You are on page 1of 636

1

‫اهداء‬
‫اىل لك من اراد ان هيرب من واقعه اىل الرواايت ؛ عد اىل واقعك و قاتل‬
‫ُحفلمك يس تحق احلرب من اجهل‬
‫تقى خادل‬

‫‪2‬‬
‫ما قبل البداية‬
‫***‬
‫قيل فامي مىض‬
‫"يعملوها الكبار ويقعوا فهيا الصغار " !‬
‫وقد حدث‬
‫عندما التقى الصديقان" عز ادلين " و" عبد الكرمي " بعد غياب‬
‫مل حيسب ابناهئم ان صداقة اابهئم ستتحول اىل زجيات هلم حتت شعار‬
‫"خدها كدة زى ما ىه " !‬

‫‪3‬‬
‫دلف الاب من الباب اىل الغرفة املتجمع هبا بناته امخلس ‪ ..‬وصل اىل اذنه‬
‫عدة اصوات خمتلفة ‪ ،‬امعن النظر وجد فتاته الكربى" رمي "تشاهد مسلسال‬
‫تركيا وتبتسم للشاشة ببالهة ومع لكمة البطل " لن اتركك حىت لو قطعوا‬
‫رأىس " وجدها تنطق ببالهة وهيام ىف البطل‬
‫• مترتكنيش اان اي كراىش اي عسل انت‬
‫نظر الهيا وادلها ورضب كفا بكف انعيا عقل ابنته الكربى ولكنه مل هينأ‬
‫وكن لك فتياته اتفقن عليه فوجد ابنته الاخرى " نورين " تشاهد مسلسال‬
‫تركيا اخر غري اذلى تشاهده اخهتا وتقول‬
‫• ايلهوووووى بقى البت دى تسيبك ومتجيش ! اجيكل اان ايخواي‬
‫هييييييييح‬
‫اكد يبىك وهو يرى فتياته فنت اببطال املسلسالت الرتكية ولكنه اجل باكئه‬
‫حىت رأى صغرى بناته " ساىل " وىه ترقص هببل عىل اغنية" خدها كدة‬
‫زى ما ىه " وتضحك بشدة !‬
‫اما " مريا " فاكنت مندجمة ىف قراءة احدى الرواايت حىت ارتفع صوهتا قائةل‬
‫مبرح‬
‫• تتجوزىن اي عىل ؟؟ اصكل متتفوتش !‬
‫ومل خيتلف حال " روز "عن شقيقاهتا حيث وجدها تشاهد مسلسال مدبلجا‬
‫ابللهجة السورية وتتغزل ابلبطل وتقول‬

‫‪4‬‬
‫• هيييييييييييح اخليال ترىك والواقع صوماىل ! ايرب واحد زى مراد وال‬
‫كامل وال امري وال حىت ابلاكشة اان راضية‬
‫مل يطيق الاب صربا واندى فتياته فاج متعن ووقفن برتتيهبن " رمي ‪ ،‬نورين‬
‫‪ ،‬روز ‪ ،‬مريا ‪ ،‬ساىل ‪ " ..‬ظل ينظر الهين بدون الكم حىت نطق فهين‬
‫• ايه الىل كنتوا عاملينه ده ؟‬
‫نظرن لبعضهن وفهمن انه رأهن وهن يشاهدن مسلسالهتم ويس متعن لالغاىن‬
‫‪ ،‬قالت رمي مبرح‬
‫• اي كسوىف ‪ ..‬شوفتىن واان بكرش عىل امري !‬
‫حضكن شقيقاهتا بشدة حىت انطلق صوت روز قائةل‬
‫• وقفشتىن اان كامن واان بكرش عىل مراد هههههههههههههههههه‬
‫• خيربيت الفراغ العاطفى الىل عندكوا !‬
‫نطقهتا مريا وىه تنظر لشقيقاهتا بغيظ فقال وادلهن بغضب مصطنع‬
‫• ىه دى الثقة الىل مدهيالكوا اي والد عز ؟ تكراشوا عىل الاتراك !‬
‫احتضنته ساىل وقالت مبرح‬
‫• اان حلوة ومكنتش بكراش عىل حد ههههههههههههههههههههههه‬
‫احتضهنا وادلها وقال لرمي‬

‫‪5‬‬
‫• انىت ايخىت اي بتاعة امري احلقري ‪ ..‬اجرى هجزى السفرة عشان الك‬
‫ادت رمي التحية العسكرية وقالت مبرح‬
‫• عُمل وينفذ اي ابشا‬
‫نظرت رمي اىل شقيقاهتا ودلفن معا اىل املطبخ جيهزن الطعام لوادلهن اذلى‬
‫نظر لصورة زوجته عىل احلائط ومتمت قائال‬
‫• ايريتك كنىت معااي اي حبيبىت تشوىف بناتنا بعد ما كربوا وجننوىن !‬
‫من ذكل الاب ومن هن بناته ؟‬
‫"عز ادلين معتصم "اب ىف اخلامسة وامخلسون من معره ‪ ..‬صاحب رشكة‬
‫مقاوالت كربى ‪ ،‬ارمل منذ ‪ ٨‬س نوات ولك ما ميكل ىف هذا الكون هن‬
‫بناته امخلس‬
‫"رمي " همندسة معامرية ىف السابعة والعرشين من معرها ‪،‬صاحبة قامة قصرية‬
‫وبرشة بيضاء وشعر بندىق طويل وعيون زرقاء فاتنة‪.‬‬
‫"نورين "طبيبة بيطرية ىف السادسة والعرشين من معرها ‪ ،‬صاحبة قامة‬
‫قصرية مما يعطهيا مظهرا طفوليا وبرشة مخرية وشعر بىن طويل وعيون عسلية‬
‫المعة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫"روز "حصفية واعدة ىف اخلامسة والعرشين من معرها ‪ ،‬صاحبة قامة طويةل‬
‫وبرشة متيل للروز مما جعل وادلاها يطلقون علهيا هذا الامس ‪ ،‬شعرها بىن‬
‫متوسط الطول وعيناها بنيتنان وترتدى نظارة طبية ‪.‬‬
‫"مريا " همندسة ديكور ىف الرابعة والعرشين من معرها ‪ ،‬صاحبة قامة‬
‫متوسطة ‪..‬برشهتا بيضاء وشعرها كستناىئ وعيناها رماديتان كهما ‪.‬‬
‫"ساىل " مرتمجة ومل تعمل بعد ىف الثالثة والعرشين من معرها ‪ ،‬صاحبة قامة‬
‫متوسطة وشعر اصفر غامق وعيون زرقاء كوادلها وشقيقهتا الكربى ‪.‬‬
‫***‬
‫ىف مزنل أخر وىح أخر نرى ابطالنا الش باب ووادلامه يتناولون مجيعا الطعام‬
‫معا حىت قالت الام البهنا الاكرب " فريد "‬
‫• ملكمتش خطيبتك الهناردة اي فريد ؟‬
‫زفر فريد ىف ضيق قائال‬
‫• ىه خالص بقت خطيبيىت اي ماما !‬
‫• ىف حمك اخملطوبني اي حبيىب والزم تسأل علهيا‬
‫لوى فريد شفتيه وقال بغضب‬
‫• دى دكتورة هبامي ومالهاش ىف التعامل مع البىن أدمني اصال !‬
‫ارتفع صوت وادله قائال‬

‫‪7‬‬
‫• وهللا الىل خمليىن متحمس للجوازة دى اهنا هتعرف تتعامل معاك‬
‫طاملا واخدة عىل معامةل الهبامي !‬
‫• قصف جهبة !‬
‫نطقها" بالل "ضاحاك بشدة مما جعل فريد ينظر اليه زشرا فتنحنح بالل‬
‫قليال قائال حبرج ‪:‬‬
‫• مش قصدى اي فريد بس برصاحة البنت ما شاء هللا ادب واخالق‬
‫وجامل يعىن فرصة الى حد معرفش انت مش طايقها ليه ؟‬
‫امتعض وجه فريد وقال بسخرية لشقيقه‬
‫• خالص خدها انت اي دكتور واان مساحمك‬
‫نظر الهيم وادلمه قائال بنظرة ذات مغزى‬
‫• وايخدها ليه ملا اان خطبتهل اخهتا‬
‫• ايه !!‬
‫قالها بالل بصدمة وهو ينظر لوادله فامي حضك فريد بشدة قائال بشامته‬
‫• البس اي حلو‬
‫• **‬

‫‪8‬‬
‫عىل طاوةل ىف احد النوادى الشهرية جيلس مجموعة ش باب وتتعاىل صوت‬
‫حضاكهتم حىت نطق احدمه قائال‬
‫• وهللا القاعدة دى انقصها البت ساىل‬
‫تغري وجه خطيبة ذكل الشاب والحظت صديقة ساىل الامر فقالت بنربة‬
‫ذات مغزى‬
‫• مش هتبطل ابدا اي" سلمي ‪" ..‬ما ىه الانتمي بتاعك وانت عارف اهنا‬
‫مش هتزنل الهناردة مش الزم لك مرة حتسس نا بتأنيب الضمري وختىل‬
‫"امل " تضايق‬
‫نظرت امل الهيا برسعة قائةل‬
‫• مني دى اليل اان اتضايق مهنا ! ال طبعا‬
‫• اه ما اهو واحض‬
‫نطقها سلمي بسخرية وهو ينظر الهيا بسخرية فامي ابدلته ىه النظرة بغيظ‬
‫وكهنا تتوعد هل مبعىن" حسابنا بعدين "‬
‫• **‬
‫ىف مزنل عز ادلين ‪ ..‬التف امجليع حول املائدة وجلست رمي جبانب وادلها‬
‫وشقيقاهتا بعدما انهتت من وضع الطعام وبدأ امجليع يألك هبدوء حىت قال عز‬
‫ادلين‬

‫‪9‬‬
‫• حمتاجني موظفني القسام ايه اي رمي ؟‬
‫مصتت رمي مفكرة لتتذكر الاقسام وقالت‬
‫• قسم الانشاءات وقسم ادليكور اي اباب‬
‫• واتقدم حد مناسب ؟‬
‫نفت رمي وقالت‬
‫• مقتنعتش حبد خالص بس بكرة ابذن هللا ىف دفعة جاية تعمل انرتفيو‬
‫واان شوفت كذا ‪ c.v‬وشد انتباىه اكم امس كدة‬
‫• متام ‪ ..‬ابقى هاتهيم ندرسهم سوا بعد الالك‬
‫• كفاية الكم ىف الشغل بقى !‬
‫نطقهتا " نورين "وىه تنظر هلام بضجر فقال وادلها‬
‫• خالص مش هتلكم ىف الشغل ‪ ..‬هو فريد لكمك الهناردة‬
‫سعلت نورين بشدة وامحر وهجها وفزعت شقيقاهتا واعطوها املاء ورشبت‬
‫ونظرت اىل وادلها اذلى اكن ينظر الهيا بنصف ابتسامة وقالت بصوت‬
‫مهتدج‬
‫• ليه السرية دى بس !! مكلوا الكم ىف الشغل اان معنديش مانع‬
‫• ال وهللا مش اكن من شوية الشغل بالش‬

‫‪10‬‬
‫لوت نورين شفتهيا ونظرت لصحهنا بدون الكم فقالت مريا بتلطيف‬
‫• نفىس اعرف انىت مش طايقاه ليه بس اي نور ‪ ..‬ده حىت جنتل اوى‬
‫وحاجة كدة واو ‪ ..‬عيون خرضا بعضالت هبيبة الظباط بتاعته دى‬
‫حاجة كدة البنات بتتجنن علهيا وانىت مش طايقاه ! يفرق ايه عن‬
‫املمثل الرتىك الىل كنىت مس بالهل من شوية ؟‬
‫نظرت نورين الهيا بضيق قائةل بسخرية‬
‫• اتفضليه ايخىت ‪ ..‬اجيبكل حتة عيش وحتطيه وتعمليه ساندوتش ؟‬
‫انفجر امجليع ضاحاك اثر لكامهتا فقالت ساىل من بني حضاكهتا‬
‫• اي مفرتية وهللا هو حالل فيىك‪ -‬نظرت ملريا قائةل – خديه اي مريا ده‬
‫خسارة فهيا‬
‫قال عز ادلين وهو ينظر ملريا وساىل‬
‫• اتخده ازاى وهو خطيب اخهتا وىه كامن خطيبة اخوه ؟‬
‫شهقت مريا ونظرت اليه بذعر فأمكل هو اببتسامة خبيثة قائال‬
‫• عبد الكرمي طلب ايدك الهناردة لبالل ابنه واان وافقت واخلطوبة‬
‫هتكون مع خطوبة فريد ونورين ابذن هللا‬
‫غضبت مريا وهنضت صارخة‬
‫• اان مش موافقة‬

‫‪11‬‬
‫• وايه العيب الىل هتطلعيه ىف بالل عشان ترفىض بقى ؟ بالل راجل‬
‫ودكتور وهيش يكل ىف عينيه واان هبقى متطمن عليىك معاه‬
‫• اان مش عايزة اجتوز اصال اي اباب‬
‫• مش مبزاجك اي مريا ‪ ..‬مش هتقعدى معرك لكه كدة وزى ما اان‬
‫رضيت ابختيارك الىل طلع غلط مرة ‪ ..‬ارىض انىت ابختيارى ممكن‬
‫يطلع حص‬
‫قال عز ادلين تكل اللكمة وغادر مائدة الطعام متوهجا اىل احلديقة فامي بقيت‬
‫مريا تبىك بعنف ىف احضان رمي فامي رصخت نورين وقالت بغضب‬
‫• هو احنا فني هنا وال ىف زمن ايه ؟ يعىن ايه خيطبنا لوالد صاحبه‬
‫غصب عننا عىل اساس انه هيكون متطمن علينا ‪ ..‬واحنا ايه‬
‫اابجورات مالناش رأى !‬
‫اقرتبت مهنا " روز "مربتة عىل ظهرها قائةل هبدوء‬
‫• نور اي حبيبىت ‪ ..‬اباب ادرى حد مبصلحتنا وال ميكن يعمل حاجة ترضان‬
‫مل تلتفت لها نورين وظلت تبىك بصمت فامي قالت مريا من بني شهقاهتا لرمي‬
‫• لكمى اباب اي رمي خليه يرفض ‪ ..‬اان مش عايزة اجتوز والنىب عشان‬
‫خاطرى‬

‫‪12‬‬
‫مسحت رمي عىل شعرها ومسحت عرباهتا واومأت موافقة اهنا س تحادث‬
‫وادلمه وهنض امجليع معلنني انهتاء الطعام ونظفت ساىل املائدة واعدت رمي‬
‫كوبني من القهوة الفرنس ية املمزية لها ولوادلها وخرجت اىل احلديقة لتجلس‬
‫معه ‪ ..‬شعر خبطواهتا خلفه فقال‬
‫• طبعا بعتوىك عشان تقنعيىن ارفض‬
‫اومأت برأسها اجيااب وقالت‬
‫• برصاحة اان مس تغربة اوى ‪ ..‬حرضتك معرك ما غصبتنا عىل حاجة‬
‫وسايبلنا حرية الاختيار ليه املرادى مصمم عىل فريد وبالل ؟‬
‫اخذ وادلها نفسا معيقا ونظر اىل عينهيا مبارشة قائال‬
‫• اديىك قولتهيا بنفسك اي بنت حورية‬
‫تبسمت رمي وقالت‬
‫• طاملا قولت اي بنت حورية يبقى فكرتك بهيا‬
‫• وهو حد قاكل اىن انس هيا اصال ؟‬
‫• ربنا يرمحها وخيليك لينا‬
‫مت متت هبا رمي خبفوت فنظر وادلها الهيا قائال‬
‫• رمي اان مش ظامل وال بغصب علهيم حاجة ‪ ..‬لك الوضع اىن فامه ادلنيا‬
‫وفهمت الناس ‪ ..‬انىت واخواتك خامة مش موجودة اي رمي ولو‬

‫‪13‬‬
‫سبتكوا الختياراتمك ىف اجلواز يبقى حبمك عليكوا ابلضياع ‪ ..‬انىت انس ية‬
‫خطيب مريا معل فهيا ايه دلرجة انه عقدها من الارتباط اصال ؟‬
‫وبعدين انىت ليه مسألتيش نفسك امشعىن نورين ومريا وليه‬
‫خمطبتكيش انىت لفريد مع انه ىف س نك ومناسب ليىك‬
‫نظرت اليه ابس تفهام فقال هو ممكال بضحكة‬
‫• ال اكتشفى انىت بنفسك ‪ ..‬بس صدقيىن بكرة هيعرفوا اىن بفكر ىف‬
‫مصلحهتم‬
‫• **‬
‫وعىل الطاوةل الىت اكنت ممتلئة ابلرفقاء منذ قليل جيلس الان اماهما وىه‬
‫ترصخ به كهنا ام توخب صغريها عىل رفضه تناول الطعام ! اما هو فيجلس‬
‫انظرا الهيا بربود اس تفزها اىل ان قطع رصاخها صوته الهادئ قائال‬
‫• امل ىه احلاةل جت ؟‬
‫رصخت به وىه تاكد تلمكه بشئ‬
‫• حاةل ايه وانت شايفىن بقطع ىف شعرى ؟‬
‫• مش مسأةل كدة بس انىت طالبة معاىك نكد حص ؟ ه متوىت وتنكدى‬
‫الهناردة وملا لقيىت اجلو هادى قولىت بس اان اتلكك عىل ساىل وانكد‬
‫عىل الىل جابوه حص ؟‬

‫‪14‬‬
‫• ال طبعا اان مش كدة‬
‫• اي بنىت اان لو عايز ساىل ما كنت خدهتا ومكنتش خطبتك وجبت‬
‫وجع القلب لنفىس‬
‫نظرت اليه بغضب وقالت وىه متسك حبقيبهتا مس تعدة للمغادرة‬
‫• خالص اي سلمي ‪ ..‬اش بع ابحللوة التانية طاملا اان وجع قلب‬
‫غادرت املاكن وهو فاغر فاهه بصدمة من جناهنا وامسك هاتفه وضغط‬
‫الازرار منتظرا الرد حىت ااته صوهتا فقال‬
‫• ايوه اي زفتة‬
‫زفرت ساىل بضيق وقالت‬
‫• احىك اخلناقة اكنت عىل ايه املرادى اي سلمي‬
‫مصت سلمي وارتفع صوت انفاسه فقالت ىه بضيق‬
‫• سلمي مش متصل تسكت ! احىك اختانقت معاك ليه ؟‬
‫• عشان نسيت عيد ميالد اهما‬
‫قالها سلمي بسخرية وانفجرت ساىل ضاحكة وتبسم هو براحة لضحاكهتا الىت‬
‫تؤرسه وقالت من بني حضاكهتا‬
‫• جبد احىك‬

‫‪15‬‬
‫ثرثر سلمي بأى ىشء انه سبب املشلكة ومل يذكر ان املشلكة الاساس ية ىه‬
‫‪..‬هو يرى اهنا صديقته الصدوقة وشقيقته الىت مل تنجهبا امه وهو كذكل نعم‬
‫الصديق والاخ وليس بيهنام ىشء يدعو امل ابلغرية عليه مهنا فهو حمق لو‬
‫اكن يريدها لزتوهجا ‪ ..‬ظل يرسد لها وىه تس متع حىت قال هو‬
‫• صوتك ماهل ؟ انىت مش طبيعية‬
‫• اباب متخانق مع نورين ومريا‬
‫• ليه ؟‬
‫زفرت ساىل بضيق وقصت عليه ما حدث ومسع لك تفصيةل تقولها واكن يلفى‬
‫ابدلعابة من وقت الخر ويس متتع بصوت حضاكهتا حىت قال جفأة‬
‫• انزىل خنرج‬
‫نظرت ساىل ىف الساعة قائةل بدهشة‬
‫• دلوقىت اي سلمي ! انت عارف الساعة اكم ؟‬
‫• ‪ ٩‬ابلليل عادى‬
‫• مقولتش لبااب ورمي‬
‫• اقفىل معااي انىت تلبىس واان الكم انلك اس تأذنه وهعدى عليىك ابلعربية‬
‫اخدك وهرجعك اتىن‬
‫• بس‬

‫‪16‬‬
‫قاطعها سلمي قائال بلهجة مرحة‬
‫• مفيش بس الىل قولته يتنفذ ‪ ..‬اهجزى هعدى عليىك بعد نص ساعة‬
‫اغلق معها الهاتف وطلب وادلها واس تأذنه ابخلروج معها ‪ ..‬رفض عز‬
‫ادلين ىف البداية ولكنه ىف الاخري اس تجاب لرغبته ووعده سلمي ابخذها‬
‫وعودهتا من امام مزنلها وابلفعل بعد نصف ساعة نزلت اليه ساىل وقفت‬
‫امامه قائةل‬
‫• هرنوح فني ايخواي ؟‬
‫• هنتجنن‬
‫• نعم!‬
‫اومأ برأسه ونظر الهيا قائال‬
‫• هنتجنن اي ساىل ‪ ..‬نفسك ىف ايه نعمهل جمنون نطلع بيه عن املألوف ؟‬
‫حكت رأسها بتفكري وحضكت قائةل‬
‫• عارف لوال اننا ابلليل كنت قولتكل يال عىل املالىه‬
‫حضك بشدة وقال‬
‫• مش فيمل غاوى حب احنا عشان يفتحوهالنا ‪ ..‬غريه‬
‫• درة مشوى ومحص شام وغزل بنات عىل الكورنيش‬

‫‪17‬‬
‫• موافق‬
‫قالها وهو يفتح ابب س يارته لتجلس جبانبه وقبل ان يتحرك قالت جبدية‬
‫• مش هتصاحل امل ؟‬
‫لوى سلمي شفتيه وقال بضيق‬
‫• ساىل اان عايز اتبسط وخارج معاىك انىت عشان اتبسط ومش عايزك‬
‫جتيبيىل سرية اهل النكد عند قدماء املرصيني !‬
‫انفجرت ساىل ضاحكة فقال هو مبرح‬
‫• هو ده تولكنا عىل هللا‬
‫وانطلق ابقىص رسعة دليه رافعا صوت الااغاىن بصخب من س يارته‬
‫ويرددون خلفها بسعادة ‪ ..‬سعادة فاقت العشق بني احملبني ولكن ىه‬
‫عشق بني الرفاق والاصدقاء‬
‫***‬
‫جتلس ىف جحرهتا تبىك بعنف غري مصدقة ان وادلها فعل هبا هذا ‪ ..‬ظلت‬
‫عىل تكل احلاةل حىت تلقت اتصاال هاتفيا من صديقهتا" شهرية "قصت علهيا‬
‫ما حدث حىت قالت شهرية بصوت خبيث‬
‫• اان عرفت هتطفش يه ازاى ؟‬
‫قالت مريا بلهفة واحضة‬

‫‪18‬‬
‫• ازاى ؟؟‬
‫اخذت شهرية نفسا معيقا وقالت حبزم‬
‫• قوليهل انك مرتبطة اي مريا‬
‫شهقت مريا وقالت بفزع‬
‫• ال طبعا ‪ ..‬انىت عايزاىن اروح اقول البن صاحب ابواي اىن مرتبطة من‬
‫ورا اباب عشان يقول عليه مش عارف يريب !‬
‫تنحنحت شهرية خبجل وقالت‬
‫• مش قصدى اي م ميى بس انىت عارفة ان مفيش حل غري كدة‬
‫قالت مريا ابعرتاض‬
‫• ال طبعا ىف مليون حل غري ده ‪ ..‬اقفىل اي شهرية اان هنام قفلىت مودى‬
‫‪..‬سالم‬
‫اغلقت مريا الهاتف مع صديقهتا والقت نفسها عىل الفراش وفتحت مكيف‬
‫الهواء وامسكت احدى الرواايت تقرأها لعلها تشتت ذههنا الغارق ىف‬
‫التفكري ‪.‬‬
‫***‬
‫عىل كورنيش النيل تقف ساىل تشري اىل احدى املراكب بفرحة جعيبة‬
‫وتألك اذلرة الىت ىف يدهيا وسلمي ينظر الهيا بفرحة انه اسعدها وقال‬

‫‪19‬‬
‫• فرحانة اي سوىل ؟‬
‫حضكت ساىل وقالت‬
‫• جدا ‪ ..‬جبد انت امجل صاحب ىف ادلنيا دى لكها‬
‫حضك سلمي وقال‬
‫• وانىت امجل باكشة ىف ادلنيا ‪ ..‬يال منىش عشان اتأخران‬
‫• خلينا شوية كامن ابهلل عليك‬
‫• ال اي ساىل عشان اان واعد انلك عز اىن مأخركيش‬
‫• اوف بقى‬
‫قالهتا ساىل بضيق وسارت معه ابجتاه الس يارة وركبا معا وقبل انطالقها‬
‫وقفت اماهمم فتاة صغرية تعطهيم بعض الورود وتدعى هلم ابلزواج حضك‬
‫سلمي واشار خلامت زواجه وقال‬
‫• خاطب وهللا ودى اخىت‬
‫حضكت الفتاة الصغرية وقالت‬
‫• خالص عشان انت حلو وبتفسح اختك خد ادهيا الوردة دى ببالش‬
‫اعطته الوردة وركضت مرسعة من اماهمم وادار سلمي س يارته وفتح‬
‫الاغاىن مثل اذلهاب وانطلقوا اىل مزنلها وهناك وقبل نزول ساىل قالت‬

‫‪20‬‬
‫• جبد اكنت فسحة مجيةل اوى ربنا خيليك ليا‬
‫• وخيليىك ليا اي امجل صاحبة‬
‫تنحنحت ساىل وقالت‬
‫• امح ‪ ..‬هتصاحل امل امىت‬
‫زفر سلمي بضيق وفتح ابب الس يارة قائال‬
‫• غورى بقى عكننىت عليا‬
‫حضكت ساىل وصعدت واحتضنت وسادهتا وانمت مبتسمة اما سلمي‬
‫فغادر وكتب منشور عىل صفحته الشخصية لساىل يشكرها عىل‬
‫وجودها جبانبه ‪..‬‬
‫***‬
‫ارشقت الشمس بأشعهتا اذلهبية واستيقظت رمي واعدت الافطار لوادلها‬
‫وشقيقاهتا ونزلت مع وادلها وذهبت اىل الرشكة اخلاصة به وهناك اس تعدت‬
‫الس تقبال املهندسني اجلدد ‪ ..‬وىف مزنل أخر ندخل اليه الول مرة ‪ ..‬نرى‬
‫شاب ىف التاسعة والعرشين من معره صاحب برشة بيضاء وعينان بنيتان‬
‫واسعتان وجسد رايىض ‪ ..‬يقف امام املرأة مصففا شعره وهيندم مالبسه‬
‫ومبتسم حىت ارتفع صوت شقيقه قائال بغضب‬
‫• اقفل النور وخد الباب ىف ايدك اي" رشيف "مهوت واانم‬

‫‪21‬‬
‫اس تدار رشيف لشقيقه وقال ابمتعاض‬
‫• يعىن بدل ما تقوىل ربنا يفتحها ىف وشك اي رشيف تنكد عليا اي سلمي‬
‫!‬
‫زفر سلمي وقال‬
‫• مش الفكرة اي رشيف ‪ ..‬بس جبد اان مهوت واانم وابقيىل نص ساعة‬
‫عىل ميعاد حصياىن‬
‫• قوم طيب صىل الضحى وامعل اى حاجة ومتنامش عشان تعرف‬
‫تقوم وادعيىل‬
‫• ربنا معاك اي حبيىب وتتقبل ان شاء هللا‬
‫مصت لك من الشقيقني وبعدها دق هاتف سلمي اذلى نظر اىل الشاشة‬
‫وزفر بضيق قائال‬
‫• اصطبحنا ‪ ..‬اهل النكد وصل‬
‫انفجر رشيف ضاحاك بشدة اثر لكمته وفتح سامي اخلط وابعد الهاتف عن‬
‫اذنه بذعر حىت اهنت امل حديهثا واكن حفواه ساىل ونزهة الامس ‪ ..‬اما‬
‫رشيف فغادر املزنل اىل الرشكة لعمل مقابةل خشصية لعل هللا ان يصلح هل‬
‫الامر‬
‫***‬

‫‪22‬‬
‫امام مقر احدى الصحف الشهرية اصطدمت س ياراتن معا ‪ ..‬شهقت" روز "‬
‫بشدة وهرولت ابجتاه س يارهتا وىف تكل االثناء نزل شاب مذعورا ‪ ..‬اكن‬
‫صاحب قامة طويةل وجسد رايىض وعينان بنيتان وبرشة بيضاء ويرتدى‬
‫بذةل " طيار ‪" ..‬وقف اماهما عدة دقائق ينظر للس يارة بصدمة واحضة حىت‬
‫نطق قائال‬
‫• ىه البعيدة عامية وال حامرة وال النضارة مش ممسوحة ؟‬
‫شهقت روز وامحر وهجها غضبا وقالت‬
‫• يعىن خابط عربييت وكامن بتغلط فيا ! ده ايه البجاحة دى اي اىخ‬
‫رصخت به بعصبية قائةل‬
‫• انت عارف اان مني اصال اي اس تاذ انت‬
‫رفع الشاب حاجبيه ابس هتجان وقال بسخرية‬
‫• هتكوىن مني يعىن ؟ رئيس مراجيح مودل النىب مثال ؟‬
‫قالت روز بعصبية وقد فقدت اخر صربها‬
‫• اان الصحفية " روز عز ادلين "‬
‫خلع الشاب نظارته الشمس ية وقال بسخرية واحضة‬
‫• واان الطيار " ظافر زيدان " مترشفتش مبعرفتك‬

‫‪23‬‬
‫قال لكمته تكل وألقى اكرته ىف وهجها وركب س يارته وغادر اتركها ترلك‬
‫الارض بقدهما وتلعنه وىف الهناية صعدت اىل مقر اجلريدة وىه عىل وشك‬
‫الانفجار ىف اى خشص !‬
‫***‬
‫ىف املشفى اذلى تعمل فيه جتلس شاردة اذلهن غري راضية عام يفعهل وادلها‬
‫هبام ‪ ..‬ىه ترى انه يعتربهام دىم يلهو هبام كام يشاء غري هممت مبشاعرهام ‪ ..‬حمك‬
‫علهيا ابلزواج من ذكل " الضابط "ابن صديقه واصدر فرمان برضورة زواج‬
‫شقيقهتا من شقيقه " الطبيب ‪" ..‬يرى انه هكذا حيمهيام !‬
‫قطع رشودها دخول املمرضة تبلغها بوصول كشف ‪ ..‬ارتدت معطفها‬
‫الابيض ونظارهتا الطبية واس تعدت حىت فوجئت ب " فريد "اماهما معه‬
‫سلحفاة ‪ ..‬القى التحية وردهتا ابقتضاب وظلت صامت تلعب مع السلحفاة‬
‫حىت قال هو‬
‫• ال اان مش جايهباكل تلعىب معاها ‪ ..‬اان عايز اعرف مالها‬
‫• نعم !‬
‫نطقهتا نورين بدهشة فأومأ فريد برأسه قائال‬
‫• تصدىق نسيت انك دكتورة هبامي ومالكيش ىف معامةل السالحف‬
‫ارتسم الغضب عىل وهجها وقالت بغضب‬

‫‪24‬‬
‫• ده ليه ان شاء هللا ‪ ..‬حد قاكل اىن كنت داخةل قسم معامةل فريد‬
‫عبد الكرمي !‬
‫حدق هبا عدة دقائق قبل ان يقرتب مهنا والغضب يس يطر عليه وامسكها‬
‫من معصمها بقوة حىت اكد يكرسه وقال بغضب‬
‫• فكرى تقىل ادبك عليا اتىن اي نورين وانىت شوىف اان هعمل فيىك ايه‬
‫امكل بسخرية انظرا الهيا بتحدى‬
‫• هخليىك ضلمة ! وبعدين مش انىت بس الىل مغصوبة عىل اجلوازة اي‬
‫قطة ‪ ..‬اان كامن مغصوب علهيا‬
‫مال عىل اذهنا قائال‬
‫• اصكل مش النوع املفضل بتاعى‬
‫نظرت نورين اليه بغضب وارىخ قبضته من معصمها وقال بتعنت‬
‫• تشوىف السلحفاة دى مالها وتعاجلهيا اي دكتورة الهبامي وطول ما انىت‬
‫قايةل ميني اان هقول شامل وهعمل عكسك اي نورين واي اان اي انىت اي‬
‫دكتورة الهبامي !‬
‫نظرت نورين اليه بغضب بعدما غادر مبتسام بنرص عىل فعلته هبا تبسمت‬
‫بضيق وقالت بتوعد‬

‫‪25‬‬
‫‪-‬مش اان دكتورة هبامي ‪ ..‬خالص اان هوريك شغل الهبامي عىل اصوهل اي‬
‫حرضة الظابط !‬
‫قالهتا وابتسمت خببث وقد ملعت ىف رأسها الفكرة لرتد هل الصاع صاعني‬
‫وتريه من ىه " نورين عز ادلين "الطبيبة البيطرية ‪.‬‬
‫***‬
‫انهتىى من تصفح امللف اذلى بني يديه ونظر اىل املهندس اذلى امامه بأجعاب‬
‫من اماكنياته وقال‬
‫• برصاحة ملفك ممتاز اي بشمهندس " رشيف "بس ليا سؤال ‪ ..‬انت‬
‫ليه سبت الرشكة الىل كنت بتش تغل فهيا ؟‬
‫تنحنح رشيف وقال‬
‫• برصاحة مكنتش مراتح ‪ ..‬بس اكتسبت خربة من عندمه كبرية وامتىن‬
‫اىن اكتسب خربة برضه من هنا‬
‫اومأ " عز ادلين " برأسه وحتدث ىف الهاتف واتت املساعدة اخلاصة به‬
‫واعطاها امللف واشار لرشيف قائال‬
‫• ودى امللف ده للبشمهندسة" رمي "وقوليلها ان البشمهندس "‬
‫رشيف "حتت ارشافها‬
‫• حتت امرك اي بشمهندس‬

‫‪26‬‬
‫قالهتا السكرترية واشارت لرشيف ابملىض اماهما ودلفا اىل مكتب " رمي "‬
‫اكن عبارة عن غرفة بس يطة هبا مكتبان وادوات الهندسة اخلاصة هبام‬
‫يغلب عليه الطابع الهادئ املمزي لرمي ‪ ..‬نظر رشيف للغرفة بتفحص‬
‫والقت السكرترية التحية وقالت لرمي وىه تعطهيا امللف‬
‫• البشمهندس عز ادلين ابعت حلرضتك امللف ده وبيقول ان‬
‫البشمهندس رشيف حتت ارشاف حرضتك‬
‫اخذت رمي امللف وتصفحته ونظرت لرشيف بتفحص الحظ هو نظراهتا‬
‫ومد يده ملصاحفهتا قائال‬
‫• امح ‪ ..‬رشيف منصور همندس معامرى وانت ؟‬
‫صاحفته رمي وقالت‬
‫• رمي معتصم انئب مدير قسم الانشاءات ‪ ..‬همندسة معامرية‬
‫• ترشفنا‬
‫قالها رشيف اببتسامة ونظرت رمي للسكرترية وامرهتا ابالنرصاف وجلس‬
‫رشيف عىل مكتبه يتابع همام معهل اذلى اولكته به رمي ‪ ..‬اما ىه نظرت‬
‫اليه بسخرية وقالت بداخلها‬
‫• اما نشوف هتعمر معااي وال هتطفش زى الىل قبكل اي بشمهندس !‬
‫***‬

‫‪27‬‬
‫دلف اىل املزنل والقى مبفتاح س يارته بعصبية للسائق وامره بأخذها‬
‫لالصالحات ورشد ىف تكل العنيدة الىت اصطدمت به ‪ ..‬افاق من رشوده‬
‫عىل صوت زوجة معه قائةل‬
‫• محد هلل عىل السالمة اي ظافر ‪ ..‬احرضكل الفطار ؟‬
‫ابتسم ظافر وتقدم من تكل الس يدة وقبل يدها قائال‬
‫• هللا يسلمك اي طنط ‪ ..‬مش جعان – امكل ممازحا – اقعدى اي كرمةل‬
‫واحكيىل معلتوا ايه من غريى وبالش شغل النصب ده‬
‫اطلقت " كرمية "حضكة راننة وجلست جبانبه ‪ ..‬ذكل الشاب الطفل ىف قلبه‬
‫‪..‬ودلها اذلى ذاق مرارة اليمت ىف طفولته وترىب عىل يدهيا واحدا من ابناهئا‬
‫ومل ال وهو ابلفعل ودلها ابلرضاعة ؟ ‪! ..‬تأملت مالحمه ورشدت حىت قال‬
‫هو ممازحا‬
‫• عارف اىن حلو بس عيب اي كرمةل كدة‬
‫حضكت كرمية بشدة وقالت من بني حضاكهتا‬
‫• مش هتبطل ابدا اي ظافر‬
‫قبل يدها وحضك بشدة وقال‬
‫• احكيىل ابلتفاصيل اي كوكو‬
‫اخذت كرمية نفسا معيقا وقالت‬

‫‪28‬‬
‫• بالل وفريد خطبوا بنات عز ادلين‬
‫حدق ظافر هبا عدة دقائق وقال بدهشة‬
‫• هو اان اغيب عنكوا اس بوع ارجع الاقهيم خطبوا ! اومال لو كنت‬
‫غبت شهر كنت هرجع الاىق عياهلم بقوا طوهلم !‬
‫حضكت كرمية بشدة وقالت من بني حضاكهتا‬
‫• قروا الفاحتة بس اي واد واكنوا مس تنينك تيجى عشان ي متموا الرمسيات‬
‫• ايوه كدة طمنيىن ‪ ..‬قال خيطبوا من غريى قال !‬
‫• مني ظافر ؟ محد هلل عىل السالمة‬
‫نطقها " بالل " بفرحة وعانق ظافر اذلى قال‬
‫• الندل الىل خطب من غريى‬
‫حضك بالل بشدة وقال‬
‫• تدبيسة اي ابشا وهللا‬
‫نظر اليه ظافر بدهشة وسأهل عن الامر فنظر بالل ىف ساعته وقال‬
‫• هحكيكل ابلليل ‪ ..‬اطلع اراتح انت دلوقىت وهنتجمع لكنا ابلليل‬
‫وحنىك ومتنساش ختىل فريد يلكم " سلمي "يأكد عليه واان هروح‬
‫دلوقىت املستشفى عشان اتأخرت ‪ ..‬سالم‬

‫‪29‬‬
‫قبل بالل يد وادلته واومأ ظافر برأسه هل وغادر اىل معهل‬
‫***‬
‫جيلس " سلمي "ىف مكتبه ىف احدى الرشاكت الكربى يتابع همام معهل‬
‫حىت دق هاتفه ‪ ..‬نظر ىف الشاشة وابتسم ورد قائال‬
‫• صباح الفل عىل الناس الكسالنة‬
‫حضكت ساىل وقالت‬
‫• صباح النور ايخواي ‪ ..‬ىف الشغل؟‬
‫• ايوه اي ست البنات ‪ ..‬انىت اخبارك ايه‬
‫• شوف الواد ! قال يعىن مش اخر واحد اكن معااي هو‬
‫ابتسم سلمي وامسك بقمل امامه وبدأ خيط بعض الرسومات وقال‬
‫• قصدى الهناردة عامل ازاى ؟‬
‫حتركت ساىل ابجتاه املطبخ وقالت‬
‫• وهللا ملل ‪ ..‬اباب ورمي ومريا نزلوا الرشكة عشان عندمه كذا مقابةل‬
‫ملوظفني لقسم الانشاءات وادليكور ‪ ..‬نورين نزلت املستشفى وبتفكر‬
‫تطفش خطيهبا ازاى ‪ ..‬امممم روز الهادية الىل فهيم نزلت اجلريدة‬
‫هبدوء‬

‫‪30‬‬
‫• وانىت طبعا لوحدك ىف البيت وخمنوقة حص ؟‬
‫حضكت ساىل وقالت‬
‫• جدا ‪ ..‬ايه هتتجنن اتىن زى ابلليل‬
‫اطلق سلمي حضكة عالية وقال‬
‫• اسكىت ما اهل النكد اختانقت اتىن‬
‫• اتىن ! ده ايه البت دى‬
‫• وهللا دماغها تعبانة ‪ ..‬اتصلت الصبح تتخانق قال ايه اان اختانقت‬
‫معاها ومصاحلهتاش وروحت اان اتفسحت واتبسطت‬
‫• معاها حق اي سلمي ‪ ..‬هو انت متصلتش صاحلهتا ابلليل ؟‬
‫• ال طبعا اصاحل مني ده اان ما صدقت يوم بعيد عن نكدها !‬
‫ظال يتحداثن حىت مسع سلمي صوت الانتظار فقال‬
‫• خليىك معااي اي بت ‪ ..‬ىف ويتنج معااي وادعى ميكونش النكد‬
‫حضكت ساىل بشدة ورد سلمي عل ‪.‬املاكملة وقال‬
‫• ابشا ‪ ..‬جيت امىت ؟‬
‫قال ظافر ضاحاك‬
‫• الهناردة الصبح ‪ ..‬انت عامل ايه‬

‫‪31‬‬
‫• امحلد هلل متام ‪ ..‬خري اي ابشا‬
‫• مفيش اتصلت اقوكل اننا هنتقابل ابلليل لكنا عارف طبعا‬
‫• ايوه عارف ‪ ..‬فريد اتصل وقاىل الصبح‬
‫• طيب متام ‪ ..‬رشيف معل ايه حصيح‬
‫• كويس امحلد هلل ‪ ..‬راح قدم ىف رشكة واتقبل فهيا‬
‫• مربوك ‪ ..‬خالص ابلليل حنتفل بيه كامن ‪ ..‬قشطة ؟‬
‫• قشطة اي حبيىب‬
‫حتداث قليال حىت تذكر سلمي وجود ساىل معه عل ‪.‬الهاتف فقال لظافر‬
‫• خيربيتك دى البت معااي ونسيهتا‬
‫قهقه ظافر وقال‬
‫• نسيت امل عىل الانتظار قابل الىل هيحصكل بقى‬
‫• امل مني بس اي مع ما تولع ! دى ساىل ‪ ..‬اقفل‬
‫اغلق سلمي معه وحتدث مع ساىل الىت قالت بغضب‬
‫• ما كنت تمكل املاكملة معاه احسن‬
‫حضك سلمي وقال‬
‫• اتلهينا ىف الالكم وهللا ‪ ..‬حقك عليا اي ست البنات‬
‫‪32‬‬
‫تبسمت ساىل وقالت‬
‫• سامح املرادى ‪ ..‬كنتوا بتقولوا ايه بقى‬
‫قهقه سلمي وقال من بني حضاكته‬
‫• اي حرشية ‪ ..‬افرىض حاجات رجاةل ؟‬
‫• هو انت راجل اي سلمي ؟‬
‫حجظت عينا سلمي وقال بدهشة‬
‫• ليه شايفاىن سوسن صاحبتك اي بنت عز ؟‬
‫قهقت ساىل وقالت بصوت متقطع من بني حضاكهتا‬
‫• مش قصدى اي سلمي ‪ ..‬انت س يد الرجاةل لكهم بس قصدى انك مش‬
‫من الناس الىل تقلق مهنم ويكون اتفاقه مع احصابه اتفاقات منيةل‬
‫فهمت ؟؟‬
‫تبسم سلمي وقال‬
‫• فهمت ايخىت ‪ ..‬هخرج معامه ابلليل‬
‫• اىج معاك والنىب‬
‫• نعم ايخىت ؟ !!ساىل فوىق احنا هنبقى ‪ ٥‬ش باب هتيجى انىت تعمىل‬
‫ايه معاان‬

‫‪33‬‬
‫قالت ساىل بتوسل‬
‫• والنىب اي سلمي ‪ ..‬اان زهقانة اوى ‪ ..‬اخرج معاك ومش هعمل صوت‬
‫خالص‬
‫انتفخت اوداج سلمي وقال بغضب‬
‫• ىه لكمة واحدة اي ساىل ‪ ..‬ال يعىن ال وده اخر الكم عندى‬
‫***‬
‫ىف املساء ‪ ..‬اس تأذنت وادلها ىف اخلروج ‪ ..‬عادت شقيقاهتا وجلسن ىف‬
‫غرفهن ودق هاتفها معلنا وصوهل حتت مزنلها ‪ ..‬رشت عطرها املمزي‬
‫وقبلت وادلها ونزلت اليه مرسعة ‪ ..‬عندما رأها ابتسم تلقائيا وفتح ابب‬
‫الس يارة وجلست جبانبه وادار الس يارة وقالت ىه بسعادة‬
‫• ربنا خيليك ليا ايرب اي سلمي مرضتش تكرس خباطرى‬
‫تبسم سلمي وقال رافعها حاجبيه‬
‫• عىل هللا يطمر ايخىت‬
‫حضكت ساىل ونظر سلمي الهيا جبدية قائال‬
‫• ساىل زى ما اتفقنا ‪ ..‬حضك بصوت عاىل ال ‪ ..‬متدخليش ىف احلوار‬
‫وتقعدى ساكتة الا لو حد وهجكل الكم ومش اى حد كامن يرتد عليه‬
‫مفهوم ؟‬

‫‪34‬‬
‫اومأت برأسها ىف مصت ووصال اىل املاكن املتفق عليه ونزال معا ‪ ..‬سمل‬
‫سلمي عىل رفاقه واحتضن ظافر وجلس معهم بعدما تعارفت علهيم ساىل‬
‫وصاحفت رشيف وبدأ امجليع احلديث وقص فريد وبالل امر زواهجام حىت‬
‫ارتفع صوت ساىل قائال بدهشة‬
‫• انتوا بالل وفريد !!‬
‫نظر امجليع الهيا وقال بالل بدهشة‬
‫• وهو يعىن سلمي حماكش عننا قصادك ؟‬
‫مل جتب ساىل ونظرت سلمي بصدمة وهو ابدلها النظرة حىت فهم وقال‬
‫موحضا‬
‫• اعرفكوا عن قرب ‪ ..‬ساىل عز ادلين اخت نورين ومريا‬
‫نظر بالل وفريد لساىل بصدمة ودهشة ونطقا معا بذهول‬
‫• اي هنار اسود !!!‬
‫ظل امجليع ينظر لبعضه بدهشة ومصت حىت قطع ذكل الصمت صوت‬
‫"رشيف "قائال‬
‫• ثواىن بس عشان اان هنجت ! عايزين تفهموىن ان نورين ومريا‬
‫اخواتك هام نورين ومريا الىل هيخطبومه بالل وفريد ؟‬
‫اومأت ساىل برأسها وقالت‬

‫‪35‬‬
‫• اان اتفاجأت ‪ ..‬خصوصا ان االتفاق اكن بره وحمرضوش حد غري نورين‬
‫لوى فريد شفتيه وقال بسخرية‬
‫• دكتورة الهبامي !‬
‫زجمرت ساىل ونظرت اليه بغضب فقال ظافر الكام سلمي‬
‫• وانت جايبلنا اخهتم تقعد حترض قعدتنا ‪ ..‬انت جاسوس ايض‬
‫رصخت ساىل به قائةل بغضب‬
‫• اوال مترضبش صاحىب‬
‫تبسم سلمي وامسك يدها برفق وامكلت ىه قائةل‬
‫• اثنيا كدة الوضع ابن ‪ ..‬لككوا مغصوبني عىل اجلوازة دى ‪ ..‬بس الىل‬
‫عايزة اعرفه ليه اباب وانلك عبد الكرمي معلوا كدة ؟ ليه خطبوا مريا‬
‫ونورين مع ان اكن موجود اثنني اكرب مهنم ؟‬
‫نظر امجليع لبعضهم بتفكري حىت ارتفع صوت رشيف قائال‬
‫• ىف هدف حمدش يعرفه الا انلك عز وانلك عبد الكرمي‬
‫اومأ ظافر وقال‬
‫• اان حاسس ان انلك عبد الكرمي هدفه تربية فريد وبالل‬
‫نظر اليه فريد وبالل فامكل قائال‬

‫‪36‬‬
‫• ابابمك شاف ان فريد حياته جد اوى وتعامالته مع اجملرمني وجتار‬
‫السالح واخملدرات وىف وسط اجلو الىل هو عايش فيه ده ال ميكن‬
‫هيتعرف عىل بنت ويتجوزها الا ابلصدف البحتة الىل ىه اساسا‬
‫مش موجودة – اشار اىل بالل ممكال – وبالل دكتور اتفحت ‪٧‬‬
‫س نني ىف لكية الطب ابشاكل البنات الىل هو فيه انوثة عهنم ونفسه‬
‫شالت من صنف بنات حواء لكهم فاختارهل مريا الكيوت الامورة‬
‫الىل هتخليه يعشق ام ده صنف ‪ ..‬اما اان بقى معملش معااي كدة الىن‬
‫طيار ابخد من لك بدل فاكهة ادوقها لكن اكيد هالىق ىف يوم الفاكهة‬
‫الىل بدور علهيا بس ابخملترص هعرف احب بنت الن ىف حياىت‬
‫مافيش اكرت من البنات‬
‫قال بالل بسخرية‬
‫• تصدق اي اىخ اىن معرفش شلك مريا دى ايه وخايف ال تطلع ش به‬
‫اشاكلوا العكرة دى‬
‫لمكه سلمي ونهبه لوجود ساىل الىت اعرتضت وهتفت بغضب‬
‫• اخىت اان ش به اشاكلوا ! حصيح اصكل واخد عىل الغفر الىل معاك‬
‫قال سلمي برسعة الهناء اخلالف اذلى اش تعل قائال‬
‫• ست البنات احنا اتأخران يال‬
‫اوقفه فريد قائال‬

‫‪37‬‬
‫• مش تسمع القرار الىل ساىل هرتوح تسمعه من اخواهتا ؟‬
‫نظر امجليع اليه بشغف فأمكل قائال‬
‫• يوم امخليس اجلاى هرنوح نتفق عىل الرمسيات وبالل هيتعرف عىل‬
‫خطيبته – مصت قليال ونظر لظافر قائال ‪-‬وكامن اي ظافر خطبكل‬
‫اخهتم اي فكهاىن عرصك واوانك‬
‫هتف ظافر بصدمة‬
‫• افندم !‬
‫فامي رشدت ساىل ىف نفسها تفكر من ىه العروس " رمي " ام " روز "‬
‫ولكهنا انتهبت ابالخري ان هناك فتاة اخرى الا وىه تكل الفتاة ! مل‬
‫تس تطع اخفاء افاكرها ونطقت بصوت مسموع‬
‫• ايلهوى ال تكون اان !‬
‫نظر سلمي الهيا برسعة ولهفة وقال‬
‫• ده عىل جثىت – انتبه ملوقفه فتنحنح قائال ‪-‬اصل مش انىت الىل‬
‫تتجوزى يعىن ابلطريقة دى ‪ ..‬قوىم اروحك‬
‫قال مجلته تكل واشار لساىل ابملىض امامه واس تأذن من رفاقه وغادر‬
‫ونظر اليه شقيقه قائال خبفوت‬
‫• امل معاها حق !‬

‫‪38‬‬
‫***‬
‫وصلت ملزنلها وجدت السكون يعم الاجواء ‪ ..‬تعجبت من ذكل الصمت‬
‫خاصة بعد ان علمت ان وادلها ابع شقيقة اخرى لها او رمبا ىه البن‬
‫شقيق صديقه ‪ ..‬تعجبت كيف تذكر تكل امجلةل ىف نفسها واهنا تشعر ان‬
‫وادلها يبيعهن ‪ ..‬مل ال تفهم وادلها ؟ ىه تعمل انه يعشقهن ولكن تتعجب‬
‫من افعاهل ‪ ..‬ظلت تسري ىف الردهة املؤدية لغرفهن مجيعا ‪ ..‬وجدت غرفة‬
‫رمي مضاءة فعلمت اهنا مستيقظة كعادهتا دامئا تنام اخر واحدة بعد‬
‫الاطمئنان علهين ‪ ..‬احياان تعشق ان متثل اهنا انمئة لتشعر ابنفاسها حولها‬
‫وىه حتتضهنا وتدثرها جيدا كطفلهتا الصغرية وليس كشقيقهتا ‪ ..‬اكنت‬
‫ساىل حمقة حني قالت ذات مرة ان الفتاة الكربى ظل أهما وقلب أبهيا ‪..‬‬
‫ف"رمي "ىه اكرث من يعشقها عز ادلين لشخصيهتا املمزية الىت تضفى‬
‫طابع خاص هبا ال يس تطيع احد نس يانه ولكرثة ش هبها بوادلهتا الراحةل ‪..‬‬
‫قد تكون مريا حتمل لون عيناها املمزي ولكن رمي متتكل شلك وادلهتا‬
‫وطبعها ولون عينان وادلها ‪ ..‬اس تمكلت ساىل طريقها حنو غرفهتا وهنا‬
‫رأت غرفة نورين ينبعث مهنا صوت احد املسلسالت الرتكية فعلمت اهنا‬
‫تشاهد مشهدا رومانس يا اكلعادة ‪ ..‬رأت اضواء خافتة تنبعث من غرفة‬
‫مريا فتوقعت اهنا تقرأ رواية قبل نوهما ‪ ..‬وصلت لغرفهتا اخريا ولكهنا‬
‫اكتشفت اهنا مل تلحظ حركة ىف غرفة روز ! بدلت مالبسها برسعة‬
‫وذهبت لغرفة روز ومل جتدها فذهبت تلقائيا اىل غرفة رمي وجدت روز‬

‫‪39‬‬
‫تبىك ىف احضان رمي بشدة ‪ ..‬دلفت ساىل وجلست بيهنام واطلقت زفرة‬
‫طويةل وعلمت ان" روز "ىه العروس املنتظرة !‬
‫جلست بيهنام تتابع حديهثام بعقل شارد ‪ ..‬يقصان علهيا احداث اليوم‬
‫كعادهتم دامئا ىف اجللوس معا لك مساء واحلديث عن احداث اليوم ‪ ..‬مل‬
‫تنتبه لىشء الا وىه تنطق جبمةل مل تعرف كيف نطقهتا‬
‫• اان الهناردة كنت معامه‬
‫نظرت رمي الهيا بدهشة وقالت روز بصوت مبحوح من الباكء‬
‫• وشوفىت ابن معهم ده ؟‬
‫اومأت ساىل برأسها فقالت رمي وىه تهنض‬
‫• اان هنادى نورين ومريا وحتىك ابلتفصيل امللل الىل حصل‬
‫مصتت ساىل ورشدت مهنن مرة اخرى حىت حرضن شقيقاهتا وقصت‬
‫علهين ما حدث مع حذف ما قاهل الش باب حبقهن وكفكفت روز دموعها‬
‫وذهبت لك مهنن اىل غرفهتا للنوم وكعادة رمي اطمأنت عىل امجليع وغطت‬
‫ىف نوم معيق‬
‫***‬
‫يتحدث معها عىل الهاتف هبدوء حىت قالت مباغتة‬
‫• بتحبىن اي سلمي ؟‬

‫‪40‬‬
‫تفاجأ سلمي من سؤالها فاعادت امل السؤال مرة اخرى فقال هو بربود‬
‫• عندك شك ىف كدة اي امل ؟‬
‫• معرفش بس جاوب‬
‫اخذ سلمي نفسا معيقا وقال جبدية‬
‫• طاملا سألىت يبقى عندك شك يبقى حاسة اىن مبحبكيش‬
‫• مش موضوع كدة بس احلب مش لكمة وخالص بنقولها ‪ ..‬احلب‬
‫افعال اي سلمي ‪ ..‬اهامتم ‪ ..‬اهامتم ابلتفاصيل وتعرف ايه الىل بيفرحىن‬
‫وتعمهل والىل بيضايقىن وتتجنبه ‪ ..‬احلب فيه تفاصيل كترية اوى مجيةل‬
‫اي سلمي اان مش حساها معاك‬
‫• مش حاسة اىن حببك ؟‬
‫قالت امل خبفوت وقد اختنق صوهتا ابلعربات‬
‫• ال مش حاسة خالص ‪ ..‬احلب مش انك تقوىل حببك وتروح خترج مع‬
‫صاحبتك وتفسحها ‪ ..‬احلب مش ان ارسارك تبقى لكها مع صاحبتك‬
‫واان اابجورة ىف حياتك ‪ ..‬احلب مش اىن لك ما اتصل بيك واكون‬
‫حمتاجاك تكون انت بتحىك مع صاحبتك ‪ ..‬عارف اي سلمي انك بتحب‬
‫ساىل اوى ميكن اكرت مىن مبراحل ‪ ..‬ساىل من اساس يات حياتك الىل‬
‫ممنوع الاقرتاب مهنا ‪ ..‬حياتك مقفوةل علهيا ىه ومامتك واخوك وبس‬
‫‪..‬طيب واان فني ىف حياتك‬

‫‪41‬‬
‫زفر سلمي قائال بضيق‬
‫• ساىل ‪ ..‬ىه حمور حياتنا اي امل ‪ ..‬بتغريى مهنا بفظاعة ‪ ..‬شايفة اهنا‬
‫وخداىن منك مع ان دورها ىف حياىت صديقة واخت وبس وحىب لهيا‬
‫حب اخوات وبس ‪ ..‬مسألتيش نفسك ايه الىل بدل عالقتنا كدة‬
‫وخالىن بقيت اهرب من الالكم معاىك اي امل ؟ مفكرتيش ىف حلظة‬
‫اىن ملا بكون حمتاجك واتصل بيىك احكيكل بتصطادى الالكم وتعمىل‬
‫مشلكة وبدل ما ختففى من مهى بزتوديه ‪ ..‬رد فعىل الطبيعى هيكون‬
‫ايه غري اىن هلكم حد يسمعىن وبس ‪ ..‬حد هيس يبىن اتلكم وابىك‬
‫واطلع لك الىل جوااي ليه من غري ما يقعد يتخانق عىل تفاهات‬
‫قالت امل بصوت مبحوح من الباكء‬
‫• يعىن عشان حببك وبغري عليك بقيت نكدية وزاننة وغلطانة ؟‬
‫• الفكرة مش كدة بس للك انسان طاقة ‪ ..‬اان حبتاج حد يسمعىن اي‬
‫امل من غري عتاب من غري لوم ‪ ..‬حد اقعد الكمه ويبقى فامهىن ‪ ..‬حد‬
‫لو قولتهل س يبىن لوحدى مريضاش يس يبىن ويفضل معااي ‪ ..‬الفرق‬
‫بينك وبني ساىل اىن اوقات ما بكونش عايز اتلكم مع حد وفارض‬
‫عزةل عىل نفىس ‪ ..‬اما بقوكل اان خمنوق وهقفل بتقفىل من غري نقاش‬
‫لكن ىه بتسمعىن وتفضل جنىب ‪ ..‬معرها ما ىف يوم اختانقت معااي‬
‫عشان ماردتش عىل فون او مسألتش علهيا يوم ابلعكس اان ملا بفتح‬
‫سوش يال ميداي ما بالقيش غري لكمتني مهنا وهام " طمىن عليك "‬

‫‪42‬‬
‫حضك ابس هتجان قائال‬
‫• لكن انىت بالىق اكتبة ايه بقى‬
‫مصتت امل ومل جتيب فقال هو بسخرية‬
‫• بالقيىك بتسأليىن عن اوصاف الىل خونتك معاها ! بذمتك دى تبقى‬
‫حياة وال حىت هنعرف نمكل كدة ؟‬
‫قالت امل بباكء‬
‫• يعىن ىف الهناية اان الىل طلعت وحشة وشاككة وساىل املالك الىل‬
‫بيطري‬
‫رصخ سلمي فهيا قائال‬
‫• ارمحيىن بقى اي ش يخة تعبت وهللا‬
‫مسحت امل دموعها وقالت هبدوء معاكس حلاةل الغضب السائدة‬
‫• ممكن نتقابل بكرة بعد الشغل ؟‬
‫• متام ‪ ..‬هخلص وارن عليىك‬
‫• سالم‬
‫قالهتا امل واغلقت الهاتف هبدوء ووضعته جبانهبا وغطت ىف نوم معيق‬
‫بعد ان اختذت قرار هام جعلت رصاخ عقلها يصمت !‬

‫‪43‬‬
‫***‬
‫ىف الصباح الباكر نزل امجليع العامهلم وىف مكتب رمي ابلرشكة ‪ ..‬دلفت‬
‫وجدت شلك املكتب متبدل ‪ ..‬غضبت بشدة وتوهجت ملكتب رشيف‬
‫قائةل بغضب‬
‫• انت الىل معلت كدة ؟‬
‫حضك رشيف وقال‬
‫• مش تقوىل صباح اخلري الاول‬
‫رصخت به رمي وقالت‬
‫• انت الىل معلت كدة ؟‬
‫• ايوه اان ‪ ..‬برصاحة املكتب اكن كئيب اوى وحبيت اديهل حبة فرفشة‬
‫• حبة فرفشة ! ليه فاكر نفسك شغال فني‬
‫• ىف رشكة مقاوالت كبرية بتعمل ديزايرن العامل لكه بيحلف بيه ومع ذكل‬
‫ماكتب املوظفني كئيبة اي انسة‬
‫نظرت رمي اليه قائةل بهتديد‬
‫• اان هروح اسمل الاوراق دى للبشمهندس عز وعايزة ارجع الاىق‬
‫املكتب زى ما اكن فامه ؟‬

‫‪44‬‬
‫مل تعطه فرصة للرد وغادرت من امامه غاضبة اىل مكتب ابهيا لتعطيه‬
‫بعض الاوراق الهامة للعمل فامي تفقد رشيف اثرها قائال‬
‫• ايه البت امللككعة دى ؟ طيب مش هغري شلك املكتب وايان اي انىت‬
‫اي رمي !‬
‫***‬
‫حضكت خببث وىه تنظر ملا اماهما ومررت يدها قائةل بزهو‬
‫• وبدأت اول خطة اي حرضة الظابط ‪ ..‬هنشوف مني هينترص ىف‬
‫الاخر ‪ ..‬اما خليتك تطفش وتقول حقى برقبىت ما ابقاش اان نورين‬
‫عز ادلين‬
‫دلفت صديقهتا ورضبت كف بكف قائةل‬
‫• بتلكمى نفسك اي نور ! ربنا يشفى‬
‫اس تدارت نورين لها قائةل‬
‫• بلكم نفىس ايه بس اي غبية‬
‫• اومال بتعمىل ايه اي ام اذلاكء‬
‫نظرت نورين ملا اماهما وابتسمت خببث قائةل‬
‫• بعاجل السلحفاة اي مريو مش هو الىل طلب كدة ‪ ..‬خالص اان هنفذ‬

‫‪45‬‬
‫***‬
‫جيلس ىف معهل شاردا ىف حديث الامس ‪ ..‬حياول اجياد حل مقتنع ملا‬
‫يفعهل وادله هبم مجيعا ‪ ..‬حيركهم اكدلىم بني اصابعه ‪ ..‬يزوجه بتكل بدون‬
‫ان يراها ‪ ..‬ىف اى زمن مه حبق هللا ‪ ..‬يتذكر حديث ظافر وانه ابلفعل‬
‫منغلق عىل نفسه ‪ ..‬ليس دليه اصدقاء ومل يرتبط بأى فتاة بعالقة عاطفية‬
‫يوما ما ‪ ..‬لك ما عاش يفكر فيه طوال س بعة وعرشين عاما هو ادلراسة‬
‫فقط ! ميتكل الوسامة الاكفية لتجعل الفتيات يقعن ىف حبه ولكن هو مل‬
‫ختطف قلبه فتاة قط ‪ ..‬احياان يشعر ان وسامته لعنة وليست نعمة ‪..‬‬
‫عاش معره متفاخرا انه ميتكل مالمح غري مألوفة ىف جم متعنا الرشىق ‪..‬‬
‫عينان رماديتان وبرشة بيضاء وجسد ممشوق وقامة طويةل وشعر اسود‬
‫انمع ‪ ..‬احياان حيدث نفسه ان مريا قد تكون ىه الفتاة الىت ي متناها قلبه ‪..‬‬
‫فتاة همذبة عىل قدر عاىل من الاخالق وامجلال والعمل ما ىه الصفات الىت‬
‫يريدها اكرث من هذا ‪ ..‬خطرت ىف ابهل فكرة ورضب رأسه بيده العنا‬
‫غبائه اذلى مل يعطيه الفرصة لتنفيذ ذكل الامر مبكرا ‪ ..‬اخذ سرتته‬
‫واس تقل س يارته ذاهبا لرشكة " عز ادلين " لرؤية تكل ال " مريا "‬
‫***‬
‫اس تأذن من معهل ملقابلهتا ليعمل ما ختفيه ‪ ..‬جلست امامه بتوتر قبل ان‬
‫تقول بصوت حازم‬
‫• مريىس انك فضيليت‬

‫‪46‬‬
‫نظر " سلمي " الهيا قائال بضيق‬
‫• يعىن انىت جيباىن هنا عشان تشكريىن انك فضيتكل ! انىت هبةل اي‬
‫امل ؟‬
‫هتمك وجه امل وقالت اببتسامة ساخرة‬
‫• معلش عطلتك اي س يادة السفري – امكلت قائةل – طبعا بعد ماكملة‬
‫امبارح الرصحية اان قررت قرار همم جدا‬
‫تبسم سلمي وقال‬
‫• هتبطىل نكد اخريا‬
‫• ال هرحيك من نكدى خالص‬
‫نظر سلمي الهيا ابس تفهام خفلعت ىه خامت زواهجم وقالت‬
‫• اان مش عايزة العالقة دى اي سلمي‬
‫مل يس توعب سلمي ما قالته واخذ حيول نظره بيهتا وبني اخلامت املوضوع عىل‬
‫املنضدة وقال‬
‫• مش فامه‬
‫• يعىن الزم نسيب بعض‬
‫• بس اان حببك !‬

‫‪47‬‬
‫نظرت اليه امل وقالت جبمود‬
‫• ال مبتحبنيش ‪ ..‬انت بتحب ساىل وبس‬
‫• قولتكل ‪ ١٠٠‬مرة اننا حصاب وبس ولو كنت عايزها كنت خطبهتا‬
‫قبكل‬
‫مسحت امل دموعها وقالت‬
‫• مش اخوات اي سلمي وال حىت حصاب ‪ ..‬مفيش صداقة بني ودل وبنت‬
‫وحىت لو ىف هتقلب حب ‪ ..‬الصداقة دى معىن من معاىن احلب عىل‬
‫فكرة ‪ ..‬اطار الصداقة عندان بيبقى خمفى جواه قصة حب وانت‬
‫وساىل كدة‬
‫• ال الالكم ده مش مظبوط ‪ ..‬احنا بس لك املوضوع اننا عايشني ىف‬
‫جم متع مش قادر يفهم فكرة الصداقة بني الودل والبنت من غري حب ‪..‬‬
‫الزم اى عالقة بني ودل وبنت تكون حب وبس‬
‫حضكت امل وقالت‬
‫• بس عالقتك انت وساىل حصوبية جواها حب ‪ ..‬نفىس تشوف‬
‫شلكك وانت بتبصلها ‪ ..‬عينيك بتحفظ تفاصيلها وحراكهتا والكهما‬
‫وحضكهتا ‪ ..‬ساىل ابلنس باكل حاةل مش هتحس ابحتياجك وال حبك‬
‫لهيا الا ملا تضيع من ايدك – ! اخذت نفسا معيقا – اان هتجوز ابن‬
‫خالىت عىل فكرة كامن شهرين‬

‫‪48‬‬
‫انتفخت اوداج سلمي وقال بغضب‬
‫• مش تقوىل كدة بقى ! يعىن انىت شغاةل ظمل ىف ساىل ومعالها شامعة‬
‫لفشل عالقتنا وانىت اصال راحية تتجوزى ابن خالتك ‪ ..‬قوليىل حصيح‬
‫انىت حبتيه امىت اي امل ؟ حبتيه ودبلىت ىف ايدك اي حمرتمة اي بنت‬
‫الناس احملرتمني ؟‬
‫حضكت امل وقالت بسخرية‬
‫• وهللا لو هنتلكم عىل احلب يبقى انت وساىل ابرز مثال وانت‬
‫بتفسحها واان دبلىت ىف ايدك ولو هنتلكم عىل الظمل يبقى انت اكرب‬
‫ظامل عشان خطبتىن وانت بتعشق غريى ‪ ..‬حىت دلوقىت اانىن‬
‫مفكرتش غري ىف نفسك‬
‫وقفت وامسكت حقيبهتا قائةل‬
‫• انت اانىن فعال وهتصعب عليا جدا الىل هرتتبط بيك بعدى ‪ ..‬بقية‬
‫ش بكتك هتوصكل الهناردة مع اخواي ‪ ..‬سالم‬
‫غادرت وتركته جالس مشدوها غري مصدق ما حدث منذ قليل ‪..‬‬
‫امسك هاتفه وضغط الازرار وحني ااته الرد قال‬
‫• حمتاجك اوى اي ساىل‬
‫***‬

‫‪49‬‬
‫خرجت من احدى املتاجر الشهرية لبيع لعب الاطفال ووضعت الالعاب‬
‫ىف س يارهتا واس تقلهتا وفتحت اغنية شهرية الحدى املطرابت وظلت‬
‫تغىن معها حىت مسعت صوت اصطدام ىف س يارهتا ظلت تدعو هللا ان‬
‫يكون ما مسعته جمرد ختيالت فهىى ابلاكد اس تلمت س يارهتا من التوكيل ‪..‬‬
‫نزلت ببطء تتفقد الس يارة وىه تقول برجاء‬
‫• ايرب يكون معودى الفقرى وال تكون العربية !‬
‫ولكن هللا مل يس تجب دعوهتا ووجدت ااثر اصطدام ابلغة وحلسن احلظ‬
‫اهنا اكنت ابلقرب من املاكن اذلى تريده ‪ ..‬نظرت لصاحب الس يارة‬
‫بغضب ورصخت به قائةل‬
‫• انت مش شايف وال ايه ؟‬
‫غضب صاحب الس يارة وقال‬
‫• انىت الىل عامية وما بتشوفيش‬
‫امعنت النظر فيه وقالت‬
‫• هو انت برضه ! ال ده انت لو مس تقصدىن مش هتعمل كدة‬
‫قال ظافر بضيق‬
‫• هو انىت !‬
‫نظرت اليه روز بتوعد قائةل‬

‫‪50‬‬
‫• ال انت املرادى هتدفع ال مثن غاىل‬
‫قطع صوت جشارهام ساىل الىت خرجت لتوها مرسعة ونظرت لظافر‬
‫وروز بتعجب وقالت بدهشة‬
‫• ايه ده وانتوا اتقابلتوا ؟‬
‫نظرا الهيا بدهشة ونطقا معا‬
‫• مس تحيل !‬
‫نظر ظافر لساىل وقال‬
‫• اوعى تقوليىل ان دى اختك‬
‫وحدث نفسه قائال‬
‫• ان شاء هللا مش ىه العروسة ‪ ..‬ايرب ابذن هللا مش ىه‬
‫قالت روز لساىل بغضب‬
‫• انىت تعرفيه منني ده اي ساىل‬
‫اخذت ساىل نفسا معيقا وقالت‬
‫• ايوه اخىت ‪ ..‬وهو صاحب سلمي‬
‫شهقت روز وقالت وىه تشري لظافر من اعىل السفل‬
‫• بقى ده ‪ ..‬صاحب سلمي اذلوق واملؤدب‬

‫‪51‬‬
‫اكد ظافر جييهبا حىت قطعت ساىل النقاش برضورة توجه روز ملا ىه متوهجة‬
‫اليه ومغادرهتا ىه اىل سلمي وسلمت عىل ظافر واتفقت معه عىل تصليح‬
‫الس يارة عىل نفقته اخلاصة ‪ ..‬واهنت النقاش احلاد !‬
‫***‬
‫دلف " بالل "اىل رشكة عز ادلين ‪ ..‬اهبره التصممي ادلاخىل لها واخذ‬
‫يتفحصه بأجعاب واحض ‪ ..‬توجه لالس تقبال وسأل عن مكتب املهندسة مريا‬
‫وتوجه الهيا ‪ ..‬دلف اليه هبدوء متأمال تصممي املكتب اذلى يعكس خشصية‬
‫صاحبته الهادئة املتحفزة امجليةل ‪ ..‬ملح بطرف عينه وجود مكتبة وعىل مكتهبا‬
‫كتاب تقرأ فيه ‪..‬تقدم مهنا وتأمل مالحمها وعيناها وشعرها اذلى لفت نظره ‪..‬‬
‫ظل شاردا حىت قطع رشوده صوهتا قائةل‬
‫• اؤمر اي فندم‬
‫تنحنح بالل قائال‬
‫• بشمهندسة مريا عز ادلين‬
‫اومأت مريا برأسها فقال هو مظهرا صورة من عىل هاتفه‬
‫• اان كنت عايز امعل تصممي داخىل لشقىت ‪ ..‬ىه مش شقة لكن اان ليا‬
‫دور اكمل ىف فيال وادلى‬
‫هزت مريا رأسها وقالت‬

‫‪52‬‬
‫• متام بس العروسة لهيا ذوق معني ؟‬
‫• وهللا ىه لسه مشافهتاش اصال‬
‫رفعت مريا حاجبهيا بتعجب وقالت‬
‫• غريبة عروسة مشافتش بيهتا !‬
‫حضك بالل قائال‬
‫• عادى اي بشمهندسة اان اعرف عريس مشافش عروس ته اساسا‬
‫زفرت مريا وشعرت بغصة ىف حلقها من عدم رؤية العروس لعريسها او‬
‫العكس ولكهنا تغلبت علهيا واعطته بعض التصماميت يتخري بيهنا وهو‬
‫يشاركها ابلرأى واس تعد للمغادرة ولكنه اس تطرد قائال‬
‫• كنت عايز امعل مكتبة ىف الليفنج روم ‪ ..‬ينفع ؟‬
‫• ينفع طبعا‬
‫والول مرة منذ ان جلس بالل اماهما تبتسم وكن ابتسامهتا عدوى وانتقلت‬
‫اليه فتبسم تلقائيا وسألته عن شلك معني يريده فامسك مهنا الورقة والقمل‬
‫وخط مجةل معينة تبسمت عىل اثرها مريا واس تأذن هو ىف الرحيل وحتدثت‬
‫مع مساعدهتا للتواصل معه ‪ ..‬واخريا متكن بالل من رؤية مريا وتأكد اهنا ال‬
‫متت لالانث الالىت رأهن من قبل بصةل ! فهىى انىث حبق‬
‫***‬

‫‪53‬‬
‫عادت للمكتب بعد ان اهنت توقيع الاوراق من وادلها ‪ ..‬وجدت املكتب‬
‫كام هو مل يتغري ىشء ! مبنهتىى العصبية خبطت عىل مكتب رشيف اذلى‬
‫انتفض فزعا قائال‬
‫• بسم هللا الرمحن الرحمي ‪ ..‬ايه ده اي بت انىت هبةل وال ايه ؟‬
‫غضبت رمي ورفعت س بابهتا بوهجه قائةل بعنف‬
‫• اوال ملا تيجى تتلكم حتفظ الالقاب بينا ‪ ..‬اثنيا ده مكتىب واان حبب‬
‫نظامه القدمي ‪ ..‬اثلثا وده الامه متحاولش تعاند معااي اي بشمهندس‬
‫عشان هتندم اوى‬
‫امسك بيدها ورفع حاجبيه مبشاكسة قائال‬
‫• امىش اي بت من هنا‬
‫اكدت ترصخ به ولكن قطع بدأها ىف رصاخها صوت مححامت رجولية ‪..‬‬
‫ادراك وضعهام واهنام ال يفصل بيهنام سوى مسافة قليةل ومن يرامه هكذا يظن‬
‫اهنام عاشقان وليس مشاكسان ! ابتعدت رمي ىف حرج وجلست خلف مكتهبا‬
‫واخفت وهجها بني الاوراق ‪ ..‬اما رشيف فاقرتب من صاحب الصوت‬
‫حمتضنه قائال بتعجب‬
‫• بتعمل ايه هنا ايض ؟‬
‫حضك " بالل "وقال خببث‬

‫‪54‬‬
‫• اان كنت جاى اشوف عروس ىت‬
‫نظر اىل رمي الىت تتابع حديهثام بصمت من خلف الاوراق وقال بتالعب‬
‫غامزا‬
‫• انت الىل كنت بتعمل ايه‬
‫تعرق رشيف ونظر لرمي ابحراج الىت اخفت وهجها حبرج فقال لتدارك‬
‫املوقف‬
‫• اقعد اي بالل ‪ ..‬ترشب ايه‬
‫• قهوة مظبوطة ‪ ..‬اان شايف ماكنة قهوة هنا‬
‫تنحنحت رمي قائةل‬
‫• امح اتفضل اي بشمهندس مكل الكمك واان هعمل القهوة هنا‬
‫• شكرا اي بشمهندسة – نظر اىل امسها – رمي‬
‫تبسمت رمي وذهبت تعد القهوة ابلقرب مهنام وقال رشيف‬
‫• هاه ايه رأيك ىف مريا‬
‫انتهبت ىه لالمس وبدأت تس توعب انه " بالل "عريس شقيقهتا فقال هو‬
‫• الرصاحة طلعت مزة اخر جامل ‪ ..‬اوف ال متت للبنات الىل شوفهتا ىف‬
‫معرى بصةل ‪ ..‬ده اان كنت بتعامل مع غفر رمسى‬

‫‪55‬‬
‫اطلقت رمي حضكة راننة فأنتبه لها رشيف وبالل واقرتبت ىه وضعت القهوة‬
‫امامه وجلست مقابةل لبالل ىف وجه رشيف ! قال بالل ابمتنان‬
‫• متشكر عىل القهوة‬
‫تبسمت رمي وقالت‬
‫• ايرب تعجبك‬
‫ارتشف بالل مهنا واجعب هبا كثريا وقالت رمي‬
‫• حرضتك بقى خطيب مريا ؟‬
‫رفع بالل حاجبيه بتعجب وقال‬
‫• وحرضتك عرفىت منني ؟‬
‫تنحنحت رمي وقالت‬
‫• مريا قالتىل اهنا هتتخطب وبعدين دلوقىت لقيتك بتتلكم علهيا فعرفت‬
‫انك خطيهبا‬
‫قال بالل بعدم اقتناع‬
‫• اها ‪ ..‬ىه ما شاء هللا كويسة ومؤدبة‬
‫مل تنتبه رمي وقالت بتلقائية‬

‫‪56‬‬
‫• جدا ‪ ..‬تقريبا مريا اهدى البنات واعقلهم وداميا كتومة اوى وحساسة‬
‫جدا‬
‫• دى معرفة جامدة بقى عىل كدة‬
‫اكنت تكل ىه لكمة" رشيف "وهو ينظر الهيا ابس تفهام ‪ ..‬خشيت نظرته‬
‫واس تأذنت وجلست عىل مكتهبا ‪ ..‬ال تعمل مل ال تريده ان يعمل اهنا ابنة عز‬
‫ادلين ولكهنا اس مترت فامي تفعهل حىت اس تأذن بالل وانرصف اىل معهل مرة‬
‫اخرى‬
‫***‬
‫تبىك بشدة وهو يعطهيا املناديل من يرامه من بعيد يظن انه اغضهبا وتركها‬
‫وىه تبىك عىل حظها اما من بقرتب مهنم مثلنا يرى اهنا تبىك الهنا علمت‬
‫بفراقه عن امل ! نعم ىه الىت تبىك وهو يضحك من رد فعلها ! قال سلمي‬
‫ممازحا وهو يعطهيا منديل‬
‫• امهدى وبطىل عياط ‪ ..‬الىل يشوفنا يقول بطلقك وبرميىك انىت‬
‫وعياكل ! هو مني فينا الىل اتساب اي ساىل ؟‬
‫قالت ساىل من بني شهقاهتا وباكهئا‬
‫• اصال دى واطية وال تس تاهكل ‪ ..‬اان بعيط عشان ىه جرحتك ولكه‬
‫الا جرح قلبك اي سلمي‬
‫اهجشت ىف الباكء ومسح هو دموعها قائال بعصبية‬

‫‪57‬‬
‫• قولتكل متعيطيش ‪ ..‬دموعك بتس تفزىن اي ساىل ‪ ..‬اان حبب اشوف‬
‫حضكتك وهزارك لكن دموعك مبحهباش ‪ ..‬حبس ان دموعك نقطة‬
‫ضعفى‬
‫حاولت الكف عن الباكء وقالت مبرح وىه متسح دموعها‬
‫• بص لنص الكوابية املليان اي سلمي‬
‫حضك سلمي قائال‬
‫• ايه هو ايخىت‬
‫• خدت افراج من اهل النكد‬
‫• معاىك حق اي مصيبة‬
‫قالها وانفجرا ضاحكني غري مباىل مبا يشعر به وىه تناست باكهئا معه ‪ ..‬ىه‬
‫فقط من متتكل زمام غضبه وسعادته وهو الشقيق املس يطر اذلى تعشق‬
‫س يطرته‬
‫ممتع ان يكون دليك صديق وىف جتلس معه وانت باكمل احزانك ويتأثر هو‬
‫بأالمك وىف الهناية تضحاك معا العنني ادلنيا !‬
‫***‬
‫"يوم امخليس مساء"‬

‫‪58‬‬
‫اس تعدت الفتيات ‪ ..‬جتهز رمي لك ىشء ومعها ساىل ال تفارقها ابدا ومن‬
‫احلني والاخر تدلف اىل غرفة احدى شقيقاهتا لالطمئنان علهيا خوفا مهنن‬
‫ان يفسدا الامر ‪ ..‬ىف متام السابعة حرضت عائةل " عبد الكرمي " فتحت‬
‫ساىل الباب مبتسمة واشارت للهبو وجلسوا وبعد قليل هبط عز ادلين‬
‫ورحب بصديقه واوالده ‪ ..‬اشار لساىل لتجعل رمي تأىت ابلقهوة ىه وابىق‬
‫شقيقاهتا ‪ ..‬دلفت رمي ومعها ساىل وسلام عىل امجليع وقدما القهوة للجميع‬
‫ماعدا" فريد وبالل وظافر "وجلس تا جبانب" كرمية "وادلهتم ‪ ..‬نظر بالل الهيا‬
‫بدهشة وبدون وعى قال‬
‫• فكروىن اقطع عالقىت بسلمي و كامن رشيف واهو ابقى خرست حصاىب‬
‫اجلواسيس‬
‫انفجرات الفتااتن ضاحكتان مما ااثر تعجب امجليع ! فريد وظافر يعلام ان ساىل‬
‫شقيقهتم لكن ما دخل رمي !‬
‫دلفت نورين حتمل القهوة وقال وادلها اهنا " نورين ‪ " ..‬قدمت القهوة لفريد‬
‫وقالت خبغوت‬
‫• ابلسم الهارى اي حرضة الظابط‬
‫ابتسم فريد ابس تفزاز وقال‬
‫• ليا وليىك اي دكتورة الهبامي !‬

‫‪59‬‬
‫رمقته بغضب وجلست جبانب شقيقاهتا وبعدها بقليل دلفت " روز "حتمل‬
‫القهوة ومل تعمل ملن تقدهما فهىى مل ترى ظافر من قبل ! ولكن عندما رأته‬
‫رصخت قائةل وىه تسكب القهوة عليه بدون وعى‬
‫• انت بتعمل ايه هنا ؟‬
‫انتفض ظافر صارخا من ااثر القهوة الساخنة وجرت رمي مرسعة لتنظف ااثر‬
‫القهوة من مالبسه وقال هو انظرا الهيا بغضب‬
‫• ايه هو انىت طلعىت العروسة !‬
‫• من حظى املهبب‬
‫• ال وانىت الصادقة من حظى اان املنيل‬
‫اكن امجليع يتابع احلديث بتعجب ما عدا ساىل الىت مل تكف عن الضحك منذ‬
‫دلفت روز ورأت رد فعلها ‪ ..‬قال عز ادلين مس تفهام‬
‫• انتوا تعرفوا بعض اي والد ؟‬
‫قال ظافر بغيظ‬
‫• الانسة خبطتىل عربيىت قبل كدة واتفاجأت هنا اهنا العروسة‬
‫رصخت روز فيه قائةل بغضب‬
‫• اي سالم ده عىل اساس عربيىت اان الىل اختبطت مرتني دى ايه‬

‫‪60‬‬
‫نظر الهيا عز ادلين برشاسة وجعلها تصمت وتنظر ارضا بغيظ متوعدة ذلكل‬
‫الظافر ‪ ..‬هدأت الاجواء ودلفت" مريا "حتمل القهوة وقدمهتا لبالل هبدوء‬
‫دون ابداء اى رد فعل عىل الرمغ من تعجهبا من رؤيته ولكهنا فهمت انه اكن‬
‫يريد رؤيهتا خاصة بعد ان تذكرت لكمته ‪ ..‬جلست هبدوء جبانب شقيقاهتا‬
‫وامسك بالل القهوة مقرهبا اىل انفه قائال‬
‫• رحيهتا حتفة تسمل ايدك‬
‫مصتت مريا وقرهبا من مفه وارتشف مهنا وقال‬
‫• الطعم رائع ‪ ..‬ايه ده ‪ ..‬دى قهوة ابمللح !‬
‫وضع الفنجان فقالت مريا برباءة‬
‫• ايه معجبتكش اي دكتور ؟‬
‫نظر بالل الهيا قائال ابس تفزاز‬
‫• اصل اول مرة ارشب قهوة ابمللح‬
‫اكد عز ادلين ان يفتك هبا ولكهنا قالت بثبات‬
‫• انت عارف ان من عادة تركيا ان العريس لو اتقبل الزم يرشب قهوة‬
‫ابمللح وعىل فكرة النب ده ترىك والقهوة كامن معموةل ابلطريقة الرتكية‬
‫وكامن الزم ما يس يبش مهنا بوق حىت‬
‫اس تغل بالل لكامهتا ضدها وقال للجميع‬

‫‪61‬‬
‫• اشهدوا اي جامعة قالت لو اتقبل واان قهوىت ابمللح يبقى اتقبلت يبقى‬
‫هرشهبا اي خطيبىت العزيزة‬
‫رفع حاجبيه ابنتصار و دفع القهوة اىل مفه ورشهبا ومل يبقى مهنا ىشء ! لك‬
‫هذا وسط سعادة امجليع ودهشة مريا‬
‫بدأ الاابء ىف احلديث عن اخلطبة والاس تعدادات لها وسط ذهول الفتيات‬
‫ووعيد الش باب لهن ‪ ..‬اس تقر عىل اخلطبة بعد اس بوعني ‪ ..‬حاولت ان‬
‫تعرتض اى واحدة مهنن ولكن عز ادلين وافق رمسيا وقىض الامر ‪.‬‬
‫انرصف الضيوف وصعدت لك مهنن اىل غرفهتا وبقيت رمي مع وادلها‬
‫يتسامران ويضحاك من ترصف مريا وقصت عليه ما مسعته من بالل وعقدا‬
‫العزم عىل ىشء معا ‪ ..‬صعدت رمي وفتحت غرف شقيقاهتا وجدت نورين‬
‫جتلس بربود وتبتسم ابنتصار ‪ ..‬قلقت رمي فهىى من املفرتض اهنا ال ترىض‬
‫بتكل الزجية ولكن حالهتا تكل ال تعكس ذكل ! فهىى تشاهد مسلسلها‬
‫املفضل وال تنتبه لىشء ! غادرت رمي ودلفت حلجرة روز وجدهتا غاضبة‬
‫وتقذف لك ما بوهجها ! دلفت الهيا وقصت روز علهيا لك ىشء منذ رؤيهتا‬
‫لظافر حىت تفاجأت انه خطيهبا ‪ ..‬حضكت رمي وهدأهتا وجعلهتا تفكر بعقلها‬
‫وتنحى غضهبا جانبا ‪ ..‬اومأت روز واحتضنهتا شقيقهتا مث غادرت الغرفة هبدوء‬
‫اىل غرفة ساىل الىت حتاول االتصال بسلمي ولكن بال جدوى وال جييب ‪..‬‬
‫جلست رمي جبانهبا فقالت ساىل بقلق‬
‫• سلمي ما بريدش‬

‫‪62‬‬
‫قالت رمي هبدوء‬
‫• عادى ممكن مش سامعه او حىت مشغول‬
‫• معره ما معلها اي رمي ‪ ..‬هو اصال مش طبيعى من ساعة ما فسخ‬
‫خطوبته‬
‫ربتت رمي عىل ظهرها وقالت‬
‫• اعذريه اي ساىل ‪ ..‬صعب عليه وخصوصا انه اكن بيحهبا‬
‫هتفت ساىل بقلق‬
‫• اان هلكم اخوه اعرف هو فني‬
‫حدثت " رشيف " ورد علهيا فقالت ىه بقلق‬
‫• سلمي فني ومش بريد عليا ليه ؟‬
‫نظر رشيف امامه بتوتر وقال بثبات اىل حدا ما‬
‫• سلمي ىف املستشفى اي ساىل ‪ ..‬معل معلية‬
‫• ايه‬
‫قالهتا ساىل صارخة واخذت منه امس املشفى وهرعت اىل وادلها تبىك‬
‫وتطلب اذلهاب اىل " سلمي "ىف املشفى ‪ ..‬ارتدت مالبسها واصطحهبا‬

‫‪63‬‬
‫وادلها اىل هناك ‪ ..‬تبىك بشدة وقفت جبانب وادلته ووقف عز ادلين‬
‫جبانب رشيف قائال‬
‫• اخباره ايه اي ابىن‬
‫فغر رشيف فاهه بدهشة وقال‬
‫• هو حرضتك تعرف سلمي اي بشمهندس ؟‬
‫قالت ساىل من بني شهقاهتا‬
‫• ده وادلى اي رشيف ‪ ..‬هو ماهل‬
‫حضك رشيف وقال‬
‫• متخافيش اوى كدة دى الزايدة‬
‫وقفت ساىل تس توعب ما قاهل بذهول وتنظر للزجاج اللعني اذلى يفصلها‬
‫عن صديق معرها ‪ ..‬وتبسم عز ادلين لرشيف حماولني التخفيف عن ساىل‬
‫وطمأنهتا ان سلمي خبري ‪.‬‬
‫***‬
‫يقف بالل وظافر امام دورة املياه بقلق مس متعني اىل تأمل فريد ! طرق بالل‬
‫الباب قائال‬
‫• ماكل اي فريد ؟‬

‫‪64‬‬
‫مل جيب فريد ولكنه ظل يتأوه وبعد فرتة خرج وحفصه بالل وكتب دواء‬
‫ليحرضه ظافر من الصيدلية وابلفعل احرضه وتناوهل فريد اذلى قال بتوعد‬
‫• بقى اان تعمل فيا كدة بنت عز !‬
‫قهقه شقيقه وابن معه فقال بغيظ متسائال‬
‫• ىه حطتىل ايه ىف القهوة دى ؟‬
‫قال بالل من بني حضاكته‬
‫• حطتكل تركيبة بتتحط للمواىش ملا يكون عندها امساك‬
‫• اي بنت الذلينة اي دكتورة الهبامي‬
‫ظال يضحاكن عليه حىت ذهب بالل مرسعا دلورة املياه قائال‬
‫• ااثر القهوة ام ملح‬
‫خرج بالل بعد قليل وجلس جبانب شقيقه فقال ظافر ضاحاك‬
‫• امحلد هلل ان قهوىت اتدلقت والا اكن زماىن راحي جاى عىل امحلام زيكوا‬
‫كدة ‪ ..‬حصيح عىس ان تكرهوا شيئا وهو خريا لمك ‪ ..‬كنت مهوت‬
‫عىل رحيهتا وهللا‬
‫قال فريد وهو يتأوه‬

‫‪65‬‬
‫• ايوه ايخواي احضك بس خد ابكل روز هتطلع عني اهكل وابقى قول‬
‫اىن قولت‬
‫حضك ظافر وقال‬
‫• اي ابىن ده معىن امسها الوردة يعىن رقيقة واان الىل هطلع عيهنا‬
‫وهتشوفوا‬
‫نطق الشقيقان معا‬
‫• كيدهن عظمي وهيطلع عينك‬
‫***‬
‫افاق سلمي وهو هيذى وينادى وادله ‪ ..‬مسحت ساىل دموعها ونظرت اليه‬
‫بلهفة وتأهب وادلها ووادلته وشقيقه ‪ ..‬فتح عيناه بتثاقل وقال بصوت وهن‬
‫• ساىل ؟‬
‫قالت ساىل بلهفة‬
‫• اان اهو‬
‫• اس نديىن اي ساىل‬
‫عدلت ساىل من وضعه وجلس وحفصه الطبيب واكد سالمته وانه س يغادر‬
‫املشفى صباحا ‪ ..‬شكر " عز ادلين "كثريا عىل احضار ساىل اليه وجلس‬
‫امجليع حىت قال هو مداعبا ساىل‬

‫‪66‬‬
‫• تصدىق اان لو صورتك دلوقىت ونزلت عىل الفيس هخليىك تعنىس‬
‫نظرت ساىل اليه بذهول وقالت‬
‫• اي واطى ! بقى اان سبت اخواىت وجريت اان واباب عشان جنيكل وىف‬
‫الاخر تقوىل اصورك واعنسك !‬
‫قهقه سلمي ومسك جرحه متأملا وقال‬
‫• احنا حصاب بقالنا قد ايه‬
‫قالت ساىل متذكرة بضحكة‬
‫• من كرت ما هام كتري نسيت ‪ ..‬تقريبا من اوىل اثنوى‬
‫امكل هو ضاحاك ومغز لوادلها وشقيقه‬
‫• اان شوفتك ىف الاوضاع الىل اى بنت بتتحاىش ان ودل يشوفها بهيا‬
‫بدأ يعد عىل اصابعه ممكال‬
‫• شوفتك وانىت بتالكى ‪ ..‬وانىت بتفرتىس املاجنة ‪ ..‬وانىت متعصبة ‪..‬‬
‫وانىت معيطة وحالتك منيةل ‪ ..‬واخريا وشلكه ليس اخرا شوفتك‬
‫منكوشة والبسة هدوم مالهاش عالقة ببعضها معرفش ازاى قلبك‬
‫طاوعك تزنىل بهيا ههههههه ومفيش نقطة ميك أب ىف خلقتك‬
‫وقفت ساىل بذهول امام املرأة تطالع مظهرها وجدت انه حمق فهىى مل تضع‬
‫اى مساحيق جتميل وشعرها مبعرث بشلك عشوايئ وترتدى بنطال ليس هل‬

‫‪67‬‬
‫عالقة ابلسرتة الىت ترتدهيا فوقه ! اس توعبت ما ىه فيه ونظرت للجميع‬
‫الغارق ىف موجة من الضحك علهيا حىت نطقت فيه قائةل بغضب‬
‫• بقى دى اخرهتا اي سلمي ؟ ماااااىش اي سلمي اما وريتك مبقاش اان‬
‫قهقه سلمي قائال‬
‫• اعرىف بقى ان الىل هيجى يتجوزك اان هقعد مع انلك عز وحنكيهل‬
‫فضاحيك ابلتفصيل اململ هو اى نعم فاضىل منظرك وانىت صاحية من‬
‫النوم بس دى هيتكفل بهيا انلك عز ويقولها ويروح هو طفشان‬
‫واعنسك جنىب 😂‬
‫لمكته ساىل بغيظ وانفجر امجليع ضاحاك علهيام ‪ ..‬ومتىن رشيف ان يزتوجا النه‬
‫يرى ان سلمي حمق فهام شاهدا بعضهام بأسوأ احلاالت ‪ ..‬بقيا يتسامران حىت‬
‫اس تأذن عز ادلين وساىل ىف الرحيل وامر رشيف ابملكوث مع شقيقه‬
‫ووادلته حىت الاطمئنان عليه ومرت الليةل العصيبة بسالم ‪..‬‬
‫***‬
‫ىف اليوم التاىل ذهبت رمي للرشكة وتعجبت من تغيب رشيف ولكهنا مل‬
‫تعطى الوضع اهامتم وانشغلت بعملها ومر اليوم روتيىن بل الاس بوع ايضا‬
‫ولكن ىف الاس بوع املتبقى للخطبة ذهبت رمي لسكرترية مكتب مريا واخذت‬
‫مهنا بياانت بالل وذهبت اليه ىف املشفى ‪ ..‬تعجب بالل من رؤيهتا ولكنه‬
‫رحب هبا وطلب لها قهوة ممزية ‪ ..‬مصتا قليال حىت قالت رمي‬

‫‪68‬‬
‫• خطبت مريا ليه اي دكتور بالل ؟‬
‫تنحنح بالل ونظر الهيا بدهشة ولكنه قال‬
‫• اكيد الانسة ساىل حكتكل ان وادلى الىل ‪.‬خطهبا‬
‫اومأت رمي برأسها وقالت‬
‫• ايوه حكيتىل لكن انت كنت ممكن ترفض مريا وخصوصا بعد حركة‬
‫القهوة لكن انت اس تغلهتا ىف صاحلك ومصمت تمت اخلطوبة‬
‫اخذ بالل نفسا معيقا وقال‬
‫• مش عارف اي بشمهندسة بس الىل اعرفه اىن حاسس حباجة غريبة‬
‫من انحيهتا مش حب وال حىت اجعاب لكن مفهوم اتىن الىن تقريبا‬
‫ماليش تعامل مع اى بنت ىف ادلنيا ومريا خشصيهتا جديدة عليا ‪ ..‬اان‬
‫واخد رمقها وبقاىل اس بوع عارفها ولك ما احاول الكمها ونفتح الكم‬
‫اعرفها اكرت حىت بالقهيا بتقفلها ىف وىش ‪ ..‬ىف لغز فاهامىن‬
‫اومأت رمي وقالت‬
‫• مريا اكنت خمطوبة قبل كدة ومن ساعهتا اكنت رافضة اجلواز وهدفها‬
‫الاول والاخري اهنا تطفشك‬
‫رفع بالل حاجبيه بدهشة وقال بضيق‬
‫• وىه بعتاىك عشان تهنىى انىت املوضوع بعيد عن انلك عز ؟‬

‫‪69‬‬
‫اخذت رمي نفسا معيقا وقالت‬
‫• ال ‪ ..‬اان مع العالقة دى وعايزاها تنجح جدا الن طاملا اباب اختارك‬
‫انت ابذلات ملريا يبقى عارف انك الشخص الصح وكامن الزم مريا‬
‫تطلع من عقدهتا وتالىق حب جبد وانت شلكك منجذب لهيا فبالتاىل‬
‫دى مصلحة ليمك ‪ ..‬مفاتيح خشصيهتا معااي والتنفيذ معاك ونعمل اتفاق‬
‫ايه رأيك ؟‬
‫هتلل وجه بالل وابتسمت رمي ذلكل لشعورها ان احساسها حصيح ‪ ..‬مد‬
‫بالل يده ووضعها ىف يد رمي وعقدا االتفاق معا ‪.‬‬
‫***‬
‫بدأت الاس تعدادات للخطبة الىت سوف تقام ىف حديقة مزنل " عز ادلين "‬
‫قدمن الفتيات اجازة من اعاملهن ويس تعددن للخطبة الىت ليست سوى‬
‫ماراثون بيهنن وبني الش باب !‬
‫اخرتن الفتيات الفساتني بعناية وجلنب رابطة العنق للش باب لك فتاة بلون‬
‫فس تاهنا ‪ ..‬ويوم اخلطبة تقف رمي ترتدى فس تان من اللون الكحىل وصففت‬
‫شعرها ووضعت القليل من امحر الشفاه والكحل اذلى ابرز زرقة عيناها ‪..‬‬
‫ظلت متر عىل لك ىشء وتتأكد من الرتتيبات فهىى الان الام الثانية لهن ‪..‬‬
‫هبطت ساىل وقبلهتا ووقفت جبانهبا واكنت ترتدى فس تان كحىل ايضا‬
‫وصففت شعرها بطريقة جديدة ووضعت ميك أب اكمال فاكنت نسخة من‬
‫شقيقهتا الكربى ‪ ..‬بعد قليل حرض املعازمي ووقف الش باب لك مهنم ينتظر‬
‫‪70‬‬
‫عروسه الىت هتبط ىف يد وادلها ‪ ..‬هبطت نورين الىت اكنت ترتدى فس تان‬
‫من اللون الامحر يرمس تفاصيلها برباعة وتضع امحر شفاه من اللون الامحر‬
‫الصارخ ‪ ..‬تأبطت ذراع فريد وجلسا عىل كرىس العروسني ولك مهنام يتوعد‬
‫لالخر !‬
‫وبعدها هبطت روز الىت اكنت ترتدى فس تان من اللون الروز وشديد‬
‫امجلال علهيا وتضع القليل من مساحيق التجميل ‪ ..‬تأبطت ذراع ظافر‬
‫وجلسا عىل كرىس العروسني هبدوء وما خفى اكن اعظم ‪.‬‬
‫واخريا اس تقبل بالل عروسه احلس ناء الىت اكنت ترتدى فس تان من اللون‬
‫البنفسجى الهادئ وتضع امحر شفاه بنفسجى هادئ والقليل من الكحل ليربز‬
‫عيناها الرماديتان ‪ ..‬من يرى بالل ومريا يقول اهنام خلقا ليمكال بعضهام ‪..‬‬
‫تأبطت ذراع بالل وجلسا معا عىل كرىس العروسني ‪.‬‬
‫بدأت الهتاىن وبعدها اعلن منسق الاغاىن عن الرقصة " السلو "للعروسني‬
‫‪..‬احاط لك مهنام خرص خطيبته ومتايال معا عىل انغام املوس يقى ‪ ..‬من يرامه‬
‫من بعيد يرى الفرحة عىل وجوههم اما من يقرتب مهنم فريى ىف البداية‬
‫نورين وىه تزجمر قائةل‬
‫• خف ايدك شوية ‪ ..‬ايه اول مرة تشوف بنت وترقص معاها !‬
‫حضك فريد وقال ابس تفزاز‬
‫• اان مراتح كدة‬

‫‪71‬‬
‫• ش يل ايدك اي فريد عيب كدة‬
‫مضها فريد اليه اكرث وقال اببتسامة الغاظهتا‬
‫• تعرىف ان امسى طالع منك حلو اوى اي نورين‬
‫زفرت نورين بضيق وامكلت الرقصة وىه ت متىن ان تنقطع الكهرابء لتنهتىى‬
‫اخلطبة !‬
‫اما عند روز وظافر فهام يرقصان هبدوء حىت قال ظافر انظرا الحدى‬
‫الفتيات اجلالسات ابجعاب‬
‫• بقى اان ظافر زيدان اقع الوقعة املنيةل دى !‬
‫نظرت روز اليه بغضب وقالت‬
‫• قال يعىن اان الىل مهوت عليك اي عرة الرجاةل‬
‫اش تد ىف قبضته عىل خرصها وقال بغضب‬
‫• روز احرتىم نغسك وده احسن كل – امكل موحضا – كامن دقيقتني‬
‫ودبلىت هتكون ىف ايدك يعىن هكون خطيبك وواجب ليا الاحرتام‬
‫ومش معىن اننا مش عايزين اخلطوبة اننا نغلط ىف بعض ‪ ..‬ىه فرتة‬
‫مؤقتة هنضطر نتحمل بعض فهيا عشان اهالينا وبعدها هنفسخ‬
‫اخلطوبة ونراتح‬
‫ابعدت يده وقالت بأمل ودموع حمبوسة‬

‫‪72‬‬
‫• وجعتىن اي ظافر‬
‫زفر بضيق وارىخ قبضته قليال فقالت ىه بغضب‬
‫• وبعدين زى ما انت عايزىن احرتمك انت كامن حترتمىن اما قسام ابهلل‬
‫هتشوف مىن الىل معرك ما شوفته‬
‫نظر الهيا ابس تخفاف وامكل الرقصة ‪ ..‬اما بالل فاكن شاردا غري منتبه لىشء‬
‫ابملرة حىت قالت مريا وىه تضحك بسخرية‬
‫• بذمتك مش متضايق من ال متثيلية دى‬
‫نظر بالل الهيا بدهشة فقالت ىه‬
‫• يعىن انت خاطبىن غصب عنك واان عارفة وانت خاطبىن غصب عىن‬
‫وعارف ودلوقىت برنقص بو منثل اننا اسعد اتنني ىف ادلنيا ودى اللحظة‬
‫الىل اتوج حلمنا فهيا وبقينا لبعض بعد عذاب واصال لك ده كدب‬
‫وربنا يدمي الاونطة بينا !‬
‫ادارها بالل حسب الرقصة وقال هبدوء‬
‫• طاملا شايفة اهنا كدبة واهنا لعبة ومتثيلية خالص ادى دورك حص‬
‫واس متتعى بهيا ‪ ..‬وايريت يكون لينا الكم اتىن بعد اخلطوبة نوحض فيه‬
‫وضعنا وهنعمل ايه مع بعض ‪ ..‬بس دلوقىت ارسىق الفرحة واس متتعى‬
‫حىت ولو ابلكدب‬

‫‪73‬‬
‫مل جتد حديث ترد به ‪ ..‬امكلت الرقصة الىت انهتت بسالم وعاد امجليع مرة‬
‫اخرى الماكهنم وارتدوا خوامت الزواج ومتت اخلطبة وسط مباراكت امجليع‬
‫والهتنئة ولكن هل س متر تكل اخلطبة بسالم ام ما خفى اكن اعظم ؟‬
‫***‬
‫تقف ىف هدوء حىت وجدته جبانهبا يقول بغضب‬
‫• هنارك اسوح ايه الفس تان ده اي ساىل ؟‬
‫نظرت ساىل اليه بدهشة وقالت‬
‫• ماهل الفس تان ؟‬
‫زفر سلمي بضيق وقال‬
‫• مش شايفة انه عراين شوية ؟ ال شوية ايه ده خالص ‪ ..‬هام نس يوا‬
‫يعملوهل كامم وال انىت الىل نسيىت تلبىس فس تان اصال ؟‬
‫حضكت ساىل وقالت‬
‫• ال الفس تان حلو اي سلمي واباب موافق عليه‬
‫• خالص اطلع اان مهنا اي بنت عز ادلين‬
‫قالها سلمي بعصبية وتركها وذهب وركضت وراءه واخذت تعتذر هل حىت‬
‫هدأ وتبسام وعادا حيث اكان يقفان ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫***‬
‫انهتت اخلطبة وصعدت الفتيات لغرفهن فقد رفضن اخلروج مع الش باب ‪..‬‬
‫جلست مريا واعدت مرشواب ساخنا وامسكت بكتاب تقرأ فيه حىت لفت‬
‫انتباهها ابقة من الزهور بلوهنا املفضل ‪ ..‬امسكت الاكرت وقرأت الالكم ‪..‬‬
‫امتقع وهجها والقت الاكرت بدهشة وقالت بصدمة مل تغب عن صوهتا‬
‫• فارس !‬
‫نطقت بأمسه بدهشة وصدمة مل تغب عن صوهتا ‪ ..‬مل يس توعب عقلها فعلته‬
‫‪..‬ملا يبعث الهيا الان بتكل الزهور ؟ خشيت احلديث مع احدى شقيقاهتا‬
‫فأخذت هاتفها وحدثت رفيقهتا " شهرية "الىت اجابت بصوت انعس‬
‫• الو اي مريا‬
‫قالت مريا بلهفة وبداية باكء‬
‫• احلقيىن اي شهرية‬
‫انتفضت شهرية من نوهما وقالت بفزع‬
‫• ماكل اي حبيبىت فيىك ايه ؟ حد حصهل حاجة من عندك ؟ ما اكيد‬
‫موحش تكيش اان لسه ماش ية من خطوبتك‬
‫• الال لكهم خبري بس‬

‫‪75‬‬
‫• بس ايه وقعىت قلىب‬
‫• فارس بعتىل بوكيه ورد هينيىن خبطوبىت‬
‫• ايه ؟!‬
‫نطقهتا شهرية بدهشة فرسدت علهيا مريا الامر وغضبت شهرية وقالت‬
‫• اقفىل اي مريا واان هلكمه اخليه يلزم حدوده ويبعد عن طريقك اخلاين‬
‫ده‬
‫قالت مريا برجاء‬
‫• ايريت عشان بالل لو عرف مش هيعدهيا وخصوصا انه لسه‬
‫ميعرفش اىن كنت خمطوبة قبهل‬
‫حضكت شهرية وقالت‬
‫• ايه وقعىت وال ايه‬
‫• الال موقعتش بس همام اكن اان مش عايزة اخلطوبة بس عىل الاقل الزم‬
‫احرتم الراجل الىل دبلته ىف ايدى‬
‫قالت شهرية حبب‬
‫• ربنا هيديىك اي مريا وحينن قلبك عىل بالل ‪ ..‬وابلنس بة لفارس فاان‬
‫هلكمه يبعد عنك هناىئ‬

‫‪76‬‬
‫• ايوه ايريت ‪ ..‬جبد ربنا خيليىك ليا ويدميك من نعمه عليا‬
‫• وخيليىك ليا اي م ميى‬
‫قالهتا شهرية واغلقت مع صديقهتا وهاتفت " فارس "خطيب مريا السابق ‪..‬‬
‫رد بعد عدة دقائق فقالت شهرية بعنف وغضب‬
‫• اان مش قولتكل تبعد عن مريا وتسيهبا تمكل حياهتا اي فارس ؟‬
‫اعتدل " فارس " ىف جلس ته وقال بضيق‬
‫• ىف ايه اي شهرية متصةل بيا و شغاةل زعيق ليه ؟‬
‫قالت شهرية بغضب‬
‫• بقى مش عارف معلت ايه خيليىن ازعق ‪ ..‬قولتكل مليون مرة ابعد‬
‫عن مريا اي فارس وسيهبا تعيش حياهتا كفاية اجلرح الىل س ببهتولها ‪..‬‬
‫خالص مريا اختطبت‬
‫حضك فارس ابس هتجان قائال‬
‫• خلصىت الكمك ؟‬
‫• ال لسه وايريت تبطل انك تبعت ورد وحراكت املراهقة دى الهنا‬
‫خالص خمطوبة وبتحب خطيهبا ‪ ..‬سالم‬
‫قالهتا بغضب واغلقت الهاتف ىف وهجه ‪ ..‬فهو ىف نظرها رجل دئن فهو مل‬
‫يعطى صديقهتا السعادة واحلب وخاهنا مع اخرى والان عندما خطبت لبالل‬

‫‪77‬‬
‫يريد افساد تكل السعادة ‪ ..‬اختذت شهرية قرار مبحاوةل حامية سعادة صديقهتا‬
‫همام تلكف الامر ‪.‬‬
‫اغلقت معه وحدثت مريا تطمئهنا الىت زفرت ابرتياح واغلقت مع رفيقهتا‬
‫وجدت رساةل من بالل حمتواها " ايريت نتقابل بكرة بعد الشغل ىف الاكفيه‬
‫الىل عىل النيل ‪ ..‬عىل فكرة اان مس تأذن انلك عز ‪ ..‬هستناىك اي مريا "‬
‫اغلقت مريا الرساةل بتعجب ووضعت الهاتف جبانهبا وقرأت الكتاب بذهن‬
‫شارد وىف الهناية استسلمت للنوم ‪.‬‬
‫***‬
‫خرجت ترتدى املنشفة اخلاصة هبا وارتدت مالبسها وعقصت شعرها عىل‬
‫شلك ذيل فرس ‪ ..‬فاليوم اكن مرهق ابلنس بة الهيا ‪ ..‬اعدت كوب من‬
‫النعناع وجلست عىل مكتهبا وفتحت دفرت بعنوان " اىل أىم " دمعت عينا‬
‫رمي وىه تفتح ذكل ادلفرت اذلى تكتب فيه احداث يوهما ابلتفصيل لوادلهتا‬
‫الراحةل وكهنا ترسدها عىل مسامعها ‪ ..‬بدأت الكتابة فيه قائةل‬
‫• ماما حبيبىت وحش تيىن اوى ‪ ..‬مفتقداىك اي ماما ومفتقدة حضكتك‬
‫وقعادى معاىك ‪ ..‬ساحميىن اي حبيبىت معرفتش اكتب الاكم يوم الىل‬
‫فاتوا عشان كنت مشغوةل مع البنات ىف التجهزيات الىن تقريبا خدت‬
‫ماكنك معامه اي حبيبىت‬
‫دمعت عيناها وكتبت ابشتياق‬

‫‪78‬‬
‫• الهناردة اكن خطوبة نورين و روز ومريا ‪ ..‬شوفىت الصغريين كربوا‬
‫ازاى ‪ ..‬اختطبوا لناس كويسني اوى اي ماما ربنا بس هيدهيم عىل بعض‬
‫وحيبوا بعض‬
‫مسحت دموعها الىت اغرقت الصفحات اماهما وكتبت‬
‫• حببك جدا وايرب تكوىن راضية عىن اي اىم وربنا يعيىن احافظ عىل‬
‫الاربع اماانت الىل س بتهيم ومشيىت ‪ ..‬حببك‬
‫***‬
‫ارشقت الشمس بأشعهتا اذلهبية واستيقظ امجليع وذهبوا اىل اعامهلم ‪ ..‬وىف‬
‫مديرية امن القاهرة نرى مكتب " فريد " ونراه جيلس ويطالع بعض الاوراق‬
‫الهامة ىف معهل برتكزي حىت زفر بضيق قائال‬
‫• يعىن ايه الشحنة دخلت ومعرفناش نقبض عليه‬
‫هنض ووقف امام النافذة قائال‬
‫• ىف حلقة مفقودة ‪ ..‬الرشقاوى واصل لتفاصيلنا ازاى الا لو ىف‬
‫جاسوس بينا بس الفكرة هو مني ؟‬
‫ظل شاخصا برصه ىف الفراغ يدخن س يجارته برشاهة حىت قطع رشوده‬
‫صوت طرقات عىل الباب ‪ ..‬اذن للطارق ابدلخول فقال صديقه" امحد"‬

‫‪79‬‬
‫• ايه اي ابىن حد ىف ادلنيا تبقى خطوبته امبارح وجيىي الهناردة الشغل !‬
‫ال وكامن بتلكم نفسك‬
‫اس تدار هل فريد قائال بسخرية‬
‫• اوال امسها " تدبيسة "اثنيا بفكر ىف القضية‬
‫• الرشقاوى برضه ؟‬
‫• هو يف غريه‬
‫وضع صديقه يده عىل كتفه قائال‬
‫• شوف اي فريد انت ظابط كويس وتأكد ان القضية دى هتتحل عىل‬
‫ايدك‬
‫ابتسم فريد فأمكل صديقه ممازحا‬
‫• يال اي مع قوم امىش وفسح خطيبتك وسيبك من اهلم ده‬
‫حضك فريد بشدة وقال‬
‫• انت طيب اوى وىه خطيبىت هتبقى فاضية دى تالقهيا بتعاجل البقرة‬
‫• هههههه اي مع خلهيا عليك‬
‫***‬

‫‪80‬‬
‫جلست تعبث ىف بعض الاوراق بعدم تركزي حىت انتهبت عىل صوت "‬
‫رشيف "قائال‬
‫• مش ىف املود ليه اي بومة ؟‬
‫حجظت عينا " رمي " بدهشة هل فعال انداها ب " البومة ! "من يظن‬
‫نفسه ليقتحم حياهتا وذكل السور الشائك اذلى احاطت به نفسها ؟ اثرت‬
‫ىف وهجه واقرتبت من مكتبه ىف غري وعى قائةل حبدة‬
‫• اان عايزة اعرف انت فاكر نفسك مني عشان تتعامل معااي كدة‬
‫وتش يل الالقاب ما بينا‬
‫رفع رشيف حاجبيه وقال بدهشة من ثورهتا‬
‫• هو اان معلت ايه عشان الثورة دى لكها ؟ ده اان لقيتك رسحانة‬
‫ومتضايقة سألتك من ابب الزماةل حىت اي س ىت‬
‫رصخت به وقالت‬
‫• اان مس تغنية عن زمالتك وايريت تلزم حدودك وحدود وظيفتك وبس‬
‫مل جيب علهيا وفضل الصمت فأحياان يكون الصمت ابلغ من احلديث ‪ ..‬قطع‬
‫الصمت اذلى فرضاه صوت صديقة رمي تسألها اى ىشء ترغب ىف تناوهل‬
‫فقالت رمي بعفوية وقد ملعت عيناها بربيق امحلاس‬
‫• كرشى اي سلمى‬

‫‪81‬‬
‫اقرتبت " سلمى " مهنا وحتسست جهبهتا وقالت‬
‫• ال سل مية اهو‬
‫حضكت رمي دلرجة اهنا ااثرت تعجب رشيف اذلى نظر الهيا بشغف وقالت‬
‫• ال اان سل مية متقلقيش ‪ ..‬املهم عايزة كرشى ومن غري شطة عشان‬
‫مبحهباش‬
‫• حارض – نظرت اىل رشيف متسائةل – حتب تتغدى ايه اي‬
‫بشمهندس‬
‫قال رشيف وهو ينظر لرمي اببتسامة غريبة‬
‫• كرشى اي بشمهندسة بس شطة بره‬
‫حضكت سلمى وقالت مبرح‬
‫• خالص يبقى احنا الثالثة كرشى‬
‫قالت رمي‬
‫• اسأىل مريا هتالك معاان وال ﻻ اي سلمى‬
‫التفتت سلمى الهيا وقالت مبرح‬
‫• مريا مش فاضيالنا دى هتالك مع خطيهبا‬

‫‪82‬‬
‫غادرت سلمى ضاحكة وتركت خلفها رمي تبتسم ابرحيية ورشيف يبتسم‬
‫خببث خملطط ما طرأ ىف عقهل !‬
‫***‬
‫"شكرا انك جيىت "‬
‫نطقها " بالل "وهو ينظر ملريا ابمتنان لقبولها طلبه للغداء معه ‪ ..‬رفعت‬
‫مريا وهجها وىه تفرك كفهيا بتوتر قائةل‬
‫• طلبت تقابلىن ليه اي دكتور ؟‬
‫تبسم بالل وقال‬
‫• اوال احنا خمطوبني يعىن نش يل الالقاب ‪ ،‬اثنيا اان حبيت اقابكل‬
‫عشان مينفعش نكون خمطوبني ومنعرفش حاجة عن بعض‬
‫حضك قائال‬
‫• اان لك الىل اعرفه عنك ان امسك مريا عز ادلين وهمندسة ديكور ىف‬
‫رشكة وادلك غري كدة معرفش ‪ ..‬معرفش انىت س نك قد ايه وال‬
‫بتحىب ايه وال بتكرىه ايه وال اكن ىف حياتك عالقات قبىل وال‬
‫مفيش ‪ ..‬واظن ان طاملا دبلىت ىف ايدك يبقى الزم اعرف عنك لك‬
‫ده اي مريا‬
‫توترت مريا ومسحت عىل وهجها وقالت‬

‫‪83‬‬
‫• ممكن اسأكل سؤال‬
‫• يؤجل‬
‫• نعم !‬
‫نطقهتا بدهشة فقال هو‬
‫• دلوقىت جتاوىب وبعد ما ختلىص هجاوبك اان عىل لك اس ئلتك‬
‫اومأت مريا برأسها وقالت‬
‫• امممم عندى ‪ ٢٤‬س نة ‪ ..‬اما حبب ايه وبكره ايه هسيبك تس تكشفه‬
‫لوحدك النك شلكك انوى عىل اخلطوبة واان مش هحرمك من‬
‫الاحساس الرصاحة بس هفركشها صدقىن ‪ ..‬اه كنت مرتبطة قبكل‬
‫بعالقة خطوبة بس فسخهتا من س نة النه اكن خاين ومن ساعهتا واان‬
‫شايفة الرجاةل لكها عرر‬
‫نطقت لكمهتا الاخرية ابس هتزاء والحظ بالل ذكل ىف صوهتا فقال‬
‫• شلكك مش قبالىن كخطيبك ‪ ..‬خالص اان لقيت حل ‪ ..‬اان‬
‫هصاحبك الاول‬
‫• احرتم نفسك اي قليل الادب‬
‫قالهتا مريا بغضب وىه متسك حبقيبهتا لتغادر فأمسك بالل بيدها ل مينعها من‬
‫املغادرة فقالت بغضب‬

‫‪84‬‬
‫• انت فاكرىن ايه اي دكتور ‪ ..‬اان مريا عز ادلين فوق !‬
‫اجلسها بالل وقال مبرح‬
‫• وهللا انىت دماغك شامل ! اان مش قصدى هصاحبك ابملعىن الىل‬
‫فهمتيه – حضك قائال ‪-‬اان خطبتك يعىن اتدبست عىل طول ههههههه‬
‫اان قصدى صداقة زى سلمي وساىل كدة‬
‫قالت مريا بتعجب واحض‬
‫• ليه ؟‬
‫اخذ بالل نفسا معيقا قائال‬
‫• اوال اان ش به وحيد ماليش حصاب ال ش باب وال حىت بنات وعاجبىن‬
‫جدا عالقة صداقة سلمي بساىل وانىت مش متقبالىن كخطيب‬
‫الحساسك اىن اتفرضت عليىك عن طريق وادلك فنبقى اصدقاء ولو‬
‫هنخرس بعض كزوجني مس تقبليني نكسب بعض كصدقاء‬
‫• موافقة‬
‫• ليه ؟‬
‫اطرقت مريا رأسها وقالت‬

‫‪85‬‬
‫• بالل اان مش معرتضة عليك انت كشخص اان معرتضة عىل الطريقة‬
‫وان اباب حمرتمش اىن رافضة الارتباط لكن انت كصديق هتكون‬
‫صديق كويس جدا‬
‫حضك بالل وقال مبرح‬
‫• اذا اتفقنا اي صديقىت الغالية‬
‫• اتفقنا اي صديقى العزيز‬
‫ابتسم بالل وقال برشود‬
‫• عىل فكرة اان حبسد انلك عز عليمك‬
‫رفعت مريا حاجبهيا بدهشة قائةل بتساؤل‬
‫• ليه‬
‫• عشان عنده بنات زيمك شايفينه الس ند والامان ‪ ..‬مشوفتيش نفسك‬
‫من شوية وانىت بتنطقى امسك وبهتدديىن كنىت كنك بتتحاىم ىف‬
‫وادلك ‪ ..‬اان نفىس اجيب بنات عشان احس ابالحساس ده‬
‫تبسمت مريا وقالت‬
‫• اباب ده لك حاجة ىف دنيتنا – انتهبت وقالت بتحدى – قولتىل اجىل‬
‫سؤاكل لالخر عشان انساه لكن اان فاكراه وم متسكة بيه‬
‫حضك بالل فقالت ىه‬

‫‪86‬‬
‫• انت ليه م متسك بيا اي بالل‬
‫مصت بالل بعض الوقت مث قال‬
‫• النك اختيار وادلى واان مبحبش اعىص امر ليه ‪ ..‬فهمىت اي مريا‬
‫قال تكل امجلةل جلعلها تصمت عن سؤالها اذلى يؤرقه منذ رأها ‪ ..‬مل‬
‫اختارها وم متسك هبا رمغ انه ال حيهبا ؟ !‬
‫***‬
‫نظرت اليه بغيظ واحض اما هو فيضحك بربود اس تفزها ‪ ..‬ظال هكذا حىت‬
‫نطقت ىه حبدة‬
‫• ايريت تنجر اي اكبنت " ظافر "عشان ورااي مواعيد هممة وكامن اباب ما‬
‫يعرفش اىن معاك‬
‫حضك ظافر وقال‬
‫• متقلقيش انلك عز عارف انك معااي ‪ ،‬وبعدين متضايقة ليه اي وردىت‬
‫من وجودك معااي‬
‫غضبت " روز "وقالت‬
‫• اان مش وردتك اي ظافر بيه ‪ ..‬اان امسى روز وحبب امسى جدا ‪ ..‬اان‬
‫نفىس اعرف انت ايه اي اىخ ؟ يعىن عارف اىن ما بطيقكش ومصمم‬
‫عليا ليه ما نفسخ اخلطوبة وخنلص‬

‫‪87‬‬
‫امسك ظافر معصمها بغضب وقال‬
‫• نفسخ اخلطوبة بعد يوم واحد انىت عايزة الناس تقول علينا ايه‬
‫حسبت روز يدها ورصخت به قائةل‬
‫• الناس هيقولوا ايه ‪ ..‬اللكمة الىل بكرهها الناس ‪ ..‬الناس ماهلم حبياتنا‬
‫اصال ليه متدخلني فهيا ليه احنا مرتبيني عىل الناس هتقول ايه ليه‬
‫بنعمل حساب للناس هاه ؟ تقدر تقوىل الناس بيكونوا فني ملا بنقع ىف‬
‫مصيبة ؟ بيتفرجوا وبس عشان ىف الاخر جيىي واحد زيك يقول‬
‫الناس هتقول ايه‬
‫• روز متغرييش املوضوع‬
‫• اان مبغريش املوضوع اي ظافر اان موضوعى اثبت وهو اىن هلل ىف هلل اي‬
‫اىخ مبطيقش اشوفك ‪ ،‬اصل الناس ‪ ٣‬أنواع ‪ ..‬انس تشوفها تكرهها‬
‫وبعد كدة حتهبا ملا تعارشها وىف انس حتهبا وبعدين تكرهها ملا تعرفها‬
‫اكرث والنوع الاخري الىل انت مهنم وهو انس تشوفهم وتكرههم وملا‬
‫تعرفهم عن قرب تكرههم برضه س بحان هللا اي اىخ‬
‫نظر ظافر الهيا بدهشة وقال بصدمة مكررا‬
‫• الىل اان مهنم !‬
‫• اها‬

‫‪88‬‬
‫اقرتب ظافر مهنا ومل يراعى وجودمه ىف ماكن عام ‪ ،‬اصبحت انفاسه تلفح‬
‫وهجها ‪..‬امحر وهجها جخال من قربه هكذا ومال عىل اذهنا قائال‬
‫• عارفة اان مسوىن ظافر ليه ؟‬
‫مل يعطها فرصة للرد وقال هو ابرصار تراه للمرة الاوىل ىف عينيه‬
‫• واىم بتودلىن اان كنت مهوت ‪ ..‬احلبل الرسى اتلف حوالني رقبىت‬
‫خنقىن ‪ ..‬ادلكتور خرج قال لبااب شد حيكل الطفل مات‬
‫نظرت اليه روز برتكزي وقال هو ممكال‬
‫• بس اان ظفرت حبياىت ‪ ..‬اكتشفوا تنفىس البطئ ابلصدفة البحتة قبل‬
‫دفىن ‪ ،‬ساعهتا اباب هللا يرمحه سامىن " ظافر " عشان ظفرت حبياىت‬
‫وبقت من مضن صفاىت اىن ملا بعوز حاجة بوصلها وانىت شلكك‬
‫هتكوىن من مضن الىل بظفر بهيم وهتكوىن معااي مبزاجك اي روز‪،‬‬
‫اوعدك‬
‫ابتعد عهنا وبقيت ىه عىل حالهتا من ادلهشة وامحرار الوجه ‪ ،‬ال يعمل ملا‬
‫قص علهيا تكل احلاكية ومل هو م متسك هبا وم متسك ابلظفر هبا ‪ ..‬هل النه‬
‫عشقها ام لهنا الانىث الوحيدة اليت اس تفزت رجولته ؟‬
‫قطع موجة التفكري الىت تعصف بلك مهنام صوت رنني هاتف روز الىت‬
‫توترت فور رؤيهتا الرمق وغادرت مرسعة ‪ ..‬وضع ظافر احلساب وركض‬
‫خلفها فسمعها تقول بطمأنينة‬

‫‪89‬‬
‫• ايوه اي حبيىب ‪ ..‬معلش غصب عىن خالص ربع ساعة وهكون عندك‬
‫‪..‬الال هنخرج متقلقش انت بس‬
‫ركبت س يارهتا وقادهتا اما ظافر فوقف عدة دقائق حيدق هبا وحياول‬
‫استيعاب حديهثا قبل ان يس تقل س يارته ويتتبعها وهو يقول بغضب‬
‫• حبيبك ! ماىش اي روز اما اشوف انىت راحية عيل فني ؟‬
‫ظل يتتبعها بس يارته حىت وصلت اىل بناية واوقفت الس يارة وترجلت مهنا‬
‫برسعة قبل ان يباغهتا بيده تقبض عىل معصمها قائال بغضب‬
‫• راحية فني اي روز ؟‬
‫انتفضت روز اثر ملس ته املباغتة وتلفتت حولها قائةل بذعر‬
‫• ظافر ! انت جيت هنا ازاى‬
‫• ملكيش دعوة اان جيت ازاى املهم انىت راحية فني‬
‫مل جتيبه ودق هاتفها بنفس الرمق فاخطتفه مهنا وقال أمرا‬
‫• ردى‬
‫انتفضت روز وردت عىل الهاتف وقالت ابرتباك‬
‫• الو ‪ ..‬ال اان حتت اهو اس تأذن انت بس من انلك وانزل ‪ ..‬طيب متام‬
‫اي حبيىب‬

‫‪90‬‬
‫حسبت يدها بعنف من يد ظافر وقالت بقوة‬
‫• امىش اي ظافر‬
‫نظر الهيا بغضب وقال صارخا‬
‫• امىش ! عايزاىن اسيب خطيبىت تقابل حبيهبا وتقوليىل امىش ال اي‬
‫هامن اان واقف حلد ما يزنل البيه الىل انىت س بتيىن ومشيىت عشانه‬
‫والىل واقفة دلوقىت حاال مس تنياه‬
‫قالت روز بغضب‬
‫• اي اىخ اان مش عايزاك ومش ساحمة بتدخكل ىف حياىت ‪ ،‬انت مني‬
‫اصال اداك احلق انك متىش ورااي وال انك متسك ايدى وال لك الىل‬
‫انت عاملته ده ‪ ..‬هاه رد اي اكبنت ظافر‬
‫اقرتب مهنا وامسك ذراعها وقال‬
‫• انىت بتاعىت اان وبس وختصيىن اان وبس ‪ ..‬اان راجل مش كوبرى‬
‫واخداه ترىض ابوىك وتدورى براحتك‬
‫صفعته روز عىل وهجه بعنف وقالت بغضب‬
‫• اان روز عز ادلين ال ميكن متتلكىن اي ظافر وال ميكن تظفر بيا ‪ ،‬اان‬
‫مفيش حد يقدر ميس ىن بلكمة من الالكم اىل انت قولته ده وصدقىن‬
‫هندمك عليه‬

‫‪91‬‬
‫اكد ظافر ان جييهبا ولكن اىت طفل واحتضن روز قائال بطفوةل‬
‫• اتأخرت عليىك اي روز ؟‬
‫حضكت روز للطفل ونظرت لظافر بغضب اذلى انزل رأسه حرجا وقالت‬
‫• ال ابدا اي حبيىب‬
‫تبسم الطفل وذهب اىل ظافر وقال‬
‫• اان " زين " عندى ‪ ٩‬س نني – نظر اىل روز قائال ‪-‬مني ده ؟‬
‫اقرتب ظافر من زين ووضع يده عىل شعره قائال بلهجة مرحة‬
‫• اكبنت ظافر زيدان خطيب روز‬
‫حضك زين وقال مبرح‬
‫• اباب اجلديد‬
‫تبسم ظافر وارتبكت روز واشارت لزين ليصعد س يارهتا واس تجاب‬
‫الصغري لها واكدت تصعد حىت قال ظافر بأسف‬
‫• اان اسف اي روز ‪ ،‬فعال مكنتش اعرف انه طفل‬
‫• املبدأ واحد اي ظافر ولو مسحت اان م متسكة بفسخ اخلطوبة وهلكم اباب‬
‫ابلليل يلكم انلك عبد الكرمي نهنىى املوضوع‬
‫• اديىن فرصة اان عارف اىن فهمت غلط لكن اكن غصب عىن‬

‫‪92‬‬
‫زفرت روز وقالت‬
‫• ظافر لو مسحت اان عايزة اروح لزين عشان ليه معاد رجوع معني واان‬
‫عايزة اقعد معاه شوية‬
‫نظر ظافر لزين وجده يبتسم هل بطريقة جعلت ظافر يضحك وقال‬
‫• ممكن اىج معاكوا ؟‬
‫وقبل ان جتيب روز اجاب زين قائال بفرحة ورجاء لروز‬
‫• ايريت اي انلك‬
‫وجدت روز الصغري سعيد بعرض ظافر فوافقت عىل مضض وركب امجليع‬
‫س يارة ظافر اذلى قال اببتسامة‬
‫• هاه هرنوح فني بقى ؟‬
‫حضك زين قائال بفرحة‬
‫• املالىه طبعا‬
‫فتح ظافر الاغاىن وتبسم امجليع وانطلقوا اىل مدينة الالعاب ابلصغري لعهل‬
‫يصلح بني الكبار‬
‫***‬

‫‪93‬‬
‫جتلس بضجر امام التلفاز فلك ىشء حولها ممل ‪ ..‬شقيقاهتا ىف اعاملهن‬
‫وكذكل ولدلها وىه مبفردها ‪ ،‬امسكت هباتفها واتصلت ب " سلمي "مل‬
‫جييب الا بعد عدة دقائق فقالت‬
‫• عامل ايه ايض ؟‬
‫لوى سلمي شفتيه وقال‬
‫• زفت وامحلد هلل‬
‫• اي ساتر ايرب ليه كدة ؟‬
‫حضك سلمي بسخرية قائال‬
‫• انىت شايفة حاجة ىف حياىت ماش ية حص دلرجة اىن ابقى مبسوط‬
‫ومنشكح ؟‬
‫• امممم ده شلكه موضوع كبري‬
‫• جدا‬
‫• طيب قوم البس واان هلكم اباب اس تأذنه ونزنل اي صديقى‬
‫• ماليش نفس اروح حتة اي ساىل جبد‬
‫• مش مبزاجك اي خواي ‪ ..‬معاك نص ساعة تكون لبست وعديت عليا‬
‫اتخدىن‬

‫‪94‬‬
‫قهقه سلمي وقال‬
‫• اه شلك الىل بنعمهل ىف الناس هيطلع علينا‬
‫• ابلظبط كدة هههههههه يال البس‬
‫اغلقت ساىل معه الهاتف وحدثت وادلها واس تأذنته ابخلروج معه فأذن لها‬
‫طاملا اهنا مع سلمي فهو مطمنئ وابلفعل ارتدى لك مهنام مالبسه ووقف‬
‫ينتظرها امام مزنلها ‪ ..‬حيته وصعدت جبواره وقالت بلهجة امرة‬
‫• عىل املالىه اي اخ‬
‫فغر سلمي فاهه فقالت مبرح‬
‫• اطلع واجنز اي سلمي‬
‫ادار سلمي حمرك س يارته وانطلق اىل مدينة الالعاب وسط حضاكهتم معا عىل‬
‫لك ىشء !‬
‫***‬
‫اتت سلمى ابلطعام وانرصفت اىل مكتهبا وتركت " رمي " و" رشيف "معا‬
‫يأالك ‪ ،‬ذهبت رمي اىل دورة املياه لتغسل يدهيا فابتسم رشيف واقرتب من‬
‫طعاهما وقال خببث‬
‫• هوريىك اي رمي‬

‫‪95‬‬
‫فعل ما اراده ورجع اىل مقعده يألك ىف هدوء واتت رمي ورشعت تألك‬
‫حىت انتفضت صارخة والقت الطعام فامي حضك رشيف حىت دمعت عيناه‬
‫وهنا فهمت انه من فعل هبا ذكل فاقرتبت من مكتبه ورضبته بقبضهتا قائةل‬
‫بغضب‬
‫• انت عايز مىن ايه‬
‫حضك رشيف وقال ابس هتزاء‬
‫• هعوز منك ايه يعىن ؟ فيىك ايه يعىن اكون عايزه ؟ اوعى تكوىن‬
‫فاكراىن حببك وال حاجة ؟‬
‫قالت رمي بعنف‬
‫• اان افتكرك انت بتحبىن اان ! اان مش حمتاجة حد ىف حياىت اصال اي‬
‫بشمهندس اي حمرتم ‪ ،‬لك الوضع انك متدخل ىف حياىت زايدة عن‬
‫اللزوم – امكلت بغضب ‪-‬ومش خفة دم انك حتطىل شطة واان اصال‬
‫مبحهباش‬
‫ابتسم بسخرية وقال‬
‫• هههههه معاىك حق اان مينفعش احب راجل‬
‫وقفت رمي حمدقة به عدة ثواىن قبل ان تنطق بصدمة‬
‫• راجل !‬

‫‪96‬‬
‫اومأ رشيف برأسه وقال‬
‫• اه راجل انت مشوفتيش منظرك ابلبناطيل اجليزن وتيشرياتت اخوىك‬
‫الىل فوقهيا وشعرك الىل عىل طول مربوط ووشك الىل مفهيوش‬
‫مكياج‪ ،‬ده اان فيا انوثة عنك‬
‫قالت رمي بثبات وحتدى‬
‫• طيب كويس اىن راجل عشان ميكونش فيه اتنني س تات ىف املكتب‬
‫اي‬
‫هنضت وامسكت حقيبهتا واجتهت حنو الباب وامكلت بسخرية‬
‫• اي بشمهندسة‬
‫غادرت رمي وتركته خلفها يش يط غضبا من حديهثا فهىى ردت هل الصاع‬
‫صاعني ! مبجرد لكمة!‬
‫***‬
‫اكنت جتلس وتعاجل جرو صغري ومتزح معه وتضحك بشدة حىت دلفت‬
‫صديقهتا وقالت‬
‫• وشك زى القمر هو الىل بيتخطب بيحلو كدة‬
‫لوت نورين شفتهيا وقالت‬
‫• منار غريى السرية هللا يبارلكك‬

‫‪97‬‬
‫قهقهت منار وقالت من بني حضاكهتا‬
‫• اي مفرتية ده زى القمر وشلكه بيحبك مشوفتهيوش امبارح وهو‬
‫بريقص معاىك وحاضنك كنك هتطريى منه وال لك البنات عيوهنا‬
‫اكنت هتطلع عليه وبيحسدوىك عليه‬
‫حضكت نورين ومل تعقب فقط تذكرت ان ذكل العناق اكن ابالكراه‬
‫الس تفزازها ! اس مترت نورين فامي تفعهل حىت دق هاتفها ابمس فريد فأجابت‬
‫بضيق‬
‫• خري عايز ايه‬
‫مل تتلقى الاجابة املعتادة من فريد ىف مثل ذكل الامر ولكن ااتها صوته قائال‬
‫• اان طالع مأمورية خطر لو رجعت مهنا هعمكل لك الىل انىت عايزاه‬
‫لكن لو مرجعتش يبقى اخلطوبة اتفسخت لوحدها وخلصىت مىن اي‬
‫دكتورة الهبامي ‪ ..‬ادعيىل اي نورين‬
‫اهنىى املاكملة ومل ينتظر اجابة مهنا ‪ ،‬اعادت االتصال مرة اخرى وجدت‬
‫الهاتف مغلقا زفرت بضيق وظلت تدعو هللا تعاىل لينجيه فقالت منار‬
‫اببتسامة‬
‫• لك اخلضة وادلعاوى دى ومش طايقاه ! اومال لو كنىت بتحبيه كنىت‬
‫معلىت ايه ؟‬

‫‪98‬‬
‫قذفت نورين كوب بالستيك ىف وهجها وحضكت منار بشدة عىل تكل‬
‫العنيدة الىت تدعو هللا هل لينجيه‪.‬‬
‫***‬
‫ىف مدينة الالعاب تقف روز ممسكة ببعض املقرمشات وجبانهبا ظافر اذلى‬
‫ينظر لزين اذلى يشري هلام من احد الالعاب بسعادة ‪ ..‬تنحنح ظافر وقال‬
‫• اتبنتيه من اكم س نة ؟‬
‫انتهبت روز هل وقالت‬
‫• اان كفلته متبنتوش ىف فرق‬
‫قال ظافر بدون وعى حديث للنىب صىل هللا عليه وسمل‬
‫• قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل " اان واكفل اليتمي كهاتني ىف اجلنة‬
‫واشار ابلس بابة والوسطى وفرق بيهنام قليال "‬
‫تبسمت روز فأمكل هو قائال‬
‫• هو لقيط وال يتمي ؟‬
‫قالت روز مرسعة‬
‫• يتمي طبعا – اغروقت عيناها ابدلموع ونظرت للصغري – ابابه اتوىف‬
‫ىف حادثة وهو عنده س نة ‪ ،‬وادلته اكنت بتحبه اوى جالها اخلرب‬
‫اجتننت وخرجت ترصخ ىف الشوارع تدور عىل جوزها مش مصدقة‬

‫‪99‬‬
‫انه مات واكنت النتيجة ان اههل خدوا مرياثه من وادله ورموا امه ىف‬
‫مستشفى اجملانني وودوه دار ايتام‬
‫نظر ظافر للصغري ابشفاق وقال بأىس‬
‫• ال حول وال قوة الا ابهلل ىف انس كدة ؟‬
‫• اه فيه اي ظافر ‪ ..‬ملا الطمع يس يطر عىل النفوس دلرجة اهنم يرموا ابهنم‬
‫ىف دار ايتام مستىن اللقمة واللبس من حد غريب يشفق عليه وال‬
‫ميبقاش مس تقبهل مضمون وال حىت ربنا يوقعه ىف مدير دار يرضبه‬
‫ويطلع عينه يبقى فيه‬
‫• ممكن اكفهل معاىك ؟‬
‫نظرت اليه روز بدهشة وقالت برصامة‬
‫• ال طبعا‬
‫قال ظافر مبرح حماوال اقناعها‬
‫• ليه عايزة تدخىل اجلنة لوحدك وال ايه ؟‬
‫تبسمت فأمكل هو‬
‫• مش رشط الكفاةل تكون مادايت بس ‪ ،‬اىن اديهل حنان كنه ابىن ده‬
‫كفاةل اىن اوهجه وانصحه دى كفاةل ليه عىل فكرة ‪ ،‬هاه بقى اكفهل‬
‫معاىك ؟‬

‫‪100‬‬
‫حضكت روز ومل تتحدث ف متمت ظافر خبفوت‬
‫• فعال وردة بتدى حياتنا معىن !‬
‫ونزل زين وجلس معهام عىل احد املقاعد فقال ظافر‬
‫• اتبسطت اي زيزو ؟‬
‫احتضنه زين وقال حبامس‬
‫• جدا اي انلك‬
‫اش تد ظافر عىل احتضانه وقال بسعادة‬
‫• ممكن نكون حصاب بقى اي زين ؟‬
‫اومأ زين برأسه بسعادة فقالت روز مشاكسة‬
‫• خالص اتصاحبت عىل ظافر اي زيزو ونسيت روز حبيبتك ؟‬
‫احتضهنا زين وقبلها وحضكت ىه بطريقة جعلت ظافر ينظر الهيا كنه يراها‬
‫للمرة الاوىل بشعرها البىن املتطاير وعيناها البنيتان الواسعتان ونظارهتا‬
‫الطبية الىت حتمهيام وبرشهتا الروز الرائعة الىت متزيها عن سائر النساء الالىت‬
‫رأهن من قبل ‪ ،‬انتهبت لنظراته فأمحرت وجنتاها جخال مما زادها جامال‬
‫وعفوية فتنحنح ظافر حبرج واجلس زين عىل قدمه وسأهل‬
‫• قوىل بقى انت نفسك تطلع ايه‬

‫‪101‬‬
‫تبسم الصغري وقال‬
‫• طيار‬
‫قهقه ظافر وقال بفخر‬
‫• زىي‬
‫اتسعت عينا زين ابنهبار وقال‬
‫• جبد اي انلك ؟‬
‫اشار ظافر لروز لتؤكد عىل الكمه فاومأت برأسها للصغري اذلى احتضن‬
‫ظافر بفرحة عارمة فقال ظافر بتلقائية للصغري ىف اذنه‬
‫• ملا نتجوز اان والبت دى هاخدك معاان بس متقولش حلد بقى‬
‫مغز للصغري ليصمت وحضاك معا ان روز مل تسمعهم ‪ ،‬اما روز فاكنت هتاتف‬
‫ساىل الىت اجابت قائةل ابعتذار‬
‫• سورى اي روز كنت ىف الصاروخ معرفتش ارد‬
‫حضكت روز وقالت‬
‫• وال هيمك اي سوىل املهم عايزاىك تيجى اان قصاد الفناجني عشان زين‬
‫عايز يشوفك‬
‫• حبيب قلىب اي انس بعشقه اان‬

‫‪102‬‬
‫قالهتا ساىل بضحكة فقال سلمي بضيق‬
‫• مني ده ايخىت ؟‬
‫التفت لسلمي وقالت بضحكة‬
‫• زيزو مع روز وظافر عند الفناجني‬
‫ابتسم سلمي وقال‬
‫• خالص اقفىل مع روز وقوليلها ‪ ١٠‬دقايق ونكون عندمه‬
‫اهنت املاكملة مع شقيقهتا وسارت معه حىت وصال الهيم ‪ ..‬احتضن سلمي‬
‫صديقه بود ومن مث احتضن زين اذلى جذبته ساىل من احضانه لتداعبه‬
‫وقىض امجليع اليوم معا ىف مدينة الالعاب بسعادة جعلت امجليع يتناىس توتر‬
‫الاجواء من حوهلم وانهتىى الوقت رسيعا واعادوا زين اىل دار الايتام ورحل‬
‫امجليع اىل منازهلم‪.‬‬
‫***‬
‫املزنل هادئ عىل غري العادة ! اللهم اجعهل خريا ‪ ،‬حدث عز ادلين نفسه‬
‫بتكل اللكامت وهو يرى مزنهل الهدوء يغلفه ‪ ..‬دلف اىل جحرة " ساىل "‬
‫وجدها تتحدث ىف الهاتف مع احدى صديقاهتا وتقص علهيا احداث اليوم‬
‫املمتع ‪ ،‬انتهبت لوادلها وهزت رأسها واكدت تغلق الهاتف ولكنه منعها وغادر‬
‫مبتسام ودلف اىل جحرة "نورين " وجدها غاضبة وتنطق ابمس " فريد "‬
‫بغضب واحض وتوعد ملا فعهل هبا ! غادر الغرفة مرسعا خوفا من احلديث معه‬

‫‪103‬‬
‫حول فسخ اخلطبة وانه السبب هبا وتكل الاحاديث الىت ال متل من تكرارها‬
‫لكام رأته !‬
‫فعل الامر ذاته مع "روز" و"مريا " واكن الهدوء يسود الاجواء حىت دلف‬
‫اىل جحرة " رمي "وجدها جالسة تشاهد مسلسلها املفضل ولكهنا غري منتهبة‬
‫هل ابملرة ! الحظ امتالء عيناها ابدلموع فقال رمبا تبىك عىل مشهد مؤثر ىف‬
‫ذكل املسلسل البائس ‪ ..‬اقرتب مهنا وقال ممازحا اايها‬
‫• احلقى اي رميو كراشك بيخونك مع مراته !‬
‫مل تضحك رمي بل اهنا مل تنتبه هل ابملرة مما ااثر تعجبه فهىى غري منتهبة لىشء !‬
‫ما بتكل الفتاة !رفع صوته مرة اخرى حىت انتهبت من رشودها والحظت‬
‫وجوده جفلس جبانهبا وقال هبدوء مقراب رأسها اليه وماحسا دموعها الىت‬
‫هبطت بيده‬
‫• ماكل اي حبيبىت ؟‬
‫بكت رمي بشدة ىف احضان وادلها وكهنا اكنت تنتظر جميئه لالختباء ىف‬
‫احضانه والاحامتء به من العامل ‪ ،‬تس متد اماهنا وقوهتا منه ‪ ..‬هو ذكل الرجل‬
‫اذلى افىن معره ىف اسعادها‪.‬‬
‫بكت طويال عىل صدره كام مل تبىك من قبل حىت رفع وهجها ومسح دموعها‬
‫وقال بلهفة‬

‫‪104‬‬
‫• مني زعكل بس واان اهد ادلنيا فوق دماغه ؟ ال عاش وال اكن الىل‬
‫يزنل دمعة من عيونك واان عايش عىل وش الارض اي رمي‬
‫ظلت تبىك حىت قالت من بني شهقاهتا‬
‫• اباب اان هقدم اس تقالىت من الرشكة وايريت تقبلها‬
‫نظر الهيا عز ادلين بدهشة وقال‬
‫• ايه ؟‬
‫مل تبدى اى دهشة وامكلت قائةل بباكء‬
‫• اباب هو اان وحشة ؟‬
‫نظر الهيا وادلها بدهشة مل يبدها لها وقال‬
‫• شالك وال مضموان ؟‬
‫• االتنني‬
‫رفع عز ادلين وهجها ونظر الهيا ب متعن وقال بغزل لرضاء فذلة كبده املتأملة‬
‫• حبياتك اي ودلى امرأة عيناها س بحان املعبود ‪ ..‬مفها مرسوم اكلعنقود ‪..‬‬
‫حضكهتا انغام وورود والشعر الغجرى اجملنون يسافر ىف لك ادلنيا ‪،‬‬
‫ده رد عبد احللمي وعز ادلين عىل جامكل اي امجل من رأت عيىن‬
‫احتضهنا وادلها مطمئنا اايها وامكل قائال‬

‫‪105‬‬
‫• اما بقى مضموان ‪ ..‬فانىت جوهرة اي رمي وهو الواحد ملا بيبقى عنده‬
‫جوهرة بيحطها عىل الرصيف وال بيحافظ علهيا ؟‬
‫اومأت برأسها اجيااب وقالت‬
‫• بيحافظ علهيا طبعا‬
‫• قوىل لنفسك بقى اي جوهرىت‬
‫رشدت رمي وامكلت حبزن‬
‫• اومال ليه بيعملوا معااي كدة ؟ ليه العيب بيكون فيا ؟‬
‫مل يفهم ما تعنيه فأمكلت ىه‬
‫• لكه بيحسس ىن اىن عانس وفاتىن سن اجلواز ‪ ،‬لكه بيحسس ىن ان‬
‫العيب فيا عشان لسه ما ارتبطتش حلد دلوقىت ‪ ،‬هو اان عشان‬
‫حمرتمة نفىس وشايفة ان لسه مفيش انسان مناسب ارتبط بيه ابقى‬
‫معقدة ووحشة وحبدف دبش ومفيش حد بيبصىل وال بيعربىن !‬
‫قالت لكمهتا الاخرية واهجشت ىف الباكء فأحتضهنا عز ادلين للمرة الىت ال‬
‫تذكر منذ باكهئا وقال‬
‫• مني الىل بيقول كدة اي جوهرىت ؟ حبيبىت انىت عاقةل ‪ ،‬بنت حص مش‬
‫عايزة تعيىش مرحةل وخالص ‪ ،‬انىت عايزة يوم ما تسلمى قلبك‬

‫‪106‬‬
‫تسلميه لالنسان الصح الىل هيمكل معاىك معرك لكه ‪ ،‬انىت الىل زيك‬
‫مش موجود اي رمي‬
‫قالت بصوت متقطع من بني باكهئا وشهقاهتا‬
‫• اان مسرتجةل اي اباب ؟ هو اان عشان ماليش ىف مياعة البنات واللبس‬
‫الضيق وامليك أب ابقى راجل ؟ !‬
‫• حبيبىت انىت حمرتمة ‪ ،‬انىت حمافظة عىل نفسك مش ماش ية بلبس يبني‬
‫اكرت ما مغطى وتقوىل حرية خشصية اصل اباب شايفىن كدة وال حىت‬
‫وشك حمتاج ميك أب كنك عروسة مودل ! انىت عيونك زرقا مجيةل‬
‫اوى ورموشك طويةل ووشك رائع جامكل هادى وطبيعى اي بنت‬
‫حورية – احتضهنا – مني الىل مزعكل اوى كدة ؟‬
‫• لك الناس اي اباب ‪ ،‬من شوية صاحبة ساىل اكنت بتتلكم معاها واان‬
‫اتدخلت ىف احلوار اقول رأىي قالتىل " اسكىت وخليىك ىف حاكل‬
‫وانىت اساسا القية حد يعربك " ولك حصاىب بعدوا عىن وخايفني عىل‬
‫أزواهجم مىن لك ده عشان ابقيىل ‪ ٣‬س نني وادخل ىف التالتني !‬
‫وخاالىت بيقولوىل اجتوزى ده انىت الىل ىف س نك اهمات من س نني !‬
‫والىل زاد وغطى ىس زفت الىل قاىل اىن راجل ‪ ..‬اان راجل !‬
‫قالت لكمهتا الاخرية واهجشت ىف الباكء مرة اخرى واحتضهنا وادلها وبعدها‬
‫رفع وهجها ومسح عرباهتا وقال مبزاح‬

‫‪107‬‬
‫• وفهيا ايه ملا تبقى راجل ىف الشارع وىف البيت احىل انىث ؟ خىل‬
‫جعفر مس يطر بره وطلعى رمي البنوتة جلوزك وبس ‪ ،‬يال اي جعفر‬
‫قوم حرضىل العشا وارجعى مكىل مسلسكل وشوىف كراشك اخلاين ده‬
‫حضكت رمي وربت عىل ظهرها برفق وامكل قائال‬
‫• مفيش حاجة ىف ادلنيا تس تاهل دمعة من عينيىك تزنل عشاهنا اي بنت‬
‫حورية‬
‫غادرت رمي غرفهتا مبتسمة وىه متسح دموعها ومل يفاحتها وادلها ىف العمل‬
‫وتركها لهتدأ وغادر اىل غرفة ساىل وقال بغضب‬
‫• ساىل اقفىل الفون ده وتعاىل هنا‬
‫• خري اي اباب ؟‬
‫• لك خري تعاىل‬
‫اهنت املاكملة وتوهجت اليه فصفعها عىل وهجها ! اغروقت عيناها ابدلموع‬
‫ونظرت اليه بصدمة فقال‬
‫• ده حق رمي من صاحبتك الىل هتقطعى عالقتك بهيا او تعتذر الختك‬
‫وتقبل اعتذارها‬
‫احتضهنا وربت عىل ظهرها ومسح دموعها معتذرا وقال‬

‫‪108‬‬
‫• حقك عليا اي حبيبىت بس اكن الزم اخد حق لك دمعة نزلت من‬
‫عيون رمي‬
‫تبسمت ساىل وحاولت التغلب عىل دموعها وقالت‬
‫• خرجهتا من حالهتا امه حاجة ؟‬
‫• اه وعايز منك خدمة اي سوىل‬
‫جلست جبانبه عىل الاريكة وقالت مبرح ال يناسب ما شعرت به منذ قليل‬
‫وقالت‬
‫• اؤمر اي عز بيه‬
‫حضك عز ادلين عىل مرح فتاته الىت تقبلت عقاهبا بصدر رحب واحتضهنا‬
‫ومهس بأذهنا مبا يريد وبعدها غادر غرفهتا مبتسام وعىل ابب الغرفة تقف "‬
‫مريا "مبتسمة ومعجبة بس ياسة وادلها احلنون الصارم ىف الوقت ذاته !‬
‫"عز ادلين " ذكل الاب اذلى مل يدع جمال لفتياته للبحث عن احلب‬
‫ابخلارج ‪ ،‬ذكل الرجل اذلى اعطاهن احلب واحلنان والاهامتم ‪ ..‬رضب عز‬
‫ادلين اروع الامثال ىف احتواء الاب لبناته ‪ ،‬فبعد وفاة زوجته اصبح اب‬
‫وام وصديق وحبيب ‪ ،‬اصبح مصدر الامان والوجه احلاىن والقاىس ىف‬
‫الوقت ذاته ‪ ..‬اصبح عدة اشخاص ىف خشص واحد !‬
‫انهتت رمي من اعداد الطعام والتف امجليع حول املائدة وتناولوا الطعام معا‬
‫وسط حضاكت امجليع وبعدها انرصف امجليع اىل غرفهم ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫***‬
‫جالس امجليع ىف غرفة " ظافر " فذكل يعترب اول جتمع هلم بعد اخلطبة ‪،‬‬
‫يلعب فريد ورشيف" باليس تيشن "ويلعب ظافر وسلمي وبالل " كوتشينة "‬
‫ويضحكون حىت قال ظافر‬
‫• قولتوىل كيدهن عظمي ومصدقتش‬
‫حضك فريد وقال‬
‫• ما قولنا روز هتطلع عينك‬
‫• وطلعت ايخواي‬
‫قال بالل جبدية‬
‫• بس انت غلطان عىل فكرة وواحدة غريها اكنت فعال فسخت‬
‫اخلطوبة مش كدة وال ايه‬
‫اكن موهجا حديثه لرشيف ولكنه اكن شاردا فوكزه بالل وقال بقلق‬
‫• رسحان ىف ايه ؟‬
‫انتبه رشيف من رشوده ونفى ان به ىشء ولكن سلمي قال انفيا‬
‫• ال فيه ده من الصبح كدة‬
‫حضك فريد والقى ما بيده وجلس امجليع حوهل وقال‬

‫‪110‬‬
‫• مني الىل واخدة ابكل‬
‫تلعمث رشيف وقال‬
‫• مفيش حد‬
‫قهقه ظافر وقال‬
‫• طاملا قال مفيش حد يبقى امسها ايه اي رشيف ؟‬
‫نظر رشيف للفراغ وقال‬
‫• هو اان جرحهتا اوى معرفش ليه بتعمد اضايقها وىه بتترنفز وحبب‬
‫شلكها كدة‬
‫نظروا لبعضهم وحضكوا خبفوت فأمكل هو‬
‫• الهناردة بقى اس تفزهتا اوى وملا زعقت قولتلها انىت راجل ‪ ،‬وقفت‬
‫تنحت حسيهتا ضعفت اوووووى بس مبنهتىى اجلربوت قالتىل عشان‬
‫منكونش اتنني س تات بنت اذلين !‬
‫انفجر رفاقه ضاحكني وقال بالل من بني حضاكته‬
‫• وبعدين بقى احنا فينا ايه مع البنات دول‬
‫اس متر الباىق ابلضحك عىل حاهلم وما س يصبحون عليه مع بنات عز ادلين !‬
‫***‬

‫‪111‬‬
‫افرغت ما هبا من حشنة باكء وارادت اخلروج عن الروتني مبشاهدة احد‬
‫افالم ديزىن املفضةل دلهيا ورشدت فهيا حىت قطع رشودها صوت شقيقاهتا‬
‫ينطقن معا‬
‫• ال وجود ذلكل عىل ارض الواقع اي فتاة !‬
‫اس تدارت لهن رمي وحضكت وجلسن جبانهبا فقالت روز مبرح‬
‫• امجليل زعالن ليه ؟‬
‫قالت رمي اببتسامة‬
‫• مفيش اي حبيبىت‬
‫نفت نورين وقالت‬
‫• ال ىف طبعا احىك‬
‫• مفيش اي نور وهللا‬
‫اعرتضت ساىل وقالت‬
‫• كدابة واحىك برسعة‬
‫مصتت رمي واغروقت عيناها ابلعربات فاحتضنهتا مريا وقالت حبنان‬
‫• بقيىت ختىب علينا ليه‬
‫• عشان نسيتوىن‬

‫‪112‬‬
‫نظرن الهيا بدهشة فقالت ىه بتوضيح‬
‫• نورين بقى لك مهها ازاى تطفش فريد وتزهقه ىف عيش ته ونسيت اىن‬
‫كنت ببقى معاها داميا وبقى ترصفها من دماغها ‪ ،‬روز بقى لك تفكريها‬
‫اهنا رافضة ظافر من قبل ما تعرفه طيب ليه وانىت مشوفتيش منه‬
‫حاجة وحشة وممكن يكون حنني وتكون ظروفه ىه الىل طبعته كدة‬
‫‪ ،‬ومريا رافضة بالل والارتباط وماش ية ورا شهرية وىه مغمضة ‪،‬‬
‫وساىل اصال ملكوت لوحدها – بكت – اان فعال تعبت اوى وحاسة‬
‫اىن لوحدى ومكسورة اوى‬
‫احتضنهتا نورين وقالت بقوة‬
‫• انىت الس ند ومينفعش الس ند يتكرس ‪ ،‬لو انىت اتكرسىت لكنا‬
‫هنتكرس ورايك ‪ ،‬انىت الام والاخت والس ند ‪ ..‬مينفعش انىت‬
‫تضعفى اي رمي‬
‫قالت مريا هبدوء‬
‫• فكرة انك تس تقيىل غلط خصوصا انك عارفة ان الزم تسافرى تركيا‬
‫عشان املرشوع اجلديد‬
‫اعرتضت رمي وقالت‬
‫• ال اان نفسيىت مش مس تحمةل الرشكة خالص‬
‫• خالص قدىم اجازة ومرتوحيش الا عىل السفر وبس‬

‫‪113‬‬
‫• موافقة‬
‫قالهتا رمي ابقتناع فقالت ساىل وىه تقبلها‬
‫• خالص ايه رأيكوا خنرج بكرة لكنا ؟‬
‫• ال مش قادرة‬
‫هتفت روز برجاء‬
‫• والنىب اي رميو ده اان واعدة زين ابلسيامن ونغسه يشوفك اوى‬
‫اومأت نورين وقالت‬
‫• وزين بيعشقك اي رميو هتكرسى خباطره‬
‫حضكت رمي وقالت‬
‫• خالص هاىج‬
‫• هييييه فلتحيا ماما رمي‬
‫نطقها الاربع فتيات واحتضنوها بضحكة اختطلت بضحكة ابهيم الواقف عىل‬
‫ابب الغرفة قائال بصوت ميله العشق لهن وجلس معهن حمتضهنم‬
‫• خدها كدة زى ما ىه ! اه اي والد حورية !‬
‫***‬

‫‪114‬‬
‫صباح يوم جديد ارشقت مشسه ل متل الكون بضوهئا اخلالب ‪ ..‬استيقظ‬
‫رشيف وارتدى مالبسه وسط صياح من سلمي لغلق الاضاءة وحضاكت منه‬
‫وبعدها غادر اىل الرشكة ودلف اىل املكتب مل جيد رمي اكلعادة ! تعجب وقال‬
‫اهنا رمبا متأخرة ولكن عز ادلين طلبه ملكتبه ىف احلال ‪ ،‬دلف هبدوء وقال‬
‫• خري اي بشمهندس حرضتك طلبتىن‬
‫تبسم عز ادلين وقال ببشاشة‬
‫• اتفضل اي بشمهندس اقعد‬
‫جلس رشيف فقال عز ادلين بتوضيح‬
‫• طبعا انت عارف ان الاس تاذ عبد هللا طلع معاش امبارح وطبعا احنا‬
‫حمتاجني مدير لقسم الانشاءات خصوصا مع سفرية تركيا‬
‫اومأ رشيف برأسه وقال‬
‫• ايوه فعال وىف انس كتري عىل كفاءة عالية وسن كبري وطبعا مقام ينفعوا‬
‫للمنصب ده ابرزمه بشمهندسة رمي انئب املدير‬
‫نظر اليه عز ادلين متفحصا وقال‬
‫• البشمهندسة رمي قدمت اس تقالهتا واان حمتاج لكفاءات ش باب ومش‬
‫هالىق احسن منك للمنصب ده‬
‫فغر رشيف فاهه ونطق بصدمة‬

‫‪115‬‬
‫• قدمت اس تقالهتا ليه ؟ رمي عىل كفاءة وحمدش غريها يس تحق‬
‫املنصب ده‬
‫قال عز ادلين‬
‫• ىه مراتحة كدة واان امه حاجة عندى راحهتا ولو مسحت اي‬
‫بشمهندس اان عايز رد قابل املنصب وال مش قابهل ؟‬
‫تنحنح رشيف وقال‬
‫• موافق اي بشمهندس لو حرضتك شايف ان ده ىف مصلحة الرشكة‬
‫• متام‬
‫نطقها عز ادلين اببتسامة وصاحف رشيف بود وهو ي متمت ببضع لكامت مل يسمعها‬
‫!‬
‫***‬
‫ارتدين الفتيات مالبسهن و احرضت روز الصغري من ادلار وركنب س يارة‬
‫رمي وانطلقن اىل احد مراكز التسوق الشهرية وهناك بدأت ساىل تبتاع‬
‫املالبس وتقوم بتجربهتا عىل رمي وشقيقاهتا جيلنب بعض مساحيق التجميل‬
‫الرقيقة الىت تربز جامل وهجها وبعدها ذهنب اىل السيامن وشاهدن فيمل برفقة‬
‫الصغري اذلى اكن يطلب ظافر بني احلني والاخر وروز ختربه انه يوم‬
‫للشقيقات فقط ‪ ،‬وبعدها جلسن ىف احد املطامع فقالت رمي بعتاب‬

‫‪116‬‬
‫• ليه لك اللبس ده ما اان عندى ؟‬
‫اومأت ساىل وىه تألك وقالت‬
‫• ايوه عندك بس ده نيولوك ‪ ،‬لبس ابلوان مهبجة تبني جامل وشك‬
‫ومالحمك وشوزات عالية ترفعك عن الارض وفساتني رقيقة وجيبات‬
‫بدل البناطيل اجليزن والتيشرياتت دى والكونفرس الفالت !‬
‫حضك زين وقال برباءة‬
‫• اكن شلكك حلو اوى اي رميو‬
‫احتضنته رمي وقالت بسعادة‬
‫• حبيب قلىب اي زيزو ♡‬
‫حضكن الفتيات وبعدها توهجن الحد صالوانت التجميل وقالت ساىل اهنا‬
‫تريد معل تغيري شامل لرمي وتعل ميها كيفية وضع مساحيق التجميل وصففت‬
‫شعرها بطريقة ممزية زادته جامل فاصبحت رمي اية من امجلال وغادرت صالون‬
‫التجميل و التففن شقيقاهتا حولها واجعنب جباملها واطلق " سلمي " صفريا‬
‫بأجعاب قائال‬
‫• اوووه لو مكنتيش اكرب مىن اان كنت خطفتك وش من انلك عز‬
‫جخلت رمي وامحرت وجنتاها فقالت ساىل بغمزة‬
‫• ايه رأيك كدة ؟‬

‫‪117‬‬
‫قال اببتسامة‬
‫• موزة اخر جامل وهللا‬
‫حضكن شقيقاهتا وقالت رمي وىه تلمكها‬
‫• مقولتيش ليه انه جاى ؟‬
‫قالت ساىل خبفوت‬
‫• هو اكن بيلكمىن ابلصدفة وعرف اننا هنا فعدى عليا‬
‫• اي بريئة !‬
‫نطقهتا رمي بغيظ وظل امجليع يضحك حىت دق هاتف روز فقال زين بلهفة‬
‫متسائال‬
‫• ظافر ؟‬
‫اومأت روز فقالت مريا ممازحة‬
‫• الواد حمسس ىن انه ظافر العابدين جتك نيةل !‬
‫انفجر امجليع ضاحاك واجابت روز قائةل‬
‫• الو‬
‫• عامةل ايه اي وردىت ؟‬
‫• اان مش وردة حد اان امسى روز‬

‫‪118‬‬
‫حضك ظافر وقال مشاكسا‬
‫• ال وردىت اان ‪ ..‬زيزو عامل ايه ؟‬
‫نظرت روز لزين اببتسامة وقالت‬
‫• متام بيسمل عليك جدا ومبطلش سؤال عليك الهناردة‬
‫• ادهيوىل‬
‫• حارض‬
‫اعطت روز الهاتف لزين اذلى ابتعد قليال للحديث وتبعته روز بعينهيا حىت‬
‫ابغهتا صوت ارتطام عىل الارض ورصخات شقيقاهتا فالتفتت وجدت ساىل‬
‫واقعة مغش يا علهيا وسلمي حمتضهنا انطقا امسها بلهفة واحضة وشهقات شقيقاهتا‬
‫ترتفع!‬
‫اكنت اول من انتهبت ىه " نورين "هبطتت الهيا وحاولت فعل بعض‬
‫احلراكت لتس تعيد ساىل وعهيا ولكن سلمي نطق بقلق‬
‫• نورين هو عالج البىن ادمني زى عالج الهبامي وال هتخرتعى فهيا ؟‬
‫نظرت نورين اليه زشرا ونطقت برشاسة‬
‫• اقسم ابهلل لوال ان الىل واقعة دى اخىت واننا نعترب ىف الشارع اان‬
‫كنت فرجتك شغل الهبامي انت وفريد‬
‫• خالص املهم تفوق‬

‫‪119‬‬
‫نطقها وظل ينظر لساىل الىت اس تعادت وعهيا فاحتضنهتا رمي وقالت بقلق‬
‫• ايه الىل حصكل اي حبيبىت ؟‬
‫اهجشت ساىل ىف الباكء واشارت اىل س يدة وقالت‬
‫• ماما‬
‫نظر امجليع ملا تشري اليه وجدوا س يدة نسخة عن وادلهتم الراحةل ! وقفن‬
‫الفتيات بصدمة وقالت روز بتعجب وىه تقاوم الباكء‬
‫• س بحان هللا خيلق من الش به اربعني‬
‫نطقت نورين بصدمة‬
‫• الهناردة عيد ميالد ماما عىل فكرة‬
‫• هللا يرمحها‬
‫متمت امجليع ابلرمحة لوادلهتم وانتهبت روز ان ظافر مازال عىل الهاتف حيدث‬
‫الصغري فأخذت الهاتف واحتضنت زين وقالت‬
‫• سورى اي ظافر‬
‫هتف ظافر بقلق‬
‫• ىف ايه اي روز قلقتنوىن ؟‬
‫• مفيش حاجة اطمن بس اان هقفل انو‬

‫‪120‬‬
‫• متام ‪ ..‬طمنيىن ملا تروىح البيت‬
‫• حارض‬
‫قالهتا واهنت املاكملة واس تقل امجليع س يارة رمي وتبعهم سلمي هبدوء ليطمأن‬
‫عىل ساىل ومل تغفل روز عن ارجاع زين لدلار ‪ ،‬وانهتت احداث ذكل اليوم‬
‫وعدة اايم بل اسابيع بعده واليوم ىف مزنل " عبد الكرمي " جيلس امجليع معا‬
‫لتناول الغداء فقال عبد الكرمي بغزل لرمي‬
‫• ما شاء هللا ‪ ،‬عارفة اي رمي اان لو اكن عندى ودل رابع اان كنت‬
‫جوزهتوكل ومسبتكيش تضيعى من ايدينا ابدا‬
‫جخلت رمي ومل جتيب فقال عز ادلين مقهقها‬
‫• كفاية عليك ال ‪ ٣‬بالوى الىل خدهتم‬
‫انفجر امجليع ضاحاك ونظرن فتياته بعتاب هل حىت قال بالل‬
‫• لو مسحت اي انلك اان مش واخد بلوة‬
‫تبسمت مريا فأمكل هو مبرح‬
‫• اان معااي مصيبة متنقةل وهتولع فيا بسبب البوقني دول‬
‫لمكته مريا بغيظ وانفجر امجليع ضاحاك حىت قالت " كرمية " بعتاب‬
‫• حرام عليمك دول مقرات وربنا يعيهنم هام عليكوا‬

‫‪121‬‬
‫• حبيبىت اي طنط‬
‫نطقهتا روز بضحكة فقال فريد مشاكسا‬
‫• كدة ماما خدت صف البنات يبقى احنا روحنا بالش اي ش باب‬
‫مل تنقطع حضاكت امجليع منذ جلوسهم لتكل املائدة وبعد انهتاء الطعام جلس‬
‫عز ادلين مع صديقه وذهبت زوجته لتعد القهوة وجلسن امجليع حىت قال‬
‫بالل برفق ملريا‬
‫• اخبارك ايه احكيىل‬
‫نظرت مريا اليه بدهشة فأمكل هو موحضا‬
‫• ايه مش احنا حصاب وال ايه ؟‬
‫اومأت مريا برأسها فقال بالل‬
‫• اما احنا حصاب اومال ملكمتنيش ليه من بعد االتفاق ؟‬
‫اطرقت مريا رأسها وقالت اببتسامة‬
‫• حمبتش اضايقك معااي لك واحد ليه مهومه مش هزود عليك‬
‫• مريا اان قولتكل حصاب عشان اان حابب امسعك ومعتقدش انك ملا‬
‫هتلكميىن هزتودى مشالكى او ملا هتسمعيىن هزتيد مشالكك حص وال‬
‫ايه ؟‬

‫‪122‬‬
‫• ايوه حص‬
‫حضك بالل وقال‬
‫• وطاملا حص يبقى هتعمىل ايه ؟‬
‫ابتسمت وقالت‬
‫• لك يوم هحكيكل التفاصيل‬
‫• ايوه كدة وايريت تس تأذىن انلك عز عشان معزومني عىل فرح كامن‬
‫اس بوعني سوا و عايزك احىل واحدة فيه‬
‫حضكت مريا وقالت خبجل‬
‫• ربنا يسهل‬
‫ابتسم بالل خلجلها ولكهنا رسيعا ما تغلبت عليه وبدأت تقص هل بعض‬
‫الاحداث وهو كذكل يرسد لها لك ىشء ‪.‬‬
‫***‬
‫ظل ينظر لها وىه تتابع حديث شقيقهتا مع خطيهبا حىت نطق هو مشاكسا‬
‫• عامةل ايه اي وردىت ؟ وحش تيىن‬
‫نظرت روز اليه وقالت اببتسامة مصطنعة لوجود شقيقاهتا‬
‫• قولتكل مليون مرة اان مش وردة حد‬

‫‪123‬‬
‫• ال وردىت اان وبس‬
‫• ظافر متضايقنيش !‬
‫رفع ظافر يديه وقال مبرح‬
‫• برئ اي بيه وانىت الىل مفرتية‬
‫حضكت روز وقالت‬
‫• طبعا الزم الست تس يطر اي اكبنت‬
‫• ده عند ام لطفى ايخىت ‪ ،‬اان راجل ومس يطر اوى‬
‫قهقهت روز وقالت‬
‫• اما نشوف اي اكبنت‬
‫حضك ظافر ونظر لوهجها اببتسامة ومتمت‬
‫• ابين انىت الىل ظفرىت اي روز !‬
‫***‬
‫نظرت اليه بضيق ولوت شفتهيا وقالت‬
‫• ما انت رجعت اهو زى القرد يبقى تنفذىل طلباىت‬
‫رفع " فريد " وهجه الهيا ونظر الهيا برتكزي فقالت " نورين "‬
‫• يعىن نفسخ اخلطوبة كفاية عليك اوى شهرين ونص‬
‫‪124‬‬
‫حضك فريد ورفع حاجباه وقال ابس تفزاز‬
‫• ماليش مزاج ارحيك اي نوان ! اان عاجبىن اخلطوبة جدا‬
‫رصخت نورين بغضب وقالت‬
‫• واان مش عايزاك ايه خىل عندك دم بقى‬
‫ىف حلظات احمك فريد قبضته علهيا وقال بغضب منهبا اايها‬
‫• اخواتك قاعدين وابواي وابوىك ممكن يدخلوا ىف اى حلظة‬
‫نظرت اليه بغضب فأحمك قبضته اكرث وقال‬
‫• بالش اخواتك يشوفوىك بتهتزىق وبالش تتحديىن اي نورين وده‬
‫ملصلحتك‬
‫• عىل فكرة انت كداب عشان قولتىل لو رجعت خبري هعمكل لك الىل‬
‫انىت عايزاه وقعدت ادعيكل ترجع كويس عشان تفسخ اخلطوبة‬
‫ارىخ قبضته وابتعد عهنا وقال مبشاكسة وهو يغمز‬
‫• تدعيىل ! ده حب بقى‬
‫قالت نورين ابمتعاض وبرسعة‬
‫• ال طبعا ‪ ..‬اان احبك انت ! ليه كنت عامية‬

‫‪125‬‬
‫انقذها من بني يديه وصول رساةل هامة ‪ ،‬قرأها مرسعا وتوتر وهجه وظهر‬
‫عليه فقالت ىه‬
‫• من مني الرساةل ؟‬
‫• وانىت ماكل !‬
‫امكل قائال بلهجة حمذرة‬
‫• ايريت تبطىل جتول وتعرفيىن خطواتك اول بأول‬
‫• ده ليه ان شاء هللا‬
‫• نورين مش هكرر الكىم‬
‫• ال طبعا والىل عندك امعهل‬
‫ظال يتشاجران هكذا كهنام منفصالن عن العامل ‪ ،‬فريد يريد فرض رأيه‬
‫ونورين ترفض اكلعادة !‬
‫***‬
‫مالت رمي وقالت لساىل وىه تضحك‬
‫• قوىم منىش شلكنا وحش ‪ ،‬لكهم اكبل واحنا س ناجل ههههههههههه‬
‫قهقهت ساىل وقالت‬
‫• أال هو احلالل اتأخر ليه اي اوخىت ؟‬

‫‪126‬‬
‫• الن احلالل امجل سأنتظر‬
‫• ال اان سأحنرف النه تأخر‬
‫قالهتا ساىل وانفجرت ضاحكة وتبعهتا حضاكت رمي الىت اشارت لنورين‬
‫وفريد وقالت‬
‫• اختك بتفرتسه عىل فكرة‬
‫حضكت ساىل وقالت‬
‫• مش هينفعها غريه ‪ ..‬هيعلمها الادب وهريوض الفرس اجلامح الىل‬
‫جواها من معارشهتا للهبامي حلد ما بقت واحدة مهنم‬
‫رضبهتا رمي وقالت موخبة‬
‫• عىل فكرة همنهتا امسى همنة وبتتعب فهيا جدا كفاية اهنا بتعاجل اكئنات‬
‫مش عارفة تقوكل ىه فهيا ايه عىل الاقل الانسان هيقوكل اان كذا‬
‫بيوجعىن لكن احليوان هيقول ازاى ؟‬
‫• ايوه حص – اشارت لروز وظافر وقالت غامزة – شلك دول انسجموا‬
‫جامد‬
‫نظرت رمي هلم وقالت بفرحة‬
‫• تفتكرى ؟‬
‫حضكت ساىل وقالت‬

‫‪127‬‬
‫• افتكر جدا وخصوصا بعد خروهجم الكتري مع زين ‪ ،‬حتىس ان الواد‬
‫ده ربنا خسره عشان يقوى العالقة بيهنم‬
‫نظرت رمي ملريا وقالت‬
‫• عقبال دى ايرب‬
‫• متقلقيش ايخىت برضه هتطب واحنا هنفضل متنيلني س ناجل كدة‬
‫قالهتا وانفجرت ضاحكة وبعدها اتت كرمية ابلقهوة وجلست مع امجليع وانضم‬
‫ايضا عز ادلين وعبد الكرمي ‪ ،‬وانهتىى اليوم مبا حيمهل من مشاحنات وبداايت‬
‫العشق والفرح عند البعض !‬
‫***‬
‫دلفت اىل جحرته وجدهتا مظلمة والنوافذ مغلقة ‪ ..‬فتحت النور واغلقت‬
‫مكيف الهواء وفتحت النوافذ قائةل‬
‫‪-‬ايه الىل انت عامهل ف نفسك ده !‬
‫زفر سلمي بضيق قائال‬
‫‪-‬اقفىل النور وخدى الباب ف ايدك وبره اي ساىل‬
‫زجمرت ساىل وقالت بغضب‬
‫‪-‬ال مش هطلع بره وانت الىل هتقوم معااي عشان نروح الفرح‬

‫‪128‬‬
‫وقف اماهما بذهول بضع دقائق قبل ان يس توعب الامر قائال بدهشة‬
‫‪-‬فرح مني ؟ فرح حبيبىت !! انىت اجتننىت رمسى اي ساىل‬
‫وقفت ساىل امامه ورفعت رأسه بيدها قائةل‬
‫‪-‬الزم تروح اي سلمي ‪ ...‬الزم يبقى اخر صورة لهيا ف ابكل وىه فرحانة‬
‫بفس تاهنا الابيض مع عريسها ‪ ..‬الزم تعيش حياتك ‪ ..‬صدقىن لو مروحتش‬
‫الفرح ده هتتعب اوى وهتفضل تبىك ع الاطالل‬
‫‪-‬ازاى اي ساىل ‪ ..‬صعب عليا اوى‬
‫قالها ابهنيار وخفض رأسه الىت رفعهتا ىه قائةل حبنان اموى اعتاده مهنا‬
‫‪-‬ال مش صعب ‪ ..‬الزم تروح وتعرفها اهنا وال حاجة عندك وكامن معاك‬
‫بنوتة مقر ىف ايدك يعىن ىه اكنت وال حاجة !‬
‫اخرجت رابطة عنق بلون فس تاهنا واعطته اايها واخرجت بذةل انيقة من‬
‫خزانته ووضعهتم عىل الفراش قائةل‬
‫‪-‬اتفضل ادخل خد شاور واحلق دقنك والبس دول واان مس تنياك بره مع‬
‫طنط‬
‫اكدت تغادر الغرفة حىت اوقفها هو قائال‬
‫‪-‬عىل فكرة انىت زى القمر الهناردة‬
‫حضكت خبجل وامحرت وجنتاها وقالت مبرح‬

‫‪129‬‬
‫‪-‬اول ما افتكرت ايخواي !‬
‫‪-‬غبية !‬
‫‪-‬اهو انت‬
‫قالهتا وىه تركض للخارج وتركته ليس تحم وتنفيذ ما قالته ابحلرف الواحد‬
‫وخرج الهيا ىه ووادلته الىت نطقت‬
‫‪-‬بسم هللا ما شاء هللا‬
‫نظرت ساىل تلقائيا اىل ما تنظر اليه وادلة صديقها وجدته يقف مرتداي حةل‬
‫رمسية وىف اهبىى صوره ‪ ..‬توهجت اليه واشارت اىل ذراعها فنظر الهيا بعدم‬
‫فهم فقالت ىه‬
‫‪-‬اجنچىن اي لطخ !‬
‫نظر الهيا بدهشة من هول اللكمة فاخذت يده وتأبطت ذراعه قائةل‬
‫‪-‬اتعلموها بقى !‬
‫رحال معا وسلام عىل وادلته وركبا املصعد فقالت ىه‬
‫‪-‬افرد وشك ده ‪ ..‬انت معاك مزة وزعالن ع جثة ! اي سلمي ارمح اىم وافرد‬
‫وشك‬
‫ظلت ترثثر هكذا اىل ان قال لها برصاخ‬

‫‪130‬‬
‫‪-‬اخرىس انىت مبتتعبيش من الرغى !‬
‫مصتت حىت خرجا من املصعد ووصال اىل الس يارة وقالت وىه تعطيه‬
‫اسطوانة‬
‫• حط دى خلينا نفرفش‬
‫• حارض‬
‫نطقها سلمي ابستسالم ووضع الاسطوانة وايليته ما وضعها فبدأت الاغاىن‬
‫ىف عزف احلاهنا ووجد املطرب يقول " جايكل هبىن واقف بغىن معرفش ليه‬
‫ايه الىل جابىن " وهنا مل حي متل سلمي وجاءت الاغنية الىت تلهيا فاكنت " بقى‬
‫يعىن نسيت لياليا وغرامك بقى مش ليا طب اكن من الاول ليه " اغلق‬
‫سلمي الاغاىن ونظر الهيا قائال‬
‫• ايه الاغاىن دى اي ساىل ؟‬
‫حضكت ساىل وقالت‬
‫• مش انت جمروح ومعزتل ادلنيا ! اان مجعتكل اغاىن اجملروحني لكها‬
‫وقولت نسمعها واحنا راحيني الفرح‬
‫• والنىب ؟‬

‫‪131‬‬
‫نطقها سلمي بسخرية واخرج الاسطوانة والقاها من النافذة وسط تعجب‬
‫ساىل وبعد قليل دلفا اىل قاعة احلفل وسايل متأبطة ذراعه ‪ ..‬سلام عىل‬
‫العروسني هبدوء فقالت امل بضيق لساىل‬
‫• ايرب تكوىن مبسوطة اي ساىل اهو بقى ليىك لوحدك‬
‫مالت ساىل وقبلهتا قائةل بسخرية‬
‫• طبعا اي بنىت فرحانة ‪ ،‬ده حبيب الروح وقريب ابذن هللا هنعزمك‬
‫عىل اخلطوبة ‪ ..‬مربوك اي موىل وركزى مع عريسك‬
‫نزلت ساىل وجلست جبانب سلمي وقالت وىه تضحك‬
‫• عارف ايض اان زمان كنت لك ما افتكر ان كيدى عظمي ومعملتش‬
‫حاجة اتقهر بس الهناردة عرفت ان كيدى عظمي فعال‬
‫حضك سلمي وتساءل قائال‬
‫• ازاى ايخىت‬
‫• ملكش دعوة‬
‫قالهتا وىه تضحك وتنظر المل ابنتصار ! واعلن منسق الاغاىن عن الرقصة‬
‫الهادئة للعروسني واى ثناىئ اخر ‪ ..‬مل تطلب ساىل الرقص وكذكل سلمي مل‬
‫يعرضها علهيا فهو ان فعل سوف يؤكد المل ان لك ظنوهنا حصيحة وان‬

‫‪132‬‬
‫ساىل ىه املتسببة ىف فسخ اخلطبة وليس ااننيهتا وحهبا المتالكه ! وهنا تقدم‬
‫شاب من ساىل وعدل من هندامه وقال بأدب‬
‫• تسمحيىل ابلرقصة دى ؟‬
‫جخلت ساىل وامحرت وجنتاها ومل جتيب فكرر الشاب طلبه وانتبه سلمي‬
‫وقال بغضب‬
‫• افندم ! شايفها قاعدة مع كيس جوافة مثال ؟‬
‫تنحنح الشاب ابحراج وقال‬
‫• ال طبعا بس اان حابب اهنا تشاركىن الرقصة طاملا مش برتقص معاك‬
‫امسك سلمي بيدها وقال بغضب‬
‫• ىه مش عايزة ترقص ال معاك وال مع غريك ويال اتلك عىل هللا وخىل‬
‫الليةل تعدى‬
‫قال الشاب هبدوء مس تفز لسلمي الغاضب‬
‫• حرضتك متضايق ليه وبناء عىل ايه بتقرر ابلنيابة عهنا ؟ حرضتك‬
‫خطيهبا او جوزها ؟ معتقدش يبقى خالص‬
‫تقدم من ساىل وقال‬
‫• ترقىص معااي اي انسة ؟‬

‫‪133‬‬
‫مل جتب ساىل بل مل جيب احد سوى سلمي وهو يلمكه ىف وهجه بعنف‬
‫وشهقت ساىل وانتبه لك من ابحلفل وقال صارخا‬
‫• قولتكل اان معاها انت غىب ما بتفهمش !‬
‫جذهبا من معصمها واخذ حقيبهتا وخرج هبا وسط مههامت امجليع ونظرات‬
‫امل الساخطة هلم الفسادمه احلفل ‪ ،‬ركبا املصعد وقالت ساىل بغضب‬
‫• ايه الىل انت معلته ده ؟ انت فضحتنا قصاد الناس جوه اي سلمي‬
‫• اخرىس مش عايز امسع صوتك‬
‫قالها صارخا وظل ينظر الهيا وشعر كنه يراها الول مرة خبصالهتا املموجة‬
‫والفس تان شديد امجلال علهيا وعيناها الزرقاواتن وامحر الشفاه الامحر‬
‫الصارخ ‪ ..‬رشد فهيا للحظات حىت قالت ىه‬
‫‪-‬انت بتبصىل كدة ليه ؟ ما تنطق وترد عليا هو اان بلكم نفىس‬
‫وجفأة مل تس تطع تمكةل عرباهتا فقد برت لكامهتا ىف قبةل طويةل وضغط عىل زر‬
‫ادلور العرشين وصعدا معا وظلت ىه ترصخ وتلمكه وتس به اىل ان ابتعد‬
‫عهنا وتوقف املصعد فقالت من بني انفاسها املتقطعة‬
‫‪-‬انت سافل وقليل الادب‬
‫حضك ابس هتجان ورفع حاجبيه وقال‬
‫‪ -‬وانىت رغاية ومابتسكتيش غري كدة!‬

‫‪134‬‬
‫مل تس تطع احلديث وامحر وهجها جخال ونزال من املصعد واس تقال الس يارة‬
‫واوصلها اىل مزنلها وصعدت هبدوء ومل ينطق احدهام بىشء فهو قد ختطى‬
‫لك احلواجز واخلطوط امحلراء مل يدرك حصة الكم امل غري الان فقط ‪ ،‬نعم‬
‫هو خلق لها ومل خيلق النىث غريها ‪ ..‬ىه من خلقت من ضلعه لتسكن قلبه‬
‫‪ ،‬اعرتف لنفسه ولكنه مل يعرتف لها بل انه ختطى احلدود ابلاكمل !‬
‫اكن حيدث نفسه بتكل اللكامت وىه مس تلقى عىل الفراش يفكر فامي حدث‬
‫حىت وقف امام املرأة انظرا لنفسه قائال حبرية‬
‫• معقوةل وقعت وحمدش مسى عليك اي سلمي ؟‬
‫***‬
‫اس تطاع اقناعها بأجعوبة للتزنه معه واخذ اس تجامم من مقالهبا الىت ال تكف‬
‫عن فعلها به واس تقال س يارته وقال‬
‫• اخبار شغكل ايه ؟‬
‫نظرت اليه وقالت هبدوء‬
‫• وانت ماكل !‬
‫• متس تفزنيش وترجعى تزعىل‬
‫قالت " نورين "بسخرية‬
‫• اه فعال بزعل ‪ ،‬عىل اساس انك همم ويزتعل منك‬

‫‪135‬‬
‫التفت الهيا وقال ببداايت غضب‬
‫• قسام ابهلل زعىل غىب اي نورين وبالش جتربيه‬
‫• اي سالم هتعمىل ايه يعىن ؟‬
‫اكد جييهبا ولكنه مسع جلبة ورأى مجموعة من الرجال تركض خلف رجل ‪،‬‬
‫ترجل مرسعا واغلق الس يارة علهيا ابحاكم وامسك هبم مجيعا وقال حبزم‬
‫• ىف ايه بتجروا ورا الراجل ده ليه ؟‬
‫نطق احد الرجال وقال بغضب‬
‫• وانت ماكل ده حراىم وبنجرى وراه خيصك انت ايه ؟‬
‫اخرج فريد بطاقة معهل وقال أمرا‬
‫• اان النقيب فريد عبد الكرمي ‪ ..‬مباحث ‪ ،‬سيبوه‬
‫ترك الرجال اللص فنظر فريد اليه ب متعن وجد من هيئته انه رجل حمرتم فقال‬
‫للرجال‬
‫• ايه الىل حصل ؟‬
‫قال رجل كبري س نا‬
‫• الراجل ده رسق مىن بضاعة‬
‫وهنا ارتفع صوت الرجل وقال‬

‫‪136‬‬
‫• وهللا ما رسقت اان كنت جعان ولكت واان ىف احملل وملا جيت‬
‫احاسب الفلوس ممكلتش معااي واان لو كنت حراىم مكنتش هقوهل‬
‫حاجة‬
‫نطق صاحب احملل وقال حبدة‬
‫• الاكمريات صورتك ‪ ..‬هللا خيربيتمك زى ما بتخربوا بيتنا‬
‫• بس كفاية‬
‫قالها فريد برصامة ونظر للرجل وقال هبدوء‬
‫• ليه معلت كدة‬
‫مل يامتكل الرجل نفسه وانفجر ابكيا وقال‬
‫• وهللا اان مش حراىم ‪ ،‬اان كنت جعان وبس وقسام ابهلل كنت هدفعهل‬
‫الفلوس عشان اان مقبلش الك حرام وال الك حرام لوالدى‬
‫ربت فريد عىل كتفه ونظر لصاحب احملل وقال‬
‫• حسابه اكم ؟‬
‫• ‪20‬جنيه اي ابشا‬
‫نظر فريد ابمشزئاز لصاحب احملل وقال‬

‫‪137‬‬
‫• لك ده عشان عرشين جنيه ! تهتم راجل ابلرسقة عشان املبلغ ده ؟‬
‫مسألتش نفسك ايه الىل اضطره لكدة ؟ الىل خاله معل كدة‬
‫جشعك انت وامثاكل والاسعار الىل برتفعوها من غري وجه حق‬
‫اخرج املبلغ واعطاه لصاحب احملل قائال‬
‫• ارمحوا من ىف الارض يرمحمك من ىف السامء ‪ ،‬ده الرسول صىل هللا‬
‫عليه وسمل بيقول " ليس املؤمن ابذلى يش بع وجاره جائع اىل جنبه "‬
‫نظر الهيم وقال حبزم‬
‫• يال لكه يتلك عىل هللا يشوف حاهل‬
‫نظر اليه الرجل وقال‬
‫• ربنا يكرمك اي ابىن ويوقفكل والد احلالل ويرزقك ابخلري وهيديكل‬
‫نفسك والىل حواليك‬
‫تبسم فريد وقال بود‬
‫• ربنا يكرمك اي معى – اخرج مبلغ وقال – خد ومتكسفنيش اان زى‬
‫ابنك‬
‫رفض الرجل وقال وهو يغادر‬
‫• ربنا يصلح حاكل وحيميك اي ابىن‬

‫‪138‬‬
‫غادر الرجل ومل يأخذ ىشء من فريد اذلى نظر اليه اببتسامة واس تقل‬
‫س يارته شاردا وقطعت نورين رشوده وىه تقول بتعجب‬
‫• ده انت طلعت طيب اهو !‬
‫نظر الهيا فريد وقال بدهشة‬
‫• نعم ايخىت واان كنت ابلك حلوم برش قبل كدة !‬
‫مل تباىل بدهش ته وقالت‬
‫• طلعت طيب وجدع اومال ليه مصمم تديىن فكرة وحشة عنك ؟‬
‫ادار حمرك س يارته وقال بالمباالة‬
‫• انىت الىل مصممة اتخدى الفكرة الوحشة وانىت مش هممة عندى‬
‫دلرجة ان اغريها‬
‫انطلق بس يارته وعاد هبا اىل مزنلها وسط دهش هتا من ترصفاته ورؤية الوجه‬
‫الاخر هل اليوم أال وهو الوجه احلاىن ! وصلت مزنلها وودعته وغادر هو‬
‫وعىل الطريق تلقى رساةل اكن حمتواها" ايرب تكون اتبسطت مع خطيبتك‬
‫بس اي ترى ىه طلعت بأمان ؟ "‬
‫اكد يصطدم ابلس يارة الىت امامه وقال بقلق‬
‫• نورين !‬

‫‪139‬‬
‫اس تدار فريد بس يارته عائدا اىل مزنلها وحدهثا ىف الهاتف واجابت قائةل‬
‫• خري حلقت اوحشك‬
‫نطقهتا بسخرية ولكنه زفر ابرتياح وقال‬
‫• امحلد هلل‬
‫تعجبت نورين وقالت‬
‫• بتحمد ربنا عىل ايه ؟‬
‫• ايه حرام امحد ربنا ؟ طلعىت وال لسه ؟‬
‫• ال لسه ىف اجلنينة موصلتش للفيال‬
‫• طيب متام كويس‬
‫وجفأة رصخت نورين وقالت‬
‫• عااااااا ايه ده ؟‬
‫واغلقت الهاتف ىف وهجه ! فزع فريد وزاد من رسعته ليصل اىل مزنلها‬
‫وابلفعل دلف اىل احلديقة وجد الاجواء هادئة ! طرق الباب وفتحت مريا‬
‫الىت قالت اببتسامة‬
‫• ازيك اي فريد‬
‫• متام امحلد هلل‬

‫‪140‬‬
‫نطقها وهو يبحث بعيناه عهنا ولكن مريا قالت وىه تسري امامه اىل حيث‬
‫جيلس امجليع‬
‫• مكتوبكل حترض عيد ميالد نورين بقى‬
‫فغر فريد فاهه ونظر للحفل البس يط اذلى ال يشمل سوى عز ادلين وبناته‬
‫امخلس ‪ ،‬تقدم من وادلها وصاحفه وهنأها بعيد مودلها واحتفل معهم بعدما‬
‫اكتشف ان رصخهتا مل تكن سوى فرحهتا من مفاجأة شقيقاهتا ووادلها لها !‬
‫***‬
‫دلف" رشيف " اىل غرفة شقيقه ولكن اكلعادة اعرتض "سلمي" وامره بغلق‬
‫الاضاءة النه يريد النوم فقال رشيف ابعرتاض‬
‫• ىف ايه بقى ؟ انت قارفىن صبح وليل كامن ! قوم اي سلمي اقعد معاان‬
‫زفر سلمي واعتدل ىف جلس ته قائال بضيق‬
‫• مش عايز حاجة خالص‬
‫جلس رشيف جبانبه وقال‬
‫• ماكل ؟ مش مبسوط ليه ‪ ..‬اوعى تقوىل نفس الهبل الىل قولته لساىل‬
‫فرح حبيبتك وكدة عشان اان مش هقتنع‬
‫نظر سلمي هل بدهشة فاردف رشيف قائال‬

‫‪141‬‬
‫• مبتحهباش اي سلمي صدقىن ‪ ..‬لو كنت حبهبا مكنتش هتقدر تروح‬
‫الفرح وال كنت هتبقى عادى وحياتك ماش ية من غريها‬
‫• اان بوظتلها الفرح‬
‫نطقها سلمي فنظر اليه شقيقه بدهشة فأمكل سلمي قائال‬
‫• بسبب ساىل‬
‫حضك رشيف حىت دمعت عيناه وقال‬
‫• هببت ايه اي سلمي‬
‫مسح سلمي عىل وهجه حبرج قبل ان هيمس لشقيقه قائال‬
‫• بوس هتا‬
‫• ايه !‬
‫***‬
‫انهتت اجواء احلفل الهادئ وعاد اىل مزنهل ‪ ..‬دلف اىل غرفته هبدوء وبدل‬
‫مالبسه وجلس عىل الفراش ورشد ولكن قطع رشوده صوت طرقات اكنت‬
‫لشقيقه وابن معه ‪ ،‬اذن هلام ابدلخول وجلسا معه فقال ظافر مبرح‬
‫• ايوه بقى فسحهتا ومكلت السهرة ىف البيت اي خبتك اي ابشا‬
‫حضك بالل ولكن فريد مل يعقب فقال بالل بقلق‬

‫‪142‬‬
‫• ماكل اي فريد ؟‬
‫زفر فريد بضيق ونظر الهيم قائال‬
‫• ممكن تساعدوىن ؟‬
‫نظرا اليه بتساؤل فاخرج هاتفه واعطامه اايه واردف قائال‬
‫• بنات انلك عز لكهم ىف خطر وبسبىب اان‬
‫وقف ظافر فزعا فاجلسه بالل مرة اخرى وقال‬
‫• ازاى اي فريد ؟‬
‫• زى ما انتوا شايفني بتجيىل هتديدات بنورين متخيلني اهنا نقطة‬
‫ضعفى طاملا خطيبىت وميعرفوش الىل فهيا‬
‫نطق مجلته الاخرية بسخرية فقال ظافر بتعجب‬
‫• انتوا مش متفامهني ليه مع انمك اول اتنني خمطوبني‬
‫نظر فريد للفراغ وقال برشود‬
‫• ىه مش عارفة تفهمىن وحتتويىن ‪ ،‬عالقتنا لكها شد وجذب ولك واحد‬
‫فينا م متسك برأيه حىت لو اكن غلط ‪ ..‬مش مدية نفسها فرصة تعرفىن‬
‫وال مدايىن اان كامن فرصة اعرفها ‪ ..‬لك هدفها تفسخ اخلطوبة وبس‬
‫اخذ نفسا معيقا وقال‬

‫‪143‬‬
‫• بنات انلك عز لكهم طباعهم خمتلفة وادلليل روز ومريا ‪ "،‬نورين " و‬
‫"روز "و " مريا "الثالثة احتطوا ىف نفس املوقف بس الفرق لك‬
‫واحدة اترصفت ازاى زى حاكية اجلزرة والبيضة والنب الىل كنا‬
‫بناخدها زمان‬
‫قال بالل ابعرتاض‬
‫• ال لكهم نفس الترصفات ‪ ..‬لكهم عايزين يفسخوا اخلطوبة بس مس تنني‬
‫عشان خاطر ابابمه‬
‫نفى فريد ونظر لظافر قائال‬
‫• لو اكن لكهم هدفهم واحد اكنت روز فسخت اخلطوبة ساعة ما ظافر‬
‫اختانق لكن ىه تقبلت وضعها ومفتحتش املوضوع وعىل الاغلب‬
‫بدأت حتبه‬
‫هتلل وجه ظافر وقال مرسعا‬
‫• جبد ؟‬
‫قهقه الشقيقان وقال بالل من بني حضاكته‬
‫• ده هو الىل واقع عىل الاخر‬
‫انتبه ظافر ملوقفه وقال‬

‫‪144‬‬
‫• ال طبعا احهبا ايه بس ‪ ..‬انتوا تقريبا حمتاجني تناموا ‪ ..‬تصبحوا عىل‬
‫خري‬
‫نطقها وغادر الغرفة مرسعا ‪ ..‬وتعقب الشقيقان اثره وقال فريد ضاحاك‬
‫• رسقت قلبه بنت عز ادلين و معلت الىل قبلها معرفوش يعملوه‬
‫***‬
‫مرت الاايم رسيعا كعادهتا دامئا ولك مهنم يسري يومه بشلك روتيىن ولكن "‬
‫ساىل " اكنت منعزةل اىل حدا ما ‪ ..‬ال تاكد تغادر غرفهتا و ال جتيب عىل‬
‫ماكملات " سلمي " وذهب الهيا عدة مرات ولكهنا رفضت مقابلته ابكرث من‬
‫جحة والنه يعمل ذنبه فهو متقبل عقابه ولكن العجيب اهنا مل تقص لشقيقاهتا ما‬
‫فعهل ! ىه ال تريد افساد حياهتن الىت بدأت تعتدل ابلاكد ‪ ..‬ابالخص مع‬
‫وجود تطور ىف حياة مريا الىت تقف اماهما الان وتطلب مهنا اغالق حساب‬
‫فس تاهنا الن بالل ينتظرها مع وادلها ابالسفل لذلهاب حلفل زفاف احد‬
‫اصدقائه ‪ ،‬اغلقت ساىل السحاب وقبلت مريا واثنت عىل جاملها ‪.‬‬
‫هبطت مريا السمل بدالل وجدت بالل جيلس مع وادلها وعندما رأها وقف‬
‫ونظر الهيا ابجعاب والول مرة تغزو امحلرة وجنتهيا من نظراته ‪ ،‬تبسم عز‬
‫ادلين من ذكل التطور ولكنه قال منهبا‬
‫• يال اي مريا لك ده تأخري‬
‫فهم بالل ما فعهل عز ادلين فتنحنح حبرج وقال هل‬

‫‪145‬‬
‫• مش هأخرها اي انلك متقلقش‬
‫تأبطت مريا ذراعه فقال عز ادلين اببتسامة‬
‫• مش قلقان طول ما ىه معاك ‪ ..‬يال اتبسطوا اوى وعيشوا س نكوا‬
‫ربت عىل كتف بالل اذلى ابتسم بدوره وحياه وغادرا اىل س يارته ‪ ..‬وانطلق‬
‫بس يارته اىل حيث ماكن حفل الزفاف اذلى تفاجأت مريا به وقبل ان تنطق‬
‫قال هو‬
‫• ايوه هنحرض "الكيل "‬
‫ابتسمت مريا ونزلت من الس يارة وتبعها هو ودلفا معا ممسكني بيد بعضهام و‬
‫بعدها وقفا بني احلضور وظلت مريا تنظر بدهشة فهىى للمرة الاوىل ىف‬
‫حياهتا ترى " الكيل " بل اهنا مل تدخل يوما كنيسة واتبعت مرامس العرس‬
‫ابنتباه وبعد فرتة انهتت مرامس العرس وتوجه بالل هبا اىل صديقه وزوجته‬
‫وهنأمه ابلزواج وبعدها غادرا فقالت مريا بتعجب‬
‫• هو ده الفرح بس ؟‬
‫حضك بالل وقال‬
‫• انىت عارفة هو دافع اكم هنا ؟ ده دافع مبلغ وقدره‬
‫تبسمت وقالت‬
‫• بس كدة هام تقريبا كتبوا الكتاب وبس حص ؟‬

‫‪146‬‬
‫اومأ بالل برأسه وقال‬
‫• ايوه بس هيمكلوا هام السهرة مع نفسهم ىف اوتيل ومعامه اهلهم وبكدة‬
‫ده بيكون فرهحم‬
‫• اها فهمت‬
‫نطقهتا مريا وىه تضحك واس تقال الس يارة وادارها بالل قائال مبرح‬
‫• هل تسمح ىل صديقىت العزيزة ابلتزنه معها قليال‬
‫قال مريا برسعة‬
‫• ايااااريت‬
‫قهققه بالل وانطلق اىل احد املطامع عىل النيل ‪ ..‬دلفا اىل املطعم وحسب‬
‫بالل كرىس واجلسها وبعدها جلس هو وقال‬
‫• اتخدى ايه ؟‬
‫• اى حاجة‬
‫تبسم وقال‬
‫• خالص هطلبكل عىل ذوىق‬
‫طلب النادل وقال ما يريده وبعدها مصتا ولكن بدأت عيناهام احلديث حىت‬
‫نطقا معا بتعجب‬

‫‪147‬‬
‫• انت‪/‬ى عيونك رمادى !‬
‫نظرا لبعضهام وبعدها حضاك بشدة حىت قالت مريا من بني حضاكهتا‬
‫• صدفة غريبة‬
‫حضك بالل وقال بتعجب‬
‫• فعال ‪ ،‬تقريبا اان اول مرة اشوف حد عيونه رمادى غريى من اول ما‬
‫اتودلت ‪ ..‬اكنوا بيقولوىل ان دى لون عيون جدة ماما واىن الوحيد ىف‬
‫عيلتنا الىل ورثت لون عيهنا‬
‫حضكت مريا وقالت‬
‫• بس حلو اجلينات دى ههههههههه‬
‫• فعال حلوة زى حضكتك كدة‬
‫جخلت مريا فقال بالل ممكال‬
‫• اممممم طلع عندك غامزة بس ىف خد واحد وبتبان اما بتضحىك اوى ‪،‬‬
‫خالص اكتشاف جديد يبقى برافو ليا‬
‫قالت مريا وىه متسح عىل وهجها بتوتر‬
‫• ايه الرتكزي ده لكه اي دكتور‬
‫حضك بالل عىل توترها وجخلها وقال‬

‫‪148‬‬
‫• ال اوعى تفهميىن حص اقصد غلط اان مش بعاكس خالص‬
‫حضكت بشدة حىت دمعت عيناها فقال هو مبرح مدعيا الرباءة‬
‫• اصل اول مرة تضحىك ىف وىش اي مريا من يوم ما عرفتك فبكتشف‬
‫لسه احلق عليا اىن بشاركك اخر اكتشافاىت ؟‬
‫• ال برئ اوى اي واد‬
‫• ههههههههه اه وهللا طول معرى حمرتم ومؤدب ومعرى حىت ما عاكست‬
‫قطة معرفش برصاحة ليه اجتننت دلوقىت‬
‫• يال زى صاحىب والزم احتمكل ما دى من واجبات الصداقة انك تطلع‬
‫مواهبك معااي واان اس تحمل عادى جدا‬
‫حضاك واحرض النادل الطعام وتناوال وسط مزحاهتم وحضاكهتم الىت مل تنقطع‬
‫وكن بالل بدأ ىف كرس عقدهتا وكذكل ىه بدأت تريه بالل الاخر اذلى اكن‬
‫خيفيه عن العامل وجنحا ىف كسب بعضهام كصديقني ولكن هل سينجحا ىف‬
‫كسب بعضهام كحبيبني ام ال ؟‬
‫***‬
‫جلست رمي جبانب ساىل ومعها روز ونورين ويشاهدا مسلسال تركيا حىت‬
‫قالت نورين مبرح‬

‫‪149‬‬
‫• اي خبتك اي رمي اي بنت احملظوظة لكها اس بوعني وتروىح تركيا وتشوىف‬
‫لك الاماكن دى‬
‫حضكت رمي وقالت‬
‫• خيربيت القر اي ش يخة‬
‫قهقهت روز وقالت‬
‫• امانة عليك اي رمضان اتصورى عىل الكوبرى الىل اان حببه ده‬
‫• هههههههه حارض عيوىن‬
‫• كل يسلمىل هادول العيون‬
‫حضكت رمي بشدة ومسحت دموعها وقالت‬
‫• ال املدبلج اكس بك لغة اهو ليه نفع‬
‫انفجرن الشقيقات ضاحاكت قبل ان تنتبه نورين لرشود ساىل فاشارت‬
‫لرمي بعيناها فقالت رمي بقلق‬
‫• ماكل اي سوىل ؟‬
‫انتهبت ساىل وقالت‬
‫• متام اي حب‬

‫‪150‬‬
‫• ال مش متام ‪ ..‬انىت مش مظبوطة من ساعة فرح البت خطيبة سلمي‬
‫دى‬
‫مل جتب ساىل فقالت روز‬
‫• انىت حىت سلمي مبرتديش عليه اي ساىل وجه كذا مرة ومرضتيش‬
‫تقابليه‬
‫• اي جامعة وهللا مفيش حاجة‬
‫هنضت واحرضت ماء وجلست مرة اخرى وقالت‬
‫• لك املوضوع ان ىف دار نرش اعلنت اهنا حمتاجة مرتمجني واان قدمت‬
‫‪c.v‬بتاعى وقلقانة متقبلش عشان جبد مهوت واش تغل زهقت من‬
‫القعدة لوحدى وانتوا لك واحدة فيمك ىف شغلها‬
‫قالت نورين وىه تألك بعض املقرمشات‬
‫• ده لكه حلو بس انىت معندكيش موهبة التأليف هتش تغىل ىف دار‬
‫نرش ازاى ؟‬
‫رفعت ساىل رأسها للسامء وقالت بضحك‬
‫• ايهتا السامء صىب غضبك عىل الاغبياء‬
‫حضكن شقيقاهتا فأردفت ىه‬

‫‪151‬‬
‫• حبيبىت املرتمجة غري املؤلفة يعىن مثال لو اشرتيىت رواية عاملية زى‬
‫رواايت اجااث كريس ىت مثال ‪ ..‬بتقرهيا وبتكون عرىب ‪ ..‬هل بتبقى‬
‫مكتوبة عرىب وال ىف مرتمج زى حاالىت ترمجها من اللغة الاصلية الىل‬
‫اتكتبت بهيا للعرىب‬
‫• اه فهمت‬
‫• طيب امحلد هلل ‪ ..‬يعينك ربنا عىل ما بالك اي فريد‬
‫• ليه السرية الغم دى بس‬
‫نظرت الهيا رمي وقالت خببث‬
‫• أال قوليىل اي نور هو كيوبيد لسه مش تغلش عندكوا وال هو بيجى حلد‬
‫عندك انىت وهو ويعطل ؟‬
‫حضكن الفتيات بشدة فقالت روز بتالعب‬
‫• شلك العسكرى الىل جواها بيعملها معاه‬
‫• ايه اي خفة منك لهيا هتقلبوا القاعدة عليا وال ايه ؟‬
‫نطقهتا نورين بضيق فقالت ساىل‬
‫• اي نور اعذرينا الراجل ميتفوتش والنعمة لوال انه خطيبك اان كنت‬
‫اكرشيت عليه هههههههه‬
‫• خديه ومسمحاىك وهللا ههههههه‬

‫‪152‬‬
‫حضكت روز وقالت‬
‫• ليه هو اكن كودلير بتتربعى بيه ! ده ظابط رجاةل بشنبات بترتعب منه‬
‫ومن هيبته هههههههههههههه‬
‫رشدت نورين وتذكرت املوقف اذلى مرا به وتبسمت مفالت ساىل عىل رمي‬
‫وقالت بضحكة‬
‫• ىف امل ابالبتسامة دى متقلقوش‬
‫وبعدها مل تنقطع حضاكهتم حىت اتت مريا وشاركهتم الضحك واحداث يوهما‬
‫وجلسن معا و بعد قليل انضم الهين عز ادلين وظل امجليع يتحدث بال لكل‬
‫وال ملل ‪.‬‬
‫***‬
‫ىف اجلريدة الىت تعمل هبا روز طلهبا مديرها وذهبت اليه فقال‬
‫• روز انىت املفروض تسافرى بكرة رشم الش يخ عشان تغطى احداث‬
‫املؤمتر‬
‫قالت روز بتفكري‬
‫• طبعا اي فندم بس يعىن هو ماكنش ينفع اعرف بدرى شوية عشان‬
‫اجحز عىل الطيارة اصل معتقدش اىن هالىق تذكرة‬
‫• خلصىت ؟‬

‫‪153‬‬
‫مصتت روز فقال املدير وهو يعطهيا تذكرة الطائرة‬
‫• هجزى نفسك اي روز‬
‫• متام حارض‬
‫قالهتا روز وانرصفت من امامه وبلغت وادلها ومل يعرتض طاملا ذكل ىف‬
‫مصلحة معلها واعدت حقائهبا وىف اليوم التاىل توهجت للمطار وركبت‬
‫الطائرة وبدأ الطيار ىف القاء بعض التعلاميت حىت تفاجأت روز ابملضيفة‬
‫تعطهيا مظروفا ىف يدها وقبل ان تفتحه مسعت حتية الطيار‬
‫*السادة الراكب ‪ ،‬اكبنت طيار ‪ /‬ظافر زيدان والطامق يرحبون بمك عىل منت‬
‫الطائرة رمق ‪ ...‬املتوهجة اىل مطار رشم الش يخ *‬
‫حجظت عينا روز بدهشة وىه تسمع صوته وامسه وانتهبت للمظروف اذلى‬
‫بيدها وفتحته وجدته يدعوها للحضور بصحبة املضيفة الىت مل تغادر وابلفعل‬
‫توهجت معها اليه فقال اببتسامة غامزا‬
‫• ايه رأيك ىف املفاجأة دى اي رودىت ؟‬
‫ازدردت روز ريقها بتعجب وقالت‬
‫‪-‬ازاى ؟‬
‫حضك ظافر وقال‬
‫• هو مش اان طيار وعادى ممكن اتواجد ىف اى طيارة ؟‬

‫‪154‬‬
‫نظرت اليه روز بشك وقالت‬
‫• وصدفة تكون طيارىت ؟‬
‫قهقه ظافر ونظر للمضيفة وقال‬
‫• هفهمك بعدين ‪ ،‬انسة مشرية رجعهيا ماكهنا اتىن‬
‫قالت املضيفة بدلع‬
‫• حارض اي ظافر‬
‫سارت املضيفة امام روز الىت قالت بضيق واحض‬
‫• ظافر ىف عينك اي بت قطم رقبتك –قدلت لهجهتا – ش يخ الش باب‬
‫حصيح!‬
‫حضك ظافر وقال‬
‫• مسعتك عىل فكرة‬
‫***‬
‫عادت ساىل اىل املزنل بعد اول يوم معل لها والقت بنفسها عىل الاريكة‬
‫فقالت رمي اببتسامة‬
‫• محد هلل عىل السالمة ‪ ..‬اخبار اول يوم ايه ؟‬
‫اعتدلت ىف جلس هتا وقالت اببتسامة‬

‫‪155‬‬
‫• امحلد هلل اكن حلو‬
‫• طيب متام اي روىح ‪ ..‬عىل فكرة سلمي اتصل بيىك هنا مرتني قاىل‬
‫مبرتديش عىل فونك تقريبا ابقى شوفيه عايز ايه‬
‫• ربنا يسهل‬
‫نطقهتا ساىل ابقتضاب وىه تغادر لتصعد السمل فاوقفهتا رمي قائةل بريبة‬
‫• ىف ايه اي ساىل ؟ انىت مبتلكميش سلمي ليه ؟‬
‫توترت ساىل وقالت‬
‫• عادى الشغل واخد لك تفكريى‬
‫• ال وهللا ! ساىل احىك عىل طول‬
‫غضبت ساىل وقالت‬
‫• ما قولت مفيش اي رمي‬
‫مل ترد رمي وغادرت للمطبخ فزفرت ساىل بضيق وتوهجت الهيا قائةل‬
‫• اان اسفة اي رميو‬
‫رفعت رمي رأسها فوجدت ساىل تبىك ‪ ..‬شهقت بفزع واحتضنهتا قائةل حبنو‬
‫• فيىك ايه اي روىح‬
‫اهجشت ساىل ىف الباكء وقالت من بني شهقاهتا‬

‫‪156‬‬
‫• ابس ىن‬
‫• نعم !‬
‫نطقهتا رمي بدهشة ومسحت دموعها وسألهتا‬
‫• سلمي ؟‬
‫اومأت ساىل برأسها فقالت رمي غري مس توعبة ما تسمعه‬
‫• بتتلكمى جبد وال بهتزرى اي ساىل ؟‬
‫قالت ساىل بباكء‬
‫• معل مشلكة ىف الفرح وخرجنا ركبنا الاسانسري وكنت بزعق معاه جفأة‬
‫لقيته معل كدة‬
‫اهجشت بعدها ىف الباكء مرة اخرى فقالت رمي‬
‫• اه ومن بعدها مبتلكمهيوش بتعاقبيه‬
‫اومأت ساىل برأسها فأردفت شقيقهتا قائةل حبنان‬
‫• اطلعى اي حبيبىت غريى هدومك عقبال ما اهجز الغدا خالص ابقيىل‬
‫حاجات بس يطة يكون اباب والبنات مج‬
‫احتضنهتا ساىل وغادرت اىل غرفهتا فقالت رمي بتوعد‬
‫• صربك عليا اي سلمي‬

‫‪157‬‬
‫***‬

‫جلست نورين مع رفيقهتا الىت قالت حبب وىه تصف خطيهبا‬


‫• هيييييييح حببه اوى ‪ ..‬اان بتنفسه تقريبا كنه اكسجني حياىت ‪ ،‬وانىت‬
‫فريد ابلنس باكل ايه ؟‬
‫حضكت نورين وقالت بسخرية‬
‫• اثىن اكس يد كربون حياىت‬
‫انفجرت منار ضاحكة وقالت‬
‫• حرام عليىك اي بنىت وهللا مظلوم معاىك‬
‫• اوى ايخىت‬
‫اىت احد الشخاص حيمل قطة فقالت نورين وىه متوهجة الهيم‬
‫• اان هروح اان وخليىك انىت ابكسجينك حلد ما خنقتيىن‬
‫***‬
‫هبطت الطائرة بسالم ىف مطار رشم الش يخ واهنت روز اجراءاهتا وخرجت‬
‫من املطار وجدت ظافر ابنتظارها ‪ ..‬محل احلقيبة ووضعها ىف س يارة‬
‫اس تأجرها وقال‬

‫‪158‬‬
‫• عىل املؤمتر حص ؟‬
‫قالت روز موحضة‬
‫• هرنوح الاوتيل الاول احط الش نط وبعدين نروح املؤمتر‬
‫ادار حمرك الس يارة وانطلق اىل الفندق واخذت جحز غرفهتا اذلى اكن ملدة‬
‫يوم واحد و بعدها انطلق اىل املؤمتر املنعقد ىف رشم الش يخ امللكفة روز‬
‫بتغطية احداثه للنرش ىف اجلريدة ‪ ..‬دلفت روز وحرضت املؤمتر وظل ظافر‬
‫ىف الس يارة ينتظرها وبعد انهتاء املؤمتر خرجت روز وجفأة تعرثت قدهما و‬
‫سقطتت ‪ ،‬ركض الهيا ظافر مرسعا فقالت بباكء‬
‫• احلقىن اي ظافر النضارة اتكرست والوقعة وجعاىن اوى‬
‫محلها ظافر وتوجه هبا اىل س يارته وقال همدئا‬
‫• اهدى خالص‬
‫اس مترت ىف الباكء وقالت‬
‫• صلحىل النضارة وهللا ما شايفة‬
‫• هو انىت مش املفروض معاىك واحدة اتنية ؟‬
‫• ال مش معااي ومش عامةل لينزس ‪ ..‬صلحهاىل ابهلل عليك‬
‫امسك بيدها وقال مطمئنا‬

‫‪159‬‬
‫• حارض متقلقيش‬
‫ادار حمرك الس يارة وعاد للفندق وسأل ىف الاس تعالمات عن اقرب ماكن به‬
‫نظارات طبية وارشده املوظف للماكن واخذها وذهبا الصالح النظارة ‪..‬‬
‫اعطاها ظافر اىل الرجل واعطاه ميعاد الس تالهما ىف اليوم التاىل ‪ ..‬خرج‬
‫وابلغ روز الىت شهقت قائةل‬
‫• بكرة ايه ؟ دى املقاةل املفروض تتنرش بكرة واباب ميعرفش اىن هبات‬
‫وبعدين ىف املصيبة دى‬
‫قال ظافر هبدوء‬
‫• ابعىت املقاةل ابالمييل‬
‫• ازاى واان اصال مش شايفة قصادى – نظرت اليه وامكلت – طب‬
‫وهللا اان ما شايفاك انت نفسك وبتعامل معاك حسب الصوت‬
‫انفجر ظافر ضاحاك علهيا فقالت ىه ممكةل‬
‫• وبعدين اباب ميعرفش اىن هبات هنا هو عارف اىن هرجع الهناردة‬
‫اجلسها ظافر ىف الس يارة واس تدار وجلس خلف جعةل القيادة وادار احملرك‬
‫وقال‬
‫• خالص هنعمل اتفاق‬
‫قالت روز‬

‫‪160‬‬
‫• الىل هو ؟‬
‫تبسم ظافر وقال‬
‫• انىت ه متليىن املقاةل واان هكتهبا وابعهتا ابالمييل وتتنرش بكرة وبكدة‬
‫تكوىن خلصىت من مه املقاةل‬
‫اجعبت ابلفكرة وتسائلت قائةل‬
‫• طيب واباب ؟‬
‫حضك وقال بغمزة مل تراها ىه‬
‫• هو انىت لك ده مش مس توعبة ان لك ده مرتتب مش صدفة وال ايه‬
‫اي وردىت ؟‬
‫فغرت فاهها فضحك وامكل قائال‬
‫• يعىن صدفة اهنم خيتاروىك انىت ابذلات للمؤمتر مع وجود ش باب ىف‬
‫اجلريدة وبعدها تطلع الطيارة اان الطيار بتاعها صدفة كدة يعىن ؟‬
‫• مرتهبا يعىن ؟‬
‫اومأ برأسه وقال‬
‫• ابلظبط وبعدين احنا هنقعد هنا ‪ ٣‬اايم هتكون النضارة اتصلحت‬
‫ولكه بقى كويس وهنتفسح ونغري جو القاهرة املشحون ده‬

‫‪161‬‬
‫• واباب وافق عادى وانت لسه مش جوزى ؟‬
‫• اوال احنا لك واحد هيكون ىف اوضة ويشهد عليا ربنا اىن مش‬
‫هتجاوز معاىك ال ىف فعل وال حىت لفظ اي روز وده وعد مىن ليىك‬
‫وقبهل اكن لوادلك وقبلمك انمت االتنني لربنا‬
‫• مصدقاك‬
‫نطقهتا روز وتبسمت وكذكل هو وقالت‬
‫• لو مسحت يال اطلع عىل الاوتيل عشان نراتح وانلك وبعدها‬
‫تساعدىن زى ما اتفقنا‬
‫تبسم ظافر وانطلق ابلس يارة اىل الفندق وسط حضاكهتم معا‬
‫***‬
‫عىل مائدة الطعام جلس عز ادلين عىل رأسها وحوهل بناته ويتناولون الطعام‬
‫ويتحدثون فقالت مريا ابعرتاض‬
‫• يعىن ايه اي اباب توافق عىل املهزةل دى ؟ ميصحش انه يسافر معاها‬
‫لوحده قبل ما يكون جوزها ‪ ..‬الناس هتقول علينا ايه‬
‫نظر عز ادلين الهيا وقال هبدوء‬
‫• اوال اان مهيمنيش الكم الناس النه ال بيودى وال بيجيب اثنيا اان واثق‬
‫ىف ظافر وتربيته وعارف انه معره ما يرض بنىت‬

‫‪162‬‬
‫اومات رمي وقالت‬
‫• ماىش اي اباب مقولناش حاجة لكن احنا عايشني وسط الناس مش‬
‫منعزلني عهنم عشان نقول مهيمناش الكهمم والبنت عامة مسعة يعىن‬
‫مثال لو حد من خاالىت اتصل وسأل علهيا هنقول ايه سافرت مع‬
‫خطيهبا تتفسح لوحدمه !‬
‫نظر عز ادلين الهيا بغضب وقال‬
‫• اختك اكنت مسافرة ىف شغل ده اوال امنا اثنيا دى اان حر فهيا وىف‬
‫بنىت واان ادرى مبصلحتكوا وبعدين ما انىت هتسافرى تركيا الاس بوع‬
‫اجلاى لوحدك مع مدير القسم امنعك وال ده ىف مصلحتك ؟‬
‫قالت ساىل ابعرتاض‬
‫• تسمحىل اي اباب لكن ده مش مصلحة خالص ‪ ..‬ده جتاوز حدود كترية‬
‫ويعدين هتضمن منني ان ظافر يوىف بوعده ليك وميعملش حاجة‬
‫ترضها ده اوال واثنيا رمي مش راحية تتفسح رمي راحية تش تغل واملدير‬
‫ده اكرب من حرضتك كامن ىف السن مش شاب تفرق اي اباب‬
‫ساور القلق عز ادلين ولكنه مل يبده عىل وهجه فذكل الامر مياثل امر‬
‫تصم ميه عىل خطبة نورين ومريا وهو يريد اجناح تكل الزجيات ولكنه ايضا لن‬
‫يدع مكروه ميس روز فهو رجل وعمل من جلساته املتكررة مع ظافر انه‬
‫رجل حبق ولن خيون وعد قطعه عىل نفسه وس يحمى ابنته من الناس ومن‬

‫‪163‬‬
‫نفسه ‪ ،‬اهنىى النقاش معهم وغادروا مائدة الطعام وتفرقوا لك خشص ىف غرفته‬
‫‪.‬‬
‫***‬
‫طرق عىل الباب وفتحت هل وىه حتمل ىف يدها اوراق و هجاز " الالب‬
‫توب "اخلاص هبا ‪ ..‬سارت جواره حىت وصال اىل شاطئ البحر وجلسا‬
‫هناك ىه متليه املقاةل وهو يكتب وبعدها حاولت تنس يقها ىه النه ال يعمل‬
‫كيف وارسلها هو اىل اجلريدة وقال ضاحاك‬
‫• معلت زى ما وعدتك اس تاهل ايه بقى ؟‬
‫حضكت روز وقالت‬
‫• اعزمىن عىل العشاء‬
‫• ال وهللا دى ماكفأىت وال ماكفأتك انىت‬
‫• احنا االتنني‬
‫• اؤمرى بس واان انفذ‬
‫قالها ضاحاك وذهب واحرض العشاء وتناولوه وبعدها جلسا يرشابن العصري‬
‫فقال ظافر‬
‫• انىت نظرك ضعيف اوى كدة ؟‬
‫أومأت روز برأسها وقالت‬

‫‪164‬‬
‫• البسة النضارة من ابتداىئ‬
‫• كتري اوى ‪ ،‬ومعملتيش لينزس ليه‬
‫ارتشفت من العصري وقالت‬
‫• عيىن من النوع احلساس اوى مش مس تحمةل حىت اللينزس واللزيك‬
‫بفكر فهيا بس خايفة‬
‫نظر الهيا وقال‬
‫• من ايه ؟‬
‫• اي مع اان خباف هيخرتعوا فيا ومش بعيد يعموىن ‪ ..‬اان عاجبىن الشوية‬
‫دول وبعدين بذمتك مش متعة انك تبقى بتلكم الىل قصادك وانت‬
‫مش شايف رد فعهل وال حىت تعبريات وشه وملا تبقى عايز تزوغ من‬
‫حاجة تقلع النضارة وتس هتبل فهيا‬
‫قهقه ظافر وقال من بني حضاكته‬
‫• عايزة تفهميىن انك مش ش يفاىن كامن جبد‬
‫حضكت روز وقالت‬
‫• وعهد هللا وال حىت ممزية ملموحة من مالحمك اان واخداك ابلصوت‬
‫• اان اتنصب عليا ابوىك مقاليش انك كدة‬

‫‪165‬‬
‫دمعت عينا روز من كرثة الضحك وقالت‬
‫• خالص رجعىن وخد فلوسك‬
‫مسح ظافر دموعه وقال ضاحاك‬
‫• لسه مدفعتش متقلقيش ‪ ..‬اخبار زين ايه حصيح‬
‫تبسمت روز وقالت‬
‫• كويس امحلد هلل وبيسمل عليك جدا ‪ ..‬تقريبا حبك اوى‬
‫• واان كامن ربنا يعمل معزته ىف قلىب‬
‫• غريبة اي ظافر حبيت زين برسعة جدا ازاى ؟‬
‫رشد ظافر وقال‬
‫• الن فاقد الىشء احسن واحد يعطيه‬
‫نظرت روز اليه بتعجب وتذكرت ىشء وقالت‬
‫• ايوه حص انت اهكل فني ؟ عايش مع انلك عبد الكرمي وهو الىل جه‬
‫طلبىن ليك حىت ىف اخلطوبة ماكنش موجود حد غريه هو وخاكل‬
‫دمعت عينا ظافر وقال‬
‫• عشان اان ماليش غريمه فعال ‪ ..‬وادلى و وادلىت اتوفوا واان صغري‬
‫والىل رابىن هو انلك عبد الكرمي – حضك ابنكسار – ملحقتش‬

‫‪166‬‬
‫اشوفهم وال حىت اعرفهم لك معرفىت بهيم صور وبس واحلق يقال‬
‫طنط كرمية وانلك عبد الكرمي معرمه ما قرصوا معااي او حىت‬
‫حسسوىن اىن مش ابهنم ابلعكس دول بيعاملوىن حلد وقتنا هذا‬
‫احسن من والدمه‬
‫ربتت روز عىل يده فقال حبدة‬
‫• اان مش عايز شفقة من حد‬
‫مسحت روز دموعها وقالت وىه تتحسس وهجه ومتسح دموعه الىت‬
‫شعرت هبا هتبط عىل كفها‬
‫• اان مش حد اي ظافر ‪ ..‬اان روز خطيبتك‬
‫ابتسم قائال وهو ممسك بيدها‬
‫• عارفة اي روز اىن نفىس يبقى عندى والد كتري اوى وفرحت ملا لقيتك‬
‫برتوىح دار الايتام‬
‫حضكت وحسبت يدها خبجل وقالت‬
‫• اه عشان كدة برتوح هناك لك اس بوع لزين و الوالد‬
‫اومأ برأسه واس تطرد قائال‬
‫• حباول ادهيم احلنان الىل احترموا منه بدرى ‪ ..‬عارفة اىن زعلت ملا‬
‫قولتيىل اىن من نوعية الناس الىل تشوفهم تكرههم وبعد ما تعرفهم‬

‫‪167‬‬
‫تكرههم ‪ ،‬ساعهتا قولت هو اان بقيت قاىس وال وحش وال ىه الىل‬
‫مش فاهامىن لسه ؟‬
‫اشاحت بوهجها بعيدا فقال متسائال‬
‫• لسه برضه اي روز اان من مضن الناس دى ؟‬
‫تبسمت وقالت خبجل خيالطه بعض املرح‬
‫• كويس اىن مش البسة النضارة عشان متأثرش ابللحظة دى‬
‫نظر الهيا بدهشة وقال‬
‫• يعىن ايه‬
‫هنضت واس تعدت للمغادرة وقالت‬
‫• يعىن ىف اشخاص ىف حياتنا ىه الىل بتغري ماكنهتا ىف قلوبنا ‪ ..‬تصبح‬
‫عىل خري اي ش يخ الش باب !‬
‫قالت مجلهتا الاخرية مبرح وركضت اىل الفندق وتركته خلفها متعجب من‬
‫حديهثا أيعقل ان يكوان ظفرا ببعضهام ؟ فقال بصوت مفكرا‬
‫• ايه حاكية ش يخ الش باب دى! ؟‬
‫***‬

‫‪168‬‬
‫حادثته ىف الهاتف ‪ ..‬تعجب ىف البداية ونظر للهاتف يتأكد من رمقها ولكهنا‬
‫ابلفعل ىه ‪ ..‬اجاب قائال مبرح‬
‫• مريا بنفسها بتتصل بيا ! ااترى الفون بزيغرط‬
‫حضكت مريا وقالت‬
‫• ازيك اي بالل‬
‫حضك بالل وقال‬
‫• امحلد هلل هعوز ايه اكرت من كدة مريا ملكامىن وبتضحك ؟ هعوز ايه‬
‫اتىن‬
‫جخلت مريا ومصتت فقال حماوال كرس الصمت‬
‫• اخبار يومك ايه ؟‬
‫• متام امحلد هلل اى نعم عربيىت ىف التوكيل بس قشطة يعىن‬
‫• ليه معلىت ىف العربية ايه اي مفرتية ؟‬
‫حضكت مريا وقالت‬
‫• وهللا ما معلتلها حاجة ىه لوحدها‬
‫قهقه وقال‬
‫• مصدقك اي " م ميي " ‪ ،‬انىت ماش ية ازاى حصيح ؟‬

‫‪169‬‬
‫• مع اباب طاملا ىف الرشكة بس مشاويرى اان ابخد اتكيس او شهرية‬
‫صاحبىت بتوصلىن‬
‫قال بالل بقلق متذكرا حديث شقيقه‬
‫• بالش اتكس يات لوحدك اي مريا لو تعوزى تروىح حتة قوليىل واان‬
‫جهيكل‬
‫تبسمت مريا وقالت‬
‫• ربنا خيليك اي بالل مش عايزة اتعبك ممكن تكون ىف شغكل وال‬
‫حاجة مش هعطل حياتك وىه اصال اس بوع وتتصلح‬
‫• لو مسحىت امسعى الالكم ‪ ..‬اان مبتعبش معاىك ومفيش بينا الالكم ده‬
‫امحرت وجنتا مريا وقالت وىه تلتقط انفاسها بصعوبة‬
‫• متام اي بالل ‪ ..‬هقفل اان دلوقىت سالم‬
‫اغلقت الهاتف ومل تنتظر رده ورشبت املاء وقالت لهتدئ نفسها وتهنهيا عام‬
‫تشعر به‬
‫• مش اى حد يدق ابب القلب نفتح ‪ ..‬امجدى اي مريا‬
‫***‬
‫اس تلقى عىل الفراش جبوار شقيقه ففتح" رشيف" عيناه قائال‬

‫‪170‬‬
‫• خري اللهم اجعهل خري اي" سلمي " انمي جنيب ليه ؟‬
‫حضك سلمي وقال‬
‫• اان زهقان اوى وعايز اخرج ومش الىق حد اخرج معاه غريك‬
‫اعتدل رشيف وجلس عىل الفراش ونظر اليه بتفحص قائال‬
‫• لسه متعاقب برضه ؟‬
‫تغري وجه سلمي وقال حبزن‬
‫• معاها حق ىف لك الىل معلته وهتعمهل اان خونت ثقة ابوها فيا وخونت‬
‫صداقتنا‬
‫• طاملا شايف انك تس تحق لك ده متضايق ليه بقى ؟‬
‫رشد سلمي ونظر للفراغ وقال بصوت منخفض‬
‫• عشان وحشتىن اوى ‪ ..‬وحش ىن الكهما وحضكها وعياطها ‪ ..‬وحش ىن‬
‫تأمل مالحمها وىه مش واخدة ابلها ‪ ..‬وحش ىن لك حاجة كنت بعملها‬
‫معاها وبس‬
‫حضك رشيف وقال هبدوء‬
‫• صاحلها اي سلمي قبل ما تروح منك – رشد واردف حبزن – قبل ما‬
‫تسيبك ومتىش ومتعرفش حىت طريقها وتندم عىل لك حاجة غبية‬
‫معلهتا معاها‬

‫‪171‬‬
‫انتبه سلمي لشلكه وقال‬
‫• ىه البنت الىل حكتلنا علهيا جماتش من ساعهتا ؟‬
‫• اس تقالت ومعرفش عهنا حاجة من يومهيا‬
‫• ىه امسها ايه حصيح ؟‬
‫• رمي معتصم‬
‫فغر سلمي فاهه وقال بتعجب‬
‫• مش معقول رمي معتصم ! ازاى ؟ ده جبد وال تشابه اسامء ؟‬
‫نظر رشيف اليه بتعجب فتنحنح سلمي وقال مبرح‬
‫• قوم البس واان هخىل ماما تلبس وخنرج لكنا سوا‬
‫حضك رشيف وهنض الرتداء مالبسه وطرق سلمي ابب غرفة وادلته وقال‬
‫مبشاكسة‬
‫• يال اي سوسو قوىم معاان هنتفسح‬
‫ابتسمت الام وربتت عىل ظهره وقالت حبنو‬
‫• اخرج انت واخوك واتبسطوا‬
‫دلف رشيف وقال‬
‫• اان لبست يال اي ماما‬

‫‪172‬‬
‫قالت الام اببتسامة‬
‫• روح اي حبيىب انت مع اخوك واتفسحوا‬
‫زجمر رشيف وقال بغضب مصطنع‬
‫• اان اخرج مع سلمي لوحدى ! ال ميكن ابدا‬
‫حضكت الام وجذهبا ودلهيا وارتدت مالبسها وخرجت معهم واس تقل امجليع‬
‫س يارة رشيف وانطلقوا اىل السيامن ‪.‬‬
‫***‬
‫القت بنفسها عىل الفراش قبل ان جتد هاتفها يدق ابمس" روز "ابتسمت‬
‫وردت قائةل‬
‫• اخبار رشم ايه اي بنت احملظوظة‬
‫حضكت روز وقالت‬
‫• اان عرفت السفرية مالها ااترهيا عينك الزرقا دى اي رمي ىف اهما‬
‫قهقهت رمي وقالت‬
‫• ليه اي بنىت ايه الىل حصل‬
‫• النضارة اتكرست مىن ولوال وجود ظافر معااي ماكنتش املقاةل اتكتبت‬
‫وال حىت اتبعتت ‪ ..‬جبد جه ىف وقته‬

‫‪173‬‬
‫• اه ىف وقته اوى ايخىت انىت وقعىت وال ايه ؟‬
‫• اان اقع ىف ش يخ الش باب ده ! ال ميكن‬
‫انفجرت رمي ضاحكة وقالت بتعجب‬
‫• ايه حاكية ش يخ الش باب دى اي بت‬
‫قهقهت روز وقالت بتوضيح‬
‫• ايه مسمعتيش اغنية اننىس جعرم وال ايه‬
‫• ههههه وايه املناس بة‬
‫غضبت روز وىه تتذكر قائةل بضيق‬
‫• بىص اي رميو اان اتفاجأت ان هو طيار طيلريت وبعتىل املضيفة اتخدىن‬
‫وترجعىن ملاكىن وتقوهل حارض اي ظافر ‪ ،‬بتقوهل ظافر كدة ده اان‬
‫قعدت اقوهل اي اكبنت ظافر وهو خطيىب‬
‫مل تتلقى رد من رمي بل تلقت حضاكت متتالية مهنا بصوت عال مما جعل‬
‫وادلها يدخل لريى ما هبا فقالت من بني حضاكهتا مشرية للهاتف‬
‫• دى روز اي اباب بتحكيىل مغامراهتا‬
‫قهقه عز ادلين واخذ الهاتف مهنا وقال حبب‬
‫• عامةل ايه اي حبيبىت ؟‬

‫‪174‬‬
‫اخذت روز نفسا معيقا وقالت بسعادة‬
‫• امحلد هلل اي حبيىب ‪ ..‬مبسوطة جدا اى نعم نضارىت اتكرست بس ربنا‬
‫خيليىل ظافر حل املشلكة‬
‫• اتبسطى اوى اي حبيبىت وطمنيىن عليىك وسلميىل عىل ظافر جدا‬
‫• عيوىن اي اباب ‪ ..‬تصبح عىل خري اي حبيىب‬
‫• وانىت خبري داميا‬
‫اغلقت الهاتف معهم واطمأن عز ادلين خللود رمي للنوم ورشدت روز ىف‬
‫ذكل الوس مي اذلى اقتحم عاملها منذ عدة اشهر واس تطاع معرفة وهجها‬
‫احلقيقى وىه كذكل تعرفت الليةل عىل الطفل اذلى بداخهل ولكهنا انتهبت انه‬
‫وعد نفسه ابلظفر هبا كعادته دامئا ولكن ملا ؟ الهنا خطفت قلبه ام الهنا اول‬
‫من حتدته ؟‬
‫ظل ذكل السؤال يراودها طوال الليل ولكن ذكل الصداع اذلى هامجها‬
‫نتيجة عدم تواجد نظارهتا الطبية جعلها تستسمل وتغط ىف ثبات معيق ‪.‬‬
‫اما هو فمل يمن ليلته تكل فهو اظهر اماهما" ظافر "الضعيف اذلى مل يراه احد‬
‫قط ‪ ..‬رأت الطفل اليتمي اذلى مازال يعاىن من فقد وادليه رمغ بلوغه مثانية‬
‫وعرشين عاما ‪ ..‬رأت ما خيجل الرجل ان يظهر وتراه اى انىث او اى خملوق‬
‫ىف الوجود فقد رأت دموعه الىت مل يس تطع احد ان جيعلها هتبط ‪ ..‬اعتدل ىف‬
‫جلس ته عىل الفراش وعقد العزم عىل فعل ىشء وبعدها غط ىف نوم معيق ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫***‬
‫ارسلت اجلوانء اشعهتا اذلهبية وداعبت رموش تكل احلس ناء الىت تنام‬
‫حمتضنة احدى الرواايت ‪ ..‬تثاءبت " مريا " بكسل وارتدت مالبسها‬
‫وبعدها خرجت لتناول الافطار مع وادلها وشقيقاهتا فوجدت رمي مرتدية‬
‫مالبسها وىف اكمل اانقهتا ! تعجبت وجلست جبانهبا قائةل ابس تفهام‬
‫• ايه الش ياكة دى اي رميو ؟‬
‫حضكت رمي وقالت‬
‫• ايه اي بنىت انزةل الرشكة الهناردة معاكوا‬
‫• مش انىت اجازة ؟‬
‫نطقهتا ساىل ابس تفهام فأومأت رمي وقالت بتوضيح‬
‫• الزم انزل واظبط حاىل قبل السفر وىف تصماميت هممة الزم اخدها‬
‫• ربنا يوفقك اي رميو‬
‫قالهتا نورين اببتسامة وىه تهنض وتقبل وادلها للخروج لعملها وبعد دقائق‬
‫حلق هبا امجليع ‪.‬‬
‫وىف رشكة عز ادلين للمقاوالت دلف عز ادلين وخلفه " رمي " و " مريا ‪" ..‬‬
‫دلفت مريا ملكتهبا وتركت رمي الىت دخلت مكتهبا وجدته هبيئته القدمية الىت‬

‫‪176‬‬
‫حتهبا والىت تشاجرت مع " رشيف "ليعيدها ولكنه رفض ومبجرد ذكر امسه ىف‬
‫عقلها نظرت ملكتبه وتبسمت خببث متوقعة رد فعهل عند رؤيهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫استيقظت " روز " من نوهما ورشعت تضع نظارهتا الطبية ولكهنا تذكرت‬
‫اهنا ليست معها فهنضت ودلفت اىل املرحاض غسلت وهجها وصففت‬
‫شعرها البىن وارتدت بنطال من اجليزن و سرتة قطنية بدون اكامم واس تعدت‬
‫للزنول ولكهنا تذكرت ظافر حفدثته ىف الهاتف ولكهنا وجدته يقول بصوت‬
‫مسموع من خلف ابب جحرهتا‬
‫• افتحى اي روز اان جيت اساسا‬
‫تبسمت روز وفتحت الباب وجدته يقف خلفه اببتسامة وقال‬
‫• صباح الورد عىل وردىت‬
‫حضكت وقالت‬
‫• صباح النور‬
‫اعطاها النظارة الطبية وقال مبرح‬
‫• البس هيا وشوفيىن بدل الصوت الىل بتعرفيىن بيه من امبارح ده‬
‫قهقهت روز وارتدت نظارهتا الطبية و اخريا اتضحت الرؤية اماهما ‪ ،‬تبسمت‬
‫وقالت‬

‫‪177‬‬
‫• مريىس اي ظافر تعبتك معااي‬
‫• ابتدينا الالكم العبيط بقى‬
‫نطقها بضيق فضحكت ىه فاردف قائال‬
‫• شلكك جاهزة وماكنش انقصك غري النضارة و خالص جت ‪ ..‬تعاىل‬
‫نزنل نفطر‬
‫اومأت برأسها واغلقت غرفهتا وسارا معا ليتناوال الافطار معا‬
‫***‬
‫اراحت ظهرها عىل مقعدها ىف رشود تفكر فامي يفعهل وىف ردود افعالها ىه ‪..‬‬
‫هناك نقطة مل تتوصل لها بعد ‪ ..‬عالقهتا ب " فريد " ينقصها ىشء مل‬
‫يس تطيعا معا اجياده ‪ ،‬تسأل نفسها ما الفرق بيهنا وبني شقيقتهيا ؟ فهن‬
‫وضعن ىف نفس الظروف ولكن روز تأقلمت مع ظافر وكذكل مريا كسبت‬
‫صداقة بالل ‪ ..‬لك مهنام مل تغلق الباب امام خطيهبا ولكن ىه مازالت تعاند‬
‫مع " فريد " من ابب الالىشء ! لك نقطة اخلالف اهنا تريد الزواج بعد‬
‫قصة حب يتحدث عهنا امجليع ‪ ،‬امسكت هباتفها و بعثت اليه رساةل تدعوه‬
‫للعشاء معها ىف املساء وبعدها تركت الهاتف منحية عقلها جانبا تكل املرة ‪.‬‬
‫***‬
‫دلف " رشيف "ونظر ملكتب رمي اكلعادة ولكن لفت انتباهه تكل املرة وجود‬
‫فتاة ترتدى فس تان رائع وتضع القليل من مساحيق التجميل تربز عيناها‬

‫‪178‬‬
‫الزرقاواتن اببداع ‪ ..‬فرك عينيه لثواىن يتأكد وجود تكل الفتاة عليه وجدها‬
‫حقيقة ‪ ..‬القى التحية وردهتا ىه عليه وقال وهو جيلس عىل كرس يه بصوت‬
‫مسموع‬
‫• معندمهش حل وسط ‪ ..‬اي اما واحدة حتسها صاحبك قاعد معاك او‬
‫واحدة تقول للقمر قوم واان اقعد ماكنك‬
‫حضكت رمي وقالت خببث‬
‫• بتقول حاجة اي بشمهندس ؟‬
‫نظر الهيا رشيف وشعر انه يعرفها ‪ ،‬عيناها مألوفة وصوهتا ايضا ‪ ..‬تنحنح‬
‫وقال بتوضيح‬
‫• مفيش اصل قبكل اكن ىف جعفر وبعدها جيىت فبقول هو مفيش حل‬
‫وسط عندمه ‪ ،‬حصيح حرضتك اتعينىت امىت ؟‬
‫انفجرت رمي ضاحكة وقالت من بني حضاكهتا الىت ااثرت تعجبه‬
‫• معرفتنيش جبد ؟‬
‫فغر رشيف فاهه ببالهة وتقدم مهنا ونظر الهيا ب متعن ‪ ..‬ايعقل ان تتحول رمي‬
‫من هيئهتا الرجولية اىل انىث طاغية امجلال هكذا ! نطق ما جيول ىف رأسه‬
‫بتساؤل ودهشة‬
‫• رمي ؟!‬

‫‪179‬‬
‫اومأت برأسها فقال بنفس دهش ته‬
‫• ازاى ؟‬
‫جلست عىل مكتهبا وقالت برتفع وكربايء لتثأر لالنىث الىت بداخلها‬
‫• لو مسحت اي بشمهندس تس يبىن اش تغل لصفقة تركيا عشان معاد‬
‫السفر قرب‬
‫عاد رشيف ملكتبه وتركها تفعل ما تريد وهو شارد هبا وما طرأ علهيا من تغيري‬
‫‪.‬‬
‫اما رمي فنظرت اليه بنرص وقد بدأت اوىل خطواهتا ىف الثأر النوثهتا الىت‬
‫طعهنا فهيا ‪ ،‬امكست هاتفها وعقدت العزم الخذ موقف ىف صاحل شقيقهتا ‪..‬‬
‫ثوان وااتها صوت " سلمي " مرحبا هبا فقالت ىه برصامة‬
‫• عايزة اقابكل الهناردة الساعة‪ ٨‬ىف الاكفيه الىل بتتقابلوا فيه انت وىه‬
‫نظر رشيف الهيا بدهشة فنظرت اليه اببتسامة متالعبة وقد ااتها صوت‬
‫سلمي قائال‬
‫• خري اي رمي‬
‫• متس تعبطش انت عارف اان عايزاك ليه‬
‫تنحنح سلمي وقال حبرج‬
‫• امح ىه حكتكل ؟‬

‫‪180‬‬
‫غضبت رمي وقالت حبدة‬
‫• اي سالم عىل البجاحة ! انت الزم حتمد ربنا اهنا حكتىل اان ومقالتش‬
‫لبااب هاه ‪ ..‬اباب الىل بيعامكل كنك ابنه والىل خونت ثقته فيك‬
‫وجتاوزت مع بنته اي بيه‬
‫• اي رمي وهللا اان معرفش اان معلت كدة ازاى بس‬
‫قاطعته رمي وقالت بلهجة امرة‬
‫• اان مش متصةل امسع تربيرك النك هتحكيىل لك الوضع الهناردة ملا‬
‫تقابلىن ‪ ..‬الرشكة بتخلص الساعة ‪ ٣٠:٧‬الساعة ‪ ٨‬ابدلقيقة هكون‬
‫موجودة وايريت متتأخرش ‪ ..‬سالم‬
‫اهنت رمي حمادثهتا وسط دهشة رشيف ورغبته امللحة ىف معرفة هوية‬
‫املتصل و توعدها ىه لسلمي ‪.‬‬
‫***‬
‫ىف املساء ‪،،،‬‬
‫تسري روز جبانب ظافر اذلى اشار الحد الاماكن قائال‬
‫• ايه رأيك نسهر هنا‬
‫اومأت برأسها فقال هو مبرح‬
‫• هعيشك اايم حتلفى بهيا اي روز صدقيىن‬

‫‪181‬‬
‫قالها وىه ممسك بيدها ويدلفا لدلاخل ‪ ..‬جلسا وطلبا املرشوابت وحتداث ىف‬
‫امور ش ىت حىت مسعت روز احدى الاغنيات فقالت لظافر مبرح‬
‫• ترقص معااي ؟‬
‫رفع ظافر حاجبيه وقال بضيق‬
‫• ومني قال جلانبك انك هرتقىص اصال ؟‬
‫• نعم ! ظافر اان حبب الاغنية دى وعايزة ارقص علهيا لو مسحت‬
‫قالهتا حبزن فالم نفسه وقال هبدوء وابتسامة‬
‫• روىح ومرتقصيش اوى عشان النضارة متقعش مش لك يوم هرنوح‬
‫نصلح‬
‫حضكت روز وذهبت لرتقص وسط الفتيات ورشد هو ىف متايلها عل‬
‫املوس يقى والانغام الىت ترقص علهيا وىه لكامت الغنية شهرية‬
‫"عىل همكل اي الىل انوية ختىل عقىل يروح مىن ‪ ..‬لو تعرىف ماىل والىل‬
‫جراىل ترمحى وحتىن "‬
‫رددها هبدوء وهو يتابعها بعيناه حىت انهتت من رقصهتا وجلست معه مرة‬
‫اخرى وحدثته فمل جييب علهيا وظل شاردا مل ينتبه لوجودها فاس تدارت‬
‫خلفها وجدت فتاة تبتسم هل ! غضبت ورضبت بلكتا يدهيا عىل املنضدة‬
‫وقالت بغضب وىه تهنض‬

‫‪182‬‬
‫• مفيش فايدة فيك ابدا ‪ ..‬كنت فاكراك غري كدة بس طلعت زى ما‬
‫انت ومش هتتغري‬
‫ركضت من امامه ومل يفهم هو ما تعنيه فقد اكن شاردا ومل ينتبه الا عندما‬
‫رضبت املنضدة بغضب ! ركض خلفها وامسك بذراعها وادراها اليه وجدها‬
‫تبىك ‪ ،‬مسح دموعها وقال حبنان‬
‫• ىف ايه للعياط ده ؟‬
‫ابعدت يده عهنا وقالت بعنف وغضب‬
‫• ىف اىن كنت فاكرة انك اتغريت لكن لالسف الطبع يغلب التطبع‬
‫هتفضل طول معرك طيار بتحب اتخد من لك بدل فاكهة حىت لو اكن‬
‫معاك مليون واحدة مش واحدة بس‬
‫اكدت متىش ولكنه اوقفها قائال بغضب‬
‫• استىن هنا ايه الىل انىت بتقوليه ده‬
‫رصخت روز به وقالت بنفاذ صرب‬
‫• ال وهللا مش فامه احلاكية وان البت الاجنبية اكنت عامةل تضحلكك‬
‫وتغمزكل وانت حىت خمدتش ابكل واان بلكمك وكنت مركز معاها ىه‬
‫اكد جييهبا حىت وصلته رساةل عىل هاتفه ‪ ،‬قرأها وتبسم فقالت ىه بضيق‬
‫• اه تالقهيا بتقوكل خرجت ليه ‪ ..‬روحلها وس يبىن اروح‬

‫‪183‬‬
‫مل تتلقى رد بل تلقت فعل ! محلها ظافر ووضعها ىف الس يارة وادار احملرك‬
‫بعد ان اغلق الابواب ابحاكم وانطلق اىل حيث يريد وسط رصخاهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫جلس سلمي يفرك يديه ىف توتر و ينظر لرمي خبجل من فعلته و مل جيرأ عىل‬
‫ادلفاع عن نفسه بل يتلقى التوبيخ مهنا بصدر رحب حىت ارتفع صوهتا ممكةل‬
‫توبيخه قائةل‬
‫• ده طبعا اكن اقل عقاب ليك اي سلمي وعىل فكرة ىه مش عايزة‬
‫تشوفك اتىن خالص‬
‫قال سلمي بفزع ورجاء‬
‫• ال اان راىض بلك حاجة الا كدة اي رمي ‪ ..‬اان معلت كدة غصب عىن‬
‫وربنا عامل اىن متضايق من نفىس اكرت ما ىه متضايقة مىن لكن اهنا‬
‫تقطع عالقهتا بيا ال اي رمي‬
‫حضكت رمي ونظرت اليه خببث وقالت‬
‫• سلمي دى اوامر خطيهبا مش عايز حصاب ش باب لهيا‬
‫• نعم !‬
‫نطقها سلمي بصدمة وسكب كس املاء اذلى امامه واىت النادل مرسعا منظفا‬
‫املاكن فأمكلت رمي قائةل‬

‫‪184‬‬
‫• واحد زميلها ىف شغلها اجلديد عايز يتقدملها وتقريبا ىه موافقة‬
‫مل جيب سلمي ولكنه هبدوء دفع احلساب وترك رمي وغادر املاكن ‪ ..‬تبعته رمي‬
‫بعينهيا بدهشة وهو يرتكها ويرحل هبدوء دون استئذان ! اما هو فمل يرد ان‬
‫ترى رد فعهل اذلى اظهره ىف س يارته عندما رضب املقود عدة مرات بيده‬
‫وانطلق مرسعا بال وهجة هل لك ما يدور برأسه ان غباءه جعهل خيرس‬
‫صديقته وحبيبته ولكنه اقسم اهنا لن تكون لغريه همام تلكف الامر !‬
‫***‬
‫نزل من الس يارة وفتح الباب لها وجذهبا من يدها وتقدم هبا من شاطئ‬
‫البحر وهنا رأت روز املياه الصافية والرمال الصفراء و مجموعة من الورود قد‬
‫اخذت شلك القلب علهيا و جبانب القلب املرسوم ابلورود يوجد منضدة‬
‫وكرس يان وفوق املنضدة وضع بعض الشموع مما اعطى املاكن رونق ساحرا‬
‫جعلها تنظر اليه بدهشة فأمسك هو بيدها اببتسامة و تقدم هبا حىت صارا‬
‫داخل القلب و اديرت املوس يقى ووضع يده مطوقا خرصها وبدأت الاغنية‬
‫ىف عزف احلاهنا حىت قال مرددا اللكامت الىت تسمعها‬
‫• انىت موجة عالية جدا وبرمغ اىن ىف الس باحة مش غش مي بس ابرادىت‬
‫غرقت فهيا ‪ ،‬انىت زى الارض متام واان منك شايالىن واان عايش‬
‫حضناىن ملا مبوت ‪ ..‬منك وليىك بعود‬
‫امحر وهجها من انفاسه الىت اصبحت تلفح وهجها مما يدل عىل اقرتابه مهنا‬
‫وادارها وقال‬
‫‪185‬‬
‫• غلبتيىن وظفرىت انىت بيا‬
‫جخلت روز بشدة وتسارعت دقات قلهبا فضحك وادراها مرة اخرى وقال‬
‫بثبات‬
‫• حببك اي روز‬
‫القاها عىل ذراعه ومال الهيا قائال من بني انفاسه املتقطعة ودقات قلبه‬
‫اكلطبول‬
‫• تقبىل تشاركيىن حياىت الىل جاية وتمكىل معرك معااي اي روز ؟ تقبىل‬
‫تتجوزيىن ؟‬
‫نطق لكامته اببتسامة اما ىه فقد امحر وهجها وتسارعت دقات قلهبا ومل‬
‫تس تطع التقاط انفاسها ومل جتيب فكرر سؤاهل مرة اخرى فقالت ىه بتساؤل‬
‫• ليه اي ظافر ؟ عشان حبتىن وال عشان اان البنت الوحيدة الىل‬
‫عاندتك ؟‬
‫تبسم ومسح عىل وهجها شديد الامحرار وقال‬
‫• انىت خدىت قلىب الىل حمدش عرف ايخده قبكل ‪ ..‬طلعىت من جوااي‬
‫بىن ادم اتىن مكنتش اعرفه الا ملا شوفتك ‪ ..‬حسيت فيىك حبنان اىم‬
‫وشوفت فيىك مراىت الىل نفىس امكل معرى جنهبا واموت ىف حضهنا‬
‫ىه‬

‫‪186‬‬
‫نظر الهيا اببتسامة مل تفارقه منذ ان اطلق رساح لسانه ليخربها مبا يضمره‬
‫قلبه فاومأت ىه برأسها و قالت بصوت منخفض ال ياكد يسمع وجخلها‬
‫يس يطر علهيا‬
‫• ظفرت اي ظافر‬
‫هتللت اساريره فأمكلت ىه اببتسامة ظهرت بصعوبة من فرط امحرار برشهتا‬
‫الروز‬
‫• موافقة اشاركك معرك اجلاى‬
‫اخرج ظافر خامت من جيب رسواهل ووضعه ىف اصبعها وقبل يدهيا قائال‬
‫بعشق‬
‫• حببك اي الىل غلبتيىن وظفرىت بيا‬
‫نظرت روز للخامت بتعجب وقالت‬
‫• بس انت خطيىب يعىن دبلتك ىف ايدى‬
‫• ده خامت اشرتيته من فرنسا اول ما شوفته حسيته بيناديىك وحلفت ان‬
‫اول ما اعرتفكل ده هزيين ايدك ‪ ..‬دى ش بكىت اان لىل اختارها قلىب‬
‫وتوجهتا ملكة عليه‬
‫قال لكمته الاخرية واديرت املوس يقى مرة اخرى ومتايال معا عىل انغاهما بعدما‬
‫رصح لك مهنام مبشاعره لالخر وظفرا ببعضهام ‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫***‬
‫"خري طلبتيىن ليه ؟ "‬
‫اكنت تكل ىه امجلةل الىت نطقها فريد وهو ينظر لنورين بتعجب فقالت ىه‬
‫بتالعب‬
‫• مفيش لقيت انك املفروض خطيىب و اباب بيسألىن عليك فقولت‬
‫اطمن عليك‬
‫• ال فيىك اخلري‬
‫نطقها فريد بسخرية مما جعلها تغضب ولكهنا حاولت الامتسك وقالت اببتسامة‬
‫• اخبار شغكل ايه احكيىل‬
‫حضك فريد وقال‬
‫• ده انىت عايزة ترضىب حصوبية بقى ؟‬
‫غضبت نورين وامسكت حقيبهتا وقالت‬
‫• اان الغلطانة من الاول مش انت ‪ ..‬بعد اذنك اي حرضة الظابط ‪..‬‬
‫اسفة ليك‬
‫امسك فريد بيدها وقال بأسف‬
‫• اان اسف اي نورين ‪ ..‬لو مسحىت اقعدى‬

‫‪188‬‬
‫جلست نورين امامه مرة اخرى فاردف هو ابعتذار وتوضيح‬
‫• اان عارف اىن عىل طول بزعق بس ده بسبب افعاكل الغبية ‪ ..‬طول‬
‫الوقت بتعاندى معااي ومش فاهامىن ‪ ،‬دماغك متربجمة اىن خاطبك‬
‫غصب عنك وجوازان صالوانت وانىت عايزة قصة حب واان اي بنت‬
‫الناس مش من الش باب الىل تقعد تلكم البنت فرتة قبل ما ايخد‬
‫خطوة رمسى ده لو خدها اصال‬
‫نظرت نورين اليه بشغف فأمكل هو قائال‬
‫• اان معرى ىف حياىت ما عرفت بنت اي نورين وتقريبا انىت اول واحدة‬
‫اعرفها بعد اىم والىل رابطىن بيىك دبةل حاسسها بتخنقك ‪ ،‬اباب ملا‬
‫خطبك ليا اكن غصب عنك وعىن ودلوقىت اان بعرض عليىك حاجة‬
‫انىت مس تنياها بقاكل ‪ ٣‬شهور‬
‫خلع دبلته الفضية ووضعها اماهما عىل الطاوةل وقال بثبات‬
‫• اان حبررك اي نورين من جسنك الىل وادلك حطك فيه واسف عىل لك‬
‫حاجة معلهتا فيىك‬
‫قاومت رغبهتا ىف الباكء ووضعت دبلهتا اذلهبية جبانب دبلته وقالت بثبات‬
‫مقاومة غصة حلقها‬
‫• كدة حررتىن وال خلصت نفسك من هتديدمه ليك بيا اي فريد بيه ؟‬

‫‪189‬‬
‫رفع فريد رأسه ونظر الهيا بدهشة غري مصدق ما مسعه مهنا أيعقل اهنا تعمل‬
‫بأمر الهتديدات !حاول متاكل نفسه وقال‬
‫• انىت عرفىت منني ؟‬
‫نظرت اليه بقوة وارصار يراهام للمرة الاوىل ىف عينهيا وقالت هبجوم‬
‫• مش همم عرفت منني ‪ ..‬املهم انك جبان اي حرضة الظابط‬
‫رصخ هبا فريد وقال بصوت هادر‬
‫• اان مش جبان اي نورين اان حبميىك ‪ ..‬مش عايزك تتأذى بسبىب‬
‫• ال جبان بتخلص نفسك من مس ئوليىت ‪ ..‬امشعىن دلوقىت هتفسخ‬
‫اخلطوبة ؟ ملا الهتديدات زادت عن حدها ‪ ..‬ملا افتكروا اىن نقطة‬
‫ضعفك وبدل ما حتميىن بتتخلص مىن ‪ ،‬دى بقى الشجاعة اي فريد ؟‬
‫اهزت فريد من لكامهتا فهىى حمقة فهو اراد حمو نقطة ضعفه الىت يظنوهنا وىف‬
‫الوقت ذاته حيمهيا من بطشهم هبا ‪ ..‬حاول احلديث وسط نظراهتا الىت مل‬
‫تفارقه فهو الان عمل ملا ارادت مقابلته ‪ ،‬متاكل نفسه وقال بترببر‬
‫• مبتخلصش منك لكن يعمل ربنا اىن عايز امانك ‪ ..‬همنىت صعبة اي‬
‫نورين وبيتأذى فهيا اغىل الناس عندان واان الزم اكون قد ثقة انلك عز‬
‫فيا – اخذ نفسا معيقا وامكل – مينفعش بنته تبقى ىف خطر بسبىب ‪..‬‬
‫مينفعش تعيىش احساس اخلوف ىف لك حتراكتك ‪ ..‬مش عايزك‬
‫حتىس بكدة ‪ ..‬بعدك عىن امان ليىك‬

‫‪190‬‬
‫حضكت نورين وىه تلعب بدبلهتا بني اصابعها وقالت وىه ترفع حاجباها‬
‫بتالعب ومكر‬
‫• قولتىل بيأذوا اغىل الناس عندمك ‪ ..‬يعىن اان بقيت من اغىل الناس‬
‫عندك ؟‬
‫حجظت عيناه بدهشة من حديهثا ‪ ،‬اى امرأة ىه ! هو خيىش علهيا من‬
‫ظروف معهل وىه تتصيد اللكامت لتدير دفة احلديث جلهة اخرى !‬
‫متاكل غضبه بصعوبة وقال حبذر وهو مطبق اس نانه‬
‫• نورين ما تفرسيش الالكم عىل مزاجك‬
‫نظرت اليه بطرف عيهنا وقالت خببث‬
‫• اان بفرس الالكم الىل قداىم وعىل فكرة اان مش هفسخ اخلطوبة ‪..‬‬
‫ماليش مزاج‬
‫ارتدت دبلهتا مرة اخرى ووضعت دبلته ىف اصبعه وهنضت ممسكة حبقيبهتا‬
‫قائةل بتحدى‬
‫• واجه وما تبقاش جبان – حضكت – الا لو اكن خوفك من انك‬
‫حتبىن بقى‪.‬‬
‫غادرت من امامه واس تقلت س يارهتا وتبعهتا عيناه وبعدها دفع احلساب‬
‫واس تقل س يارته وقال بتعجب‬

‫‪191‬‬
‫• حضكت عليا بنت عز ادلين ! صربك عليا اي دكتورة الهبامي !‬
‫***‬
‫يرضب مقود س يارته بغضب ويرصخ هبا ىف الهاتف قائال‬
‫• انىت بتس هتبىل اي مريا حص ؟ مش اان قايكل متتحركيش الا معااي او‬
‫مع ابابىك ؟‬
‫ابعدت مريا الهاتف عن اذهنا بذعر فالول مرة يغضب بالل مهنا هبذا‬
‫الشلك واول مرة ترى ىه غضبه ‪ ..‬حاولت هتدئته فقالت‬
‫• معااي شهرية وهللا مش لوحدى اي بالل ما تقلقش واباب عارف اننا‬
‫هنخرج‬
‫• انىت فني دلوقىت ؟ وال استىن اان شوفتك‬
‫اغلق الهاتف ىف وهجها و نزل من الس يارة ودلف للمطعم اذلى جتلس به مع‬
‫رفيقهتا وقال بغضب‬
‫• يال اي مريا‬
‫ارتفع صوت" شهرية "قائةل‬
‫• ىف ايه اي دكتور داخل كدة من غري حىت سالم وال الكم وبزتعق ‪..‬‬
‫اهدى كدة علينا ىف ايه ؟‬
‫رفع بالل حاجباه ولكن قال هبدوء‬

‫‪192‬‬
‫• ازيك اي انسة شهرية متام كدة ؟ يال اي مريا منىش‬
‫نظرت شهرية ملريا نظرة ذات مغزى فزجمرت مريا وقالت بغضب‬
‫• ايه جنانك ده اي بالل ! اان مع صاحبىت ومش مهىش واتفضل انت لو‬
‫مسحت‬
‫ابتسم بالل خفشت مريا ونظرت لرفيقهتا فقال هو‬
‫• هو كدة يعىن ؟‬
‫• ايوه‬
‫• طيب مرتجعيش تزعىل مىن‬
‫قال مجلته الاخرية وهو حيملها عىل يده ويتجه هبا خارج املطعم وسط‬
‫رصخاهتا فقال هو بغضب و صوت مرتفع‬
‫• رصىخ اكرت ملى علينا الناس اي مريا‬
‫رضبته مريا بقبضهتا ىف صدره وقالت‬
‫• انت جمنون ومش طبيعى‬
‫حضك بالل وقال مبكر وهو يركض هبا ىف الشارع مبتعدا عن س يارته‬
‫• هوريىك اجلنان الرمسى ‪ ..‬يال رصىخ خىل الناس تتفرج‬
‫رصخت مريا وتش بثت مبالبسه وقالت برجاء‬

‫‪193‬‬
‫• يال نروح اي بالل وبطل جنان ‪ ..‬فني رمي تلحقىن من جنانك ده‬
‫• انىت الىل طلبىت اجلنان واان بورهيوكل‬
‫• خالص اان اسفة يال نرجع العربية بقى‬
‫قهقه بالل و انزلها وامسك بيدها وسارا اىل ماكن س يارته وسط حضاكهتم‬
‫معا عىل جنانه واس تقال الس يارة معا وسط نظرات شهرية الساخطة من حتمك‬
‫بالل ىف مريا بذكل الشلك !‬
‫***‬
‫ارشقت الشمس بأشعهتا اذلهبية واستيقظت " ساىل " توهجت للمرحاض‬
‫وغسلت وهجها وبعدها ارتدت مالبسها وهبطت لتتناول الافطار مع عائلهتا‬
‫وحتدث امجليع ىف عدة امور حىت قال عز ادلين موهجا حديثه ملريا‬
‫• ابقى عدى الهناردة خدى عربيتك عشان اتصلحت‬
‫• اخريا‬
‫نطقهتا مريا بفرحة فضحكن الفتيات حىت قالت نورين بغمزة‬
‫• اشكريىل بالل اوى اي م ميي وقوليهل نور بتقوكل تسمل اي ابشا‬
‫وردهتاكل ىه‬
‫• يبقى انىت الىل فتنىت عليا‬
‫قهقه امجليع وقالت نورين من بني حضاكهتا‬

‫‪194‬‬
‫• احنا اتفقنا اهنا واحدة بواحدة ‪ ..‬هو فتنىل عىل اخوه واان فتنتهل عىل‬
‫اخىت‬
‫حضك امجليع وبعدها تناولوا الافطار هبدوء حىت هنضت ساىل وقالت وىه‬
‫تقبل وادلها‬
‫• مهىش اان بقى عشان اتأخرت‬
‫قال عز ادلين‬
‫• ما تصربى اان خالص هقوم واوصكل معااي زى لك يوم‬
‫هنضت رمي وقبلت وادلها وامسكت بيد ساىل وقالت‬
‫• هوصلها اان اي اباب‬
‫• وترجعى عىل الرشكة اتىن تعب عليىك اي رمي‬
‫• ال مش هروح الرشكة اتىن خالص ‪ ..‬اان خدت الورق الىل اان عايزاه‬
‫وخالص مش هزنل اتىن الا بعد ما ارجع من تركيا‬
‫• متام ‪ ..‬خدوا ابلمك من بعض‬
‫قباله الفتااتن ورحال معا ‪ ،‬وىف س يارة رمي جلسا معا وادارت رمي احملرك‬
‫فقالت ساىل‬
‫• معلىت ايه امبارح معاه ؟‬

‫‪195‬‬
‫حضكت رمي وقالت‬
‫• هيمك اوى‬
‫رضبهتا ساىل فضحكت ىه وقالت‬
‫• قولتهل انك مش عايزة تشوفيه وحكتهل عىل العريس الىل متقدمكل‬
‫قالت ساىل بلوم‬
‫• ليه بس كدة اي رمي ؟ املهم هو معل ايه ؟‬
‫اوقفت رمي الس يارة وقالت بتالعب وىه تتفحص شقيقهتا ومتابعة لرد فعلها‬
‫• قام وسابىن بعد ما وشه قلب الوان وكرس كوابية املياه‬
‫مصتت ساىل كصمت سلمي ابلمس وادارت رمي حمرك س يارهتا وقالت‬
‫ضاحكة‬
‫• زى ما توقعت بتحبوا بعض‬
‫• ايه !‬
‫نطقهتا ساىل بصدمة ونظرت لشقيقهتا وابتسامهتا فقالت بتلعمث وارتباك‬
‫• ازاى اي رمي ده احنا حصاب من زمان هنحب بعض ازاى‬
‫ابتسمت رمي وقالت حبنان‬

‫‪196‬‬
‫• احياان بيكون الشخص الصح جنبنا حتت مسمى صديق او حىت زى‬
‫الاخ واحنا من كرت انشغالنا ابالشخاص الغلط ما بناخدش ابلنا من‬
‫وجوده جنبنا الا بعد فوات الاوان‬
‫• بس الاوان ما فاتش اي رمي حص ؟‬
‫• دى علمها عند هللا بقى‬
‫وصال ملقر معل ساىل فقالت رمي‬
‫• ايريت حتاوىل تقابليه وتديهل فرصة ميكن يكون هو ده حب معرك‬
‫وانىت بتدورى عليه بره‪.‬‬
‫رحلت رمي وتركهتا تفكر ىف حرية ولكهنا انتهبت اهنا تقف ىف الشارع‬
‫فصعدت لعملها ومل تكن تعمل ان هناك خشص يتبعها بس يارته منذ خروهجا‬
‫من مزنلها وحىت الان !‬
‫***‬

‫عدة طرقات منه عىل الباب اكنت كفيةل جبعلها تستيقظ من نوهما ‪ ..‬فتحت‬
‫"روز "عينهيا بكسل وارتدت نظارهتا الطبية وفتحت الباب وىه ش به انمئة‬
‫‪ ،‬نظر " ظافر "الهيا بدهشة من رؤيهتا فور استيقاظها خبصالهتا املبعرثة عىل‬
‫وهجها ومالبس نوهما ‪ ..‬اقرتب مهنا ظافر ودفعها للخلف داخل غرفهتا ووقف‬
‫هو عىل الباب قائال‬

‫‪197‬‬
‫• بعيدا عن املنظر الىل رعبىن ده بشعرك وشلكك كدة بس ايريت‬
‫تنتهبىى اننا ىف اوتيل وىف روم سريفيس ونزالء غريان متام ؟‬
‫حاولت فتح عينهيا برتكزي ولكهنا فشلت فهنضت واقرتبت من الباب قائةل‬
‫• انت الزم تتعود عىل املنظر ده ‪ ،‬وايريت تستناىن عقبال ما البس‬
‫ونزنل نفطر وبعدها جنهز الش نط‬
‫مل تنتظر رده واغلقت الباب ىف وهجه وسط تعجبه وقوهل مجلةل واحدة فقط‬
‫• اان الىل جبته لنفىس حمدش جاهبوىل !‬
‫دلف ظافر اىل جحرته و حرض حقيبة سفره وامت اس تعداداته للسفر عقب‬
‫الافطار ونزهة اليوم مع تكل الوردة الىت رزقه هللا هبا ‪ ،‬وكهنا شعرت انه‬
‫تذكرها فأتت بنفسها وطرقت غرفته ‪ ..‬تبسم وتوجه للباب وفتحه وجدها‬
‫ترتدى ثوب انيق وشعرها مرتب مبهارة ‪،‬تبسم وقال مبشاكسة‬
‫• خالص اان شوفت احلقيقة مش ههتز ابمليك أب والشعر ده‬
‫قهقهت روز وقالت بثقة‬
‫• اديك شوفت من الاول عشان تعرف اىن رصحية معاك ‪ ..‬مش اكن‬
‫لو عندك اخت بنت كنت هتبقى متوقع السيناريو ومش هتبىن‬
‫طموحات عىل شلكى واان قامية من النوم‬
‫انفجر ظافر ضاحاك وقال من بني حضاكته‬

‫‪198‬‬
‫• معلش اباب وماما فلسعوا قبل ما جيببوا البنت حقك علينا اي روز هامن‬
‫قهقهت روز ودعت هلام ابلرمحة ونزال معا ليتناوال الافطار وبعده وقفت عىل‬
‫شاطىء البحر وقالت‬
‫• ظافر اان عايزة انزل البحر قبل ما منىش بلزي‬
‫كور قبضته وحاول متاكل غضبه وقال هبدوء ظاهرى‬
‫• ال حوار نزول البحر ده مش هيحصل الا لو عىل جثىت ! اان اه‬
‫نزلت شواطىء فرنسا و ايطاليا وشوفت س تات ابلبكيىن وكنت‬
‫عادى لكن حلد مراىت اان وس توب هنىس الطيار الىل جوااي وهطلع‬
‫الراجل الىل دمه حاىم وممكن يكرس دماغك لو فكرىت تعمىل كدة ‪..‬‬
‫ماىش اي روح قلىب ؟‬
‫مل تغضب منه بل حضكت بشدة لغضبه وتعبريات وهجه الىت تغريت للغضب‬
‫ووهجه الامحر من الغضب وقالت بدالل ال يليق الا هبا‬
‫‪-‬حارض اي حبيىب‬
‫وكهنا بتكل امجلةل قد حمت لك ما س بق من غضب وابدلته بسعادة ال تليق‬
‫الا هبا ❤ فضحك هو من قلبه وقبل رأسها وركض خلفها وظل يقذفها‬
‫مبياه البحر الزرقاء وحضاكهتا تتعاىل امامه ‪.‬‬
‫***‬

‫‪199‬‬
‫امسك فريد هباتفه وضغط الازار ‪ ..‬تردد ىف البداية ولكنه حسم امره عندما‬
‫ااته صوت املتصل فقال بود‬
‫• ازى حرضتك اي انلك ؟‬
‫حضك عز ادلين ومحد هللا تعاىل وسأهل عن احواهل فمل يراوغ فريد وطلب‬
‫منه مقابلته ابخلارج بشلك خاص المر هام خيص" نورين " وافق عز ادلين‬
‫عىل اللقاء وحدد معه اليوم مساء وشكره فريد اذلى اهنىى االتصال وقال‬
‫ابرحييحة‬
‫• كدة مش هش يل ذنهبا ‪ ..‬امحلد هلل‬
‫***‬
‫بعد مرور ساعتني اختذ " سلمي " القرار وصعد الهيا ودلف اىل مقر معلها‬
‫وجدها تقف مع احد زمالهئا وتضحك خبجل ! امحر وهجه غيظا واقرتب مهنا‬
‫ممساك معصمها بغضب وقال‬
‫‪ -‬مني ده اي ساىل ؟‬
‫حاولت ساىل حسب يدها منه ولكهنا مل تس تطع فقال زميلها حبدة‬
‫‪-‬انت الىل مني وازاى متسكها كدة ؟‬

‫‪200‬‬
‫نظر اليه سلمي بغضب واخفض رأسه ولمكه بقوة ىف وهجه وحسب ساىل من‬
‫يدها للخارج وشهقت بفزع واعتذرت لزميلها ولكنه اس متر ىف حسهبا وركبا‬
‫املصعد والغضب يس يطر عليه ‪ ..‬ظلت حتدثه وترصخ به قائةل بغضب‬
‫‪-‬انت ليك عني تيجى وكامن ترضب زميىل بعد لك الىل انت معلته ده ؟‬
‫رصخ هبا وقال بغضب والرشر يتطاير من عنينه‬
‫‪-‬هو ده العريس ؟‬
‫‪-‬هيمك ىف ايه ملكش فيه ‪ ..‬اان حرة اي سلمي وانت بره حياىت‬
‫‪-‬ال مش حرة اي ساىل انىت بتاعىت وختصيىن‬
‫قال مجلته الاخرية و فاجأها بقبةل مباغتة مرة اخرى ! شهقت بعنف‬
‫وحاولت ابعاده ولكنه اس متر فامي يفعهل وجفأة ابتعد وقال من بني انفاسه‬
‫الالهثة‬
‫‪-‬انىت بتاعىت اان وبس ‪ ..‬مش هتكوىن لغريى لو انطبقت السامء عىل‬
‫الارض‬
‫اقرتب من اذهنا ومسح عىل وهجها اذلى اصبح كحبة طامطم من اخلجل‬
‫وقال حبنان جارف‬
‫‪-‬اان حببك اي ساىل‬
‫حاولت اخلروج من املصعد ولكنه منعها وقال بغضب وهو ممسك بيدها‬

‫‪201‬‬
‫• مش ه متىش وتس يبيىن اتىن من بعد الهناردة ‪ ..‬احنا اختلقنا لبعض ‪..‬‬
‫انىت مىن واان منك والزم نمكل سوا‬
‫نظرت اليه اببتسامة جخىل حلديثه اذلى مل تتوقع ان يأىت من صديقها املقرب‬
‫ولكهنا انتهبت ان املصعد يصعد هبم مرة اخرى فقالت بفزع وىه حت متى به‬
‫• الاسانسري بيطلع ده اكيد املدير هريفدىن‬
‫قهقه سلمي ومضها اليه وزفر ابرتياح قائال‬
‫• يعمل الىل يعمهل اان كدة ماكل ادلنيا وما فهيا‬
‫صعد هبم املصعد امام مقر معلها وفتح الباب وخرج سلمي وساىل وقال‬
‫زميلها حبدة‬
‫• هو ده ايفندم الىل حسهبا من وسطنا لكها وخرج وىه اكنت بترصخ‬
‫نظر املدير الهيا فنظرت لسلمي و زمالهئا حبرية وقالت بتلعمث‬
‫• ده ‪ ..‬اصهل ‪ ..‬هو‬
‫اندفع زميلها حبدة وقال بغضب مشريا لسلمي‬
‫• اتلكمى اي ساىل ومتخافيش احنا ىف ضهرك‬
‫حولت نظرها بيهنم وجدته يكور قبضته ليلمكه مرة اخرى فاختبأت فيه‬
‫وقالت بثبات ملديرها‬

‫‪202‬‬
‫• حمصلش اي فندم واان اسفة اىن مشيت معاه من غري اذن من حرضتك‬
‫حجظت عينا زميلها بدهشة فقال مشريا لسلمي‬
‫• ازاى ده رضبىن وخدك من وسطنا لكنا‬
‫نظر املدير الهيم وقال حبمكة‬
‫• لو الكمك حص وفعال اتعدى ابلرضب عليك واخدها ابلغصب هتدافع‬
‫عنه ليه ؟‬
‫مصت زميلها فقال سلمي وهو ينظر اليه ابنتصار موهجا حديثه املدير بأدب‬
‫• اوال اان اسف اي فندم اىن اخدهتا من غري اذنك اصل كنا متفقني نزنل‬
‫نشرتى الش بكة الهناردة و ملا ما ردتش عليا قلقت علهيا فشدينا مع‬
‫بعض شوية – نظر لزميلها قائال بأسف – معلش اصلها نسيت‬
‫تقوكل اهنا خمطوبة اي عريس الغفةل !‬
‫***‬
‫اس تقلت "روز "مقعدها ىف الطائرة جبانبه فقالت مبشاكسة‬
‫• مش انت الطيار ليه املرادى ؟‬
‫قهقه ظافر وقال‬
‫• اان ىف اجازة يعىن اركب جنبك عادى‬

‫‪203‬‬
‫حضكت روز وامسك ظافر بيدها وقبلها واتت املضيفة توحض بعد‬
‫الارشادات ‪ ..‬تبسم ظافر وسمل علهيا وابتسمت روز وقالت من بني اس ناهنا‬
‫املطبقة‬
‫• مل عينك اي ش يخ الش باب احسن كل‬
‫التفت لها ظافر وقال بتساؤل‬
‫• ايه حاكية ش يخ الش باب دى اي بت ؟‬
‫حضكت روز وقالت‬
‫• دى اغنية لنانىس عن الىل فاكر نفسه مفيش منه اتنني ولك البنات‬
‫ب متوت فيه اي ش يخ الش باب‬
‫• خيربيت فقرك!‬
‫نطقها ضاحاك وبعدها اقلعت الطائرة هبام عائدين اىل القاهرة ‪.‬‬
‫***‬
‫اس تأذنت ساىل وادلها للجلوس مع سلمي ىف احد املطامع ووافق ‪ ،‬اس تقال‬
‫س يارته و ذهبا الحد املطامع وهناك قالت ساىل بغضب‬
‫• سلمي اان عدتكل لك الهبل الىل قولته والتجاوزات الىل معلهتا عشان‬
‫احنا حصاب واخوات لكن حوار احلب واخلطوبة ده اان مش متقباله‬
‫هناىئ‬

‫‪204‬‬
‫حضك سلمي وقال بتالعب‬
‫• ليه اي حبيبىت ؟‬
‫لكمته الاخرية جعلت قلهبا يسقط ىف قدهما فرشبت املاء وقالت بثبات‬
‫حتاول تصنعه‬
‫• ليه اان اي سلمي ؟ ليه جيت دلوقىت تقوىل كدة ؟‬
‫• عشان كنت غىب وكنت هضيعك مىن لالبد ‪ ..‬ساىل اان فسخت‬
‫خطوبىت من امل عشانك ‪ ..‬اكنت بتغري عليا منك انىت ‪ ..‬وىه‬
‫ماش ية قالتىل انت طول معرك دايب ىف ساىل لكن مش واخد ابكل‬
‫اخذ نفسا معيقا وظلت انظارها متعلقة به وامكل قائال‬
‫• منكرش اىن عربت عن مشاعرى غلط وجتاوزت معاىك مرتني وبدعى‬
‫ربنا يغفرىل وميحرمنيش منك عشان اذلنب ده ‪ ،‬بس اان حببك اي‬
‫ساىل ودى حاجة اان نفىس مس تغرهبا بس اختك امبارح حطتىن‬
‫قصاد نفىس واتأكدت اىن مقدرش اعيش من غريك‬
‫ظلت صامتة فأمسك بيدها قائال‬
‫• اخواي رشيف مسافر تركيا بعد بكرة وهيقعد هناك اس بوع ‪ ..‬اول ما‬
‫رجهل تزنل ارض البدل هيجى عىل عندمك يطلبك ليا من انلك عز ‪..‬‬
‫اتفقنا ؟‬

‫‪205‬‬
‫امحرت وجنىت ساىل وحاولت التنفس واومأت برأسها وحضك سلمي عىل‬
‫شلكها ومحد هللا انه اس تطاع كسب حبيبته الىت اكنت عىل وشك الضياع‬
‫منه لالبد ‪.‬‬
‫***‬
‫جلس عز ادلين امام فريد اذلى طلب فنجانني من القهوة هلام ونظر عز ادلين‬
‫اليه اببتسامة وقال‬
‫• خري اي فريد ؟ نورين زعلتك وال حاجة ؟‬
‫تبسم فريد وارتشف القليل من قهوته وقال‬
‫• انلك عز اان كنت عايز حرضتك ىف موضوع همم وايريت متفهمنيش‬
‫غلط‬
‫اعتدل عز ادلين ىف جلس ته ونظر اليه برتكزي فتنحنح فريد وقال‬
‫• اان عايز اكتب كتاىب عىل نورين ىف اقرب وقت ممكن‬
‫مل يفكر عز ادلين وقال برسعة‬
‫• ال‬
‫نظر فريد اليه بدهشة فأمكل عز ادلين قائال‬
‫• فريد فوق انت معاك" نورين "عارف يعىن ايه" نورين" ؟ انت مش‬
‫معاك "رمي "العاقةل وال حىت" روز "الهادية وال" مريا "الغلبانة وال‬

‫‪206‬‬
‫"ساىل "ادللوعة الىل يتضحك علهيا بلكمة ‪ ،‬انت واخد "نورين "‬
‫املشاكسة الىل بلكمتني مهنا وسط عصبيتك هرتىم علهيا ال ميني واتخد‬
‫لقب مطلقة وىه ‪ ٢٦‬س نة ‪ ،‬عشان كدة بقوكل ال اي فريد‬
‫تنحنح فريد وقال بيأس ونفاذ صرب‬
‫• اان عايز اعرف امعل معاها ايه دى ؟ افسخ اخلطوبة ما ترضاش ‪..‬‬
‫ابقى عايز اكتب الكتاب برضه ما ترضاش امعل ايه اان‬
‫• خدها كدة زى ما ىه !‬
‫فغر فريد فاهه ببالهة وقال‬
‫• يعىن ايه ؟‬
‫حضك عز ادلين وقال برشح‬
‫• البنت عامة اكئن ربنا خلقه عشان يمكلنا ‪ ..‬البنت ىه الرقة وادلالل ‪..‬‬
‫ىه الىل بتجمل لك حاجة ىف دنيتنا ‪ ..‬لك بنت بتفرح ابالهامتم وبلكمة‬
‫حلوة و وردة وتبقى كرمهتا لو جبتلها ش يكوالتة وال حىت ساندويتش‬
‫شاورما ‪ ..‬البنت ىه الشمس الىل بتنور دنيتنا ‪ ..‬ىه احلضن الىل‬
‫بيضمك وقت وجعك وخيفف احزانك ‪ ..‬ىه الىل لو قسمت معاها‬
‫حزنك يقل وفرحك يزيد ‪ ..‬ىه مراتك الىل خملوقة من ضلعك عشان‬
‫تسكن قلبك وبنتك الىل من ضهرك عشان تس ندك وامك الىل ربتك‬
‫و اختك الىل بتخرجك من لك حزن ‪ ..‬البنت مش نص دنيتنا دى‬

‫‪207‬‬
‫ىه دنيتنا لكها عشان كدة بقوكل" خدها كدة زى ما ىه " بطيبهتا‬
‫حبنيهتا وجناهنا وعصبيهتا ومتردها ولك حاجة حلوة ووحشة فهيا ‪..‬‬
‫هرتاتح كتري‬
‫• نظرية غريبة اوى بس حلوة‬
‫حضك عز ادلين ورشب قهوته قائال‬
‫• اان ماىش معامه ابلشعار ده وقبهل اكن مع اهمم هللا يرمحها‬
‫تهند عز ادلين ورشد ونظر اليه فريد فقال حبزن‬
‫• نورين ميكن اجهنم لكن ىه غصب عهنا اي ابىن‬
‫سأهل فريد فقهقه عز ادلين قائال‬
‫• ال اعرف مهنا ىه‬
‫***‬
‫القى عز ادلين بنفسه عىل الفراش وبدل مالبسه وهبط لبناته ابالسفل وجد‬
‫رمي تضع الطعام عىل السفرة منظرين عودة روز وظافر ‪ ،‬وبعد عدة دقائق‬
‫رن اجلرس وفتحت نورين الباب وعندما وجدت شقيقهتا رصخت‬
‫واحتضنهتا ابشتياق وقالت‬
‫• وحش تيىن اوى والبيت اكن وحش من غريك‬

‫‪208‬‬
‫احتضنهتا روز وبعدها خرجن شقيقاهتا ووقفن معا واحتضنوها فتبسم ظافر‬
‫والقى علهين التحية واس تأذن ىف الرحيل وقاطعه صوت عز ادلين قائال‬
‫• ال طبعا انت هتتعىش معاان اي ابىن‬
‫حضك ظافر وقال هبدوء‬
‫• ال اعفيىن اي انلك امه حاجة اىن جبتكل امانتك حلد عندك‬
‫• وهللا ما حيصل الزم تقعد معاان‬
‫قالها عز ادلين ابرصار وجذبته روز ودلف امجليع وجلسوا عىل مائدة الطعام‬
‫ومل ينقطع احلديث وال الضحاكت حىت قالت مريا ابعرتاض‬
‫• اان مينفعنيش كدة مش لك شوية واحدة تسافر وتس يبنا‬
‫حضكت رمي وقالت ابس تفزاز‬
‫• دى اكنت رشم لكن اان هسافر تركيا عارفة يعىن ايه؟ يعىن الناس‬
‫الرتكية الىل بتنور ىف الضلمة‬
‫قهقه امجليع فقالت روز لظافر غامزة‬
‫• اي ترى هتكون انت الطيار برضه اي ظافر ؟‬
‫حضك ظافر ونظر لعز ادلين قائال‬

‫‪209‬‬
‫• قلهبا اسود اوى اي انلك – نظر لروز وامكل – لالسف اي روز هامن‬
‫ان الاايم دى اان واخد دول عربية بس يعىن مس تحيل تطلع رحلهتا‬
‫ختصىن‬
‫تبسم امجليع حىت دق هاتف ظافر وجده سلمي ‪ ..‬تبسم ورد قائال‬
‫• البامشرتمج الىل منعرفش عنه حاجة من ساعة البت ما طنش تك‬
‫انتهبت ساىل وكذكل رمي و روز للحديث وانشغل الباىق بطعاهمم ولكن سلمي‬
‫رد قائال‬
‫• اان برضه الىل كنت خمتفى مش انت الىل كنت غطسان ىف رشم مع‬
‫روز‬
‫• قر بقى واان اقول السفرية اكن مالها ااترهيا عينك فهيا اي سلمي‬
‫قهقه سلمي وتوترت ساىل خاصة مع نظرات رمي لها فأمكل ظافر قائال‬
‫• معلت ايه مع البنت الىل حكتىل علهيا ؟ فهمت الوضع يعىن ؟‬
‫• بنت مني دى اي ىس سلمي ؟‬
‫نطقهتا ساىل بغضب وصوت مرتفع فقال سلمي‬
‫• انت فني اي ظافر ؟ هو ده صوت ساىل وال اان مسعت غلط ؟‬
‫رفع ظافر حاجبيه بدهشة وقال‬

‫‪210‬‬
‫• ايوه عند انلك عز ىف البيت وده صوت ساىل‬
‫• هللا خيربيتك انت عكهتا بعد ما اان ظبطهتا ! هو انلك عز قاعد اي‬
‫ظافر ؟‬
‫• لكنا قاعدين‬
‫• حس ىب هللا ونعم الوكيل فيك اي ظافر ! اديىن انلك عز بعد اذنك‬
‫اعطى ظافر الهاتف لعز ادلين وسط نظراته املتعجبة الىت ينظرها لساىل‬
‫ويفكر ىف الامر حىت مسع صوت سلمي يقول‬
‫• ازى حرضتك اي انلك ؟‬
‫محد هللا وسأهل عن الامر جفمع سلمي ش تات نفسه وقال بثبات‬
‫• ممكن اي انلك اىج اان ورشيف اخواي ووادلىت بعد رجوع رشيف من‬
‫تركيا نطلب ايد ساىل منك ؟‬
‫نظر عز ادلين لساىل الىت وضعت وهجها ىف الصحن بدون الكم ‪ ،‬تبسم عز‬
‫ادلين وقال‬
‫• متام اي سلمي بس خلهيا بعدها بيوم يكون اراتح ورمي كامن تكون‬
‫موجودة عشان انت عارف احنا حنتاس من غريها ‪ ..‬مس تنيك اي‬
‫حبيىب‬
‫اهنىى املاكملة ونظر لظافر قائال‬

‫‪211‬‬
‫• اخبارك اليومني دول متام اي ظافر‬
‫نظر ظافر اليه ابس تفهام فتبسم عز ادلين وقال‬
‫• الىل بتعرف تزغرط فيكوا تسمعنا زغروطة حلوة كدة لساىل‬
‫نظرن الشقيقات لبعضهن وىف حلظة كن حمتضنات ساىل ويطلقن الزغاريد ىف‬
‫الفيال وسط حضاكت وادلهن وظافر وبعدها اس تأذن ظافر ىف اذلهاب‬
‫وطلب من عز ادلين احلضور بعد عودة رمي و موعد اهل سلمي مع معه‬
‫لالتفاق معه عىل ىشء هام خيصه هو روز وأومأ عز ادلين هل وحياه ورحل‬
‫اىل مزنل معه وصعدن الفتيات وجلسن ىف غرفة رمي الىت قالت‬
‫• شلك الفراشات طلعت من حاكيتني – اشارت عىل روز و ساىل –‬
‫عايزين تفاصيل اي كتاكيت بقى‬
‫تبسمت روز ورشدت ىف وس ميها و قصت علهين الامر من بداية السفر‬
‫وحىت اىت هبا الهيم الان وبعدها قصت ساىل حاكيهتا مع سلمي اذلى طلهبا‬
‫للزواج ومل تذكر امر سفر شقيقه و حضكن الفتيات وبعدها ذهبت لك مهنن‬
‫لغرفهتا اس تعدادا لالايم املقبةل ‪.‬‬
‫***‬
‫جلست ىف املطار بعدما اهنت اجراءاهتا واحتست كوب من القهوة وبعدها‬
‫مسعت النداء لرحلهتا فتوهجت ملاكن الطائرة وجلست عىل مقعدها ووضعت‬

‫‪212‬‬
‫سامعات الاذن و امسكت كتاب تقرأ فيه ىت مسعت صوت مألوف يقول‬
‫بدهشة‬
‫• رمي !‬
‫رفعت رمي وهجها وجدت" رشيف " جيلس جبانهبا ‪ ..‬س يطرت عىل دهش هتا‬
‫بصعوبة وقالت‬
‫• انت مدير الانشاءات ؟‬
‫اومأ رشيف برأسه فابتسمت رمي و حيته وعادت ملا تفعهل ومت متت بداخلها ان‬
‫وادلها جنح ىف خداعها تكل املرة وبعد فرتة وصال اىل اسطنبول و ذهبا‬
‫للفندق للراحة قليال وبعدها نزال ملعاينة املاكن اذلى سيمت بناء مول جتارى‬
‫فيه ‪ ..‬اكن لك ىشء عىل ما يرام حىت قالت رمي بتفكري لرشيف‬
‫• بشمهندس رشيف اان رأىي نغري التصاممي دى‬
‫فغر رشيف فاهه وقال بتساؤل وبعض احلدة‬
‫• ليه اي بشمهندسة ؟ اان تعبت فهيم جدا وانىت كذكل‬
‫اومأت رمي برأسها وقالت ابللغة الرتكية الىت تتقهنا مشرية الحد املهندسني‬
‫الاتراك معها‬
‫• لو اس مترينا عىل التصماميت دى هزنيل اكرت من نص املنطقة هنا لكن‬
‫ملا نغري التصماميت متجنبني البيوت هيكون احسن من حيث املاكن‬

‫‪213‬‬
‫وكامن هنتجنب ان اهاىل املنطقة هيكونوا معتربين املول حاجة خربت‬
‫حياهتم وهدمت بيوهتم وده ليه بعد اقتصادى كامن فامي بعد‬
‫اقتنع رشيف بوهجة نظرها وظلت ىه ترشح فكرهتا حىت اس تقر الامر علهيا‬
‫واتفقا عىل تسلمي التصماميت ىف هناية الاس بوع قبيل سفرمه و عادا للفندق‬
‫مرة اخرى وحدثت رمي شقيقاهتا وقصت علهيم املفاجأة الىت تلقهتا وحضكن‬
‫وىف اليوم التاىل مساء جلست رمي امام حاسوهبا تزفر بضيق وقالت‬
‫• ايه يعىن املسلسل ممنوع هنا مرتمج اومال اان اتفرج ازاى ؟‬
‫انتهبت لىشء وتبسمت قائةل‬
‫• هتفرج اليف !‬
‫ارتدت رمي مالبسها و صففت شعرها وخرجت من غرفهتا وطرقت غرفة‬
‫رشيف اذلى فتح الباب واكن يرتدى بنطال قطنيا فقط ! وضعت رمي يدها‬
‫عىل عينهيا ال ارادى وامحرت وجنتاها واغلق رشيف الباب ابحراج وارتدى‬
‫مقيص وفتح الباب قائال حبرج‬
‫• اسف اي رمي‬
‫تبسمت رمي وقالت‬
‫• وال هيمك اان الىل اسفة اىن جيت من غري تعرف‬
‫• امح ال طبعا براحتك‬

‫‪214‬‬
‫تنحنحت رمي وقالت مبرح‬
‫• ادخل البس اي بشمهندس وفسحىن اان مش جاية احتبس طول الهنار‬
‫كفاية عليا املرشوع‬
‫اقرتب رشيف مهنا ووضع يده عىل جهبهتا يقيس حرارهتا فامحر وهجها جخال‬
‫ونطق هو بشك‬
‫• ال طبيعية وحرارهتا مش عالية اومال ىف ايه ؟‬
‫حضكت رمي وقالت بتفسري‬
‫• اان هاىج معاك رصحية جدا ‪ ..‬اان متابعة مسلسل ترىك واملفروض‬
‫اهنم بيصوروا احللقة الاخرية خالص و ىف تركيا حمظورة ومش عارفة‬
‫اشوفها ومهوت واتصور مع الابطال واشوف معامل تركيا وطبعا الزم‬
‫يبقى معااي حد ومبقاش لوحدى و الىن مسافرة مع جنابك يبقى الزم‬
‫تزنل معااي بدل ما اش تكيك لعز ادلين بيه متام اي بشمهندس ؟‬
‫• خالص اتفضىل اس تنيىن حتت ىف الريس يبشن واان هغري هدوىم‬
‫واجيكل‬
‫تبسمت رمي ونزلت تنتظره وبعد عدة دقائق اكن رشيف معها ابالسفل‬
‫وتوهجا معا اىل ماكن تصوير مسلسلها املفضل حمققا امنيهتا ‪.‬‬
‫***‬

‫‪215‬‬
‫جلس عز ادلين مع صديقه ىف احد املقاىه يتحداث عن اوالدمه وقص عز‬
‫ادلين ما طلبه فريد منه فقال عبد الكرمي بدهشة‬
‫• يكتب كتابه علهيا !‬
‫اومأ عز ادلين برأسه فقال عبد الكرمي ممكال‬
‫• هو الىل انوى عىل املوضوع ده فعال ظافر بس عشان هو‬
‫قاطعه عز ادلين وقال‬
‫• بيحب خطيبته اي عبد الكرمي وهيحافظ علهيا ‪ ..‬ظافر بقى لروز‬
‫الس ند والامان بعدى وروز بقتهل ام وحبيبة ودى حاجة مفرحاىن‬
‫ومش متخيل اان كنت مبسوط ازاى ملا مسعهتا بتحىك الخواهتا لكن‬
‫بالل وفريد لسه حمبوش والدى واان مش هجازف بهيم ووسط حلظة‬
‫عصبية بناىت يتطلقوا وهام لسه ال راحوا وال مج‬
‫• قصدك انك مش مأمن والدى عىل بناتك اي عز ؟‬
‫• انت زعلت وال ايه اي ابىن ؟ مش القصد طبعا لكن اان وافقت عىل‬
‫ارتباطهم لهدف معني ىف دماغى لكن الواحض ان لكهم راسهم عايزة‬
‫الكرس‬
‫• الىل عايزه ربنا هيكون اي صاحىب‬
‫• ربنا يصلح احلال وهيدهيم لبعض‬

‫‪216‬‬
‫***‬
‫التقطتت رمي الصور التذاكرية مع ابطال مسلسلها وبعدها ذهبا لتناول‬
‫الطعام ىف احد املطامع الشهرية فقالت رمي وىه تضحك‬
‫• البومة البسة اسود يبقى مكوةل مات بس عادى امه حاجة امري‬
‫م ميوتش‬
‫نظر الهيا رشيف ابس تفهام فقالت ىه بضحكة‬
‫• امري ده كراىش‬
‫• نعم ايخىت ؟‬
‫نطقها رشيف بعصبية فتعجبت رمي وقالت بتوضيح‬
‫• دول ابطال املسلسل الىل اان اتصورت معامه انت لك ده مش واخد‬
‫ابكل ده انت الىل مصورىن معامه ؟‬
‫زفر رشيف بضيق وقال وهو يشري للقهوة الرتكية‬
‫• ارشىب القهوة هتعجبك‬
‫• متام‬
‫مصتت رمي وكذكل رشيف رشد ىف مالحمها وشعرها املتطاير بفعل الهواء‬
‫وعيناها الىت تش به مياه البحر اذلى جيلسان امامه وتبسم ىف نفسه ومتمت‬
‫قائال‬

‫‪217‬‬
‫• اخرتك هتحب جعفر اي رشيف !‬
‫مل تسمعه رمي و ظلت تضحك حىت ملعت ىف رأسها فكرة لرتد هل ما فعهل هبا‬
‫فهنضت وتوهجت للمرحاض وجفأة رصخت واشارت حلقيبهتا ولرشيف وقالت‬
‫ابللغة الرتكية‬
‫• حراىم !‬
‫انتفض رشيف من ماكنه وقال لرمي بفزع ولهفة‬
‫• فني اي رمي ؟ حد معكل حاجة‬
‫ظلت رمي ترصخ وتشري اليه حىت التف حوهلم املطعم لكه فانتبه رشيف‬
‫ملوقفه وقال بغيظ‬
‫• فينا من كدة ؟ اعقىل اي رمي احنا مش ىف بدلان يعىن هيهبدلوان اي‬
‫بنت احلالل‬
‫حضكت رمي وقالت وىه تنظر للناس اذلين التفوا حوهل وقالت ابنتصار‬
‫• ليه مش اان جعفر ومش بنت ؟‬
‫• كنت غلطان اي س ىت انىت احىل واحدة شافهتا عيىن من يوم أدم ما‬
‫اختلق حلو كدة اي صاحبة الصون والعفاف ؟ ملى ادلور اي رمي‬
‫تبسمت رمي بنرص وقالت غامزة‬

‫‪218‬‬
‫• عد امجلايل بس – حتدثت ابلرتكية للناس من حوهل – اسفة طلع حد‬
‫معرفة‬
‫تفرق الناس من حوهلم ودفع رشيف احلساب وخرجا من املطعم فقال هو‬
‫بغيظ‬
‫• قسام ابهلل ما هعديكل الىل معلتيه ده‬
‫قهقهت رمي ورفعت حاجبهيا وقالت‬
‫• انت حتمد ربنا اننا مش ىف مرص والا اكن زمانك واخد علقة متام‬
‫• لعبتهيا حص اي رمي‬
‫• كيدهن عظمي بقى ! هتوديىن فني دلوقىت ؟‬
‫• اه طبعا اتفضىل قداىم‬
‫سارت رمي امامه وىه تضحك وهو يبتسم عىل حضاكهتا وحيمد هللا اهنا مل‬
‫تفعل به ذكل ىف مرص !‬
‫***‬
‫جيلس فريد ىف املديرية خيط بعض اللكامت بشلك غري مفهوم لشخص غريه‬
‫ومسع طرقات الباب ودلف صديقه وخلفه شقيقه اذلى قال ممازحا‬
‫• البيه الىل بقاهل يومني هنا وحمدش شاف خلقته‬

‫‪219‬‬
‫حضك فريد واحتضن بالل اذلى جلس وقال‬
‫• مش قضية اي فريد الىل تعمل فيك كدة ‪ ..‬انت قدها‬
‫نظر فريد لصديقه اذلى تنحنح وهنض قائال‬
‫• منوران وهللا اي بالل ‪ ..‬فريد اان هطلبلمك قهوة واروح مكتىب ولو‬
‫عوزتىن لكمىن‬
‫تبسم فريد وقال‬
‫• ربنا خيليك ليا اي امحد‬
‫ربت امحد عىل كتفه و تركه مع شقيقه اذلى اعتدل ىف جلس ته وقال جبدية‬
‫• ماكل اي فريد‬
‫• نورين ‪ ..‬ىه دى القضية ابختصار‬
‫نطقها فريد واراح ظهره عىل الكرىس ونفث دخان س يجارته ببطء غري مباىل‬
‫مبالمح ادلهشة الىت ارتسمت عىل وجه بالل اذلى قال بتساؤل‬
‫• لسه " الرشقاوى "بهيددك بهيا برضه ؟‬
‫زفر فريد وازداد ادلخان من حوهل وقال‬

‫‪220‬‬
‫• هو بهيدد واان حمكل رس ‪ ..‬طلبت اكتب الكتاب انلك عز رفض اكن‬
‫انقص يقوىل ىف وىش اىن مبحبش بنته وىه دماغها جزمة وتقول مش‬
‫هتجوز جواز صالوانت‬
‫امغض عينيه ابرهاق وامكل قائال‬
‫• انت مثال خاطب مريا داخل ىف ‪ ٤‬شهور اهو وعالقتك بهيا صداقة‬
‫ومش عايزة تتحرك عن كدة من انحيتك وانحيهتا واان ونورين زى ما‬
‫احنا ال عارف احهبا وال عارف اخد موقف حص ىف عالقتنا‬
‫تبسم بالل وقال‬
‫• اوال حاكية انلك عز هو حاكها لبااب وجه اختانق معااي معرفش ليه ‪،‬‬
‫بس تقريبا الن الفاحل الىل فينا هو ظافر ‪ ،‬اثنيا مني قاكل ان اان ومريا‬
‫عالقتنا واقفة ؟ اان حبب مريا اي فريد بس لك املوضوع اىن معرتض‬
‫عىل شهرية وعالقهتا بهيا وىه مش مقتنعة يعىن ايه تكون مش مراتح‬
‫لشخص وده نقطة اخلالف بينا وكامن عايز اعرتفلها حبىب وىه مراىت‬
‫مش خطيبىت‬
‫• يعىن امعل ايه عشان ارىس عىل حاجة لشلك عالقتنا ؟‬
‫• سيب نفسك وقلبك يروحولها وم متنعهومش ‪ ..‬عيش اي فريد و حهبا‬
‫وصدقىن ىه هتحبك من مواقفك معاها ‪ ..‬الزم حتس معاك ابالمان و‬
‫حتس منك اهامتم هو ده لك الىل البنت حمتاجاه‬

‫‪221‬‬
‫زفر فريد وقال بضيق‬
‫• رافضة جواز الصالوانت ‪ ..‬بتقوكل اان مش سلعة جيوا يشوفوىن‬
‫جعبت تمت اجلوازة ولو معجبتش اترفض ‪ ،‬بتقول ان الىل بيتجوز‬
‫صالوانت بيبقى عايز يتجوز اى حد وخالص مش بيحب‬
‫حضك بالل وجذب شقيقه قائال‬
‫• لو هتفضل تفكر ىف الكم نورين وحتلهل مش هتخلص ‪ ..‬اعرفها اي‬
‫فريد وقبل لك ده طبعا الزم تقوم معااي تروح البيت اتخد شاور وتنام‬
‫شوية وبعدها تزنل تقابلها‬
‫سار فريد معه واس تقال س يارة بالل عائدين للمزنل لينعم فريد بقسط من‬
‫الراحة قليال ‪.‬‬
‫***‬
‫مر الوقت و انهتت رمي من املرشوع وسلمته و حزمت حقائهبا وكذكل‬
‫رشيف واس تقال الطائرة وجلسا معا فقالت رمي اببتسامة‬
‫• مريىس عىل لك حاجة معلهتا اي رشيف‬
‫تبسم رشيف وقال مبرح‬
‫• اول مرة امسع امسى منك من غري بشمهندس بس طالع منك حلو اوى‬

‫‪222‬‬
‫تبسمت رمي ومصتت وكذكل هو واراحا ظهرهام عىل املقعد اتركني الاغاىن‬
‫تعزف احلاهنا ىف اذاهنم و هلل امحلد عادا اىل ارض الوطن و اس تقبلها شقيقاهتا‬
‫بشوق فتكل اكنت املرة الاوىل الىت ترتكهن رمي وتسافر ‪ . .‬دلفت لغرفهتا‬
‫بعدما انهتت من متابعة شقيقاهتا ‪ ..‬تبسمت وىه تتذكر شلك روز وىه‬
‫حتدث ظافر هبيام وهو حيدهثا اهنا اصبحت لك ىشء ىف حياته ‪ ،‬تذكرت‬
‫رصخات ساىل لسلمي مانعة اايه من حمادثة احدى زميالهتا الهنا تغار مهنا فرد‬
‫اهنا اصبحت " اهل النكد " ‪ ،‬قهقهت وىه تتذكر مريا عندما امحر وهجها ومل‬
‫تس تطع احلديث عندما قال لها بالل " ربنا خيليىك لقلىب "‪ ،‬زال لك هذا‬
‫وىه تتذكر ان نورين جلست مع وادلها يتحداثن ىف امر هام ‪ ..‬دعت ان‬
‫ييرسها هللا لها وهيدهيا الصواب ‪.‬‬
‫***‬
‫جلست " نورين "امام عز ادلين اذلى اخرج اماهما دفرت به صورها مع‬
‫وادلهتا وقال هبدوء‬
‫• هللا يرمحها كنىت انىت اخر واحدة ىف حضهنا‬
‫دمعت عينا نورين ومت متت ابلرمحة لوادلهتا فاحتضهنا وادلها وقال‬
‫• نورين انىت عارفة اان حببك قد ايه واىن ال ميكن امعل حاجة ترضك‬
‫حص ؟‬
‫اومأت نورين برأسها فامكل ابوها قائال‬

‫‪223‬‬
‫• اان خطبتك لفريد عشان عارف انه هيصونك وحيافظ عليىك بس انىت‬
‫قاطعته قائةل حبدة‬
‫• اباب اان مش عانس عشان جتوزىن ابلطريقة دى ‪ ..‬تفرض عليا انسان‬
‫مهجى لك تعامهل مع البلطجية واجملرمني وشايفىن وال حاجة‬
‫تبسم عز ادلين ونظر الهيا قائال خببث‬
‫• ملا هو كدة ومفروض عليىك رفضىت تفسخى اخلطوبة ليه ملا هو قال ؟‬
‫ما تعانديش اي نور اان حافظك‬
‫اهزتت نورين للحظة ولكهنا متالكت نفسها قائةل‬
‫• ال اان مش م متسكة بيه ‪ ..‬اان عايزاه يواجه خماوفه‬
‫اشاحت بوهجها هاربة من نظراته وامكلت‬
‫• وبعدين اي اباب حرضتك عارف اىن مش عايزة اجتوز ابالسلوب ده اان‬
‫عايزة حد يكون بيحبىن وحببه مش حد خمتارىن بعقهل‬
‫زفر عز ادلين وقال بصرب‬
‫• انىت مفهومك ايه عن اجلواز بعيدا عن التلفزيون والفيس الىل بوظ‬
‫دماغمك ده ؟ نورين اجلواز اساسه ان الشاب يدخل البيت من اببه‬
‫من غري لف ودوران ‪ ..‬من غري ما ختوىن ثقة اهكل فيىك وتلكميه من‬

‫‪224‬‬
‫ورامه واي عامل هيوىف بوعده و جيىي يتقدم وال ه ميىش مببدأ انه مش‬
‫هيتجوز واحدة " مىش معاها "‬
‫اخذ نفسا معيقا وقال‬
‫• حبيبىت الاسالم عزز البنت اوى ‪ ..‬خالها جوهرة مش اى حد‬
‫ايخدها واجلواز الىل انىت مسمياه صالوانت ده حفاظ علهيا وجهيبكل‬
‫ادلليل من القرأن والس نة‬
‫هنض واحرض مصحفه وحاسوبه النقال وفتح سورة البقرة الاية‪ ١٨٩‬وقرأها‬
‫بصوت عاىل " ليس الرب ان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن الرب من اتقى‬
‫واتوا البيوت من ابواهبا واتقوا هللا لعلمك تفلحون " صدق هللا العظمي‬
‫وضع مصحفه جانبه وفتح احلاسوب وقرأ حديث للنىب صىل هللا عليه وسمل‬
‫"اذا خطب اليمك من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ‪ ،‬الا تفعلوا تكن فتنة‬
‫ىف الارض ‪ ،‬وفساد عريض " صدق رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‬
‫احاط وهجها ومسح دموعها بيديه وقال‬
‫• سألىت نفسك قبل كدة اان ليه مفرضتش عىل واحدة فيمك احلجاب رمغ‬
‫اىن ابخد ذنبمك ؟ عشان عايزمك تلبسوه عن اقتناع اي نورين ‪ ..‬عايزمك‬
‫حتبوا جحابمك وتعرفوا ان ده سرت ليمك وعفة ‪ ..‬لو كنت غصبت عليمك‬
‫كنتوا هتخلعوه ابلتدرجي عن طريق اللبس الىل ميناسبش احلجاب ابى‬
‫شلك والطرحة القصرية والىل شعرك خارج مهنا وال المك الىل متشمر‬

‫‪225‬‬
‫وظاهر نص الايد وال البنطلون الضيق ‪ ..‬ادى ابسط مثال ىف حاجة‬
‫املفروض كنتوا تتغصبوا عشان تعملوها واان مغصبتش عليمك فهيا‬
‫احتضنته نورين وقالت بصوت مبحوح من الباكء‬
‫• اان تعبانة اوى اي اباب وحمدش حاسس بيا ‪ ..‬حاسة اىن ضايعة‬
‫• ال مش ضايعة ‪ ..‬شاركيه مهك وفرحك اي بنىت ‪ ..‬اان ابوىك وبقوكل‬
‫ادى خلطيبك فرصة اي نورين ‪ ..‬هو ده الىل اان عايزه منك ‪ ..‬اتفقنا اي‬
‫حبيبىت ؟‬
‫• اتفقنا اي حبيىب‬
‫قالهتا نورين وىه تبتسم وحتتضنه بشدة تس متد اماهنا منه وبعدها خرجت‬
‫وذهبت لغرفهتا وجدت رساةل من فريد عىل هاتفها خيربها انه س يأىت غدا مع‬
‫سلمي لطلب يد ساىل للزواج ويريد احلديث معها عىل انفراد ‪ ..‬تبسمت و‬
‫وعدت نفسها اهنا س تعطيه فرصة ‪.‬‬
‫***‬
‫اليوم التاىل مساء ‪،،،‬‬
‫اس تعدت رمي الس تقبال اهل سلمي المتام خطبته هو وساىل ووضعت‬
‫عدسات الصقة رمادية اللون ‪ ..‬نظرت الهيا مريا قائةل‬
‫‪-‬اوووه هنقطع عىل بعض اي ام عيون زرق انىت!‬

‫‪226‬‬
‫قهقهت رمي بشدة حىت دمعت عيناها وقالت‬
‫‪-‬ما انىت عارفة اىن بعشق العيون الرمادى‬
‫‪-‬اه تروىح حطاها هههههههههه‬
‫دلفت ساىل اىل غرفة رمي وقالت بتوتر‬
‫‪-‬رمي ‪ ..‬الضيوف عىل الباب روىح افتحى‬
‫‪-‬حارض‬
‫قالهتا رمي اببتسامة وىه تطبع قبةل حانية عىل وجنتهيا وهبطتت وفتحت‬
‫الباب لسلمي وعائلته ودلف رشيف ىف البداية وقال بدهشة‬
‫‪-‬رمي ! انىت بتعمىل ايه هنا ؟‬
‫اتسعت عينا رمي بدهشة مضاعفة وقالت‬
‫‪-‬ده بيىت ‪ ..‬انت الىل بتعمل ايه هنا ؟‬
‫‪-‬اان جاى اخطب الخواي‬
‫‪-‬واان اخت العروسة ‪..‬اتفضلوا ادخلوا‬
‫قالهتا ضاحكة ودلفت اىل ادلاخل ‪ ..‬اخربت وادلها مبجيهئم ‪ ..‬ودلفت اىل‬
‫شقيقاهتا وخرجت معها روز ابلعصائر واحللوى ‪ ..‬رأت وادلة سلمي روز‬
‫واحتضنهتا برفق ‪ ..‬وبعد قليل دلفت رمي متأبطة ذراع وادلها وخلفها‬

‫‪227‬‬
‫شقيقاهتا ماعدا" ساىل ‪" ..‬تغري وجه وادلة سلمي وظلت تنظر لرمي وعز‬
‫ادلين وتدقق النظر ىف وجه رمي حىت نطقت بصوت مهتدج من بني دموعها‬
‫‪-‬حورية !‬
‫نظرت الهيا رمي بتعجب وكذكل امجليع ‪ ..‬اس تطردت احلديث وقالت بثبات‬
‫‪-‬هو انىت تقرىب ايه لساىل اي بنىت ؟‬
‫تبسمت رمي وقالت‬
‫‪-‬اخهتا الكبرية اي طنط‬
‫‪-‬عينيىك رمادى فعال ؟‬
‫قال رشيف برسعة ومل ميهل رمي فرصة للرد‬
‫‪-‬ال دى عيوهنا زرقاء مجيةل معرفش ليه البسة لينزس رمادى ‪ ..‬عيوهنا‬
‫الطبيعية احىل ‪ ...‬ااااه‬
‫قال لكمته الاخرية صارخا من وكزة سلمي هل لينتبه لالمر ‪ ..‬قالت وادلة سلمي‬
‫للس يد عز ادلين‬
‫‪-‬فاكرىن اي بشمهندس عز ؟ اان مسية صاحبة حورية هللا يرمحها‬
‫‪-‬ايااه ‪ ..‬محد هلل عىل السالمة‬
‫نطقها عز ادلين حبنان وهو ينظر لسلمي ورشيف وقال ضاحاك‬

‫‪228‬‬
‫‪-‬يعىن مش بس طلع الوالد حصاب ال ده اهماهتم كامن اكنوا حصاب‬
‫نظر لصورة حورية املعلقة عىل احلائط والىت تش به رمي متاما قائال‬
‫‪-‬ايريتك كنىت معاان اي حبيبىت‬
‫متمت امجليع لها ابلرمحة وبعدها دلفت ساىل حتمل القهوة وقدمهتا هلم فقال فريد‬
‫وهو ينظر لنورين بقلق‬
‫• امان ارشهبا وال هيحصل زى املرة الىل فاتت ؟‬
‫حضك امجليع واومأت نورين اهنا كفت عن املقالب ىف الوقت احلاىل فرشهبا‬
‫ابرحييحة وبعدها تنحنح رشيف وطلب يد ساىل لشقيقه ووافق عز ادلين‬
‫وقرأوا الفاحتة وبعدها زغردن شقيقاهتا ومع الفرح الاجواء حىت اشار فريد‬
‫لنورين لتتبعه للخارج فاس تأذن من وادلها وخرجت قائةل‬
‫• خري عايز ايه‬
‫• هدنة عشان تعبت‬
‫نطقها فريد بضحكة فابتسمت نورين وجلست عىل احد املقاعد ىف احلديقة‬
‫وقالت‬
‫• وايه الىل جد لكدة ؟‬
‫اخذ فريد نفسا معيقا وقال هبدوء وهو ينظر لعينهيا مبارشة‬
‫• حبيت اعرفك عن قرب ‪ ..‬انىت مني احكيىل عنك‬

‫‪229‬‬
‫امغضت نورين عينهيا وقالت‬
‫• اان نورين الطبيبة البيطرية الىل دخلت اللكية عشان مجموعها جاهبا‬
‫وبس ‪ ..‬اكن نفىس ادخل طب برشى لكن ربنا ارادىل ببطرى وما‬
‫اعرتضتش‬
‫• ليه طب برشى ؟‬
‫ظلت نورين عىل حالهتا مغمضة عينهيا وهو يتأملها فاردفت قائةل‬
‫• اكن نفىس اعاجل السكتة ادلماغية ‪ ..‬اان بكره املرض ده عشان خد اىم‬
‫من حضىن ‪ ..‬اان راضية وهللا وعارفة انه معرها لكن ليه تكون‬
‫دخالىل تطمن عليا واان بذاكر وتقع قصاد عيىن ومعرفش امعلها حاجة‬
‫اي فريد ؟ ممكن انت بتضايق من عصبيىت واس تفزازى لكن ده غصب‬
‫عىن ‪ ..‬اان خشصيىت كدة ‪ ..‬مبحبش حد يشوف ضعفى ومبحبش حد‬
‫يشوف دموعى‬
‫• ليه حكتيىل ؟‬
‫• عشان قررت اديك فرصة واشاركك حياىت ممكن تكون الانسان‬
‫املناسب برمغ اختالف طباعنا بس ممكن تكون مناسب ليا ازاى‬
‫معرفش بس الىل اعرفه انك هتحميىن ومش هتسمح حلد يأذيىن‬
‫• اوعدك طول ما اان موجود حمدش ه ميس شعرة منك بأذى اي نورين‬

‫‪230‬‬
‫فتحت نورين عينهيا و تبسمت البتسامته الساحرة الىت زادته وسامة فوق‬
‫وسامته و حاول ان جيعلها تضحك ابن يقص علهيا نوادره ىف طفولته وانه اكن‬
‫طفل مشاغب وان وادلته اكن تدعو عليه ان ينجب طفل مثهل واكن هو‬
‫يرعب من تكل ادلعوة ! حضكت ىه وتبسم هو وبعدها اخرج قالدة هبا‬
‫اول حرف من امسها ووضعها ىف عنقها كبداية صداقة بيهنام و تبسمت ىه ‪،‬‬
‫وعىل الباب اكنت تقف رمي مبتسمة وحتمد هللا تعاىل ان الامور بدأت‬
‫تسري عىل ما يرام ىف حياة شقيقاهتا ومل يتبقى سوى بالل جيهر مبشاعره و‬
‫شقيقه يفى بوعده ‪ ،‬ظلت شاردة اىل ان قطع رشودها صوت قائال‬
‫• مكنتش اتوقع انك بتتجسىس عىل اختك اي خسارة !‬
‫التفتت رمي ملصدر الصوت وجدت رشيف يقف وعاقد ذراعيه امام صدره‬
‫واقرتب مهنا رافعا حاجبيه قائال‬
‫• طلعىت بنت عز ادلين و مس هتبالىن لك ده ؟‬
‫حسبته رمي ودلفت لدلاخل وقالت هبدوء‬
‫• اه بنته واخت ساىل الكبرية ىف ايه بقى ؟‬
‫• حضكىت عليا ليه ؟ س بتيىن اضايقك ليه اي رمي وانىت كنىت ممكن‬
‫تش تىك لباابىك ىف حلظة واان امىش واسيب الرشكة‬
‫زفرت رمي وقالت هبدوء‬

‫‪231‬‬
‫• عشان انت همندس شاطر واان مبحبش ادخل اباب ىف حياىت الىن‬
‫كفيةل اخد حقى كويس اوى‬
‫دق الباب واس تأذنت منه لتفتحه فوجدت عائةل عبد الكرمي مجيعهم ‪..‬‬
‫تبسمت و اس تقبلهتم برتحاب وقدمت هلم القهوة حىت قال عبد الكرمي‬
‫اببتسامة‬
‫• شوف بقى اي عز ‪ ..‬ظافر عايز يكتب كتابه عىل روز قولت ايه ؟‬
‫جخلت روز و اطرقت برأسها وحتفز ظافر لرد عز ادلين اذلى ابتسم ونظر‬
‫هلام وقال بتالعب‬
‫• اظن لسه بدرى عىل القرار ده وال ايه رأيك اي روز ؟‬
‫اندفعت روز وقالت برسعة‬
‫• ال مش بدرى وال حاجة اي اباب‬
‫انتهبت روز لرد فعلها خفجلت ونظرت ارضا وحضك امجليع من رد فعلها وقال‬
‫عز ادلين‬
‫• دول متفقني وشلك القاعدة دى تقضية واجب اي عبد الكرمي‬
‫قهقه عبد الكرمي وقال وهو ينظر لظافر‬
‫• شلكهم كدة‬

‫‪232‬‬
‫• خالص امرى اىل هللا موافق ‪ ..‬يوم خطوبة ساىل وسلمي نكتب كتاب‬
‫روز وظافر‬
‫زغردن الفتيات واحتضن روز وابركوا لها وبعدها جلسن الفتيات مع كرمية‬
‫ومسية و تركن الش باب مع عز ادلين وعبد الكرمي لتحديد الامور الرمسية‬
‫لروز وظافر اذلى اعرتض عىل حديث معه اذلى خصص دور هل ىف فيلته‬
‫مع اوالده وقال ابعتذار‬
‫• معلش اي انلك بس اان عايز اعيش ىف شقة وادلى و وادلىت‬
‫نظر عبد الكرمي هل بلوم وحزن والحظ عز ادلين نظراته فقال بعقالنية‬
‫• و روز موافقة اي ظافر وال عايزة تكون قريبة من اخواهتا ؟‬
‫• اسألها حرضتك وامسع الرد مهنا‬
‫اومأ عز ادلين برأسه واندى روز الىت اتت ونظرت لوجه عبد الكرمي احلزين‬
‫فأشارت لظافر ابس تفهام فاشار بعينيه لوادلها ومعه فهمت الامر وقالت‬
‫اببتسامة وىه جتلس جبانب وادلها‬
‫• خري اي حبيىب ؟‬
‫تبسم عز ادلين وقال‬
‫• موافقة اي روز تعيىش مع ظافر ىف شقته وال تعيىش ىف دورمك ىف فيال‬
‫عبد الكرمي جنب اخواتك ؟‬

‫‪233‬‬
‫نظر ظافر لها فالحظ امجليع نظرته ولكهنا قطعت النظرات بصوهتا قائةل‬
‫• احنا اصال متفقني اننا هنوضب الشقة بتاعته ونقعد فهيا وكنا مس تنني‬
‫موافقة حرضتك وانلك عبد الكرمي عشان نبدأ نوضب فهيا‬
‫• يعىن موافقة ؟‬
‫• بقول حلرضتك اننا متفقني اي اباب واان موافقة باكمل ارادىت اىن اعيش‬
‫معاه ىف الشقة مش ىف الفيال‬
‫تبسم ظافر ومتمت لها حببه وجخلت ىه ونهبته لوجود وادلها فتبسم عز ادلين‬
‫وقال‬
‫• سيهبم عىل راحهتم اي عبد الكرمي دى حياهتم مش حياتنا‬
‫ابتسم عبد الكرمي وربت عىل ظهر ظافر وروز ودعا هلم ابلهداية ودوام‬
‫احملبة بيهنام ‪.‬‬
‫***‬
‫تنحنح بالل وهو يدلف ملاكن جلوس الفتيات فقالت وادلته مبرح‬
‫• ادخل اي حبيىب‬
‫دلف بالل وجلس ماكن ساىل جبانب مريا فقالت مسية حبب‬
‫• ما شاء هللا حتىس كهنم اختلقوا لبعض اي كرمية‬

‫‪234‬‬
‫نظرا لبعضهام وتبسام فقال بالل مس تأذان‬
‫• امح ممكن خنرج نتلكم ىف اجلنينية شوية اي مريا ؟‬
‫نظرت مريا لرمي فاومأت برأسها و هنضت لتخرج معه فقالت كرمية بتحذير‬
‫• فكر تزعلها بس اي بالل واان هظبطك‬
‫حضك بالل وقال‬
‫• اعتقد اىن هكون الراجل الوحيد الىل مش متضايق من مشالك امه‬
‫مع خطيبته ال ده متضايق اهنم حصاب ومتحدين عليه !‬
‫قهقه امجليع و خرج بالل بصحبة مريا للحديقة وجلسا عىل الارجوحة فقال‬
‫اببتسامة‬
‫• لسه زعالنة مىن اي م ميى ؟‬
‫اشاحت مريا بوهجها بعيدا عنه فامسك وهجها وقال ابعتذار‬
‫• اان اسف بس فعال اان بتضايق من بعض ترصفاتك اي مريا والزم‬
‫اتخدى ابكل مهنا‬
‫قالت مريا بتوضيح‬
‫• اي بالل دى صاحبىت الوحيدة من س نني وانت مش بتحهبا وبتضايق‬
‫ملا تعرف حاجة عننا طيب ليه ؟ ىه صاحبىت وبتحبىل اخلري‬

‫‪235‬‬
‫وبتحبىن اكرت من نفسها وىف خطوبىت القدمية ىه وقفت جنىب حلد ما‬
‫فسخهتا لكن انت عايز متنعىن عهنا ليه ؟‬
‫غضب بالل من ذكرها خلطبهتا الاوىل وزفر بضيق قائال‬
‫• اان مش متحمك وال م متكل لكن حاسس حباجة غلط من انحية البنت‬
‫دى اي مريا ‪ ..‬مش مراتحلها وال مراتح السلوهبا معاىك وىه ب متش يكل‬
‫حياتك كدة عىل مزاهجا ‪ ..‬تقدرى تقوليىل ىه اكن رأهيا ايه ملا‬
‫حكتيلها اننا اصدقاء ومغيش بينا اى مشاعر ؟ اراهنك اهنا اختانقت‬
‫ساعهتا وقالتكل طاملا ما بتحبهيوش يبقى اقفىل املوضوع ال صديق وال‬
‫حىت حبيب حص وال اان غلطان ؟‬
‫نظرت اليه مريا بدهشة وقالت بصدمة‬
‫• هو انت كنت سامعنا ؟‬
‫زفر بالل وقال بضيق‬
‫• ال اان متوقع املوضوع ده ومتوقع رد الفعل‬
‫• طيب امعل ايه عشان ارضيك وىف نفس الوقت خمرسش صاحبىت ؟‬
‫• هيمك رضااي اي مريا ؟‬
‫قالها وهو ينظر الهيا فتوترت ىه وقالت بتلعمث‬
‫• عادى اي بالل مش خطيىب‬

‫‪236‬‬
‫اقرتب بالل من وهجها وقال وهو يتأمل محرة اخلجل تغزوه‬
‫• خطيبك وبس ؟ مش كنىت متعقدة من لك والد أدم ولكهم خاينني‬
‫وال اان كرست القاعدة ؟‬
‫ابتعدت مريا وقالت بتوتر وتلعمث‬
‫• قصدك ايه اي بالل ؟‬
‫حضك بالل وقال وهو يهنض‬
‫• خالص عرفت الىل اان عايزه‬
‫دلف لدلاخل وتركها عىل الارجوحة مبفردها دقات قلهبا عالية اكلطبول وتتبع‬
‫اثره‬
‫***‬
‫انهتت الاجواء ورحل امجليع ومر الوقت رسيعا ما بني العمل والاس تعداد‬
‫خلطبة ساىل و عقد قران روز اذلى تقرر عقدمه ىف حديقة فيال وادلمه و‬
‫اليوم اكلعادة تقف رمي تتابع تنظاميت احلفل و من احلني والاخر تصعد‬
‫لشقيقاهتا لتطمنئ علهين و ىف السابعة مساء حرض الش باب وعائالهتم وبعدمه‬
‫حرض املأذون و نزل عز ادلين و ساىل متأبطة ذراعه واعطاها لسلمي اذلى‬
‫نظر للفس تان قائال بغضب‬
‫• اتىن اي ساىل فس تان عراين !‬

‫‪237‬‬
‫• حببك‬
‫قالهتا ساىل برومانس ية ففهم سلمي ما تنوى فعهل فضحك قائال‬
‫• بتضحىك عليا كدة يعىن ؟‬
‫• ابلظبط اي حبيىب‬
‫نطقهتا ساىل بضحكة فضحك سلمي وجلسا عىل كرىس العروسني وبعدها‬
‫نزلت روز متأبطة ذراع وادلها وجلسا عىل طاوةل الزواج ووضع وادلها يده‬
‫بيد ظافر وبدأ املأذون بعقد القران و ظافر يردد وراءه وعيناه تلهتامن تكل‬
‫الوردة و انهتىى عقد القران ودمعت عيناهام واقرتب ظافر مهنا قائال‬
‫• بقيىت مراىت جبد حص ؟‬
‫اومأت روز برأسها فقال حبب‬
‫• عارفة اان نفىس ىف ايه بعد ما بقيىت مراىت ؟‬
‫نظرت روز هل ابس تفهام فضمها هو اىل صدره ومحلها حمتضهنا امام امجليع ودار‬
‫هبا عدة مرات وهو يردد اهنا اصبحت زوجته اخريا ‪ ..‬صفق امجليع هلم‬
‫وتبسمن شقيقاهتا لك هذا وسط جخل روز وتشبهثا بعنقه ليك متل العناق‬
‫الرائع ابلتقاط صورة هلم هبذا العناق وبعدها انزلها ظافر وقال وهو يلهث‬
‫• ىف عز الضيقة بتساعى ‪ ..‬ىف عز الضعف بتقوى ‪ ...‬انت مسكىن‬
‫وبيىت اي احىل ما ىف معرى ‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫حضكت روز وتعلقت بذراعه اكلطفةل الىت تتشبث اببهيا خش ية ان تضيع منه‬
‫وجلسا معا ابلقرب من سلمي وساىل اذلين ارتدوا خوامت اخلطبة وسط سعادة‬
‫امجليع وبعدها انسحب" بالل " و وقف جبانب عز ادلين وانداه فانتبه عز‬
‫ادلين ‪ ..‬تنحنح بالل وقال حبرج‬
‫• اتفاقنا اي انلك حرضتك نسيت وال ايه ؟ املأذون ه ميىش‬
‫حضك عز ادلين وقال‬
‫• ال منستش ومأمن عىل املأذون بس برصاحة مش متوقع رد فعلها ايه‬
‫؟‬
‫• متقلقش سيهباىل حرضتك بس امه حاجة ننفذ‬
‫• متام‬
‫قالها عز ادلين وجذب بالل وجلسا عىل طاوةل الزواج و توقفت املوس يقى‬
‫وانتبه امجليع لعقد القران ‪ ..‬وقفت مريا غري مصدقة ما ترى ‪ ..‬حقا بالل يده‬
‫ىف يد وادلها يعقدان قراهنام ؟ بالل اختارها زوجة هل باكمل ارادته ؟ نظرت‬
‫لصديقهتا وجدت ااثر الغضب عىل وهجها وقالت لها ان ما يفعهل وادلها‬
‫وبالل هتميش لها ولشخصيهتا ‪ ..‬انتهبا من احلديث عىل صوت املأذون يعلهنام‬
‫زوجا وزوجة و رمي تعطى القمل وادلفرت ملريا لتوقع وىه عىل نفس هيئهتا‬
‫وبعدها ذهب بالل الهيا و جذهبا ليقفا ىف منتصف احلديقة ويامتيال عىل انغام‬
‫املوس يقى و هيمس ىف اذهنا ببعض لكامت من الاغنية‬

‫‪239‬‬
‫• حبس معاك حاجات مش حلوة الا معاك بطعم هواك مجيةل وطالعة‬
‫من جواك ‪..‬ترد الروح تنىس قلىب اى جروح ‪ ..‬اان ملكك واديىن‬
‫قولهتا بوضوح‬
‫احتضهنا و دفن وهجه ىف عنقها مس تنشقا عبريها فقالت ىه بصوت ياكد‬
‫خيرج‬
‫• ليه اي بالل ؟‬
‫ظال يامتيالن وقال هو‬
‫• لك ده ومش حساها وال عرفاها ؟ لك ده مش قادرة تعرىف اىن‬
‫حبيتك اي مريا ؟‬
‫• خايفة جترحىن ‪ ..‬خايفة توجعىن ىف يوم ‪ ..‬خايفة اندم اىن حبيتك‬
‫وسلمتك مشاعري ىف يوم‬
‫توقف بالل عن الرقص وقال بذهول‬
‫• يعىن انىت كامن‬
‫قاطعته مريا وقالت وىه تدفن وهجها ىف صدره وامحلرة تكسو وهجها لزتيدها‬
‫جامال‬
‫• حببك ‪ ..‬قدرت تفك العقدة واتخد قلىب ليك لوحدك اي بالل ‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫مضها بالل اكرث ونظر حوهل لشقيقاهتا الالىت يرقصن وحبث بعينه عن رمي‬
‫وجدها تقف جبانب وادلها فقال ابمتنان حبركة شفتيه بدون صوت‬
‫• شكرا‬
‫تبسمت رمي من فهمها اللكمة وربتت عىل كتف وادلها اذلى احتضهنا ونظر‬
‫بسعادة لبناته وحول نظره لنورين املبتسمة لفريد جانهبام ومتمت ابمحلد هلل تعاىل‬
‫‪.‬‬
‫وبعد عدة ساعات انهتىى احلفل ورحل امجليع وصعدن الفتيات لغرفهن‬
‫اس تعداد ليوم العمل الشاق ابلغد وبعد قليل غط امجليع ىف نوم معيق‪.‬‬
‫***‬
‫ارسلت الشمس اشعهتا اذلهبية لتستيقظ " رمي " وتدلف للمرحاض تغسل‬
‫وهجها وترتدى مالبسها وبعدها هجزت الافطار و جلس امجليع عىل املائدة‬
‫فقالت نورين‬
‫• اباب ممكن فريد يعدى عليا نتغدى سوا ايه رأى حرضتك اوافق وال‬
‫ارفض ؟‬
‫نظر عز ادلين الهيا وقال‬
‫• اان عن نفىس موافق شوىف انىت عايزة ايه وامعليه اي نور‬
‫اومأت نورين بر أسها وامكلت طعاهما هبدوء حىت قالت روز اببتسامة‬

‫‪241‬‬
‫• هنجيب الياميش امىت اي اباب ؟ لك س نة وانت طيب رمضان‬
‫خالص ابقيهل اس بوع‬
‫حضك عز ادلين وقال‬
‫• بكرة اي س ىت بعد ما ختلصوا شغل هرنوح جنيب اليامبش والفوانيس‬
‫زى لك س نة ‪ ،‬مع ان الس نادى ىف حاجات جديدة هتيجى بس يال‬
‫خلهيا عليا‬
‫• انت الاصل اي حبيىب‬
‫قالهتا ساىل وىه تضحك فقال‬
‫• اه احضىك عليا اي بت هههههه اان مش سلمي اي ساىل هتالكيه بلكمتني‬
‫هاه‬
‫حضك امجليع ووضعت ساىل وهجها فامي اماهما وىه تضحك و تناول امجليع‬
‫الطعام هبدوء وبعدها انرصفوا العامهلم ومر اليوم روتينيا عىل البعض وىف‬
‫هناية اليوم حدثت نورين خطيهبا عىل الهاتف وىه تسري مع " منار "‬
‫لتس تقل س يارهتا لتقابهل واهنت املاكملة وفوجئت بيد تمكمها وتسحهبا اىل‬
‫س يارة اخرى و يرضبون رفيقهتا الىت رصخت من هول ما حيدث ‪ ..‬رصخت‬
‫نورين وقاومت ولكهنا ىف الهناية وقعت فريسة لاثر اخملدر اذلى اس تنشقته‬
‫وفقدت وعهيا !‬
‫***‬

‫‪242‬‬
‫الول مرة جتلس امامه وىه زوجته ‪ ..‬ظل يتأملها حىت قالت مبرح‬
‫• ىف ايه اي ابو " حورية " متنحىل ليه ؟‬
‫انتبه ظافر من رشوده وقال بتساؤل‬
‫• خالص قررىت البنت هتبقى حورية ؟‬
‫تبسمت روز واومأت برأسها قائةل‬
‫• ده امس ماما هللا يرمحها واان نفىس امسى اول بنوتة ليا عىل امسها‬
‫• هللا يرمحها – حضك – اوامرك اي ام حورية‬
‫حضكت روز واخرجت ورقة من حقيبهتا وبعض الصور وبدأت التخطيط‬
‫دليكور شقهتم اذلى ستساعدمه فيه مريا الىت انهتت من الطابق اخلاص هبا‬
‫وبشقيقهتا ىف فيال عبد الكرمي وبعدها اتفقا ان يذهبا لزين ليزنهوه قليال ‪.‬‬
‫***‬
‫وصل فريد امام املطعم اذلى سليتقى فيه مع نورين ‪ ..‬حاول االتصال هبا‬
‫ولكن وجد هاتفها مغلق ! ااثر ذكل قلقه و اس تقل س يارته ذاهبا اىل معلها‬
‫وىف ذكل الوقت اس تعادت نورين وعهيا وجدت نفسها مقيدة وملقاة عىل‬
‫الارض ىف ماكن ش به همجور ‪ ،‬اكن رد فعلها الطبيعى هو الرصاخ بلك قوهتا‬
‫ولكن قطع رصخاهتا دخول خشص من هيئته واحض انه خارج عن القانون ‪..‬‬
‫اقرتب مهنا الشخص وقال‬

‫‪243‬‬
‫• اهدى بس اي حلوة ‪ ،‬احنا مشلكتنا مش معاىك انىت‬
‫فهمت " نورين " ان هؤالء مه من هيددون فريد هبا والان اس تغلوا نقطة‬
‫ضعفه املزعومة واختطفوها ‪ ،‬رصخت به نورين بغضب‬
‫• مشلكتك مع مني ؟ وخاطفيىن ليه ؟‬
‫• مع فريد بيه ‪ ..‬خطيبك‬
‫اخرج هاتفه واتصل بفريد وقال لها‬
‫• هسمعه صوتك ونشوف رد فعهل ملا يعرف ان خطيبته معاان‬
‫اجاب فريد عىل الهاتف فقال الرجل‬
‫• لو بتدور عىل خطيبتك اي فريد بيه ايريت توفر وقتك عشان‬
‫خطيبتك معاان‬
‫اوقف فريد الس يارة برسعة فأحدثت جعالهتا رصيرا ىف الارض ورضب‬
‫املقود بيده قائال برصاخ‬
‫• اقسم برىب لو ملست شعرة مهنا لهوريك و جهيبك يعىن جهيبك اي‬
‫رشقاوى‬
‫حضك الرجل وقال بربود‬
‫• ال ابلراحة اي فريد ابشا ‪ ،‬حياهتا ىف ايدان ‪ ..‬خد امسع صوهتا عشان‬
‫تصدق انك وقعت خالص ومفيش قدامك غري انك تساعدان‬

‫‪244‬‬
‫اعطى الرجل الهاتف لنورين الىت قالت صارخة‬
‫• فريد احلقىن خطفوىن اي فريد احلقىن‬
‫حاول فريد متاكل اعصابه وقال مطمئنا‬
‫• متقلقيش اي نورين ‪ ..‬حمدش هيلمس شعرة منك ومفيش اذى‬
‫هيطوكل طول ما اان عايش ‪ ..‬متخافيش وثقى فيا‬
‫اخذ الرجل الهاتف من نورين وقال لفريد بهتديد‬
‫• الشحنة تدخل البدل ابمان هتاخد خطيبتك لكن لو حصل قلق‬
‫هبيعهاكل اعضاء برشية ‪ ،‬حياة خطيبتك ىف كفة ودخول الشحنة ىف‬
‫كفة ايريت تفكر فهيا ابلعقل اي حرضة الظابط‬
‫اغلق الهاتف ىف وهجه وخرج وترك نورين تبىك وتدعو هللا ان يأىت فريد‬
‫لينقذها اما فريد فقد القى الهاتف بعنف جبانبه ورضب املقود عدة مرات‬
‫بيده وقال صارخا‬
‫• يعىن ايه حياة خطيبىت ىف كفة ومضريى ىف كفة‬
‫رصخ اكرث وفقد اعصابه وقال بغضب‬
‫• امعل ايييييييييييه ؟‬
‫وضع رأسه بني يديه يفكر ابالمر اذلى وضع فيه وادار حمرك س يارته حماوال‬
‫الترصف ‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫***‬
‫وصال روز وظافر اىل دار الايتام وصعدا واس تأذان من مدير ادلار الخذ‬
‫زين للتزنه معه قليال وابلفعل ذهبا به الحد املطامع وطلبا الطعام و قال‬
‫الصغري حبزن لظافر‬
‫• اان زعالن عشان حمرضتش فرحمك ‪ ..‬ينفع تتجوزوا من غريى ؟‬
‫حضك ظافر و لعب ىف شعره قائال‬
‫• اوال احنا كتبنا الكتاب وبس لكن لسه ملبس ناش البدةل والفس تان اي‬
‫بطل وده اكيد هتكون موجود فيه‬
‫• خالص طاملا كدة هساحممك‬
‫احتضنته روز وقالت بصوت منخفض ومبرح‬
‫• اشرتاك من امىت اي زيزو ؟ بقيت جاسوسه امىت ؟‬
‫قهقه زين وقال وهو ينظر لظافر‬
‫• من زمان ‪ ..‬من ساعة السفر ىف رشم‬
‫• اتفاق قدمي اي ىس زين‬
‫• ابلظبط اي وردىت‬

‫‪246‬‬
‫نطقها ظافر وهو يضمهام اىل صدره قبل ان يتلقى اتصال هاتفى ‪ ..‬نظر اىل‬
‫الرمق واجاب قائال وهو يضحك‬
‫• ايه معلت فيك ايه املرادى اي ابشا ؟‬
‫مل يضحك فريد ولكنه قال‬
‫• لو مراتك معاك اوعى تفرس الالكم وحاول ترجعها البيت برسعة‬
‫عشان ىف مصيبة اي ظافر‬
‫نظر ظافر لروز بقلق وقال بامتسك حماوال الضحك‬
‫• حارض اي حبيىب انت تؤمر بس هرنجع زين ونيجى‬
‫زفر فريد وقال بضيق‬
‫• لكم سلمي وكامن بالل عايز لكه ىف بيت انلك عز رضورى‬
‫• متام‬
‫نطقها ظافر واهنىى املاكملة ونظر اىل روز قائال بغمزة‬
‫• شلك فريد هيعرتف حببه لنورين ومجمعنا لكنا‬
‫حضكت روز وقالت‬
‫• اخريا الاكبل اجملنون هينطق ‪ ..‬يال برسعة نروح احسن متحمسة‬
‫اوى‬

‫‪247‬‬
‫احتضهنا ظافر وقبل رأسها فنظر هل زين يتأكد من صدق الكمه فنفى ظافر‬
‫بعينيه للصغري وطلب منه ادلعاء هلم ‪.‬‬
‫***‬
‫وقفت رمي امام مكتهبا ترتب اعامل الغد وتكتب بعض املالحظات الهامة ىف‬
‫مفكرهتا ورشيف يراقب لك ترصف مهنا ويتعجب ىف نفسه من ذكل‬
‫الشعور اذلى ينتابه لكام رأها ‪ ،‬وجد هاتفه ينري ابمس فريد فأجاب فريد قائال‬
‫• حاول ترجع رمي بيهتا برسعة من غري شورشة اي رشيف ابهلل عليك‬
‫ولو تقدر تيجى معاها ايريت‬
‫نظر رشيف ابجتاهها بقلق وقال‬
‫• حصل ايه ؟‬
‫زفر فريد و قال بضيق وعصبية‬
‫• اخهتا اختطفت اي رشيف ‪ ،‬مطلعتش راجل ومعرفتش امحى خطيبىت‬
‫اي رشيف ‪ ،‬فهمت حصل ايه ؟‬
‫• اهدى طيب ولك حاجة هتبقى كويسة وهللا‬
‫• كويسة ازاى ؟ قوىل كويسة ازاى واان مش عارف هقول البوها ايه ؟‬
‫اقفل اي رشيف ونتقابل هناك‬
‫اهنىى فريد املاكملة وامغض عينيه قائال‬

‫‪248‬‬
‫• ساحميىن اي نورين معرفتش امحيىك !‬
‫***‬
‫وىف املساء ‪،،،‬‬
‫وقف امجليع ىف مزنل عز ادلين منتظرين دخول فريد ونورين ولكن دلف‬
‫فريد مبفرده ‪ ..‬نظر امجليع اليه بتساؤل و لكنه ابدل نظرهتم دلهشة عندما‬
‫اخرج مسدسه وتأكد من صالحيته الطالق النار واعطاه لعز ادلين قائال‬
‫• اان خونت امانتك ومعرفتش احافظ عىل بنتك‬
‫نظر عز ادلين اليه بصدمة فازدرد فريد ريقه بصعوبة وامكل‬
‫• نورين اختطفت اي انلك والزم حرضتك تقدم بالغ بس لالسف الزم‬
‫بعد ‪ 24‬ساعة وده موضوع احنا هنستبعده عشان سالمهتا‬
‫رصخن شقيقاهتا واش تد لك زوج عىل احتضان زوجته وهنا ادرك ظافر‬
‫سبب ارصار فريد عىل وجودمه ‪ ،‬قال فريد بامتسك لعز ادلين امللكوم‬
‫الحامتلية فقدانه احدى بناته‬
‫• املسدس ىف ايدك اي انلك وجواه طلقة اان راىض ان حرضتك ترضبىن‬
‫بهيا لو نورين مرجعتش سل مية ‪ ..‬وقصادمه لكهم اان بوعدك اىن‬
‫هرجعهاكل سل مية‬

‫‪249‬‬
‫اومأ عز ادلين برأسه بصمت ووضع املسدس وهنا قالت مريا بغضب وىه‬
‫تنظر لفريد‬
‫• جبد برافو اي اباب ‪ ،‬كدة حرضتك محيهتا ؟‬
‫توهجت الانظار الهيا فأمكلت ىه بقسوة‬
‫• حرضتك خطبهتا لفريد عشان حيمهيا لكن النتيجة اكنت عكس ية‬
‫والاذى طالها بسببه ‪ ،‬اي ترى ادلور عىل مني املرة اجلاية ؟ اان وال‬
‫روز ؟ مش اكن هدفك ملا جوزتنا لهيم حاميتنا ؟ وادى اان بقوكل ان‬
‫الاذى طالنا بسبهبم ‪ ..‬حرضتك مستىن ايه اتىن يثبتكل فشل‬
‫اجلوازات دى ؟‬
‫مصتت مريا منتظرة رد عىل سؤالها و ىه تراقب ردود افعال امجليع ولكن‬
‫الاجابة اكنت صفعة من وادلها عىل وهجها ! هرول بالل الهيا واحتضهنا‬
‫وحامها من وادلها اذلى اكد يفتك هبا وقال بغضب وهو يشري لبالل‬
‫• اهو ده اختيارى ليىك ‪ ..‬جرى حامىك ىف حضنه وانىت متس تاهلهيوش‬
‫‪..‬انىت تس تاهىل الىل يوجعك وخيونك ويدوس عليىك لكن الىل‬
‫يقدرك وخياف عليىك يبقى ابلغصب ‪ ..‬قدام اللك اان حبل جوزك من‬
‫اى حاجة وهو حر فيىك اي مريا‬

‫‪250‬‬
‫هدأه فريد واصطحبه معه للتحرك رسيعا و ذهب معهم الش باب وتركوا‬
‫الفتيات ابملزنل واس تقل الش باب س ياراهتم ومل يس تطع فريد وعز ادلين‬
‫القيادة وركبوا ىف س يارة رشيف اذلى قال مطمئنا‬
‫• خري هرتجع ابذن هللا‬
‫• ايرب اي ابىن‬
‫نطقها عز ادلين بأمل فقال فريد ابرصار‬
‫• قسام برىب هرتجعكل حىت لو اكن متن رجوعها حلضنك معرى اان‬
‫مس تعد ادفعه بس ىه ترجع‬
‫ربت عز ادلين عىل كتفه وابتسم بوهن ودق هاتف فريد اذلى اجاب بلهفة‬
‫• وصلتوا اليه اي امحد ؟‬
‫قال امحد اببتسامة‬
‫• عرفنا مني اخلاين اي فريد وكامن الانسة منار فاقت ىف املستشفى‬
‫وتقدر تيجى تشوفها‬
‫عقد فريد حاجبيه ابس تغراب وقال‬
‫• منار مني اي امحد ؟‬
‫• صاحبة نورين اي ابىن‬

‫‪251‬‬
‫نطقها عز ادلين بلهفة فأومأ فريد براسه وطمأنه اببتسامة وامىل رشيف عنوان‬
‫املشفى وتبعه امجليع ابلطبع وقال لصديقه ىف الهاتف‬
‫• مني اخلاين ؟‬
‫• الىل معاان ليل هنار ولك اخلطط قدامه يعىن تعمل حسابك انك‬
‫هتغري اخلطة الىل كنت ه متىش علهيا عشان اتكشفت للرشقاوى‬
‫‪،‬هو املقدم عامد‬
‫حضك فريد فنظر هل امجليع وقال المحد‬
‫• وانت فاكر اىن كنت مهىش ابخلطة دى ؟ اان ال ميكن اعرضها للخطر‬
‫ابدا وكنت واثق ومتأكد ان ىف بينا خاين بس مكنتش اتوقع انه رتبة‬
‫كبرية كدة حصيح حامهيا حرامهيا ! امه حاجة اتبعىل اشارة فوهنا واان ىف‬
‫كذا حاجة ىف دماغى اي امحد هظبطها بس امه حاجة دلوقىت هنتقابل‬
‫ىف املستشفى متام ؟‬
‫اومأ صديقه و حترك امجليع للمشفى لصديقة نورين و عبث ىف هاتفه يتفقد‬
‫عدة امور وبعث برساةل للرشقاوى وافق عىل التعاون وقال هبمس‬
‫• ساحمىن ايرب بس ىه حياهتا امه من ‪ ١٠٠‬بدل ومس ئول فاسد !‬
‫***‬

‫‪252‬‬
‫اكدت " مريا " ان تفتك ابمجليع من شدة غضهبا وترصخ بشقيقاهتا ابلكف‬
‫عن الباكء وتلقى ابالهتامات عىل فريد وتس به ولكن رمي اقرتبت مهنا وقالت‬
‫بلوم‬
‫• انىت املفروض تفرىح اي مريا ان جوزك حامىك ملا اترضبىت مع ان حق‬
‫هللا اكن هو اوىل يلطشك القمل ده ميكن اكن فوقك لنفسك بس مش‬
‫هقول اكرت من انه رزق وانىت متس تاهلهيوش‬
‫اثرت مريا وقالت صارخة‬
‫• هو احللو والرزق واان مس تاهلوش ! ده عىل اساس ان اخىت مش‬
‫ممكن تتقتل ىف اى حلظة بسبب اخوه حص ؟‬
‫امسكت روز ذراعهيا واخذت هتزها بعنف وصاحت هبا‬
‫• فوىق اي مريا لنفسك ‪ ..‬انىت بتضيعى جوزك وحبيبك منك ‪ ..‬هو‬
‫مالوش دعوة ابخوه ومش هيتاخد بذنبه ‪ ..‬فوىق قبل ما تندىم ما اان‬
‫كنت زيك واختطبت لظافر غصب لكن حبيته ومهتمتوش حباجة وال‬
‫جرحته حبرف ومعرى ما هاخده بذنب غريه ‪ ..‬فوىق لنفسك اي مريا‬
‫قبل فوات الاوان‬
‫اومأت ساىل ومسحت دموعها وقالت وىه تبعد روز عن مريا‬

‫‪253‬‬
‫• انىت مشوفتيش وشه معل ازاى ملا هرتلىت كدة وملا لقى اباب رضبك‬
‫عقهل طار وجرى خدك ىف حضنه ‪ ..‬صاحليه اي مريا وسيىب فريد‬
‫يترصف واان واثقة انه هريجعلنا نور خبري‬
‫خ متت حديهثا واهجشت ىف الباكء واحتضنت شقيقاهتا الاليت بكني بشدة ىف‬
‫احضاهنا ‪.‬‬
‫***‬
‫شعرت بيد متسح عىل شعرها حبنان ‪ ..‬فتحت نورين عيناها رأت وادلهتا‬
‫تقف ومبتسمة ىف منطقة خرضاء واسعة ‪ ..‬ركضت الهيا واحتضنهتا‬
‫واهجشت ىف الباكء وقالت من بني شهقاهتا‬
‫• وحش تيىن اوى ‪ ..‬حمتاجاىك اوى اي ماما ‪ ..‬خطفوىن و خدوىن من اباب‬
‫اش تدت وادلهتا عىل احتضاهنا وقالت بطمأنينة‬
‫• انىت ىف امان متخافيش اي حبيبىت ‪ ..‬طول ما وراىك ضهرك وس ندك‬
‫هتكوىن ىف امان وهرتجعى لعز اتىن‬
‫• ه ميوتوىن اي ماما وجهيكل اان عارفة بس هيوحش ىن اباب واخواىت‬
‫رفعت وادلهتا وهجها ومسحت دموعها وقالت بقوة وحضكة‬
‫• لسه اوانك جماش اي نور ‪ ..‬لسه هزتهقى فريد و عز واخواتك‬
‫• اان ضعيفة اوى ومش هس تحمل‬

‫‪254‬‬
‫• الفارس هيجىي حبصانه وهرتكىب عليه اي نور بس ادى قلبك فرصته اي‬
‫حبيبىت‬
‫قبلهتا واحتضنهتا و امتطت حصان وركضت به بعيد عن ابنهتا الىت تنتظر‬
‫فارسها لينقذها !وهنا فتحت نورين عيناها و مسحت دموعها وقالت‬
‫• مس تنياك اي بطىل‬
‫***‬
‫دلف امجليع حلجرة " منار "الىت اعتدلت ووضعت جحاهبا فتقدم مهنا عز‬
‫ادلين ومتىن لها الشفاء وكذكل امجليع حىت سألها فريد عن الامر فقصت هل‬
‫احلادث وجسل هو لك نقطة مبساعدة امحد وبعدها سألها قائال ابهامتم‬
‫• نورين وىه بتتخطف وقع مهنا فوهنا او حىت اى اكسسوار من الىل‬
‫اكنت لبسامه؟‬
‫نفت منار وقالت برسعة‬
‫• ال خالص ده حىت ش نطهتا معاها ومفيش حاجة وقعت مهنا ابدا‬
‫• امحلد هلل‬
‫نطقها فريد ابرتياح وهو يزفر حامدا هللا تعاىل مرة اخرى وبعدها اس تأذن‬
‫ابملغادرة و متىن امجليع لها الشفاء و غادر عز ادلين بصحبة ظافر ملزنهل و ترك‬

‫‪255‬‬
‫امجليع ‪ ،‬حفاول سلمي ان خيرج بالل من ضيقه و دعاه للجلوس معه ىف احد‬
‫املقاىه وكذكل فعل رشيف مع فريد وامحد ولكن ىف ماكن أخر ‪.‬‬
‫جلس بالل امام سلمي اذلى الحظ اانرة هاتفه ابمس مريا ولكنه مل جييب‬
‫وزفر بضيق فقال سلمي همدئا‬
‫• اعذرها اي بالل‬
‫غضب بالل وقال‬
‫• اى حاجة حصلت متدهياش احلق ىف الىل ىه قالته اي سلمي – اشار‬
‫اىل خامت زواجه وامكل غاضبا – طاملا شايفة اهنا خمطوبة ابلغصب وان‬
‫احلب الىل بينا بقى وال حاجة ىف حلظة غضب ‪ ..‬وافقت تتجوزىن ليه‬
‫؟ لك الىل رابطها بيا ايه ؟ دبةل وبس ؟ فهمىن اي سلمي انت‬
‫حاول سلمي هتدئته وقال هبدوء‬
‫• غلطتت اي بالل وحست بغلطهتا وبتعتذركل وبدل ما تقبل اعتذارها‬
‫بتقفل فونك ومرتدش علهيا ‪ ..‬ىه دلوقىت حمتاجاك معاها اكرت من اى‬
‫وقت اتىن ‪ ..‬حمتاجة ان اول حمنة تقع فهيا يكون جوزها جنهبا وهو‬
‫الىل حيسسها ابحلنان وحيمهيا‬
‫• محيهتا اي سلمي ‪ ،‬محيهتا واان اكن نفىس اكرس عضمها‬
‫• خالص لكمها وخليك جنهبا وملا ادلنيا هتدى ونورين ترجع ابلسالمة‬
‫اتعاتبوا براحتكوا‬

‫‪256‬‬
‫• ملا اهدى هبقى الكمها ‪ ..‬ممكن بكرة‬
‫قال سلمي برسعة‬
‫• اوعى تعمل كدة ىف عالقتكوا ‪ ..‬ملا تكون حمتاجاك الهناردة هتبقى‬
‫حمتاجة تفرغ لك طاقهتا معاك انت ‪ ..‬هتكون خمتاراك انت ابذلات‬
‫عشان تكون معاها وهيكون الاحتياج ده الهناردة والشغف ده‬
‫الهناردة لكن ملا انت تروح بكرة مش هتحىك وال لكمة وال هتعاتبك‬
‫بس مش هتنساكل اهنا وقت ما احتاجتك ما القتكش ‪.‬‬
‫رشد بالل يفكر ىف حديثه وبعدها امسك هاتفه فتبسم سلمي وقال مبكر‬
‫• اما الكم اان سوىل عقبال ما انت تشوف مراتك‬
‫حضك بالل وامسك سلمي الهاتف حمداث ساىل وكذكل بالل عزم عىل حديهثا‬
‫‪.‬‬
‫***‬
‫طلبا قهوة و بدأ رشيف يرشهبا وقال‬
‫• هتعمل ايه اي فريد ؟‬
‫زفر فريد بضيق وقال‬
‫• اخرتهتا اي رشيف ‪ ..‬هش تغل مع الرشقاوى ‪ ..‬خالص حامهيا حرامهيا‬
‫وىه امه من لك ادلنيا ‪ ..‬فهيا ايه يعىن ‪ ٥‬طن كواكيني هيدخلوا البدل‬

‫‪257‬‬
‫؟ نقول ‪ ٥‬مليون واحد ه ميوتوا يعىن وان اان بشرتى حياة واحدة حبياة‬
‫‪ ٥‬مليون ؟ ىف داهية!‬
‫نظر رشيف اليه بدهشة وقال‬
‫• هتبيع مبادئك اي فريد ؟ هتضحى بضمريك عشان بنت ؟‬
‫نظر فريد للفراغ وقال مجةل من احدى الرواايت الشهرية‬
‫• عىل قدر احلمل تكون التضحية اي صديقى‬
‫رفع رشيف وهجه ابس تفهام فاردف فريد ممكال‬
‫• هتعاون معاه والىل حيصل حيصل امه حاجة ىه ترجع البوها واخواهتا‬
‫ااي اكن ال متن ايه‬
‫اعلن هاتفه عن وصول رساةل ختربه مبوعد دخول الشحنة للترصحي لها‬
‫ابدلخول دون قلق ‪ ،‬قرأ الرساةل وابتسم وقال‬
‫• ال ومظبط املواعيد كامن ‪ ..‬متام اوى‬
‫***‬
‫اش تدت روز عىل احتضان ظافر و بكت بشدة ىف احضانه وهو ميسح عىل‬
‫شعرها حبنان و يطمئهنا ‪ ..‬مل تلومه روز انه كذب علهيا ومل تهتمه بىشء ‪ ..‬مل‬
‫تأخذه بذنب غريه ‪ ..‬احتوته ىف وقت ضعفه فاكنت ماكفأهتا انه اصبح درعها‬
‫الواىق واماهنا و حضنه اصبح ملجأها وقلبه اصبح مسكهنا ‪ ،‬نظرت رمي هلام‬

‫‪258‬‬
‫وتبسمت وىه متسح دموعها و دلفت اىل غرفهتا والقت بنفسها عىل الفراش‬
‫و وضعت وهجها ىف وسادهتا ورصخت ابقىص قوة دلهيا‪ ..‬ظلت ترصخ‬
‫وتبىك اىل ان وجدت هاتفها ييضء معلنا وجود خشص عىل الهاتف ‪..‬‬
‫اجابت عىل املاكملة وىه تبىك ‪ ..‬مل تتحدث بل ظلت تبىك فقط واملتصل‬
‫يسمع باكهئا بصرب اىل ان قال لها هبدوء‬
‫• طلعى لك الىل ىف قلبك ‪ ..‬ارصىخ وابىك اي رمي واان معاىك‬
‫مل ترد وظلت تبىك بعنف اىل ان قالت من بني شهقاهتا‬
‫• تعبت اوى‬
‫• انىت قوية ‪ ..‬انىت س ندمه بعد ربنا وانلك عز ومينفعش الس ند يتكرس‬
‫اي رمي‬
‫• تعبت اىن امثل القوة اي" رشيف ‪" ..‬حمتاجة افرغ طاقىت واظهر ضعفى‬
‫‪..‬قوىت خلصت خالص‬
‫• لكنا معاىك ولك حاجة هتبقى كويسة اي صاحبة الصون والعفاف‬
‫حضكت رمي من بني باكهئا فقال هو ضاحاك‬
‫• ايوه كدة ‪ ..‬متقلقيش علهيا هتبقى خبري وهرتجع خبري‬

‫‪259‬‬
‫اس تطاع رشيف احتواهئا ىف حلظة ضعفها بدون عمل منه اهنا اكنت ىف حلظة‬
‫ضعفها ‪ ،‬ظل معها حىت مسع صوت تنفسها ابنتظام فعمل اهنا غطت ىف نوم‬
‫معيق وبعدها اهنىى املاكملة ‪.‬‬
‫اما بالل فاس تجاب لنصيحة سلمي ومل يس تطع تركها حتتاج اليه واكن لها نعم‬
‫العون ‪.‬‬
‫مرت احداث تكل الليةل العصيبة وىف اليوم التاىل جفرا حترك فريد و اس تطاع‬
‫ان جيعل الشحنة تدخل بسالم و اتبع اشارة يراقهبا عىل هاتفه وجدها‬
‫ساكنة ىف نفس املاكن منذ الامس ‪ ،‬وضع سالحه ىف خرصه واس تعد‬
‫للهجوم وحدث " امحد " لتجهزي القوات و حترك للماكن مبفرده و هناك وجد‬
‫ماكن ش به همجور ‪ ..‬ينقل اليه ما دخل منذ قليل بنظام شديد ‪ ..‬اس تدار‬
‫حول املاكن وجد غرفة مظلمة ووجد هجاز التتبع يشري لهذا املاكن ‪ ،‬رضب‬
‫احلارس عىل رأسه و دلف الهيا وفك قيدها فاحتضنته ىه وبكت فقال هو‬
‫بلهفة‬
‫• انىت كويسة ؟‬
‫اومأت برأسها ودفنت رأسها ىف صدره وقالت بباكء‬
‫• كنت مرعوبة انك متجيش‬
‫مسح عىل وهجها وقال‬
‫• مكنتش اقدر اسيبك اي نور العني ‪ ..‬اوعى ختاىف واان معاىك‬

‫‪260‬‬
‫مسع صوت حترك ابخلارج وجلبة فوضعها خلفه واشهر مسدسه وقال‬
‫• خليىك واثقة فيا وبس‬
‫اومأت برأسها وتقدم ببطء حىت وجد " الرشقاوى "يليه ظهره ويأمر احد‬
‫رجاهل بقتل نورين ‪ ،‬حتفز فريد ونظر ىف ساعته و اش تد عىل وجودها خلفه‬
‫متشبثة مبالبسه واطلق اشارة معينة المحد وقواته وظهر ووضع فوهة‬
‫املسدس لرأس الرشقاوى وقال بهتديد‬
‫• لكه يرفع ايده لفوق انتوا مقبوض عليكوا‬
‫القى الرجال سالهحم خش ية عىل كبريمه اذلى ىف قبضته وقال الرشقاوى‬
‫بغضب‬
‫• بس ده ماكنش اتفاقنا اي فريد بيه‬
‫شدد فريد عىل يد نورين وكنه يطمنئ لوجودها خلفه وقال بغضب‬
‫• وال اكن ىف االتفاق ان بعد الشحنة ما تدخل تقتلوها‬
‫وجفأة شعر بيد تطوقه وفوهة املسدس توجه لرأسه هو و شعر بيده خالية‬
‫ورصخات نورين متل املاكن ‪ ،‬نظر الهيا وجد الرشقاوى يطوقها و يوجه‬
‫سالحه حنوها و مساعده خلفه هو يأمر ابنزال سالحه مشهرا سالحه ىف‬
‫رأسه ‪ ،‬نظر الهيا وقال بلهفة وفزع‬
‫• سيهبا وهعمكل الىل انت عايزه ‪ ..‬هطلعك مهنا بس سيهبا‬

‫‪261‬‬
‫قال الرشقاوى بغضب وهو مازال واضعا سالحه عىل رأسها‬
‫• انت خليت ابالتفاق يبقى الزم متوت‬
‫• الالال سيهبا وخدىن ماكهنا ‪ ..‬قضيتك معااي مش معاها‬
‫نظر الرشقاوى اليه بشف وقال‬
‫• ده الواحض انك بتحهبا اوى واان مش هحرمك انك تشوفها ب متوت‬
‫قصاد عينك عشان تفتكر املنظر ده معرك لكه ‪ ..‬ده لو لسه ابقيكل‬
‫معر يعىن‬
‫اس تعد الرشقاوى الطالق الرصاصة ىف رأس نورين وخاصة بعد ان مسع‬
‫صوت س يارات الرشطة ووجد امحد وقواته يقتحمون املاكن ‪ ،‬نظر فريد اليه‬
‫بنظرة فهمها صديقه واخذ ينظر للرشقاوى والول مرة حيمد هللا تعاىل عىل‬
‫قرص قامة نورين وبعد تفكري مل يس تغرق ثوان احنرف يسارا ملفاداة نورين و‬
‫جفأة اطلقت عدة طلقات انرية ىف وقت واحد ودوت رصخات نورين ابملاكن‬
‫‪.‬‬
‫امغضت نورين عينهيا بفزع ووجدت يد تطوق خرصها وتسقط معها ! مل‬
‫يكن هذا سوى " الرشقاوى " حياول الامساك هبا وهو يسقط مصااب اثر‬
‫رصاصة فريد اذلى اس تطاع مبساعدة صديقه التخلص من مساعد الرشقاوى‬
‫والنجاة حبياته ‪ ،‬ركضت نورين اىل فريد واحتضنته وهو اش تد عىل احتضاهنا‬
‫وهو حيمد هللا تعاىل ولكن صوت طلقة اخرى دوت ىف املاكن وشعرت‬

‫‪262‬‬
‫نورين ابدلماء بني يدهيا وفريد يلقى بثقهل علهيا ‪ ..‬رصخت وىه تراه يسقط‬
‫بني يدهيا برصاصة من الرشقاوى اذلى اس تغل انشغاهلم ببعض وانشغال‬
‫امحد ورجاهل ابلقبض عىل رجاهل ظنا مهنم انه مصاب وفاقد للوعى ‪،‬‬
‫اس تطاع امحد اجناز املهمة و طلب الاسعاف لصديقه امللقى عىل الارض‬
‫حياول فتح عينيه وحيارب مع املوت للظفر حبياته ‪ ..‬بكت نورين وظلت‬
‫ترتجاه الا بغلق عينيه ويهنض معها وهو يش تد عىل يدها وحياول أال يستسمل‬
‫‪.‬‬
‫***‬
‫اخذت مريا الهاتف وجدت شهرية صديقهتا ‪ ..‬قصت لها ما حدث من بالل‬
‫ووادلها فقالت شهرية‬
‫• اجلوازات دى اكنت غلط اي مريا وانلك عز ابعمك لوالد صاحبه‬
‫خالص ‪ ..‬ادعى ربنا ينجى اختك وترجع ابلسالمة‬
‫قالت مريا حبرية‬
‫• بس اان حببه وهو بيحبىن ‪ ..‬زى ما روز قالت اان غلطتت ىف حقه ملا‬
‫اخدته بذنب اخوه‬
‫• لكهم صنف واحد هدفهم خيلصوا منكوا ‪ ..‬مش اخوه اكن مهتدد‬
‫بنورين وعارف اهنا ىف خطر ليه معينلهاش حراسة وال حىت حامها ؟‬
‫حكت مريا ذقهنا بتفكري وقالت‬

‫‪263‬‬
‫• فعال معاىك حق‬
‫قالت شهرية هبدوء‬
‫• حبيبىت انىت حمبتهيوش ‪ ..‬انىت حبيىت متثيهل لالهامتم واحلب عليىك ‪..‬‬
‫الىل بيحب حد ما ب ميحيش خشصيته ويكتب الكتاب امر واقع ‪ ،‬ما‬
‫بياخدكيش من وسط املطعم وهو شايكل ويفرج عليكوا الناس ‪ ..‬هو‬
‫بي متلكك مش بيحبك اي مريا‬
‫غضبت مريا وقالت بنفى‬
‫• ال بيحبىن ‪ ..‬حامىن ىف حضنه من اباب ووقت ما احتاجته لقيته مع انه‬
‫زعالن مىن وليه حق يزعل مىن‬
‫حضكت شهرية ابس تخفاف وقالت‬
‫• طيب اي مريا خليىك وراه وامنيهل حلد ما يرجعك بيتك وانىت مطلقة‬
‫ومعاىك عيلني ‪ ،‬اصهل خالص معكل غس يل مخ ‪ ..‬سالم وملا تبقى‬
‫نور تيجى ابلسالمة ابقى طمنيىن‬
‫اغلقت مريا معها الهاتف وىه تفكر ىف لكامت بالل عن صديقهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫انتقل فريد اىل املشفى ومعه امحد اذلى اتصل بوادل نورين ووادلا فريد‬
‫وشقيقه وابن معه وبعد فرتة جتمع امجليع ىف املشفى ‪ ..‬احتضنت رمي شقيقهتا‬

‫‪264‬‬
‫واش تدت عىل احتضاهنا ولكن نورين احتضنت وادلها وقالت ابهنيار من‬
‫بني شهقاهتا‬
‫• ه ميوت اي اباب ‪ ..‬فداىن بروحه ‪ ..‬اان عايزاه خيرج والنىب‬
‫اش تد وادلها عىل احتضاهنا وطمأهنا انه س يكون خبري ولكهنا نظرت لوادلا‬
‫فريد وشقيقه وابن معه و شقيقتهيا " روز ورمي " وقالت هبس ترياي مكن فقد‬
‫عقهل‬
‫• كنت ىف حضنه ووقع مىن ‪ ..‬خدىن وقاىل متخافيش اان جنبك‬
‫اهجشت ىف الباكء وجلست عىل الارض قائةل‬
‫• بس رضبه بني ايدى ‪ ..‬دمه ىف ايدى ‪ ..‬الزم يقوم عشان اان معرفش‬
‫امكل من غريه ! مش هيستسمل هو وعدىن اي اباب‪ ،‬ماما قالتىل انه‬
‫قدرى واان راضية بيه‬
‫نظر امجليع الهيا فاكنت لكامهتا تكل واهنيارها مبثابة اعرتاف مبشاعرها جتاهه ‪..‬‬
‫احتضنهتا روز وانزوى بالل واخرج هاتفه وحادهثا قائال حبدة‬
‫• اختك رجعت سل مية واخواي اان الىل ىف املستشفى بني احليا واملوت ‪،‬‬
‫ايرب تكوىن مبسوطة كدة‬
‫اهنىى املاكملة دون ان يسمع رد مهنا وهنا ادركت مريا اهنا اضاعته بغباهئا !‬
‫توهجت لغرفة ساىل واكنت الساعة ال تزال السابعة صباحا ‪ ..‬اوقظهتا وقالت‬
‫هبدوء‬

‫‪265‬‬
‫• ساىل حبيبىت قوىم‬
‫فتحت ساىل عينهيا وقالت‬
‫• ايه اي مريا‬
‫• قوىم لكمى سلمي ورشيف عشان نور رجعت وخطيهبا ىف املستشفى‬
‫فزعت ساىل وهنضت من نوهما وحدثت سلمي اذلى قال بفزع‬
‫• حصل حاجة اي حبيبىت ؟ انتوا خبري‬
‫قالت ساىل مطمئنة‬
‫• متقلقش اي حبيىب لك املوضوع ان نورين رجعت وىف املستشفى واان‬
‫ومريا عايزين نروحلها بس الزم تكون معاان انت ورشيف عشان‬
‫تطمنوا عىل فريد‬
‫• اه طبعا اي حبيبىت ‪ ..‬اان هقوم رشيف ونعدى عليمك حاال‬
‫• طيب مس تنينك‬
‫اغلقت ساىل الهاتف معه وارتدت مالبسها ىه وشقيقهتا وحرض هو وشقيقه‬
‫واصطحبوهام اىل املشفى‪.‬‬
‫***‬

‫‪266‬‬
‫وضعت نورين رأسها ىف احضان كرمية الىت ظلت متسح عىل رأسها لعلها هتدأ‬
‫ووقفت روز جبانب زوهجا وقالت بطمأنينة‬
‫• هيقوم مهنا ده بطل ‪ ..‬متقلقش‬
‫ابتسم ظافر وامسك يدها وقال‬
‫• وجودك فرق معااي ‪ ..‬مش عارف من غريك اان كنت ممكن امعل ايه‬
‫ربتت روز عىل يده وقالت اببتسامة وىه تنظر لشقيقهتا بغمزة‬
‫• رب ضارة انفعة ‪ ..‬شوفت لهفهتا عليه ازاى ؟ ميكن الىل مقدرانش‬
‫نعمهل لكنا ىف ‪ ٦‬شهور معهل الرشقاوى ىف يومني‬
‫حضك ظافر خبفوت وقال وهو يقبل رأسها‬
‫• انحصة اي وردىت‬
‫وهنا انتهبا لصوت خطوات اقدام سلمي وشقيقه وساىل وشقيقهتا ‪ ..‬تقدموا‬
‫مهنم و بعد فرتة خرج الطبيب وقال‬
‫• امحلد هلل قدران نوقف الزنيف ‪ ..‬هو هيتنقل العناية املركزة وان شاء‬
‫هللا لو الهناردة عدى عىل خري يبقى اخلطر زال‬
‫شكر " عبد الكرمي " الطبيب وبعدها خرج فريد مغمض العينني شاحب‬
‫الوجه ‪ ..‬هنضت نورين وامسكت بيده وقالت بلهفة من بني دموعها‬

‫‪267‬‬
‫• هتقوم اان واثقة من كدة ‪ ...‬انت وعدتىن انك مش هتسبىن واان واثقة‬
‫فيك ‪.‬‬
‫سارت جبانبه حىت وصال للعناية املركزة و منعها الطبيب من ادلخول والتف‬
‫امجليع حول الغرفة واحتضنت نورين وادلها فقال رشيف وهو حيول نظره بني‬
‫صديقه و خطيبته الىت ىف احضان وادلها‬
‫• وفيت بوعدك ورجعهتا حلضنه و فعال ال متن ممكن يبقى معرك !‬
‫مسعته رمي وتقدمت منه قائةل‬
‫• هيكون كويس ‪ ..‬اان واثقة من كدة‬
‫• ايرب اي رمي ‪ ..‬تيجى نزنل نرشب اى حاجة بره ‪ ..‬اان تعبان اوى‬
‫نظرت رمي اىل وادلها وقالت‬
‫• طيب واباب ؟‬
‫جذهبا رشيف وذهب لعز ادلين قائال‬
‫• انلك بعد اذنك ممكن نزنل اان ورمي نرشب حاجة بره عشان اان‬
‫مضغوط جدا‬
‫اومأ عز ادلين برأسه هلام واخذها ونزال ‪ ،‬مالت روز عىل ظافر وقالت‬
‫بضحكة‬
‫• احلق صاحبك واخد اخىت‬

‫‪268‬‬
‫حضك ظافر وقال‬
‫• اقسم ابهلل انىت ما ينفع تبقى معااي ىف حتة زى دى‬
‫غضبت روز ووضعت يدها ىف خرصها وقالت بتذمر‬
‫• وده ليه ان شاء هللا اي اكبنت ظافر ؟‬
‫اقرتب ظافر مهنا ليحاول الا يرى احد حضاكته وقال‬
‫• من ساعة ما وقفنا وانىت مش مبطةل من مية عىل خلق هللا ‪ ،‬مرة نورين‬
‫ومرة رمي واعتقد املرة اجلاية هيبقى مريا وبالل‬
‫نظرت ملريا وجدهتا تقرتب من بالل لتحدثه فضحكت وقالت‬
‫• معاك حق ههههههه‬
‫• يعيىن ربنا عليىك اي وردىت ‪.‬‬
‫***‬
‫اقرتبت مريا من زوهجا اذلى يطالع الزجاج وجسد شقيقه راقد خلفه بال‬
‫حول وال قوة ‪ ،‬ربتت عىل ظهره وقالت‬
‫• بيبو حبيىب‬
‫التفت بالل لها و قال حبدة‬
‫• مش قابل اى اعتذار اي مريا‬

‫‪269‬‬
‫حاولت كمت دموعها وعضت عىل شفهتا السفىل وقالت ابعتذار‬
‫• وهللا ما اكن قصدى اي بالل ‪ ..‬انت عارف اىن حببك وماكنش‬
‫قصدى اجرحك وهللا‬
‫حضك بسخرية وقال‬
‫• بتحبيىن حلد ما حيصل مشلكة بني واحدة من اخواتك وحد خيصىن‬
‫وساعهتا اول لكمة تقوىل انك مغصوبة عىل اجلوازة ‪ ٦ ..‬شهور اي مريا‬
‫ولسه مغصوبة ؟ ايه الىل رابطك بيا اي مريا ؟ ادلبةل وال القس مية ؟ لو‬
‫ادلبةل هقلعها واحررك ولو عىل العقد اان مس تعد اطلقك ومش‬
‫هيكونكل عدة وتقدرى تتجوزى من اتىن يوم ‪ ..‬قوىل عايزة ايه‬
‫وتكوىن مبسوطة واان هعمهل ؟‬
‫بكت واقرتبت منه واحتضنته وقالت بصوت مبحوح‬
‫• عايزاك انت اي بالل ‪ ..‬متسبنيش ابهلل عليك‬
‫اكنت تكل اللكمة كفيةل ان متحى غضبه وجتعهل حيتضهنا ويقبل رأسها ‪ ،‬هو‬
‫حيهبا بل يعشقها ولكن يكره طيبهتا مع الاشخاص اخلطأ وعصبيهتا ‪ ،‬يكره‬
‫انس ياقها وراء رفيقهتا الىت ال ت متىن سوى الرش لها ولكن ىه لن تقتنع حبديثه‬
‫حىت يثبت لها الامر ولكن س يكون الاوان قد فات ‪.‬‬
‫***‬
‫وضعت قطعتا من السكر ىف فنجان الشاى ووضع هو مثلها وزفر قائال‬

‫‪270‬‬
‫• تعبت جبد‬
‫حضكت وقالت‬
‫• اومال مني الىل اكن بيقوىل امبارح انىت الس ند واوعى تضعفى ؟ وال‬
‫انت حتل مشالك الناس زى الفل وحلد مشالكك انت تقف عاجز ؟‬
‫• ابلظبط كدة‬
‫• ال حاول تبقى اقوى من كدة اي رشيف‬
‫زفر رشيف وقال‬
‫• فكرة ان فريد ممكن جيراهل حاجة برتعبىن وهللا ‪ ،‬فريد مش صاحىب‬
‫وبس ال ده اخواي واكمت ارسارى وملجأى ‪ ..‬فريد مثال للصاحب‬
‫اجلدع والابن البار والزوج الصاحل ومش بقول كدة عشان هو‬
‫صاحىب لكن جبد هو احسن خشصية ممكن تقابلهيا ىف حياتك‬
‫اومأت رمي برأسها وقال مطمئنة‬
‫• متقلقش الطلقة اكنت ىف كتفه وهيكون خبري‬
‫• ابذن هللا‬
‫ارتشف من الشاى وقال لها بنظرات ذات مغزى‬
‫• انىت ليه مرتبطتيش حلد دلوقىت ؟‬

‫‪271‬‬
‫سعلت رمي وامحر وهجها واعطاها هو املاء وقال وهو يضحك‬
‫• صعب السؤال كدة ؟‬
‫تنحنحت رمي وقالت‬
‫• امح ‪ ..‬ال بس لك الوضع اىن لسه مش القية الانسان املناسب ليا‬
‫تبسم رشيف وقال‬
‫• وايه بقى صفاته اي صاحبة الصون والعفاف ؟‬
‫حضكت رمي وقالت‬
‫• عادى يكون وس مي و خلوق ويس تحمل تقلباىت و جناىن ويكون‬
‫عارف ان اخواىت مس ئولني مىن واىن مش هتجوز الا ملا لكهم‬
‫يتجوزوا‪ -‬حضكت ‪-‬الزم يكون عارف ان دماغى ابظت من الرتىك‬
‫وافالم الكرتون ونفىس ىف حصان ابيض وجو س ندريال ويطلب‬
‫ايدى بطريقة جمنونة ‪ ..‬لو لقيت حد ابملواصفات دى اوعدك هوافق‬
‫عليه ىف ثواىن‬
‫حضك رشيف وقال‬
‫• خيربيت الرتىك الىل بوظ دماغمك ده ! البنت من دول تكون حاطة‬
‫فىت احالهما ش به املمثل الفالىن وترجع تتصدم ابلواقع ومش فامهة ان‬

‫‪272‬‬
‫ده ممثل ورأس ماهل شلكه يعىن الزم هيمت بنفسه وشلكه ‪ ،‬الزم تفرق‬
‫ان الىل بتشوفه ىف املسلسالت ده سيناريو مكتوب لكن مش واقع‬
‫• فاهامك طبعا لكن احنا مش بندور عىل كدة ‪ ..‬عارف الشخصية الىل‬
‫اتصورت معاها ىف تركيا ‪ ..‬ده ممثل بيقوم بدور اقل ما يقال عنه انه‬
‫رش لكن اان حبيت الشخصية برمغ لك عيوهبا ‪ ،‬الشخصية اكنت فهيا‬
‫عيوب كتري لكن فهيا مزية بت متناها لك بنت ‪ ..‬ده اكنت متبت ىف‬
‫حبيبته ومش عايز يسيهبا ودفع معره متن لكدة‬
‫تبسم رشيف ونظر ىف ساعته وقال‬
‫• ربنا يكرمك بيه ‪ ..‬يال عشان اتأخران‬
‫اومأت رمي برأسها وعادت معه للمشفى ووقفوا وسط امجليع منتظرين‬
‫اس تجابة من فريد وادلعاء يرتدد بيهنم هل ابلشفاء ‪.‬‬
‫مرت الفرتة الزمنية الىت حددها الطبيب وهلل امحلد انتقل فريد لغرفة عادية‬
‫واس تعاد وعيه‪ ،‬دلفت نورين اليه وامسكت بيده ففتح هو عيناه بتثاقل‬
‫وقال بوهن‬
‫• امسحى دموعك اي بت ‪ ..‬قولتكل ثقى فيا اي دكتورة الهبامي‬
‫حضكت نورين وجلست بعيدا واحتضنته وادلته وقبلته بلهفة وكذكل وادله‬
‫وشقيقه وابن معه وصديق معره ‪ ،‬وبعدها تقدمت مريا وقالت ابعتذار‬

‫‪273‬‬
‫• اان اسفة اي فريد ‪ ..‬عارفة اىن غلطتت ىف حقك بس اكن غصب عىن‬
‫وهللا‬
‫تبسم فريد وقال ابمتنان‬
‫• اان عايز اشكرك اي مريا الن الكمك ماكنش جارح ليا عىل قد ما اكن‬
‫حافز اىن ارجع نورين واهنىى القضية الىل بقاىل س نة شغال فهيا‬
‫حضكت مريا ونظرت الهيام وقالت مبكر وىه ترفع حاجبهيا‬
‫• دى الىل ختىل ظابط حيهبا يبقى اي غلهبا !‬
‫لمكهتا نورين وقالت بفخر وىه تنظر اليه‬
‫• ال وانىت الصادقة دى الىل ختىل ظابط حيهبا يبقى اي سعدها‬
‫• يعىن بتحبوا بعض اخريا ؟‬
‫نطقهتا ساىل مبشاغبة فانتهبت نورين ملوقفها وامحرت وجنتاها وانسحبت من‬
‫الغرفة هبدوء وتبعهتا عينا فريد وهنا قال عبد الكرمي ابس تفهام‬
‫• انت عرفت ماكهنا ازاى اي فريد وىه تليفوهنا اكن مقفول ومعرفتش‬
‫تتبع اشارته ؟‬
‫ابتسم فريد وطلب مهنم مناداهتا ودلفت فامرها اان تقرتب مهنا و لكهنا‬
‫رفضت جفذهبا هو وامسك ابلقالدة ىف عنقها وقال وهو يرشح ييعض التعب‬

‫‪274‬‬
‫• السلسةل دى فهيا هجاز تتبع ومن خاللها اتفقت مع رؤساىئ اىن اوافق‬
‫عىل التعاون مع الرشقاوى و نضمن سالمة نورين وىف نفس الوقت‬
‫نكون عارفني ماكهنا من السلسةل عشان كدة دى اول حاجة سألت‬
‫علهيا صاحبهتا وكنت حاطط ايدى عىل قلىب اهنا تكون وقعت او‬
‫تكون ىه مش لبساها خصوصا مع ثبوت ماكهنا يومني‬
‫• طلعت ظابط شاطر وهللا‬
‫نطقهتا نورين وىه تنظر اليه وامسكت ابلقالدة قائةل‬
‫• يعىن جنابك جاسوس ته عليا‬
‫انفجر امجليع ضاحاك ولكن قطع صوت حضاكهتم طرق عىل الباب ودلف‬
‫خشص مبتسام اىل فريد اذلى حاول الهنوض مفنعه اللواء قائال‬
‫• محد هلل عىل سالمتك اي حرضة الظابط‬
‫جلس اللواء ىف الكرىس اجملاور لفراش فريد اذلى قال‬
‫• هللا يسمل حرضتك اي فندم‬
‫تبسم اللواء ونظر لنورين قائال بضحكة‬
‫• محد هلل عىل سالمتك اي دكتورة ‪ ،‬لو كنت اعرف ان الرشقاوى ملا‬
‫خيطفك هيخىل فريد خيلص القضية كنت خطفتك اان من زمان‬
‫جخلت نورين وحضك امجليع فقالت ىه‬

‫‪275‬‬
‫• ال طبعا اان ماليش عالقة ابلقضية لك املوضوع انه بفضل توجهيات‬
‫حرضتك وشطارته قدر حيل القضية‬
‫ابتسم امجليع وكذكل اللواء اذلى قال اببتسامة لفريد‬
‫• اان سألت ادلكتور قال هتطلع كامن يومني يعىن عىل معاد احلفةل‬
‫ابلظبط اي س يادة " الرائد "‬
‫نظر امجليع لبعضهم بدهشة وكذكل فريد فغر فاهه فقال اللواء وهو يضحك‬
‫• الف مربوك اي س يادة الرائد فريد عبد الكرمي ومحد هلل عىل سالمتك‬
‫اس تأذن اللواء ورحل وبعد ان اغلق الباب خلفه رصخ امجليع فرحا وقال‬
‫فريد‬
‫• وبقيت رائد ‪ ..‬وشك حلو عليا اي دكتورة الهبامي‬
‫زجمرت نورين وقالت‬
‫• يعىن اديك ابلبوكس ىف كتفك اخليك تشد ىف شعرك دلوقىت ؟‬
‫حضك امجليع وبعدها اس تأذن عز ادلين وبناته ىف الرحيل وغادروا املشفى ‪.‬‬
‫***‬
‫شعرت " نورين " حبركة غري طبيعية ىف الغرفة ‪ ..‬فتحت عينهيا وجدت‬
‫خشص ملمث يفرغ ىشء ىف يد " فريد "حاولت الرصاخ ولكنه كمت انفاسها ‪ ،‬مل‬

‫‪276‬‬
‫تس تطع ان تنقذ نفسها منه او تنقذ فريد اذلى ينظر الهيا بضعف و رجاء‬
‫النقاذه ‪ ،‬رصخت ابمسه لعل احد ينقذهام‬
‫• فريد ‪ ..‬احلقوان اي انس‬
‫ظلت ترصخ ولكن مل يسمعها احد ولكن ىف الهناية رصخت رصخة هزت‬
‫ارجاء املزنل و دلفت رمي الهيا وخلفها وادلها وشقيقاهتا ‪ ..‬نظرت الهيم‬
‫واهجشت ىف الباكء ففتحت رمي النور واعطهتا املاء لترشب وظلت متسح‬
‫عىل رأسها وهتدهئا و قالت‬
‫• لك حاجة كويسة ‪ ..‬متخافيش لكنا معاىك اي نور‬
‫تش بثت نورين هبا وقالت خبفوت‬
‫• متسبنيش والنىب‬
‫نظرت رمي لوادلها وشقيقاهتا لينرصفن واس تجابوا لها و تسطحت جبانهبا و‬
‫احتضنهتا قائةل حبنان‬
‫• اان معاىك اهو متخافيش ‪ ..‬اس تعيذى ابهلل من الش يطان واهدى‬
‫ظلت نورين تبىك ىف احضاهنا وقالت‬
‫• اكنوا ه ميوتوان اي رمي ‪ ..‬قعدت ارصخ كتري وحمدش مسعىن ‪.‬‬
‫مسحت رمي عىل شعرها وقالت‬

‫‪277‬‬
‫• بس اهدى ‪ ..‬اكبوس وخلص ‪ ..‬انىت عقكل الباطن خزن احداث‬
‫اليومني الىل فاتوا وطلعهم اول ما منىت لكن لك حاجة كويسة وهللا‬
‫اس تاكنت نورين ىف احضاهنا و انمت بطمأنينة وظلت رمي تقرأ لها اايت من‬
‫القرأن لهتدئ من روعها ‪.‬‬
‫***‬
‫اس تعد فريد ملغادرة املشفى و اس تعد امجليع حلفل تكرميه و ىف مزنل عز‬
‫ادلين جيلس " ظافر "ابخلارج مع وادلها وحتداث ىف عدة امور ومنتظرها‬
‫ليذهبا معا اىل احلفل وخرجت ىه صارخة ابمس شقيقهتا وتركض خلفها‬
‫وقالت‬
‫‪-‬ساىل تعاىل اقفليىل السوس تة دى‬
‫وقبل ان تمكل لكمهتا حجظت عيناها بذهول وحدقت به بصدمة واس توعبت‬
‫موقفها فرصخت وهرولت اىل غرفهتا مرسعة ‪ ..‬لن جترأ عىل النظر اىل وهجه‬
‫مرة اخرى فهو رأها ش به عارية ‪ ..‬فمل تس تطع رفع السحاب اذلى يرتفع عن‬
‫اخلرص مبسافة بس يطة ‪ ..‬تذكرت حضاكته عىل شلكها وىه ترصخ وعيناها‬
‫الىت اصطدمت بعيناه وامحر وهجها جخال حىت دلفت الهيا رمي وقالت من بني‬
‫حضاكهتا‬
‫‪-‬ايه الىل معلتيه ده انىت متعرفيش ان جوزك بره مع اباب وخارجة زى امحلارة‬
‫كدة !‬

‫‪278‬‬
‫جخلت " روز " وقالت بضيق‬
‫‪-‬وهللا ما اعرف انه بره وحمرجة اخرج واشوفه ده اان تقريبا كنت عراينة اي‬
‫رمي‬
‫ربتت رمي عىل يدها واغلقت السحاب اللعني كام امسته روز وساعدهتا ىف‬
‫اهناء ارتداء مالبسها وخرجا معا وجدته جيلس مبفرده ووادلها يتحدث ىف‬
‫الهاتف ابخلارج فتقدم "ظافر "مهنا ومال عىل اذهنا قائال خببث‬
‫‪-‬حلوة احلس نة الىل ىف ضهرك دى‬
‫جخلت روز وامحر وهجها فاردف هو‬
‫‪-‬اختك جتيكل اوضتك تعمكل الىل انىت عايزاه مش خترىج انىت جترى‬
‫وراها عشان تقفكل السوس تة‬
‫مل جتيب روز وظلت تفرك يدهيا ىف توتر وجخل وقالت بتلعمث‬
‫‪-‬وهللا ما كنت اعرف انك هنا عشان كدة خرجت كدة ومدتش خوانة‬
‫نظر الهيا بغضب وقال حبدة‬
‫‪-‬متخرجيش من اوضتك اصال ابملنظر ده افرىض اكن حد من خطاب‬
‫اخواتك الىل بره ومش اان اكن هيبقى املوقف ايه وهام شايفني ضهرك لكه‬
‫عراين واي سالم لو كنىت اتكعبلىت زى عادتك والفس تان وقع كنىت هتبقى‬
‫عراينة خالص ‪ ..‬انتهبىى اي روز الفعاكل عشان مزعلكيش‬

‫‪279‬‬
‫اخفضت روز وهجها ارضا ودمعت عيناها ومت متت خبفوت‬
‫‪-‬اان اسفة مش هعمل كدة اتىن‬
‫رفع وهجها وقال مبشاكسة وخبث‬
‫‪-‬اتأكدى ان ابوىك بره والنىب واخواتك متجولني وان ادلنيا امان عشان اخد‬
‫الىل اان عايزه‬
‫‪-‬اتخد ايه ؟‬
‫نطقهتا ابس تفهام ونظرت اليه والحظت نظراته اجلريئة فامحرت وجنتاها‬
‫خبجل والحظت اقرتابه مهنا وانفاسه الساخنة الىت تلفح وهجها وتدل عىل‬
‫اقرتابه الزائد مهنا وىف حلظات مل تشعر بقدمهيا عىل الارض وشعرت به يل مثها‬
‫خبفة قبل ان يسمع خطوات اقدام فيزنلها برسعة وىه تاكد يتوقف قلهبا‬
‫ووهجها امحر بطريقة ملفتة للنظر وتنظر اليه خبجل وينظر هو الهيا بتالعب‬
‫‪ ،‬قطع نظراهتم صوت وادلها قائال‬
‫‪-‬معلش اي ظافر بس اكن تليفون همم‬
‫حضك ظافر ونظر اىل روز خببث وقال‬
‫‪-‬وال هيمك اي انلك براحتك خالص ‪ ..‬ه منىش احنا بقى عشان نلحق انخد‬
‫فريد من املستشفى‬
‫اومأ عز ادلين وقال‬

‫‪280‬‬
‫• متام و اان هحصكل مع البنات عىل احلفةل‬
‫تبسم ظافر وامسك بيدها وجعلها تتأبط ذراعه وىه تتوعد هل بداخلها ‪.‬‬
‫***‬
‫تهنىى مريا ارتداء مالبسها وقالت لبالل ىف الهاتف‬
‫• خالص وهللا اي بيبو اان خلصت‬
‫زفر بالل وقال‬
‫• مريا انىت بقاكل نص ساعة بتقوليىل خلصت‬
‫• وهللا بفنش ‪ ،‬بقوكل اي حبيىب ىه احلفةل بعدد وال ممكن حد جيىي‬
‫مش معزوم ؟‬
‫• ال عادى ‪ ..‬مني هيجى ؟ اوعى تقوىل شهرية‬
‫• ايوه اي حبيىب‬
‫كظم بالل غيظه وقال‬
‫• طيب احنا عيةل لكنا ىف بعض ىه جاية تنيل ايه معاان ؟‬
‫قالت مريا برجاء‬
‫• معلش اي حبيىب عشان خاطرى‬
‫حاول بالل اهناء احلوار قبل ان يغضب وقال‬

‫‪281‬‬
‫• خالص اي مريا واجنزى يال عشان متأخرين‬
‫• عيوىن اي روىح‬
‫***‬
‫صعد فريد وسمل عىل رؤسائه ووضع احدمه " النرس " عىل كتفه معلنا اايه "‬
‫رائد " رمسيا ‪ ،‬تبسم فريد وادى التحية العسكرية وتوجه للميكروفون‬
‫للحديث مع الصحافة و دار احلديث حول متكنه من القبض عىل اخطر جتار‬
‫اخملدرات ىف مرص وبعدها توجه احد الصحفيني بسؤاهل عن حصة اختطاف‬
‫خطيبته من قبل الرشقاوى فأومأ فريد واشار الهيا لتصعد جبانبه وامسك‬
‫بيدها قائال‬
‫• اان عايز اقول ان الفضل لكه يرجع بعد ربنا ورؤساىئ ىف العمل‬
‫خلطيبىت ادلكتورة " نورين عز ادلين " ‪ ،‬زمان اكنوا بيقولوا وراء‬
‫لك رجل عظمي امرأة بس طبعا احنا كرجاةل معظمنا بيقول وراء لك‬
‫عظمي نفسه لكن اان هنا بعلن ان وراء لك رجل عظمي امرأة ووراء‬
‫جناح فريد عبد الكرمي ادلكتورة نورين عز ادلين‬
‫ارتفع التصفيق ىف القاعة واصوات الاكمريات الىت تلتقط صورمه معا ‪ ،‬مالت‬
‫نورين وقالت هبمس ىف اذنه‬
‫• ايه الىل انت معلته ده ؟‬

‫‪282‬‬
‫نظر فريد الحدى الاكمريات وامرها ان تنظر ىه الاخرى وقال بصوت‬
‫خافض‬
‫• بدبسك فيا قصاد الصحافة والاعالم اي دكتورة الهبامي‬
‫رضبت نورين كف بكف واصفة اايه ابجلنون !‬
‫***‬
‫مالت ساىل عىل خطيهبا وقالت‬
‫• تيجى خنرج لكنا بعد احلفةل دى ؟‬
‫انتبه سلمي لها وقال بتساؤل‬
‫• هرنوح فني ؟‬
‫نظرت ساىل لشقيقاهتا وقالت‬
‫• مش هنكون لوحدان ‪ ..‬هناخد اخواىت و حصابك‬
‫تبسم سلمي وقد فهم مقصدها وقال‬
‫• هدنة ؟‬
‫حضكت ساىل وقالت‬
‫• ابلظبط ‪ ..‬روح انت اس تأذن اباب وظبط الش باب واان عليا املاكن‬
‫وترتيب اخلروجة‬

‫‪283‬‬
‫قهقه سلمي وقال‬
‫• كيدهن عظمي !‬
‫حضكت ساىل وتوجه سلمي لوادلها واس تأذنه ىف اخلروج بعد احلفل مع ساىل‬
‫وكذكل شقيقاهتا ‪ ،‬نظر عز ادلين لفتياته و للش باب و أومأ برأسه ابملوافقة‬
‫وبعدها توجه سلمي للش باب و اقنعهم وابلفعل عقب انهتاء احلفل وقف امجليع‬
‫ونطق سلمي فهيم قائال‬
‫• اي جامعة احنا عايزين نتفسح من غري نكد ‪ ..‬هناخد هدنة من املقالب‬
‫واملصايب واملشالك‬
‫اومأت ساىل وقالت‬
‫• لك واحد بينه وبني حبيبه مشلكة هيحلها ‪ ..‬مش هرنجع الا ولكه‬
‫متصاحل ‪ ..‬احنا داخلني عىل رمضان وده شهر كرمي والزم لكه يبقى‬
‫مسامح فيه‬
‫نظر سلمي الهيم وجد اس تحسان لالمر فقال للش باب امرا ومقسام‬
‫• لك واحد هياخد الىل ختصه معاه ىف العربية متام ؟‬
‫أومأ امجليع ابملوافقة والحظ بالل وجود " شهرية "بيهنم فأحاط زوجته بيده‬
‫وقال ابس تفزاز‬

‫‪284‬‬
‫• اعتقد ان حرضتك هرتوىح اي انسة شهرية اصل زى ما حرضتك‬
‫شايفة لكنا اكبلز وانىت س نجل ونفسيتك هتتعب ىف خروجة زى دى‬
‫فاالحسن انك تروىح وانىت لسه مبرارتك عشان مشاعرك و كدة‬
‫يعىن ملا تشوىف خروجة خمطوبني ‪ ،‬اان عايز مصلحتك صدقيىن‬
‫وخايف عليىك‬
‫حضك الش باب خبفوت واخفوا وجوههم و امحر وجه شهرية من الاحراج‬
‫ونظرت لصديقهتا وجدهتا تلمك زوهجا فقالت هبدوء ظاهرى‬
‫• اان اصال كنت ماش ية عشان اباب اتصل وقاىل متأخرش ‪ ..‬شكرا‬
‫ذلوقك اي دكتور‬
‫ابتسم بالل بسخافة وقال‬
‫• العفو اي انسة شهرية ‪ ..‬يال اي م ميى‬
‫غادرت شهرية وبعدها انفجر الش باب ضاحكني فقالت رمي بعتاب‬
‫• ليه كدة اي بالل ؟ احرجهتا حرام عليك كنت خلهيا تيجى تنبسط‬
‫قال بالل من بني حضاكته‬
‫• اي جامعة اان مبطيقاش ‪ ..‬س بحان هللا هو حاجة كدة من عند ربنا من‬
‫يوم ما شوفهتا واان مش طايقها‬
‫نظر اليه ظافر وقال بتعجب‬

‫‪285‬‬
‫• غريبة مع انك مبتكرهش حد وبتحب لك الناس‬
‫• الا دى ما بطيقهاش‬
‫تعجبت رمي وكذكل امجليع و اس تعدوا الس تقالل الس يارات فقال فريد‬
‫ضاحاك‬
‫• نسيتوا ان اان ابيد واحدة ومش هعرف اسوق ‪ ،‬هرنكب مع مني بقى‬
‫؟‬
‫نظر الش باب لبعضهم ببالهة وبعدها انفجروا ضاحكني العنني غباهئم وقال‬
‫رشيف من بني حضاكته‬
‫• هرتكب معااي اان طبعا‬
‫صعد فريد جبانب صديقه وركبت نورين جبانب رمي ابخللف وانطلق امجليع‬
‫اىل قاهرة املعز لرؤية اجواء الشهر الكرمي ىف ذكل املاكن الرتاىث القدمي ‪.‬‬
‫***‬
‫الحظ ظافر تغري وجه روز منذ خروهجم من املزنل فقال ابس تفهام‬
‫• ماكل اي وردىت ؟‬
‫غضبت روز وقالت‬
‫• يعىن مش عارف اي ظافر انت معلت ايه ؟‬

‫‪286‬‬
‫نظر الهيا بتعجب فامكلت ىه حبدة‬
‫• الىل انت معلته ده مينفعش اي ظافر ‪ ..‬ازاى تسمح لنفسك انك‬
‫تبوس ىن وكامن ىف بيت اباب وىف وجوده هو واخواىت‬
‫• انىت مراىت اي روز ‪ ..‬رشعا وقانوان مراىت‬
‫غضبت روز وقالت‬
‫• لسه كتب كتاب يعىن يعترب خطوبة ‪ ،‬اان مش ىف بيتك اي ظافر‬
‫عشان تعمل كدة ‪ ،‬احنا مش ضامنني اذا اكنت اجلوازة هتمكل وال ﻷ‬
‫وفرتة كتب الكتاب بتبقى خطر عشان بنبقى فاكرين اننا خالص‬
‫اجتوزان وبنعمل الىل احنا عايزينه فهيا لكن ىه تعترب خطوبة ولو ال‬
‫قدر هللا حمصلش نصيب هنندم اوى وبعدين لو بعد الرش اتطلقنا‬
‫قبل الفرح واان جيت اجتوز حد اتىن مش هيبقى حرام عليا اىن‬
‫مسحتكل بتجاوز ؟‬
‫كبح ظافر الفرامل بعصبية واوقف الس يارة ونظر الهيا قائال بغضب وصوت‬
‫مرتفع‬
‫• طالق ايه؟ وجواز ايه الىل هتتجوزيه من بعدى ؟ ده ىف احالمك‬
‫اي روز ‪ ..‬اان مش هسيبك الا عىل جثىت ‪ ،‬دى احلاةل الوحيدة الىل‬
‫هسيبك فهيا واان ميت ‪ ،‬لكن طالق مش هيحصل اي روز وهتبقى‬
‫مراىت وانىت اساسا مراىت وحقى اان وبس وملىك ‪ ..‬ملكيىت ليىك‬

‫‪287‬‬
‫هتنهتىى واان ىف قربى وانىت فوق معاىك ‪ ٤‬ش باب طوكل بيقولوكل اي‬
‫ماما لكن غري كدة مش هيحصل والاحامتل ده تش يليه من دماغك‬
‫النه مش هيحصل وبقولها اهو اي روز ان فرحنا هيبقى ىف العيد‬
‫عشان تبقى مراىت رمسى‬
‫مصت ظافر و الغضب يعلو مالحمه و صدره يعلو وهيبط بغضب وانفاسه‬
‫غري منتظمة اما روز فهىى بكت ومدت يدها بزجاجة ماء هل افرغها عىل رأسه‬
‫ونظر للطريق بغضب فقالت ىه‬
‫• اان ماكنش قصدى كدة لكن اكن قصدى اننا ىف مرحةل خطر والزم‬
‫حنارب الش يطان حلد ما نتجوز‬
‫• انىت مراىت اي روز وهتفضىل مراىت حلد اخر نفس فيا‬
‫امسكت بيده وقالت‬
‫• وهو ده الىل اان عايزاه اي ظافر اىن ابقى معاك معرى لكه‬
‫النت مالحمه وقبل يدها ولكنه انتبه عىل صوت رشيف قائال بغضب‬
‫• انت وقفت ليه جفأة كدة ؟ احنا بسببك كنا هنلبس لكنا ىف بعض‬
‫وبالل عربيته اختبطتت‬
‫نظر ظافر اليه وبعدها للطريق وجد مقدمة س يارة بالل مصطدمة مبؤخرة‬
‫س يارة رشيف ‪ ،‬وهنا نظرت نورين مبكر وقالت لروز‬

‫‪288‬‬
‫• انزىل اي بت تعاىل هنا عشان يركز ىف الطريق هو‬
‫قال ظافر برسعة وهو يغلق الابواب‬
‫• ال مش هرتوح ىف حتة‪ ،‬ىه معااي‬
‫حضك امجليع فامكل هو‬
‫• اومال سلمي فني ؟‬
‫قهقه فريد وقال‬
‫• اخر عربية ورا متعرفش ازاى مع ان لكنا كنا ماش يني وراه هو‬
‫• ما ساىل معاه بقى ‪ ..‬لك واحد عقهل بيتوه وحبيبته جنبه يال مش‬
‫هفرس اكرت عشان رشيف س نجل ونراعى مشاعره شوية‬
‫نظر رشيف بتوعد لظافر فادار الاخري احملرك وانطلق وسط حضاكهتم و‬
‫اخريا وصلوا لقاهرة املعز ذكل الشارع الاثرى القدمي ‪ ..‬اخذوا الصور‬
‫التذاكرية وبعدها اشرتى لك مهنم " فانوس " للفتيات و ساروا معا بسعادة‬
‫وقد هدأت الاجواء بيهنم واكن شلكهم رائعا ابطالةل الفتيات ابلفساتني و‬
‫احلةل الرمسية الىت يرتدهيا الش باب وبذةل فريد الرمسية ‪ ،‬جلسوا ابلقرب من‬
‫مسجد " الامقر " واحرض سلمي عصري للجميع وبدأوا يرتشفون منه وقالت‬
‫رمي بشكر لرشيف‬
‫• شكرا انك جبتىل فانوس‬

‫‪289‬‬
‫تبسم رشيف وقال‬
‫• مفيش شكر بينا اي رمي‬
‫تبسمت رمي ونظرت حولها متابعة شقيقاهتا حىت قال بالل‬
‫• عارفني ان اطيبكوا ىه رمي‬
‫انتهبت رمي و تعجبت من حديثه ففال ممكال‬
‫• طيبة وبتحب لك الناس وبيصعبوا علهيا واكرب دليل شهرية‬
‫أومأت ساىل وقالت‬
‫• فعال وما بتعرفش اتخد حقها ‪ ..‬ده مرة زميلها حيوان قالها انىت راجل‬
‫جت قعدت تعيط ومزنلتش الرشكة بعدها ‪ ..‬اه بتغمزبىن ليه‬
‫رصخت ساىل بتكل امجلةل متأملة من رضبة رمي لها فضحك الش باب وقال‬
‫رشيف‬
‫• ال خدت حقها اي ساىل متقلقيش‬
‫نظر امجليع اليه فقال بغيظ‬
‫• اعرفكوا بنفىس اان احليوان زميلها الىل فرجت عليه ادلنيا ىف تركيا‬
‫انتقام لنفسها وىف حلظهتا قالتهل عشان منبقاش اتنني س تات ىف‬
‫املكتب ‪ ،‬عرفىت اكنت بتغمزك ليه ؟‬

‫‪290‬‬
‫وضعت ساىل يدها عىل مفها ابحراج وخشيت من نظرات رمي املتوعدة فامي‬
‫انفجرن شقيقاهتا ضاحكني وقالت روز من بني حضاكهتا‬
‫• اان راضية ذمتك ازاى القمر دى تقولها اهنا راجل ؟‬
‫نظر رشيف الهيا وقال خببث‬
‫• ال راجل ايه دى تقول للقمر قوم واان اقعد ماكنك ‪ ..‬دى صاحبة‬
‫الصون والعفاف الظاهر اان الىل اكن نظرى ضعيف شوية‬
‫جخلت رمي وامحرت وجنتهيا و تبسمن شقيقاهتا مفالت روز عىل زوهجا وقالت‬
‫• العب وحىت الس نجل الىل فينا قربت ترتبط و اجملانني دول لسه‬
‫منطقوش‬
‫اشارت لفريد ونورين فضحك ظافر وقال‬
‫• دول هينطقوا ملا والدان يتجوزوا‬
‫حضكت روز وبعدها انتبه امجليع وحضكوا معهم دون ان يعوا عىل ماذا‬
‫يضحاكن ! وهلل امحلد انهتىى ذكل اليوم بسالم وجناح للهدنة ومعاهدة السالم‬
‫الىت عقدت ‪.‬‬
‫***‬
‫بدأ الشهر الكرمي و انترشت رواحئه الطيبة وارتفعت اصوات الصالة ىف‬
‫املساجد واج متعت العائالت معا ‪ ،‬و ىف مزنل رشيف تقف وادلهتم لتعد‬

‫‪291‬‬
‫طعام الافطار ولكن رشيف تلقى اتصاال هاتفيا من فريد يدعومه مجيعا‬
‫لالفطار معهم خاصة مع وجود عائةل عز ادلين ‪ ..‬حضك رشيف و ابدى‬
‫موافقته ونظر لوادلته وقال‬
‫• ادعيىل مترضبنيش بغطا احلةل احسن اي عيىن من الصبح بتحرض‬
‫الفطار‬
‫قهقه فريد وقال‬
‫• ربنا معاك اي حبيىب ‪ ..‬هنستنامك اي رشيف متتاخرش‬
‫• وانت يعىن جاى تقوىل دلوقىت قبل املغرب بساعة ونص !‬
‫• حرضتك اان مش متصل ابلغك ‪ ،‬اان لقيتك اتأخرت عن معادك الىل‬
‫بتيجى فيه لك س نة قولت اشوفك فني ‪ ،‬مكنتش اعرف ان البيه‬
‫مستىن عزومة و احنا بقالنا ‪ ٥‬س نني بنفطر مع بعض اول يوم رمضان‬
‫حلد ما بقت عادة ‪ ..‬وصلت اي هندسة ؟‬
‫• وصلت ‪ ..‬ادعيىل بس‬
‫حضك فريد واهنىى املاكملة مع رفيقه وتوجه لوادلته وافهمها الامر وتقبلته و‬
‫استيقظ سلمي وذهب امجليع اىل مزنل عبد الكرمي ‪.‬‬
‫***‬

‫‪292‬‬
‫انطلق مدفع الافطار وارتفع صوت احلق بأذان املغرب ‪ ..‬صىل امجليع املغرب‬
‫وبعدها جلسوا عىل املائدة لالفطار فأخذ ظافر مترة وشقها واعطى نصفها‬
‫لزوجته قائال‬
‫• صوما مقبوال اي وردىت والس نة اجلاية ابذن هللا نكون ىف بيتنا‬
‫داعبت محرة اخلجل وجنتا روز واخذت نصف ال مترة والكهتا اببتسامة ومصت‬
‫فقهقه ظافر ‪ ،‬اما بالل جفلس جبانب زوجته وقال اببتسامة‬
‫• ربنا يتقبل اي مريا‬
‫تبسمت مريا وقالت‬
‫• منا ومنمك ابذن هللا ‪.‬‬
‫مصتت مريا وتبسمت و انتظرت مع امجليع جلوس اخر خشص " رمي " الىت‬
‫تضع اللمسات الهنائية مع " كرمية " ‪ ،‬اتت رمي وجلست و بدأ امجليع يتناول‬
‫الطعام وسط الضحاكت واملزاح وبعدها جلس الاابء معا وتركوا أبناهئم معا‬
‫ىف احلديقة و جلسوا يضحكون حىت تلقت رمي اتصاال هاتفيا من احدى‬
‫خاالهتا ‪ ..‬ابتسمت الشتياقها لها واجابت وبعد التحيات قالت اخلاةل‬
‫• شوىف اي رمي من غري لف ودوران انىت متقدمكل عريس و عايز‬
‫يشوفك‬
‫هنضت رمي ففزع امجليع واتبعها وقالت بصوت مرتفع وبداايت باكء‬

‫‪293‬‬
‫• احلقىن اي اباب‬
‫خرج عز ادلين وصديقه و نظرا للجميع ابس تفهام ولرمي الباكية الىت القت‬
‫الهاتف ‪ ..‬احتضهنا وادلها وظل يربت عىل ظهرها وامسكت ساىل الهاتف و‬
‫قالت‬
‫• ايوه اي خالتو ‪ ..‬ال اان ساىل ‪ ..‬وحرضتك كامن ‪ ..‬هو ىف ايه ؟ ايه ؟‬
‫نطقت لكمهتا الاخرية بفزع وىه تنظر لشقيقهتا ‪ ..‬غضب عز ادلين وامسك‬
‫الهاتف وقال‬
‫• هو ىف ايه ؟‬
‫قالت خالهتا ابمتعاض‬
‫• مفيش ‪ ..‬لك املوضوع اىن قولتلها ان متقدملها عريس معرفش ىه‬
‫معلت كدة ليه ؟‬
‫نظر عز ادلين البنته وقال بعقالنية‬
‫• طيب هو ينفع ملا يتقدم عريس تقوليلها وهتمشيىن اي سعاد ؟‬
‫قالت اخلاةل برسعة‬
‫• ال طبعا اي عز بس اصل هو مس تعجل‬
‫• مس تعجل ماىش بس ابالصول الزم اعرف هو مني ومؤهالته ايه اان‬
‫مش هرىم بنىت‬

‫‪294‬‬
‫زفرت خالهتم وقالت وىه تعد عىل اصابعها‬
‫• دكتور جدلية وشغال ىف الامارات ‪ ..‬ارمل ومعاه ودلين وعنده ‪٤٥‬‬
‫س نة وعايزها الهناردة قبل بكرة وكامن مش عايز والد عشان يبقى لك‬
‫هجدها لوالده هو‬
‫قاطعها عز ادلين وقال بغضب‬
‫• ال وهللا لك الصفات الهايةل دى فيه وجاى لبنىت اان ؟‬
‫• املفروض اهنا حتمد ربنا عليه مش ترصخ وتعيط ! ىه مش صغرية اي‬
‫عز خالص ىه ابقيلها ‪ ٣‬س نني وتدخل التالتني يعىن خالص بقت‬
‫عانس والزم تتجوز قبل فرصها ما تقل وكامن اخواهتا الاصغر مهنا‬
‫اجتوزوا مستىن ايه ملا تشيب جنبك ؟‬
‫غضب عز ادلين ومل ينتبه ملاكنه و لزواج بناته املتابعني حلواره وقال بغضب‬
‫• اه وعشان لك ده الزم توافق اهنا تتجوز واحد معاه عيال واكرب مهنا‬
‫حبواىل ‪ ٢٠‬س نة ال و كامن هيحرهما تكون ام وىه لسه ‪ ٢٧‬س نة حص‬
‫؟‬
‫اهجشت رمي ىف الباكء واحتضهنا شقيقاهتا وكور رشيف يده ىف غضب واوقفه‬
‫فريد جبانبه و عز ادلين يس تغفر هللا من رد خالهتا الىت قالت‬
‫• ايوه حص و فهيا ايه يعىن ‪ ..‬هللا يرمحك اي حورية مكنتيش هتوافقى‬
‫عىل املهزةل دى‬

‫‪295‬‬
‫اثر عز ادلين وقال برصاخ‬
‫• خديه لبنتك لو ترضهيولها لكن بنىت اان تنسوها وحمدش حيرش نفسه‬
‫ىف حياتنا اتىن وحورية لو اكنت عايشة ماكنتش هرتىض اهنا ترىم‬
‫بنهتا الن دى رمي الغالية ‪ ..‬يال لك س نة وانىت طيبة فعال هنتينا‬
‫برمضان ‪ ..‬سالم عليمك‬
‫مل ينتظر عز ادلين ردها واغلق الهاتف وزفر مس تغفرا هللا واخريا انتبه ملا‬
‫حوهل واىل رمي الباكية وشقيقاهتا حولها ووجود ازواهجم و صديقه والول مرة‬
‫يندم عز ادلين عىل ىشء فعهل ‪ ،‬تقدم من ابنته الباكية واحتضهنا ومسح‬
‫دموعها وقال‬
‫• قولتكل قبل كدة متعيطيش واان عايش اي اغىل الناس‬
‫احتضنته رمي وقالت وىه متشبثة به تس متد اماهنا منه كعادهتا دامئا‬
‫• ربنا خيليك ليا اي اباب‬
‫تبسم امجليع و بعدها اس تأذن عز ادلين وبناته للرحيل و حاول رشيف ايضا‬
‫الرحيل فاوقفه بالل قائال‬
‫• ال تروح فني بس انت هتعرتف‬
‫رفع رشيف حاجبيه وقال‬
‫• نعم! ؟‬

‫‪296‬‬
‫قهقه فريد و قال وهو جيذبه ليجلس جبانبه‬
‫• انعم هللا عليك ايخواي ده انت واقع خالص‬
‫• اان واقع ! ازاى ؟‬
‫حضك ظافر وقال‬
‫• اه واقع انت مشوفتوش نفسك وانلك عز بيتلكم ىف الفون ؟ ده انت‬
‫اكن هاين عليك تطري تكرس دماغ خالهتا وتيجى‬
‫قال سلمي بضحكة‬
‫• ده لوال فريد مسكك معرفش كنت ممكن تعمل ايه ؟‬
‫استسمل رشيف هلم وجلس و ثرثر امجليع عىل صديقهم وىف مزنل عز ادلين‬
‫دلفت رمي اىل جحرهتا واغلقت عىل نفسها ومل تس تجب لنداء شقيقاهتا‬
‫ووادلها و جلست تبىك حىت وجدت خالهتا الاخرى تتصل هبا ‪ ..‬حاولت‬
‫الا جتيب ولكهنا خشيت ان تغضب وادلهتا خاصة ان تكل اخلاةل اكنت‬
‫وادلهتا الراحةل حتهبا كثريا وابلهناية حسمت امرها واجابت واعتذرت خالهتا‬
‫ابلنيابة عن شقيقهتا ودعهتا لالفطار ملصاحلة خالهتا الاخرى وبعد تفكري‬
‫وافقت رمي و اغلقت مع خالهتا واس تأذنت وادلها اذلى عارض ولكن مع‬
‫رغبهتا امللحة وافق واستسمل لالمر و عادت لغرفهتا وغطت ىف نوم معيق ‪.‬‬
‫***‬

‫‪297‬‬
‫استيقظت روز و دلفت للمرحاض غسلت وهجها وبعدها ارتدت مالبسها‬
‫ونزلت اس تقلت س يارهتا و حاولت حمادثة زوهجا ولكهنا وجدت هاتفه مغلق‬
‫فتذكرت انه ىف رحةل ‪ ..‬ادارت احملرك ووصلت للجريدة واس تأنفت معلها ‪.‬‬
‫ذهنب الفتيات العاملهن الا رمي فضلت اجللوس ىف املزنل واس تعدت لذلهاب‬
‫خلالهتا وابلفعل ذهبت قبل املغرب وهجزت الافطار معها وانتظرت ابنة‬
‫خالهتا وخالهتا صاحبة املشلكة وارتفع صوت احلق وجلس امجليع لالفطار‬
‫وسط حضاكهتم وعقب الافطار ذهبت رمي لتغسل يدها وعندما عادت‬
‫وجدت خالتهيا يتحداثن وقالت احداهام‬
‫• ايوه رفضته وابوها زعق قال ايه ىه لسه صغرية ازاى معرفش ‪..‬‬
‫خالص اي ثراي دى داخةل عىل التالتني ولسه متجوزتش ولو ابوها‬
‫جراهل حاجة مني هيش يلها ويتحمل مس ئوليهتا ؟ معها الىل هماجر بقاهل‬
‫‪ ٢٠‬س نة وال اخواهتا ؟ اكيد احنا الىل هنلبسها ىف الاخر‬
‫دمعت عينا رمي و اختبأت لتسمع رد خالهتا الىت قالت‬
‫• الكمك حص بس ىه لسه اول جوازة لهيا وحرام ندهيا لواحد اكرب مهنا‬
‫و كامن مش عايز اطفال ‪ ،‬دى بنت اختنا اي سعاد مش واحدة من‬
‫الشارع‬
‫• ده الىل عندى اان مش مس تعدة اش يل مهها بعد ابوها‬

‫‪298‬‬
‫• طيب ما جتوزهيا البنك واهو اوىل من الغريب ودى بنت خالته‬
‫وهيحافظ علهيا‬
‫شهقت سعاد وقالت بسخرية مرددة احد الامثال الشهرية‬
‫• من مهه خد قد امه ! ده اكن لسه متودلش وىه ىف املدرسة !‬
‫وتقوليىل اجوزهاهل‬
‫• ربنا هيديىك اي سعاد‬
‫اكنت ابنهتا متر فقالت ثراي بلوم البنهتا‬
‫• اهدى وحصيح اوعى تقوىل لرمي انك حامل‬
‫رفعت ابنهتا حاجبهيا بدهشة واشارت لبطهنا املنتفخ وقالت‬
‫• يعىن لك ده مش مفهوم اىن حامل ! شلكى واحض اوى اي جامعة‬
‫قالت خالهتا وىه تنظر حولها‬
‫• العني وحشة وخصوصا انك اصغر مهنا وىه لسه متجوزتش ‪ ،‬ملا‬
‫تبقى تقرىب تودلى هنقولها انك حامل‬
‫رضبت الابنة كف بكف بتعجب وهنا خرجت رمي وىه متسح دموعها‬
‫واخذت حقيبهتا فقالت خالهتا ثراي بتساؤل‬
‫• عىل فني اي حبيبىت ؟‬

‫‪299‬‬
‫جاهدت رمي ىف رمس ابتسامة عىل ثغرها وقالت‬
‫• خالص اي خالتو تسلمى اان الزم اروح اصل اان بنت لوحدى وقربت‬
‫عىل التالتني وعانس وميصحش اىن افضل ىف الشارع لبعد ‪ ٨‬لوحدى‬
‫وكامن روز حمتاجاىن ىف حاجات لفرهحا‬
‫احتضنت ابنة خالهتا وقالت اببتسامة‬
‫• ابقى طمنيىن عليىك اي حبيبىت وربنا يقومك ابلسالمة اي روىح‬
‫قالت خالهتا سعاد برسعة‬
‫• ال اي حبيبىت دى مش حامل دى‬
‫قاطعهتا رمي وقالت ابس هتزاء‬
‫• اه انتفاخ اصلها زودت ىف الالك‬
‫غادرت رمي و اس تقلت س يارهتا وذهبت الحد املطامع و ىه تبىك و‬
‫امسكت هاتفها وحادثت رشيف وقالت‬
‫• ممكن تزنل تقابلىن بلزي ؟‬
‫فزع رشيف وقال بقلق‬
‫• مال صوتك اي رمي ؟‬
‫اهجشت ىف الباكء وقالت‬

‫‪300‬‬
‫• حمتاجة اتلكم معاك لو مسحت ‪ ..‬هتعرف تيجى ؟‬
‫• مسافة السكة انىت فني ؟‬
‫• هبعتكل املاكن عىل " الواتس أب "‬
‫اهنىى رشيف االتصال وارتدى مالبسه وبعثت ىه املاكن وذهب الهيا وجدها‬
‫تبىك جفلس اماهما وطلب قهوة واعطاها منديل وقال بلهفة‬
‫• ماكل اي رمي ؟‬
‫بكت رمي بشدة وقالت من بني شهقاهتا‬
‫• ليه بيعملوا معااي كدة اي رشيف ؟ فيا ايه خيلهيم يقولوىل اىن عانس و‬
‫يبقوا عايزين جيوزوىن لواحد اكرب مىن بعرشين س نة وكامن حيرمىن اىن‬
‫ابقى ام ؟ لك ده عشان ىف اواخر عرشيناىت وال خايفني لو اباب‬
‫حصهل حاجة ايخدوىن هام ؟ ليه فهمىن‬
‫انتقل رشيف للمقعد اذلى جبانهبا وقال‬
‫• انىت ست البنات لكهم اي رمي ‪ ،‬انىت مش عانس انىت مس تنية فارس‬
‫احالمك الىل هتمكىل معرك معاه‬
‫ظلت تبىك وقالت‬
‫• خايفني مىن ‪ ..‬اان مسعهتم بيقولوا لبنت خالىت الىل حامل ىف السابع‬
‫وابين اهنا حامل اهنا ختىب عليا عشان خايفني احسدها الهنا اصغر‬

‫‪301‬‬
‫مىن ومتجوزة ‪ ،‬رشيف هو اان فعال وحشة دلرجة ان لكه يكرهىن ؟‬
‫ليه انت كنت بتقول اىن جعفر ؟‬
‫ربت رشيف عىل يدها وقال‬
‫• انىت مش وحشة وروحك حلوة اوى وقبلها شلكك ‪ ،‬ولو اان كنت‬
‫مسميىك كدة ده النك كنىت جامدة ىف ترصفاتك لكن انىت كشخصية‬
‫الف واحد ي متىن انك تشاركيه حياته ‪ ..‬انىت جوهرة اي رمي‬
‫• بس عانس اي رشيف‬
‫• عشان قربىت عىل الثالثني ؟‬
‫اومأت برأسها فقال هو ضاحاك‬
‫• عىل كدة اان عانس من زمان ‪ ..‬اان عندى ‪ 30‬س نة يعىن اخد اللقب‬
‫خالص‬
‫رفعت راسها وقالت بباكء‬
‫• بس انت راجل لكن اان بنت‬
‫قال هبدوء ليطمئهنا‬
‫• وهو ملا هنيجى نتحاسب يوم القيامة هقول اان راجل ما احتاسبش‬
‫لكن ىه بنت تتحاسب وال لكنا عند هللا سواس ية ؟‬
‫• لكنا سواس ية‬

‫‪302‬‬
‫• خالص امسحى دموعك اي ست البنات ‪ ،‬اي صاحبة الصون والعفاف‬
‫ظلت رمي تبىك وهو ميسح دموعها وخيفف عهنا لعلها هتدأ وتنىس ذكل‬
‫الامر اذلى اضاع هبجة الشهر الكرمي اذلى تنتظره ‪.‬‬
‫***‬
‫طرق الباب واذن فريد للطارق ابدلخول وجدها نورين تبتسم فقال‬
‫اببتسامة ارتسمت عىل وهجه تلقائيا فور رؤيهتا‬
‫• اي اهال ‪ ..‬خري اي نورين ؟‬
‫زجمرت نورين وقالت بغضب‬
‫• ابهلل عليك ده اس تقبال خلطيبتك ىف مكتبك الىل اول مرة جتيكل فيه‬
‫!ده بدل ما تطلبىل حاجة ارشهبا‬
‫• احنا ىف رمضان عىل فكرة‬
‫• بعد الفطار اي خفيف‬
‫حضك فريد وطلب لها عصري وبعدها التفت الهيا وقال‬
‫• اخبارك ايه اي نورين ؟‬
‫تبسمت نورين وقالت‬
‫• خبري امحلد هلل ‪ ..‬انت اخبار جرحك ايه‬

‫‪303‬‬
‫اراح فريد ظهره عىل الكرىس وقال اببتسامة‬
‫• متام امحلد هلل‬
‫اىت العصري وبدات نورين ترشبه فقال هو بتالعب‬
‫• مسعت حصيح انك كنىت بتعيطى واان ىف العمليات وكنت قالبة ادلنيا‬
‫سعلت نورين فأعطاها املاء وقالت ىه‬
‫• عادى اي فريد ‪ ..‬يعىن انت انقذتىن و فديتىن بروحك ومش عايزىن‬
‫اختض عليك !‬
‫حضك وقال خببث‬
‫• ايوه معاىك حق ده اان فاديىك بنفىس‬
‫حاولت التخلص من نظراته ومن الزاوية الىت حرشت فهيا وقالت‬
‫• اخبار شغكل ايه ؟ اوعى متسك قضااي خطرية اتىن وخيطفوىن وتقعد‬
‫انت تنقذ وترضب طلقات وكدة مش انقصني احنا مستشفيات‬
‫قهقه فريد وقال‬
‫• اه وتقعدى حتضنيىن و متسىك ىف هدوىم وتقوليىل كنت مس تنياك ‪..‬‬
‫الالكم ده مينفعش اان خاطب اي انسة وخطيبىت بتضايق‬
‫امحرت وجنىت نورين و امسكت حقيبهتا وقالت بتلعمث‬

‫‪304‬‬
‫• طيب اان مهىش‬
‫• ما ختليىك شوية وابملرة اوصكل‬
‫• ال شكرا معااي عربيىت‬
‫غادرت مكتبه وادارت س يارهتا وعادت لبيهتا بسالم ‪.‬‬
‫***‬
‫اوصلها رشيف ملزنلها و نزلت رمي وشكرته اببتسامة فقال هو‬
‫• مفيش بينا الالكم ده اي صاحبة الصون والعفاف‬
‫حضكت رمي خبجل وقالت‬
‫• جبد تعبتك معااي ودوش تك مبواضيعى‬
‫تبسم وقال هبدوء‬
‫• اان حتت امرك ىف اى وقت ‪ ..‬يال اطلعى وسلميىل علهيم لكهم‬
‫اومأت برأسها وحيته وصعدت ملزنلها وجدت شقيقهتا نورين ابملطبخ تعد "‬
‫السحور " تبسمت لها و دلفت لغرفهتا بدلت ثياهبا و نزلت لتساعدها‬
‫وجدت روز تتحدث ىف الهاتف مع ظافر وتقول بغضب‬

‫‪305‬‬
‫• ازاى يعىن نتجوز اثلث يوم العيد واحنا لسه خملصناش توضيب‬
‫الشقة وال فرشها وال جبنا فس تان وال جحزان قاعة ! انت عايز جتنىن اي‬
‫ظافر ؟‬
‫قال ظافر هبدوء‬
‫• حبيبىت افهمى ‪ ..‬اوال احنا هنعمل الفرح ىف ابخرة واحد صاحىب يعىن‬
‫مش هنحتاج جحز قاعة ‪ ،‬اثنيا الشقة احنا شغالني ىف توضيهبا وابىق‬
‫حاجات بس يطة جدا وختلص ونبدأ نفرش ‪ ،‬اثلثا الفس تان سهل جدا‬
‫انه جيىي يعىن مش قضية اي روز‬
‫زفرت بضيق وقالت‬
‫• انت قولت لبااب وال بتحدد مع نفسك كدة ؟‬
‫حك ظافر ذقنه وقال‬
‫• جايهل بكرة اان وانلك عبد الكرمي نتفق معاه عىل التفاصيل ‪ ..‬املهم رمي‬
‫معلت ايه ؟‬
‫قالت روز بأىس عىل حال شقيقهتا‬
‫• ملا رجعنا قعدت تعيط وبعدها خالتو ثراي لكمهتا تعزهما عىل الفطار‬
‫واملصيبة اهنا راحت واراهن انه ضايقوها برضه ابلالكم‬
‫• ىه اطيبمك عىل فكرة وخالتك دى جرحهتا‬

‫‪306‬‬
‫• جدا ومعرفش ازاى قبلت تروح ! مش بيحبوان طول معرمه حىت ملا‬
‫اكنت ماما عايشة‬
‫• بس دول اهلمك اي روز !‬
‫حضكت ابس هتجان وقالت‬
‫• مش لك الناس زى انلك عبد الكرمي وطنط كرمية ‪ ،‬دول مش‬
‫بيحبوان و اكنوا يقعدوا يقولوا ملاما هاتيكل ودل يبقى س ندك انىت وابومه‬
‫اصل البنات دول مه ‪ ،‬وحىت ملا كربان وماما اتوفت واختطبنا بقوا‬
‫بعيد عننا لكن فاحلني ينتقدوا وبس وحيسدوا ‪ ،‬مش قادرة انىس يوم‬
‫كتب كتابنا ملا قعدان عىل الكوشة ومسعهتا بودىن بتقول لبنهتا مش لو‬
‫كنا قريبني مهنم اكن زمانك انىت الىل متجوزاه ! ده تفكري ابهلل عليك‬
‫؟‬
‫قال ظافر بدهشة‬
‫• مس تحيل ! ىف انس كدة ؟‬
‫مصتت روز فقال هو مبشاغبة‬
‫• وبعدين ايريهتم اكنوا قريبني منمك مش ميكن اكنت بنهتا احىل وكنت‬
‫اجتوزهتا فعال !‬
‫غضبت روز وقالت برصاخ‬

‫‪307‬‬
‫• تتجوز مني اي اخواي ؟ هو انت خياكل ممكن يصوركل انك تبقى مع‬
‫واحدة غريى؟ حبيىب انت لبست واكتب الكتاب خالص و ايه‬
‫رأيك بقى ان فرحنا هيبقى اثلث يوم العيد ‪ ..‬اان موافقة وهبلغ اباب انمك‬
‫جايني بكرة ‪ ..‬مس تنينمك اي حبيىب هاه وايريت متجيبش سرية واحدة‬
‫غريى وده احس نكل اي ظافر ‪ ..‬ماىش اي روىح ؟‬
‫مل تتلقى رد منه بل تلقت حضاكت متواصةل منه عىل غريهتا وموافقهتا عىل‬
‫موعد زفافهم اذلى اعرتضت عليه قبل قليل وقال من بني حضاكته‬
‫• امحدك ايرب ‪ ..‬ايريتك كنىت غريىت من زمان اي وردىت‬
‫فهمت روز ما فعهل وقالت بغيظ‬
‫• وهللا ! بتس تغل غريىت لصاحلك ؟‬
‫• ابلظبط كدة ‪ ...‬يال روىح قوىل النلك عز واان اقول النلك عبد‬
‫الكرمي ‪ ..‬تصبحى من اهىل اي مراىت‬
‫قالها واغلق الهاتف وتركها تضحك اكلبلهاء و بعدها توهجت للمطبخ ملساعدة‬
‫شقيقاهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫مر اس بوع و اتفق خالهل عز ادلين مع ظافر عىل موعد زفافه هو و روز‬
‫ووافق عىل امليعاد عندما وجد روز موافقة ‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫واليوم جتمع الش باب معا للمرة الاوىل ىف الشهر املبارك وجلسوا حىت قال‬
‫ظافر لفريد‬
‫‪-‬انت اخر مرة لكمت بنت غري خطيبتك اكنت امىت ؟‬
‫حك فريد رأسه بتفكري وظل حمدق عدة دقائق فرصخ ظافر قائال‬
‫‪-‬خيربيتك انت بتفتكر ! ده جبد وال اان لسه مفطرتش وبيهتيأىل ؟؟‬
‫حضك بالل وقال بتأكيد‬
‫‪-‬ايوه بيفتكر‬
‫نظر اليه ظافر بتعجب وقال ابقرتاحات‬
‫‪-‬اثنوى ؟ ال معتقدش ‪ ،‬جامعة ؟ الالال ده انت رشطة‬
‫قال هل فريد برسعة‬
‫‪-‬لكية ايه ؟ ده البنات اكنت بترضبنا ىف التدريبات واحنا الىل رجاةل‬
‫بشنبات بنستسمل وهللا‬
‫قهقه امجليع و قال ظافر‬
‫‪-‬اوعى يكون الىل ىف ابىل حص ؟ انت اش تغلت ىف الاداب قبل كدة ؟‬
‫اومأ برأسه وقال‬

‫‪309‬‬
‫‪-‬اول س نتني بعد ما اخترجت كنت ىف اداب حلد ما جاىل عقدة وطلبت‬
‫نقىل‬
‫فقال ظافر بتساؤل‬
‫‪-‬اخر بنت شوفهتا كنت قابض علهيا اداب ؟؟‬
‫‪-‬عليك نور هو كدة ابلظبط‬
‫انفجر امجليع ضاحاك فقال ذكل املشاغب اذلى ال يكف عن الالكم لبالل‬
‫‪-‬بيبو ده طلع ليه حق يتعقد من الس تات عشان معره ما شاف انىث ىف‬
‫حياته عدةل غري امه‬
‫‪-‬ايريت متقوليش اي بيبو عشان بفتكر مريا ملا تعوز تضحك عليا بعد لك‬
‫خناقة‬
‫‪-‬جتكوا نيةل خيبة انت واخوك ! قال اقىص بنت اكن قابض علهيا قال ! ده‬
‫اان كنت ىف لك بدل مع واحدة شلك‬
‫نظر بالل للفراغ وقال مرسعا‬
‫• اسكت روز وراك خيربيتك !‬
‫اس تدار مرسعا وحشب وهجه ومل جيد احد فنظر الهيم وجدمه يضحكون‬
‫بشدة فضحك معهم و ركض خلفهم ‪ ،‬فقال فريد وهو يلهث من التعب‬
‫‪ ‬خالص اي ظافر كنا بهنزر وهللا‬
‫‪310‬‬
‫قال ظافر وهو ينظر الهيم زشرا‬
‫• عارف لو اكنت ىه جبد ومسعت الالكم ده اكنت هتعمل ايه ؟‬
‫انفجر بالل ضاحاك وقال بسخرية‬
‫• ال تصدق طلعت راجل ومس يطر ومش خايف مهنا خالص‬
‫ركض ظافر خلفه حىت وصلوا اىل ابب " الفيال " وجد بالل ان رشيف‬
‫وشقيقه يدلفان فاختبأ خلف رشيف وقال هل‬
‫• هديه اي رشيف عشان تعبت من اجلرى خالص‬
‫قال رشيف بضحك لظافر‬
‫• خالص اي ظافر بقى انت العاقل‬
‫نظر ظافر لبالل وقال بتوعد‬
‫• بتتحاىم ىف رشيف اي بالل ؟ فاكرىن مش هعرف اجيبك ؟‬
‫قهقه سلمي وقال‬
‫• معلتهل ايه اي بالل عشان جيرى وراك كدة ؟‬
‫قال بالل وهو يسري جبانبه اىل ادلاخل بعدما اس تطاع رشيف الس يطرة عىل‬
‫ظافر‬

‫‪311‬‬
‫• قعد يقول اان كنت ىف لك بدل مع ست ‪ ،‬روحت اان قولتهل مراتك‬
‫وراك معلت حاجة اان ؟‬
‫حضك امجليع وبعدها دلفوا وجلسوا ابحلديقة وامسك فريد س يجارته فقال‬
‫رشيف بتساؤل‬
‫• لكمتك الصبح مردتش عليا ليه اي فريد ؟‬
‫نفث فريد دخان س يجارته وقال ابعتذار‬
‫• وهللا كنت انمي حقك عليا ‪ ..‬خري كنت حمتاج حاجة ؟‬
‫قال رشيف بذهول‬
‫• كنت انمي ازاى ؟ انت عارف اان لكمتك امىت ؟ ده املغرب خالص‬
‫اكن ابقيلها ربع ساعة وتأذن ! صليت الظهر والعرص امىت ؟‬
‫اشار بالل لشقيقه وقال‬
‫• البيه بينام اول ما يرجع حلد املغرب ولو حصى بيبقى عصىب ومش‬
‫طايق نفسه عشان خاطر مش شارب جساير‬
‫• صياهمم ىف نوهمم يعىن – نظر اىل فريد وامكل – ده مش امسه صيام‬
‫اي فريد ‪ ..‬صيام من غري صالة اكنك بتعذب نفسك ابجلوع والعطش‬
‫وكامن النوم مش انفع وايريت تبطل السجاير دى وتنهتزها فرصة اننا‬
‫ىف رمضان وختىل فرتة صيامك تتعود فهيا انك تبطلها‬

‫‪312‬‬
‫حضك ظافر وقال بيأس‬
‫• وال هيسمع منك اي رشيف احنا تعبنا منه ىف احلوار ده ‪ ،‬اول ما‬
‫املغرب بياذن مبيرشبش مياه ال ده بيرشب الس يجارة وبعدها يفتكر‬
‫ايلك او يرشب ومن شوية ماكنش قادر ايخد نفسه وهو بيجرى ‪..‬‬
‫شاب عنده ‪ ٢٩‬س نة وتعب من اجلرى قوىل ده بعد ‪ ١٠‬س نني‬
‫هيبقى عامل ازاى !‬
‫نظر رشيف اليه بغضب وقال‬
‫• انت كدة ب متوت نفسك اي فريد ‪ ..‬اان مش عارف ازاى انلك عبد‬
‫الكرمي سايبك تدخن !‬
‫قال فريد هبدوء وهو ينظر هلم مجيعا ويشعل س يجارة اخرى‬
‫• خلصتوا الكم ؟‬
‫نظر اليه رشيف بغضب وقال‬
‫• وال كننا بنقول حاجة ‪ ..‬ايه العند ده اي اىخ !‬
‫مل يعطى فريد اى امهية للحديث واس متر ىف التدخني وسط نظراهتم الغاضبة‬
‫هل ‪.‬‬
‫***‬
‫وقفت مريا تضع اللمسات الاخرية لشلكها ىف املرأة فقالت روز بضيق‬

‫‪313‬‬
‫• اجنزى اي مريا مش راحيني فرح ! اتأخران وادلنيا هتبقى زمحة كدة‬
‫قالت مريا هبدوء وىه تضع بعض الاش ياء ىف حقيبة يدها‬
‫• خلصت اي روز ومتعمليش زى بالل يقعد يس تعجلىن‬
‫نظرت الهيا رمي وقالت بنفاذ صرب‬
‫• هللا يكون ىف عونه انه مس تحمل تأخريك ده ىف اللبس‬
‫وقفت مريا لتخرج حذاهئا وقالت‬
‫• اي جامعة اان مبتأخرش ىف اللبس وبعدين اى بنت كدة بتاخد وقت ىف‬
‫لبسها‬
‫قالت ساىل بغضب وىه تشري لهن‬
‫• ده عىل اساس اننا مش بنات يعىن ؟ ما لكنا خلصنا قبكل‬
‫ومس تنينك ‪ ..‬اجنزى اي مريا‬
‫انهتت مريا وقالت اببتسامة‬
‫• اان خلصت ‪ ..‬يال عشان منتأخرش بقى‬
‫نظرت روز الهيا وقالت هبدوء‬
‫• ملصلحتك جترى من قصادى حاال ‪ ..‬متام ؟‬

‫‪314‬‬
‫حضكن الشقيقات و غادرن اىل حيث متوهجات يدعون هللا تعاىل ان مير‬
‫الامر بسالم ‪.‬‬
‫***‬
‫وضع عز ادلين قطعتا سكر ىف فنجان الشاى وقال اببتسامة‬
‫• واخريا واحدة هتتجوز ‪ ..‬اان مش مصدق نفىس‬
‫قهقه عبد الكرمي وقال‬
‫• ابو البنات حصيح ‪ ..‬اكنوا زمان بيقولوا ان البنات مه وابو البنات عىل‬
‫طول شايل اهلم‬
‫المه عز ادلين وقال‬
‫• دول الىل هيدخلوىن اجلنة اي عبد الكرمي ‪ ،‬طيب وهللا اان مش‬
‫عارف ملا يتجوزوا لكهم اان هعمل ايه ؟‬
‫حضك عبد الكرمي وربت عىل يده قائال‬
‫• ربنا حيفظهمكل وتفرح بهيم لكهم‬
‫• ايرب‬
‫• عىل كدة بقى انت ممكن ترفض املوضوع الىل هقولهوكل‬

‫‪315‬‬
‫اعتدل عز ادلين ىف جلس ته ونظر اليه ابهامتم وسأهل فأجاب عبد الكرمي‬
‫قائال‬
‫• بالل اكن عايز حيدد معاد الفرح وبيقول كفاية كدة خطوبة ويتجوزوا‬
‫وايريت يبقى مع ظافر و روز‬
‫انتفض عز ادلين وقال بفزع‬
‫• ال االتنني مع بعض ال ‪ ..‬مش هينفع يسيبوىن ىف يوم واحد وبعدين‬
‫ظافر خلص شقته والبنات بتجهز ولكها اكم يوم وتروح تفرش مش‬
‫هتعهبم اهنم يكونوا بيجهزوا حاجة روز وحاجة مريا كامن ‪ ...‬نأجل‬
‫جوازمه لبعد جواز روز وظافر بشهر كدة‬
‫حضك عبد الكرمي وقال‬
‫• خالص هنأجل حارض ‪ ..‬مش بقوكل ابو البنات هللا يعينه‬
‫قهقه عز ادلين واومأ برأسه ان صديقه حمق ابلفعل فهو يتحمل فكرة زواج‬
‫روز وابتعادها عنه بصعوبة ويريد اخذ فرتة لزيوج فتاة اخرى ‪.‬‬
‫***‬
‫رشد فريد وقال للش باب وهو يعد عىل اصابعه‬
‫• عارفني ان انلك عز لبس ىن ىف احليط ‪ ..‬حضك عليا واداىن واحدة‬
‫مشاكسة وعنيدة من كرت عرشهتا مع الهبامي بقت عنيدة وحتس اهنا‬

‫‪316‬‬
‫واحدة مهنم ‪..‬حتس اهنا فرسة جاحمة حمتاجة ترويض وعقبال ما‬
‫اروضها هام حل من االتنني ‪ ..‬اي ختلص عليا اي اخلص علهيا ماهلمش‬
‫اثلث !‬
‫حضك امجليع فأمكل هو قائال‬
‫• عارفني مني الىل حمظوظ فينا ؟ واحد امس عىل مسمى ‪ ..‬خد العدةل‬
‫الىل فهيم ‪ ،‬مش املشاكسة وال حىت اجملنونة وال النكدية ‪ ،‬هو ظافر‬
‫وفعال ظفر ابن احملظوظة‬
‫قال ظافر وهو حياول كظم غيظه‬
‫• اان هعتربك بهتزر عشان منخرسش بعض متام ؟‬
‫قهقه ابىق الش باب عىل غرية ظافر ولكن فريد امكل قائال‬
‫• والىل حمظوظ اكرت بقى الىل هياخد رمي ‪ ..‬هياخد جوهرة ‪ ..‬جامل‬
‫واخالق وطيبة وحنية و س ند متحمةل املس ئولية ووو‬
‫قاطعه صوت رشيف قائال بغضب‬
‫• حتب اروح اخطهباكل اي فريد ؟‬
‫توهجت الانظار حنوه وحضك بالل قائال‬
‫• اان قولت بيحهبا وحمدش صدقىن‬
‫قال رشيف بتلعمث يتناىف مع غضبه منذ قليل‬

‫‪317‬‬
‫• ال مني قاكل كدة ؟ اان لك قصدى اته خطيب اخهتا ومينفعش يتغزل‬
‫فهيا كدة‬
‫رفع ظافر حاجبيه وقال‬
‫• اي سالم ما اهو قعد يشكر ىف مراىت و مقومتش رضبته وعدهتا عادى‬
‫وامسها مراىت مش زميلىت ىف الشغل‬
‫حضك سلمي وقال‬
‫• طيب ايريت يطلع بيحهبا فعال دى هتبقى من حظه‬
‫قال ظافر بضحكة‬
‫• عارفني اىن اكتشفت ان لكمك خيبة واىن انصحمك ‪ ..‬اان الوحيد الىل‬
‫كنت مقضهيا قبل اجلواز هههههه واعتقد اىن الوحيد الىل مش هحتاج‬
‫حفةل توديع عزوبية زى الاجانب ‪ ..‬معتقتش ال مضيفات وال بنات‬
‫اجانب وال اى حاجة وىف الاخر لبست ىف املرصية الاصيةل‬
‫نظر بالل خلف ظافر وقال وهو ينظر اليه برجاء‬
‫• عارف انت احىل حاجة بتكون ىف دنيتنا الورد اه وهللا‬
‫قال ظافر بتعجب‬
‫• وايه عالقة الورد مبوضوعنا اي بالل ! اان بلكمك عىل البنات تلكمىن‬
‫انت عىل الورد ! حصيح ليك حق تبقى كدة‬

‫‪318‬‬
‫نظر بالل اليه بيأس وقال رشيف ليحاول انقاذه‬
‫• طيب مش ملا بيبقى عندك وردة بتقول اي وردىت حص وال ايه ؟‬
‫نظر الهيم ظافر بتعجب وقال‬
‫• برضه ايه عالقة الورد مبوضوعنا !‬
‫اشار سلمي الهيم وقال ابستسالم‬
‫• ال ده يس تاهل الىل هيجراهل ‪ ..‬يال اي روز انطلقى وحمدش ه ميسكك‬
‫قهقه ظافر وقال‬
‫• قدمية اي سلمي ‪ ..‬صدقهتا مرة ومش هصدقها اتىن‬
‫وهنا تلقى رضبة عىل ظهره بغضب وصوت روز تقول بغضب‬
‫• بقى كنت مقضهيا مع املضيفات والاجانب وىف الاخر لبست ىف‬
‫املرصية الاصيةل‪ ،‬اان بقى هوريك املرصية دى هتعمل ايه اي ظافر‬
‫اس تدار ظافر ونظر الهيا ومالمح الغضب تعلو وهجها وشقيقاهتا يضحكن‬
‫جبانهبا و قال‬
‫• ده اان كنت هبزر اي حبيبىت ‪ ..‬اان برضه اكون بعمل كدة ؟ ده انىت‬
‫الىل قاعدة ىف القلب اي وردىت‬

‫‪319‬‬
‫• وردتك اي ش يخ الش باب ! ماىش اي ظافر حسابنا بعدين وصدقىن‬
‫مش هتشوف غريى وال عينك هتلمح بنت طول ما اان معاك وهتغري‬
‫طقم مضيفاتك لكه‬
‫• اي بنىت ده اكن زمان قبل ما اعرفك لكن صدقيىن من ساعة من‬
‫حبيتك ومفيش غريك ‪ ..‬ده انىت القلب اي روح القلب‬
‫قالها غامزا و هو يبتسم فضحكت ىه خبجل وجلسن ىه وشقيقاهتا معهم‬
‫وحتدث امجليع ىف ترتيبات حفل زفاف ظافر و روز وبعدها انرصفن الفتيات‬
‫اىل مزنلهن ‪.‬‬
‫***‬
‫مر الشهر الكرمي و الاس تعدادات حلفل الزفاف مكثفة لضيق الوقت واليوم‬
‫قبيل الزفاف بيوم اتصل رشيف برمي وطلب مقابلهتا ىف اخلارج فقالت ىه‬
‫ابعتذار‬
‫• مش هقدر اسيب روز اي رشيف‬
‫قال رشيف ابرصار‬
‫• افتحى الباب هتالىق حاجات ليىك ‪ ..‬خدهيا والبس هيا وبعدها اخرىج‬
‫هتالقىي عربية واقفة عىل ابب الفيال اركبهيا ‪ ..‬مس تنيىك اي رمي‬
‫اهنىى االتصال خفرجت ىه مرسعة لتأخذ ما قاهل و صعدت لغرفهتا وفتحهتا‬
‫وجدت هبا فس تان يش به فس تان امريهتا املفضةل ىف سلسةل افالم ديزىن !‬

‫‪320‬‬
‫حتسس ته بسعادة وارتدته تنغيذا الوامره ووضعت القليل من مساحيق‬
‫التجميل ورشعت ترتدى احلذاء وجدت انه فردة واحدة والاخرى مفقودة !‬
‫مل ترتديه وخرجت حافية القدمني !‬
‫قابلت روز الىت نظرت لها بدهشة و اقنعهتا رمي اهنا س تذهب المر هام‬
‫وس تعود رسيعا و اهنا س تخرب وادلها عقب عودهتا ‪ ..‬تركهتا روز تذهب‬
‫وخرجت وجدت عربة تش به عربة س ندريال جيرها ثالثة احصنة و هبا سائق‬
‫ابتسم و ذهب هبا اىل ماكن معني وهناك وصلهتا رساةل من رشيف حمتواها‬
‫"البىس الفردة الىل معاىك رضورى " نظرت رمي للهاتف بدهشة وارتدت‬
‫فردة احلذاء تنفيذا المره وبعدها توقفت العربة ىف ماكن يش به قرص س ندريال‬
‫ووجدت رشيف يفتح العربة ويساعدها عىل الزنول و امسك بيدها‬
‫لتس تطيع املىش و اجلسها عىل اقرب مقعد وامسك بقدهما الىت ال يوجد هبا‬
‫حذاء ووضع الفردة الاخرى هبا وقال اببتسامة‬
‫• حاولت افرحك عىل قد ما قدرت اي صاحبة الصون والعفاف‬
‫دمعت عينا رمي وابتسمت فامسك بيدها ووقفا ىف منتصف القاعة وبدأت‬
‫احدى الاغنيات ىف عزف احلاهنا و لكامهتا ترتدد ىف الاحناء‬
‫"صاحبة الصون والعفاف ‪ ..‬احىل واحدة ىف البنات ‪ ..‬الىل معر ما قلىب‬
‫شاف زهيا ىف اخمللوقات ‪ ..‬تسمحيىل برقصة هادية ‪ ..‬تسمحيىل بقرىب منك‬
‫؟"‬
‫تقدم رشيف ومد يده الهيا وقال اببتسامة‬
‫‪321‬‬
‫• تسمحيىل برقصة هادية ؟‬
‫امسكت رمي يده خبجل وابتسامة وبدات ترقص معه عىل تكل الاغنية‬
‫الرائعة وىه مهبورة بذكل احلمل اذلى حتقق ‪ ،‬انهتت الرقصة ووقف رشيف‬
‫اماهما وقال اببتسامته الىت مل تفارقه منذ رأها‬
‫• حياىت بدأت بيىك ‪ ..‬معاىك عرفت يعىن ايه حب وتسامح وطيبة‬
‫وحنان ‪ ..‬معاىك عرفت انك اساس حاكيىت وانك الانسانة الىل‬
‫اختلقت مىن عشان تمكلىن ونفضل العمر لكه مع بعض‬
‫جىث عىل ركبتيه واظهر علبة وفتحها وقال ابللغة الرتكية وكنه حيقق لك‬
‫امنياهتا‬
‫• ? ‪Benimle evlenirmsin‬‬
‫"هل تزتوجيىن ؟ "‬
‫سالت ادلموع عىل وجنىت رمي و اومأت برأسها اجيااب وىه ترى لك احالهما‬
‫تتحقق ‪ ..‬حبيهبا يطلب الزواج مهنا جمسدا فيلمها املفضل ويقولها لها بلغهتا‬
‫املفضةل ماذا تريد اكرث من هذا ؟ لو توقف الزمان الان لن حتزن بل ىه‬
‫تريد ان يتوقف الزمان الان وتظل معرها بأمكهل ىف تكل اللحظة الىت رسقهتا‬
‫من الزمن ‪ ..‬نظرت اليه واىل ابتسامته الىت زادته وسامة وقالت‬
‫• واباب اي رشيف‬
‫وضع رشيف اخلامت ىف اصبعها و هنض ممساك بيدها قائال‬

‫‪322‬‬
‫• ابابىك عارف انك معااي دلوقىت ‪ ..‬وعارف اىن هطلب ايدك كدة الىن‬
‫خطبتك منه قبلها وهو وافق‬
‫قبل يدها وقال بسعادة وهو يتوجه هبا حنوه العربة الىت جاءت هبا ليعودا هبا‬
‫معا‬
‫• حببك اي رمي‪.‬‬
‫خفق قلب رمي بشدة من تكل اللكمة وكست محرة اخلجل وهجها فقهقه هو‬
‫وجلسا بداخل العربة وعادا للفيال وشكر السائق اذلى ابتسم هلام وهنا‬
‫امسك بيدها وقال‬
‫• خاالتك جوه ؟‬
‫اومأت برأسها بصمت وقبل يدها هبدوء وقال اببتسامته الىت مل تفارقه منذ‬
‫رأها‬
‫• جاهزة نكرر الىل حصل من شوية قدام اللك جوه ؟ جاهزة اىن‬
‫اردكل كرامتك واعتبارك وافهم الكون لكه انك امجل وانقى بنت‬
‫شوفهتا ىف حياىت و عايز اعيش معرى لكه جنبك وىف حضنك ؟‬
‫جاهزة اي حب معرى ؟‬
‫انسابت دموعها عىل وجنتهيا وىه تومئ برأسها ابالجياب هل ‪ ..‬مفسح دموعها‬
‫وقال‬
‫• مفيش دموع اتىن من الهناردة ‪ ..‬خالص اي رمي اان معاىك وىف ضهرك‬

‫‪323‬‬
‫ابتسمت رمي و نظر هو لباب الفيال وجد الش باب مجيعهم اتوا واحتضنوه‬
‫وهنا اطلق ظافر صفريا وقال ابجعاب‬
‫• صربت ونولت اي رشيف ‪ ..‬مقر انزكل من السام‬
‫كور رشيف قبضته وقال بغضب‬
‫• هتعاكسها قصادى اي ظافر ! ده انت حىت جوز اخهتا‬
‫صفعه ظافر وقال مبزاح‬
‫• عشان كدة بعاكس براحىت ‪ ..‬اصلها ال جتوز‬
‫قهقه الش باب و احنىن رشيف وخلع فردة حذاء رمي و امرها ابذلهاب ومعها‬
‫ظافر وبالل لهتيئة الامر ابدلاخل وابلفعل دلفت بفس تاهنا الرائع وشلكها‬
‫الاقرب الحدى الامريات الىت خرجت لتوها من احد الافالم و اصطف‬
‫امجليع عىل اجلانبني وىه تهتادى ىف مشيهتا بسعادة وتنظر للجميع برتقب وىف‬
‫الهناية جلست عىل احدى الارائك جبانب وادلها و دلف رشيف بزيه اذلى‬
‫يتناسق مع زهيا واحنىن ووضع الفردة الاخرى بقدهما وبعدها جىث عىل‬
‫ركبيته وقال اببتسامة‬
‫• ست احلسن وامجلال ‪ ،‬صاحبة الصون والعفاف ‪ ،‬احىل بنت شوفهتا‬
‫ىف حياىت ‪ ..‬تقبىل تتكرىم عىل حبيبك وتتوىج ملكة عىل قلبه ؟‬
‫تقبىل تمكىل معرك اجلاى جنىب ؟ تقبىل تتجوزيىن اي رمي ؟‬

‫‪324‬‬
‫وهنا فتح علبة هبا دبةل ذهبية منتظر ردها ‪ ..‬اما ىه فنظرت لوادلها بتساؤل‬
‫وجدته يبتسم ويومئ برأسه و بعدها حولت نظرها لشقيقاهتا الضاحاكت و‬
‫دموعهن تنساب من الفرح ان شقيقهتم عوضها هللا ‪ ،‬ونظرت خلالهتا الىت‬
‫اهانهتا وجدهتا تلوى شفتهيا بسخرية وتتحدث بصوت منخفض واخلاةل‬
‫الاخرى وابنهتا يبتسمن فرحا من قلوهبن لها ‪ ،‬واخريا نظرت ملن جيلس‬
‫اماهما وقالت بسعادة خيالطها اخلجل‬
‫• موافقة اي رشيف‬
‫البسها رشيف دبلهتا اذلهبية واعطاها دبلته الفضية وضعهتا ىف اصبعه و ارتفع‬
‫التصفيق واحتضهنا شقيقاهتا وهن حيمدن هللا تعاىل انه عوض شقيقهتن عن‬
‫لك وجع واهانة تلقهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫انزوى ظافر هبا ىف احد الاراكن بعيدا عن الضجيج وقال اببتسامة‬
‫• اخريا بكرة فرحنا ! لقد هرمت من اجل تكل اللحظة اي وردىت‬
‫حضكت روز وقالت‬
‫• ايوه اخريا ‪ ..‬اوعى خليىن اروح اشوف الناس انت انىس ان الهناردة‬
‫احلنة وال ايه؟‬
‫نظر الهيا ظافر جبرأة ومنعها من التحرك ففهمت ىه نظرته وقالت حبدة‬

‫‪325‬‬
‫• ظافر اوعى ومتتجننش ‪ ..‬اان بكرة هكون ىف بيتك يعىن مش حابة‬
‫فضاحي وحد يدخل علينا و يشوفنا ىف منظر مش حلو وخصوصا ان‬
‫اباب هنا ولك الناس هنا‬
‫قال بتالعب وهو ينظر الهيا لريبكها و يس متتع ابمحلرة الىت بدات تغزو‬
‫وجنتهيا الروز‬
‫• ىه واحدة بس اي حبيبىت ‪ ..‬اي روز اان جوزك وهللا‬
‫اعرتضت وقالت حبدة‬
‫• ظافر اعقل ىف ايه ؟ لو مسحت س يبىن امىش قبل ما حد ايخد ابهل‬
‫من اختفائنا ويدوروا علينا وساعهتا منظران هيكون وحش‬
‫اكدت تغادر ولكنه منعها وقال بتذمر‬
‫• طيب من خدك اان راىض اي س ىت‬
‫ابتسمت خبجل وقبل وجنهتا و اكد ينحرف ملاكن اخر ولكنه رصخ متأملا‬
‫وابتعد عهنا فقالت ىه بتحذير‬
‫• اان حافظت عىل ان بكرة الفرح وعيب العريس يبقى ىف عضة ىف خده‬
‫ابينة عشان حاول يبوس عروس ته ىف بيت اهلها ‪ ..‬يال اي روىح‬
‫ابلسالمة عىل بيتكوا واشوفك بكرة ىف الفرح‬

‫‪326‬‬
‫قبلت وجنته اثر عضهتا وركضت من امامه مرسعة الهنا تعمل اهنا اذا بقيت‬
‫اثنية فلن حتمد العواقب ‪.‬‬
‫***‬
‫وقف بالل جبانب مريا وقال بسعادة‬
‫• عقبالنا اي م ميى عن قريب ان شاء هللا‬
‫حضكت مريا ونظرت لشقيقاهتا وخاصة رمي وقالت بسعادة‬
‫• فرحانة اوى اي بيبو ونفىس فرحىت تمكل بينا واحنا مع بعض داميا‬
‫قبل رأسها وامسكت ىه به بسعادة وقالت‬
‫• حببك اوى جدا بقى‬
‫قهقه بالل ورفع يده وقال مبشاكسة‬
‫• امحدك ايرب اخريا ابو الهول نطق ورصحت حبهبا لوحدها من غري ما‬
‫تكون بتصاحلىن‬
‫رضبته مريا ىف صدره وقالت بدالل‬
‫• عىل فكرة انت بتحب تسمعها كتري وبتنساها اي حبيىب‬
‫• حبيىب وقبلها جبملتني حببك ! انىت تعبانة اي مريا ؟ اجيبكل دكتور اي‬
‫حبيبىت ؟‬

‫‪327‬‬
‫حضكت مريا وقبل هو رأسها مرة اخرى و التفت حوهل لريى من يتابعهم‬
‫وجد صديقهتا شهرية تنظر الهيم برتكزي ومعامل وهجها تدل عىل الغرية ‪ ،‬فابتسم‬
‫هو واش تد عىل احتضاهنا ونظر الهيا بتحدى واشاح بوهجه بعيدا وهو‬
‫يتعجب انه ال يراتح لتكل الفتاة رمغ اهنا صديقة زوجته املقربة !‬
‫***‬
‫خرج ظافر ووقف جبانب فريد اذلى انتبه لشلكه واعطاه منديال ورقيا وقال‬
‫بضحكة‬
‫• خد امسح اي اخواي ‪ ..‬حصيح اي ظافر دى عضة وال رضبة ابلقمل عىل‬
‫وشك ؟‬
‫نظر ظافر الهيا بغيظ وحتسس وهجه بأمل وقال‬
‫• عضة اي فريد ‪ ..‬حرىم املصون عضتىن وكامن راعت ان بكرة الفرح‬
‫وخففهتا شوية عشان متعملش عالمة ‪ ،‬شوفت الهنا الىل اان فيه؟‬
‫قهقه فريد وقال بفخر‬
‫• وهللا جدعة ‪ ..‬جت الىل ربتك اي ظافر‬
‫• متضتيقنيش عشان متالقيش نفسك بتسمل عىل الارض متام ؟‬
‫حضك فريد بشدة وبعدها فرتة رحل امجليع لالس تعداد للزفاف املنتظر ‪.‬‬
‫***‬

‫‪328‬‬
‫صباح اليوم التاىل ‪،،،‬‬
‫الساعة الثانية عرش ظهرا ‪ ..‬اهنىى ظافر اس تعدادته ورش عطره املمزي و‬
‫ارتدى قبعته املمزية لزيه كطيار ‪ ،‬فروز ارصت ان يرتدى بذةل معهل وهيأته‬
‫الاوىل الىت رأته هبا وهو بزى الطيار اذلى خيطف الانفاس ‪ ،‬تبسم و اخذ‬
‫مفاتيح س يارته وشقته ونزل اىل معه وزوجته وابنائه املنتظرين ابالسفل و‬
‫تبسم قائال‬
‫• يال اي جامعة عشان منتأخرش‬
‫طالعه امجليع بسعادة واقرتب هو من معه وقبل يده وفعل الامر ذاته مع‬
‫زوجة معه الىت قبل رأسها و طالعته ىه حبنان الام وبعدها احتضنه ابناء‬
‫معه وقال فريد مبشاكسة‬
‫• العضة راحت اهو وهللا طلعت طيبة‬
‫حضك ظافر وابتعد عنه حمتضنا بالل اذلى قال‬
‫• الف مربوك اي حبيىب ‪ ..‬ربنا يرزقك اذلرية الصاحلة ابذن هللا‬
‫• هللا يبارك فيك اي بالل وعقبال فرحك عن قريب ايرب‬
‫خرج معهم واس تقل س يارته ووصل اىل صالون التجميل ورأها تطل عليه‬
‫بأهبىى صورها الىت خطفت لبه وانفاسه ‪ ،‬فغر فاهه ببالهة ورأها تنظر اليه‬
‫خبجل وهو مازال شاردا فهيا فوكزه بالل منهبا هل فتقدم الهيا و قبل رأسها‬
‫ومهس بعشق اجخلها‬

‫‪329‬‬
‫• حببك اي وردىت‬
‫تبسمت روز وتأبطت ذراعه واس تقال س يارته معا وسط سعادهتم ‪.‬‬
‫***‬
‫دلف عز ادلين للباخرة و روز متأبطة ذراعه وعىل انغام املوس يقى الهادئة‬
‫يقف ظافر جبانب معه وابناءه منتظرين دخول تكل الوردة املتأبطة ذراع‬
‫وادلها اذلى قبل جبيهنا واعطاها لزوهجا وقال موصيا‬
‫• خىل ابكل مهنا اي ظافر‬
‫اخذها ظافر وقال بسعادة‬
‫• مش هقوكل ىف عيوىن وال هقوكل ىف قلىب لكن هقوكل اهنا جوااي اي‬
‫انلك‬
‫تبسم عز ادلين و قبل ظافر جبني زوجته و ىف وسط الباخرة وعىل انغام‬
‫تكل الاغنية‬
‫"فرحة معرى جاتىل حلد عندى خالص اي انس ‪ ..‬عاشقها بقيت شايقها‬
‫مالك منورىل السام ‪ ..‬فهيا طيبة ادلنيا فهيا مكية احساس وحبمل اعيش معاها‬
‫حلد ‪ ١٠٠‬مليون س نة "‬
‫يرقصان الرقصة الهادئة وجبانهبم مريا وبالل وايضا رمي ورشيف واخريا ساىل‬
‫وسلمي و فضلت نورين اجللوس عن الرقص مع ذكل الضابط !‬

‫‪330‬‬
‫***‬
‫يتابع النظرات من حوهل و يراقب اهلمسات ويش تد عىل احتضاهنا يتأكد اهنا‬
‫اصبحت ملكه لالبد و مال عىل اذهنا وقال بصوت اش به ابهلمس‬
‫• دخلىت القفص برجليىك ‪ ..‬هطلع عليىك القدمي واجلديد وهظبطك اي‬
‫وردىت‬
‫حضكت روز وقالت لتغري جمرى احلديث‬
‫• مني يصدق ان اخر رقصة سلو رقصناها كنت انت بتعاكس !‬
‫رفع حاجبيه وقال مبشاغبة ومغزة‬
‫• ال اان مش فاكر الالكم ده ‪ ..‬اان الىل فاكره اغنية امسى ورقصة رشم‬
‫عىل ضوء الشموع وبعدها رقصة كتب الكتاب لكن هقول ايه‬
‫مبتفتكريش الا الوحش اي مفرتية‬
‫تبسمت روز وامكلت الرقصة معه هبدوء وقد فضلت الصمت عندما جخلت ‪.‬‬
‫***‬
‫ادارها حسب الرقصة وقال سلمي اببتسامة‬
‫• عقبالنا اي سوىل‬
‫تبسمت ساىل وقالت‬

‫‪331‬‬
‫• وهنعمهل برضه ىف ابخرة ىف عز الشمس الىل هتجبىل رضبة مشس‬
‫دى ؟‬
‫قهقه سلمي بشدة وتوقف عن الرقص دلرجة انه جذب الانتباه ! جذبته ساىل‬
‫وعادا للمنضدة اخلاصة هبم و نظرت اليه بغيظ ولكن رسعان ما شاركته‬
‫حضاكته !‬
‫وانهتت الرقصة وبدات الهتاىن للعروسني من اقارهبم و اصدقاهئم ىف العمل‬
‫حىت توجه احدمه لظافر قائال‬
‫• الف مربوك اي ظافر ربنا ي متمكل خبري‬
‫تبسم ظافر وقال‬
‫• هللا يبارك فيك اي حبيىب ‪ ..‬عقباكل‬
‫حضك زميهل وقال خببث‬
‫• هاتىل واحدة زى مراتك تغنيىن عن لك البنات بوجودها واان اوعدك‬
‫اىن هودع العزوبية ىف احلال‬
‫حضك ظافر وقال‬
‫• هعتربها جمامةل وهقوكل ايرب تالىق عشان لو اعتربهتا معاكسة هبوظ‬
‫الفرح ‪ ..‬يال اي حبيىب روح شوف رزقك انت من بنات الفرح‬
‫وس يبىن اان ومراىت‬

‫‪332‬‬
‫قهقه زميهل و انزوى ىف جانب يشاهد الفتيات و جذب انتباهه فتاة تتحرك‬
‫اكلفراشة حول امجليع و من الواحض اهنا شقيقة كربى الن هيئهتا اصغر ان‬
‫تكون هيئة ام ووجدها متأبطة ذراع شاب خفمن انه زوهجا او خطيهبا و‬
‫بعدها حول نظره وجد فتاة تضحك بدالل وتشري للعروسني و جبانهبا شاب‬
‫من يرامه يقسم اهنام خلقا لبعضهام لتطابق مالحمهم وخاصة لون العينني الغري‬
‫شائع ‪ ،‬و نظر اىل الطاوةل الىت تلهيم وجد شاب جسده رايىض صاحب‬
‫عينان سودواتن حاداتن و شعر اسود و برشة مقحية ويرتدى نظارة طبية‬
‫عىل عكس تكل الفتاة الىت تقف جبانبه و عيناها الزرقاواتن يش هبان البحر‬
‫ومن نظراهتم فهم اهنم عاشقان ‪ ،‬حفول نظره للماكن الاخري ووجد فتاة تقف‬
‫اية من امجلال ولكهنا غري منتهبة لىشء وتنظر للعروسني برشود ‪ ..‬تبسم‬
‫واخذ وردة من امامه وتوجه الهيا ‪.‬‬
‫***‬
‫وقفت نورين جبانب فريد وىه شاردة اذلهن تتابع شقيقاهتا وحراكهتم‬
‫وحضاكهتم وتنظر لنفسها وخلطيهبا اذلى جبانهبا وحتاول حتديد مفهوم لهوية‬
‫عالقهتم الغري مس تقرة حىت نطقت بدون انتباه‬
‫• ازاى اجتوزوا وحبوا بعض ؟‬
‫انتبه فريد لها وقال بسخرية‬
‫• ايقاعهم رسيع معلش‬

‫‪333‬‬
‫غضبت نورين فامكل جبدية‬
‫• انس ابقيلهم اقل من شهرين ويمكلوا س نة خطوبة يعىن اكيد مشاعرمه‬
‫احتركت لبعض ومن نضجهم قدروا يعرفوا اهنم ما يقدروش يمكلوا من‬
‫غري بعض‬
‫حضكت بسخرية وقالت بصوت مل يسمعه‬
‫• اومال امشعىن احنا عالقتنا واقفة كدة !‬
‫مل يسمعها فريد و اتبع ظافر وفرحته اببتسامة وكذكل ىه رشدت مرة اخرى‬
‫ولكن قطع رشودها صوت مححامت رجولية ابلقرب مهنا ‪ ..‬رفعت عينهيا‬
‫وجدت شاب يقف مبتسام ويقدم الهيا وردة قائال‬
‫• تتجوزيىن اي انسة ؟‬
‫• افندم !‬
‫اكنت تكل ىه اللكمة الىت نطقها فريد بغضب وهو ينظر اليه ويقبض عىل‬
‫يده بعصبية حىت اكدت تنكرس وقال بغضب‬
‫• حرضتك تبع العريس وال العروسة ؟‬
‫تعجب الشاب ولكنه قال‬
‫• زميل العريس بس ليه ؟‬
‫نظر فريد اىل ظافر و روز الضاحكني وقال‬

‫‪334‬‬
‫• انت حظك حلو ان ده فرح ابن معى واان مش عايز ابوظه‬
‫• تبوظه ازاى يعىن ؟‬
‫ارتفع صوت فريد وقد فقد اخر صربه وامسك بيد نورين ال ميىن ورفعها قائال‬
‫• عشان اان خطيب الانسة الىل انت جاى تعرض علهيا اجلواز دلوقىت‬
‫‪..‬عرفت بقى اان ممكن امعل فيك ايه اي اس تاذ اي حمرتم اي الىل جاى‬
‫ختطب خطيبىت ؟‬
‫تنحنح وقال ابحراج‬
‫• اان اسف جدا خمدتش ابىل من ادلبةل‬
‫اش تد فريد عىل يدها وكنه يأكد اتبعيهتا هل وقال‬
‫• طاملا ادلبةل مش ابينة فاان هعلق عىل ظهرها " خطيبة فريد عبد‬
‫الكرمي " واكتب عىل ظهرى اىن "فريد عبد الكرمي" عشان املواقف‬
‫الباخية دى ما حتصلش اتىن ورجاء مىن ليك عشان خاطر الفرح‬
‫ميبوظش انك حتاول جترى من قداىم دلوقىت قبل ما اهتور وارضبك‬
‫رحل الشاب متوهجا اىل ظافر و زفر فريد بضيق وترك يدها ولكنه انتبه اهنا‬
‫ترتدى خامت خضم جبانب دبلهتا اذلهبية مما ادى اىل طغيانه علهيا ‪ ..‬خلع اخلامت‬
‫هبدوء ووضعه ىف حقيبهتا وقال حبدة‬
‫• متلبسيش خوامت كبرية اتىن تدارى عىل دبلتك‬

‫‪335‬‬
‫حضكت نورين وقالت‬
‫• حارض‬
‫تعجب فريد ووضع يده عىل جهبهتا يتحسس حرارهتا فداعبت امحلرة وجنتهيا‬
‫وقال بتعجب‬
‫• ما انىت زى الفل اهو ! اومال ما عندتيش ليه املرادى‬
‫حضكت نورين ونظرت لشقيقهتا وقالت‬
‫• عشان حبب اخىت ومش عايزة اختانق ىف فرهحا‬
‫تبسم فريد و امسك بيدها كنه يعلن اهنا ملكه للك احلضور ‪.‬‬
‫***‬
‫تسري فقرات العرس بنظام شديد والعروسني يضحاكن وممسكني بيد بعضهام‬
‫و مجيع احباهئم حوهلم حىت انهتىى حفل الزفاف ىف متام الرابعة مساء‪.‬‬
‫و خارج الباخرة وبعد ذهاب امجليع وتبقى العروسني و عائالهتم يقف عز‬
‫ادلين حمتضنا روز املتشبثة به وتبىك وشقيقاهتا حيتضنوها وزين يقف معهم‬
‫يرتدى بذةل طيار مثل ظافر ‪ ..‬اس تغلها ظافر فرصة وقال لرمي خبفوت‬
‫• معلىت الىل قولتكل عليه ؟‬
‫اومأت رمي برأسها وقالت‬

‫‪336‬‬
‫• هجزت لك حاجة انت طلبهتا‬
‫تبسم ظافر وقال ابمتنان‬
‫• ربنا خيليىك اي رمي ‪ ..‬مش عارف اشكرك ازاى‬
‫قالت رمي بلوم‬
‫• عيب اي ظافر انت اخواي والىل تطلبه تعرف انه اتعمل ‪ ..‬انت‬
‫خالص جوز روز يعىن اخواي الكبري‬
‫• ربنا يبارك فيىك اي رمي‬
‫ابتسمت رمي والتفت ظافر وجد روز مازالت تبىك فقال مبرح‬
‫• هو اان خاطفك واان معرفش ؟ اي بنىت اان جوزك متام والىل لسه‬
‫خلصان ده فرحنا ويال عشان نلحق جنهز الش نط عشان السفر ىف‬
‫طيارة ابلليل‬
‫حضكت روز ومسحت دموعها و قالت‬
‫• هيوحشوىن اوى‬
‫احتضهنا وادلها وقال بالل‬
‫• ىه فكرة مني اكنت ان ظافر يلبس بدةل شغهل مش البدةل العادية ؟‬
‫قالت روز بسعادة‬

‫‪337‬‬
‫• اان طلبت منه كدة عشان حبب شلكه فهيا‬
‫حترك ظافر ووقف جبانب عز ادلين وقال‬
‫• ما اان هفضل البسها حلد ما نزنل من الطيارة ‪ ..‬عشان اان الطيار الىل‬
‫واخد الرحةل دى‬
‫• نعم ! انت بهتزر اي ظافر ؟‬
‫ابغهتا ظافر ومحلها عىل يده و قال للجميع بصوت مرتفع وهو يسري ابجتاه‬
‫س يارته‬
‫• انتوا خدتوا وقت اكرت من الالزم ‪ ..‬نشوف وشكوا خبري ‪ ..‬ادعولنا‬
‫حضك امجليع و القت روز ابقة الزهور اخلاصة هبا و انطلق ظافر بس يارته اىل‬
‫مزنهلم لبداية حياهتام ‪.‬‬
‫***‬

‫دلف عز ادلين وبناته اىل مزنهلم و صعدت لك فتاة لغرفهتا وعز ادلين صعد‬
‫لغرفة روز وبقى هبا ‪ ..‬اما رمي فبدلت مالبسها وامسكت بدفرتها اذلى‬
‫تكتب فيه لوادلهتا وكتبت لك ما حدث امس من خطبهتا و حفل زفاف‬
‫روز وكتبت‬

‫‪338‬‬
‫• عارفة اي ماما مقوةل " قد يكون رزقك املتأخر خريا من ارزاقهم‬
‫املتقدمة " دى تنطبق عليا ابلظبط ‪ ..‬تقريبا اان اخر واحدة اختطبت‬
‫ىف عيلتنا لكها بس ربنا عوضىن واداىن رزق حلو اوى ‪ ..‬رزقىن راجل‬
‫حنني وبيحبىن ‪ ..‬قبلىن بلك مشالكى وجناىن واحالىم ‪ ..‬بيشاركىن‬
‫تفاصيىل البس يطة ‪ ..‬الزم امحد ربنا لك يوم عىل وجود رشيف ىف‬
‫حياىت ‪ ..‬اكن نفىس تكوىن معاان اي حبيبىت وتشوفيه وتعرفيه اكيد كنىت‬
‫هتحبيه زى ما اان حببه ‪.‬‬
‫اغلقت دفرتها واحتضنته واخريا غطا ىف نوم معيق بعد ذكل اليوم الشاق ‪.‬‬
‫***‬
‫مع املساء عىل ارجاء البدلة ووقف ظافر عىل الباب منتظرا خروج زوجته‬
‫الىت تضع اللمسات الهنائية عىل شلكها خاصة اهنا ارتدت زىي ترتديه للمرة‬
‫الاوىل ىف حياهتا ‪ ..‬خرجت ىف رداهئا الابيض وجحاهبا اذلى ارتدته للتو‬
‫لالحرام ‪ ..‬خرجت اببتسامة فأمسك بيدها وقبل رأسها فقالت مبشاكسة‬
‫• ابعد اي مع هنتأخر كدة‬
‫حضك ظافر وقال بغيظ‬
‫• اي ساتر عليىك بت ‪ ..‬يال‬
‫اغلق الشقة ونزال وتوهجا للمطار و ركبا الطائرة ومل يقودها ظافر بل احد‬
‫زمالئه وجلس هو جبانهبا واس متعا لتحية زميهل املمزية قائال‬

‫‪339‬‬
‫• "السادة الراكب ‪ ،‬اكبنت طيار ‪ /‬محمد الس يد والطامق يرحبون بمك عىل‬
‫منت الطائرة رمق ‪ ...‬املتوهجة اىل مطار املكل عبد العزيز ادلوىل"‬
‫امغضت روز عينهيا والابتسامة عىل وهجها مطمئنة لوجود حبيهبا جبانهبا‬
‫واهنم ذاهني لالراىض املقدسة الداء العمرة معا ‪.‬‬
‫***‬
‫صباح اليوم التاىل اكن فارقا ىف حياة البعض واملساء اكن فارقا ىف حياة‬
‫البعض ‪.‬‬
‫اكن ظافر وزوجته ىف احلرم املىك يطوفان حول الكعبة ويدعون هللا تعاىل ‪،‬‬
‫واكن فريد ميارس معهل بروتينية وكذكل بالل ورشيف لكن سلمي اكن‬
‫يتشاجر مع ساىل اثناء ذهاهبم الحدى املدارس احلكومية ىف احد الاحياء‬
‫الشعبية لتعمل معلمة لغة اجنلزيية فهيا و واهجت الرفض من سلمي اذلى قال‬
‫بغضب‬
‫• اي ساىل انىت مينفعش تكوىن مدرسة خالص ‪ ..‬ال شلكك وال صوتك‬
‫وال حىت عندك خلفية تربوية انك تدرىس‬
‫قالت ساىل ابعرتاض‬
‫• اي سلمي اان اختنقت من حوار الرتمجة ىف دار النرش ده الىن ماليش ىف‬
‫القراءة لكن التدريس اكيد هالىق نفىس فيه واان بدرس الطفال‬
‫كتاكيت كدة‬

‫‪340‬‬
‫• اطفال كتاكيت ! شلكك هتلبىس ىف احليط وحياتك عندى ‪ ..‬نفىس‬
‫اعرف اكن هيحصل ايه لو اش تغلىت معااي ىف الرشكة بدل التدريس‬
‫والرتمجة ىف دار النرش ؟‬
‫• اكن هيحصل ان اان قسم اجنلزيى لكن انت قسم صيىن ومطلوب‬
‫اكرت من الاجنلزيى ‪ ،‬وبعدين صعب اي سلمي ان بعد اجلواز اكون‬
‫معاك ىف البيت وكامن ىف الشغل مفيش راحة منك ‪ ..‬نفسيىت‬
‫هتتعب صدقىن‬
‫نظر الهيا بدهشة ولكنه هبدوء ترجل من س يارته و ىه ايضا ودلفا للمدرسة‬
‫للمقابةل و هنا مسعا غزل رصحي لساىل ! اس تدار سلمي لريى من قال هذا‬
‫وجد انه تلميذ ىف تكل املدرسة ! نظر اىل ساىل وحضك قائال بسخرية‬
‫‪-‬اطفال كتاكيت امه ‪ ..‬قولتكل هتلبىس ىف احليط ما صدقتنيش اي ست‬
‫البنات‬
‫تش بثت به ساىل وقالت خبوف‬
‫• سلمي ابهلل عليك اترصف ايه الواد ده !‬
‫حاول سلمي كمت حضاكته و احنىن ملس توى الطفل و امسكه من مقيصه وقال‬
‫• ايه السفاةل دى ؟ انت ىف س نة اكم ايض انت ؟‬
‫ابعد الطفل يد سلمي وقال‬

‫‪341‬‬
‫• ‪ ٣‬ابتداىئ ‪ ..‬ليك شوق ىف حاجة ؟‬
‫حجظت عينا سلمي بدهشة و قال الطفل ابجعاب ال يناسب س نه لساىل‬
‫• ىه ختصك وال تسيهباىل ؟‬
‫• اسيهباكل ابه اي سافل دى مراىت ! انت ازاى كدة ؟ اهكل سايبينك‬
‫ازاى ؟ دى قد مامتك ايض‬
‫لمكته ساىل وقالت بغيظ‬
‫• قد مامته ايه ده اان ‪ ٢٤‬س نة !‬
‫نظر الهيا وقال ابمتعاض‬
‫• هو ده الىل هامك ! لكن مش هامك انه بيعاكسك وقاكل لفظ قذر‬
‫ميطلعش من طفل !‬
‫تش بثت به خش ية من نظرات ذكل الرجل املتجسد ىف هيئة الطفل وقالت‬
‫• يال منىش اي سلمي ابهلل عليك ‪ ..‬مش عايزة اش تغل خالص يال نروح‬
‫ابعد سلمي الطفل بعد ان س به ذكل الوحق وخدش حياء ساىل الىت جلست‬
‫جبانب سلمب ىف س يارته تبىك بعد ان غادر هبا وقالت من بني شهقاهتا‬
‫• ازاى ىف طفل كدة ؟ اههل فني ده اي سلمي وسايبينه كدة ازاى‬
‫بسفالته دى‬

‫‪342‬‬
‫اوقف سلمي الس يارة بعد ان غادر املنطقة وقال همدئا‬
‫• ملا الرقابة بتغيب دى بتكون النتيجة ‪ ..‬ده جيل النت والتلفزيون‬
‫والافالم الهابطة الىل بتتعمل وهو ده نفسه اجليل الىل هيطلع منه‬
‫الفاسد واملعتدى ‪ ..‬ملا الام تسيب ابهنا للتلفزيون يربيه وتنىس الرقابة‬
‫عىل الىل بيشوفه وتديهل الفون عشان تسكته ومتعرفش حىت هو‬
‫بيشوف ايه بيكون النتيجة ان طفل معره ‪ ٨‬س نني بيقول الكم اان‬
‫الراجل الىل عندى ‪ ٢٤‬س نة اتكسف اقوهل قصادك وكامن لبسك‬
‫عليه عامل اي ساىل‬
‫نظرت اليه ابس تفهام فقال ممكال‬
‫• ملا تبقى البسة بنطلون زى ده و فوقيه البلوزة دى وشعرك السايب‬
‫وامليك أب ده وعايزة تش تغىل مدرسة الطفال ىف مهنم الىل عاكسك‬
‫وىف مهنم الىل هياخدك قدوته زى البنات وحتاول تقدلك ابعتبار انك‬
‫اكرب مهنم وتعرىف الصح من الغلط ولو اتخدى ابكل ان الهناردة اان‬
‫متخانقتش عىل لبسك لكن دعيت ربنا انك تشوىف بعينك ان‬
‫خالص الزمك احلجاب حيافظ عليىك ولو ابيدى اي ساىل اان هلبسك‬
‫التقاب كامن عشان تدارى عن العيون وحمدش يشوفك غريى بس اان‬
‫عايز لك حاجة تعملهيا عن اقتناع عشان متجيش بعد فرتة تقوىل‬
‫اخلعه ‪ ..‬فهمىت اي حبيبىت ؟‬

‫‪343‬‬
‫اومأت ساىل برأسها مفسح هو دموعها وادار س يارته عائدا هبا اىل مزنلها لعلها‬
‫هتدأ وترتب افاكرها ‪.‬‬
‫***‬
‫جتلس شاردة وتعبث فامي اماهما وتضع سامعات الاذن وتردد مع لكامهتا وال‬
‫تكرتث ملا يدور حولها فقط ما يدور برأسها هو حتديد هوية لتكل العالقة‬
‫املتأرحجة تريد ان تعرف هل ستس متر فهيا ام ال ‪ ..‬اكنت تكل الافاكر تدور‬
‫ىف رأسها وىه تدندن مع لكامت الاغنية الىت تسمعها‬
‫• من الاخر قلىب اختار وخالص اان خدت قرار ان اان حبيتك من‬
‫قلىب ومعاك لو حىت ىف انر‬
‫وهنا هبت " نورين " واقفة وامسكت حبقيبهتا ومفاتيح س يارهتا وتركت‬
‫مكتهبا وسط دهشة منار ونداهئا علهيا ولكهنا مل تباىل بىشء !‬
‫***‬
‫ىف املسجد النبوى الرشيف يقف " ظافر " وزوجته و يبتسمون معا حىت‬
‫قالت روز‬
‫• تعرف اىن مبسوطة جدا‬
‫تبسم ظافر وقال‬
‫• ايرب داميا‬

‫‪344‬‬
‫نظرت ملا اماهما وقالت خبشوع وفرحة‬
‫• جبد فرحانة اىن جيت مكة واملدينة معاك ودلوقىت احنا بنصىل ىف‬
‫مسجد الرسول صىل هللا عليه وسمل‬
‫تبسم هو فاردفت ىه قائةل حبزن‬
‫• مسعت مرة الش يخ ىف خطبة امجلعة بيقول ان ملا اطعن س يدان معر‬
‫بعت يس تأذن الس يدة عائشة رىض هللا عهنا انه يتدفن جنب الرسول‬
‫صىل هللا عليه وسمل و س يدان ابو بكر ‪ ،‬ىه فكرت شوية وقالت فامي‬
‫معناه اهنا اكنت نفسها ىه تدفن فيه لكن مفيش مشلكة وفعال اتدفن‬
‫فيه س يدان معر – اشارت لقرب س يدان معر رىض هللا عنه وامكلت‬
‫قائةل – بيقولوا ان بعد وفاته الس يدة عائشة اكنت داميا حبجاهبا ومعرها‬
‫ما خدت راحهتا الهنا اكنت بتس تحى من س يدان معر وهو متوىف ‪،‬‬
‫شوف احنا بقى اكم واحدة بتزنل من غري جحاب وال بلبس ضيق‬
‫ووحش وبيشوفها ش باب وانس متعرفهمش ومعرها ما اتكسفت ‪..‬‬
‫ايريتنا نرجع زى زمان اتىن الايم الرسول صىل هللا عليه وسمل‬
‫اومأ ظافر برأسه وقال‬
‫• بس انىت مش حمجبة يعىن الىل بتقوليه ده يتطبق عليىك‬
‫قالت روز اببتسامة وىه تشري حلجاهبا‬

‫‪345‬‬
‫• من ساعة ما حطيت الطرحة ونزلنا مكة واان قررت اىن احتجب ‪..‬‬
‫خالص مفيش نزول بشعرى اتىن كفاية اوى الس نني الىل فاتت وربنا‬
‫يساحمىن علهيم‬
‫تبسم ظافر بسعادة وقال‬
‫• ربنا يثبتك اي حبيبىت ‪ ..‬يال بقى نصىل ركعتني عشان نروح البقيع‬
‫بعدها وتسلمى عىل اهمات املؤمنني رىض هللا عهنن‬
‫اومأت روز بسعادة وبدأت تصىل معه الركعتني وهو حيمد هللا تعاىل عىل‬
‫جحاب زوجته وان ما اراده حدث مبوافقهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫انتبه فريد عىل صوت طرقات الباب وجد نورين تطل برأسها مبتسمة فأذن‬
‫لها ابدلخول وجلست امامه فقال مبشاكسة‬
‫• ده انىت رجكل خدت عىل هنا بقى ولك يومني هالقيىك جاية‬
‫عبست نورين وقالت بضيق‬
‫• نفىس مرة تس تقبلىن عدل وتكون مرحب بيا وتطلبىل حاجة ارشهبا‬
‫حضك فريد وطلب فنجانني من القهوة وقال اببتسامة‬
‫• خري اي نورين جيىت ليه ؟‬
‫زفرت واس تغفرت هللا تعاىل وقالت هبدوء‬

‫‪346‬‬
‫• فريد حاول تعد من ‪ ١‬حلد ‪ ١٠‬قبل ما تقول حاجة عشان اان تعبت‬
‫من اسلوبك ده ‪ ..‬اان بنت واملفروض اىن خطيبتك مش العسكرى‬
‫بتاعك ‪ ..‬اتفقنا ؟‬
‫قهقه فريد و جاءت القهوة وبدأ يرتشف من فنجانه واخرج س يجارة واشعلها‬
‫فسحبهتا نورين من مفه وقالت ابعرتاض‬
‫• واتىن حاجة انت الزم تبطل تدخني‬
‫نظر الهيا واخذ س يجارة اخرى واشعلها فقالت بغضب وىه تطفهئا‬
‫• انت يعىن عايز متوت نفسك ؟ الس يجارة الىل انت بترشهبا دى بتدمر‬
‫هجازك التنفىس وقلبك وممكن ال قدر هللا بعد كدة جتيب رسطان ىف‬
‫الرئة ده غري امراض القلب ‪ ..‬انت لسه صغري اي فريد ولو مش‬
‫خايف عىل نفسك فكر ىف الىل حواليك ممكن يعملوا ايه لو انت‬
‫حصكل حاجة ‪ ..‬هتوجع قلوبنا عليك اي اىخ !‬
‫تبسم ونظر الهيا وقال خببث‬
‫• ده اان طلعت همم دلرجة ان قلبك ممكن يتوجع عليا !‬
‫وضعت نورين يدها عىل مفها برسعة ولعنت غباهئا وترسعها ىف احلديث ‪،‬‬
‫تركها هو ىف ندهما عىل ترسعها واشعل س يجارة و بدأ ينفث دخاهنا ببطء‬
‫مس متتعا بردود افعالها وغضهبا ولكهنا تعمل انه عنيد وىه كذكل اذا ال مفر من‬
‫اخلطة البديةل !‬

‫‪347‬‬
‫جلست مرة اخرى وامسكت بعلبة جسائره واخرجت س يجارة ووضعهتا بني‬
‫شفتهيا وقالت هبدوء‬
‫• ولعهاىل لو مسحت‬
‫فزع فريد وهنض مرسعا واخطفها من مفها وقال حبدة‬
‫• ايه اجلنان ده اي نورين ؟ اعقىل انىت مينفعش تدخىن‬
‫اخذهتا من يده وقالت بربود‬
‫• وهو حالل ليك وحرام ليا ؟ !زى ما انت بتدخن اان كامن هدخن‬
‫عىل الاقل جييلنا نفس الامراض ومنوت مع بعض‬
‫رصخ هبا ومنعها من ذكل اجلنان فامسكت ىه بس يجارته واطفأهتا و‬
‫امسكت بعلبته وكرست لك ما هبا وسط دهش ته ولكهنا قالت هبدوء‬
‫• طول ما دبلىت ىف ايدك مفيش تدخني اي فريد ‪ ،‬عايز تدخن يبقى‬
‫توضع حل للمهزةل الىل احنا فهيا وتفسخ اخلطوبة وحتلىن من اى‬
‫حاجة عشان اان مش مس تعدة امكل معاك اخلطوبة الىل ما بتتحركش‬
‫عن كدة و لو احتركت واجتوزان اان معنديش اس تعداد ان والدى‬
‫يتي متوا بدرى عشان ابومه اكن بيقتل نفسه ابلبطىء‬
‫هنضت وامكست حبقيبهتا وقالت‬

‫‪348‬‬
‫• هستىن منك فون ابلليل تقوىل ابعتكل ادلبةل وال هتبطل تدخني ‪..‬‬
‫بعد اذنك‬
‫غادرت نورين وىه متنع دموعها من الهبوط وتدعو ان تنجح فامي فعلته ‪..‬‬
‫فهىى منذ علمت من بالل انه ال يريد الاقالع عن تكل العادة القاتةل وىه‬
‫اخذت عهد عىل نفسها جبعهل يقلع عن التدخني و وضعت نفسها ىف مقارنة‬
‫معها لرتى من س يختار ‪ ..‬ىه ام تدخينه ؟‬
‫***‬
‫حل املساء و نزلت " مريا " خلطيهبا املنتظر ابالسفل واذلى ما ان رأها‬
‫حىت قال بفرح‬
‫• اخريا ىف ميعادك ! لقد هرمت من اجل تكل اللحظة‬
‫حضكت مريا وقالت بدالل‬
‫• عىل فكرة اي بالل انت ظامل عشان اان عىل طول مواعيدى مظبوطة‬
‫• اه فعال ‪ ..‬يال اي مريا عشان منتأخرش‬
‫ركبت معه الس يارة وتوهجا ملطعم لتناول العشاء فيه وجلسوا معا يتناولون‬
‫طعاهمم بفرحة وسط ترتيبات بالل حلفل زفافهم حىت انتبه عىل شهقة‬
‫صدرت من مريا فقال بفزع‬
‫• ىف ايه ماكل اي حبيبىت ؟‬

‫‪349‬‬
‫حاولت مريا الس يطرة عىل نفسها ورشبت املاء وقالت وىه تنظر جلهة معينة‬
‫• اان عايزة امىش اي بالل‬
‫نظر بالل الهيا بتعجب و قبل ان يتحدث وجد رجل يقف جبانهبم ويقول‬
‫• مش معقول مريا ! ازيك اي مريا ؟‬
‫حاولت مريا ان تظهر بطبيعهتا وامسكت بيد بالل وقالت‬
‫• امحلد هلل متام ‪ ،‬ازيك انت‬
‫نظر بالل للرجل بتفحص من اعىل السفل وبعدها نظر الهيا فقالت ىه‬
‫• ادلكتور بالل جوزى – اشارت للرجل – البشمهندس فارس اكن‬
‫زميىل ىف اللكية‬
‫حياه بالل ودعاه للجلوس فأعتذر و تبسم بالل ووعده ان تصهل دعوة حلفل‬
‫زفافهم و اوما فارس برأسه ورحل بعد ان حيامه وهنا وجد بالل زوجته‬
‫اهجشت ىف الباكء بدون سبب واحض ! حاول هتدئهتا ودفع احلساب و‬
‫جلسوا ىف الس يارة و مسح دموعها قائال بقلق‬
‫• ماكل اي حبيبىت ؟‬
‫تش بثت مريا به وقالت من بني شهقاهتا‬

‫‪350‬‬
‫• الانسان ده منهتىى البجاحة فيه ‪ ..‬بعد لك ده وجاى يتعرف عليك‬
‫وكامن جاى فرحنا ‪ ..‬ليه اي بالل لك ما بنىس الىل معهل جيىي يظهر‬
‫ويفكرىن بيه ؟‬
‫نظر الهيا ابس تفهام فقالت ىه‬
‫• توعدىن انك مش هزتعل مىن ؟‬
‫قال بالل وهو حياول طمأنهتا‬
‫• اوعدك ان لو حصل ايه معرى ما هزعل منك‬
‫حاولت الامتسك والكف عن الباكء وقالت‬
‫• انت طبعا كنت عارف اىن خمطوبة قبكل و الشخص الىل كنت‬
‫خمطوابهل ده هو فارس الىل سمل علينا مش شوية ‪ ،‬وهللا اان نسيته‬
‫ومفيش ىف حياىت غريك لكن هو بيحاول يقرب اتىن معرفش ليه‬
‫وهتجنن هو بيعرف خط سريى ازاى‬
‫• وهو معل حاجة اتنية ليىك ؟‬
‫نطقها هبدوء خفشيت مريا من هدوءه وقالت خبوف‬
‫• من يوم خطوبتنا حلد الهناردة لك يوم بيجيىل بوكيه ورد من غري اكرت‬
‫ىف الاول شكيت انه منه لكن شهرية سألته قال انه معملش حاجة‬
‫وفعال ما ظهرش قصادى الا الهناردة‬

‫‪351‬‬
‫كور قبضته وقال هبدوء ظاهرى‬
‫• لك ده ومش فامهة اىن اان الىل ببعت الورد اي مريا مش حد غريى !‬
‫انىت غبية اوى كدة ؟‬
‫فغرت فاهها ببالهة وقالت بتلعمث‬
‫• بس شهرية قالت‬
‫رضب بالل املقود بعصبية وقال‬
‫• شهرية اتىن اي مريا ! انىت ليه مش مصدقة ان البنت دى ما بتحبكيش‬
‫وعايزة خترب حياتك ابى طريقة‬
‫• بس دى صاحبىت اي بالل هتأذيىن ازاى وليه ؟‬
‫زفر بضيق وقال بعصبية‬
‫• بطىل طيبتك دى ‪ ..‬مني قاكل اصال خبيانة فارس ليىك ؟ اان خشصيا‬
‫مش مصدق النه شلكه حمرتم ولو اكن عايز خيرب حياتك اكن قال‬
‫هو مني قصادى وخالان اختانقنا‬
‫• ىه الىل قالتىل وجابتىل صور كامن ليه مع بنات‬
‫قال بتساؤل‬
‫• يعىن لو جت جابتكل صورىت مع واحدة هتصدىق اىن خبونك وتطلىب‬
‫الطالق وال هتمكىل ؟‬

‫‪352‬‬
‫• همكل طبعا ومش هصدق‬
‫• ليه ؟ ما نفس صاحبتك الىل بتثقى فهيا ىه الىل قالتكل‬
‫امسكت بيده وقالت اببتسامة‬
‫• عشان اان حببك وواثقة فيك اي بالل ولو شوفتك بعيىن قاعد مع‬
‫واحدة هقول ده مش جوزى وامىش‬
‫تبسم بالل و مضها قائال‬
‫• ربنا هيديىك اي مريا وينور بصريتك ويبعد عندك الرش‬
‫احتضنته مريا بفرحة و حضك هو وادار حمرك س يارته وتوجه اىل مزنلها‬
‫وهناك وقفا ينظران بدهشة و رسعان ما انفجروا ضاحكني !‬
‫***‬
‫طرق الباب عدة مرات واذن " فريد " للطارق ابدلخول برسعة فقد توقع ان‬
‫تكون ىه او امحد ولكنه وجد " سلمي "مبتسام ومقبال حنوه فهتض احتضنه‬
‫وحياه ورفع سامعة الهاتف ليطلب هل ىشء فأوقفه سلمي وقد وضع " اللكبش‬
‫"ىف يده !‬
‫نظر اليه بذهول ودهشة وقال وهو حياول استيعاب ما حيدث‬
‫• ايه ده اي سلمي ؟‬

‫‪353‬‬
‫مل جيب سلمي وحسبه من مكتبه وهو مقيد اليدين ابللكبش ! ظل فريد‬
‫يرصخ به ومينعه عام يفعهل و زمالئه حوهل يهتامسون ويضحكون عىل" الرائد‬
‫"املقيد ابللكبش !‬
‫لك هذا وسط حضاكت سلمي واس متراره ىف حسب فريد اذلى قال بغضب‬
‫وهتديد‬
‫• وحياة فضيحىت ىف املديرية واان خارج مهنا متلكبش زى اجملرمني‬
‫العلقك فهيا اي سلمي وهتشوف‬
‫حضك سلمي وقال بال مباالة‬
‫• هبقى معلت الىل اان عايزه اي حرضة الظابط‬
‫قال فريد بغضب وهو حياول ايقافه‬
‫• ظابط ومتلكبش اي سلمي ! املديرية لكها اتفرجت عليا هورهيم وىش‬
‫ازاى بعد كدة هللا خيربيتك انت تعترب بتخطف ظابط من مقر معهل‬
‫!‬
‫• عادى هيقولوا واحد عنيد واخوه الصغري بيأدبه‬
‫نظر اليه بغضب فأمكل سلمي قائال‬
‫• ده الىل عندى اي فريد ‪ ..‬هكرس عنادك‬

‫‪354‬‬
‫اس تقال الس يارة حفرر احدى يديه ووضع احد احللقتني ىف املقبض جبانب‬
‫فريد وقيده وادار حمرك س يارته وانطلق به اىل حيث يريد وبعدها بفرتة‬
‫امسك هاتفه وهاتف ساىل قائال بتساؤل‬
‫• خلصىت اي حبيبىت ؟‬
‫نظرت ساىل لشقيقهتا القابعة جبانهبا وحالها ال خيتلف عن حال خطيهبا وقالت‬
‫بنرص‬
‫• لكه متام اي حبيىب ‪ ..‬هتبعتىل املاكن عىل الواتس وال ه منىش ورا بعض‬
‫• االتنني ‪ ..‬اخلريطة اتبعتتكل عىل الواتس و اان ماىش وراىك عشان‬
‫اكون مطمن‬
‫بعد فرتة وصال اىل ماكن ىف الصحراء به طاوةل للعشاء ومشوع وورود اى‬
‫اجواء رومانس ية حبتة ! انزل سلمي ذكل الغاضب من الس يارة وامر ساىل‬
‫ابنزال شقيقهتا وفك قيدها ‪ ،‬هتللت اساريرها وفرحت ولكن ما لبثت ان‬
‫حتولت فرحهتا اىل دهشة وىه ترى سلمي يقيدها مع فريد ىف نفس اللكبش !‬
‫نظرا اىل بعضهام واىل يدهيام املتشابكة عنوة و نقال برصهام لسلمي الواقف‬
‫اماهمم جبانب ساىل الضاحكة !‬
‫قال سلمي حبزم وهو يشري هلام‬

‫‪355‬‬
‫• انتوا متلكبشني ببعض ‪ ..‬حددوا عالقتكوا واتفقوا ‪ ..‬انتوا بتحبوا‬
‫بعض بس بتاكبروا وبتعاندوا ‪ ،‬اطلهبا للجواز وانىت وافقى واجنزوا ‪..‬‬
‫ساعهتا اللكبش هيتفك اتوماتيك‬
‫اس تدار وامسك بيد ساىل وقال ابس تفزاز‬
‫• يال ‪ Engooooooooy‬اي كتاكيت‬
‫اس تقل س يارته وجبانبه ساىل وتركهام يرصخان بأمسه بغضب وتوعد ‪.‬‬
‫***‬
‫اكنت جتلس رمي مع رشيف ىف احد املطامع حىت ارتفع صوهتا قائةل ابجعاب‬
‫• ايه امجلال ده ! شوف اي رشيف كدة‬
‫اس تدار رشيف لريى ما تنظر اليه فوجدها تنظر لفتاة مجيةل فالتفت الهيا‬
‫وقال بدهشة‬
‫• ربنا يشفى ‪ ،‬اول مرة اشوف بنت يعجهبا شلك بنت زهيا ال وكامن‬
‫تقول خلطيهبا شوف ومتبقاش غريانة عليه !‬
‫وضع يده عىل جهبهتا يتحسس حراراهتا وقال بتساؤل‬
‫• انىت ىف وعيك اي رمي ؟‬
‫ابعدت رمي يده وابتسمت خبجل وقالت‬

‫‪356‬‬
‫• اه عادى ‪ ..‬اان حبب امجلال وملا بشوف حد بنوتة مجيةل بعرتف اهنا‬
‫مجيةل ما اقعدش اقول زى البنات دى جاملها صناعى ومش عارف ايه‬
‫‪..‬ال خالص اان مش كدة‬
‫حضك رشيف وقال خببث‬
‫• تصدىق حص مجيةل بس مش امجل منك اي ام عيون ش به مياه البحر‬
‫الىل غرقت فهيم دول‬
‫جخلت رمي ونظرت لطبقها فضحك متس متتعا ابمحلرة الىت غزت وجنتهيا و‬
‫اردف قائال جبدية‬
‫• اان عايز يبقى عندك ثقة ىف نفسك اي رمي ‪ ..‬انىت حلوة جدا وعىل فكرة‬
‫مش انىت الىل حتمكى عىل جامكل‬
‫قالت رمي خبفوت‬
‫• بس اان مش حلوة اي رشيف ‪ ..‬خاالىت بيقولوا كدة‬
‫زفر رشيف بضيق ولكنه ابتسم وقال‬
‫• مفيش ست بتعرتف جبامل ست زهيا الا انىت ودى حاةل اندرة‬
‫نظر الهيا ب متعن وقال اببتسامة‬
‫• انىت احىل واحدة شافهتا عيىن وعني غريى كامن ‪ ..‬انىت عيونك زرقاء‬
‫وبرشتك بيضاء وشعرك بىن و مالحمك هادية ختطف قلب الىل‬

‫‪357‬‬
‫قصادك وكامن اوزعة كيوت كدة يعىن ملا احضنك يبقى راسك عند‬
‫قلىب عشان تسمعيه وهو بيدق ابمسك‬
‫ارتفعت ادلماء لتكسو وهجها ابلاكمل و عبثت ىف خصالت شعرها الثائرة‬
‫بتوتر وهنا حضك رشيف عىل شلكها وامسك هاتفه والتقط صورة لها وسط‬
‫جخلها وحضاكته ‪.‬‬
‫***‬
‫جلسا عىل املقاعد بصعوبة لوجودها امام بعضها ولكهنام ابدالها لتصبح جبانب‬
‫بعضها ورشعا يأالكن ولكهنم اكتشفا ان يسار فريد مقيدة ب ميني نورين الىت‬
‫زفرت قائةل بغضب‬
‫• يعىن ايدى ال ميني ىف البتاع ده ومش هعرف الك !‬
‫قال فريد بغضب‬
‫• وحياة اىم هطلع عينه بس صربه عليا‬
‫وهنا ااتمه صوت سلمي قائال مبرح‬
‫• ما تألكها ابيدك انت مستىن ايه ؟ وبعدين اتلكم عىل قدك مش‬
‫هتعرف تعمىل حاجة‬
‫نظرا لبعضهام بدهشة وقال فريد‬
‫• انت بتطلع منني ايض ! انت فني اي سلمي ؟‬

‫‪358‬‬
‫قهقه سلمي وقال مبشاغبة‬
‫• مش همم اان فني ‪ ..‬اان معاك بقلىب اي فريى‬
‫رضب فريد املنضدة بيده وقال بغضب‬
‫• وبعدين ىف لعب العيال ده ! تعاىل فكنا اي سلمي عايزين انلك‬
‫• لك وانت متلكبش عادى وبعدين انتوا لسه وراكوا سهرة مش ه متشوا‬
‫الا وانتوا معرتفني وحمددين ميعاد الفرح كامن‬
‫مل يتحدث سلمي بعد ذكل وامسك فريد ابلطعام وبدأ ىف تقطيعه النه املتحمك‬
‫ابل ميني واطعم نورين و حاول ان يتناول طعامه وسط جخلها وهو يطعمها‬
‫بيده كطفلته ومتنهيا ان تكون ممن يس تخدمون يدمه اليرسى كروز لتحل تكل‬
‫الازمة !‬
‫مصتا ورشد لك مهنام ىف ىشء خمتلف حىت قطع رشودمه صوت انغام‬
‫املوس يقى بنغمة مفضةل لنورين الىت ابتسمت وقالت‬
‫• الاغنية الىل حبهبا كامن اي ساىل !‬
‫الحظ فريد ذكل فتبسم وهنض معدال من مالبسه قدر الاماكن وقال‬
‫• تسمحيىل ابلرقصة دى ؟‬

‫‪359‬‬
‫اومأت نورين خبجل واصطحهبا وسط القلب املصنوع من الشموع ومتايال‬
‫عىل انغام املوس يقى ولكامت الاغنية الىت حتفظها نورين عن ظهر قلب وال‬
‫يعى فريد مهنا حرفا واحدا !!‬
‫"اعطىن يدك ‪ ..‬احلياة مجيةل عندما احبك ‪ ..‬نذرت معرى عىل طريقك ‪..‬‬
‫تعال وال هترب اهيا امجليل ‪ ..‬رسقت قلىب اهيا امجليل املدلل "‬
‫ظال يرقصان حىت قال فريد بضيق‬
‫• تيجى نشغل اغنية عرىب افهمها احسن من دى الىل مش فامه مهنا‬
‫لكمة‬
‫قالت نورين مبشاكسة وعند‬
‫• اان حبهبا وفهامها وهنمكل رقص علهيا‬
‫• متس تفزنيش اي نورين‬
‫• اان مش بس تفزك ‪ ..‬اان فعال حبب الاغنية دى اي فريد‬
‫مصت فريد واتبع معها الرقصة حىت ال حيزهنا وقال بعدها‬
‫• هتتحجىب امىت ؟‬
‫نظرت هل بدهشة وقالت‬
‫• اان لسه مش مقتنعة بيه وخايفة البسه واخلعه‬

‫‪360‬‬
‫قاطعها قائال اببتسامة‬
‫• بس اان نفىس تتحجىب ‪ ،‬نفىس ملا تلبس يىل فس تان الفرح يكون‬
‫حبجاب‬
‫وقفت نورين حتدق به عدة ثوان وفهمت ما قاهل ولكهنا عاندت كعادهتا‬
‫وقالت‬
‫• اان ملا البس احلجاب الزم اكون مقتنعة والبسه عشان ارىض ربنا مش‬
‫ارىض برش‬
‫مصتت منتظرة اجابته و ملعت ىف رأسها فكرة تس تغلها ىف صاحلها و لكنه‬
‫حسهبا وجلسا عىل املقاعد وقال هبدوء‬
‫• لو انىت معاىك فس تان حلو جدا و لسه جايباه جديد وماش ية ىف‬
‫الشارع هتش يليه من الكيس بتاعه وتعرضيه للهواء والرتاب وعوامل‬
‫الشارع وال هتحطيه ىف الكيس عشان حتافظى عليه ؟‬
‫• هحطه ىف الكيس عشان احافظ عليه طبعا‬
‫• ىه البنت كدة ابلظبط بس مع الفارق ىف التعبري طبعا ‪ ..‬البنات عامة‬
‫درر وجواهر الزم حنافظ علهيم واحلجاب ده هو الىل بيحافظ عليىك‬
‫وبيحميىك من نظرات الناس ومش معىن احلجاب انك تلبىس طرحة‬
‫عىل اى لبس ‪ ،‬ال طبعا الزم يكون اللبس ساتر جسمك ومش مبني‬

‫‪361‬‬
‫منك حاجة وعىل فكرة ممكن اجيبكل ابدلليل من القرأن والس نة اي‬
‫نور‬
‫اومأت نورين برأسها وقالت خبفوت‬
‫• لو عايزىن البس جحاب يبقى تبطل انت التدخني الن ده برضه حرام‬
‫ابتسم فريد وامكل هامسا وهو يفتح اغنية عربية لريقصا علهيا‬
‫• وبعدين اان راجل رشىق وحمبش حد يشوف حالوة مراىت غريى‬
‫رفعت حاجبهيا ابس هتجان وقالت‬
‫• وهو حد قال جلنابك اىن هرىض اجتوزك ؟‬
‫زفر واس تغفر هللا تعاىل ومل جيب ولكهنا اس مترت ىف اس تفزازه وقالت‬
‫• الزم الىل اجتوزه يكون بيحبىن اي حرضة الظابط مش واحد عايز‬
‫جواز وخالص وموقف حياىت بقاىل س نة جنبه ومبيتحركش‬
‫وهنا مل يس تطع التحمك ىف اعصابه وقال صارخا‬
‫• ايه لك ده مش فامهة اىن " حببك " اي غبية وعايز امكل معرى معاىك‬
‫!‬
‫من شدة الهدوء حوهلم تكررت لكامته حمدثة صدى صوت وسط ذهولها‬
‫وامكل بعصبية‬

‫‪362‬‬
‫• حببك وهتجوزك اي نورين ‪ ،‬من يوم ما جربت انك ممكن تروىح مىن‬
‫وافقدك واان اتأكدت اىن وقعت فيىك وحبيتك ‪ ،‬فديتك بروىح‬
‫ونفىس عشان انىت املهمة وسالمتك عندى ابدلنيا و مكنتش متخيل‬
‫حياىت من غري شقاوتك وجداكل معااي وعنادك ولسانك الىل عايز‬
‫قطعه ده‬
‫اخرج دبةل ذهبية من جيب بنطاهل وقال بتساؤل‬
‫• تتجوزيىن اي نورين اي بنت عز ادلين ؟ اي دكتورة الهبامي اي الىل‬
‫طلعىت عيىن ؟‬
‫اكن فريد ينتظر جواهبا ويتابع ردود افعالها و فرحهتا وجخلها ووهجها الامحر‬
‫وينتظر ان يطلق رساح يدهيام ولكن مل حيدث ىشء الا عندما نظرت ىه‬
‫لدلبةل اذلهبية الىت بني يديه وقالت بتساؤل‬
‫• بس اان البسة واحدة ‪ ،‬ايه دى ؟‬
‫خلع دبلهتا الىت ىف يدها وقال‬
‫• لو وافقىت هتلبىس دى ‪ ،‬ادلبةل الىل اان جايهبا حلبيبىت الىل اخرتت‬
‫تمكل معااي معرى مش الىل اباب جايهبا عشان خيطبىل بنت صاحبه ‪،‬‬
‫ولو رفضىت هاخد االتنني واخرج من حياتك هناىئ ‪ ..‬قولىت ايه اي‬
‫نورين ؟‬
‫اخفضت نورين وهجها ارضا وقالت خبجل وىه تضحك‬

‫‪363‬‬
‫• قولت حط دبلتك الىل انت جايهبا ىف ايدى‬
‫نظر الهيا بفرحة فأومات ىه برأسها وقالت‬
‫• موافقة اي فريد‬
‫وىف تكل اللحظة وقع اللكبش حمررا يدهيام ولكنه اكن قد قيد قلبهيام معا ‪.‬‬
‫وضع دبلهتا اجلديدة ىف اصبعها ووضع الاخرى ىف جيب بنطاهل واس تقال‬
‫الس يارة الىت تركها هلام سلمي وادارها فريد عائدا هبا اىل مزنلها حسب اخلريطة‬
‫الظاهرة امامه وسط فرحهتام العرتافهام اخريا ‪.‬‬
‫***‬
‫ىف مزنل عز ادلين وقف امجليع منتظرا عودة فريد ونورين وهام مقررين شلك‬
‫عالقهتم خاصة بعد ان قص سلمي علهيم ما فعهل هبام وسط حضاكت امجليع‬
‫وانتظرامه هلم واخريا وصال ودلفا للمزنل ويداهام متشابكة ببعضها ولكن‬
‫ليست عنوة تكل املرة ‪ ،‬تقدم فريد وجلس جبانب عز ادلين و نظر للجميع‬
‫اببتسامة وقال‬
‫• كويس ان اباب وبالل هنا عشان حندد ميعاد الفرح بقى اي انلك‬
‫توهجت الانظار حنوهام وابتسم عز ادلين وقال‬

‫‪364‬‬
‫• عبد الكرمي عارف كويس اىن مش جهوز اكرت من بنت ىف يوم واحد ‪،‬‬
‫وطبعا لكمك عارفني ان فرح مريا وبالل الىل جاى يعىن انت لسه‬
‫قصادك وقت عقبال ما افكر اجوز واحدة اتنية‬
‫نظر الش باب مجيعهم اليه وقال رشيف ببالهة‬
‫• اي حالوة اي والد ! ده عقبال ما لكه يتجوز و حرضتك اتخد فواصل‬
‫بني لك جوازة والتانية اكون اان جاتىل سكتة قلبية وروحت فهيا‬
‫وبنتك بقت ارمةل قبل ما اجتوزها‬
‫قهقه امجليع وقال سلمي مفكرا‬
‫• اان عندى حل حلو هيعجبمك‬
‫نظر فريد اليه وقال بتوعد وخسرية‬
‫• قول اي ابو الافاكر ‪ ..‬قسام برىب ما هعدهياكل اي سلمي وهتشوف‬
‫اختبأ سلمي خلف شقيقه وقال خبوف مصطنع‬
‫• احلقىن اي رشيف من صاحبك اجملنون ده‬
‫حضك امجليع فأمكل سلمي قائال‬
‫• زعالن ليه هو انت اول واحد خيرج متلكبش من املديرية ؟‬
‫قال فريد بغضب وهو يركض خلفه‬

‫‪365‬‬
‫• ال بس اول ظابط خيرج متلكبش اي سلمي‬
‫اس تطاع عبد الكرمي ان مينع فريد من الفتك بسلمي وقال همدئا‬
‫• قول اقرتاحك اي سلمي خلينا خنلص الساعة داخةل عىل ‪ ١٢‬عيب كدة‬
‫نظر عز ادلين هل بلوم وقال‬
‫• عيب اي عبد الكرمي البيت بيتك وتنور ىف اى وقت‬
‫ربت عبد الكرمي عىل يد صديقه و قال سلمي اقرتاحه‬
‫• طبعا فرح بالل ومريا هو اقرب فرح ‪ ،‬يبقى كامن كتب كتاب لللك‬
‫ومواعيد الافراح تتحدد بعد كدة ويكون الفارق مثال بني لك فرح‬
‫والتاىن شهرين ايه رأيمك؟‬
‫قالت رمي برسعة‬
‫• وطبعا رمي الىل هيطلع عيهنا وعقبال ما جيىي فرىح اان هكون خلصت‬
‫منمك‬
‫اومأ وادلها وقال‬
‫• رمي معاها حق هيكون تعب علهيا ىه اكرت واحدة‬
‫مصت امجليع حماولني التفكري ىف حل يرىض مجيع الاطراف حىت قال بالل‬

‫‪366‬‬
‫• خالص ىف فرىح يكتب سلمي الكتاب وبعدها بشهرين يتجوز ساىل‬
‫وىف فرهحم يكتب اخوه الكتاب و‬
‫قاطعه فريد قائال بسخرية‬
‫• واعنس اان ىف الاخر ! اقرتاح مرفوض اي بالل‬
‫نظر امجليع اليه حبرية حىت قال عز ادلين مفكرا‬
‫• ابىق عىل فرح مريا حواىل شهر الا اكم يوم وطبعا فريد ونورين احنا‬
‫ما صدقنا اهنم اتفك عقدة لساهنم و برصاحة اان خايف اقعدمه اكرت‬
‫من كدة يفسخوا اخلطوبة‬
‫انتبه امجليع هل خاصة مع احساسهم ابمهية قراره و امكل هو قائال‬
‫• خالص الاخني هيتجوزوا ىف يوم واحد ‪ ،‬فرح فريد ونورين مع فرح‬
‫بالل ومريا وربنا يعيىن اان واس تحمل اهنم يبعدوا ىف يوم واحد‬
‫هلل امجليع وزغردن الفتيات وحضك عز ادلين من قلبه لفرحة بناته وكعادته‬
‫ىف تكل الامور خطف نظرة لصورة زوجته الراحةل ومتمت خبفوت‬
‫• هللا يرمحك اي حبيبىت ‪ ..‬ايريتك كنىت معاان وشوفىت بناتك وهام‬
‫عرايس‬
‫وهنا نظر لنسخهتا احلية الىت تعيش معه ىف نفس املزنل و تبسم م متنيا‬
‫السعادة مجليع فتياته وقد غلبه الشوق لروز الغائبة ‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫***‬
‫اليوم عاد ظافر وزوجته الرض الوطن و توهجوا ملزنلها وتركها مع وادلها‬
‫وشقيقاهتا ورحل هو ملزنل معه وجلس معه ومع ابناء معه اذلين اس تقبلوه‬
‫ابلرتحاب وقصوا عليه ما حدث مذ غاب عهنم و هنأمه حبفل زفافهم واتفق‬
‫معهم عىل موعد ليلتقوا فيه ومعهم رشيف وشقيقه وبعدها غادر لزوجته‬
‫وجدها جتلس مع شقيقاهتا تتحدث معهن ومل تنتبه لوجوده فتابع احلوار حىت‬
‫سألهتا رمي قائةل‬
‫• مبسوطة مع ظافر اي روز ؟‬
‫حضكت روز و قالت‬
‫• مش هعرف اوصفكل احساىس اي رمي لكن لك الىل اقدر اقوهل ان لو‬
‫لك واحد فينا اس تغل الصدف الىل بتحصهل وادى لك خشص ىف‬
‫حياته فرصة مش هيكون ىف حد اسعد مننا ىف ادلنيا‬
‫قالت ساىل مبشاكسة‬
‫• روز بقت بتقول حمك ! ده تأثري اكبنت ظافر وال ايه ؟‬
‫رضبهتا روز مبزاح ونظرت لنورين قائةل‬
‫• لكنا ظروفنا اكنت واحدة واختطبنا ىف الاول ابلغصب بس لكهم قدروا‬
‫يغريوا ماكنهتم ىف قلوبنا وحيتلوها وحيفروا امسهم فهيا – حضكت‬
‫واردفت – مني اكن ممكن يصدق ان حاكيىت اان وظافر الىل بدأت‬

‫‪368‬‬
‫خببط عربيىت مرتني وبعدها دلقت القهوة عليه و ال خناقة املالىه و‬
‫ىف الاخر حنب بعض كدة‬
‫ابتسمن شقيقاهتا فقالت وىه شاردة‬
‫• عارفني اان بقيت حبس ابالمان ىف وجوده ‪ ..‬جمرد فكرة وجوده معااي‬
‫بتطمىن‬
‫حضكن شقيقاهتا عىل رومانسيهتا الزائدة اما هو فرشد ىف لك ما قصته وتذكر‬
‫حلظاهتم املشاكسة والرومانس ية و بعدها اظهر نفسه لها و احتضهنا وسمل‬
‫عىل شقيقاهتا ووادلها و بعد السالمات والكثري من الاحاديث غادرا ملزنهلام ‪.‬‬
‫***‬
‫اهنىى سلمي معهل و خرج من الرشكة ليس تقل س يارته ولكنه فويجء بس يارة‬
‫سوداء كبرية تقف امامه ويزنل مهنا ‪ ٤‬رجال مل مثني يمكمون مفه ووضعوه ىف‬
‫الس يارة وانطلقوا ابقىص رسعة دلهيم !‬
‫***‬
‫اعطته روز املنشفة وخرجت ىه تعد طعام العشاء بأجواء رومانس ية رقيقة‬
‫وبعد قليل وجدته حيتضهنا من ظهرها و يقبل شعرها من اخللف فاس تدارت‬
‫هل و اصبحا متقابلني ولكهنا شهقت فور رؤيهتا هل و اخرجت نفسها من‬
‫احضانه و قالت وىه تهنره‬
‫• انت عايز جييكل برد وال ايه اي ظافر ؟‬

‫‪369‬‬
‫نظر لنفسه ومل يفهم ما تعنيه ولكهنا نهبته انه يرتدى بنطال فقط ومل يرتدى‬
‫سرتته ومكيف الهواء يعمل ‪ ،‬اغلقت مكيف الهواء واحرضت سرتته وجعلته‬
‫يرتدهيا و بعدها جلسا عىل املائدة وقالت بتحذير‬
‫• اخر مرة خترج كدة اي ظافر ‪ ..‬مفهوم ؟‬
‫حضك ظافر وقال بضيق زائف‬
‫• ايه شغل الاهمات ده اي روز ؟ فوىق اي حبيبىت انىت مراىت مش اىم‬
‫عبست وقالت بدالل طفوىل‬
‫• انت كداب عىل فكرة‬
‫نظر الهيا بدهشة فامكلت ىه قائةل‬
‫• من اول ما اعرتفتىل حببك وانت بتقول اىن حبيبتك وامك واختك‬
‫وبنتك كامن ودلوقىت ملا جيت امارس امومىت تقوىل انىت مش اىم !‬
‫قهقه ظافر و هنض حمتضهنا وقال هامسا ابلقرب من اذهنا وانفاسه تلفح عنقها‬
‫الروز‬
‫• انىت مش اىم لكن انىت عيلىت ولك حاجة طلعت بهيا من ادلنيا دى اي‬
‫وردىت‬

‫‪370‬‬
‫حضكت روز واجلس ته عىل املائدة لتناول العشاء معا وسط مغازالته‬
‫الرصحية والوحقة ىف بعض الاحيان ولكهنا اكنت تتغاىض عن الامر لكونه‬
‫زوهجا كام اكن يقول لكام اعرتضت ‪.‬‬
‫***‬
‫فتح " سلمي " عينيه بتثاقل وجد لك ىشء مقلواب ! مل يفهم ما اذلى حدث‬
‫جعهل يرى لك ىشء مقلواب هكذا ولكنه يلمح خيال خشص ‪ ،‬أيعقل انه مقيد‬
‫من قدمه ورأسه لالسفل ! حاول حتريك قدميه ولكنه جعز عن ذكل ‪،‬‬
‫حتدث بصوت مرتفع حىت ااته صوت يألفه جيدا يقول‬
‫• منورىن وهللا اي سلمي‬
‫حبث سلمي بعينيه حىت وقعت عينيه عىل " فريد " اجلالس امامه ممدد‬
‫الساقني ويبتسم بتشفى ! ازدرد سلمي ريقه بصعوبة وقال وهو حياول‬
‫استيعاب الامر‬
‫• فريد انت معلت كدة فعال ؟ انت معلقىن عندك ىف املديرية !‬
‫نظر فريد اليه وهو معلق ىف السقف ورأسه لالسفل وقال بتشفى‬
‫• حلفت اىن هعلقك ىف املاكن الىل خدتىن منه متلكبش ومصدقتنيش‬
‫رصخ سلمي وقال بغضب‬
‫‪-‬كنت عايز افك عقدة لسانك ‪ ..‬نزلىن اي فريد عيب كدة‬

‫‪371‬‬
‫حضك فريد ابس تفزاز وقال وهو يدور حوهل‬
‫• ال مش هزنكل ‪ ..‬هتفضل متكتف كدة واجيب خطيبتك اعلقها‬
‫جنبك واول ما تعرتفوا هتزنلوا اتوماتيك‬
‫قال سلمي بغضب ورصاخ‬
‫‪-‬كنت عايز مصلحتك و خالص فرحمك كامن اس بوع ‪ ..‬هللا خيربيت‬
‫اليوم الىل اخواي صاحبك فيه عىل اليوم الىل اان صاحبت اخت‬
‫خطيبتك فيه عىل معرفتك لكها‬
‫قهقه فريد وقال‬
‫‪-‬مش عيب تقول عىل خطيبتك مصاحهبا !‬
‫‪-‬مالكش دعوة خبطيبىت ‪ ..‬نزلىن بقى‬
‫قال فريد ابس تفزاز‬
‫‪-‬ابدا ‪ ..‬ده اان لك ما بيشوفوىن حلد الهناردة بيضحكوا ولكه بسببك ‪،‬‬
‫اان الرائد " فريد عبد الكرمي "الىل امسى بريعب رجاةل بشنبات اخرج‬
‫متلكبش من مكتىب منك انت ! وهللا ما انت انزل‬
‫حاول سلمي اثناءه عن قراره وقال وهو يضغط عىل احدى نقاط ضعفه‬
‫• نزلىن اي فريد ده اان سلمي اخوك الصغري حبيبك الىل مربيه عىل ايدك‬
‫حضك فريد و هو ينظر اليه وقال‬

‫‪372‬‬
‫• ما عشان مربيك وحافظك عارف انك هتدخل من السكة دى‬
‫وتس تعطفىن كدة‬
‫رصخ سلمي وقال بغضب‬
‫• اي فريد قسام ابهلل اان كنت عايز مصلحتك وكنت عارف انك بتحهبا‬
‫وىه بتحبك ومعلت كدة عشان ننجز احلوار وتتجوزوا ‪ ،‬نزلىن بقى‬
‫قهقه فريد وامر احد رجاهل ابنزاهل و احرض ماء رشبه سلمي وغسل وهجه و‬
‫نظر اليه قائال بغضب‬
‫• انت مش طبيعى وهللا ‪ ،‬هللا يكون ىف عون الىل هتعيش معاك دى‬
‫اان كدة خوفت علهيا‬
‫نظر اليه فريد وقال بتحذير‬
‫• متجيبش سرية نورين ىف احلوار عشان احنا بنحب بعض وخالص‬
‫هنتجوز‬
‫رفع سلمي حاجبيه ابس هتجان وقال بتوعد‬
‫• وحياة تعليقىت ىف املديرية زى اجملرمني اي فريد ان زى ما كنت اان‬
‫السبب ىف اجلوازة الخلهيا تتأجل وهتشوف‬
‫غضب فريد وامسكه من تالبيب ثيابه فازاح سلمي يده وقال بربود‬

‫‪373‬‬
‫• اتعدل معااي ووصلىن اراتح شوية وده ملصلحتك اما هلكم انلك عز‬
‫واقوهل خلهيا مريا وبالل وبعدمه بفرتة فريد ونورين‬
‫نظر اليه بغضب فأمكل هو ابس تفزاز‬
‫• وانت عارف ان انلك عز بيصعب عليه انه يفارق اتنني من بناته ىف‬
‫يوم واحد و انه معل كدة عشان خاطرك انت ‪ ،‬ختيل بقى جتيهل عىل‬
‫طبق من فضة التأجيل لواحدة مهنم ؟‬
‫جنح سلمي ىف الوقوف عىل نقطة ضعف فريد ملا وجده من ااثر دهشة‬
‫وغضب عىل وهجه ‪ ،‬ابتسم سلمي عندما رأى فريد ايخذه معه ىف س يارته‬
‫واوصهل ملقر معهل مرة اخرى وكن شيئا مل يكن !‬
‫***‬
‫اكنت مريا جتلس عىل فراشها وتقرأ احدى الرواايت بعقل شارد وتنظر بني‬
‫احلني والاخر لهاتفها منتظرة ماكملة من بالل ليطمنئ علهيا قبل ان ينام كام‬
‫اعتادا منذ عقد قراهنام ولكنه اليوم تأخر عن موعده ‪ ..‬اخذت هاتفها ومهت‬
‫ان حتدثه ولكهنا وجدت ماكملة من شهرية صديقهتا ‪ ،‬ظلت تنظر للرمق برتدد‬
‫ولكهنا حسمت امرها واجابت فااتها صوت شهرية ساخرا‬
‫• وهللا كويس انك رديىت‬
‫تنحنحت مريا وقالت‬

‫‪374‬‬
‫• عامةل ايه اي شهرية ؟ معلش عارفة اىن مقرصة معاىك بس انىت عارفة‬
‫ترتيبات الفرح خالص ابىق اس بوع وطبعا لسه ابىق فس تان الفرح‬
‫وشوية حاجات كدة‬
‫قالت شهرية ابنفعال‬
‫• وبتعرفيىن اي مريا زىي زى الغريب ! هو مش املفروض اكون معاىك و‬
‫عارفة لك ده وال عشان جوزك معاىك اس تغنيىت عن لك ادلنيا !‬
‫رفعت مريا حاجبهيا بتعجب وقالت بتربير‬
‫• وايه عالقة بالل ابملوضوع اي شهرية ! هو حاجة وانىت حاجة اتنية‬
‫خالص و فعال ادلنيا مش متظبطة معااي اليومني دول و عارفة اىن‬
‫مقرصة ىف حقك بس غصب عىن عشان روز لسه راجعة الهناردة من‬
‫العمرة و كامن نورين هتتجوز معااي ف الضغط جامد علينا‬
‫قالت شهرية بسخرية‬
‫• نورين هتتجوز ! هتتجوز الظابط الىل مرسوم علهيا وشايفها دكتورة‬
‫هبامي و اكن السبب اهنا اختطفت واكنت ه متوت ؟‬
‫مل تتحمل مريا اسلوب صديقهتا اجلديد وقالت بغضب‬
‫• ىف ايه اي شهرية ؟ انىت عايزة توصىل اليه ابلالكم ده ؟ انىت عارفة‬
‫كويس ان فريد بيحب نورين وفداها بروحه ولو اكن هدفه يأذهيا‬

‫‪375‬‬
‫ماكنش هيعرض نفسه للخطر ‪ ،‬وكامن بالل بيحبىن واان حببه وجبد اان‬
‫زهقت من حتامكل عليه اي شهرية‬
‫احست شهرية ابلغضب ىف صوت صديقهتا فقالت بتلطيف‬
‫• اان مش قصدى اي م ميى وهللا ‪ ..‬بس انىت عارفة اىن حببك وخايفة‬
‫عليىك ومش مراتحة السلوب بالل املتحمك ده و انه عازكل عن لك‬
‫حصابك عشان تكوىن ليه هو وبس‬
‫• هو مالوش ذنب ىف بعدى عن حصاىب ‪ ..‬لك الوضع اىن مضغوطة ىف‬
‫ترتيبات الفرح وانقصىن حاجات كتري عشان كدة معنديش وقت الكم‬
‫حد وال حىت اروح شغىل‬
‫تغريت نربة شهرية وقالت بفرحة‬
‫• ربنا ي متمكل عىل خري اي حبيبىت ‪ ..‬معلش عطلتك روىح انىم زمانك‬
‫مرهقة‬
‫ابتسمت مريا وقالت‬
‫• ماىش اي روىح و ايريت حتاوىل تفىض نفسك بكرة عشان تيجى‬
‫تشوىف الفس تان معاان ‪ ..‬تصبحى عىل خري اي حىب‬
‫وافقت شهرية و حضكت مع مريا وصاحلهتا وبعدها اغلقت ووجدت بالل‬
‫حيدهثا كام اعتادا و اطمأنت عليه وبعدها اغلقت الرواية وغطت ىف س بات‬
‫معيق ‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫***‬
‫استيقظت روز عىل صوت انني مكتوم فتعجبت والتفتت لرتى ظافر وجدته‬
‫انمئ هبدوء فالقت عليه نظرة وابتسمت وبعدها ذهبت واحرضت املاء‬
‫لترشب مث دلفت وجدت الصوت بدا يعلو ويتحول لهذاين بأمسها ! ارتدت‬
‫نظارهتا الطبية لعلها تعرف مصدر الصوت و فتحت الاضاءة و نظرت لظافر‬
‫وجدته يتصبب عرقا ! نظرت تلقائيا ملكيف الهواء وجدته يعمل و لكهنا‬
‫انتهبت ان ظافر ينام امامه بدون سرتته ‪ ،‬وضعت يدها عىل جبينه‬
‫تتحسس حرارته وجدهتا مرتفعة وهنا ادركت ان مصدر الصوت اكن ظافر‬
‫واهنا مل تكن منتهبة هل ‪ ،‬هرولت برسعة للمطبخ واحرضت مياه ابردة و‬
‫امقشة وبدات ىف وضعها عىل جهبته لعلها ختفف من حرارته ولكن مل يتغري‬
‫ىشء ‪ ،‬نظرت اليه وقالت وىه عىل وشك الباكء‬
‫• اديك بردت اهو اي ظافر بسبب اهامكل ىف حصتك‬
‫حتسست حرارته مرة اخرى وجدهتا مرتفعة فايقظته وحاولت مساندته‬
‫ووضعته حتت املاء البارد وهنا بدأ جسده ىف الارجتاف وبدأ ينادى ابمسها‬
‫عاليا وىه تش تد عىل احتضانه لعهل هيدأ وتطمئنه اهنا جبانبه لن ترتكه‬
‫وبعدها اس تاكن وهدات رجفته وحتسست حرارته وجدهتا اخنفضت ‪ ،‬زفرت‬
‫حامدة هللا تعاىل بصوت مسموع و طوقت خرصه واس ندته علهيا وذهبت به‬
‫لغرفهتام وابدلت مالبسه و دثرته جيدا وبعدها ابدلت مالبسها ىه ونظرت‬

‫‪377‬‬
‫للساعة وجدهتا اخلامسة جفرا ‪ ..‬حولت نظرها بينه وبني هاتفه بتفكري ولكن‬
‫ىف الهناية حسمت الامر وهاتفت بالل اذلى ااتها صوته انعسا قائال‬
‫• خري اي ظافر متصل بدرى ليه ؟‬
‫ااته صوت شهقات روز وصوهتا قائةل‬
‫• اان روز اي بالل‬
‫اعتدل بالل ىف جلس ته بفزع وقال‬
‫• ىف ايه اي روز ماكل ؟‬
‫حاولت كمت شهقاهتا وقالت‬
‫• ممكن تيجى عندان اي بالل وجتيب دواء للربد وخافض للحرارة رضورى‬
‫عشان ظافر بقاهل ساعتني حرارته مش عايزة تزنل واان مش عارفة‬
‫انزل دلوقىت واسيبه والزم ايخد عالج‬
‫هنض بالل و وقف امام خزانة مالبسه وقال بلهفة‬
‫• طيب اي روز اان مسافة الطريق ابذن هللا ‪ ..‬امه حاجة انىت امعليه‬
‫كامدات ابردة‬
‫اومأت روز واغلقت معه واعادت معلها مرة اخرى و بالل ارتدى مالبسه‬
‫عىل جعل واخذ مفاتيح س يارته و ذهب الحدى الصيدليات الىت تعمل بنظام‬

‫‪378‬‬
‫‪ ٢٤‬ساعة واحرض ادلواء البن معه و رن اجلرس فأاته صوت روز تسأل‬
‫بفزع‬
‫• مني عىل الباب ؟ بالل ؟‬
‫قال بالل مطمئنا‬
‫• حطى طرحة اي روز وافتحى متخافيش‬
‫ارتدت روز اسدالها و فتحت هل الباب ووهجته للغرفة و جلس جبانب ظافر‬
‫متحسسا حرارته و اعطاه ادلواء وامالها مواعيده وقال اببتسامة‬
‫• متقلقيش عليه هو بس عشان حساس ية صدره دى خملية مناعته‬
‫ضعيفة و بيجيهل برد برسعة‬
‫نظرت لظافر ومالحمه املتعبة وقالت‬
‫• يقوم بس ابلسالمة ولينا حساب اتىن مع بعض اان وهو ‪ ..‬معلش‬
‫تعبتك اي بالل وقلقتك بس برصاحة ملقتش قصادى غريك خصوصا‬
‫انك دكتور‬
‫حضك بالل وقال‬
‫• هو اان دكتور امراض نسا بس عادى اان شغال ىف لكه‬
‫تبسمت روز فهنض بالل وقال وهو يغادر‬

‫‪379‬‬
‫• لو احتاجىت اى حاجة لكميىن ومتقلقيش هو لكها ساعة و يقوم الن‬
‫حرارته نزلت امحلد هلل ‪ ..‬يال سالم عليمك‬
‫شكرته روز واوصلته للباب واغلقت خلفه جيدا وبعدها خلعت اسدالها و‬
‫دلفت هل وتأملت مالحمه املتعبة وجسده املس تكني ىف الفراش و امسكت‬
‫بيده وقالت خبفوت‬
‫• وحياتك عندى اي ظافر ما هعديكل اهامكل ىف نفسك ده‬
‫قبلت يده هبدوء وجلست امامه منتظرة استيقاظه ىف اى حلظة ليطمنئ قلهبا‬
‫عليه ‪.‬‬
‫***‬
‫ارشقت الشمس ابشعهتا اذلهبية و مريا مل تستيقظ و شقيقاهتا حياولن‬
‫ايقاظها لذلهاب لرشاء بعض احلاجيات قبل ان تأىت روز لتشرتى معها‬
‫فس تان الزفاف ولكهنا مل تس تجيب الحد وهنا دلف الهيا هو و ازاح الغطاء‬
‫وقال حبنان‬
‫• يال اي م ميى لك ده نوم !‬
‫وضعت مريا الوسادة عىل رأسها وقالت بضيق‬
‫• س يبىن اانم شوية اي اباب عشان خاطرى ‪ ١٠ ،‬دقايق وهقوم‬
‫قهقه وقال وهو يأخذ الوسادة‬

‫‪380‬‬
‫• اان مش اباب بس جوز بنته ‪ ..‬يال قوىم عشان متأخرين‬
‫فتحت مريا عينهيا بفزع و نطقت امسه بدهشة‬
‫• بالل !‬
‫هنضت مريا مرسعة و ىه تلف جسدها بغطاهئا واخرجته من غرفهتا وسط‬
‫حضاكته وتوعدها هل وبعدها ابدلت مالبسها وهبطتت لالسفل وقالت بضيق‬
‫• صباح اخلري‬
‫حاول امجليع كمت حضاكته وقال عز ادلين مبشاكسة‬
‫• افردى وشك ده خىل ربنا يفتحها ىف وشك وختلىص حاجتك برسعة‬
‫نظرت ىه لبالل بغضب فقالت نورين ضاحكة‬
‫• وهللا اي مريا لكنا حاولنا نقومك لكن رفضىت فدخل هو‬
‫زفرت وقالت خبجل ومحرة غزت وجنتهيا جملرد تذكرها املوقف‬
‫• خالص اي نور انهتينا ‪ ..‬اتصىل بروز شوفهيا فني عشان نروح االتيليه‬
‫نشوف الفساتني‬
‫امسكت رمي الهاتف لتحادث روز فسحبه بالل مهنا وقال‬
‫• ال سيبوا روز الهناردة عشان ىه تالقهيا منامتش من امبارح‬
‫نظر امجليع اليه بدهشة فاردف قائال‬

‫‪381‬‬
‫• ظافر اكن حرارته عالية طول الليل وىه معاه ولكمتىن الفجر روحت‬
‫جبتهل دواء حلد ما نزلت حرارته‬
‫قال عز ادلين بقلق‬
‫• وهو اخباره ايه دلوقىت ؟ وروز عرفت تترصف وال لو مكنتش‬
‫روحت ال قدر هللا اكن حصهل حاجة ؟‬
‫هداه بالل وقال مطمئنا‬
‫• هو امحلد هلل خبري اي انلك اان مسبتوش الا واحلرارة انزةل وبرصاحة‬
‫روز ساعدتىن كتري معلتهل كامدات وحطته حتت املياه الباردة لو‬
‫واحدة غريها اكن زمان ظافر جاتهل محى وبعد الرش راح فهيا‬
‫اطمأن امجليع من حديثه فامكل قائال‬
‫• سيبومه يراتحوا الهناردة ونأجل مشوار االتيليه لبكرة تكون ىه معامك‬
‫والهناردة ختلص احلاجات الىل ابقية ىف الفرش وبعدها نروح نطمن‬
‫عليه ونكون قولنا لسلمي ورشيف كامن‬
‫اومأ امجليع برأسه ودق الباب وفتحت نورين وجدته فريد اذلى دلف مبتسام‬
‫والقى التحية عىل امجليع و تناولوا الافطار معا وبعدها غادروا اىل حيث مه‬
‫ذاهبون ‪.‬‬
‫***‬

‫‪382‬‬
‫فتح " ظافر "عينيه والتفت جبانبه يتحسس الوسادة و لكنه مل جيد " روز "‬
‫حفاول الهنوض ولكنه وجد يد متنعه من الهنوض فالتفت وجدها انمئة عىل‬
‫الكرىس جبانبه ويدهيا تطوقانه ‪ ..‬اعتدل ىف جلس ته و ظل يتأمل وهجها‬
‫املالئىك وىه انمئة ‪ ..‬وشعرها البىن اثئرا عىل وهجها و برشهتا الروز اكرث‬
‫امحرارا ونظارهتا الطبية مازالت ىف وهجها ‪ ..‬حاول ايقاظها هبدوء ولكهنا‬
‫استيقظت هبلع وىه ترصخ ىف وهجه فأرتد للخلف بفزع وقال حماوال هتدئهتا‬
‫• ىف ايه اي روز ؟ اهدى اي حبيبىت‬
‫حتسست روز حرارته وقالت بقلق‬
‫• انت كويس اي حبيىب ؟ حاسس بتعب وال حاجة ؟‬
‫ابتسم ظافر وقال مطمئنا‬
‫• اان امحلد هلل كويس اوى ‪ ..‬متقلقيش‬
‫زفرت ابرتياح واحتضنته فقبل رأسها وقالت حبنان‬
‫• وقعت قلىب حرام عليك‬
‫حضك ظافر وقال مبشاغبة‬
‫• لو كنت اعرف انك بتحبيىن اوى كدة وهتفضىل طول الليل جنىب اان‬
‫كنت تعبت من زمان‬

‫‪383‬‬
‫تذكرت غضهبا منه و ابتعدت عنه ورضبته بقبضهتا فتأوه وقالت ىه بتوبيخ‬
‫الام لطفلها‬
‫• هو اان مش قولتكل متنامش والتكييف مفتوح و تكون البس‬
‫هدومك اكمةل ‪ ..‬اديك اخدت برد ولو ماكنش بالل جه حلقك اكنت‬
‫هتقلب حبمى اي اكبنت ظافر‬
‫تغريت مالمح وهجه متاما من املرح للغضب والغرية و قبض عىل معصمها‬
‫قائال بغضب‬
‫• بالل جه هنا واان تعبان ؟ ازاى تعمىل كدة اي روز !‬
‫ابعدت يده وقالت بعصبية‬
‫• مش وقت غرية دلوقىت ابهلل عليك‬
‫حاول كمت حضاكته اهنا انتهبت لسبب غضبه رسيعا مما يدل عىل حفظها هل‬
‫وامكلت قائةل‬
‫• اوال اان كنت حبجاب و هو جوز اخىت يعىن اان متحرمة عليه طول ما‬
‫اخىت عىل ذمته ‪ ،‬اثنيا الساعة اكنت ‪ ٥‬الفجر و انت كنت حمتاج‬
‫عالج وماكنش ينفع اىن انزل ىف الوقت املتأخر ده واسيبك لوحدك‬
‫وهو راجل هيعرف يترصف وكامن دكتور‬
‫احتضهنا ظافر لعهل هيدأ من روعها وعصبيهتا وقال مبرح‬

‫‪384‬‬
‫• طلع خمك نضيف واان الىل كنت فاكرك ادىب حافظ مش فامه !‬
‫حضكت روز وقالت‬
‫• وهو حد قال جلنابك ان الادىب اغبياء اي اكبنت ظافر !‬
‫قبل رأسها وقال حبنان لينس هيا الرمسية واللقب اذلى اعطته اايه ىف غضهبا‬
‫• حببك اي وردىت‬
‫ابتسمت ودفنت وهجها ىف صدره لتس متد منه الامان اذلى غاب عهنا مبرضه‬
‫املفاجئ و تعلن لنفسها انه اصبح س يد " حياهتا " وليس " قلهبا "فقط‬
‫***‬
‫الاس تعدادت حلفل الزفاف قامئة عىل قدم وساق و انهتت الفتيات والش باب‬
‫من اكامل النواقص وىف مساء اليوم ذهب امجليع لالطمئنان عىل ظافر اذلى‬
‫متاثل الشفاء متاما بعد عدة اايم و اختار احلةل الرمسية معهم وكذكل الفتيات‬
‫اخرتن االثواب و اليوم قبيل الزفاف بيوم وعقد قران " فريد " و "نورين "‬
‫ىف مزنل عز ادلين اذلى جلس امام فريد واضعا يده بيده ورددا معا خلف‬
‫املأذون اذلى اعلهنام زوجا وزوجة و هنا تقدم فريد مهنا قائال مبشاكسة‬
‫• بقيىت مراىت اي دكتورة الهبامي‬
‫حضكت نورين وقالت خبجل‬
‫• خالص بقيت حالكل قصاد لك ادلنيا‬

‫‪385‬‬
‫امسك بيدها وقبلها و بعدها جلس هو مع الش باب والرجال ابخلارج و ىه‬
‫مع النساء والفتيات ابدلاخل لالس متتاع بذكل اليوم ‪.‬‬
‫***‬
‫عقب خروج الش باب وقفت " ساىل "ىف منتصف احللقة الىت تكونت من‬
‫الفتيات وقالت وىه تفتح احدى الاغنيات الشهرية‬
‫• الفرح ميبقاش فرح من غري اغنية " بيت حبيىب "‬
‫حضكن شقيقاهتا وبدأن الفتيات ىف الامتيل عىل نغامت الاغنية وسط‬
‫سعادهتن مجيعا ‪.‬‬
‫***‬
‫نظرا ظافر وسلمي اىل فريد وقال ظافر غامزا‬
‫• معلت ايه اي ابشا ؟‬
‫تعجب فريد وقال بتساؤل‬
‫• ىف ايه ابلظبط ؟‬
‫قال سلمي غامزا‬
‫• يعىن بعد كتب الكتاب مفيش حضن كدة او حاجة اتنية كدة ؟ دى‬
‫بقت مراتك اي حرضة الظابط‬

‫‪386‬‬
‫نظر فريد الهيام وقال بتساؤل‬
‫• هو الزم احلوار ده يعىن ؟‬
‫قهقه ظافر وقال‬
‫• روح اي فريد لكم مراتك عىل انفراد جتك وكسة ىف خيبتك ‪ ..‬روح اي‬
‫حبيىب‬
‫حضك سلمي و ظافر واشار الاخري ملاكن معني وقال خببث‬
‫• احلتة دى حلوة يال اي حبيىب ربنا هيديك‬
‫نظر فريد للماكن ودفعه سلمي ووقف بعدها جبانب ظافر ضاحكني عليه‬
‫ومنتظرين رد الفعل !‬
‫***‬
‫حسهبا من يدها دون ان ينتبه هل احد ووقف هبا ىف املاكن اذلى اشار اليه‬
‫ظافر وقال اببتسامة‬
‫• مربوك اي حبيبىت‬
‫وضعت نورين وهجها ارضا وقال خبجل‬
‫• هللا يبارك فيك‬
‫رفع فريد وهجها وقال اببتسامة مل تفارقه ومزاح‬

‫‪387‬‬
‫• ال اان عايز نورين الىل برتد اللكمة بعرشة اصل اان مش واخد عليىك‬
‫كدة‬
‫حضكت نورين بشدة و تأمل هو حراكهتا و جفأة مضها لصدره قائال مبزاح‬
‫وهو يغالب جخلها‬
‫• احىل حاجة ىف الاوزعة ان ملا تتحضن راسها تبقى عند القلب‬
‫ابلظبط‬
‫شعرت بدقات قلبه رسيعة كدقات قلهبا ايضا وكست ادلماء وهجها من‬
‫اخلجل و خرجت من احضانه ورفع وهجها قائال‬
‫• لك حاجة فيىك حلوة ‪ ..‬عيونك و شعرك و حضكتك و مشاكس تك ‪..‬‬
‫ملكتيىن اي نورين ‪ ..‬نورىت حياىت بوجودك‬
‫استندت عىل احلائط بصعوبة من فرط جخلها من لكامته ونظراته الىت جتعل‬
‫الانىث الىت بداخلها ختجل و امغضت عينهيا وعضت عىل شفهتا السفىل‬
‫واقرتب هو مهنا بشدة وامغض عينيه اتراك نفسه ملشاعره ولكنه رجع لعقهل‬
‫بصفعة تلقاها عىل وهجه مهنا و ركضها من امامه وىه ىف مقة اخلجل و دقات‬
‫قلهبا اكلطبول ‪.‬‬
‫***‬
‫حاوال كمت حضاكهتم بصعوبة عىل وهجه الامحر من صفعهتا فقال بغيظ وهو‬
‫يضع ثلج احرضته روز هلم‬

‫‪388‬‬
‫• ادى اخرة الىل يسمع الكمكوا ! رضبتىن ابلقمل خلتىن حاسس ان‬
‫س ناىن مش بتاعىت‬
‫انفجر ظافر ضاحاك فقال بالل من بني حضاكته‬
‫• احسن تس تاهل ‪ ..‬حد قاكل تسمع الكم ظافر وسلمي الىل هام افسد‬
‫اتنني فينا‬
‫حتسس فريد وهجه بأمل وقال‬
‫• ايدها تقيةل اوى ‪ ..‬اان فعال غلطان اىن مسعت الكم ظافر‬
‫نظر ظافر اليه وقال‬
‫• قال يعىن اكنت فكرىت اان بس‬
‫قال رشيف بصعوبة من بني حضاكته‬
‫• اي ابىن اذا اكن هو مراته عضته عشان حاول يبوسها وانت الىل‬
‫انتهبت ساعهتا ‪ ،‬ازاى تسمع الكمه دلوقىت ‪ ..‬عقكل اكن فني ؟‬
‫حاول بالل كمت حضاكته وقال‬
‫• اديك شوفت النتيجة اي فريد عشان تسمع الكم ظافر وسلمي اتىن‬
‫نظر اليه سلمي وقال خببث‬
‫• الىل يشوفك يقول انك معرك ما حضنت مراتك وال حىت بوس هتا‬

‫‪389‬‬
‫قال بالل برسعة‬
‫• قسام ابهلل معرى ما معلهتا وال هعملها الا اما تكون ىف بيىت‬
‫نظر لشقيقه وابن معه وقال بسخرية‬
‫• اصل يعىن جهيب الهتزيق لنفىس عىل ايه ؟ هيبقى حلو منظرى يعىن‬
‫ملا مراىت تلطش ىن قمل وال حىت ملا تعضىن وىه لكها بكرة وهتكون‬
‫معااي العمر لكه ‪ ،‬من اس تعجل ىشء قبل اوانه عوقب حبرمانه ‪.‬‬
‫نظرا فريد وظافر لبعضهام ابحراج حماولني الكف عن الضحك وقال رشيف‬
‫ابجعاب‬
‫• ما شاء هللا اي بالل ‪ ،‬جبد انت الرجاةل الىل زيك قليلني دلوقىت ‪ ..‬اي‬
‫خبتمك ببعض‬
‫تبسم بالل وقال سلمي خببث وهو يضحك‬
‫• يعىن انت اي رشيف هتعمل زى بالل واول ما يتكتب كتابك عىل رمي‬
‫مش هتحضهنا وال حىت تبوسها ؟ معتقدش ده انت لك يوم بتنام‬
‫حاضن اخملدة مفكرها رمي‬
‫امحر وجه رشيف من الاحراج من السؤال و جفأة ركض خلف شقيقه‬
‫متوعدا هل وحلقه ابىق الش باب حماولني منعه و عز ادلين وعبد الكرمي ال‬
‫يفهمون يشء !‬

‫‪390‬‬
‫***‬
‫ىف احد الفنادق الفخمة و امام سمل خضم يتفرع اىل سلمني يقف بالل وفريد‬
‫لك مهنام امام سمل منتظرين هبوط زوجاهتم ىف يد وادلهن‪.‬‬
‫عىل انغام املوس يقى الرقيقة تأبطت "نورين " ذراع وادلها و نزال السالمل‬
‫الىت ينتظرها ىف هنايهتا بطلها اذلى س تمكل معرها جبانبه ‪.‬‬
‫هبط عز ادلين وقبل جبني ابنته واعطاها لزوهجا قائال‬
‫• دى امانتك من الهناردة ‪ ..‬خد ابكل مهنا‬
‫اخذ فريد يد زوجته و قال لوادلها بسعادة‬
‫• امانتك ىف احلفظ والصون طول ما اان عايش‬
‫صعد عز ادلين مرة اخرى و نظر فريد لزوجته بفس تان زفافها وجحاهبا اذلى‬
‫ارتدته اليوم حتقيقا المنيته ان يراها يوم زفافهم حبجاهبا ‪ ..‬قبل جبيهنا وقال‬
‫برفق‬
‫• ربنا يقدرىن واكون قد الامانة‬
‫نظرت نورين هل خبجل و اش تدت عىل يده والابتسامة تعلو ثغرها ‪.‬‬
‫***‬
‫امجليع يتابع شقيقه وزوجته الا هو نظره مثبت لالعىل منظر هبوط وادلها‬
‫هبا و حلسن حظه مل يطل انتظاره حيث ظهرت " مريا " متأبطة ذراع عز‬

‫‪391‬‬
‫ادلين و عيناها تبحثان عنه حىت وجدته يقف يرتدى حةل رمسية ابللون‬
‫الرمادى ابرزت لون عينيه املمزي واذلى يطابق لون عينهيا و رأت فهيام نظرة‬
‫اجعاب ممزوجة بدهشة وعشق ‪ ،‬رأها هتبط السمل وىه تهتادى بفس تاهنا‬
‫اذلى يش به فس تان احدى الامريات الىت خرجت من احدى احلاكايت‬
‫لتوها ‪ ،‬وجحاهبا اذلى ارتدته للمرة الاوىل مبفردها دون ان يطلبه مهنا و‬
‫عيناها الرماديتان الىت تبحثان عنه ووسط حديث العيون حتدث عز ادلين‬
‫وهو يقبل جبني مريا وجعلها تتأبط ذراع بالل‬
‫• مس ئوليتك من الهناردة وانت حر فهيا ‪ ..‬حطها ىف عينيك اي بالل‬
‫احتضنه بالل وقال مطمئنا‬
‫• ىف قلىب قبل ما تكون ىف اى ماكن ىف ادلنيا‬
‫تبسم عز ادلين وربت عىل يده حبنو و وقف جبانب عبد الكرمي و دلف‬
‫امجليع للقاعة وعىل انغام املوس يقى الهادئة وصوت احد املطربني الهادئ‬
‫والاغنية الىت ترتدد ىف الاحناء يضم لك زوج زوجته ويامتيال معا عىل انغام‬
‫املوس يقى ‪.‬‬
‫***‬
‫ال ياكد يصدق اهنا الان بني احضانه وس تكون معه لالبد ‪ ..‬من يرامه من‬
‫بعيد يقول اهنام خلقا ليمكال بعضهام ‪ ..‬الحظ مصهتا منذ رأها فقال بالل‬
‫اببتسامة‬

‫‪392‬‬
‫• مربوك عىل احلجاب ومربوك عليىك اان اي روىح اان‬
‫حضكت مريا ومل تتحدث فقال هو مزاح‬
‫• ال اان مش متجوز واحدة مبتتلكمش ‪ ،‬مسعيىن صوتك كدة‬
‫ابتسمت وقالت‬
‫• اقول ايه يعىن اي بالل‬
‫مضها اليه وقال هبمس ىف اذهنا مرددا لكامت الاغنية الىت يسمعها‬
‫• اان فيىك شايف لك حاجة نفىس فهيا ‪ ..‬اان بيىك عايش حاةل مش‬
‫واخد علهيا‬
‫امكلت ىه بصعوبة من فرط جخلها‬
‫• وعشان حياىت بتحىل ملا بتدخلهيا‬
‫قاطعها وهو يضمها اكرث معلنا ملكيهتا واتبعيهتا هل‬
‫• اان عن حياىت لكها اتنازلتكل‬
‫مل تشعر مريا بقدمهيا عىل الارض من فرط سعادهتا ولكن شعرت بنفسها‬
‫حملقة بني السحاب ‪ ..‬طائرة ولكن بال جناحني وكهنا ىف عامل ال يوجد به‬
‫سوى باللها فقط ‪.‬‬
‫***‬

‫‪393‬‬
‫للمرة الاوىل الىت ترقص معه فهيا بدون جدال او نقاش او عصبية ‪ ..‬اكنت‬
‫تامتيل معه عىل انغام املوس يقى وىه تضحك حىت قال فريد ابعتذار‬
‫• اسف عىل موقف امبارح‬
‫حضكت نورين وقالت وىه تتحسس وهجه ابانملها‬
‫• اان الىل اسفة عىل القمل اي حبيىب‬
‫حدق هبا عدة ثواىن وقال بدهشة‬
‫• حبيبك ! انىت طبيعية اي نور ؟‬
‫جخلت نورين وقالت اببتسامة‬
‫• امح هو مش انت جوزى وال ايه ؟‬
‫اش تد عىل احتضاهنا وقال هبمس وهو يتابع بنظره امجليع‬
‫• اه جوزك وحبيبك كامن اي نور العني‬
‫حضاك معا وظال يرقصان وامجليع يتابعهام ىف سعادة ‪.‬‬
‫***‬
‫اخذن القتيات العروس تني وكون حلقة وكذكل فعل الش باب مع ازواهجم‬
‫واقرتب ظافر من فريد وبدأ يرقص معه حىت مال عليه قائال بضحكة‬
‫• اقلع بدةل الظابط دى وعيش حياتك مرة واحدة ‪ ..‬اس متتع اي فريد‬

‫‪394‬‬
‫خلع سرتته والقاها لوادلته و نظر لسلمي اذلى اقرتب من بالل و جعهل يرقص‬
‫معه وسط حضاكت الفتيات ووادلهتم الىت قالت لهن‬
‫• ايوه كدة هام دول الىل هيظبطومه‬
‫حضكن الفتيات و رقصن معا حىت انسحب ظافر لريد عىل اتصال هاتفى‬
‫عدة دقائق وبعدها دلف وجد حلقة الفتيات اتسعت وهبا احدى شقيقات‬
‫العروس تني و امجليع ينظر لها ابجعاب ‪ ،‬حضك بسخرية وقال‬
‫• يعىن مش عارف تمل خطيبتك اي سلمي ! هو ان غاب القط‬
‫مل يس تطيع ان يمكل حديثه وحجظت عيناه بصدمة وهو يرى " روز " ىه‬
‫الىت ترقص وقال بذهول‬
‫• دى لعبت عىل الاخر ! اان هوريىك اي روز‬
‫حاول التفكري رسيعا جبعلها تتوقف دون ان يفسد احلفل ‪ ،‬أال تعمل تكل‬
‫امحلقاء انه يغار علهيا من نفسه لتذهب وترقص امام امجليع هكذا ! قطع‬
‫تركزيه صوت احد الش باب حيادث صديقه وهو يشري الهيا قائال بضحكة‬
‫ومغزة وحقة‬
‫• اوووف شوف البنت الىل برتقص دى ! لو مش مرتبطة يبقى اي خبت‬
‫الىل هياخدها ولو متجوزة يبقى اي خبت جوزها‬
‫كظم غيظه بصعوبة وحاول ان يبقى هادئا خاصة انه ال يريد افساد الزفاف‬
‫وان العديد من الرتب العسكرية موجودة به لهتنئة فريد ‪ ،‬رأى ذكل الشاب‬

‫‪395‬‬
‫يتقدم ليقرتب من احللقة مفد هو قدمه هبدوء وتعرث هبا ذكل الشاب فهبط‬
‫هو اليه حياول مساعدته ومهس ابذنه مقدلا اايه بغمزته الوحقة‬
‫• اصل اان جوزها الىل اي خبته‬
‫ربت عىل كتفه بعنف واشار لرمي بعينيه لتجعل احللقة تتسع اكرث وذهب‬
‫الهيا و بدأ يرقص معها فارتفعت حضكهتا وىه متيل معه و هو يضحك ومال‬
‫عىل اذهنا قائال من بني اس نانه املطبقة والابتسامة تعلو ثغره‬
‫• حسابنا بعدين اي روز ‪ ..‬وحياتك عندى ما هعدهياكل اي روىح‬
‫قالت وىه حتاول الا جتعل احد ينتبه‬
‫• اان اسفة بس فعال رقصت حمستش بنفىس‬
‫فتح سرتته ووضعها بداخلها بني احضانه واخرهجا مرة اخرى حسب الرقصة‬
‫وسط حضاكهتم وقال‬
‫• عقابك بعدين اي بنت عز ادلين‬
‫ظال هكذا حىت بدأت اغنية شهرية وهو يرقص معها واتسعت احللقة اكرث‬
‫لتشمل بالل ومريا وفريد ونورين ورمي ورشيف ‪ ،‬ظل ظافر جبانهبا حىت مع‬
‫تكل اللكامت قامت بتأبط ذراعه اس تعدادا للهروب او العقاب كام اسامه‬
‫وقال لها خبفوت‬
‫• بتعرىف جترى وال اش يكل واجرى ؟‬

‫‪396‬‬
‫قالت هبدوء وىه تبتسم لوادلها املتابع هلام‬
‫• بعرف اجرى متقلقش بس قوىل امىت‬
‫ابتسم وجعل ابناء معومته وزوجاهتم يفسحون الطريق و عند ذكل املقطع‬
‫"اان مهىش بيه ىف ايداي ومش هخاف واخفى وهقول للناس حبالها ده الىل‬
‫اختاره قلىب "‬
‫وهنا ركضا معا خارج احللقة دون ان ينتبه هلام احدا وانزوى هبا ىف احد‬
‫الاراكن ليعاقهبا عىل فعلهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫نظرت ساىل لسلمي بضيق وقالت‬
‫• اي سلمي ما لكه بريقص امشعىن احنا الىل واقفني كدة‬
‫مل يرد علهيا مما جعلها تغضب اكرث وقالت بغضب‬
‫• اان بلكمك عىل فكرة‬
‫نظر لفس تاهنا بغضب وقال‬
‫• وده فس تان يعىن اي ساىل ؟ اان اكم مرة منبه ان فساتينك تبقى‬
‫احسن من كدة وانىت راحية البساىل كب ‪ ،‬اان مش عارف ازاى انلك‬
‫عز سايبك كدة‬

‫‪397‬‬
‫زفرت ساىل بضيق وقالت‬
‫• اي سلمي الفس تان حلو اوى ومفهيوش حاجة ملفتة‬
‫• جبد ! ساىل ان حاسس ان رجاةل الفرح لكها مركزة معاىك انىت‬
‫وفس تانك ده‬
‫خلع سرتته والبسها لها وقال برصامة‬
‫• اوعى ختلعى دى واان هرقصك معامه ‪ ..‬يال اي سوىل‬
‫حضكت ساىل وتش بثت بسرتته و ذهبت معه للحلقتني و رقصت مع‬
‫شقيقاهتا ورقص هو مع الش باب حىت جاء اللواء لهتنئة فريد اذلى خرج‬
‫يس تقبهل ولكن يبدو انه نىس سرتته وشعره اصبح مشعث من الرقص‬
‫والتعب ‪ ..‬ادى التحية العسكرية فضحك اللواء و قال‬
‫• الف مربوك اي فريد ‪ ..‬ربنا ي متمكل خبري‬
‫ربت عىل كتفه وقال اببتسامة‬
‫• اتبسط اي ابىن وعيش س نك و ابرك للعروسة ‪ ..‬ربنا هينيك‬
‫جلس اللواء جبانب عبد الكرمي وعز ادلين واس تعد العروسني لتقطيع كعكة‬
‫الزفاف ولك مهنام ميسك يد زوجته بسعادة ‪.‬‬
‫***‬

‫‪398‬‬
‫شعرا حبركة غريبة حوهلام ولكن "ظافر "مل ينتبه لىشء سوى لعقاهبا اذلى‬
‫تس تحقه ‪ ،‬ال يرى ىشء وىه كذكل ولكن شعر بضوء يوجه ىف وهجه‬
‫وصوت حضاكت تتعاىل من حوهلم ‪ ،‬فتح عينيه و هنا اكنت املفاجأة حيث‬
‫حجظت عيناه بدهشة و امسك بيدها قائال بصدمة وهو يركض للخارج‬
‫• اي هنار اسود عىل الفضيحة ! اجرى برسعة‬
‫حاول عز ادلين وعبد الكرمي التغطية عىل الامر و ارتفعت مكربات الصوت‬
‫و بدأ فريد ونورين ىف تقطيع كعكة زفافهم اما ظافر و روز فاكان يركضان‬
‫بأقىص رسعة دلهيام حىت تعرثت ىه حفملها وذهبا دلورة املياه و بدأت ىه‬
‫تتحسس وهجها ىف املرأة وال تعمل كيف سرتى احد وهجها بعد ذكل ‪ ..‬فزوهجا‬
‫العزيز بذاكئه عاقهبا ىف املاكن اذلى اكن من املفرتض ان تقطع فيه مريا كعكة‬
‫زفافها و عندما توهجت ىه وزوهجا لهناك كشفا هام وانتبه هلم لك من ابحلفل‬
‫!‬
‫اما هو فاكن يغسل وهجه ابملاء وميسحه ابملناديل الورقية جيدا ويضحك‬
‫عىل ما وصال اليه من وراء ترسعه وغريته الزائدة وال يعمل كيف س يواجه‬
‫الامر خاصة انه تسبب بفضيحة ىف احلفل وكنه البد ان يرتك بصمة هل ىف‬
‫لك ماكن ‪.‬‬
‫***‬
‫اكنت رمي حتاول الكف عن الضحك ولكهنا ال تس تطيع حىت اهنا اختبأت‬
‫جبانب رشيف الهنا ال تس تطيع الس يطرة عىل حضاكهتا وقالت‬
‫‪399‬‬
‫• ده مش طبيعى ‪ ..‬ده الفرح لكه اتفرج علهيم وقال ايه خدها وجرى‬
‫مال رشيف علهيا حىت ال يرى احد حضاكهتم فيكفى ما به امجليع خاصة مريا‬
‫وبالل وهام ضاحكني غري قادرين عىل تقطيع الكعكة و اس مترا يضحاكن‬
‫بشدة حىت قال عبد الكرمي ابعتذار لعز ادلين‬
‫• حقك عليا اي عز ادلين واان اوعدك هعلمه الادب ملا جيىي‬
‫قال عز ادلين بضيق وهو يبحث عهنام يعينيه‬
‫• ىه مراته اي عبد الكرمي وده حقك لكن مش قصاد الناس ‪ ،‬قوىل‬
‫دول هيدخلوا الفرح ازاى اتىن ؟ دول يقعدوا بره حلد الفرح ما خيلص‬
‫عشان ادلنيا تعدى مش انقصني فضاحي كفاية الىل معلوه‬
‫حضك عبد الكرمي و هو يتذكر ركضهام من امام امجليع وقال‬
‫• احلركة دى ما بتفكرش بيك انت وحورية هللا يرمحها ىف فرح اخوك‬
‫؟‬
‫انفجر عز ادلين ضاحاك حىت دمعت عيناه وقال من بني حضاكته‬
‫• كام تدين تدان ‪ ..‬الىل معلته اان ومراىت من ‪ ٢٠‬س نة جه جوز بنىت‬
‫معهل فهيا الهناردة ههههههه ‪ ..‬اخرج اي عبد الكرمي شوفهم فني احسن‬
‫يقفشومه ىف حتة اتنية بره واملرادى هيفضحوان اكرت‬

‫‪400‬‬
‫اومأ عبد الكرمي برأسه وخرج يبحث عهنام وجدهام يقفان بنظران لبعضهام‬
‫بقلق ‪ ،‬ظافر يضع يده خلف رأسه وحيول نظره بيهنا وبني القاعة ‪ ،‬و روز‬
‫تلعب ىف اصابعها بتوتر ووهجها ارضا ‪ ،‬رمس اجلدية عىل وهجه واقرتب مهنام‬
‫قائال بغضب مصطنع‬
‫• وهللا كويس انك لسه بتتكسف اي اكبنت ظافر‬
‫انزل ظافر وهجه حرجا وقال خبفوت‬
‫• اان اسف اي انلك وهللا اان ما كنت اعرف بس اصل‬
‫قاطعه عبد الكرمي قائال برصامة‬
‫• قوىل هتدخلوا ازاى الفرح دلوقىت ؟‬
‫نظرا ارضا فأمكل قائال لروز‬
‫• طيب هو وجمنون وانىت تطاوعيه اي روز ! ده اان قولت انىت الىل‬
‫هتعقليه ااتريه هو الىل جننك ‪ ،‬عاجبك كدة ملا اتسبب انكوا‬
‫هتتحبسوا ىف العربية حلد الفرح ما خيلص ؟‬
‫دمعت عينا روز وكذكل ظافر تغري وهجه ونظر لها حبزن فأدرك عبد الكرمي‬
‫انه قىس علهيام وقال هبدوء‬
‫• تعالوا ورااي‬

‫‪401‬‬
‫سارا ورائه هبدوء و اس تغل انشغال امجليع ابلفقرات الهنائية للحفل واوقفهم‬
‫جبانبه هو وزوجته وقال بتحذير‬
‫• اقفوا هنا واحرتموا نفسكوا بقى مش انقصني فضاحي‬
‫وقفا جبانبه ونظر ظافر للحفل من حوهلم يبحث بعينيه عن عز ادلين حىت‬
‫وجده فقال هل م متامت بدون صوت‬
‫• اان اسف‬
‫اومأ عز ادلين برأسه و اشاح بوهجه بعيدا ينظر لفتياته و امسك ظافر‬
‫بيدها وضام اليه مقبال رأسها يعطهيا الامان وانه جبانهبا دوما ىف الرساء‬
‫والرضاء ‪.‬‬
‫***‬
‫ىف صاةل الانتظار وقف امجليع مودعني احلضور حىت ارتفع صوت " ساىل "‬
‫قائةل لروز وظافر‬
‫• حبيبىت طب دول راحيني يقضوا شهر العسل لكن انىت وجوزك‬
‫لزمتكوا ايه ىف السفرية دى ؟‬
‫حضك امجليع وقال ظافر بصعوبة من بني حضاكته الغارق فهيا‬
‫• اان الطيار يعىن اان لو مطلعتش دلوقىت حاال مفيش طيارة هتقوم وال‬
‫رحةل هتطلع وال شهر عسل من اصهل‬

‫‪402‬‬
‫حضكت ساىل واومأت برأسها وقالت مبشاغبة لروز‬
‫• جوزك و كنه ىف شغهل لكن الهامن مسافرة ليه معامه ؟‬
‫تش بثت روز بزوهجا وقالت بطفوةل‬
‫• افرىض مضيفة كدة وال كدة اتدلعت عليه وهو مسح ‪ ،‬يرضيىك‬
‫مكونش معامه اقطم رقبته ؟‬
‫نظر ظافر لها بدهشة فأمكلت ىه جبدية‬
‫• تقفل التكييف الىل عندك وحتط الاكب كامن عىل راسك مش‬
‫انقصني تعب اتىن ونزنل بالل ىف نص الليل يعاجلك ‪ ..‬الراجل عريس‬
‫ميصحش‬
‫انفجر ظافر ضاحاك وامجليع عىل تعلاميهتا وقال ظافر‬
‫‪-‬طب بالش حاكية يزنل يعاجلىن عشان اللكمة دى بتطعىن ىف رجولىت‬
‫حاول ابناء معومته وشقيقاهتا الكف عن الضحك ولكهنم مل يس تطعوا وامكل‬
‫قائال من بني حضاكته‬
‫‪-‬اصهل دكتور امراض نسا ‪ ،‬هيكشف عليا اان ازاى اي ام اذلاكء‬
‫مسحت دموعها اثر الضحك وقالت‬
‫‪-‬زى ما حلقك اول مرة اي " اكبنت "‬

‫‪403‬‬
‫اعطته اللقب مرة اخرى اذا فهىى غاضبة منه كام اعتادت ان تتجنب لفظ‬
‫امسه مبفرده ىف وقت غضهبا ‪ ..‬انسحب ليس تعد لالقالع ابلطائرة و تركهم مع‬
‫اابهئم يودعومه ليلحقوه فامي بعد‪.‬‬
‫وبعد قليل اكن ىف مقعده و يلقى التحية املمزية بصوته قائال‬
‫*السادة الراكب ‪ ،‬اكبنت طيار ‪ /‬ظافر زيدان والطامق يرحبون بمك عىل منت‬
‫الطائرة رمق ‪ ...‬املتوهجة اىل مطار البندقية ماركو بولو *‬
‫اراح امجليع ظهره عىل املقاعد بأرحييحة اما روز فلعبت خبامت زواهجا وتبسمت‬
‫وىه تغمض عينهيا هبدوء ‪.‬‬
‫***‬
‫ارشقت الشمس بأشعهتا اذلهبية واستيقظت" رمي " وتثائبت بكسل مث‬
‫دلفت للمرحاض غسلت وهجها و ارتدت مالبسها وصففت شعرها وخرجت‬
‫تعد الافطار واوقظت ساىل ووادلها وجلس امجليع يتناولون الافطار بصمت‬
‫حىت ربتت رمي عىل يد وادلها وقالت وىه تزفر‬
‫• ووحشوىن اان كامن وهللا‬
‫رفع عز ادلين وهجه وربت عىل يدها حبنو وقال‬
‫• مش عارف ملا انىت وساىل تتجوزوا والبيت يفىض عليا اان ممكن‬
‫حيصىل ايه‬

‫‪404‬‬
‫جلست ساىل جبانبه وقبلت وجنته قائةل‬
‫• وهو حد قاكل اننا هنسيبك اي عز بيه ؟ احنا معاك اي حبيىب داميا‬
‫احتضهنم عز ادلين ونظر لصورة زوجته و متمت ىف نفسه انه اش تاق للثالث‬
‫فتيات ‪.‬‬
‫***‬
‫اغلقت " نورين " صنبور املياه وخرجت متشط شعرها ابخلارج هبدوء حىت‬
‫ال توقظ فريد ولكهنا وجدته مستيقظ وحيرض مالبسه وعندما رأها تقدم مهنا‬
‫وقبل رأسها قائال اببتسامة‬
‫• صباح اخلري اي حبيبىت‬
‫ابتسمت نورين وبدأت متشط شعرها وقالت‬
‫• صباح الفل اي حبيىب ‪ ،‬عىل فني بدرى كدة ؟‬
‫اخرج مالبس لها وقال وهو يضحك‬
‫• هخطفك ‪ ..‬مش انلك عز سلمك ليا خالص ؟‬
‫حضكت و عقصت شعرها للخلف وقالت وىه تدفعه للمرحاض‬
‫• طيب يال ادخل خد شاور عقبال ما البس و ابقى لكم بالل وظافر‬
‫شوفهم هيزنلوا معاان هام والبنات وال مش هيزنلوا‬

‫‪405‬‬
‫اومأ فريد برأسه ودلف للمرحاض وارتدت ىه مالبسها و اس تعدت وحادث‬
‫هو امجليع واتفقوا عىل الافطار معا مث التزنه ‪.‬‬
‫***‬
‫لكام نظر " رشيف " الهيا انفجر ضاحاك حىت قالت رمي بضيق‬
‫• خالص اي رشيف مش لك ما تبص ىف وىش تضحك حمسس ىن اىن‬
‫همرج قصادك‬
‫حاول الكف عن الضحك وقال وهو جيلس اماهما‬
‫• اان مش بضحك عليىك اي حبيبىت ‪ ..‬اان لك ما افتكر الىل معهل ظافر‬
‫امبارح معرفش امسك نفىس من الضحك‬
‫حضكت رمي وقالت‬
‫• فضحوان ىف الفرح ! تقولش ملهمش بيت يلمهم‬
‫• هههههه ده ىه جت معاه كدة ‪ ،‬املهم اىج امىت احدد مع انلك عز‬
‫ميعاد الفرح ؟‬
‫رشدت رمي وقالت‬
‫• مش دلوقىت خالص اصل ده حالته اكنت صعبة اوى الصبح مش‬
‫مصدق ان البنات مش معاان واكن بيبص الماكهنم حبزن‬
‫ربت رشيف عىل يدها وقال اببتسامة‬

‫‪406‬‬
‫• الىل تشوفيه اي حبيبىت‬
‫وهنا ااتمه صوت عز ادلين قائال‬
‫• اان بقول اقفل الرشكة وتقعدوا انتوا حتبوا ىف بعض احسن‬
‫هنض رشيف فزعا ووقف امامه خبوف وجخلت رمي و تش بثت برشيف ال‬
‫ارادى فضحك هو ملظهرهام واعطى رشيف بعض الاوراق قائال‬
‫• راجع التصاممي دى اي رشيف عشان كامن ساعتني ىف اجامتع والزم‬
‫تكون موجود طبعا وانت مراجع التصاممي دى وهترشهحا‬
‫اومأ رشيف برأسه وهو مازال وهجه اصفر ‪ ،‬كمت عز ادلين حضكته وقال لرمي‬
‫وهو يعطهيا اوراق اخرى‬
‫• وانىت شوىف التصاممي دى وهتالىق ورقة بعنوان املوقع انزىل ارشىف‬
‫عىل العامل الهناردة ‪ ..‬مش عايز غلطات مفهوم ؟‬
‫هزت رأسها اجيااب وتركهم عز ادلين وخرج ضاحاك علهيام ‪.‬‬
‫***‬
‫وقف امجليع امام احدى الاماكن الشاهقة وقالت مريا حبامس‬
‫• خلوان نطلع نتغدى هنا اي جامعة ايه رأيمك ؟‬
‫اومأ امجليع برأسه وركبوا املصعد ووقف الش باب يتحدثون ووقفت روز‬
‫جبانب شقيقتهيا و لكام صعد املصعد لكام توترت وتش بثت ابحدى شقيقتهيا و‬

‫‪407‬‬
‫بدأت انفاسها تضطرب و تنظر لظافر برجاء وجدته منتبه للحديث مع بالل‬
‫وفريد حىت غرزت اظافرها ىف يد نورين الىت بدأت تنتبه لها ونظرت لها‬
‫بقلق وقالت‬
‫• ماكل اي روز ؟‬
‫بدأت روز تنظر للخارج خبوف لكام ارتفعت عن الارض و ىه تشعر‬
‫ابدلوار حىت فقدت وعهيا وقبل ان تسقط عىل الارض اكنت عىل يد ظافر‬
‫اذلى انداها بأمسها بقلق وهو حياول افافهتا وسأهلم عام هبا حىت نطقت نورين‬
‫بفزع‬
‫• فوبيا من املرتفعات ‪ ..‬ازاى نسينا‬
‫قالهتا ملريا الىت قالت وىه تنظر لها‬
‫• طيب احنا نسينا معقول ىه مقالتش لظافر ؟‬
‫نفى ظافر وقال‬
‫• معران ما اتعرضنا ملوقف وحض خوفها ده وىه مقالتليش‬
‫انتبه ورضب جهبته بيده العنا غباءه وقال وهو حيتضهنا‬
‫• لك حاجة اكنت بتدل عىل كدة واان خمدتش ابىل ‪ ..‬رفضت تسكن‬
‫معامك ىف الفيال عشان اكنت ادلور الاخري وىف املالىه ماكنتش برتكب‬
‫حاجة خالص ‪ ،‬طيب ىه ليه مرفضتش تطلع‬

‫‪408‬‬
‫حاول بالل افاقهتا وقال‬
‫• اكيد مرضيتش تزعلنا‬
‫ابعد ظافر يده وقال حبدة‬
‫• فوقها من بعيد ما تلمسهاش‬
‫نظر بالل اليه بدهشة وقال‬
‫• مش وقت غرية دلوقىت ابهلل عليك ‪ ..‬اان جوز اخهتا‬
‫ابعد يده مرة اخرى وقال‬
‫• من بعيد قولتكل ما تلمسهاش‬
‫غضب بالل وقال‬
‫• افوقها من بعيد ازاى يعىن ؟ ابلتخاطر اي ظافر !‬
‫حضك فريد فاش تد ظافر علهيا حماوال افاقهتا هو وقالت نورين بقلق‬
‫• فوقها حتت اي ظافر ‪ ..‬انزل واحنا لكنا هنزنل وراك امه حاجة اهنا‬
‫متفوقش تالىق نفسها هنا عشان لو فاقت هنا هتفرج علينا ادلنيا ‪،‬‬
‫ىه غلطتنا احنا مش غلطهتا‬
‫وصل املصعد حفملها ظافر وحنى نورين جانبا فوقفت مريا امامه وقالت برجاء‬
‫• خدها وانزل اي ظافر ‪ ..‬احنا الغلطانني مش ىه‬

‫‪409‬‬
‫خرج ظافر من املصعد وقال وهو يش تد علهيا بني احضانه‬
‫• ال غلطهتا ىه ‪ ..‬ملا تطلع معاان وختىب علينا خوفها وتستسمل يبقى‬
‫غلطهتا واان هعلمها ازاى تكرس خوفها طول ما اان معاها وىف ضهرها ‪..‬‬
‫هعلمها ازاى متخضعش حلد همام اكن هو مني ومتخضعش حلاجة‬
‫عكس ارادهتا‬
‫وقفت نورين امامه وقالت بعند‬
‫• انزل اي ظافر عشان كدة غلط علهيا‬
‫وضعها ظافر عىل اقرب مقعد وقال‬
‫• متخافوش ‪ ..‬حمدش ىف ادلنيا دى لكها هيخاف علهيا قدى ‪ ..‬اان بعمل‬
‫كدة عشان اخلهيا تتغلب عىل نقطة ضعفها‬
‫تركها معهم و اخذ فريد لالتفاق مع امن املاكن عىل ىشء معني وصعدا مرة‬
‫اخرى فقال لفريد بعزم‬
‫• الزم اخلهيا تتغلب عىل نقطة ضعفها‬
‫نظر فريد اليه وقال هبدوء‬
‫• ىه هتتغلب عىل نقطة ضعفها لكن انت نقطة ضعفك ظهرت اي ظافر‬
‫‪..‬حاول تدارهيا احسن لها‬
‫رشد ظافر وقال خبفوت‬

‫‪410‬‬
‫• ملا نقطة ضعفك تبقى قوية مش هتخاف الن وقت ما ترضب من‬
‫نقطة ضعفك هتكون ىه مصدر قوتك ومينفعش تبقى ىه نقطة‬
‫ضعفى وىه لكها نقط ضعف الن من اول رضبة هنقع احنا االتنني‬
‫اومأ فريد برأسه و وصل املصعد ودلف ظافر حياول افاقهتا وامجليع حوهل‬
‫خيشون رد فعلها ‪.‬‬
‫***‬
‫حضكت ساىل وقالت مبشاغبة لسلمي ىف الهاتف‬
‫• خالص اان لك فرح هلبس فس تان كب عشان اخد اجلاكت بتاعك‬
‫ويفضل ىف حضىن‬
‫بدأ خيط امسها امامه وقال وهو يضحك‬
‫• احنا الىل علينا ادلور اي حبيبىت و الفس تان هتكون ماما ورمي معاىك‬
‫فيه ولو لقيت فس تان مش عاجبىن هاخدك واطلع بيىك عىل الشقة ال‬
‫فرح وال حاجة‬
‫مل تصدق ما مسعته وقالت بعدم تصديق‬
‫• انت بتتلكم جبد اي سلمي ؟‬
‫اومأ سلمي وقال‬

‫‪411‬‬
‫• ايوه طبعا الن اان خالص عايزك تتحجىب وانقص اغنهياكل اي ساىل ‪..‬‬
‫اسأىل رمي اان حص وال غلط والىل هتحمك ىه بيه اان موافق عليه متام اي‬
‫حبيبىت ؟‬
‫نظرت ساىل للساعة اماهما وقالت‬
‫• طيب اي حبيىب اقفل انو واان كامن ساعتني هلكمك‬
‫• ماىش اي حبيبىت ‪ ..‬سالم‬
‫اهنت معه املاكملة و حادثت رمي لتقابلها وقد عزمت الامر عىل ىشء ‪.‬‬
‫***‬
‫استشعرت روز راحئته حولها ففتحت عينهيا وىه تشعر ابالمان لوجوده‬
‫جبانهبا ولكن عندما فتحت عينهيا و ادركت الوضع حولها حىت رصخت وىه‬
‫متشبثة بعنقه وقالت خبوف ورجاء‬
‫• نزلىن اي ظافر ابهلل عليك‬
‫وقف اماهما وقال بتحدى‬
‫• مش هتزنىل من هنا اي روز الا وانىت متغلبة عىل خوفك‬
‫رصخت وامسكت به خبوف وقالت‬
‫• ظافر يال نزنل وحياىت عندك‬

‫‪412‬‬
‫فتح ظافر ذراعيه واعطاها وهجه وظهره للماكن من خلفه وقال وهو مبتسم‬
‫• ايه الىل هيحصل لو وقعت من هنا يعىن ؟ مهوت ؟ ولو موتت‬
‫هزتعىل عليا‬
‫تش بثت به واحتضنته وبدأت تبىك بفزع وىه جتذبه وترتجاه ان يزنل معها‬
‫ولكنه اشار لفريد وبالل بعينيه لهيبطا بزوجاهتم خاصة اهنام بدأات ىف الباكء‬
‫وقال اببتسامة‬
‫• هتيجى اصعب من الطيارة الىل برتكبهيا ؟ جرىب شوىف كدة‬
‫حاولت النظر للماكن من اسفل دون ان تنتبه انه وقف عىل السور بعدما‬
‫اطمأن لهبوط فريد وبالل ورجعت ىه بفزع وقالت بباكء‬
‫• ال بدوخ ومش بعرف اقف ىف ماكن عاىل‬
‫وهنا انتهبت هل وهو يفتح ذراعيه و يسقط لالسفل اتراك نفسه للهواء‬
‫فاحتضنته واخذها لتسقط معه واكن مش تد عىل وجودها ىف احضانه وقال‬
‫بتحدى‬
‫• يال اتفرىج عىل ادلنيا من فوق قبل ما نقع ‪ ..‬شوىف اي روز وقاوىم‬
‫نقطة ضعفك‬
‫تش بثت بعنقه وقالت برصاخ وباكء وىه تنظر مثلام امرها‬
‫• ه منوت اي ظافر‬

‫‪413‬‬
‫حضك وهو يش تد علهيا وقال‬
‫• هكون ميت ىف حضنك بذمتك ىف احىل من كدة ؟‬
‫تركها من يده واصبحت تفصل بيهنم مسافة فأجربها عىل النظر لالسفل من‬
‫ماكن مرتفع وىف الهناية سقطا عىل مرتبة اسفنجية وىه تبىك وتنتحب‬
‫وتشهق وامحر وهجها و وتتأكد من وجوده عىل قيد احلياة وركضت مريا‬
‫اعطهتا املاء لترشب فالتقطته مهنا ابصابع مرتعشة وىه حتاول الكف عن‬
‫الباكء و نورين تنظر لظافر الواقف جبانب بالل بعتاب وتغسل وهجها ابملاء‬
‫لعلها هتدأ وتكف عن الباكء قبل ان يتوقف قلهبا من الفزع واخلوف ‪.‬‬
‫***‬
‫ارتشف القليل من املاء وبعدها افرغ ابىق الزجاجة عىل رأسه وهو ينظر لها‬
‫تبىك ىف احضان شقيقتهيا وقال بالل بلوم‬
‫• انت جمنون اي ظافر افرض اكن قلهبا وقف منك كنت هتبقى مبسوط‬
‫نظر الهيا ظافر و اىل دموعها وشهقاهتا وانفاسها املضطربة وقال‬
‫• اان كنت مأمن املوضوع مع فريد وامن املاكن وامه حاجة اهنا اتغلبت‬
‫عىل خوفها‬
‫قال فريد بعتاب‬
‫• بس مش قصاد اخواهتا اي ظافر دول قلهبم وقف من اخلضة عليمك‬

‫‪414‬‬
‫نظر الهيم وقال بتوضيح‬
‫• اان منطتش الا اما اتأكدت انمك نزلتوا بهيم عشان ميشوفوش الوضع‬
‫ربت بالل عىل كتفه واشار لروز قائال‬
‫• روح طمهنا اي ظافر حرام عليك‬
‫اومأ ظافر برأسه وتوجه الهيا واحتضهنا ومسح دموعها وقال اببتسامة‬
‫• اهدى اي وردىت اان معاىك واحنا خبري ‪ ..‬متخافيش‬
‫ظلت ترضبه وىه تبىك وقالت‬
‫• انت كنت مهوت من اخلوف عليك ‪ ..‬ازاى بعد ما بقيت حياىت تروح‬
‫وتس يبىن اي ظافر ؟ انت خالص جنانك زاد واان مش مس تحمةل كدة‬
‫حضك وحاول منعها عن رضبه وقال‬
‫• ما يبقاش قلبك اسود بقى اي وردىت ‪ ..‬اان كنت عايزك تواهجىى‬
‫خوفك من اى حاجة‬
‫رضبته روز بقبضهتا ىف صدره وقالت من بني شهقاهتا‬
‫• ما عشان كدة هتغلب عىل اول وامه نقطة ضعف ليا ‪ ،‬طلقىن اي‬
‫ظافر‬

‫‪415‬‬
‫توقع امجليع رد فعل صادم منه خاصة بعد رضابهتا الىت ازدادت ولكنه كبل‬
‫يدهيا وجذهبا اليه وقبلها هبدوء فاس تجابت ىه وسكنت معه و هنا كون‬
‫بالل وفريد وزوجاهتم حلقة حوهلم وسط حضاكهتم ولكن مل يباىل بل نظر اىل‬
‫عينهيا وقال من بني انفاسه املتقطعة‬
‫• قولتكل قبل كدة ان الطالق ىف احالمك وانك ملىك وملكيىت ليىك‬
‫هتخلص واان ميت وانىت معاىك ‪ ٤‬ش باب طوكل بيقولوكل اي ماما ‪،‬‬
‫هام فني اي روز عشان ملكيىت ليىك تنهتىى ؟‬
‫ل مثها مرة اخرى ولكن برشاسة تكل املرة كنه ينتقم ملا قالته وقال‬
‫• طاملا لسه مش موجودين يبقى مفيش حاجة هتفرقىن عنك الا موىت‬
‫اي بنت عز ادلين‬
‫احتضنته بشدة ومسح دموعها وكنه انعزل هبا عن العامل حىت وجد فريد‬
‫يقول من بني حضاكته الغارق فهيا‬
‫• قوم اي ظافر مش الزم لك يوم تفضحنا ‪ ..‬احنا مش ىف بدلان ولو‬
‫اتقفش نا هنا مش هنخرج‬
‫حضك بالل عىل وهجه ظافر و روز عندما انتهبا لوجودهام وقال وهو يركض‬
‫مبريا‬
‫• حصلنا اي ظافر وكفاية فضاحي‬
‫قهقه امجليع ومحل ظافر زوجته وحضك وهو يركض هبا وقال هلم‬

‫‪416‬‬
‫• يال لك واحد يش يل مراته ونشوف مني الىل هيس بق عشان‬
‫اخلرسان هيعزم اللك عىل الغداء‬
‫محل لك مهنام زوجته عىل يده تنفيذا للس باق اذلى اقرتحه ظافر وسط‬
‫حضاكت امجليع ‪.‬‬
‫***‬
‫دلف سلمي للمطعم اذلى دعته ساىل هل ولكنه تفاجئ برشيف جيلس عىل‬
‫نفس الطاوةل فقال بدهشة‬
‫• رشيف ! انت بتعمل ايه هنا ؟‬
‫وقف رشيف ينظر لسلمي وقال بتعجب‬
‫• اان جاى اقابل رمي ‪ ..‬انت الىل بتعمل ايه هنا ؟‬
‫• ساىل طلبت نتغدى هنا‬
‫حضك رشيف وقد فهم الامر وجلس قائال لشقيقه‬
‫• اقعد اما نشوف هيعملوا فينا ايه بنات عز‬
‫قهقه سلمي وطلب قهوة وعيناه يتابعان الباب ومنتظرين دخول ساىل الىت‬
‫عندما دلفت هنض بفزع وسكب فنجان القهوة عىل مالبسه وارسع رشيف‬
‫ينظفها هل ولكنه انتبه عىل اشارته هل وهو يقول بصدمة‬
‫• احلق رمي اي رشيف‬

‫‪417‬‬
‫نظر رشيف ملا ينظر اليه شقيقه وفغر فاهه ببالهة وهو يطالع رمي الىت‬
‫اقرتبت منه وىه ممسكة بيد ساىل الىت قالت لسلمي ابنتصار وىه ترفع‬
‫حاجبهيا‬
‫• ايه رأيك اي سلمي ؟‬
‫ازدرد سلمي ريقه بصعوبة وقال وهو خيلع سرتته مرسعا ويضعها عىل كتفهيا‬
‫وهو ال يعمل ما جيب ان خيلعه غري سرتته ويضعه علهيا ليسرت جسدها‬
‫• انىت معلىت العكس اي ساىل‬
‫حضكت ساىل و اشارت لرمي قائةل‬
‫• بس رمي احتجبت وىه اخىت اعتربان واحد‬
‫أمجلت الصدمة لسان سلمي وجلس واضعا رأسه بني كفيه بقةل حيةل من تكل‬
‫العنيدة الىت امامه وك متت ىه حضاكهتا وىه تنظر هل ولشقيقه اذلى اقرتب‬
‫من رمي قائال وهو يعدل من وضع جحاهبا و يضع بعض اخلصالت الثائرة‬
‫داخهل وقبل يدها‬
‫• مربوك اي روح قلىب ‪ ..‬ربنا يثبتك عليه‬
‫ابتسمت رمي ومغزت يعينهيا قائةل‬
‫• ايه رأيك ىف املفاجأة دى ؟ قولت ارمح البشمهندس عز من اذلنوب‬
‫الىل بياخدها واحتجب واحرتم نفىس‬

‫‪418‬‬
‫حضك رشيف وقال‬
‫• اباب هللا يرمحه اكن بيقول ان ابو البنات عىل طول شايل اهلم ‪ ،‬هللا‬
‫يكون ىف عون اتلك عز‬
‫• ما هو خلص مهنم ولبس نا احنا ىف احليط عىل رأى فريد‬
‫نطقها سلمي وهو يهنض جاذاب ساىل من يدها ليخرج هبا من املطعم فلحقه‬
‫رشيف ومعه رمي الىت قالت‬
‫• ىه هتتحجب عىل فكرة واللبس معاها ىف العربية بس اكنت بتنكشه‬
‫الاول ‪ ..‬احلقه قبل ما يهتور اي رشيف‬
‫حلقه رشيف برسعة وجده يقف معها امام الس يارة ويضحاك بشدة فوقف‬
‫جبانب رمي وقال ضاحاك‬
‫‪ -‬اه فعال اهتور ‪ ..‬جتك نيةل ىف هبكل‬
‫حضكت رمي وىه تنظر هلام والسعادة ابدية عىل وهجهم واطمأن قلهبا ان‬
‫امجليع اصبح خبري ‪.‬‬
‫***‬
‫وقف فريد وهو يلهث من شدة التعب وحياول التقاط انفاسه و قالت نورين‬
‫حبامس‬
‫‪ -‬يال اي فريد هيس بقوان‬

‫‪419‬‬
‫قال فريد من بني انفاسه املتقطعة‬
‫‪ -‬يس بقوا اان خالص تعبت‬
‫انزلها فريد وامسك ظهره بأمل وقال وهو يركض جبانهبا‬
‫‪ -‬لو كنت اعرف انك ختنىت كدة مكنتش وافقت ‪ ..‬اان ضهرى مش‬
‫حاسس بيه‬
‫رضبته نورين بقبضهتا وقالت بغضب‬
‫‪ -‬اان الىل ختنت وال انت الىل السجاير جابت اخرك وه متوتك بدرى‬
‫حضك فريد دلفاعها عن وزهنا اذلى ميثل عقدة للك امرأة وقال‬
‫‪ -‬اان بطلت تدخني زى ما وعدتك ‪ ،‬يعىن مش منه لكن من وزنك‬
‫الزايدة‬
‫ركضت نورين حىت س بقته وقالت حبدة‬
‫‪ -‬ايريت حتسب الفلوس الىل هتعزهمم بهيا عىل الغداء اصل شلك ظافر‬
‫كسب‬
‫حضك فريد من قلبه عىل غضهبا وكنه يس متتع بشلكها وىه غاضبة و تأخذ‬
‫حبقها ‪ ،‬هو يعشقها و امه ما يعشقه هبا ىه قوهتا ‪.‬‬
‫***‬

‫‪420‬‬
‫اكنت مريا تضحك بشدة وىه ترى زوهجا حيملها ويركض هبا وبني احلني‬
‫والاخر يرفع صوته يعلن انه حيهبا ويلتفت الهيم ظافر و روز ضاحكني حىت‬
‫قالت ىه‬
‫‪ -‬خالص اي بالل هو ابن معك جننك وال ايه ؟‬
‫حضك بالل وقال وهو يقبل رأسها‬
‫‪ -‬انىت الىل جننتيىن اي م ميى‬
‫قهقهت مريا و تش بثت بعنقه اكرث ومهست جبانب اذنه حبنان‬
‫‪ -‬انت احىل حاجة ىف حياىت اي بيبو‬
‫مغزته وقالت بضحكة‬
‫‪ -‬اهو املرادى مش بصاحلك وبقولها لوحدى‬
‫ركض هبا اكرث وسط حضاكته وقال غامزا‬
‫‪ -‬احىل حاجة ىف بالد بره اخلصوصية‬
‫عقدت حاجبهبا بعدم فهم ولكهنا فهمت بعدما قبل وجنهتا ومغز لها فشهقت‬
‫بعنف وقال مبرح‬
‫‪ -‬احنرفت امىت اي بالل ! اان متجوزاك حمرتم‬
‫قهقه بالل وقال بصعوبة من بني حضاكته‬

‫‪421‬‬
‫‪ -‬احنرفت من اول ما اجتوزتك اي مصيبة حياىت ‪.‬‬
‫حضكت وىه عىل يده وشاركها حضاكهتا وهنا تذكرت ان وادلها اكن حمق‬
‫بأمر تكل الزجيات خاصة وىه ترى شقيقاهتا يضحكن وسعداء مع ازواهجن ‪.‬‬
‫***‬
‫وصل ظافر امام املطعم وانزل روز الىت قالت بفرحة وىه تشري الحدى‬
‫ابئعات الزهور‬
‫‪ -‬احنا الىل كسبنا ‪ ..‬هاتىل طوق ورد بقى‬
‫امسك بيدها وذهب هبا لبائعة الزهور واكنت جبانهبا طفلهتا و ابتاع لها اتج‬
‫من الزهور ووضعه عىل رأسها وتش بثت بذراعه بسعادة وقبلت وجنته‬
‫فسألته الطفةل اباليطالية عن هوية املرأة الىت معه فأجاب علهيا وجفأة نظرت‬
‫لروز وشهقت بعدم تصديق ىه ووادلهتا ‪ ،‬نظرت هل روز وسألته عام قاهل‬
‫فقال بضحك‬
‫‪ -‬سألتىن انىت مني قولتلها بنىت مصدقتش اىن اخلفك معرفش ليه ؟ !‬
‫حضكت روز ونظرت للفتاة بشفقة وقالت‬
‫‪ -‬حرام عليك اي ابىن لغبطت دماغ البنت‬
‫نظر ظافر للفتاة مرة اخرى وقال ضاحاك اهنا امه ايضا فاكدت الفتاة ان تفقد‬
‫وعهيا من عدم فهمها وترمج لروز ما قاهل فانفجرت ضاحكة وقالت بتساؤل‬

‫‪422‬‬
‫‪ -‬بتفهم اجنلزيى وال الزم ايطاىل ؟ اصل اان معرفش ايطاىل خالص‬
‫قال انه ال يعمل حفاولت ىه وحادثهتا ابالجنلزيية وقالت اهنا زوجته فابتسمت‬
‫الفتاة ووادلهتا وقد فهام و اعطهتا الام زهرة حتمل اللون الوردى الفاحت لكون‬
‫برشهتا وامسها فأخذها ظافر وسط حضاكهتام معا ورسعان ما شاركهم الضحك‬
‫فريد ونورين وبالل ومريا ومه يعلنون فوز ظافر وخسارة فريد وانه حتمل‬
‫تلكفة الغداء ابلاكمل ‪.‬‬
‫***‬
‫بعد مرور عدة أشهر‬
‫***‬
‫كعادته دامئا انه حيقق لها ما ت متناه مبجرد ان يكون جمرد فكرة ىف رأسها ‪..‬‬
‫وقف رشيف ىف ارض امللعب ىف احد الاندية اذلى اس تأجره من اجل‬
‫املباراة الىت س تقام اليوم بني الش باب والفتيات ‪ ،‬امسك هاتفه وحادث فريد‬
‫اذلى اجاب وهو ينظر لزوجته الىت ترتدى حذاهئا قائال‬
‫‪ -‬ايوه اي رشيف ‪ ..‬خالص اي ابىن اان ‪ ١٠‬دقايق وهكون عندك ‪ ..‬اان ىف‬
‫الطريق‬
‫حضك رشيف ونظر لسلمي اذلى يتأهب قائال‬
‫‪ -‬فريد متش تغلنيش عشان انت لسه مزنلتش من بيتمك ‪ ..‬اجنزوا يال‬
‫عشان البنات قربوا يوصلوا‬

‫‪423‬‬
‫اوما فريد برأسه ومحل حقيبة املالبس واغلق الباب و اس تقل س يارته جبانب‬
‫نورين وادارها قائال بضحك‬
‫‪ -‬املرادى احتركت جبد ‪ ..‬مسافة الطريق ان شاء هللا‬
‫‪ -‬ابلسالمة اي حبيىب ‪ ،‬هقفل اان معاك واشوف اخوك وابن معك فني‬
‫عشان برضه اتأخروا‬
‫حضك فريد واهنىى معه االتصال اتركه هياتف شقيقه وابن معه والتفت لنورين‬
‫اجلالسة جبانبه وقال مبشاكسة‬
‫‪ -‬جاهزة للهزمية اي زوجىت العزيزة ؟‬
‫رفعت نورين حاجبهيا بتحدى واطلقت حضكة راننة وقالت‬
‫‪ -‬متعودتش اهتزم اي حرضة الظابط ومش عشان انمت ش باب يبقى‬
‫هتفوزوا علينا‬
‫ارتسمت ابتسامة عابسة عىل شفتيه وقال‬
‫‪ -‬الرجال قوامون عىل النساء اي دكتورة ‪ ،‬ودى حاجة ختص الرجال مش‬
‫النساء‬
‫اراحت ظهرها عىل املقعد جبانبه وابتسمت خببث وقالت بنربى ذات مغزى‬
‫‪ -‬هتشوف انمك هتخرسوا وهيكون بسببك انت كامن‬

‫‪424‬‬
‫حضك فريد عىل ثقهتا الزائدة بنفسها وبعدها فتح مشغل الصوت ليس متعا معا‬
‫لبعض الاغاىن ‪.‬‬
‫***‬
‫ابتسم بالل بفرحة حقيقية وهو يرى مريا خترج اخريا و محل مهنا احلقيبة‬
‫قائال‬
‫‪ -‬اان عايز اعرف انىت مواعيدك عىل طول راحية ىف داهية كدة ؟ وهللا‬
‫كويس انك مطلعتيش دكتورة‬
‫عقدت ما بني حاجبهيا ابس تفهام فأمكل هو ضاحاك وهو يدفعها ويغلق الباب‬
‫‪ -‬اصل ادلقيقة بتفرق ما بني احلياة واملوت وارواح الناس مش لعبة‬
‫حضكت مريا و اس تقلت الس يارة جبانبه وقالت‬
‫‪ -‬اي حبيىب ىه قسمة العدل عشان نبقى ممكلني بعض ‪ ..‬انت مواعيدك‬
‫مظبوطة واان مواعيدى عامةل حادثة عىل طول‬
‫ادار حمرك س يارته وانطلق هبا وسط حضاكهتم حىت وجد هاتفه يدق ابمس‬
‫رشيف فقال ضاحاك‬
‫‪ -‬طبعا بيس تعجلىن والفضل لكه لتأخريك اي هامن‬
‫اجاب وتفاجأ بصوته فابعد الهاتف عن اذنه بذعر وبعدها قال هبدوء‬
‫‪ -‬يعىن هو اللك جه واان الوحيد الىل متأخر وال لكه لسه جماش ؟‬

‫‪425‬‬
‫زفر رشيف وقال وهو ينظر لساعته بضيق‬
‫‪ -‬فريد بيه قال جاى ىف الطريق وجنابك متأخر مع اهنا مش عادتك‬
‫وظافر ابشا املصيبة الكربى فونه مقفول ومش عارف اوصهل ال هو وال‬
‫حىت رمي عارفة توصل ملراته‬
‫حضك بالل خاصة بعد ان مسع صوت ظافر اذلى اىت للتو هو وزوجته وانه‬
‫يركض خلف رشيف متوعدا هل عىل حديثه عنه ‪ ،‬اهنىى بالل املاكملة داعيا‬
‫هللا ان ينقذ احدمه رشيف من يد ذكل اجملنون !‬
‫***‬
‫اس تعد امجليع للمباراة وكهنا مباراة حقيقية ‪ ،‬جلس الاابء ىف مقاعد املشجعني‬
‫والش باب ىف فريق وحارس مرمامه" أمحد "صديق فريد و الفتيات معا ىف‬
‫فريق يدمعهم اهمات ازواهجن و حارسة مرماهن " سلمى " صديقة رمي ‪،‬‬
‫واخذ عز ادلين وعبد الكرمي دور احلاكم واطلق احدمه صافرة البدء وهنا‬
‫انطلقت املباراة وسط حضاكت امجليع ولعهبم امل متزي واحرز بالل اول هدف‬
‫فانتفضت مريا صارخة بتشجيع واحتضنته فقالت نورين بضيق‬
‫‪ -‬اي بنىت اجلون ده جه فينا !‬
‫حضكت مريا وىه تنظر لزوهجا بسعادة وقالت‬
‫‪ -‬مش همم بس جوزى الىل جابه‬

‫‪426‬‬
‫رضبن الفتيات كفا بكف و لعنب مرة اخرى حماولني احراز هدف حىت‬
‫اس تطاعت روز ان حترزه ىف هناية الشوط الاول وهنا هلل ظافر بفرح‬
‫واحتضهنا ودار هبا بسعادة قبل ان جيلس امجليع لالسرتاحة قبل الشوط‬
‫الثاىن وقال سلمي بتوضيح‬
‫‪ -‬اي ظافر اي حبيىب عشان شلكك اتعديت من مريا ‪ ..‬اجلون الىل روز‬
‫جابته ده جه فينا احنا وبقى جون التعادل ‪ ،‬جنابك فرحت ليه بقى ؟‬
‫حضك ظافر ونظر لها وىه تقف مع شقيقاهتا من بعيد وقال‬
‫‪ -‬عشان تدريباىت طول الليل جت بفايدة وعرفت جتيب جون‬
‫نظر امجليع لبعضهم بدهشة و لكن اطلق عبد الكرمي صافرة بدء الشوط‬
‫الثاىن وبدا الش باب ابللعب برشاسة حىت يس تطيعوا التغلب علهيم و حارص‬
‫رشيف الكرة واس تعد الحراز هدف حىت وقفت رمي امامه تنظر هل حبب‬
‫واحض فغرق هو ىف زرقة عينهيا ومياه البحر الساحبة فهيام و افاق من رشوده‬
‫عىل صوت هدف اخر احرزته ساىل ورفعت رمي حاجبهيا قائةل بثقة‬
‫لرشيف الفاغر فاهه ببالهة اماهما‬
‫‪ -‬طلع كيدهن عظمي فعال اي بشمهندس‬
‫حضك رشيف وقال‬
‫‪ -‬بس كدة املنافسة مش رشيفة اي بشمهندسة‬
‫نظرت لفريقها وقد احرز هدفه الثاىن ىف مرمامه وقالت بثقة‬

‫‪427‬‬
‫‪ -‬لسه ابىق ‪ ٣‬اهداف عشان يكون احلق وعىل فكرة اان ماش ية مببدأ ان‬
‫ىف احلرب واحلب لك ىشء مباح !‬
‫حضك رشيف ورفاقه وبدا الش باب ىف اس تعادة حيويهتم الحراز هدف‬
‫للتعادل وهنا اخذ فريد الكرة يلعب مبهارة حىت مهست نورين لشقيقهتا ىف‬
‫اذهنا وىه تنظر للوقت اماهمم وقد قارب عىل انهتاء املبارة‬
‫‪ -‬مش هيجيبوا اجلون وهيخرسوا بسببه ‪ ..‬اان مراهناه عىل كدة‬
‫نظرت لها روز ابس تفهام فابتسمت ىه بثقة واندته لعلها تشتت تركزيه‬
‫وبدأت تلعب جبواره لعلها تظفر ابلكرة ولكنه مل ينتبه لها حىت مهست بأذنه‬
‫وىه تأخذ الكرة وترلكها حمرزة الهدف اذلى انهتىى معه املباراة لصاحل الفتيات‬
‫‪ -‬اان حامل اي فريد‬
‫وقف فريد وانتبه لها بلك حواسه غري مباىل ابلهدف اذلى احرزته او‬
‫بفوزهن علهيم و امسكها قائال بعدم تصديق‬
‫‪ -‬عيدى الىل قولتيه اتىن اي نور‬
‫حضكت نورين ومغزت بعينهيا وىه تريه فوزهن وانتبه لها امجليع وقالت‬
‫بسعادة‬
‫‪ -‬حامل اي حرضة الظابط ‪ ،‬مش قولتكل هيخرسوا بسببك‬

‫‪428‬‬
‫وهنا مل تشعر بقدهما عىل الارض بل شعرت بنفسها طائرة بني احضانه وهو‬
‫هيتف بسعادة اهنام ابنتظار طفلهام اذلى س يوثق عالقاهام لالبد ‪.‬‬
‫اس تطاع عز ادلين ان ينزتعها منه بعد ان اكد يقسم ان عظاهما انكرست من‬
‫شدة مضته لتس تكني داخل احضانه هو مقبال رأسها حبنان الاب يبارك لها‬
‫طفلها اذلى ينتظره بشغف اكرث من وادليه ‪ ،‬اهنالت الهتنئة علهيام حىت نطق‬
‫بالل قائال اببتسامة‬
‫‪ -‬ماكنش ده االتفاق اي نورين بس ماىش‬
‫حضكت نورين ومغزته قائةل‬
‫‪ -‬مش اان قولتكل هتبقى مفاجأة ليه ومش هخليه ينساها ابدا‬
‫نظر فريد هلام وقال ابستيعاب‬
‫‪ -‬انت كنت عارف اي بالل ؟‬
‫عدل بالل من ثيابه ونظر للجميع بفخر وقال‬
‫‪ -‬اان الىل معرفها اساسا ‪ ،‬اكنت عندى الصبح وقولتلها ان بعد ‪ ٥‬شهور‬
‫هيجي ابن فريد يطلع عينينا زى ابوه ابلظبط‬
‫حضك فريد واحتضن شقيقه اذلى قال بسعادة‬
‫‪ -‬مربوك اي حبيىب ‪ ..‬ربنا جيعهل ذرية صاحلة وعقبال روز ومريا عن قريب‬
‫ايرب‬

‫‪429‬‬
‫رفع امجليع ايدهيم ىف دعاء صادق ومت متوا ان يرزق هللا روز ومريا اذلرية‬
‫الصاحلة قريبا ‪.‬‬
‫وانهتت املباراة وحقق رشيف امنية رمي ىف لعب كرة القدم و اس تطاع سلمي‬
‫اخلروج من ضغط حفل الزفاف ومشالكته مع ساىل عىل امور بس يطة ال‬
‫ق مية لها و الفائز الاكرب اكن فريد وعلمه بوجود طفهل اذلى س ينري عامله بعد‬
‫عدة اشهر وانهتىى اليوم بلك ما محهل‪.‬‬
‫***‬
‫دلف بالل والقى جبسده عىل الاريكة ابرهاق وامغض عينيه وقال‬
‫‪ -‬العشا اي م ميى وحرضيىل امحلام عايز اخد شاور واانااام مش قادر افتح‬
‫عيىن‬
‫ااته صوت مريا من بعيد موافقة عىل ما قاهل و استسمل للنوم رسيعا عىل‬
‫الاريكة من شدة ارهاقه فهو منذ يومني ىف املشفى والعيادة بدون نوم ‪،‬‬
‫شعر حبركة غريبة حوهل و راحئة انثوية ال تن متى لها وحراكت عابثة ىف شعره‬
‫ففتح عينيه بذعر وجد " شهرية " صديقهتا ىه املقرتبة هكذا ‪ ،‬انتفض بالل‬
‫و دفعها بعيدا عنه ونظر لها حبدة فقالت ىه اببتسامة عابثة وىه ترى امحرار‬
‫وهجه واذنيه جخال مهنا‬
‫‪ -‬ازيك اي "بيبو" عامل ايه ؟‬
‫وقف بالل اماهما وقال حبدة وغضب‬

‫‪430‬‬
‫‪ -‬امسى" ادلكتور بالل "وايريت حتفظى الالقاب واملسافات بينا اي انسة‬
‫شهرية وده احس نكل‬
‫نظرت هل بتالعب و القت نظرة عىل مريا وجدهتا مهنمكة ىف حتضري ما طلبه‬
‫وقالت بثقة‬
‫‪ -‬بس اان كنت متعودة عىل كدة مع فارس خطيب مريا الاول ومعره ما‬
‫اتضايق مىن الا لو كنت انت مش واثق ىف نفسك وخايف انك تضعف‬
‫قصادى‬
‫نظر بالل الهيا وجدها ترتدى مالبس ال تليق مع احلجاب اذلى ترتديه قبل‬
‫مريا ولكن همال اى جحاب هذا اذلى مسحت لنفسها خبلعه ىف مزنل صديقهتا‬
‫والوقوف امام زوهجا بدونه ! شعرت ىه من مصته اهنا اصابت هدفها‬
‫فابتسمت ابنتصار ولكن فاجأها بالل برد فعهل حيث صفعها بغضب وقال‬
‫حبدة صارخا‬
‫‪ -‬بره بيىت !‬
‫اتت مريا مرسعة عىل صوت رصخاته ونظرت هلام بدهشة فقال بالل وهو‬
‫يشري لصديقهتا بغضب‬
‫‪ -‬لو عرفت ان البنت دى جت هنا مش هيحصكل كويس اي مريا‬
‫نظر الهيا وقال حبدة‬

‫‪431‬‬
‫‪ -‬تنىس ان ليىك صاحبة امسها مريا وملصلحتك اي شهرية متجيش جنهبا‬
‫الا قسام ابهلل افعاىل مش هتعجبك ساعهتا ‪ ..‬بره بيىت لو مسحىت‬
‫امسكت شهرية حبقيبهتا ووضعت وشاهحا عىل رأسها وخرجت بغضب وىه‬
‫تتوعد لبالل اذلى نظرت مريا اليه وقبل ان تسأهل عن الامر قال هو حبدة‬
‫‪ -‬حمصلش حاجة بس لو عرفت اهنا جت هنا اتىن ترصىف مش هيعجبك‬
‫اي مريا ‪ ..‬اان زعىل وحش وامتىن انك متجربهيوش‬
‫تبسمت مريا واومأت برأسها وخلعت سرتته و جلست معه عىل املائدة‬
‫ليتناول عشائه وسط مصهتام وبعدها دلف للمرحاض ليلقى بلك غضبه حتت‬
‫املاء اذلى اطفأ نريان ثورته وبعدها استسمل للنوم اتراك مريا متعجبة من رد‬
‫فعهل الغريب جتاه شهرية !‬
‫***‬
‫استيقظت فزعى عىل صوت رصخاته ! فتحت عينهيا وجدته جيلس حياول‬
‫التقاط انفاسه وهيذى ابمسها خبوف ‪ ..‬فتحت الاضاءة واعطته املاء و ربتت‬
‫عىل ظهره وقالت مطمئنة‬
‫‪-‬اهدى خالص ‪ ..‬ده اكبوس اان هنا جنبك وهللا‬
‫رشب املاء وحاول التقاط انفاسه ومل يس تطع فضمته الهيا و مسحت عىل‬
‫شعره ودس هو وهجه ىف عنقها وزفر قائال‬

‫‪432‬‬
‫‪-‬كنت مهوت و اان شايفك بتبعدى عىن ‪ ..‬اوعى تروىح وتس يبيىن ابهلل‬
‫عليىك‬
‫اش تدت عىل احتضانه وقالت اببتسامة مشاكسة‬
‫‪-‬اورح فني اي مع اان عىل قلبك ومش هسيبك‬
‫نظرت ىف الساعة جبانهبا وابتسمت قائةل‬
‫‪-‬يال اي حبيىب قوم اتوىض وصىل عقبال ما احرض الفطار عشان تزنل‬
‫الشغل‬
‫اوما براسه و دلف للمرحاض ليتوضأ ويؤدى فريضته وىه حترض املائدة‬
‫لالفطار وتنظر هل بقلق فذكل الاكبوس يتكرر معه يوميا منذ زواهجم ! تعمل‬
‫انه يعشقها وان فقده لوادليه جعهل يتشبث هبا كوهنا اصبحت عائلته بأمكلها و‬
‫خيىش ان تفرتق عنه ىف يوم من الاايم ولكنه ال يعمل اهنا مقيدة معه ابد‬
‫ادلهر برابط روىح يفوق رابط الزواج اذلى جيمعهم ‪ ،‬افاقت من رشودها‬
‫عىل صوته يقول اببتسامة وهو يقبل رأسها‬
‫‪-‬صباح الفل اي وردىت‬
‫التفتت روز اليه وقالت اببتسامة‬
‫‪-‬صباح الورد اي حبيىب ‪ ..‬يال عشان نفطر‬

‫‪433‬‬
‫قالهتا وىه تعطيه الاطباق ليضعها عىل املائدة واخذها هو وسط حضاكته‬
‫الىت مﻷت املاكن و بعدها جلسا يتناوالن الافطار فقالت ىه بتساؤل‬
‫‪-‬ملبستش ليه اي ظافر ؟‬
‫حضك ظافر وقال وهو ينظر ملالبسها‬
‫‪-‬اجازة اي وردىت ‪ ..‬انىت هتزنىل ؟‬
‫اومأت برأسها وقالت خبفوت يفضح خوفها منه‬
‫‪-‬رئيس التحرير اتصل من شوية قال ان ىف خرب الزم اروح اغطيه عشان‬
‫مفيش حد غريى‬
‫رضب املنضدة بيده وقال بغضب‬
‫‪-‬ومقولتيش ليه اي روز ؟‬
‫تلع مثت و فركت يدهيا بتوتر وقالت‬
‫‪-‬كنت لسه هقوكل حاال وهللا‬
‫‪-‬بعد ما لبس ىت وهجزىت نفسك هتقوىل جلوزك انك انزةل ؟ مش املفروض‬
‫تقوىل الاول ولو وافقت تلبىس‬
‫‪-‬اان اسفة فاتت عليا دى ‪ ..‬هزنل ؟‬
‫رفع حاجبيه ابس هتجان وارتشف من الشاى وقال بربود‬

‫‪434‬‬
‫‪-‬اان كنت سامعك وانىت بتتلكمى عشان كدة قفلت الباب ابملفتاح وكامن‬
‫رميت املفتاح من الش باك يعىن انىت حمبوسة معااي اي روىح‬
‫حدقت به بدهشة تس توعب ما قاهل و جفأة رصخت دلرجة افزعته وقالت‬
‫وىه حترك لكتا يدهيا حبراكت عشوائية‬
‫‪-‬انت رميت املفاتيح ؟ حبستنا اي ظافر !‬
‫أومأ برأسه بربود واحاطها بذراعيه همدئا وقال‬
‫‪-‬حبيبىت احنا لسه عرسان ىف شهر العسل ومش عايزين ازعاج من حد وال‬
‫هنزنل الشارع خااالص‬
‫رلكت الارض بقدهما بعصبية وقالت‬
‫‪-‬ظافر انت جمنون ؟؟؟ ازاااى تعمل كدة ؟ اان اكن عقىل فني ملا‬
‫اجتوزت واحد جمنون كدة ! وبعدين شهر عسل ايه الىل احنا فيه ؟ احنا‬
‫متجوزين من شهور‬
‫حضك ظافر وقال من بني حضاكته‬
‫‪-‬حبيبىت انىت عارفة اىن جمنون من زمان بس احلب بيعمل املعجزات دلرجة‬
‫انك وافقىت تتجوزى اجملنون ده – امكل غامزا ‪-‬وبعدين لك يوم معاىك شهر‬
‫عسل اي وردىت‬
‫رضبت كفا بكف انعية عقل زوهجا وقالت حبرية‬

‫‪435‬‬
‫‪-‬تقدر تقوىل اان هعمل ايه دلوقىت مع رئيس التحرير ؟‬
‫امسك هباتفها وطلبه وقال خبفوت‬
‫‪-‬قوليهل اىن تعبان ومش هتعرىف تزنىل وتس يبيىن لوحدى ‪ ..‬يال اي حىب‬
‫اخذت الهاتف منه و فعلت كام اراد و اهنت املاكملة ونظرت اليه قائةل‬
‫‪-‬واديىن مش هزنل ‪ ..‬اتفضل نضف السفرة و اغسل املواعني وامعل‬
‫كوابيتني نساكفيه و هاهتم عىل البلكونة‬
‫وقف حيدق هبا ولكهنا حضكت وقبلته من وجنته وقالت وىه حتاول كمت‬
‫حضاكهتا‬
‫‪-‬مس تنياك اي روىح‬
‫غادرت وتركته يتبع اثرها وانفجرت ضاحكة وقالت بتوعد‬
‫‪-‬كيدهن عظمي اي ظافر وانت الىل جيت برجليك حمدش جابك يبقى‬
‫تس تحمل الىل هيحصكل!‬
‫عقدت العزم ان تنتقم ملا فعهل هبا ىف ايطاليا منذ عدة اشهر وان تس متتع‬
‫ابلراحة اذلى اعطاها لها اليوم حىت من اعامل املزنل ‪.‬‬
‫***‬
‫زفرت " ساىل " بضيق وىه تشاهد احدى فساتني الزفاف وقالت‬

‫‪436‬‬
‫‪ -‬مش عاجبىن وال واحد وكامن سلمي مأكد عليا الزم يكون مقفول وواسع‬
‫اومأت رمي برأسها واخرجت فس تان و اشارت لها لتجربه فقالت ساىل‬
‫بضيق‬
‫‪ -‬مش لو اكن روز ومريا معاان اكن هيكون احسن‬
‫حضكت رمي وربتت عىل يدها قائةل‬
‫‪ -‬روز مش هتعرف تزنل عشان جوزها قفل علهيم ابملفتاح ورماه من‬
‫الش باك ‪ ..‬معرفش ظافر لسع امىت بس يال ربنا يعيهنا عليه ‪ ،‬ومريا‬
‫جوزها جه متأخر وانمي ومقالتلوش اهنا انزةل فطبعا مش هتعرف تزنل‬
‫رضبهتا نورين مبزاح وقالت‬
‫‪ -‬وبعدين احنا معاىك اهو ‪ ..‬يال ادخىل جرىب الفس تان ده‬
‫احتضنهتا ساىل واخذت الفس تان من يد رمي ودلفت لتجربه وتبسام الشقيقان‬
‫لبعضهام حىت اتسعت حدقتهيام ابنهبار و ينطقا معا‬
‫‪ -‬هو ده ! يال هناخده‬
‫حضكت ساىل بسعادة وىه تتحسس فس تان زفافها و دلف مرة اخرى‬
‫وارتدت ثياهبا لتساعد رمي ىف اختيار فس تان عقد قراهنا اذلى س يكون ىف‬
‫نغس يوم زفافها ‪ ،‬لك هذا وسط سعادة نورين وحتسسها لبطهنا بفرحة ‪.‬‬
‫***‬

‫‪437‬‬
‫خرج ظافر من املطبخ وجلس عىل املقعد ابرهاق وامغض عينيه ومغغم قائال‬
‫‪ -‬هللا يكون ىف عون الس تات ‪ ..‬هام بيتعبوا اوى كدة !‬
‫حضكت روز ورفعت حاجبهيا مبشاكسة وىه توثقه ىف الكرىس قائةل‬
‫‪ -‬برافو حبيىب ‪ ،‬املهم بقى اىن عايزاك تتغلب عىل نقطة ضعفك‬
‫نظر ظافر الهيا بدهشة وهو يشعر هبا تزيد توثيقه وقال برتقب وقلق علهيا‬
‫‪ -‬هتعمىل ايه اي روز ؟ انىت جمنونة اي حبيبىت ؟ انىت نقطة ضعفى‬
‫الوحيدة !‬
‫اطفأت الاضاءة وقالت خببث ‪ :‬هكرس خوفك اي روىح‬
‫حضك ظافر بسخرية وقال‬
‫‪ -‬مبخافش من الضلمة اي نور عيىن‬
‫فتحت روز الاضاءة وقالت وىه تظهر امامه كيس به العديد من الثقوب‬
‫‪ -‬بس بتخاف من الفريان اي ظافر‬
‫اتسعت حدقتا ظافر هبلع وىه تقرتب منه بذكل الاكئن اذلى خيشاه لك‬
‫النساء وللعجب هو يشمزئ من شلكه وخيشاه ! ملت حضاكهتا املاكن وىه‬
‫تنظر هل ابنتصار وهتمس جبانب اذنه‬
‫‪ -‬العني ابلعني والسن ابلسن والبادى اظمل اي ظافر‬

‫‪438‬‬
‫ال تعمل كيف وجدت نفسها جتلس عىل قدميه و يضع الكيس اذلى اتضح انه‬
‫فارغ بعيدا بعدما اس تطاع حترير يديه وتكبيل يدهيا ىه بقبضته ونظر لعينهيا‬
‫البندقيتني وقال هبيام وانتصار‬
‫‪ -‬النظرة ابلنظرة واحلب ابحلب والعشق بأضعافه والبادى بيعشق اكرت اي‬
‫وردىت‬
‫وهنا هتدمت حصوهنا امامه واطلقت رساح حضاكهتا لتطرب قلبه قبل اذنيه‬
‫لتشاركها حضاكته وقد حرر قدميه راكضا خلفها ‪.‬‬
‫***‬
‫اكنت دهشة" رمي "اضعاف دهشة مريا من رد فعل بالل جتاه شهرية‬
‫وخاصة تربير شهرية لالمر واهتاهما لبالل انه جتاوز حده معها وعندما زجرته‬
‫فعل هذا انتقاما مهنا ! ولكن شاركها دهش هتا رشيف وىه تقص عليه الامر‬
‫فزفر قائال حبرية‬
‫‪ -‬ترصف غريب والاغرب انه يطلع من خشصية زى خشصية بالل‬
‫عقدت ما بني حاجبهيا ابس تغراب وقالت‬
‫‪ -‬امشعىن مش متوقعه من بالل ؟‬
‫نظر رشيف للفراغ وهو حيلل خشصية بالل بعناية قائال‬

‫‪439‬‬
‫‪ -‬اان اعرف بالل من حواىل ‪ ١٥‬س نة يعىن اكن طفل تقريبا ولك‬
‫مراهقته وش بابه عارصهتا ‪ ،‬معره ما بص لبنت زى ظافر الىل اكن جمننا‬
‫مبغامراته حلد ما توبته روز ‪ ،‬معره ما جرب يدخن زى الش باب الىل ىف‬
‫س نه ‪ ..‬طول معره حمرتم وبرياعى ربنا واكرب دليل انه دكتور امراض نساء‬
‫وبرمغ صغر س نه لكن مشهور ابحرتامه عشان كدة الازواج بيأمنوه عىل‬
‫زوجاهتم‬
‫اردف قائال بعدم تصديق حلديث شهرية‬
‫‪ -‬عايزة تقنعيىن ان بالل ده حاول يتجاوز مع شهرية ىف بيته و ىف وجود‬
‫مراته وملا احتدت عليه هو طردها ومنع مريا تلكمها طب ازاى اذا اكن‬
‫معره مع اجتاوز مع مريا وهام اكتبني الكتاب ورشعا مراته هريوح يتجاوز‬
‫مع صاحبهتا ىف بيته ؟ مش مقنعة اي رمي خالص !‬
‫حكت رمي ذقهنا بتفكري واقتناع حبديث رشيف خاصة اهنا بدأت حتفظ‬
‫ازواج شقيقاهتا وقالت‬
‫‪ -‬ىف حلقة مفقودة اي رشيف !ازاى شهرية اكنت بشعرها وبالل شافها كدة‬
‫مع انه املفروض هو لكم مريا وىه ىف املطبخ يعىن مسعت صوته و‬
‫املفروض حطت طرحهتا لكن دى حلد ما اختانق اكنت بشعرها‬
‫قال رشيف مرسعا وقد شعر ابخلوف عىل مريا من تكل الفتاة‬

‫‪440‬‬
‫‪ -‬خىل مريا تسمع الكم بالل وحتذر من البنت دى اما هتتأذى جامد اي‬
‫رمي‬
‫قالت رمي بلهفة وتساؤل‬
‫‪ -‬ليه اي رشيف ؟‬
‫‪ -‬البنت دى بتحب بالل وعايزة اتخده !‬
‫شهقت رمي ووضعت يدها عىل مفها حىت ال يسمعها احد وبدا رشيف يقص‬
‫علهيا ما يظنه لعلها تس تطيع انقاذ شقيقهتا قبل فوات الاوان !‬
‫***‬
‫تأملت مالمح بالل النامئ اماهما ابشتياق ابلغ وتعجب ‪ ،‬هو انمي هكذا منذ‬
‫يومني ال يستيقظ سوى للصالة وبعدها يعاود النوم ابرهاق ولكهنا افتقدت‬
‫وجوده معها وحضاكته الىت متال حياهتا ‪ ..‬تفتقد عينيه الرماديتني وهام يلهتامن‬
‫عينهيا حبديث صامت بيهنام ‪ ،‬تشعر انه ينام هرواب من احلديث معها ىف امر‬
‫شهرية خاصة اهنا تشعر به لك ليةل عقب صالة الفجر جيلس يتأمل وهجها‬
‫ويطبع قبالته عليه بنعومة مث ينام مرة اخرى قبل استيقاظها الداء فريضهتا ‪،‬‬
‫ال تصدق ما قصته شهرية ولكن هروبه يؤرقها ! نظرت للساعة وجدهتا‬
‫تقارب احلادية عرش مساء ‪ ..‬خرجت اعدت العشاء بطريقة رومانس ية‬
‫وبعدها دلفت وجلست جبانبه وايقظته حبنان قائةل‬
‫‪ -‬احصى اي بالل وحشتىن‬

‫‪441‬‬
‫فتح بالل عينيه بتثاقل وجدها تطالعه حبب وقبلت يده قائةل‬
‫‪ -‬حببك اي بيبو‬
‫جذهبا حنوه ودفن رأسه ىف شعرها وقال بصوت يشوبه النعاس‬
‫‪ -‬وانىت وحش تيىن اكرت اي قلب بالل‬
‫اش تدت عىل احتضانه وقالت بصوت مهتدج من باكهئا‬
‫‪ -‬وملا اان وحش تك بهترب مىن ليه بقاكل يومني انمي ؟‬
‫مسح بالل دموعها وهنض معها و قال اببتسامة انس هتا لك ىشء وىه ترى‬
‫رمادى عينبه يعانق رمادى عينهيا ابشتياق هلام‬
‫‪ -‬عارفة ان اخر بنوتة اتودلت عىل ايدى اكنت نفس لون عيونك ‪ ،‬اول‬
‫ما شوفهتا افتكرتك وقولت بنتنا هتطلع كدة ان شاء هللا‬
‫حضكت مريا وجذبته للامئدة الىت اعدهتا وقالت وىه تلعب ىف شعره حبركة ‪-‬‬
‫ال متت لالوىل بصةل – حركة رشعية ومن حقها‬
‫‪ -‬بعد العشا هتزنل تفسحىن تعويض عن يومني النوم‬
‫اومأ بالل برأسه وبدأ يتناول طعامه وهو يضحك وينظر الهيا ليش بع مهنا قبل‬
‫ان يش بع من طعامه ‪.‬‬
‫***‬

‫‪442‬‬
‫قبل زفاف ساىل وسلمي بيوم ‪،،‬‬
‫جلسن الفتيات معا يتحدثن وابلطبع معهن بعض الاقارب واهمات ازواهجن‬
‫وهنا مهست روز ىف اذن مريا قائةل‬
‫‪ -‬معلىت ايه مع بالل ؟‬
‫نظرت مريا لوادلته رأهتا حتدث نورين برتكزي فزفرت وقالت خبفوت‬
‫‪ -‬كويسني اي روز ‪ ..‬بس مفتحش املوضوع خالص وال اان كامن‬
‫مالت رمي علهيام وقالت بعقالنية الام وعاطفهتا‬
‫‪ -‬مريا هساكل سؤال ‪ ،‬هو عادى صاحبتك خترج جلوزك من غري جحاب‬
‫وهو مش من حمارهما وىه سامعة صوته من بعيد ؟‬
‫رشدت مريا ومل جتد رد فتبسمت رمي ابنتصار وعبثت ابزرار هاتفها حىت‬
‫وجد امجليع بعد قليل صوت مححامت رجولية وصوت رشيف يقول حبياء‬
‫وهو يطرق برأسه‬
‫‪ -‬معلش كنت عايز ماما ىف لكمة‬
‫كرد فعل طبيعى وضعن الفتيات جحاهبن مع نظرات المئة لرمي اهنا مل تنهبن‬
‫لوجوده وانرصفت وادلته معه وحادهثا وعادت مرة اخرى فقالت روز وقد‬
‫فهمت اللعبة الىت اجرهتا رمي‬
‫‪ -‬حطيىت الطرحة ليه اي مريا اول ما رشيف دخل ؟ ما اكن عادى‬

‫‪443‬‬
‫انتفضت مريا وقالت وىه تتحسس وضع جحاهبا‬
‫‪ -‬عشان رشيف مش من حمارىم ومينفعش يشوف شعرى حىت لو اكن‬
‫هيتجوز اخىت وكامن بالل يقطع رقبىت لو عرف ان حد شاف شعرى‬
‫غريه‬
‫ارتسمت ابتسامة ماكرة عىل وجه رمي وقالت وىه تعبث ىف دبلهتا اذلهبية‬
‫‪ -‬يعىن رد فعل طبيعى الى بنت حمجبة اهنا هتحط جحاب اول ما تسمع‬
‫صوت راجل لكن مش هتخرجهل بشعرها و تستناه يتجاوز حده‬
‫ويطردها وبعدين حتطه‬
‫فهمت مريا ونظرت لوادلة بالل برشود وقالت‬
‫‪ -‬قلىب مصدقه اي رمي متقلقيش‬
‫مصت امجليع حىت قطعته ساىل وىه جتذهبن لريقصن معها وتضحك وشاركوها‬
‫حضاكهتا خاصة ونورين ختىش الرقص من اجل طفلها اذلى يربهيا مثل وادله ‪.‬‬
‫وابخلارج قص بالل عىل الش باب الامر لكه و قلق امجليع من الامر ولكهنم‬
‫ال يريدون افساد فرحة سلمي اذلى اكن طائرا بزواجه من ساىل منتظرا الغد‬
‫بفارغ الصرب ‪.‬‬
‫***‬
‫اليوم التاىل مساء ‪،،‬‬

‫‪444‬‬
‫يقف سلمي جبانب شقيقه ووادلته ينظر للباب بشغف حىت فتح الباب اخريا‬
‫ووجد مالكه تدلف متأبطة ذراع وادلها بفس تاهنا الواسع اذلى جعلها تش به‬
‫احدى احلورايت ونظراهتا اخلجىل الىت يراها معها دوما ‪ ،‬جلس امام وادلها‬
‫يده بيده يعقد قراهنا ويردد خلف املأذون حىت اتهتىى واعلنت ساىل زوجته‬
‫رمسيا ‪ ..‬تقدم مهنا و رفع الوشاح عن وهجها و قبل رأسها قائال‬
‫‪ -‬اان مينفعنيش كدة ‪ ..‬اان الزم اخبيىك عن لك ادلنيا ىف قلىب اي ساىل‬
‫كست ادلماء وجنىت ساىل حبمرة اخلجل احملببة ودق قلهبا اكلطبول و مصتت‬
‫شاردة ىف عينيه السودواتن الىت متزتج مع حبار عينهيا حمدثة تنامغ فريد من‬
‫نوعه ‪ ،‬قطع هذا الصمت صوت عز ادلين وهو حيتضهنا ويربت عىل ظهر‬
‫سلمي قائال مبرح وحنان‬
‫‪ -‬انت ابذلات مش عارف اقوكل ايه لكن لك الىل هقوهل انك حافظها‬
‫وعارفها اكرت من نفسها ‪ ..‬خىل ابكل مهنا اي سلمي‬
‫احتضنه سلمي وقال‬
‫‪ -‬متقلقش علهيا طول ما اان عايش‬
‫ابتسم عز ادلين وربت عىل ظهره قائال حبنو‬
‫‪ -‬اان واثق فيك اي سلمي‬
‫تبسم سلمي وهو يراه جيلس ويضع يده بيد اخاه الاكرب او لنقل وادله الاخر‬
‫وهو يردد خلف املأذون ويتابع بعينيه رمي بعفويهتا وجخلها و حضاكهتا الىت‬

‫‪445‬‬
‫تؤرسه واخريا انهتىى عقد القران و وصاه عز ادلين علهيا ولكنه ياكد يقسم انه‬
‫مل يسمع من حديثه ىشء وان لك تركزيه اكن منصبا عىل تكل الامرية الواقفة‬
‫امامه تضحك مع شقيقاهتا ‪ ،‬ربت عىل كتف عز ادلين وتوجه الهيا ووقف هبا‬
‫ىف املتتصف قائال بتساؤل‬
‫‪ -‬انىت مراىت كدة حص ؟‬
‫اومأت رمي برأسها خبجل وىه ختىش ان يكون فقد عقهل وقالت‬
‫‪ -‬اجتوزان اي رشيف خالص‬
‫حضك رشيف ومحلها ودار هبا وارتفع التصفيق حوهلام وتش بثت ىه به خبجل‬
‫والانظار متوهجة حنوهام ومهس بأذهنا قائال‬
‫‪ -‬مكنتش مصدق ظافر وسلمي لكن صدقهتم دلوقىت وانىت ىف حضىن‬
‫تش بثت رمي به اكرث وىه تضحك وتنظر للجميع خبجل وخفر بذكل الرجل‬
‫اذلى توجته ملاك عىل قلبه منذ قليل معلنا اهنا احتلت مملكة قلبه من قبل‬
‫وقىض الامر ‪.‬‬
‫***‬
‫وقفت" نورين " حتدق بفريد وىه حتاول كمت حضاكهتا قبل ان يأتهيا صوته‬
‫الغاضب قائال مبلل وهو ينظر لصديق معره ويريد مشاركته فرحته بزواجه‬
‫‪ -‬نورين اان زهقت من بصك ىف وىش من يوم ما عرفىت انك حامل !‬

‫‪446‬‬
‫حضكت نورين وقالت وىه تنظر لعينيه اخلرضاوتني‬
‫‪ -‬اصل الرصاحة اان حبب لون عيونك اوى و نفىس يبقى لون عيون ابننا‬
‫او بنتنا مش اخرض وال عسىل زىي‬
‫مضها اليه وحضك قائال وهو ينظر لوادلها‬
‫‪ -‬اومال نفسك يبقى لون عيون جده عز ؟‬
‫ملعت عينهيا بنظرة يراها للمرة الاوىل هبام وحتسست بطهنا وقالت‬
‫‪ -‬نفىس يبقى لون عيونه اخلرضاء والعسىل سوا امسه زمردى‪ ،‬هو لون‬
‫عيون اندر وعارفة انه مس تحيل يبقى ده اللون واحامتل كبري يكون اسود‬
‫او بىن زى روز اس تجابة للجينات الرشقية بس عندى امل‬
‫حضك فريد وبشدة ولفت انتباهها لروز وقال غامزا وهو يرتكها ويذهب‬
‫لرشيف‬
‫‪ -‬روىح النلك عز خليه يفك ارس روز مش هتقىض الفرح متعاقبة‬
‫قهقهت نورين عىل طريقة هروبه املقنعة و نظرت لروز وجدهتا جتلس ىه‬
‫وظافر جبانب عبد الكرمي وزوجته معاقبني هلم عىل فعلهتم الاخرية ىف زفافهم‬
‫منذ عدة اشهر ‪ ،‬توهجت ملريا وبعدها اخذهتا وذهبا الوادلهام ليسمح لها‬
‫ابلهنوض معهام والاس متتاع ابحلفل ‪.‬‬
‫***‬

‫‪447‬‬
‫اكن حيارص كفها بلكتا يديه وهو يضحك ويشري لسلمي و فرحته الصاخبة‬
‫الىت شاركه فهيا شقيقه " العاقل "كام يطلق عليه فريد و حيول نظره بني‬
‫احلني والاخر لعبد الكرمي لعهل يسمح لها ىه فقط ابلهنوض والاس متتاع مع‬
‫شقيقاهتا و جيلس هو وال يتحرك راض بعقابه عىل فعلته ولكن عبد الكرمي‬
‫اكن يرفض بدون انقش حىت مال ظافر هامسا ىف اذهنا قائال‬
‫‪ -‬اان خدتكل اجازة بكرة عشان عامكل مفاجأة‬
‫حضكت روز وقالت مبشاغبة‬
‫‪ -‬مش عارفة ليه احساىس اىن هرتفد من شغىل بسببك ! طب البيه و‬
‫بياخد رحالت اوقات بيقعد اايم فهيا وابلتاىل بياخد قصادمه اجازات‬
‫واوقات بريوح ويرجع ىف ساعهتا وتقريبا انت الاكئن الوحيد الىل البرشية‬
‫لكها بتحسدك انك بتاخد فلوس عشان تسافر‬
‫قهقه ظافر وقبل رأسها وقال غامزا‬
‫‪ -‬ممكن تنىس الناس والشغل وادلنيا وتس متتعى معااي مبفاجأة بكرة وبس ؟‬
‫اومأت برأسها وقالت بلهجة ذات مغزى وىه تبتسم‬
‫‪ -‬وانت كامن ليك عندى مفاجأة بكرة‬
‫حضك و نظر الهيا وقال‬

‫‪448‬‬
‫‪ -‬خالص مش هقوكل عايز اعرف عشان الطلب هيكون متبادل لكن‬
‫هقول ان غدا لناظره لقريب اي وردىت‬
‫تبسمت روز وىه ترحي برأسها عىل صدره وتنظر لرمي وساىل بفرحة وحتمد‬
‫هللا تعاىل ىف نفسها ‪.‬‬
‫***‬
‫زفرت مريا بضيق وىه تقول لوادلها ابرصار بعدما اىت عبد الكرمي ايضا‬
‫ليقف معهم‬
‫‪ -‬اي اباب حرام عليك تكرس فرحتنا لكنا بقعدهتا ىه كدة ‪ ،‬رمي لك شوية‬
‫تسأل علهيا وتيجى عايزة تقوهما واحنا مننعها‬
‫فهمت نورين ان مريا تضغط عىل وادلها من نقطة ضعفه وىه " رمي "‬
‫والحظت لني مالحمه وبداية اقتناعه ابالمر وقالت نورين‬
‫‪ -‬احنا عايزيهنا ىه وبس‬
‫مغغمت مريا وىه تنظر هلام ولكن بدون وعى مهنا‬
‫‪ -‬مربوطني ببعض برابط خفى حمدش حاسه غريمه وال هيعرفه غريمه !‬
‫نظر لها امجليع برتكزي فتنحنحت حبرج وىه تنظر لنورين الىت قالت وقد‬
‫بدأت تفقد اخر صربها ولكن بلهجة حذرة فهىى حتادث وادلها ووادل زوهجا‬

‫‪449‬‬
‫‪ -‬صدقوىن لو االتنني دول حتركهم بيعمل مصايب فقعادمه بيعمل كوارث !‬
‫وهدوهئم ده تقريبا الهدوء اذلى يس بق العاصفة والاحسن لينا لكنا اهنم‬
‫يقوموا سوا‬
‫حضك عبد الكرمي وقال عز ادلين من بني حضاكته وهو يومئ برأسه‬
‫‪ -‬عفوان عهنا ‪ ..‬يال روحولها‬
‫حضكن الفتااتن وقبلن وجنته بفرح وتوهجن لشقيقهتام وقالت نورين اببتسامة‬
‫‪ -‬خدىت افراج ‪ ..‬يال قوىم معاان اي بت‬
‫نظرت روز لزوهجا تس تأذنه فأوما برأسه وهو يبتسم فهنضت معهام وقالت‬
‫وىه تبتعد‬
‫‪ -‬وظافر مش هيقوم برضه ؟‬
‫قالت مريا وىه تنظر لعبد الكرمي من بعيد‬
‫‪ -‬انلك عبد الكرمي رافض وبيقول كفاية فضاحي‬
‫توهجت روز لوادلها ومع زوهجا وقبلت وادلها قائةل بدالل ابتسم هو منه‬
‫‪ -‬هو مش ظافر اختيارك وال اان بيهتيأىل ؟‬
‫انتبه وادلها وعبد الكرمي فتبسمت ىه وقالت‬

‫‪450‬‬
‫‪ -‬احنا عىل لك حاجة مع بعض ‪ ..‬الوحش قبل احللو – نظرت لعبد‬
‫الكرمي وقالت ‪-‬ادتوىن طفل كبري قولتوىل كوىن امه وقبلها اخته و قبل لك‬
‫ده مراته ‪ ،‬والام ملا ابهنا بيغلط بتعاقبه ىه لكن برتفض عقاب ابوه‬
‫عشان بيكون صارم زايدة عن اللزوم واان دلوقىت بطلب من الاب خيرج‬
‫نفسه بره املوضوع ويسيب الام مع ابهنا لوحدمه ‪ ،‬خطوبتنا اكنت قرارمك‬
‫لكن جوازان وحبنا وحياتنا قراران واحنا مش اطفال عشان نتحبس‬
‫ويتقيد حريتنا ىف ماكن واحد‬
‫قالت لوادلها برجاء وقد حتولت لهجهتا من احلزم اىل التوسل‬
‫‪ -‬عشان خاطرى اي اباب‬
‫نظر عز ادلين لصديقه حبرية وجده يومئ هل برأسه فربت عىل وجنهتا وحضك‬
‫قائال‬
‫‪ -‬غلبتينا اي بنت حورية !‬
‫هتلل وجه روز فور ذكر امس وادلهتا الراحةل و نظرت لزوهجا ليهنض بعينهيا‬
‫فقط و قال عبد الكرمي وهو يربت عىل يدها بضحكة‬
‫‪ -‬طلعىت بتضحىك عىل ابوىك كدة زى ما حضكىت عليا اي بنت عز ادلين !‬
‫تركهتام روز وىه تضحك و ذهبت مع زوهجا لشقيقاهتا وازواهجن و قد بدا‬
‫احلفل ابلفعل بوجود ذكل الثناىئ اذلى يعطى احلياة معىن من حوهلم ‪.‬‬
‫***‬

‫‪451‬‬
‫وقف امجليع امام س يارة سلمي اذلى فتحها لتس تقلها ساىل جبانبه بفس تاهنا‬
‫الابيض مودعا امجليع ومتوهجني حنو عروس البحر املتوسط " الاسكندرية "‬
‫لقضاء اايهمام السعيدة عقب حفل زفافهم ولكن جتمد امجليع ىف حلظات و‬
‫شعرن الفتيات ابلقلق خاصة عندما تغري وجه" بالل "للغضب وهو ينظر‬
‫لشهرية وىه تقرتب مهنا قائةل وىه تصاحف ساىل‬
‫‪ -‬مع انمك معزمتونيش واان زعالنة بس الف مربوك اي ساىل‬
‫نظرت ساىل لشقيقهتا وزوهجا بقلق ال تعمل مصدره و احتضنهتا وعينهيا‬
‫مازالت معلقة مبريا الىت احتضنهتا شهرية وىه تنظر لبالل جبانهبا وقالت‬
‫بعدها بتحد مل يفهمه سوى " بالل "‬
‫‪ -‬عامةل ايه اي صاحبىت ؟ معلش ممنعنيش عنك الا الشديد القوى‬
‫نظرت لبالل وكهنا تريد احراجه وسط امجليع وقالت خببث‬
‫‪ -‬وال ايه اي " دكتور بالل " ؟‬
‫اكنت تتوقع اهنا احرجته ابحلديث امام امجليع هكذا ولكنه فاجأها برد فعهل‬
‫وهو يطوق خرص مريا هاتفا بلهجة تعمد فهيا احراهجا‬
‫‪ -‬هو الرصاحة ه مينعك عهنا لالبد‬
‫توهجت انظار امجليع هل ما بني رجاء وصدمة و تعجب ولكنه مل يبال وامكل‬
‫بثبات وهو ينظر الهيا ابحتقار واحض‬

‫‪452‬‬
‫‪ -‬قولتكل قبل كدة وهكررها اتىن ‪ ..‬مراىت تقطعى عالقتك بهيا وبيىت‬
‫رجكل متدخلوش وايريت تقطعى عالقتك ابلعيةل دى لكها عشان احنا ما‬
‫يرشفناش معرفتك ‪ ..‬يال اي مريا وتصبحوا عىل خري اي جامعة ربنا يسعدمك‬
‫‪.‬‬
‫اس تقل بالل س يارته هو وزوجته بعدما ودع امجليع والحظ هتمك وهجها فقال‬
‫وهو يقبل يدها اببتسامة‬
‫‪ -‬انىت عارفة اىن حببك حص ؟ واكيد اان عايز مصلحتك اي م ميى ىف اى‬
‫خطوة بعملها وهعملها‬
‫حاولت مريا ان تبتسم و قبلت يده ىه الاخرى وقالت هبدوء‬
‫‪ -‬اان بثق فيك اي بالل‬
‫اكنت لكامهتا املقتضبة كفيةل ان جتعهل يضحك وينحرف بس يارته ملطعم وقال‬
‫غامزا‬
‫‪ -‬هعيشك يوم الهناردة حتلفى بيه ويعوضك عن انشغاىل عنك لك الاايم‬
‫الىل فاتت‬
‫حضكت مريا وىه تراه يداعب وجنتهيا حبنان ويقبل يدها حبب صادق وهو‬
‫يدعو ان يزيل هللا الغاممة الىت تغطى عنيهنا لرتى حقيقة الناس ‪.‬‬
‫***‬

‫‪453‬‬
‫ارسلت اجلوانء اشعهتا اذلهبية لتوقظ النامئني فهنض " ظافر "متوهجا‬
‫للمطبخ واعد الافطار لوردته وبعدها دلف الهيا وجدها انمئة بعمق فداعب‬
‫"ظافر "وجنهتا بأانمهل وقال بصوت هامس‬
‫‪ -‬يال اي كسالنة قوىم وراان حاجات كتري‬
‫تبسمت " روز " قبل ان تفتح عينهيا وظهرت نواجزها بوضوح فضحك هو‬
‫وفتحت ىه عينهيا و تثائبت بكسل قائةل‬
‫‪ -‬مش عارفة ليه مش مسرتحياكل اي ظافر‬
‫حضك ظافر ودفعها امامه حىت اجلسها عىل املائدة لتناول الافطار ولكهنا‬
‫انتهبت انه مل يعد الشاى وىه حتب تناوهل مع بضع قطع من " البسكويت "‬
‫فأعطته اجلريدة كعادهتم اليومية ودلفت ىه تعد الشاى وهو يقرأ مقالهتا الىت‬
‫نرشت اليوم‬
‫"أشعر ان بداخىل فتاتني ‪ ،‬احداهام تغرق وتصارع الامواج حتاول الظفر‬
‫حبياهتا و الاخرى تقف ال تباىل مس متتعة مبشهد موهتا وتنتظر ان تلفظ‬
‫انفاسها اماهما لتسرتحي مهنا ! لك مهنام تصارع شيئا خمتلفا ‪ ..‬احداهام تصارع‬
‫املوت لتنجو حبياهتا والاخرى تصارع نفسها وما اقساه من رصاع ولكن‬
‫السؤال هنا من مهنام س تظفر ؟ " !‬

‫‪454‬‬
‫خ متت مقالهتا ابمسها املمزي اذلى حيمل راحئهتا املمزية ‪ ..‬راحئة " الورد " وهنا‬
‫دلف لها وجدها شاردة وىه تعد الشاى فاقرتب مهنا وطبع قبةل عىل شعرها‬
‫وادارها اليه وقبل احدى وجنتهيا وقال هامسا‬
‫‪ -‬اان من ظفرت بلكتهيام‬
‫احتضنته ىه ودفنت رأسها ىف صدره تس متع دلقات ذكل العنيد و رفع هو‬
‫وهجها وقال اببتسامة مل تفارقه منذ الصباح وعهد نفسه اهنا لن تغادره ابدا‬
‫‪ -‬اان من ظفرت ابلقلب الخ مته بصك عشقى وملكيىت هل فأجرب العقل بال‬
‫منازع للرضوخ هل واكنت النتيجة اىن ظفرت بك برغبتك كام وعدتك يوما‬
‫اي وردىت !‬
‫داعبت امحلرة وجنىت روز و حاولت التخلص من حصاره ولكنه نظر لها‬
‫بدهشة وقال‬
‫‪ -‬انىت لسه بتتكسفى مىن اي روز ! احنا بقالنا ‪ ١٠‬شهور متجوزين ولسه‬
‫بتتكسفى مىن !‬
‫تنحنحت روز وابعدته وىه تأخذ فنجانني الشاى وقالت مبرح وحديث ال‬
‫ميت ملا يتحدث فيه بصةل‬
‫‪ -‬لغتك الفصحى حلوة اي اكبنت ظافر الظاهر دروىس جت بفايدة‬
‫حضك ظافر وقد فهم الامر وخرج خلفها يتناول افطاره وقال‬

‫‪455‬‬
‫‪ -‬افطرى برسعة عشان انخد الش نط ونزنل منتأخرش‬
‫عقدت حاجبهيا بعدم اس تفهام وقالت بتساؤل‬
‫‪ -‬ش نط ليه ؟ احنا هنسافر ؟‬
‫قبل ظافر يدها بعدما انتهييا من طعاهمام وقال وهو يدفعها لتبديل مالبسها‬
‫‪ -‬الهناردة مفيش اس ئةل اي وردىت‬
‫حضكت روز و دلفت لتبدل مالبسها و خرجت وبدل هو مالبسه وخرجا‬
‫معا منطلقني ىف يوم الهروب من الواقع كام اسامه ظافر ‪.‬‬
‫***‬
‫انهتىى فريد من تناول افطاره معها وقال بأسف وهو يقبل يد نورين‬
‫‪ -‬معلش اي نور مش هعرف اىج معاىك املتابعة الهناردة خدى ماما او حد‬
‫من اخواتك‬
‫حزنت نورين ولكهنا مل تظهر حزهنا هل وابتسمت بشحوب وقالت‬
‫‪ -‬مع اننا كنا هنعرف الهناردة ودل وال بنت ‪ ..‬لو كدة خلهيا بكرة او بعد ما‬
‫ترجع من شغكل‬
‫هز رأسه نفيا وقال بعدما متمت حبمد هللا وانهتىى من طعامه‬

‫‪456‬‬
‫‪ -‬ال روىح انىت و ملا اىج قوليىل عشان اان هتأخر ىف الشغل شوية ىف‬
‫قضية هممة شغال فهيا ومتحاوليش تتصىل عشان الفون هيكون سايلنت‬
‫او مقفول عشان اركز‬
‫‪ -‬حارض الىل انت عايزه اي فريد‬
‫نطقهتا نورين ابستسالم وىه متنع دموعها من السقوط اثر حديثه الالذع‬
‫وهنضت تنظف املائدة و دلفت للمطبخ والحظ هو ذكل فدلف خلفها‬
‫وجدها تبىك فقبل رأسها واحنىن قبل بطهنا وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬امجليل بيعيط ليه ؟ مش اان قولت اىن حبب نورين املشاكسة الىل برتد‬
‫اللكمة بعرشة مش نورين املستسلمة الىل بتدخل تعيط لوحدها ؟‬
‫مسح دموعها وقال مبشاكسة يعمل اهنا س تجدى النتيجة الىت يريدها‬
‫‪ -‬دكتورة الهبامي من كرت عرشهتا للهبامي بقت واحدة مهنم ! اقلق اان عىل‬
‫ابىن وال بنىت يورثوا الغباء من اهمم ؟ اصل اذلاكء بيتاخد من الام مش‬
‫الاب‬
‫وهنا حتول وجه نورين من الهدوء والاستسالم والباكء اىل العصبية‬
‫والتحدى وهتفت بضيق وىه تغادر املطبخ‬
‫‪ -‬ال لو بقى ىف عنرص غباء تأكد انك انت السبب فيه اي حرضة الظابط‬
‫حضك فريد وقال من بني حضاكته وهو ياكد يغادر‬

‫‪457‬‬
‫‪ -‬عىل فكرة اان لو اكن ليا نسخة انثوية ماكنتش هتكون واحدة غريك ‪..‬‬
‫اصل احنا وهجني لعمةل واحدة اي حبيبىت ‪ ..‬يال ادعيىل‬
‫قالها وهو يقبلها و يرحل اىل معهل وهو يدعو هللا ان يعود ساملا الجلهام ‪.‬‬
‫***‬
‫اكنت الامواج تداعب روز وىه جبانب ظافر ىف البحر حتقق ما متنته وىه‬
‫ترتدى لباس رشعى لزنول املاء وحضاكهتا متل املاكن يشاركها هو فهيا وقالت‬
‫حبامس وخبث‬
‫‪ -‬ال تس تحق املفاجأة بتاعىت اي ظافر‬
‫تذكر ظافر مفاجأهتا فقال بلهفة واحضة‬
‫‪ -‬ايه ىه املفاجأة اي وردىت ؟‬
‫حضكت روز ونظرت هل خببث وقالت‬
‫‪ -‬بعد ما ختلص مفاجأتك انت الىل اان عارفة ان ده اولها بس وابلليل عىل‬
‫العشا هقوكل مفاجأىت‬
‫قهقه ظافر وهو يداعهبا ابملاء قائال‬
‫‪ -‬شلك كدة ما خفى اكن اعظم اي وردىت ‪.‬‬
‫تبسمت روز وىه تس بح بسعادة وهو يس بح معها مس متتعني ابلوقت احلاىل‬
‫فقط ‪.‬‬

‫‪458‬‬
‫***‬
‫مل تنتبه رمي لنداءات رشيف املتكررة الا عندما اقرتب مهنا وقال بقلق‬
‫‪ -‬ماكل اي حبيبىت ؟‬
‫انتهبت رمي من رشودها ومغغمت قائةل‬
‫‪ -‬مفيش اان متام‬
‫شعر رشيف بأمر غريب فهيا واهنا عىل وشك الباكء ومل ختيب شعوره‬
‫فاهجشت ىف الباكء امامه وىه تضع يدها عىل مفها لتكمت شهقاهتا بصعوبة‬
‫وجسدها يرجتف بعنف وهو ينظر لها مشدوها وال يعمل سبب اهنيارها هذا‬
‫!احتضهنا واخذ يربت عىل ظهرها لعلها هتدأ وقال خبفوت يشوبه القلق‬
‫‪ -‬ماكل اي رمي ؟ طمنيىن عليىك‬
‫حاولت رمي متاكل نفسها وقالت من بني شهقاهتا‬
‫‪ -‬ىه ليه ادلنيا كدة ؟‬
‫نظر رشيف لها ابس تفهام ولكنه تركها تمكل حديهثا وباكهئا عىل صدره‬
‫فاردفت ىه بباكء‬
‫‪ -‬البيت فىض علينا اي رشيف ‪ ..‬بقيت لوحدى من غريمه واباب كامن بقى‬
‫وحيد ‪ ،‬لك واحدة ىف بيهتا وحياهتا ‪ ،‬مكناش هنعرف ان اخلط الىل بدأه‬

‫‪459‬‬
‫ظافر وهناه سلمي امبارح هيوجعنا اوى كدة ‪ ..‬احنا عايزين سعادهتم لكن‬
‫فراقهم صعب عليا‬
‫امكلت وىه متسح دموعها الىت اختنق هبا صوهتا‬
‫‪ -‬بعد الفرح امبارح ملا رجعتىن من اخلروجة وقبل ما اانم دخلت اوض‬
‫البنات زى ما اان متعودة ‪ ..‬ادخل اغطى ساىل واحسب الكتاب من‬
‫حضن مريا واقفل النور عىل نورين واخلع النضارة من وش روز وبعدها‬
‫ادخل اان اوضىت اانم ‪ ،‬لكن امبارح ماكنش فيه لك ده وابلليل بعد ما‬
‫منت حسيت ببااب جه قعد جنىب و بيسأل نفسه ملا اجتوز اان كامن هيعمل‬
‫ايه وخالص البيت فىض عليه ‪ ،‬هيعمل ايه اي رشيف ؟‬
‫مسح رشيف دموعها ورفع وهجها اليه وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬ىه دى س نة احلياة اي رمي ‪ ..‬لك واحد غريب ىف بيت اههل لكن بيته‬
‫مملكته وبعدين لكنا والد انلك عز ومعاه‬
‫نظرت رمي هل برتقب فأومأ برأسه وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬انلك عز اب اتىن لينا اي رمي ‪ ..‬عوضىن عن حنان ابواي الىل احترمت‬
‫منه بدرى واحتوى ظافر وفريد وبالل وسلمي حبنية الصديق والاب ‪،‬‬
‫مش قادر انىس يوم الفرح ساعة جنان ظافر ملا اختك قالتهل احنا هتمنا‬
‫اختنا الىل ىه بنتك لكن ظافر مش ابنك وانلك عبد الكرمي حر فيه ‪،‬‬
‫رد هو قالها مجةل مش راضية تفارق وداىن اي رمي ‪ ،‬قالها " من يوم ما‬

‫‪460‬‬
‫اجتوز بنىت ودخل بيىت وهو بقى ابىن ومش هو بس ال ده لك ازواجمك‬
‫بقوا والدى الىل ما خلفهتمش " تفتكرى بعد امجلةل دى ممكن راجل‬
‫يسيب ابوه لوحده ؟‬
‫حضكت رمي واحتضنته وربت هو عىل رأسها وقبلها اببتسامة وامغض عينيه‬
‫ومل ينتبه لعز ادلين الواقف عىل ابب الغرفة يس متع حلديهثام منذ البداية وحيمد‬
‫هللا انه رزقه بناته ازواج مثل هؤالء ‪.‬‬
‫***‬
‫طرقات عىل الباب جعلت بالل يرتدى لباسه الطىب ونظارته الطبية ويفتحه‬
‫اببتسامة والىت اتسعت اكرث عندما رأى وادلته وزوجته وشقيقة زوجته ‪،‬‬
‫طلب من املمرضة عصائر هلام واجلس نورين عىل رسير الكشف وقال‬
‫اببتسامة ماكرة‬
‫‪ -‬نفسكوا ىف ودل وال بنت ؟‬
‫زفرت نورين وىه تنظر للشاشة جبانبه بشوق ومغغمت قائةل‬
‫‪ -‬لك الىل جييبه ربنا كويس اي بالل مش هنعرتض‬
‫حضك بالل وهو يرمق وادلته ومريا وعينهيام متعلقة ابجلهاز مثل نورين وقال‬
‫اببتسامة‬
‫‪ -‬طيب نقول ان معكرس البنات هزييد ببنت فريد ونورين وهنتغلب ىف‬
‫املاتش اجلاى اتىن‬

‫‪461‬‬
‫هتلل وجه امجليع واحتضنت مريا شقيقهتا وبعدها احتنضهتام وادلته فقال مبرح‬
‫وهو ينظر لهن‬
‫‪ -‬راح الش باب ىف داهية خالص وبدأ غزو البنات ! اي عيىن علينا‬
‫حضك امجليع وكتب بالل بعض املقوايت لنورين وخرجت ىه ووادلته‬
‫ومهت مريا خترج فاس توقفها بعينيه واغلق الباب خلفهم وقال غامزا‬
‫‪ -‬وحش تيىن اي م ميى‬
‫استندت مريا عىل الباب وقالت بدالل‬
‫‪ -‬قال يعىن فاكرىن اوى مش بشوفك ابلصدفة البحتة‬
‫حضك بالل وقال ابعتذار‬
‫‪ -‬عارف اىن مقرص وهللا لكن هتعذريىن وانىت شايفة اىن بقعد ابليومني‬
‫والتالتة مش انمي وكامن اي س ىت هانت املاجيس تري هيتناقش كامن اس بوع‬
‫وربنا ييرس واخده عشان ابدا ىف ادلكتوراة بقى‬
‫احتضنته مريا بسعادة وىه ت متمت حبمد هللا ونس يا انفسهام حىت فتحت‬
‫املمرضة الباب فشهقت مريا وىه تدارى وهجها ىف ظهر بالل اذلى التصقت‬
‫به و امحر وجه بالل حبرج وتنحنحت املمرضة ابحراج و كست امحلرة وهجها‬
‫جخال وقالت بصوت ياكد خيرج من احراهجا‬

‫‪462‬‬
‫‪ -‬اسفة اي دكتور لكن مدام نورين بتس تعجل املدام وكامن الكشف الىل‬
‫بعده الزم يدخل‬
‫اومأ بالل برأسه واشار لها ابخلروج ليأىت الكشف التاىل و قال ملريا اببتسامة‬
‫وىه تغادر‬
‫‪ -‬اغسىل وشك عشان امحر اوى الناس تقول علينا ايه ؟ كنا بنرتيق‬
‫عىل ظافر وروز !‬
‫دلفت مريا للمرحاض تغسل وهجها ودلف الكشف التاىل وبعدها خرجت‬
‫مريا فأشار بالل لها قائال بفخر حىت ال يسئ احد الظن هبام‬
‫‪ -‬البشمهندسة مريا ‪ ..‬زوجىت‬
‫حيهتا املرأة وزوهجا و اس تأذنت ىه فقال بالل هبمس دون ان ينتبه هل‬
‫املريضة وزوهجا‬
‫‪ -‬ما تناميش الا اما اىج اي حبيبىت‬
‫اومات مريا برأسها وخرجت تضحك وتضع وهجها ارضا حرجا من املمرضة و‬
‫غادرت خلف شقيقهتا وحامهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫اطلقت ساىل حضكة عالية وىه ترى سلمي يقف اماهما بغضب واكلعادة يضع‬
‫سرتته علهيا ولكن تكل املرة مل يكن مكشوف من جسدها ىشء ليغطيه‬

‫‪463‬‬
‫ولكنه اثر عندما ملح نظرات الاجعاب من احد الش باب جبانهبم فزفر وهو‬
‫ينظر لها بغضب عىل حضكهتا العالية الىت لفتت الانتباه اكرث وقال بغضب‬
‫‪ -‬ساىل احرتىم نفسك والا قسام ابهلل اخدك ونرجع القاهرة وانىت عارفة‬
‫اىن جمنون وامعلها‬
‫حاولت ساىل كمت حضاكهتا ولكهنا مل تس تطع فانفلتت مهنا حضكة قبل ان تضع‬
‫يدها عىل مفها خوفا من نظرته الغاضبة الىت تلهتا وقالت‬
‫‪ -‬اان عايزة الك‬
‫رفع حاجبيه بدهشة فأمكلت ىه قائةل‬
‫‪ -‬البحر جوعىن‬
‫‪ -‬عىل اساس انك نزلىت البحر اصال ؟‬
‫‪ -‬امس هللا عليك هو ده الالكم ‪ ..‬اان عايزة انزل البحر مش جاية اتفرج‬
‫عليه‬
‫غضب سلمي وقال حبدة وهو يشري حوهل مذكرها مبا حدث منذ قليل‬
‫‪ -‬اذا اكنوا عاكسوىك قبل ما تزنىل املياه اومال ملا تزنىل وتطلعى بشلكك‬
‫بعدها وانىت فهامىن كويس هيعملوا ايه ؟ هيخطفوىك مىن !‬
‫اكدت جتيبه ولكنه فاجأها عندما محلها متوهجا لغرفهتام وقال برصامة‬

‫‪464‬‬
‫‪ -‬اان هلكم ظافر ابلليل حيجزلنا ىف اى بدل اتنية الا مرص عشان اان‬
‫تعبت الرصاحة‬
‫حضكت ساىل عىل يديه ورسعان ما شاركها حضاكهتا وهو يركض هبا وسط‬
‫مههامت الزنالء حوهلم ‪.‬‬
‫***‬
‫امطىت لك من ظافر وروز جوادا وانطلقا وهام يرتداين مالبس تش به‬
‫مالبس الفروس ية وحضكت روز بسعادة قائةل‬
‫‪ -‬هس بقك اي ظافر ‪ ..‬تراهىن ؟‬
‫حضك ظافر وقال بثقة‬
‫‪ -‬مس تحيل هتعرىف تس بقيىن‬
‫قهقهت روز وقالت بثقة مماثةل بل اقوى‬
‫‪ -‬الىل خالىن كسبت قلبك وظفرت بيه من لك البنات الاجانب الىل‬
‫اكنوا حواليك مش هعرف اكسب س بق ابحلصان اي ابو حورية ؟‬
‫نظر ظافر لها وقد فهم اهنا جتيب عىل حديثه صباحا و اردفت ىه قائةل‬
‫‪ -‬هنشوف مني هيفوز اي اكبنت ظافر‬
‫قالهتا روز وانطلقت ابقىص رسعة وهو جبانهبا يضحاكن وظال هكذا حىت‬
‫اقرتاب من طريق رسيع واكنت ىه حتدثه وترفض الافصاح عن مفاجأهتا اذلى‬

‫‪465‬‬
‫يلح هو ىف معرفهتا وغري منهبة للطريق وهو كذكل ولكن جذب انتباهام‬
‫صهيل احلصان وهو يرفع قدميه العىل بذعر واسقطها من عليه بال حراك !‬
‫قفز ظافر وانداها بأمسها و حياول افافهتا ولكنه وجدها غري مدركة لىشء ‪،‬‬
‫حول نظره بيهنا وبني صاحب الس يارة الواقغ جبانبه مذعورا وهو يفتح ابب‬
‫س يارته ليضعها فهيا واضعا رأسها عىل قدميه والرجل يعتذر هل ومه ىف طريقهم‬
‫للمشفى‬
‫***‬
‫وقف ظافر واضعا رأسه بني كفيه ‪ ،‬وادلها وشقيقاهتا ومعه وزوجته معهم‬
‫وايضا الرجل ولكن هو مل يعى ىشء ومل يكرتث لوجود احد غري تكل الىت ىف‬
‫غرفة العمليات منذ عدة ساعات وهو يسري ذهااب وااياب بقلق حىت رضب‬
‫احلائط قائال بغضب‬
‫‪ -‬لك ده ليه اان عايز افهم ؟ ده شوية كدمات يعىن املفروض اكنت‬
‫تدخل اس تقبال مش معليات وال هام بيخرتعوا فهيا اذلرة جوه !‬
‫اقرتب بالل منه وهو يربت عىل ظهره و حياول هتدئته هو وعز ادلين وحاول‬
‫طمأنهتم حىت خرج الطبيب فركض ظافر وسأهل عهنا بلهفة فغمغم الطبيب‬
‫بلهجة متحفظة اعتادها ىف مثل هذه اامواقف‬
‫‪ -‬محد هلل عىل سالمهتا ىه حالهتا مس تقرة وهتخرج دلوقىت الوضة عادية‬
‫زفر امجليع ابرتياح عىل سالمهتا ولكن الطبيب امكل قائال‬

‫‪466‬‬
‫‪ -‬ربنا يعوض عليمك ىف اجلنني ويرزقمك خريا منه ان شاء هللا‬
‫شهقن شقيقاهتا ووقف ظافر حمدقا به عدة دقائق وعقد حاجبيه ونطق ببطء‬
‫‪ -‬ىه اكنت حامل ؟‬
‫اومأ الطبيب برأسه فأمغض ظافر عينيه بأمل وقد عمل مفاجأهتا وامكل الطبيب‬
‫ليوحض الباىق‬
‫‪ -‬الطفل اكن ىف الرابع يعىن اكن فيه الروح والزم‬
‫قاطعه ظافر اذلى قال حبدة‬
‫‪ -‬الزم يتدفن واان فامه كدة بس سؤال هو حرضتك تعرف اكن ودل وال‬
‫بنت ؟‬
‫نظر الطبيب هل بدهشة من متاسكه رمغ اهنيار البعض خلفه ولكنه قال‬
‫‪ -‬تقريبا اكن ودل‬
‫‪ -‬امحلد هلل مش حورية يعىن‬
‫قالها ظافر ضاحاك مما جعل الطبيب يتعجب اكرث و جيعهل يتبعه ليأخذ‬
‫الطفل فذهب وحلق به رشيف وبالل وهو يومئ للجميع انه خبري ويوىص‬
‫شقيقاهتا هبا ‪.‬‬
‫***‬

‫‪467‬‬
‫يُقال ان من مات ابيه فقد الس ند ومن ماتت امه فقد احلنان ومن مات ودله‬
‫فقد جزء من روحه ‪ ،‬الان اصبح ظافر فاقدا للك هذا مبجرد ان وارى ىف‬
‫الرتاب طفهل اذلى مل يره جيانب وادليه اذلين تراكه منذ اكرث من ‪ ٢٥‬عاما !‬
‫اكن امجليع يقدر أمله وي متنون ان يس تطيع الباكء لعهل خيفف من أمله ولكن هو‬
‫الان ىف اشد احلاجة للقوة من اجلها ‪ ،‬من اجل " وردته " الىت اعطته‬
‫حنان " الام "الىت ُحرم مهنا مبكرا واحتواء " الزوجة " احلك مية و شقاوة "‬
‫الابنة "املدلةل ‪ ..‬اصبح عىل يقني انه مازال دليه من اصبحت عامل اكمل هل‬
‫يس تطيع الاس تغناء هبا عن العامل احلقيقى ‪.‬‬
‫نفض الرتاب عن بنطاهل بعد ان متمت ابلرمحة للجميع وتوسط رشيف وبالل‬
‫وسار معهم ولكن عند الباب التفت لريامه وكور قبضته ىف أمل ولكنه تذكر‬
‫رضورة وجوده جبانب زوجته الان ‪ ،‬نظر امامه مرة اخرى ورحل اتراك‬
‫خلفه ابيه وامه وودله ‪ ،‬ترك املاىض ليذهب للحارض ليبىن معها املس تقبل !‬
‫عاد للمشفى ىف س يارة رشيف وهو يوصهيم أال خيربا سلمي وفريد ابالمر ‪،‬‬
‫دلف لغرفهتا وجدها اس تعادت وعهيا وتبىك ىف احضان رمي ووادلها يربت‬
‫عىل ظهرها برفق مقدرا أملها ‪ ،‬كور قبضته ىف أمل واس تأذن من رمي وجلس‬
‫ماكهنا واحتضهنا و اهجشت ىه الباكء اكرث وحاول ان مينعها ولكهنا مل تتوقف‬
‫فقال هبدوء وهو ميسح عىل شعرها من حتت جحاهبا‬
‫‪ -‬قدر هللا وما شاء فعل ‪ ،‬مبحبش اشوف دموعك اي وردىت عشان كدة‬
‫متعيطيش‬

‫‪468‬‬
‫اشار عز ادلين للجميع للخروج وتركهم مبفردمه واغلق الباب خلفهم فقالت‬
‫ىه من بني شهقاهتا‬
‫‪ -‬ايريتىن كنت قولتكل من الاول مكناش هنجازف كدة ‪ ..‬اان السبب ‪..‬‬
‫اان الىل موهتا اي ظافر حص ؟‬
‫احتضهنا وقبل رأسها وقال حبنان‬
‫‪ -‬اوال ىه ماكنتش حورية ‪ ،‬اثنيا ربنا مش رايد انه يكون عندان طفل‬
‫دلوقىت وبعدين هو حد طايل ان مالك زى ده معملش ذنوب نكون‬
‫احنا امه وابوه ؟ ىف سورة الكهف ملا س يدان اخلرض قتل الغالم س يدان‬
‫موىس اتضايق لكن الرد اكن كفيل انه يغري الفكرة حص وال غلط ؟‬
‫ظل ميسح عىل شعرها و باكهيا مس متر و اخرج مصحفه وفتح سورة الكهف‬
‫وقرأ لها قول هللا تعاىل ‪ ،‬بسم هللا الرمحن الرحمي‬
‫"وأما الغالم فاكن ابواه مؤمنني خفشينا ان يرهقهام طغياان و كفرا ‪ ،‬فأردان ان‬
‫يبدهلام رهبام خريا منه زكوة واقرب رحام " صدق هللا العظمي‬
‫اومأت روز برأسها فأمكل هو قائال‬
‫‪ -‬اعتربى ان الطفل ده اكن ممكن جيىي ويتعبنا وربنا اراد لينا الراحة‬
‫وهريزقنا خري منه ‪ ،‬احنا لسه ىف عز ش بابنا وابذن هللا ربنا هيعوضنا ‪..‬‬
‫قوىل اللهم اجرىن ىف مصيبىت واخلفىن خريا مهنا‬
‫رددهتا خلفه فقبل رأسها وقال مبشاغبة وهو يضحك‬

‫‪469‬‬
‫‪ -‬مش مالحظة انك وخداىن ابلصوت برضه ومفيش نضارة ىف وشك ؟‬
‫شهقت روز وىه تتحسس وهجها بدون نظارهتا الطبية وقد انتهبت للتو اهنا‬
‫ال تس تطيع الرؤية بصورة طبيعية وفتح هو الباب بعدما وضع جحاهبا علهيا‬
‫ليدلف امجليع و وقف جبانب وادلها كنه حي متى به قائال بضحك اطمنئ امجليع‬
‫عندما ارتسم عىل وهجهيام‬
‫‪ -‬طبعا النضارة اتكرست ملا وقعىت واان مش هعمل كشف وال نضارة‬
‫جديدة ‪ ،‬اان غفلتك وهعمكل اللزيك اي وردىت‬
‫تش بثت روز بوادلها وقالت برجاء‬
‫‪ -‬ال عشان خاطرى بالش ‪ ..‬اباب امعىل انت النضارة وبالش لزيك اان‬
‫راضية ابلشوية دول ومعااي اللينزس هبقى البسه‬
‫نظر عز ادلين لزوهجا وقال برصامة زائفة‬
‫‪ -‬خالص اي روز احنا اتفقنا مع ادلكتور ودفعنا فلوس العملية وهتباىت‬
‫الهناردة هنا وتعملهيا بكرة وخترىج بعدها‬
‫عقدت ساعدهيا امام صدرها بضيق و قالت بغضب طفوىل‬
‫‪ -‬اتفقتوا عليا !‬
‫حضك امجليع واومأ ظافر برأسه وبعدها نظر امجليع للساعة واتفقوا عىل مغادرة‬
‫ظافر ليسرتحي ومكوث رمي معها مكرافق للغد وقد اكن ‪.‬‬

‫‪470‬‬
‫***‬
‫دلفت نورين ومل جتد فريد عاد من معهل مع اهنا جتاوزت منتصف الليل !‬
‫امسكت هباتفها ولكهنا وجدت هاتفه مغلق ‪ ،‬شعرت ابلقلق خاصة بعد‬
‫احداث تكل الليةل العصيبة وفقدان روز وظافر لطفلهام ولكهنا غالبت‬
‫شعورها وبدلت مالبسها وتناولت طعاهما وجلست امام التلفاز تنتظره بقلق‬
‫ال تعمل مصدره ووضعت يدها عىل بطهنا اكهنا حتادث صغريهتا قائةل‬
‫‪ -‬تفتكرى اباب قافل فونه ليه ؟ طيب هو فني ؟ تفتكرى هو خبري ؟‬
‫وهنا شعرت حبركة طفلهتا كهنا تومئ بسالمة وادلها فضحكت نورين وقالت‬
‫مبرح وىه متسد بطهنا‬
‫‪ -‬من اولها اخدىت صف ابوىك ! ماىش اي س ىت هنسكت عشان ابابىك و‬
‫بيقولوا انه جوزى برضه‬
‫حضكت نورين وىه حتاول التغلب عىل قلقها و فتحت مسلسال تركيا تتابعه‬
‫وعندما رشدت ىف البطل انتهبت قائةل مبرح‬
‫‪ -‬لو فريد شافىن واان متنحة للبطل كدة هيقطع عليا النت عشان‬
‫متفرجش اتىن !‬
‫ظلت تتابع مسلسلها وعينهيا يتابعان عقارب الساعة الىت قاربت عىل الثالثة‬
‫جفرا ومل يعد فريد حىت الان وهاتفه مازال غري متاح !‬

‫‪471‬‬
‫عدة دقائق مرت علهيا اكدلهر والقلق يساورها حىت شعرت ابملفتاح يدور‬
‫ىف الباب وظهر هو حياول السري عىل اطراف اصابعه حىت ال يوقظها ولكن‬
‫لسوء حظه اكنت ىه مستيقظة واقرتبت منه بغضب وفتحت الاضاءة‬
‫ولكهنا ما ان وقعت عيناها عليه حىت شهقت فزعى وىه حتتضنه وتبىك‬
‫وقالت حبدة ال تناسب ضعفها اذلى يشعر به‬
‫‪ -‬كنت فني اي فريد وايه الىل معل فيك كدة ؟‬
‫زفر فريد بضيق وهو حياول هتدئهتا وقال هبدوء ظاهرى‬
‫‪ -‬ايه الىل مصحيىك حلد دلوقىت ؟‬
‫وقفت نورين امامه تتفحص مالبسه املتسخة و حاولت كمت شهقاهتا عندما‬
‫وقع نظرها عىل اثر رصاصة ىف مقيصه موضع قلبه ومن الواحض انه اكن يرتدى‬
‫درع واىق من الرصاص حامه والا اكنت اسقطته قتيال ىف احلال ‪ ،‬حتسست‬
‫موضع الرصاصة وقالت بغضب‬
‫‪ -‬اكن هيبقى موقفنا ايه اان وبنتك لو جراكل حاجة وانت حمدش عارف‬
‫عنك اى حاجة وقافل موابيكل طول الهنار اي فريد ؟‬
‫جذهبا فريد واحتضهنا دافنا رأسه ىف شعرها وزفر ابرتياح ومغغم هبدوء جييده‬
‫‪ -‬اان كنت البس درع وربنا سرتها ولو كنت قولتكل ان عندى هممة‬
‫كنىت هتخاىف واليوم هيتقفل وفرحتك هتضيع – انتبه ملا تفوهت به و‬
‫اردف بسعادة – انىت قولىت بنتك حص ؟ يعىن ىه بنت اي نور ؟‬

‫‪472‬‬
‫اومأت نورين برأسها و قبل بطهنا حبنان وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬وكنىت عايزاىن اقفكل يومك واكرس فرحتك بقى‬
‫رشدت نورين وتغري وهجها فقلق فريد ولكهنا قالت هبدوء وىه تغادر للمطبخ‬
‫لتعد الطعام‬
‫‪ -‬ادخل غري هدومك و عىل العشا هحكيكل‬
‫دلف فريد وبدل مالبسه وخرج يتناول عشائه معها والحظ رشودها و‬
‫ادلموع ىف عينهيا فسألها قائال بقلق‬
‫‪ -‬ماكل اي نور ؟‬
‫مسحت نورين دمعة عصية ارصت عىل الهبوط وقالت‬
‫‪ -‬ابقى روح لظافر بكرة رضورى عشان الزم تكون جنبه‬
‫نظر لها بتساؤل فاردفت قائةل مبحاوةل للهدوء‬
‫‪ -‬روز معلت حادثة وابهنم اتوىف و صدمهتم اكنت كبرية عشان ماكنتش‬
‫قالتهل ‪ ،‬اكنت عاملهاهل مفاجأة بس ملحقتش تقولهاهل‬
‫‪ -‬ال حول وال قوة الا ابهلل ! ايه حاكية الواد ده اي رىب ؟ يعىن هو عامل‬
‫لك ده عشان ميبقاش موجود يوم وفاة اههل والظروف تضطره يروح‬
‫حيط جنهبم ابنه ! مني اكن معاه وملكمتونيش ليه ؟‬
‫نظرت نورين اليه بغضب وقالت‬

‫‪473‬‬
‫‪ -‬احنا لكمناك كتري جدا و تليفونك اكن مقفول اي فريد ومتقلقش بالل‬
‫ورشيف مساهبوش‬
‫زفر فريد بضيق ورشد ىف حياة ابن معه مشفقا عليه وي متىن ان متر تكل الليةل‬
‫بسالم عليه ‪.‬‬
‫***‬
‫اكنت مريا حتاول النوم وىه تفكر ىف حال شقيقاهتا خاصة بعدما مسعت‬
‫صوت نورين املرتفع و اس تنتجت اهنا اكنت تتشاجر مع زوهجا ‪ ،‬لك ىشء‬
‫تعرث جفأة عقب زفاف ساىل وكنه اخر حدث سعيد للجميع ‪ ،‬التفتت لتلقى‬
‫نظرة عىل بالل النامئ بعمق جبانهبا وحالته تقلقها خاصة موقفه مع صديقهتا‬
‫وعدم فتحه للحديث ! رأسها ياكد ينفجر وال تس تطيع النوم ‪ ،‬تاكد حتسده‬
‫انه ينام بعمق هكذا من فرط ارهاقه فهو اليوم جبانب معهل الشاق شهد‬
‫حادث ظافر وروز من البداية ومل يرتك ظافر حلظة واحدة فهو يعتربه شقيقه‬
‫حبق خاصة انه ترىب معه منذ الصغر حىت ش با معا ‪ ..‬لك حمطات حياهتم‬
‫اكنت معا ‪ ،‬تتذكر لكامته الىت قالها قبل نومه عن عقدة الفقد عند ظافر‬
‫واذلى اكن ش به متأكد انه لن يمن ليلته هذه الن ذكل احلادث اعاد اىل ذهنه‬
‫ي مته اذلى حاول عبد الكرمي وكرمية تعويضه عنه ولكنه مازال بداخهل الطفل‬
‫اليتمي اذلى مل ير وادليه و الان تكرر الامل ليفقد طفهل قبل ان يراه‪.‬ىف نفس‬
‫اليوم ‪ ..‬اي لسخرية القدر منه ! حاولت النوم ولكهنا مل تس تطع وسط لك‬
‫تكل الافاكر العاصفة و هجزت مالبسها لتأخذ حامما دافئا لعلها تنام بعده ‪.‬‬

‫‪474‬‬
‫***‬
‫اكن توقع بالل حصيحا ان ظافر لن يس تطع النوم هذه الليةل خاصة وهو‬
‫جيلس الان حمتضن " زين "اذلى اخذه من ادلار بأجعوبة وسط تعجب‬
‫الصغري وحاجته للنوم ولكنه اكن يس متع هل كنه رجل يشاركه مهومه و قال هو‬
‫يضع يده عىل كتفه بتساؤل محل طفولته الىت امزتجت ببداية مراهقته وهو‬
‫يقرتب من عامه احلادى عرش‬
‫‪ -‬ماكل اي " اباب " ؟‬
‫اكنت تكل اللكمة الىت يناديه هبا زين كفيةل ان جيعهل يتذكر ما يشعر به‬
‫وحياول تصنع القوة فأحتضنه واهجش ىف الباكء وكنه حيتضن صورته ىف‬
‫طفولته ‪ " ،‬ظافر "اكن يرى ىف " زين "نسخته املصغرة خاصة مع تشابه‬
‫بعض ظروفهام واليمت املبكر وهو سن عام واحد ‪ ،‬ولكن اختالف الامر ان‬
‫عبد الكرمي اكن لظافر نعم العم والاب معا لكن زين مل جيد عبد الكرمي‬
‫واكنت النتيجة انه ألقى ىف دار ايتام حتت رعاية روز وشاركها هو ىف رعايته‬
‫واكن ي متىن ان يقمي معهام ولكن وجود مانع رشعى انه حيل لزوجته منعه من‬
‫ذكل ولكنه وعد نفسه انه اذا امتد به العمر فس يكون هو عبد الكرمي لزين ‪.‬‬
‫قطع زين حلظات مصته وهو يسأهل عام به ولكنه قال وهو يتغاىض عن فهم‬
‫زين لالمر‬
‫‪ -‬الهناردة حطتيه ابيدى جنهبم ‪ ..‬مشوفتومهش لكهم ومعرفهتمش لكن‬
‫حبهبم حبمك غريزىت ‪ ..‬اتنني املفروض اهنم ابواي واىم لكن اان مشوفهتمش‬
‫‪475‬‬
‫و ابىن الىل معرفتش عنه حاجة الا واان بسمع خرب موته ووسط لك ده‬
‫املفروض اىن كنت ابقى قوى عشاهنا ىه‬
‫اطلق تأوه مرتفع وزفرة قوية جعلت زين يربت عىل يده برفق وامغض ظافر‬
‫عينيه وهو يمكل حديثه‬
‫‪ -‬ىه نقطة ضعفى ‪ ..‬واي ويل الراجل ملا تبقى نقطة ضعفه ست ! عارف‬
‫اي زين اىن بشوف فيك نفىس ىف لك ظروىف حىت احالىم ‪ ..‬انت‬
‫نسخىت املصغرة بلك طباعك – حضك مبرارة وامكل – حىت الام الىل‬
‫بتدينا حناهنا واحدة " وردىت"‬
‫مل يفتح عينيه واش تد عىل يد الصغري وامكل قائال‬
‫‪ -‬حباول احارب لك ضعفها وخوفها واان مش قادر انىس عقدة الفقد الىل‬
‫عندى وكن مكتوبىل لك الناس الىل حبهبا تروح وتس يبىن قبل ما‬
‫اشوفهم ‪ ،‬اوقات حبس اىن خبنقها بتحمكى وخوىف الزايدة علهيا ولك يوم‬
‫كوابيىس اهنا ب متىش وتس يبىن‬
‫‪ -‬بس ىه بتحبك واان كامن حببك اوى اي اباب‬
‫قالها زين وهو حيتضنه بشدة جعلته يفتح عينيه ويرى خيوط الشمس الىت‬
‫بدأت تداعب السامء لزتيل الليل القامت ومسع زين يقول اببتسامة وحديث ال‬
‫يناسب س نه مشريا للسامء‬

‫‪476‬‬
‫‪ -‬الليل بيكون ضلمة لكن وسط خيوط الشمس ومنظر الرشوق بيكون‬
‫شلكه ساحر ‪ ،‬ىه دى حياتنا ابلظبط وسط احملن الىل ب متثل الليل‬
‫بضلمته وقبضته لكن فرج ربنا بيبقى ش به خيوط الشمس دى الىل بدأت‬
‫تطلع وشوية بشوية هتش يل ضلمة الليل ‪ ،‬معر ما حد سابك ومىش‬
‫مبزاجه لكن هام زى اباب وماما سابوىن عشان ربنا عايز كدة ‪ ،‬ربنا بعت‬
‫ماما " روز " ليا واان صغري اوى وكنت بشوف لك حصاىب معامه اباب‬
‫وماما لكن اان ال ‪ ،‬اكنت بتجيىل لك يوم وتقعد معااي وتذاكرىل وملا كنت‬
‫اسألها عىل اباب وماما اكنت تقوىل عند ربنا بس اان ماما اي زيزو ومعرى ما‬
‫هسيبك ‪ ،‬مش ىه قالتكل اهنا ماما برضه ومش هتسيبك ؟‬
‫اومأ ظافر برأسه وهو يرمقه بنظرة اجعاب فأحتضنه زين وقال مبداعبة‬
‫‪ -‬خالص يبقى فطرىن قبل ما نروحلها نطمن علهيا عشان وحشتىن اوى‬
‫قبل ظافر رأسه اببتسامة وقال‬
‫‪ -‬ووحشتىن اان كامن‬
‫حضك زين ف متمت ظافر ىف نفسه‬
‫‪ -‬ربنا يديىن العمر اي زين حلد ما اطمن عليك ىف جامعتك و احرض كامن‬
‫فرحك ‪.‬‬
‫وكن عالقة ظافر و روز و زين ىه خري مثال عىل مجةل " فاقد الىشء‬
‫احسن واحد يعطيه " فلك من فقد ىشء مهنام اعطاه لزين مبهارة‬

‫‪477‬‬
‫***‬
‫دلف زين حلجرة روز ىف املشفى وايقظ رمي واعلمها بوجود ظافر فارتدت‬
‫جحاهبا واخذته وخرجت اتركة ظافر مع زوجته الىت داعب وجنتهيا كعادته‬
‫ىف ايقاظها وكعادهتا ايضا ابتسمت وىه تفتح عينهيا البنيتان وقال اببتسامة‬
‫ماكرة‬
‫‪ -‬حطى طرحتك عشان معااي ضيف عايز يشوفك‬
‫وضعت روز جحاهبا وسألته عن هوية الضيف ولكنه اشار للضيف فدلف‬
‫زين واحتضنته روز وقالت حبنان وىه تقبل يده‬
‫‪ -‬وحشتىن اوى اي حبيىب ‪ ،‬عارفة اىن مكنتش بقعد معاك كتري بس‬
‫غصب عىن‬
‫حضك زين وامسك بيد ظافر وقال مبكر اكتس به من ابيه الروىح الواقف‬
‫جبواره‬
‫‪ -‬وراىك رجاةل اي ماما متقلقيش‬
‫وضعت روز يدها عىل رأسها وقالت مبرح‬
‫‪ -‬اه قلىب ! اتنني ظافر كتري عليا ‪ ،‬ده اان بتعامل مع واحد ومش قادرة‬
‫عليه هيبقى ‪ ! ٢‬نسيت روز حبيبتك اي زيزو وروحت لظافر عشان‬
‫رجاةل زى بعض واان اتركنت عىل الرف‬

‫‪478‬‬
‫حضك ظافر ومغز لزين واحتضناها معا هاتفني حبب‬
‫‪ -‬حمدش يقدر يس تغىن عنك اي ماما‬
‫اطلقت روز حضكة عالية جعلت امجليع اذلين اتوا الان يطمئنون علهيا وبعد‬
‫قليل اتت املمرضة اصطحبهتا الجراء العملية وحاول امجليع التشاغل فأمسك‬
‫ظافر ابجلريدة يقرأها وجذب انتباهه خرب ىف مطلع احدى الصحف " مرصع‬
‫حصفية شابة وزوهجا ىف حادث "!الهتم السطور بعينيه حىت اعترص اجلريدة‬
‫بيده وظهرت عروق وهجه معلنة غضبه اذلى انتبه هل امجليع ولكنه نظر الهيم‬
‫وهو يغادر قائال ابقتضاب‬
‫‪ -‬هروح اس تمل العربية اجلديدة واجيبلها نضارة مشس خترج بهيا ‪ ..‬مش‬
‫هتأخر‬
‫غادر مس تقال س يارته اىل مقر اجلريدة وهناك دلف ملكتب رئيس التحرير‬
‫اذلى عقد حاجبيه بتساؤل عن هويتة فقال ظافر بغضب واس هتزاء‬
‫‪-‬املرحوم بيلكمك من العامل الاخر‬
‫‪-‬افندم !!‬
‫نطقها رئيس التحرير بتعجب فرفع ظافر صوته اكرث وقال‬
‫‪-‬ايه مش اجلريدة بتاعتك انرشة خرب موىت اان ومراىت ‪ ..‬يعىن احنا اموات‬
‫واان بلكمك من العامل الاخر‬

‫‪479‬‬
‫‪-‬ازاى ! حرضتك مني ؟‬
‫‪-‬اكبنت طيار" ظافر زيدان " زوج الصحفية "روز عز ادلين "الىل لقوا‬
‫مرصعهم امبارح ىف حادثة‬
‫حضك ابس هتزاء وقال‬
‫‪-‬حبيت اعرف حرضتك اننا لسه احياء نرزق‬
‫اعتذر هل رئيس التحرير ووعده بنرش اعتذار عن اخلرب الاكذب ىف الغد‬
‫وصاحفه بود وغادر ليحرض الس يارة والنظارة الشمس ية ‪ ،‬وقفت ىه امام‬
‫س يارته عقب العملية وىه تضع نظارهتا الشمس ية وظلت حتدق ابلس يارة‬
‫وقالت روز بتساؤل‬
‫‪-‬ىه العربية دى لوهنا ايه ؟‬
‫نظر امجليع الهيا بصدمة ولكن ظافر فهم الامر وقال حبيادية‬
‫‪-‬انىت ش يفاها ايه ؟‬
‫اقرتبت من الس يارة و نزعت نظارهتا الشمس ية وقالت خبفوت‬
‫‪-‬اان شايفاها محراء بس اان متأكدة اهنا قبل كدة اكنت رمادى‬
‫كمت حضكته بصعوبة وقال جبدية زائفة‬
‫‪-‬ازاى يعىن اكنت رمادى ! من يوم ما خبطتهيا انىت وىه محراء من غري‬
‫سقف ‪ ،‬ايه هام بدل ما يعملوكل اللزيك لعبوا ىف عينيىك !‬

‫‪480‬‬
‫نظرت لوادلها بصدمة ودمعت عيناها وقالت‬
‫‪-‬اباب يعىن اان لك ده كنت شايفة غلط ابلنضارة والالوان مش حص ؟ طيب‬
‫انت لون عيونك مش ازرق ؟‬
‫ربت وادلها عىل ظهرها وقال وهو ينظر لظافر بعتاب‬
‫‪-‬اديك جننتىل العاقةل الىل فهيم حرام عليك‬
‫حضك ظافر وقال وهو يفتح لها ابب الس يارة‬
‫‪-‬نورىت عربيتك اجلديدة الىل بتس تقبكل اي روح قلىب‬
‫حدقت به وقالت بصدمة وىه ترى حضاكت امجليع حولها‬
‫‪-‬يعىن انت كنت بتش تغلىن وغريت العربية !‬
‫اوما برأسه وهو يضحك فضحكت ىه بشدة وقالت‬
‫‪-‬طب وهللا اان قولت دول جابوىل معى الوان مش معلوىل اللزيك وكنت‬
‫هطلع اختانق معامه واخد فلوس نا الىل دفعناها ىف العملية‬
‫قهقه و اجلسها ابلس يارة وقال‬
‫‪-‬طب محد هلل عىل سالمتك اي بلطجية‬
‫اس تقلت الس يارة جبانبه بسعادة وىه ترى العامل الول مرة طبيعيا وليس من‬
‫خلف زجاج نظارهتا الطبية الىت تشعر عند خلعها وكهنا انفصلت عن العامل‬

‫‪481‬‬
‫ومل تعد ترى ىشء فيه وكهنا عاجزة عن الرؤية ولكهنا ىف احلقيقة اكنت كذكل‬
‫‪ ،‬وصال املزنل بعدما اوصال زين لدلار وصعدا وبدال مالبسهام واجلسها‬
‫ظافر و القى بنفسه عىل الفراش حمتضهنا قائال وقد بدأ النوم يداعب جفناه‬
‫‪ -‬مهوت واانم ‪ ،‬م منتش من امبارح عشان مكنتيش جنىب‬
‫حضكت روز وبدأت تداعب شعره بأانملها وسط الظالم اذلى جتلس فيه‬
‫بأمر من الطبيب ويشاركها هو فيه طواعية وشعرت ابنتظام انفاسه فعلمت‬
‫انه غط ىف نوم معيق ‪.‬‬
‫***‬
‫حتسنت حاةل روز الصحية والنفس ية كثريا وعاد سلمي وساىل من سفرهام‬
‫واليوم اللك يقف ينظر بفخر لبالل وهو يناقش " املاجيس تري "ليحصل‬
‫عليه بدرجة عالية وسط تصفيق امجليع وفرحهتم بنجاح بالل طبيهبم ‪ ،‬صاحف‬
‫امجليع وبعدها خرج مع مريا مبفردهام لالحتفال معا فقالت ىه مبرح‬
‫‪ -‬اخريا خدت املاجيس تري يعىن مافيش جحج اتىن للتأخري اي دكتور‬
‫حضك بالل وقال‬
‫‪ -‬يعىن هو التأخري مبزاىج اي حبيبىت ؟ مش شغىل الىل حببه ونفىس ابىن‬
‫كيان لنفىس فيه ‪ ،‬اومال هتعمىل ايه ملا ابدأ اش تغل ىف ادلكتوراة ؟‬
‫اشاحت مريا بوهجها عنه وقالت بضيق‬

‫‪482‬‬
‫‪ -‬اه شغكل الىل بتحبه‬
‫قهقه بالل وقال خببث‬
‫‪ -‬هو ده الىل انىت خدتيه من امجلةل ! جعبت لكن اي س يدات‬
‫حضكت مريا فأردف اببتسامة وهو ينظر لعينهيا فيعانق رمادى عينيه رمادى‬
‫عينهيا‬
‫‪ -‬اان قولت حبب شغىل وانىت خدىت اللكمة طيب هو مش احلب‬
‫درجات واقصاها العشق الىل اان واقع فيه معاىك اي م ميى ؟‬
‫تبسمت مريا وىه تس متع للكامته احلنونة وتتناول الطعام معه براحة قبل‬
‫عودهتم للمزنل حمتضن لك مهنام كف الاخر معلنني ارتباطهم ابد ادلهر ‪.‬‬
‫***‬
‫جلس امجليع ىف مزنل عز ادلين ومل يتغيب عن اجللسة سوى بالل لظروف‬
‫معهل وزوجته النشغالها ىف امر هام ابخلارج ‪ ،‬هتف رشيف قائال‬
‫‪ -‬اي انلك حدد ميعاد الفرح بقى ‪ ..‬اان حاسس اىن هتشل قبل ما اجتوز‬
‫حضك امجليع فقال فريد مشاكسا صديقه‬
‫‪ -‬اي ابىن اس متتع حبريتك شوية قبل ما تتكتف ىف املس ئوليات والعيال‬
‫وواحدة تقف تقوكل راحي فني وجاى منني واتأخرت ليه ‪ ،‬انت ىف نعمة‬
‫بيحسدك علهيا املتجوزين‬

‫‪483‬‬
‫رضبته نورين بقبضهتا ىف غضب وىه تتحسس بطهنا قائةل‬
‫‪ -‬اه منك اي فريد ومن جربوتك ! صدقت مريا ملا قالت دى الىل ختىل‬
‫ظابط حيهبا يبقى اي غلهبا !‬
‫حضك امجليع فقالت روز غامزة نورين‬
‫‪ -‬ايخىت امحدى ربنا عىل الظابط الىل ماىش عىل الطريق املس تقمي مش‬
‫الطيار الىل خمليىن بشد ىف شعرى !‬
‫‪ -‬بقى كدة اي روز ؟‬
‫قالها ظافر وهو ينظر لها بضحكة ونظر لوادلها قائال‬
‫‪ -‬اشهد اي انلك عىل بناتك وافرتامه علينا‬
‫حضك عز ادلين من قلبه ونظر لساىل وقال‬
‫‪ -‬يال معندكيش لكمة انىت كامن تقولهيا عشان تبقى مكلت‬
‫قهقهت ساىل ورفعت حاجبهيا و قالت بثقة‬
‫‪ -‬ال تقلق اي اباب ‪ ..‬بنتك مس يطرة اوى‬
‫‪ -‬عىل سوسن الىل جنهبا مش كدة ؟‬

‫‪484‬‬
‫قالها سلمي مبرح وهو جيذب اذهنا فتأوهت ىه ورضبته ىف صدره فأنفجر‬
‫امجليع ضاحاك علهيام وعاد رشيف الحلاحه ىف حتديد موعد حفل الزفاف وسط‬
‫حتذير الش باب هل مبزاح ‪.‬‬
‫***‬
‫طاوعت وسواسها تكل املرة ودعهتا للمقابةل خمالفة اوامر زوهجا ولكن حدسها‬
‫الانثوى خيربها ان بتكل الفتاة ىشء غريب وابلفعل بدأت اجللسة بروتيهنا‬
‫املعتاد ولك مهنام تقص اخبارها لالخرى كام اعتادا دوما وسط حضاكهتام‬
‫وبعدها اس تأذنت " شهرية "اذلهاب للمرحاض وتركت هاتفها لعلمها ان "‬
‫مريا " ال تعبث ابرسار غريها ولكن عىل غري عادهتا وجدت مريا اانملها متتد‬
‫لتأخذ هاتفها وهنا حجظت عيناها بدهشة وىه ترى صور لبالل عىل هاتفها‬
‫ومكتوب علهيا الكثري من لكامت احلب والعشق ! ارجتفت يدهيا و خانهتا‬
‫دموعها لتسقط خاصة بعدما امكلت لرتى تكل الصور الىت حتفظها عن ظهر‬
‫قلب والىت تس ببت ىف فسخ خطبهتا من " فارس " وهنا شهقت مريا و يد‬
‫شهرية جتذب الهاتف مهنا بعنف وقالت بغضب‬
‫‪ -‬انىت بتفتىش ىف حاجىت اي مريا !‬
‫نظرت مريا لها نظرة مطوةل حتمل الكثري من الاحاديث ونطقت قائةل بأمل‬
‫‪ -‬ليه اي شهرية ؟‬
‫وكهنا اكنت تنتظر تكل اللكمة لتنفجر ىف وهجها صارخة ابنفعال‬

‫‪485‬‬
‫‪ -‬عشان ااننية وعايزة لك حاجة لوحدك‬
‫وقفت مريا حتدق هبا بذهول وامكلت شهرية بقسوة ولهجة محلت الكثري من‬
‫الكراهية‬
‫‪ -‬معاىك جامل اللك بيحسدك عليه و عايزة فارس و بالل وابوىك‬
‫واخواتك و اجواز اخواتك ‪ ،‬عارفة اي مريا اان بدعى لك يوم انك تطلقى‬
‫وابوىك ميوت عشان يتكرس ضهرك وتبقى ذليةل للناس والىل بدعيه اكرت‬
‫ان ربنا ايخد رمي ابذلات عشان تقعى اوى كامن‬
‫شهقت مريا وادلموع تنساب عىل وجنتهيا وىه حتاول معرفة هوية الىت اماهما‬
‫‪ ،‬هل ابلفعل تكل الفتاة ىه شهرية صديقهتا الىت تربت معها واكنت تنام معها‬
‫ىف نفس الفراش برعاية وادلها وشقيقهتا الكربى الىت ت متىن موهتام ! قطعت‬
‫شهرية هذا وىه ترصخ هبا قائةل‬
‫‪ -‬انىت واخواتك مبتحبوش غري نفسكوا ‪ ،‬اكن نفىس نورين مرتجعش ملا‬
‫اختطفت او فعال يتنفذ الهتديد وتتقتل عشان ساعهتا كنىت هتسبيىل‬
‫بالل حبيىب عشان اختك اتقتلت بسبب اخوه بس لالسف البيه معل‬
‫شهم ورجعها ال وكامن فداها بنفسه‬
‫صفعة مدوية من مريا عىل وجه شهرية اكنت كفيةل ان جتيب عىل لك ذكل‬
‫وهتفت هبا برشاسة وتوعد‬

‫‪486‬‬
‫‪ -‬بالل اكن معاه حق ‪ ..‬لكهم اكن معامه حق ‪ ،‬انىت مش صاحبة وال‬
‫معرك هتكوىن ‪ ،‬انىت ااننية وبتكرىه لك الناس ونفسك لك واحد معاه‬
‫نعمة تزول ‪ ،‬اان بكرهك وبكره افعاىل الىل معلهتا واان مطوعاىك زى‬
‫املنومة مغناطييس ‪ ..‬بالل قالها مرة واان هقولها املرادى الهنائية اي شهرية ‪..‬‬
‫انىس انك كنىت تعرفيىن ىف يوم ملصلحتك‬
‫التفتت مريا لتغادر املاكن وقد اختنقت انفاسها وامسكت هاتفها لتحادث‬
‫خشص معني تطلب منه املقابةل الان للرضورة ‪.‬‬
‫اما شهرية فهىى حتسست موضع الصفعة بأمل وقالت بتوعد‬
‫‪ -‬هدفعك متن القمل ده غاىل اوى اي مريا وهتشوىف !‬
‫***‬
‫نظرت رمي بقلق لوادلها وطلبته بعينهيا ان يلحق هبا فاس تأذن مهنم وحلق هبا‬
‫قائال بقلق‬
‫‪ -‬ماكل اي رمي ؟‬
‫حاولت رمي التقاط انفاسها وقالت خبفوت وىه تنظر للخارج حىت ال ينتبه‬
‫احد‬
‫‪ -‬مريا اكنت املفروض تيجى من ساعة بس اتأخرت و قلىب مش مطمن‬
‫للتأخري ده‬

‫‪487‬‬
‫عقد عز ادلين حاجبيه بقلق وقال بتساؤل‬
‫‪ -‬الكم بالل اسأهل علهيا ؟‬
‫‪ -‬ال بالش اي اباب هللا خيليك‬
‫نطقهتا رمي مرسعة فقال عز ادلين وهو ينظر لعينهيا مبارشة‬
‫‪ -‬خمبية عليا ايه اي بنت حورية ؟‬
‫ازدردت رمي ريقها بصعوبة وىه تنظر هل ولكهنا مسعت نداء احدى شقيقاهتا‬
‫من اخلارج خفرجت هاربة من امامه وتركته بقلقه اذلى زرعته ىه منذ قليل‬
‫‪.‬‬
‫***‬
‫جتلس امامه بتوجس وتفرك اصابعها ىف توتر وتلتفت حولها بذعر غري‬
‫مصدقة اهنا فعلت هذا وىه باكمل قواها العقلية‪ ،‬فامي ينظر هو الهيا هبدوء‬
‫متأمال اايها يلهتم مالحمها ابشتياق فهو ابلرمغ من ذكل مازال حيهبا ‪ ،‬قطع‬
‫الصمت صوهتا املتوتر قائةل‬
‫‪-‬اان اسفة اي " فارس "‬
‫رفع حاجبيه بتعجب وقال بدهشة‬
‫‪-‬بعد ايه اي " مريا " ؟‬
‫نظرت اليه مريا بعدم فهم وقالت‬

‫‪488‬‬
‫‪-‬مش فامهة‬
‫‪-‬يعىن جاية تعتذرى بعد ايه اي مريا ؟ بعد ما دمرىت لك حاجة بسبب‬
‫واحدة حقودة ؟‬
‫امتكل الفزع جسد مريا وبكت بعنف وقالت من بني شهقاهتا‬
‫‪-‬كنت مصدقاها اي فارس ‪ ...‬اكنت صاحبىت وملا جابلىت دليل خيانتك‬
‫صدقهتا‬
‫حضك ابس هتجان وقال‬
‫‪-‬ههههههه وهللا حضكتيىن ! يعىن تصدىق صاحبتك وتكدىب خطيبك ؟‬
‫‪-‬اكن ابدلليل‬
‫رصخ فهيا وقد فقد اخر صربه قائال‬
‫‪-‬ودلوقىت انىت بتقوىل ان الصور تركيب ‪ ،‬مكنتيش واثقة فيا لدلرجة دى اي‬
‫مريا ؟‬
‫اهجشت مريا ىف الباكء ‪ ..‬ىه اكتشفت لتوها اهنا ظلمت خطيهبا السابق‬
‫وتلقت اكرب صفعة من صديقهتا وان زواهجا همدد ‪ ..‬نظر الهيا فارس حبنان‬
‫ومسح دموعها بيده ‪ ،‬المس برشهتا ورست القشعريرة ىف جسدها ولكهنا‬
‫هبت واقفة قائةل حبزم‬
‫‪-‬اان متجوزة وحبب جوزى ‪ ..‬يعىن مينفعش القاعدة دى اصال‬

‫‪489‬‬
‫نظر الهيا فارس فامي امكلت ىه حبزم وىه متسح عرباهتا‬
‫‪-‬اان متأسفة عىل لك حاجة ‪ ..‬والزم تنساىن الىن زوجة لشخص اتىن‬
‫وحبرتمه ىف غيابه قبل وجوده اان بس كنت عايزة اعتذر عن سوء ظىن فيك‬
‫‪..‬بعد اذنك‬
‫غادرت مريا وتركته وذهبت اىل بيهتا وجدت بالل منتظرها فقالت بتوتر‬
‫وىه تزدرد ريقها بصعوبة‬
‫‪-‬بالل ! انت هنا من بدرى‬
‫تبسم بالل واقرتب مهنا ومل تنتبه لتكل النظرة ىف عينيه الىت تظهر الول مرة‬
‫وقال هبدوء‬
‫‪-‬كنىت فني اي مريا ؟‬
‫تلع مثت مريا وقالت بتوتر‬
‫‪-‬كنت حبرضكل مفاجأة‬
‫‪-‬كدابة‬
‫قالها بالل هبدوء واخرج هاتفه احملمول واظهر لها ىش فوجدهتا مقابلهتا مع‬
‫فارس منذ قليل وصورته وهو ميسح دموعها ! وقع الهاتف مهنا واهجشت‬
‫ىف الباكء وقالت بتربير‬
‫‪-‬استىن هفهمك ‪ ..‬وهللا اان مش قصدى حاجة اان بس كنت‬

‫‪490‬‬
‫مل يس تطع بالل الصرب ورصخ فهيا ابلصمت الهنا اكذبة وجذهبا واس تقل‬
‫س يارته وامرها ابذلهاب معه لبيت ابهيا حلل الامر امام امجليع!‬
‫***‬
‫ال تعمل كيف وصال امام مزنل وادلها وسط غضبه وباكهئا ودلف هبا وسط‬
‫باكهئا ورجاهئا ان يس متع لها وعندما وجدت رمي الامر هكذا احتضنهتا وىه‬
‫تربت عىل ظهرها وقال بالل حبزم وهو بعترص قبضته بأمل‬
‫‪ -‬اان اسف اي انلك عز معرفتش احافظ عىل امانتك‬
‫نظر عز ادلين هل ابس تفهام وهو يتوجس خيفة شاركها مع رمي الىت نطقت‬
‫قائةل‬
‫‪ -‬مش كنتوا كويسني ؟‬
‫حضك بالل ابنكسار و تكونت غالةل رقيقة من ادلموع ىف عينيه وقال‬
‫‪ -‬اان شلكى فهمت غلط والظاهر ان جوازان اصال اكن غلط من الاول‬
‫واان جاى دلوقىت قصدامك عشان اصلح الغلط ده‬
‫اقرتب من مريا الباكية ىف احضان رمي و نظراهتا الىت تس تجديه ودموعها ولك‬
‫ىشء هبا ولكنه قاوم غصة حلقه وفال بامتسك قبل ان ختونه دموعه الىت مل و‬
‫لن تسقط اماهمم‬
‫‪ -‬انىت طالق اي مريا‬

‫‪491‬‬
‫قالها والتفت بظهره مغادرا مطلقا العنان دلموعه وما اقىس دموع الرجال ‪،‬‬
‫انطلقت شهقة من الفتيات وصدمة الرجال اكنت كبرية غري مصدقني ما‬
‫حدث منذ حلظات اماهمم !‬
‫اما عز ادلين فقد امجلته الصدمة ليجلس عىل الاريكة يتابع ما حوهل بذهول‬
‫فهو اخطأ بتكل الزجية ىه مل تكن تريدها ولكنه هو من ارمغها علهيا !‬
‫قطع صوت افاكره هتاف مريا الصارخ ليلحق ظافر بفريد اذلى ركض غاضبا‬
‫خلف شقيقه قبل ان يفعل به ىشء ‪ ،‬وابلفعل حلقه الش باب وليس ظافر‬
‫فقط حماولني فهم الامر من بالل ‪.‬‬
‫***‬
‫مل يس تقل بالل س يارته تكل املرة ولكنه فضل السري عىل قدميه بال هدى‬
‫وهو يدرك انه اخطأ ب ميينه هذا ولكن ىه اكنت البد ان تفيق من اوهاهما‬
‫وان ختتاره مبحض ارادهتا الاكمةل وليس ابلفرض كام تشعر دامئا وتشعره ىف‬
‫لك خالف بيهنام ‪ ،‬قلبه يرجوه ان يصفح عهنا ويسمع اس باهبا ولكن عقهل‬
‫وكربايئه مينعانه من ذكل موحضني انه فعل الصواب ! انتبه من رشوده عىل‬
‫صوت فريد الغاضب خلفه هيتف بأمسه مفسح دموعه والتفت هل فلمكه فريد‬
‫بعنف لعهل يفيق لنفسه وهنا تدخل ظافر بيهنام واس تطاع ابعاد بالل عن‬
‫شقيقه فزفر رشيف ابرتياح قبل ان ينتبه للمكة اخرى اخذها بالل من ظافر‬
‫اذلى رصخ به قائال‬
‫‪ -‬جبان حمافظتش عىل الامانة !‬
‫‪492‬‬
‫امسكه رشيف بعنف وهو حيمى بالل مهنام خلفه ورصخ هبام قائال‬
‫‪ -‬انتوا ازاى كدة ؟ ده اخوكوا وبدل ما تواسوه بترضبوه !‬
‫نظر فريد هل بضيق وقال بغضب‬
‫‪ -‬اخواي مش مترسع يرىم ميني الطالق عىل مراته وميىش وحمدش فامه‬
‫ىه معلت ايه وال حصل ايه خيليه يعمل كدة‬
‫زفر بالل ونطق اخريا وقال هبدوء‬
‫‪ -‬تعالوا نقعد ىف اى حتة واان هحكيلكوا بس الالكم حمدش فيمك يقوهل‬
‫ملراته‬
‫اومأ امجليع برأسه و اس تقلوا س يارة رشيف ذاهبني الحد الاماكن ليوحض‬
‫بالل الامر اكمال ‪.‬‬
‫***‬
‫ارتفعت شهقات مريا وصوت لكامت شهرية يدوى ىف اذهنا و نظراهتا معلقة‬
‫بوادلها الصامت اماهما ورمي الىت حتاول هماتفة رشيف لتفهم الامر ‪ ..‬اكنت‬
‫روز حتتضهنا بلك قوهتا ومتسح عىل شعرها لعلها هتدأ ونورين جتلس شاردة‬
‫واضعة يدها عىل بطهنا الىت شعرت بأمل هبا ولكهنا قاومته ومسحت علهيا‬
‫مطمئنة طفلهتا ان لك مر س مير ‪ ،‬وساىل تعطهيا العصري لعلها هتدأ ولكهنا‬
‫فاجأت امجليع وهنضت قائةل هبدوء‬

‫‪493‬‬
‫‪ -‬اان طالعة اانم ومش عايزة حد يصحيىن‬
‫نظر امجليع لها بتعجب ولكن وادلها اومأ برأسه وتركها تصعد لعلها تكف عن‬
‫الباكء وترشح هلم ما حدث فامي بعد ‪.‬‬
‫***‬
‫وضع بالل رأسه بني كفيه بعد ان اظهر هاتفه بصورة مريا وفارس للش باب‬
‫اذلين نظروا اليه بصدمة قبل ان هيتف سلمي مدافعا‬
‫‪ -‬الصورة دى تركيب واكيد شهرية الىل عامةل كدة‬
‫حضك بالل وقال بهتمك‬
‫‪ -‬مرتكبة ازاى اذا كنت اان الىل مصورها ابيدى وحمدش ابعهتاىل‬
‫نظر الش باب اليه بصدمة ودهشة فأمكل هو قائال مبرارة‬
‫‪ -‬كنت ماىش وراها وشوفهتا وىه بتقابهل و كنت مستىن مهنا الرصاحة‬
‫واملواهجة وبس لكن ىه زى عادهتا جبانة وخافت تواجه وفضلت الكذب‬
‫اكن اول من اس توعب املوقف وغالب صدمته هو رشيف اذلى نطق قائال‬
‫‪ -‬اان مش فامه حاجة خالص ‪ ،‬ارشح اي بالل‬
‫اراح بالل ظهره عىل املقعد و عقد ذراعيه امام صدره وامغض عينيه وقال‬
‫برشود‬

‫‪494‬‬
‫‪ -‬كنت بشوفها ىف عينهيا لك يوم وبسمعها ابلليل واان انمي بتلكمىن‬
‫وتسألىن اان فعال حاولت امعل حاجة مع شهرية وال حماولتش بس اكنت‬
‫اول ما تشوفىن تسكت ‪ ،‬منعهتا عهنا واان واثق مليون ىف املية اهنا‬
‫هتحاول تلكمها وتقابلها وسبتلها الفرصة الاخرية الهنلردة بس ىه كذبت‬
‫عليا‬
‫حضك بهتمك وهو يتذكر اخر موقف هلام صباحا وهام عىل مائدة الافطار‬
‫عندما رأى هاتفها يضئ فارتبكت ىه واجابت بلكامت غري مفهومة وتكذب‬
‫اهنا اكنت حتدث رمي !‬
‫امكل وهو مازال عىل حالته ال يريد رؤية ردود افعاهلم امامه‬
‫‪ -‬بعد مواهجهتا مع شهرية توقعت اهنا هتتصل بيا ملا مسكت موابيلها لكن‬
‫لقهتا لكمت فارس‬
‫اعترص قبضته بغضب حىت ابيضت مفاصهل وهو هيتف بعنف من بني‬
‫اس نانه‬
‫‪ -‬اول ما جلأت حلد ماكنش اان لكن اكن حبيهبا القدمي الىل حست‬
‫ابذلنب من انحيته ومسحتهل يلمسها وىه عىل ذمىت ‪ ،‬فكرة اىن مغصوب‬
‫علهيا رجعتلها اتىن عشان كدة حررهتا ولو رجعتىل يبقى ىه عايزاىن بس‬
‫مبزاهجا املرادى مش ابلغصب زى املرة الىل فاتت‬
‫هنض ونظر هلم قائال بتحذير‬

‫‪495‬‬
‫‪ -‬مفيش حرف يطلع بره والا قسام ابهلل ما هعرف حد فيمك اتىن‬
‫اعطامه ظهره وغادر وسط نظراهتم املتعجبة واملتأملة هل ‪ ،‬بالل اراد اعطاء‬
‫مريا درس ‪ ،‬اراد عودهتا اليه طواعية وىه متأكدة اهنا حتبه وليست مرمغة‬
‫عىل زواهجا النه اختيار وادلها ولكن ال يعمل ذكل الامحق انه حضى بقلبه‬
‫فداء ذلكل ادلرس !‬
‫***‬
‫ترك الش باب زوجاهتم ىف بيت وادلهن وذهبوا اىل منازهلم عدا" ظافر "اذلى‬
‫ذهب ليبيت معها وعندما دلف اشار لها بعينيه لتتبعه اتركة وادلها حيدث "‬
‫عبد الكرمي " اذلى قال ابعتذار‬
‫‪ -‬حقك عليا اي عز ادلين بس صدقىن اان هدفعه متن غلطه ده غاىل اوى‬
‫مغغم عز ادلين برشود وقهر عىل حال ابنته‬
‫‪ -‬جاتىل الرضبة من احلتة الىل مكونتش متوقعها اي عبد الكرمي ‪ ،‬ابنك‬
‫رجعىل بنىت مطلقة وىه ‪ ٢٦‬س نة ‪ ،‬اان اديت بالل جوهرة مليانة‬
‫خدوش من ادلنيا وىه صغرية وقولتهل حافظ علهيا لكن النتيجة انه‬
‫رجعهاىل مكسورة مليون حتة ‪ ،‬اديته واحدة موجوعة مرة عشان‬
‫يرجعهاىل هو موجوعة اكرت‬
‫مسع عبد الكرمي اضطراب انفاسه وال يعمل كيف جييبه او يواس يه فهو حمق‬
‫ىف لك ىشء فأمكل عز ادلين قائال‬

‫‪496‬‬
‫‪ -‬بس اان السبب ىف اجلوازة دى‪. ،‬رميت بنىت عىل سفينة ابنك وكنت‬
‫فاكره هيوصلها لرب الامان بس هو اكفأىن وغرقها‬
‫مل يس تطيع عبد الكرمي ادلفاع عن بالل وال مواساة صديقه فقال بعجز‬
‫‪ -‬انت هسيبك تراتح اي عز وجهيكل بكرة اطمن عليك‬
‫زفر عز ادلين وقال خبفوت‬
‫‪ -‬مع السالمة اي عبد الكرمي‬
‫اهنىى االتصال معه ووضع هاتفه امامه بعصبية قبل ان يصعد ليطمنئ عىل‬
‫مريا ‪.‬‬
‫***‬
‫وقفت معه امام مدخل غرفهتا وىه تتشبث بعنقه وقالت حبنان‬
‫‪ -‬طبعا انت عارف اىن مش هتخانق حص ؟‬
‫اومأ ظافر برأسه اببتسامة وهو يضمها اليه ويعبث بشعرها قائال‬
‫‪ -‬معرك ما خدتيىن بذنب غريى اي وردىت‬
‫حضكت خبفوت وقالت مبكر‬
‫‪ -‬خمىب عليا ايه اي ظافر ؟ املفاتيح لكها بني ايديك انت‬

‫‪497‬‬
‫قبلت يديه برومانس ية قبل ان هيمي هو ىف عينهيا ولكنه انتبه ونظر الهيا‬
‫بدهشة وهو ينظر حوهل حبذر ويتحسس حرارهتا قائال‬
‫‪ -‬انىت ىف وعيك اي روز ؟ سؤال معلش هام دول اخواتك وال القيهنم‬
‫عىل ابب جامع عشان ابقى فامه بس ؟‬
‫حضكت روز وك متت صوت حضكهتا ىف صدره ومهست قائةل‬
‫‪ -‬لكنا اخوات وهللا اي حبيىب‬
‫‪ -‬اومال الهامن معندهاش دم وهاين علهيا تسيب اخهتا كدة ازاى ؟‬
‫اقرتبت منه وىه تنظر حولها حبذر وقالت ببالهة‬
‫‪-‬عادى ما معاها ابىق اخواىت ‪ ،‬اصل اان اتعديت منك ىف اجلنان اي‬
‫روىح‬
‫امغضا عينهيام ورشدا معا حىت انتهبا عىل صوت مححامت رجولية ونظرات‬
‫وادلها هلام فشهقت ىه حبرج واختبأت خلفه ونظر هو لوادلها بتلعمث وقائال‬
‫‪-‬اقسم ابهلل بنتك مش اان ! اان ابن انس حمرتم وىه الىل طلبت‬
‫معاها جنان‬
‫رضبته ىه ىف ظهره بغيظ وقالت بضيق‬
‫‪-‬اه بنته الىل اجتننت ساعة الفرح وبنته برضه الىل اجتننت ىف ايطاليا وبنته‬
‫برضه الىل حبستنا ىف البيت حص ؟‬

‫‪498‬‬
‫نظر لها وقال بدهشة‬
‫‪-‬خيربيتك بقى اان حباول انس يه مصايبنا وانىت راحية تفكريه بهيا ؟ !مش‬
‫انقص غري انك تقوليهل عىل حوار الريس يبشن حتت وهو بيتلكم ىف التليفون‬
‫بره‬
‫وهنا انتبه ملا تفوه به وحجظت عينهيام بصدمة وهام ينظران لوادلها اذلى قال‬
‫وهو يتفحصهام بغضب‬
‫‪-‬حلو انكوا وقعتوا ىف بعض عشان تقولوا املس تخىب عىن والىل بتعملوا ‪..‬‬
‫يال مكلوا ليلتكوا مش هتعدى انىت وهو‬
‫نظرا لبعضهام خبوف وتش بثت روز به اكرث فقال وادلها حبدة لها‬
‫‪-‬ادخىل الخواتك جوه بيدوروا عليىك‬
‫اومأت برأسها و ركضت لشقيقاهتا ونظر ظافر هل قائال بتوضيح‬
‫‪ -‬صدقىن اي انلك اان معرى ما اجتاوزت معاها ولك حاجة حصلت اكنت‬
‫و ىه مراىت قصاد ربنا والناس‬
‫نظر عز ادلين اليه و اومأ برأسه ومغغم قائال بتساؤل‬
‫‪ -‬هو اان غلطت ملا فرضت علهيم اجلوازات دى اي ظافر ؟‬
‫تعجب ظافر من السؤال ولكنه مقدر صدمته فقال بعقالنية‬
‫‪ -‬لو اكنت اجلوازات غلط مكناش هنمكلها لالخر ابرادتنا‬

‫‪499‬‬
‫رشد عز ادلين وقال بأمل‬
‫‪ -‬تفتكر ادلور عىل مني دلوقىت ؟ روز وال نورين ؟ مني فيكوا الىل‬
‫هريجعىل التانية املطلقة ‪ ..‬انت وال فريد ؟‬
‫انتفض ظافر بقلق من نربة عز ادلين ولكنه قال هبدوء ليطمئنه‬
‫‪ -‬قولهتا قبل كدة لهيا وهقولها دلوقىت حلرضتك ‪ ،‬مش هسيهبا الا ملا‬
‫روىح تسيب جسمى‬
‫‪ -‬بتحهبا ؟‬
‫ملعت عينا ظافر بطريقة رائعة لفتت انتباه عز ادلين اذلى فهم انه غارق‬
‫بعشقها وقال بدون انتباه انه امام وادلها‬
‫‪ -‬بتنفسها ‪ ،‬يوم ما ادهتاىل قولتكل جوااي وىه فعال جوااي‬
‫امكل حديثه ومل ينتبه لنظرات عز ادلين وقال‬
‫‪ -‬حرضتك متخيل احساس واحد اكن مقضهيا مبعىن اللكمة ولك يوم مع‬
‫بنت شلك حلد ما اههل خطبوهل واحدة ميعرفهاش وملا اتعامل معاها‬
‫اكتشف انه قصاد واحدة مفيش زهيا ‪ ..‬واحدة عرفت حتتويه مبعىن اللكمة‬
‫وتغنيه عن لك بنات ادلنيا ‪ ..‬بقيت امىش اشوفها خبياىل وامتىن اخلص‬
‫شغىل واشوفها اتىن ‪ ..‬حسيت ان دى اختلقت مىن عشان تفضل جوااي‬
‫وتمكلىن ‪ ،‬بقيت بعد الاايم عشان جن متع ىف بيت واحد وملا اج متعنا بقيت‬
‫حاسس اهنا اىم الىل احترمت مهنا بدرى ومراىت الىل س نداىن وىف‬

‫‪500‬‬
‫ضهرى وبنىت الىل مس ئوةل مىن ‪ ،‬مبقتش اعرف اانم الا ملا تلعبىل ىف‬
‫شعرى وتبتسم ىف وىش وتدعيىل‬
‫اخذ نفسا معيقا وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬وبعد لك ده تقوىل طالق ؟ اطلق ازاى واحدة اان روىح متعلقة‬
‫بروهحا ؟ اان خالص بقيت عارف ان مش هيفرقىن عهنا الا موىت الىل‬
‫هبقى راىض بيه لو ىف حضهنا ىه‬
‫تبسم عز ادلين ابطمئنان وقال بغضب مصطنع‬
‫‪ -‬يعىن مش بس مهتور وفاحضنا ىف لك حتة ال ده كامن بيتغزل ىف بنىت‬
‫قصادى ومفيش ذرة كسوف !‬
‫حضك ظافر واحتضنه قائال‬
‫‪ -‬لكه هيعدى اي انلك وهريجع لك حاجة احسن من الاول كامن‬
‫ابدهل عز ادلين العناق وبعدها اس متعا لصوت شهقات خافتة فاشار ظافر هل‬
‫حبركة معينة وهو يتوجه خبفة للصوت ممكال حديثه‬
‫‪ -‬بس عارف اي انلك اان بفكر اجتوز ‪ ..‬ىف مضيفة جديدة جت معاان بس‬
‫ايه شعر ايه ووش ايه وحالوة ايه‬
‫اقرتب مهنا وقال جبانب اذهنا وهو يسحهبا اىل وادلها قائال بضحكة‬
‫‪ -‬والاحىل ان روز هتصدق اىن هتجوزها فعال !‬

‫‪501‬‬
‫عبست روز وقالت بغضب‬
‫‪ -‬هتتجوز عليا اي ظافر !‬
‫جذهبا هو ووادلها لك مهنام من احد اذنهيا وقال وادلها‬
‫‪ -‬انىت واقفة من امىت اي روز ؟‬
‫افلتت نفسها ووقفت اماهمام واضعة يدهيا ىف خرصها وقالت حبنق‬
‫‪ -‬من اول بتنفسها حلد هتجوز علهيا‬
‫ابتسام واقرتبت من وادلها واحتضنته قائةل هبمس‬
‫‪ -‬شكرا انك اخرتتىل ظافر اي اباب‬
‫اتسعت ابتسامة عز ادلين وهو يربت عىل ظهرها واقرتبت من ظافر وقال‬
‫بدالل‬
‫‪ -‬شكرا انك ىف حياىت اي اخ‬
‫‪ -‬ىف حياتك بس اي وردىت ؟‬
‫قالها مشاغبا وهو يتالعب حباجبيه فقالت ىه غامزة‬
‫‪ -‬انك لك حياىت اي اكبنت ظافر‬
‫حضك خبفوت ولكهنا انتهبت ورضبت جهبهتا بيدها قائةل‬

‫‪502‬‬
‫‪ -‬اباب لو مسحت ادخل ملريا الن حالهتا وحشة جدا ولك ما تنام تقوم‬
‫مفزوعة تنادى عليك انت ورمي وبالل‬
‫نطقت لكمهتا الاخرية خبفوت فأومأ وادلها برأسه وهو يغادر حنو غرفة مريا‬
‫وعزم ظافر ان يتبعه فسحبته ىه اىل غرفهتا قائةل‬
‫‪ -‬ال انت هتحكيىل لك حاجة اي اكبنت ومفيش هروب‬
‫***‬
‫رفض "بالل "العودة لغرفته القدمية وصعد لينام ىف غرفته معها وفتح الاضاءة‬
‫ليبدل مالبسه وجد عىل الفراش منامهتا الىت اكنت ترتدهيا صباحا وجبانب‬
‫الفراش احدى الرواايت الىت اكنت تقرأها ‪ ،‬بدل مالبسه واس تلقى عىل‬
‫الفراش حمتضنا منامهتا وروايهتا العالق فهيام راحئهتا ورشد قائال ىف نفسه‬
‫‪ -‬اول مرة حتس هبا غلط اي دكتور بالل ‪ ..‬مسعت صوت عقكل ودوست‬
‫عىل قلبك ىف سبيل كرامتك ‪ ..‬مبسوط دلوقىت وانت مش عارف تنام‬
‫وواثق اهنا ىه كامن مش عارفة تنام ؟ من امىت كنت قاىس اوى كدة‬
‫اعتدل ىف جلس ته لينظر للمرأة وهو يتحسس مالحمه قائال‬
‫‪ -‬ده مش بالل الىل اان اعرفه ‪ ..‬ده بالل املهتور الىل طلق مراته من غري‬
‫ما يسمع ويعقل الامور بقلبه قبل عقهل‬
‫ولكنه جفأة القى جبسده عىل الفراش بعنف صارخا بأفاكره‬

‫‪503‬‬
‫‪ -‬كفاية !‬
‫قالها ليقطع افاكره ما بني جدل اذلات و صوت القلب اذلبيح وصوت العقل‬
‫اذلاحب !‬
‫***‬
‫اكنت " مريا " انمئة هبدوء ىف احضان وادلها وىه تتشبث به خش ية فقدانه‬
‫خاصة اهنا لكام امغضت عينهيا مسعت لكامت شهرية ومتنهيا طالقها و موت‬
‫وادلها وشقيقهتا الكربى واذلى حتقق منه طالقه فأصبحت ختىش عىل وادلها‬
‫وشقيقهتا ‪ ،‬وقفت رمي تطالعها حبنان وحزن وىه متسح دموعها قائةل خبفوت‬
‫ىك ال توقظها‬
‫‪ -‬مش هتقوم اي اباب ؟‬
‫داعب عز ادلين شعر مريا وقال خبفوت وهو يشري لها ىه وشقيقاهتا‬
‫‪ -‬اان هنام معاها الهناردة ميكن تطمن شوية واقدر اعرف ىف ايه ‪ ..‬روحوا‬
‫انتوا اراتحوا عشان تعبتوا الهناردة‬
‫زفرت نورين بتعب وحتسست بطهنا قائةل ابرهاق‬
‫‪ -‬هو ىف راحة بعد كدة اي اباب‬
‫رمقها عز ادلين بغضب وقال بعصبية خفيضة الجل النامئة ىف احضانه‬

‫‪504‬‬
‫‪ -‬لك حاجة لسه موجودة اي نورين طول ما اان لسه عايش وجنبكوا ‪،‬‬
‫رمي لسه مع رشيف وابذن هللا هيتجوزوا قريب و انىت مع جوزك وبنتك‬
‫الىل لكها اكم شهر وتيجى تقوى عالقتك جبوزك اكرت ما ىه قوية حببكوا‬
‫‪ -‬هو احلب دلوقىت همم ؟ معتقدش !‬
‫نطقهتا ساىل بهتمك وىه تنظر لشقيقهتا الىت سالت دموعها ابلرمغ من نوهما‬
‫فهتف وادلها بعصبية وهو يشري لهن ابخلروج‬
‫‪ -‬بكرة نبقى نتلكم ‪ ..‬اتفضلوا دلوقىت عىل اوضمك‬
‫اومأن الفتيات و غادرن غرفة مريا الىت عاد يداعب شعرها وزفر زفرة طويةل‬
‫قائال ىف نفسه‬
‫‪ -‬اي ترى حصل ايه اي مريا معل لك ده ؟ !‬
‫***‬
‫اكنت تداعب شعره بأانملها كعادهتم لك ليةل وهو يقص لها احداث يومه‬
‫ابلتفصيل وىه تنتظر ان يقص لها لقائه مع بالل ولكنه جعلها تقسم ابهلل أال‬
‫خترب احد وفعلت ‪ ،‬فزفر هو وبدأ يقص علهيا ما مسعه من بالل واعتدل من‬
‫جلس ته ومكم مفها مع اخر لكامته ل مينع شهقهتا الىت تلقهتا يده من الانطالق‬
‫فزفر ابرتياح وقال مبرح وهو يزيل يده عن مفها لتلتقط انفاسها‬
‫‪ -‬امحلد هلل حلقتك قبل ما تصحى اللك‬

‫‪505‬‬
‫اعتدلت روز بغضب وقالت حبدة‬
‫‪ -‬ازاى يعمل كدة ؟ هو بالل خالص اجتنن وال ايه ؟ وهو العقاب‬
‫دلوقىت ب ميني الطالق ! هو سهل اوى كدة اي ظافر ؟‬
‫هتدج صوهتا ىف لكمهتا الاخرية وكهنا عىل وشك الباكء فاحتضهنا هو و مسح‬
‫عىل شعرها مغمغام بتعقل‬
‫‪ -‬ال مش سهةل واكرب دليل عىل عدم سهوةل ال ميني ان الراجل ليه يطلق‬
‫مراته مرتني وترجعهل لكن املرة التالتة الزم تتجوز زوج غريه ولو انفصلوا‬
‫قدراي ممكن ترجعهل ‪ ..‬عارفة ليه بقت كدة ؟‬
‫سألته فتابع مسحه عىل شعرها وهو يقول جبدية‬
‫‪ -‬عشان تكرس الراجل وجربوته وهو متخيل مراته الىل اكنت ىف حضنه‬
‫مع راجل اتىن غريه حاللها وىه حالهل ولك حاجة حصلت معاه هتتكرر‬
‫مع الراجل ده ‪ ،‬اان راجل وبقوكل ان جمرد التخيل وجع وكرسة ما ابكل‬
‫ابحلقيقة بقى ‪ ،‬بالل هيتكرس لو ىه اجتوزت غريه اي روز‬
‫‪ -‬بس ىه مش هتتجوز غريه طول ما ىه بتحبه‬
‫‪ -‬هو ده الىل بالل حمتاج يوصهل ‪ ،‬حمتاج يعرف اذا اكنت بتحبه فعال وال‬
‫ىه حبت اهامتمه بهيا ومداواته حلهبا القدمي الىل ىف اول حمنة جلأتهل هو‬
‫مش لبالل‬

‫‪506‬‬
‫‪ -‬شهرية دى ربنا ينتقم مهنا عىل الىل معلته فهيا بس مريا برضه غلطانة اهنا‬
‫مشيت وراها زى املغيبة‬
‫‪ -‬ربنا هيدى احلال اي وردىت‬
‫قالها ظافر وهو يقبل راسها بعمق قبل ان يستسمل للنوم من فرط ارهاقه‬
‫منتظرا صباح جديد حامال لالمل ‪.‬‬
‫***‬
‫مرت الاايم تباعا ووثق بالل الطالق رمسيا وسط حزن امجليع لتفرق من‬
‫خلقا لبعضهام كام اكن امجليع يتغىن يوما ما ‪ ،‬اس تطاعت مريا اخلروج من‬
‫قوقعة حزهنا لفراق حبيهبا وخيانة اعز صديقة لها معزية نفسها بوجود‬
‫شقيقاهتا جبانهبا وازواهجن وابنة نورين املنتظرة بشوق ‪ ،‬اما بالل فقد انغمس‬
‫ىف معهل بلك طاقته وبدأ ىف حتضري " ادلكتوراة " ومازال مس متر ىف النوم‬
‫بغرفته ىف طابقه اذلى اكن يسكنه مع مريا واصبح يبيت ىف معهل ابلثالثة اايم‬
‫‪ ،‬ينتظر قرارها الهناىئ وقد اعطاها حريهتا اكمةل ولها حق العودة اليه او‬
‫اذلهاب لغريه !‬
‫افاق من رشوده وهو يرتشف من فنجان قهوته الرابع ليس تطيع الاستيقاظ‬
‫ليومه اخلامس عىل التواىل ‪ ،‬فرك عينيه وهو يتثائب بكسل قبل ان ميسد‬
‫فقراته ويفتح الباب راسام ابتسامة رمسية مع زيه الطىب ونظارته واشار لزوجة‬
‫اخيه لتجلس عىل رسير الكشف ليطمنئ عىل ابنة اخيه ونظر الهيام قائال‬
‫اببتسامة زائفة اجاد رمسها‬
‫‪507‬‬
‫‪ -‬متام الوضع حلو جدا وابذن هللا الوالدة هتكون سهةل اي نور بس الزم‬
‫تلزتىم ابالدوية دى و الامترين الىل قولتكل علهيا‬
‫اومأت نورين برأسها وقالت بتساؤل‬
‫‪ -‬اوقات حبس بتعب وبريوح جفأة ومش ببقى عارفة ده ليه‬
‫نظر بالل لشقيقه وقال ممازحا ليكرس جو الصمت الرهيب‬
‫‪ -‬بنت فريد متوقعة مهنا ايه ؟ تطبطب عليىك وال تلعب معاىك مصارعة‬
‫حرة ؟ عدوانية زى ابوها وقدرك تس تحملهيا‬
‫حضكت نورين ولكن فريد قال حبدة‬
‫‪ -‬ابوها عدواىن بس عاقل اي بالل لكن ىه الظاهر ورثت اجلنان من‬
‫معها الىل ب ميوت نفسه من غري ما حيس‬
‫تنحنحت نورين حبرج وىه ترى نظرات بالل املتأملة من حديث فريد‬
‫فاس تأذنت وغادرهتم برفق قبل ان يعتدل فريد ويقول بضيق‬
‫‪ -‬هتفضل كدة حلد امىت ؟ بنشوفك صدف وبتقعد ىف العيادة‬
‫واملستشفى ‪ ،‬شهرين عىل احلال ده ليه اي بالل ؟‬
‫زفر بالل بضيق وقال ابنفعال‬
‫‪ -‬اان حر ىف حياىت هو حد منمك رشيىك !‬
‫نظر فريد اليه بأسف ولكن اس تطرد حبزم قائال‬

‫‪508‬‬
‫‪ -‬انلك عز عازمنا لكنا عىل الغداء الهناردة واان جاى اخدك معااي عشان‬
‫هرنوح‬
‫‪ -‬ال طبعا انت اجتننت !‬
‫هتف هبا بالل فقاطعه فريد قائال حبدة‬
‫‪ -‬مش انت بتقول ادهتا الاختيار ‪ ..‬فني الاختيار ده وانت مشوفهتاش‬
‫من يوم طالقمك وكنك ما صدقت خلصت مهنا ؟ الهروب مش حل ‪..‬‬
‫الزم مواهجة‬
‫قالها وهو جيذبه من مقعده ويس تقل معه س يارته متوهجني حنو مزنل عز‬
‫ادلين للمواهجة الىت تأخرت شهرين ‪.‬‬
‫***‬
‫اكن جيلس مستندا عىل ذراعه وينظر لها مبلل وىه تظهر امامه احد مالبسها‬
‫قائةل‬
‫‪ -‬البس ده وال ده اي " سلمي " ؟‬
‫زفر سلمي واشار الحدمه فقالت ساىل بعدم اقتناع وىه تظهر الاخر‬
‫‪ -‬اان شايفة ده هيبقى احىل عليا‬
‫نظر ىف ساعته وقال بضيق‬
‫‪ -‬البىس الىل انىت عايزاه اي ساىل بس اجنزى‬

‫‪509‬‬
‫هتفت ساىل بضيق وىه تغادر من امامه غاضبة‬
‫‪ -‬يعىن اان لو عارفة هلبس ايه كنت هسأكل ليه ؟ معلش اصل الاهامتم‬
‫ما بيتطلبش !‬
‫حضك سلمي وادارها اليه هاتفا خببث وهو يقبلها‬
‫‪ -‬الاهامتم مبيطلبش اي ساىل ؟‬
‫قهقهت ساىل وىه تستند عليه قائةل بدالل‬
‫‪ -‬ما بيتطلبش اي سلمي ‪ ..‬الزم يكون من نفسك اي حبيىب‬
‫رشع يقبلها مرة اخرى الا ان رنني الهاتف قاطعهم فزفر بضيق ومغزت ىه‬
‫قائةل بلهجة ذات مغزى‬
‫‪ -‬اصلنا مش ىف اسانسري اي سلمي‬
‫قهقه سلمي واجاب عىل االتصال ابقتضاب واهناه قائال لها‬
‫‪ -‬مس تعدة للمواهجة الطاحنة الىل اتأخرت شهور ؟‬
‫قلقت ساىل وقالت‬
‫‪ -‬خايفة اي سلمي‬
‫فهم سلمي خوفها ونظر الهيا جبرأة حماوال تغيري جمرى احلديث ففهمت ىه‬
‫نظراته وركضت من امامه ترتدى مالبسها وسط حضاكهتم معا ‪.‬‬

‫‪510‬‬
‫***‬
‫جلس امجليع عىل املائدة املوجودة ىف حديقة مزنل عز ادلين والفتيات يضعن‬
‫الطعام ومل يتغيب سوى مريا الىت تشعر ان بالل س يكون متواجد واخريا‬
‫هبطتت الهيم لتجلس امامه ‪ -‬حسب اجللسة املوضوعة ‪ -‬وىه حتاول أال‬
‫تنظر لعينيه او لوهجه من الاساس ‪ ..‬لك ما يرتدد ىف اذهنا لكمته الاخرية‬
‫بطالقها اما هو فاكن يتأمل مالحمها ابشتياق واحض مل يس تطع كامتنه ‪ ..‬عينهيا‬
‫اذلابةل ووهجها الباهت ومالبسها الفضفاضة و وزهنا الزائد ومن الواحض اهنا‬
‫اكنت تفرغ غضهبا ىف الطعام !‬
‫بدأ امجليع يتناول طعامه هبدوء وسط مشاكسة ظافر وسلمي لفريد ورشيف‬
‫وحضاكت الفتيات الىت بدأت ترتفع مع تشبث لك واحدة بزوهجا وخاصة‬
‫نورين الىت وضعت يدها عىل بطهنا لكام اغضهبا فريد وكهنا تشكوه البنته ‪،‬‬
‫وجدت مريا نفسها تتحسس بطهنا ال ارادى وىه تنظر لها حبنان واغروقت‬
‫عينهيا ابدلموع قبل ان تنتبه عىل صوت بالل قائال‬
‫‪ -‬ازيك اي مريا عامةل ايه ؟‬
‫نظرت اليه بتعجب وقالت‬
‫‪ -‬امحلد هلل ‪ ..‬انت عامل ايه ؟‬
‫‪ -‬امحلد هلل كويس‬
‫قالها ابقتضاب فعادت ىه تعبث ىف طبقها حىت قال هو بدون وعى‬

‫‪511‬‬
‫‪ -‬الىل يشوف وزنك الىل زاد ميصدقش انك من ساعة ما قعدان‬
‫ملكتيش حاجة !‬
‫عقدت مريا حاجبهيا وهتفت بضيق لتثأر لالنىث الىت بداخلها‬
‫‪ -‬انت ماكل بوزىن ! انت ماكل بيا اصال هو انت مش طلقتىن وخلصنا‬
‫من اجلوازة دى ؟‬
‫اشاح بالل وهجه بضيق عهنا و امكل طعامه حىت دق هاتفها فنظرت هل‬
‫وازدردت ريقها بصعوبة وحولت نظرها بني هاتفها وبالل اذلى حتفزت‬
‫حواسه قبل ان حتسم امرها وجتيب قائةل‬
‫‪ -‬خري اي " فارس " متصل ليه ؟‬
‫انتفض بالل و قبض عىل يده بغضب وتغريت مالمح وهجه فنظرت ىه اليه‬
‫وابتسمت خببث وقالت مبرح يناىف قولها احلامس منذ قليل‬
‫‪ -‬ايه مفيش اخبار وال كنه اكن عيش وكنافة الىل لكنامه مع بعض ؟‬
‫اكنت تتحدث وىه ترى تعبريات وجه بالل ولغة جسده الىت تنبأها انه لوال‬
‫وجود وادلها الوسعها رضاب ! فاس تغلت ىه الوضع اسوأ اس تغالل واغلقت‬
‫الهاتف مع وعد بلقاء قريب وتبسمت قائةل لبالل وىه تضع بعض الطعام‬
‫امامه‬
‫‪ -‬اتفضل مكل الكك اي " دكتور " بالل‬

‫‪512‬‬
‫نظر بالل لها بغضب واشاح بوهجه عهنا فقالت ىه بتالعب وىه تلعب‬
‫خبامته – اذلى مل ختلعه ‪-‬ىف اصبعها‬
‫‪ -‬هو انت اتضايقت ليه ؟ لسه بتغري عليا اي بالل ؟‬
‫زفر بالل ونظر الهيا قائال هبدوء حياول متثيهل‬
‫‪-‬الغرية ما بتخلصش حيت لو العالقة خلصت ‪..‬ولو عالقتنا احنا انهتت‬
‫الزم يبقى عندان ثقافة التعامل بعد الانفصال مش معىن اننا انفصلنا‬
‫يبقى احنا اعداء ‪ ..‬الزم نكون عارفني ان ىف بينا نسب و اخواتنا بينا‬
‫وسعداء ىف حياهتم ومش عايزين هندها ومش معىن اىن بغري عليىك‬
‫اىن لسه حببك هو بس اان لسه مش مس توعب انك مبقتيش ملىك‬
‫مش اكرت‬
‫اغروقت عيناها ابدلموع وقالت‬
‫‪ -‬لو كنا خلفنا كنت هتطلقىن برضه ؟ ما خوفتش اكون حامل ؟‬
‫هتلل وهجه ىف حلظة ليعرب عن اشتياقه لتكل الامنية الىت يدعو هللا هبا وقال‬
‫بدون وعى‬
‫‪ -‬ايريتك كنىت حامل‬
‫تبسمت مريا فادرك هو ما فعهل فامكل قائال حبدة‬

‫‪513‬‬
‫‪ -‬ساعهتا كنت هخليىك عىل ذمىت عشان خاطر ابىن يعيش ىف بيئة‬
‫سوية موجود فهيا اب وام لكن لو عليىك لوحدك ف اان قرارى خدته‬
‫من شهور‬
‫‪ -‬انت فعال حاولت تعمل مع شهرية حاجة وىه عندان‬
‫نطقهتا مريا بغضب فنظر الهيا مطوال وقال بهتمك‬
‫‪ -‬املفروض تعرىف الاجابة لوحدك اي بشمهندسة لكن الظاهر انك حمتاجة‬
‫حد يوحضكل واان هعملها حبمك الصداقة الىل مجعتنا قبل اجلواز والىل‬
‫هتجمعنا بعد الطالق‬
‫تبسمت مريا ابنكسار وقالت‬
‫‪ -‬كن عالقتنا اختلقت عشان تكون صداقة قبل اجلواز وبعد الطالق‬
‫وكن الفرتة الىل بيهنم اكنت ومه ورساب !‬
‫عبست مالمح بالل بشفقة علهيا ولكنه امكل حديثه متجاهال ما تفوهت به‬
‫‪ -‬اان مش هقوكل اىن مس تحيل امعل كدة ىف بيىت وىف وجود مراىت‬
‫كامن لكن هقوكل اثبىت ابملواقف ان بالل الىل مصارحكيش مبشاعره‬
‫الا ملا بقيىت مراته والىل حماولش يتجاوز معاىك ىف حاجة طول فرتة‬
‫كتب الكتاب وانىت مراته قصاد ربنا والناس ‪ ،‬هيحاول يعمل كدة مع‬
‫واحدة صاحبتك اجنبية عنه ىف بيته وىف وجودك؟‬

‫‪514‬‬
‫رشدت مريا وىه تتذكر ما ذكره ! نعم هو مل جيهر مبشاعره لها الا وىه‬
‫زوجته ومل يتجاوز معها ىف فعل او حديث ىف فرتة عقد القران فكيف يفعلها‬
‫مع غريها ! مسحت دمعة خانهتا وسقطتت وقالت خبفوت وىه تغادر املائدة‬
‫‪ -‬اان اسفة ليك‬
‫غادرت مريا وصعدت لغرفهتا وسط نظرات امجليع هلام وبعدها انهتت اجللسة‬
‫رسيعا ليعود لك مهنم ملزنهل ‪.‬‬
‫***‬
‫اكن فريد يعلمها بعض احلراكت القتالية لتجيد ادلفاع عن نفسها حىت زفرت‬
‫نورين بضيق وىه تضع يدها تتحسس بطهنا بتعب وقالت‬
‫‪-‬اان تعبت اي فريد ‪ ..‬مني يعىن الىل هيفكر يضايق واحدة بطهنا قصادها‬
‫‪ ١٠‬مرت !‬
‫نطقت لكمهتا الاخرية بسخرية من نفسها فضحك هو بسخرية وهو جيذهبا‬
‫ليمكل ابىق درسه قائال‬
‫‪-‬اذا اكنوا خطفوىك وانىت خطيبىت ابعتبارك نقطة ضعفى‬
‫اردف وهو جيعلها تشل حركته ببعض احلراكت وقال‬
‫‪-‬دلوقىت مش هيخطفوىك وانىت مراىت و كامن شايةل بنىت ! فني ذاكئك اي‬
‫دكتورة الهبامي ؟ وال كرت عرشتك للهبامي هبتت عليىك ؟‬

‫‪515‬‬
‫تعمد اس تفزازها لريى نتيجة دروسه فرأها اسقطته رأسا عىل عقب عىل‬
‫فقرات ظهره فتأوه بشدة وابتسمت ىه بنرص و وضعت يدها عىل بطهنا‬
‫وقالت لصغريهتا‬
‫‪-‬برافو حبيبة ماما ‪ ..‬كدة املعسكر النساىئ يفوز قصادك اي حرضة الظابط‬
‫يبقى تقوم تنفذ اتفاق لك يوم‬
‫امسكت بيده وهنض متأوها بأمل يستند علهيا و اجلس ته ورفعت حاجبهيا‬
‫ابنتصار قائةل‬
‫‪-‬خلص الىل هتعمهل وورااي عىل املطبخ اي حرضة الظابط‬
‫دلفت للمطبخ وتركته ميسد فقراته الىت اهنكهتا ابلرضبة القاضية كعادهتم لك‬
‫يوم وقال بتأوه خفيف وخسرية‬
‫‪-‬وهللا حلو ‪ ..‬ظابط الصبح ىف املديرية يشخط وينطر ىف خلق هللا وابلليل‬
‫بيخرط بصل مع ام العيال !‬
‫مسع صوهتا تنادى عليه فدلف لها ابدئا همام معهل ىف مساعدهتا اكلعادة خاصة‬
‫اهنا كام يقول لها دامئا " قنبةل قابةل لالش تعال ىف اى حلظة "‬
‫***‬
‫جلست رمي امام مريا واضعة املصحف اماهما فقالت خبشوع‬
‫‪ -‬مسعيىل اي م ميى‬

‫‪516‬‬
‫امسكت مريا املصحف وبدأت رمي ترتل قول هللا تعاىل وسورة البقرة الىت‬
‫حتفظها وتلت قول هللا تعاىل " واملطلقات يرتبصن بأنفسهن ثالثة قروء وال‬
‫حيل لهن ان يك متن ما خلق هللا ىف ارحاهمن ان كن يؤمن ابهلل واليوم الاخر‬
‫وبعولهتن احق بردهن ىف ذكل ان ارادوا اصالحا ولهن مثل اذلى علهين‬
‫ابملعروف وللرجال علهين درجة وهللا عزيز حكمي "‬
‫امكلت رمي ولكن مريا مل تنتبه الا عندما اخذت رمي مهنا املصحف‬
‫واحتضنهتا قائةل‬
‫‪ -‬بطلىت حتفظى معااي ليه ؟‬
‫رشدت مريا ومغغت قائةل‬
‫‪ -‬هرجع احفظ اتىن اي رمي‬
‫‪ -‬عدتك ابىق فهيا قد ايه ؟‬
‫‪ -‬اقل من شهر ‪ ،‬يعىن لو ما ردنيش لعصمته يبقى خالص اخليط اتقطع‬
‫قالهتا واهجشت ىف الباكء ىف احضان رمي الىت ربتت عىل ظهرها حبنان‬
‫وقالت بعقالنية‬
‫‪ -‬انىت لسه خمدتيش الرضبة القاضية الىل وقفت حياتك ‪ ..‬انىت اي دوب‬
‫خدىت وقعة بس يطة لكن رافضة تقوىم ومانعة حد يساعدك وحماوطة‬
‫نفسك بشوك عشان متنعى املساعدات عنك والا هتجرىح الىل‬
‫يقرب منك زى ما بتجرىح نفسك‬

‫‪517‬‬
‫تش بثت مريا هبا وانمت ىف احضاهنا قبل ان تتلقى اتصاال هاتفيا لتجيب‬
‫ابخلارج ‪.‬‬
‫***‬
‫دلفت لغرفهتا مرسعة لتجد ما قاهل ىف الهاتف حصيحا ‪ ،‬امسكت هباتفها‬
‫وحادثته فاجاب قائال مبرح‬
‫‪ -‬خلصىت لبس وال لسه ؟‬
‫نظرت " رمي " للفس تان اماهما وقالت حبرية‬
‫‪ -‬اان مش مطمنة للفس تان ده اي رشيف‬
‫حضك رشيف وقال حبزم‬
‫‪ -‬اجنزى اي رمي مش هستناىك كتري‬
‫هتفت رمي ابعرتاض‬
‫‪ -‬هسيب مريا ازاى لوحدها وانزل معاك وكامن اباب ما يعرفش‬
‫زفر رشيف وقال‬
‫‪ -‬اوال انىت هتزنىل وساىل هتطلع تقعد معاها ىه وسلمي ‪ ،‬اثنيا انلك عز‬
‫عارف لك خطوة هتحصل الهناردة ‪ ..‬يال اجنزى‬

‫‪518‬‬
‫اومأت رمي برأسها واهنت االتصال معه وارتدت الفس تان اذلى احرضه‬
‫واذلى تعجبت من جرأته ولكهنا وجدت معه معطف ووشاح للرأس بلونه‬
‫فزال تعجهبا واهنت اس تعدادها وخرجت واس تقلت س يارته فنظر لها‬
‫اببتسامة وقبل يدها قائال‬
‫‪ -‬جاهزة اي صاحبة الصون والعفاف ؟‬
‫اومأت رمي برأسها فقبل يدها مرة اخرى و قبض علهيا قائال‬
‫‪ -‬هنس يىك لك مهومك الهناردة اي رمي ‪ ..‬اوعدك‬
‫حضكت رمي فادار هو املسجل وانطلقا معا ابلس يارة حىت وصال ملطعم من‬
‫الواحض انه خمصص هلام فدلفا معا و خلع رشيف معطفها ووشاهحا وقال‬
‫اببتسامة‬
‫‪ -‬حبيت تشاركيىن الرقصة دى بعيد عن عيون الناس ‪.‬‬
‫امحرت وجنىت رمي وبدأت املوس يقى الىت تعرفت علهيا رمي ىف احلال وبدأ‬
‫رشيف يؤدى حراكت تكل الرقصة املمزية وىه تؤدهيا معه برباعة وقالت‬
‫هبمس وابتسامة‬
‫"‪ -‬اتجنو " معزوفة امللوك !‬
‫اس متر رشيف ىف رقصته ومهس ىف اذهنا قائال‬
‫‪ -‬امللكة تس تحق ترقص مبعزوفة امللوك وال ايه اي ملكة قلىب ؟‬

‫‪519‬‬
‫تبسمت رمي خبجل وىه ترقص معه وانفاسه تلفح وهجها وبرشهتا حىت انهتت‬
‫الرقصة ول مثها خبفة وقال حبنان‬
‫‪ -‬حببك اي صاحبة الصون والعفاف‬
‫ازداد امحرار وجه رمي وجخلها وىه هتمسها هل ‪ ،‬وضع معطفها ووشاهحا مرة‬
‫اخرى و اس تقال س يارته ليتابع السامء قائال‬
‫‪ -‬هنلحق الرشوق عىل البحر ان شاء هللا‬
‫نظرت هل بدهشة فابتسم و قال‬
‫‪ -‬هنشوف البحر ىف الش تاء مع حلظة الرشوق الىل بتحبهيا اي صاحبة‬
‫الصون والعفاف‬
‫حضكت رمي واراحت ظهرها عىل املقعد وىه تغمض عينهيا براحة ويدها‬
‫ممسكة بكفه احلر منتظرة وصولها لعروس البحر املتوسط ورؤية الرشوق ‪.‬‬
‫***‬
‫اخرج مالبسه وبدلها هبدوء وهو يلقى نظرة علهيا بني احلني والاخر خيىش‬
‫استيقاظها ىف اى حلظة خاصة لقرب اذان الفجر ‪ ،‬امسك " ظافر " القمل‬
‫وكتب حبذر‬

‫‪520‬‬
‫‪ -‬حبيبىت معلش نزلت من غري ما احصيىك بس متأخر عىل الرحةل ‪..‬‬
‫هسلمكل عىل انقرة اي وردىت واجيبكل هدية كامن مهنا ‪ ،‬هرجع ابلليل‬
‫‪..‬حببك ‪.‬‬
‫وضع الورقة جبانهبا وقبل رأسها وانسحب من الغرفة و غادر املزنل قبل‬
‫استيقاظها واس تقل س يارته اىل املطار ليبدأ رحلته لبدل جديد ت متىن ىه‬
‫زايرته ‪.‬‬
‫***‬
‫اكدت الشمس ان ترشق ورشيف يوقف حمرك س يارته امام قلعة قايتباى‬
‫والقى نظرة لرمي الىت وجدها انمئة جبواره فضحك و ايقظها ووقفا معا‬
‫يشاهدان الرشوق مع البحر و امواجه الطاحنة ىف فصل الش تاء فقالت رمي‬
‫برشود‬
‫‪ -‬نفىس اس تقر هنا عىل طول‬
‫احتضهنا رشيف من اخللف وهام ينظران للرشوق وقال‬
‫‪ -‬اوعدك اننا ملا نتجوز هنشرتى شقة هنا ونس تقر فهيا‬
‫امكل مبرح وهو يقبل راسها‬
‫‪ -‬بس نتجوز قبل ما جتيىل جلطة‬
‫حضكت رمي وقبلت يده وقالت حبنان‬

‫‪521‬‬
‫‪ -‬بعد الرش عليك اي حبيىب‬
‫ادارها رشيف وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬مبسوطة اي حبيبىت ؟‬
‫اومأت رمي برأسها وقالت بسعادة وامتنان‬
‫‪ -‬حبس ان ربنا بعتك ليا هدية عن لك حاجة شوفهتا ‪ ..‬بتحقق احالىم‬
‫وامنياىت من وىه جمرد خيال ‪ ..‬ربنا يدميك عليا اي رشيف‬
‫حضك رشيف واس تدارت ىه لرتى مشهد البحر وقد ظللته الشمس بأشعهتا‬
‫اذلهبية وقالت برشود وعدم انتباه‬
‫‪ -‬نفىس ملا اموت تيجى انت هنا وتقعد مع والدان وحتكيلهم عننا‬
‫نظر لها رشيف بلهفة وضيق وهو يديرها الهيا فتبسمت ىه وقالت مبرح‬
‫‪ -‬بس اكيد هتبقى جعوز اوى ومش عارف تتلكم اصل ‪ ٩٠‬س نة صعب‬
‫يعرف حيىك زى شاب عنده ‪ ٣٠‬س نة‬
‫حضك رشيف وربت عىل وجنهتا حبنان وقال مبرح‬
‫‪ 31 -‬س نة اي انسة لو مسحىت‬
‫قهقهت رمي وىه تعود لوضعها الاول انظرة للبحر وهو خلفها يطوق خرصها‬
‫ويبتسم برضا ‪.‬‬

‫‪522‬‬
‫***‬
‫استيقظ فريد وارتدى مالبسه وخرج ليتناول افطاره مع نورين الىت جلست‬
‫وىه تبدو شاحبة ومرهقة فقال بقلق‬
‫‪ -‬ماكل اي نورين ؟‬
‫عضت نورين عىل شفهتا السفىل وىه حتاول كمت املها وقالت اببتسامة‬
‫جاهدت ىف رمسها‬
‫‪ -‬اان متام اي حبيىب متقلقش انت‬
‫اقرتب فريد مهنا وجىث عىل ركبتيه اماهما وقال‬
‫‪ -‬ال انىت مش كويسة خالص ‪ ..‬حاسة ابيه ؟‬
‫دمعت عينا نورين بأمل وقالت ببداية باكء‬
‫‪ -‬وجع جامد من الفجر بس خالص مبقتش مس تحمةل‬
‫نظر فريد لها بقلق وخوف يشوبه الغضب وقال حبدة‬
‫‪ -‬وساكتة لك ده وكامن حرضىت فطار وهتس بيىن انزل !‬
‫بكت نورين وقالت‬
‫‪ -‬يعىن هعطكل عن شغكل ؟‬

‫‪523‬‬
‫مل تس تطع ان تكمت رصخاهتا اكرث من ذكل واطلقت رصخة متأملة فهنض هو‬
‫فزعا وصعد لشقيقه مل جيده كعادته مؤخرا فهبط لوادلته وجدها تتناول‬
‫افطارها ىه ووادله فقال‬
‫‪ -‬بالل فني ؟ ىه بتودل فوق اان امعل ايه دلوقىت حد يفهمىن‬
‫هرولت وادلته تصعد لها وحلقها فريد ووادله اذلى هاتف بالل قائال بعصبية‬
‫‪ -‬انت فني اي بالل ؟‬
‫زفر بالل وقال ابرهاق‬
‫‪ -‬ىف املستشفى اي اباب ‪ ،‬خري ىف حاجة ؟‬
‫قال عبد الكرمي بعصبية وقد فقد صربه برصخات نورين املنبعثة‬
‫‪ -‬نورين بتودل اي بيه‬
‫حضك بالل وقال هبدوء‬
‫‪ -‬هاتوها عىل املستشفى اان مس تنيمك‬
‫اغلق بالل املاكملة مع وادله وارتدى معطفه الطىب واخرب احدى زميالته حباةل‬
‫نورين وامر املمرضات بتجهزي غرفة العمليات ‪.‬‬
‫***‬

‫‪524‬‬
‫رصخات نورين متل الغرفة ووادلها وشقيقاهتا ابخلارج ينتظرون بقلق خاصة‬
‫رمي الىت عادت مرسعة ىه ورشيف ‪ ،‬خفرج بالل قائال لشقيقه بضحكة‬
‫‪ -‬تعاىل عشان طلباك ‪ ..‬هو ممنوع بس اس تثناء عشان خاطرك‬
‫اومأ فريد برأسه ودلف معه وجده يقف جبانب نورين وزميلته ىه من تتوىل‬
‫الامر فقال حبدة وغضب‬
‫‪ -‬اان جايب مراىت وبنىت ليك اي بالل مش لغريك‬
‫شعرت زميلته ابحلرج واكدت تتوقف ولكن بالل امرها ابالس مترار وقال‬
‫‪ -‬اان مش انمي بقاىل اكرت من ‪ ٦‬اايم فادلكتورة هتبقى امان لهيم اكرت‬
‫صدقىن‬
‫ربت عىل كتفه وتركه وخرج ليقف مع امجليع وارتفعت رصخات نورين‬
‫ويدأت ترضب ىف فريد هبيس ترياي فاصبح املشهد مضحاك الرتفاع رصخاهتا‬
‫ورصخاته هو من رضهبا وغرز اظافرها ىف جسده وىف بعض الاحيان عضه‬
‫حىت شاركهتم رصخة اثلثة اخريا معلنة ميالد صغريهتم ‪ ،‬هدأت حركة نورين‬
‫واخذ هو الصغرية ول مثها ىف جبيهنا والتقط انفاسه بصعوبة وقال بصوت‬
‫مهتدج وهو ينظر الهيا زشرا بطريقة مضحكة‬
‫‪ -‬عليا الطالق منك ابلتالتة ما عايز عيال اتىن ‪ ..‬خالص جربان عىل كدة‬
‫!‬

‫‪525‬‬
‫حضك امجليع ماعدا نورين الىت اكنت غري مدركة ملا يقوهل خفرج ابلصغرية‬
‫للجميع وهو يقول بفرح‬
‫‪ -‬نورت دنيتنا اخريا‬
‫التففن الفتيات حوهل حياولن اخذها منه ولكنه أىب ان يعطهيا الحد قبل‬
‫وادلهتا ‪ ،‬فأومأ امجليع برأسه وجلس هو حياول التقاط انفاسه من املعركة الىت‬
‫اكن مش تعةل ابدلاخل ونظر للطفةل طويال وهو حيتضهنا مانعا احد من‬
‫الاقرتاب مهنا وسط حضاكهتم ولهفهتم لرؤيهتا وقال لها خبفوت‬
‫‪ -‬يال افتحى عيونك عرفيىن لوهنم ايه ‪ ..‬عسىل زى ماما وال خرضاء زىي‬
‫وال مزجتهيم ببعض وبقى زمردى اللون الىل بت متناه ماما ؟‬
‫داعب وجنىت الصغرية منتظرا خروج وادلهتا وامجليع ينظر هلم ‪ ..‬عز ادلين‬
‫وعبد الكرمي ينظران برضا واشتياق للطفةل ‪ ،‬بالل دمعت عيناه رغام عنه‬
‫وهو ينظر ملريا الىت تش بثت نظراهتا ابلطفةل ومتنع دموعها من السقوط ‪ ،‬اما‬
‫روز فاكنت تبتسم حبنان للطفةل وىه ت متمت ابدلعاء لريزقها هللا مثلها وبعثت‬
‫رساةل لزوهجا ختربه بقدوم الصغرية لعاملهم ‪ ،‬وساىل الىت تضحك بطفوةل وىه‬
‫تشري للطفةل مبرح ‪ ،‬ورمي الىت تبتسم برضا ‪.‬‬
‫***‬
‫فتحت نورين عينهيا اخريا لتجد امجليع حولها وفريد جالس جبوارها وىف‬
‫احضانه صغريته الىت اعطاها لها قائال اببتسامة‬

‫‪526‬‬
‫‪ -‬محد هلل عىل سالمتك اي ماما‬
‫تبسمت نورين وداعبت اانمل الصغرية ابانملها وقالت‬
‫‪ -‬هللا يسلمك اي حبيىب ‪ ..‬مسهتا ايه ؟‬
‫حضك فريد و اشار لنفسه قائال‬
‫‪ -‬بعد الرضب الىل خدته جوه اس تنتيك ملا تفوىق ونسمهيا مع بعض بدل‬
‫ما اترضب اتىن‬
‫نظرت نورين للطفةل وقالت‬
‫‪ -‬فتحت عيوهنا وال لسه ؟‬
‫حضكت رمي وىه تأخذها مهنا ول مثهتا واعطهتا لوادلها اذلى احتضهنا برفق‬
‫وفتحت الصغرية عينهيا ليضحك وادلها ويقول‬
‫‪ -‬اكرثة مجعت بني نورين وفريد !‬
‫وقفت روز جبانبه لرتى لون عينني الصغرية فضحكت وقال مبشاكسة‬
‫‪ -‬طالعة خلالهتا اي روىح‬
‫نظرت نورين لها وقالت خبيبة امل‬
‫‪ -‬بىن زيك !‬
‫رفعت ساىل حاجبهيا وقالت مبكر‬

‫‪527‬‬
‫‪ -‬ما لهيا اربع خاالت ىف مهنم عيوهنا رمادى وازرق وبىن امشعىن البىن‬
‫يعىن ؟‬
‫مصتت نورين فقال فريد بضحك‬
‫‪ -‬قعدىت تبىص لعيوىن عشان تيجى لوهنا وىف الاخر جماتش‬
‫حضكت مريا وىه تعطهيم الصغرية لريوا لون عينهيا ابنفسهم فقالت نورين‬
‫بسعادة وىه حتتضهنا‬
‫‪ -‬زمردى ! مجعت بينا زى ما امتنيت ‪ ..‬امحلد هلل ايرب‬
‫احتضهنام فريد بفرحة وامجليع حوهلم يبتسم برضا ‪.‬‬
‫***‬
‫خلعت " روز " سرتة ظافر وىه تصف هل الصغرية مبرح وسعادة فاجلسها‬
‫عىل قدميه وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬فريد اكن واخدها كدة حص ؟‬
‫اومأت روز برأسها وىه تعبث بشعره فقال بضحك‬
‫‪ -‬بس نورين املفروض اكنت تستناىن ملا ارجع من السفر عيب كدة عىل‬
‫فكرة‬
‫اطلقت حضكة راننة وقالت من بني حضاكهتا‬

‫‪528‬‬
‫‪ -‬ده ليه ان شاء هللا ؟‬
‫شاركها ظافر حضاكهتا وقال مبرح‬
‫‪ -‬عشان اان انلك ظافر مع البت كنكة دى‬
‫لوت روز شفتهيا بغضب مصطنع وىه تصحح امس الصغرية قائةل‬
‫‪ -‬امسها " كندة " اي اكبنت ظافر‬
‫حضك ظافر وهو حيملها بني يديه ويدور هبا عدة مرات وسط حضاكهتم معا ‪.‬‬
‫***‬
‫رضبت " رمي " رأسها ىف الباب عدة مرات بعنف لعلها تكون ىف حمل‬
‫وبعدها اس تدارت لوادلها اذلى نظر لها بشفقة وقالت بذهول‬
‫‪ -‬وحرضتك وافقت ازاى اي اباب ؟ ىه مهتورة لكن حرضتك عاقل تعرف‬
‫توزن الامور‬
‫زفر عز ادلين بضيق وقال حبسم‬
‫‪ -‬اان مش هفرض علهيا حاجة اتىن اي رمي ‪ ..‬كفاية اول مرة فرضت رأىي‬
‫علهيا واكنت نتيجهتا اهنا رجعت مطلقة‬
‫دارت رمي حول نفسها عدة مرات وىه متسك برأسها وقالت بتعجب‬
‫واستناكر‬

‫‪529‬‬
‫‪ -‬ال ميكن تكون وافقت ‪ ..‬اكيد ىف حاجة غلط ‪ ،‬ازاى ترىض خبطوبة‬
‫لواحدة ىه لسه ىف عدهتا الرشعية ؟ احنا كدة بنقطع لك امل لبالل‬
‫انه يردها اتىن !‬
‫اوقفها عز ادلين وقال بعصبية‬
‫‪ -‬لو اكن عايزها اكن ردها ىف الشهرين ونص دول مش هيستىن‬
‫الاس بوعني دول ويردها فهيم‬
‫وقفت رمي وىه حتاول خفض توترها واردف عز ادلين قائال‬
‫‪ -‬املشلكة اهنم عايزين يكتبوا الكتاب اتىن يوم ما ختلص عدهتا ابلظبط‬
‫دمعت عينا رمي وقالت حبزن‬
‫‪ -‬مس تحيل !‬
‫نظر لها عز ادلين وقال حبزم‬
‫‪ -‬اللك هيجى يبارك لنورين ‪ ،‬اان هعلن خطوبتعم الهناردة خصوصا مع‬
‫وجوده هو كامن‬
‫جلست رمي تنظر هل بوجوم غري قادرة عىل التفكري حىت نطقت ما تشعر به‬
‫جفحظت عينا وادلها بدهشة ولكن دهش ته حتولت البتسامة خببث وهو‬
‫يقص علهيا ما ينوى فعهل ‪.‬‬
‫***‬

‫‪530‬‬
‫تعالت حضاكت امجليع ومه يس متعون ملزاح ظافر مع فريد و شقاوة ساىل وىه‬
‫تشاكس زوهجا ‪ ،‬مل يتغيب احد واكنت العائةل جم متعة ما عدا " بالل "اذلى‬
‫ابلتأكيد ىف معهل لليوم السابع عىل التواىل وكنه ينتقم من نفسه هكذا ! ولكن‬
‫بدال منه اكن يقف " فارس " بيهنم حماوال احلديث مع الش باب املتحزيين‬
‫لبالل ابلتأكيد ‪.‬‬
‫حول عز ادلين نظره بني امجليع و بعدها وقف ىف املنتصف قائال اببتسامة‬
‫مصطنعة‬
‫‪ -‬جبمةل الافراح بقى اان هعلن عن ميعاد فرح‬
‫هتلل وجه رشيف وهو يقول مبرح‬
‫‪ -‬اخريا ‪ ..‬لقد هرمت من اجل تكل اللحظة اي انلك‬
‫حضك عز ادلين برمغ توتره عىل رد فعل رشيف املرح وقال‬
‫‪ -‬ال مش فرحك اي رشيف‬
‫عقد رشيف حاجبيه بتعجب وهو ينظر للش باب وبدأ القلق والتوتر يظهر‬
‫حىت قال عز ادلين بثبات‬
‫‪ -‬فرح " فارس ومريا " كامن اس بوعني ‪ ..‬هو خطهبا مىن واان وافقت ‪..‬‬
‫ابركوهلم‬

‫‪531‬‬
‫امجلت الصدمة امجليع حىت مريا الىت بدأت ترجتف وىه حتاول مداراة‬
‫جسدها جبلباهبا الواسع اذلى اصبحت ترتديه مؤخرا وتنظر للجميع برتقب‬
‫وامتلت عيناها ابدلموع قبل ان تقرتب مهنا ساىل وحتتضهنا ومهست ىف‬
‫اذهنا قائةل‬
‫‪ -‬متأكدة من قرارك اي مريا ؟‬
‫اومأت مريا برأسها وىه تدفن وهجها ىف صدرها لتخفى دموعها وبعدها هنأها‬
‫شقيقاهتا وازواهجن اذلين توهجوا لفارس وهنأوه ابقتضاب وانهتت اجللسة‬
‫وغادر امجليع ولكن رشيف ذهب لبالل العيادة وانتظره حىت اهنىى معهل‬
‫ودلف اليه وجده يرحي ظهره عىل املقعد ومغمض العينني ابرهاق جفلس امامه‬
‫وقال بود وحنان‬
‫‪ -‬بقاكل اكم يوم م منتش ؟‬
‫اشار بيده لرمق ‪ ٧‬فزفر رشيف بضيق قائال بغضب‬
‫‪ -‬انت عارف ان عدة مريا ابقيلها اس بوعني وختلص ؟‬
‫اومأ بالل برأسه وهو مازال ش به انمئا فقال رشيف ببداية عصبية‬
‫‪ -‬انت عارف انك بتنتحر اي دكتور ؟ ادهتا القرار ازاى وانت عاجز عن‬
‫املواهجة ؟‬
‫فتح بالل عينيه ابرهاق وقال‬

‫‪532‬‬
‫‪ -‬عايزىن امعل ايه اي رشيف ؟ اردها من غري علمها عشان ىف لك خناقة‬
‫بينا تقول اىن مفروض علهيا من وادلها ؟ وال اروح ارصخ حتت‬
‫بلكونهتا واقولها حببك ساحميىن اي الىل جلأىت لغريى ىف اول رضبة‬
‫خدتهيا وعندك اس تعداد ختتاريه هو مش اان ؟ يال اختار اي‬
‫بشمهندس‬
‫اكد جييبه ولكن املمرضة فتحت الباب واس تأذنت دلخول ضيفة فأذن لها‬
‫بالل ونظر للباب عىل امل انقطع فور رؤيته " شهرية " تدلف بثقة‬
‫وجلست امامه قائةل وىه تضغط عىل حروفها‬
‫‪ -‬ازيك اي" دكتور بالل " ؟‬
‫نظر بالل لها ابستياء واجاب حبدة‬
‫‪ -‬خري جاية ليه ؟‬
‫حضكت شهرية وقالت بوقاحة‬
‫‪ -‬اول ما عرفت ان الطريق فىض جيتكل اي حبيىب‬
‫عقد بالل حاجبيه بعدم فهم فأمكلت وىه تنظر هل بتشفى‬
‫‪ -‬هو انت متعرفش ان مريا هتتجوز فارس وال ايه ؟ ده خطوبهتم اكنت‬
‫الهناردة وصاحبك اكن موجود‬

‫‪533‬‬
‫لو اكنت النظرات قاتةل لاكنت نظرات رشيف كفيةل ان تسقطها قتيةل ىف‬
‫احلال ! انتفض بالل بفزع من عىل املقعد وقال بتساؤل لرشيف‬
‫‪ -‬الكهما جبد ؟‬
‫اومأ رشيف برأسه بصمت وتبسمت شهرية ابنتصار وىه ترى تأمله ولكنه‬
‫قال بامتسك وهو يتفحصها من اعىل السفل‬
‫‪ -‬عادى تتجوز واان كامن هتجوز‬
‫حضكت شهرية بدالل ولكنه قال ابمشزئاز واحض‬
‫‪ -‬هتجوز اى واحدة ىف ادلنيا غريك ‪ ،‬لو انىت اخر ست ىف ادلنيا مش‬
‫هتجوزك ‪ ..‬جنوم السام اقربكل مىن اي شهرية‬
‫طعنهتا اللكمة ىف انوثهتا ولكنه اردف بسخرية وهو يفتح الباب طاردا اايها‬
‫‪ -‬بقى حد يبقى معاه ملكة ويروح يتجوز خدامهتا ! الواحد بيطلع مش‬
‫بيزنل ‪ ،‬بره حياىت اي شهرية‬
‫وعىل عكس الثورة املتوقعة خرجت شهرية وغادرت العيادة فاس تدعى بالل‬
‫املمرضة وقال أمرا‬
‫‪ -‬البنت دى لو جت العيادة اتىن متدخلهياش ‪ ..‬مفهوم ؟‬
‫اومأت املرضة برأسها فقال رشيف‬
‫‪ -‬الغى احلجوزات بتاعة الاس بوع ده‬

‫‪534‬‬
‫وافقت املمرضة وانرصفت واغلق بالل العيادة عائدا للمزنل ابرهاق وقد فقد‬
‫قدرته عىل السهر ‪ ،‬القى بنفسه عىل الفراش واحتضن منامهتا كعادته لك ليةل‬
‫وغط ىف نوم معيق حيتاجه ‪.‬‬
‫***‬
‫جلست ساىل تعبث فامي اماهما برشود حىت قال سلمي مبشاغبة وهو حيتضهنا‬
‫‪ -‬امجليل رسحان ىف مني غريى ؟‬
‫مغغت ساىل برشود وضيق‬
‫‪ -‬هتتجوز فارس مش هرتجع لبالل !‬
‫اومأ سلمي برأسه وقال بعقالنية‬
‫‪ -‬بالل يعترب اعقل واحد فينا ‪ ..‬اختار انه يدهيا حرية قرارها اذا اكنت‬
‫هتختاره وال هتختار فارس الىل بعد حوار شهرية حست حبب من‬
‫انحيته وانه اكن مظلوم‬
‫اقتنعت ساىل وقالت بتساؤل‬
‫‪ -‬هو ممكن الانسان حيب اتىن وبعدين يرجع يفتكر حبه الاول ؟‬
‫نفى سلمي وقال برشح‬
‫‪ -‬مفيش حاجة امسها حب اول وحب اتىن لكن ىف حاجة امسها حب‬
‫حقيقى ‪ ،‬لو اكنت مريا بتحب فارس فعال ماكنتش عرفت حتب بالل‬

‫‪535‬‬
‫بعده وتتجوزه ‪ ،‬لك الوضع ان االتنني مش تتني واتهيني ولك واحد‬
‫مستىن الطرف التاىن هو الىل ايخد اخلطوة الاوىل عشان التاىن‬
‫يمكل علهيا‬
‫‪ -‬يعىن ىه كدة بتحب مني ؟‬
‫‪ -‬لو احلب الاول اكن صادق ماكنش القلب هيدق حلب اتىن بعده‬
‫عشان كدة احلب الاخري هو اصدق حب همام اكن رمقه‬
‫اومأت ساىل برأسها ومصت سلمي شاردا فامي خيبأه هلم القدر ‪.‬‬
‫***‬
‫دلفت رمي حلجرة مريا ووضعت اماهما الطعام وقالت بتفحص وىه تنظر‬
‫ملالبسها‬
‫‪ -‬مش مالحظة ان لبسك واسع جدا سواء بيت او خروج ‪ ،‬اان حاسة‬
‫ان لبس اخلروج بتاعك ابقيكل نقاب وخالص‬
‫توترت مريا وقالت بتلعمث‬
‫‪ -‬عادى اي رمي حباول الزتم‬
‫استندت رمي عىل املقعد وعقدت ذراعها امام صدرها وقالت‬
‫‪ -‬الالزتام بعد طالقك من بالل ‪ ،‬طيب اخلروج والزتام لكن لبس‬
‫البيت ليه ؟‬

‫‪536‬‬
‫مغغمت مريا بتوتر وىه حتاول النظر الى ىشء الا عيون رمي‬
‫‪ -‬عشان لبىس وكتىب لكها ىف فيال انلك عبد الكرمي واان خمدهتمش ومش‬
‫عايزة اروح عشان عارفة ان بالل هيكون هناك فاشرتيت اى لبس‬
‫وخالص‬
‫اومأت رمي برأسها وهنضت قائةل حبنان وىه تقبل جبيهنا‬
‫‪ -‬اان هنام اي روىح حمتاجة مىن حاجة ؟‬
‫احتضنهتا مريا ونفت احتياهجا لىشء وتناولت طعاهما بعدما غادرت رمي الىت‬
‫مل تدرى اهنا عادت الهيا كعادهتا دامئا لك ليةل ىف الاطمئنان علهيا وهنا نظرت‬
‫لها وىه تبتسم وقالت ىف نفسها‬
‫‪ -‬كنت متأكدة ‪ ..‬ربنا هيديىك اي مريا ‪.‬‬
‫***‬
‫بعد مرور اس بوعني‬
‫***‬
‫وقفت مريا ىف غرفهتا تفرك اصابعها بتوتر وىه تنظر لشقيقاهتا برجاء وجدت‬
‫لك مهنن مشغوةل ىف فعل ىشء و امسكت هاتفها حماوةل حمادثته فاالمر‬
‫يبدو جاد ولكنه مل جييب فهتفت ىف روز بضيق‬
‫‪ -‬هاىت فونك اي روز‬

‫‪537‬‬
‫نظرت لها روز بتساؤل فاختطفته ىه وحادثت بالل اذلى اجاب بلهفة‬
‫‪ -‬كتبوا الكتاب وال لسه اي روز ؟‬
‫مل يأته صوت روز بل ااته صوت مريا هتتف به برجاء قائةل‬
‫‪ -‬متكتبش ومش هيتكتب ‪ ..‬اان غبية زى ما كنت بتقوىل وغلطانة من‬
‫هنا للصبح بس تعاىل امنع كتب الكتاب عشان خاطرى‬
‫ترجل بالل من س يارته وقال بسخرية‬
‫‪ -‬اىج امنع كتب الكتاب ليه ؟ مش ده حبيب القلب الىل كنىت ه متوىت‬
‫عليه وحددىت كتب الكتاب بعد عدتك ما خلصت بيوم اي مريا‬
‫بكت مريا وقالت برجاء‬
‫‪ -‬كنت عايزاك تغري عليا وتعرتف انك بتحبىن وتردىن لعصمتك اتىن‬
‫مكنتش اعرف انك هتسبىن حلد املوضوع ما يقلب جد كدة‬
‫‪ -‬غبية ما بتتعلميش من غلطك ابدا ! امعل فيىك ايه اتىن عشان تتعلمى‬
‫اي مريا ؟‬
‫‪ -‬امعل اى حاجة بس واان مراتك ابهلل عليك‬
‫زفر بالل بضيق واكد ان جييهبا قبل ان تدلف رمي هاتفة بصوت مرتفع‬
‫‪ -‬كتبوا الكتاب اي مريا‬

‫‪538‬‬
‫اطلقت مريا رصخة فزعى وقالت جبنون لبالل اذلى يركض‬
‫‪ -‬ال مس تحيل ‪ ..‬تعاىل ابهلل عليك‬
‫رصخ هبا بالل بغضب وقال‬
‫‪ -‬غبية ما بتتعلميش ! افتحوا الباب اان واقف‬
‫هبطتت مريا بصحبة شقيقتهيا وجدوا بالل يقف امام امجليع ويقول لفارس‬
‫حبدة ورصاخ‬
‫‪ -‬طلقها‬
‫وقف فارس امامه وقال بربود‬
‫‪ -‬مراىت اي دكتور خالص راحت منك‬
‫اقرتب منه بالل ولمكه ىف وهجه صارخا به بغضب‬
‫‪ -‬بقوكل طلقها ىه مش عايزاك‬
‫منعه ظافر من رضبه فامسك فارس مبريا قائال بتحدى‬
‫‪ -‬مراىت رشعا وقانوان اي بالل‬
‫حاولت مريا ختليص نفسها من قبضة فارس طالبة من بالل املساعدة جفذهبا‬
‫الاخري من خرصها قبل ان يتجمد ىف ماكنه حلظات وهو حيدق هبا ومبا‬
‫شعر به وكنه يكذب نفسه وهنا تبسم عز ادلين خببث وهنض قائال حبدة‬

‫‪539‬‬
‫‪ -‬كفاية !‬
‫وقف فارس خلف ظافر حياول التقاط انفاسه وبالل مازال ىف صدمته ومريا‬
‫امامه ترجتف خوفا منه ! حضك عز ادلين وهو ينظر لبالل وصدمته وقال‬
‫‪ -‬الظاهر ان املغفل اكتشف خالص‬
‫اومأ بالل برأسه وهو مازال بنفس دهش ته وامكل عز ادلين ليوحض الامر‬
‫للجميع املتعجب عدا " رمي "‬
‫‪ -‬كتب الكتاب م متش اي فارس يعىن ىه مش مراتك‬
‫هتف فارس بضيق متسائال فاجاب عز ادلين وهو يرمق امجليع بنظراته‬
‫‪ -‬اجوز ازاى واحدة لسه ىف عدهتا ؟‬
‫‪ -‬عدهتا خلصت امبارح يعىن ىه مراىت رشعا وقانوان‬
‫نطقها فارس بغضب فضحكت رمي وىه تنظر لصدمة بالل الىت مازالت‬
‫عىل هيئهتا وقالت برشح‬
‫‪ -‬احلامل عدهتا ختلص ملا تضع مولودها والن الغبية زى ما هو بيقولها "‬
‫حامل " يبقى لسه ىف عدهتا وجوازها من غريه ابطل‬
‫حضكت وىه ترى ردود الافعال املتعجبة من الش باب و امكلت قائةل‬
‫‪ -‬اكنت خمبية محلها علينا لكنا بلبسها الواسع ومعتقدة ان دى حاجة ممكن‬
‫تس تخىب ‪ ،‬عشان كدة ملا فارس طلهبا وىه وافقت حمدش عارضها‬

‫‪540‬‬
‫ووافقنا بسهوةل عشان عارفني ان اجلوازة مش همت الهنا ببساطة لسه‬
‫من حق بالل ‪ ،‬واباب اكن مفهم املأذون ومعلنا كدة عشان نربهيم‬
‫ونعرفهم اهنم ملا احتطوا قصاد اختيار اكن نتيجته اهنم اختاروا بعض‬
‫نظر امجليع لبعضهم بتعجب قبل ان يقول بالل بتساؤل وعدم تصديق‬
‫‪ -‬حامل فعال ؟‬
‫اومأت مريا برأسها وىه تأخذ بيده وتضعها عىل بطهنا فشعر حبركة حتت‬
‫يديه وكن طفهل حييه فأمكل قائال هبدوء جعيب وخربة معهل‬
‫‪ -‬ىف السادس حص ؟ مقولتليش ليه ؟ كنىت عايزاىن اعرف امىت ‪ ،‬ملا‬
‫يتصلوا بيا يقولوىل احلق مراتك بتودل ابنك الىل انت متعرفش عنه‬
‫حاجة وال ملا جتيبىل طفل تقوليىل ابنك اهو الىل اان حرمتك منه وال‬
‫كنىت تعمىل زى الافالم وتسافرى بيه وترجعيىل براجل قد الباب‬
‫بيقوىل اي اباب !‬
‫نظرت مريا اليه وقالت بتوضيح وىه حتاول منع دموعها‬
‫‪ -‬عشان كنت عايزاك تردىن عشاىن اان مش النك عايز ابنك يعيش مع‬
‫اب وام وبس ‪ ..‬حطيت نفسك ىف اختيار مع غريك وما تعرفش اىن‬
‫خمتاراك من زمان اوى وان احساىس انحية غريك اكن جمرد شعور‬
‫ابذلنب الىن ظلمته مش اكرت لكن اان حببك انت‬

‫‪541‬‬
‫هتدج صوهتا ىف لكمهتا الاخرية وبكت فاقرتب هو مهنا فارتعشت خوفا منه‬
‫واختبأت خلف فريد وظافر منه فغضب وقال‬
‫‪ -‬بتتحاىم فهيم مىن اي مريا ؟ تعاىل هنا‬
‫نطقها وهو جيذهبا حنوه بعنف وقال بغضب‬
‫‪ -‬عارفة انىت حرمتيىن من ايه ؟ انىت حرمتيىن من احساىس بيه من اول‬
‫حلظة معاىك ‪..‬حرمتيىن من اول حركة حتىس بهيا ‪ ..‬عرفتيه صوتك‬
‫ومعرفش صوىت اي مريا ‪ ..‬مشوفتش شلكك وهو بيتغري لك يوم‬
‫واتبعت ابىن وهو بيكرب ‪ ،‬لك الىل بشوفه مع الناس حبمك شغىل انىت‬
‫حرمتيىن منه ىف ابىن اي مريا‬
‫دمعت عينا امجليع بتأثر واهجشت ىه ىف الباكء وىه تغمغم ابالعتذار هل‬
‫واحتضهنا هو متأوها بشدة وسألها قائال‬
‫‪ -‬ودل وال بنت ؟‬
‫حاولت ان تبتعد عنه حىت تضمن امان نفسها خوفا من رد فعهل ولكنه مضها‬
‫اكرث فقالت خبفوت‬
‫‪ -‬ودل وبنت ‪ ..‬توأم‬
‫‪ -‬كامن ! اي جربوتك اي مريا‬

‫‪542‬‬
‫قالها صارخا فهيا بغضب فنظرت لوادلها وازواج شقيقاهتا لعل احد ينقذها‬
‫منه ولكنه قال بتوعد‬
‫‪ -‬قسام ابهلل هحاس بك عىل لك ده اي مريا بس الاول ىف حاجة هممة الزم‬
‫امعلها عشان اعرف احاس بك براحىت‬
‫نظرت اليه بتساؤل فقال هو بصوت هجور انظرا لفارس بظفر وانتصار‬
‫‪ -‬رددتك لعصمىت اي مريا‬
‫حضكت مريا واحتضنت شقيقاهتا بفرحة وجلس هو امام وادلها يدمه بيد‬
‫بعضهام ليوثق الامر رمسيا وهو ينظر لها اببتسامة وتوعد وسط حضاكت‬
‫امجليع !‬
‫***‬
‫جلست نورين هتدهد طفلهتا غري مصدقة ما حدث منذ قليل واملفاجأت الىت‬
‫تلقهتا بداية من محل مريا وعودهتا لبالل وحىت مغادرة فارس بعدما صاحف‬
‫بالل بتسامح وهنأه ! اكنت روز جالسة جبانب زوهجا وقالت لرمي‬
‫‪ -‬طلعىت مش سهةل اي رمي ومدبرة لك ده مع اباب !‬
‫حضكت رمي ونظرت لوادلها وزوهجا وقالت‬
‫‪ -‬اان مدبرة لك ده مع لك الش باب ماعدا " بالل "‬
‫نظرت روز لظافر وقالت بصدمة‬

‫‪543‬‬
‫‪ -‬وعرفت ختىب عليا ازاى اي ظافر ؟‬
‫قهقه ظافر وقال غامزا‬
‫‪ -‬عشان عارف انك هتقوليلها وتتكشف خطتنا بس احنا مكناش نعرف‬
‫اهنا حامل‬
‫حضك امجليع ونظرت نورين لفريد وقالت‬
‫‪ -‬وطبعا البيه اكن عارف‬
‫نظر فريد حوهل حبراكت عشوائية ااثرت حضك امجليع قبل ان ينطق رشيف‬
‫قائال برجاء‬
‫‪ -‬حددوىل ميعاد الفرح هللا يكرممك اان تعبت‬
‫حضك امجليع وقال فريد‬
‫‪ -‬ما بالش اللكمة دى هللا يكرمك عشان لك ما بتقولها بيحصل مصيبة‬
‫اومأ سلمي برأسه وقال مبرح‬
‫‪ -‬املرة الىل فاتت قولهتا وجه بالل مبريا معيطة وهوب رىم ال ميني وجرى‬
‫‪ -‬وخدت بوكسني زى الفل‬
‫نطقها بالل بضحك وهو يتحسس وهجه وينظر لظافر وفريد بتوعد فضحاك‬
‫وقال رشيف‬

‫‪544‬‬
‫‪ -‬سيبكوا من الناس دى ‪ ،‬اان عايز ميعاد الفرح عشان اان حاسس ان‬
‫اجلوازة دى فهيا حد حنس اي اان اي ىه‬
‫حضكت رمي وقالت بثقة‬
‫‪ -‬اان طبعا النحس‬
‫قهقه امجليع و اعطى سلمي مظروف لرشيف فنظر اليه بتعجب وقال‬
‫‪-‬ايه ده اي سلمي ؟‬
‫تلعمث سلمي ونظر الهيم قائال‬
‫‪-‬ده اس تدعاء من اجليش ليك‬
‫حجظت عينا رشيف بدهشة وقال‬
‫‪-‬ازاى ؟ ده اان مأدى خدمىت العسكرية ولبست ‪ ٣‬س نني ظابط عشان اان‬
‫همندس و خلصهتم ! ازاى اروح اتىن ؟‬
‫وهنا ارتفع صوت رمي قائةل‬
‫‪-‬اان قولت للنحس راحي اتفسح قاىل وراىك وراىك هو اان مكسح !‬
‫اجتهت الانظار الهيا فأمكلت قائةل‬

‫‪545‬‬
‫‪-‬يعىن لك الش باب مهنم الىل اتعفى عشان ظابط والىل مراحش عشان‬
‫وحيد والىل ادى اخلدمة وانهتىى ‪ ..‬حىت اخوك خد اعفاء عشان نظره‬
‫ضعيف و انت تروح مرتني وقبل فرحنا كامن مش بقوكل حنس !‬
‫اقرتب ومضها اليه ليطمئهنا وقال‬
‫‪-‬اكيد ىف غلطة ‪ ..‬ال ميكن واحد يدخل اجليش مرتني ‪ ..‬ده اان عقبال ما‬
‫اخرج تكوىن انىت عديىت التالتني واان هلعب ىف نص التالتينات وخربت‬
‫اجلوازة‬
‫نظر فريد اليه وقال بتوضيح‬
‫‪ -‬اكيد تشابه اسامء اصل ال ميكن حد يأدى اخلدمة مرتني وكامن انت‬
‫عديت التالتني يعىن مش هينفع ولو عىل احلوار يتحل قبل الفرح‬
‫نطق رشيف بلهفة‬
‫‪ -‬ازاى اي فريد ؟‬
‫حضك فريد والعب اانمل طفلته بيده وقال بثقة‬
‫‪ -‬فاكر معزت الىل اكن معاان ىف اثنوى؟ الواد ده دخل حربية واكيد بقى‬
‫رتبة هممة ىف اجليش احنا ممكن نروحهل ابالوراق الىل تثبت انك‬
‫مأدى اخلدمة وخنلص بس ىف مشلكة صغرية‬
‫‪ -‬ايه اتىن ما اان اصىل انقص ؟‬

‫‪546‬‬
‫تنحنح فريد حبرج وهو ينظر للجميع قبل ان يقول بصوت منخفض‬
‫‪ -‬ايريت رمي الىل تلكمه هيقتنع اكرت اصهل يعىن زى ما انت فاكر اي‬
‫رشيف‬
‫عقد رشيف حاجبيه بغضب وقال هبدوء مصطنع‬
‫‪ -‬طيب ما تودى نورين الىل تلكمه‬
‫‪ -‬ال طبعا‬
‫هتف هبا فربد حبدة فقال رشيف‬
‫‪ -‬يعىن الىل مش راضيه عىل نفسك هرتضاه عليا ؟ اان هروحهل اان وانت‬
‫ومعااي الىل يثبت اىن واحد خملص خدمىت مش مهترب مهنا وهللا‬
‫خلص معاان برسعة متام خملصش يبقى ابلروتني وملا نشوف اخرهتا‬
‫اومأ امجليع برأسه وبعد فرتة انقطعت الكهرابء جفأة فزفر عز ادلين قائال‬
‫‪ -‬جبمةل احداث اليوم الرائع الهناردة !‬
‫حضك امجليع وبدأوا يتحادثون بسعادة حىت اس متعوا لصوت احدى الفتيات‬
‫تضحك بشدة فقال وادلها لعبد الكرمي‬
‫‪-‬هو املهتور مفيش غريه ‪ ..‬سيب بنىت ايض !‬
‫نظر ظافر هل بتعجب وقال بدفاع‬

‫‪547‬‬
‫‪-‬وهللا اي جامعة ما معلت حاجة ! ده حىت ىه مش جنىب‬
‫حضك امجليع وقال سلمي مبرح‬
‫‪-‬مصدقينك اي حبيىب‬
‫ظل يقسم انه ال يفعل ىشء واندوا زوجته وجدوا صوهتا بعيد عن صوته !‬
‫عادت الاضاءة وتوهجت الانظار حنوه وجدوه جيلس مبفرده وىه امامه‬
‫فتحولت انظارمه حىت وجدوا مريا جتلس عىل قدم بالل فامحرت وجنتهيا‬
‫ودفنت وهجها ىف صدره من فرط جخلها وامحر اذنيه وقال عز ادلين بدهشة‬
‫‪-‬جت منك انت ! العاقل الىل فهيم يعمل كدة !‬
‫تنحنح بالل ابحراج وسط حضاكت امجليع وحاول تش تيت الامر فقال‬
‫مبزاح لها‬
‫‪-‬قوىم رجىل وجعتىن ‪ ،‬قولتكل تقلىت ووزنك زاد مش مصدقة‬
‫رضبته مريا بقبضهتا وقالت بغضب وىه تهنض لتجلس جبانب رمي‬
‫‪ -‬عىل فكرة والدك الىل عاملني فيا كدة‬
‫حضك امجليع فقال ظافر بعتاب‬
‫‪ -‬شوفتوا انكوا ظلمتوىن وطلع بالل مش اان‬
‫قهقه سلمي وقال غامزا‬

‫‪548‬‬
‫‪ -‬اعذروه اي جامعة الراجل لسه راددها فبيعوض شوق الثالث شهور‬
‫الىل فاتوا‬
‫امحرت وجنىت مريا واخفت وهجها حبرج وسط حضاكت امجليع حىت نظر‬
‫ظافر للساعة وانتفض قائال‬
‫‪ -‬اي هنار ابيض ده اان عندى رحةل واتأخرت علهيا‬
‫نظر لبالل وقال مبشاغبة‬
‫‪ -‬لكه منك اي مع بالل انت ومراتك كنتوا هتضيعوا الرحةل عليا‬
‫حضك امجليع وقال بالل وهو يرفع حاجبيه‬
‫‪ -‬هو اان كنت طلبت منك حاجة اي مع انت !‬
‫‪ -‬ماىش اي بيبو بس ابقى افتكرها‬
‫قهقه امجليع ووقف ظافر وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬يال حد حمتاج حاجة اجهبا معااي ؟‬
‫نظرت اليه ساىل وقالت بتساؤل‬
‫‪ -‬انت مسافر فني اصال ؟‬
‫‪ -‬دىب‬
‫وقفت روز جبانبه وقالت‬

‫‪549‬‬
‫‪ -‬هرتجع عىل طول وال هتقعد ؟‬
‫قبل رأسها وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬ال هرجع عىل طول ‪ ،‬روىح البيت ومتناميش الا اما اىج ‪ ..‬يال‬
‫حمتاجة حاجة ؟‬
‫نفى امجليع ودعوا هل ابلعودة ساملا ولكن روز قالت اببتسامة‬
‫‪ -‬هاتىل مش بك وانت جاى اي ظافر هللا خيليك‬
‫نظر ظافر لها بتعجب وظن اهنا مل تسمع وهجته وقال بتوضيح‬
‫‪ -‬اان راحي دىب يعىن الامارات ‪ ،‬حد حمتاج حاجة اي جامعة من هناك ؟‬
‫اومأت روز برأسها وقالت بتصممي‬
‫‪ -‬اان عايزة مش بك وانت راجع ومش هدخكل البيت من غريه اي ظافر‬
‫قولت ايه بقى؟‬
‫‪ -‬اان بقوكل راحي الامارات مش مصيف راس الرب عشان ارجعكل‬
‫مبش بك !‬
‫حضك امجليع فقالت ىه بغضب طفوىل‬
‫‪ -‬اان عايزة مش بك ماليش دعوة وبعدين ما انت روحت تركيا وقولتىل‬
‫هتجيبىل هدية مهنا ورجعت جمبتش حاجة‬

‫‪550‬‬
‫نظر ظافر اىل " كندة "النامئة عىل قدم نورين وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬ملا بعىت رساةل وقولىت ان نورين ودلت اان كنت ىف املطار ملحقتش‬
‫اشرتى هدية لهيا فادهتا هديتك‬
‫شهقت روز و احننت جبذعها لرتى عنق ابنة شقيقهتا وقالت بغضب طفوىل‬
‫‪-‬بقى يديىك انىت هديىت ! الظاهر انك لكىت مىن اجلو اي كنكة ‪ ،‬اومال ملا‬
‫بنته هو تيجى هيعمل فيا ايه ؟‬
‫ارتفع صوت نورين لتصحح امس طفلهتا فقالت ىه مبشاغبة‬
‫‪-‬هو الىل مسمهيا كدة عىل فكرة من يوم ما اتودلت واان اقوهل عيب ىه‬
‫مش كنكة وهو يقوىل ابدا ىه كدة‬
‫حضك امجليع واس تغل ظافر احنناهئا ووضع قالدة عىل شلك قلب مصنوع‬
‫من خشصني واحرف امسهيام ومهس ىف اذهنا قائال اببتسامة‬
‫‪-‬لك س نة وانىت ىف قلىب و قاعدة عىل قلىب اي روح قلىب‬
‫اس تدارت روز وجدته خلفها فتش بثت بعنقه وسط تصفيق امجليع وقالت‬
‫بضحكة‬
‫‪-‬يعىن كنت فاكر عيد ميالدى ؟‬
‫حضك ظافر ونظر الهيا قائال‬

‫‪551‬‬
‫‪-‬طبعا فاكر ودى هديتك الىل جبهتا من تركيا وكنت مستىن عيد ميالدك‬
‫عشان ادهياكل اي وردىت‬
‫‪-‬ربنا خيليك ليا اي حبيىب‬
‫اكد يهتور كعادته دامئا فسمع وادلها يقول منهبا‬
‫‪-‬ليكوا بيت يلمكوا مش الزم فضاحي لك مرة‬
‫انزلها ووقفا جبانب بعضهام وقال ظافر ابعرتاض وهو يشري لبالل‬
‫‪ -‬يعىن بالل يعمل والهتمة تلبس ىن وملا اىج امعل اان تقولوىل عيب !‬
‫حضك امجليع فقال وهو يس تعد للمغادرة‬
‫‪-‬اان جايب حاجات ىف الشقة ابقى ظبطهيا اي وردىت ‪ ..‬يال اي جامعة‬
‫ادعوىل‬
‫غادر ظافر ودعى امجليع هل فوقفت روز وقالت بلهفة‬
‫‪ -‬طيب احلق اروح اان عشان شلكه جايب تورتة والليةل هتبقى ليةل هنا‬
‫ورسور‬
‫حضكت مريا وقالت‬
‫‪ -‬اتعديىت من جوزك اي روز !‬
‫نظرت الهيا روز واس توعبت ما تقصده فقالت‬

‫‪552‬‬
‫‪ -‬اقسم ابهلل انىت دماغك شامل ! اان قصدى التورتة الىل جايهبا وعايزة‬
‫اروح اظبط الشقة واظبط حاىل وكدهون بس حد جيىي يوصلىن‬
‫اجيب عربيىت او هاتوا عربية واحدة منمك‬
‫حضك وادلها واعطاها مفاتيح س يارته قائال اببتسامة وهو يقبل رأسها‬
‫‪ -‬لك س نة وانىت طيبة اي نور عيىن‬
‫احتضنته روز فربت عىل ظهرها وهنأها شقيقاهتا وازواهجن بعيد مودلها‬
‫واس تأذنت بعدها وغادرت لتس تعد ملا س تفعهل ‪.‬‬
‫***‬
‫عاد امجليع ملنازهلم وفتح بالل الباب ملريا وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬ادخىل اي مريا‬
‫دلفت مريا لبيهتا ونظرت للك ركن هل بشوق ووقع برصها عىل مكتبهتا‬
‫فذهبت تتحسسها وجدت بعض الكتب الىت مل تقرأها مقروئة فنظرت هل‬
‫وىه تفتح احدمه قائةل‬
‫‪ -‬معرى ما شوفتك بتقرأ قبل كدة !‬
‫ابتسم بالل ووضع الكتاب ىف ماكنه وقال‬
‫‪ -‬احياان ملا بيغيب عنك حد همم ىف حياتك بتبدأى تعمىل حاجات هو‬
‫بيحهبا ميكن حتيس بوجوده حواليىك‬

‫‪553‬‬
‫اس ندت مريا رأسها عىل صدره وزفرت قائةل‬
‫‪ -‬عشان كدة سبت حاجىت هنا ‪ ..‬كنت حاسة اىن هرجع اتىن الن ماكىن‬
‫ىف قلبك‬
‫‪ -‬واان مبعهتاش عشان كنت واثق انك هتيجى اتىن بس املرادى‬
‫ابختالف ‪ ،‬املرة دى انىت راجعة ابرادتك اي مريا من غري ضغط من‬
‫وادلك وال اجبار وهو ده الىل كنت عايزه ؛ انك ترجعيىل باكمل‬
‫ارادتك وانىت واثقة انك بتحبيىن‬
‫تبسمت مريا وقالت وىه تضع يده عىل بطهنا‬
‫‪ -‬زعالن مىن عشان خبيت عليك ؟‬
‫زفر بالل وهو حيتضهنا وقال‬
‫‪ -‬زعالن عشان اكن نفىس اكون اول واحد يعرف مش لك الناس عارفة‬
‫واان املغفل الوحيد ! زعالن عشان حرمتيىن من احىل حاجة اكن‬
‫نفىس فهيا‬
‫جلست مريا عىل احد املقاعد وقالت‬
‫‪ -‬عارف ان احساسك ده هيخليك تتأىن قبل ما اتخد اى قرار ىف‬
‫عالقتنا وتس هتون ب ميينك ‪ ،‬زى ما قال انلك عبد الكرمي انك لك ما‬
‫هتشوف والدان قصادك هتعرف ان غلطتك ىه الىل وصلتنا لكدة ‪..‬‬

‫‪554‬‬
‫اان مش بنكر غلطى اي بالل لكن قسام ابهلل اان حببك جدا واى حاجة‬
‫معلهتا اكنت اىن عايزة احافظ عىل بيتنا وما ابقاش عايشة بذنب حد‬
‫اهجشت ىف الباكء وامكلت قائةل‬
‫‪ -‬اصعب ‪ ٣‬شهور عش هتم لوحدى من غريك واان والدى بيكربوا معااي‬
‫ومش القية حد يشاركىن فرحىت ‪ ،‬اصعب فرتة واان بسمع لكمتك‬
‫بتتكرر ىف وداىن مع متىن شهرية لطالىق وموت ابواي واخىت عشان‬
‫اتكرس ‪ ،‬بقيت بصحى مفزوعة ااندى علهيم وعليك‬
‫احتضهنا بقوة وقبل رأسها بعمق وقال‬
‫‪ -‬خالص اي حبيبىت لك ده عدى متفكريش فيه‬
‫تش بثت مريا به وكهنا اس تدرت روهحا الضائعة بوجودها معه اخريا ‪.‬‬
‫***‬
‫دلف فريد وهو حيمل طفلته وجبانبه نورين الىت القت بنفسها عىل الاريكة‬
‫وقالت ابرتياح‬
‫‪ -‬واخريا خلصنا من املشالك‬
‫جلس فريد جبانهبا واعطاها كندة وقال وهو يغمض عينيه ابرهاق‬
‫‪ -‬امحلد هلل خلصنا عىل خري ‪ ،‬احلوار بتاعهم ده اكن عامل زى قضية مش‬
‫عايزة ختلص ومطلعة روىح‬

‫‪555‬‬
‫حضكت نورين وىه تتذكر القضية الىت يقصدها وقالت بلهجة ذات مغزى‬
‫‪ -‬بس ىف الاخر احتلت وبأهون سبب‬
‫نظر فريد لعينهيا وقال بثبات‬
‫‪ -‬بتسمى روىح الىل اكنت ىف ايدمه اهون سبب ! يومني كنت متجنن‬
‫وانىت معامه مش عارف عنك حاجة و مهتدد حبياتك وبتسمهيا اهون‬
‫سبب‬
‫حضكت نورين وقالت غامزة‬
‫‪ -‬ده اكن حب قدمي اي حرضة الظابط بقى‬
‫قهقه فريد واحتضهنا وقال خببث‬
‫‪ -‬اصدق املشاعر حصلت ساعهتا بداية من احلضن واللهفة حلد‬
‫املستشفى اي دكتورة الهبامي‬
‫رضبته نورين بغضب مصطنع وقالت بعتاب‬
‫‪ -‬دكتور الهبامي اتىن اي فريد !‬
‫اكد ان جييهبا حىت اس متعوا لباكء طفلهتم الىت استيقظت عىل صوهتام حفملهتا‬
‫نورين وىه عىل وشك الباكء ونظرت لها قائةل‬

‫‪556‬‬
‫‪ -‬حرام عليىك اي كندة ! هو لك يوم نفس احلوار ده وابوىك يس يبنا وينام‬
‫!وربنا اان تعبت ومهوت واانم ‪ ،‬كويس ان خالتك مريا جت هبقى‬
‫اديىك لهيا ىف نص الهنار واانم اان قبل ما جييىل اهنيار عصىب‬
‫حضك فريد علهيا وىه تاكد جتن من طفلهتا ونوهما املتقلب وعدم نوهما ىه و‬
‫اكلعادة دلف لغرفهتم وغط ىف نوم معيق وتركها ىه حتاول اساكت كندة لعلهام‬
‫ينعامن ابلنوم قليال ‪.‬‬
‫***‬
‫زفرت روز بضيق وىه تنظر للساعة الىت قاربت عىل الثالثة جفرا وهو مل يعد‬
‫من السفر ودلفت اىل املطبخ تعد فنجان قهوة فرنس ية لتس تطيع انتظاره‬
‫وابلفعل اعدهتا وجلست عىل الاريكة ترشهبا ولكهنا انمت وىه تنتظره‬
‫ماكهنا ‪.‬‬
‫دلف ظافر للمزنل وجدها ابدعت ىف تنظ ميه خاصة مع تكل البالوانت الىت‬
‫ملت املزنل و الورود املتناثرة عىل الارض و الطعام املعد عىل املائدة‬
‫ابخلارج واحللوى املوجودة عىل مائدة املطبخ ‪ ،‬نظر ملا بيده وتبسم وحبث‬
‫بيعينيه عهنا حىت وجدها انمئة عىل الاريكة فاقرتب مهنا ونظر لها اببتسامة‬
‫وهو يرى شعرها تبعرثت خصالته عىل وهجها بعشوائية مجيةل اعطهتا رونق‬
‫خاص مع اللون البنفسجى اذلى ترتديه وامحر الشفاه بنفس اللون و القالدة‬
‫الىت تزين عنقها ‪ ..‬ظل يتأملها عدة دقائق قبل ان يذهب ليبدل مالبسه‬

‫‪557‬‬
‫ويعود الهيا مرة اخرى وايقظها ففتحت عينهيا وقال اببتسامة وصوت يشوبه‬
‫النعاس‬
‫‪ -‬محد هلل عىل سالمتك اي حبيىب‬
‫حضك ظافر وساعدها عىل الهنوض وقال‬
‫‪ -‬هو ده الىل مش هتناىم‬
‫نظرت روز هل وقال بضحكة‬
‫‪ -‬وهللا معلت قهوة عشان م منش وس بحان هللا رشبهتا من هنا ومنت‬
‫قهقه ظافر واخذها ليتناولوا الطعام ولكهنا قالت وىه تنظر حولها‬
‫‪ -‬فني املش بك اي ظافر ؟ هو اان مش قايةل انه لو جماش انت مش‬
‫هتبات ىف البيت‬
‫‪ -‬بتبعيىن عشان مش بك اي روز ؟‬
‫اومأت روز برأسها فضحك هو واعطاه لها فقبلت وجنته بطفوةل وىه تفتحه‬
‫لتألك منه فأخذه مهنا وقال بضحك‬
‫‪ -‬انلك الاول وبعدين براحتك معاه‬
‫عبست روز بطفوةل وقالت‬
‫‪ -‬اان نفىس فيه اوى‬

‫‪558‬‬
‫تعجب ظافر ونظر الهيا قائال‬
‫‪ -‬اان حاسس كنك بتتومحى عليه ! متأكدة انك مش حامل ؟‬
‫تركته روز وجلست عىل املقعد وتغريت تعبريات وهجها وقالت حبزن‬
‫‪ -‬ال مش حامل‬
‫الحظ تغريها فامسك ابلعلبة واجلسها عىل قدمه وبدأ يطعمها منه ويألك‬
‫معها وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬انىت بنوىت اي وردىت ‪ ..‬وال تزعىل من اى حاجة‬
‫صفقت روز مبرح وىه تألك من يده وارتفع صوت حضكهتا وىه تراه يدللها‬
‫كبنته ومحدت هللا ىف نفسها عىل وجوده ىف حياهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫ارشقت الشمس ابشعهتا اذلهبية وتثائب سلمي وهو يتحسس الوسادة جبانبه‬
‫فمل جيد ساىل !دلف للمرحاض وبعدها بدل مالبسه وخرج يبحث عهنا‬
‫وجدها جتلس ىف املطبخ وتعطيه ظهرها ‪ ،‬وقف حيدق هبا عدة ثوان وهو‬
‫هامئ هبا بثوهبا الفريوزى بدون اكامم اذلى ترتديه وشعرها املرفوع العىل‬
‫بدبوس شعر ويسقط منه بضع خصالت بعشوائية عىل عنقها وظهرها ‪،‬‬
‫قدمهيا الىت ال تالمس الارض وتلعب هبا وامللعقة الىت تتحرك مليئة‬
‫ابلش يكوالتة الىت تألكها بهنم ‪ ،‬اقرتب مهنا حىت اصبح جبانب اذهنا وقال‬
‫اببتسامة‬

‫‪559‬‬
‫‪ -‬انىت فتنة عىل الارض قسام ابهلل‬
‫شهقت ساىل بفزع ووقعت امللعقة مهنا وقالت بعتاب‬
‫‪ -‬خضتىن اي سلمي حرام عليك !‬
‫حضك سلمي وقال خببث‬
‫‪ -‬والىل انىت عاماله ده حالل اي مفرتية ؟ قوليىل انزل الشغل واتعامل مع‬
‫الناس ازاى واان هيبقى لك الىل ىف دماغى املنظر ده‬
‫عضت ساىل عىل شفهتا السفىل خبجل و انزلت رأسها ارضا فرفع هو رأسها‬
‫وقال‬
‫‪ -‬ارفعى وشك واان بلكمك ‪ ،‬خىل اللوحة تمكل مبياه البحر الىل ىف‬
‫عينيك دى‬
‫حضكت ساىل فامكل هو قائال‬
‫‪ -‬وابلضحكة الىل فتحت ادلنيا دى والش يكوالتة الىل مهبدالىك كنك‬
‫كنىت بتعوىم فهيا مش بتالكهيا‬
‫قالها وهو يألك الش يكوالتة الىت تلطخها فضحكت ىه وقالت‬
‫‪ -‬سلمي هتتأخر عىل الشغل كدة‬
‫‪ -‬يولعوا ‪ ،‬هو اان لك يوم هشوف ش يكوالتة بتالك ش يكوالتة !‬

‫‪560‬‬
‫حاولت ساىل الهرب منه ومتكنت ابلفعل وقالت مبرح‬
‫‪ -‬النساكفيه بتاعك جاهز عىل فكرة‬
‫حارصها بينه وبني الثالجة وقال خببث‬
‫‪ -‬اان مش عايز نساكفيه ‪ ،‬اان عايز ش يكوالتة‬
‫حاولت التخلص من قبضته الىت احمكها عىل خرصها وقالت وىه تشري‬
‫للامئدة‬
‫‪ -‬الش يكوالتة عىل الرتابزية هناك‬
‫‪ -‬ال اان عايز من دى‬
‫قالها وهو يريد الالك من الش يكوالتة الىت امامه ولكن هاتفه دق فزفر‬
‫بضيق وهو خيرجه وجد مديره يؤكد عليه رضورة احلضور مبكرا لالجامتع‬
‫واومأ هو برأسه واس تعد للمغادرة وسط حضاكهتا ولكنه التفت الهيا قائال‬
‫بغمزة‬
‫‪ -‬راجعكل اي ش يكوالتة‬
‫حضكت ساىل واغلق هو الباب خلفه وعادت ملا تفعهل ىه مرة اخرى وقالت‬
‫بضحكة‬
‫‪ -‬جمنون وهللا !‬
‫***‬

‫‪561‬‬
‫جلسن الفتيات معا ىف النادى معطني انفسهن اجازة من ازواهجن وقالت‬
‫ساىل‬
‫‪-‬ايه رأيكوا ىف اجلواز بعد حواىل س نة كدهون ؟‬
‫رفعت رمي يدها وقالت وىه تاكد تبىك‬
‫‪-‬حرضتك اان وخطيىب مناحيس ولك ما حندد ميعاد للفرح حتصل مصيبة‬
‫ويتأجل فأان هتنحى من السؤال‬
‫حضكن الفتيات وقالت نورين وىه هتدهد طفلهتا‬
‫‪-‬حرضتك اان اتنفخت اقسم ابهلل ‪ ،‬حتىس انك جفأة احتملىت مس ئولية بيت‬
‫وارسة وطفةل مواعيد نومك غريها وابوها لو راجع بدرى بيدخل ينام عشان‬
‫عنده شغل بدرى طيب ما اان كامن عندى شغل بدرى وال اان انسان أىل ما‬
‫بيحسش ؟‬
‫لوت شفتهيا وامكلت وىه تزفر بضيق‬
‫‪-‬ده غري طبعا مقصان البيه الىل بتتغسل بعد مأمورايته الىل اان معرفش عهنا‬
‫حاجة ولك مرة بيبقى ىف ماكن طلقة اصعب من املاكن الىل قبهل حلد ما‬
‫جابىل هاجس انه هيتقتل ىف مرة من دول واان معرفش عنه حاجة ! قسام‬
‫ابهلل لوال ادلرع الىل بيلبسه ده اكن زمانه مات من زمان ىف مأمورية من‬
‫دول‬
‫ربتت رمي عىل يدها وقالت روز‬

‫‪562‬‬
‫‪-‬اان بقى معااي واحد جمنون ‪ ،‬فاكرين الربع الىل اكن ضارب هو رضبىل خمى‬
‫لكه وامحلد هلل ‪ ،‬لك يومني حباةل وجنان جديد ‪ ،‬مرة يزنل ويكتبىل ورقة‬
‫يقوىل اان سافرت ومرة حيبس نا ومنزنلش ومرة يتجنن وخيضىن دلرجة اىن‬
‫حاسة انه ابىن مش جوزى وعىل قد اشتياىق لطفل عىل قد ما حبس ان‬
‫معااي طفل كبري حمتاج رعايىت اكرت من اى حد‬
‫حضكن شقيقاهتا بشدة وقالت مريا‬
‫‪-‬ادعوىل انه ينىس الىل اان معلته فيه النه حالف حياسبىن وابمانة اان مرعوبة‬
‫منه مع انه طيب وهللا بس طلع جمنون واان معرفش‬
‫امكلت وىه تنظر لهن وقد كىس الضيق مالحمها‬
‫‪-‬غري طبعا وقته الىل مقضيه بني املستشفى والعيادة وادلكتوراة يقعد اكرت‬
‫من اربع اايم صاىح دلرجة اىن خباف عىل هجازه العصىب من اجملهود ده‬
‫ويرجع ينام زهيم ما يصحاش الا للصالة واان لكب البحر لوحدى‬
‫زفرت ساىل وقالت‬
‫‪-‬كدة احنا امجعنا ان الرجاةل ىه سبب التعاسة عىل وجه الارض ‪ ،‬ما شاء‬
‫هللا عندمه القدرة جييبولنا الضغط والسكر ولك الامراض ال وىف الاخر هام‬
‫الىل ب ميوتوا الاول !‬
‫انفجر امجليع ضاحاك فقالت ىه من بني حضاكهتا‬

‫‪563‬‬
‫‪-‬امسعوا بقى جنان جوزى الىل اكن مصمم ايلك الش يكوالتة الصبح ويقوكل‬
‫ابدا الزم الك ش يكوالتة واان اقوهل عندك يقوىل واان لك يوم هشوف‬
‫ش يكوالتة بتالك ش يكوالتة !‬
‫فهمن مقصدها وحضكن فامكلت قائةل‬
‫‪-‬عارفني اي عيال اان قلقانة منه ملا يعرف املصيبة الىل اان معالها مش بعيد‬
‫يطلقىن فهيا‬
‫شهقت رمي وقالت بفزع‬
‫‪-‬طالق اتىن ! احنا ما صدقنا ربنا حلها لواحدة هتجيلنا واحدة اتنية مطلقة‬
‫!‬
‫هدأت من روع شقيقهتا وقالت وىه تلتفت حولها‬
‫‪-‬اي اوفر مش كدة ‪ ،‬لك الوضع اننا كنا متفقني عىل حاجة واان خلفت‬
‫االتفاق بس يعىن هو هيلبس وهيسكت ده اان حفظاه اكرت من امسى‬
‫وهيعدهيا بس ىه الصدمة الاوىل هتخليه يتنح ويذهبل فعشان كدة اان عايزة‬
‫مفاجأة حلوة امعلهاهل قبل ما اقوهل ىف وشه وخليكوا فاحتني فوانتكوا وايريت‬
‫واحدة تيجى تس تخىب ىف اوضة وتبقى تطلع حتوش بينا لو مسعت صوت‬
‫رضب‬
‫انفجرن ضاحاكت وتسألن عام فعلته ليس تدعى لك هذا فأظهرت ىشء‬
‫وضعته اماهمن ونظروا لها ولبعضهن بصدمة داعني هللا ان مير الامر عىل‬

‫‪564‬‬
‫خري ! واقرتحت روز علهيا بعض املفاجأت امجليةل لتجعل الامر مير ابقل‬
‫اخلسائر ‪.‬‬
‫***‬
‫طرقا الباب حىت اذن هلام احدمه ابدلخول فدلف رشيف وجبانبه فريد اذلى‬
‫احتضن " معزت "صديقهم منذ املرحةل الثانوية وتبادال الاحاديث حىت قال‬
‫معزت اببتسامة‬
‫‪ -‬خري اي رشيف حمتاج ايه ؟‬
‫تنحنح رشيف واظهر اوراقه واخلطاب اذلى تلقاه وقال بتوضيح‬
‫‪ -‬اان كنت مأدى خدمىت العسكرية من سن ‪ ٢٤‬س نة بعد خترىج‬
‫مبارشة من هندسة حلد سن ‪ ٢٧‬س نة عشان كنت ظابط وده‬
‫الورق الىل يثبت اىن اديت خدمىت‬
‫اومأ معزت برأسه فاردف رشيف قائال وهو يظهر الاس تدعاء‬
‫‪ -‬جاىل اس تدعاء للخدمة العسكرية اتىن مع اىن خملص وكامن عديت‬
‫التالتني يبقى ازاى بقى ؟‬
‫نظر معزت لالوراق وقال بتفكري وقد وصل للحل واعطاه ورقة قائال‬
‫‪ -‬اكتب امس وادلتك رابعى اي رشيف‬

‫‪565‬‬
‫كتب رشيف امس وادلته رابعى و هنض معزت يتحرى عن الامر بنفسه وبعد‬
‫نصف ساعة عاد وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬حدد ميعاد فرحك اي رشيف ومتنساش تعزمىن عليه‬
‫فغر رشيف فاهه بدهشة وعدم تصديق فقال معزت موحضا بضحك‬
‫‪ -‬تشابه اسامء اي بشمهندس بس حظك انه حلد الرابعى زيك والىل‬
‫فصل بينمك امس الام‬
‫حضك رشيف وهنض احتضنه و احتضنه فريد و شكرا صديقهام ورحال‬
‫ليطمنئ رمي وحيددا موعد الزفاف اخريا ‪.‬‬
‫***‬
‫دلف سلمي للمزنل وجد راحئة عطرة تفوح منه ونظر حوهل وجد العديد من‬
‫الورود ملقاة عىل الارض بطريقة رائعة فضحك وحبث عن " ساىل " حىت‬
‫وجدها جالسة بني ورود عىل شلك قلب و ترتدى فس تان من اللون‬
‫الوردى وصففت شعرها بطريقة جديدة وبيدها علبة هدااي اعطهتا هل فقال‬
‫وهو يتذكر لك مناس باهتم‬
‫‪ -‬الهناردة مش عيد ميالدى وال عيد ميالدك اممم وال عيد جوازان وال‬
‫حىت عيد خطوبتنا وال حىت عيد حترير سيناء وال ‪ ٦‬اكتوبر ! يبقى‬
‫معلىت مصيبة ايه اي ساىل وجايبة الهدية دى عشاهنا ؟‬
‫حضكت ساىل بتوتر وقالت وىه تشري للعلبة‬

‫‪566‬‬
‫‪ -‬افتحها وهتعرف املصيبة لوحدك‬
‫نظر سلمي للعلبة بشك وفتحها و امسك ابلىشء وقال بتساؤل‬
‫‪ -‬اختبار محل ؟!‬
‫اومأت برأسها خبوف فقال وهو ينظر اليه‬
‫‪ -‬يعىن كدة اجياىب وال سلىب ؟‬
‫ازدردت ريقها بصعوبة وقالت بتوجس وىه تبتعد عنه‬
‫‪ -‬اجياىب اي سلمي‬
‫‪ -‬يعىن انىت حامل حص ؟‬
‫نطقها بسالسة جعلهتا تقلق فاومأت برأسها فقال هو هبدوء‬
‫‪ -‬واحنا كنا متفقني عىل ايه اي ساىل ؟ مش قولنا مش قبل ‪ 3‬س نني ؟‬
‫اومأت ساىل برأسها هبدوء وتوتر فاقرتب مهنا واحتضهنا فنظرت اليه بدهشة‬
‫وقالت‬
‫‪ -‬هو انت مش هتتخانق معااي ؟‬
‫قهقه سلمي واحتضهنا بشدة وهو سعيد وقال‬

‫‪567‬‬
‫‪ -‬اان كنت خايف عليىك انىت ومش عايزك تش يىل مس ئولية بدرى لكن‬
‫طاملا ربنا اراد وانىت فرحانة هتخانق اان ليه ؟ اان مني عشان اعرتض‬
‫عىل رزق ربنا بعته ليا وغريى نفسه فيه ؟‬
‫حضكت ساىل واحتضنته بقوة فقبل رأسها وقال اببتسامة ورصاخ سعيد‬
‫‪ -‬وهبقى اب اي والد‬
‫محل ساىل وظل يدور هبا عدة مرات وىه تضحك بشدة وحتمد هللا ان‬
‫الامر مر عىل خري وسعادة ‪.‬‬
‫***‬
‫ىف جحرة فريد مبزنل وادله جلس الش باب معا يضحكون حىت قال سلمي وهو‬
‫يظهر ىشء اماهمم ووزعه علهيم‬
‫‪ -‬اخرجوا من الواقع ‪ ..‬صباح الفل‬
‫انتفض فريد وقال بغضب‬
‫‪ -‬ايه الىل انت جايبه ده اي سلمي ؟‬
‫قهقه سلمي وهو يشعل س يجارته وبدأ ينفث دخاهنا قائال‬
‫‪ -‬ده عىل اساس انك مش بتشوفه لك يوم !‬
‫غضب فريد وقال‬

‫‪568‬‬
‫‪ -‬حبرزه اي سلمي لكن مبيدخلش بيىت وبرشبه وبعدين اان بطلت تدخني‬
‫اعطاه سلمي س يجارته واشعلها قائال‬
‫‪ -‬واديىن كرست القاعدة ‪ ..‬اخرج بره بدةل الظابط دى هللا يكرمك‬
‫قهقه امجليع ولكن بالل بدأ يضحك بشدة وهو مل يرشب ىشء بعد ! انتبه‬
‫امجليع هل ولضحاكته وقال ظافر ضاحاك‬
‫‪ -‬الواد داخ عىل الرحية ولسه مرشبش ! اي هنار ابيض عليك اي بالل‬
‫اس متر بالل ىف الضحك اذلى شاركه فيه ابىق الش باب بعدما انساقوا وراء‬
‫سلمي اذلى قال‬
‫‪ -‬هبقى اب اي عيال ‪ ،‬ولبستىن بنت عز ادلين‬
‫حضك امجليع وقال ظافر من بني حضاكته الهيس تريية‬
‫‪ -‬ايلهوى لو جاكل واد اي سلمي هيطلع عينك‬
‫انفجر امجليع ضاحاك وهنض رشيف حياول اذلهاب الى ماكن ولكنه مل‬
‫يس تطيع وجلس جبانب بالل يضحاكن بشدة فقال فريد وهو حياول الكف‬
‫عن الضحك‬
‫‪ -‬هللا خيربيتك اي سلمي احنا هرنوح ازاى ؟ !والامه احنا طاوعناه ازاى‬
‫؟‬

‫‪569‬‬
‫‪ -‬اي مع طيب انت واخوك هتطلعوا اكم دور لكن اان هعمل ايه ؟ تفتكر‬
‫اان هعرف اسوق ؟‬
‫قالها ظافر وهو يضحك بشدة فنظر الهيم سلمي الغارق ابلضحك وال يعمل‬
‫كيف فعل هبم هذا وكيف انساقوا وراءه هكذا !‬
‫***‬
‫زفرت روز بضيق وىه تنتظر الرد حىت ااتها الصوت فقالت غاضبة‬
‫‪ -‬مش تطمنينا اي بنىت معلىت ايه وال انىت تقلقينا وجترى ؟!‬
‫حضكت ساىل وقالت ابعتذار‬
‫‪ -‬معلش اي روز نسيت وهللا بس كنت بنضف الشقة وكدة‬
‫تبسمت روز واراحت ظهرها عىل املقعد وقالت‬
‫‪ -‬طاملا بتضحىك يبقى ما اختانقش معاىك‬
‫‪ -‬اه امحلد هلل ‪ ،‬ده فرح جدا‬
‫حضكت روز وقالت بدعاء صادق‬
‫‪ -‬ربنا يمككل عىل خري اي سوىل‬
‫‪ -‬ويرزقك اي روز‬
‫‪ -‬اياارب‬

‫‪570‬‬
‫حضكت ساىل و حتدثتا ىف امور كثرية و امرهتا ان هتاتف رمي الهنا قلقة علهيا‬
‫واغلقت معها ‪.‬‬
‫***‬
‫دلف" بالل " وهو حيمل حذائه ىف يده ويسري عىل اطراف اصابعه حىت ال‬
‫يقلقها ‪ ،‬مل يبدل مالبسه ودلف لغرفة الاطفال و غط ىف نوم معيق اىل ان‬
‫استيقظ قرب الفجر عىل صوت باكء طفل رضيع ! فتح عينيه حياول رؤية‬
‫اى ىشء وقال بتعجب وقد بدأ يس تعيد بعض وعيه‬
‫‪ -‬ىه مريا ودلت واان معرفش ! ال اان اكيد بتخيل‬
‫اكد يعود لنومه ولكنه وجد خشص يفتح ابب الغرفة و الاضاءة وتوهجت "‬
‫نورين " حنو ابنهتا ولكهنا شهقت وقالت بفزع وىه تضع وشاهحا عىل رأسها‬
‫‪ -‬بالل ! انت بتعمل ايه هنا ؟ فريد فني ؟‬
‫انتفض بالل ووقف حيدق هبا عدة ثوان غري مصدق ما حدث وسألته نورين‬
‫مرة اخرى فقال وقد فهم الامر وهو يركض من اماهما‬
‫‪ -‬فريد ىف شقىت اان ‪ ..‬هللا خيربيتك اي سلمي‬
‫صعد بالل لشقته ونورين ال تفهم كيف وصل مفتاح مزنهلم هل وما دخل سلمي‬
‫ابالمر !‬
‫***‬

‫‪571‬‬
‫صوت طرقات عنيفة عىل الباب اكنت اكفية ان جتعل " مريا " تستيقظ‬
‫وتنظر جبانهبا فمل جتد بالل فزفرت بضيق وىه ترتدى اسدالها و تهنض‬
‫لتفتح الباب وجدته بالل فنظرت هل بتعجب وقالت‬
‫‪ -‬انت نسيت املفتاح وال ايه ؟‬
‫دلف بالل يبحث عن فريد ومل جييهبا فرفعت صوهتا اكرث وقالت‬
‫‪ -‬بلكمك اي بالل عىل فكرة‬
‫مل جييهبا وحبث حىت وجده ينام عىل الاريكة ابرهاق فتعجبت مريا من وجود‬
‫شقيقه ىف مزنهلم ! زفر بالل بضيق من نومة شقيقه غري املرحية وايقظه هبدوء‬
‫وقال‬
‫‪ -‬قوم اي فريد انزل شقتك‬
‫فتح فريد عينيه ونظر لشقيقه وزوجته بتعجب وقال بتساؤل‬
‫‪ -‬اومال اان فني ؟ مش نورين وكندة جوه ؟ مريا بتعمل ايه هنا ؟‬
‫حضك بالل واس نده وقال‬
‫‪ -‬انت ىف شقىت اان ‪ ،‬هللا يساحمه سلمي‬
‫اس توعب فريد ما قاهل وهنض واعتذر ملريا و اوصهل بالل للباب فقال فريد‬
‫بقلق‬
‫‪ -‬تفتكر ظافر عرف يرجع بيته وال ابيت حتت زى رشيف ؟‬

‫‪572‬‬
‫قهقه بالل ونظرت مريا هلم بتعجب ! ونزل فريد لزوجته وامسك بالل هاتفه‬
‫ليطمنئ عىل ظافر ‪.‬‬
‫***‬
‫اكنت تقف خلف الباب وهو يطرقه بعنف و جسدها ينتفض بفزع ولكهنا‬
‫مازالت مامتلكة قوهتا ‪ ،‬طرق ظافر الباب بعنف اكرث وقال صارخا‬
‫‪ -‬افتحى اي روز بالش لعب عيال‬
‫قالت روز هبدوء يناىف ما تشعر به‬
‫‪ -‬مش فاحتة اي ظافر وارفع صوتك اكرت خىل اجلريان تتمل علينا وتطلع‬
‫رصخ ظافر اكرث وقال بعصبية‬
‫‪ -‬يعىن هتن ميىن عىل السمل اي روز !‬
‫‪ -‬ارجع ماكن ما جيت اي اكبنت ظافر عشان لك ما تفتكر الليةل دى حترم‬
‫تعمل حاجة اتىن زى دى‬
‫طرق الباب بعنف اكرث وقال بهتديد‬
‫‪ -‬لو مفتحتيش اان هكرس الباب‬
‫زاد عناد روز اكرث وقالت بالمباالة‬
‫‪ -‬اكرسه ‪ ..‬والىل عندك امعهل اي ظافر اما نشوف اخرهتا‬

‫‪573‬‬
‫‪ -‬خالص انىت الىل اختارىت ‪ ..‬ابعدى عن الباب‬
‫بدأ ظافر يدفع الباب بعنف ولكهنا فتحته برسعة قبل ان يكرسه ليقع عىل‬
‫الارض ويتأوه بشدة لوقوعه عىل ذراعه وشهقت روز وىه تدنو منه و حتاول‬
‫رؤية ذراعه بلهفة فضحك هو واغلق الباب بقدمه وشعرت بنفسها مقيدة معه‬
‫حفاولت الافالت منه وقالت بغضب‬
‫‪ -‬س يبىن اي ظافر‬
‫حضك ظافر وهنض وهو مازال ممسك هبا وقال‬
‫‪ -‬ينفع الىل معلتيه ده ؟ انىت عارفة الساعة اكم دلوقىت عىل لك الىل‬
‫حصل ده ؟‬
‫حاولت ان تتخلص من قبضته ولكنه احمكها علهيا وقالت بغضب‬
‫‪ -‬مينفعش الىل معلته لكن ينفع ان البيه جييىل الفجر وهو داخي ومش‬
‫شايف قصاده وملا اسأهل كنت فني يقوىل قعدة ش باب ! ده الىل ينفع‬
‫اي ظافر ؟ينفع انك تغيب عقكل واتخد ذنب انت ىف غىن عنه ؟ رد‬
‫اي اكبنت ظافر‬
‫زفر ظافر بضيق واكد جييهبا ولكنه وجد هاتفه يدق ففتح االتصال وجد بالل‬
‫يقول بقلق‬
‫‪ -‬وصلت اي ظافر وال لسه ؟‬

‫‪574‬‬
‫ارىخ ظافر قبضته عهنا بعدما شعر بأملها وقال لبالل هبدوء‬
‫‪ -‬لسه داخل حاال‬
‫‪ -‬لك ده ليه !‬
‫حضك ظافر بسخرية ونظر لها وقال‬
‫‪ -‬الهامن اكنت سيباىن عىل السمل‬
‫قهقه بالل وقال من بني حضاكته‬
‫‪ -‬اي مع امحد ربنا ده اان قومت لقيت نفىس ىف اوضة كندة وطلعت لقيت‬
‫فريد انمي عىل الكنبة ومريا من ساعهتا متنحة و نورين صوهتا حصى‬
‫الناس لكها‬
‫حضك ظافر بشدة حىت دمعت عيناه وقال‬
‫‪ -‬هللا يساحمه سلمي هو الىل معل فينا كدة ‪ ..‬يال اي ابىن روح انت مكل‬
‫نوم واان احاول اصاحل البت دى‬
‫قالها وهو ينظر لروز فاشاحت بوهجها عنه وحضك بالل واهنىى االتصال ‪،‬‬
‫اقرتب ظافر مهنا فاوقفته حبدة وقالت‬
‫‪ -‬نتلكم بكرة اي ظافر لو مسحت اان حمتاجة اانم‬

‫‪575‬‬
‫دلفت للغرفة وتركته يقف ماكنه ولكنه دلف اخذ مالبسه ليأخذ حامم ساخن‬
‫يسرتىخ بعده ليس تطيع النوم وابلفعل خرج وجدها انمئة فاحتضهنا من‬
‫ظهرها وقبل شعرها وانم ابطمئنان فتبسمت ىه وقالت ىف نفسها‬
‫‪ -‬ربنا هيديك اي ظافر ‪.‬‬
‫***‬
‫ارشقت الشمس ابشعهتا اذلهبية واستيقظت " رمي " وارتدت مالبسها‬
‫وذهبت مع ابهيا اىل العمل و بدأت متارس همام معلها و تأخر رشيف اليوم‬
‫ولكنه قص لها احداث اليوم السابق فضحكت ومحدت هللا انه اقلهم خسارة‬
‫وبعدها تزل هو الحد املواقع ملعاينهتا و دلفت " سلمى " ملكتهبا وحتداث معا‬
‫حىت قالت رمي‬
‫‪ -‬شلكك عايز يقول حاجة‬
‫اومأت سلمى برأسها فضحكت رمي وقالت غامزة‬
‫‪ -‬عريس وال ايه ؟‬
‫جخلت سلمى وامحرت وجنتهيا واومأت برأسها خبفوت فقالت رمي حبنان‬
‫‪ -‬بتحبيه ؟‬
‫كست امحلرة وجه سلمى وقالت بصوت منخفض‬
‫‪ -‬تقريبا كدة‬

‫‪576‬‬
‫رفعت رمي حاجبهيا بتعجب وقالت‬
‫‪ -‬مش فامهة ! هو مني اي سوما ؟‬
‫نظرت سلمى ارضا وقالت‬
‫‪ -‬امحد صاحب جوز اختك‬
‫‪ -‬الظابط الىل اكن معاان ىف املاتش ؟‬
‫اومأت سلمى برأسها فضحكت رمي وقالت وىه ترضب كف بكف‬
‫‪ -‬وده وصكل ازاى ؟‬
‫‪ -‬مش عارفة وهللا بس اباب من اكم يوم قاىل انه متقدمىل واان سألتك‬
‫عىل اساس تعرىف هو حمرتم وال مش حمرتم وكدة يعىن‬
‫حضكت رمي وربتت عىل يدها وقالت‬
‫‪ -‬خالص اان هشوفكل املوضوع ده وشلكه هيبقى خري اوى‬
‫احتضنهتا سلمى بشدة وربتت رمي عىل ظهرها حبنان وىه تبتسم ‪.‬‬
‫***‬
‫اكنت تتحدث بعصبية مع لك الناس حىت وجدهتا احدى زميالهتا ترصخ‬
‫ابحد زمالهئا عىل خطأ بس يط فتعجبت من عصبيهتا ولكهنا فرست ذكل ان‬

‫‪577‬‬
‫زوهجا ىف احد رحالته وىه قلقة عليه ولكن تفسريها اثبت خطأه عندما‬
‫وجدت " ظافر "يدلف من الباب ويسأل علهيا فأشارت لها وقالت‬
‫‪ -‬هناك اهيه بتخانق خلق هللا من الصبح‬
‫حضك ظافر وهو يتلمس ابقة الزهور الىت حيملها واقرتب مهنا وانداها فقالت‬
‫بغضب دون ان تلتفت هل‬
‫‪ -‬عايز ايه انت كامن ؟‬
‫رفع حاجبيه بضيق وادارها قائال هبدوء وابتسامة مصطنعة‬
‫‪ -‬صوتك ميعالش اتىن وخصوصا اننا ىف شغكل وسط زمايكل وعيب‬
‫يشوفوا رد فعىل‬
‫زفرت روز بضيق وقالت‬
‫‪ -‬خري اي ظافر‬
‫‪ -‬اان اسف‬
‫نطقها ظافر وهو يعطهيا ابقة الزهور فنظرت هل بعتاب وىه حتاول اخفاء‬
‫ابتسامهتا وقالت‬
‫‪ -‬ما كنت تقولها ىف البيت وخالص مش الزم كنت تيجى اجلريدة يعىن‬
‫تبسم ظافر وقال‬

‫‪578‬‬
‫‪ -‬اان مسافر عىل فكرة وانىت عارفة اىن مبعرفش اسافر وانىت زعالنة مىن‬
‫امكل بضحك ولكزها ىف كتفها قائال‬
‫‪ -‬خباف تدعى عليا الطيارة تقع بيا وال حاجة‬
‫رضبته بقبضهتا وقالت بغضب‬
‫‪ -‬ما تقولش كدة اتىن بعد الرش عنك‬
‫حضك ظافر و قبل رأسها ومهس قائال‬
‫‪ -‬اان مهىش بقى قبل ما اهتور عىل رأى انلك عز‬
‫قهقهت روز وىه حتتضن ابقة الزهور فنظر لها زمالهئا فزجرها هو قائال‬
‫بغضب‬
‫‪ -‬الضحكة صوهتا يوطى شوية بدل ما اقلب عليىك‬
‫ك متت حضكهتا بصعوبة فضحك هو وغادر متوهجا اىل معهل بعدما اس تطاع‬
‫مصاحلهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫انتبه " فريد " عىل صوت طرقات الباب فأذن للطارق ابدلخول ظنا منه انه‬
‫أمحد ولكنه تفاجئ بنورين حتمل كندة فهنض واخذها مهنا وتبسم قائال‬
‫‪ -‬ترشىب ايه اي نور ؟‬

‫‪579‬‬
‫حضكت نورين وقالت‬
‫‪ -‬اخريا اس تقبلىن عدل ! امحلد هلل‬
‫حضك فريد وهو يداعب اانمل كندة ابانمهل فقالت نورين غامزة‬
‫‪ -‬اان جاية ىف هممة رمسية اي حرضة الظابط‬
‫‪ -‬خري اي نور‬
‫تنحنحت نورين وقالت بتساؤل‬
‫‪ -‬ايه رأيك ىف امحد صاحبك ؟‬
‫عقد حاجبيه بتعجب وقال‬
‫‪ -‬هو صاحىب يعىن اكيد شايفه كويس والا مكنتش صاحبته‬
‫‪ -‬فامهة بس قصدى كعريس لو اتقدم حلد توافق بيه‬
‫‪ -‬قصدك سلمى ؟‬
‫نطقها ضاحاك وهو ينظر الهيا ففهمت ىه وحضكت وقال‬
‫‪ -‬قولولها توافق عشان هو بيحهبا وخلوان ننجز‬
‫حضكت نورين وهو كذكل شاركها حضاكهتا وهو حيمد هللا تعاىل ‪.‬‬
‫***‬

‫‪580‬‬
‫اكنت العيادة ليس هبا احد سواهام ‪ ..‬اجلسها عىل رسير الكشف ليتابع منو‬
‫طفاله بنفسه ونظرا للشاشة معا ورشدت ىه ومغغم هو حبزن‬
‫‪ -‬مش مساحمك اي مريا تصدىق دى ؟‬
‫دمعت عيناها وقالت وىه تاكد تبىك‬
‫‪ -‬غصب عىن وهللا‬
‫‪ -‬خدتهيم مىن اي مريا‬
‫اعتدلت ىف جلس هتا وامسكت بيده وقالت اببتسامة متنع دموعها وصوهتا‬
‫مرح‬
‫‪ -‬بطل افورة اي بالل هو احنا كنا فني يعىن ؟ احنا معاك اهو وانت اول‬
‫واحد هتش يلهم وتسمهيم ولك حاجة هتبقى حلوة اي حبيىب‬
‫حضك بالل وقبل رأسها فتبسمت ىه ودعت هللا ان ينىس ما فعلته به ‪.‬‬
‫***‬
‫اكد "ظافر "ان ينام بعد يوم شاق ولكهنا اوقظته قائةل بتساؤل‬
‫‪-‬هو اان لو فقدت اذلاكرة هتفكرىن بنفسك ازاى ؟‬
‫اعتدل ىف جلس ته وحدق هبا عدة ثوان وقال بتعجب‬
‫‪-‬وتفقدى اذلاكرة من ايه ان شاء هللا وتنسيىن ازاى يعىن ؟‬

‫‪581‬‬
‫رفعت كتفهيا وقالت بال مباالة‬
‫‪-‬معرفش بس جاوب‬
‫زفر بضيق وقال وهو ينظر للساعة جبانبه‬
‫‪-‬ىه طلبت معاىك هبل الساعة ‪ ٣‬الفجر وال اان الىل عشان مهوت واانم‬
‫معتقد كدة ؟‬
‫قالت روز ابرصار‬
‫‪-‬معرفش وهللا بس ايريت جتاوب عىل سؤاىل ‪ ..‬هتفكرىن بيك ازاى ؟‬
‫نظر الهيا وقال هبدوء‬
‫‪-‬اوال القلب كامن ليه ذاكرة يعىن حىت لو املخ نىس القلب مش هينىس ‪..‬‬
‫مش هينىس اول دقة ليه بقرىب وال هينىس شعوره ملا بضمك وال هينىس‬
‫فرحتنا يوم فرحنا وال اى حاجة من احلاجات احللوة الىل عش ناها مع بعض‬
‫‪..‬ذاكرة القلب اقوى واان هع متد عىل قلبك عشان عارف ان لك الطرق فيه‬
‫تؤدى ليا ومعره ما هينساىن‬
‫حضكت فأمكل هو بضحك‬
‫‪-‬ولو القلب نىس هو كامن اان مش هيأس وهعمكل زى فيمل عيال حبيبة‬
‫واعيدكل لك حلظة عش ناها سوا من اول وجديد حلد ما تفتكريىن‬
‫وضع راسه عىل الوسادة وغطى وهجه فازاحت ىه الغطاء وقالت‬

‫‪582‬‬
‫‪-‬طيب هو انت لو الطيارة وقعت بيك اان هبقى ارمةل ؟‬
‫اعتدل ولكن بفزع تكل املرة وقال بغيظ‬
‫‪-‬املالفظ سعد اي حبيبىت ‪ ..‬يعىن ميبقاش اان صاحب اركب طيارة وراحي بدل‬
‫هتاخد وقت وانىت تقوليىل الطيارة هتقع بيك !‬
‫حاول النوم مرة اخرى ولكهنا قالت ابرصار‬
‫‪-‬جاوبىن اي ظافر‬
‫قال ظافر وهو حياول الامتسك حىت ال يهتور علهيا‬
‫‪-‬وليه افرتضىت اىن مهوت ؟ ما ممكن افقد اذلاكرة وانساىك انىت وارجع‬
‫متجوز عليىك ‪ ٣‬واحدة من ايطاليا والتانية من املانيا والتالتة من تركيا ‪..‬‬
‫عادى يعىن‬
‫قالها وهو يضحك ووضع راسه عىل الوسادة فايقظته ىه برضابهتا وىه تقول‬
‫‪-‬تتجوز عليا ‪ ..‬ده يبقى اخر يوم ىف معرك اي ظافر‬
‫وهبدوء اخذ ظافر وسادته و غطاء وهنض اتراك الغرفة فلحقته روز وقالت‬
‫‪-‬راحي فني؟‬
‫‪-‬هنام ىف اوضة الاطفال عشان ده تقريبا وقت الهبل بتاعك او وقت‬
‫التخلف مش حمدد احلقيقة واان ورااي شغل بكرة ورحةل هقعد فهيا ‪ ٣‬اايم‬
‫ومش مس تحمل الرصاحة‬

‫‪583‬‬
‫اوقفته وقالت برجاء‬
‫‪-‬ارجع انم معااي عشان اان مبعرفش اانم لوحدى من غريك‬
‫قال ابس تفزاز لريد لها ما فعلته به‬
‫‪-‬ال ارجعى واتعودى ‪ ..‬اعتربى ان الطيارة وقعت بيا واان موتت وخدى‬
‫ابكل دى موتة بشعة الهنا اكيد هتقع ىف حبر ومش هيالقوا جثىت يعىن مش‬
‫هتعرىف تدفنيىن خدى ابكل او اقوكل اعتربى نفسك فقدىت اذلاكرة‬
‫ونس يتيىن واان يأست اىن افكرك بيا واجتوزت واحدة اتنية عادى يعىن‬
‫رضبته بقبضهتا ىف صدره فتأوه وقالت ىه بغضب‬
‫‪-‬لو جبت سرية اجلواز اتىن هتغاىب عليك‬
‫حضك وقال‬
‫‪-‬الرشع حملىل ‪ ٤‬واان خمدتش غري واحدة‬
‫قالت بغضب‬
‫‪-‬ومش هتاخد غريها طول ما انت عايش‬
‫حضك ومحلها عىل يده وتوجه هبا حلجرهتام ووضعها عىل الفراش ودثرها جيدا‬
‫وانم جبانهبا وقال بتحذير‬
‫‪-‬روز اان جبد عايز اانم ومرهق ‪ ..‬هزران بس خالص اان فصلت متام‬

‫‪584‬‬
‫قالت روز وىه تضحك ومتنعه من النوم‬
‫‪-‬املهم بقى هتفكرىن بيك ازاى ؟ اديىن سبب مقنع‬
‫قال ظافر وهو يعتدل ىف جلس ته للمرة الىت ال تذكر و يكور قبضته مس تعدا‬
‫للهجوم‬
‫‪-‬وانىت اديىن سبب مقنع خيليىن مرميش عليىك ميني الطالق دلوقىت حاال اي‬
‫جمنونة اي بنت العاقلني ‪ ...‬خدى هنا اي بت‬
‫قال لكمته الاخرية وهو يركض خلفها وىه جترى امامه و تضحك بشدة!‬
‫***‬
‫متلملت مريا بضيق جبانبه حىت نطقت قائةل‬
‫‪-‬طيب ايه رأيك ىف " نبل " و " نبيل "‬
‫نظر بالل الهيا وقال‬
‫‪-‬بذمتك مش صعبان عليىك عياكل واحنا اسامينا حلوة وراحية خترتعى ىف‬
‫اساىم والدان البخت !‬
‫قالت بضيق واحض منه‬
‫‪-‬يووووه ما احنا حلد دلوقىت مش مس تقرين عىل اسامء ! واان عايزة امسني‬
‫بنفس احلرف عشان يكونوا حلوين‬

‫‪585‬‬
‫هنض من جانهبا ووقف اماهما قائال بتحذير‬
‫‪-‬وحياة والدى الىل خبتهيم عىن لك ده ‪ ،‬وحياتك عندى انىت خشصيا ما‬
‫هتعرىف اسامهيم الا اما تشوىف شهادة امليالد‬
‫غضبت مريا وقالت‬
‫‪-‬هتخىب عليا اساىم والدى ! اى عقل يقول كدة ده‬
‫رفع حاجبيه ابس هتجان وقال‬
‫‪-‬عادى ما اان قعدت مغفل ‪ ٦‬شهور ولك الناس عارفة ان مراىت حامل الا‬
‫اان ! خالص اس تحمىل تبقى مغفةل شهرين اي حبيبىت‬
‫امسكت بيده وقالت حبنو‬
‫‪-‬لسه زعالن مىن ؟‬
‫قال بسخرية واحضة‬
‫‪-‬وانىت فاكرة اىن انىس ؟ اان مستىن ملا تودلى عشان اعرف اخد حقى منك‬
‫راجل لراجل وهطلع عليىك القدمي واجلديد وغالوتك عندى بس اصربى عىل‬
‫رزقك‬
‫حضكت وقالت من بني حضاكهتا بصعوبة‬
‫‪-‬بتحلف حبياىت كامن‬

‫‪586‬‬
‫شاركها حضاكهتا وقال‬
‫‪-‬مش معىن اىن هاخد حقى انك مش اغىل واحدة عندى واىن مبحبكيش‬
‫‪..‬دى حاجة ودى حاجة اي مصيبة حياىت‬
‫اخذها ودلفا لغرفهتام ليناما اس تعدادا لليوم التاىل ‪.‬‬
‫***‬
‫اصبحت السادسة صباحا وظافر جالس اماهما وىه تتدىل امامه رأسها‬
‫السفل وقالت بغضب‬
‫‪ -‬نزلىن اي ظافر ايه الهزار الرمخ ده!‬
‫نظر ظافر للساعة وقال بغضب‬
‫‪ -‬اان الىل هزارى رمخ وخليتك م منتيش واان عارف انك مسافرة امرياك‬
‫الىل بتاخد ‪ ١٢‬ساعة ؟ عارفة اي روز لو الطيارة حصلها حاجة هيبقى‬
‫ذنب الطقم والراكب ىف رقبتك انىت‬
‫شعرت ابلتعب وادلوار فقالت بوهن‬
‫‪ -‬ظافر نزلىن اان تعبانة جبد وهللا‬
‫انزلها ظافر ودلفت ىه للمرحاض برسعة وخرجت بعدها ممسكة ببطهنا بأمل ‪،‬‬
‫وجدته ارتدى مالبسه واشار لكوب اعده وقال‬
‫‪ -‬ارشىب ده هريحيك‬

‫‪587‬‬
‫نظرت روز هل بعتاب وقالت‬
‫‪ -‬مينفعش انك تعلقىن كدة ‪ ..‬معدىت اتقلبت‬
‫مغغم ابالعتذار و توجه للباب فوقفت ىه امامه قائةل بلهفة‬
‫‪ -‬قوىل مني اغىل حد عندك عشان احلفك بيه ومتسافرش ؟‬
‫نظر ظافر الهيا وقال‬
‫‪ -‬انىت اغىل حد عندى بس حىت لو حلفتيىن بيىك اان هسافر برضه اي‬
‫روز‬
‫اكدت تبىك وقالت برجاء‬
‫‪ -‬ال عشان خاطرى اان مش مطمنة وكامن الطريق طويل وانت م منتش ‪،‬‬
‫اعتذر عن الرحةل وحد غريك يطلع بالش جتازف بنفسك وابلناس‬
‫قال حبزم وهو يزحيها من امامه ليغادر‬
‫‪ -‬انىت الىل من ميتنيش وكنىت عارفة اىن راحي امرياك وسفر ‪ ١٢‬ساعة‬
‫اهجشت روز ىف الباكء وقالت من بني شهقاهتا‬
‫‪ -‬عشان مش عايزاك تسافرها اساسا‬
‫فتح ظافر ابب الشقة وقبل رأسها ومهس ىف اذهنا قائال‬

‫‪588‬‬
‫‪ -‬اان عايزك تعرىف سواء رجعت او ما رجعتش ان الىل اكتبه ربنا هنشوفه‬
‫‪ ،‬يعىن لو مكتوبىل الطيارة تقع واموت هتقع حىت لو كنت انمي قبلها‬
‫‪ ٣‬اايم ولو مكتوبىل الطيارة توصل سل مية هتوصل حىت لو مطبق‬
‫صاىح اس بوع‬
‫بكت وتش بثت به وقالت برجاء‬
‫‪ -‬متزنلش ابهلل عليك او خىل حد من زمايكل معاك وبدلوا مع بعض‬
‫نظر ظافر ىف ساعته وقال بضيق‬
‫‪ -‬روز اان متأخر والزم انزل ‪ ..‬اوعى من طريقى‬
‫‪ -‬مش هتزنل يعىن مش هتزنل اي ظافر‬
‫اعرتضت طريقه فغضب وقال‬
‫‪ -‬ال هزنل ولو مسحىت اوعى لو مش راحية شغكل لكن لو راحية اتفضىل‬
‫ادخىل البىس ويال عشان اوصكل ىف طريقى‬
‫استسلمت لفكرته ودلفت بدلت مالبسها ونزلت معه وركبا س يارته وقادها‬
‫وسط مصهتم وباكهئا ‪ ،‬اوصلها للجريدة و نزلت من الس يارة ووقفت اماهما‬
‫تنظر هل برجاء فزنل هو ومضها اىل صدره و قال اببتسامة‬
‫‪ -‬متقلقيش خالص ‪ ..‬لك حاجة هتكون كويسة وهرجع اضايقك واعلقك‬
‫اتىن اي وردىت‬

‫‪589‬‬
‫قبل رأسها ومسح دموعها وقال ممازحا‬
‫‪ -‬هتوحشيىن اي وردىت ‪ ..‬اول مرة تعمىل كدة واان مسافر‬
‫حاولت روز كمت شهقاهتا وباكهئا وقالت‬
‫‪ -‬عشان اول مرة اكون مقبوضة ومش مطمنة ‪ ..‬طمىن عليك اول ما‬
‫توصل ماىش‬
‫‪ -‬طبعا اي حبيبىت ‪ ..‬يال ادعيىل‬
‫صعدت روز ملقر معلها وتوجه ظافر للمطار ليس تعد لرحلته الىت مل يتبقى لها‬
‫الكثري وطلب فنجان من القهوة ليساعده عىل الرتكزي وبعدها بقليل اكن ىف‬
‫ماكنه عىل الطائرة يفتح عينيه بتثاقل وصعوبة والقى حتيته و متمت خبفوت‬
‫‪ -‬هللا يساحمك اي روز مش عارف افتح عيىن !‬
‫***‬
‫اهنت " رمي " بعض الاوراق اخلاصة ابلعمل وعرضهتم عىل ابهيا وعادت‬
‫ملكتهبا وجدت رشيف يزفر بضيق فوقفت جبانبه وقالت بقلق‬
‫‪ -‬ماكل اي حبيىب ؟‬
‫‪ -‬وغالوتك عندى تعبت‬
‫نطقها رشيف وهو يظهر دعوة زفافهم اماهما ففتحهتا وجدت هبا بعض‬
‫الاخطاء الامالئية فقالت بعقالنية وىه جتلس امامه‬

‫‪590‬‬
‫‪ -‬معلته بدرى ليه اي رشيف ؟ احنا هنتجوز ىف الصيف واحنا ىف يناير !‬
‫زفر رشيف بضيق وقال‬
‫‪ -‬عايز اجنز اي رمي ‪ ،‬امحلد هلل الشقة قربت ختلص والقاعة احتجزت عىل‬
‫شهر يوليو زى ما انىت عايزة وقولت اظبط ادلعوات عشان اى‬
‫غلطات نصلحها والىل حسبته لقيته‬
‫ربتت رمي عىل يده وقالت اببتسامة‬
‫‪ -‬خالص اس تأذن من البشمهندس عز ادلين و روح ظبط ادلعوة‬
‫ونتغدى مع بعض وتوريىن اخر التطورات‬
‫حضك رشيف وقال‬
‫‪ -‬احىل حاجة بتعجبىن فيىك انك بتعرىف حتفظى الالقاب وبتضحىك عليا‬
‫بلكمتني‬
‫حضكت رمي وجذبته من مكتبه اىل مكتب عز ادلين ليس تأذن ىف الرحيل‬
‫الكامل جتهزيات حفل زفافهم ‪.‬‬
‫***‬
‫جلست " روز " ىف اجلريدة تعبث ىف بعض الاوراق والقلق يهنش قلهبا‬
‫الصغري ولكهنا اس مترت ىف كتابة مقالهتا اليومية وتنظ ميها وعندما انهتت روز‬

‫‪591‬‬
‫مما تفعهل وجدت صديقهتا متسك حبقيبهتا مس تعدة للمغادرة وقالت لها‬
‫اببتسامة‬
‫‪-‬حمتاجة حاجة اي حب ؟‬
‫ابتسمت روز وقالت‬
‫‪-‬راحية فني اي بنىت ؟‬
‫قالت رفيقهتا وىه تضبط بعض الاش ياء عىل مكتهبا‬
‫‪-‬راحية املطار بيقولوا طيارة الساعة ‪ ٨‬وقعت ابلطقم لكه واان راحية اغطى‬
‫اخلرب‬
‫توقفت ادلنيا من حولها ونظرت لصديقهتا بصدمة واغروقت عيناها ابدلموع‬
‫وقالت بدون وعى‬
‫‪-‬اان السبب ‪ ..‬اان الىل من ميتوش ‪ ..‬اان الىل معلت كدة ‪..‬الطيارة ابلطقم‬
‫وراكهبا ذنهبم ىف رقبىت ‪ ..‬اان حرمت نفىس منه ! ال مش ممكن‬
‫قالت لكمهتا الاخرية بذهول وقبل ان تنطق صديقهتا وجدهتا تقع فاقدة للوعى‬
‫بني يدهيا ! حاولت افاقهتا بقدر املس تطاع واس تعانت بزمالهئا لنقلها للمشفى‬
‫ومعرفة ما هبا ‪.‬‬
‫***‬

‫‪592‬‬
‫اعطهتا " نورين " منديال ورقيا ل متسح دموعها وربتت عىل ظهرها هبدوء و‬
‫قالت‬
‫‪ -‬اتطلقى اي " منار "‬
‫شهقت منار ونظرت لها بدهشة فاردفت نورين بثقة‬
‫‪ -‬اان عارفة ان ابغض احلالل عند هللا الطالق بس ىف حالتك انىت ده‬
‫اسمل حل‬
‫قالت منار حبرية بعد هدوء باكهئا‬
‫‪ -‬لو انىت ماكىن وبتحىب جوزك هتعمىل كدة ؟‬
‫لعبت نورين ىف خامت زواهجا وقالت‬
‫‪ -‬اان لو ماكنك هتطلق اي منار‬
‫‪ -‬بس ابىن هيعيش بعيد عن ابوه وامه !‬
‫ربتت نورين عىل يدها وقالت بعقالنية‬
‫‪ -‬ابنك ممكن تكون نفسيته احسن وانمت منفصلني بس لك واحد فيمك‬
‫بيحرتم التاىن ‪ ،‬ايه ابلنس بة ليىك احسن ؟ ان ابنك يعيش بينمك‬
‫وانتوا متجوزين لكن لك يوم خناقة ورضب واهانة ليىك قصاد عيونه‬
‫وال ملا يعيش بينمك وانتوا منفصلني بس بتحرتموا بعض ؟‬
‫بكت منار وقالت‬

‫‪593‬‬
‫‪ -‬ده مش حل اي نورين ‪ ،‬اان حببه ومس تعدة اكون معاه حلد ما يتغري‬
‫ويرجع زى فرتة اخلطوبة‬
‫زفرت نورين وقالت هبدوء‬
‫‪ -‬انىت ممكن تفهميىن غلط عشان بقوكل اتطلقى لكن اان فعال شايفة ان‬
‫اسلوب جوزك ده مش انفع خصوصا مع وجود طفل هيكرب‬
‫ويشوفك وانىت بترضىب من ابوه لك يوم وهو راجع وش الصبح مش‬
‫ىف وعيه وصارف فلوسه ىف حاجات ما يعمل بهيا الا ربنا وكامن‬
‫بيخونك ! لكمى اهكل واههل وحاولوا توصلوا حلل وسط لكن لو ما‬
‫عرفتوش صوىن نفسك وابنك اي منار‬
‫رشدت منار تفكر ىف حديث صديقهتا اذلى اكن اقرب اىل الصواب خاصة‬
‫مع ازدايد اهاانت زوهجا ورضبه لها امام طفلها الصغري وان احلياة هكذا‬
‫ستسبب هل ازمة ال حماةل‬
‫***‬
‫فتحت " روز " عينهيا بصعوبة واغلقهتا اثنية و فتحهتا لتجد حولها بعض‬
‫زمالهئا ىف العمل و صديقهتا تربت عىل يدها وقالت اببتسامة‬
‫‪ -‬محد هلل عىل سالمتك اي ماما ‪ ،‬كدة تقلقينا عليىك‬
‫اعتدلت روز ىف جلس هتا وقالت‬
‫‪ -‬هللا يسلمك ‪ ..‬ايه الىل حصل ؟‬

‫‪594‬‬
‫ابتسمت صديقهتا وقالت‬
‫‪ -‬اان كنت راحية اغطى خرب وقوع الطيارة وس يادتك امغ عليىك وطبعا اان‬
‫اختضيت وجبتك هنا عشان نتفاجئ انك خمبيالنا مفاجأة هنا‬
‫نطقهتا وىه تضع يدها عىل بطهنا اببتسامة فعقدت روز حاجبهيا بتعجب قبل‬
‫ان تفهم الامر وجتهش ىف الباكء ! احتضنهتا رفيقهتا وحاولت هتدأهتا ولكن‬
‫روز قالت من بني شهقاهتا بتساؤل‬
‫‪ -‬الطيارة حد جنى مهنا وال لكهم‬
‫مل تس تطع تمكةل اللكمة واهجشت ىف الباكء مرة اخرى فربتت صديقهتا عىل‬
‫ظهرها وقالت‬
‫‪ -‬لالسف بيقولوا الطيار ابلطقم مفقودين ومعظم الراكب ماتوا‬
‫‪ -‬ال مس تحيل ‪ ..‬اان عايزة ظافر ابهلل عليمك‬
‫مسحت صديقهتا عىل رأسها وحاولت هتدئهتا وان زوهجا خبري ولكهنا مل تقتنع‬
‫فأخذت هاتفها وحاولت حمادثة شقيقهتا الكربى لعلها تقنعها بسالمة زوهجا ‪.‬‬
‫***‬
‫فتح رشيف دعوة حفل زفافهم لريى اخر التعديالت هبا حىت انتفض وقال‬
‫بغضب واستناكر‬
‫‪-‬شريين ! ليه هتتجوز صاحبهتا مثال !‬

‫‪595‬‬
‫عقدت رمي حاجبهيا بعدم فهم ونظرت هل ابس تفهام فاظهر ادلعوة وقال‬
‫بضيق‬
‫‪-‬حفل زفافها عىل البشمهندس شريين ! عىل اخر الزمن اتكتب شريين !‬
‫مل تس تطع كمت حضاكهتا وانفجرت حضاكهتا حىت دمعت عيناها وقالت بصعوبة‬
‫من بني حضاكهتا‬
‫‪-‬ما عادى اي حبيىب ىف رجاةل امسهم شريين ‪ ..‬امس مشرتك يعىن‬
‫غضب وقال وهو يزفر بضيق واحض‬
‫‪-‬اان زهقت من النحس ده !‬
‫ربتت عىل يده حبنو والتفتت لهاتفها وهو يدق ابمس " روز " و اجابت و‬
‫انتفضتت بذعر وىه تأخذ حقيبهتا هاتفة بقلق‬
‫‪-‬روز ىف املستشفى وبتعيط وصاحبهتا متعرفش مالها ‪ ..‬يال برسعة هللا‬
‫خيليك‬
‫دفع رشيف احلساب وحلق هبا وهو يغمغم قائال‬
‫‪-‬اجلوازة دى فهيا حاجة غلط وحد حنس اي اان اي ىه ! اان طالعىل ىف لك‬
‫مرة مصيبة شلك ! اي ترى املرة اجلاية هيحصل ايه يعطل ام اجلوازة دى ؟‬
‫وصال للمشفى ودلفت رمي وجدت روز تبىك بشدة فاحتضنهتا وقالت بلهفة‬
‫‪ -‬ماكل اي حبيبىت ؟‬

‫‪596‬‬
‫اهجشت روز ىف الباكء وبدأت ترجتف وقالت‬
‫‪ -‬اان الىل موته اي رمي ‪ ..‬اان الىل معلت فيه كدة ‪ ..‬وهللا ما اكن قصدى‬
‫اان مكنتش عايزاه يسافر لكن هو مصم يسافر‬
‫نظرت رمي لرشيف املصدوم اماهما اذلى نطق قائال بلهفة‬
‫‪ -‬ظافر حصهل حاجة اي روز ؟‬
‫قالت روز من بني شهقاهتا وانفاسها املتقطعة وقد اصبح وهجها شديد‬
‫الامحرار‬
‫‪ -‬طيارة الساعة ‪ ٨‬الىل اكن هو فهيا بيقولوا وقعت والطيار والطقم‬
‫مفقودين‬
‫شهقت رمي وىه تش تد عىل احتضاهنا وهوى رشيف جبسده عىل اقرب‬
‫مقعد حياول استيعاب ما قالته روز الباكية ‪ ،‬حول رشيف نظره بيهنام و بعدها‬
‫غادر الغرفة هبدوء ودفع احلساب للمشفى ليغادر هبام اىل مزنل وادلهام وبعدها‬
‫حدث اهل " ظافر " ليمت البحث ىف الامر والتأكد من حصته ‪.‬‬
‫***‬
‫اطمنئ امجليع لنوهما وجلس الش باب معا انظرين لبعضهم بصدمة ودموع‬
‫متحجرة قبل ان تنطق رمي بعقالنية‬
‫‪ -‬اي جامعة ما تقلقوش النه ابذن هللا خبري‬

‫‪597‬‬
‫انتبه امجليع لها فاردفت بثقة‬
‫‪ -‬ىه قالت ان طيارة الساعة ‪ ٨‬وقعت لكن ىه معرفتش الطيارة اكنت‬
‫متوهجة لفني ومش معقوةل يعىن ان طيارة ظافر الوحيدة الىل قامت‬
‫برحةل ىف الوقت ده‬
‫بدأ امجليع يومئ برأسه ابقتناع فأمكلت نورين وىه تربت عىل يد فريد‬
‫اببتسامة‬
‫‪ -‬و موابيهل مقفول النمك عارفني انه بيكون قافهل ىف الطيارة وما اعتقدش‬
‫انه لسه وصل النه متحرك من هنا الساعة ‪ ٨‬الصبح يعىن اقل تقدير‬
‫هيوصل الساعة ‪ ٨‬ابلليل والساعة لسه ‪ ٣٠:٧‬يعىن لك القلق ده عىل‬
‫الفاىض‬
‫رشد بالل وقال بقلق‬
‫‪ -‬بس ىه قالت انه مش انمي ومسافر ‪ ١٢‬ساعة ودى حاجة تقلق‬
‫قال عز ادلين حبزم وهو يرى استسالهمم‬
‫‪ -‬ما اكيد هو متعود عىل كدة ‪ ،‬نبدأ نقلق لو الساعة عدت ‪ ٨‬وهو‬
‫متصلش لكن غري كدة هو خبري ‪ ..‬يال عشان تتغدوا‬
‫اجته امجليع ملائدة الطعام واكنت اعيهنم تتابع عقارب الساعة الىت تسري ببطء‬
‫حىت اهنوا طعاهمم وجلسوا مرة اخرى ينتظرون اتصال هاتفى من ظافر حىت‬
‫جاوزت الساعة الثانية عرش ليال وهو مل هياتفهم ! وانضم الهيم عبد الكرمي‬

‫‪598‬‬
‫وزوجته الىت احتضنت روز حبنو ولكهنا شهقت بفزع فور سامعها اخلرب‬
‫وقالت‬
‫‪ -‬ال مش ممكن ‪ ..‬ابىن عايش وراجع ابذن هللا‬
‫بكت كرمية ودموعها تسقط عىل رأس روز الباكية ىف احضاهنا ونظر عز‬
‫ادلين لصديقه لهيدئ زوجته الىت من املفرتض اتت لهتدئ روز ولكهنا‬
‫شاركهتا ىف الباكء!‬
‫خرج عبد الكرمي وكرمية وتركوا روز مع وادلها اذلى احتضهنا قائال اببتسامة‬
‫وهو حياول الضحك‬
‫‪ -‬لك ده عشان " اجملنون " بتاعك ! اي بت ده زى القطط بس بع ارواح‬
‫!‬
‫مل تضحك روز وظلت تبىك مفسح عىل شعرها وقال بضحك‬
‫‪ -‬تالقيه اجتوز عليىك مضيفة من الىل معاه وراح يقىض شهر العسل‬
‫وقافل موابيهل هرابن منك‬
‫توقع عز ادلين ثورة وغرية ورصاخ حبقها ىف ملكيته وحدها ولكنه وجدها‬
‫تقول‬
‫‪ -‬ايرب يتجوز ‪ ١٠‬مش واحدة بس يرجعىل كويس وخبري اي اباب ‪،‬‬
‫امشعىن هو لك الىل بيحبوه وحيهبم ما بيلحقش يشوفهم ؟ ليه مش‬
‫مكتوبهل فرحة تمكل ىف ادلنيا دى ؟‬

‫‪599‬‬
‫‪ -‬اس تغفرى ربنا اي روز وقوىم صىل الن شلك اعصابك تعبانة ‪ ..‬يال اي‬
‫حبيبىت‬
‫هنضت روز ودلفت للمرحاض لتتوضأ وتصىل وتقرأ اايت من اذلكر احلكمي‬
‫وتدعو هللا ان يرده الهيا ساملا ‪.‬‬
‫***‬
‫تثائب " ظافر " بكسل وفتح عينيه ونظر للساعة وجدها قاربت عىل الرابعة‬
‫عرصا بتوقيت الوالايت املتحدة الامريكية ‪ ،‬تذكر انه مل حيادث روز عقب‬
‫وصوهل واهنا ابلتأكيد قلقة ‪ ،‬ارتدى مالبسه وخرج تناول طعامه و اشرتى لها‬
‫بعض الهدااي وحبث عن ماكن ليتحدث ىف الهاتف منه ‪.‬‬
‫وضع الهاتف عىل اذنه بتوتر حىت ااته صوت " رمي " فقال‬
‫‪ -‬ازيك اي رمي ؟ اان ظافر‬
‫تنفست رمي ابرتياح وتبسمت وقالت وىه تتجه لغرفة شقيقهتا لتوقظها‬
‫‪ -‬انت خبري اي ظافر ؟ اان هقوهما من النوم عشان تطمهنا‬
‫‪ -‬اان خبري وعارف ان الوقت عندمك زمانه الفجر ‪ ..‬ىه ابيتة عندمك حص ؟‬
‫‪ -‬ايوه ابيتة عندان ‪ ..‬ثواىن احصهيا‬
‫هزهتا رمي برفق وقالت اببتسامة‬
‫‪ -‬قوىم اي روز لكمى ظافر عايزك عىل الفون‬

‫‪600‬‬
‫انتفضت روز واخذت الهاتف وقالت بلهفة‬
‫‪ -‬ظافر انت كويس ؟‬
‫تعجب ظافر من سؤاهلم املتكرر وقال‬
‫‪ -‬اان خبري اي حبيبىت ‪ ..‬انىت اخبارك ايه ؟‬
‫اعتدلت روز وقالت حبدة ورصاخ‬
‫‪ -‬امسع اي ظافر ‪ ..‬انت الزم ترجع الهناردة والا وهللا ترصىف مش‬
‫هيعجبك‬
‫ابعد ظافر الهاتف عن اذنه بذعر وحاول فهمها وقال هبدوء‬
‫‪ -‬ىف ايه اي روز ما انىت عارفة ان الرحةل مدهتا ‪ ٣‬اايم ! وبعدين اان عارف‬
‫انك زعالنة عشان مطمنتكيش اول ما وصلت بس اان منت ولسه‬
‫صاىح حاال ولكمتك اطمنك‬
‫اضطربت انفاسها وبدأت تصيح بغضب غري منتهبة للوقت وقالت‬
‫‪ -‬انت تنام وال عىل ابكل الىل قلقانة عليك ىف مرص دى ! انت لو ما‬
‫نزلتش الهناردة اي ظافر يبقى تعترب لك الىل بينا منهتىى وتبعتىل ورقة‬
‫طالىق‬
‫‪ -‬ورقة طالقك ! ماكل اي بنىت انىت ىف وعيك وال مش مركزة عشان‬
‫قومتك من النوم‬

‫‪601‬‬
‫وقفت ىف منتصف جحرهتا وصاحت بغضب‬
‫‪ -‬اان مش جمنونة اي اكبنت ظافر ‪ ،‬وهللا لو ما جيت اعترب لك الىل بينا‬
‫منهتىى ولو مطلقتنيش هخلعك اي ظافر‬
‫غضب ظافر وقال‬
‫‪ -‬متحلفيش ابهلل عىل حاجة مش هتحصل عشان ال اان هطلق وال انىت‬
‫هتقدرى ختلعيىن‬
‫‪ -‬هخلعك اي ظافر وهتشوف‬
‫نطقهتا وىه تبىك بشدة ورمي حتاول هتدئهتا فزفر هو بضيق وقال‬
‫‪ -‬اديىن حد كبري الكمه اي روز عقبال ما تعقىل‬
‫اعطت رمي الهاتف و خرجت به وتركهتا تبىك وتطلب جميئه لتتأكد انه مازال‬
‫عىل قيد احلياة و ال يوجد خدعة ىف الامر !‬
‫قالت رمي ابعتذار وىه تغلق ابب الغرفة عىل روز‬
‫‪ -‬معلش اي ظافر بس ىه اعصاهبا تعبانة واكنت ىف املستشفى الصبح‬
‫وطالبة انك تيجى عشان تتاكد انك خبري‬
‫‪ -‬اان مش فامه حالهتا ! دى حىت ماكنتش عايزاىن اسافر اصال‬
‫تلفتت رمي حولها حبذر وقالت برجاء‬

‫‪602‬‬
‫‪ -‬حاول ترجع معلش الهنا رافضة الالك والرشب وكامن شاكة ان مش‬
‫انت الىل بتتلكم وممكن يكون حد مننا عامل كدة عشان نطمهنا عليك‬
‫رضب ظافر كفيه ببعضهام وقال بتعجب‬
‫‪ -‬كامن ! خالص اي رمي اقفىل واان هحاول اجحز عىل اول طيارة انزةل‬
‫مرص واىج بس صدقيىن هحاس هبا عىل لك حرف نطقته وعىل طلهبا‬
‫للطالق‬
‫حاولت رمي هتدئته وقالت هبدوء‬
‫‪ -‬ىه مش ىف وعهيا خصوصا اهنا مسعت ان طيارة الساعة ‪ ٨‬وقعت‬
‫فافتكرهتا طيارتك انت النك مكونتش انمي‬
‫فهم ظافر الامر فطمأن رمي و اغلق معها الهاتف وتوجه للمطار ليحاول اجياد‬
‫طريقة للعودة الهيا وطمأنهتا وتأديهبا !‬
‫***‬
‫ارشقت الشمس بأشعهتا اذلهبية وذهب فريد لعمهل اتراك زوجته وطفلته ىف‬
‫مزنل عز ادلين ‪ ،‬رشد ىف البداية ولكنه انتبه عىل صوت طرقات واوامر من‬
‫مديره املبارش للحضور اليه‪ ،‬وهناك نظر الهيم اللواء وقال حبزم‬
‫‪ -‬ىف مأمورية خطرية هتطلعوها دلوقىت حاال‬
‫تعجب فريد ونظر ال ارادى ىف الساعة وقال‬

‫‪603‬‬
‫‪ -‬بس الوقت بدرى اوى اي فندم !‬
‫حضك اللواء وحرك بعض القطع امامه وقال وهو يرشح لفريد وزمالئه‬
‫خطهتم‬
‫‪ -‬ىه دى اخلطة اهنم ينفذوا ىف وحض الهنار عشان حمدش يشك ىف‬
‫حاجة ‪ ،‬يال اي ابطال‬
‫بدأ اللواء يرشح هلم اخلطة وتعلاميته وامجليع يس متع برتكزي وبعدها ذهبوا‬
‫وتفرقوا لالس تعداد وحادث فريد زوجته وطلب مهنا ادلعاء هلم وطمأنته عىل‬
‫ظافر فور وصوهل ‪ ،‬وقف فريد يس تعد وارتدى ادلرع الواىق من الرصاص‬
‫حتت مقيصه ودلف امحد وقال وهو يتحسس ادلرع‬
‫‪ -‬لو بيتعبك بالش تلبسه ‪ ..‬اان مش عارف انت من امىت بتلبسه اساسا‬
‫زفر فريد ورشد قائال ابرصار‬
‫‪ -‬قبل جوازى من نورين مكنتش بلبسه وال اكنت حياىت لهيا ق مية عندى‬
‫اصال لكن بعد ما اجتوزان وجت كندة الوضع اختلف‬
‫نظر امحد هل بتعجب وامكل فريد قائال‬
‫‪ -‬قبل اجلواز كنت بطلع مأمورايت كتري من غري درع وكنت بترضب‬
‫ابلرصاص واان مش هاممىن ومش هتصدق لو قولتكل اىن اوقات كتري كنت‬
‫ب متىن اموت ىف مأمورية من دول عشان كنت عارف اىن فاىض وحر ولو‬
‫حصىل حاجة حمدش هزيعل عليا غري ماما وبالل وظافر وانت وشوية وكنتوا‬

‫‪604‬‬
‫هتنسوىن لكن ىه ولهفهتا عليا ملا اترضبت قصادها وعياطها ولكبش هتا ىف‬
‫حضىن حسسوىن اىن ليا ق مية عند حد ‪ ،‬بقيت البس ادلرع عشان ارجعلها‬
‫ىه وكندة الىل عايز اشوفها بتكرب قصاد عيىن ‪ ..‬كندة الىل ب متسك ىف‬
‫صوابعى لك يوم الصبح واان انزل وترفض تسيهبم حبس كهنا بتقوىل ارجعىل‬
‫اي اباب عشان اان حمتاجاك ‪ ..‬عرفت اان بلبس ادلرع ليه رمغ انه بيتعبىن ؟‬
‫عشان ىف انس الزم ارجعلهم عشان لكنا منعرفش نمكل من غري بعض اي‬
‫امحد‬
‫ربت امحد عىل كتفه وتركه يس تعد وذهب هو ملكتبه ليس تعد وبعدها انطلق‬
‫امجليع الداء هممهتم‬
‫***‬
‫مرت احداث اليوم بروتينية وقلق وامجليع ىف مزنل عز ادلين ينتظر وصول‬
‫ظافر او فريد حىت اصبحت اخلامسة جفرا وجدوا احدمه عىل الباب فتوقعت‬
‫رمي ان يكون ظافر ولكهنا وجدته فريد يدلف ويشري لها ابلصمت حىت ال‬
‫تستيقظ نورين وترى مالبسه وااثر الرصاص هبا اكلعادة وتوقع نفس رد فعل‬
‫نورين ولكن رمي كعادهتا تهبرمه بترصفاهتا ‪ ،‬اشارت ملالبسه املوجودة عىل‬
‫احدى الطاوالت واىل دورة املياه املوجودة ابالسفل ليذهب ويس تحم‬
‫ويبدل مالبسه قبل ان تراه زوجته وتغضب ‪ ،‬تبسم فريد وشكرها ودلف‬
‫للمرحاض وتركها ىه تنتظر ظافر اذلى اىت وقال من بني انفاسه املتقطعة‬
‫‪ -‬ىه فني اي رمي ؟‬

‫‪605‬‬
‫اجلس ته رمي واحرضت هل ماء وقالت‬
‫‪ -‬خد نفسك بس واهدى عشان تعرف تترصف‬
‫اومأ ظافر برأسه ورشب املاء وبعدها صعد الهيا وجدها انمئة وجسدها‬
‫يرجتف والربودة ترسى فيه ‪ ..‬جلس جبانهبا وتأمل مالحمها ووهجها الشاحب‬
‫تكل املرة ومرر اانمهل عىل وهجها وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬قوىم اي وردىت اان جيت اهو‬
‫فتحت روز عينهيا وجدته اماهما فاحتضنته بلهفة وبدأت تبىك وهو يربت‬
‫عىل ظهرها وقال مبرح‬
‫‪ -‬طلعىت بتحبيىن اي بت وبتخاىف عليا كدة ! ده الواحد الزم يقوكل طيارة‬
‫ظافر وقعت لك يوم عشان اشوف اللهفة واحلضن ده الىل ابخدمه‬
‫ابلعافية‬
‫رضبته عىل ظهره بقبضهتا وقالت من بني شهقاهتا‬
‫‪ -‬كنت مهوت واان حاسة انك روحت مىن واىن السبب ‪ ..‬ساعهتا قولت‬
‫ليه لك الىل هو بيحهبم ما بيلحقش يشوفهم وبيس بوه ‪ ..‬احنا‬
‫حمتاجينك اوى اي ظافر وحياتنا من غريك مش هتنفع وال فرحىت‬
‫اكنت هتمكل الا بوجودك‬
‫عقد ظافر حاجبيه بتعجب والحظ اس تخداهما لصيغة امجلع فقال بتساؤل‬

‫‪606‬‬
‫‪ -‬انتوا مني ؟ بتس تخدىم صيغة مجع ليه اي روز ؟‬
‫تبسمت روز واخذت يده وضعهتا عىل بطهنا وقالت‬
‫‪ -‬اان و " حورية " اي ظافر ‪ ..‬اان حامل اي حبيىب‬
‫ارتفع صوت هتليالته ورصخاته بل الادىه انه سقط عىل الارض واحدث‬
‫ارتطامه هبا صوات ! حاولت روز ان جتعهل يصمت بلك الطرق مذكرة اايه‬
‫بوجود وادلها وشقيقاهتا معهم ولكهنا مل تس تطع وهنا جعلته يصمت عنوة وملا‬
‫شعر بذكل اش تد عىل احتضاهنا واس تاكن يف احضاهنا هبدوء ‪.‬‬
‫ظال هكذا حىت فتحت رمي الباب هبلع وما ان رأهتام حىت وضعت وهجها بني‬
‫كفهيا وقالت ابحراج وىه تغلق الباب وتاكد تبىك من احراهجا‬
‫‪-‬اي هنار ابيض عىل الاحراج !‬
‫قالهتا واغلقت الباب فدفعته روز للخلف فارتد واكد يسقط ولكهنا اس ندته‬
‫وقالت خبجل‬
‫‪-‬عاجبك كدة ؟ اىه قفشتنا مع بعض‬
‫استنكر ظافر من اللكمة وقال‬
‫‪-‬خليىن ساكت عشان هقوكل لكمة متعجبكيش ‪ ،‬ايه قفشتنا دى‬
‫هو اان شاقطك من شارع جامعة ادلول ! اان جوزك اي روز وابو‬
‫حورية بنتك‬

‫‪607‬‬
‫حنته جانبا وقالت وىه تلحق شقيقهتا‬
‫‪-‬ايرب متكونش فهمت غلط ‪ ..‬دى البت اكن ه متوت من احراهجا‬
‫قهقه ظافر وخرجت روز تلحق برمي الىت جلست ابالسفل ووهجها امحر من‬
‫شدة جخلها ‪ ..‬رأهتا روز هكذا جفلست جبانهبا وقبل ان تنطق وجدت رمي‬
‫تقول وىه تاكد تبىك‬
‫‪ -‬وهللا اسفة اىن دخلت من غري استئذان بس اان مسعت صوت ظافر‬
‫كنه مفزوع وهبد جامد عىل الارض اختضيت افتكرت حصكل حاجة ‪..‬‬
‫وهللا ما كنت اعرف‬
‫قالهتا واهجشت ىف الباكء فاحتضنهتا شقيقهتا وقالت وىه تربت عىل ظهرها‬
‫‪ -‬وال هيمك اي حبيبىت ‪ ..‬هو اصهل اجتنن اول ما عرف اىن حامل‬
‫ومبقاش عارف يس يطر عىل نفسه‬
‫وجفأة تكرر رد فعل زوهجا مرة اخرى ولكن من شقيقهتا مما ادى لفزع امجليع‬
‫تكل املرة وهبط وادلها و زوهجا و ابىق شقيقاهتا ‪ ..‬حاولت اساكهتا وقالت‬
‫وىه تزفر بضيق‬
‫‪-‬اسكىت اي رمي فضحتيىن ‪ ..‬طب ظافر وعرفت اسكته ازاى؟‬
‫انىت ايه اولع فيىك تسكىت!‬
‫وقف وادلها اماهمم بفزع ونظر لظافر العائد وقال‬

‫‪608‬‬
‫‪ -‬ايه الىل حصل ؟ انت جيت امىت اي ظافر ؟‬
‫حضك ظافر و وقف جبانب روز وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬بقاىل شوية اي انلك‬
‫نظرت ساىل لشقيقهتا وقالت بتعجب‬
‫‪ -‬ايه صوت الرصخي والهبد الىل حصل من شوية ده ؟‬
‫وضعت روز وهجها بني كفهيا خبجل واشارت لرمي وظافر قائةل‬
‫‪ -‬رد فعل اجملانني دول‬
‫‪ -‬عىل ايه ابلظبط اي روز ؟‬
‫نطقهتا مريا وىه تقاوم أمل تشعر به وحتاول اخفاؤه فقال ظافر اببتسامة‬
‫‪ -‬عىل خرب محلها ‪ ..‬واخريا حورية هترشفنا ابذن هللا‬
‫هلل امجليع بفرح واحتضن الش باب ظافر بفرحة وكذكل فعل الفتيات مع‬
‫زوجته قبل ان تدوى رصخة من مريا وينظر امجليع لها بفزع و هيتف بالل‬
‫وقد فهم الامر‬
‫‪ -‬هو ده الىل اكن انقصىن اهنم يبقوا والد ‪ ٧‬كامن ! يال اي بنىت عىل‬
‫املستشفى‬
‫***‬

‫‪609‬‬
‫وقف امجليع ابملشفى ينتظر خروج مريا وطفلهيا وبالل يقف بقلق ويس بح‬
‫عىل اصابعه لعهل هيدأ فالحظ سلمي توتره واقرتب منه وربت عىل كتفه قائال‬
‫‪ -‬مدخلتش معاها ليه طيب ؟ ما انت دكتور و هتبقى متطمن اكرت‬
‫نظر بالل للغرفة وقال بتوتر‬
‫‪ -‬ملا بيكون حد خيصىن بفضل اىن ابقى بعيد وادلليل ان ىف والدة نورين‬
‫اان سبهتا لزميلىت الىل اان سايبلها مريا دلوقىت كامن‬
‫اومأ سلمي برأسه والتف الش باب حوهل وقال رشيف حماوال الضحك‬
‫‪ -‬اان حبمد ربنا ان الواد ظافر رجع ابلسالمة والا الفرح اكن هيتأجل حلد‬
‫ما يمت س نة واان كنت هزعل اوى‬
‫قهقه الش باب مما ااثر تعجب الاابء والفتيات وقال ظافر من بني حضاكته‬
‫‪ -‬اصيل اي رشيف ‪ ..‬يعىن كنت هزتعل عىل فرحك الىل اتأجل ومش‬
‫هزتعل عىل صاحبك الىل مات !‬
‫دمعت عينا فريد من كرثة الضحك وقال وهو يشري لسلمي‬
‫‪ -‬اان عرفت الواد ده طالع فاسد ليه ‪ ..‬اصهل تربيتنا احنا‬
‫انغجرت الضحاكت من امجليع حىت وجدوا بالل ي متدد ارضا فلحقه سلمي‬
‫وقال من بني حضاكته‬

‫‪610‬‬
‫‪ -‬قوم اي اخواي من اولها هتنام عىل الارض اومال بعد ما يكربوا هيعملوا‬
‫فيك ايه !‬
‫شاركهم الضحاكت تكل املرة الفتيات حىت مسعوا صوت ابناء بالل فهنض‬
‫مرسعا وتوجه للغرفة ورأى طفليه جبانب وادلهتم حفمل لك طفل مهنام عىل‬
‫ذراع وقبلهام وخرج اببتسامة للجميع وخلفه مريا تنقل لغرفة عادية وتبعها‬
‫امجليع وجلس بالل جبوارها واعطاها الفتاة قائال بضحكة‬
‫‪ -‬مسى وخدى " ايالف " وس يبيىل اان " أنس "‬
‫تبسمت مريا وقبلت ابنهتا وقالت‬
‫‪ -‬اساىم حلوة اوى اي بالل‬
‫‪ -‬اى خدمة عشان تعرىف اىن طيب اي مريا ومستنتش حلد ما تشوىف‬
‫شهادة امليالد‬
‫قالها وهو يأخذ " ايالف " وقبلها ومن مث اعطاها لعز ادلين وعبد الكرمي‬
‫ووضع " أنس "بني احضاهنا وقال مبزاح‬
‫‪ -‬عارفة لو مطلعش االتنني عيوهنم رمادى اان نفسيىت هتتعب‬
‫حضك امجليع وفتحت " ايالف " عينهيا فقالت ساىل مبرح‬
‫‪ -‬ادى " ايالف " طمنتك ان عيوهنا لونمك انت ومامهتا ابىق الاس تاذ "‬
‫أنس"‬

‫‪611‬‬
‫داعب بالل يد ابنه وقال اببتسامة وهو يرى لون عينيه الرمادى مثل وادليه‬
‫وشقيقته‬
‫‪ -‬ايوه كدة حص ‪ ..‬لكنا لون واحد‬
‫اعطومه الفتاة واحتضهنم بالل وطلب مهنم اخذ صورة هلم معا لتوثيق تكل‬
‫اللحظة ‪.‬‬
‫***‬
‫بعد مرور عدة اشهر‬
‫***‬
‫زفر رشيف بضيق وهو يلقى بعض الاوراق امامه بعصبية وتعجبت رمي‬
‫وقالت بتساؤل‬
‫‪ -‬متعصب ليه اي رشيف ؟‬
‫جلس رشيف عىل املقعد بعنف وقال‬
‫‪ -‬التصاممي بعد ما خلصهتا وبعهتا للرشكة ىف روس يا و اخدت املوافقة ردوا‬
‫الهناردة وقالوا اهنا فهيا اخطاء عند التنفيذ وحمتاجني املهندس الىل‬
‫مصمها‬
‫زفرت رمي بضيق وقالت‬

‫‪612‬‬
‫‪ -‬بس كدة الغلط مش مننا ‪ ..‬الغلط من املهندس املدىن الىل نفذ‬
‫التصاممي‬
‫‪ -‬قوىل انىت بقى ! مصممني اىن لو مسافرتش ىف خالل يومني هيلغوا‬
‫التعاقد وطبعا احنا منقدرش جنازف ابلصفقة دى ابذلات‬
‫‪ -‬خالص سافر اي رشيف‬
‫نظر رشيف لها بتعجب وقال ببداايت عصبية‬
‫‪ -‬والفرح الىل ابقيهل اقل من اس بوعني هنعمل فيه ايه اي رمي ؟‬
‫حاولت رمي الضحك وقالت مبزاح‬
‫‪ -‬شلكك هتتجوز عليا البت الىل امسها " شريين " الىل اكن امسها ىف‬
‫دعوة الفرح‬
‫حضك رشيف وقال من بني حضاكته‬
‫‪ -‬مش ملا اجتوزك انىت الاول ابقى افكر اجتوز عليىك !‬
‫مسحت رمي دموعها من كرثة الضحك وقالت‬
‫‪ -‬اومال مني شريين الىل اكنت ىف ادلعوة دى‬
‫جنحت رمي ىف اخراجه من غضبه واس متر حضكه وقال‬

‫‪613‬‬
‫‪ -‬اان اتفاجأت ملا لقيت امس شريين بدل امس العروسة الىن كنت فاكر اهنم‬
‫كتبوا شريين بدل رشيف متوقعتش ان امسى اان حص وامسك انىت الىل‬
‫اتكتب غلط‬
‫ربتت رمي عىل يده وقالت غامزة‬
‫‪ -‬يال اجحز تذكرة السفر اي بشمهندس واان همكل جتهزيات الفرح‬
‫ومتنساش جتيبىل هدية وانت راجع‬
‫حضك رشيف و جحز ماكن هل عىل طائرة ابلهاتف والتفت لها وجدها متسك‬
‫رأسها بأمل فقال بقلق‬
‫‪ -‬ماكل اي حبيبىت ؟ شلكك مش عاجبىن بقاكل فرتة عندك صداع‬
‫ووزنك بدأ يقل وبتدوىخ كتري ومش مركزة‬
‫جلست رمي وقالت بتعب‬
‫‪ -‬مش عارفة فيا ايه بس اان بقاىل فرتة كدة وحبس بوجع ىف جنىب ‪،‬‬
‫اعتقد ارهاق خصوصا مع الاحداث الىل فاتت ووالدة ساىل كامن‬
‫الىل سلمي جننا فهيا‬
‫‪ -‬الزم تكشفى عشان نطمن‬
‫‪ -‬ان شاء هللا اي حبيىب ‪ ..‬ما تقلقش انت بس‬
‫قالهتا اببتسامة وىه تربت عىل يده وهو حيتضهنا بقلق ‪.‬‬

‫‪614‬‬
‫***‬
‫اكن سلمي يرتمج بعد الاوراق اخلاصة بعمهل حىت ارتفع صوت طفلته حديثة‬
‫الوالدة جبانبه ‪..‬التفت لها ومحلها حماوال هتدئهتا ولكهنا اس مترت ىف الباكء‬
‫فنادى ساىل الىت اتت مرسعة من املطبخ ومالبسها غري مرتبة وتربط رأسها‬
‫بطريقة مضحكة وقالت بعصبية‬
‫‪ -‬ايه اي سلمي مش عارف تسكت "سليا " اومال اب ازاى اان عايزة افهم‬
‫؟!‬
‫اعطاها سلمي الطفةل ونظر لشلكها ابمشزئاز وقال‬
‫‪ -‬ما كفاية عليا ام جابر الىل عايش معاها هبدومك دى وشعرك الىل لو‬
‫مش منكوش يبقىى ربطاه كدة زى اخلدامة وعىل طول ىف املطبخ‬
‫وانىت اساسا فاشةل مبتعرفيش تطبخى !‬
‫محلت ساىل طفلهتا ووقفت امام املرأة تطالع مظهرها بذهول وقالت‬
‫‪ -‬اان ام جابر اي سلمي !‬
‫حضك سلمي واقرتب مهنا وبدأ يداعب اانمل طفلته وقال هبمس وهو‬
‫خيتطف قبةل مهنا‬
‫‪ -‬لالسف اي ساىل انك لو جابر نفسه اان هفضل احبك بلك اشاككل‬
‫النك قدرى الىل مفيش منه مفر ‪ ..‬يال حاوىل تن ميى سليا وخدى‬
‫شاور والبىس خنرج‬

‫‪615‬‬
‫احتضنته ساىل وقالت بتساؤل‬
‫‪ -‬وهنسيب سليا فني ؟‬
‫‪ -‬عند ماما ونرجع انخدها بعد ما خنلص سهرتنا ‪ ..‬يال اهجزوا انتوا عقبال‬
‫ما اخلص الاوراق دى‬
‫‪ -‬حببك اي سلمي‬
‫قالهتا وىه تطبع قبةل عىل وجنته وتبتسم ىه وطفلهتا وتبعها بنظره ومتمت قائال‬
‫‪ -‬واان مبوت فيمك اي اغىل ما ىف معرى‬
‫***‬
‫سافر رشيف المتام الصفقة و مرت الاايم روتينة ولكن ذكل اليوم اكن‬
‫خمتلف لكيا وابلتحديد عىل عز ادلين اذلى وقف كعادته ينتظر رمي لذلهاب‬
‫للرشكة معه ولكهنا تأخرت ىف الزنول فصعد لغرفهتا وجدها فاقدة للوعى بال‬
‫حراك ! انداها بلهفة ومل جتيب حفملها وذهب للمشفى وخرج الطبيب بعد‬
‫فرتة قائال ‪:‬‬
‫‪ -‬لالسف فشل لكوى !‬
‫حدق به عز ادلين بصدمة حياول استيعاب ما قاهل ولكن الطبيب اردف‬
‫قائال‬

‫‪616‬‬
‫‪ -‬ىه شلكها اكنت بتش تىك منه بقالها فرتة لكن اكنت هممةل ىف نفسها‬
‫ومنتهبتش لالعراض ‪ ،‬ىه هتدخل دلوقىت العناية املركزة حلد ما‬
‫نشوف هتعمل غس يل لكوى وال ىف متربع لهيا بلكيته الن احلاةل‬
‫متأخرة جدا ‪ ..‬بعد اذنك اي فندم‬
‫غادر الطبيب وترك عز ادلين ىف ماكنه ينظر ملاكن رمي ويفكر ىف القرار‬
‫وامسك هاتفه وقد عزم عىل الامر ‪.‬‬
‫***‬
‫مسع " ظافر "صوت اصطدام احدمه بس يارته فهرول مرسعا لريى من فعل‬
‫ذكل واكد يرصخ ابلفاعل ولكن انقلبت رصخاته لضحاكت متتالية وهو ينظر‬
‫لوجه " روز "وصدمهتا وىه تنظر لس يارهتا وقال‬
‫‪-‬طلعىت انىت ! مربوك عليا تصليح العربيتني اي وردىت‬
‫حضكت بشدة ونظرت للماكن حولها وقالت‬
‫‪-‬نفس املاكن اي ابو حورية ‪ ..‬اول لقاء بيتكرر اتىن وانت برضه الىل هتصلح‬
‫العربيتني‬
‫‪-‬بس مش نفس التعامل وال نفس املشاعر اي ام حورية‬
‫قالها وهو يضع يده عىل بطهنا املتكور ىف شهرها الاخري فضحكت ىه‬
‫وقالت بتساؤل‬

‫‪617‬‬
‫‪-‬شلكك كنت جاى ليا ‪ ..‬ىف ايه اي حبيىب ؟‬
‫هتمك وجه ظافر وقال بتوتر‬
‫‪-‬هرنوح املستشفى نطمن عىل حورية اي وردىت‬
‫نظرت روز هل بشك وقالت‬
‫‪-‬اوال ميعاد املتابعة مش الهناردة ‪ ،‬اثنيا احنا برنوح لبالل العيادة ومعران ما‬
‫روحنا املستشفى ‪ ..‬ىف ايه اي ظافر ؟‬
‫مصت ظافر ومل جييب علهيا فقالت بقلق‬
‫‪-‬حد حصهل حاجة ؟ اباب واخواىت خبري ؟ مني الىل تعبان اي ظافر ؟‬
‫‪-‬رمي‬
‫نطقها ظافر وهو يفتح لها ابب س يارته فشهقت ىه وبدأت تبىك وقالت‬
‫‪-‬مالها اي ظافر طمىن ابهلل عليك‬
‫ادار ظافر حمرك س يارته وقال حماوال هتدئهتا‬
‫‪-‬ىه خبري اي حبيبىت متقلقيش ‪ ..‬شوية تعب بس يطة بس انىت عارفة انلك‬
‫عز بيخاف عليمك اوى‬
‫‪-‬اكيد ؟‬
‫‪-‬ايوه اي حبيبىت هكذب عليىك ليه يعىن ؟‬

‫‪618‬‬
‫قالها وهو يربت عىل يدها ويش يح بوهجه عهنا حىت ال تكشف كذبه من‬
‫نظراته الىت حتفظها عن ظهر قلب‪.‬‬
‫***‬
‫رصخ " بالل " وهو حيمل طفليه وقال بغضب‬
‫‪ -‬يال اي مريا اتأخران كدة‬
‫خرجت مريا ومحلت ايالف و نظرت اليه قائةل‬
‫‪ -‬احنا راحيني فني اي بالل ؟‬
‫مصت بالل و هو حيمل انس بتوتر فقالت مريا بقلق‬
‫‪ -‬حصل ايه اي بالل وخمبيه عىن ؟‬
‫‪ -‬مفيش حاجة ‪ ..‬يال اتفضىل خدى الوالد وانزىل العربية عقبال ما اقفل‬
‫الشقة واىج‬
‫قالها وهو يعطهيا انس وهبطتت ىه ابلطفلني و اس تقلت الس يارة جبانبه‬
‫وتوهجا للمشفى بال جدال ‪.‬‬
‫***‬
‫ىف املشفى وصل امجليع وعلموا مبرض " رمي " و جلست ساىل هتدهد طفلهتا‬
‫بعصبية حىت رصخت هبا قائةل‬

‫‪619‬‬
‫‪ -‬خالص اي سليا اسكىت !‬
‫نظر امجليع الهيا مع ازدايد باكء الطفةل و اقرتب سلمي ومحل ابنته وربت عىل‬
‫ظهرها هبدوء حىت انمت عىل كتفه وجلست روز جبانهبا ولكن ساىل‬
‫احتضنهتا واهجشت ىف الباكء وقالت‬
‫‪ -‬اان عايزاها تطلع خبري اي روز ‪ ،‬دى اىم مش اخىت الكبرية ‪ ..‬اان‬
‫مشوفتش ماما اوى لكن عشت مع رمي ومتخيلش يوم تبقى حياىت‬
‫من غريها‬
‫بكت روز ايضا وىه حتتضن ساىل فاقرتب مهنم ازواهجم و قال فريد‬
‫‪ -‬انلك هو مش ممكن حرضتك ختلهيم يعملولها غس يل وهيكون احسن‬
‫نظر عز ادلين البنته من خلف الزجاج اذلى يفصهل عهنا وقال‬
‫‪ -‬الغس يل اللكوى بيأدى المراض اتنية نتيجة تلوث ادلم واحياان بيجيب‬
‫فريوس ىف الكبد وتليف للكبد كامن ‪ ..‬مش عشان اصلح لكيهتا ابوظ‬
‫جسمها لكه‬
‫كست اخليبة وجوههم مجيعا و لكن نورين وقفت ترصخ ابمجليع وىه ترى‬
‫شقيقهتا هكذا وقالت‬
‫‪ -‬احنا هنفضل سايبيهنا كدة ب متوت ! ما نترصف اي جامعة‬
‫توهجت لعز ادلين وقالت‬

‫‪620‬‬
‫‪ -‬اباب اان خالص لقهتا ‪ ..‬نشرتيلها لكية من اى واحد غلبان‬
‫حدق هبا امجليع بصدمة وغضب وادلها وتوجه الهيا بغضبه مما جعل فريد‬
‫يقف حائال بيهنم يس تقبل ثورته ورصخ هبا قائال‬
‫‪ -‬نشرتيلها لكية اي دكتورة ! هو ده ال ميني والقسم الىل اقسمتهيم ىف اللكية‬
‫انك تشرتى حياة اختك مبوت واحد برئ ؟‬
‫اكد يرضهبا ولكن فريد حامها وامكل عز ادلين لبناته قائال‬
‫‪ -‬لكنا هنعمل التحاليل وحد مننا احنا امخلسة هيتربعلها وان شاء هللا‬
‫هيكون اان ‪ ..‬املوضوع منهتىى ‪ ..‬خد مراتك من وىش اي فريد لو‬
‫مسحت‬
‫اومأ فريد برأسه واخذ نورين وجلس معها عىل الكورنيش وقال هبدوء وهو‬
‫يعطهيا منديال ورقيا متسح دموعها‬
‫‪ -‬انىت غلطىت اي نورين‬
‫نظرت نورين اليه وقالت بباكء‬
‫‪ -‬مش عايزة اقف عاجزة اتىن ‪ ،‬دى لو راحت مننا هنتكرس لكنا صدقىن‬
‫اهجشت ىف الباكء فاحتضهنا فريد وربت عىل ظهرها وقال‬

‫‪621‬‬
‫‪ -‬حبيبة قلىب ىه هتقوم ابلسالمة ولك حاجة هتكون كويسة وابذن هللا‬
‫هتطلع فصيلهتا مطابقة حلد مننا واوعى تفكرى ىف حاكية اننا نشرتيلها‬
‫حاجة الن دى جرمية بيعاقب علهيا القانون‬
‫مسح دموعها وقال اببتسامة‬
‫‪ -‬اوعى تعيطى وال تش يىل مه حاجة طول ما اان عايش ىف ادلنيا اي نور‬
‫العني‬
‫اش تدت نورين عىل احتضانه تس متد منه الاطمئنان والامان واشار هو لبائع‬
‫غزل بنات وابتاع منه واحدة لها فأخذهتا بطفوةل والكت مهنا وىه تسري‬
‫متأبطة ذراعه فقال فريد بنفسه‬
‫‪ -‬س بحان هللا عىل البنات دول ‪ ،‬من شوية اكنت بتعيط ودلوقىت‬
‫حضكهتا مش مفارقة وشها ! ربنا يعافيىك اي رمي ‪.‬‬
‫***‬
‫"اي الىل بتسأل عن احلياة‬
‫خدها كدة زى ما ىه‬
‫فهيا ابتسامة وفهيا اه‬
‫فهيا قس ية وحنية "‬

‫‪622‬‬
‫مسحت مريا دموعها وىه تشعر بتكل النغامت تنبعث من رأسها متذكرة لك‬
‫موقف مجعهن برمي الىت اماهمم الان بال حول وال قوة ‪ ،‬تتذكر حالهن منذ‬
‫ثالث س نوات وقبل ظهور الش باب ىف حياهتن ورقصات ساىل عىل نغامت‬
‫تكل الاغنية ‪ ،‬اقرتب بالل مهنا فشعرت به وقالت بصوت مبحوح من‬
‫الباكء‬
‫‪ -‬هتقوم مهنا حص ؟ اان واثقة ىف ربنا اي بالل‬
‫اومأ بالل برأسه وقال حبمكة الطبيب‬
‫‪ -‬املوضوع بس يط عىل فكرة بس احنا عيبنا اننا بنسيب نفس نا لالخر‬
‫حلد املوضوع ما يكرب وايخد وقت اطول ىف العالج لكن احلل سهل‬
‫جدا اي مريا‬
‫نظرت مريا لشقيقهتا حبزن وحضكت ابنكسار وقالت‬
‫‪ -‬املفروض اكنت تبقى بتقيس فس تان فرهحا اي بالل ‪ ،‬اكنت تبقى بتجهز‬
‫هدوهما الىل هرتوح بيهتا ‪ ..‬اكنت هتعيش سعادهتا الىل اتأخرت‬
‫س نتني عشان خاطران‬
‫ادارها بالل اذلى تنبه للتو اهنم مل خيربوا " رشيف " وقال اببتسامة‬
‫مصطنعة‬
‫‪ -‬هتقوم ابلسالمة و فرهحا هيكون ىف ميعاده اي مريا صدقيىن‬
‫احتضنته مريا وىه تدعو هللا ان ينجى شقيقهتا ومير الامر عىل خري ‪.‬‬

‫‪623‬‬
‫***‬
‫انتبه " ظافر " عىل صوت هاتفه واجاب االتصال وهتلل وهجه و حسب روز‬
‫واس تأذن من امجليع فقالت روز وىه متسك ببطهنا‬
‫‪ -‬ابلراحة اي ظافر ىف ايه ؟ !‬
‫وقف ظافر ونظر لها بقلق وقال‬
‫‪ -‬انىت كويسة اي حبيبىت ؟‬
‫اومأت روز برأسها وسألته عن الامر ولكنه مل جييب واس تقل س يارته‬
‫ووصال ملزنهلام فقالت روز بتعجب‬
‫‪ -‬احنا جينا البيت ليه اي ظافر ؟‬
‫جذهبا ظافر من يدها وقال وهو يطلب املصعد‬
‫‪ -‬هتفهمى ملا نطلع‬
‫صعدت روز معه وتوهجت حنو شقهتا ولكنه جذهبا للشقة املقابةل و فتحها‬
‫قائال‬
‫‪ -‬ايه رأيك اي روز ؟‬
‫عقدت روز حاجبهيا ابس تفهام فاعطاها ظافر بعد الاوراق لتقرأها وقال‬
‫حديث للنىب صىل هللا عليه وسمل‬

‫‪624‬‬
‫‪ -‬داووا مرضامك ابلصدقة‬
‫نظرت روز هل ودمعت عيناها وقالت بعدم تصديق‬
‫‪ -‬اشرتيت الشقة دى لزين وكتبهتا ابمسه كامن !‬
‫تبسم ظافر واعطاها ورقة اخرى وقال‬
‫‪ -‬وكامن جبتهل حقه من اهل وادله وحطهتم ىف وديعة ىف البنك بأمسه‬
‫يقدر يفكها ملا يمت سن الرشد وهتكفل مبصاربفه لكها وعيش ته هتا من‬
‫اول ما خيرج من ادلار‬
‫‪ -‬والشقة اشرتهتا من مرياثه ؟‬
‫نفى ظافر وقال برشح‬
‫‪ -‬ىه دى الصدقة اي روز ‪ ..‬الشقة من ماىل اان اخلاص بنية شفاء رمي‬
‫ابلصدقة زى ما الرسول صىل هللا عليه وسمل قال " داووا مرضامك‬
‫ابلصدقة " ‪ ،‬والصدقة للقريب اوىل من اى حد اتىن‬
‫احتضنته روز واهجشت ىف الباكء وقالت من بني شهقاهتا‬
‫‪ -‬حببك اوى اي ظافر ‪ ..‬ربنا خيليك ليا ‪.‬‬
‫***‬
‫اس متر التوتر والوضع هكذا و " رشيف " ال يعمل بوضع زوجته حىت عاد من‬
‫السفر و مل جتب رمي عىل اتصاالته فهاتف فريد وسأهل عن ماكهنم خاصة ان‬

‫‪625‬‬
‫ال احد جييبه فقال هل فريد ان رمي مريضة ابملشفىى ومل خيربه عن ماهية‬
‫مرضها واعطاه عنوان املشفى وبعد حواىل ساعة وصل الهيم وهو يلهث‬
‫بشدة وانفاسه متقطعة وقال‬
‫‪ -‬ىه فني ؟‬
‫اشار سلمي اىل الغرفة الىت ترقد فهيا رمي واخربه عن مرضها فوقف ينظر هلم‬
‫بعدم تصديق وخيتلس النظرات اىل رمي وطلب رؤيهتا ‪.‬‬
‫***‬
‫"ادلنيا ريشة ىف هوا طايرة بغري جناحني‬
‫احنا الهناردة سوا وبكرة هنكون فني‬
‫ىف ادلنيا ‪ ..‬ىف ادلنيا "‬
‫دلف " رشيف " رأها انمئة ىف الفراش اكملالك ‪ ،‬مالكه تصارع املوت لتظفر‬
‫حبياهتا ! اقرتب مهنا وجىث عىل ركبتيه وامسك بيدها وقال بصوت ابك‬
‫‪ -‬هو ده االتفاق اي صاحبة الصون والعفاف ؟ يعىن بدل ما حنرض لفرحنا‬
‫ارجع الاقيىك هنا ؟ قوىم اي رميو بالش دلع انىت عارفة غالوتك‬
‫عندى مش حمتاجة ختتربهيا‬
‫شعرت " رمي " به وفتحت عينهيا وقالت اببتسامة شاحبة وىه تنظر اليه‬

‫‪626‬‬
‫‪ -‬حضكت عليك زى لك مرة ‪ ،‬معلش املرة دى النحس جه من ماكن‬
‫مش متوقع‬
‫قبل يدها ونظر الهيا حبنان وقال اببتسامة جياهد ىف رمسها‬
‫‪ -‬هتخرىج من هنا خبري اي رمي وهنتجوز ‪ ..‬صدقيىن‬
‫‪ -‬مصدقاك اي حبيىب‬
‫نطقهتا رمي وامغضت عينهيا مرة اخرى بوهن وخرج هو يقف مع امجليع‬
‫ينتظرون نتيجة الفحوصات واكنت الصدمة ‪ ،‬ال يوجد فصيةل مطابقة لها عدا‬
‫"روز ! " اعرتض عز ادلين عىل الامر فهو غري مس تعد للتضحية برمي و‬
‫روز وطفلهتا !‬
‫***‬
‫يقال ان ادلعاء يدفع البالء ‪ ..‬واكنت الالس نة ال تكف عن ادلعاء لرمي‬
‫م متنيني معجزة من هللا عز وجل ‪.‬‬
‫واليوم طلب الطبيب املس ئول عن عالج رمي وادلها وزوهجا وبالل‬
‫وجلسوا معه وقال اببتسامة بشوشة‬
‫‪ -‬العملية ابذن هللا هتتعمل بكرة ‪ ..‬احنا لقينا متربع فصيلته مطابقة لرمي‬
‫دمعت عينا عز ادلين ورشيف وجسدا شكرا هلل تعاىل وبعدها جلس عز‬
‫ادلين وقال‬

‫‪627‬‬
‫‪ -‬مني املتربع اي دكتور ؟‬
‫نظر الطبيب لبالل اذلى اندفع قائال بتوضيح‬
‫‪ -‬ده اكن مريض اي انلك وىص انه بعد وفاته يتربعوا بأعضائه وحلسن‬
‫احلظ انه طلع نفس فصيةل رمي‬
‫‪ -‬طيب نقابل اههل نعزهيم ونشكرمه‬
‫‪ -‬ونضيع علهيم الثواب اي انلك ! امحلد هلل اننا لقينا الفصيةل‬
‫نطقها رشيف وهو ينظر اليه بأمل وينظر لبالل والطبيب بنظرة ذات مغزى‬
‫!واطمأن قلب امجليع لقرب انهتاء الازمة وجناة رمي‪.‬‬
‫***‬
‫ارشقت الشمس ابشعهتا اذلهبية معلنة قدوم يوم جديد ملئ ابالمل ‪،‬‬
‫جتهزت رمي للعملية وطلبت ان ترى رشيف قبل دخولها غرفة العمليات وبدأ‬
‫امجليع هماتفته ولكنه مل جيب عىل اتصاالهتم ! رفضت رمي ادلخول دون رؤيته‬
‫ولكن بالل ارص عىل دخولها وبعد مدة وجد امجليع الرسير املتنقل حيمل‬
‫خشص ! تعجبوا خاصة اهنم يعلمون انه ال يوجد متربع ولكهنم تفاجأوا برؤية‬
‫رشيف !‬
‫رصخت وادلته ال ارادى وفزع سلمي ولكنه طمأهنم وقبل يد وادلته وطلب‬
‫من امجليع ادلعاء هلام وقراءة القرأن الكرمي وابتسم هلم ودلف لغرفة العمليات‬
‫ورأته رمي وبكت قائةل بعدم تصديق‬

‫‪628‬‬
‫‪ -‬اوعى تقوىل انك هتعمل كدة ‪ ،‬انت هتتربعىل اي رشيف ؟‬
‫اومأ رشيف برأسه اببتسامة فبكت رمي وقالت‬
‫‪ -‬خطر اي حبيىب عليك‬
‫نظر الهيا اببتسامة حانية وربت عىل يدها وقال‬
‫‪ -‬حىت لو خطر مش همم ‪ ..‬امه حاجة انك تكوىن خبري وتطلعى لوادلك‬
‫واخواتك‬
‫‪ -‬ليه اي رشيف تضحى بنفسك كدة ؟‬
‫قبل يدها و نظر الهيا حبنان وهو يقاوم دموعه بصعوبة قائال‬
‫‪ -‬قولتكل قبل كدة ‪ ..‬اان حياىت بدأت بيىك ومينفعش ان جناتك تبقى‬
‫معااي و اتأخر عليىك ولو مكتوبىل اموت يبقى معاىك واخر حاجة‬
‫شايفها ىه عيونك‬
‫اخذت نفسا معيقا وابتسمت بوهن وقالت بأمل‬
‫‪ -‬هنخرج من هنا ابذن هللا وهنتجوز اي رشيف‬
‫امسك بيدها وقبلها وسقطت دمعة من عيناه عىل يدها وقال‬
‫‪ -‬الىل عايزه ربنا هيكون اي صاحبة الصون والعفاف‬
‫‪ -‬ييقى هنعيش مع بعض العمر لكه ان شاء هللا‬

‫‪629‬‬
‫قالهتا وامسكت بيده بشدة و امغضا اعيهنم و نطقا معا الشهادتني ودمعت‬
‫عينا بالل و صديقه واشار لطبيب التخدير ببداية معهل وبدأت العملية ‪.‬‬
‫***‬
‫وقف امجليع ابخلارج يدعون هلم ولك مهنم يتذكر مجل بعيهنا و ذكرايت ال‬
‫تنىس‬
‫"انىت الس ند ومينفعش الس ند يتكرس ‪ ..‬لو انىت اتكرسىت لكنا هنتكرس‬
‫وراىك ‪ ..‬انىت الام والاخت والس ند ومينفعش انىت تضعفى اي رمي "‬
‫"انىت جوهرة اي رمي وهو الواحد ملا بيبقى عنده جوهرة بيحطها عىل‬
‫الرصيف وال بيحافظ علهيا ؟ "‬
‫"ال وجود ذلكل عىل ارض الواقع اي فتاة "‬
‫"لو مكنتيش اكرب مىن اان كنت خطفتك وش من انلك عز "‬
‫"والىل حمظوظ اكرت بقى الىل هياخد رمي ‪ ..‬هياخد جوهرة ‪ ..‬جامل واخالق‬
‫وطيبة وحنية و س ند متحمةل املس ئولية "‬
‫ارتفعت الاصوات ابدلعاء اكرث وامجليع حياول الامتسك واخلروج من ذكرايهتم‬
‫حىت انتهبوا عىل صوت رصخة مدوية تنطلق من روز الىت اشارت لزوهجا‬
‫اهنا تدل فركض الهيا ظافر برسعة وىه تتأوه واندت مريا احدى املمرضات‬
‫وحفصهتا الطبيبة واكدت اهنا حاةل وضع ودلفت روز ىف غرفة العمليات‬

‫‪630‬‬
‫املقابةل لشقيقهتا ووقف عز ادلين مشتت اذلهن حيول نظره بني الغرفتني‬
‫بقلق ولسانه ال يكف عن ترديد ادلعاء هلام ‪.‬‬
‫مسع امجليع صوت رصخات طفةل روز وجسد ظافر فرحا بسالمهتن وخرجت‬
‫املمرضة حتمل الطفةل وتعطهيا لوادلها ىف الوقت اذلى خرج فيه بالل من‬
‫غرفة رمي‬
‫نظر عز ادلين لوجه بالل الهارب منه ادلماء واخلوف ميتلكه ونظر لظافر‬
‫اذلى حيمل طفلته و ألقى نظرة لغرفة رمي ومغغم قائال‬
‫‪ -‬هلل ما اعطى وهلل ما اخذ ‪ ..‬اداان واحدة وخد مننا واحدة‬
‫ظل يردد تكل امجلةل واغروقت عيناه ابلعربات وسقط مغش يا عليه غري‬
‫مصدق انه فقدها ىه ايضا ! انتبه امجليع ورصخت نورين قائةل بلهفة‬
‫‪ -‬اباب رد عليا ‪ ..‬اباب ‪ ..‬دكتور برسعة‬
‫جاء طبيب يفحصه ودلف بالل مرسعا لغرفة رمي حياول فعل اى ىشء و‬
‫ساىل اهجشت ىف الباكء ىف احضان سلمي ولساهنا ال يكف عن ادلعاء وىه‬
‫تنظر لوادلها امللقى عىل الارض و ابنة شقيقهتا الىت حيملها ظافر وتقريبا‬
‫جثة شقيقهتا الكربى !‬

‫‪631‬‬
632
‫(ختام)‬
‫***‬
‫"نفىس ملا اموت تيجى هنا وتقعد مع والدان وحتكيلهم عننا"‬
‫***‬

‫‪633‬‬
‫عىل شاطئ البحر وىف حلظة الرشوق يقف شاردا ىف البحر وامواجه‬
‫الطاحنة ىف فصل الش تاء ‪ ،‬شعر ابنفاسها حوهل و يداها تطوقانه من اخللف‬
‫حمتضناه حبنان فاس تدار لها واحتضهنا بشدة ودفن رأسه ىف عنقها يستشعر‬
‫عطرها وقال‬
‫‪ -‬خرجىت ليه ؟ برد عليىك اي حبيبىت‬
‫تش بثت به وىه تنظر للرشوق وحضكت قائةل‬
‫‪ -‬اصل حبيىب مش بيبطل عادته ابدا وبيحب خيرج يشوف الرشوق‬
‫لوحده من غريى ‪ ..‬ادعيىل ابطهل احلركة دى اي " رشيف "‬
‫حضك " رشيف " ووضع يده عىل بطهنا املنتفخ يطمنئ عىل صغريته وقال‬
‫مبشاكسة‬
‫‪ -‬نفىس اعرف ايه رس حبك ىف حلظة الرشوق عىل البحر ىف الش تاء اي‬
‫"رمي "‬
‫اشارت " رمي " للسامء وقرص الشمس اذلى اوشك عىل توسطها وقالت‬
‫‪ -‬حبس كن الشمس بتتودل من البحر وبتدينا امل ان برمغ الامواج الىل‬
‫بتخبط ىف بعض دى لكن الشمس بتطلع وهتدى لك العنف ده كهنا‬
‫بتقولنا ان بعد احلرب ىف سالم وبعد احلزن ىف فرح ولك حاجة‬
‫وحشة وبتخنقنا وبنحس اهنا مش ه متىش ال ابلعكس دى هتعدى‬
‫وهتخلص زى الليل ملا مىش والشمس طلعت نورت ادلنيا‬

‫‪634‬‬
‫‪ -‬اان كامن حبب اجلو ده‬
‫زجمرت رمي بطريقة كوميدية و قالت‬
‫‪ -‬ممنوع انك حتب حاجة غريى اي بشمهندس رشيف الن حىب امتالك‬
‫دلرجة ان قبل ما اموت هقتكل !‬
‫قهقه رشيف واحتضهنا مرة اخرى واش تد عىل احتضاهنا وحيمد هللا عىل‬
‫جناهتا ىف اللحظة الاخرية وان لك ما مرا به مل يكن سوى اختبار جنحا ىف‬
‫اجتيازه واهنام خبري معا ‪.‬‬
‫ظال هكذا حىت ادرك اهنام عىل الشاطئ جفذهبا ودلف لدلاخل وجد‬
‫شقيقاهتا وازواهجن ينتظرومه لتناول الافطار ووادلها جيلس وحوهل احفاده ‪،‬‬
‫ذهبت رمي مع شقيقاهتا لتعد الافطار وجلس الش باب مع " عز ادلين " لك‬
‫مهنم معه طفهل وارتفع صوت سلمي قائال‬
‫‪ -‬يعىن ابطلها جناهنا ده ازاى ؟‬
‫حضك عز ادلين وقال‬
‫‪ -‬ما اان قولهتا اي ابىن قبل كدة‬
‫قاطعه الش باب اذلين نظروا لبعضهم ضاحكني ونطقوا ىف حلظة واحدة‬
‫‪ -‬خدها كدة زى ما ىه !‬
‫"متت حبمد هللا تعاىل "‬

‫‪635‬‬
636

You might also like