل طيى َ فيىه)؛ وال ُكحَّل‪ٌ :‬‬ ‫والمسألة الخامسة‪ :‬في قلله‪( :‬وله أ‬
‫اسم لمى يج َعىل فىي العىين) خلىت فيىه‬
‫لم يج َعل في العين بميل ونحله‪ ،‬أم إذا قل ‪ٌ ( :‬‬
‫ال َقنر وغيره ‪ ،‬وهي غير مرا ‪ ،‬وإنم هل ٌ‬
‫اسم لم يج َعل س العين ‪ -‬ومرا هم س العين‬
‫م يكل س أشف ر األهداب؛ ألنه س اخل العين ‪ -‬بميل ونحله‪ ،‬والمقصل م ىه عى ً‪:‬‬
‫جمل‪ ،‬فإذا اكاحل بم َل طي َ فيه ج َز‪.‬‬
‫الا ُّ‬
‫‪70‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫السادس ُة‪ :‬س قلله‪( :‬والكلم س الفدي عل م َ‬


‫ساق)؛ أي مىن جهى حصىلل‬ ‫والمسألة َّ‬
‫اإلثم أو عدمه‪ ،‬وتقدم بي نه ‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪71‬‬

‫ابع‪ :‬إزال شعر الرأس‪.‬‬


‫الر ُ‬
‫َّوع َّ‬
‫الن ُ‬

‫إزال شعر الرأس وال ِّلحي والجسد ب لحلق‪ ،‬وال اف‪ ،‬واإلحراق‪ ،‬والا َُّلر؛ حرا ٌم‪.‬‬

‫يحاجم م لم يؤ ِّ إل قن الر َعر‪ ،‬و َقلىم األظى فير كحلىق الرىعر س الاحىريم‪،‬‬
‫َ‬ ‫وله أ‬

‫فعل ذلك بعذر فل إث َم عليه؛ وعليه الفدي ‪ ،‬و َمىن فع َلىه ع مىدً ا َأث َ‬
‫ىم؛ وعليىه الفديى ‪،‬‬ ‫فمن َ‬
‫َ‬
‫و َمن فعله س هيً فعليه الفدي وهل غير آثم‪.‬‬

‫ابع) مىن محظىلرات اإلحىرام‪ ،‬وهىل‬


‫الر َ‬
‫َّوع َّ‬
‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هذه الجمل (الن َ‬
‫(إزال شعر الرأس)‪.‬‬

‫واللاق ى س خن ى ب الر ىرع ذكىىره ب سىىم (حلىىق الىىرأس)؛ لقللىىه تع ى ل ‪ :‬ﯞ ﯟ‬

‫ﯠ ﴾ [الاقر ‪ ،]196:‬ف لخ َار ع ه بحلق الرأس أول مم ذكره الم َص ِّف وغيره من إزال‬
‫تفسير لم يق به الحلق‪ ،‬ف لحلق يكل بإزال شعر الرأس‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َش َعره‪ ،‬وإ ك ذكر اإلزال‬

‫والفقه ء إذا عدَ للا عن لفظ وار س خن ب الرىرع إلى غيىره فعىدولهم ع ىه لمقصىد‬
‫ع ً ‪ ،‬لكن َل ي ااي أ ي َ‬
‫افىل لفىظ الرىىرع؛ ألنىه ياضىمن مىن المع ى مى يزيىد على مى‬
‫يقصىره الفقه ء؛ ك لذي يذكره الفقه ء س شروط الصل من قللهم‪( :‬سىرت العىلر )‪ ،‬ثىم‬

‫ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ﴾‬ ‫يقللىىىىىىىل ‪( :‬والىىىىىىىدليل قللىىىىىىىه تعىىىىىىى ل ‪:‬‬


‫قىدر زائىدٌ عىن سىرت العىلر ‪،‬‬
‫الزي )‪ ،‬وهل ٌ‬ ‫[األعراف‪ ،)]31:‬فس ِّمي س خن ب الررع ( َ‬
‫أخذ ِّ‬
‫‪72‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫مجر سرت العلر ‪ ،‬بل سرت العلر وزي ٌ ‪ ،‬واقاَ َصر الفقهى ء على سىرت‬ ‫ف لمأملر به لي‬
‫الزي ‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫أصل نى ف ٌ س العلىم؛ بىأ‬ ‫العلر ألنه هل الذي تانل الصل برتكه من أخذ ِّ‬
‫يلحىظ صى ح العلىىم األصىىلل الىىلار س خنى ب الىىىررع ع ىىد مح ذاتهى بمى يىىذكره‬
‫الفقه ء من األلف ظ‪ ،‬م اَلعادا بألف ظ الفقه ء ومعرف الح مل لهم عل اخاي ره ‪.‬‬

‫َ‬
‫مسائل‪:‬‬ ‫الم َصنِّف أربع‬
‫وذكر فيه ُ‬

‫المسألة األولى‪ :‬س قلله‪( :‬إزال شعر الرأس وال ِّلحي والجسد ب لحلق‪ ،‬وال اىف) إلى‬
‫قلله‪( :‬حرا ٌم)‪ ،‬واللار س خن ب الىررع هل َش َعر الرأس‪ ،‬وألحق به غيره‪ ،‬فرعر ال ِّلحي‬
‫َ‬
‫يأخىذ مىن شىعر لحيَاىه وَل‬ ‫والجسد ت ب ٌ س الم شعر الرأس لل سك‪ ،‬فل يجلز لىه أ‬
‫من شعر جسده بحلق أو ناف‪ ،‬أو إحراق ‪ -‬أي اساعم ل ال ر ‪ ،-‬أو ت ُّلر؛ أي اسىاعم ل‬
‫عجىن وتجعىل على الرىعر فازيلىه‪ ،‬أشىاه بمى‬
‫وغيىره‪ ،‬ت َ‬ ‫ٌ‬
‫أخىلط مىن كلى‬ ‫ال ُّلر ‪ ،‬وهي‬
‫ساعمل من مزيلت الرعر‬ ‫يساعمله ال ِّس ء اليلم إلزال الر َعر‪ ،‬وس مع ال ُّلر ‪ُّ :‬‬
‫كل م ي َ‬
‫اليلم‪ ،‬فاحرم‪.‬‬

‫يحاجم م لم يؤ ِّ إل قن الر َعر)‪ ،‬ففعل الحج م‬


‫َ‬ ‫والمسألة الثَّانية‪ :‬س قلله‪( :‬وله أ‬
‫اي ♀ احىىىاجم وهىىىل محىىىر ٌم‪ ،‬ثاىىىت هىىىذا س‬
‫َل ي هىىى ع ىىىه المحىىىرم‪ ،‬فىىى ل ُّ‬
‫«الصحي »؛ إَل أ جم ع ً من الفقه ء رأوا أ الحج م تكل للمحىرم بىل قنى َشىعر‪،‬‬
‫يرىمله اسىم ال هىي‬
‫َ‬ ‫ممى‬ ‫والصحيح‪ :‬أ م يق َن ألجل الحج م من الر َعر ويزال‪ ،‬لىي‬
‫َّ‬
‫يىىضر أخىذ شىعر وَل شىعرتين‪ ،‬وَل‬
‫ُّ‬ ‫عن حلق الرأس‪ ،‬ف ل هي ماع ِّل ٌق بأخىذ األكثىر‪ ،‬فىل‬
‫وَل عرر وَل خمسين؛ ألنه قليل ‪ ،‬وهذا قلل اإلم م م لك ؒ‪.‬‬ ‫خم‬

‫بىأس بإزالى شىعر‬


‫إَل إل إزال شعر قليل ألجل الحج مى ‪ ،‬فىل َ‬ ‫والمحاجم َل يحا‬
‫كثيرا م‬
‫شعرا ً‬
‫ً‬ ‫أصح القولين ‪ ،-‬فإ ك الم َزال س الحج م‬
‫ِّ‬ ‫قليل ألجل الحج م ‪ -‬يف‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪73‬‬

‫جم إلى‬
‫أنه يمكن اَلحاج م بإزال شيء يسير من آخر الرأس‪ ،‬فإ َع َمدَ حى ٌ‬ ‫م ه‪ ،‬ف لع‬
‫شعر ن سك فأخذ من مقدمه و َقرنَيه ‪ -‬أي عل أعل طرس رأسه ‪ -‬و ار ً َ َاره س وسط‬
‫رأسه م آخره؛ ص ر المأخلذ من شعر الرأس أكثره‪ ،‬فم م ه‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬س قلله‪( :‬و َقلم األظ فير كحلق الرىعر س الاحىريم)؛ أي هىل م َ‬
‫لحى ٌق‬
‫انكس َر ظفره أ يقصه»‪.‬‬
‫به؛ لم تقدم من قلل ابن عا س ◙‪َ« :‬ل بأس للمحرم إذا َ‬
‫فمن َ‬
‫فعل ذلك بعذر فل إث َم عليه؛ وعليه الفدي ‪ ،‬و َمن فعلىه ع مىدً ا‬ ‫الرابعة‪َ ( :‬‬
‫والمسألة َّ‬
‫َأث َم؛ وعليه الفدي ‪ ،‬و َمن فعله س ه ًي فعليه الفدي وهل غير آثم)‪.‬‬

‫وهذه المسأل الاي ذكره الم َص ِّف جعل فيه فدي ً على السى هي بخىلف مى تقىدم‪،‬‬
‫وهذا مذه جم ع مىن الفقهى ء‪ ،‬يجعلىل للسى هي ‪ -‬والمىرا بىه‪ :‬ال سىي ‪ -‬و َمىن س‬
‫حكم ىه ‪ -‬المخن ىو والمكى َىره ‪ -‬يجعلىىل لىىه أحك ًم ى س عىىدم لىىزوم الفدي ى س بعىىض‬
‫المحظلرات‪ ،‬ولزومه س بعض‪.‬‬

‫واألصح ‪ -‬والل أعلم ‪ :-‬جري القلل في المحظلرات ب لعذر لهم عل حد سلاء َل‬
‫ُّ‬
‫فر َق بي ه ‪ ،‬وهذا اخاي ر جم ع من المح ِّققين؛ م هم ابن تيمي َ الحفيد‪ ،‬ومحمىد األمىين‬
‫قيني س آخرين‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫الر‬

‫فل إثم وَل فدي َ عل س ه وَل مخنو وَل مكره‪.‬‬


‫‪74‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫الخامس‪ :‬الجم ع‪.‬‬


‫ُ‬ ‫َّوع‬
‫الن ُ‬

‫للحج ملج ٌ للكف ر لمن فعله ع مدً ا‪ ،‬ومن فعله س هيً فل شىي َء‬
‫ِّ‬ ‫وهل حرا ٌم مفسدٌ‬
‫عليه‪.‬‬

‫كره أ يكل َ فيه خ ط ًا ‪ ،‬أو ش هدً ا‪ ،‬فىإ ع َقىده‬ ‫ً‬


‫وقالَل‪ ،‬وي َ‬ ‫إيج ًب‬ ‫ويحرم عليه ال ِّك‬

‫لم ي عقد‪ ،‬وَل فدي َ عليه‪ ،‬وَل َ‬


‫بأس ب لرجع ‪.‬‬

‫َّامس) مىن محظىلرات اإلحىرام‪،‬‬


‫َّوع الخ َ‬
‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هىذه الجملى (النَّ َ‬
‫وهل (الجم ع) والمرا به‪ :‬اإليل واللطء‪.‬‬

‫َ‬
‫مسائل‪:‬‬ ‫والجملة المذكورة ُمشتمل ٌة على خمس‬
‫ُ‬

‫للحىج ملجى ٌ للكفى ر لمىن فعلىه‬


‫ِّ‬ ‫فالمسألة األولَّى‪ :‬فىي قللىه‪( :‬وهىل حىرا ٌم مفسىدٌ‬
‫ىاص الجم ى ع و َ غيىىره مىىن أنىىلاع‬
‫ع مىىدً ا‪ ،‬و َم ىن فعلىىه س ى هيً فىىل شىىي َء عليىىه)‪ ،‬فيخى ُّ‬
‫الحج أنه يفسده إذا فع َله قال الا ُّحلل األول؛ أي َ‬
‫قال إتي نه ب ث ين مىن ثلثى ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫محظلرات‬
‫وهي‪ :‬النىلاف ويااعىه السىعي ‪ -‬ف لسىعي تى ب ٌ للنىلاف غيىر مسىاقل ع ىه ‪ ،-‬والرمىي‪،‬‬
‫وحلق الرأس أو تقصيره‪ ،‬فإذا فعل اث ىين مىن هىذه الثلثى فإنىه يكىل قىد أحىل الاح ُّلىل‬

‫األول‪ ،‬فإ وط َو قا َله فسدَ ُّ‬


‫حجه‪ ،‬وعليه بدن ٌ ‪ -‬أي ن ق ٌ يذبحه ‪ ،-‬وهل قلل جم ع من‬

‫لف‪ ،‬وإ وطو بعد الاح ُّلل األول لم يفسىد ُّ‬


‫حجىه وأتمىه‪،‬‬ ‫عرف بي هم خ ٌ‬
‫الصح ب وَل ي َ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪75‬‬

‫ف‬
‫عرف له مخى ل ٌ‬
‫الايهقي‪ ،‬وَل ي َ‬
‫ِّ‬ ‫وعليه بدن ٌ ً‬
‫أيض ‪ ،‬ثات هذا عن ابن عا س ¶ ع د‬
‫من الصح ب ‪.‬‬

‫حجه وج عليه أ َيمض َي فيه م قض ئه س الس َ المقال ‪.‬‬


‫فسد ُّ‬
‫و َمن َ‬
‫ً‬
‫وقالَل)؛ أي يحرم عليه عقىده‪،‬‬ ‫والمسألة الثَّانية‪ :‬س قلله‪( :‬ويحرم عليه ال ِّك إيج ًب‬
‫الصحيح؛ أل عقد‬
‫ساقل‪ ،‬وهو َّ‬
‫وهذا أفر ه بعض الفقه ء ‪ -‬وم هم الح بل ‪ -‬فجعلله م ًّ‬
‫ال ِّك غير اللطء‪ ،‬فإ اللط َء قد يق باير عقىد نكى ؛ كفعىل زا ‪ -‬أع ذنى اهلل وإيى كم‬
‫من ذلك ‪ ،-‬فإنه حي ًاذ يفجر بزنَ ه‪ ،‬ويق في الجم ع المفسد نس َكه‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قلله‪( :‬ويكره أ يكل َ فيه خ ط ًا ‪ ،‬أو ش هدً ا)‪ ،‬بأ َل يكل أحدَ‬
‫الماع قدَ ين‪ ،‬وإنم يرهد عل ال ِّك ‪ ،‬أو يخن من غير عقد‪ ،‬والخناى حي ًاىذ هىي مى‬
‫الرجل اب اَه عل آخر‪ ،‬وَل يجي َاه بقاللىه‪،‬‬ ‫لم يرامل عل إيج ب وَل قالل؛ كأ يعر‬
‫يزوجه اب َاَه فل يجياىه‪ ،‬فىإ هىذا يكىل خناى ً وَل يكىل‬
‫ِّ‬ ‫أحدٌ من آخر أ‬ ‫أو أ يلام‬
‫عقدً ا‪ ،‬ف لعقد هل المرامل عل اإليج ب والقالل‪.‬‬

‫وكا باه تلثق ٌ له‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬س قلله‪( :‬فإ ع َقده لىم ي عقىد‪ ،‬وَل فديى َ عليىه)؛ أي َل يصى ُّ كلنىه‬
‫والمسألة َّ‬
‫نك ًح وَل فدي َ عليه‪.‬‬

‫ىأس ب لرجعى )‪ ،‬وهىىي إمسى ك المن ِّلىق َ‬


‫زوجاَ ىه‬ ‫والمسََّّألة الخامسََّّة‪ :‬فىي قللىىه‪( :‬وَل بى َ‬
‫فىي مع ى ال ِّكى ‪ ،‬فىإ عقىد الزوجيى‬ ‫ور ُّ ه إل نفسه‪ ،‬فله أ يرج َعه ؛ أل ذلك لي‬
‫ب ق؛ كمن طلق امرأ َته طلق ً واحد ً ‪ ،‬وَل زالت س عدته ‪ ،‬فإذا نل رجعاَه فهىي زوجاىه‬
‫غير ب ئ م ه‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ادس‪ :‬مقدِّ م ت الجم ع‪.‬‬


‫الس ُ‬
‫َّوع َّ‬
‫الن ُ‬

‫ك لقال ‪ ،‬واللم ‪ ،‬والمع نق ؛ ومهم فعله ع مدً ا َأث َم‪ ،‬وعليه الفدي ‪.‬‬

‫َّادس) مىن محظىلرات اإلحىرام‪،‬‬


‫الس َ‬‫َّوع َّ‬
‫ذكىر الم َصى ِّف ؒ س هىذه الجملى (النَّ َ‬
‫حرك ال ف َ إليه‪.‬‬
‫وهي (مقدِّ م ت الجم ع)؛ أي م يساقه من واعيه الا عث عليه الم ِّ‬

‫وذكر فيها مسألتين‪:‬‬

‫المسألة األولى‪ :‬س قللىه‪( :‬ك لقالى ‪ ،‬واللمى ‪ ،‬والمع نقى )‪ ،‬ف لمىذكلرات ك ُّلهىن مىن‬
‫مقدِّ م ت الجم ع‪.‬‬

‫والمسَّألة الثَّانيَّة‪ :‬س قللىه‪( :‬ومهمى فعلهى ع مىدً ا َأث َ‬


‫ىم‪ ،‬وعليىه الفديى ) على مى تقىىدم‬
‫تقريره‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪77‬‬

‫ابع‪ :‬الصيد‪.‬‬
‫الس ُ‬
‫َّوع َّ‬
‫الن ُ‬

‫يحرم عليه الصيد ال ُِّّي المأكلل‪ ،‬أو المال ِّلد من المأكلل وغيره‪.‬‬

‫وك ََذل َك يحرم عليه أجزاؤه؛ كايضه‪ ،‬وريره‪ ،‬وس ئر أعض ئه‪.‬‬

‫ابع) من أنىلاع محظىلرات اإلحىرام‬


‫الس َ‬
‫وع َّ‬
‫ذكر الم َص ِّف ؒ يف هِّذه الجمل (النَّ َ‬
‫وهل (الصيد)‪ ،‬ومرا هم به‪ :‬الصيد ال ِّ ُّي‪ ،‬فى(أل) عهدي ٌ ‪.‬‬

‫وذكر فيها ثالث مسائل‪:‬‬

‫فالمسألة األولى‪ :‬س قلله‪( :‬يحرم عليه الصيد الى ُِّّي المىأكلل)؛ أي مى كى مىن الى ِّ‬
‫مم يص ع ً ليؤ َك َل‪ ،‬فإ ك سا ًع ‪ -‬كأسد ونمر وفهد ‪ -‬فىإ قا َلىه َل يىدخل س اسىم‬
‫ٌ‬
‫حلل له‪.‬‬ ‫(الصيد)‪ ،‬فيحرم عل المحرم صيد ال ِّ المأكلل و الاحر‪ ،‬فصيد الاحر‬

‫فللمحَّرِم أن‬ ‫ً‬


‫حلَل ولىم ي َصىد ألجلىه‪ُ ،‬‬ ‫ويجلز له األكل من صيد ال ِّ إذا ك الص ئد‬
‫البر بشرطين‪:‬‬
‫يأكل من صيد ِّ‬
‫ً‬
‫حلَل غير محرم‪.‬‬ ‫• أحدهما‪ :‬أ يكل ص ئده‬
‫• واآلخر‪ :‬أَل يص ألجله‪.‬‬

‫َ‬
‫يأكل م ه‪.‬‬ ‫فيصيده الص ئد الحلل اباا َء اَلناف ع به‪ ،‬فيلافقه هذا المحرم عليه‪ ،‬فله أ‬
‫‪78‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪( :‬أو المال ِّلد مىن المىأكلل وغيىره)؛ أي مى كى مىن جى‬
‫الصيد مال ِّلدً ا من ِّبري مأكلل وغير مأكلل َتالياً للحظر‪ ،‬فملج الحظر وجىل مع َى‬
‫الصيد ال َا ِّر ِّي المأكلل س أحد طرفيه من أب أو أم‪ ،‬فيال عل المع ارخر‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قللىه‪( :‬وك َ‬


‫َىذل َك يحىرم عليىه أجىزاؤه)؛ أي أجىزاء الصىيد الى ِّ ِّي‬
‫المأكلل‪ ،‬وم تللد م ه ومن غيره؛ (كايضه‪ ،‬وريره‪ ،‬وس ئر أعض ئه)؛ أي بقيى أعضى ئه؛‬
‫حلل‪ ،‬فرم ه هل بسيفه فقن رج َله ‪ ،‬وأ ر َكهى ارخىر‬
‫ٌ‬ ‫كم لل عرضت له صيد ٌ ينلاه‬
‫الرجىل الاىي قنعهى‬
‫بعد ف َراره فضىربَه برمحه فم تت من رمى الصى ئد الحىلل‪ ،‬فىإ ِّ‬
‫حلل؛ ألنه قنع ٌ من َطريد تن َل َل تلقف إَل بهذا‪ ،‬لكن يحرم عليه‬
‫ٌ‬ ‫األصل فيه أنه‬
‫ت وله ؛ ألنه ح ل قنعه ك محر ًم ‪ ،‬فل يجلز له أ يا وله ‪ ،‬فهذا مع قلله‪( :‬وس ئر‬
‫فالسائر‪ :‬بقي الريء‪.‬‬
‫أعض ئه)؛ أي بقي أعض ئه‪َّ ،‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪79‬‬

‫ىم عليىه؛ وعليىه‬ ‫و َمن قاله ع مدً ا َأث َم؛ وعليه جزاؤه‪ ،‬و َمن كى جى ً‬
‫هل أو ن سىيً فىل إث َ‬
‫الجزاء‪ ،‬وهل مثله من ال َعم‪.‬‬

‫والفدي س الجم ع بدن ٌ‪ ،‬فإ لم يجد فاقر ٌ‪ ،‬فإ لم يجد َف َسا ٌ من الا م‪ ،‬فإ لم يجد‬
‫ق ِّلمت الفدي ب لدراهم‪ ،‬واشرت به طع ًم ‪ ،‬وتصدق به ‪ ،‬فإ لم يجد ص َم عن ِّ‬
‫كىل مىد‬
‫‪ -‬بمدِّ رسلل اهلل ♀ ‪ -‬يل ًم ‪.‬‬

‫يذبحه ‪ ،‬وبين أ ينع َم سا َ مس كي َن ثلث َ‬


‫َ‬ ‫والفدي س غير الجم ع ش ٌ؛ ياخير بين أ‬
‫آص ‪ -‬بص ع رسلل اهلل ♀ ‪ ،-‬وبين أ يصل َم ثلث َ أي م‪.‬‬

‫والنع م واللحم س جمي ذلك مسا ََحق ألهل الحرم؛ غرياهم ومساَلط هم‪.‬‬

‫الحج بريء من هذه المحرم ت إَل بجم ع الع مد‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫وَل َيفسد‬

‫وك ََذل َك َيفسد ب ِّلر ‪ -‬نعلذ ب هلل م َن الخذَل ‪.‬‬

‫ذكر الم َص ِّف ؒ يف هذه الجملى الم اهيى إلى قللىه‪( :‬ومسىاَلط هم) مى ياعلىق‬
‫ب لفدي ‪.‬‬

‫وفديََّّة المناسََّّك شََّّر ًعا‪ :‬معلىىل ٌم واج ى ٌ بسىىا نسىىك أو إحىىرام‪ ،‬عل ى الارتي ى أو‬
‫الاخيير‪.‬‬
‫‪80‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫َ‬
‫مسائل‪:‬‬ ‫الم َصنِّف يف هذه الجملة أربع‬
‫وذكر ُ‬

‫فالمسألة األولى‪ :‬في قلله‪( :‬و َمن قاله ع مدً ا َأث َم؛ وعليه جزاؤه)؛ أي َمىن قاىل الصىيد‬
‫ع مد ًا لحقه اإلثم‪ ،‬وعليه جزاؤه المقدر شر ًع ‪( ،‬و َمن ك ج ً‬
‫هل أو ن سيً فل إث َم عليه؛‬
‫وعليه الجزاء‪ ،‬وهل مثله من ال َعم) فيم يح َكم به‪.‬‬

‫ففدي الصيد فيه ‪ :‬جزاؤه أو بدل الجزاء‪.‬‬

‫َ‬
‫مثىل الصىيد س جملى م ىه‪ ،‬فىإنهم عىدللا ال ع مى‬ ‫وثات عن الصح ب تعيىين مى يكل‬
‫الحم م ب لجدي ‪ -‬الر الصاير من جدي ونحله ‪ -‬إل آخىر مى أثىر‬
‫ب لادن ‪ ،‬وعدللا َ‬
‫ع هم ╚‪.‬‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪( :‬والفدي س الجم ع بدن ٌ‪ ،‬فإ لم يجد فاقر ٌ‪ ،‬فإ لىم يجىد‬
‫َف َسا ٌ من الا م)‪.‬‬

‫والصحيح‪ :‬أ الجم ع إ ك قال الاح ُّلل األول ففيه بدن ٌ ؛ ثات هذا عن جم ع من‬
‫َّ‬
‫الصح ب بل خلف بي هم‪ ،‬وإ ك بعد الاح ُّلل األول قال إتم م م سىكه ‪ -‬كىأ يفعىل‬
‫عرف‬
‫الايهقي‪ ،‬وَل ي َ‬
‫ِّ‬ ‫بت عن ابن عا س ع د‬ ‫اث ين وياق الث لث ‪ -‬ففيه بدن ٌ ً‬
‫أيض ‪ ،‬وهل ث ٌ‬
‫ف من الصح ب ‪ ،‬ف لجم ع عل ِّ‬
‫كل ح ل‪ :‬فدياه الادن ‪.‬‬ ‫له مخ ل ٌ‬

‫ثم ذكر بد َله لمن لم يجد فقى ل‪( :‬فىإ لىم يجىد ق ِّلمىت الفديى ) ‪ -‬وهىي ه ى على مى‬
‫رجح الادن ‪( -‬ب لدراهم‪ ،‬واشرت به طع ًم ‪ ،‬وتصدق به ‪ ،‬فإ لم يجد ص َم عن ِّ‬
‫كىل‬
‫مد ‪ -‬بمدِّ رسلل اهلل ♀ ‪ -‬يل ًم )؛ أي ذلك النع م الذي اشرتاه يجعل مق َير‬
‫وأصح األقوال‪ :‬أ المسكين له نصف ص ع؛ كم ثات هىذا س حىديث كعى بىن‬
‫ُّ‬ ‫معي ً ‪،‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪81‬‬

‫جر َ س «الصحي »‪ ،‬فيد َف إل ِّ‬


‫كل واحد مىن هىذا النعى م الىذي اشىاري بقيمى الادنى‬ ‫ع َ‬
‫نصف ص ع‪ ،‬فإ تعذر اإلطع م ص َم َعن ِّ‬
‫كل مسكين يل ًم ‪.‬‬

‫يذبحه ‪ ،‬وبىين‬
‫َ‬ ‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قلله‪( :‬والفدي س غير الجم ع ش ٌ؛ ياخير بين أ‬
‫أ ينع َم سا َ مس كين ثلث َ آص ‪ -‬بص ع رسىلل اهلل ♀ ‪ ،-‬وبىين أ يصىل َم‬

‫ثلث َ أي م)‪ ،‬وتسمى (فدي األذ )‪ ،‬وهىي الىلار فىي قللىه تعى ل ‪ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬

‫ﯳ ﯴ ﯵﯶ﴾ [الاقر ‪ ،]196 :‬ف ِّ‬


‫لصي م‪ :‬صي م ثلث أي م‪ ،‬والصدق ‪ :‬إطع م سا مسى كي َن‪،‬‬
‫ُّ‬
‫كل مسكين نصف ص ع‪ ،‬وال ُّسك‪ :‬ذب شى ‪ ،‬ثاىت هىذا س حىديث كعى بىن عجىر َ س‬
‫«الصحيحين»‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬س قلله‪( :‬والنع م واللحىم س جميى ذلىك مسىا ََحق ألهىل الحىرم؛‬
‫والمسألة َّ‬
‫أطعم طع ًم من تمىر أو‬
‫َ‬ ‫غرياهم ومساَلط هم)؛ أي َمن َوجات عليه فدي ٌ فذب ذبيح ً أو‬
‫بر أو شعير؛ فإنه يجعله ألهل الحرم من المسالط ين فيه أو من الارب ء اللار ين عليه‪.‬‬
‫أن المحظورات باعتبار ِ‬
‫الفدية أربع ُة أنواع‪:‬‬ ‫وقاعدة فدية المحظورات‪َّ :‬‬

‫َّأولها‪ :‬م َل فدي َ فيه؛ وهل عقد ال ِّك ‪.‬‬

‫َّح األقَّوال ‪ ،-‬ففيىه‬ ‫ِ‬ ‫وثانيها‪ :‬م فيه فدي ٌ مالظ ٌ ؛ وهل الجم ع عل ِّ‬
‫كل ح ل ‪ -‬فَّي أص ِّ‬
‫كم تقدم الادن ثات هذا عن جم ع من الصح ب قال الاح ُّلل األول‪ ،‬وعىن ابىن عاى س‬
‫بعد الاح ُّلل األول‪.‬‬

‫الجزاء أو بَدله؛ وهل الصيد‪.‬‬


‫وثالثها‪ :‬م فيه َ‬

‫ورابعها‪ :‬م فيه فدي األذ من صي م ثلث أي م‪ ،‬أو إطع م سا مس كي َن‪ ،‬أو ذبى شى ؛‬
‫وهل بقي المحظلرات‪.‬‬
‫‪82‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫حج بريء من هذه المحرم ت إَل بجم ع الع مد‪ ،‬وك ََذل َك َيفسد ب ِّلر ‪-‬‬
‫وَل َيفسد ال ُّ‬
‫نعلذ ب هلل م َن الخذَل ‪.‬‬

‫ذكر الم َص ِّف ؒ في هذه الجمل مسألتين‪:‬‬

‫الحىج برىيء مىن هىذه المحرمى ت إَل بجمى ع‬


‫ُّ‬ ‫المسألة األولَّى‪ :‬س قللىه‪( :‬وَل َيفسىد‬
‫قال الاح ُّلل األول‪ ،‬ويمضي س نسكه ‪ -‬أي يىأتي بمى بقىي عليىه‬
‫َ‬ ‫الع مد)‪ ،‬وذلك إذا ك‬
‫م ه ‪ -‬ثم يأتي به في ع مه الق بل قض ًء‪.‬‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قللىه‪( :‬وك َ‬


‫َىذل َك َيفسىد بى ِّلر )؛ أي بى لخرو مىن اإلسىلم إلى‬
‫الكفر‪.‬‬

‫الفقه ء ع ىد ذكرهى س (نىلاقض اللضىلء)‬ ‫واساع ذ الم َص ِّف ع د ذكره ‪ ،‬وهذه ع‬


‫شر اللقلع فيه ‪.‬‬
‫الحج) ونحل ذلك‪ ،‬اساع ذ ً من ِّ‬
‫ِّ‬ ‫أو (مانلت‬

‫ىم‪ ،‬فىىل ي َق ى ل‪( :‬الخىىذَل )؛ وهىىل عىىدم الالفيىىق‪،‬‬


‫(والخىىذَل ) بكسىىر الخ ى ء وَل تضى ُّ‬
‫وحقيقته‪ :‬الايسير للعسر ‪ ،‬كم أ التَّوفيق هل الايسير لليسىر ‪.‬‬

‫وهذه المسأل مم ح رت فيه األفك ر‪ ،‬وتج ذ َبه ال ُّظى ر‪ ،‬وزلىت فيهى أقىدام جم عى‬
‫ٌ‬
‫طليل‪.‬‬ ‫الس ‪ ،‬وهي حقيق الخذَل والالفيق‪ ،‬وبي هذا‬
‫من أهل ُّ‬
‫ِ‬
‫والخذالن هل‬ ‫لكن احفظلا أ الذي ل عليه القرآ ‪ :‬أ التَّوفيق هل الايسير لليسر ‪،‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪83‬‬

‫الايسير؛ للعسر كم س سلر الليل‪.‬‬


‫‪84‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫القمىيص‪ ،‬والسىى َ‬
‫راويل‪ ،‬والق َى َع‪،‬‬ ‫َ‬ ‫والمرأ س هذه المحرم ت ك لرجل‪ ،‬إَل أنه تلا‬
‫المخيط‪ ،‬ويلزمه كرف وجه َه ‪ ،‬وَل يلزم الرج َل كرف وجهه‪،‬‬
‫والخف‪ ،‬وجمي َ أنلاع َ‬
‫واألفضل أ يكر َفه‪.‬‬

‫َ‬
‫مسائل‪:‬‬ ‫الجملة أربع‬ ‫ِ‬
‫الم َصنِّف ؒ في هذه ُ‬
‫ذكر ُ‬

‫المسََّّألة األولََّّى‪ :‬س قللىىه‪( :‬والمىىرأ س هىىذه المحرم ى ت ك لرجىىل)؛ أي معدو َل ى ٌ بىىه‬

‫مر رك ٌ له فيم حظر عل المحرم من ِّ‬


‫الرج ل‪ ،‬ف لمرأ مثله؛ إَل م اساث ي مم ذكىره س‬
‫المسألة الثَّانية‪.‬‬

‫َ‬
‫ىراويل‪ ،‬والق َى َع‪ ،‬والخىف‪ ،‬وجميى َ أنىلاع‬ ‫القمىيص‪ ،‬والس‬
‫َ‬ ‫وهي قلله‪( :‬إَل أنه تلا‬
‫المخيط)‪ ،‬فم حظر عل الرجل من أنلاع المخيط ما ٌ للمرأ ‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قلله‪( :‬ويلزمهى كرىف وجه َهى )؛ أي مىن المرىروع للمىرأ ع ىد‬
‫نسكه ‪ :‬كرف وجهه ‪ ،‬فإحرامه س كرف وجهه ؛ كمى أ إحىرام الرجىل س نىزع ثي بىه‬
‫مر ¶؛ أ المرأ َ إذا أح َرمت أمرت بكرف‬
‫ر اء وإزار‪ ،‬ثات هذا عن ابن ع َ‬ ‫ولا‬
‫وجهه ‪.‬‬

‫وهذا إذا ك باير حضىر رج ل أج ن ‪ ،‬فإ ك نت بحضىر رجى ل أج نى أسىدلت‬


‫الايهقىي‪ ،‬فىإ ك نىت بحىىضر مح رمهى ‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫عليه خم َره ‪ ،‬ثاىت هىذا عىن ع ئرى َ ع ىد‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪85‬‬

‫عم َر‪.‬‬
‫بحضر نس ء مثله فإنه تؤمر بكرف وجهه ؛ لصح ذلك عن ابن َ‬

‫وذه ابن تيمي الحفيد وصى حاه ابىن القى ِّيم إلى أنىه َل يلزمهى ‪ ،‬واألظهَّر ‪ -‬ا ِّتاىىى ًع‬
‫عمر وق ل به جم ع ٌ من أهل العلم‪.‬‬
‫لآلث ر ‪ :-‬م ص عن ابن َ‬

‫الرابعة‪ :‬في قلله‪( :‬وَل يلزم الرج َىل كرىف وجهىه‪ ،‬واألفضىل أ يكرى َفه)‪،‬‬
‫والمسألة َّ‬
‫ف ألفضل أَل يا ِّني وجهه بريء‪ ،‬لك ه غير مىأملر بىذلك‪ ،‬ف لحىديث الىلار س المحىرم‬
‫الذي َو َق َصاه ال ق ‪َ « :‬و َال تُخَ ِّم ُروا َو ْج َه ُه» زي ٌ ش ذ ٌ َل تثات‪.‬‬

‫وثات عن عثم َ وغيره من الصح ب تاني وجلههم لم هات ري ٌ ‪ُّ ،‬‬


‫فيدل هىذا على‬ ‫َ‬
‫الجلاز‪.‬‬

‫واألفضل أ يكىل ذلىك ع ىد وجىل مى يىدعل إليىه؛ كااى ر‪ ،‬أو شىد حىر‪ ،‬أو رائحى‬
‫كريه ‪ ،‬فإنه يجعل عل وجهه م ير ء مم يانيه‪ ،‬واألفضل أَل يا ِّنيَه‪.‬‬
‫‪86‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫فإذا اناه المحرم إل مك َ ‪ -‬شرفه اهلل تع ل ‪ -‬فليدخل من َث ي َكدَ ا َء؛ وهي بىأعل‬
‫الايت رف َ يديه‬
‫َ‬ ‫اهلل ‪ ،‬فإذا رأ‬ ‫َ‬
‫يااسل لدخلل مك َ‪ ،‬فإذا خله حمد َ‬ ‫مك َ‪ ،‬بعد أ‬
‫وتعظيم ى‬
‫ً‬ ‫وتكريمى‬
‫ً‬ ‫ىت ترىىىري ًف‬
‫إب َنيىىه؛ ثىىم يقىىلل‪« :‬اللهىىم ز هىىذا الايى َ‬ ‫َحاى يىىر بيى‬
‫وتعظيمى وب ًّىرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫وتكريمى‬
‫ً‬ ‫ومه ب ً‪ ،‬وز َمن َشر َفه و َعظ َمه ممىن َحجىه أو اعا ََم َىره َترىىري ًف‬
‫أنت السلم‪ ،‬وم ك السلم‪َ ،‬ف َحيِّ َ َرب َ ب لسلم»‪.‬‬
‫اللهم َ‬

‫و َيدخل المسجدَ من ب ب بَ ي َشياَ َ‪ ،‬وَل ي َع ِّر عل َشيء سل النلاف‪ ،‬وَل ي َصى ِّلي‬

‫تحي َ المسجد َحا َيقصدَ َ‬


‫الح َج َر األسل َ ؛ وهل ماادأ النلاف‪ ،‬فيسىاَقاله بجميى بدنىه‪،‬‬
‫ثم يقاِّله‪ ،‬ويض يدَ ه عليه؛ إَل أ يكل عليه از ح ٌم‪ ،‬ف ألو َل ترك الاقايل‪ ،‬فيسىالمه إَل‬
‫يرير إليه بيده‪ ،‬ثم يقىلل‪« :‬اللهىم إيم نًى بىك‪ ،‬ووفى ًء‬
‫َ‬ ‫أ يكل َ عليه از ح ٌم‪ ،‬ف ألَو َل أ‬
‫بعهدك‪ ،‬وتصدي ًق بكا بك‪ ،‬وا ِّتا ًع لس نايِّ َك محمد ♀»‪.‬‬

‫تحىت ع تقىه األيمىن‪ ،‬ويضى َط َر َفيىه على ع تقىه األيسىىر‪ ،‬ثىم‬


‫َ‬ ‫الىر اء‬
‫ىط ِّ‬‫ويجعل وس َ‬
‫الح َجىر‪َ ،‬يرمىل س‬
‫َ‬ ‫الايىت على يسى ره‪ ،‬وينىلف سىاع َ أشىلاط‪ ،‬مى َن َ‬
‫الح َجىر إلى‬ ‫َ‬ ‫يجعل‬
‫ب لرديد ‪ -‬وَل َر َم َل على المىرأ ‪ ،‬ويمرىي‬ ‫الثلث األ َول ‪ -‬والر َمل‪ :‬هل اإلسراع‪ ،‬ولي‬
‫س األربع األ َخر عل السكي ‪.‬‬

‫الرك َن ال َي َم ن َي اسى َا َل َمه وقا َىل يىدَ ه‪ ،‬وَل يق ِّالىه‪ ،‬فىإ لىم يمك ىه اَلسىالم‬
‫وكلم ح ذ ُّ‬
‫أش َر إليه ب ليد‪.‬‬

‫الح َج َىر األسىل َ ‪« :‬اهلل أكى ‪ ،‬اللهىم اج َعلىه َح ًّجى‬


‫َ‬ ‫ويقلل س الثلث األ َول كل َم ح ذ‬
‫مركلرا»‪.‬‬
‫ً‬ ‫مافلرا‪ ،‬وسع ًي‬
‫ً‬ ‫ورا‪ ،‬وذن ًا‬
‫م ً‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪87‬‬

‫وأنىت‬
‫َ‬ ‫وكل َم ح ذاه س األربع األ َخىر قى ل‪ِّ « :‬‬
‫رب اغفىر وارحىم‪ ،‬واعىف عمى تعلىم‪،‬‬
‫األعز األكرم»‪ ،‬و َيدعل بم ش َء؛ م لم يكن إث ًم أو قنيع َ َرحم ‪.‬‬
‫ُّ‬

‫وَل ي َلاِّي س النلاف‪ ،‬وله أ يقر َأ القرآ َ س طلافه‪.‬‬

‫ت عليىىه الر َمى َىل‪ ،‬أو ي َص ى َم ال ِّس ى َء‪ ،‬ف لاعىىد‬


‫والىىدُّ ن ُّل م ى َن الايىىت مسىىاح ؛ إَل أ يفى ِّىل َ‬
‫أفضل‪.‬‬

‫مكرلف علر ‪.‬‬


‫َ‬ ‫ينلف مساَصح ًا ل ج س أو َحدَ ‪ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫وَل يجلز أ‬

‫والسا ر سل النلاف‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الح ِّج والعمر إل النه ر‬
‫َ‬ ‫وَل َيفاقر شي ٌء من أرك‬

‫ىلف عل ى َش ى َذر َوا الكعا ى ‪ ،‬فىىإ خى َ‬


‫لف شىىيًاً مىىن ذلىىك لىىم يعاَىىد‬ ‫وَل يجىىلز أ ينى َ‬
‫الىركن‪ ،‬في ااىي ل َمىن قاىل‬ ‫بنلافه‪ ،‬وقد أز َيل بعض الرى َذر َوا ع ىدَ َ‬
‫الح َجىر مىن جى ناَي ُّ‬
‫رج عن ال َقدر الذي أز َيل‪.‬‬
‫الح َج َر أ يكل َ طلافه خ ً‬
‫َ‬

‫وَل َر َم َل إَل س طلاف القدوم‪.‬‬

‫فإذا َف َر َغ من هىذا النىلاف صىل ركعاىي النىلاف ع ىد ال َم َقى م‪ ،‬يقىرأ س األولى بعىد‬

‫]‪ ،‬وس الث ني ى ‪ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﴾ [الكى فرو‬ ‫الف تحى ‪:‬‬

‫الح َج َر األسل َ ف سالمه‪.‬‬


‫َ‬ ‫ﭕ ﴾ [اإلخلص]‪ ،‬فإذا فر َغ م هم أت‬

‫الحىج‪ ،‬وفىلات األحكى م المحاى‬


‫ِّ‬ ‫لم فرغ الم َص ِّف ؒ من مقىدِّ م ت م سىك‬
‫الحج إذا وصل المحرم إل مك َ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫عت صف‬
‫إليه فيه؛ شرع ي َ‬
‫‪88‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫الجمل َة من القول المشتمل َة على ثالث وعشرين مسأل ًة‪:‬‬


‫فذكر هذه ُ‬

‫المسألة األولى‪ :‬في قلله‪( :‬فإذا اناه المحرم إل مك َ ‪ -‬شرفه اهلل تع ل ‪ -‬فليدخل‬
‫من َث ي َكدَ ا َء)؛ وهي المك المعروف اليلم بى(الحجل )‪ ،‬فإنه أعل مكى َ ‪ ،‬فيىدخل مىن‬
‫اي ♀‪.‬‬
‫هذه الجه كم فعل ال ُّ‬
‫َ‬
‫يااسل لدخلل مك َ)‪ ،‬فإ ال اي ♀ لم‬ ‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في َقلله‪( :‬بعد أ‬
‫خل مك َ ب ت بذي طل ‪ -‬وهي المعروف اليلم بى(حي الزاهىر) ‪ ،-‬ثىم اغاسىل‪ .‬ما ٌ‬
‫فىق‬
‫عليه‪ ،‬فيااسل المرء ع د خلله مك قال طلافه‪.‬‬

‫كرا لىه على مى بلاىه‬ ‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قلله‪( :‬فإذا خله حمد َ‬
‫اهلل ‪)‬؛ أي شى ً‬
‫من إتي بياه الحرام‪.‬‬

‫واهلل ▐ ير َكر ع د ِّ‬


‫كل ن َعمه‪ ،‬ومن أعظىم شىكره‪ :‬حمىده ▐‪ ،‬وس‬
‫الح ْمَّدُ َر ْأ ُس‬
‫حديث عاىد اهلل بىن عمى َر ع ىد عاىد الىرزاق أ ال اىي ♀ قى ل‪َ « :‬‬
‫الش ْكرِ‪َ ،‬ما َشك ََر اللَ َع ْبدٌ َال َي ْح َمدُ ُه»‪.‬‬
‫ُّ‬

‫الايت)؛ أي ب َء الكعاى َل ب ى َء المسىجد‪ ،‬وب ى ء‬


‫َ‬ ‫الرابعة‪ :‬س قلله‪( :‬فإذا رأ‬
‫والمسألة َّ‬
‫ىاص ب لا يى المسىىم ب ىى(الكعا )‪،‬‬
‫المسىىجد أوسى مىىن ب ى ء الكعاى ‪ ،‬ف سىىم (الايىىت) يخى ُّ‬
‫ىاص ب لايىىت فى لمرا بىىه (ب ى ء‬
‫كمى يخى ُّ‬ ‫وين َلىق عل ى غيىىره ُّ‬
‫تلس ى ًع ‪ ،‬فىىإذا ذكى َىر الفقه ى ء ح ً‬
‫الكعا )‪ ،‬فيرف يديه‪ ،‬ثات هذا عن ابن عا س ع د ابن أبي شي َا َ بس د َل َ‬
‫بأس به‪.‬‬

‫إبنيه؛ يع ي يادو بي‬ ‫وذكر الم َص ِّف الما لا َ في الرف ‪ ،‬بأ يرف َ حا ير بي‬
‫إبنيه ألجل ما لااه س الرف ‪.‬‬

‫واللار عن ابن عاى س ذكىر الرفى ‪ ،‬والما لاى ال اىي يىذكره بعىض الفقهى ء س بعىض‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪89‬‬

‫ُّ‬
‫محىل اسىاجدَ اء وسىؤال وطلى ‪ ،‬في سىاه‬ ‫ِّ‬
‫المحل‪ ،‬فىإ المحىل‬ ‫الملاض ألجل م سا‬
‫الما لا س الرف ‪.‬‬

‫ب من ذكرين‪:‬‬
‫ثم ذكر م يق ل حي ًاذ‪ ،‬وهو ُمر َّك ٌ‬

‫وتعظيمى وب ًّىرا»)‪ ،‬ولىم‬


‫ً‬ ‫الايت ترىري ًف ») حا قلله‪«( :‬‬
‫َ‬ ‫أحدهما‪ :‬قلل‪«( :‬اللهم ز هذا‬
‫يص هذا‪.‬‬

‫أنت السلم‪ ،‬وم ك السلم‪َ ،‬ف َح ِّي َ َرب َ ب لسىلم»)‪ ،‬صى هىذا‬
‫واآلخر‪ :‬قلل‪«( :‬اللهم َ‬
‫فعي س «األ ِّم» وأحمدَ س «المس د»‪ ،‬فيساح ُّ لل سك إذا رأ الايىت‬
‫عمر ع د الر ِّ‬
‫عن َ‬
‫أنىت السىلم‪،‬‬
‫الحرام ‪ -‬أي ب ء الكعا ‪ -‬أ يرف يديه كهيًا الداعي‪ ،‬ثم يقىلل‪( :‬اللهىم َ‬
‫وم ك السلم‪َ ،‬ف َحيِّ َ َرب َ ب لسلم)‪.‬‬

‫والمسألة الخامسة‪ :‬س قلله‪( :‬و َيدخل المسجدَ من ب ب بَ ىي َشىياَ َ)؛ ا ِّتا ًعى لمى فعلىه‬
‫اي ♀‪ ،‬و(ب ب ب ي شيا َ) ب ٌب مىن أبىلاب الكعاى القديمى كى قري ًاى مىن‬
‫ال ُّ‬
‫يسيرا‪ ،‬فمن أت من هذه ال حي ك‬
‫ً‬ ‫الايت‪ ،‬ثم أزيل وهل قا ل َ الم َيزاب عن اليمين شيًاً‬
‫أيض (ب ب السلم)‪.‬‬
‫ً‬ ‫آت ًي من جه ب ب ب ي شيا َ ‪ ،‬وك يسم‬

‫لجد اليلم س أبلاب الحرم ب ب ‪ :‬يسم أحدهم (ب ب ب ي شيا َ)‪ ،‬وارخىر (بى ب‬
‫وي َ‬
‫السلم)‪ ،‬وليس همى المىذكلرا س كىلم الفقهى ء‪ ،‬ف لمىذكلرا س كىلم الفقهى ء شىي ٌء‬
‫قديم َ‬
‫زال‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫وهىىذا مىىن المس ى ئل المهم ى الاىىي ت ااىىي ملحظاه ى ع ىىد بي ى األحك ى م الر ىرعي ‪،‬‬
‫والمس ئل الفقهي ؛ أنه تعلق ت ر ً بأسم ء أو أحلال ك نىت فزالىت‪ ،‬فيخنىو َمىن يخنىو‬
‫‪90‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫بجعله عل بعض المع ين تلسي ًع أو تضىيي ًق ‪ ،‬فىل بىد مىن معرفى مى أرا ه الفقهى ء تا ًعى‬
‫لخن ب الررع من األسم ء‪.‬‬

‫وإذا خل من أي ب ب ص ذلك‪ ،‬لك هم يذكرو األفضل ا ِّتا ًع ُّ‬


‫للس ‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬س قللىه‪( :‬وَل ي َع ِّىر على َشىيء سىل النىلاف)؛ أي َل يرىاال‬
‫والمسألة َّ‬
‫بايره‪.‬‬

‫ق ل‪( :‬وَل ي َصى ِّلي تحيى َ المسىجد)‪ ،‬وهمى الركعاى ‪ ،‬فاحيى الايىت لمىن كى ن سى ًك‬
‫النلاف‪ ،‬فإ ك غير ن سك فاحياه كايره من المس جد‪ ،‬وهي صل ركعاين‪.‬‬

‫الملض الذي ياادئ م ه ال سىك‬


‫ق ل‪( :‬وهل ماادأ النلاف)؛ أي الحجر األسل هل َ‬
‫طلافه‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬في قلله‪( :‬فيساَقاله بجمي بدنه‪ ،‬ثم يق ِّاله ويض يده عليه)‪ ،‬فيقاىل‬
‫والمسألة َّ‬
‫بجمي بدنه عل الحجر األسل ‪ ،‬ثم يق عليىه مقىاِّ ًل‪ ،‬ووضى اليىد ألجىل الىام ُّكن مىن‬
‫كايرا‪ ،‬وقد ذه أكثَره ولم َتا َق م ه إَل بقي يسىير ٌ اليىلم مح طى ٌ‬
‫الاقايل لم ك الحجر ً‬
‫والفان‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫قليل من الحجر األسل ‪ ،‬فقد ذهات به الحلا‬ ‫بأشي َء ألصقت به‪ ،‬ف لملجل‬
‫وم ه فا القرامن الذين انازعله وبقي ع دهم مد حا ر إل الكعا ‪.‬‬

‫ق ل‪( :‬إَل أ يكىل عليىه از حى ٌم‪ ،‬فى ألو َل تىرك الاقايىل‪ ،‬فيسىالمه)؛ واالسَّتالم هىل‬
‫كعص ‪ ،‬فيسالمه بيده أو عص ه‪ ،‬ثم يقاِّل م اسالمه به‪.‬‬
‫ً‬ ‫ما شرته بيد‪ ،‬أو م ي لب ع ه‬
‫ق ل‪( :‬إَل أ يكل عليه از ح م‪ ،‬ف ألَو َل أ يرير إليه بيىده)‪ ،‬فتحيَّة الحجَّر األسَّودِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ثالثة أنواع‪:‬‬

‫* َّأولها‪ :‬الاقايل‪ ،‬وهل أعله ‪ ،‬ويكل بصلت لنيف؛ ألنه تقايل تعظيم‪ ،‬ومىن سىلء‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪91‬‬

‫األ ب‪ :‬تعظيم الصلت فيه‪ ،‬ذكره ابن حجر س «فا الا ري»‪ ،‬ف لمرىروع للعاد أ يق ِّاله‬
‫بصلت لنيف‪.‬‬

‫ويااى الاقايى َىل ُّ‬


‫الس ىجل عليىىه‪ ،‬ثاىىت هىىذا عىىن ابىىن عا ى س ع ىىد الايهقى ِّىي ورويىىت فيىىه‬
‫أح يث مرفلع ٌ َل تص ُّ ‪ ،‬وَل يك يكل ممك م صار م بقي من الحجر األسل ‪.‬‬

‫عص وتقايل م اسالم به‪.‬‬


‫* وثانيها‪ :‬اسالمه بيد أو ً‬

‫سىاعمل س المكرمى ت‪ ،‬حاى‬


‫َ‬ ‫* وثالثها‪ :‬اإلشى ر إليىه‪ ،‬وتكىل بيىده اليم ى ؛ ألنهى ت‬
‫ألع َس َر يساعمل شم َله ع ً ‪ ،‬فإنه يحيِّي الحجر األسل َ بيمي ه‪ ،‬ف ليمين لم يعظم‪.‬‬

‫ومن قاي العى ات‪ :‬مى فرى ع ىد ال ى س مىن الاسىليم ب إلشى ر ب ليىد اليسىىر ‪ ،‬فىإ‬
‫ف بىه‪ ،‬والعىرب تح ِّقىر َمىن َحياىه بيسى ره ‪ ،‬فىإذا أرا أحىدٌ أ يسى ِّلم‬ ‫اليسىر لمى ي َ‬
‫سىاخ ُّ‬
‫ب إلش ر أش ر بيده اليم ‪.‬‬

‫وتحي الحجر األسل ب لاقايل‪ ،‬أو اَلسالم‪ ،‬أو اإلش ر ؛ تكل س ً في ال ُّسك حى ل‬
‫ثات ع د ابن أبىي‬
‫الحجر باقايل أو بدله‪ ،‬فقد َ‬
‫َ‬ ‫غير ن سك فله أ يح ِّيي‬
‫َ‬ ‫النلاف‪ ،‬فإ ك‬

‫شاي َ عىن ابىن َ‬


‫عمىر أنىه إذا كى س المسىجد الحىرام لىم يخىر م ىه حاى يقاِّىل الحجىر‬
‫يسىالمه بيىده‬
‫َ‬ ‫ف مىن الصىح ب ‪ ،‬وإذا تعىذر الاقايىل فلىه أ‬
‫عىرف لىه مخى ل ٌ‬
‫األسىل ‪ ،‬وَل ي َ‬
‫ويقاِّل المسا َلم‪ ،‬أو أ يرير إليه‪.‬‬

‫ثم ذكر أنه يقلل ح ل تقايله أو تسىليمه أو إشى رته‪«( :‬اللهىم إيم نًى بىك») إلى آخىره‪،‬‬
‫‪ -‬وهىل إمى م الم سىك س‬ ‫ولم يثات س ذلىك شىي ٌء‪ ،‬بىل ثاىت عىن عنى ء بىن أبىي ر َبى‬
‫كهي س «أخاى ر مكى »‪ ،‬وإسى ه‬
‫الا بعين ‪ -‬أنه ذكىر أ هىذا أحدثىه العراقيُّىل ‪ .‬رواه الفى ُّ‬
‫حس ٌن‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ومقصوده‪ :‬أنه من المحدَ ث ت الاي لم يعرفهى أهىل الايىت مىن الحجى ز ِّيين المقيمىين‬
‫ع ده‪.‬‬

‫تحت ع تقه األيمن)؛ والعاتق‪ :‬أعل‬


‫َ‬ ‫والمسألة الثَّامنة‪ :‬س قلله‪( :‬ويجعل وس َط ِّ‬
‫الر اء‬
‫الم ك ‪( ،‬ويض َط َر َفيه عل ع تقه األيسر)؛ أي بأ يادي م ك َاه األيمىن‪ ،‬ويسىم هىذا‬
‫(اضنا ًع )‪ ،‬في َس ُّن له اَلضنا ع ح َل طلافه‪.‬‬

‫الايت عل يس ره‪ ،‬وينلف ساع َ أشىلاط مى َن‬


‫َ‬ ‫والمسألة التَّاسعة‪ :‬في قلله‪( :‬ثم َيجعل‬
‫الح َجر)‪ ،‬فيكل الايىت على يسى ر النى ئف‪ ،‬وينىلف بدورانىه حىلل الا ى ء‬
‫َ‬ ‫الح َجر إل‬
‫َ‬
‫ساع َ أشلاط‪ ،‬ماادأ الرلط من الحجر‪ ،‬وم اه ه إل الحجر‪.‬‬

‫والمسألة العاشرة‪ :‬فىي قللىه‪َ ( :‬يرمىل س الثلثى األ َول والر َمىل‪ :‬هىل اإلسىراع‪ ،‬ولىي‬
‫إسىراع‬
‫ٌ‬ ‫فالر َمَّل‪:‬‬
‫ب لرديد)‪ ،‬فيسىرع خن ه مق ر ًب بي ه س أشلاط النىلاف الثلثى األ َول‪َّ ،‬‬
‫بمق رب الخن ‪ ،‬وهل و الهرولة؛ وهي اَلشادا س السير‪.‬‬

‫فيخىاص ب ِّلرجى ل و‬
‫ُّ‬ ‫والمسألة الحاديَّة ع ْشَّرة‪ :‬س قللىه‪( :‬وَل َر َم َىل على المىرأ )‪،‬‬
‫ال ِّس ء إجم ًع ‪.‬‬

‫ويكل الر َمل في طلاف القدوم فقط‪.‬‬

‫والمسألة الثَّانية ْ‬
‫عشرة‪ :‬س قلله‪( :‬ويمري س األربعى األ َخىر على السىكي )؛ أي يىأيت‬
‫باقي طلافه م شيً م السكي والاُّؤ ‪.‬‬

‫الرك َن اليَ َم ن َي اساَ َل َمه وقا َل يىدَ ه‪ ،‬وَل‬ ‫والمسألة الثَّالثة ْ‬


‫عشَّرة‪ :‬س قلله‪( :‬وكلم ح ذ ُّ‬
‫يق ِّاله‪ ،‬فإ لم يمك ه اَلسالم أش َر إليه ب ليد)؛ إلح ًق له ب لحجر األسل ‪.‬‬

‫يخاص ب لاقايل‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫وترك تقايله َلخاص صه ب لحجر األسل ‪ ،‬ف لحجر األسل‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪93‬‬

‫وأم اَلسالم فذه َ جم ع ٌ من أهل العلم ‪ -‬وهىل مىذه الرى فعي ‪ -‬إلى اسىالم‬
‫عص قال‪ ،‬فإ لم يمك ه اَلسالم أش ر إليه‪.‬‬
‫الركن اليم ن ِّي‪ ،‬وأنه إذا اسالمه بيده أو ً‬
‫ُّ‬

‫الصحيح‪.‬‬
‫والقلل الث ني‪ :‬أنه َل َيفعل شيًاً من ذلك‪ ،‬وهو َّ‬

‫ف لاقايل وم ن ب ع ه ‪ -‬من تقايل المسا َلم به أو اإلش ر ‪ -‬مخاص بى لحجر األسىل‬


‫و س ئر أرك الكعا ‪.‬‬

‫الح َجى َىر‬


‫َ‬ ‫والمسََّّألة ال َّرابع َّة ْ‬
‫عشََّّرة‪ :‬ف ىي قللىىه‪( :‬ويقىىلل س الثلث ى األ َول كل َم ى ح ى ذ‬
‫مركلرا»)‪ ،‬والاكاير‬
‫ً‬ ‫مافلرا‪ ،‬وسعيً‬
‫ً‬ ‫ورا‪ ،‬وذناً‬
‫األسل َ ‪« :‬اهلل أك ‪ ،‬اللهم اج َعله َح ًّج م ً‬
‫عمىر ع ىد ابىن أبىي شىيا َ أنىه يقىلل‬
‫وثاىت عىن ابىن َ‬
‫َ‬ ‫الس ‪،‬‬
‫بت س ُّ‬ ‫ع د اباداء ِّ‬
‫كل شلط ث ٌ‬
‫أيض ‪« :‬بسم اهلل» س اباداء الرلط األول‪ ،‬فيقلل‪( :‬بسىم اهلل‪ ،‬واهلل أكى )‪ ،‬ويقىلل س بقيى‬
‫ً‬
‫األشىىلاط‪( :‬اهلل أك ى )‪ ،‬وَل يك ِّا ىر ع ىىد خىىام الر ىلط الس ى ب ‪ ،‬فىىإ الاكايىىر س المااىىدإ َل‬
‫الم اه ‪ ،‬وأم ِّ‬
‫الذكر المذكلر فلم يثات فيه شي ٌء‪.‬‬

‫وقد روي قىلل هىذا ِّ‬


‫الىذكر عىن ابىن مسىعل ع ىد رمىي الجمى ر‪ .‬رواه أحمىد وغيىره‪،‬‬
‫ضعيف‪ ،‬وهل المرهلر ع د الفقه ء؛ أنه يقلل هذا ِّ‬
‫الذكر ع د رمي الجم ر َل س‬ ‫ٌ‬ ‫وإس ه‬
‫األشلاط الثلث األ َول‪.‬‬

‫عشَّرة‪ :‬في قلله‪( :‬وكل َم ح ذاه س األربع األ َخر قى ل‪ِّ « :‬‬
‫رب اغفىر‬ ‫والمسألة الخامسة ْ‬
‫أيض لم يثات س هىذا الملضى ‪ ،‬وَل أعرفىه مرو ًّيى َل‬
‫وارحم‪ ،‬واعف عم تعلم»)‪ ،‬وهذا ً‬
‫الزبيىر وابىن مسىعل ¶‬
‫بس د صحي وَل حسن وَل ضعيف‪ ،‬وإنم روي عن ابن ُّ‬
‫األعىز‬
‫ُّ‬ ‫رب اغفىر وارحىم وتجى وز عمى تعلىم‪ ،‬إنىك أنىت‬
‫أنهم ك ن يقلَلنه س السعي‪ِّ « :‬‬
‫الايهقي وغيره‪ ،‬وهل صحي ٌ ع هم ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫األكرم»‪ .‬رواه‬
‫‪94‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ذكر واحدٌ ‪ ،‬وهل «اللهم آت س الدُّ ني حس ً ‪،‬‬


‫والث بت من األ عي الم َعي في النلاف‪ٌ :‬‬
‫وس ارخر حس ً ‪ ،‬وق عذاب ال ى ر»‪َ ،‬‬
‫ثاىت هىذا مىن حىديث عاىد اهلل بىن السى ئ ع ىد‬
‫رمذي‪ ،‬وإس ه حس ٌن‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الاِّ‬

‫ق ل‪( :‬و َيدعل بم ش َء؛ م لم يكن إث ًم أو قنيعى َ َرحىم)‪ ،‬ف َ‬


‫لمقى م مقى م عى ء وسىؤال‬
‫فاأي شيء ع ه ج ز ذلك‪ِّ ،‬‬
‫والذكر الماقدِّ م من قلل‪( :‬اللهىم آت ى س‬ ‫وطل وتعظيم هلل‪ِّ ،‬‬
‫الدُّ ني حس ً ‪ ،‬وس ارخر حس ً ‪ ،‬وق عذاب ال ر) يأيت به ال سىك بىين الحجىر األسىل‬
‫والركن اليم ينِّ‪.‬‬
‫ُّ‬

‫عشرة‪ :‬س قلله‪( :‬وَل ي َلاِّي س النلاف)؛ أل ال سىك يقنى تلاياىه‬


‫والمسألة ال َّسادسة ْ‬
‫يرىرع س طلافه‪ ،‬ثات هذا عن ابن عاى س ◙‪ ،‬وهىل قىلل جمهىلر أهىل‬
‫َ‬ ‫إذا أرا أ‬
‫العلم‪.‬‬

‫عشَّرة‪ :‬س قللىه‪( :‬ولىه أ يقىر َأ القىرآ َ س طلافىه)‪ ،‬فى لنلاف محىل‬
‫السابعة ْ‬
‫والمسألة َّ‬
‫لذكر اهلل‪ ،‬وم ه قراء القرآ ‪.‬‬

‫والمسألة الثَّامنة ْ‬
‫عشرة‪ :‬س قلله‪( :‬والدُّ ن ُّل م َن الايت مساح ) ‪ -‬أي القرب م ه ‪( -‬إَل‬
‫ت عليه الر َم َل)‪ ،‬بأ ياعذر عليه َلز ح م ال س فل يمك ىه‪( ،‬أو ي َصى َم ال ِّسى َء)؛‬
‫يفل َ‬
‫أ ِّ‬
‫أي يخ لنهن فيفضىي ذلك إل ارتن مه بأجس هن‪ ،‬ف لاعد أفضل‪.‬‬
‫فق عد الرىريع ‪ :‬أ فضل العبادة المتع ِّلق بذاتها أعظم من ِ‬
‫فضلها المتع ِّلق بزمانهَّا أو‬ ‫ُ‬
‫مكانها‪ ،‬والر َمل يرج إل ذات العا ‪ ،‬والقرب من الايىت ياعلىق ب لمكى ‪ ،‬فىإ تعىذر‬
‫الر َمل م القرب ف لاعد م الر َمل أفضىل؛ وكىذا إ تعىذر اجا ى ب ال ِّسى ء إَل مى الاعىد‬
‫(ف لاعد أفضل)‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪95‬‬

‫ىلف مساَصىىح ًا ل ج س ى أو‬


‫والمسََّّألة التَّاسََّّعة عش ََّّْرة‪ :‬ف ىي قللىىه‪ ( :‬وَل يجىىلز أ ينى َ‬
‫مكرلف علر )‪.‬‬
‫َ‬ ‫َحدَ ‪ ،‬أو‬

‫فمن شروط النلاف‪ :‬النه ر وسار العلر ‪ ،‬وهذا قلل جمهلر أهل العلم‪.‬‬

‫وذه جم ع ٌ من الا بعين إل أنه إذا ط ف محد ًث ص طلافه‪.‬‬

‫واألظهر‪ :‬أنه يج عليه أ يكل عل طه ر ‪ ،‬وهل قلل األئم األربع ‪ ،‬وَل ري َ أنه‬
‫أبرأ ِّ‬
‫للذم وأحلط للعاد‪.‬‬

‫ثات‬
‫اناقضت في أث ء طلافه ألجل اَلز ح م؛ أتم‪ ،‬فإنه َ‬
‫َ‬ ‫فإ تعذر َتجديده َطه ر َته إذا‬
‫عن ع ئر َ ▲ ع د ابن أبي شيا َ وغيره أنه أمرت امرأ ً معه ح ضت س طلافهى‬
‫س أث ى ء النىلاف ‪ -‬ولىم تىأمر الحى ئض أ‬ ‫أ تام‪ ،‬فهي َأ َمى َرت مىن حىد لهى الحىدَ‬
‫بىأس بىأ تكمى َل؛ َل أ تااىدئ‬
‫تنلف ‪ ،-‬فحي ًاذ ألجل مضرته ب َلز ح م ونحله فىل َ‬
‫َ‬

‫محدث ً هي أو غيره من ِّ‬


‫الرج ل‪.‬‬

‫ً‬
‫أصىلَل‪ ،‬ف َيىر فىي ارثى ر مى يكىل محىل‬ ‫ومن الالط س فهم األحك م‪ :‬جعل األعذار‬
‫أصل؛ ك ألثر الماقىدِّ م عىن ع ئرى َ ‪ ،‬فىإ ع ئرى َ فعلىت هىذا مى‬
‫عذر فيجعله َمن يجعله ً‬
‫ص ح عذر َع َر َ له عذره في أث ء طلافه‪َ ،‬ل أنه ابادأ وهل مالى ِّا ٌ بمى تلىا َ بىه مىن‬
‫حيض‪ ،‬فل ي َق ل حي ًاذ‪ :‬من أ ل جلاز النلاف م الحد األثر المذكلر‪.‬‬

‫ليل‬ ‫ومثله من ال َا َلط‪َ :‬من يجعل م ثات عن ابن َ‬


‫عمر أنه حج م َم َلال له من ال ِّس ء‪ً ،‬‬
‫عمىر‬
‫كثيرا من زمن ابن َ‬
‫ً‬ ‫العذر‪ ،‬فإ‬ ‫محرم؛ ألنه ك من ج‬
‫عل جلاز حج المرأ بل َ‬
‫ت لهىىن‪ ،‬فلىىل خلفهىن وراءه س المدي ى‬
‫كى زمىىن فا ى وحىىرب‪ ،‬وهىىؤَلء ال ِّسىىل َعايق ى ٌ‬
‫كمىن بيىده خ مى ٌ اليىل َم‪ ،‬فىإ تر َكهى س‬
‫الحىج؛ َ‬
‫ِّ‬ ‫خلف عليهن الر ُّىر‪ ،‬ف صىنحاهن إلى‬
‫ت ِّ‬
‫‪96‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫حرمه ‪ ،‬فل يج َعل هذا‬


‫ف عليه الضرر‪ ،‬فحج به و َم َ‬
‫للحج م أهله خ َ‬
‫ِّ‬ ‫الايت وذه‬
‫أصل‪.‬‬
‫ً‬

‫أصلَل م كلنهى ماع ِّلقى ً بأهىل‬


‫ً‬ ‫ِّ‬
‫الماأخرو يجعللنَه‬ ‫وله نظ ئر في أبلاب الفقه ص ر‬
‫األعذار‪.‬‬

‫الح ِّج والعمر إل النه ر‬


‫َ‬ ‫والمسألة العشَّرون‪ :‬في قلله‪( :‬وَل يفاقر شي ٌء من أرك‬
‫الحىج والعمىر لىل فعلهى‬
‫ِّ‬ ‫والسا ر ) ‪ -‬أي سار العلر ‪( -‬سل النلاف)‪ ،‬فس ئر أرك‬
‫ِّ‬
‫مكرلف العلر صحت م ه‪ ،‬فلل وقف بعرف َ ع ر ًي أو وهىل محىد ٌ صى‬
‫َ‬ ‫بل طه ر أو‬
‫وقلفه‪.‬‬

‫ينلف عل َش َذر َوا الكعا )؛‬


‫َ‬ ‫والمسألة الحادية والعشَّرون‪ :‬س قلله‪( :‬وَل يجلز أ‬
‫المرصلف في أس َفله ‪ ،‬فهىذا لىي‬
‫َ‬ ‫وهلعم ٌ جعل له ؛ لاام سك وتقل ‪ ،‬وهل الاي‬
‫من ب ء الايت‪ ،‬وإنم شي ٌء جعى َل كى لح َزام الىذي َيرىدُّ هىذا الا ى ء تقليى ً لىه لىًال ياه يىل‬
‫وياس قط‪.‬‬

‫لف شيًاً من ذلك لم يعاَىد بنلافىه)؛ أي لىل أنىه وقى َ م ىه خىلف ذلىك‬
‫ق ل‪( :‬فإ خ َ‬
‫بنلافه عل بعض الر َذروا لم يص طلافه‪ ،‬وك الر َذروا يمكن المرىي عليه‪ ،‬ثىم‬
‫ئل َل يمكن المري عليه‪ ،‬وأم قال فك غير مسى م‬ ‫س ِّم ‪ -‬أي ج َ‬
‫عل له س ٌم ‪ -‬فص ر م ً‬
‫يمكن المري عليه‪.‬‬

‫الىركن‪ ،‬في ااىي ل َمىن قاىل‬ ‫ق ل‪( :‬وقد أز َيل بعض الر َذر َوا ع ىدَ َ‬
‫الح َجىر مىن جى ناَي ُّ‬
‫رج عن ال َقدر الذي أزي َل)؛ أي لل قدِّ َر أنه َوطو َخ َنلات فىي‬
‫الح َج َر أ يكل َ طلافه خ ً‬
‫َ‬
‫مك الر َذروا الذي أزيل ص ر ط ئ ًف عل الر َذروا ولم َينف حلل الايت‪ ،‬فحي ًاىذ‬
‫يم َ م ه‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪97‬‬

‫والمسألة الثَّانية والعشَّرون‪ :‬في قلله‪( :‬وَل َر َم َل إَل س طىلاف القىدوم)؛ أي َل يرمىل‬
‫ب َلشادا س سيره م مق رب الخن ال سك إَل إذا ك طلافه للقدوم‪.‬‬

‫المسألة الثَّالثة والعشرون‪ :‬في قلله‪( :‬فإذا َف َر َغ من هذا النلاف صل ركعاي النىلاف‬
‫اي ♀‪.‬‬ ‫عد َ َ‬
‫المقىىى م)‪ ،‬كم فعل ال ُّ‬
‫المفسىرين ‪ -‬هىي ملاضى أفع لىه س الم سىك‪ ،‬فىل‬
‫ِّ‬ ‫إبراهيم ‪ -‬في أص ِّ أقلال‬
‫َ‬ ‫ومقا ُم‬
‫لحجر ال ذي ك يرق عليه ع د ب ء الكعا ‪ ،‬فهذا الحجر من جمل مى يرىمله‬
‫َ‬ ‫تخاص ب‬
‫ُّ‬
‫إلبىراهيم‬
‫َ‬ ‫إبراهيم)‪ ،‬لكن غيره يسم أيضى (مق ًمى إلبىراهيم)‪ ،‬فزمىزم مقى ٌم‬
‫َ‬ ‫اسم (مق م‬
‫الح َجىر الىذي كى يرقى‬
‫إلبراهيم‪ ،‬وخص س عرف الفقهى ء َ‬
‫َ‬ ‫أيض ‪ ،‬والكعا نفسه مق ٌم‬
‫ً‬
‫اي ♀‬ ‫ً‬
‫إبراهيم)‪ ،‬وك َلصق الايت‪ ،‬وصل ال ُّ‬
‫َ‬ ‫عليه ألجل الا ء ب سم (مق م‬
‫وراءه‪.‬‬

‫إبىراهيم) صى ر شىر ًع مصى ِّل ًي‬


‫َ‬ ‫ولل صل اليلم قىدام هىذا الملضى المعىروف بىى(مق م‬
‫لصى ًق فىي الايىت‪ ،‬وهىذا ممى ي ىدر فيمى َذ َكرنَى قاىل مىن األحكى م‬
‫خل َفه‪ ،‬فأصله ك م َ‬
‫المعلق بأسم ء وأوص ف ك نت فاايرت‪.‬‬

‫وذكر أنه يقرأ س الركع األول بعد الف تح سلر الك فرو ‪ ،‬وس الث ني بعىد الف تحى‬

‫والصَّواب أنىه مىدر ٌ‬


‫الحىج‪َّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫سلر اإلخىلص‪ ،‬وروي ذلىك س حىديث جى بر س صىف‬
‫اي ♀‪ ،‬بسنه الخني الاادا ُّي س كاى ب «اللصىل‬
‫من جمل فعل ال ِّ‬ ‫ولي‬
‫والفصل»‪ ،‬وأشى ر إليىه غيىره ممىن تقدمىه‪ ،‬إَل أنىه المعىروف ع ىد الفقهى ء‪ ،‬ف لفقهى ء س‬

‫المذاه الماالع ك ف ً يذكرو أ المرروع س هذا الملض أ يقرأ هى تين ُّ‬


‫السىلرتين‬
‫فل اخالف بي هم س قراءتهم ‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫الح َج َر األسل َ ف سالمه)‪ ،‬كم فعل‬


‫َ‬ ‫ق ل‪( :‬فإذا فر َغ م هم ) ‪ -‬أي من الركعاين ‪( -‬أت‬
‫َّح القََّّولين‪ ،‬لكىىن‬
‫لس ى اَلسىىالم‪ ،‬فىىإ قالىىه ك ى ج ى ًئزا س أصَّ ِّ‬
‫ال اى ُّىي ♀‪ ،‬ف ُّ‬
‫اىي ♀‪ ،‬فكىأ الاقايىل‬
‫لس اَلقاصى ر على اَلسىالم كمى فعىل ال ُّ‬
‫األسعدَ ب ُّ‬
‫تحي ٌ ع د القدوم‪ ،‬وتكل ع ً أع َل ‪ ،‬واَلسال َم تحي ً ع د المف رق ‪ ،‬وتكل ع ً أ نى‬
‫من تحي القدوم‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪99‬‬

‫ثم يخر َعقياَه من ب ب الص َف ‪ ،‬فيَص َعد عل الص َف س الد َر ‪ ،‬ثم ي َكاِّر ثل َ مىرات‪،‬‬
‫يك َلىه‪َ ،‬لىه الملىك‪َ ،‬و َلىه‬
‫َل إ َل َه إَل اهلل‪َ ،‬وحىدَ ه ََل َشىر َ‬
‫ثم يقلل‪« :‬الحمد هلل عل م هدان ‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫صىدق َوعىدَ ه ‪،‬‬ ‫يك َلىه‪،‬‬
‫َل إ َلى َه إَل اهلل َوحىدَ ه‪ََ ،‬ل َشىر َ‬
‫ال َحمد‪َ ،‬وه َل َع َل ك َِّىل َشىيء َقىد ٌير‪َ ،‬‬

‫األحىزاب وحىدَ ه‪َ ،‬و َه َىز َم األَح َىز َ‬


‫اب َوحىدَ ه‪ََ ،‬ل إ َلى َه إَل‬ ‫َ‬ ‫ونصى َر عادَ ه‪َ ،‬ونَى َص َر َعادَ ه‪ ،‬وهىز َم‬
‫اهلل‪ ،‬وَل نَعاد إَل إي ه‪ ،‬مخلصي َن له الدِّ ي َن‪ ،‬ولل كَر َه الك فرو »‪.‬‬

‫ثم َيدعل بم أح ‪ ،‬ثم َيدعل ث نيً وث لثً ‪.‬‬

‫ثم ي زل عن الص َف ‪ ،‬ويمري َحا يكل َ بي َه وبي َن الميل األخضر نَح ٌل من سا أذرع‪،‬‬
‫َف َيراَدُّ م َس ر ًع إل المي َلين األخضرين‪ ،‬ثم يمري َحا يأيتَ المىرو َ‪ ،‬ويفعىل عليهى كمى‬
‫َ‬
‫فعل عل الص َف ‪ ،‬ثم يعل إلى الصى َف م شىيً س مكى مرىيه‪ ،‬وسى عيً س ملضى سىعيه‪،‬‬
‫َحا يأيتَ الص َف ‪ ،‬وهذا شلط ‪ ،‬ويأيت بخمس أشلاط بعده ‪.‬‬

‫ويخام ب لمرو ‪.‬‬


‫َ‬ ‫وَل يص ُّ إَل أ ياد َأ ب لص َف ‪،‬‬

‫ويجلز أ يسع بي هم وهل محد ٌ ‪ ،‬ونَج ٌ ‪ ،‬وج ٌ ؛ إَل أ األَو َل م ذكرت‪.‬‬

‫مسائل تتع َّلق بصفة ِّ‬


‫الحج‪:‬‬ ‫َ‬ ‫تسع‬
‫َ‬ ‫ذكر الم َص ِّف ؒ في هذه الجمل‬

‫فالمسألة األولى‪ :‬في قلله‪( :‬ثم يخر َعقياه) ‪ -‬أي بعد طلافه ‪( -‬من بى ب الصىف )‪،‬‬
‫مفالحى على ب ى ء‬
‫ً‬ ‫وك ب ًب مرفل ًع بين المسىجد والصىف ‪ ،‬وأزيىل اليىلم وصى ر الصىف‬
‫‪100‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫المسجد َل ب َب بي هم ‪ ،‬وجهاه جه الصف ‪.‬‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪( :‬ف َيصى َعد على الصى َف س الىد َر )؛ أي يرتفى فىي ُّ‬
‫الصىعل‬
‫والسى‬
‫يسىير‪ُّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫جىال‪ ،‬ثىم أزيىل م ىه مى أزيىل وبقىي م ىه شىي ٌء‬
‫ً‬ ‫عل الصف ‪ ،‬وأصىله كى‬
‫الصعل عليه‪ ،‬فإ وقف ع ده ك ج ًئزا‪.‬‬
‫ُّ‬

‫الصعل أ يلاف عليه أجم َ ‪ ،‬بل إذا ارتف َ في أ ن ه س ِّمي (ص عدا)‪ ،‬فم‬
‫وَل يلزم من ُّ‬
‫مرىرو ًع ‪ ،‬ف لمرىروع هىل‬ ‫يفعله بعض ال س من الدورا في الدور الث ين وم فلقه لي‬
‫الصعل ‪.‬‬
‫ُّ‬

‫والمسألة الثَّالثَّة‪ :‬فىي قللىه‪( :‬ثىم ي َك ِّاىر ثىل َ مىرات‪ ،‬ثىم يقىلل‪« :‬الحمىد هلل على مى‬
‫اي ♀‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫هدان ‪ )»...‬إل آخر م ذكر؛ أي يأتي ب لذكر اللار عن ال ِّ‬
‫وس «صحي مسلم» من حديث ج بر أ ال اي ♀ لم رق الصف اسىاقال‬
‫القال ‪ ،‬فلحد اهلل وكاىره ‪ -‬وتلحيىده أ يقىلل‪َ( :‬ل إلىه إَل اهلل)‪ ،‬وتكايىره أ يقىلل‪( :‬اهلل‬
‫َّك‪َ ،‬ولََّ ُه ال َح ْمَّدُ ‪،‬‬
‫الم ْل ُ‬ ‫أك ) ‪ ،-‬ق ل ج ٌبر‪ :‬ثم ق ل‪« :‬الَ إِلَ َه إِ َّال اللُ‪َ ،‬و ْحدَ ُه الَ َشرِ َ‬
‫يك لَ ُه‪ ،‬لَ ُه ُ‬
‫ِ‬
‫َو ُه َو َع َلى ك َِّل َش ْيء َقد ٌير‪ ،‬الَ إِلَ َه إِ َّال اللُ َو ْحدَ ُه‪َ ،‬أ ْن َج َز َو ْعدَ ُه‪َ ،‬ون ََص َر َعبْدَ ُه‪َ ،‬و َه َز َم األَ ْح َز َ‬
‫اب‬
‫َو ْحدَ ُه»‪ ،‬هذا هل ِّ‬
‫الذكر اللار عن ال ا ِّي ♀ في رواي مسلم‪ ،‬فإذا ج ء بىه فهىل‬
‫الروايى األخىر فهىل مثلىه‪ ،‬أمى مى لىم َيىر ‪-‬‬
‫أفضل‪ ،‬وإذا جى ء بمى هىل قريى ٌ م ىه فىي ِّ‬
‫ك أللف ظ الاي ذكرهى الم َصى ِّف س قللىه‪«( :‬الحمىد هلل على مى هىدان ‪ - )»...‬فهىذا مىن‬
‫الس هل كم تقدم‪.‬‬
‫الج ئز‪ ،‬وأم المرىروع المأملر به الماا فيه ُّ‬ ‫ج‬

‫ويرف يديه ح َل قلله ذلك‪ ،‬فإنه يأتي به ثل ًث ‪ ،‬فيأتي بهذا ِّ‬


‫الذكر ثم يدعل‪ ،‬ثم يىأتي بىه‬
‫ث ني ً ويدعل‪ ،‬ثم يأتي به ث لث ً ويدعل‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪101‬‬

‫الرابعة‪ :‬في قلله‪«( :‬ثم َيدعل بم أح ‪ ،‬ثم َيىدعل ث ن ًيى وث لثًى ») كمى تقىدم‪،‬‬
‫والمسألة َّ‬
‫ع ءه بعد ِّ‬
‫الذكر الماقىدِّ م‪ ،‬ويرفى يديىه فيىه‪ ،‬فقىد ثاىت فىي قصى فىا مكى مىن‬ ‫ويكل‬
‫حديث أبي هرير س مسلم أ ال اىي ♀ لمى صىعد الصىف رفى يديىه‪ ،‬وتىرك‬
‫مرهلرا معرو ًف أنه يفعل ذلك َمن يصعد عل الصف ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ذكره س صف حجاه؛ ألنه ص ر‬

‫مالج ًهى إلى الجاىل‬


‫ِّ‬ ‫والمسألة الخامسة‪ :‬س قلله‪( :‬ثم ي زل عن الص َف ‪ ،‬ويمرىي)؛ أي‬
‫المق بل وهل المىرو ‪َ ( ،‬حاى يكىل َ بي َىه وبىي َن الميىل األخىىضر)؛ أي العلىم األخىىضر‪،‬‬
‫خص ‪ -‬أي عمىل ٌ ‪ -‬كى م صىل ًب ‪ ،‬ثىم جعىل علضىه هىذا العلىم المرفىلع س‬
‫وأصله ش ٌ‬
‫أعل الا ء‪ ،‬فإذا قرب م ه نحل (سا أذرع)؛ أي قال اللصلل إل هذا العلم سىا أذرع‪،‬‬
‫فإ الر خص جع َل للاقري َل للاحديىد‪ ،‬ف لمرىىروع للعاىد قاىل بللغىه بسىا أذرع أ‬
‫( َيراَد م َس ر ًع )‪ ،‬بأ ي َ‬
‫هرول هرول ً شديد ً ‪ ،‬والهرولَّ ُة فىلق الرمىل‪ ،‬ف لرمىل الىذي سىاق‬
‫ذكىىره يكىىل م ى مق رب ى الخ َن ى ‪ ،‬وأم ى الهرول ى ففيه ى اشىىادا ٌ س الس ىعي‪ ،‬ويس ى رع بىىين‬
‫(المي َلين األخضرين)‪.‬‬

‫السادسة‪ :‬في قلله‪( :‬ثم يمرىي َحا يأيتَ المىرو َ )؛ أي يمرىىي بعىد هرولاىه‬
‫والمسألة َّ‬
‫َ‬
‫يصل إل المرو ‪ -‬وهل الجال المق بىل ‪ ،-‬ويفعىل عليهى كمى فعىل على الصىف ؛‬ ‫حا‬
‫الصعل والدع ء‪.‬‬
‫يع ي من ُّ‬

‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﴾ [الاقىىر ‪:‬‬ ‫ولىىم يىىذكر المص ى ِّف قىىراء قلل ىه تع ى ل ‪:‬‬

‫تعليم ‪ ،‬كقراءته ♀‪ :‬ﯣ ﯤ ﯥ‬


‫ً‬ ‫أصح القولين وقعت‬
‫ِّ‬ ‫‪]158‬؛ ألنه في‬

‫تعليم ؛ أي بي نً لألحك م‪ ،‬فهل‬


‫ً‬ ‫ﯦ ﯧﯨ ﴾ [الاقىر ‪ ]125:‬ع د صل الركعاين‪ ،‬فلقعت‬
‫فسره بم يقرأ من القرآ ‪ ،‬وم يا شره من الفعل‪.‬‬
‫يا ِّين لألحك م وي ِّ‬
‫‪102‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫السابعة‪ :‬في قلله‪( :‬ثم يعىل إلى الصى َف م شى ًي س مكى مرىيه‪ ،‬وسى ع ًي س‬
‫والمسألة َّ‬
‫ملض سعيه)‪ ،‬فيسع بين الميلين ماقدِّ ًم َقد َر سا أذرع‪.‬‬

‫وهذه العلم ت الاي جع َلت للاقري ص ر ال س يظ ُّل أنه للاحديد؛ ك لرلاخص‬


‫الاي جع َلت س ملاض رمي الجم ر‪ ،‬فهذه الرىلاخص وضىعت ِّ‬
‫ماىأخر ً ‪ ،‬فكى ملضى‬
‫والرلاخص‪.‬‬ ‫أرض فض ًء يلقي ال س فيه الحج ر رميً ‪ ،‬ثم وضعت األحلا‬
‫الرمي ً‬

‫ومن ال س َمن ص ر يظن أ الرمي المقصل به إص ب الر خص‪ ،‬وهذا ٌ‬


‫غلط‪.‬‬

‫ٌ‬
‫شىلط‪ ،‬وإي بىه‬ ‫ق ل‪َ ( :‬حا يأيتَ الص َف ) ‪ -‬أي يرج إليه ‪( -‬وهذا شىلط )‪ ،‬فذه بىه‬
‫ٌ‬
‫شلط‪( ،‬ويأتي بخمس أشلاط بعده ) حا يكل م اه ه المرو َ ‪.‬‬

‫ويخام ب لمرو )‪ ،‬فلىل قىدِّ َر‬


‫َ‬ ‫والمسألة الثَّامنة‪ :‬في قلله‪( :‬وَل يص ُّ إَل أ ياد َأ ب لص َف ‪،‬‬
‫أنه ابادأ ب لمرو وخاَم ب لصف فإنه يكل قد سع سا ً‪ ،‬ف لرلط الىذي مىن المىرو إلى‬
‫ٌ‬
‫شلط يأتي به‪.‬‬ ‫الصف يعدُّ مل ًا ‪ ،‬وياق عليه‬

‫والمسََّّألة التَّاسََّّعة‪ :‬ف ىي قللىىه‪( :‬ويجىىلز أ يسىىع بي هم ى وهىىل محىىد ٌ ) ‪ -‬أي عل ى‬


‫حد ‪( -‬ونَج ٌ ‪ ،‬وج ٌ ؛ إَل أ األَو َل م ذكرت)؛ يع ي‪ :‬األفضل هل أ يكل على‬
‫طه ر من حدثه ومن نج ساه‪.‬‬

‫[مسأحةا]‪ :‬لم ذا ق ل الم َص ِّف‪( :‬وهل محد ٌ ) ثم ق ل‪( :‬وهل ج ٌ )‪ ،‬م أ الج ى َ‬
‫حد ٌ ؟‬

‫[لحجولب]‪:‬األ الحد إذا أطلق يرا به األصار‪ ،‬فقللىه‪( :‬وهىل محىد ٌ )؛ أي حىد ًث‬
‫أصار‪ ،‬وقلله‪( :‬وهلج ٌ )؛ أي م يكل ع ً من الحىد ا ألكى ‪ ،‬وهىل للرجىل عى ً‬
‫َ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪103‬‬

‫الج ب ‪ ،‬وللمرأ الحيض ‪.‬‬


‫( ‪)1‬‬

‫والعررين من شهر ذي القعىد ‪ ،‬سى‬ ‫الخ م‬ ‫الث ين‪ ،‬وك َذ ٰل َك عصر الخمي‬ ‫(‪ )1‬إل ه تىمى م الىمجل‬
‫ثم وثلثين بعد األربعمى ئ واأللف‪.‬‬
‫‪104‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ئم‬
‫وقف ج َز؛ ن ً‬
‫َ‬ ‫يه‬ ‫ثم َيمضىي إل َع َر َف َ‪ ،‬ويجم هب بين ال ُّظهر والعصىر‪ ،‬وب ِّ‬
‫أي نلاح َ‬
‫صعل الجال س ً‪ ،‬وَل اللقيد ليلى َ َع َر َفى َ‪ ،‬والليلى الاىي ياياىل َ ف َ‬
‫يهى‬ ‫أو مسايق ًظ ‪ ،‬ولي‬
‫ب َع َر َف َ ‪ -‬وهي الليل الا سع من ذي الحجى ‪ -‬كى رسىلل اهلل ♀ يايىت بهى‬
‫المايت بم ً وب ت ب َع َر َف َ؛ فقد َ‬
‫ترك س َ رسلل اهلل ♀‪.‬‬ ‫َ‬ ‫فمن ترك‬
‫بم ً ‪َ ،‬‬

‫يقىىف بملقىىف رسىىلل اهلل ♀ ع ىىدَ الص َ‬


‫ىىخ َرات‪،‬‬ ‫َ‬ ‫واألفضىىل لللاقىىف أ‬
‫أكثىر قللىه‪ََ « :‬ل إ َلى َه إَل‬ ‫َ‬
‫ويساقال القال َ‪ ،‬ويكث َر من الدُّ ع ء والا َضىى ُّرع واَلبا َهى ل‪ ،‬ويكىل َ َ‬
‫يك َله‪َ ،‬له الملك‪َ ،‬و َله ال َحمد‪َ ،‬وه َل َع َل ك َِّل َشيء َقد ٌير»‪.‬‬
‫اهلل‪َ ،‬وحدَ ه ََل َشر َ‬

‫ويك َره له َصلم هذا اليلم؛ ليَاَ َقل عل الدُّ ع ء‪ ،‬وذكر اهلل تع ل ‪.‬‬

‫الحىج‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هذه الجمل طرف آخر من المس ئل الماع ِّلق بصىف‬
‫الحىج المخاصى‬
‫ِّ‬ ‫مااد ًئ بقلله‪( :‬ثم َيمضي إل َع َر َف َ)‪ ،‬ج ً‬
‫عل مفاَاَ م ذكره من أحكى م‬
‫ب لملاض اللاقع خ ر َ مك َ ‪ :‬م ياعلق بأحك م عرف َ ‪.‬‬

‫يىذكر م ياقدمىه‪ ،‬فىإ ال سىك إذا قىدم وصىل َله إلى َمكى َ وقصىد‬
‫َ‬ ‫وك يحسن بىه أ‬
‫نفىل‬
‫طىلاف القىدوم ً‬
‫َ‬ ‫الايت الحرام‪ ،‬فن ف وسع سلا ًء ك ماماِّ ًع أو مفر ً ا وق رنً َقدم‬
‫الحج؛ فإنه ياق في مك َ حا يل َم الث من‪ ،‬فإ كى ماماِّ ًعى محى ًّل مىن إحرامىه‬
‫ِّ‬ ‫َم َ سعي‬
‫فإنه يحرم من الملض الذي هل فيه يل َم الثى من قاىل الىزوال‪ ،‬ثىم يقصىد م ًى ‪ ،‬وإ كى‬
‫ب ق ًي عل إحرامه ‪ -‬وهل المفر والق ر ‪ -‬فإنه يخر من مك َ قاىل الىزوال ق صىدً ا إلى‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪105‬‬

‫الس يلم الث من بعد الزوال س م ً ‪ ،‬و َيايال فيه تلىك الليلى ‪،‬‬
‫م ً ‪ ،‬فيكل الح ُّ وفق ُّ‬
‫وتاادئ أحك م عر َف َ في اليىلم الا سى ‪ ،‬فكىأ الم َصى ِّف ؒ تىرك هىذه الجملى مىن‬
‫الحج يكل من يلم عرف َ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫القلل ب عاا ر أ ماادَ َأ أرك‬

‫الجملة المشتملة على عشر مسائل‪:‬‬


‫فذكر هذه ُ‬

‫المسألة األولى‪ :‬س قلله‪( :‬ثم َيمضىي إل َع َر َف َ )؛ أي يالجه إليه ‪ ،‬ويكل بعد شروق‬
‫وارتف عه ل َمن ب ت بم ً ‪ ،‬فإنه يايت تلك الليل بم ً ؛ ثم إذا أشىرقت الرىم‬ ‫الرم‬
‫وارتفعت َق َصدَ إل عرف َ ‪ ،‬وَل يدخله إَل بعد صل ال ُّظهر والعصىىر‪ ،‬فإنىه يمضىىي إلى‬
‫ع َر َن ‪ ،‬وهي ليست من جمل عرف َ ‪ ،‬فيص ِّلي فيهى ‪ ،‬ثىم يمضىىي بعىد ذلىك إلى عرفى َ بعىد‬
‫زوال الرم ‪.‬‬

‫الس ‪.‬‬
‫هذه هي ُّ‬

‫فلل قدم ذه به إل عرف َ يل َم الث من ك ج ًئزا‪ ،‬وكىذا لىل أخىره َحاى قىرب العصىر أو‬
‫والس م قدم ‪.‬‬
‫بعدَ ه ك ذلك ج ًئزا‪ُّ ،‬‬

‫قصرا وجم ًع ‪،‬‬


‫ً‬ ‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪( :‬ويجم به بين ال ُّظهر والعصر)‪ ،‬ليص ِّليهم‬
‫ويس ُّر الصل فيهم ‪.‬‬

‫ئمى أو مسىايق ًظ )؛ أي لىه أ‬


‫وقىف جى َز؛ ن ً‬
‫َ‬ ‫يه‬ ‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قلله‪( :‬وب ِّ‬
‫أي نلاح َ‬
‫ئمىى أو مسىىايق ًظ ‪ ،‬ق ً‬
‫ئمىى أو ق عىىدً ا أو مضىىنج ًع ‪ ،‬ف لمقصىىل‬ ‫يقىىف باق ئىىه فىىي عرفىى َ ن ً‬
‫َ‬
‫بى(اللقلف) هل المكث‪ ،‬وع ِّار ع ه بى(اللقلف)؛ ألنه الح ل الاي يكىل عليهى اإلنسى‬
‫غ لاً في سيره أو ع ئه‪.‬‬

‫من جملاه ‪ ،‬وإنم هىل وا‬ ‫أي ملض م ه سل بنن ع َر َن َ ‪ ،‬فإنه لي‬
‫يقف س ِّ‬
‫َ‬ ‫وله أ‬
‫‪106‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ح ٌئل بين م ً وعرف َ ‪.‬‬

‫صىىعل الجاىىل سى ً )؛ أي َل يرى َ‬


‫ىىرع لل سىىك أ‬ ‫الرابعََّّة‪ :‬س قللىىه‪( :‬ولىىي‬
‫والمسََّّألة َّ‬
‫يصعد الجال المعروف بى(عرف َ) الىذي ي ِّ‬
‫سىميه ال ى س اليىلم (جاىل الرحمى )‪ ،‬والعىرب‬
‫ِّ‬
‫ماأخ ٌر‪.‬‬ ‫تسميه جال (إ ََلل) زن َ (هلل)‪ ،‬ف سم (جال الرحم ) محدَ ٌ‬
‫ِّ‬

‫الحج‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وال ا ُّي ♀ لم يصعده‪ ،‬فل يكل صعل ه من س ن‬

‫والمسَّألة الخامسََّّة‪ :‬فىي قللىىه‪( :‬وَل اللقيىىد ليلى َ َع َر َفى َ )؛ أي إشىىع ل ال ِّيىىرا الكايىىر‬
‫الكثيىىر ‪ ،‬فم ىن ال ى س مىىن ك ى َيقص ىد عرف ى َ ف ىي ليلاه ى ‪ ،‬فيلق ىدو فيه ى نيرانً ى عظيم ى ً‬
‫يجامعل عليه ‪ ،‬وقد خمدت هذه المحدَ ث س زمن هذه الدول ‪ ،‬وزالت عن المسىلمين‬
‫بحمد اهلل‪.‬‬

‫يه ب َع َر َف َ ‪ -‬وهي الليل الا سع من‬


‫السادسة‪ :‬س قلله‪( :‬والليل الاي يايال َ ف َ‬
‫والمسألة َّ‬
‫المايت بم ً ‪ -‬وهىل سى ٌ ‪ -‬ويقصىد عرفى َ ‪ ،‬قى ل‪:‬‬
‫َ‬ ‫ذي الحج ‪)-‬؛ أي ممن ياقدم فيارك‬
‫المايت بم ً وب ت ب َع َر َف َ؛ فقد‬
‫َ‬ ‫فمن ترك‬
‫(ك رسلل اهلل ♀ يايت به بم ً ‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ترك س َ رسلل اهلل ♀)‪.‬‬

‫حق ال سك ‪ -‬وَل سيم مىن كى فرضىه َحجى اإلسىلم ‪ :-‬عدولىه‬


‫ومن الافريط في ِّ‬
‫اي ♀ س أحلالىه ولىل ك نىت‬
‫الرخص وم يجلز‪ ،‬وهجره م ك عليه ال ُّ‬
‫إل ُّ‬
‫س ً‪.‬‬

‫ىىف بملقىىىف رسىىىلل اهلل‬


‫الس ََّّابعة‪ :‬س قللىىىه‪( :‬واألفضىىىل لللاقىىىف أ يقى َ‬
‫والمس ََّّألة َّ‬
‫اىي‬ ‫♀ ع دَ الص َ‬
‫خ َرات)‪ ،‬وهي حج ر ٌ مجامع ٌ قرياى ٌ مىن الجاىل‪،‬‬
‫فلقىف ال ُّ‬
‫َ‬
‫♀ ه ك‪ ،‬وهل األفضل‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪107‬‬

‫المعظم في يىلم عرفى آخى َر اليىلم َل‬ ‫وهذا اللقلف يكل بعد الزوال‪ ،‬فماادَ أ العا‬
‫أو َله‪ ،‬ففي أول اليلم ير َىرع للعاد أ يصي ح ًّظ مىن الراحى ‪ ،‬فىإ ال اىي ♀‬

‫نصات له قا ٌ ‪ -‬ك لخيم الكاير ‪ -‬في أول ال ه ر‪ ،‬ف رت َ ال ُّ‬


‫اي ♀ فيهِّا ولم‬
‫خ ص وَل ع م ‪ ،‬وإنم كى مااىدَ أ اشىاا له الجمى‬ ‫يراال أو َل يلمه برىيء َل من عا‬
‫بين الصلتين‪ ،‬ثم ت بَ َ بعده عا ته‪.‬‬

‫نفسىه وال ى س أول يىلم عرفى َ بإلقى ء الكلمى ت‬ ‫ومَّن َل ِ‬


‫ِ‬
‫ال َّنَّاس‪َ :‬مىن يرىال َ‬ ‫َّط بعَّ‬
‫والدُّ روس والمح ضرات واإلفا ء‪ ،‬حا إذا ص ر اللقىت األفضىل كى ضىعي ًف َل يقىدر‬
‫فرط س األفضل‪ ،‬فىأول عرفى َ راحى ٌ ‪ ،‬وآخىره عاى ٌ يرىاَدُّ فيهى‬
‫عل اللقلف والدُّ ع ء‪ ،‬في ِّ‬
‫العاد مجاهدً ا‪ ،‬وهي المذكلر فيم يساق َال من كلمه‪.‬‬

‫ويساقال القال َ )؛ أي ح َل وقلفه ع د ع ئه‪.‬‬


‫َ‬ ‫والمسألة الثَّامنة‪ :‬قلله‪( :‬‬

‫والمسََّّألة التَّاسََّّعة‪ :‬س قللىىه‪( :‬ويكثى َىر مىىن الىىدُّ ع ء والا َضى ُّىرع واَلبا َه ى ل)‪ ،‬فيىىدعل اهلل‬

‫▐‪ ،‬وثات س حىديث أسى م َ ع ىد ال سى ِّ‬


‫ئي أ ال اىي ♀ كى يرفى‬
‫يديه يلم عرف َ ‪.‬‬

‫اي ♀ ع د ع ئه‬
‫واألفضل‪ :‬أ يدعل راك ًا ‪ ،‬فإنه الح ل الاي ك عليه ال ُّ‬
‫ئم ‪ ،‬ثم يكل أكثر ع ئىه عرىي عرفى َ‬ ‫س عرف َ عرياَه ‪ ،‬فياادئ صلته ق ً‬
‫ئم ‪ ،‬ثم يدعل ق ً‬
‫راكاً ؛ كم فعل ال ا ُّي ♀‪ ،‬ويدعل بم ش ء رافع يديه‪.‬‬

‫يك َله‪َ ،‬له الملك‪َ ،‬و َله ال َحمد‪،‬‬


‫أكثر قلله‪ََ « :‬ل إ َل َه إَل اهلل‪َ ،‬وحدَ ه ََل َشر َ‬
‫وقلله‪( :‬ويكل َ َ‬
‫َوه َل َع َل ك َِّل َشيء َقد ٌير»)‪ ،‬وهذا مم تلاطأ عليه الفقه ء من ِّ‬
‫كىل مىذه ؛ أنىه يسىاح ُّ‬
‫ٌ‬
‫حديث َل يص ُّ ‪ ،‬إَل أ الفقه ء‬ ‫أ يكل أكثر قلل العاد يل َم عرف َ هذا ِّ‬
‫الذكر‪ ،‬وروي فيه‬

‫ك ف ً مالاطًال عل ذكر أ المساح من الدُّ ع ء هل هذا‪ ،‬فيىأيت بىه ً‬


‫كثيىرا‪ ،‬ويىأيت بايىره‬
‫‪108‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫والسى ‪ ،‬فهىي مقدمى ٌ على‬


‫ُّ‬ ‫من األ عيى ‪ ،‬وأفضىله األ عيى واألذكى ر الىلار س القىرآ‬
‫غيره ‪.‬‬

‫والمسألة العاشرة‪ :‬في قلله‪( :‬ويك َره له َصلم هذا اليلم؛ ليَاَ َقىل على الىدُّ ع ء‪ ،‬وذكىر‬
‫اهلل تع ل )؛ أي يكره لل سك صلم عرف َ م م فيه من الفضىل؛ ابااى َء جمى قلتىه على‬
‫مكروهى حف ًظى للقىل ؛‬
‫ً‬ ‫الدُّ ع ء‪ ،‬وإذا ك صلم يىلم عرفى َ الىذي فيىه مىن الفضىل مى فيىه‬
‫فكيف اَلشاا ل بايره مم لم َير فيه ٌ‬
‫فضل خ ص؛ كاعليم‪ ،‬أو إفا ء‪ ،‬أو نحلهم ‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪109‬‬

‫مىن يىلم َع َر َفى َ‪ ،‬فى َ إلى المز لفى غيى َر مسىرع‪ ،‬وعليىه السىكي‬ ‫فإذا غربت الرىم‬
‫أسرع‪.‬‬
‫َ‬ ‫واللق ر‪ ،‬فإ وجدَ فر َج ً‬

‫أخذ ج َز‪َ ،‬و َيلاَقنىه الا َق ًطى ؛‬


‫ويايت بمز لف َ‪ ،‬ويأخذ م َه حص الج َم ر‪ ،‬ومن حيث َ‬
‫وَل يكسىره‪َ ،‬ويسا ََح ُّ له أ ياسى َله‪ ،‬ويكىل عىد مى يأخىذه سىاعين حصى ً على َقىدر‬

‫أصار وَل أك َ‪ ،‬ثم يص ِّلي ُّ‬


‫الصا َ س أول وقاه ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الا ق َل (‪َ ،)1‬ل‬

‫الصا ‪.‬‬
‫اهلل ‪ ‬إل أ يسف َر ُّ‬
‫المر َعر الحرام أو ع دَ ه‪ ،‬و َيدعل ويذكر َ‬
‫ويقف عل َ‬

‫وأرياَ َى إيى ه‪َ ،‬ف َلفق َى لىذكر َك‬ ‫َ‬


‫يقلل‪« :‬اللهم كم وقفاَ َ فيه‪ ،‬وآوياَ َ إليىه‪َ ،‬‬ ‫َويسا ََح ُّ له أ‬

‫الحىق ‪ :-‬ﮀ‬
‫ُّ‬ ‫كم هديا ‪ ،‬واغفر ل وارحم َ كم وعدت بقللىك ‪ -‬وقللىك‬

‫ﮁﮂ ﮃﮄﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌﮍ‬


‫ﮎ ﮏ ﴾ [الاقر ‪.]198:‬‬

‫مسائل ُأخرى من المسائل المتع ِّلقة بصفة‬


‫َ‬ ‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هذه الجمل عشر‬
‫الحج‪:‬‬
‫ِّ‬

‫غيىر‬
‫َ‬ ‫من يلم َع َر َف َ‪ ،‬ف َ إل المز لفى‬ ‫فالمسألة األولى‪ :‬س قلله‪( :‬فإذا غربت الرم‬

‫مسىىىرع)‪ ،‬فم اه ى يىىلم عرفى َ س ُّ‬


‫الس ى غىىروب الرىم ‪ ،‬فىىل يخىىر م هى حا ى تاىىرب‬

‫(‪ )1‬الا قل‪ :‬ب لاخفيف‪ ،‬وليست الا قل‪ ،‬وإ ش ء َهمزه وإ ش ء حذف الهمز‪.‬‬
‫‪110‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ف إل مز لف َ غير مسرع‪( ،‬وعليه السكي واللقى ر)؛ أي‬ ‫الرم ‪ ،‬فإذا غربت الرم‬
‫أسىرع)؛ أي تقىدم س‬
‫َ‬ ‫ملز ًم الاُّؤ والاأنِّي س سىيره‪( ،‬فىإ وجىدَ فر َجى ً) ‪ -‬أي سىع ً ‪( -‬‬
‫سيره‪.‬‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪( :‬ويايت بمز لف َ )؛ أي ياق تلك الليل س مز لف ‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قلله‪( :‬ويأخذ م َه حص الج َمى ر‪ ،‬ومىن حيىث َ‬


‫أخىذ جى َز)؛ أي‬
‫يلاقط حصى الجم ر الاي يرمي به س الع شر فم بعده من مز لف َ ‪.‬‬

‫الس َّنَّة؛ أ ال اىىي‬


‫وذه ى آخىىرو إل ى أ اَللاق ى ط يكىىل مىىن م ً ى ‪ ،‬وهََّّو أظهََّّر يف ُّ‬
‫♀ الاق َنت له الحصى ‪ -‬كم س حديث ابن عا س ‪ -‬من م ًى ‪ ،‬وإ أخىذه‬
‫مىىن مز لف ى َ ك ى ذلىىك ج ى ًئزا‪ ،‬لكىىن َل ي ااىىي أ يقىىدِّ م الاق َطه ى عل ى صىىل الماىىرب‬
‫والعر ء‪ ،‬فأول م ياادئ به هل أ يص ِّلي صل المارب والعر ء مجملعاين‪.‬‬

‫الرابعة‪ :‬في قلله‪َ ( :‬و َيلاَقنه الا َق ًطى ؛ وَل يكسىىره)؛ أي يأخىذ مىن الحجى ر‬
‫والمسألة َّ‬
‫تكسيرا؛ لاق َ رمياه بحج ر ت مى ‪َ ،‬ل بحجىر مكسىر مىن‬
‫ً‬ ‫كسره‬
‫وَل ي ِّ‬ ‫الملق ه س األر‬
‫حجر‪ ،‬فإنه أكمل فىي العاى ‪ ،‬ولىل أخىذه مىن مكسىر جى َز‪ ،‬لكىن شىرطه‪ :‬أ يكىل مىن‬
‫‪ ،‬فإ ك إسم اً أو إزفلاًى فإنىه َل يجىزئ الرمىي بىه‪ ،‬بىل َل بىد أ يأخىذ‬ ‫حص األر‬
‫َ‬
‫المىدَ ر) ‪ ،-‬فإنىه قىد يجامى‬
‫حصى ‪ ،‬وكذا لل كى ترا ًبى مجام ًعى ‪ -‬وهىل الىذي يسىم ( َ‬
‫ً‬
‫ويقل م المنر فيكل س صلر الحجر‪ ،‬فإذا فت انفت‪ ،‬ف لمرروع الرمي ب لحص ‪.‬‬

‫تعظيم له‪.‬‬
‫ً‬ ‫والمسألة الخامسة‪ :‬في قلله‪َ ( :‬ويسا ََح ُّ له أ ياس َله)؛ أي‬

‫الصَّحيح‪ ،‬فىإ ال اىي ♀‬


‫وذه آخرو إل عدم اساحا ب الاسل‪ ،‬وهو َّ‬
‫لم يفعله وَل أ َم َر به‪ ،‬فيلاقنه ويجمعه بل َغسل‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪111‬‬

‫السادسة‪ :‬س قلله‪( :‬ويكل عد م يأخذه ساعين حص ً على َقىدر الاى ق َل‪،‬‬
‫والمسألة َّ‬
‫أصار وَل أك َ)‪ ،‬والعد المذكلر ب عاا ر م سيرمي به س م ً س أي م الرمي‪.‬‬
‫َ‬ ‫َل‬

‫و(قدر الا قل)؛ أي َقدر ثمرته ‪ ،‬وهي بم زلى األنملى مىن األصىا ‪ -‬وهىي رأسىه ‪،-‬‬
‫فعل قدر رأس األصا الم اهي إل ال َارجم الذي يليىه تكىل حىدُّ الحجى ر ‪ ،‬ويقىدِّ ره‬
‫معىروف َل أصىار وَل أكى ؛ أل الماعاىد بىه هىل الرمىي َل‬
‫ٌ‬ ‫الفقه ء بحا الحمص‪ ،‬وهل‬
‫تكاير الحجر منلل ًب ‪.‬‬ ‫إرا إيلم وَل غيره‪ ،‬فلي‬

‫مى بقى ء‬ ‫الصىا َ س أول وقاهى )؛ أي ب َا َلى‬


‫السابعة‪ :‬في قللىه‪( :‬ثىم يصى ِّلي ُّ‬
‫والمسألة َّ‬
‫ظلم الليل‪ ،‬فإذا َ‬
‫خل وقت الفجر ب َ َر إل صلته‪.‬‬

‫المرى َعر الحىرام أو ع ىدَ ه)؛ أي ع ىد الجاىل‬


‫َ‬ ‫والمسألة الثَّامنة‪ :‬في قلله‪( :‬ويقىف على‬
‫الصاير المعروف س مز لف َ ‪ ،‬الذي ا ُّتخذ ع ده المسجد‪ ،‬ويسم هذا الجال فيم مضى‬
‫(جال المي َقدَ )؛ ألنه ك نت عليه ن ٌر عظيم ٌ ترشد إليه‪ ،‬ثم أزيلت هذه ال ر‪.‬‬

‫واسم (المرعر الحرام) ينلىق على جميى مز لفى َ ‪ ،‬فمز لفى ك ُّلهى تسىم (المرىعر‬
‫اي ♀ ع د الجال‪.‬‬
‫الحرام)‪ ،‬وآكده‪ :‬الملض الذي وقف فيه ال ُّ‬
‫الصىا )؛ أي إذا‬
‫اهلل ‪ ‬إلى أ يسىف َر ُّ‬
‫والمسألة التَّاسعة‪ :‬في قلله‪( :‬و َيدعل ويذكر َ‬
‫فرغ من صلته فلقف ع د المرعر الحرام أو أي ملقف س مز لف َ ‪ ،‬فإنه يدعل ويذكر اهلل‬
‫الصا ؛ أي َياين ال ُّلر وي ارر‪.‬‬
‫سفر ُّ‬
‫‪ ،‬رافع يديه حا ي َ‬

‫زعمى أ هىذا هىل‬


‫النَّاس‪ :‬تأخير الصىل أو تنليلهى ؛ ً‬ ‫ومن الغلط الَّذي يقع فيه بع‬
‫السى س الفجىىر‪ ،‬فى لمعروف س هديىه ♀ أنىه صىىل با َلى ‪ ،‬ولىىم ي َقىل ع ىىه‬
‫ُّ‬
‫‪112‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫تنليل صلته‪ ،‬واألصل المساقر في الرريع ‪ :‬أ صالة األسفار تكون بالسور ِ‬
‫القصَّار‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫اي ♀‪.‬‬ ‫َ‬
‫فهذا الذي ثات س أح يث عن ال ِّ‬
‫خعي أنىه قى ل‪« :‬كى أصىح ب ال اى ِّي♀ يقىرؤو س‬
‫ِّ‬ ‫وص عن إبراهيم ال‬
‫السىىلر»‪ ،‬وهىىل الم س ى لمقصىىد الر ىىريع ف ىي ر َخ ىص الس ىفر‪ ،‬فىىإ‬
‫السىىفر مىىن قص ى ر ُّ‬
‫الرب عيى فجع َلاهى ركعاىين ابااى َء الاخفيىف‪ ،‬فممى يلافىق الاخفيىف‪:‬‬
‫الرىريع قصىرت ُّ‬
‫حق المس فر؛ سلا ًء ك س حج أو س‬
‫أيض ‪ :‬تنليل الصل س ِّ‬
‫قصىر القراء ‪ ،‬فمن الخنإ ً‬
‫غيره‪.‬‬

‫َ‬
‫يقىلل‪« :‬اللهىم كمى وقفاَ َى فيىه‪ ،‬وآوياَ َى‬ ‫والمسألة العاشرة‪ :‬س قلله‪َ ( :‬ويسا ََح ُّ له أ‬
‫مخصىلص‪ ،‬فلىه أ‬
‫ٌ‬ ‫اي ♀ عى ٌء‬ ‫إليه‪ )»...‬إل آخر م ذكر‪ ،‬ولم يثات عن ال ِّ‬
‫والس ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫يدعل بهذا وبايره‪ ،‬وأعظم الدُّ ع ء ‪ -‬كم تقدم ‪ -‬جلام القرآ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪113‬‬

‫أسرع إ ك م شيً ‪،‬‬


‫َ‬ ‫ثم َيسير إل م ً وعليه السكي واللق ر‪ ،‬فإذا بلغ وا َي م َح ِّسر؛‬
‫َو َحث اباَه؛ إ ك راك ًا َقد َر َرمي َح َجر‪.‬‬

‫حصىي ت إلى جمىر ال َع َق َاى واحىد ً واحىد ً‪ ،‬ويرفى يىدَ ه ع ىد‬


‫فإذا أت م ً رم سا َ َ‬
‫إبنه‪ ،‬ويكاِّر م ِّ‬
‫كل رمي ‪.‬‬ ‫الرمي َحا ي َر بي‬

‫قصىىر‪ ،‬والحلىق أفضىل‪ ،‬واإلحىراق‬


‫هىدي‪ ،‬ثىم َيحلىق أو ي ِّ‬
‫ٌ‬ ‫ثم ي حر هد َيه إ ك معه‬
‫ئم مق َمه‪.‬‬
‫وال اف والا َُّلر ق ٌ‬

‫المخي َنى َ‪ ،‬وتنيى َ ‪ ،‬ولىىم َياى َىق مىىن‬


‫ثىم يىىدخل س يلمىىه بعىىد الىىزوال؛ وقىىد لىىا َ ثي َبىىه َ‬
‫طلاف اإلف ض ‪.‬‬
‫َ‬ ‫المحرم ت السا المذكلر سل الجم ع = فينلف‬

‫ىعي بعىىد هىىذا‬


‫وإ ك ى سىىع بعىىد طىىلاف القىىدوم ‪ -‬كم ى وصىىفت ‪ -‬فىىل يعيىىد السى َ‬
‫النلاف‪.‬‬

‫أيضا من المسائل المتع ِّلقَّة بصَّفة‬ ‫َ‬


‫مسائل ً‬ ‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هذه الجمل عشر‬
‫الحج‪:‬‬
‫ِّ‬

‫الصىا ‪( ،‬وعليىه‬
‫فالمسَّألة األولَّى‪ :‬فىي قللىه‪( :‬ثىىم َيسىير إلى م ًى )؛ أي بعىد إسىىف ر ُّ‬
‫السكي واللق ر)‪ ،‬فيكل ملز ًم ال ُّاؤ َ والاأ ِّني في هيًااه وأفع له‪.‬‬
‫‪114‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫أسرع إ ك م ش ًي ‪َ ،‬و َحث اباَىه؛‬


‫َ‬ ‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪( :‬فإذا بلغ وا َي م َح ِّسر؛‬

‫إ ك راكاً َقد َر َرمي َح َجر)‪ ،‬و(وادي ُم َح ِّ‬


‫َّسر)‪ :‬وا بين مز لف َ وم ً ‪ ،‬ولم يثات كلنىه‬
‫اىي ♀ إسىراعه فيىه‪ ،‬فيسىىرع‬ ‫ِّ‬
‫َملض ًع عذب فيه أهل الفيل‪ ،‬وإنم ثات عن ال ِّ‬
‫اي ♀‪ ،‬إ ك م شيً اشاد س مريه‪ ،‬وإ كى راكاًى اباىه‬
‫العاد كم أسرع ال ُّ‬
‫مىر ¶ ع ىد م لىك س‬
‫قدر رمي حجر‪ ،‬ثات تقديره بهذا عن ابىن ع َ‬
‫حركه ‪ ،‬وحثه َ‬
‫«الملطإ»‪.‬‬

‫وهذا من األلفى ظ الاىي تقىدِّ ر بهى العىرب‪ ،‬وهىي ب قيى ٌ ع ىد ع ما ى إلى يىلمهم هىذا‪،‬‬
‫فقللهم‪َ ( :‬حذف عص )‪ ،‬أو (رمي حجر) وأشىاه هه هىي معروفى ٌ ع ىد العىرب األولى ‪،‬‬
‫وحذف العص ُّ‬
‫أقل ع دهم من رمي الحجر‪ ،‬وتالغ رمي الحجر تقري ًا خمسين وثلثم ئ‬
‫مار‪ ،‬فيسىرع س هذا ال َقدر إ أمك َه فإ ك النريق مز ح ًم وشق عليه ذلك لم يؤ َمر به‪.‬‬

‫حصي ت إل جمر ال َع َق َا واحىد ً‬


‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قلله‪( :‬فإذا أت م ً رم سا َ َ‬
‫والسى فىي فعىه إلى م ًى أ‬
‫واحد ً )؛ أي إذا وصل إل م ًى ؛ فإنىه يرىرع فىي الرمىي‪ُّ ،‬‬
‫يكل بعد اإلسف ر‪.‬‬

‫وثات أ ال اي ♀ رخص للض َع َف وال ِّس ء أ يىدفعلا مىن الليىل‪ ،‬و َقد َرتىه‬
‫لثىي الليىل‪،‬‬
‫ضىي ث ِّ‬
‫أسم ء ▲ س «الصحي » ع د غي ب القمر‪ ،‬ويالغ قدره حي ًاذ م ُّ‬
‫فى َ بعىد نصىف‬ ‫ضي ثلثي الليل‪ ،‬فإ‬
‫للس لمن أرا أ يرتخص‪ :‬فعه بعد م ِّ‬
‫ف لملافق ُّ‬
‫الليل فهل الذي عليه الفال اليلم‪.‬‬

‫اىي ♀‪،‬‬
‫ثم إذا وصل إل م ً ؛ فإ ك بعد اإلسف ر‪ :‬ر َمى مثلمى رمى ال ُّ‬
‫اي ♀‪ ،‬وإ ك ممن ف س الليل‬
‫فرم ال ُّ‬ ‫فإاِّ وصله وقد طلعت الرم‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪115‬‬

‫ضىي ثلثيه‪ :‬فإنه َل يرمي إَل بعد الفجر؛ ثات هذا عن أسم َء‪ ،‬وهل اخاي ر‬
‫نصفه أو بعد م ِّ‬
‫ابن القيِّم ؒ‪.‬‬

‫ثلثي الليل أنه يرمي‬


‫مضىي ِّ‬
‫ِّ‬ ‫والذي عليه الفال أ من وصل إل م ً ولل وصله قال‬
‫جمر العقا ‪ ،‬وترم بسا حصي ت واحد ً واحد ً ‪ -‬أي مفىر ً مفىر ً ‪ ،-‬فىل يجمعهى‬
‫جمي ًع س رمي ‪ ،‬فإنه لل قدِّ َر أنه جم السا س رمي فرم هى فإنهى تعىدُّ واحىد ً ‪ ،‬وكىذا لىل‬
‫جم اث اين عدت واحد ً‪.‬‬

‫إبنه)؛ أي يرادُّ س‬ ‫الرابعة‪ :‬س قلله‪( :‬ويرف يدَ ه ع د الرمي َحا ي َر بي‬
‫والمسألة َّ‬
‫إبنه‪.‬‬ ‫رف يده حا يا َ‬
‫لغ س رفعه بأ ير بي‬

‫والمسألة الخامسة‪ :‬س قلله‪( :‬ويكاِّر م ِّ‬


‫كل رمي )‪ ،‬فيقلل‪( :‬اهلل أك ) ع د رميه به ‪.‬‬

‫هدي)؛ أي يذبحه بعد الرمي‬


‫ٌ‬ ‫السادسة‪ :‬س قلله‪( :‬ثم ي حر هد َيه إ ك معه‬
‫والمسألة َّ‬
‫هدي يج عل الماماِّ ‪ ،‬وأم القى ر والمفىر فإنىه إذا أرا أ‬
‫ٌ‬ ‫هدي‪ ،‬وهل‬
‫ٌ‬ ‫إ ك معه‬
‫يذبحه‪.‬‬
‫َ‬ ‫يذب شيًاً يانلع به فله أ‬

‫قصىىر‪ ،‬والحلىق أفضىل)؛ أي إذا فىرغ مىن‬


‫السابعة‪ :‬س قلله‪( :‬ثىم َيحلىق أو ي ِّ‬
‫والمسألة َّ‬
‫رأسه ب ساًاص له أو قصره ب لاخفيف م ه‪ ،‬والحلق أفضل‪.‬‬
‫ذب هديه حلق َ‬

‫والمسألة الثَّامنة‪ :‬س قلله‪( :‬واإلحىراق وال اىف والا َُّىلر قى ٌ‬


‫ئم مق َمىه)؛ أي يقىلم مقى م‬
‫الحلق؛ لم فيه من مع إزال شعر الرأس‪ ،‬فلل أحرق أو ناف أو ت لر ك ذلك جى ًئزا‪،‬‬
‫الس هي الحلق والاقصير‪.‬‬
‫لكن ُّ‬

‫والمسألة ال َّتاسعة‪ :‬س قلله‪( :‬ثم يدخل س يلمىه بعىد الىزوال) ‪ -‬وهىل اليىلم الع شىر ‪-‬‬
‫المخي َنى َ‪ ،‬وتنيى َ ‪ ،‬ولىم َيا َىق مىن المحرمى ت السىا المىذكلر ) ‪ -‬أي‬
‫ثي َبه َ‬ ‫(وقد لا‬
‫‪116‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ىلاف اإلف ض ى )‪ ،‬وهىىل الث لىىث مىىن‬


‫محظىىلرات اإلحىىرام ‪( -‬سىىل الجم ى ع‪ ،‬فينىىلف طى َ‬

‫فاألفعال المطلوب ُة الَّتي يتح َّلل بِها التَّح ُّلل َّ‬


‫األول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫األفع ل المنللب ‪،‬‬
‫• َّأولها‪ :‬النلاف‪ ،‬ويااعه السعي‪.‬‬
‫• وثانيها‪ :‬الرمي‪.‬‬
‫• وثالثها‪ :‬الحلق أو الاقصير‪.‬‬

‫والمقدم م ه ع ىد األفعى ل الرمىي‪ ،‬ثىم الحلىق‪ ،‬ثىم النىلاف والسىعي‪ ،‬ويسىم هىذا‬
‫الزي ر )‪.‬‬
‫النلاف (طلاف اإلف ض )‪ ،‬أو (طلاف ِّ‬

‫والمسألة العاشرة‪ :‬س قلله‪( :‬وإ ك سع بعد طلاف القدوم ‪ -‬كم وصىفت ‪ -‬فىل‬
‫حق المفر‬
‫لحجه ع د قدومه وهذا في ِّ‬
‫ِّ‬ ‫عي بعد هذا النلاف)؛ أي إذا ك س َع‬
‫يعيد الس َ‬
‫والق ر ‪ ،‬فإذا ك ن قصدا الايت الحرام فن ف طىلاف القىدوم وهىل سى ٌ ‪ ،‬ثىم سىعي سىعي‬
‫الحج؛ فإنّهم فرغ م ه‪ ،‬فل يعيدانه‪.‬‬
‫ِّ‬

‫أيضى كمى سىع لعمرتىه‪،‬‬


‫لحجىه ً‬
‫ِّ‬ ‫وأم إ ك ن هم أو الماماِّ لىم يسىعي ‪ :‬فإنىه يسىع‬
‫لحجه وعمرته‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫أصح القولين ‪ -‬طلا َف وسعي‬
‫ِّ‬ ‫ف لماماِّ عليه ‪ -‬يف‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪117‬‬

‫يىل َم الحى َي‬ ‫ثم يخر إل م ً فيايىت بهى ليلى َ الحى َي َع َر َىر‪ ،‬فىإذا زالىت الرىم‬
‫َع َر َر؛ بد َأ ب لجمر الاي تلىي مسىجدَ َ‬
‫الخيىف‪ ،‬فرمى إليهى سىا َ حصىي ت‪ ،‬كمى قل ى س‬
‫جمر ال َع َق َا ‪.‬‬

‫نحىلا مىن‬
‫طىليل ً‬
‫ً‬ ‫فإذا َف َر َغ من رمي َه َت َح قليلً ثم عى َ‬
‫اهلل ‪ ،‬وألى س الىدُّ ع ء‬
‫ففعل مث َل َ‬
‫ذلك‪ ،‬ثم أت جمىر َ العقاى فخىام بهى ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫سلر الاقر ‪ ،‬ثم أت الجمر َ اللس َن‬
‫إَل أنه َل يقف ع دَ ه ‪ ،‬وَل َيدعل‪ ،‬ك ََذل َك َ‬
‫فعل رسلل اهلل ♀‪.‬‬

‫ثم َيف َعل ك ََذل َك س اليلم الث ني َع َر َر‪ ،‬ويفعل ك ََذل َك س اليلم الث َ‬
‫لث َع َر َر؛ إ لم َي فىر‬
‫س الث ني َع َر َر‪.‬‬

‫مسائل أخرى تتع َّلق بصفة ِّ‬


‫الحج‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ذكر الم َص ِّف ؒ َت َع ل في هذه الجمل سبع‬

‫فالمسألة األولى‪ :‬س قلله‪( :‬ثم يخر إل م ً فيايت به ليلى َ الحى َي َع َر َىر)؛ أي إذا‬
‫فرغ من طلافه وسعيه س اليلم الع شر رج إل م ً ‪ ،‬فا ت به ليل الح ي عرر‪.‬‬

‫يل َم الح َي َع َرىى َر؛ بىد َأ بى لجمر الاىي‬ ‫والمسألة الثَّانية‪ :‬س قلله‪( :‬فإذا زالت الرم‬
‫تلي مسجدَ َ‬
‫الخيف)؛ أي الاي تكل قريا ً م ه وتسم (الجمر ُّ‬
‫الصار )‪.‬‬

‫ق ل‪( :‬فرم إليه سا َ حصي ت‪ ،‬كم قل س جمر ال َع َق َا )؛ أي َيرميه بسا حصي ت‬


‫إبنه‪ ،‬ويك ِّار م ِّ‬
‫كل رمي ‪.‬‬ ‫واحد ً واحد ً ‪ ،‬يرف يده ع د ِّ‬
‫كل حص حا ير بي‬
‫‪118‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬في قلله‪( :‬فإذا َف َر َغ من رمي َه َت َح قليلً ثم ع َ‬


‫اهلل ‪ ،‬وأل س‬
‫ىليل نحى ًىلا مىىن سىىلر الاقىىر )‪ ،‬فىىإذا فىىر َغ مىىن رمىىي الجمىىر األول ى ‪ -‬وهىىي‬
‫الىىدُّ ع ء طى ً‬
‫يسيرا ‪ -‬واساقال القال َ ‪ ،‬ورف يديه‪ ،‬ثم ع اهلل‬
‫ً‬ ‫قليل ‪ -‬أي اباعد شيًاً‬
‫ً‬ ‫الصار ‪ -‬ت ح‬
‫ُّ‬
‫نحلا ‪ -‬أي قرياً ‪ -‬من قراء سلر الاقر ‪ ،‬كم عدَ له به ابن‬
‫طليل ً‬
‫ً‬ ‫‪ ‬وأل س الدُّ ع ء‬
‫طليل إ لىم يرىق عليىه‪ ،‬فىإ‬
‫ً‬ ‫مسعل ◙ س حديثه س «الصحيحين»‪ ،‬فيدعل ع ًء‬
‫شق عليه َلز ح م ال س ع واساكثر من الدُّ ع ء قدر ط قاه‪.‬‬

‫ففعىل مث َىل َ‬
‫ذلىك)؛ أي رم هى‬ ‫َ‬ ‫الرابعة‪ :‬في قلله‪( :‬ثم أتى الجمىر َ اللسى َن‬
‫والمسألة َّ‬
‫الصار ‪.‬‬
‫ساع كصفاه س رمي ُّ‬

‫أخيىرا ‪-‬‬
‫ً‬ ‫والمسألة الخامسة‪ :‬س قلله‪( :‬ثم أت جمر َ العقاى فخىام بهى ) ‪ -‬أي جعلهى‬
‫َىذل َك َ‬
‫فعىل رسىلل اهلل ♀)‪ ،‬فى للقلف‬ ‫(إَل أنه َل يقف ع ىدَ ه ‪ ،‬وَل َيىدعل‪ ،‬ك َ‬
‫الصىار وقىف فىدع ‪ ،‬وإذا‬
‫ُّ‬ ‫الصار واللسىن ‪ ،‬فىإذا رمى‬
‫والدُّ ع ء مخاص ب لجمر ُّ‬
‫فل يقف بعده ‪.‬‬ ‫رم اللسن وقف فدع ‪ ،‬وأم الك‬

‫ىىر)؛ أي يفعىل س‬ ‫السادسة‪ :‬في قلله‪( :‬ثىم َيف َعىل ك َ‬


‫َىذل َك س اليىلم الثى ني َع َر َ‬ ‫والمسألة َّ‬
‫ليل ونَه ًرا‪ ،‬فيايت ليل الث ني عرر س م ً ‪ ،‬ثم‬
‫اليلم الث ني عرىر م فعل س الح ي عرر ً‬
‫يرمي الجم ر الثل ‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬وهي قلله‪( :‬ويفعىل كَى َذل َك س اليىلم الث َ‬


‫لىث َع َرى َر؛ إ لىم َي فىر س‬ ‫والمسألة َّ‬
‫الث ني َع َىر َر)؛ أي إ تأخر فلم يخر من م ًى س الثى ين عىىرر وبقىي فيهى اليىلم الث لىث‬
‫الصىار سىا ًع ثىم يقىف ويىدعل‪ ،‬ثىم‬
‫أيضى ‪ ،‬فيرمىي ُّ‬
‫ً‬ ‫عىرر فإنه يرمي الجمرات الىثل‬
‫وَل يقف‪.‬‬ ‫يرمي اللسن سا ًع ثم يقف ويدعل‪ ،‬ثم يرمي الك‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪119‬‬

‫‪ ،‬فلىل‬ ‫الصار ‪ ،‬ثم اللسىن ‪ ،‬ثىم الكى‬


‫ورمي الجمرات يج فيه الارتي ؛ فيقدِّ م ُّ‬
‫الصىار فقىط‪ ،‬فيااىدئ‬
‫الصىار ؛ كى رميىه ُّ‬
‫‪ ،‬ثىم اللسىن ‪ ،‬ثىم ُّ‬ ‫قدِّ َر أنه رمى الكى‬
‫ب للسن بعدَ ه ‪ ،‬ثم بعد ذلك يأيت ب لكار ‪.‬‬

‫ويكل خرو َمن تعجل بأ ي فر س اليلم الثى ين عرىىر‪ ،‬وشىرطه‪ :‬أ يكىل خروجىه‬
‫عمىر ¶ ع ىد م لىك س «الملطىإ»‪ ،‬وَل‬
‫قال غىروب الرىم ‪ ،‬ثاىت هىذا عىن ابىن َ‬
‫فمن أرا أ ي فر من م ً خر قال الاروب‪ ،‬فإ تلاث حا أرا أ‬
‫لف‪َ ،‬‬
‫عرف له مخ ٌ‬
‫ي َ‬
‫المايىت بم ًى تلىك الليلى ‪ ،‬وإ جمى ما َعىه وأعىد‬
‫يخر بعد الاروب فإنه يج عليه َ‬
‫المايت؛ َلشاا له بأمر الخرو ‪ ،‬لك ه‬
‫عدته وم َعه زح ٌم ونحله فإ هذا َل يلج عليه َ‬
‫ِّ‬
‫الماىأخر ‪ ،‬فىل تقىد س‬ ‫لل س س األزم‬ ‫الاي ص رت َتعر‬ ‫م م ه ألجل العلار‬
‫صلر عا تهم‪.‬‬
‫‪120‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫وللح ِّج أرك ٌ وواجا ٌ‬


‫ت وس َ ٌن‪.‬‬ ‫َ‬

‫الح ُّج إَل بفعله ؛ وهىي َخمسى ٌ‪ :‬اإلحىرام‪ ،‬واللقىلف‪ ،‬والنىلاف‬


‫فاألركان‪ :‬م َل َيا ُّم َ‬
‫ُ‬
‫أي طىلاف كى َ ‪ ،‬وإزالى شىعر الىرأس أو بعضىه بى لحلق أو‬
‫بعدَ اللقىلف‪ ،‬والسىعي بعىدَ ِّ‬
‫الاقصير أو م ق َم َم َق َمه َم ‪.‬‬

‫والواجبات‪ :‬م يجاَر ب لدم؛ وهل وقلع اإلحرام من الميق ت والرمي ‪ -‬كم ذكرت‪.‬‬
‫ُ‬

‫َ‬
‫وأم اللقلف ب َع َرف َ إل غروب الرم ‪ ،‬والمايىت ب لمز لفى ‪ ،‬والمايىت ليى َ‬
‫لي م ًى ‪،‬‬
‫خلف بين العلم ء‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وطلاف الل اع لآل َف ق ِّي؛ ففي هذه األربع‬

‫والسن َُن‪ :‬م عدا اللاجا ت واألرك مم ذكرن ه‪.‬‬


‫ُّ‬

‫فر َقهى‬
‫الحج‪ ،‬بىأ م َا ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ذكر الم َص ِّف ؒ في هذه الجمل جم ع م تقدم من أعم ل‬
‫فللحج أرك ٌ ‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫والس ن‪،‬‬
‫يؤول إل ر ِّ ه إل هذه األلف ظ الثلث ‪ :‬األرك ‪ ،‬واللاجا ت‪ُّ ،‬‬
‫ت‪ ،‬وله س ٌن‪.‬‬
‫وله واجا ٌ‬

‫َ‬
‫مسائل‪:‬‬ ‫الم َصنِّف يف هذه الجملة سبع‬
‫وقد ذكر ُ‬

‫هىي مى‬ ‫ىج أركى ٌ وواجاى ٌ‬


‫ت وسى َ ٌن)؛ واألركَّان َ‬ ‫وللح ِّ‬
‫فالمسألة األولَّى‪ :‬هىي قللىه‪َ ( :‬‬
‫أو ال َعقد‪ ،‬وَل َيسقط بح ل وَل يج َار بايره‪.‬‬ ‫يدخل س م هي العا‬

‫هي م يدخل س م هي العا ‪ ،‬أو العقد‪ ،‬وربم سقط لح ل وجار بايره‪.‬‬


‫والواجبات َ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪121‬‬

‫هي م عدا األرك واللاجا ت‪.‬‬


‫والسنن َ‬
‫ُّ‬

‫ىج إَل بفعلهى )؛ أي َل بىد أ يىأيت‬


‫الح ُّ‬
‫فاألركان‪ :‬م َل َيا ُّم َ‬
‫ُ‬ ‫والمسألة الثَّانية‪ :‬في قلله‪( :‬‬
‫حجه عمر ً‪ ،‬ويكل‬
‫ُّ‬ ‫به العاد إ أمك َه اساد َراكه ‪ ،‬فإ لم يمك ه اسادراكه ؛ فإنه ي قل‬
‫هذا س ركن واحد؛ وهل اللقلف بعرف َ ‪ ،‬فمن قصد الحج وف َته اللقلف بعرفى َ ‪ ،‬ووصىل‬
‫حجه عمر ً‪ ،‬ويأيت بعمر ويح ُّل‬
‫ُّ‬ ‫عرف َ بعد طللع الفجر من يلم الع شر فإنه حي ًاذ ي قل‬
‫م ه ‪ ،‬ويج عليه القض ء‪.‬‬

‫وأم م عداه من األرك ‪ :‬فإنه يسادركه ويأيت به‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثَّة‪ :‬هىي قللىه‪( :‬وهىي خمسى ٌ‪ :‬اإلحىرام‪ ،‬واللقىلف) إلى آخىره‪ً ،‬‬
‫ذاكىرا‬
‫الحج ع د الر فعي ؛ وهي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫أرك‬

‫والر اء‪.‬‬
‫اإلزار ِّ‬ ‫وهل ني الدُّ خلل س ال ُّسك‪َ ،‬ل لا‬
‫(اإلحرام)؛ َ‬

‫(واللقلف)؛ أي بعرف َ ‪.‬‬

‫الزي ر واإلف ض ‪.‬‬


‫(والنلاف بعدَ اللقلف)‪ ،‬وهل طلاف ِّ‬

‫للحج؛ سلا ًء بعد طلاف القدوم وهل سى ٌ‬


‫ِّ‬ ‫أي طلاف ك َ )؛ أي السعي‬
‫(والسعي بعدَ ِّ‬
‫للمفر والق ر ‪ ،‬أو طلاف العمر للماماِّ ‪.‬‬

‫(وإزال شعر الرأس أو بعضه ب لحلق أو الاقصير أو م ق َم َم َق َمه َم )‪.‬‬

‫الحىج أربعى ٌ ‪ ،‬فىإنهم َل يعىدُّ و الحلىق أو الاقصىير م هى‬


‫ِّ‬ ‫ومذه الح بل ‪ :‬أ أرك َ‬
‫الحىج‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫هي اإلحىرام‪ ،‬وطىلاف‬
‫لحج ع د الح بل َ‬
‫الحج‪ ،‬فأرك ا ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ويعدُّ ونه من واجا ت‬
‫الحج‪ ،‬واللقلف بعرف َ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وسعي‬

‫وأم الحلق أو الاقصير؛ فإنهم َيعدُّ ونه واج ًا ‪ ،‬وهو األظهر واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪122‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫والواجبات‪ :‬م يج َاىر ب لىدم)؛ أي هىل يىدخل فىي م هيى‬


‫ُ‬ ‫الرابعة‪ :‬هي قلله‪( :‬‬
‫والمسألة َّ‬
‫العا ‪ ،‬لك ه قد يسقط لعذر؛ ك ل ِّسي ونحله‪ ،‬ولك ه يجاَر بدم‪.‬‬

‫والمسََّّألة الخامسََّّة‪ :‬هىىي قلل ىه‪( :‬وهىىل وقىىلع اإلحىىرام مىىن الميقى ت والرمىىي)‪ ،‬ففىىي‬
‫يرمي‪.‬‬
‫َ‬ ‫الحج أ يحرم من الميق ت فل ياأخر ع ه‪ ،‬وأ‬
‫ِّ‬ ‫مذه الر فعي أ واجا ت‬

‫والحلىىق‬
‫َ‬ ‫والمايىىت بم ًىى ‪،‬‬
‫َ‬ ‫مايىىت بمز لفىى َ ‪،‬‬
‫َ‬ ‫أيضىى ال‬
‫وأمىى الح بلىى فىىإنهم يزيىىدو ً‬
‫أيض من اللاجا ت‪.‬‬
‫أوالاقصير‪ ،‬فيَعدُّ ونَه ً‬

‫السادسة‪ :‬هي قلله‪( :‬وأمى اللقىلف ب َع َر َفى َ إلى غىروب الرىم ‪ ،‬والمايىت‬
‫والمسألة َّ‬
‫خىلف بىين‬
‫ٌ‬ ‫لي م ً ‪ ،‬وطلاف الل اع لآل َف ق ِّي؛ ففي هىذه األربعى‬
‫ب لمز لف ‪ ،‬والمايت لي َ‬
‫العلم ء)‪ ،‬واألظهر‪ :‬أ هؤَلء األربع َ من اللاجا ت ً‬
‫أيض ‪ ،‬وهي معدو ٌ ع ىد الح بلى ‪،‬‬
‫هىل الحلىق أو الاقصىير‪،‬‬
‫َ‬ ‫فاكل م اَلث ين المقدمين س المسأل الخ مس سا ً‪ ،‬والس ب‬
‫الذي يجعله الر فعي رك ً ‪.‬‬

‫والسن َُن‪ :‬م عدا اللاجا ت واألرك مم ذكرنى )‪ُّ ،‬‬


‫فكىل‬ ‫السابعة‪ :‬هي قلله‪ُّ ( :‬‬
‫والمسألة َّ‬
‫حجه ولم يكن رك ً وَلواج ًا فهل س ٌ ؛ كرفعىه‬
‫ِّ‬ ‫اي ♀ س صف‬
‫م ثات عن ال ِّ‬
‫♀ يديه في الملاض الاي ج ء أنه يرف فيه ؛ كرفعه على الصىف والمىرو ‪،‬‬
‫ورفعه يلم عرف َ ‪.‬‬

‫لحج أ َّنها أربع ٌة‪:‬‬


‫وقاعدة أحكام المتْروكات من أعمال ا ِّ‬

‫َّأولُها‪ :‬أ يكل المرتوك س ً ؛ فل شيء فيه؛ كمن ترك رف يديه يلم عرف َ ‪.‬‬

‫وثانيها‪ :‬أ يكل المرتوك واجاً ؛ ففيه الدم؛ كمن أحرم بعد الميق ت؛ فإنه يكل ترك‬
‫واج ًا ‪ ،‬فعليه ٌم؛ لحديث ابن عا س الماقدِّ م؛ أنه ق ل‪َ « :‬من نسي شيًاً من نسكه أو تركه‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪123‬‬

‫فليهرق ًم »‪.‬‬

‫وثالثها‪ :‬أ يكل َ الماروك رك ً يمكن اسادراكه؛ فيج عليه أ يىأتي بىه‪ ،‬وَل يصى ُّ‬
‫حجه إَل م اسادراكه‪.‬‬
‫ُّ‬

‫الماروك رك ًى َل يمكىن اسىادراكه‪ ،‬وهىل وقىلف عرفى َ فقىط؛ فإنىه‬


‫ورابعها‪ :‬أ يكل َ‬
‫يأتي بعمر ‪ ،‬ويح ُّل‪ ،‬ويج عليه القض ء من ق بل‪.‬‬

‫الحج ‪ -‬ك لسعي ع د الح بل ‪-‬؛ فهذا يجى عليىه‬


‫ِّ‬ ‫فلل أ إنس نً َ‬
‫ترك رك ً من أرك‬
‫اسادراكه‪ ،‬فإ خر إل بلده فىإ الحى َل الاىي يكىل عليهى أنىه َل زال مالاِّ ًسى ب سىكه‪،‬‬
‫فيج عليه أ يرج بأسرع وقت فيأيت بعمر ‪ ،‬ثىم إذا فىرغ مىن العمىر جى ء بمى تركىه‪،‬‬
‫فا رك السعي َل يرىرع أ يىأيت إلى الايىت‪ ،‬ثىم يسىع بىين الصىف والمىرو ‪ ،‬وإنمى يىأيت‬
‫حجه‪.‬‬
‫بعمر ت م ‪ ،‬فإذا اعامر وفرغ من عمرته ج ء بم تركه من ركن لم يسادركه س ِّ‬
‫‪124‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫نلف ب لايت سا ًع ‪ ،‬وي َص ِّلي ركعاين ع د‬


‫فإذا أرا َ م َف َر َق َ مك َ؛ فيكل آخر أعم له أ ي َ‬
‫صدره َ‬
‫وخده عليه‪ ،‬و َياسط عليه َعضدَ يه وذراعيه‪ ،‬ويقلل‬ ‫َ‬ ‫المق م‪ ،‬ثم يأيت الملا ََز َم‪ ،‬فيض‬
‫معىذرتي‪ ،‬وتعلىم مى س‬
‫َ‬ ‫سىري وعلنياىي ف قاَىل‬
‫ع َء آ َم عليه السلم‪« :‬اللهم إنك تعلم ِّ‬
‫نفىسي وم ع دي ف غفر لي ذنلبي‪ ،‬وتعلم حى َجاي فىأعن ي سىؤلي‪ ،‬اللهىم إنِّىي أسىأل َك‬
‫والرضى بمى‬
‫كاات لي‪ِّ ،‬‬
‫َ‬ ‫أعلم أنه لن يصياَ ي إَل م‬
‫َ‬ ‫إيم نً يا شر قلاي‪ ،‬ويقي ً ص ًق َحا‬
‫َق َ‬
‫ضيت علي»‪.‬‬

‫الايت بياىك‪ ،‬والعاىدَ عاىدك‪ ،‬وابىن عاىدك‪ ،‬وابىن أماىك‪ ،‬حملا ىي على مى‬
‫َ‬ ‫«اللهم إ‬
‫رت لي من خلقك َحا سيرت ي س بل ك‪ ،‬وبلاا ي ب عماك َحا أع ا ي عل قض ء‬
‫سخ َ‬
‫رضيت ع ِّي‪ ،‬ف ز َ ع ِّىي ر ًضى ‪ ،‬وإَل َفمىن ار َ قاىل أ َي ىأ عىن‬
‫َ‬ ‫م سك َك‪ ،‬فإ ك َت‬
‫أذنت لي غيىر مسىاادل بىك‪ ،‬وَل باياىك‪ ،‬وَل راغى‬
‫َ‬ ‫بياك اري‪ ،‬هذا أوا انصراس‪ ،‬إ‬
‫ع ك‪ ،‬وَل عن بياك‪.‬‬

‫اللهم َف ص َحا ي الع في َ س بىدني‪ ،‬والعصىم َ س ي ىي‪ ،‬وارزق ىي ط عاَىك مى أبقيا ىي‪،‬‬
‫قىدير»‪ ،‬ثىم يصى ِّلي على رسىلل اهلل‬ ‫خير الدُّ ني وارخر ‪ ،‬إنك عل ِّ‬
‫كل شىيء ٌ‬ ‫لي َ‬‫واجم َ‬
‫♀‪.‬‬

‫الايت ح فيً ‪ ،‬ويص ِّلي فيه م لم َيضر بأحد‪ ،‬أو ي اهك حر َم ً‪.‬‬
‫َ‬ ‫َويسا ََح ُّ أ يدخل‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪125‬‬

‫َّائل مَّن المسَّائل المتع ِّلقَّة بص ِ‬


‫َّفة‬ ‫َّس مس َ‬
‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هىذه ا لجملى خم َ‬
‫الحج‪:‬‬
‫ِّ‬

‫فاألولى‪ :‬في قللىه‪( :‬فىإذا أرا َ م َف َر َقى َ مكى َ) ‪ -‬أي تر َكهى وما ر َتهى ‪( -‬فيكىل آخىر‬
‫سىعي بعىدَ ه لمىن‬
‫ٌ‬ ‫يضىىر‬
‫ُّ‬ ‫ينلف ب لايت سا ًع )‪ ،‬ويسىم (طىلاف الىل اع)‪ ،‬وَل‬
‫َ‬ ‫أعم له أ‬
‫أصح القولين ‪ -‬ب ياهمى جمي ًعى ‪ ،‬فإنىه‬
‫ِّ‬ ‫الزي ر وجمعه م طلاف الل اع ‪ -‬يف‬
‫أخر طلاف ِّ‬
‫إذا سع حي ًاذ لم يضر؛ أل السعي ت ب ٌ للنلاف‪.‬‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬هي قلله‪( :‬وي َص ِّلي ركعاين ع د المق م)؛ تا ًعى ل َمى تقىرر مىن أ كىل‬
‫ساع أشلاط له ركعا ‪.‬‬

‫لسى‬ ‫الس ‪ :‬أ ال اي ♀ لم و ع الايت لىم ِّ‬


‫يصىل الىركعاين‪ ،‬ف ُّ‬ ‫واللار س ُّ‬
‫أَل يص ِّليهم ‪ ،‬وإ صلهم ‪ -‬كم ذه إليىه جم عى ٌ ‪ -‬لىم يقىد هىذا س كلنىه قىد و ع‬
‫الايت ب لنلاف؛ فإنه بم زل الا ب اللزم‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬هي قلله‪( :‬ثم يأيت الملا ََز َم)؛ أي الملضى الىذي يلزمىه العاىد‪ ،‬وهىل‬
‫صىدره َ‬
‫وخىده عليىه‪ ،‬و َياسىط عليىه‬ ‫َ‬ ‫من جملاه‪( ،‬فيض‬ ‫بين الحجر والا ب‪ ،‬ف لا ب لي‬
‫َعضدَ يه وذراعيه)؛ أي يمدُّ عليه ذراعيه وعضديه‪ ،‬ثم يدعل بم ش ء‪.‬‬

‫واأل عي المذكلر الاي ذكره الم َص ِّف لم يثات فيه شي ٌء‪ ،‬وهي من جملى الىدُّ ع ء‬
‫الع ِّم‪ ،‬وم ور أنه من ع ء آ َم َل يص ُّ فيىه شىي ٌء‪ ،‬فيىدعل بجلامى الىدُّ ع ء الىلار س‬
‫والس ‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫القرآ‬
‫‪126‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫وروي س اَللاىزام أح يىىث ضىعيف ٌ ‪ ،‬وثاىىت هىذا عىىن بعىض الصىح ب ‪ ،‬فلىه أ يلاىىزم‬
‫اي ♀‪ ،‬ولم يأت شي ٌء معي ٌن كم تقدم‪،‬‬
‫ويدعل‪ ،‬ومن الدُّ ع ء‪ :‬الصل عل ال ِّ‬
‫َع به فهي من جمل الدُّ ع ء‪.‬‬ ‫لكن إ‬

‫ملض ى ًع‬ ‫وخىىص هىىذا الملض ى و غيىىره ب لازامىىه؛ ألجىىل ارث ى ر‪ ،‬وم ى عىىداه فلىىي‬
‫لللازام‪.‬‬

‫مس بأسا ر الكعا من الادع المحدث ‪ ،‬فإنهم يامسحل هب إلرا الا ُّك‪.‬‬
‫والا ُّ‬

‫بت س الج هلي واإلسلم؛ َأنه ياعلق بأسىا ر الكعاى‬


‫أم الاع ُّلق بأسا ر الكعا ‪ :‬فهذا ث ٌ‬
‫ع د ع ئه؛ إظه ًرا لللح فيه‪.‬‬

‫مس المم لع وهل إلرا ال ك ‪ ،‬والاع ُّلىق ب ألسىا ر إلرا اإللحى س‬ ‫ٌ‬
‫وفرق بين الا ُّ‬
‫ٌ‬
‫ففىرق بىين مسىأل‬ ‫الدُّ ع ء‪ ،‬ف لاع ُّلق س األسا ر ث ٌ‬
‫بىت س الج هليى واإلسىلم‪ ،‬فىل يم ى ‪،‬‬

‫مس بأسا ر الكعا ‪ ،‬والاع ُّلق بأسا ر الكعا ‪ ،‬ف لا ُّ‬


‫مس مأخذه طل ال ك ‪ ،‬وَل بركى‬ ‫الا ُّ‬
‫حي ًاذ س أسا ره ‪ ،‬وأم الاع ُّلق فمأخذه اإللح س الدُّ ع ء‪.‬‬

‫الحج ألجل م يق من إفس الخلق‬


‫ِّ‬ ‫الج ري ‪ :‬رف أسا ر الكعا أي م‬ ‫وص ر من الع‬
‫ِّ‬
‫واألخذ ونحله‪.‬‬ ‫لقص‬
‫له ب ِّ‬

‫الايت ح ف ًي )؛ أي إذا تيسر لىه ذلىك‬


‫َ‬ ‫الرابعة‪ :‬هي قلله‪َ ( :‬ويسا ََح ُّ أ يدخل‬
‫والمسألة َّ‬
‫الس ‪.‬‬
‫ألجل الصل فيه‪ ،‬وإ ش ء خله م اَع ًل‪ ،‬ف لصل س ال ِّع ل واَلحاف ء كلهم س ُّ‬

‫والمسألة الخامسة‪ :‬س قلله‪( :‬ويص ِّلي فيىه مى لىم َيضىر بأحىد‪ ،‬أو ي اهىك حر َمى ً )؛ أي‬
‫يص ِّلي س جلف الكعا م لم يضىر بأحد ألجل اَلز ح م لل قدِّ َر خلل جم ع فيه ‪ ،‬لم‬
‫الحىج وغيىره مى يكىل ماي ًى س حى ل مضىت‬
‫ِّ‬ ‫مايس ًرا فيم مضى ‪ ،‬ومن أحكى م‬
‫ك هذا ِّ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪127‬‬

‫وانقضت‪ ،‬وم ه م يكل قد بقي بعضه‪ ،‬وكذا إ ك ي اَهك حرم ً ؛ كأ يكل مصند ًم‬
‫له مىن شىر‪ ،‬فإنىه يما ى عىن ذلىك‬ ‫ب س ء مز حم ت ع د جلف الكعا فيق فيم يعر‬
‫ويمضي بعد خلل الكعا ‪.‬‬
‫‪128‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫وأفع ل العمر مرهلر ٌ‪ ،‬ويفسده م يفسد الحج‪.‬‬

‫الحج‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يه مثله س‬
‫وإحرامه كإحرامه‪ ،‬وطلافه وسعيه كنلافه وسعيه‪ ،‬والحلق ف َ‬

‫ذكر الم َص ِّف ؒ س هىذه الجملى مى ياعلىق بى لعمر تا ًعى لمى ذكىره مىن أحكى م‬

‫الحج‪ ،‬فالجاري أ َّنهم يذكرون أحكام العمرة يف كتاب «مناسك ِّ‬


‫الحج» ألمرين‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫حجه‪.‬‬
‫يحج يعامر ح ل ِّ‬
‫• أحدهما‪ :‬أ أكثر من ُّ‬
‫• وثانيها‪ :‬أ العمر تسم (الحج األصار)؛ َلشرتاكهم س كثير من األفع ل‪.‬‬

‫َ‬
‫ثالث مسائل‪:‬‬ ‫وذكر يف هذه الجملة‬

‫تكرره ى ‪ ،‬فهىىي َل‬


‫فالمسََّّألة األولََّّى‪ :‬هىىي قللىىه‪( :‬وأفع ى ل العمىىر مرىىهلر ٌ )؛ لكثىىر ُّ‬
‫وهي أ يحرم من الميق ت‪ ،‬ثىم يقصىد‬ ‫ُّ‬
‫تخاص بزمن‪ ،‬ف لس َ كله محل ألفع ل العمر ‪َ ،‬‬‫ُّ‬
‫قصر‪ ،‬فىإذا فعىل‬
‫يحلق أو ي ِّ‬
‫َ‬ ‫الايت‪ ،‬فينلف سا ًع ‪ ،‬ثم يسع سا ًع بين الصف والمرو ‪ ،‬ثم‬
‫َ‬
‫ذلك تمت عمرته‪.‬‬

‫والمسََّّألة الثَّانيََّّة‪ :‬وهىىىي قللىىىه‪( :‬ويفسىىىده مىىى يفسىىىد الحىىىج)؛ أي مىىى جعىىىل مىىىن‬
‫أيض مم لعى ٌ على المعامىر؛ َلشىرتاكهم س‬
‫المحظلرات المم لع عل الح ِّ ‪ ،‬فإنه ً‬
‫اإلحرام‪ ،‬ولذلك فإنه تسم (محظلرات اإلحرام)؛ أي ِّ‬
‫لكل ن سك؛ سلا ًء كى ح ًّجى‬
‫معامرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أو‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪129‬‬

‫وتقىدم أ الحىىج َيفسىد بلاحىىد مىن تلىك المحظىىلرات‪ ،‬وهىىل الجمى ع‪ ،‬إذا كى قاىىل‬
‫الاح ُّلل األول‪ ،‬وكذا العمر فإنه تفسد إذا ك قال فراغه من سعيه‪ ،‬وتقىدم أ مىن أ َتى‬
‫قال الاح ُّلل أم بعده‪.‬‬
‫الحج فإنه يج عليه فدي ٌ مالظ ٌ ‪ ،‬وهي ال َادَ ن ؛ سلا ًء َ‬
‫ِّ‬ ‫أهله س‬

‫و َأم من وطو س العمر قال تم م عمرته فإنه يج عليه فدي ٌ من َبه ئم األنع م‪ ،‬يخير‬
‫الايهقىي‪ ،‬وَل يع َلىم لىه‬
‫ِّ‬ ‫فيه بين بدن وبقر وش ‪ ،‬ثات هذا عن ابن عا س ◙ ع ىد‬
‫ف‪.‬‬
‫مخ ل ٌ‬

‫الحج والعمرة‪:‬‬ ‫المغ َّلظة فيما فسد فيه ن ُ‬ ‫ِ‬


‫ُسك ِّ‬ ‫فالفر بين الفدية ُ‬
‫الحج بدن ٌ ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫▪ أنه س‬
‫▪ وأم س العمر فهل مخ ِّي ٌر فيه بين َبه ئم األنع م الثلث ‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬هي قلله‪( :‬وإحرامه كإحرامىه‪ ،‬وطلافهى وسىعيه كنلافىه وسىعيه‪،‬‬
‫الحج)؛ أي أنه يحرم له ب لدُّ خلل س ال ُّسك من الميق ت‪ ،‬وينلف‬
‫ِّ‬ ‫يه مثله س‬
‫والحلق ف َ‬
‫قصىر‪ ،‬فهىي‬
‫الحىج أو ي ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الحج‪ ،‬وكذلك َيحلق فيه كم يحلىق س‬
‫ِّ‬ ‫ويسع كنلاف وسعي‬

‫مر رك ٌ له س جمل من أحك مه الماع ِّلق ب ألرك واللاجا ت ُّ‬


‫والس ن‪.‬‬
‫‪130‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫والس ُّ أ ي َز َار قار رسىلل اهلل ♀‪ ،‬فيصى ِّلي الىداخل إلى مسىجده ركعاىين‬
‫نحىل مىن ثلثى َأذرع‪،‬‬
‫تحي ً بين الم َار والقار‪ ،‬ثم يأيت القا َر من وجهه‪ ،‬ويكل بي َه وبي َىه ٌ‬
‫َ‬
‫رسىلل اهلل‪ ،‬أو يى ناىي اهلل»‪ ،‬وَل يقىلل يى محمىد؛ ألنهىم كى نلا‬ ‫َ‬
‫عليك ي‬ ‫فيقلل‪« :‬السلم‬

‫َيدعلنىىه ب سىىمه‪ ،‬فىىأنزل اهلل تعىى ل ‪ :‬ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬

‫ﮃﮄ ﴾ [ال لر‪.]63:‬‬

‫الجهر به‪ ،‬وَل َيدنل من َقاره‪ ،‬واأل ب معه بعدَ وف ته مثلىه س‬


‫َ‬ ‫و َيا ُّض صل َته‪ ،‬وَل يا لغ‬
‫حي ته؛ فم ك َت ص ن َعه س حي ته‪ ،‬من احرتامه‪ ،‬واإلط َراق بين يديه‪ ،‬وتىرك الخصى م بىين‬
‫فيم َل ي ااي أ يخل َ س مجلسه فيه‪َ ،‬فدَ عه فيىه‪ ،‬فىإ لىم تفعىل‬ ‫يديه‪ ،‬وترك الخل‬
‫خير من مق مك‪.‬‬
‫وأبيت؛ ف نصرافك ٌ‬
‫َ‬

‫َ‬
‫يديك‪.‬‬ ‫فإذا أر ت صل ً؛ فل تجعل حجر َته ورا َء ظهرك وَل بين‬

‫عمىر‪ ،‬وا ع رب َ‬
‫ىك أ ي َج ز َيهمى عىن‬ ‫َ‬ ‫وس ِّلم بعدَ سلمك عليه عل أبي بكر‪ ،‬ثم على‬
‫نصرهم رسل َله‪ ،‬وقي مهم بح ِّقه‪ ،‬وا ع ل فسك وللالدَ يك‪.‬‬

‫قالر ُّ‬
‫الرهداء بأحد‪ ،‬وخص حمز َ ب ِّلزي ر م فر ً ا‪.‬‬ ‫وزر مسجدَ قا ء (‪ ،)1‬وزر َ‬

‫والرجلع َقه َق َر ع دَ رسلل اهلل ♀ وع دَ الايت بدع ٌ لم تف َعل س الصدر‬


‫ُّ‬
‫األ ول‪ ،‬وإنِّم يفعلهم علا ُّم ال ُّسى ك‪ ،‬والخيىر ك ُّلىه س ا ِّتاى ع السىلف ‪ -‬رحمى اهلل علىيهم‬
‫أجمعي َن‪.‬‬

‫(‪ )1‬قا ء‪ :‬يص ُّ صرفه وعدمه‪ ،‬كلهم ج ٌئز‪.‬‬


‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪131‬‬

‫اللهم كم َم َ َت به َفا َِّممه‪ ،‬وم أعنياَه فل َتسلاه‪ ،‬وم سرت َته فل َتف َضحه‪ ،‬ومى علماَىه‬
‫أرحم الراحمين‪.‬‬
‫َ‬ ‫ف غفره؛ برحماك ي‬

‫رب العاملنيَ‪،‬‬
‫آخرُه‪ ،‬واحلمدُ هللِ ِّ‬
‫َّبينيَ‪ ،‬وعلى آلِه وأصحابِه أمجعنيَ‪،‬‬
‫حممدٍ خاتَ ِم الن ِّ‬
‫وصلواتُه على سيِّدنِا َّ‬
‫وحسْبُنَا اهللُ ونِعْمَ الوكيلُ‪.‬‬

‫والحج‪ ،‬فإنه ذكر‬


‫ِّ‬ ‫اناه المص ِّف ؒ فيم سلف من ذكر م ياعلق بأحك م العمر‬
‫الحىج قا َلهى ماسىلط ً ‪ ،‬مايِّ ًى مى‬
‫ِّ‬ ‫خاصرا اكاف ًء بم قدمه قال‪ ،‬وذكىر صىف‬
‫ً‬ ‫آخرا م‬
‫العمر ً‬
‫وفعل‪ ،‬الاي ت اهي أو ًَل باح ُّلله الاح ُّلىل األو َل بفعىل‬
‫ً‬ ‫حجه ً‬
‫قلَل‬ ‫يكل للح ِّ من أعم ل ِّ‬
‫اث ين من ثلث ‪ ،‬واألفع ل الثلث هي ‪ -‬كم ذكرن ‪ :-‬النىلاف ويااعىه السىعي‪ ،‬والرمىي‪،‬‬

‫والحلق أو الاقصير‪ ،‬فإذا فعل اث ين من ثلث أحل الاح ُّلل األول‪ ،‬وبقي الث لث الذي ُّ‬
‫يام‬
‫به تح ُّلله‪ ،‬فإذا فعل اث ين َتحلل تح ُّل ًل أو ًَل‪ ،‬وإذا فعىل الثلثى َ يكىل قىد تحلىل الاح ُّل َىل‬
‫كله‪ ،‬وبقي اساكم ل نسكه في رميه حا ينلف طلاف الل اع‪ ،‬وإل ه اناهت م سك‬
‫الحج‪.‬‬
‫ِّ‬

‫الحج م ياعلق بزيى ر‬


‫ِّ‬ ‫الحج أنهم يذكرو م م سك‬
‫ِّ‬ ‫وجر س عرف المص ِّفين في‬
‫اي ♀؛ أل أكثر المسلمين إذا قصدوا الحج مىن بلىدانهم تلجهىلا‬
‫مسجد ال ِّ‬
‫اىلي‬
‫اىي ♀‪ ،‬وقىل خىروجهم إلى المسىجد ال ِّ‬
‫إل المدي لزيى ر مسىجد ال ِّ‬
‫الي ت بع ً لل ُّسك‪ ،‬فجىر المصى ِّفل س‬
‫و إرا ال ُّسك‪ ،‬فيجعلل زي ر المسجد ال ِّ‬
‫‪132‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫الم سك عل جعل أحك م زيى ر المسىجد ال اىل ِّي والمدي ى ال اليى بعىد ذكىر م سىك‬
‫الحج‪.‬‬
‫ِّ‬

‫عشرة مسأل ًة‪:‬‬


‫الم َصنِّف يف هذه الجملة ثالثة ْ‬
‫وقد ذكر ُ‬

‫فالمسألة األولى‪ :‬هي قلله‪( :‬والسى ُّ أ ي َىز َار قى رسىلل اهلل ♀)‪ ،‬وزيى ر‬
‫اي♀ يرا به وقلعه ت بع ً لزي ر مسجده ♀‪ ،‬فزيارة القبر‬
‫ق ال ِّ‬
‫بوي نوعان‪:‬‬
‫النَّ ِّ‬

‫• أحدهما‪ :‬كلنه س ت بع ً ‪ ،‬فإذا زار المسجدَ زار ق ال ِّ‬


‫اي ♀‪.‬‬
‫حق أهل المدي ب ِّتفى ق؛ ألنهى مىن جملى‬
‫• واآلخر‪ :‬كلنه س ً مساقل ً ‪ ،‬وهذا في ِّ‬
‫الرح ل إليه ؛ لقلله ♀‪َ « :‬ال‬
‫رىرع شدُّ ِّ‬
‫زي ر القالر‪ ،‬وأم لايرهم فل ي َ‬
‫فق عليه‪.‬‬ ‫َ‬
‫الحديث‪ .‬ما ٌ‬ ‫الر َح ُال إِ َّال إِلَى َث َال َث ِة َم َس ِ‬
‫اجدَ ‪»...‬‬ ‫ت َُشدُّ ِّ‬

‫تعظيمى لهى إَل هىذه الاقى‬


‫ً‬ ‫المن ُّي‪ ،‬وتاخذ َمراك السفر في قصد بقعى‬
‫َ‬ ‫أي َل تر َك‬
‫عليه ب لخرو ألجل طل العلم‪ ،‬أو ال ِّاج ر ‪ ،‬فإ المقصل َ السفر‬ ‫الثل ‪ ،‬فل يع َار‬
‫تعظيم له ‪ ،‬فيخاص بهذه الثل ‪.‬‬
‫ً‬ ‫الذي يرا م ه اللصلل إل بقع‬

‫اىي ♀‪ ،‬فىإذا‬
‫لسى أ ي ىلي زيى ر مسىجد ال ِّ‬
‫الس ‪ :‬ف ُّ‬
‫ُّ‬ ‫فمن أرا أ يصي‬
‫اي ♀ للسلم عليه‪.‬‬
‫اي ♀ زار قار ال ِّ‬
‫وصل مسجد ال ِّ‬
‫زائىرا‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫المحل الذي قار فيه َمن قار‪ ،‬فإ المىرء َل يسىم‬ ‫وأصل (ال ِّزيارة)‪ :‬الدُّ خلل س‬
‫يدخل فيه ؛ كزائر األحي ء‪ ،‬فإ َمن أرا زي ر َ أحد َ‬
‫خىل عليىه س الملضى‬ ‫َ‬ ‫المق َبر حا‬
‫زائىرا)‪ ،‬وكى هىذا‬
‫خىلل لىم يسىم ( ً‬ ‫الذي هل فيه من م زل أو غيىره‪ ،‬فلىل َمىر عليىه و‬
‫عمىر وغيىره يىدخلل على‬
‫مفالح ‪ ،‬وكى ابىن َ‬
‫ً‬ ‫ممك ً فيم ساق‪ ،‬فإ ب ب الحجر ك‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪133‬‬

‫اي ♀ ويس ِّلمل عليه وعل ص حايه‪ ،‬فيق مى هم اسىم ( ِّ‬


‫الزيى ر الرىىرعي‬ ‫ال ِّ‬
‫للمق بر)‪ ،‬وأم الملجل اليلم فل يسم (زي ر ً ) شر ًع ‪ ،‬وإنم هىل سىل ٌم‪ ،‬ويسىالي فيىه‬
‫من قر َب ومن بعد‪ ،‬فل َخصيص َ لمن سلم عل ال ا ِّي ♀ ه ى ك على غيىره‪،‬‬
‫ف لمس ِّلمل عل محمد ♀ خ ر المدي ه أو ه ك هم ك لمس ِّلمين عليىه‬
‫جهل‪ ،‬فيظ ُّن أ مم يرىرع قصد‬
‫♀ ع د قاره‪ ،‬وهي من األملر الاي ص رت ت َ‬
‫ق ه ♀ للمرور ع ده للسلم‪ ،‬فهذا َل تق به زي ر القار‪ ،‬ف ِّلزي ر تكىل مى‬
‫الدُّ خلل‪ ،‬وإنم هل سل ٌم‪ ،‬والسلم على الم ِّيىت إذا لىم يكىن مى زيى ر يسىالي فيىه َمىن‬
‫قر َب ومن بعدَ ‪ ،‬أقصد بى(الميِّت) ال اىي ♀‪ ،‬فىإ اهلل جعىل ملئكى ً سىي حين‬
‫يا ِّلالنه ♀ سل َم من يس ِّلم عليه من أماه‪.‬‬

‫والمسألة الثَّانية‪ :‬هي قلله‪( :‬فيصى ِّلي الىداخل إلى مسىجده ركعاىين تحيى ً بىين الم ى‬
‫اىي‬
‫أصل هل زيى ر مسىجد ال ِّ‬
‫ً‬ ‫والق )‪ ،‬فإذا وصل المسجدَ اباد َأ ب لصل ؛ أل المقصل‬
‫اىي ♀‬ ‫ِّ‬
‫♀‪ ،‬فيصلي في المسجد القديم‪ ،‬وأعظمه‪ :‬م بىين م ى ال ِّ‬
‫اي ♀ فىن س حجرتىه‪ ،‬فقى ه س حجرتىه‪ ،‬ثىم‬ ‫وبياه الذي ص ر قاى ًرا لىه‪ ،‬فى ل ُّ‬
‫أ خ َلت بعد ذلك الحجر س المسجد‪.‬‬

‫وَل ي َق ل‪( :‬أ خل القار س المسجد)‪ ،‬فإ أصل الملىك كى حجىر ً‪ ،‬والقى م ٌ‬
‫لىك س‬
‫اىي ♀‪ ،‬وأمى‬ ‫ً‬
‫اىي ♀ صى ر ملكى لل ِّ‬
‫ملك‪ ،‬فى لق لمى فىن فيىه ال ُّ‬
‫اي ♀‪ ،‬فإنه م ٌ‬
‫لك لع ئر َ ▲‪ ،‬فإنه ك نىت فيهى ‪،‬‬ ‫الحجر فلم م ت ال ُّ‬
‫والحجر أوسى مىن مكى ضى ِّيق هىل الىذي قاىر فيىه ♀‪ ،‬فى لحجر بمع ى ‪:‬‬
‫الايت الصاير‪ ،‬المقسلم جزئين‪ :‬فجز ٌء ك هل الذي ملض ًع لم مه‪ ،‬وجز ٌء ك لخ ر ‪-‬‬
‫سميه ال س اليلم (ص ل ً) ‪ ،-‬فاقيت ع ئر ▲ في الارف الخ رجي ‪ ،‬و فىن‬
‫مم ي ِّ‬
‫‪134‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫اي ♀ في تلك الحجر الداخليى ‪ ،‬لىذلك بقيىت تسىم (حجىر ع ئرى َ)‪،‬‬
‫ال ُّ‬
‫ولىىم تسىىم (قا ىر ال ا ى ِّي ♀)‪ ،‬فك نىىت س عهىىد الص ىح ب والا ى بعين ╚‬
‫سملنَه (حجر ع ئر َ ▲)‪ ،‬ثم أ خلت بعد ذلك الحجىر وفيهى القاىر ‪ -‬وهىي‬
‫ي ُّ‬
‫م ٌ‬
‫لك س ملك ‪ -‬أ خلت س المسجد‪.‬‬

‫والمسألة الثَّالثة‪ :‬هي قلله‪( :‬ثم يأتي الق َ من وجهه‪ ،‬ويكل بي َه وبي َه ٌ‬
‫نحل من ثلثى‬

‫َأذرع)؛ أي لمن أرا ذلك‪ ،‬وإَل فإنه َل يسم زيى ر ً بعىد الا ى ء َ‬
‫الملجىل اليىلم‪ ،‬ف لا ى ء‬
‫الملجل اليل َم ب ٌء بعد ب ى ء‪ ،‬حجىر ٌ ثىم جىدرا ٌ ‪ ،‬ثىم هىذا ُّ‬
‫الرىا ك الىذي جعىل‪ ،‬وعلى‬
‫الر قديم ٌ ‪ ،‬فحي ًاذ لل قدِّ ر أ أحدً ا اطل من خلل ُّ‬
‫الرا ك فرأ شيًاً فإنىه َل‬ ‫الحجر س ٌ‬
‫جدارا قد أقيم؛ كم ق ل ابن الق ِّيم‪:‬‬
‫ً‬ ‫ير الحجر ‪ ،‬وإنم ير‬
‫وأح طىىىىىىه بثلثىىىىىى الجىىىىىىدرا‬ ‫رب الع ى لمين ع ى َءه‬
‫ف سىىاج ب ُّ‬
‫زائرا‪ ،‬وإ أرا أ يس ِّلم سلم‪.‬‬
‫ً‬ ‫فل يكل‬

‫وأمى األثىىر الىىلار عىىن ابىىن عمى َىر أنىه كى يىىأتي ال اىىي ♀ فيسى ِّلم ويقىىلل‪:‬‬
‫«الس ىلم عليىىك ي ى رسىىلل اهلل‪ ،‬الس ىلم عليىىك ي ى أب ى بكىىر‪ ،‬الس ىلم عليىىك ي ى أبا ى ه»‪،‬‬
‫سىاق‪ ،‬وأمى اليىلم‬
‫َ‬ ‫ف لمقصل ‪ :‬أنه كى يسى ِّلم ب لىدُّ خلل علىيهم‪ ،‬وهىذا كى ممك ًى فيمى‬

‫ف لمسى ِّلم قري ًا ى ك لمس ى ِّلم بعيىىدً ا‪ ،‬فىىل ح ج ى للز ح ى م عليىىه‪ ،‬إذ َل فضى َىل خ ى ّ‬
‫ص لهىىذا‬
‫الملض ‪ ،‬فهل سل ٌم يق س غيره كلقلعه فيه‪ ،‬بل قد يكل وقلعه أبعد أفضىل؛ ل َمى فيىه‬
‫من األ ب وحضلر القل ‪ ،‬وعدم اَلز ح م‪ ،‬وترك اإلضرار ب لمسلمين‪.‬‬

‫واألملر تاادئ صا ًرا‪ ،‬ثم تعل كا ًرا‪ ،‬فيعاقد فيه ال س أشي َء وأشىي َء حاى يقعىل‬
‫حمد ع قااه‪.‬‬
‫فيم َل ت َ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪135‬‬

‫َ‬
‫رسلل اهلل‪ ،‬أو ي ناىي اهلل»‪ ،‬وَل‬ ‫الرابعة‪ :‬هي قلله‪( :‬فيقلل‪« :‬السلم عل َ‬
‫يك ي‬ ‫والمسألة َّ‬
‫يقلل ي محمد) إل آخره‪ ،‬فإذا خلط ال ا ُّي ♀ خلط بلصفه الك مل من‬
‫الرس ل وال ُّال ‪ ،‬وَل يخ َط بى(ي محمد)‪.‬‬
‫ِّ‬

‫الجزائىر ُّي ؒ إلى لنيفى جىدير‬ ‫وقد ناه شي شيلخ عاد الحميد بىن بى ي‬
‫َ‬
‫فسرين َكثر قللهم في تفسير اري ت الاي يخ ط فيهى ال ُّ‬
‫اىي‬ ‫وهي أ الم ِّ‬
‫ب َلحاف ء به ‪َ ،‬‬
‫♀ كقللىىىىه‪ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﴾ [الاحىىىىريم‪ ،]1:‬قىىىىللهم‪( :‬يىىىى‬
‫حرم م أحل اهلل لك)‪ ،‬وهذا خلف األ ب الك مل معه‪ ،‬ف أل ب الك مل أ‬
‫محمد؛ لم ت ِّ‬
‫يخ َط ويذ َكر ب ل ُّال ِّ‬
‫والرس ل ‪.‬‬

‫فإ ق ل ق ٌئل‪ :‬في «الصىحي » أ اهلل ▐ قى ل‪َ « :‬يَّا ُم َح َّمَّدُ ؛ إِنَِّّي إِ َذا َق َضَّ ْي ُ‬
‫ت‬
‫َق َضا ًء َفإِ َّن ُه َال ُي َر ُّد‪»...‬؛ قيل‪ :‬هذا من خنى ب الخى لق للمخلىلق‪ ،‬فىل حجى فيىه‪ ،‬ونحىن‬
‫مسألا س خن ب المخللق ِّ‬
‫األقل للمخللق األعل وهل محمدٌ ♀‪.‬‬

‫ىض صىىل َته‪ ،‬وَل ياى لغ الجهى َىر بىىه)؛ أي يخفىىض‬


‫والمسَّألة الخامسََّّة‪ :‬هىىي قللىىه‪( :‬و َياى ُّ‬
‫اي ♀‪ ،‬فإ األصلات َل ترف س مسجده؛ سىلا ًء‬
‫صلته وَل يرفعه أ ب م ال ِّ‬
‫عمر ◙ من ال هي عن‬
‫ري» عن َ‬
‫م قرب م ه أو م بعد‪ ،‬ثات هذا في «صحي الاخ ِّ‬
‫رف الصىلت س مسىجد ال اى ِّي♀‪ ،‬فىل ير َفى الصىلت فيىه إَل بقىدر الح جى‬
‫الرىرعي ؛ كخنا وتعليم؛ إلسم ع ال س‪ ،‬فإ أمك َن إسم عهم بل رف صلت ك هىل‬
‫الي خفض األصلات‪.‬‬
‫المأملر به‪ ،‬ف أل ب في المسجد ال ِّ‬

‫اىي‬
‫تعظيمى لل ِّ‬
‫ً‬ ‫السادسة‪ :‬هي قلله‪( :‬وَل َيدنل من َقاىره) ؛ أي َل َيقىرب م ىه؛‬
‫والمسألة َّ‬
‫♀‪ ،‬وقد انقلى َ األمىر فصى ر مىن ال ى س َمىن يظى ُّن أ تعظيمىه هىل س طلى‬
‫‪136‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫مس برا ك وض بعد ملته ♀ ب حل ثم نم ئ س ً أو أكثىر‪ ،‬وهىل ُّ‬


‫الرىا ك‬ ‫الا ُّ‬
‫الملجل اليلم‪ ،‬وهذا من الجهل‪ ،‬فض ًل عن أ ينل َ مس َ قاره لل أبرز‪ ،‬فىإ هىذا ك ُّلىه‬
‫من المحدَ ث ت‪.‬‬

‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ﴾ [الاقىر ‪:‬‬ ‫وقد ثات عن قا َ في تفسىير قللىه تعى ل ‪:‬‬


‫‪]125‬؛ أنه ق ل‪« :‬أمروا ب لصل ع ده فامسحلا بىه» إنكى ًرا على مىن كى يفعىل ذلىك س‬
‫زمن الا بعين‪ ،‬فكيف لل رأ م عظم من هىذا األمىر فىي أزم ى الماى ِّ‬
‫أخرين؟!‪ ،‬وإ كى‬
‫كثير م ه س هذه الدولى ‪ ،‬الاىي مىن أعظىم حسى ته حسى الالحيىد‪ ،‬فىإ‬
‫زال بحمد اهلل ٌ‬
‫حس َ الالحيد والقي َم به و ف َ ِّ‬
‫كل م يخدش في ج ب الالحيىد مىن أعظىم الحسى ت‬
‫الاي يسره اهلل لمللك هذه الدول ‪.‬‬

‫السابعة‪ :‬هي قلله‪( :‬واأل ب معه بعدَ وف ته مثله س حي ته) إل آخره‪ ،‬فيلىزم‬
‫والمسألة َّ‬
‫اىي ♀ بمى ي ااىي أ ياىىأ ب معىه لىل لقيىه حيًّى ‪،‬‬
‫العاىد أ ياىأ ب ع ىد قى ال ِّ‬
‫فيع ِّظمه ويخفض صل َته‪ ،‬ويارك الخص م والخل َ فيم َل يع ي؛ لىًال يكىل ذلىك مىن‬
‫سلء األ ب معه ♀‪ ،‬فإ حرماَه َميِّ ًا كحرماه حيًّ ♀‪.‬‬

‫والمسألة الثَّامنة‪ :‬هي قلله‪( :‬فإذا أر ت صل ً؛ فل تجعل حجر َته ورا َء ظهرك وَل بين‬
‫َ‬
‫يىديك‪،‬‬ ‫َ‬
‫تجعل حجر َته ورا َء ظهرك وَل بين‬ ‫يديك)؛ أي إذا أر ت أ تص ِّلي ف ألكمل أَل‬
‫َ‬
‫إ أمك ك ذلك‪.‬‬

‫الصىفلف كى للاق ار ‪،‬‬


‫والصىل س المسىىجد القىىديم أفضىىل؛ إَل إ تعلقىت باقىىدُّ م ُّ‬
‫الاىي‬ ‫الزيى‬
‫الصىفلف المقدمى هىي س ِّ‬
‫ف الثى ين‪ ،‬وهىذه ُّ‬
‫ف األول أفضل من الصى ِّ‬
‫ف لص ُّ‬
‫زا ه عمر بن الخنى ب ◙ فمىن بعىدَ ه‪ ،‬فيصى ِّلي العاىد فيهى ‪ ،‬لكىن إ ت فىل َق َصىد‬
‫المسجدَ القديم ليص ِّلي فيه‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪137‬‬

‫عمىر‪،‬‬
‫َ‬ ‫والمسألة التَّاسعة‪ :‬هي قلله‪( :‬وس ِّلم بعدَ سلمك عليه عل أبي بكر‪ ،‬ثىم على‬
‫وا ع رب َك أ ي َج ز َيهم عن نصرهم رسل َله‪ ،‬وقي مهم بح ِّقىه)؛ أي إذا فىرغ مىن السىلم‬
‫وعمر‪ ،‬كم ك يفعىل عاىد اهلل بىن‬
‫َ‬ ‫اي ♀ سلم عل ص حايه أبي بكر‬
‫عل ال ِّ‬
‫اي ♀‪ ،‬ث عىل نيب كن‪ ،‬ث عىل ُعمن‪.‬‬
‫عمر؛ فإنه ك يسلم عل ال ِّ‬
‫َ‬

‫[مسأحةا]‪ :‬تقِّوم ن السِّالم عِّىل ال قِّي ♀ إكا ُبِّو كمىن قىرب‪ ،‬فهىل يسى ِّلم‬
‫أيض عل الص حاين ولل ك بعيدً ا؟‬
‫ً‬

‫اي‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬


‫[لحجولب]‪:‬انعم؛ ألنه ع ٌء‪ ،‬فيسلم عليهم إذا ش ء‪ ،‬لكن الفرق بين الاسليم عل ال ِّ‬
‫اي ♀ عا ٌ منللب ٌ بخصلصه ؛‬ ‫♀ وعليهم أ الاسليم عل ال ِّ‬
‫لقىىلل اهلل تع ى ل ‪ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬

‫ﭾ ﭿ ﮀ ﴾ [األحزاب]‪ ،‬وثاات األح يث س السلم‪.‬‬

‫الدُّ ع ء الع ِّم‪ ،‬فهل مم يجىلز‪ ،‬وَل يكىل‬ ‫أم عل الص حاين وغيرهم فهي من ج‬
‫مساح ًّا بعي ه‪.‬‬

‫شًات‬
‫َ‬ ‫والمسألة العاشرة‪ :‬هي قلله‪( :‬وا ع ل فسك وللالدَ يك)؛ أي اسأل اهلل ‪ ‬م‬
‫َّح القَّولين ‪ ،-‬فىإذا أرا أ يسى ِّلم‬ ‫من الدُّ ع ء‪ ،‬وتلقيىت الىدُّ ع ء ه ى َل َ‬
‫أصىل لىه ‪ -‬يف أص ِّ‬
‫يسى ِّلم ثىىم ي صىىىرف وَل يقىىف للىىدُّ ع ء‪ ،‬وأقاح ىه‪ :‬مىىن يقىىف إل ى الىىدُّ ع ء مسى ً‬
‫ىادبرا القال ى‬
‫رب‬
‫ِّ‬ ‫ساقال القار‪ ،‬فهذا إ ظن أنه أ ٌب م الرسىلل ♀ فهىل سىلء أ َ ب مى‬
‫ً‬ ‫م‬
‫الرسلل ‪ ،‬فإ من األ ب أ يساقال العاد في ع ئه القال َ ‪َ ،‬ل أ يجع َله في ظهره‬
‫َ‬
‫ويساقال غيره اعيً إليه‪ ،‬هذا إذا ك يدعل اهلل‪ ،‬أم إ ك يدعل المقالر ‪ -‬سىلا ًء كى‬
‫ال اي ♀ أو غيره ‪ -‬فإنه من ِّ‬
‫الررك األكاَر‪.‬‬
‫‪138‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ىلر ُّ‬
‫الرىهداء بأحىىد‪،‬‬ ‫والمسَّألة الحاديََّّة ْ‬
‫عشََّّرة‪ :‬هىىي قللىه‪( :‬وزر مسىىجدَ قاى ء‪ ،‬وزر قاى َ‬
‫وخىىص حمىىز َ ب ِّلزي ى ر م فىىر ً ا)؛ أي إذا وصى َىل العاىىد إل ى المدي ى زائى ًىرا مسىىجدَ ال اى ِّىي‬
‫يزور م أمرن بزي رته في المدي قصدَ مسىجدَ قاى ء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫♀ وصل فيه‪ ،‬وأرا أ‬
‫ىذي بإسى حسىن أ صىل ركعاىىين س مسىجد قاى ء َتعىدل عمىىر ً ‪،‬‬
‫فقىد ثاىت ع ىد الاِّرمى ِّ‬
‫فيص ِّلي فيه ركعاين‪ ،‬وكذا زي ر قالر ُّ‬
‫الرهداء بأحد‪ ،‬وم هم حمز ‪ ،‬فإنه من جمل زي ر‬
‫أحىق المىلت المقاىلرين فىي المدي ى ألجىل زيى رتهم؛‬
‫القالر المأملر به شىر ًع ‪ ،‬وهىم ُّ‬
‫تذك ًُّرا لآلخر و ع ًء لهم ╚‪.‬‬

‫والزي ر في ح ِّقهم ص رت مم يق أكثر من وقلعهى س ِّ‬


‫حىق ال اى ِّي ♀‪ ،‬إذ‬ ‫ِّ‬
‫ولي األمر‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫خاصل بذلك ممن ع ِّين من ِّ‬
‫قليل‪ ،‬هم م ُّ‬ ‫الذين يدخلل الحجر ال الي‬

‫وأم غيره من الملاض الاىي فىي المدي ى مىن المسى جد والمقى بر فهىذه يىدخله ُّ‬
‫كىل‬
‫أحد؛ ك لاقي وغيره‪.‬‬

‫والرجىلع َقه َق َىر ع ىدَ رسىلل اهلل ♀‬ ‫والمسألة الثَّانية ْ‬


‫عشَّرة‪ :‬هي قللىه‪ُّ ( :‬‬
‫وع دَ الايت بدع ٌ لم تف َعىل س الصىدر األ ول‪ ،‬وإنِّمى يفعلهمى عىلا ُّم ال ُّسى ك)؛ أي أ مى‬
‫الايىت أو القى َ ال اىلي هىذا مىن‬
‫َ‬ ‫يفعله بعض ال س من مرىيهم إلى الخلىف مسىاقالين‬
‫الادع المحدَ ث ‪ ،‬ف ُّلرجلع إل اللراء يسم (قهقىر )‪ ،‬فىل يرى َىرع للعاىد أ يفع َلىه‪ ،‬بىل‬
‫اىي ♀‬ ‫َ‬
‫يخر مسادب ًرا م خر ع ه‪ ،‬مقا ًل عل ملض خروجه؛ كم فعىل ال ُّ‬
‫وأصح به والصدر األول من هذه األمى ‪ ،‬وإنمى يفعلهى عىلا ُّم ال ُّسى ك‪ ،‬وكثيىر مىن الاىدع‬
‫كثير‪ ،‬فيق م هم أشي ء يساحس لنَه ويفعللنَهى ‪ ،‬ثىم‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫الجهل في العا‬ ‫حدثت م هم‪ ،‬فإ‬
‫ت ارر م العلا ِّم‪ ،‬وتكثر س ال س‪ ،‬في ااي الحذر من هذا‪.‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪139‬‬

‫واألمر كم ق ل‪( :‬والخير ك ُّله س ا ِّتا ع السلف ‪ -‬رحمى اهلل علىيهم أجمعىي َن ‪)-‬؛ كمى‬
‫ق ل األول‪:‬‬
‫وشى ُّىر األمىىلر المحىىدث ت الاىىدائ‬ ‫وخير األملر الس لف ت عل الهد‬

‫وس «الن ِّيا » قلله‪:‬‬


‫وكىىل شىىر فىىي ا ِّتاىى ع َمىىن َخ َلىىف‬
‫ُّ‬ ‫وكى ُّىل خيىىر ف ىي ا ِّتا ى ع َم ىن سىىلف‬
‫أي إذا اساقل بريء لم يكن عليه أهل الصدر األول‪.‬‬

‫ىت بىىه َفا َِّممىىه‪ ،‬وم ى أعنياَىىه فىىل‬ ‫والمسََّّألة الثَّالثََّّة ْ‬


‫عش َّرة‪ :‬هىىي قللىىه‪( :‬اللهىىم كم ى َم َ ى َ‬
‫يف الكاى ل فى المسىلمي َن مىن‬ ‫َتسلاه‪ )...‬إل آخره‪ ،‬خ ً‬
‫تم كا به بهذا الدُّ ع ء‪ ،‬فإ تص َ‬
‫لح فىدع‬
‫رج إج باىه‪ ،‬فىإذا عمىل صى ً‬
‫األعم ل الص لح ‪ ،‬والدُّ ع ء بعد العمل الص ل ت َ‬
‫اهلل ▐ رجيت إج باه‪.‬‬

‫خام بحمد اهلل عل نعم اإلتم م‪ ،‬والصل عل محمىد ♀ وعلى آلىه‬


‫ثم َ‬
‫وصحاه أجمعين‪.‬‬

‫وهذا آخر الاي عل هذا الكا ب‪ ،‬وبه نكل قد فرغ بحمد اهلل من كاى ب «م سىك‬
‫الحج» ألبي محمد ابن عاد السلم ؒ ‪.‬‬
‫‪140‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫مسافرا وصَّ َّلى خلَّف إمَّام مقَّيم الظُّه ََّر وأت َّ‬
‫َّم‪ ،‬ويريَّد أن ُيكمَّل‬ ‫ً‬ ‫للا(‪َ :)1‬من كان‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫قصر العصر؟‬
‫سفره‪ ،‬فهل له أن ُي َّ‬

‫الس فيمن ائام بمقيم أنه يص ِّلي صل المقيم‪ ،‬فإذا ك ج م ًع‬


‫لحجولب‪ :‬نعم‪ ،‬تقدم أ ُّ‬
‫ال ُّظهر والعصر فإنه يص ِّلي العصر بعدَ ه مقصلر ً‪ ،‬وَل ُّ‬
‫يضره أنه أتم صل ال ُّظهر‪.‬‬

‫الرواية فِي ال َّتسمية ثال ًثا َّ‬


‫أن ال َّتسمية ثال ًثا‬ ‫ِ‬
‫إنكار ِّ‬ ‫للا(‪ :)2‬ماذا لو ْأو َر َد أحدُ هم على‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬
‫ُذكرت يف أذكار الصباح والمساء‪« :‬بسم الل الَّذي ال يضر مع اسمه شيء» إلى آخره؟ ( ‪)1‬‬
‫ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬

‫لحجولب‪ :‬الاسمي الاي ذكرت س أذك ر الصا والمس ء تسىمي ٌ مخصلصى ٌ تىرا م هى‬
‫اَلساع ذ ‪ ،‬فأصل الاسمي هي ألجل طل العل ‪ ،‬وأم في هذا ِّ‬
‫الىذكر فىي قللىه‪« :‬بسىم‬
‫وَل س الس ىم ء» ف لمقصىىل به ى الحم ي ى‬ ‫ىىر م ى اسىىمه شىىي ٌء س األر‬
‫اهلل الىذي َل يضى ُّ‬
‫لر عليه هذا اإليرا ‪.‬‬
‫واللق ي ‪ ،‬فهي غير م درج س ذلك األصل‪ ،‬فل ي َ‬

‫جل إذا دخل على ذي سلطان يعظُم فِي قلبِه ‪ -‬أي لِما تقَّدَّ م‬
‫الر ُ‬
‫للا(‪ :)3‬هل يكبِّر َّ‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫عندنا من ذكر التَّكبير؟‬

‫وتذكيرا بأ كل َكاير ف هلل أك َار م ه‪،‬‬


‫ً‬ ‫ظيم هلل ▐‪،‬‬
‫لحجولب‪ :‬نعم‪ ،‬هذا ج ٌئز؛ تع ً‬
‫وهل م در ٌ س قلله تع ل ‪ :‬ﯓ ﯔ ﯕ ﴾ [المىدثر]؛ أي ع ِّظمه فيم يكل فيىه أعلى‬
‫تعظيم ‪ ،‬وم ه هذا الملض الذي ذكره الس ئل‪.‬‬
‫ً‬

‫(‪ )1‬ر ِ‬
‫اجع ص‪.22‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪141‬‬

‫للا(‪ :)4‬هل يلزم المحرِم أن ي ِ‬


‫غل َق أن َفه عن َش ِّم رائحة الطِّيب؟‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫لحجولب‪ :‬حس م قررن ه َل يلزمه؛ ألنه َل ياَعمده‪ ،‬فإذا مر في مكى منيى أو نحىل‬
‫له‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬هل لم يقصد شم ال ِّني ‪ ،‬لكن َع َر‬

‫أح َر َم بدون طهارة‪ ،‬فهل عليه شي ٌء؟‬


‫للا(‪ :)5‬من ْ‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫ىت أ‬
‫ىت علمى َ‬
‫الس ىؤال‪ ،‬ار أنى َ‬
‫هكىىذا ُّ‬ ‫لحجككولب‪ :‬لم ى ذا يحىىرم بىىدو طه ى ر ؟!‪ ،‬لىىي‬
‫ىلف يجى أ‬
‫المحىرم ع ىىد جمهىىلر العلمى ء ‪ -‬ومى هم األئمى األربعى ‪ -‬إذا أرا أ ينى َ‬
‫شرط أم َل؟‪ ،‬ف لح فيى َل َيرونَهى شىر ًط ‪ ،‬لكىن‬
‫ٌ‬ ‫يكل عل طه ر ‪ ،‬وإ اخالفلا هل هي‬
‫الكلم عل أنك تعرف ار أ اإلنس إذا أرا أ ينلف يج أ يكل عل طهى ر ‪،‬‬

‫فإ اناقضت ح َل طلافه‪ :‬فإ ك المكى مز ً‬


‫حمى ولىم يرىق عليىه؛ أتىم؛ كمى فعلىت‬
‫طىلاف إف ضى‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ومىؤخر‬ ‫ع ئر لم أمرت المىرأ ‪ ،‬وإ كى َل يرى ُّق‪ -‬كمعامىر س سىع ‪،‬‬
‫وو اع حا خف ال س ‪ -‬فهذا يذه ويالضأ‪.‬‬

‫رأيت م س فا و الرىي‬
‫وَل يارنك م ص ر عليه األمر من تخفيف هذا الريء‪ ،‬فلل َ‬
‫قديم في أحكى م رتالهى على حى تىرك النهى ر فىي النىلاف‬
‫ً‬ ‫ابن ب ز واللج الدائم‬
‫َ‬
‫رأسىك َعجاًى ؛ أل الاسى هل فىي هىذه‬ ‫ألمسىكت‬
‫َ‬ ‫الحىج؛‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫وفعل بعده م فعل من أحكى م‬
‫الحج‪ ،‬وهذا هل الذي ص ر بأخر ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫األحك م يؤ ِّ ي إل الاه و في أحك م‬

‫وقد ج ء س بعض ارث ر أ الحج يكل س آخر الزمى سىي ح ً ‪ ،‬وك ى نظى ُّن أ مع ى‬
‫هذا الحديث أنه الالسع عل ال س حا يكل ميَسى ًرا عليهم‪ ،‬ثم صىرن نىر تقنيىف‬
‫الحج‪ُّ ،‬‬
‫فكل حكم يقاَ َن م ه شي ٌء بدعل الايسىير‪ ،‬وأعظىم الايسىير‪ :‬مى اخاى ره‬ ‫ِّ‬ ‫أحك م‬
‫حىق طىلب العلىم‪ ،‬فاقىدر مى يسىاني يلىزم‬
‫أيسر الخلق ♀‪ ،‬وَل سىيم فىي ِّ‬
‫‪142‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫اإلسىلم‪ ،‬فهىذا يىلزم‬ ‫يحىج فىر‬


‫ُّ‬ ‫حىق مىن‬
‫اي ♀‪ ،‬وياأكد هىذا س ِّ‬
‫هدي ال ِّ‬
‫َ‬
‫المأملر به وَل ياه و فيه‪.‬‬

‫َ‬
‫وأجمل؟‬ ‫للا(‪ :)6‬ذكر صاحب «ال َّزاد» ؒ‪( :‬وما ُأبِ َ‬
‫ين من حي فهو كميتته)‪،‬‬ ‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫لحجولب‪ :‬مى ذا يقصىد هىذا األخ؟‪ ،‬يقصىىىد مسىأل النريىد الاىي قنىىىى م هى المحىرم‬
‫» وجىىد الجىىلاب‪ ،‬حيىىث قىى ل‪( :‬غيىىر مسىىك وفأرتىىه‬ ‫رجلهىى ‪ ،‬لىىل نظىىر س «الىىرو‬
‫( ‪)1‬‬

‫والنريد )‪ ،‬ق ل‪( :‬وتىأتي س كاى ب الصىيد)‪ ،‬ولىم يىأت بهى ‪ ،‬والطَّريَّدة‪ :‬مى يىرا حاسىه؛‬
‫كجمل ه َ أو غزال ينل ‪ ،‬فإذا اقان م ه شي ٌء ك مساث ً من الاحريم‪ ،‬عل أ هذه‬
‫اي ♀‪ ،‬وأخلن هذا لم يحفظ «الاللغ»‪ ،‬لل حفظ‬
‫الجمل ملجل من لفظ ال ِّ‬
‫يثىي أ ال اىي ♀‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫«الاللغ» ل َل َجد س آخىر (بى ب الميى ه) حىديث أبىي واقىد الل ِّ‬
‫اىي ♀ أفضىل مىن‬ ‫ال‬ ‫ولفىظ‬ ‫‪،‬‬ ‫»‬ ‫َّت‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫ِّ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َّو‬
‫َ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫يم ِة َو ِه َي َحيَّ ٌة َ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ق ل‪َ « :‬ما ُقطِ َع ِم َن البَ ِ‬
‫ه‬
‫ِّ‬
‫لفظ ص ح «الزا »‪.‬‬

‫أظفاره بأسنانِه‪ ،‬وهو يفعل ناس ًيا‪ ،‬ماذا عليه؟‬


‫َ‬ ‫يقص‬ ‫للا(‪ٌ :)7‬‬
‫رجل ُمعتا ُد أن َّ‬ ‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫الس ِّيًا ‪.‬‬ ‫لحجولب‪َ :‬ل شي َء عليه‪ ،‬لكن ي ااي أ ياخلص من هذه الع‬

‫المحدَّ د؟‬
‫للا(‪ :)8‬ما حكم الحرام من َير الميقات ُ‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫المحدَّ د له حاالن‪:‬‬
‫لحجولب‪ :‬الحرام من َير الميقات ُ‬

‫الس‬
‫* الحال األولى‪ :‬أ يحر َم من ملض قال الميق ت؛ وهذا ج ٌئز إجم ًع ‪ ،‬ولكن ُّ‬
‫أ يحرم من الميق ت‪.‬‬

‫* والحال الثَّانية‪ :‬أ يحرم بعىد الميقى ت؛ فهىذا يجى عليىه أ يرجى إلى الميقى ت‬

‫(‪ )1‬ر ِ‬
‫اجع ص‪.78‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪143‬‬

‫مضى ولم يرج لز َمه ٌم‪.‬‬


‫ويحرم م ه‪ ،‬فإ َ‬

‫مشتهرا بين الفقهَّاء ولَّم يثبَّت يف ذلَّك األمَّر ح ٌ‬


‫َّديث‪ ،‬فهَّل مَّن‬ ‫ً‬ ‫للا(‪ :)9‬ما كان‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫السنَّة فع ُله؟‬
‫ُّ‬

‫لس فعله‪.‬‬
‫الس فعله‪ ،‬وقد َل يكل من ا ُّ‬
‫لحجولب‪ :‬قد يكل من ُّ‬
‫ٌ‬
‫حىديث‬ ‫الس فعلىه إذا كى مىن الىدِّ ين المسىافيض الىذي لىم يثاىت فيىه‬
‫قد يكل من ُّ‬
‫ٌ‬
‫حديث‪ ،‬ولكىن العمىل عليىه مىن‬ ‫فيه‬ ‫وثات فيه العمل؛ مثل الاكاير في أي م العرىر‪ ،‬لي‬
‫األمر عل إطلقه‪.‬‬ ‫عهد الصح ب إل يلم هذا‪ ،‬فيكل س ً‪ ،‬فلي‬

‫ِّ‬
‫الماىأخر ‪ ،‬ف لىدِّ ين‬ ‫هل ألف ظ األح يىث فقىط‪ ،‬وهىذا مىن آثى ر الظ هريى‬ ‫ف لدِّ ين لي‬
‫ي َقل بنرق كثيىر ؛ مىن جملاهى ‪ :‬اَلساف ضى ‪ ،‬وجريى العمىل‪ ،‬وخ صى الرىىرائ الاىي‬
‫الحج‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫تاكرر‪ ،‬وم ه ‪:‬‬

‫من الدِّ ين الماين والعقل الماىين أ يرتكَىه‬ ‫وإذا ذكر الفقه ء شيًاً وتلاطًالا عليه فلي‬
‫المىىرء‪ ،‬فضى ًىل عىىن أ يز ِّيفىىه؛ مث ىىل خنااىىي العيىىد‪ ،‬ف لفقه ى ء ف ىىي كى ِّىل مىىذه ‪ -‬حا ى‬
‫أمر محدَ ٌ ‪ ،‬ولم ير َو فيه‬
‫الظ هري ‪ -‬يذكرو الخنااين‪ ،‬فحي ًاذ إذا جعلت واحد ٌ فهذا ٌ‬
‫ٌ‬
‫مرسل عن سعيد بن المسي َل يص ُّ ‪.‬‬ ‫شي ٌء صحي ٌ ‪ ،‬وغ ي م فيه‪:‬‬

‫ومنشََّّأ هََّّذا‪ :‬هىىل الالىىط ف ىي أخىىذ العلىىم‪ ،‬فىىإ الالىىط س أخىىذ العلىىم أفسىىد علىىلم‬
‫ِّ‬
‫الماأخرين‪ ،‬وظهر هذا في شرائ الدِّ ين‪ ،‬حا صى رت الرىرائ الظى هر المعروفى ع ىد‬
‫ال س قال ص رت كأنه من الادع‪ ،‬وهذا واق ٌ في جملى مىن المسى ئل الاىي صى ر يفاىي‬
‫فيه َمن يفاي‪.‬‬

‫ومق ب َل هذا‪ :‬أ من األشي ء الاي ك نت مساقر ً ع د ال س بى لاحريم والم ى صى رت‬


‫‪144‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫ع د بعض ال س من قايل الج ئز؛ ك لملسيق ‪ ،‬ف لملسيق نقل اإلجم َع عل حرماهى‬
‫ِّ‬
‫والماأخرين‪ ،‬ف إلجمى ع م عقىدٌ ‪ ،‬وليسىت هىي مىن مسىأل‬ ‫أكثر من عرىر من الماقدِّ مين‬
‫الا ء‪ ،‬فمسأل الا ء شي ٌء‪ ،‬ومسأل الملسيق شي ٌء‪ ،‬لكن الذي َل َيعرف لفظ الحديث‬
‫فسىىره كم ى يريىىد غل ًن ى فىي لفظىىه ومع ى ه يجهىىل أ الا ى ء هىىل‬
‫ري وي ِّ‬
‫الىىلار ع ىىد الاخ ى ِّ‬
‫الملسيق ‪.‬‬

‫وإذا اقاَر هذا بهل عظم الالء‪ ،‬وهل الذي ص ر ع د ال س بأخر إَل َمن رحم اهلل‪،‬‬
‫عىرف بى لعلم‬ ‫ُّ‬
‫كل مجاهد يخ لف المرهلر يكل مريىدً ا الهىل ‪ ،‬لكىن شىرطه أ ي َ‬ ‫فلي‬
‫ماأه ًل قال م ه‪.‬‬
‫واإلفا ء والادري ‪ ،‬فإذا ص ر ِّ‬

‫وس كلم الري ابن ب ز ؒ ٌ‬


‫أقلال لم يساقه به أحدٌ ‪ ،‬وم ذلك لم تق ال ُّكىر س‬
‫قللب ال س من قلله؛ ألنه في َمق م َمىن يصىل صىدور هىذا ع ىه‪ ،‬وإ كى غل ًنى ع ىد‬
‫عرف‪ ،‬ثم َياخير مىن األقىلال مى يرى ء؛ فهىذا بىل ٌء‪ ،‬وإذا كى‬
‫غيره‪ ،‬لكن أ يأت َي َمن َل ي َ‬
‫أمىر مسىاقاَ ٌل يعىدُّ‬
‫أعظم‪ ،‬وإذا ك الح مل على هىذا ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الح مل عل هذا الهل فهذا بل ٌء‬
‫عظيم‪ ،‬ولن يفل الم كرو ‪َ ،‬‬
‫وَل يحيق المكر الس ِّيء إَل بأهله‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫له‪ ،‬فهذا شر‬

‫بي‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫لك الحجرة إلى أم المؤمنين عائش َة‪ ،‬مع كون َترِ َك ِ‬
‫ة‬ ‫للا(‪ :)11‬م وجه انتقال م ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬
‫( ‪)1‬‬
‫ُقسم؟‬
‫♀ لم ت َ‬

‫أصىىل‪ ،‬فاقيىىت فيهىى وأقىىرت أمهىى ت المىىؤم ين س‬


‫ً‬ ‫لحجككولب‪ :‬ألنهىى ك نىىت بياًىى لهىى‬
‫فيهى ‪،‬‬
‫ثاىلت اناقى ل إليهى ‪ ،‬لكىن اسىاقرت َ‬ ‫حجراتهن‪ ،‬ف لمقصىل ‪ :‬أ الملىك ه ى لىي‬
‫وك نىىت ت َسىى لع ئرىى َ وهىىي س زم ىىه ♀‪ ،‬فكىى ي َقىى ل (حجىىر ع ئرىى َ)‪،‬‬

‫(‪ )1‬ر ِ‬
‫اجع ص‪.133‬‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪145‬‬

‫و(حجر أ ِّم سلم )‪ ،‬ف لمقصل ‪ :‬أ اإلض ف ث با ٌ إل ع ئر َ ؛ سلا ًء أريد ب لملك المع‬
‫المرا ع د الفقه ء‪ ،‬أو أريد به المع الع ُّم في كلم العرب‪.‬‬

‫السُّؤَالُ (‪ :)11‬لم ذا خام الم َص ِّف بى(حسْبُنَا اهللُ ونِعْمَ الوكيلُ)؟‬

‫لحجولب‪ :‬لم ور َ في فضل هذه الكلم من خام األملر العظيم به الاي يخ ف العاىد‬
‫عظيم‪ ،‬فلمرقاه خام الم َص ِّف الكلم به‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أمر‬
‫الحج ٌ‬
‫ِّ‬ ‫مرقاَه ‪ ،‬والكلم في م سك‬

‫الرمي قبل ال َّزوال؟‬


‫للا(‪ :)12‬ما حكم َّ‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫السى يكىل‬
‫لحجولب‪ :‬أم جمر العقا فإنه يرمي قال الىزوال‪َ ،‬فرمىي جمىر العقاى س ُّ‬
‫اي ♀ رملا بعد طللع الفجر لم صىللا‬
‫بعد طللع الرم ‪ ،‬وفيمن أذ له ال ُّ‬
‫الفجر‪ ،‬والمفاَ به‪ :‬الجلاز أ يرميَه من الليل‪ ،‬وأم الجم ر في ب قي األي م فإنه تر َمى‬
‫عرف عن‬
‫بعد زوال الرم ‪ ،‬هذا هل الذي ثات عن أصح ب ال ا ِّي ♀‪ ،‬وَل ي َ‬
‫لم من المع رض ‪.‬‬
‫أحدٌ م هم م هل س ٌ‬

‫أصىل‪ ،‬وهىل مى جى ء عىن ابىن‬


‫ً‬ ‫وم ه في هذا المق م‪ :‬م يكل وق لعذر فجع َله ال س‬
‫ثات وسلم به‪ ،‬ففي ثالته م زع ٌ ‪َ -‬أنه رم قال الزوال‪ ،‬فإنه قىد ثاىت ع ىه‬
‫َ‬ ‫الزبير ‪ -‬إ‬
‫ُّ‬
‫حمل رميه َ‬
‫قال الزوال عل الملسىم الىذي اجامى فيىه األزارقى‬ ‫أنه رم بعد الزوال ‪ ،‬في َ‬
‫مر وغيره أ يق َ بين ال س قا ٌل‪ ،‬ف جا ى‬
‫وخرىي ابن ع َ‬
‫َ‬ ‫وأهل الر م م أهل الحج ز‪،‬‬
‫يلاحم أنص ره م أولًاك ويق القا ل بأ بكر ب لرمي قال‬
‫َ‬ ‫الزبير اَلصندام بهم؛ لًال‬
‫ابن ُّ‬
‫أعظم وهىل القاى ل‪َ ،‬ل أ األصىل ع ىده أنىه يرمىي قاىل‬
‫َ‬ ‫شرا‬
‫الزوال‪ ،‬فرم تج ي ًا لل س ً‬
‫الزوال‪.‬‬
‫‪146‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫السفر؟‬
‫علي طريقة حساب المسافة يف َّ‬
‫للا(‪ :)13‬أشكل َّ‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫َبياَىك‪،‬‬ ‫تعرف أ الفقه ء ع دهم أ حد السىفر لىي‬


‫َ‬ ‫لحجولب‪ :‬يزول هذا اإلشك ل بأ‬
‫‪ ،‬ار‬ ‫الريى‬
‫حدُّ السفر هل حدُّ بلدك‪ ،‬فاادأ تحس من ه ك‪ ،‬وَل تحس مىن وسىط ِّ‬
‫اسىانعت أ تفعىل ذلىك‪ ،‬لكىن‬
‫َ‬ ‫ثم نين كيلل س اخلهى‬ ‫الري‬
‫لل أر ت أ تلف حلل ِّ‬
‫رعي‪َ :‬ل بد من ال وز‪.‬‬
‫رعي‪ ،‬الحكم الر ُّ‬
‫هل الحكم الر ُّ‬ ‫لي‬

‫األوزاعي االقتصار على‬


‫ِّ‬ ‫واألثر الوارد عن‬
‫ُ‬ ‫ثوبان‪،‬‬
‫َ‬ ‫للا(‪ :)14‬الَّذي ثبت فِي حديث‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬
‫االستغفار؛ َأال ُّ‬
‫يدل ذلك على أ َّنه الحال األكمل؟‬

‫لحجولب‪ :‬لم َير في الحديث اَلقاص ر عل اَلسااف ر‪ ،‬بل ور س الحديث‪( :‬اساا َف َر‬
‫ثل ًث )‪ ،‬م ق ل‪( :‬أساافر اهلل ثل ًث ) ‪ ،‬يع ي ج ء ب َلسىااف ر‪ ،‬ولىل كى هىل قى ل‪( :‬أسىاافر‬
‫بأقل م ين َل من‬‫اهلل) م احا اللليد إل سؤال األوزاعي‪ ،‬واألوزاعي لم فسره فسره ِّ‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫األكمل ذكرنَى مى اناهى إليىه اسىااف ره‬ ‫العاد‪ ،‬يع ي قلل (أساافر اهلل)‪ ،‬ونحن لم ذكرن‬
‫♀‪.‬‬

‫بالجمَّاع‪ ،‬ولَّم يَّتم َّكن مَّن العَّودة فَِّي العَّام‬


‫حجه بالتيَّان ِ‬
‫رجل فسد ُّ‬‫للا(‪ٌ :)15‬‬‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫ولي األمر َّإال بعد خمس سنين‪ ،‬فما العمل؟‬ ‫ِ‬


‫نظرا للمنع من قبل ِّ‬
‫التَّالي ً‬

‫لحجولب‪ :‬العمل أ يسلك النريق الصحيح ‪ ،‬بأ يكا إل المفاي هذا األمر اللاقى‬
‫ويرف فيه المفاي إل الجه المخاص ‪ ،‬المقصل ب لم س غير هذه األحلال المحا‬
‫إليه ‪.‬‬

‫وأنت لم ذا ترتك األمر ثم تسأل ع ىه بعىد مىد ؟‪ ،‬هىذا مىن الالىط‪ ،‬وبقى ء اإلثىم على‬
‫َ‬
‫وعررين س ً ‪ ،‬ثم يذكر مسىأل ً ‪،‬‬ ‫حججت قال خم‬
‫العاد‪ ،‬يأتي بعض ال س يقلل‪ :‬أن َ‬
‫ٍالحع َص ْيميا‬ ‫ُّكتُور‪:‬ا َ‬
‫صاححابْنا َع ْبدالهللابْنا َح َمد ُ‬ ‫َّ‬
‫يالحشيخالحد ْ‬ ‫ح َم َعاح‬ ‫‪147‬‬

‫وعررين س ؟!‪ ،‬ولذلك الفقه ء ذكىروا أ مى وجى العمىل بىه‬ ‫أين ك ت خلل خم‬
‫الحج‪ ،‬وَل يجلز لهم‬
‫ِّ‬ ‫الحج واج ٌ عل مريدي‬
‫ِّ‬ ‫يج العلم به قال ذلك‪ ،‬فاع ُّلم أحك م‬
‫يحجلا و تع ُّلم أحك مه‪ ،‬فإذا فعللا فقد أثملا برتك تع ُّلم م يج عليهم‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫أ‬

‫للمحرِم؟‬
‫للا(‪ :)16‬هل يلبس القميص ‪ -‬كما ذكر المؤلِّف ‪ُ -‬‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬

‫لحجولب‪ :‬المقصل ب لقميص الذي ذكر الم َص ِّف أنه يلاسه؛ أي بأ يلقيىه عليىه‪َ ،‬ل أ‬
‫يلاسه إلق ًء أو‬
‫َ‬ ‫رأسه؛ هذا َم هي ع ه‪ ،‬وإنم المقصل أ‬
‫يكل له َيدَ ين وجي ٌ يدخل فيه َ‬
‫غير ذلك من أحلال لاسه عل غير صلرته المعا ‪.‬‬

‫نصَّح بقراءتِهَّا علَّى جماعَّة المسَّجد فَِّي المناسَّك‪،‬‬


‫لل ا(‪ :)17‬هَّل مَّن كتَّب ُي َ‬
‫لحس َؤ ُ‬
‫ُّ‬
‫وفضائل عشر ذي ِ‬
‫الح َّجة؟‬

‫لحجولب‪ :‬من أفضل الكا الاي جر العمل عل قراءته كا ب «الاحقيق واإليض »‬


‫للري ابن ب ز ؒ‪ ،‬هذا كا ٌب ن ف ٌ يقرأه عل جم ع المسجد ويجاهد س إيضى حه‬
‫الذي ي س المق َم‪.‬‬

‫وأم كا فض ئل العرر‪ :‬فأنفعه كا ب الري عاد اهلل الفلزا س ذلك‪.‬‬

‫ونحن نساقال هذه األي م الف ضل واألعم ل الص لح ي ااي أ يجاهدَ العاد س اغا م‬

‫عمره ب لعمل الص ل ‪ ،‬فإ اهلل قى ل‪ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬

‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﴾ [العصىر]‪َّ ،‬‬
‫فاأليَّام خََّّزائن‬
‫خيرا حمد اهلل ومىن اسىال َع فيهى غيىر ذلىك فىل يلىلمن إَل‬
‫األعمال‪ ،‬فمن اسال َع فيه ً‬
‫نفسىه‪ ،‬وإذا فسى للعاىد س أجلىه فىأ رك أي ًمى ف ضىل ً في ااىي لىه أ يجاهىدَ س األعمى ل‬
‫َ‬
‫قرب إل اهلل ▐‪.‬‬
‫الص لح الم ِّ‬
‫‪148‬‬ ‫َش ْر ُحا«مناس الحج ا»احلعزابناعبدا َ‬
‫لحسالم‬

‫نسأل اهلل أ يعي جمي ًع عل العمل الص ل ‪ ،‬وأ ياقال م أجمعين‪.‬‬

‫وآخرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وفق اهلل الجمي لم يح ُّ ويرض ‪ ،‬والحمد هلل أو ً‬
‫َل‬

‫تَ َّم َّ‬


‫الحش ْر ُحافياثالثةامجاحس ا‬
‫آخرهااحَيل َةالحجمعةالحسادساولحعشرينامناشهراذيالحقعدة ا‬
‫ينابَ ْع َدالألَ ْربَعمائَةاوَلألَحْفا ا‬
‫اثمانا َاوثَالث َ‬
‫ٍ‬ ‫َسنَ َة‬
‫فيا َم ْسجدا ُمصعبابناعُم ْي ٍراب َمدينَةالحرِّياض ا‬

You might also like