You are on page 1of 457

‫اؼبعهد الفرنسي للشرؽ األدسل‬

‫عماف – بَتكت – دمشق‬ ‫ٌ‬


‫اؼبكتبة اآلثارية كالتارىبية – ت‪181 .‬‬

‫حوران ‪3‬‬
‫المساكن في ريف منطقة جنوب سورية في الفترتين الكالسيكية والقروسطية‬

‫بإدارة‬
‫باسكاؿ كلوم باليت‬
‫‪Pascale Clauss-Balty‬‬

‫مقدمة‬
‫جاف – مارم دنتزر‬
‫‪Jean-Marie Dentzer‬‬

‫مشاركة‬
‫إيفا بوب‪ ،‬فرانك بريبر‪ ،‬باسكاؿ كلوس باليت‬
‫غورغاف دافتياف‪ ،‬جاكلُت دانتزر – فيديو‪ ،‬ألكساندرين غَتاف‪،‬‬
‫جاؾ لو ببلنك‪ ،‬إتيُت لينا‪ ،‬غانتزر ستانزؿ‪ ،‬جاف بيَت فاالت‬
‫‪Eva Bopp,Frank Braemer,Pascale Clauss-Balty,Gourguen‬‬
‫‪Davtien,Jacqueline Dentzer-Feydy,Alexandrine‬‬
‫‪Guérin,Jacques Leblanc,Etienne Léna,Gunther Stanzel et‬‬
‫‪Jean-Pierre Vallat‬‬
‫نشر ىذا الكتاب دبسانبة من كزارة اػباجية ( ‪) DGCID‬‬
‫كاؼبركز الوطٍت لؤلحباث العلمية (‪) USR 3135‬‬
‫بَتكت‬
‫‪2008‬‬
‫‪1‬‬
‫ملخص محتويات الكتاب‬

‫سبهيد‪ ،‬بقلم باسكاؿ كلوس باليت‬


‫مقدمة‪ ،‬بقلم جاف‪-‬مارم دنتزر‬
‫ـبتصرات‬
‫خريطة منطقة جنوب سورية‬
‫‪ -1‬ما ىي طبيعة األراضي اليت يندمج فيها اؼبسكن القركم يف منطقة جنوب‬
‫سورية؟‪ ،‬بقلم ؼ‪ .‬بريبَت كج‪ .‬دفتياف كب‪.‬كلوس‪-‬باليت‪.‬‬
‫آثارية اؼبشهد الطبيعي كأعماؿ اؼبسح األثرية‪ :‬اؼبسكن القركم كتقسيم األراضي‬ ‫‪-2‬‬
‫يف جبل العرب (سيع ‪ -‬قليب)‪ ،‬بقلم ج‪.‬ب‪.‬فاالت كج‪.‬لو ببلنك‪.‬‬
‫اؼبساكن الركمانية ‪ -‬البيزنطية يف قرل البثنية‪ :‬البعثات ‪ 2002‬إذل ‪ ،2004‬بقلم‬ ‫‪-3‬‬
‫ب‪.‬كلوس‪-‬باليت‪.‬‬
‫دار ؾبرش يف قرية ؿبجة‪ :‬التنظيمات اؼبكانية كالطرؽ اؼبتبعة يف البناء‪ :‬دراسة حالة‬ ‫‪-4‬‬
‫خاصة‪ ،‬بقلم إ‪.‬لينا‪.‬‬
‫الزخرفة اؼبعمارية يف مساكن البثنية‪ ،‬بقلم ج‪.‬دنتزر فيدم‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫قرية اؼبسيكة كاللجاة خبلؿ العصر اإلسبلمي (القرف السابع‪ -‬القرف اػبامس‬ ‫‪-6‬‬
‫عشر)‪ ،‬بقلم أ‪.‬غَتاف‪.‬‬
‫قائمة اللوحات‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫قائمة األشكاؿ‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫فهرس مفصل باحملتويات‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪2‬‬
‫سبهيد ‪:‬‬
‫يش ٌكل ىذا الكتاب شبرة برنامج أحباث اؼبعهد الفرنسي للشرؽ األدسل )‪ (IFPO‬الذم بدأ‬
‫مباشرة بعد إنشاء ىذه اؼبؤسسة يف العاـ ‪ ،2003‬كرٌكز على اؼبسكن القدصل يف منطقة‬
‫جنوب سورية‪.‬‬
‫بدأت العمل حبماس كباحثة مقيمة يف اؼبعهد الفرنسي للشرؽ األدسل‪،‬‬ ‫ي‬ ‫يف العاـ ذاتو‪،‬‬
‫كشاركت يف مشركع توثيق اؼبسكن القركم القدصل يف حوراف كدراستو كيف إصدار ىذا‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫قابلت أثناء عملي ثبلثة عشر باحثان كانوا يعملوف يف نفس اؼبنطقة على مواضيع ؽبا عبلقة‬
‫باؼبسكن بدءان من الفًتة الكبلسيكية كصوالن إذل الفًتة القركسطية‪ ،‬كقد اتبعوا كسائل عديدة‬
‫للوصوؿ إذل أىدافهم‪ :‬أعماؿ مسح تنقيب كدراسات أثرية كدراسة الزخارؼ اؼبنحوتة كحىت‬
‫ترميم الصركح‪ .‬تركزت اؼبرحلة األكذل من اؼبشركع على تنظيم كسبويل قدكـ الباحثُت إذل سوريا‬
‫هبدؼ استكماؿ اؼبعلومات كهبدؼ نشر كثائق أثرية ىامة على شبكة االنًتنت لتصبح متاحة‬
‫أماـ اعبميع‪.‬‬
‫ىكذا استكمل كل من الكساندرين غَتاف ك غيونتَت ستانزؿ كجاف بيَت فاالت كجاؾ لو‬
‫ببلنك معطياهتم من خبلؿ أعماؽبم اؼبيدانية يف كل من مسيكة كألبل كمنطقة القليب‪ ،‬بينما‬
‫ذت بدكرم أعماؿ مسح كمعاينة لقرل كمساكن سهل البثنية األعلى‪ .‬بدأ العمل يف العاـ‬ ‫ن ٌف ي‬
‫‪ 2002‬ضمن إطار برنامج أكركيب للتأىيل كاف اؽبدؼ منو توثيق اإلرث األثرم السورم‪.‬‬
‫عملنا بالتعاكف مع زمبلئنا األؼباف هبدؼ تأىيل مهندسُت مدنيُت كمهندسي عمارة شباب‬
‫تابعُت للمديرية العامة لآلثار كاؼبتاحف‪ ،‬كقد شارؾ بعضهم يف البعثات اؼبيدانية كأصبحوا‬
‫قادرين على توثيق إرث ببلدىم اؼبعمارم بكفاءة‪ .‬كاف البد من معاعبة التوثيق اؼبيداشل‬
‫معلوماتيان كفوتوغرافيان لنتمكن من تقديبو بصورة جيدة‪ .‬مشلت النفقات إقباز تصاميم معمارية‬
‫على اغباسوب (نفذهتا كل من سناء اػبَت كديبا شاىُت ككندا البليي) باإلضافة إذل رسم‬
‫)‪ (Marc Balty‬ربت إشرايف أنا‬ ‫خطوط بيانية على اغباسوب‪ ،‬نفذىا مارؾ باليت‬
‫كج‪.‬دنتزر‪-‬فيدم ك إ‪.‬لينا‪ .‬كانت النتائج مشجعة جدان‪ ،‬فبا دفعنا إذل تنظيم اجتماع للباحثُت‬
‫يف ‪ 15‬نيساف من العاـ ‪ 2005‬يف جامعة باريس السابعة دينيس‪-‬ديديرك ‪(VII-‬‬

‫‪3‬‬
‫)‪ Dennis Diderot‬ؼبناقشة كضع سَت اؼبشركع‪ .‬ق ٌدـ الباحثوف أعماؽبم كتساؤالهتم‬
‫حوؿ اؼبسكن يف منطقة جنوب سورية‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬ق ٌدـ كل من السيدين‪ :‬أالستَت نورتيدج‬
‫)‪ (Alastair Northedge‬اؼبتيصص بالعمارة اؼبدنية يف الشرؽ األدسل اإلسبلمي‪،‬‬
‫)‪ (Jean-Luc Biscop‬اؼبتيصص يف اؼبساكن يف الفًتتُت‬ ‫كجاف لوؾ بيسكوب‬
‫كل هٌ يف اختصاصو‪.‬‬
‫الركمانية كالبيزنطية يف مشاؿ سورية‪ ،‬انتقاداهتما كآراءنبا ي‬
‫يم ٌوؿ ىذا االجتماع بالتعاكف بُت فريق "الشرؽ األدسل اؽبلنسيت كالركماشل" كالقسم اػباص بآثار‬
‫كعلوـ العصور القديبة )‪ (ArScAn‬يف جامعة نانتَت )‪ (Nanterre‬كقسم "تاريخ الفن‬
‫كعلم اآلثار" يف جامعة باريس األكذل كاؼبعهد الفرنسي للشرؽ األدسل ‪ IFPO‬يف دمشق‬
‫كقسم "جغرافية كتاريخ كعلوـ اجملتمع"الػ ‪ UFR‬كـبرب فياسيا )‪ (Phéacie‬كمدرسة‬
‫الدكتوراة كالقسم اػباص بػ "ؾبموعة األحباث اؼبتعلقة بأكربا الوسطى كالشرقية " يف جامعة‬
‫باريس السابعة )‪)Denis Diderot‬؛ كلقد استقبل مسؤكلوا ىذه اؼبراكز العلمية اؼبشاركُت‬
‫يف مقراهتم حبفاكة‪.‬‬
‫يتضمن ىذا الكتاب اؼبشاركات اؼبيتلفة اؼبق ٌدمة بعد ذلك االجتماع كما قبم عنو من تبادؿ‬
‫لآلراء كاؼبعلومات‪.‬‬
‫أشكر كل اؼبشاركُت يف ىذا الربنامج كأقدر تعاكهنم القيٌم كدعمهم ‪ :‬بَتتراف‬
‫الفوف )‪ (Bertrand Lafont‬اؼبدير العلمي يف اإليفابو‪ ،‬كجاميل أكبيشو‬
‫)‪ (Jamel Oubéchou‬الذم كاف حينئذ مستشاران ثقافيان يف السفارة الفرنسية يف‬
‫دمشق‪ ،‬كجاكلُت دانتزر فيدم اؼبسؤكلة عن فريق "الشرؽ األدسل اؽبلنسيت كالركماشل" يف‬
‫جامعة نانتَت‪ ،‬كجاف بيَت فاالت األستاذ يف جامعة باريس السابعة‪.‬‬
‫البد أيضان من أف أشكر شكران خاصان األستاذ اؼبشرؼ على حبثي‪ :‬السيد جاف مارم دنتزر‬
‫الذم قاـ بتأىليلي كإرشادم كبإسداء النصائح رل‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬يعود الفضل إذل السيد دنتزر‬
‫يف عملي اؼبتعلق بالبحث اؼبشوؽ اػباص باؼبسكن القدصل يف منطقة جنوب سورية‪ ،‬كأسبٌت أف‬
‫أكوف قادرة على االستمرار يف التقصي عن اغبقائق كيف نشرىا‪.‬‬
‫أختم كبلمي ىذا بالتعبَت عن امتناشل الكبَت لفريق النشر يف اؼبعهد الفرنسي للشرؽ األدسل يف‬
‫بَتك‪ ،‬الييتيدتيا ديباريس ‪ Laetitia Démarais‬كأنطواف عيد كرامي ياسي لكل ما‬

‫‪4‬‬
‫بذلوه من جهود يف إقباز ىذا العمل‪ ،‬سواء على مستول النص أك على مستول الرسوـ‬
‫التوضيحية‪ .‬أشكر كذلك كل من جانُت )‪ (Janine‬كجاف شارلز باليت‬
‫)‪ (Jean Charles Balty‬على مساعدهتم رل يف تذليل صعوبات العمل‪.‬‬
‫باسكاؿ كلوس‪-‬باليت‬
‫دمشق‪-‬نانتَت تشرين الثاشل ‪2007‬‬

‫‪5‬‬
‫اؼبقدمة‪:‬‬
‫كانت منطقة جنوب سورية ربتفظ بعدد كبَت من اآلثار ذات األنبية اػباصة حوارل العاـ‬
‫‪ :1975‬مواقع أثرية كبَتة كصركح مدىشة باإلضافة إذل عدد كبَت من آثار التنظيمات‬
‫القديبة (طرؽ مواصبلت كمنشآت عسكرية كذبهيزات متعلقة بالزراعة) كقرل كاملة دبساكنها‪.‬‬
‫سباىت كل ىذه اآلثار ضمن مشهد طبيعي كاحد‪ ،‬استطعنا من خبلؿ دراستو أف نكوف‬
‫فكرة إقليمية كاضحة عن مرحلة التطور الطويلة اليت مرت هبا اؼبنطقة (بدءان من الفًتة اؽبلنستية‬
‫كصوالن إذل العهد األموم) سواء على مستول االستيطاف أك على مستول التنظيم كاالزدىار‪.‬‬
‫لقد كاف عمل البعثة األثرية الفرنسية‪ ،‬اليت باشرت مهامها يف منطقة جنوب سورية بدءان من‬
‫العاـ ‪ ،1974‬مرتبطان بدراسة األرياؼ كاغبياة القركية يف القرل العائدة لتلك الفًتة‪.‬‬
‫اختفى قسم كبَت من آثار التنظيم القدصل لؤلراضي كمن اؼبصاطب كاعبدراف الصغَتة‪ ،‬اليت‬
‫كانت تقسم األراضي الزراعية القديبة منذ ذلك التاريخ‪ ،‬نتيجة األعماؿ اليت طالت اؼبنطقة‬
‫هبدؼ هتيئة األراضي لزراعتها زراعة كثيفة باستيداـ اآلالت‪ ،‬كهبدؼ إنشاء البٌت التحتية‬
‫الضركرية لتنمية البلد‪.‬‬
‫ٌأدل االزدىار االقتصادم كالتزايد الكبَت لعدد السكاف إذل انتشار ملحوظ للمساكن كإذل‬
‫عملية سبدين مكثفة‪ٌ ،‬أدت بدكرىا إذل توسع رقعة القرل كتطاكؽبا على ؿبيطها‪ .‬كاف من‬
‫اؼبمكن تتبع اغبيٌز القدصل بكل استمراريتو فوؽ مناطق كاسعة‪ ،‬لكن أماـ ىذا الواقع اعبديد‬
‫أصبحنا غَت قادرين على فهم ىذا اغبيٌز فهمان شامبلن كملموسان إال انطبلقان من معلومات‬
‫متشعبة كؾبزأة متعلقة ببعض القطاعات فقط‪ .‬يتمثل مصدر ىذه اؼبعلومات بشهادات‬
‫الرحالة كالصور اعبوية القديبة‪ ،‬ككذلك بالوثائق اجملموعة خبلؿ سنوات العمل األكذل للبعثة‬
‫األثرية الفرنسية‪.‬‬
‫شغلت اؼبساكن القركية (كمازالت تشغل) االىتماـ األكرب بُت اؼبباشل القديبة‪ ،‬إذ إهنا حاضرة‬
‫مباف متواضعة كبُت ؾبموعات سكنية ضيمة مثل "قصر" ألبل؛‬ ‫بقوة‪ ،‬كىي تتفاكت ما بُت و‬
‫كقد بقي عدد كبَت منها مشغوالن حىت القرف العشرين شغبلن مستمر أك شغبلن زبللتو بعض‬
‫االنقطاعات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫استيدـ اغبجر البازليت كمادة كحيدة يف البناء‪ ،‬كأعيد استيداـ التقنيات ذاهتا اؼبتبعة يف بناء‬
‫اؼبساكن القديبة دكف تغيَت يذكر‪ .‬تتألف ىذه اؼبساكن من جدراف حجرية رفعت دكف‬
‫مكوف من ببلطات تستند‬ ‫استيداـ مادة رابطة إال الًتاب يف بعض األحياف‪ ،‬كمن سقف ٌ‬
‫على أطناؼ من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية تستند إما على دعامة مركزية أك على قوس‬
‫مستعرض‪ .‬تستبعد طريقة البناء ىذه (كاليت ىي طريقة إعادة بناء أيضان) استيداـ اػبشب يف‬
‫اؽبيكل كحىت يف األبواب أحيانان‪ ،‬كىذا يعترب‪ -‬إذل جانب مقاكمة البازلت االستثنائية‪ -‬أحد‬
‫عوامل إنقاذ اؼبسكن كاستمراريتو‪ ،‬حىت أف االستعاضة عن بعض العناصر البازلتية باػبشب يف‬
‫اؼبساكن اؼبهجورة يف مناطق أخرل تسببت بدمارىا السريع دكف إمكانية اسًتدادىا‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬ىذا ما يفسر بقاء نسبة كبَتة من اؼبباشل القديبة ؿبفوظة يف منطقة جنوب سورية‬
‫كاستمرار كظيفتها كمساكن يشغًلت لفًتة طويلة من الزمن‪ ،‬لكن ليس ىذا ىو حاؿ الصركح‬
‫العامة كالدينية كاعبنائزية اليت تعرضت إذل الدمار يف أغلب األحياف كأعيد استيداـ‬
‫عناصرىا‪ .‬عادة ما يشاىد آثار إصبلحات داخل مساكن حوراف القديبة احملفوظة‪ .‬نػي ٌفذت‬
‫ىذه اإلصبلحات إثر اؽبزات األرضية اليت تعرضت ؽبا اؼبنطقة‪ :‬إعادة بناء أجزاء من اعبدراف‬
‫باستيداـ كتل حجرية ـبتلفة عن تلك اؼبستيدمة يف البناء األكرل كإصبلح أسقف ربمل‬
‫ببلطات مكسورة‪ .‬ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية تبُت لنا أف قاطنو ىذه اؼبساكن اعتادكا‬
‫منذ القدـ على إغباؽ غرؼ إضافية باؼبساكن كانت تبٌت ضمن نطاؽ اؼبسكن األصلي‪.‬‬
‫يبدك أف البنائُت راعوا يف تلك اؼبلحقات كاإلصبلحات النموذج اؼبعمارم األصلي بقدر ما‬
‫كانت قدراهتم التقنية تسمح ؽبم بذلك‪ ،‬لكننا كجدنا أنفسنا أماـ التساؤلُت التاليُت ‪ :‬أدل‬
‫تتسبب اإلصبلحات يف تغيَت مبلمح اؼبسكن الرئيسية ؟ كىل من اؼبمكن أخذ اؼبساكن اليت‬
‫طالتها اإلصبلحات بعُت االعتبار عند دراسة اؼبسكن الركماشل‪-‬البيزنطي كمكانو ضمن‬
‫النسيج القركم كشبكات الطرؽ اؼبيتلفة اليت تربطو دبجموعة اؼبساكن األخرل ضمن ؿبيط‬
‫القرية؟ استطعنا اإلجابة على جزء من ىذين التساؤلُت من خبلؿ تنقيب عدد من اؼبساكن‬
‫يف قرية شعارة ( الواقعة على طرؼ اللجاة) اليت كانت موضوعان لدراسة شاملة‪ .‬ظبح ىذا‬
‫اؼبشركع‪ ،‬اؼبنٌفذ دبساعدة كرعاية شركة توتاؿ )‪ (total‬كتوتاؿ سورية‪ ،‬بدراسة اندماج‬
‫اؼبسكن ضمن النسيج القركم كفق قواعد جديدة‪ .‬مت تنقيب اؼبسكن ‪ C13‬اؼبؤرخ لو بُت‬

‫‪7‬‬
‫القرنُت الرابع كاػبامس اؼبيبلديُت‪ .‬يقع ىذا اؼبسكن فوؽ قمة اؽبضبة‪ ،‬ضمن حيٌز مشغوؿ‬
‫منذ الفًتة اؽبلنستية يف كسط القرية‪ ،‬أم أنو بٍت يف مكاف أك بالقرب من مكاف مسكن عثرنا‬
‫على ؾبموعة من أدكاتو اؼبنزلية حبالة حفظ جيدة‪ ،‬كتبُت لنا أنو يعود إذل الفًتة اؼبمتدة بُت‬
‫القرنُت األكؿ كالثاشل اؼبيبلديُت‪ .‬غبسن اغبظ‪ ،‬استطعنا متابعة تطور اؼبسكن خبلؿ فًتات‬
‫متعاقبة ككاضحة لشغلو‪ :‬سبتد من الفًتة البيزنطية مركران بالفًتة القركسطية (اليت مت فيها إعادة‬
‫حفر أرضية أحد الغرؼ كصوالن إذل الصير) كانتهاءن بالعصر اغبديث‪ .‬لقد استطعنا أيضان أف‬
‫نثبت قياـ السكاف بإصبلحات (طالت جدراف اؼبسكن كطوابقو) فرضتها اؽبزات األرضية‬
‫بكل تأكيد‪ ،‬كقد استيدـ السكاف يف ىذه اإلصبلحات مواد كطرؽ بناء ـبتلفة عن مواد‬
‫كطرؽ البناء األصلية‪ .‬باإلضافة إذل ما سبق‪ ،‬شاىدنا بعض التجهيزات كالًتتيبات الثانوية‬
‫(مقاعد حجرية كتنانَت) كتبُت لنا بأنو مت تغيَت مكاف التنانَت كمت تسوير جزء من الفناء إليواء‬
‫اغبيوانات الصغَتة‪ ،‬كما تبُت لنا القياـ حبفر فجوة يف اعبدار تصل اؼبسكن بفناء مسكن‬
‫نسجل كجود أم تعديبلت يف جدراف كتقسيمات‬ ‫آخر يقع مشالو مباشرة‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬دل ٌ‬
‫البناء األساسية‪ ،‬أم أف اؼبسكن دل ىبضع خبلؿ تارىبو الطويل ألم تعديل جذرم من شأنو‬
‫تغيَت كظيفتو‪ .‬إف مراجع التسلسل الزمٍت ىذه قيٌمة جدان‪ ،‬إذ يتمثل اؽبدؼ من دراستنا‬
‫(طبعان بعد االنتهاء من مرحلة اعبرد كالتصنيف) دبعرفة تاريخ مباشل منطقة جنوب سورية‬
‫كخاصة تاريخ أكثرىا بساطة‪ ،‬كىو ىدؼ ال يبكن الوصوؿ إليو ٌإال من خبلؿ القياـ بتنقيبات‬
‫منهجية‪.‬‬
‫طرحت طريقة توزع تلك اؼبساكن يف اؼبنطقة كتكيفها مع احمليط سلسلة ثانية من التساؤالت‪.‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬يبكننا التعرؼ على نوع خاص من اؼبساكن يف اؼبنطقة يتميز بانتظامو حوؿ كحدة‬
‫مبوذجية خاصة جدان‪ .‬تتألف ىذه الوحدة من قاعة مركزية تشغل كامل ارتفاع اؼببٌت‪ ،‬يقسمها‬
‫عادة قوس يساىم يف ضبل ببلطات السقف‪ ،‬كوبيط هبا (من جانب كاحد أك من جانبُت أك‬
‫من ثبلثة جوانب) غرؼ صغَتة تنتظم كفق طابقُت‪ .‬يشاىد ىذا الًتتيب داخل مئات اؼبباشل‬
‫اؼبوزعة ضمن حدكد البادية شرقي جبل العرب كاعبوالف بُت جنوب دمشق كمشاؿ الضفة‬
‫الغربية‪ .‬ىبتلف حجم ىذه اؼبساكن كغناىا (الذم تعكسو فيامة اؼببٌت كزخرفتو)‪ ،‬لكنها‬
‫تنتظم دائمان حوؿ نفس الوحدة اؼبعمارية‪ .‬يبكن مضاعفة الوحدة اؼبعمارية مرة كاحدة أك عدة‬

‫‪8‬‬
‫مرات‪ ،‬كما يبكن ؽبا أف تؤدم كظائف ـبتلفة‪ :‬كأف تكوف متعلقة بالنشاطات الزراعية كذلك‬
‫يف حاؿ احتوائها على إسطببلت أك على قطاع للعرض حوؿ غرفة االستقباؿ‪ .‬يرتبط مفهوـ‬
‫ىذا الشكل اؼبعمارم دبيٌزات اغبجر البازليت كخاصةن مقاكمتو لبلنكسار‪ ،‬إذ سبكن اؼبعماريوف‬
‫بفضل ىذه اؼبقاكمة من اغبصوؿ على عوارض بإمكاهنا أف ربمل ضبوالت كبَتة‪ .‬يف الواقع‪،‬‬
‫دل يصادؼ مثاؿ حقيقي عن ىذا النموذج من اؼبباشل خارج اؼبنطقة البازلتية‪.‬‬
‫تطرح استمرارية شغل ىذه اؼبساكن التساؤؿ التارل اؼبثَت لبلىتماـ‪ :‬كيف قبح السكاف الذين‬
‫شغلوا ىذه اؼبساكن عرب أجياؿ متعاقبة يف تكييف مبوذج معمارم كاحد مع أمباط ـبتلفة من‬
‫العيش كمن العادات االجتماعية ؟‬
‫على كل حاؿ‪ ،‬تستحق ىذه اؼبساكن القديبة (الكاملة إصباالن كالسليمة يف بعض األحياف)‬
‫معمقة مع كل الظركؼ اؼبواكبة‬‫اليت استقبلت ؾبموعة جديدة من السكاف‪ ،‬أف تيدرس دراسة ٌ‬
‫قدمت العائبلت الدرزية من جباؿ لبناف لتستقر يف جبل العرب بدءان من‬ ‫إلعادة شغلها‪ً .‬‬
‫القرف الثامن عشر كازداد عددىا يف القرف التاسع عشر خاصة‪ .‬يبدك أف بعض ىؤالء السكاف‬
‫فضلوا إعادة استيداـ اؼبواد القديبة لبناء مساكن جديدة ؽبم‪ ،‬بينما استقر بعضهم‬ ‫اعبدد ٌ‬
‫اآلخر يف مساكن قديبة تعود إذل الفًتة الركمانية البيزنطية‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬هبب علينا أف نبحث‬
‫عن ماىية العبلقة اليت يبكن أف تربط بُت قاعة االستقباؿ احملاطة دبقاعد اؼبضافة اغبجرية‬
‫كغرفة الطعاـ ثبلثية اؼبصاطب (أك األندركف) اليت كانت تشكل حيز العبلقات االجتماعية‬
‫يف البيت القدصل‪ .‬البد أيضان من التطرؽ إذل حالة اؼبباشل القديبة اليت كانت تستيدمها القبائل‬
‫البدكية عرضيٌان كميابئ ربتفظ فيها دبئونتها كدبقتنياهتا الثمينة أك حىت دباشيتها‪ ،‬لكن دكف أف‬
‫تًتؾ خيمها اؼبنصوبة يف مكاف قريب‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬ىذا ما كانت تقوـ بو بعض قبائل البدك‬
‫اليت كانت ترافق قطعاهنا للرعي يف ؿبيط البًتاء يف الربيع حىت بضع سنُت خلت‪ ،‬كعادة ما‬
‫كانت تنصب خيامها بالقرب من مغارة أك من قرب أك حىت بالقرب من مسكن حجرم‬
‫قدصل‪ .‬سيكوف من األفضل القياـ بدراسة معمقة لعمليات إعادة استيداـ اؼبساكن القديبة‬
‫لفًتات طويلة‪ ،‬إذ يبكن ؽبذه الدراسة أف تقدـ آفاقان جديدة يف فهم كل ما يتعلق هبا‪.‬‬
‫تش ٌكل ىذه اؼبساكن جزءان ىامان من اإلرث اؼبعمارم ؼبنطقة جنوب سورية سواء يف ما يتعلق‬
‫بعددىا أك بنوعيتها أك حىت حبالة حفظها اعبيدة‪ ،‬إذ يصادؼ يف بعض األحياف مساكن‬

‫‪9‬‬
‫ؿبفوظة حىت ثبلثة‪ ،‬بل حىت أربعة طوابق مع أسقفها‪ .‬ال بد من التنويو بأف ىذا اإلرث مهدد‬
‫للغاية‪ :‬تارة باؽبجراف كتارة أخرل بتعدم اؼبباشل اعبديدة على حيٌزه‪ .‬طيلة فًتة شغلها‪ ،‬كانت‬
‫تتم صيانة اؼبساكن باستمرار باستيداـ طرؽ مشاهبة للطرؽ اؼبستيدمة يف العهود القديبة‪،‬‬
‫لكن السكاف أصبحوا يفضلوف اليوـ اؼبساكن اغبديثة اؼبشيٌدة يف ؿبيط القرية‪ .‬ىكذا‪ ،‬ىجر‬
‫السكاف عددان كبَتان من مساكنهم ليًتكوىا للحيوانات يف أحسن اغباالت ‪ ،‬كحىت كإف‬
‫سلمت ىذه اؼبساكن من اهنيار قد تسببو جدراهنا اؼبتشققة‪ ،‬فإهنا لن تنجو من االهنيار‬
‫التدرهبي كسط األراضي اليت أصبحت بوران كمليئة باألنقاض كبالنفايات‪ .‬ليس ىذا فحسب‪،‬‬
‫إذ مت أيضان اخًتاؽ النسيج القركم (الذم بقي متجانسان حىت ثبلثُت عامان مضت) بطرؽ‬
‫باتت ال غٌت عنها ؼبركر السيارات‪ .‬سبيٌز الطور األحدث يف اؼبنطقة بعملية تكثيف للمساكن‬
‫فرضها الضغط الديبوغرايف‪ :‬إضافة غرؼ‪ ،‬أك حىت مساكن كاملة شاذة داخل حرـ القرل‬
‫القديبة الستيعاب العائبلت اليت يزداد عددىا‪ .‬يبلحظ يف ىذه اإلضافات االخًتاؽ الفظ‬
‫لتقنيات البناء كاؼبواد اؼبستيدمة‪ ،‬إذ استيدـ يف بنائها ببلطات كأعمدة من الباطوف اؼبسلح‬
‫كحجارة يربطها حشو من اإلظبنت‪ .‬إف اؼبديرية العامة لآلثار كاؼبتاحف يف اعبمهورية العربية‬
‫السورية قلقة جدان حياؿ تسارع ىذا التطور الذم يهدد اؼبساكن القديبة‪ ،‬لذلك تعهدنا بأف‬
‫نتعاكف معها لتوثيق ىذه اؼبساكن كيطوة أكذل ضمن إطار مشركع سورم‪-‬أكركيب يتمثل‬
‫اؽبدؼ الرئيسي منو بتشجيع إنقاذ اؼبساكن كإبراز قيمة اإلرث األثرم‪ .1‬باشر فريق سورم ‪-‬‬
‫أكركيب بالرفع األثرم كالدراسة اؼبعمقة لثبلثُت مسكنان يف اؽبضبة الزراعية البازلتية الغنية‬
‫(جيدكر‪ ،‬النقرة) اؼبمتدة من اللجاة إذل اعبوالف‪ ،‬كذلك هبدؼ توضيح منهجية البحث‬
‫كتأىيل مهندسي العمارة كاآلثاريُت الشباب يف اؼبديرية السورية العامة لآلثار كاؼبتاحف‪.‬‬
‫تش ٌكل ىذه اؼبساكن سلسلة متناسقة تتشارؾ بالصفات التالية‪ :‬اندماجها داخل قرل تضم‬
‫أكثر من مسكن عادة كأبعادىا الكبَتة غالبان كتنظيمها كفق أكثر من طابق‪ ،‬باإلضافة إذل‬
‫احتوائها على ترتيبات ضركرية لبلستثمار الزراعي ككذلك على قاعات استقباؿ كعلى‬
‫زخارؼ معمارية ربمل مواضيع زخرفية كأيقونية مبتكرة‪.‬‬
‫قاـ الفريق السورم‪ -‬األكريب بتنقيب مساكن يف قرية شعارة‪ ،‬كما قاـ بأعماؿ رفع منهجية‬
‫كدراسة معمارية معمقة ش ٌكلت بدكرىا أساسات مقاربة جديدة لفهم ماىية اؼبسكن الريفي‬

‫‪10‬‬
‫يف منطقة جنوب سورية‪ .‬دل نتعرؼ إال على عدد قليل جدان من ىذه اؼبساكن من خبلؿ‬
‫بعض اؼبنشورات القديبة اػباصة هبا‪.‬‬
‫عمل إذل جانب فريق البعثة األثرية الفرنسية (اؼبتواجد يف سورية منذ العاـ ‪ )1974‬زمبلء‬
‫أؼباف قاموا بأحباث جديدة يف صبرين كيف ألبل‪ ،‬دكف أف ننسى طبعان األعماؿ اليت قاـ هبا فريق‬
‫بَتت دك فرايس )‪ (Bert De Vries‬يف أـ اعبماؿ يف األردف‪.‬‬
‫يبدك أف الوقت قد حاف إلعبلف النتائج األكلية اليت مت اغبصوؿ عليها‪ ،‬لكن هبب أف نتابع‬
‫عملنا ىذا بإجراء مقارنة مبوذج اؼبسكن الريفي اػباص دبنطقة جنوب سورية مع مباذج أخرل‬
‫تطورت يف اؼبناطق اجملاكرة األخرل يف سورية نفسها كيف األردف ك فلسطُت‪.‬‬

‫اؽبوامش‪:‬‬
‫‪ -1‬برنامج بإدارة ج‪.‬ـ‪.‬دنتزر ‪ Jean-Marie Dentzer‬اؼبدير السابق للبعثة األثرية الفرنسية يف منطقة‬
‫جنوب سورية ك السيد ؾ‪.‬ستيفاف فريبَتجَت ‪ M. Klaus Stephan Freyberger‬مدير اؼبعهد‬
‫األثرم األؼباشل يف ركما كمدير البعثة األثرية األؼبانية يف منطقة جنوب سورية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ - 1‬ماىي األطر اإلقليمية التي ينتمي إليها المسكن القروي الخاص بمنطقة جنوب‬
‫سورية؟‬
‫فرانك بريبر كغورغاف دافيتاف كباسكاؿ كلوس باليت‪:‬‬
‫‪Frank Braemer,Gourguen Davtien, Pascale Clauss-Balty‬‬
‫عرؼ بعد اؼبعاينة‬
‫تقع اؼبساكن القركية ‪ -‬اؼبوضوع الرئيسي يف كتابنا ىذا – داخل أراض تي ٌ‬
‫اعية ك‪/‬أك رعوية‪ .‬تندمج ىذه األراضي (اليت تشكل حجر األساس‬‫ض زر و‬‫األكذل على أهنا أرا و‬
‫يف النظاـ االجتماعي‪-‬االقتصادم اػباص باؼبنطقة) ضمن مشهد طبيعي ناجم عن تاريخ‬
‫طويل من الًتتيبات اليت أدخلها اإلنساف على الوسط الطبيعي‪ ،‬ككذلك ضمن مناطق‬
‫متشابكة أكثر اتساعان نيظمت كفق دكافع ـبتلفة‪ :‬سياسية كذبارية كعسكرية كمالية كغَتىا‪.‬‬
‫لقد اعتمدنا يف دراستنا ىذه على ما توفر لدينا من أكصاؼ كصور لؤلماكن اؼبيتلفة كعلى‬
‫معرفة الركابط اليت ذبمعها مع بعضها البعض‪ ،‬كاعتمدنا كذلك على تقنيات حديثة‬
‫للحاسوب تدعى دبجملها نظم اؼبعلومات اعبغرافية أك الػ‪ .GIS‬سانبت ىذه التقنيات يف‬
‫تطوير عملنا من خبلؿ تسهيل توثيق اؼبعطيات اؼبيدانية اؼبتوفرة‪ ،‬كمن مث ربليلها ربليبلن منطقيان‬
‫استطعنا من خبللو أف نقدـ شركحنا على شكل فرضيات تارىبية‪ .‬نتحدث يف ما يلي عن‬
‫استيداـ فريق بعثتنا يف منطقة جنوب سورية لتلك األدكات‪.‬‬
‫‪-Ι‬عرض اؼبوقع‬
‫أ‪ -‬تاريخ األبحاث‪:‬‬
‫قامت عدة بعثات أثرية‪ ،‬كخاصة البعثة الفرنسية‪ ،‬باستكشاؼ منطقة حوراف اؼبمتدة بُت‬
‫جنويب سورية كمشارل األردف منذ أكثر من ثبلثُت عامان‪ .‬نف ٌذت البعثات عدة ضببلت من‬
‫أعماؿ اؼبسح ذات األىداؼ اؼبوضوعية (نقوش كتابية ‪ ،‬زخارؼ معمارية‪ ،‬طرؽ إخل‪ )..‬أك‬
‫اعبغرافية (كادم عجب‪ ،‬منطقة بصرل‪ ،‬اللجاة‪...‬إخل) (اللوحة ‪ ،)1‬كما أهنا تناكلت اؼبواقع‬

‫‪12‬‬
‫بدراسة كحبث معمقُت‪ ،‬لكنها دل تعر التقسيمات األرضية االىتماـ نفسو‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬يعترب‬
‫كتاب حوراف ‪ 1‬أكؿ كتاب يتطٌرؽ إذل مثل ىذه األحباث‪ .‬يتضمن ىذا الكتاب خرائط يح ٌدد‬
‫عليها أماكن كل اؼبعطيات األثرية (مسكوكات‪ ،‬نقوش‪ ،‬عناصر معمارية‪ ،‬طرؽ ركمانية ‪..‬إخل‬
‫)‪ ،‬كصنٌفت اػبرائط بع ذلك كفقان للمواضيع اليت تتضمنها حبيث شكلت مراجعان مت‬
‫استيدامها لعدة سنوات‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬رٌكزت ب‪.‬جانتيل )‪ (P.Gentelle‬يف دراستها‬
‫(‪ )1985‬على اؼبشهد الطبيعي كعلى تقسيمات األراضي‪ ،‬ككذلك فعل فرانسوا فيلنوؼ‬
‫)‪ (Fr.Villeneuve‬يف كل من أطركحتو (‪ )1983‬كدراستو (‪ )1985‬اليت حدد فيها‬
‫شبكة التقسيمات انطبلقان من الصور اعبوية‪ .‬رب ٌدث ذ‪ .‬بوزك )‪ (Th. Bauzou‬بدكره عن‬
‫الطرؽ الركمانية يف أطركحتو‪ ،‬كعمل على نشر مقالة خاصة عن دراستو اؼبتعلقة بتحديد ماىية‬
‫العبلقة اليت تربط الطرؽ بتقسيمات األراضي يف كتاب حوراف ‪1 2‬؛ بينما نشر كل من‬
‫ج‪.‬ب‪ .‬فاالت كج‪ .‬لوببلنك جزءان دراساهتم اؼبيدانية اليت مشلت مناطق سيع كقرماطة كقليب‬
‫يف جبل العرب كمنطقة بصرل ‪/‬عرل شرقي النقرة‪ .)2‬متٌ أيضان نشر التقسيمات اليت ح ٌددىا‬
‫كل من د‪.‬ؿ‪ .‬كينيدم )‪ (D.L.Kennedy‬ك ب‪ .‬فريباف )‪ (P.Freeman‬بناءن على‬
‫الصور اعبوية‪ .‬أخَتان‪ ،‬قمنا بدراسة شبكات اؼبياه يف أراضي الديٌاثة ‪3‬كخربة األمباشي‪ ،4‬بينما‬
‫أعد أحد أعضاء فريقنا خريطة عامة قبل أقل من عشرين عامان‪ ،‬كقد أعيد ضبطها حديثان ‪.5‬‬
‫ب‪-‬فوائد الـ ‪:GIS‬‬
‫ال يبكن كصف األشياء اؼبعقدة مثل التضاريس كشبكات اإلعمار كاؼبشاىد الطبيعية اؼبتعلقة‬
‫باألراضي اؼبزركعة إال بعد معاعبة ؾبموعة من اؼبعلومات اؼبكانية كالزمانية اؼبيتلفة‪ .‬تكوف‬
‫ىذه اؼبعاعبة طويلة كصعبة عندما نقوـ برسم اػبرائط يدكيان‪ ،‬بينما تساىم أنظمة اؼبعلومات‬
‫اعبغرافية (اليت تعترب أدكات لرسم اػبرائط) يف توفَت الوقت كاعبهد البلزمُت إلعداد مثل ىذه‬
‫اػبرائط‪ .‬منذ العاـ ‪ ،2003‬تبٌت فريقنا آلية عمل جديدة مكنتو من إعداد قاعدة بيانات‬
‫أثرية بإرجاع جغرايف‪ ،‬كقد اعتمد على نظم اؼبعلومات اعبغرافية إلدارة ىذه اؼبعلومات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫يتضمن نظاـ اؼبعلومات اعبغرايف اػباص باؼبنطقة ؾبموعة معلومات أكلية مرجعية متناغمة‬
‫حصلنا عليها مباشرة من مصادر خارجية ـبتلفة كاػبرائط الطبوغرافية السورية‪ ،‬إذ سبت‬
‫معاعبة سبع عشرة خريطة دبقياس ‪ 50.000/1‬تغطي منطقة سبتد من دمشق إذل اؼبنطقة‬
‫الشمالية يف األردف كمن اغبدكد الشرقية للجوالف إذل شرقي جبل العرب؛ ككذلك من صور‬
‫صنٌفت بدكرىا ربت‬
‫فضائية مصدرىا القمرين الند سات )‪ (Landsat‬كسبوت )‪ (spot‬ي‬
‫عدة مواضيع ثانوية‪ :‬طبوغرافية‪ ،‬مياه‪ ،‬طرؽ حالية‪ ،‬جيولوجية‪..‬إخل‪ .‬قاـ ـ‪ .‬بُت‪ .‬جيدك‬
‫)‪(M.Ben.Jeddou‬بأسبتة كم كبَت من ىذه اؼبعلومات بتمويل من قسم الػ ‪ SHS‬يف‬
‫اؼبركز الوطٍت للبحث العلمي ‪.6 CNRS‬‬
‫باإلضافة إذل ما سبق‪ ،‬يتضمن النظاـ ؾبموعة ثانية من اؼبعلومات اليت حصلنا عليها (كبن‬
‫علماء اآلثار كاؼبؤرخوف) إما ميدانيان‪ ،‬من خبلؿ أعماؿ اؼبسح كاللقى كالتنقيبات‪ ،‬أك أننا‬
‫استيلصناىا من مصادر أخرل كالصور اعبوية على سبيل اؼبثاؿ‪ .‬منذ العاـ‪ ، 2002‬نػي ٌفذت‬
‫ثبلث ضببلت ؼبسح منطقة اللجاة‪ ،‬دبا فيها ضبلة البعثة السورية – الفرنسية (بُت العامُت‬
‫‪ )2005-2003‬اليت كاف اؽبدؼ منها كضع أطلس مواقع منطقة جنوب سورية؛ كقد‬
‫ظبحت أعماؿ اؼبسح تلك بتسجيل حوارل ‪ 400‬موقعان أثريان‪ .‬كذلك قامت البعثة األثرية‬
‫الفرنسية العاملة يف منطقة جنوب سورية بإرجاع صبيع قناطر اؼبياه اؼبنقبة يف بصرل جغرافيان‪.‬‬
‫يبكن ترتيب ؾبموعيت اؼبعلومات اؼبكتسبة كاؼبستيلصة بأسلوب مًتابط على الدكاـ من كجهة‬
‫نظر حيزية‪ ،‬حبيث يتم ربديد اؼبوقع اعبغرايف الصرؼ لكل معلومة (إرجاع جغرايف) من خبلؿ‬
‫االستيداـ اؼبيداشل ألجهزة الػ ‪ GIS‬أك من خبلؿ ضبط الصور على خلفية اػبرائط اؼبتوفرة‪.‬‬
‫مت تسجيل اؼبعطيات اؼبيدانية كأماكن تواجدىا على أرض الواقع ضمن قاعدة بيانات‪ .‬بعد‬
‫ذلك‪ ،‬خضعت ىذه اؼبعلومات إذل معاعبات ـبتلفة (فرز‪ ،‬تناضد‪ ،‬إحصاء‪...‬إخل) نتج عنها‬
‫معطيات جديدة يبكن ربويلها كذبسيدىا بصريان باستيداـ أدكات صنع اػبرائط اؼبنظمة‬
‫بدكرىا كفقان للمواضيع اؼبطركحة (تضاريس‪ ،‬طرؽ‪ ،‬مياه ‪ ...‬إخل)‪ .‬يف النهاية‪ ،‬ظبحت ىذه‬

‫‪14‬‬
‫العملية باغبصوؿ على مزيج معقد من اػبرائط‪ .‬استطعنا حقيقة أف نستيدـ األداة ذاهتا يف‬
‫عملنا داخل تلك اؼبنطقة اليت تبلغ مساحتها ‪ 14000‬كم‪( 2‬الشكل ‪ ،)1‬سواء باعتماد‬
‫اؼبقياس احمللي أك اؼبقياس اإلقليمي‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬قمنا بأعماؿ رفع للميططات اػباصة دبواقع‬
‫عصر الربكنز القدصل يف شارايا كلبوة اليت حصلنا عليها خبلؿ مسح منطقة اللجاة كفق اؼبقياس‬
‫‪ 500/1‬أك‪ ،200/1‬كقمنا بعد ذلك بأسبتها ضمن قاعدة البيانات إذل جانب الرسوـ‬
‫التيطيطية الكبَتة اليت سبثل الطرؽ كالقنوات‪.‬‬

‫الشكل ‪ 1‬االمتداد اغبارل للمنطقة اليت سبت تغطيتها ضمن أنظمة‬


‫اؼبعلومات اعبغرافية اػباصة دبنطقة جنوب سورية‬

‫ال تساىم تقنيات الػ ‪ GIS‬يف رسم اػبرائط اؼبوضوعية فحسب‪ ،‬بل إهنا تساىم أيضان يف‬
‫اغبصوؿ على بيانات حيٌزية جديدة انطبلقان من التحليل اإلحصائي للبيانات اؼبوجودة أصبلن‪،‬‬
‫كمتح ٌكم هبا) يبكن مقارنتها مع الثوابت اؼبيداينة‪.‬‬
‫مباذج متوقعة (دبتغَتات معركفة ي‬
‫كيف إعداد ى‬
‫للحصوؿ على فكرة أكضح عن مستجدات استيداـ ىذه التقنيات يف خدمة علم اآلثار‪،‬‬
‫يبكنكم الرجوع إذل فعاليات مؤسبر مدينة أنتيب الفرنسية )‪ 7 (Antibes‬اؼبنعقد يف العاـ‬
‫‪. 2004‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -ΙΙ‬تطبيقات‪:‬‬
‫على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬يبكننا االستفادة من االستيدامات اؼبتعددة لتقنية نظم اؼبعلومات اعبغرافية‬
‫يف إعادة طرح بعض التساؤالت عن اؼبناطق القركية يف منطقة جنوب سورية‪ .‬نستعرض فيما‬
‫يلي ثبلثة مواضيع يبكن مناقشتها دبساعدة ىذه التقنية‪:‬‬
‫‪ -‬مقارنة شبكة القرل كاؼبواقع العائدة إذل الفًتة الركمانية مع الشبكة اغبالية (كاللجاة‬
‫كاؼبنطقة اؼبمتدة على طوؿ الطريق الواصل بُت بصرل كالسويداء)‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة القرل اغبالية انطبلقان من شبكة الطرؽ كشبكة اإلمداد باؼبياه‪ ،‬كطرح فرضيات‬
‫بشأف الفًتات اليت تغَت فيها تنظيم نسيج االستيطاف الريفي‪.‬‬
‫‪ -‬عرض أنظمة تقسيم ؿبتملة لؤلراضي على اؼبستول اؼبناطقي‪.‬‬
‫ال هندؼ من خبلؿ عرضنا ىذا إذل التشكيك بالتفاسَت اؼبتعلقة بأمور التأريخ‪ ،‬كإمبا نسعى‬
‫إذل إلقاء الضوء على أنبية تقنية عملنا اعبديدة كأداة مساعدة على التفكَت كعلى االستنتاج‪.‬‬
‫أ‪-‬مقارنة شبكة القرى والمواقع العائدة إلى الحقبة الرومانية مع شبكة القرى الحالية‪:‬‬
‫استنتجنا منذ زمن طويل "أف اجملتمع القركم موجود منذ القدـ يف منطقة جنوب سورية " أم‬
‫أنو يبثل عنصر استمرارية دل يتأثر كثَتان بالتغَتات السياسية‪ ،‬لكننا أدركنا يف الوقت نفسو "أننا‬
‫ال نعرؼ إال القليل عن تاريخ القرل اؼبكونة لو‪ ."8‬ساىم الكم اؽبائل للمعلومات اؼبستيلصة‬
‫من النقوش كمن ربليل اللقى اػبزفية اؼبكتشفة يف اؼبواقع اؼبنقبة‪ ،‬يف إعداد خرائط عن أماكن‬
‫كجود الشواىد اليت تثبت كجود القرل القديبة كاستمرارىا خبلؿ فًتتُت ‪ :‬سبتد األكذل من القرف‬
‫األكؿ قبل اؼبيبلد إذل القرف األكؿ اؼبيبلدم‪ ،‬كسبتد الثانية من القرف الثاشل إذل القرف السابع‬
‫اؼبيبلديُت‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫جمرٌن‬

‫قرٌا‬

‫بصرى‬ ‫برد‬
‫استطعنا أف نؤكد استيطاف ‪200‬‬
‫موقعان على األقل من مواقع اؼبنطقة‬
‫اؼبدركسة خبلؿ الفًتة الركمانية‬
‫(اللجاة كاؼبواقع الواقعة على امتداد‬
‫طريق بصرل السويداء)‪ .‬تبُت لنا‬
‫أيضان أف كثافة اؼبواقع القديبة أكرب‬
‫بكثَت يف اؼبناطق اؼبمسوحة بطريقة‬

‫الشكل‪ 2‬منطقة الطريق الركماشل الواصل بُت بصرل كالسويداء‪:‬منشآت تعود إذل‬ ‫منهجية‪ ،‬كأف نسيج االستيطاف يف‬
‫العصر الركماشل (باللوف الرمادم( كقرل حالية (باللوف األسود( (أعماؿ اؼبسح‬
‫تلك اؼبناطق أكثر كثافة منو يف‬
‫اؼبنفذة يف العاـ ‪ 1987-1986‬كاػبارطة اؼبنشورة يف مرجع بوزك عاـ ‪(2003‬‬
‫القرل اغبالية (شاىد أمثلة جنوب‬
‫اللجاة كمنطقة السويداء‪/‬بصرل)‬
‫(اللوحة ‪ 2‬كالشكل ‪ .)2‬على‬
‫العكس من ذلك‪ ،‬تشاىد بعض اؼبواقع الصغَتة اليت يقل عدد مبانيها عن اػبمسة و‬
‫مباف على‬
‫األرجح‪ ،‬ىذا فبا يطرح حتمان فرضية كجود شبكة من اؼبساكن اؼببعثرة أك الضيع الصغَتة أك‬
‫اؼبكملة للنسيج القركم يف الفًتة الركمانية‪ .‬سبق كأف شوىدت ىذه الظاىرة يف‬
‫اؼبزارع اؼبنعزلة ٌ‬
‫منطقة اعببل حيث عيثر على بعض اؼبزارع اؼبنعزلة ‪ .9‬ردبا تعود ىذه اؼبساكن اؼببعثرة إذل طور‬
‫توسيع التنظيم الزراعي‪ ،‬كستسمح معرفة الصفات اليت سبيزىا كالفًتة اليت تعود إليها بتوضيح‬
‫أفضل للدكر اؽباـ الذم لعبو "اجملتمع القركم" يف حوراف‪.‬‬
‫قبحنا يف ربديد تاريخ نسبة عالية من ىذه اؼبواقع ( ‪170‬موقعان ) بدقة نوعان ما‪ ،‬ككجدنا أف‬
‫ىذا التاريخ مشموؿ ضمن الفًتتُت اؼبذكورتُت سابقان‪ ،‬علمان بأننا حباجة لتأكيد ىاتُت الفًتتُت‬
‫عدد قليل من اؼبواقع العائدة إذل الفًتة القديبة‪ ،‬كالحظنا كجود‬‫يومان ما‪ .‬دل نتعرؼ إال على و‬

‫تفاكت بُت عدد اؼبواقع اؼبشاىدة يف اعبنوب كعددىا يف الشماؿ (خارج منطقة اؼبسح‬

‫‪17‬‬
‫اؼبكثف)‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬يعود السبب يف ذلك إذل مصادر معلوماتنا‪ ،‬فالنقوش النبطية ىي اليت‬
‫ظبحت لنا بإغناء توثيقنا يف اعبنوب‪ ،‬بينما ليس ىناؾ يف الشماؿ ‪ -‬باستثناء بعض‬
‫النقوش‪ -‬إال اػبزؼ (السيجيليو الشرقي) كمادة مرجعية؛ أما فيما يتعلق بالوثائق اؼبكتوبة‬
‫فإهنا دل تصبح حاضرة بشكل ملحوظ إال بدءان من القرف الثاشل اؼبيبلدم‪ .‬يبكننا من خبلؿ‬
‫اؼبقارنة (حقبة فحقبة) بُت أماكن توضع اؼبواقع القديبة كاؼبواقع القديبة اليت تشغلها قرل حالية‬
‫كبُت أنظمة القنوات (اللوحة ‪ 3‬ك‪ )4‬أف نستنتج ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إف قنوات جر اؼبياه اؼبستيدمة يف القرف األكؿ اؼبيبلدم ىي القنوات اؼبغذية للمواقع‬
‫العائدة إذل ما قبل عهد الواليات فقط (بصرل كردبا تل دبو)‪ ،‬كقد بنيت قناة جديدة‬
‫عبر اؼبياه من كادم اللوا باذباه ىيت‪.‬‬
‫‪ -‬أينشأت القنوات اػباصة بالقرل يف الطور اؼبمتد بُت القرنُت الثاشل كالرابع اؼبيبلديُت‬
‫(خاصة بُت القرنيُت اػبامس كالسابع اؼبيبلديُت) دبا فيها قنوات اؼبنطقة اؼبمتدة بُت‬
‫كاديي الزيدم كالذىب كتلك الواقعة مشارل كادم غزالة يف قسمو العلوم‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬كبن نثبت بذلك الفرضية القائلة‪ :‬دل يبدأ طور التطور الزراعي كتكثيف اؼبساكن‬
‫‪10‬‬
‫جر اؼبياه إذل تلك اؼبساكن‬
‫بشكل فعلي إال بدءان من القرف الثاشل اؼبيبلدم ‪ ،‬ككانت يتم ٌ‬
‫من الودياف باستيداـ القنوات‪.‬‬

‫ب‪ -‬محاولة فهم تنظيم القرى في الوقت الحاضر‪:‬‬


‫‪ -1‬انطبلقان من شبكة الطرؽ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫يبكن لشكل الطرؽ احمليطة بقرية ما أف يعطينا فكرة جيدة عن مسالك سكاف القرية كعن‬
‫األراضي اليت كانوا يًتددكف إليها‪ .‬نبلحظ يف منطقتنا اؼبدركسة ىنا أف األشكاؿ اؽبندسية‬
‫لتلك الطرؽ أملتها ضركرة االذباه كبو اغبقوؿ للقياـ بزراعتها‪ ،‬كقد ازبذت طبيعيان شكل قبمة‬
‫مركزىا القرية‪ ،11‬أما هنايات الفركع‬
‫فتتيذ شكل مضلع يتوافق مع نطاؽ‬

‫نوى‬
‫مسالك السكاف االعتيادية اؼبستقلة‬
‫عن طرؽ الربط بُت القرل ( شكل‪.‬‬
‫السوٌداء‬ ‫‪ 3‬كاللوحة ‪ .)7‬يبدك أف االذباه العاـ‬
‫لطرؽ الربط ىذه يساير يف أكثر من‬
‫منطقة اذباه أجزاء بعض الطرؽ‬
‫الشكل‪ 3‬خارطة الطرؽ اليت تأخذ شكل قبمة يف قرل جنوب سورية‬
‫حبسب اػبرائط الطبوغرافية العائدة لؤلعواـ‪(1980-1970‬سبثل اػبطوط‬ ‫الركمانية‪ :‬ؿبور بصرل – إزرع (التابع‬
‫اؼبنقطة اؼبسالك القريبة من الطرؽ الركمانية)‪.‬‬
‫للنقرة) يف اؼبركز كاعبنوب‪ ،‬كؿبور‬
‫مزيريب ‪ -‬نول غربان يف البثنية(شكل‪ 4 .‬الصفحة التالية)‪.‬‬
‫يبكن زبمُت مساحة القرية زبمينان مبدئيان كتقريبيان من خبلؿ معرفة مساحة اغبيز احملصور‬
‫ضمن نطاؽ الطرؽ‪ .‬أثبت فرانسوا فيلنوؼ‪ ،(Fr.Villeneuve) 12‬من خبلؿ أعماؿ‬
‫الرفع اليت قاـ هبا انطبلقان من الصور اعبوية اؼبلتقطة يف العاـ ‪ ،1930‬كجود عبلقة كثيقة بُت‬
‫الطرؽ كالتقسيمات الزراعية‪ ،‬لكنو أكد يف الوقت نفسو صعوبة معرفة حدكد األراضي ميدانيان‬
‫(ص‪)80-76 .‬؛ إذ تتعرض ىذه اغبدكد إذل تغَت سري وع نسبيان مع مركر الزمن‪ .‬على سبيل‬
‫اؼبثاؿ‪ ،‬يظهر من خبلؿ اؼبقارنة بُت اػبريطة الطبوغرافية العائدة إذل األعواـ ‪-1970‬‬
‫‪ ،1980‬كتلك اؼبنفذة باالعتماد على الصور الفضائية القديبة ‪ )1930( 13‬اؼبأخوذة ؼبنطقة‬
‫بصرل – السويداء‪ ،‬اندثار شبكة الطرؽ اػباصة بقرية كتر (اؼبهجورة) الواقعة بُت ؾبيمر‬
‫كصبرين خبلؿ اػبمسُت عاـ الفاصلة بينهما‪ .‬من اؼبؤكد أف ظاىرة اندثار الطرؽ ىذه موجودة‬

‫‪19‬‬
‫منذ كقت طويل يف سهل النقرة الزراعي‪ ،‬إذ تتش ٌكل الطرؽ نتيجة السَت عليها بشكل‬
‫رئيسي‪ ،‬كبالتارل فهي زبتفي حُت يتم ىجرىا‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬دل تندثر اؼبسالك‬
‫اؼبسايرة آلثار الطرؽ القديبة يف اؼبناطق اعببلية كالغابات كاؼبناطق البازلتية اؼبستوية (اليت تضم‬
‫أسواران حجرية منيفضة) إال بعد االستيداـ اغبديث لآلالت الضيمة يف اؼبشاريع‬
‫اغبكومية‪.‬‬
‫قاـ ت‪.‬ج‪ .‬كيلكنسوف‪ (T.G.Wilkinson)14‬بدراسة مسالك منطقة اعبزيرة يف مشارل‬
‫سورية (اؼبستيدمة أيضان الستجرار مياه اؼبسيبلت) دراسة تفصيلية‪.‬‬
‫يبلحظ كجود تصنيفُت ألبعاد األراضي الواقعة ضمن نطاؽ اؼبسالك (اللوحة ‪ ،)5‬كيتوجب‬
‫علينا دراسة التوافق بُت ىذين التصنيفُت ك القياـ بأحباث مكملة لدراسة الصفات اؼبميزة‬
‫ؽبذه القرل دراسة تفصيلية‪ :‬حجم اإلعمار‪ ،‬اؼبساحات اليت تشغلها األمبلؾ اػباصة ‪...‬‬
‫إخل‪ .‬تتميز العواصم اإلقليمية (السويداء كبصرل كدرعا) كقرل البثنية الكبَتة غربان (نول‬
‫كجاسم) باتساع مساحة أراضيها‬
‫الشكل‪ 4‬خارطة الطرؽ‪ :‬يشار إذل الطرؽ اليت تصل بُت القرل كاليت‬
‫تظهر كفق اذبهات متجانسة باللوف األسود‪.‬‬ ‫الزراعية مقارنة مع القرل األخرل‬
‫األصغر حجمان‪.‬‬
‫تظهر يف اػبارطة (شكل‪ )4 .‬قرل تتيذ مسالكها أشكاؿ ـبتلفة‪:‬‬
‫‪ -‬شرقي اللجاة‪ :‬قي ٌسمت األراضي على شكل حقوؿ تتجو باذباه مشاؿ شرؽ – جنوب‬
‫غرب‪ ،‬يبكن التنقل بينها بواسطة حزمة من الطرؽ اؼبتوازية اؼبتصلة مع بعضها عرب طريقُت‬
‫متعامدين معها‪.15‬‬
‫كحراف كداما كلبُت‪/‬جرين‬
‫‪ -‬داخل اللجاة‪ :‬تتيذ مسالك طبس قرل كبَتة قرل (عريقة ٌ‬
‫كعاسم) شكل النجمة يف األصل‪ ،‬بينما يشاىد يف قرل أخرل (خرسا ككقم كصميد كؾبدؿ)‬
‫ككذلك القرل القديبة اؼبهجورة (بػيٍرد كالبشم كجاج كجواشل‪ /‬رصيف) آثار طرؽ متوازية‬

‫‪20‬‬
‫تقطعها خطوط منحنية‪ ،‬ردبا ىي آثار تقسيمُت سابقُت باذباىُت ـبتلفُت مازاال متقاطعُت‬
‫جزئيان‪.‬‬
‫‪ -‬السهل الواقع على السفح الغريب عببل العرب بُت عتيل كشهبا‪ :‬األراضي اؼبقسمة على‬
‫شكل حقوؿ رباعية الزكايا ىي اليت فرضت شكل الطرؽ‪.‬‬
‫‪ -‬السهبلف الواقعاف جنوب‪-‬شرؽ إزرع كمشاؿ‪ -‬شرؽ بصرل أخَتان‪ :‬ال كجود للطرؽ‬
‫الشعاعية فيهما ‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬كبن متأكدكف من كجود شبكات ـبتلفة من الطرؽ‪ ،‬كمن أف اػبارطة اغبالية ما ىي إال‬
‫انعكاس لتاريخ معقد‪ ،‬لكننا دل نتمكن حىت اليوـ من معرفة التسلسل الزمٍت لتش ٌكل الطرؽ‬
‫الشعاعية اليت بقيت مستيدمة حىت الربع األخَت من القرف العشرين‪.‬‬
‫‪ -2‬انطبلقان من شبكة الرم‪:‬‬
‫إذا ما قمنا بتنضيد خطوط األهنار كالقنوات اؼبغذية القرل باؼبياه فوؽ نطاقات الطرؽ (اللوحة‬
‫‪ )5‬نبلحظ ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ال تشكل األهنار حدكدان طبيعية للقرية‪ ،‬إذ تتوزع أراضي القرية على طريف اجملرل اؼبائي‬
‫الذم ىبًتقها يف حاؿ تواجده‪.‬‬
‫‪ -‬عادة ما يتم استجرار اؼبياه من داخل ؿبيط طرؽ القرية‪ .‬يتم يف بعض اغباالت‬
‫استجرار اؼبياه من خارج حدكد القرية بواسطة شبكة من القنوات (كالقنوات اؼبتفرعة‬
‫من كادم الزيدم أسفل بصرل) اليت تىعرب أراضي قرل ـبتلفة لتصل إذل أراضي القرية‬
‫اليت ىي كجهتها‪ .‬كاف ىذا اؼبركر (كحىت استجرار اؼبياه حبد ذاتو) يتم كفق قوانُت حق‬
‫استيداـ للمياه كمركرىا‪ ،‬سبت صياغتها بعد مفاكضات بُت القرل‪ .‬يبلحظ أف‬
‫قنوات اؼبياه اليت تعرب أراضي قرية اعبيزه غريب بصرل تنطلق من مكاف اسًتاتيجي يف‬
‫كادم الزيدم‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫إذان‪ ،‬بعد أف ساد االعتقاد بأف نطاؽ طرؽ القرل القديبة هبب أف ال ىبتلف عن نطاؽ الطرؽ‬
‫‪17‬‬
‫اغبالية يف اؼبناطق اليت تكوف فيها كثافة القرل فباثلة ‪ ،16‬أ ٌكد لنا ذ‪ .‬بوزك‬
‫)‪ (The.Bauzou‬من جديد بأف األماكن قد تتغَت بشكل كبَت من فًتة زمنية إذل أخرل‪.‬‬
‫بناءن عليو‪ ،‬يبكننا افًتاض كجود مرحلة أكذل من االستيطاف الريفي‪ :‬سبثلٌت بإنشاء شبكة القرل‬
‫اؼبنتشرة على امتداد الودياف‪ ،‬تلتها على ما يبدك مرحلة تكثيف لئلعمار استمرت لعدة قركف‬
‫كترافقت مع االستثمار الزراعي ألر و‬
‫اض جديدة؛ ىذا فبا فرض إعداد شبكة جديدة من‬
‫القنوات عبر اؼبزيد من اؼبياه‪ .‬أدل تطور اؼبساكن اؼببعثرة يف مرحلة االستيطاف تلك إذل إدخاؿ‬
‫مكوف ثالث إذل النسيج الريفي ىو األرض الزراعية اؼبعزكلة (أك ما يدعى باؼبزرعة) اليت عادة‬
‫ما تتواجد بالقرب من اؼبدينة أك القرية‪ .‬إذان ‪،‬هبب أف نفكر مليان كأف ندرس حقبة فحقبة‬
‫‪18‬‬
‫"‪.‬‬ ‫فكرة أف "اغبياة الريفية يف حوراف كانت قائمة على القرل كفقان ؼبفهوـ البٌت الزراعية‬
‫لؤلسف دل نتمكن من ربديد التاريخ الذم تعود إليو اؼبساكن اؼببعثرة بدقة بعد‪ ،‬إذ قد تكوف‬
‫الشاىد على مرحلة بعثرة اؼبساكن ك"انتشار األديرة" بدءان من القرف اػبامس اؼبيبلدم‪ ،19‬أك‬
‫قد تكوف الشاىد على االستثمار اؼببعثر لؤلراضي الزراعية بدءان من القرف الثاشل اؼبيبلدم‪ .‬يف‬
‫اغبقيقة‪ ،‬كبن حباجة إذل القياـ بالكثَت من الدراسات اؼبيدانية لفهم ىذه الظاىرة‪.‬‬

‫ج‪ -‬التحدث عن األنظمة المحتملة لتقسيم األراضي على النطاق اإلقليمي‪:‬‬


‫تعتمد كل الدراسات اػباصة بطرؽ التقسيم اؼبذكورة سابقان على حدكد اغبقوؿ اؼبشاىدة يف‬
‫الصور اعبوية‪ ،‬كقد ربققنا من كجودىا على أرض الواقع كقمنا بتحديدىا كربديد اذباىاهتا‬
‫باستيداـ اؼبزكاة (آلة دقيقة يستعملها اؼبساحوف لقياس الزكايا األفقية كالرأسية)‪ .‬مع ذلك‪،‬‬
‫قبد صعوبة يف سبييز ىذه اغبدكد على اؼبستول اإلقليمي‪ ،‬إذ إف الصور اعبوية مشوىة دائمان‪،‬‬
‫كاؼ من الصور اليت يبكن أف كبصل انطبلقان منها على خرائط‬‫كما إنو ال يتوفر لدينا عددان و‬

‫شاملة كمتكاملة كصحيحة ىندسيان دبقياس صغَت‪ .‬ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية تعترب‬

‫‪22‬‬
‫عملية ضبط اػبرائط اؼبيتلفة (اؼبوضوعة خبلؿ السنوات األخَتة باالعتماد على خرائط‬
‫طبوغرافية مبتلكها) عملية غَت دقيقة (اللوحة ‪ .)6‬مازلنا مبتلك كمان ىائبلن من الصور اعبوية‬
‫اليت ربتاج إذل ضبط‪ ،‬كقد قاـ كل من جاؾ‪ .‬لوببلنك كجاف بيَت‪ .‬فاالت‪20‬بشرح الصعوبات‬
‫اليت قد نواجهها يف حاؿ اللجوء إذل استيداـ الوثائق اؼبيتلفة اؼبتوفرة كمقارنتها مع بعضها‬
‫البعض‪ .‬بناءن على الفحص األكرل آلثار التقسيم األساسية اؼبثبت كجودىا‪ ،‬نرجح القياـ‬
‫بتقسيم األراضي كفق أنظمة ؿبلية أكثر من فكرة تبٍت نظم إقليمية‪ .‬قاـ كل من ذ‪ .‬بوزك‬
‫(‪ )2003‬كفرانسوا فيلنوؼ (‪ )1985‬بتحديد ىذه التقسيمات على كب وو جيد‪ ،‬كتبُت أهنا‬
‫عادة ما تعتمد على شبكة الطرؽ الركمانية‪ ،‬أم إف إنشاؤىا يعود إذل فًتة الحقة ؽبا‪ .‬يف‬
‫اعبنوب‪ :‬يتعلق األمر بشبكة تساير الطريق الواصل إذل صليد شرقي بصرل كتتجاىل طريق‬
‫بصرل – السويداء‪ ،‬أما يف الشماؿ‪ :‬يعتمد التقسيم على طريق السويداء – شهبا‪ ،‬مباشرة‬
‫قبل دخولو مدينة شهبا‪.‬‬
‫يف العاـ ‪ ،1997‬اقًتح كل من جاؾ‪ .‬لوببلنك كجاف بيَت‪ .‬فاالت شبكة التقسيمات‬
‫اإلقليمية الكبَتة اؼبسماة "التقسيم اؼبساحي لقنوات" اليت امتدت من قمم جبل العرب إذل‬
‫اؼبنطقة الواقعة غريب السويداء‪ ،‬لكن من الصعب تتبع حدكدىا خارج اؼبنطقة القممية للجبل؛‬
‫كحىت كلو ثىػبيت كجودىا يف السهل‪ ،‬فإهنا دل تًتؾ آثاران كاضحة كما ىو شأهنا يف اغبالتُت‬
‫السابقتُت‪ .‬لقد حاكلنا أف نضبط كل ىذه الوثائق على خلفية خارطة متجانسة‪ ،‬لكننا دل‬
‫ننجح يف ربقيق ذلك سبامان كاستنتجنا أف اغبل الوحيد كاغبقيقي إلعادة ضبطها (كفقان‬
‫للعبلقات اليت تربطها مع بعضها البعض) يكوف بإرجاعها جغرافيان نسبةن إذل أماكن ؿبددة‬
‫على أرض الواقع‪.‬‬
‫يتبُت من خبلؿ ىذا العرض اؼبيتصر أنو بإمكاننا أف كبرز تقدمان يف فهم اؼبنهجية اليت مت‬
‫كفقها تقسيم األراضي يف منطقة جنوب سورية من خبلؿ حصولنا على إرجاعات جغرافية‬
‫دقيقة‪ ،‬كمن خبلؿ القياـ بتجميع الوثائق (األثرية كالفوتوغرافية) اؼبتاحة بطريقة صحيحة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫يتوجب علينا أيضان صبع كل اؼبعطيات اليت حصل عليها أعضاء بعثاتنا العاملة يف منطقة‬
‫جنوب سورية منذ ثبلثُت عامان‪ ،‬السيما كأننا مبتلك اليوـ األدكات اليت تسمح لنا بتحقيق‬
‫ذلك‪.‬‬

‫اللوحة ‪1‬‬

‫‪24‬‬
‫دمشق‬

‫بصرى‬

‫خريطة تبُت أعماؿ اؼبسح اؼبكثفة اليت طالت منطقة جنوب سورية‬

‫اللوحة ‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫وادي اللوا‬

‫منطقة جنوب شرؽ اللجاة‪ :‬قرل تعود إذل الفًتة الركمانية كقرل حالية (أعماؿ اؼبسح اؼبنفذة يف العاـ ‪(2005‬‬

‫‪26‬‬
‫اللوحة ‪3‬‬

‫خريطة تضم منشآت (مواقع كقرل حالية كانت مشغولة يف العصور القديبة) تعود إذل القرف األكؿ اؼبيبلدم ككذلك ترتيبات مائية تعود إذل‬
‫كافة الفًتات‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اللوحة ‪4‬‬

‫خريطة تضم منشآت (مواقع كقرل حالية كانت مشغولة يف العصور القديبة) تعود إذل القرنُت الثاشل كالسابع اؼبيبلديُت ككذلك ترتيبات مائية‬
‫تعود إذل كافة الفًتات‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اللوحة‪5‬‬

‫خريطة لنطاقات طرؽ اؼبواصبلت يف قرل منطقة جنوب سورية كلقنوات استجرار اؼبياه‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اللوحة ‪6‬‬

‫ؿباكلة ضبط خرائط ؾبزأة مت اغبصوؿ عليها انطبلقان من صور جوية خاصة دبنطقيت بصرل كالشهباء (اؼبراجع ‪ :‬بوزك ‪ 2003‬اللوحة‬
‫‪ 3-185,186‬؛فيلنوؼ ‪،1985‬ص‪ 78.‬؛لوببلنك ك فاالت ‪ ،1997‬الشكل ‪ ،4‬ص‪)42.‬‬

‫‪30‬‬
:‫اؽبوامش‬
1. BAUZOU 2003.

.‫ كالكتاب اغبارل‬VALLAT 1997‫ ك‬LEBLANC .2


3. SADLER 1990.
4. BRAEMER et alii 2004.
5. BRAEMER 1988.
.2006-2003 ،"‫ األردنية‬-‫ ردان على استدراج العركض "السورية‬.6
7. BRAEMER et alii 2005.
8. DENTZER 1986, P.397.
9. LEBLANC etVALLAT 1997; BRAEMER 1993.
10.DENTZER-FEDY 1986, P. 286.
11.GENTELLE 1985, P. 43; VILLENEUVE 1985, P. 80.
12.VILLENEUVE 1985, P. 68, 78, 79.
13.BAUZOU 2003.
14.WILKINSON 2003, P. 109-122.
15.VILLENEUVE 1985, P. 126 ; BAUZOU 2003, P. 293.
16.GENTELLE 1985, P. 43.
17.BAUZOU 2003, P. 307.
18.VILLENEUVE 1985, P. 115 et 128.
19.VILLENEUVE 1985, P. 129.
20.LEBLANC ET VALLAT 1997, P. 38.

31
‫‪-2‬آثارية المشهد الطبيعي وأعمال المسح األثرية‪ :‬المسكن القروي وتقسيم األراضي‬
‫في جبل العرب (سيع ‪ -‬قليب) ‪:‬‬
‫جاف‪ -‬بيَت فاالت كجاؾ لو ببلنك‬
‫‪J. Le Blanc et J.-P. Vallat‬‬

‫بدءان من العاـ ‪ ،1974‬نػي ٌفذت سلسلة من أعماؿ اؼبسح يف منطقة جبل العرب كحوراف‬
‫هبدؼ دراسة كضع اؼبنطقة يف الفًتة اؼبمتدة من الكالكوليت )‪ (Chalcolithique‬إذل‬
‫العهد اإلسبلمي‪ .‬قاـ بأعماؿ اؼبسح ىذه أكثر من عضو يف دائرة األحباث األكربية‬
‫(‪ )ERA‬رقم ‪ ،20‬ككذلك علماء آثار كجغرافيوف من مركز فالبوف )‪(Valbonne‬‬
‫لؤلحباث اؼبتعلقة باآلثار‪ ،‬كمت نشر النتائج األساسية يف كتاب حوراف‪ 1‬كيف سلسلة من‬
‫اؼبقاالت يف ؾبلة سورية )‪ .(Syria‬لن نستعرض ىنا إال اؼبعطيات اليت نشرهتا بعثيت جاف‬
‫بيَت ‪ .‬فاالت كجاؾ‪ .‬لو ببلنك بعد انتهاء عملهما يف منطقة سيع باؼبشاركة الفعالة لكل من‬
‫فرانسوا فيلنوؼ )‪ (Fr.Villeneuve‬كفرانسوا بريبر )‪ .1(Fr.Braemer‬سبت آخر‬
‫ضببلت اؼبسح كالرفع اؼبعمارم يف أيلوؿ من العاـ ‪ ،2004‬ككاف ذلك ضمن إطار برنامج‬
‫اؼبعهد الفرنسي للشرؽ األدسل‪" :‬التعرؼ على اؼبساكن القديبة يف منطقة جنوب سورية‬
‫كطبولوجيتها (خصائصها اؽبندسية)" الذم أطلقتو باسكاؿ كلوس باليت‪.‬‬
‫اقتصرت أعماؿ اؼبسح اؼبنهجية على مساحة ‪ 100‬كم‪ 2‬من الضواحي اعبنوبية ؼبنطقة سيع‬
‫(اللوحة‪ ،)1‬كقد سبت أىسبتة اؼبعطيات الناصبة عنها‪ .‬استطعنا من خبلؿ دراسة الًتتيب‬
‫الداخلي لكل تقسيم كالركابط اليت تربط التقسيمات ببعضها البعض‪ ،‬ككذلك التواريخ النسبية‬
‫للحدكد يف ما بينها كاؼبواقع اؼبميزة للمساكن القديبة اؼبشيدة فيها‪ ،‬أف نطرح بعض الفرضيات‬
‫اؼبتعلقة بتأريخ كل اؼبشاىد الطبيعية القديبة الواقعة بُت سيع كقليب‪ .‬اعتمدنا يف دراستنا ىذه‬
‫على طرؽ اتبعتها قبلنا بعض فرؽ اؼبسح العاملة يف حوض اؼبتوسط‪ :‬خاصة فريق بانتليف‬
‫)‪ (Bintliff‬يف اليوناف كباركر )‪ (Barker‬يف إيطاليا كطرابلس كفيبليسكوسا‬
‫)‪ (Villaescusa‬كلوفو )‪ (Leveau‬كفاالت )‪ (Vallat‬يف كل من فرنسا كإيطاليا‬
‫كإسبانيا‪2‬؛ كما أننا استعنا خبرائط (باؼبقياسُت ‪ 1/25000‬ك‪ )1/50000‬كبصور جوية‬
‫التقطت منذ عهد االنتداب الفرنسي كحىت الستينيات من ىذا القرف (القرف العشرين)‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫أعطتنا ىذه الصور فكرة عن حالة اؼبنطقة قبل األطوار اغبديثة للتطور الزراعي الذم تسبب‬
‫يف زبريب معادل التقسيمات القديبة لؤلراضي كيف إعادة ترتيبها إذل حد كبَت‪ ،‬إذ يشغلت‬
‫األراضي البور من جديد كانتشرت البساتُت كأيصلحت اعبدراف اؼبنيفضة كشيٌدت الدركب‬
‫كالطرؽ اغبديثة‪.‬‬
‫‪ -Ι‬تنظيم المشاىد الطبيعية‪:‬‬
‫تتمثٌل اؼبساحة اؼبدركسة هبضبة قليلة التضاريس (‪ 1300‬إذل ‪1500‬ـ عن سطح البحر)‬
‫تقع على اعبانب الشمارل الغريب عببل العرب‪ ،‬كوبدىا قليب من اعبنوب كرعن سيع من‬
‫الشماؿ‪ ،‬بينما يشرؼ طرفها الغريب (اؼبكوف من حرج من أشجار البلوط) على سهل النقرة‪.‬‬
‫تعترب تربية اؼباشية كزراعة الكرمة كالبساتُت من أىم النشاطات االقتصادية اليت يبارسها سكاف‬
‫اؽبضبة ‪.‬‬
‫يىػ ٍقسم اؼبشهد الطبيعي اغبارل عدد كبَت من األسوار اغبجرية اؼبنيفضة اليت ربد اغبقوؿ‬
‫اؼبسواة على‬
‫كاؼبزارع اػباصة‪ ،‬ككذلك اؼبصاطب من خبلؿ مسايرهتا الكبناءات األراضي ٌ‬
‫اؼبنحدرات اؼبطلة على الودياف‪3‬؛ كعادة ما تقطعها أسوار أخرل تأخذ اذباه اؼبنحدر ذاتو‪.‬‬
‫تضم اؽبضبة أيضان ؾبموعة ثانية من األسوار اؼبنيفضة اليت ربد بدكرىا تقسيمات غَت‬
‫منتظمة دبيطط مضلع الشكل‪ ،‬كما أهنا تضم أسواران أخرل متعامدة‪ .‬كشفت أعماؿ اؼبسح‬
‫عن كجود مباف ؿبفوظة بشكل جيد ما زاؿ بعضها قائمان حىت اليوـ بفضل متانة بنائها‪ ،‬بينما‬
‫اهنار بعضها اآلخر كربوؿ إذل أنقاض بالكاد يبكن سبييزىا عن اغبجارة‪ ،‬كقد تسببت ىذه‬
‫األنقاض يف إحالة اؼبواقع اليت ربتلها إذل أراضي بور‪.‬دل ننجح دائمان يف ربديد كظيفة كل‬
‫اؼبباشل اليت تش ٌكل دبجملها عناصر بارزة يف اؼبشهد الطبيعي سواء بتقنية بنائها أك دبوقعها يف‬
‫قلب اؼبشاىد الطبيعية أك حىت بعناصر التأريخ اليت تضمها‪.‬‬
‫هبب أخذ تاريخ مدف السويداء كقنوات كسيع كبصرل بعُت االعتبار عند القياـ دبسح اؼبنطقة‬
‫اؼبمتدة بُت سيع كقليب‪ ،‬إذ تتوفر منشورات خاصة بتقسيمات بعض تلك اؼبدف‪.4‬‬
‫نذكر فيما يلي‪ ،‬كباختصار‪ ،‬طرؽ التقسيم اؼبساحي اؼبتبعة‪:‬‬
‫‪ -‬شرقي بصرل‪ ،‬قي ِّسمت األراضي اؼبمتدة من أسوار اؼبدينة إذل قرييت بيرد كالعفينة كفقان‬
‫لتقسيم مساحي حدكده متعامدة كمنتظمة كتبعد عن بعضها البعض دبقدار ‪ 532‬ـ‬

‫‪33‬‬
‫أك ‪ 1800‬قدـ (دبا يعادؿ ‪ 0.295‬ـ للقدـ الواحدة)‪ ،‬أم حوارل ‪ 15‬أكتيوس‬
‫(كحدة ركمانية تعادؿ ‪35.5‬ـ)‪ .‬مشل ىذا التقسيم مساحات كاسعة تعادؿ عشرات‬
‫الكيلومًتات اؼبربعة‪.‬‬
‫قسمت األراضي الواقعة بُت اؼبنطقة الشرقية للسويداء كتل قليب بالطريقة ذاهتا لكن‬ ‫‪ٌ -‬‬
‫كفق كحدة قياس تعادؿ الػ ‪540‬ـ‪ ،‬كقد امتد ىذا التقسيم إذل مدينة السويداء غربان‬
‫كإذل قنوات مشاالن‪.5‬‬
‫قسمت األراضي كفق تقسيم مساحي تتيذ حدكده شكل اؼبركحة‬ ‫‪ -‬جنويب سيع‪ٌ ،‬‬
‫كشكل األشرطة اؼبتداخلة‪ .‬تضم ىذه اؼبنطقة أيضان مشهدان طبيعيان صغَتان غَت منتظم‬
‫(متاخم لقرييت سيع كخربة العنز) مشاهبان ؼبشهد قليب كأراضيو الزراعية‪ .‬قي ِّسم ىذا‬
‫اؼبشهد بدكره على شكل مضلعات‪ .‬شاىدنا أيضان جنويب سيع نوع من اغبدكد‬
‫دعوناىا بسيع ‪ .292‬ال تفصل ىذه اغبدكد بُت أنواع التقسيمات الثبلثة فحسب‬
‫كإمبا بُت األنواع اؼبيتلفة للمساكن أيضان‪.‬‬
‫قسم ىذا اؼبشهد ىندسيان على شكل‬ ‫‪ -‬اؼبشهد الطبيعي الريفي اؼبمتد بُت سيع كقليب‪ٌ .‬‬
‫أشرطة متعامدة باذباه مشاؿ جنوب‪ ،‬كيبلحظ أنو يضم طبقات ـبتلفة من التنظيم‬
‫اغبيٌزم الذم اختفت آثار بعضو أكثر من بعضو اآلخر‪.‬‬
‫يظهر من خبلؿ قراءة اػبرائط كالصور اعبوية أف أشكاؿ التقسيمات اؼبيتلفة تلك سبتد‬
‫كصوالن إذل مدينيت سويداء كقنوات‪ ،‬لكننا لن نقدـ ىنا سول نتائج األحباث اؼبيدانية اػباصة‬
‫باؼبنطقة اؼبمتدة بُت سيع كقليب‪ .‬قمنا بدراسة عشرات اؼبواقع كبرفع بناىا كبدراسة لقاىا‬
‫كموقعها البارز كسط اؼبشهد الطبيعي‪ ،‬كحاكلنا معرفة العبلقات اليت تربطها مع حدكد‬
‫التقسيمات احملفوظة (اللوحة ‪ 2‬أ)‪.‬‬
‫يبلحظ أف اؼبشهد الطبيعي حديث جدان‪ ،‬إذ تبُت من خبلؿ دراسة آثار اغبدكد كالطرؽ اليت‬
‫يزب ٌدـ اغبقوؿ بأهنا كانت مستيدمة يف التاريخ الذم التقطت فيو الصور‪ ،‬لكننا ال نستبعد‬
‫فكرة حصوؿ تغيَت حديث‪ ،‬ردبا حصل إثر عملية ضم األراضي يف العاـ ‪ 1890‬أك حىت‬
‫بعد الثورات اليت قاـ هبا الدركز يف بداية القرف العشرين‪ .‬يف حاؿ أثبتنا صحة فرضيتنا ىذه‪،‬‬
‫فبل بد من أف مع ٌدم التغيَت أخذكا الًتتيبات السابقة بعُت االعتبار‪.6‬‬

‫‪34‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬ال يبدك لنا اؼبشهد الطبيعي متحجران‪ ،‬إذ مازاؿ مستيدمان كأرض زراعية‪،‬إال أننا‬
‫شاىدنا حدكدان من النموذج كاالذباه ذاهتما كتبعد عن بعضها البعد نفسو‪ ،‬لكنها تعود إذل‬
‫مشهد طبيعي متحجر‪ ،‬فبا يشَت إذل قدـ تشكلو‪ .‬باإلضافة إذل ذلك‪ ،‬يعج اؼبكاف باآلثار‬
‫كاللقى األثرية القديبة‪ ،‬أم يبكننا افًتاض كجود مواقع زراعية قديبة ؿبفوظة‪ .‬تتجو حدكد‬
‫التقسيمات اؼبساحية كاؼبسالك كالطرؽ يف ذلك اؼبشهد الطبيعي باذباهٍ‪ 390‬بشكل رئيسي‪،‬‬
‫كربدد حوارل عشرين مربعان طوؿ ضلعو ‪ 540‬ـ تقريبان‪ .‬تتجو التقسيمات الداخلية بدكرىا‬
‫باذباه شرؽ – غرب بشكل رئيسي كيفصل بينها أشرطة متوازية تبعد عن بعضها دبقدار ثلث‬
‫أك ربع كحدة القياس اؼبعيارية ‪ 540‬ـ‪ .‬يبلحظ أيضان أف عددان كبَتان من اؼبواقع األثرية‪ ،‬اليت‬
‫عادة ما تتواجد يف أماكن ملفتة لبلنتباه‪ ،‬تتجو كفق اذباه اغبدكد ذاتو‪ :‬خاصة اؼبواقع ‪57‬‬
‫ك‪ 59‬ك‪ 61‬ك‪ 62‬ك‪ 79‬ك‪ 81‬ك ‪.82‬‬
‫كما نوىنا سابقان‪ ،‬يظهر عدد كبَت من اغبدكد اليت سبثل التقسيم الداخلي للمشهد الطبيعي‬
‫يف الصور اعبوية كعلى اػبرائط‪ ،‬كقد قمنا بالتحقق من كجودىا ميدانيان (داخل الطرؽ‬
‫القديبة) باستيداـ اؼبزكاة؛ كاف ذلك هبدؼ ربديد تواتر انتشارىا (اللوحة ‪ 2‬ب)‪.‬‬
‫إذا ما قارنا ىذه اؼبعطيات مع اؼبقاييس القديبة‪ ،‬يبكننا طرح عدة فرضيات اختصرناىا يف‬
‫اعبدكؿ التارل الذم يأخذ بعُت االعتبار تغَت كحدة القدـ تبعان للمقاييس اؼبعركفة يف حوض‬
‫البحر اؼبتوسط يف العادل القدصل‪.7‬‬
‫عدد األذرع‬ ‫الذراع‬ ‫قيمة‬ ‫القدـ‬ ‫قيمة‬ ‫عدد األقداـ‬ ‫كحدات‬ ‫عدد‬ ‫القياسات‬ ‫اغبارل‬ ‫القياس‬
‫بالسم‬ ‫بالسم‬ ‫االكتيوس‬ ‫الركمانية‬ ‫باؼبًت‬
‫األكتيوس باؼبًت‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪37.2‬‬ ‫ميدانيان‬
‫‪1‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪34.8‬‬ ‫الصور‬ ‫على‬
‫اعبوية‬
‫‪380‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪37.00‬‬ ‫‪185‬‬
‫‪450‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪720‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪36.67‬‬ ‫‪220‬‬
‫‪700‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪35.10‬‬ ‫‪351‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪0.51‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪1680‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪36.71‬‬ ‫‪514‬‬
‫‪1100‬‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪1800‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪35.47‬‬ ‫‪532‬‬
‫‪1100‬‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪1800‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪36.00‬‬ ‫‪540‬‬
‫‪1300‬‬ ‫‪0.51‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪2160‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪36.89‬‬ ‫‪664‬‬
‫‪1300‬‬ ‫‪0.51‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪2280‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪34.95‬‬ ‫‪664‬‬
‫‪1400‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪2400‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪36.60‬‬ ‫‪732‬‬
‫‪1400‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪2520‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪34.86‬‬ ‫‪732‬‬
‫‪3300‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪5400‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪36.67‬‬ ‫‪1654‬‬

‫‪35‬‬
‫‪3300‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫‪5520‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪35.96‬‬ ‫‪1654‬‬
‫‪3300‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪5640‬‬ ‫‪47‬‬ ‫‪35.19‬‬ ‫‪1654‬‬

‫جدكؿ تلييصي‬
‫األمتار‬ ‫الذراع‬ ‫األقداـ‬ ‫بػ‬ ‫القياس‬
‫‪0.31‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.525‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.5‬‬
‫‪17.5‬‬ ‫‪33.33‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪35.00‬‬ ‫‪66.66‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪52.5‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪150‬‬

‫سبت اغبسابات السابقة لتحديد قيمة تقريبية لؤلكتيوس كالذراع باألقداـ‪ ،‬حبيث نستطيع أف‬
‫بعدد صحيح‪ .‬تنحصر قيمة األكتيوس بُت ‪34.8‬ـ – ‪37.2‬ـ‪،‬‬ ‫نعرب عن الطوؿ اؼبقاس و‬
‫ٌ‬
‫بينما تًتاكح قيمة الذراع بُت ‪0.48‬ـ ك‪0.52‬ـ‪ ،‬أما كحدة القدـ فتًتاكح قيمتها بُت‬
‫‪0.29‬ـ ك‪0.31‬ـ‪ .‬يتبُت من خبلؿ اؼبقالة اليت كتبها ىػ ‪ .‬بوسينغ )‪ (H.Busing‬أف‬
‫اؼبقاييس األتيكية كاأليونية كالدكرية اؼبستيدمة يف منطقة اؼبتوسط زبتلف حبسب اؼبنطقة‬
‫اؼبستيدمة فيها (فلسطُت‪ ،‬مصر‪ ،‬سورية‪ ،‬ببلد الرافدين‪ ،‬اليوناف) ككذلك حبسب اغبقبة‬
‫الزمنية‪ ،‬ىذا فبا يفسر اختبلؼ قيم القدـ اؼبقابلة للذراع بشكل كبَت‪ .‬يذ ٌكر الكاتب بأف قيمة‬
‫القدـ تًتاكح بُت ‪ 26.45‬سم يف فلسطُت إذل ‪ 36.57‬سم يف سورية ككلما كانت القيم‬
‫اؼبقاسة كبَتة كلما كاف خطأ القياس أقل‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬تبلحظوف (من خبلؿ اعبدكؿ) بأننا‬
‫اقًتحنا يف بعض األحياف قيمتُت أك ثبلث قيم مقابل القيمة اغبالية ذاهتا‪ .‬إذان‪ ،‬تعترب بعض‬
‫الوثائق‪ ،‬كوثائق لوبسيس مانيا )‪( (Lepcis Magna‬جدكؿ لتوافق كحدات القياس بُت‬
‫الذراع كالقدـ كالكف كاألصبع)‪ 8‬ككثيقة أكسفورد )‪ (OXFORD‬اؼبتعلقة بالنقوش الغائرة‬
‫اليونانية‪ ،9‬كثائق ىامة بالنسبة لدراستنا ىذه‪ .‬يف ما يتعلق دبوضوعنا‪ ،‬ىناؾ صعوبة دائمة يف‬
‫االنتقاؿ من نظاـ قياس إذل نظاـ قياس آخر بسبب التأثَتات اؼبيتلفة اليت خضعت ؽبا اؼبدف‬
‫اؼبدركسة‪ .‬أصبح األمر أكثر سهولة نسبيان بتطبيقنا نظرية فيثاغورث كبتبنينا لقي وم تقديرية يبكن‬
‫تقسيمها على ‪ 2‬ك‪ 3‬ك‪.5‬‬
‫تندرج التقسيمات اؼبمتدة من قليب إذل قنوات كالسويداء ضمن شبكة من اؼبربعات يبلغ‬
‫طوؿ ضلعها ‪540‬ـ (راجع اللوحة ‪3‬ب حيث عرضنا احملاكر الرئيسية كاستنبطنا منها حدكد‬

‫‪36‬‬
‫التقسيمات الداخلية) أم دبا يعادؿ ‪ 15‬أكتيوس أك ‪ 1100‬ذراع أك حىت ‪ 1800‬قدـ‬
‫(قدـ معادلة لػ ‪ 30‬سم)‪ .‬تسمح ىذه النتائج بتفسَت تكرر القياسات احملسوبة بوحدات‬
‫القياس اؼبعادلة لػ‪ 15‬أكتيوس (‪ 5+10‬أكتيوس) ك‪ 30‬أكتيوس (‪ 10+6+14‬أكتيوس)‬
‫ك‪ 45‬أكتيوس (‪ 15+30‬أكتيوس) كفقان للمقاييس اؼبأخوذة ميدانيان كاؼبقركءة على الصور‬
‫اعبوية كاػبرائط‪.‬‬
‫إف أكثر التقسيمات تواتران يف اؼبنطقة (يف بيرد كقليب كما يف السويداء كقنوات) ىي‬
‫التقسيمات ‪ 540/530‬ـ‪ ،‬اليت سبثل أفضل تنظيم للمشاىد الطبيعية‪.‬‬
‫جنوبان‪ ،‬يستند اؼبشهد الطبيعي على تل قليب الربكاشل الذم يعترب كاحدان من أعلى القمم يف‬
‫حوراف (‪ 1803‬ـ)‪ ،‬كنعتقد بوجود معبد ركماشل على كتف ىذا التل أقرب ما يكوف من‬
‫القمة‪ ،‬لكن ال يبكننا الوصوؿ إذل اؼبنطقة يف الوقت اغبارل‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬تضم اؽبضبة الشمالية‬
‫لقليب (داخل منطقة اؼبواقع ‪ 80‬ك‪ 81‬ك‪ )82‬ؿبوران متحجران باذباه مشاؿ‪-‬جنوب‪ :‬نبلحظ‬
‫أنو إذا ما قمنا بإكماؿ مساره نظريان فسيمر عرب اؼبعبد الذم يبكن اعتباره دبثابة موقع مراقبة‬
‫ؽبذه الشبكة‪.‬‬
‫يبق‬
‫سبتد اغبدكد احملفوظة جيدان من مشاؿ تل قليب إذل جنويب سيع على شكل أشرطة‪ :‬دل ى‬
‫منها ؿبفوظان إال اغبدكد الشمالية اعبنوبية‪ ،‬بينما اختفت اغبدكد ذات االذباه غرب‪ -‬شرؽ‪،‬‬
‫أك أهنا دل تكن موجودة أصبلن (اللوحة‪ 3‬أ)‪ .‬اليوـ‪ ،‬يغطي ىذا التقسيم جزئيان مشه هد طبيعي‬
‫موزع على شكل مركحة‪ ،‬يبكن سبييزىا يف اعبزء الشرقي من الشكل األكؿ يف اللوحة ‪ .3‬تتوزع‬
‫األسوار اؼبنيفضة كالطرؽ اليت ربد التقسيمات كفق ثبلثة اذباىات‪:‬‬
‫تتجو ؾبموعتا اغبدكد (‪ )1‬ك(‪ )2‬باذباه مشاؿ‪-‬جنوب كتتوزع على شكل أشعة مركحة‪:‬‬
‫تلتقي يف النقطة ‪ A‬بالنسبة للمجموعة (‪ )1‬كيف النقطة ‪ B‬بالنسبة للمجموعة (‪ .)2‬تربط‬
‫بُت ىاتُت اجملموعتُت ؾبموعة ثالثة (‪ )3‬تتألف من حدكد توازم بعضها البعض‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬تتجو ؾبموعة اغبدكد (‪ )12‬باذباه ‪ 389‬درجة كتتجو اجملموعة (‪ )13‬باذباه ‪18‬‬
‫درجة‪ .10‬الحظنا أف حدكد قطاع التقسيمات "مركحية الشكل" ىذه متحجرة كؿبفوظة‬
‫جيدان‪ ،‬فبا استدعى اعتبارىا كمواقع (اللوحة ‪ 3‬ب(‪ .‬الحظنا أيضان أف ؾبموعة اغبدكد األكذل‬
‫موجودة ربت اجملموعة الثانية‪ ،‬أم أف التقسيم اؼبساحي اؼبرتبط هبا ىو األقدـ؛ إال أف ىذه‬

‫‪37‬‬
‫اغبدكد تتعرض للتيريب التدرهبي بسبب انتشار البساتُت‪ .‬أدل ىذا التشابك بُت اغبدكد‬
‫إذل تقسيم األراضي إذل أقساـ على شكل متوازيات سطوح كمثلثات‪ ،‬لكننا استطعنا التعرؼ‬
‫على اغبدكد األكثر قدمان بفضل اؼبسح اؼبنفذ يف اؼبنطقة كبفضل اغبفريات اليت سبت يف‬
‫إحدل التقسيمات‪ ،‬كتبُت لنا أهنا تتجو بنفس اذباه األسوار اؼبنيفضة اؼبدركسة يف قليب‪ .‬يف‬
‫اغبقيقة‪ ،‬إف اغبدكد األكثر قدمان ىي اغبدكد اليت تتناضد فوقها التقسيمات الثبلث مركحية‬
‫الشكل‪ ،‬كبالتارل يبكن تأريخ التقسيمات اؼبيتلفة بشكل تقرييب نسبةن إليها‪ .‬ال تشاىد‬
‫التقسيمات الثبلثة اؼبركحية الشكل يف الصور اؼبلتقطة أياـ االنتداب‪ ،‬فبا يؤكد القدـ النسيب‬
‫لكل التقسيم اؼبساحي الغريب لسيع اؼبوجو باذباه ‪. ٌٍ 389‬‬
‫مشاؿ‪ -‬غرب‪ ،‬يستند اؼبشهد الطبيعي على ما دعوناه بػ (اؼبوقع ‪ )292‬للسهولة‪ ،‬كىو سور‬
‫طويل متجو باذباه شرؽ‪-‬غرب‪ ،‬لكنو غَت منتظم‪ :‬إذ إنو مستقيم تارة كعلى شكل حربة تارة‬
‫أخرل‪ .‬يتألف ىذا السور اؼبيًتؽ لغابة السندياف من قسم منحدر عريض نسبيان و‬
‫كعاؿ نوعان‬
‫ما (تدعمو األبراج يف بعض أجزائو) كمن أجزاء متقطعة لطرؽ مفركشة باغبصى يف طرفيو‬
‫الشمارل كاعبنويب (اللوحة ‪ .)4‬يف اغبقيقة‪ ،‬وبتاج السور إذل دراسة معمقة‪ ،‬إذ إنو ال يفصل‬
‫بُت التنظيمات اؼبيتلفة للمشهد الطبيعي فحسب‪ ،‬بل بُت أنواع اؼبساكن اؼبيتلفة أيضان‪ ،‬أم‬
‫أف ىضبة سيع تش ٌكل كيانان مستقبلن حبد ذاتو‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يبتد تنظيم اؼبشهد الطبيعي الذم‬
‫افًتضناه ؼبنطقة تل قليب غربان على شكل حدكد مشالية‪-‬جنوبية متوازية‪ ،‬سبيٌز أيضان مدينيت‬
‫السويداء كقنوات كاؼبناطق احمليطة هبما‪ .‬إذل الغرب من اؼبشهد الطبيعي اؼبركحي التقسيم‬
‫(اؼبوصوؼ يف األعلى)‪ ،‬تشاىد حدكد طويلة متحجرة باذباه مشارل‪-‬جنويب )أ) كطريق متعرجة‬
‫)ـ( متعامدة معها يأخذ ـبططها شكل حربة‪ .‬ىناؾ عدد كبَت من اغبدكد اؼبوجهة كفق‬
‫االذباىات ذاهتا‪ ،‬لكنها تنتظم بشكل ـبتلف عن مشهد قليب‪ .‬إف عدد اغبدكد اؼبتجهة‬
‫باذباه شرؽ‪-‬غرب قليل جدان‪ ،‬أم إننا ال نشاىد ىنا البنية اؼبتعامدة للمشهد اعبنويب‪ .‬يف‬
‫قسم كفق طريقة‬‫حاؿ استطعنا إثبات قدـ اؼبشهد الشمارل‪ ،‬يبكننا عندئذ االفًتاض بأنو ِّ‬
‫‪strigation-scamnation‬‬ ‫األشرطة الضيقة من مبوذج‬
‫(طريقة تقسيم مساحي ركمانية ينتج عنها قطاعات أرضية يزيد طوؽبا مرتُت عن عرضها)‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫تتشابو التقسيمات اؼبساحية يف كل من قليب كسيع كالسويداء‪ ،‬إذ مت تنظيمها كفق طرؽ‬
‫التنظيم ذاهتا على ما يبدك (لن نتحدث عن تقسيمات اؼبوقعُت األخَتين ىنا)؛ لكن يبلحظ‬
‫تقسيم األجزاء اعبنوبية ؽبذه اؼبواقع باستيداـ تقسيم اؼبائة ‪( centuriation‬طريقة تقسيم‬
‫قسم كفقها األراضي إذل أربعة قطاعات ‪-‬تستوعب مائة مواطن‪ -‬بواسطة‬ ‫إدارم ركماشل تي ٌ‬
‫قسمت أجزاؤىا الشمالية الغربية كفق النموذج‬ ‫طريقُت رئيسُت متعامدين)‪ ،‬بينما ٌ‬
‫‪.strigation – scamnation‬‬
‫يدفعنا تبٍت طريقتُت لتنظيم ىذه اؼبناطق إذل طرح التساؤالت التالية‪ :‬ىل يتوافق ىذاف‬
‫التنظيماف مع طبيعة ـبتلفة لؤلرض؟ أـ مع خصوصية مياه اؼبنطقة؟ أـ إهنما يتوافقاف مع‬
‫طريقيت زراعة ـبتلفتُت؟ أك أنو مت تبنيهما للتمييز بُت اغبقوؿ )‪ (ager‬كاؼبلكيات الريفية‬
‫)‪(saltus‬؟ أك ردبا مراعاةن للتنظيمات األصلية اؼبيتلفة؟ من الصعب حقان اإلجابة على‬
‫كل ىذه التساؤالت يف ظل التوثيق اغبارل‪.‬‬
‫كبن نعرؼ أف ىذا النوع من تنظيم اؼبشهد الطبيعي يبيز مدينيت ديونيسياس ‪Dionysias‬‬
‫(السويداء) ككاناثا ‪( Kanath‬قنوات)‪ ،11‬ككذلك اؽبضبة الصغَتة الواقعة مباشرة جنويب‬
‫سيع كمشارل السور ‪ ،292‬كقد ذكرنا يف مؤلفات أخرل كيف كانت ىذه اؼبنطقة‪ ،‬اؼبتنازع‬
‫عليها بُت عدة مدف كبُت الوالية السورية كالوالية العربية‪ ،‬السبب يف إطبلؽ مشاريع للسيطرة‬
‫على موارد القرل‪.12‬‬
‫‪ -ΙΙ‬مواقع المساكن المتناثرة في تل قليب (قليب من ‪ 57‬إذل ‪ 63‬ك‪ 501‬ك ‪502‬‬
‫كالسويداء من ‪ 79‬إذل ‪:)82‬‬
‫كشفت أعماؿ اؼبسح اؼبنفذة عن مئات اؼبواقع دبا فيها حدكد اغبقوؿ كالطرؽ اليت يس ٌجلت‬
‫كمواقع كما نوىنا سابقان‪ .‬تضم أكثر ىذه اؼبواقع و‬
‫مباف ؿبفوظة بالكامل‪ ،‬بينما تضم مواقع‬
‫مباف احتفظت جزئيان ببعض الغرؼ أك أهنا ربولت إذل كتلة من األنقاض (عادة ما‬ ‫أخرل و‬
‫تغطي آثاران أكثر أنبية)‪ ،‬ش ٌكلت رجومان أكرب من رجوـ اغبقوؿ البسيطة‪ ،‬كتسببت يف ربويل‬
‫اؼبواقع إذل أر و‬
‫اض بور‪.‬‬
‫دل ننجح دائمان يف ربديد كظيفة تلك اؼبباشل‪ ،‬لكن إذا أخذنا كل اآلثار اؼبكتشفة ( خبلؿ‬
‫أعماؿ اؼبسح) بعُت االعتبار‪ ،‬يبكننا حينها التمييز بُت ثبلث ؾبموعات من اؼبباشل‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫و‬
‫مباف متعلقة بالنشاطات الزراعية‪ :‬عيٌرفت بعض اؼبباشل على أهنا ىمعاصر زيتوف أك‬ ‫‪-1‬‬
‫كرمة أك ـبازف للغبلؿ أك حىت أماكن لدرس القمح‪ ،‬كنيشرت اؼبعلومات اػباصة‬
‫هبذه اجملموعة جزئيان يف حوراف ‪.2‬‬
‫‪ -2‬القبور اؼبيركطية أك الربجية‪ .‬دل تدرس ىذه اجملموعة دراسة معمقة تستحق‬
‫النشر‪ ،‬لذلك سنشَت إليها على اػبرائط فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬اؼبساكن‪ :‬تتشكل معظم اآلثار اؼبشاىدة من اؼبساكن‪ ،‬اليت تكوف بدكرىا إما‬
‫متجمعة (عدد من اؼبساكن اؼبلتصقة ببعضها أك غَت اؼبلتصقة) أك مبعثرة (مكونة‬
‫من غرفة أك أكثر مع أبراج أك دعامات أك دكهنا)‪.‬‬
‫مباف ضيمة تشغل مواقع فبيزة فوؽ اؽبضاب الصغَتة‪ .‬تتميز‬ ‫شاىدنا يف منطقة تل قليب و‬
‫اض مسورة كبأهنا مزكدة بربج أك بربجُت دائريُت مبنيُت‬‫ىذه اؼبباشل بكوهنا مشيدة داخل أر و‬
‫باستيداـ اغبجارة اؼبضلعة بشكل عاـ‪ .‬تًتاكح مساحة األراضي اؼبسورة (اليت سبٌكنا من معرفة‬
‫مساحتها الكلية) بُت بضع مئات إذل عدة آالؼ من األمتار ( ‪ 2000‬ـ‪ ،)2‬كيبكن أف وبل‬
‫ؿبل السور (أك أف وبده) منحدر أك عدة منحدرات طبيعية أك مصطبة صناعية‪ .‬تتألف‬
‫األبراج بدكرىا من جدراف مضاعفة عادة ما تكوف قواعدىا مدعمة بطبقة تلبيس مائلة‪ ،‬كقد‬
‫استيدمت تقنية الدعامة اؼبركزية لدعم أسقفها يف‬
‫أكثر من مستول استيطاشل‪.‬‬
‫إف أكثر ىذه اؼبواقع سبيزان من الشرؽ إذل الغرب ىي‬
‫اؼبواقع ‪ 59‬ك‪ 57‬ك‪.58‬‬
‫قليب ‪ : 59‬قصر ديرمادا أو قرمادا‪ :‬مزرعة‬
‫موجهة باتجاه ‪ ،1001‬تبلغ مساحتها ‪1800‬م‪،2‬‬
‫ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر ‪1557‬م (اللوحة‬
‫‪.)5‬‬
‫يعترب ىذا القصر اؼببٌت األضيم بُت اؼبباشل اؼبدركسة‬
‫الشكل‪ 1‬الربج الشمارل ؼبوقع قليب ‪59‬‬ ‫يف العاـ ‪ ،2004‬كؽبذا السبب يدعي بػ "قصر‬
‫اؼبلوؾ"‪ .‬يتميز القصر عن اؼبوقعُت قليب ‪ 57‬كقليب‬

‫‪40‬‬
‫‪ 58‬بأنو مزكد بربجُت بدؿ الربج‬
‫الواحد‪ ،‬كىو أمر تندر مشاىدتو يف‬
‫اؼبنطقة حىت كإف دل يكن قليب ‪59‬‬
‫اؼبثاؿ الوحيد من نوعو (شاىد‬
‫قليب‪ .)502‬يقع الربجاف‪ ،‬اؼبتشاهباف‬
‫ببعض الصفات كاؼبيتلفاف ببعضها‬
‫الشكل‪ 2‬الربج الشمارل ؼبوقع قليب ‪ ،59‬صورة تبُت مقطع الربج‬
‫اآلخر‪ ،‬يف زاكييت الواجهة الشرقية‬
‫كيصل بينهما حائط طويل كظبيك‬
‫مبٍت من مداميك منتظمة من اغبجارة اؼبضلعة اؼبنحوتة‪ .‬تسببت األعماؿ الزراعية اغبديثة يف‬
‫إغباؽ أضرار كبَتة هبذه الواجهة‪ ،‬لكن يظهر من خبلؿ الصور الفوتوغرافية اعبوية اؼبلتقطة ؽبا‬
‫يف العاـ ‪ 1930‬بأهنا‪ ،‬ردبا‪ ،‬تضم مدخبلن كبَتان‪ .‬دل تؤكد الدراسة اؼبعمارية اؼبنفذة يف ‪2004‬‬
‫ىذه الفرضية‪ ،‬لكن معاينة الفناء الرئيسي ال تنفي فرضية كجود اؼبدخل يف الشرؽ‪.‬‬
‫يضم الربج الشمارل صفُت متماثلُت من األطناؼ اليت يبكن سبييزىا بوضوح كتشَت األبواب‬
‫كالنوافذ احملفوظة يف مكاهنا إذل إمكانية كجود ثبلثة أك أربعة طوابق على األقل‪ .‬حاليان‪ ،‬ال‬
‫يبكن الوصوؿ إذل نافذة الربج العلوية الشمالية‪ -‬الغربية احملفوظة جيدان‪ .‬يشاىد مشارل الربج‬
‫نافذة أخرل صغَتة مزكدة بنظاـ إغبلؽ تطل على مدخل صغَت متعرج‪ ،‬كيشاىد يف طرفو‬
‫اعبنويب باب ؿبفوظ يف مكانو يفضي‬
‫إذل الفناء (األشكاؿ من ‪ 1‬إذل ‪.)3‬‬
‫بدكره‪ ،‬يتألف الربج اعبنويب من‬
‫ثبلث طوابق على األقل كيضم‬
‫الشكل‪ 3‬الربج الشمارل ؼبوقع قليب ‪ ،59‬نافذة كجدار فصل‬ ‫صفُت من األطناؼ احملفوظة‪ .‬زكد‬
‫الربج ببابُت‪ :‬باب يف الطابق األكؿ‬
‫كباب آخر يف الطابق الثاشل‪ ،‬يبكن‬
‫إغبلقهما بفضل أنظمة معقدة من‬
‫الغاالت العمودية كاألفقية اليت تسمح بإدماج مصاريع خشبية أك حجرية؛ كيشاىد إذل يبُت‬

‫‪41‬‬
‫باب اؼبدخل درج يقود إذل الطابق العلوم‪ٌ .‬زكد الربج أيضان بنافذة عالية (بنظاـ إغبلؽ)‬
‫مفتوحة باذباه الشماؿ‪ ،‬كىي تتوافق مع طابق و‬
‫ثاف ( على األقل) يبكن الوصوؿ إليو بواسطة‬
‫الدرج اغبجرم الداخلي اؼبدمج ضمن اعبدار‪ .‬ىناؾ نافذة أخرل مفتوحة باذباه اعبنوب من‬
‫الصعب ربديد مدخلها‪ ،‬لكنها غَت مزكدة بنظاـ إغبلؽ‪ .‬نشاىد بعض الفجوات يف اعبدراف‬
‫الداخلية للربج‪ ،‬ردبا كانت مكانان لكوات أك خزائن صغَتة أك حىت ذباكيف صغَتة لوضع‬
‫اؼبصابيح (الشكل‪.)4‬‬
‫قي ٌسم الفناء إذل أكثر من غرفة يفصلها عن بعضها‬
‫جدراف ـبتلفة البنية‪ :‬جدراف بسيطة منيفضة مبنية من‬
‫الكتل اغبجرية اؼبصفوفة فوؽ بعضها البعض دكف‬
‫استيداـ اؼببلط‪ ،‬أك جدراف مبنية من الكتل اغبجرية‬
‫الكبَتة اؼبضلعة اؼبنحوتة جيدان نوعان ما‪ ،‬أك جدراف‬
‫منيفضة بأساسات ضعيفة‪ ،‬أك على العكس من ذلك‪،‬‬
‫الشكل‪ 4‬الربج اعبنويب ؼبوقع قليب ‪،59‬‬
‫أبواب اعبانب الشمارل‬ ‫جدراف عالية مبنية من عدة صفوؼ من اؼبداميك‬
‫اؼبنتظمة‪ .‬تعود ىذه االختبلفات إذل اختبلؼ كظيفة‬
‫الغرؼ ضمن الفًتة الزمنية الواحدة أك إذل اختبلؼ‬
‫طريقة البناء تبعان للفًتة الزمنية اليت شيٌدت فيها‪ .‬على كل حاؿ‪ ،‬دل نتمكن إال من سبييز ثبلث‬
‫مبٌت صغَت يستند على اغبائط‬ ‫أك أربع غرؼ منفصلة عن بعضها البعض‪ .‬يشاىد أخَتان ن‬
‫عدد من جذكع األعمدة‪،‬‬ ‫الغريب اؼبطل على كادم الرـ‪ ،‬كقد عثر بُت ركاـ ىذا اغبائط على و‬
‫ي‬
‫فبا دفعنا إذل افًتاض كجود سطح أك ركاؽ صغَت‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫مكرس للمساكن فقط‪ ،‬لكن علينا أف‬ ‫إف ىذا الكتاب ٌ‬
‫ال نغفل ذكر اؼبوقع ‪ 501‬اؼبكتشف يف العاـ ‪2004‬‬
‫على بعد عشرات األمتار من موقع قليب ‪ .59‬يتألف‬
‫ىذا اؼببٌت من غرفة دائرية بدعامة مركزية كمصطبة كاحدة‬
‫( أك عدة مصاطب)‪ ،‬شيٌدت باستيداـ الكتل اغبجرية‬
‫جم كالقبور اليت مت‬
‫بالر ٍ‬
‫الكبَتة اؼبضلعة‪ .‬يذ ٌكر ىذا اؼببٌت ي‬
‫اكتشافها خبلؿ ضببلت تنقيب األعواـ ‪-1991‬‬
‫‪ 1994‬على طوؿ كادم الرـ ( اؼبهدد اليوـ بسبب‬
‫الشكل‪ 5‬موقع قليب ‪ ،501‬الدعامة اؼبركزية‬
‫يف الغرفة الشمالية‬ ‫إنشاء السد) (اللوحة ‪ 1‬ك ‪ 6‬أ كالشكل‪ .)5‬إذان‪،‬‬
‫يتوجب علينا دراسة اذباىات ىذه القبور كمنافذىا‬
‫كماىية العبلقة اليت تربطها مع بعضها البعض كمع اؼبساكن‪ .‬كذلك األمر بالنسبة ؼبوقع‬
‫قليب‪ ،501‬إذ يتوجب علينا معرفة العبلقة اليت تربطو باؼبزرعتُت (قليب‪ 57‬ك‪ )59‬كبالتجمع‬
‫السكٍت يف خربة الرـ (سيع ‪ )15‬كبالقبور األخرل اؼبوجودة يف اؽبضبة‪ :‬سواءن أكاف قربان‬
‫مبٌت دينيان أكثر أنبية‪.‬‬
‫مبٌت جنائزيان أك حىت ن‬
‫منفردان أك ن‬
‫ب‪-‬قليب‪ :13 57‬مزرعة باتجاه ‪ 5110‬تبلغ مساحتها ‪100‬م‪ 2‬وارتفاعها‪1530‬م‬
‫(اللوحة ‪6‬ب)‬
‫كمبٌت مستطيبلن مضاعف اعبدار بٍت باستيداـ مداميك من الكتل‬ ‫يضم اؼبوقع (‪ )57‬برجان ن‬
‫اغبجرية الكبَتة اؼبضلعة غَت اؼبنحوتة‪ .‬استيدـ إذل جانب الكتل اغبجرية اؼبضلعة حجارة‬
‫ص ٌفت فوؽ بعضها البعض دكف استيداـ اؼببلط‪ ،‬كضوعفت اعبدراف اػبارجية‬ ‫حبجم أصغر ي‬
‫باستيداـ النعاؿ‪ .‬يدفعنا الشكل الطوالشل كالضيق للمبٌت إذل االفًتاض بأنو مستودعه‬
‫للتيزين‪ .‬عيثر يف اؼبوقع على كميات كبَتة من اللقى اػبزفية احملفوظة‪ ،‬خاصةن جرار التيزين‬
‫كأكعية الطبخ اػبزفية اؼبضلعة اليت كانت شائعة االستيداـ يف العهد البيزنطي‪.‬‬
‫أظهرت الدراسة التفصيلية اليت قامت هبا اؼبهندسة اؼبعمارية سناء اػب ٌَت أف اؼبباشل شيٌدت يف‬
‫فًتات زمنية ـبتلفة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫يرتبط اؼببٌت الطويل الرئيسي بالربج‪،‬‬
‫كيبلحظ أف اغبجارة اؼبستيدمة يف قاعديت‬
‫بابيو ـبتلفة عن تلك اؼبستيدمة يف‬
‫قمتهما‪ ،‬إذ إف حجارة القاعدة ىي فقط‬
‫اؼبنحوتة بإتقاف كىي مزكدة بأثبلـ‪ .‬طيبٌقت‬
‫الشكل‪ 6‬موقع قليب ‪ ،57‬الربج كما يشاىد من الشماؿ‬ ‫تقنيتاف معماريتاف يف بناء اعبدراف‪ :‬بنيت‬
‫القواعد باستيداـ حجارة ظبيكة ملساء‬
‫كمنحوتة بإتقاف‪ ،‬بينما بنيت القمم باستيداـ حجارة صغَتة غَت منحوتة كمصفوفة بشكل‬
‫عشوائي‪ .‬يبلحظ أف أقواس اؼببٌت الطويل مبنية بتقنية دل تكن معركفة يف منطقة جنوب سورية‬
‫يف اغبقبة الركمانية‪ ،‬كيبكن أف يؤرخ ؽبا يف الفًتة القركسطية أك يف الفًتة اغبديثة‪ .‬يستند كل‬
‫من السقف كالسطح على أطناؼ كعلى أقواس تستند بدكرىا على دعامات‪ ،‬كوبتوم السطح‬
‫اؼبعشوشب ( الذم استيدمو الرعاة كمكاف للرعي حىت عهد حديث) على كمية كبَتة من‬
‫كسر خزفية تعود إذل القرنُت الرابع كالثاشل عشر اؼبيبلديُت بشكل رئيسي‪ .‬ردبا كاف مصدر‬
‫ىذه الكسر ىو األتربة اؼبستيدمة يف عمليات الرصف اؼبتكررة كاؼبستمرة للسطح‪ ،‬كيثبت‬
‫كجود األسطوانة اغبجرية عمليات دؾ الًتاب‪ ،‬إال أف‬
‫تاريخ القياـ هبا غَت معركؼ سبامان‪ .‬يبلحظ أخَتان أف اؼببٌت‬
‫اؼبستطيل ال يضم أم أثر لتقسيمات ثانوية باستثناء‬
‫السطح‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬يبلحظ أف جدار‬
‫الواجهة اؼبضاعف غَت كامل كأنو مدمر بشدة‪ ،‬كبالتارل‬
‫ال يبكن استبعاد كجود درج خارجي ثابت أك متحرؾ‬
‫مصنوع من اػبشب أك من اغبجر (الشكل ‪ 6‬ك‪.)7‬‬
‫بٍت الربج (الذم يأخذ بركفيلو شكل قذيفة مبتورة)‬
‫بإتقاف أكرب من بناء اؼببٌت اؼبستطيل‪ ،‬كتتميز قاعدتو‬
‫بوجود تلبيسة كنعل‪ .‬شيٌد كل من الربج كاؼببٌت اؼبستطيل باستيداـ مداميك منتظمة من‬
‫الكتل اغبجرية مضلعة الشكل كفق تقنية تعود إذل العهد الركماشل‪ .‬يبلحظ أف باب الطابق‬

‫‪44‬‬
‫الشكل‪ 7‬موقع قليب ‪ ،57‬تراس‬
‫األرضي منيفض جدان ‪،‬كما يبلحظ استيداـ الدعامة اؼبركزية لدعم األسقف يف الطوابق‬
‫العلوية‪ .‬تبُت من خبلؿ تنظيف الباب تنظيفان بسيطان استمرار استيدامو على مدل حقبتُت‬
‫زمنيتُت على األقل ككاف يتم فتحو كإغبلقو بواسطة تقنية األثبلـ كاؼبفاصل‪ ،‬لكنو يس ٌد بعد‬
‫ذلك كاستيدـ كحيز لدحرجة (أك سبرير) أشياء ثقيلة تسببت يف رص الًتبة كاغبجارة بشدة؛‬
‫ىذا فبا أدل إذل سد قاعدة الباب‪ .‬ال نستبعد احتماؿ كجود بئر أك ىرم أماـ الباب‪ ،‬كما‬
‫ىو اغباؿ يف مواقع أخرل (سيع ‪ 358‬كقليب ‪ ،)58‬لكننا دل ننقب عنها‪.‬‬
‫تشَت صفوؼ األطناؼ إذل كجود أربعة أك طبسة طوابق (دبا فيها القبو) ىب ٌدمها درج داخلي‬
‫مدمج ضمن اغبائط‪ .‬يشاىد نافذة مفتوحة باذباه الشماؿ‪ ،‬تؤكد مفاصلها الكبَتة اغبجم‬
‫كؾبموعتها اؼبعقدة من اؼبغاليق األفقية كالعمودية بأنو كاف يتم إغبلقها باستيداـ مصاريع‬
‫خشبية أك حجرية كبَتة‪ .‬ىناؾ نافذة أخرل (غَت مزكدة دبغبلؽ) مفتوحة باذباه الشرؽ كبو‬
‫سطح أك سقف البناء اؼبستطيل‪ ،‬لكننا دل ننجح يف الوصوؿ إليها؛ ىذا فبا يرجح فكرة أف‬
‫البناء الطويل كالربج خضعا لتعديل كبَت‪.‬‬
‫ج‪-‬قليب ‪ 58‬السماقة‪ :‬مزرعة باتجاه ‪200‬درجة تبلغ مساحتها ‪ 950‬متر مربع‬
‫وارتفاعها ‪1502‬م (اللوحة ‪ :)a 7‬يبلحظ أف موقع قليب ‪ 58‬أكسع كأكثر تعقيدان من‬
‫موقع قليب ‪ 57‬اجملاكر لو‪ ،‬لكنو يشبو قليب ‪ 59‬بكل شيء تقريبان كىبتلف عنو بوجود برج‬
‫كاحد فقط بدؿ االثنُت‪ .‬وبيط باؼبوقع سور ضيم كظبيك بٍت باستيداـ كتل حجرية مضلعة‬
‫غَت متقنة النحت‪ .‬يتواجد الربج يف الطرؼ الشمارل الغريب للموقع‪ ،‬لكننا دل ننجح يف ربديد‬
‫مكاف مدخلو‪ .‬من احملتمل أف مدخل الربج كاف موجودان يف جهتو الشرقية‪ ،‬أم يف اؼبكاف‬
‫تكشف عنها كجود عدة صفوؼ من األطناؼ‪.‬‬ ‫الذم طالتو عملية التنقيب غَت الشرعية اليت ٌ‬
‫عدة‬ ‫إذل‬ ‫اؼبسورة‬ ‫لؤلرض‬ ‫الداخلي‬ ‫اغبيز‬ ‫ينقسم‬
‫أقساـ‪:‬‬
‫‪ -‬يف قسمو الشمارل‪ ،‬غرفة طويلة كضيقة ما زالت ؿبتفظة بأطناؼ جدارىا الشمارل‪.‬‬
‫‪ -‬يف قسمو اعبنويب‪ ،‬غرفتاف أك ثبلث غرؼ تصل أساسات كاحدة منها إذل عمق ‪8‬‬
‫إذل ‪12‬ـ على األقل (كفقان للتنقيبات األكلية اؼبنفذة)‪ .‬يدفعنا كجود الطبلء اؼبائي‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫ككذلك كجود عدد كبَت من كسر‬
‫اعبرار كبَتة اغبجم كالسميكة‬
‫اعبدراف‪ ،‬إذل االفًتاض بأف ىذه‬
‫الغرؼ ىي غرؼ للتيزين أك أهنا‬
‫خزانات أك حىت معاصر‪.‬‬
‫الشكل‪ 8‬موقع قليب ‪ ،58‬الدعامة اؼبركزية يف الغرفة اعبنوبية‪-‬‬
‫‪ -‬سبتد على طوؿ اغبائط الشرقي‬
‫الشرقية‬
‫غرفة بطابقُت تضم أطنافان كدعامة‬
‫مركزية يعلوىا تاج متقن النحت‪ ،‬كيشاىد‬
‫على جوانبها أعمدة ربمل سقفان حجريان‬
‫(الشكل‪ .)8‬نفًتض كجود درج يف الزاكية‬
‫اعبنوبية‪-‬الشرقية للغرفة‪ ،‬كإذا ما استطعنا‬
‫إثبات فرضيتنا ىذه فإننا نربىن بذلك أف‬
‫اؼببٌت يضم أكثر من طابق ربت الغرفة‬
‫اؼبشاىدة حاليان‪ .‬تنفتح الغرفة اعبنوبية على‬
‫الفناء بواسطة باب صغَت ؿبفور يف جدار‬
‫الشكل ‪ 9‬موقع قليب ‪ ،58‬مسقاة للحيوانات‬ ‫شديد السماكة‪.‬‬
‫‪ -‬يبلحظ أف الفناء مليء باألطناؼ كببلطات‬
‫السقف كالسواكف كالعتبات كاألحجار اؼبنحوتة على شكل أحواض أك أكاشل صغَتة‬
‫(الشكل‪ 9‬ك‪ .)10‬ينفتح الفناء كبو الشرؽ عرب باب ضيق وبميو فبر‬
‫متعرج‪ ،‬كينفتح كبو اعبنوب عرب منفذ كبَت‪ .‬يشاىد خارج اغبائط اعبنويب للفناء بئر‬
‫أك ىرم يبدك أف ؽبا عبلقة باؼبوقع‪.‬‬
‫على الرغم من عثورنا على بعض‬
‫اللقى األثرية يف اؼبوقع‪ ،‬إال أننا دل‬
‫نتمكن من معرفة كظيفة ىذا اؼببٌت‬
‫الشكل ‪ 10‬موقع قلٌب ‪ ،58‬ساكف‬
‫بدقة كال حىت من ربديد العبلقة‬

‫‪46‬‬
‫اليت تربطو باؽبرم‪ ،‬إذ إنو معدؿ بشكل كبَت‪.‬‬
‫إذا ما قارنا اؼبوقع مع قليب ‪ 57‬كسيع ‪ ،353‬يبكننا االفًتاض بأف بعض اؼبباشل كانت تلحق‬
‫هبا ـبازف خارجية‪ ،‬ىذا فبا يدفعنا حتمان إذل طرح مسألة األمن يف اؼبنطقة ككظيفة األبراج‬
‫كاألسوار اليت توقعنا أف نشاىد فيها عناصر دفاعية حبتة‪.‬‬
‫يتشارؾ موقع قليب ‪ 58‬كحصن قصر برقو يف األردف‪ 14‬بعدد ال بأس بو من الصفات‪:‬‬
‫إذ يتواجد برجانبا يف اؼبكاف ذاتو‪ ،‬ككبلنبا يتألف من سلسلة من الغرؼ الضيقة اؼبصفوفة‬
‫فضل مقارنة أطوار بناء‬
‫على جانب كاحد‪ ،‬كما أف كليهما يضم خزانان (اللوحة ‪ 7‬ب)‪ .‬يي ٌ‬
‫كاستيطاف كل من اؼبوقعُت كتطورنبا‪ ،‬إذ نفًتض أهنما مزرعتاف عسكريتاف تعوداف إذل فًتة‬
‫قديبة متأخرة؛ لكنو ؾبرد افًتاض كىو حباجة إذل إثبات‪.‬‬
‫د‪ -‬مواقع أخرى في تل قليب‪:‬‬
‫كشفت أعماؿ اؼبسح اؼبنفذة خبلؿ ضبلة أيلوؿ ‪ 2004‬عن مواقع تشبو‪ ،‬إذل حد ما‪،‬‬
‫اؼبزارع الثبلث اؼبدركسة بشيء من التفصيل‪ .‬نستعرض فيما يلي حملة سريعة عن ىذه‬
‫اؼبواقع‪:‬‬
‫مبٌت مشيٌد باستيداـ مداميك منتظمة من الكتل اغبجرية اؼبضلعة‬ ‫‪ -‬اؼبوقع ‪ :61‬ن‬
‫اؼبنحوتة‪ ،‬مت اكتشافو أثناء إعداد األرض لزراعتها بأشجار التفاح‪ .‬يتألف ىذا اؼببٌت‬
‫من ثبلثة جدراف تش ٌكل ما تشبو الباحة الضيقة (‪ 3×20‬ـ) اليت مازالت اؼبباشل‬
‫اجملاكرة ؽبا مدفونة ربت األرض‪ .‬يتجو اؼبوقع دبجملو باذباه ‪ 100‬درجة‪ ،‬لكن ال‬
‫يسمح كضعو الراىن يف ربديد مساحتو الكلية كال حىت ـبططو‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبواقع من ‪ 62‬إذل ‪ : 64‬ال ربتفظ ىذه اؼبواقع إال بأبراج أعيد استيدامها اليوـ‬
‫لتيزين التفاح‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبواقع من ‪ 79‬إذل ‪ :82‬تضم ىذه اؼبواقع أبراجان‪ ،‬كما يبكن لبعضها أف يضم مباف‬
‫شيٌدت باستيداـ الكتل اغبجرية اؼبضلعة (تبلغ مساحة اؼبوقع ‪1500 :72‬ـ‪:)2‬‬
‫تشبو اؼبواقع ‪ 57‬ك‪ 58‬ك‪ 59‬إذل حد ما‪ .‬يبكن سبييز ىذه اؼبواقع بسهولة على‬
‫اػبارطة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -‬موقع قليب ‪ :502‬يشاىد ىذا اؼبوقع‪ ،‬اؼبطل على سهل النقرة غربان‪ ،‬على اؼبنحدر‬
‫اؼبواجو لتل قليب جنوبان‪ .‬يتألف اؼبوقع من برجُت كمن أكثر من تراس ‪،‬كما ىو حاؿ‬
‫قليب ‪ ،59‬لكن مساحتو أصغر (الشكل‪.)11‬‬
‫‪ -‬حىت كلو متٌ تكريس ىذا الكتاب للمساكن فقط‪ ،‬فبلبد من اإلشارة إذل اؼبوقع ‪503‬‬
‫(‪1516‬ـ عن سطح البحر)‪ ،‬الذم يبكن رؤيتو من اؼبوقع ‪ .502‬إنو برج ضيم‬
‫بنيت جدرانو (اؼبلبسة) باستيداـ‬
‫مداميك منتظمة من اغبجارة اؼبضلعة‬
‫متقنة النحت‪ .‬يضم الربج أربعة‬
‫طوابق ؿبفوظة على ارتفاع ‪ 8.80‬ـ‬
‫كدرج داخلي كآخر خارجي‪ ،‬ككذلك‬
‫طابق ربت األرض يضم بدكره‬
‫الشكل‪ 11‬موقع قليب ‪ ،502‬الربج اعبنويب – الغريب‬ ‫دعامة كأطناؼ كبَتة‪ .‬من الصعب‬
‫ربديد استيداـ أك استيدامات‬
‫اؼبوقع‪ ،‬فقد يكوف قربان أك ـبزنان للغبلؿ أك حىت برجان للمراقبة‪ .‬إف مقارنة اؼبوقع مع‬
‫قبور اؽبضبة األخرل‪ ،‬ككذلك نوعية البناء كطبيعة اللقى اؼبكتشفة‪ ،‬ذبعلنا نستبعد‬
‫الفرضية األكذل فقط‪ ،‬لكن السؤاؿ الذم يطرح نفسو ىنا‪ :‬ما ىي العبلقة القائمة بُت‬
‫ىذا الربج كبُت اؼبواقع اؼبدركسة سابقان (الشكل‪ 12‬كاللوحة ‪6‬ج)؟‬
‫كما ىو متوقع‪ ،‬دل نتأكد بعد من كظيفة‬
‫ىذه اؼبباشل كمن الصعب اعبزـ يف ما إذا‬
‫كانت مساكنان ريفية (مزارع بأحجاـ‬
‫كمكونات ـبتلفة إذل حد كبَت) أك ـبازف‬
‫للحبوب أك أبراج مراقبة أك حىت قبوران‪ .‬ال‬
‫الشكل‪ 12‬موقع قليب ‪ ،503‬برج‬ ‫يبكننا تأكيد أم من ىذه الفرضيات إال‬
‫باللجوء إذل الوثائق كإذل التنقيبات‬
‫كاؼبقارنات‪ .15‬يف اؼبقابل‪ ،‬ال نستبعد أف تكوف ىذه األبراج متعددة الوظائف‪ ،‬إذ يبكن‬

‫‪48‬‬
‫استيداـ برج اؼبراقبة كميزف للغبلؿ أيضان‪ .‬ردبا صممت األبراج منذ البداية لتكوف ـبازف‬
‫نرجح فرضية كظيفتها الدفاعية‪ :‬تنتشر ىذه األبراج‬‫حبوب (كما ىو حاؽبا اليوـ) لكننا ال ٌ‬
‫بأعداد كبَتة‪ ،‬كىي ضيمة كقريبة من بعضها البعض‪ ،‬فبا يدفعنا إذل استبعاد دكرىا العسكرم‬
‫البحت أك كظيفتها كأبراج مراقبة؛ إذ إف الوظيفة العسكرية (أك كظيفة اؼبراقبة) تدعونا إذل‬
‫االفًتاض بوجود عداء بُت أصحاب اؼبزارع اؼبوزعة داخل نفس التنظيم اؼبساحي‪ ،‬كىو أمر‬
‫مستبعد منطقيان‪.‬‬
‫نبلحظ أف كل ىذه اؼبساكن قريبة جدان من بعضها البعض‪ ،‬حىت إهنا تشكل نسيجان كاحدان‪،‬‬
‫كما أف طرؽ بنائها متشاهبة كال تتميز عن بعضها إال ببعض االختبلفات البسيطة‪ :‬كوهنا‬
‫مبنية من الكتل اغبجرية اؼبضلعة أـ ال‪ ،‬كوف ىذه اغبجارة منحوتة أك غَت منحوتة‪ ،‬مصفوفة‬
‫ضمن مداميك أـ ال‪ ،‬أبعاد الكتل اغبجرية‪ ،‬ترتيب الدعامات الزاكية‪ ،‬كجود أعمدة أك‬
‫عدمو‪ ،‬كجود ترتيبات متعلقة بالزراعة أك ترتيبات للتزكيد باؼبياه‪ ..‬إخل‪ .‬شيٌدت أكثر ىذه‬
‫اؼبباشل (اؼبوجهة باذباه ‪ ،ٌٍ 110 -ٌٍ 100‬باستثناء اؼبوقع ‪ 79‬اؼبوجو باذباه ‪ 390‬درجة)‪،‬‬
‫يف مكاف فبيز ضمن اؼبشهد الطبيعي‪ :‬زكايا التقسيمات األرضية أك كسطها‪ ،‬كىي تشكل‬
‫زاكية ‪ ٌٍ 180‬إذل ‪ ٌٍ 190‬مع اغبدكد احمليطة هبا‪ .‬البد من القياـ حبمبلت تنقيب جديدة‬
‫لنتمكن من ربديد تاريخ اؼبباشل ككظائفها‪ .‬يعود تاريخ اللقى اجملموعة يف اؼبوقعُت ‪ 75‬ك‪79‬‬
‫إذل القرنُت الرابع كاػبامس اؼبيبلديُت‪ ،‬أك إذل فًتات قركسطية أك حديثة‪ ،‬كالسؤاؿ الذم يطرح‬
‫نفسو ىنا‪ :‬ما ىي العبلقة الزمنية اليت تربط اؼبواقع يف ما بينها كبُت اؼبواقع كالتقسيمات‬
‫اؼبساحية األخرل؟‬
‫‪ III‬مواقع ىضبة سيع الجنوبية (المواقع من ‪1‬إلى‪ 56‬ومن ‪ 225‬إلى ‪:)355‬‬
‫عنصر‬
‫ذكرنا يف اؼبقدمة االختبلؼ الكبَت بُت اؼبشاىد الطبيعية كاؼبساكن اليت يفصل بينها ه‬
‫يشبو السور دعوناه "اؼبوقع ‪ ،"292‬كىو يش ٌكل نوعان من اإلرباؾ يف اؼبشهد الطبيعي‬
‫للهضبة‪.‬‬
‫يتألف ىذا اؼبوقع الذم تتجاكز ظباكتو الػ‪10‬ـ‪ ،‬من كتل حجرية ضيمة مضلعة الشكل‬
‫يتيللها يف بعض األحياف كتل حجرية كبَتة جدان (بطوؿ‪1‬ـ) قد يصل ارتفاعها كعرضها إذل‬
‫‪0.5‬ـ‪ .‬يبتد السور (اؼبوجو باذباه شرؽ – غرب) على شكل خطوط مستقيمة متعاقبة‬

‫‪49‬‬
‫تش ٌكل فيما بينها زكايا (اللوحة‪ .)4‬حاليان‪ ،‬يستيدـ القسم العلوم ؽبذا السور (الذم يش ٌكل‬
‫جدار دعم للمنحدر اعبنويب الشمارل اؼبتجو باذباه كادم سيع) كطريق للمواصبلت‪ ،‬كقد‬
‫أسند عليو عدد من اؼبباشل الدائرية اؼبوجهة باذباه اعبنوب (أبراج أك قبور)‪ ،‬كما أغبقت بو‬
‫بعض األسوار اؼبشاهبة لو‪ .‬بناءن على كل ما سبق‪ ،‬يبكننا افًتاض الوظيفة الدفاعية للسور‪.‬‬
‫يعترب ىذا السور أقدـ من مشهد قليب الواقع إذل جنوبو كأقدـ من اؼبشهد الطبيعي الصغَت‬
‫الواقع إذل مشالو‪ ،‬إذ إف كليهما مستند عليو‪ ،‬كما أنو يعترب دبثابة اغبدكد‪ ،‬إذ زبتلف اؼبباشل‬
‫الواقعة إذل مشالو عن تلك الواقعة إذل جنوبو‪ :‬سواءن على مستول الشكل أك على مستول‬
‫يتسن لنا الوقت ؼبتابعة مسَته يف ذلك‬‫التوزيع‪ .‬غربان‪ ،‬ىبًتؽ السور غابة السندياف‪ ،‬لكن دل ى‬
‫االذباه)‪ .‬مشاالن‪ ،‬يستند على السور مشهد طبيعي صغَت األبعاد (تقسمو حدكد باذباه ‪18‬‬
‫درجة)‪ ،‬يتميز بتنظيم خاص بو ـبتلف سبامان عن التقسيم اؼبساحي اػباص بقليب‪ ،‬كما أنو‬
‫ـبتلف عن " التقسيم اؼبركحي "‪ .‬يمسح اؼبكاف جزئيان كتبُت غناه باؼبواقع األثرية‪ :‬ـبازف‬
‫حبوب برجية ك معاصر كمساكن كأسوار منيفضة كقبور‪.‬‬
‫كبن حباجة إذل دراسة ىذه اؼبواقع دراسة تفصيلية كإذل تصنيفها تصنيفان مبطيان بدقة أكرب‬
‫خبلؿ ضببلت التنقيب القادمة‪ .‬نستعرض فيما يلي اؼبساكن فقط‪:‬‬
‫أ‪ -‬المساكن المبعثرة‪( :‬سيع من ‪ 1‬إلى ‪( )300‬اللوحات ‪1‬و‪3‬و‪:)4‬‬
‫زبتلف ىذه اؼبساكن عن اؼبباشل اؼبعركفة يف تل قليب إذل حد كبَت‪ ،‬إذ إف آثارىا أكثر‬
‫تواضعان‪ ،‬كما أهنا أصغر حجمان (ال تتجاكز مساحتها بضع عشرات من األمتار اؼبربعة)‪،‬‬
‫كأغلبها مبٍت من اغبجارة الصغَتة اؼبصفوفة فوؽ بعضها البعض دكف استيداـ اؼببلط؛ يف‬
‫حُت اقتصر استيداـ الكتل اغبجرية الكبَتة اؼبضلعة على بعض السواكف كعضادات‬
‫األبواب كاألطناؼ‪.‬‬
‫إف أكثر اؼبواقع سبيزان ىي‪:‬‬
‫‪ -‬موقع سيع ‪( )285=( 1‬اللوحة ‪ 8‬أ) ‪ :‬مسكن موجو باذباه ‪ ، ٍ386‬تبلغ‬
‫مساحتو‪ 41‬ـ‪ ،2‬كقد أغبق بو برج زاكم يف فًتة متأخرة‪ .‬يضم اؼبسكن مدخبلن يف‬
‫جدار فصل كأطناؼ‪ .‬تعود اللقى اجملموعة من اؼبوقع‬
‫طرفو الشرقي‪ ،‬كما أنو يضم ى‬

‫‪50‬‬
‫إذل ما بُت القرف األكؿ كالقرف الثالث اؼبيبلديُت‪ ،‬مع ترجيح القرف األكؿ‪ .‬يشبو اؼبوقع‬
‫‪ 6‬ىذا اؼبسكن إذل حد ما‪ ،‬إٌال إف مبناه القدصل مستند على بيت درزم‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبوقع سيع ‪ ( 10‬اللوحة ‪ 8‬ب) ‪:‬‬
‫كوف من غرفتُت بينيتا باستيداـ الكتل اغبجرية اؼبضلعة غَت اؼبنحوتة‪ .‬يستند اؼبوقع‬ ‫مسكن م ٌ‬
‫ه‬
‫على كومة من اغبجارة أك على برج‪ ،‬لكننا دل ننجح يف معرفة كظيفة ىذا الربج كال حىت يف‬
‫ربديد تاريخ العناصر اؼبيتلفة اؼبكونة للموقع‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبوقع سيع ‪:225‬‬
‫مبٌت رباعي الشكل مبٍت من الكتل اغبجرية الضيمة‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬يتألف اؼبوقع من قسمُت‬
‫تبلغ مساحة األكؿ ‪600‬ـ‪ 2‬كتبلغ مساحة الثاشل ‪ 21‬ـ‪ ،2‬كقد صبعت اللقى من الكتلة ‪A‬‬
‫اؼبوجهة‪.‬‬
‫غَت ٌ‬
‫‪ -‬اؼبوقعاف سيع ‪ 233‬ك سيع ‪:237‬‬
‫بيٍت ىذاف اؼبوقعاف باستيداـ الكتل اغبجرية اؼبضلعة غَت اؼبنتظمة فوؽ مساحة كبَتة بيضاكية‬
‫الشكل (‪60‬ـ‪ .)2‬تشاىد‪ ،‬مشاؿ‪-‬شرؽ اؼبوقع (‪ )237‬غرفة صغَتة مقببة (‪4‬ـ‪( )2‬أعيد‬
‫استيدامها كسجن) تضم بابان صغَتان بساكف (‪ 0.55‬ـ)‪ :‬يفضي إذل غرفة أخرل مردكمة‬
‫كليان‪ .‬ىناؾ غرفة ثالثة (‪9‬ـ‪ )2‬جنوب‪-‬غرب اؼبوقع‪ ،‬يضم حائطها الشمارل خزانة صغَتة‬
‫ينتهي طرفها اعبنويب حبنية‪ .‬أيسند سقف ىذه الغرفة على خرجة مؤلفة من ثبلثة إذل أربعة‬
‫أطناؼ مدؾبة داخل جدار السور األصلي اؼببٍت من اغبجارة اؼبضلعة (‪6.5×4.5‬ـ أم إف‬
‫مساحتو تعادؿ ‪30‬ـ‪ .)2‬يصبعت اللقى من الكتلتُت (أ) ك (ب)‪.‬‬
‫ب‪ -‬المساكن المتجمعة (سيع ‪ 15‬و ‪:)250‬‬
‫تتجمع ىذه اؼبساكن ضمن قريتُت‪ :‬تتألف األكذل من عشرات اؼبساكن اؼبنتشرة مشاالن على‬
‫طوؿ كادم سيع (خربة العنز‪ ،‬موقع سيع ‪ ،)250‬كتتألف القرية الثانية (صغَتة اغبجم) من‬
‫بضعة مساكن فقط (خربة الركـ ‪ ،‬اؼبوقع سيع ‪ .)15‬بسبب ضيق الوقت‪ ،‬قمنا بدراسة‬
‫ىذين اؼبوقعُت دراسة سريعة دكف القياـ بأم رفع يف القرية األكذل‪.‬‬
‫بٍت اؼبوقع سيع ‪ 15‬على حدكد أحد منحدرات اؽبضبة فوؽ مساحة تبلغ ‪1500‬ـ‪ .2‬يتألف‬
‫اؼبوقع من ؾبموعة من العناصر اؼبوجهة كفق اذباىُت (‪92‬ك‪117‬درجة)‪ ،‬فبا يشَت إذل أطوار‬

‫‪51‬‬
‫‪2‬‬
‫خزاف‬
‫ـبتلفة للبناء‪ ::‬مساكن تبلغ مساحتها ‪45‬ـ تقريبان‪ ،‬كباحات كاسعة‪ ،‬باإلضافة إذل ٌ‬
‫كاحد على األقل‪ .‬تعود اللقى اؼبكتشفة يف اؼبوقع إذل الفًتة اؼبمتدة من القرف األكؿ إذل القرف‬
‫اػبامس اؼبيبلديُت بشكل خاص‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يضم اؼبوقع عدد كبَت من العناصر اؼبعمارية‬
‫اؼبعاد استيدامها على األغلب (أفاريز كغَتىا) (اللوحة ‪ .)9‬ليس من السهل تصنيف ىذا‬
‫مباف أك يبكن اعتباره ضيعة‬ ‫اؼبوقع حقيقةن‪ ،‬إذ يبكن اعتباره مسكنان كاحدان مؤلفان من عدة و‬
‫صغَتة‪ .‬أصبح األمر أكثر تعقيدان بعد إغباؽ و‬
‫مباف حديثة دبباشل اؼبوقع القديبة‪ ،‬لكن اؼبوقع‬
‫معرض (دبجمل عناصره) ػبطر االهنيار‪ ،‬بسبب السد الذم مت تشييده كملئو باؼبياه‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫شيٌد اؼبوقع ‪( 250‬اؼبسمى خبربة العنز) فوؽ رعن جبل صغَت صيرم ككعر عند ملتقى هنر‬
‫كادم الرـ بأحد فركعو (أم أف اؼبوقع ؿبصن طبيعيان)‪ ،‬كقد مت تنظيم تدفق النهر يف عدة‬
‫أماكن على امتداد ؾبراه إما ببناء السدكد أك بتحويل ؾبراه‪ .‬على خبلؼ موقع سيع‪ ،‬بٍت ىذا‬
‫اؼبوقع باستيداـ كتل حجرية مضلعة سيئة النحت ص ٌفت بشكل عشوائي‪ .‬يضم موقع خربة‬
‫العنز ؾبموعة من اؼبساكن اؼبهدمة اليت يصعب معرفة تنظيمها‪ ،‬إال أف االذباىُت السائدين نبا‬
‫االذباه مشاؿ‪-‬جنوب كشرؽ‪-‬غرب‪ .‬يبكننا سبييز بعض اؼبساكن مع الطرؽ اؼبؤدية إليها‪ ،‬لكن‬
‫ال يبكننا سبييز طريق بكامل مساره‪ .‬تشاىد اؼبساكن متجمعة على شكل كحدات مؤلفة من‬
‫عشرة مساكن إذل طبسة عشر مسكنان‪ :‬بنيت معظمها باستيداـ كتل حجرية مضلعة كبَتة‬
‫اغبجم كغَت منتظمة‪ ،‬كزكدت بعدد من السواكف كأسطوانات األعمدة‪ .‬جنوبان‪ ،‬يشاىد مبٌت‬
‫طحة مطلة على الوادم ‪ ،‬أما شرقان‪ ،‬فتشاىد بركة‬ ‫مس ى‬
‫كبَت منعزؿ كسور ربصيٍت شيٌدا فوؽ ٍ‬
‫خارج القرية يتم استجرار اؼبياه إليها من الوادم‪ .‬صبع عدد كبَت من الكسر اػبزفية من اؼبوقع‪:‬‬
‫تعود تلك اليت عثر عليها يف قسمو الغريب إذل فًتات سبتد من العصر اغبديدم إذل العصر‬
‫الركماشل‪ ،‬مركران بالعصر اؽبلنسيت‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬تعود اللقى اليت عيثر عليها خارج اؼبوقع إذل‬
‫الفًتة اؼبمتدة من القرف األكؿ قبل اؼبيبلد إذل القرف الرابع اؼبيبلدم‪ ،‬بينما تعود اللقى‬
‫اؼبكتشفة يف مركز القرية إذل فًتة سبتد من العصور القديبة اؼبتأخرة إذل الفًتتُت العباسية‬
‫كاؼبملوكية‪ .‬أخَتان‪ ،‬شاىدنا يف غابة السندياف قرل صغَتة أخرل (باغبجم ذاتو)‪ ،‬متجمعة‬
‫مشاؿ الطريق الركماشل الواصل بُت السويداء‪ -‬قنوات‪ .‬بشكل عاـ‪ ،‬يك ٌجهت اؼبواقع باذباه‬
‫‪ ، ٍ390‬أم بنفس اذباه التقسيم اؼبساحي‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫استطعنا ربديد ثبلثة مشاىد طبيعية بفضل أعماؿ اؼبسح األثرية اليت طالت اؼبنطقة اؼبمتدة‬
‫بُت سيع كقليب‪ ،‬كبفضل قراءة اػبرائط كالصور اعبوية اػباصة دبناطق قنوات كالسويداء كسيع‬
‫كقليب‪:‬‬
‫مشهد أكؿ كبَت تقسمو حدكد متحجرة متعامدة ؿبفوظة جيدان‪ .‬دفعتنا دراسة اؼبواقع القديبة‬
‫كموقعها ضمن اؼبشهد الطبيعي‪ ،‬ككذلك قياس أبعاد األراضي اؼبقسمة‪ ،‬إذل االفًتاض بأف‬
‫التقسيم اؼبساحي احملفوظ مق ٌدر باألكتوس أك باألذرع‪ ،‬كأنو مت كفق تواترات ككحدات قياس‬
‫دل ربدد بدقة‪ ،‬لكن أكثرىا استيدامان ىي كحدة الػ‪540‬ـ اؼبعادلة لػ ‪ 15‬أكتوس أك‪1100‬‬
‫ذراع‪ .‬تش ٌكل اؼبساكن يف ىذا اؼبشهد جزءان من مزارع كبَتة مزكدة بأبراج مبنية من اغبجارة‬
‫اؼبضلعة‪.‬‬
‫يبتد اؼبشهد الثاشل بشكل طوالشل فوؽ اؽبضبة مشارل قليب لكن كفق تنظيم ـبتلف عن‬
‫التنظيم السابق‪ ،‬إذ مت تقسيم أراضيو على شكل أشرطة ضيقة متجهة باذباه كاحد فقط‬
‫(مشاؿ – جنوب) كتغطيها جزئيان حدكد مركحية الشكل أكثر حداثة‪ .‬استطعنا تأريخ‬
‫اؼبشهدين الطبيعيُت تأرىبان نسبيان بقضل تناضد التقسيمات اؼبيتلفة ‪ ،‬لكننا دل نتمكن من‬
‫تفسَت سبب التقسيم الشريطي ألحدنبا‪ .‬ردبا يتعلق األمر بطبوغرافية اؼبكاف (طرؼ الوادم)‬
‫أك ردبا كاف السبب بيدكلوجيان أك ىيدركغرافيان‪ ،‬أك قد يكوف اؽبدؼ من ذلك ىو إبراز قيمة‬
‫اؼبكاف‪ .‬يبلحظ أف اؼبساكن اؼبوجودة داخل ىذا اؼبشهد (الذم يعج دبعاصر الزيتوف كالعنب)‬
‫أكثر تواضعان كأصغر حجمان من سابقتها‪ ،‬كىي مبنية باستيداـ اغبجارة الصغَتة‪.‬‬
‫أخَتان‪ ،‬يشاىد مشهد طبيعي صغَت مطل على الوادم‪ ،‬هباكر سيع سبامان‪ .‬ينتظم ىذا اؼبشهد‬
‫بشكل ـبتلف سبامان عن اؼبشهدين السابقُت‪ :‬سواءن فيما يتعلق بطريقة تقسيم أراضيو أك‬
‫بشكل مساكنو‪ .‬ردبا يتعلق األمر دبزرعة منعزلة تابعة لقرية سيع شيٌدت خارج حدكد القرية‪،‬‬
‫لكن من غَت اؼبمكن معرفة تارىبها كال حىت نسبيان (مقارنة مع اؼبشهدين السابقُت)‪.‬‬
‫ىبًتؽ ىذا اؼبشهد كاؼبشهد السابق اغبدكد ‪ 292‬اليت ال تتميٌز حبجمها كارتفاعها الكبَتين‬
‫فحسب‪ ،‬بل بنوعية اؼبساكن اليت تفصلها عن بعضها أيضان‪ ،‬إذ نشاىد جنوهبا اؼبوقع ‪291‬‬

‫‪53‬‬
‫الذم يعترب أكؿ مسكن يضم أقواسان كدعامات ("درزم" النموذج)‪ ،‬كىي ظبات ال نشاىدىا‬
‫أبدان يف اؼبساكن الواقعة مشارل ىذه اغبدكد‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬قبد أنفسنا أماـ ؾبموعة من التساؤالت‪:‬‬
‫ما ىي العبلقة القائمة بُت سيع (أك سيعا )‪ (Seia‬قديبان) كبُت اؼبنطقة اليت تشغل الطرؼ‬
‫الشمارل للهضبة اؼبطلة على كادم الرـ حىت اغبدكد ‪ 292‬؟ ما ىي العبلقة اليت تربط بُت‬
‫أراضي قرييت سيع كخربة العنز‪ ،‬كما ىي اغبدكد اإلدارية بينهما ؟ كيف كاف يتم تنظيم‬
‫استثمار األراضي اؼبقسمة بُت القريتُت كاؼبساكن اؼببعثرة الكثَتة العدد يف ذلك اعبزء من‬
‫اؽبضبة؟ ما ىي العبلقة القائمة بُت ىذه اؼبساكن كالقبور اؼبوجودة يف الوادم كيف األراضي‬
‫اؼبقسمة ؟ ما ىو دكر اؽبرم كأين ىو مكاهنا داخل ىذا اغبيز الزراعي اؼبنظٌم ؟ إف ىذه‬
‫اؼبيسر نوعان ما للهضبة الشرقية‪ ،‬إذ يبلغ معدؿ‬
‫التساؤالت ىامة بقدر أنبية االستثمار الزراعي ٌ‬
‫اض بركانية رقيقة على ارتفاع ‪1500‬ـ تقريبان‬‫األمطار ‪ 554‬مم يف ىضبة سيع الواقعة فوؽ أر و‬
‫عن سطح البحر ‪.16‬‬
‫ال يبكن دراسة تطور اإلعمار يف اؼبواقع‪ 17‬يف كضعها اغبارل بسبب غياب األسبار كالتأريخ‬
‫الدقيق للقى من جهة‪ ،‬ك من جهة ثانية بسبب غياب بعض التصنيفات النمطية (كأنواع‬
‫اغبجارة اؼبستيدمة يف بناء اعبدراف مثبلن)‪ .‬مت استنباط التواريخ اؼبقًتحة من خبلؿ الدراسة‬
‫األكلية للٌقى اػبزفية اجملموعة من السطح بطريقة احتمالية‪ ،‬كتبُت أف ثبلثة مواقع من اؼبواقع‬
‫التسع كالعشرين اليت صبعت منها اللقى‪ ،‬تعود إذل ما قبل القرف األكؿ اؼبيبلدم‪ .‬يف اؼبقابل‪،‬‬
‫يعود عدد كبَت من اؼبواقع إذل القرف األكؿ اؼبيبلدم (‪ 15‬من أصل ‪،)29‬كما أف أربعة مواقع‬
‫من اؼبواقع الػ ‪ 29‬استمر كجودىا خبلؿ قرنُت من الزمن‪ ،‬كتسعة منها (أم الثلث) يشغلت‬
‫لفًتة طويلة (طبسة قركف أك أكثر)‪ .‬يعود ثلث اؼبواقع ( ‪ 9‬من أصل ‪ )29‬إذل القرف الرابع‬
‫اؼبيبلدم‪ ،‬كيبدك أف ىذه اؼبواقع دل تستمر طويبلن‪ .‬يبلحظ اقًتاف بعض الفًتات باختفاء اؼبواقع‬
‫فيها‪ ،‬خاصة القرف الثالث (اندثرت فيو أربعة مواقع) كالقرف السادس (شبانية مواقع) كالقرف‬
‫السابع (طبسة مواقع)‪.‬‬
‫دل تتم هتيئة القطاع اؼبقسم إذل األشرطة الضيقة اؼبتجهة باذباه ‪ ٌ 390‬بشكل و‬
‫كاؼ للقياـ‬ ‫ٍ‬
‫بزراعتو (أك لزراعتو من جديد) إذ مت تقسيمو كفق معايَت جديدة (‪ І‬ك‪ ІІ‬ك‪ .)ІІІ‬نيف ٌذت‬

‫‪54‬‬
‫التقسيمات اعبديدة خبلؿ الضم الذم حصل يف هناية القرف التاسع عشر أك عشرينيات‬
‫القرف العشرين‪ ،‬أم عندما قاـ الدركز بثوراهتم‪ .‬أدؾبت سيع ضمن التقسيم اؼبساحي اػباص‬
‫باؼبنطقة الواسعة اؼبمتدة من قنوات كالسويداء حىت قليب‪ :‬ألسباب سياسية‪ ،‬هبدؼ تنظيم‬
‫أراضي اؼبدينة‪ ،‬أك ألسباب ضريبية أك حىت ألسباب تتعلق بالسقاية (هبدؼ استجرار مياه‬
‫الينابيع مثبلن كتنظيم ؾبارم األهنار)‪ ،‬أك ردبا لكل ىذه األسباب ؾبتمعة‪.‬‬
‫على الرغم من استمرار استيطاف ىضبة قليب من العصر اغبديدم حىت أيامنا ىذه‪ ،‬كعلى‬
‫الرغم من التعديبلت اليت طالت حقوؽبا كمساكنها‪ ،‬إال إهنا تش ٌكل كبلن متجانسان كمتبلضبان‬
‫بأراضيها اؼبقسمة إذل مربعات (‪ 540‬ـ) كدبساكنها البارزة ضمن اؼبشهد الطبيعي‪ .‬بناءن على‬
‫ضبلة أعماؿ اؼبسح األثرية األكذل اليت قمنا هبا يف العاـ‪ ،1991‬أصبحنا غَت مقتنعُت بأف ىذه‬
‫اؼبواقع ىي منشآت عسكرية حبتة (على شكل مزارع ؿبصنة)‪ .‬ال ننكر طبعان أف السور سيع‬
‫‪ 292‬يدفعنا بقوة إذل التفكَت بالتقسيم الدفاعي لؤلرض‪ ،‬لكننا دل ندرسو كفاية لنؤكد بأنو‬
‫يش ٌكل أحد أركاف اػبطوط الدفاعية الركمانية‪ .‬تزعزت قناعاتنا من جديد بعد الدراسات‬
‫اغبديثة اليت قمنا هبا (دبا فيها أعماؿ رفع العاـ ‪ ،)2004‬ككذلك بعد مقارنة تقسيمات‬
‫اؼبنطقة مع التقسيم اؼبساحي ؼبناطق أردنية مثل التلة كالكرؾ‪ ،‬كمع مواقع أخرل مثل قلعة‬
‫قصر برقو‪ .‬يعود القسم األكرب من اللقى اػبزفية اجملموعة إذل الفًتة اؼبمتدة من القرف الرابع‬
‫إذل القرف السابع اؼبيبلدم كمن القرف العاشر إذل القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم‪ ،‬ىذا فبا يرجح‬
‫فرضية إعادة تنظيم اؼبنطقة يف عهد الواليات‪.18‬‬
‫إف السؤاؿ الذم يطرح نفسو ىنا‪ :‬ىل شكل تل قليب جزءان من النظاـ الدفاعي اػباص‬
‫بالقسم الشرقي من اإلمرباطورية بعد أف مت إنشاء مستعمرات للجنود كاؼبزارعُت فوؽ أراضيو‬
‫اغبدكدية اليت نظمت كأعفيت من الضرائب؟ كما عبلقة ىذا النظاـ بالفرقة العسكرية اؼبستقرة‬
‫يف بصرل كبتطور الوالية العربية كبتحصُت بصرل يف العاـ ‪ 540‬ـ‪19‬؟‬
‫قائمة المواقع بحسب نوعها‪:‬‬
‫يعمل الربنامج اؼبرتبط بقاعدة البيانات الناذبة عن أعماؿ اؼبسح كفق برؾبيات مكتوبة بلغة‬
‫رباعية األبعاد‪ ،‬لكن دل ييستيلص من قاعدة البيانات تلك إال العناصر األساسية فقط‪.‬‬
‫ييظهر ملف أعماؿ اؼبسح كاؼبعطيات اؼبستيلصة منها التسجيل اؼبنهجي للمواقع كطرؽ‬

‫‪55‬‬
‫بنائها ككظيفتها (عندما يكوف ذلك فبكنان‪ :‬سور يقطع الوادم أك سور مصطبة أك حىت سور‬
‫مسكن) ككذلك اللقى اؼبكتشفة يف ىذه اؼبواقع‪ .‬وبمل بعض اؼبواقع أكثر من رقم دبا يتوافق‬
‫مع ضببلت اؼبسح اؼبيتلفة (مثبلن سيع ‪=1-91‬سيع‪ )285-92‬أك مع التقسيمات‬
‫الداخلية للموقع (سيع ‪ .)237/233-92‬دل يكتمل الًتقيم ألنو نػي ٌفذ إما تبعان للعاـ أك‬
‫للمنطقة أك تبعان جملموعة مواقع‪ .‬على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬نبلحظ أف اؼبوقعُت ‪ 250‬س ك‪ 260‬س‬
‫ال وبمبلف أرقامان كسطان بينهما تسمح بالرجوع إليها الحقان‪ ،‬إذ إهنما مؤلفاف من ؾبموعة‬
‫عناصر ـبتلفة (سد ك مساكن كمعابد كقبور إخل‪ )..‬تستحيل دراستها خبلؿ ضبلة تنقيب‬
‫كاحدة‪ .‬باإلضافة إذل ذلك‪ ،‬أعطي أكؿ موقع جديد مكتشف خبلؿ ضبلة أيلوؿ ‪ 2004‬رقم‬
‫قليب ‪ 501‬للتأكد من عدـ إعطائو رقم استيدـ سابقان‪ .‬يبكن استيبلص اؼبعطيات من‬
‫خبلؿ طرح صيغ ـبتلفة من التساؤالت‪ ،‬كأف نبحث عن كل اؼبواقع اؼببنية باستيداـ الكتل‬
‫اغبجرية اؼبضلعة أك عن كل اؼبساكن أك كل القبور أك القبور كاؼبعاصر أك اؼبساكن اليت تعود‬
‫إذل الفًتة اؼبمتدة من كذا إذل كذا‪ ...‬إخل‬

‫اللوحة‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫‪1‬كم‬ ‫القبر ‪501‬‬ ‫مساكن متجمعة‬ ‫مساكن مبعثرة‬
‫*‬

‫اللوحة ‪2‬‬

‫‪57‬‬
‫أ‪ .‬صورة جوية ؽبضبة قليب‪.‬‬

‫اللوحة ‪3‬‬
‫قليب‪.‬‬ ‫ب‪ .‬شرح الصورة اعبوية ؽبضبة‬

‫‪58‬‬
‫اللوحة ‪3‬‬

‫أ‪ .‬صورة جوية ؽبضبة سيع ‪.‬‬

‫ب‪ .‬شرح الصورة اعبوية ؽبضبة سيع‪.‬‬


‫اللوحة ‪4‬‬
‫‪59‬‬
‫اللوحة ‪4‬‬

‫عملية اؼبسح اؼبنفذة يف ىضبة سيع‬

‫‪60‬‬
‫اللوحة ‪5‬‬

‫اػبَت‪(2004 ،‬‬
‫ـبطط موقع قليب ‪( 59‬اؼبهندسة اؼبعمارية سناء ٌ‬

‫‪61‬‬
‫اللوحة ‪6‬‬

‫اػبَت‪(2004 ،‬‬
‫أ‪ .‬ـبطط موقع قليب ‪( 504‬اؼبهندسة اؼبعمارية سناء ٌ‬

‫اػبَت‪(2004 ،‬‬
‫اؼبعمارية سناء ٌ‬ ‫ب‪ .‬ـبطط موقع قليب ‪( 57‬اؼبهندسة‬

‫اػبَت‪(2004 ،‬‬
‫ج‪ .‬ـبطط الطابق األرضي لربج موقع قليب ‪( 503‬اؼبهندسة اؼبعمارية سناء ٌ‬

‫‪62‬‬
‫اللوحة ‪7‬‬

‫اػبَت‪(2004 ،‬‬
‫أ‪ .‬ـبطط موقع قليب ‪( 58‬اؼبهندسة اؼبعمارية سناء ٌ‬

‫ب‪ .‬ـبطط قصر برقو يف األردف (كيندم كريبلم يف العاـ ‪ ،1990‬الشكل ‪(174‬‬

‫‪63‬‬
‫اللوحة ‪8‬‬

‫ب‪ .‬ـبطط موقع سيع‪10‬‬ ‫أ‪ .‬ـبطط موقع سيع ‪1‬‬

‫جػ‪ .‬ـبطط موقع سيع‪15‬‬

‫‪64‬‬
‫اللوحة ‪9‬‬

‫ثبلث ـبططات تفصيلية ؼبوقع سيع ‪(15‬اؼبهندسة اؼبعمارية سناء‬


‫اػبَت‪.)2004،‬‬
‫ٌ‬

‫‪65‬‬
:‫اؽبوامش‬

1. BRAEMER 1984a, 1988, 1993 ; Hauran ; Hauran.


2. LEVEAU et alii 1995 ; VALLAT 2004.
3. GENTELLE 1985, P. 39, pl. V ; VILLENEUVE 1985, P. 127, fig. 23.
4. DODINET et alii 1994.
5. LEBLANC ET VALLAT 1997.
6. BOCOVA 1990, P. 124 ; BOURON 1930, P. 215, 233-235.
7. DE VAUX 1961, P. 298-317 ; IOPPOLO 1967 ; DILKE 1980, P. 89-100
; FERNIE 1981 ; BUDING 1982 ; BARRESI 1990.
8. IOPPOLO 1967.
9. FERNIE 1981.
.‫رقمت اغبدكد على أهنا مواقع كذلك لفهم مراجع أعماؿ اؼبسح‬ .10
11.DUNAND 1930 ; SARTRE 1981.
12.LEBLANC ET VALLAT 1997 ; AUGE 1999.
13.BUTLER, PPUAESA 5 1915, P. 354, fig. 318.
14.KENNEDY et RILEY 1990, P. 220, fig. 174.
15.BARKER et alii 1996.
16.GENTELLE 1985, P. 26.
‫ أم سواء أكاف مسكنان أـ مقربة أـ‬،‫نطلق اسم موقع على كل ما ىو أثرم مهما كانت طبيعتو‬ .17
...‫حدكدان أـ أثران الستيطاف بشرم إخل‬
18.KENNEDY et RILEY 1990, P. 207, fig. 158.
19.VILLENEUVE 1986, P. 195.

66
‫‪.3‬المساكن الرومانية ‪ -‬البيزنطية في قرى البثنية‪ :‬البعثات ‪ 2002‬إلى ‪:2004‬‬
‫باسكاؿ كلوس باليت‬
‫‪Pascale Clauss-Balty‬‬
‫تقدـ اؼبقالة التالية شبرة عمل استمر يف العامُت )‪ (2002-2004‬كذلك ضمن إطار برنامج‬
‫أكركيب لتوثيق الًتاث األثرم اغبضارم السورم‪. 1‬مر العمل دبراحل ـبتلفة سبثلت بالوصف‬
‫اؼبعمارم كالرفع الطبوغرايف كرسم اؼبيططات كالتقاط الصور‪ ،‬كنتج عنو يف النهاية ملف‬
‫كامل لكل صرح مدركس ‪ .‬أشكر جزيل الشكر كل زمبلئنا السوريُت كاألؼباف كالفرنسيُت من‬
‫مهندسي عمارة كآثاريُت كطبوغرافيُت ككل من ساعدنا يف اؼبديرية العامة لآلثار كاؼبتاحف يف‬
‫دمشق كدرعا كالصنمُت كبصرل ككذلك يف اؼبعهد الفرنسي للشرؽ األدسل ؼبا قدموه لنا من‬
‫دعم لوجسيت‪ ،‬كال أنسى طبعان القركيُت الذين استقبلونا بكل رحابة صدر كفتحوا لنا بيوهتم‪.‬‬
‫يكرست ثبلث ضببلت لدراسة اؼبساكن القديبة يف ست قرل تابعة لسهل حوراف األعلى‬
‫تبلىا أحباث ميدانية قاـ هبا فريق عمل سورم فرنسي يف نول‪ -‬آخر قرية يف اؼبنطقة ‪-‬كيف‬
‫جبل العرب كاللجاة‪ .2‬تقسم حوراف يف الواقع إذل ثبلث مناطق كبَتة تتميز بعوامل مناخية‬
‫كتكوينية متباينة بشدة ‪ :‬سهبل البثنية كالنقرة يف الغرب كاعبنوب‪ ،‬كىضبة اللجاة يف اؼبركز‬
‫ككتلة جبل العرب يف الشرؽ ‪.‬إف ؽبذه العوامل الطبيعية تأثَتىا اؼبباشر على االقتصاد كعلى‬
‫مبط حياة السكاف كعلى الفن اؼبعمارم للمساكن القركية ‪.‬بناءن عليو‪ ،‬سيكوف عملنا مرتبطان‬
‫هبذا التقسيم اعبغرايف لتحديد الثوابت كاؼبتغَتات كإلعداد تصنيف طبولوجي يبكن ربطو يف ما‬
‫بعد باػبصائص اؼبناطقية االجتماعية كاالقتصادية اليت سبيز اؼبنطقة‪.‬‬
‫ال يبكن كصف تلك اؼبساكن بأهنا ركمانية ‪ -‬بيزنطية دبجرد معاينة آثارىا ظاىريان‪ ،‬كال بد من‬
‫تنقيبها أك حفر أسبار فيها للحصوؿ على معلومات دقيقة ‪.‬تشَت بعض األدلة‪ ،‬اليت‬
‫سنعرضها الحقان‪ ،‬إذل أف ىذه اؼبساكن تعود إذل فًتة سابقة لنهاية العهد الركماشل بينما تنفي‬
‫أدلة أخرل ذلك‪ ،‬لكن األمر اؼبؤكد ىو صمود بعض العناصر األساسية اؼبميزة للعمارة‬
‫السكنية يف اؼبنطقة على امتداد عدة عصور‪.‬‬

‫‪Ι-‬السياؽ‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫أ ‪-‬المنطقة الجغرافية المعنية ‪:‬‬
‫كانت منطقة جنوب سورية مقسمة إذل أربعة أقاليم البثنية أك الباتانيو ‪ -‬اسم يوناشل مشتق‬
‫عن الكلمة اآلرامية باشاف ‪) -‬كجوالينتيد( اعبوالنية )كالًتاخونيا( اللجاة ك (أكرانتيد(‬
‫اغبورانية ‪ .‬أخذ الركماف ىذا التقسيم عن التنظيم اإلدارم اؽبلنسيت كتبناه العرب أيضان من‬
‫عرؼ اغبدكد الدقيقة لتلك األقاليم اليت تغَتت بطبيعة‬ ‫بعدىم ‪.‬على الرغم من ذلك‪ ،‬ال تي ى‬
‫اغباؿ مع الزمن‪.‬‬
‫يذكر العهد القدصل أف باشاف كانت فبلكة اؼبلك أكغ ‪.‬امتدت تلك اؼبملكة‪ ،‬كفقان للتعريف‬
‫اؼبوجود يف موسوعة بوليس لاير )‪ (Paulys Real-Encyclopadie‬كيف معجم التوراة‬
‫كاعبغرافية ؼبؤلفو أبيل )‪ ،3 (Abel‬من حرموف كسهل دمشق مشاالن إذل هنر الَتموؾ كجبل‬
‫الزملة جنوبان‪ ،‬كمن سلسلة ىضاب جبل ىايش غربان إذل جبل العرب شرقان ‪.‬دل يكن ىذا رأم‬ ‫ي‬
‫ديوسو )‪ (Dussaud‬الذم يقوؿ ‪:‬إف باشاف التوراتية دل تكن تغطي سول السهل األعلى‬
‫الواقع غريب اللجاة كيفصلها عن سهل حوراف حد يبتد من غرز‪ 5 -‬كم جنوب شرؽ درعا‬
‫‪ -‬إذل بصراغبرير‪.4‬‬
‫تتضارب اآلراء كذلك حوؿ حدكد البثنية يف الفًتة اليونانية‪-‬الركمانية‪ ،‬إذ دل يتفق اعبميع‬
‫على اؼبساحة اليت مشلتها منطقة أكرانتيد (اغبورانية) يف ذلك الوقت ‪.‬يقوؿ البعض إف ىذه‬
‫األخَتة دل تكن تضم إال اعببل‪ ،5‬بينما يقوؿ البعض اآلخر إهنا كانت تغطي السهل الغريب‬
‫اجملاكر ؽبا أيضان ‪. 6‬‬
‫إذا ما أخذنا أظباء األماكن اغبالية بعُت االعتبار سنواجو اؼبشكلة نفسها ‪:‬فبحسب اؼبوسوعة‬
‫اإلسبلمية يشَت اسم نقرة اغبديث الذم يعٍت" حفرة "بالعربية إذل األراضي اليت كانت‬
‫تضمها باشاف بأكرب امتداد ؽبا‪ ،‬أم إهنا كانت تغطي السهوؿ العليا غريب كجنويب اللجاة ‪.‬‬
‫يطلق على السهوؿ األكذل الواقعة غريب اللجاة اسم البثنية كىو اسم مشتق من الكلمة العربية‬
‫بثنة كاليت تعٍت" األرض السهلة كاػبالية من اغبجارة"‪ ،‬كردبا تتوافق ىذه البثنية مع الباتانيو‬
‫القديبة‪ ،‬بينما وبمل السهل الواقع جنويب اللجاة اسم حوراف بكل بساطة‪. 7‬على العكس من‬
‫ذلك‪ ،‬إف مساحة النقرة أصغر كفقان ؼبعجم التوراة إذ إهنا ال تضم إال اؽبضبة اؼبتموجة اليت‬
‫تقطعها عدة كدياف تنحدر بدكرىا من جبل حوراف‪. 8‬‬

‫‪68‬‬
‫يصعب أيضان ربديد اؼبنطقة اليت أطلق العرب عليها اسم جيدكر‪ ،‬إذ اعتربىا ديوسو‬
‫)‪ (Dussaud‬فبلكة إيتوريا اليت كانت تغطي اغبرموف كمنطقة جباؿ لبناف الشرقية‬
‫حبسب النصوص القديبة‪ ،9‬أما اؼبوسوعة اإلسبلمية فتذكرىا على أهنا األرض اليت ربد البثنية‬
‫مشاالن ‪.‬يشار يف النبذة اػباصة باعبوالف ‪10‬إذل أف التمييز بُت اعبوالف كجيدكر بدأ من القرف‬
‫‪.‬‬ ‫الثامن اؼبيبلدم كأف اعبابية‪ ،‬الواقعة على بعد كيلومًتات مشاؿ النول‪ ،‬ىي جزء منو‬
‫هبب أف نتحدث قليبلن عن أرض البثنية الواقعة شرقي اللجاة أيضان‪ ،‬كىي األرض اليت افًتض‬
‫كادينغتوف )‪ (Waddington‬بأهنا الباتانيو الركمانية اؼبمتدة من بيثينة إذل مشنٌف ‪.‬يشَت‬
‫ديوسو إذل أف ىذه التسمية أطلقت بعد الفتح العريب على منطقة ساسيو القديبة كتعٍت‬
‫"البثنية الصغَتة"‪ ،‬كىو أيضان معٌت االسم الذم ربملو قرية البيثينة‪.11‬‬
‫يتحدث الكتٌاب يف األدب اغبديث اليوـ عن النقرة إشارة إذل السهل الواقع جنويب اللجاة‬
‫كعن جيدكر أك البثنية إشارة إذل السهل الغريب‪ ،‬إذ يشكل ؾبموعهما ىضبة حوراف‪. 12‬‬
‫يتوجب علينا حقيقة أف لبتار تسميات الستيدامها عندما نريد التحدث عن منطقة ما‬
‫مشمولة ضمن دراستنا‪ ،‬أم علينا أف نأخذ كل اؼبصادر القديبة كاغبديثة بعُت االعتبار‬
‫لتجاكز ىذه اؼبشكلة‪ ،‬لكننا لن ننجح يف ربقيق ذلك ‪.‬بناءن عليو‪ ،‬قررنا اعتماد التقسيم‬
‫السابق نفسو حىت ال نعقد األمور‪ ،‬كأطلقنا اسم البثنية أك جيدكر على السهل األعلى الواقع‬
‫بُت اعبوالف كاللجاة‪ ،‬أم ذلك اؼبمتد من غباغب مشاالن كصوالن إذل درعا جنوبان‪ ،‬أما اسم‬
‫سهل حوراف أك النقرة فأطلقناه على السهل الذم ربده اللجاة مشاالن كجبل العرب شرقان‬
‫كالطريق الركماشل الواصل بُت صليد كدرعا جنوبان كاػبط الواصل بُت درعا كبصر اغبرير غربان ‪.‬‬
‫على كل حاؿ‪ ،‬تتواجد طبس قرل من الست اؼبدركسة يف البثنية ككاحدة فقط يف النقرة (قرية‬
‫معربا الواقعة بالقرب من بصرل)‪ ،‬لكن دراسة قرية كاحدة ال تكفي ؼبعرفة خصائص العمارة‬
‫السكنية اؼبوجودة فيها ‪.‬ليس ىناؾ اختبلفات كاضحة بُت مساكن معربا كمساكن السهل‬
‫الغريب الذم نطلق عليو غالبان اسم البثنية أك جيدكر للسهولة‪ ،‬لكن هبب أف ال ننسى أف‬
‫معربا موجودة يف سهل حوراف‪.‬‬
‫ب ‪-‬تاريخ وعمران‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫‪13‬‬
‫تشَت األدلة األثرية إذل أف اإلنساف استوطن اؼبنطقة منذ األلف الرابعة ؽ‪.‬ـ على األقل‬
‫لكننا سنطيل كثَتان إذا ما استعرضنا كل اغبقبات البعيدة عن اختصاصنا‪ ،‬لذلك سنكتفي‬
‫بإعطاء حملة تارىبية عنها‪ .‬تعود بعض مدف اؼبنطقة مثل بصرل كدرعا كتل العشارم إذل األلف‬
‫الثانية ؽ‪.‬ـ‪ ،‬كقد ذيكرت يف اغبوليات اؼبصرية منذ القرف اػبامس عشر ؽ‪.‬ـ‪ ،‬أما يف ما يتعلق‬
‫بالعصر اغبديدم‪ ،‬فيتحدث سفر تثنية االشًتاع عن فبلكة باشاف اليت كاف وبكمها اؼبلك‬
‫أكغ اؼبتحدر من العمالقة‪ .‬كانت عاصمة تلك اؼبملكة ىي إدراعي)‪ (Edraai‬درعا‪ ،‬أما‬
‫مكاف إقامة اؼبلك فعشًتكت )‪ (Ashtaroth‬تل عشارم ‪.‬كانت باشاف تلك مكونة من‬
‫عدة قرل ؿبصنة كمفتوحة‪ ،‬نذكر منها سالكاه )‪(Salkah‬صليد )كتوب( )‪ (Top‬طيبة )‬
‫كىي بلد غٍت كمشهور بأكباشو ك أثواره كبلوطو‪. )14‬باستثناء النصوص اؼبسمارية اليت‬
‫تتحدث عن الدمار الكبَت بسبب سلسلة اغبركب اليت قادىا كل من شلمناصر الثالث (‬
‫‪(858-824‬ؽ‪.‬ـ كآشور بانيبعل ( ‪ (668-627‬ؽ‪.‬ـ‪ ،15‬اليتوفر لدينا إال القليل من‬
‫الوثائق اؼبتعلقة بفًتات السيطرة اآلشورية كالبابلية اغبديثة كاإلطبينية ‪.‬بدأ صيت حوراف ينتشر‬
‫يف القرف الثاشل ؽ‪.‬ـ مع سلسلة اغبمبلت اليت قاـ هبا يهوذا اؼب ٌكايب إلنقاذ اعبماعات اليهودية‬
‫‪16‬‬
‫مهد الطريق‬‫ٌ‬ ‫فبا‬ ‫السلوقية‪،‬‬ ‫السلطة‬ ‫بضعف‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫أيض‬ ‫الفًتة‬ ‫تلك‬ ‫سبيزت‬ ‫‪.‬‬ ‫يف العاـ ‪ 163‬ؽ‪.‬ـ‬
‫أماـ النبطيُت ليسيطركا تدرهبيان على حوراف بأكملها ‪،‬كقبح اؼبكابيوف بدكرىم يف ربرير اليهود‬
‫كأنشؤكا فبلكة اغبشمونيُت يف فلسطُت ‪.‬أماـ ىذا الواقع اعبديد أصبحت اؼبنطقة مطمعان‬
‫للقول اؼبيتلفة البارزة يف تلك الفًتة كتكررت اؼبواجهات يف ما بينها هبدؼ السيطرة عليها‪.‬‬
‫يبكن اختصار كضع حوراف يف الفًتة اؼبمتدة بُت كصوؿ بومبيوس )‪ (Pompée‬إذل سوريا‬
‫يف العاـ ‪ 64‬ؽ‪.‬ـ كضم تراجاف )‪ (Trajan‬للمملكة النبطية إذل الوالية العربية يف العاـ‬
‫‪106‬ـ‪ ،‬بأف أراضيها كانت موزعة بُت دكلتُت تابعتُت لركما ‪.‬عند استبلـ أغسطس‬
‫)‪(Auguste‬لزماـ األمور يف اإلمرباطورية الركمانية (دبا فيها الوالية السورية الركمانية)‬
‫عهد بكل من اعبوالف كالبثنية كاللجاة كاعبزء الشمارل من جبل العرب‪ ،‬أم اؼبناطق اليت‬
‫كانت خاضعة لقطاع الطرؽ من العرب اإليتوريُت‪ ،‬إذل ىَتكد العظيم ‪(Hérode le‬‬
‫)‪ Grande‬كخلفائو من بعده ‪.‬كاف أغريبا الثاشل آخر ملوؾ إقطاعيات اؼبشرؽ‪ ،‬إذ أغبقت‬

‫‪70‬‬
‫أراضيو بالوالية السورية بعد موتو ما بُت العاـ ‪ 92-93‬ـ ‪.‬يف اؼبقابل‪ ،‬بقي سهل النقرة‬
‫ككذلك منطقة جنويب جبل العرب ربت السيطرة النبطية حىت موت ملكها النبطي رئباؿ‬
‫الثاشل يف العاـ ‪ 106‬ـ ‪.‬قرر اإلمرباطور تراجاف بعد ذلك أف يضم اؼبملكة النبطية إذل الوالية‬
‫العربية اعبديدة اليت كانت بصرل عاصمتها كمقر الفيلق اؼبسؤكؿ عن ضباية اغبدكد ‪.‬دل‬
‫تتحقق إعادة توحيد منطقة حوراف فعليان إال يف بداية القرف الثالث اؼبيبلدم‪ ،‬كذلك عندما قاـ‬
‫سبتيموس سيفَتكس)‪ (Septime Sévère‬بتوسيع حدكد الوالية العربية الركمانية إذل‬
‫مشارل اللجاة‪.17‬‬
‫كاف سكاف حوراف األصليوف فبلحُت آراميي األصل ‪.‬بدأ العرب بالتوافد على اؼبنطقة بدءان‬
‫من القرف الثاشل ؽ‪.‬ـ على األقل‪ ،‬فقدـ األنباط من اعبنوب كقدمت قبائل أخرل من منطقة‬
‫الصحراء الشرقية‪ ،‬كقد أتى ذكرىا يف نقوش عديدة بدءان من القرف الثاشل اؼبيبلدم‪. 18‬لوحظ‬
‫كجود سكاف يعتنقوف الدين اليهودم‪ ،‬استقركا بشكل خاص يف قرل نول ك طفس‪ 19‬كشيخ‬
‫مسكُت يف البثنية ‪.‬من اؼبعركؼ أيضان أف ىَتكد نشر السبلـ يف اللجاة دبساعدة مستوطنُت‬
‫يهود قدموا من بابل كاستقركا بدكرىم يف مستوطنتُت أسسهما ىَتكد يف البصَت ‪ :‬باثَتا )‬
‫)‪(Pathyra‬شرقي الصنمُت) كيف دنيبو أك دانابا )‪( (Danaba‬غريب إزرع( اليت كاف‬
‫يقطنها مستوطنوف إغريق أيضان‪ .‬يضاؼ إذل كل من سبق‪ ،‬عسكريوف كؿباربوف قدماء‬
‫كموظفوف ركماف كردبا مستوطنوف أيضان‪ ،‬قدموا إذل اؼبنطقة بدءان من القرف الثاشل اؼبيبلدم‬
‫‪20‬‬
‫مستفيدين من توزيع األراضي يف اؼبناطق األكثر خصوبة مثل ىضبة حوراف ‪.‬‬
‫لقد كاف غبوراف مكانتها اؽبامة يف الشرؽ اليوناشل‪-‬الركماشل الوثٍت‪ ،‬إذ إهنا البوتقة اليت انصهر‬
‫فيها مزيج الثقافات النبطية‪-‬العربية كالسورية‪-‬الفينيقية كاألجنبية اليت استقدمتها اعبيوش‬
‫الركمانية خاصة‪ ،‬كما برزت فيها آؽبة شرقية كبَتة (مثل بعلشمُت كدكساريس كالبلت) مت‬
‫ىلينتها أك ركمنتها ربت أظباء‪ :‬زيوس‪-‬جوبيًت ‪ Zeus-Jupiter‬كديونيسوس‬
‫‪Dionysos‬كأثينا ‪.21 Athéna‬‬
‫دل تظهر اآلثار األكذل للمسيحية إال مع بداية القرف الثالث اؼبيبلدم‪ ،‬إذ ذيكر كجود مطراف يف‬
‫بصرل ‪.‬كاف عدد اؼبسيحيُت يف تلك الفًتة قليبلن جدان يف اؼبدف‪ ،‬أما عددىم يف القرل‬

‫‪71‬‬
‫فأكرب كىم هبتمعوف يف بيوت خاصة ‪.‬ظهرت السلطات األسقفية يف كل حوراف مع بداية‬
‫القرف الرابع اؼبيبلدم كسرعاف ما انتشرت األديرة كالكنائس يف اؼبنطقة‪.‬‬
‫إف الصركح اؼبسيحية احملصاة من خبلؿ النصوص أك النقوش أك اآلثار احملفوظة كثَتة جدان‬
‫كخاصة أديرة القائلُت دبذىب الطبيعة الواحدة للمسيح اليت عرفت بفضل" رسالة رؤساء‬
‫األديرة ‪ ." 22‬انتشر مذىب الطبيعة الواحدة يف منطقة جنويب سورية بفضل أفراد قبيلة‬
‫الغساسنة العربية اليت قدمت من اليمن كاستقرت يف سورية‪ ،‬فكلفها اإلمرباطور‬
‫أنستاس )‪ (Anastase‬يف هناية القرف اػبامس اؼبيبلدم‪ ،‬حبماية اغبدكد كاغبفاظ على أمن‬
‫نصب جوستنياف‬ ‫اؼبواطنُت‪ ،‬كذلك من خبلؿ ضبط ربركات القبائل البدكية‪ٌ .‬‬
‫)‪ (Justinien‬شيخ قبيلة الغساسنة شييان على كل القبائل يف العاـ ‪ 529‬ـ كامتدت‬
‫سلطتو لتشمل كل الوالية العربية (البثنية كحوراف كاللجاة كالبقاع) كفينيقيا اللبنانية كفلسطُت‬
‫األكذل كالثانية‪ .‬اعتنق الغساسنة اؼبذىب اؼبسيحي القائل بالطبيعة الواحدة للمسيح منذ بداية‬
‫القرف اػبامس اؼبيبلدم ككاف دينان موركثان حبسب العقيدة الرظبية للقسطنطينة ‪.‬عيثر على‬
‫العديد من األديرة التابعة ؽبذا اؼبذىب يف جيدكر كاعبوالف بالقرب من أماكن إقامة شيوخ‬
‫القبائل الغساسنة ‪:‬اثناف منها يف عقربا ككاحد يف كفر ناسج كآخر يف جاسم ككذلك يف‬
‫جابيٌو كيف اغبارة كردبا كاف دير مشنوؿ يف ظبلُت (سيميلينوا) )‪ (Sémélènoi‬كاحدان من‬
‫تلك األديرة‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يبلحظ أف عدد مثل تلك األديرة قليل جدان يف النقرة‪ ،‬إذ عيثر على‬
‫اثنُت منها فقط يف قرييت امتاف ك الداير شرقي كجنويب بصرل‪ .‬تضم إزرع (زكركفا) )‬
‫)‪(Zorova‬الواقعة على الطرؼ اعبنويب الغريب للجاة) كنيستُت تعوداف إذل القرف السادس‬
‫اؼبيبلدم مازالتا قائمتُت حىت يومنا ىذا ‪.‬يضاؼ إذل قائمة تلك القرل أيضان‪ ،‬القرل اليت‬
‫أصبحت يف ما بعد مقرات أسقفية‪ ،‬مثل اغبارة )‪ (Eutemè-Eutimia‬كألبل‬
‫)‪(Neeila‬كالصنمُت (ايره) )‪ (Aere‬ككذلك نول (نيفيو) )‪ (Neve‬اليت كانت مقران‬
‫ألسقفية خاصة دبذىب الطبيعة الواحدة‪ :‬بقيت مستقلٌة عن أسقفية بصرل حىت القرف‬
‫التاسع اؼبيبلدم‪.23‬‬
‫أدل اهنيار حكم الغساسنة يف هناية القرف السادس إذل تعرض أتباع مذىب الطبيعة الواحدة‬
‫إذل اضطهاد ديٍت مارسو ضدىم خلفاء جوستنياف اؼبعارضوف لذلك اؼبذىب كأصبحت‬

‫‪72‬‬
‫اغبدكد ببل حراسة‪ ،‬فبا مهد الطريق أماـ غزكات الفرس (بُت عامي ‪ )613-614‬اليت‬
‫سببت دماران كبَتان يف مناطق اؼبعارؾ بُت بصرل كدرعا‪ ،‬ككذلك أماـ عرب اغبجاز اؼبسلمُت‬
‫الذين انتصركا يف النهاية على القوات البيزنطية يف كادم الَتموؾ يف العاـ ‪ 636‬ـ‪.24‬‬
‫ج ‪-‬البثنية وسهل حوران ‪ :‬الميزات الطبيعية‪:‬‬
‫‪1-‬شبكة القرل‪:‬‬
‫أحصيت حواذل ‪ 50‬قرية قديبة صغَتة ككبَتة يف البثنية ككذلك مثلها يف سهل حوراف‬
‫األعلى‪ ،‬أم داخل منطقتُت تعترباف‪ ،‬قبل أم شيء‪ ،‬مناطق ريفية شأهنما يف ذلك شأف‬
‫اللجاة كجبل العرب ‪.‬يتوافق توزع القرل يف العصور القديبة مع توزعها اغبارل‪ ،‬إذ إنو مرتبط‬
‫دبجاكرة مصادر اؼبياه بشكل رئيسي‪ ،‬فوجودىا يعترب شرطان من شركط ديبومة معينة ألماكن‬
‫اؼبساكن‪،‬كما أنو مرتبط دبجاكرة اؼبباشل القديبة اليت أعيد استيداـ عناصرىا يف اؼبباشل اعبديدة‬
‫بعد ربويلها إذل اؼبقالع‪.‬‬
‫تتميز قرل حوراف عن قرل الكتلة الكلسية بأهنا ظلت مستوطنة لفًتات طويلة استمرت عرب‬
‫العصور القديبة كالقركسطية كمن مث اغبديثة طبعان‪ ،‬لكن مع كجود أطوار انقطاع مازاؿ من‬
‫الصعب ربديد زمن حصوؽبا بدقة ‪.‬شهد القرف العشركف إنتقالة نوعية سبثلت بنشاط ملفت‬
‫للعمراف كبتوسع رقعة القرل‪ ،‬لكن اؼبساكن أصبحت تبٌت دبادة اإلظبنت اليت أصبحت يف ما‬
‫بعد مادة البناء الوحيدة بدؿ اغبجارة البازلتية‪.‬‬
‫إذف‪،‬كانت تتم إعادة استيطاف اؼبساكن القديبة يف ما مضى أك يتم ربويلها إذل مقالع‪ ،‬لكن‬
‫السكاف ىجركا معظم تلك اؼبساكن اليوـ لتتحوؿ إذل مكب للنفايات كلييحكم عليها‬
‫باالندثار خبلؿ بضعة عقود‪.‬‬
‫تندر اؼبدف القديبة يف اؼبنطقة‪ ،‬إذ دل نتعرؼ إال على مدينيت بصرل كدرعا ككذلك على" تل‬
‫العشارم‪"25‬دكف شك ‪.‬يبدك أف اؼبنطقة شهدت تنظيمان إداريان مبتكران أشرفت عليو مؤسسات‬
‫قركية ذاتية اغبكم ‪.‬عثر على نقوش تعود إذل الفًتة اؼبمتدة من بداية القرف الثاشل إذل القرف‬
‫الرابع اؼبيبلديُت تأيت على ذكر الوظائف اإلدارية التالية‪:‬‬
‫‪protokométai,stratègoi,pistoi,pronoètai,episkopoi,ekdikor‬‬
‫‪,syndikoi,ext………..‬‬

‫‪73‬‬
‫قادة كحكاـ كمراقبُت كمشرفُت كمدققُت كؿبامُت‪..‬اخل‪،‬كانت كظيفتهم مراقبة اؼبؤسسات‬
‫القركية كإدارهتا‪ . 26‬تعود أكثر النقوش اؼبكتشفة اليت يف حوزتنا (دبا فيها اؼبنشورة) إذل اللجاة‬
‫كجبل العرب بشكل رئيسي ‪ ،‬بينما عثر على عدد قليل منها يف منطقة السهل األعلى‪ 27‬اليت‬
‫عرفت نظامان إداريان ـبتلفان على ما يبدك‪ ،‬إذ كانت تيعترب أمبلكان إمرباطورية أك ردبا أمبلكان‬
‫عقارية كبَتة‪.‬‬
‫على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬افًتض ريي كوكيو )‪ (Rey-Coquais‬كجود أمبلؾ تابعة لئلمرباطورية‬
‫‪28‬‬
‫تبُت لػ ـ ‪.‬سارتر )‪ ، (M.Sartre‬بعد أف أعاد دراسة‬ ‫ٌ‬ ‫‪،‬كما‬ ‫يف منطقة جنوب سورية‬
‫عدة نقوش مصدرىا الصنمُت‪ ،‬بأف ىذه األخَتة كانت عاصمة البثنية‪-‬منطقة األمبلؾ‬
‫اإلمرباطورية‪ -‬كمقر إقامة حاكمها‪ ،‬ككاف ذلك بدءان من القرف الثالث اؼبيبلدم أك ردبا حىت‬
‫قبل ىذا التاريخ ‪.‬مشلت" البثنية "بصفتها اؼبذكورة أعبله القرل الرئيسية الواقعة مشارل اللجاة‬
‫كصوالن إذل خط العرض اؼبار بنول على األقل‪. 29‬استطعنا أيضان أف نتعرؼ إذل بعض األمبلؾ‬
‫اػباصة يف النقرة حيث عثر على حجر ربديد للمسافة بالقرب من قرية كفر على اغبد‬
‫الفاصل بُت جبل العرب كسهل حوراف‪ ،‬كقد أيرًخ لو يف العاـ ‪ 169-171‬ـ ‪ .‬يشَت ىذا‬
‫اغبجر إذل حدكد أمبلؾ شيص يدعى ماركيوس ىَتبيوس )‪. (Marcus Herpius‬‬
‫مؤرخ لو‬
‫عثر على حجر ثاف يشَت إذل أمبلؾ كاسعة يف قرية زبَتة على الطرؼ الغريب للجاة ٌ‬
‫يف العاـ ‪ 213‬ـ‪ ،‬كما عثر على حجر ثالث يف صما إذل اعبنوب قليبلن من اغبدكد األردنية‬
‫يشَت إذل أمبلؾ خاصة لشيص يدعى أكرليانوس (ردبا يعود تارىبو إذل القرف السادس‬
‫اؼبيبلدم (‪.30‬‬
‫‪2-‬منطقة مزدىرة‪:‬‬
‫يًتاكح ارتفاع سهلي البثنية كالنقرة بُت‪ 600‬ـ إذل ‪ 1000‬ـ عن سطح البحر كتتميز تربتهما‬
‫بكثافتها كبقلٌة اغبجارة فيها ككذلك خبصوبتها‪ ،‬لكن زراعتها ربتاج إذل توفر اؼبياه‪ ،‬كاؽبطوالت‬
‫اؼبطرية ضعيفة لؤلسف كىي مقتصرة على فصل الشتاء‪ ،‬كالينابيع نادرة إال يف الغرب‪ .‬يعترب‬
‫جببل اغبرموف كالعرب دبثابة خزاشل مياه للمنطقة‪ ،‬كقد يزكدت القرل بدكرىا خبزانات مغلقة أك‬
‫بربؾ مفتوحة كانت يذبر اؼبياه إليها من السيوؿ اؼبطرية اؼبنحدرة بواسطة قنوات ‪.31‬‬

‫‪74‬‬
‫بدأ ازدىار حوراف كفقان لآلثار كالنقوش اؼبكتشفة يف القرل كيف اؼبنطقة بدءان من هناية القرف‬
‫األكؿ قبل اؼبيبلد على األقل ‪ ،‬لكنها بلغت أكج تطورىا يف القرف السادس اؼبيبلدم كاستمر‬
‫ىذا االزدىار حىت القرف السابع اؼبيبلدم‪ ،‬بل إذل ما بعد القرف السابع بكل تأكيد‪.‬دل تشهد‬
‫اؼبنطقة تراجعان كبَتان للنشاط اؼبعمارم يف الفًتة اؼبمتدة بُت منتصف القرف الثالث كبداية القرف‬
‫الرابع اؼبيبلديُت (كما كاف عليو اغباؿ يف مناطق أخرل يف العادل الركماشل‪،)32‬كما أف كباء‬
‫الطاعوف‪ -‬الذم انتشر يف كل الشرؽ بُت عامي ‪ 544-547‬ـ ‪ -‬سبٌب تراجعان كاضحان يف‬
‫عدد السكاف يف اؼبدف دكف القرل على األرجح ‪ .‬ىذا من ناحية؛ كمن ناحية أخرل‪ ،‬دل تتأثر‬
‫اؼبنطقة بغزكات الفرس كال بوصوؿ العرب اؼبسلمُت‪ ،‬إذ استمر ازدىارىا كغناىا خبلؿ الفًتة‬
‫األموية‪.‬‬
‫اشتهرت منطقة جبل العرب بزراعة الكرمة‪33‬كاألشجار اؼبثمرة‪ ،‬بينما يكرست أراضي النقرة‬
‫‪34‬‬
‫كجيدكر لزراعة اغببوب بشكل رئيسي ‪ .‬يبدك أف جزءان من اغبقوؿ على األقل كاف مركيان‬
‫(كما ىو اغباؿ اليوـ) كتتم سقايتو باستيداـ نظاـ من القنوات الصغَتة اؼبفتوحة‪ ،‬إذ‬
‫‪35‬‬
‫ص ٌدر القمح إذل أماكن بعيدة‬ ‫يتضاعف احملصوؿ بفضل السقاية كما يقوؿ الفبلحوف ‪ .‬ي‬
‫كاغبجاز مثبلن‪ ،‬ككاف أىل مكة ككذلك سكاف مدف أخرل يف اغبجاز يقصدكف بصرل‬
‫للتزكد بالقمح كالنبيذ‪. 36‬اشتهرت بعض القرل أيضان بًتبية األبقار ‪،‬كىو أمر يدعو‬
‫لبلستغراب يف ىذه اؼبنطقة شبو جافة‪.‬‬
‫انعكس ازدىار منطقة حوراف على الطقوس اعبنائزية لسكاهنا أيضان‪ ،‬إذ عثر يف العديد من‬
‫اؼبواقع يف السهل كيف أطراؼ اللجاة على صركح جنائزية كنقوش تشَت يف بعض األحياف إذل‬
‫أف تلك الصركح بنيت" من خَتات األرض‪ . "37‬عثر مثبلن على قبور برجية يعلوىا أبراج ضباـ‬
‫كىو شكل ميٌز منطقة جنويب سورية يف القرف الرابع اؼبيبلدم‪ ،‬كما عيثر على نواكيس كعلى‬
‫مسبلت بشكل خاص‪ .‬نقشت على اؼبسبلت اعبنائزية كتابات إغريقية كاف عدد كبَت منها‬
‫على شكل أبيات من الشعر اؼبنظوـ تتحدث عن طبقة النببلء اؼبولعُت بالثقافة اإلغريقية‬
‫الركمانية ‪.‬كاف أكلئك النببلء كالة كعسكريُت كؿباربُت قدماء كمالكي أر و‬
‫اض كباران‪ ،‬م ٌكنهم‬
‫غناىم من بناء قبور عائلية تذكارية بدءان من القرف الرابع اؼبيبلدم‪ ،‬كاستعانوا بالشعر المتداح‬
‫مناقبهم ‪.‬عرؼ الشعراء احملليوف اللغات الكبلسيكية كيبدك أهنم استوحوا أشعارىم من شعراء‬

‫‪75‬‬
‫ككاليماؾ‬ ‫كىيسيود‬ ‫ىومَتكس‬ ‫أمثاؿ‬ ‫كبار‬
‫كبيندار )‪38(Homère,Hésiode,Callimaque,Pindare‬كقد قطن أحد‬
‫ىؤالء الشعراء احملليُت يف اؼبسكن رقم ‪ 4‬يف ؿبجة (اللوحة‪.) 13.‬‬
‫تبُت من خبلؿ أعماؿ اؼبسح اليت طالت منطقة حوراف التابعة لؤلردف أف بعض اؼبواقع‬
‫ىجرت يف بداية الفًتة العباسية‪ .39‬كاف ذلك بسبب عدـ قدرة النظاـ اعبديد‪ ،‬الذم ازبذ‬
‫من بغداد عاصمة لو‪ ،‬أف وبل مشاكل الريف البعيد على ما يبدك‪ ،‬فبا تسبب يف انتشار‬
‫الفوضى االجتماعية كعودة ظهور اللصوصية‪.‬‬
‫د‪ -‬اكتشاف المساكن القديمة في منطقة جنوب سورية‪:‬‬
‫دل تبدأ ضببلت استكشاؼ منطقة جنوب سورية إال يف فًتة متأخرة (يف العاـ ‪ 1805‬ـ) إذ‬
‫دل تكن الطرؽ آمنة (كخاصة لؤلجانب) كذلك بسبب الغزكات اليت كاف يشنها البدك قاطعي‬
‫الطرؽ‪ .‬ىفرض قاطعو الطرؽ ىؤالء ضرائب من اغببوب كاؼباشية على أىل القرل أثقلت‬
‫كاىلهم‪ .‬كاف ذلك حبجة ضبايتهم من القبائل البدكية األخرل‪ ،‬كيف حاؿ دل يتمكنوا من‬
‫دفع ما يًتتب عليهم من ضرائب كانوا يتعرضوف للنهب‪ ،‬فبا اضطر بعضهم إذل ىجر‬
‫مساكنهم‪ .‬أدل انطبلؽ ثورة الدركز ضد اغبكم العثماشل يف ما بعد إذل انقطاع كل األسفار‬
‫اؼبؤدية إذل اؼبنطقة بُت العامُت ‪ .1849-1837‬حل السبلـ بعد ذلك التاريخ كعرفت‬
‫الببلد نوعان من االنفتاح‪ ،‬فبا سهل القياـ برحبلت االستكشاؼ اليت تكثفت تدرهبيان حىت‬
‫بداية القرف العشرين‪.‬‬
‫سنتحدث يف ما يلي عن أكؿ طبسة عشر مستكشفان للمنطقة‪ .40‬كاف أكؿ أكلئك اػبمسة‬
‫عشر األؼباشل آلريش جاسرب سيتيزف (‪ )Ulrich Jasper Seetzen‬اؼبتقن للغة العربية‪.‬‬
‫قدـ آلريش إذل اؼبنطقة يف العاـ ‪ 1805‬كىو يرتدم الزم الشرقي كقاـ برحلة استكشافية‬ ‫ً‬
‫كاملة نوعان ما‪ ،‬لكن اىتمامو انصب يف البداية (كما كاف حاؿ الكثَت من خلفائو) على‬
‫الصركح الضيمة كعلى النقوش على حساب العمارة السكنية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬أعد آلريش قوائم‬
‫ألظباء قرل ح ٌدد مواقعها نسبة إذل معلم جغرايف ؿبدد‪.41‬‬
‫تبع آلريش بعد ذلك السويدم بوركهارد (‪ )Burckhardt‬الذم تنكر بشيصية الشيخ‬
‫إبراىيم كقصد اؼبنطقة مرتُت‪ :‬يف العاـ ‪ 1810‬كيف العاـ ‪ .1812‬لقد أدىشتو حالة اغبفظ‬

‫‪76‬‬
‫اعبيدة ؼبساكن إزرع القديبة اليت كانت مأىولة بالسكاف آنذاؾ‪ ،‬فقاـ بوصفها كصفان عامان‬
‫كدقيقان نوعان ما ليكوف أكؿ من أعطى كصوفان يبكن الرجوع إليها لتلك العمارة السكنية اؼببنية‬
‫من اغبجارة فقط‪ .‬أشار بوركهارد يف كصوفو إذل مبدأ تنظيم اؼبباشل حوؿ الباحة ك مبدأ القوس‬
‫الداعم ككذلك األسقف اؼببنية من الببلطات البازلتية اؼبستندة على األطناؼ؛ كما أشار إذل‬
‫قاعات القوس اؼبتناضدة كلفت االنتباه إذل ندرة النوافذ‪ .‬دل يذكر بوركهارد كجود و‬
‫مباف أصلية‬
‫مباف معاد بناؤىا كأخرل مضافة الحقان‪ ،‬لكنو ذكر كجود أقواس ترتكز على عضادات‬ ‫ك و‬
‫صغَتة كأخرل تستند على األرض مباشرة‪ ،‬كما ذكر كجود نوعُت من األسقف‪ :‬أسقف‬
‫مؤلفة من ببلطات مرتصة كأخرل مؤلفة من ببلطات غَت مرتصة‪ ،‬ك أشار أخَتان إذل تكرر‬
‫كجود األبواب اغبجرية‪.42‬‬
‫ق ٌدـ لنا بوركهارد معلومات ىامة أخرل تتعلق خاصة بكيفية تزكيد القرل باؼبياه‪ ،‬ككذلك‬
‫بالسكاف الذين اضطركا أف يًتكوا منطقتهم بعد أف أصبحوا غَت قادرين على دفع الضرائب‬
‫اليت فرضتها اغبكومة العثمانية من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية دفع اعبزية اليت فرضها البدك‪ .‬بناءن‬
‫عليو‪ ،‬الحظ بوركهارد أف بعض القرل ىجرت بُت العامُت ‪ 1810‬ك ‪ 1812‬بينما أعيد‬
‫استيطاف قرل أخرل‪ .‬اىتم بوركهارد أيضان باغبرفيُت احملليُت ك أخربنا عن حرفة صناعة الرحى‬
‫البازلتية القاسية يف قرل إزرع كؿبجة كإيب كخبب كشعارة‪ ،‬إذ كاف اغبرفيوف هبلبوف اغبجارة‬
‫اؼبستيدمة يف صناعتها من داخل اللجاة كيبيعوهنا بعد ذلك ألىارل حلب كالقدس‪ .‬يف‬
‫احملرجة جنويب السويداء يصنعوف ىاكف القهوة من أخشاب‬ ‫اؼبقابل‪ ،‬كاف سكاف قرل اؼبناطق ٌ‬
‫البلوط كيبيعونو لكل مناطق حوراف‪ .‬أشار أيضان إذل كجود بعض مصانع الباركد كملح الباركد‬
‫يف اؼبواقع اؼبوجودة على أطراؼ اللجاة كخاصة يف ايب كشعارة كبراؽ كخليلة‪ ،‬إذ كاف يتم‬
‫كهبمع بكميات كبَتة داخل اؼبساكن اؼبهدمة‪،‬‬ ‫استيبلص الباركد من أراضي تلك القرل ي‬
‫ليعاد بيع اؼبنتج يف دمشق كيف أماكن أخرل أبعد منها (كضفاؼ حبَتة طربية بشكل خاص)‬
‫لكن بأسعار مضاعفة عما ىي عليو يف اللجاة‪ .‬يبكن لطريقة صبع ملح الباركد تلك أف‬
‫تفسر‪ ،‬كلو جزئيان‪ ،‬سبب ربفَت األرضيات يف مساكن القرل القديبة‪.‬‬
‫إف أكثر خلفاء بوركهارد اؼبثَتين لبلنتباه بالنسبة لنا ىو اإلنكليزم كيلياـ جوف بانكيس‬
‫(‪ )William John Bankes‬الذم جاؿ يف منطقة جنوب سورية بُت العامُت‬

‫‪77‬‬
‫‪ ،1818-1816‬كالذم دل تظهر أعمالو إال مؤخران‪ .43‬كاف كيلياـ أكؿ من اىتم بالعمارة‬
‫السكنية بأسلوب شبو علمي‪ ،‬إذ زكدنا بتوثيق بياشل مؤلف من ـبططات كأعماؿ رفع كمن‬
‫عدد من الرسوـ التفصيلية ؼبساكن قديبة يف صبرين كبصرل كالصنمُت كإزرع كاؽبيات كاػبرابة‬
‫كعمرة كؿبجة كخبب ‪ ..‬إخل‪ .‬ترافقت تلك الرسوـ الدقيقة بقياسات كتعليقات‪ ،‬لكن ضاعت‬
‫بعض األكراؽ اؼبتعلقة بقرل البثنية لؤلسف‪.‬‬
‫بدأت موجة ضببلت االستكشاؼ الثانية يف العاـ ‪ ،1890‬لكنها كانت أكثر يسران من‬
‫سابقاهتا بفضل طرؽ اؼبواصبلت اعبديدة اليت مت تزكيد اؼبنطقة هبا‪ .‬إف أكثر من ساىم يف‬
‫تزكيدنا دبعرفة أفضل عن اؼبساكن القديبة بُت رحالة تلك الفًتة ىم‪ :‬األؼبانياف كيتزستُت‬
‫(‪ )Wetzstein‬يف العاـ ‪ 1885‬كشوماخر (‪ )Schumacher‬يف العاـ ‪1884‬‬
‫كالكونت ميلكيور دك فوغيو (‪ )Melchior de Vogue‬الذم رافق كادينغتوف‬
‫(‪ )Waddington‬يف العامُت ‪ 1861‬ك‪ 1862‬ككذلك كل من اؼبوقٌر بورتَت‬
‫(‪ )Porter‬يف العاـ ‪ 1853‬كغيلوـ رام (‪ )Guillaume Rey‬يف العامُت ‪-1857‬‬
‫‪ ،1858‬لكن معلوماهتم كانت أقل من معلومات سابقيهم‪ .‬اكتفى بورتَت بذكر اؼبواقع اليت‬
‫مر هبا‪ ،‬إذ كاف يفضل استذ ٌكار التاريخ بعد أف استحوذت عليو فكرة حبثو عن األماكن‬ ‫ٌ‬
‫اؼبذكورة يف التوراة ببل شك‪ .‬مع ذلك‪ ،‬زكدنا بورتَت دبعلومات ال يبكن إغفاؽبا عن مسكن‬
‫قدصل يف براؽ كعن مساكن أخرل يف ىيت‪،‬كما لفت انتباىنا إذل مساكن البثينة كالقريا‬
‫كحرباف لكنو دل يذكر شيئان عن مساكن البثنية‪.44‬دل ىبتلف ما سرده رام عما سرده بورتَت‬
‫فقد كصف اؼبساكن كصفان ـبتصران كخاصة مساكن اؽبيات كؾبدؿ كصبرين‪ ،‬لكنو دل يسجل‬
‫أم كصف ألم مسكن من مساكن البثنية‪.45‬‬
‫كاف األؼباشل كيتزستُت الذم جاء إذل حوراف يف العاـ ‪ 461858‬صاحب اؼبعطيات األكثر‬
‫دقة‪ .‬لقد حدد بشكل فبتاز فبيزات عمارة اؼبنطقة من خبلؿ ربدثو عن نوعيات البازلت‬
‫اؼبيتلفة كعن اعبدراف اؼببنية باستيداـ اغبجارة اؼبنحوتة بإتقاف كاؼبصفوفة فوؽ بعضها البعض‬
‫دكف استيداـ اؼببلط‪ ،‬ككاف أكؿ من ذكر الكتل اغبجرية اؼبنحوتة على شكل النقرة كلساف‬
‫التشعيق اليت يتكرر كجودىا يف كاجهات اؼبباشل العالية كخاصة األبراج‪ .‬كصف كيتزسنت أيضان‬
‫العديد من األبواب اغبجرية اليت شاىدىا كالدرابزين اغبجرم الذم كاف وبمي نوافذ الطوابق‬

‫‪78‬‬
‫األرضية‪ ،‬كما ربدث عن مبدأ األدراج اليت تأخذ درجاهتا شكل اػبرجة‪ ،‬كذكر كذلك‬
‫الشرفات اليت تكرر كجودىا يف اؼبساكن‪ .‬باإلضافة إذل ما سبق‪ ،‬كصف كيتزيسنت األسقف‬
‫اؼبرتكزة على األطناؼ من جهة كعلى األقواس اؼبركزية الداعمة من اعبهة األخرل‪.‬‬
‫قاـ أؼباشل آخر ىو شوماخر باسكتشاؼ اعبوالف كالبثنية يف العاـ ‪ 1884‬خبلؿ زيارتو لعدة‬
‫مواقع بُت مزيريب كنول‪ ،‬كق ٌدـ كصوفان جيدة نوعان ما للمساكن القديبة أغناىا برسوـ زبطيطية‬
‫توثيقية جيدة‪ :‬خاصة مساكن سحم اعبوالف كطفس ‪.47‬‬
‫نشر ميلكيور دك فوغيو الرسومات األكثر دقة للمسكن القدصل يف سورية كذلك باالستعانة‬
‫باؼبهندس اؼبعمارم إدموند ديوتوا (‪ .)Edmond Duthoit‬لؤلسف‪ ،‬دل يكرس ميلكيور‬
‫كاؼ غبوراف‪ ،‬كبالتارل فإنو دل ينشر إال ثبلثة أمثلة عن مساكنها‪ :‬مسكن الشيخ يف‬ ‫كقت و‬
‫عمرة (الذم نفذ لو بانك رسومان زبطيطية أيضان) كمسكناف آخراف يف شقا كدكما يف ساسيو‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬سانبت ىذه األمثلة الثبلث يف إبراز تقنيات البناء اػباصة باؼبنطقة كبعض‬
‫التنظيمات اؼبلفتة لبلنتباه (كقاعة القوس اليت ذباكرىا غرفتاف جانبيتاف منتظامتاف كفق‬
‫طابقُت كغرفة اغبجلة) ككذلك عناصر معمارية فبيزة مثل األدراج اػبارجية كالنوافذ اليت تؤمن‬
‫يتسن لنا قراءهتا حىت‬
‫اإلنارة كاألبواب اغبجرية‪ .‬دل تينشر مفكرات دك فوغيو اػباصة برحلتو كدل ى‬
‫اآلف‪ ،‬إذ إننا نعتقد بأهنا تضم كصوفان أخرل للمساكن‪.48‬‬
‫قصدت اؼبنطقة بعد ذلك طبس ضببلت استكشافية كاسعة النطاؽ نتج عنها كم ىائل من‬
‫اؼبعطيات اعبديدة اؽبامة‪ .‬كانت أكؿ ىذه اغبمبلت ضبلة األؼبانيُت بركنو (‪)Brunnow‬‬
‫كدكمازيوسكي (‪ )Domaszewski‬اللذين قدما إذل اؼبنطقة يف العامُت ‪1897‬‬
‫ك‪ ،1898‬لكن إقامتهما يف حوراف دل تتعدل الشهرين كتركزت أعماؽبما على بعض اؼبواقع‬
‫الكبَتة فقط‪ ،‬بالتارل كانت اؼبعلومات اليت زكدكنا هبا عن اؼبسكن القدصل شديدة االختصار‪.‬‬
‫جاءت بعد ذلك اغبملة األمريكية األكذل ‪ 1900 -1899‬اليت دل زبصص كقتان كافيان‬
‫ؼبنطقة جنوب سورية‪ .‬قاـ بعدىا كل من دكسود (‪ )Dussaud‬كماكلر (‪)Macler‬‬
‫بأعماؽبما الطبوغرافية اؽبامة يف العاـ ‪ 1899‬ليتابع دكسود كحده تلك األعماؿ يف العاـ‬
‫‪ .1901‬نذكر أخَتان اغبملة األمريكية الثانية بإدارة برينستوف (‪ )Princeton‬يف األعواـ‬
‫‪ 1905 -1904‬ك ‪.1909‬‬

‫‪79‬‬
‫كانت منشورات دكسود ىامة جدان إذ تركزت أعمالو على رسم اػبرائط كعلى الطبوغرافية‬
‫‪49‬‬
‫الركاد‪،‬‬
‫التارىبية ‪ .‬يضم الكتاب اغبارل خرائط أشَت فيها إذل أغلب اؼبواقع اليت ذكرىا الرحالة ٌ‬
‫كقد أغبق هبذه اػبرائط مبلحظات عنها سباثل اؼبعطيات العائدة لتلك الفًتة‪.‬‬
‫يف اغبقيقة‪ ،‬حصلنا على أكثر معلوماتنا اؼبتعلقة بقرل جنوب سورية‪ 50‬من الكتاب الذم‬
‫نشرتو بعثة التنقيب األمريكية الثانية عن عمارة اؼبنطقة‪ .‬يتضمن الكتاب رسومان توثيقيةن‬
‫ككصوفان للمساكن القديبة‪ ،‬لكن التوثيق اؼبتعلق دبنطقة البثينة ناقص بشكل كبَت لؤلسف كما‬
‫أف اؼبيططات كاؼبقاطع كأعماؿ الرفع اؼبنشورة إعادة تصور ؽبا فقط‪ ،‬أم إهنا ال تعكس‬
‫عكسان حقيقيان حالة الصركح كما شاىدىا بتلر (‪ .)Butler‬يبكن للقارئ أف يفهم إعادة‬
‫التصور تلك بسهولة طبعان‪ ،‬لكنها ربمل أخطاءن قد تؤدم إذل تفسَت خاطئ‪ :‬كما ىو حاؿ‬
‫السقف ذم االكبدارين يف القسم اؼبركزم للمبٌت احملفوظ يف مسكن صبرين الكبَت على سبيل‬
‫اؼبثاؿ ككذلك األمر بالنسبة لؤلدراج الداخلية يف "قصر" ألبل‪.51‬‬
‫تضاءلت الدراسة اؼبعمارية بشكل كبَت يف ما بعد لصاحل دراسة النقوش ككاف علينا االنتظار‬
‫حىت العاـ ‪( 1974‬العاـ الذم قصدت فيو البعثة األثرية الفرنسية منطقة جنوب سورية)‬
‫ؼبعاكدة األحباث اؼبتعلقة باؼبسكن القدصل كللقياـ بتوسيع تلك األحباث لتشمل اإلعمار كآلية‬
‫سَت اجملتمع كاقتصاد اؼبنطقة‪ .52‬يعترب فرانسوا فيلنوؼ أكؿ من ربدث عن تركيبة ذلك اجملتمع‬
‫الريفي اؼبعقدة مربزان خصائص مساكنو اؼبعمارية كمقًتحان أكؿ فرضية لتأريخ تلك‬
‫اؼبساكن‪.53‬دل ييدرس إال عدد قليل من مواقع اؼبنطقة دراسة معمقة‪ ،‬دراسة ترافقت بالتنقيب‬
‫يف بعض األحياف‪ .‬نذكر من بُت اؼبواقع اؼبدركسة موقع سيع يف جبل العرب‪ ،‬الذم تبُت من‬
‫خبلؿ دراسة اللقى اؼبكتشفة يف مساكنو بأنو شغل من القرف األكؿ حىت القرف الثالث‬
‫اؼبيبلدم‪ .54‬نذكر أيضان قرية الدياثة القديبة (يعود تارىبها إذل القرنُت الثاشل كالثالث اؼبيبلديُت)‬
‫الواقعة شرقي نفس اعببل بالقرب من حدكد خط اؼبطر ‪ 200‬مم كىي قرية معزكلة تضم‬
‫‪ 100‬مسكنان نٌ شيدت حوؿ قلعة ركمانية صغَتة‪ .55‬يشاىد على الطرؼ الشمارل الغريب‬
‫للجاة قرية قديبة أخرل ىي قرية شعارة اليت ذبرم دراستها حاليان‪ .‬تتميز ىذه القرية دبوقعها‬
‫كبسورىا كبصركحها العامة كالدينية‪56‬ككذلك دبساكنها اليت يبلغ عددىا مائة مسكنان تقريبان‪.‬‬
‫استطعنا بفضل مبانيها احملفوظة جيدان كلقاىا اؼبكتشفة أثناء التنقيبات أف نتتبع تارىبها منذ‬

‫‪80‬‬
‫تأسيسها (يف القرف األكؿ قبل اؼبيبلد بكل تأكيد) كحىت ىجرىا يف الستينيات من القرف‬
‫اؼباضي‪ .57‬يبثل موقع سحر الواقع شرقي اؼبسمية مبوذجان آخران لبلستيطاف‪ ،‬لكن ال يتعلق‬
‫مبٌت موزعان حوؿ معبد "مشًتؾ" للقبائل‪،‬‬ ‫األمر ىنا بقرية كإمبا دبجموعة مؤلفة من ‪ 24‬ن‬
‫كانت ـبصصة الستقباؿ العائبلت دبناسبة بعض األعياد يف هناية الفًتة اؽبلنستية كخبلؿ‬
‫العصر الركماشل‪ 58‬على األرجح ‪ .‬تعترب قرية اؼبسكية الواقعة جنوب‪ -‬غرب اللجاة مثاالن آخر‬
‫عن قرية استوطنت منذ العهد الركماشل كصوالن إذل العهد العثماشل‪ ،‬كىي تضم أربعُت مسكنان‬
‫و‬
‫كمباف عامة كدينية ككذلك خاف كضباـ كخزانات‪.59‬‬
‫قاـ باحثوف أؼباف كدمباركيوف بدراسة مساكن قرل أخرل يف منطقة جنوب سورية كأـ الزيتوف‬
‫كمعربا كألبل كصبرين‪ .‬يشاىد يف اؼبوقعُت األخَتين آثار مهيبة ؼبساكن فبيزة كصفها بتلر‬
‫"بالقصر" ك"الفيبل"‪ .60‬قاـ فريق أمريكي بدراسة قرية أـ اعبماؿ الواقعة جنويب بصرل ضمن‬
‫األراضي األردنية منذ أكثر من عشرة أعواـ كنشر نتائج تلك الدراسة يف العاـ ‪.61 1998‬‬
‫حىت كلو دل تشمل اغبمبلت اليت انطلقت يف منطقة جنوب سورية يف بداية القرف التاسع‬
‫عشر كامل اؼبنطقة‪ ،‬إال إهنا تقدـ لنا فكرة كاضحة عن حالة التوثيق اؼبتوفر لدينا‪ .‬يف اغبقيقة‪،‬‬
‫دل تقدـ مفكرات الرحالة إال كصوفان نٌ نادرة جدان للمساكن القديبة كرسومان زبطيطية متباينة‪.‬‬
‫مرت عليها مركران‬‫يف اؼبقابل‪ ،‬دل تتناكؿ ضببلت القرف العشرين الكبَتة مساكن البثنية‪ ،‬أك أهنا ٌ‬
‫عابران كما ىو حاؿ فريق برينسيتوف الذم دل ينشر إال بعض الوصوؼ ؼبساكن يف الصنمُت‬
‫كألبل‪ .‬كاف ىذا أيضان حاؿ البعثات اغبديثة اليت أنبلت اؼبنطقة إنباالن شبو تاـ‪ ،‬على الرغم‬
‫من أف قراىا تضم عددان ال بأس بو من أجزاء ؿبفوظة على كبو الفت لبلنتباه من اؼبساكن‬
‫القديبة‪.‬‬
‫إف اؼبساكن اليت نتحدث عنها معرضة ػبط ور كبَت اليوـ لؤلسف‪ ،‬كذلك بسبب النمو‬
‫السكاشل الكبَت كبسبب أعماؿ التمدين كالتحديث اليت ستؤدم إذل تدمَتىا تدمَتان ال رجعة‬
‫فيو‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬يتوجب علينا اإلسراع يف توثيق ىذه اؼبساكن كدراستها دراسة كاملة قدر‬
‫اإلمكاف هبدؼ تدارؾ التوثيق الناقص الذم ال يعكس كاقع اآلثار دبوثوقية‪.‬‬
‫‪ -ΙΙ‬القرل اؼبدركسة‪:‬‬
‫أ‪ .‬في البثنية (اللوحة‪)1‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -1‬كفر ناسج‪:62‬‬
‫الشكل ‪ -1‬نسية عن خارطة الشارع القدصل يف كفر ناسج‬

‫‪63‬‬
‫تقع قرية كفر ناسج على بعد حواذل ‪15‬كم أعلى الصنمُت ككانت ربمل اسم كفار ناسج‬
‫(‪ )Khephar Nasig‬يف القرف السادس اؼبيبلدم‪ .‬ال ىب ٌدـ الطريق الركماشل الواصل بُت‬
‫الصنمُت (ايره( كبانياس (قيصرية بانياس) (‪ )Caesarea Paneas‬القرية مباشرة‪ ،‬إذ إنو‬
‫يبعد عنها ‪4‬كم فقط‪ ،64‬أما اؼبياه فقد كانت تستجر إليها من الينابيع كمن اؼبياه اؼبنحدرة‬
‫من جبل اغبرموف كما ىو حاؿ القرل األخرل يف اؼبنطقة‪ .‬تتوزع آثار اؼبساكن القديبة يف‬
‫اعبزء اعبنويب الشرقي من القرية اغبالية ضمن نطاؽ يبتد ‪150‬ـ من الشرؽ إذل الغرب‬

‫ك‪110‬ـ من الشماؿ إذل اعبنوب‪ ،‬كربيط بو غربان قناة صغَتة (الشكل ‪ .)1‬يبكن التعرؼ‬
‫على ثبلثة أك أربعة مساكن تنفتح مبانيها األساسية باذباه اعبنوب أك باذباه الشرؽ‪ .‬يبلحظ‬
‫مع ذلك توجيو اؼبباشل كفق اذباىُت عامُت ىبتلفاف عن بعضهما ‪14‬درجة‪ ،‬أم ردبا دبا يتوافق‬
‫مع حقبتُت ـبتلفتُت‪ .‬يك ٌجهت األقساـ اؼبلحقة اؼببنية يف اغبقبتُت القركسطية كاغبديثة كفق‬
‫ىذين االذباىُت أيضان ؿباكاةن للمباشل القديبة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫عثرنا أثناء تنقيب القرية يف ربيع العاـ ‪ 2004‬على نقش يوناشل غَت منشور يأيت على ذكر‬
‫مأمور منطقة ريفية‪ .‬يعترب ىذا النقش ثاشل نقش من ىذا النوع يف حوراف كقد عثر على‬
‫النقش األكؿ يف قرية تعلة بالقرب من السويداء‪.65‬‬
‫ؼبستعمدين (نساؾ يعيشوف فوؽ األعمدة) من سلسلة أديرة‬‫ً‬ ‫ييقاؿ إف القرية كانت تضم ديران‬
‫القائلُت دبذىب الطبيعة الواحدة اؼبنتشرة على طرؽ اؼبراعي‪ .66‬يعود ىذا الدير اؼبيصص‬
‫لبدك اؼبنطقة إذل القرف السادس اؼبيبلدم‪ ،‬لكننا دل نعثر ميدانيان على أم دليل من شأنو أف‬
‫يساعدنا على ربديد مكانو‪ ،‬حىت أننا دل نعثر على أم رمز مسيحي يف مباشل القرية القديبة‪.‬‬
‫‪ -2‬كفر مشس‪:67‬‬
‫تقع قرية كفر مشس ) أك كفار مشش (‪ )Khephar Shemesh‬كما كاف يطلق عليها‬
‫يف القرف السادس اؼبيبلدم‪ )68‬على بعد عدة كيلومًتات جنوب‪-‬شرؽ كفر ناسج‪ :‬على‬
‫الطريق الركماشل الواصل بُت دمشق كدرعا (أدرعا) مركران بالكسوة كنول (نيفو ‪.)69Neve‬‬
‫سبتد نواة القرية القديبة ‪200‬ـ من الشرؽ إذل الغرب ك‪120‬ـ من الشماؿ إذل اعبنوب‬
‫(الشكل ‪ .)2‬يبكننا سبييز أربعة مساكن (رقم ‪1‬ك‪ 2‬ك‪ 3‬ك‪ )5‬بنيت مقابل بعضها البعض‬
‫مشكلة جزيرة مًتاصة داخل ذلك احمليط‪ .‬يشاىد جنوبان ؾبموعتاف أك ثبلث ؾبموعات‬
‫ؼبساكن أخرل متضررة بشدة‪ .‬تقع ىذه اؼبساكن أسفل الطريق اؼبتجو غربان باذباه اؼبعبد‬
‫الركماشل (رقم‪ )4.‬الواقع بدكره على بعد حواذل ‪40‬ـ غريب اؼبساكن القديبة‪ .‬شغىلت و‬
‫مباف‬
‫أكثر حداثة كل مساحة ىذا اؼبعبد تقريبان‪ ،‬لكننا مازلنا قادرين على سبييز سوره الرباعي (يبلغ‬
‫طوؿ ضلعو ‪20‬ـ) اؼببٍت باستيداـ مداميك منتظمة من اغبجارة الضيمة متقنة النحت‬
‫كاؼبزين (من اػبارج) بعضادات زاكية‪ .‬يقع مدخل اؼبعبد يف طرفو الشرقي على األرجح كينفتح‬
‫على حيز غَت مسقوؼ ؿباط بسور تتيللو ركائز ـبصصة لوضع التماثيل‪ .‬خبلؿ ضبلة أيار‬
‫‪ ،2004‬عثر سكاف اؼبسكنن الذم يبعد عدة أمتار مشارل اؼبعبد‪ ،‬على كسر سباثيل بازلتية‬
‫آلؽبيت نصر كرأس أسد يف حديقة منزؽبم‪ .‬قاـ ذ‪.‬كيرب بدراسة ىذه الكسر كق ٌدر بأهنا تعود إذل‬
‫هناية القرف األكؿ كمنتصف القرف الثاشل اؼبيبلديُت‪ ،‬كأهنا تشكل جزءان من اجملموعة اليت كانت‬
‫موضوعة فوؽ اؼبنصة داخل السور اؼبقدس‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫الشكل ‪ -2‬نسية عن خارطة الشارع القدصل يف كفر مشس‬

‫إذا ما قارنا ىذه التماثيل مع ؾبموعة التماثيل اؼبرفبة اؼبكتشفة يف سحر‪ 70‬يبكننا االفًتاض‬
‫بأف األسد ىو كاحد من اغبيوانات اليت ذبر عربة الربة أثينا‪-‬البلت‪ ،‬بينما يك ًضعت سباثيل آؽبة‬
‫النصر على قمم بعض العضادات‪ .‬عيثر على مثل ىذه التماثيل يف مواقع أخرل يف البثنية‬
‫كخاصة يف خربة غزالة‪ .‬إذان‪ ،‬تندرج سباثيل كفر مشس يف سياؽ الًتاث التقليدم العاـ‬
‫للمنطقة‪.71‬أجريت تعديبلت على ىذا اؼبعبد الركماشل الصغَت يف ما بعد‪ ،‬إذ أغبقت بو مباف‬
‫جديدة شيٌدت على ثبلثة جوانب من الباحة اليت مت تدعيم سقفها (تراسها) بصف متوسط‬
‫من األعمدة‪ .‬عثر يف اعبوار على مسبلت جنائزية مصدرىا مقربة قريبة على ما يبدك‪ :‬زبص‬
‫إحداىا امرأة ينسبها النص اؼبنقوش إذل اسم زكجها كليس إذل اسم أبيها‪ ،‬إذ ىذا ما درجت‬
‫عليو العادة عندما يتعلق األمر بتويف زكجات اعبنود األجانب يف اؼبنطقة‪.72‬‬
‫دل نعثر على رموز مسيحية إال يف مسكنُت فقط من اؼبساكن األربعة اؼبدركسة‪ :‬طغراء السيد‬
‫اؼبسيح كدعاء لئللو الواحد كصلباف يونانية ككذلك صلباف القديس جاؾ‪.‬‬
‫‪ -3‬ألبل‪:73‬‬
‫تقع قرية ألبل (أك قرية نييبل ‪ Neeila‬كما كانت تدعى قديبان) اليت تبعد ‪7‬كم تقريبان‬
‫جنوب‪ -‬غرب الصنمُت‪ ،‬على الطريق الركماشل الواصل بُت بانياس كبصرل‪ ،‬كتعترب أىم من‬

‫‪84‬‬
‫صوة حدكد مساحية تدؿ‬ ‫القريتُت السابقتُت‪ .‬عيثر يف بيت زين العابدين )"قصر"بتلر( على ٌ‬
‫على اغبد الفاصل بُت أراضي ألبل كأراضي قرية ؾباكرة ىي‪ ،‬ببل شك‪ ،‬قرية ظبلُت الواقعة‬
‫يٌـ بدءان‬‫صوة اغبدكد ىذه بأف ألبل كانت قرية أ ي‬
‫على بعد ‪4‬كم مشاؿ‪ -‬غرب ألبل‪ .‬تؤكد ٌ‬
‫من فًتة الوالية الربعية‪.74‬‬
‫يبكن سبييز ؾبموعتُت من اؼبساكن القديبة بسهولة‪ ،‬تقع األكذل بالقرب من )"قصر" بتلر(‬
‫كتقع الثانية على بعد عشرة أمتار تقريبان جنوب ‪ -‬غرب "القصر"‪ .‬تضررت اجملموعة الثانية‬
‫بشدة بسبب إنشاء طريق‪ ،‬ككذلك بسبب ردـ بركة بالقرب من بيت الفركاف‪ .‬زارت اغبملة‬
‫األمريكية القرية كدرست بيت زين العابدين‪ 75‬الذم درسو أيضان ج‪.‬ستانزؿ كنشر دراستو يف‬
‫الكتاب اغبارل‪.‬‬
‫عثر على مسبلت جنائزية أخرل داخل اؼبقابر اإلسبلمية القديبة مشاؿ ‪ -‬غرب القرية‬
‫كشرقها‪ ،‬ترافقت إحداىا مع سبثاؿ نصفي المرأة بتسروبة شعر ملفتة لبلنتباه‪ .‬تعود ىذه‬
‫اؼبسلة (احملفوظة اليوـ يف متحف درعا) إذل النصف األكؿ من القرف الثالث اؼبيبلدم‪76‬على‬
‫يعرؼ اؼبتوفاة نسبة إذل اسم زكجها (كليس إذل اسم كالدىا)‬
‫نقش ٌ‬
‫األرجح‪ ،‬كقد نيقش عليها ه‬
‫كما ىو حاؿ نقش اؼبسلة اليت عثر عليها يف كفر مشس‪ .‬عثر على مسلة أخرل تتميز بقمتها‬
‫اؼبثلثية الشكل‪ ،‬كىو مبوذج تندر مشاىدتو نوعان ما يف اؼبنطقة كقد صنف ضمن النقوش اؼبًتية‬
‫كحجر ميلي ‪.77‬‬

‫‪ -4‬ؿبجة‪:‬‬
‫تقع ؿبجة البثنية‪ ،78‬اليت تبعد ‪ 11‬كم جنوب‪-‬شرؽ الصنمُت‪ ،‬على اغبدكد الشرقية للجاة‬
‫بالقرب من طريق بانياس‪-‬بصرل القدصل‪ٌ .‬شيدت ىذه القرية الكبَتة (حواذل ‪380‬ـ من‬
‫الشماؿ إذل اعبنوب ك‪400‬ـ من الشرؽ إذل الغرب) فوؽ ربوة‪ ،‬كىي تضم آثار عدد من‬
‫اؼبساكن الكبَتة القديبة (الشكل ‪ .)3‬يبلحظ أف طبسة من ىذه اؼبساكن ؿبفوظة بكامل‬
‫ـبططها القدصل تقريبان‪ ،‬بينما ىناؾ طبسة عشر مسكنان آخر دبيططات غَت كاملة إذل حد ما‬
‫‪ ،‬إذ إهنا تعرضت إذل الدمار أك إهنا خضعت إلصبلحات‪ .79‬تقع اؼبساكن األربعة اليت قمنا‬
‫بدراستها دراسة تفصيلية يف النصف الشمارل للقرية على السفح الشمارل للهضبة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫شوىدت عدة رموز مسيحية يف بعض ىذه اؼبساكن بينما خلت مساكن أخرل منها‪ ،‬كيتوقع‬
‫كجود كنيسة يف اعبزء اعبنويب من القرية (القطاع رقم ‪ 5‬على اللوحة)‪ .‬أصبحت القرية يف‬
‫العهد األيويب مكانان يؤمو اغبجاج‪ ،‬إذ يقاؿ أف أحد صحابة الرسوؿ مدفوف فيها‪.80‬‬
‫زار الرحالة األؼباشل سيتزين (‪ )Seetzen‬اؼبوقع الذم ظباه مادتشيو "‪ "Madsche‬يف‬
‫العاـ ‪ 1805‬ك ٌنوه إذل أنو يقع فوؽ ىضبة صيرية كأف سكانو مسيحيوف كمسلموف‪ .‬ذكر‬
‫سيتزين أيضان بأف أرضيات اؼبساكن مكونة من الًتاب اؼبرصوص كأف أسقفها مصنوعة من‬
‫الببلطات البازلتية‪ ،‬أما جدراهنا فمبنية من الدبش البازليت اؼبطلي باللنب أحيانان؛ كما أتى على‬
‫ذكر اإلسطببلت اغبالية اليت كانت قاعات عرض يف األصل (‪.81 (Paradezimmer‬‬
‫بدكره‪ ،‬جاؿ بوركهارد (‪ )Burckhardt‬يف اؼبنطقة يف العاـ‪ ،1810‬لكنو مر مركر الكراـ‬
‫على القرية قبل أف يدخل اللجاة‪ ،‬كما قاـ الرحالة اإلنكليزم دبليو‪.‬ج‪ .‬بانك بزيارة القرية يف‬
‫العاـ ‪ 1816‬أك ‪ 1818‬كن ٌفذ رسومان للزخارؼ اؼبنحوتة على كاجهة اؼبسكن رقم ‪ .1‬تبعو‬
‫بعد ذلك كل من رايت (‪ )Wright‬يف العاـ ‪ 1873‬كبوىل (‪ )Buhl‬يف العاـ ‪1989‬‬
‫‪.82‬‬

‫‪86‬‬
‫الشكل‪ -3‬نسية عن خارطة الشارع القدصل يف ؿبجة‬

‫‪ -5‬خربة غزالة‪:‬‬
‫تقع خربة غزالة (ال نعرؼ اظبها القدصل) اليت تبعد ‪ 26‬كم جنويب ؿبجة‪ ،‬على تقاطع طريقي‬
‫درعا‪-‬الكسوة ك بصرل‪ -‬بانياس بالقرب من ؾبرل هنر ينبع من جبل العرب‪ ،‬لكنها غَت‬
‫مرتبطة بأم طريق ركماشل قدصل‪ .‬تتألف نواة القرية القديبة من ثبلث مساكن كبَتة بنيت‬
‫جبانب بعضها البعض‪ .‬ىناؾ مساكن قديبة أخرل حوؿ ىذه اؼبساكن‪ ،‬لكن آثارىا متضررة‬
‫بشدة‪ ،‬كما أنو مت إدماجها داخل مبافو تعود إذل فًتات متأخرة ‪.83‬‬

‫‪87‬‬
‫زار سيتزف القرية يف العاـ ‪ 1805‬كذكر أهنا أكثر فقران من قرية إزرع كبأنو كاف يقطنها مائة‬
‫عائلة مسلمة كطبس عشرة عائلة مسيحية؛ كما أشار إذل كجود ثبلث برؾ كانت تستجر‬
‫اؼبياه إليها شتاءن من كادم غزالة‪ .‬رافق سيتزف يف زيارتو ىذه قس لفت انتباىو إذل ما قد‬
‫يكوف عليو اؼبوقع من أنبية‪ ،‬إذ إنو كاف يضم اؼبسكن الكبَت لؤلكصياء القدامى على العرش‪.‬‬
‫زار القرية أيضان كل من بوركهارد (‪ )1880‬كبانك ( ‪ 1816‬أك ‪ )1818‬كرام (‪)1858‬‬
‫كريتشر (‪ )1815( )Richter‬ككيتزستُت (‪ ،)1858‬لكنهم دل يتحدثوا إال عن آثار‬
‫قناطر اؼبياه (اؼبشاىدة اليوـ مشاؿ القرية)‪ ،‬مؤكدين يف الوقت نفسو بأف قوافل اغبج كانت‬
‫تتيذ من القرية ؿبطة ؽبا يف بعض األحياف‪.84‬‬
‫عثر على اثنيت عشرة مسلة جنائزية يف اؼبقربة اعبنوبية الغربية‪ ،85‬كما عثر على مسبلت أخرل‬
‫أعيد استيدامها يف إصبلح اؼبسكن رقم ‪ ،2‬ككذلك على كتلة حجرية ربمل خرطوشة على‬
‫شكل ذنب السنونو‪ :‬مصدرىا ضريح بكل تأكيد‪ .‬يشَت النقش الذم ربملو ىذه اػبرطوشة‬
‫إذل شيص يدعى ركفينوس (‪ )Rouphinos‬ىو قائد مائة يف اعبيش الركماشل‪.‬‬
‫ب‪-‬في سهل حوران‪:‬‬
‫‪86‬‬
‫معربا‬
‫تقع كل القرل اليت ذكرناىا سابقان يف البثنية الركمانية (أك جيدكر)‪ ،‬بينما تقع قرية معربا يف‬
‫سهل حوراف (أك النقرة) على بعد ‪ 6‬كم مشاؿ ‪ -‬غرب بصرل بالقرب من طريق بصرل‪-‬‬
‫درعا كمن كادم الزيدم‪ .‬يبلحظ أف القطاع القدصل كاسع نسبيان كىو مزدحم بعدد من اؼبباشل‬
‫العائدة إذل الفًتة القركسطية كخاصة اػباف‪ ،‬لكن أعماؿ التمدين اغبديثة تسببت بدمار كبَت‬
‫لو‪ .‬تركزت دراستنا على ثبلثة مساكن فقط من اؼبساكن األربعة القديبة احملفوظة‪.‬‬
‫شوىد أكثر من عنصر معاد استيدامو يف اعبامع القدصل‪ :‬النقش اإلغريقي على الساكف‬
‫مأمورين ككاليُت‪87‬يف العاـ ‪ 336‬ـ‪ .‬مت‬ ‫الذم يشَت إذل بناء مسكن مشًتؾ ربت إشراؼ ى‬
‫أيضان إدماج حوض تابوت حجرم مزخرؼ بزخارؼ ال ىفلكة كالزخارؼ اؼبتعرجة (يعود تارىبو‬
‫إذل النصف األكؿ من القرف الثالث اؼبيبلدم بكل تأكيد‪ )88‬فوؽ اؼبدخل‪ .‬نشَت أخَتان إذل‬
‫اؼبذبح اعبنائزم الذم أعيد استيدامو كدعامة للقوس‪ .‬دل يكن ىذا النوع من النصب‬
‫التذكارية كاسع االنتشار يف حوراف‪ ،‬كيبدك أنو استيدامو اقتصر على مقابر اعبنود كالغرباء‬

‫‪88‬‬
‫عن اؼبنطقة‪ ،‬إذ إف معربا قريبة من بصرل كمن احملتمل أهنا كانت تستقبل جنودان كموظفُت‬
‫‪89‬‬
‫مسبلت تذكارية‬
‫ركماف من ىذه اؼبدينة اجملاكرة ؽبا ‪ .‬عيثر يف اؼبقربة القديبة جنويب القرية على ٌ‬
‫نيقش على اثنتُت منها نقوشان يونانية كنبطية غَت مؤرخة ‪،‬كما عيثر على ساكف صرح جنائزم‬
‫(مؤرخ لو يف العاـ ‪336‬ـ) نيًقش عليو اسم اؼبعمارم دادكس (‪ .90)Dados‬عثر يف القرية‬
‫أيضان على مسلة تعود إذل العهد العباسي ‪ .91‬تضم معربا أخَتان جامعان مت تشييده يف العاـ‬
‫‪1215 -1214‬ـ‪. 92‬‬
‫جـ ‪ -‬بنية القرى‪:‬‬
‫على عكس "اؼبدف اؼبيتة" يف الكتلة الكلسية‪ ،‬عرفت قرل جنويب سورية القديبة استيطانان‬
‫طويبلن كإعادة إعمار تزايدت خبلؿ القرف اؼباضي‪ .‬أدل ذلك إذل تشابك اؼبباشل اليت امتزج‬
‫فيها البازلت كاإلظبنت إذل حد كبَت حىت أنو أصبح من الصعب علينا معرفة تنظيم القرل يف‬
‫الفًتة الركمانية البيزنطية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬استطعنا أف مبيٌز اؼبساكن القديبة يف القرل اؼبدركسة‬
‫اؼبذكورة سابقان بفضل أدلة ـبتلفة تتعلق بتقنيات البناء اؼبستيدمة كبالًتتيب اؼبنطقي‬
‫للميططات‪ .‬خضعت كل اؼبباشل لسلسلة من اإلصبلحات كالتعديبلت‪ ،‬كما مت ربويل‬
‫بعضها (لتؤدم كظيفة ـبتلفة عن كظيفتها األصلية)‪ ،‬لكننا دل نتمكن من ربديد تارىبها‬
‫بدقة‪ ،‬كافًتضنا بأهنا تعود إذل طورين ـبتلفُت‪ :‬طور أكؿ سبثل بأعماؿ إعادة بناء كإعادة ترتيب‬
‫ثاف سبثل بإصبلحات كإضافات سبٌت بدكرىا يف‬ ‫نػي ٌفذت بعد زلزاؿ عنيف ضرب اؼبنطقة‪ ،‬كطور و‬
‫الفًتة اؼبمتدة بُت القركف الوسطى كمرحلة إعادة االستيطاف اؼبكثف للقرل يف القرف العشرين؛‬
‫لكن قبل استيداـ اإلظبنت يف البناء‪ .‬ال يبكننا أف نكوف أكثر دقة يف الوقت اغبارل بسبب‬
‫االستمرار يف تبٍت تقنيات البناء القديبة ذاهتا‪ ،‬لكننا نستطيع أف مبيز االختبلفات بسهولة‪:‬‬
‫سواءن على مستول ىيكلية اؼبباشل أك على مستول درجة إتقاف البناء‪.‬‬
‫إذا أخذنا اؼبساكن القديبة احملفوظة فقط بعُت االعتبار‪ ،‬يبكننا سبييز شكلُت من تنظيم القرل‬
‫(كذلك مهما كاف حجم القرية)‪ :‬قرل مكونة من مساكن مبعثرة فوؽ مساحة كانت أصبلن‬
‫خاليةن من العمار‪ ،‬كقرل مكونة من مساكن يستند كاحدىا على اآلخر‪ .‬أسست ىذه القرل‬
‫دكف زبطيط مسبق على ما يبدك‪ ،‬إذ دل نعثر على أم ؿباكر اتصاؿ متعامدة من شأهنا أف‬
‫تًتجم زبطيطان مسبقان للتوطُت‪ .‬من الصعب حقان فهم النسيج األصلي لكل ىذه القرل‬

‫‪89‬‬
‫مباف عائدة إذل فًتات متأخرة‪ :‬بنيت ىي أيضان من البازلت‪ .‬شاىدنا‬‫بسبب احتوائها على و‬
‫عدد ال بأس بو من الكتل اغبجرية اؼبعادة االستيداـ داخل أكثر ىذه اؼبباشل‪ ،‬كردبا ىي دل‬
‫مباف أكثر قدمان فحسب‪ ،‬بل إهنا‬ ‫تنب باستيداـ اغبجارة اؼبتساقطة أك اؼبسًتجعة فوؽ و‬
‫ى‬
‫شيٌدت مكاهنا أيضان‪ .‬سبثٌل التنظيم األكثر انتشاران يف قرل البثنية كسهل حوراف بنموذج‬
‫اؼبساكن اؼبتباعدة أصبلن (كما ىو اغباؿ يف معربا كيف كفر ناسج) بينما شاىدنا عدة مباذج‬
‫لتوزيع البناء يف قرل أخرل كمحجة‪ ،‬إذ يضم قسماىا الشمارل الغريب كاعبنويب الغريب‬
‫اؼبساكن اؼبستقلة كاؼبساكن القريبة من بعضها البعض (اؼبساكن رقم ‪11‬ك ‪16‬ك‪ 20‬ك‪6‬‬
‫ك‪ ،)7‬بينما يضم ربعها الشمارل الشرقي اؼبساكن اؼبتبلصقة (اؼبساكن رقم ‪1‬ك‪3 ،2‬ك‪ .)4‬يف‬
‫اؼبقابل‪ ،‬تستند اؼبساكن احملفوظة يف خربة غزالة كيف كفر مشس على بعضها البعض أك أنو‬
‫يفصلها عن بعضها زقاؽ ضيق على أكثر تقدير‪ ،‬أم إهنا منظٌمة كفق مبوذج النظاـ اؼبًتاص‪.‬‬
‫ؾبمعات مغلقة صممت كبنيت دفعة كاحدة على األغلب‪ ،‬كحىت كلو‬ ‫تشكل ىذه اؼبساكن ٌ‬
‫كانت متبلصقة فإهنا غَت متصلة مع بعضها البعض‪ .93‬يبيز مبدأ تبلصق اؼبساكن ىذا‬
‫الكثَت من قرل جنوب سورية ‪94‬كقد قبم عن إضافة و‬
‫مباف جديدة إذل اؼبباشل القديبة‪ ،‬كبالتارل‬
‫أصبحنا يف هناية األمر أماـ جزر سكنية كثيفة كغَت منتظمة تضم يف قرانا اؼبدركسة مساكن‬
‫الحقة كقركسطية كحديثة‪ .‬يبدك أف ىذا التطور مرتبط دبسائل عملية‪ ،‬إذ إف إعادة استيداـ‬
‫اؼبساكن القديبة احملفوظة بشكل جيد رافقها بناء مساكن أخرل بينيت بدكرىا باستيداـ‬
‫كتل حجرية جلًبت من اؼبباشل اؼبنهارة أك من و‬
‫مباف أخرل مت ربويلها إذل مقالع‪ .‬قاـ السكاف‬ ‫ي‬
‫اعبدد ببناء اؼبباشل اعبديدة إذل جانب اؼبباشل القديبة أك مقابلها أك داخل حرمها أك حىت‬
‫فوقها‪ :‬هبدؼ اغبد من الصعوبات اؼبتعلقة بنقل حجارة الربط الثقيلة كهبدؼ االستفادة من‬
‫بعض التجهيزات اليت مازالت صاغبة لبلستيداـ كاآلبار كاػبزانات اؼبوجودة يف باحات‬
‫اؼبساكن القديبة‪.‬‬

‫‪-ΙΙΙ‬تقنيات البناء ك التنظيم‪:‬‬


‫تتميز العمارة السكنية القديبة يف منطقة جنوب سورية بتجانسها الكامل‪ ،‬كقد أكسبتها‬
‫مادة البازلت (بكل ما توفره من إمكانيات) ميٌزات أخرل خاصة جدان ميزهتا عن غَتىا من‬
‫‪90‬‬
‫اؼبساكن القركية‪ .‬دل تستيدـ التقنيات الركمانية يف ىذه العمارة إال هبدؼ تطوير تقنية ؿبلية‬
‫كانت موجودة أصبلن‪ ،‬تقنية صمدت عرب عدة قركف لتكوف الشاىد على قدـ ىذا اجملتمع‬
‫القركم كعلى التقدـ الكبَت للقرل يف الفًتة الركمانية‪-‬البيزنطية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الحجر وطريقة معالجتو‪:‬‬
‫إف أىم ما يبيٌز مساكن منطقة جنوب سورية‪ ،‬اؼبفتقرة لؤلخشاب‪ ،‬ىو التبٍت اؼبنهجي غبجر‬
‫البازلت احمللي كمادة كحيدة للبناء‪ ،‬إذ استيدمت حىت يف بناء األسقف بعد أف كبتت على‬
‫شكل ببلطات بازلتية‪ .‬ظهر ىذا النموذج من العمارة احمللية اؼببنية بكاملها من اغبجر منذ‬
‫األلف الثالث ؽ‪.‬ـ يف مواقع مثل خربة األنباشي ك اؽببٌارية يف اغبارة‪ ،‬كبقي صامدان حىت‬
‫يومنا ىذا ليكوف الشاىد على التكيف اؼببكر لسكاف اؼبنطقة مع الظركؼ احمللية اػباصة‪.95‬‬
‫‪ -1‬أنواع مختلفة من البازلت‪:‬‬
‫ظبحت دراسة اؼبباشل بتمييز أنواع ـبتلفة من البازلت يبكن اختصارىا بالنوعُت التاليُت‪ :‬بازلت‬
‫حبييب مصدره الطبقات األكثر عمقان‪ ،‬أم أف استيراجو مكلف بطبيعة اغباؿ‪ ،‬كبازلت‬
‫جويفي أقل صبلبة مصدره الطبقات السطحية‪ ،‬أم أف اغبصوؿ عليو يتم بسهولة أكرب‬
‫كبتكلفة أقل‪ .‬يعتمد اختيار أحد ىذين النوعُت على غٌت مالك اؼبسكن كعلى قرب مقالع‬
‫اغبجارة ككذلك على طبيعة اعبدراف اؼبراد بناؤىا‪ .‬عادة ما نشاىد الكتل اغبجرية اؼبكونة من‬
‫البازلت اغببييب يف الواجهات اؼبطلة على الباحات كيف العناصر اؼبعمارية اليت تتطلب إتقانان‬
‫كبَتان يف النحت‪ ،‬كأطر األبواب كالنوافذ كاؼبعالف كعضادات األقواس كصنجاهتا كالعتبات‬
‫كاألطناؼ كببلطات السقف يف غرؼ اؼبعيشة كاالستقباؿ كاألعمدة كخرج األركقة؛ ككذلك‬
‫يف العناصر اؼبعمارية اؼبعدة لنحت الزخارؼ عليها‪ ،‬إذ تتطلب الزخارؼ حامبلن بنوعية جيدة‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬تستيدـ حجارة البازلت اعبويفي يف بناء الواجهات الثانوية كاعبدراف الداخلية‬
‫اليت يتم إخفاء مظهرىا اػبارجي غَت اؼبنتظم بتلبيسها‪ ،‬كما أهنا تستيدـ يف بناء أسقف‬
‫الغرؼ اؼبيصصة للنشاطات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -2‬مظهر الجدران‪:‬‬
‫يبلحظ أف اعبدراف مضاعفة أم إهنا مؤلفة من جدارين تًتاكح ظباكتهما بُت ‪ 0.8‬إذل‬
‫‪ 0.95‬ـ‪ .‬اختار اؼبعماريوف ىذا اغبل هبدؼ زبفيف اغبمولة الثقيلة لؤلسقف‪ ،‬كهبدؼ‬

‫‪91‬‬
‫ص ٌفت اغبجارة بانتظاـ فوؽ بعضها البعض‬‫تقليص تكلفة كبت اغبجر البازليت القاسي جدان‪ .‬ي‬
‫دكف استيداـ اؼببلط أك اؼبفاصل اؼبعدنية كأدؾبت حجارة الربط على شكل مستعرضات‪ ،‬مث‬
‫مت ملء الفراغات اؼبتشكلة يف ما بينها باستيداـ الدبش كالطُت‪ .‬قد نشاىد يف بعض‬
‫اغباالت النادرة مداميك من اغبجارة اجملانبة داخل جدراف األسوار‪.96‬‬
‫دل نتمكن من فحص األساسات ألننا ال نستطيع الوصوؿ إليها دكف القياـ بتنقيب أك سرب‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬ظبحت لنا ثقوب االختبلس اليت صادفناىا يف بعض اغباالت النادرة أف نتعرؼ‬
‫على أساسات عبدراف كصل عمقها حىت ‪ 50‬سم‪ ،‬كتبُت لنا أهنا مؤلفة من حجارة الدبش‬
‫اؼبكدسة داخل اغبفرة‪.‬‬
‫أ‪-‬أنواع مختلفة للجدران‪:‬‬
‫ميٌز بتلر يف دراستو لعمارة منطقة جنوب سورية طبسة أنواع من اغبجارة الرباعية الشكل‬
‫اؼبستيدمة يف بناء اعبدراف‪:97‬‬
‫‪ " -‬اغبجارة اؼبلساء اؼبًتاصة اؼبتقنة النحت كاؼبصفوفة بانتظاـ ضمن مداميك"‬
‫(‪:)iLL.44‬تستيدـ ىذه اغبجارة (حبسب رأيو) يف اؼبعابد كالقبور بشكل رئيسي‬
‫مباف ضيمة أخرل تعود إذل الفًتتُت النبطية كالركمانية‪ ،‬لكنها ال تستيدـ يف‬‫كيف و‬
‫العمارة السكنية‪.‬‬
‫‪ " -‬اغبجارة الناتئة اؼبتقنة النحت كاؼبصفوفة بانتظاـ ضمن مداميك " (‪:)iLL.45‬‬
‫تستيدـ ىذه اغبجارة يف بناء اغبصوف كأبراج اؼبراقبة كاألسوار كقد تستيدـ يف‬
‫اؼبساكن اػباصة يف بعض األحياف‪ ،98‬كتعود فًتة استيدامها يف حوراف إذل الفًتة‬
‫اؼبمتدة بُت القرنُت الثاشل كاػبامس اؼبيبلديُت‪ .‬شوىد ىذا النوع من اغبجارة داخل‬
‫جدراف الربج الذم يستند عليو بيت العلو يف قرية ألبل يف البثنية‪ ،‬ككذلك داخل‬
‫الربج الذم أضيف إذل بيت ضبداف ‪ 1‬يف كفر مشس‪ .‬يبلحظ أف اعبدار اػبارجي يف‬
‫برج ألبل مبٍت كلو من الكتل اغبجرية الناتئة‪ ،‬بينما ال تشكل ىذه اغبجارة إال ثبلثة‬
‫أك أربعة مداميك غَت مكتملة يف اعبزء العلوم من برج كفر مشس‪ ،‬فبا يدفعنا إذل‬
‫االعتقاد بأهنا حجارة معادة االستيداـ جلبت من صرح سابق (كما ىو حاؿ جدار‬
‫السورين الغريب كالشمارل للمسكن رقم ‪ 3‬يف ؿبجة)‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ " -‬اغبجارة اعبميلة اؼبلساء اؼبنحوتة بإتقاف العائدة إذل الفًتة اؼبسيحية"‪ :‬يذكر بتلر‬
‫مثاالن عليها الربج الغريب يف قلعة يف أـ اعبماؿ (‪ .99)iLL.46‬يوحي التشذيب‬
‫اؼبتقن ؽبذه اغبجارة بأهنا مصقولة‪ .‬حبسب رأم الكاتب‪ ،‬تتميز جدراف ىذه اغبجارة‬
‫عن جدراف الصركح النبطية كالركمانية) بأف مداميكها أقل ارتفاعان كأف الوجو اؼبرئي‬
‫للكتل اغبجرية ىو اؼبنحوت فقط‪ ،‬كقد تضم حجارة ؾبانبة مبعثرة بُت حجارهتا أك‬
‫حىت مداميك كاملة من اغبجارة اجملانبة‪ .‬صادؼ بتلر ىذا النوع من اغبجارة يف‬
‫كاجهة مسكن صبرين كيف كاجهات مساكن معربا‪ ،‬كىي سبيٌز أيضان الواجهات اؼبطلة‬
‫على الباحات يف مساكن البثنية الكبَتة‪ ،‬ككذلك األقساـ السفلية للجدراف الداخلية‬
‫يف قاعات القوس اػباصة بوحدات االستقباؿ أك بوحدات تسيَت أعماؿ صاحب‬
‫اؼبسكن‪ .‬انتشر استيداـ ىذه اغبجارة خبلؿ الفًتة اؼبسيحية‪ ،‬كردبا يعود استيدامها‬
‫إذل حقبة سابقة ‪.‬‬
‫‪ " -‬اغبجارة اؼبتقنة النحت نوعان ما" (‪ :)iLL.47‬كىي حجارة مشاهبة للحجارة‬
‫السابقة إال إهنا منحوتة بإتقاف أقل‪ ،‬كقد صادفها بتلر يف الكنائس كيف بعض‬
‫اؼبساكن الكبَتة (خاصة مساكن أـ اعبماؿ)‪ .‬تشاىد ىذه اغبجارة أيضان يف مساكن‬
‫البثنية الغنية حيث استيدمت لبناء الواجهات الثانوية كأسوار الباحة‪ ،‬ككذلك لبناء‬
‫الواجهات اؼبطلة على الباحات اػباصة باؼبباشل اليت ال تضم إال كحدات لًتبية‬
‫اؼباشية‪ :‬كما ىو حاؿ اؼبسكنُت (د) ك(ىػ) يف معربا على سبيل اؼبثاؿ‪.‬‬
‫‪" -‬اعبدراف اؼببنية من اغبجارة اػبشنة غَت متقنة النحت" تصطف ىذه اغبجارة بانتظاـ‬
‫ضمن مداميك‪ ،‬لكنها زبتلف عن النموذجُت السابقُت يف حقيقة أف زكاياىا غَت‬
‫كاضحة النتوءات كأهنا بالكاد مشذبة‪ ،‬كقد ذكر بتلر مثاالن عنها يف أـ اعبماؿ (‬
‫‪ .)Ill.48‬استيدمت ىذه اغبجارة لبناء اعبدراف الداخلية يف غرؼ كقاعات‬
‫مساكن البثنية‪ ،‬ككذلك إلصبلح بعض اعبدراف اؼبهدمة كلبناء و‬
‫مباف تعود إذل فًتة‬
‫متأخرة‪.‬‬
‫خبلؿ تعريفو ألنواع اعبدراف اؼبيتلفة اؼبشاىدة يف منطقة جنويب سورية‪ ،‬دل يأخذ بتلر مكاف‬
‫ىذه اعبدراف بعُت االعتبار‪ .‬إذا اعتربنا أف اؼبساكن اليت نقوـ بدراستها قائمة بطور بنائها‬

‫‪93‬‬
‫األصلي‪ ،‬نستطيع حينئذ القوؿ‪ :‬ترتبط نوعية اغبجارة بأنبية اعبدار اؼبستيدمة يف بنائو‪ ،‬أم‬
‫كونو كاجهة مطلة على الباحة أـ كاجهة ثانوية أـ جدار داخلي‪ ،‬كيعود اختبلؼ نوعية‬
‫اغبجارة طبعان إذل البازلت اؼبستيدـ يف صنعها كإذل مدل إتقاف ناحيت اغبجارة لعملهم‪ .‬على‬
‫كل حاؿ‪ ،‬يبكننا تلييص األمر ببساطة على النحو التارل‪:‬‬
‫تيشاىد اغبجارة اؼبنحوتة بإتقاف (سواء الناتئة أك اؼبلساء‪ )100‬كاؼبصفوفة بانتظاـ ضمن‬
‫مداميك مرتصة يف الواجهات اؼبطلة على الباحات كيف النصف السفلي من جدراف قاعات‬
‫‪101‬‬
‫تسيَت األعماؿ يف بعض اغباالت؛ بينما تيشاىد اغبجارة غَت متقنة النحت أك "اؼبنقرة "‬
‫يف الواجهات الثانوية كيف األكجو الداخلية للجدراف‪.‬‬
‫دل يذكر بتلر تفصيل تقٍت عادة ما يصادؼ يف الواجهات اػبارجية عبدراف اؼبساكن يف‬
‫البثنية‪ ،‬أال كىو حجارة التشبيك الناصبة عن الوصل بُت أعماؿ الورشات اؼبيتلفة‪ ،‬أك عن‬
‫استيداـ (أك إعادة كبت) حجارة بنوعية جيدة متوفرة يف اؼبكاف لكنها ليست باألبعاد‬
‫اؼبطلوبة‪ .‬تشاىد ىذه اغبجارة يف الواجهات اؼببنية من اغبجارة اؼبلساء اؼبتقنة النحت اليت‬
‫تطل على الباحات أكثر من مشاىدهتا يف أم مكاف آخر (الشكل ‪.)4‬‬
‫شوىدت أيضان حجارة منحوتة على شكل لساف التعشيق كنقرتو مصفوفة على شكل‬
‫مداميك كاملة ضمن اعبدار‪ ،‬أك أنو مت توزيعها بُت حجارتو‪ .‬تقوـ ىذه الكتل اغبجرية مقاـ‬
‫الشكل ‪ -4‬حجارة تشبيك‬ ‫كبلبات كىي غالبان ما تتواجد يف اعبزء‬
‫ٌ‬
‫العلوم من اعبدار هبدؼ دعم الربط‬
‫بُت حجارتو‪.102‬‬
‫ال يبكن تطبيق آلية الربط ىذه إال‬
‫باستيداـ حجر البازلت‪ ،‬إذ إنو‬
‫اغبجر الوحيد القادر على مقاكمة قول‬
‫اعبر‪ .‬تعود ىذه التقنية إذل الفًتات‬
‫اليت شهدت نشاطات زلزالية عنيفة‬
‫على األرجح‪ ،‬كتتمثل سيئتها األساسية بالوقت اؼبضاعف الذم وبتاجو ناحيت اغبجارة‬
‫لتنفيذىا‪ .103‬بناءن عليو‪ ،‬استيدمت حجارة الربط ىذه يف العمارة الرظبية كالدفاعية أكثر‬

‫‪94‬‬
‫بكثَت من استيدامها يف العمارة السكنية‪ ،‬كيعترب الربج اؼبضاؼ إذل اؼبسكن ‪ 1‬يف كفر مشس‬
‫مثاؽبا الوحيد اؼبتعلق باؼبساكن ‪.104‬‬
‫ب‪-‬التلبيسة‪:‬‬
‫يقوؿ بتلر‪ :‬إف كل اعبدراف يف كافة اؼبباشل العائدة لكل الفًتات كانت ملبسة داخليان‬
‫كخارجيان‪ ،‬كإف نوعية التلبيسة اؼبستيدمة تتعلق بنوعية الدعم اؼبطلوب‪ .105‬تتألف أنواع‬
‫التلبيس اليت شاىدىا بتلر‪:‬‬
‫‪ -‬إما من طبقة كاحدة رقيقة كقاسية‪ :‬كما ىو حاؽبا على سطوح بعض الواجهات‬
‫اؼبشادة بإتقاف كعلى أطر األبواب من اػبارج‪ ،‬ككذلك على عضادات األقواس‬
‫كصنجاهتا من الداخل‪.‬‬
‫‪ -‬أك من طبقنت‪ :‬طبقة أكذل خشنة (غَت متقنة) تبلغ ظباكتها ‪ 1‬إذل ‪2‬سم‪ ،‬كطبقة‬
‫ثانية ناعمة كقاسية‪ .‬استيدمت ىذه التلبيسة بدكرىا لتلبيس سطوح اعبدراف ذات‬
‫اغبجارة سيئة النحت نوعان ما‪.‬‬
‫‪ -‬أك من ثبلث طبقات‪ :‬طبقة أكذل غَت متجانسة ( بسماكة ‪ 10-4‬سم) تتألف من‬
‫كسر من السَتاميك كالبازلت‪ ،‬تليها طبقة ثانية أكثر نعومة من اعبص األبيض‬
‫احملزز‪ ،‬كأخَتان طبقة التشطيب اؼبؤلفة من طبلء‪ .‬استيدمت ىذه التلبيسة لتلبيس‬
‫سطوح اعبدراف اػبارجية كالداخلية اؼببنية من اغبجارة سيئة النحت‪.‬‬
‫شاىد بتلر ىذه األنواع يف أـ اعبماؿ‪ ،‬لكنو دل يكن متأكدان يف ما إذا كانت كلها قديبة‪.‬‬
‫شوىدت أيضان تلبيسة بيضاء ؿبززة على شكل حسكات السمك يف سقف الكنيسة الغربية‬
‫( حيث استيدمت إلصبلحو)‪ ،‬كيف غرفة يف اؼبسكن ‪ 18‬الذم أعيد شغلو كترتيبو يف فًتة‬
‫متأخرة‪.106‬‬
‫عثر يف مساكن البثنية على طبقة حديثة جدان من اللنب كعلى آثار تلبيسة ـبتلفة قليبلن عن‬
‫التلبيسات اليت كصفها بتلر‪.‬‬
‫‪ -‬يشاىد على اعبدراف الداخلية اؼببنية من اغبجارة سيئة النحت نوعان ما تلبيسة مؤلفة‬
‫من طبقتُت (الشكل‪:)5‬‬
‫الشكل ‪ -5‬تلبيسة مؤلفة من طبقتُت‬
‫‪ -1‬طبقة رمادية متماسكة من مسحوؽ البازلت‬

‫‪95‬‬
‫الشديد النعومة(بسماكة‬
‫‪ 5‬إذل ‪ 6‬مم)‪،‬‬
‫لتمليس‬ ‫استيدمت‬
‫السطوح على ما يبدك‪ ،‬إذ‬
‫تسمح نعومتها حبجب‬
‫الفواصل غَت اؼبنتظمة‬
‫بسهولة‪.‬‬
‫طبقة ثانية بيضاء كقاسية (بسماكة ‪ 3‬إذل ‪ 4‬مم) مكونة من الكلس كمن‬ ‫‪-2‬‬
‫اغبصى البازلتية الناعمة جدان كربمل زخارؼ ناتئة ك‪/‬أك دىاف‪.‬‬
‫يشاىد يف قاعة القوس الرئيسية يف بيت العلو يف ألبل مدماؾ بارز (يف منتصف علو‬
‫اعبدار) ربمل تلبيستو زخرفة تشبو إفريز الكورنيش أك طرؼ اإلزار‪ :‬تتألف من عصابة‬
‫مستطيلة كخلياؿ ؾبدكؿ كعصابة من اؼبسننات (الشكل ‪.)6‬‬
‫طرش (كليس تلبيسة) بلوف أبيض أك بلوف آخر يف بعض‬ ‫‪ -‬غالبان ما نشاىد آثار ٍ‬
‫األحياف على العضادات كعلى صنجات األقواس كعلى السطوح اؼببنية من الببلطات‬
‫اؼبشذبة بإتقاف‪.‬‬
‫‪ -‬دل تشاىد تلبيسة "قشرة البيضة" اليت كصفها بتلر إال على السطوح اليت ربمل زخرفة‬
‫تصويرية بسيطة (مثل زخرفة‬
‫الشكل ‪ -6‬تلبيسة مع زخرفة‬
‫اؼبزىريات الكبَتة على‬
‫الصنجات السفلية لقوس يف‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف خربة‬
‫غزالة)‪ ،‬أك زخارؼ ىندسية‬
‫كما ىو حاؿ سقف اؼبسكن‬
‫رقم ‪ 3‬يف ؿبجة‪.‬‬
‫‪ -‬دل نشاىد آثار تلبيسة يف‬
‫اػبارج إال على إطار باب اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة‪ ،‬كىي تتألف يف حالتنا ىذه من‬

‫‪96‬‬
‫طبقة كاحدة بسماكة ‪ 3‬ملم تقريبان مصنوعة من الكلس كمن حصى ناعمة جدان من‬
‫البازلت‪ .‬تش ٌكل الواجهة اؼبطلة على باحة اؼببٌت الشمارل لبيت العلو يف ألبل حالة‬
‫استثنائية‪ ،‬إذ يي ىشاىد إذل جانب األبواب اؼبؤطرة باألطر اؼبزينة باألفاريز جدار مبٍت من‬
‫كتل حجرية خشنة سيئة النحت مصنوعة من البازلت اعبويفي‪ ،‬كقد نػي ٌقرت على كبو‬
‫يبق ؽبا أم أثر‪.‬‬
‫بسيط لتسهيل التصاؽ التلبيسة اليت دل ى‬
‫بالطبع‪ ،‬ال تعترب طبقات التلبيس كالتكليس ىذه أصلية إال إهنا رباكي الطبقات األصلية‬
‫ضل استيداـ‬ ‫حىت يف زخرفتها‪ ،‬كىي ال تعود إذل طور االستيطاف األخَت (حُت كاف ي ىف ٌ‬
‫اللنب)‪ ،‬لكن يبكن إرجاعها إذل الفًتة العثمانية أك إذل الفًتة القركسطية‪.‬‬
‫‪ -3‬مظهر األرضيات‪:‬‬
‫ال يشاىد سول عدد قليل من األرضيات األصلية بسبب طبقات الردـ اؼبًتاكمة فوقها‬
‫كبسبب إعادة استيداـ اغبجارة اؼبنحوتة اؼبكونة ؽبذه األرضيات لسهولة اقتبلعها‪.‬شاىدنا‬
‫أرضيات مبلطة بببلطات بازلتية مصفوفة بانتظاـ يف باحات بعض اؼبساكن يف ؿبجة كنول‪،‬‬
‫ككذلك يف غرؼ الطابق األرضي دبا فيها اإلسطببلت‪ ،107‬كما شاىدنا أرضية فبٌهدة سبت‬
‫تغطيتها بتلبيسة مشاهبة لتلبيسة اغبائط اؼبكونة من طبقتُت رمادية كبيضاء لكنها أكثر ظباكة‬
‫منها‪ .‬تعود ىذه التلبيسة إذل فًتة إعادة استيطاف متأخرة على األرجح كىي معاصرة‬
‫للتلبيسات احملفوظة على اعبدراف من كل بد‪ ،‬كقد مت استيدامها إما ؿباكاة لتنظيم سابق أك‬
‫بسبب اقتبلع الببلط‪.108‬‬
‫يفًتض أف أرضيات الطابق العلوم كانت تغطيها تلبيسة من النوع ذاتو‪ ،‬لكننا دل نعثر على‬
‫أم أثر ؽبا‪.‬‬
‫‪ -4‬األبواب والنوافذ‪:‬‬
‫صنعت أطر األبواب كالنوافذ من اغبجارة اؼبلساء أك اؼبنقرة‪ ،‬كىي مزينة بأفاريز يف بعض‬
‫اغباالت االستثنائية (كما ىو حاؽبا يف بيت العلو يف ألبل)‪ ،‬كما أف زكاياىا منحوتة بإتقاف‬
‫لتسهيل إحكاـ انطباقها‪ .‬ىذا من ناحية‪ ،‬كمن ناحية ثانية يبلحظ أف أبعادىا كاحدة نسبيان‪،‬‬
‫فبا يدعو إذل االفًتاض بوجود معيار‬
‫الشكل‪ -7‬بطنية ساكف الباب‬
‫موحد لصناعتها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫يًتاكح عرض األبواب بُت ‪ 0.75‬إذل‬
‫‪ 1.30‬ـ‪ ،‬أما ارتفاعها فيًتاكح بُت‬
‫الػ‪ 1.20‬ك الػ ‪ 2.20‬ـ أك أكثر‪،109‬‬
‫كتتعلق أبعادىا بطبيعة اؼبكاف اؼبراد‬
‫زبديبو‪ :‬إذ تكوف كبَتة يف مداخل‬
‫الباحات كقاعات االستقباؿ‬
‫كاؼبستودعات‪ ،‬بينما تكوف أصغر‬
‫حجمان عندما تكوف كظيفتها تأمُت االتصاؿ بُت الغرؼ الداخلية؛ كيعادؿ عرضها األكثر‬
‫شيوعان لػ ‪1‬ـ تقريبان‪.‬‬
‫ييشاىد على بواطن السواكف زعارير (زعركراف على األغلب) يًتاكح قطرىا بُت ‪ 6‬إذل‪10‬سم‬
‫كعمقها بُت ‪ 4‬إذل ‪ 8‬سم‪ ،‬ككذلك نقرة أك نقريت تعشيق مربعة الزكايا تتوافق مع نظاـ إغبلؽ‬
‫عمودم (الشكل‪.)7‬‬
‫ال يتجاكز بعد شق نقريت التعشيق ‪ 5‬أك ‪ 6‬سم‪ ،‬ىذا فبا قد يؤكد بأف مصاريع األبواب‬
‫األصلية كانت خشبية كليس بازلتية‪ :‬كما ىو حاؽبا اليوـ يف العديد من األمثلة‪ .‬يعلو أكثر‬
‫شراعة تفيد يف إنارة الغرفة كيف زبفيف ضبولة ساكف‬ ‫األبواب نافذة صغَتة مستطيلة أك ٌ‬
‫اؼبدخل يف آف‪.‬‬
‫ربمل أطر النوافذ ذباكيف قليلة العمق اؽبدؼ منها تثبيت قضباف أك حواجز خشبية دكف‬
‫شك‪ ،‬كربمل كذلك زعارير صغَتة لًتكيب مصاريع داخلية خشبية أيضان‪ .‬يف حاؿ غياب‬
‫كوف من كتل حجرية منحوتة‬ ‫الشراعة‪ ،‬تزكد سواكف األبواب الكبَتة بنظاـ زبفيف ضبولة م ٌ‬ ‫ٌ‬
‫بطريقة خاصة ذبمع بُت الفعالية كبُت القيمة اعبمالية‪.‬‬
‫تزكد قاعات القوس اػباصة بوحدات االستقباؿ أك اؼبعيشة بأبواب كبَتة مفتوحة على‬ ‫ٌ‬
‫الباحات‪ :‬يعلوىا ثبلث نوافذ (أك أكثر) ـبتلفة األحجاـ كاألشكاؿ‪ .‬يؤمن سقف الركاؽ (يف‬
‫حاؿ كجوده) ضباية ىذه النوافذ من أشعة الشمس كمن األمطار‪ ،‬أك قد وبميها إفريز حجرم‬
‫صغَت يستند على حاملُت يف حاؿ غياب الركاؽ‪ .‬شوىدت نوافذ عالية أخرل يف الواجهة‬
‫اػبلفية لقاعات القوس ككذلك يف كاجهاهتا اعبانبية‪ ،‬فبا ساىم بدكره يف ربسُت إضاءة ىذه‬

‫‪98‬‬
‫القاعات الكبَتة‪ .‬تعلو ىذه النوافذ أيضان أفاريز ربميها من مياه األمطار‪ ،‬كيبدك أهنا كانت‬
‫مزكدة دبصاريع داخلية من اػبشب‪ .‬على العكس من قاعات القوس الكبَتة اؼبضاءة بشكل‬
‫جيد‪ ،‬نبلحظ أف الغرؼ الصغَتة اػباصة بالطابق األرضي كالوحدات اؼبيصصة لًتبية اؼباشية‬
‫شراعة اؼبدخل‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬زكدت غرؼ الطوابق العلوية‬ ‫ال تنعم إال بإنارة ضعيفة تؤمنها ٌ‬
‫و‬
‫بعدد أكرب من النوافذ اؼبفتوحة كبو الباحة أك كبو اػبارج‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬يبلحظ كجود نية كاضحة باغبد من عدد النوافذ يف الواجهات اػبارجية للطابق األرضي‪،‬‬
‫تزكد الغرؼ البعيدة‬
‫كبالتارل من الطبيعي أف تكوف بعض غرفو غارقة يف الظبلـ الدامس؛ بينما ٌ‬
‫عن نظرات اؼبتلصصُت بعدد أكرب من النوافذ الكبَتة‪ .‬بالطبع‪ ،‬دل يكن مالكو ىذه اؼبساكن‬
‫غَت مبالُت بالضوء‪ ،‬كإمبا كانوا وباكلوف أف وبافظوا على ضبيمية مساكنهم كأف وبموىا من‬
‫اؼبتطفلُت‪.‬‬
‫ب‪ -‬أساس الخرجة‪:‬‬
‫ذكر بتلر‪110‬سابقان أف العنصر اآلخر اؼبميز لعمارة اؼبنطقة اغبجرية يتمثل باػبرجة اؼبستيدمة‬
‫بشكل كبَت يف بناء األسقف كاألدراج‪ .‬إف اؼبادة الوحيدة اؼبستيدمة يف البناء ىي مادة‬
‫البازلت كما ذكرنا‪ ،‬كىي مادة ال يبكن كبتها إال كفق طوؿ ؿبدد كإذا ذباكزت ىذا الطوؿ‬
‫انكسرت‪ ،‬ىذا فبا وبد من أبعاد الغرؼ‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬عبأ اؼبعماريوف إذل إنقاص ضبولة ببلطات‬
‫السقف من خبلؿ إسنادىا على أطناؼ متتابعة كمائلة على بعضها البعض مشكلة ما يدعى‬
‫باػبرجة‪ ،111‬كقد ظبحت ىذه التقنية ببناء غرؼ بأطواؿ ذباكزت الطوؿ االعتيادم‪.‬‬
‫‪ -1‬األسقف والسطوح‪:‬‬
‫ذكرنا بأنو مت استيداـ الببلطات البازلتية لبناء األسقف بسبب عدـ توفر مادة اػبشب يف‬
‫اعبوار‪ ،‬كما ذكرنا بأف اؼبعماريوف استيدموا تقنية اػبرجة اؼبؤلفة من عدة صنوؼ من‬
‫األطناؼ ليتمكنوا من بناء غرؼ تتجاكز أبعادىا الػ‪3‬ـ‪ ..‬قبل قيامهم بنحت األطناؼ‪ ،‬أخذ‬
‫اؼبعماريوف مقاكمة البازلت لبللتواء (الذم تفرضو ضبولة ببلطات السقف) بعُت االعتبار‪ ،‬إذ‬
‫توجب عليهم اختيار السماكة اؼببلئمة لتفادم تصدعها؛ كما أهنم اتبعوا بعض اإلجراءات‬ ‫ٌ‬
‫البسيطة لتفادم سقوطها‪ :‬قاموا بصفها فوؽ اعبدراف حبيث يكوف ذيلها أعلى من جزئها‬
‫البارز ‪112‬ككضعوا فوقها ثقبلن موازنان‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫صنٌفت األطناؼ كفق أربعة أنواع حبسب أشكاؿ بركفيبلهتا‪ ،‬كيعتمد اختيار أحد ىذه األنواع‬
‫على أنبية الغرفة اؼبراد سقفها كعلى مكاف كجودىا‪ :‬يف الطابق األرضي أـ يف الطوابق العليا‪.‬‬
‫بشكل عاـ‪ ،‬يبكننا التمييز بُت نوعُت أساسُت من األطناؼ‪ :‬األطناؼ غَت متقنة النحت‬
‫(حجارة مقطعة دكف تشذيب) اليت عادة ما نشاىدىا يف أسقف اإلسطببلت كاؽبرم‬
‫اؼبقسمة بدكرىا إذل ثبلثة أنواع حبسب بركفيلها الذم‬
‫كاؼبيازف‪ ،‬كاألطناؼ اؼبتقنة النحت ٌ‬
‫يكوف إما على شكل صافرة أك حلية ربع دائرة أك حىت على شكل تنضيد‪ .‬يقتصر استيداـ‬
‫الطنف الذم يأخذ بركفيلو شكل تنضيد (شكل حرؼ ‪ ) S‬على غرؼ االستقباؿ كالقاعات‬
‫الفيمة‪ ،‬كقد يشاىد يف غرؼ اؼبعيشة يف حاالت استثنائية‪ ،‬كسباثل مقاكمتو لبللتواء مقاكمة‬
‫الطنف الذم يأخذ بركفيلو شكل الصافرة‪ .‬عادة ما يستيدـ ىذاف الطنفاف يف الطوابق‬
‫األرضية حيث تكوف ضبولة السقف أقل‪ ،‬بينما يستيدـ النوع الثالث (ذك الربكفيل الذم‬
‫يأخذ شكل ربع دائرة) يف الطوابق العليا لدعم سطح السقف اؼبثقل بالطُت‪ ،‬إذ إنو أقل كثافة‬
‫كأكثر صبلبة من النوعُت السابقُت‪.‬‬
‫يرتكز جزء فقط من ىذه األطناؼ (ذيلها) على اعبدار بينما يربز اعبزء اؼبتبقي منها دبقدار‬
‫‪ 40‬سم كسطيان‪ .‬بدكرىا‪ ،‬ال ترتكز الببلطات البازلتية إال على عشرة سم فقط من طوؿ‬
‫األطناؼ‪ ،‬أم يصبح الطوؿ اؼبكتسب يف ىذه اغبالة ‪ 60‬سم من اعبهتُت‪ .‬يبكن مراكبة‬
‫حىت ثبلثة صفوؼ من األطناؼ (خرجة) فبا يسمح بزيادة الطوؿ اؼبكتسب إذل ‪2.20‬ـ‪.‬‬
‫ترتبط نوعية اغبجارة اؼبستيدمة بأنبية الغرفة اؼبراد سقفها‪ ،‬إذ تصطف األطناؼ كالببلطات‬
‫على كبو سيئ يف غرؼ العمل كتكوف غَت متقنة النحت‪ ،‬بينما تكوف منحوتة كمصفوفة‬
‫بإتقاف يف غرؼ االستقباؿ كاؼبعيشة‪ .‬باجململ‪ ،‬تبٌت األسقف بإتقاف كذلك مهما كانت نوعية‬
‫اغبجارة اؼبستيدمة يف بنائها‪.‬‬
‫مت تغطية السطوح بطبقة من الطُت بسماكة ‪ 30‬سم تقريبان لضماف كتامتها‪ ،‬لكن ىذه‬
‫العملية تسببت يف زيادة ثقلها بشكل كبَت‪ .‬خضعت ىذه الطبقة إذل التجديد بشكل دكرم‬
‫ككاف يتم رصها للحصوؿ على شكل قليل التحدب يسمح بسيبلف مياه األمطار على‬
‫اعبوانب حيث تتواجد مزاريب التفريغ‪ .113‬يحفظت ىذه الطبقة ببناء حاجز على طوؿ ؿبيط‬
‫اغبيطاف‪ ،‬فبا تسبب أيضان يف زيادة ضبولة أطناؼ السقف‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -2‬األدراج‪:‬‬
‫تضم مساكن البثنية طوابق علوية‪ ،‬لكننا دل نعثر على أم درج داخلي يف أم كاحد منها حىت‬
‫اآلف‪ ،‬إذ عادة ما تستند األدراج على كاجهة البناء أك على سور الباحة‪ .‬تتألف األدراج من‬
‫بارز منها يعادؿ طولو‬
‫درجات بربكفيل مثلثي الشكل مت إدماجها داخل اعبدار كبقي جزءه ه‬
‫‪0.80‬ـ تقريبان‪ .‬تقود ىذه األدراج إما إذل قرص درج أك إذل فبر أك حىت إذل سطح ركاؽ‬
‫الواجهة‪ .‬يبلحظ يف العديد من األمثلة أف الدرج يبدأ من ارتفاع ‪ 1‬ـ أك ‪ 1.5‬ـ فوؽ األرض‬
‫(يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف كفر مشس كاؼبسكن ‪ E‬يف معربا كبيت العلو يف ألبل على سبيل‬
‫اؼبثاؿ)‪ ،‬كىذا يتوافق مع ما شاىده بتلر عند مركره باؼبنطقة ‪ .114‬يبكننا االفًتاض بأف‬
‫السكاف تركوا ىذا الفراغ كيطوة احًتازية للحماية من اؼبتطفلُت‪ ،‬كردبا استيدموا مرقاة‬
‫متحركة من اػبشب لتجاكزه‪.‬‬
‫جـ‪-‬القوس باعتباره أساساً للوحدة المعمارية‪:‬‬
‫‪ -1‬القوس الداعم ذك الصنجات‪:‬‬
‫ظبح مبدأ اػبرجة اؼبؤلفة من عدة صفوؼ من األطناؼ اؼبثبتة يف قمة اعبدراف بزيادة بعد‬
‫توجب على اؼبعماريُت أف يستعينوا بتقنيات أخرل تسمح ؽبم‬ ‫الغرفة ليصل حىت ‪5‬ـ‪ ،‬لكن ٌ‬
‫ببناء غرؼ أكثر اتساعان‪ .‬تتمثٌل أكثر ىذه التقنيات بساطة بالدعامة اؼبركزية اؼبستيدمة منذ‬
‫األلفية الرابعة يف قلعة جاكا (‪ ،)Jawa‬لكن ليس يف اؼبساكن اليت كانت تسقف باستيداـ‬
‫عوارض خشبية تستند بدكرىا على دعامة مركزية مصنوعة من اػبشب أيضان‪ .115‬تبُت‬
‫استيداـ ىذه التقنية اؼبعتمدة على مادة خفيفة كاػبشب لبناء السقف كدعمو خبلؿ الفًتة‬
‫ذاهتا يف خربة األنباشي‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يشهد ىذا اؼبوقع على تبٍت طريقة بناء جديدة بدءان من‬
‫منتصف األلفية الثالثة‪ ،‬إذ ظهرت يف تلك الفًتة العمارة السكنية اؼبيغاليتية اؼببنية بكاملها من‬
‫الكتل اغبجرية البازلتية الكبَتة دبا فيها الدعامات احملورية ككذلك األسقف اليت بنيت‬
‫باستيداـ الببلطات اغبجرية‪ .‬إذان‪ ،‬دل يعد استيداـ ىذه التقنية حكران على اؼبباشل العامة‬
‫كالدينية بل استيدمت أيضان يف العمارة السكنية كاستمر تبنيها كتطويرىا منذ ذلك الوقت‬
‫كصوالن إذل الفًتة القركسطية‪ .116‬ىذا ما تشهد عليو حقيقةن مساكن بعض القرل العائدة إذل‬

‫‪101‬‬
‫الفًتة الركمانية‪-‬البيزنطية (أكحىت بعد ذلك)‪ ،‬كما ىو حاؿ قرية شعارة الواقعة على الطرؼ‬
‫الشمارل الغريب للٌجاة‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬ال تشاىد تقنية إسناد السقف على دعامة أك أكثر يف مساكن البثنية‪ ،‬إذ مت‬
‫استبداؿ الدعامة بعنصر آخر ىو القوس الداعم التاـ نصف الدائرم‪ .‬يتألف ىذا القوس من‬
‫صنجات منحوتة كمصفوفة بإتقاف كيستند على عضادات قواعدىا كحواملها مشدكفة على‬
‫كبو بسيط غالبان‪ ،‬أم إنو يشكل مع عضاداتو عناصر معمارية متقنة الصنع ال يبكن أف‬
‫ينجزىا إال حرفيوف متيصصوف يتقنوف عملهم‪ .‬م ٌكن توظيف القوس من بناء قاعات تتعدل‬
‫أبعادىا (ككذلك ارتفاعها) الػ ‪6‬ـ ‪ .117‬يف اغبقيقة‪ ،‬يعترب كل من القوس كالقبة الداعمة‬
‫عنصرين معماريُت ركمانيُت‪ ،‬كنبا العنصراف األساسياف اؼبستيدماف يف اؼبنطقة هبدؼ زيادة‬
‫مساحة الغرؼ؛ لكن على عكس األقواس‪ ،‬نادران ما تستيدـ القباب يف العمارة السكنية‬
‫بسبب كلفة بنائها العالية‪ :‬دل نشاىدىا إال داخل غرؼ اغبجلة يف أكثر مساكن البثنية غٌت‪،‬‬
‫ىذا فبا يعكس أنبية ىذه الغرؼ ككظيفتها اؼبميزة‪.118‬‬
‫‪ -2‬الوحدة اؼبعمارية‪:‬‬
‫أدل استيداـ القوس‪ ،‬كما نتج عنو من إمكانية بناء غرؼ كاسعة كعالية‪ ،‬إذل تبٍت كحدة‬
‫معمارية سبيزت هبا أكثر مساكن البثنية بل أكثر مساكن منطقة حوراف البازلتية يف الفًتة‬
‫الركمانية البيزنطية‪.‬‬
‫تتألف ىذه الوحدة من قاعة قوس هبانبها غرفتاف منتظمتاف كفق طابقُت‪ ،119‬غالبان ما يعادؿ‬
‫ارتفاعهما ارتفاع القاعة الرئيسية ‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬هبب البحث عن أصل ىذه الوحدة يف‬
‫العمارة السكنية العائدة إذل فًتات أقدـ من الفًتة الركمانية البيزنطية‪ ،‬إذ عثر على مباذج أكلية‬
‫تعود إذل األلفية الثانية يف خربة األنباشي‪ .‬تتألف ىذه النماذج‪ ،‬اؼبعركفة باؼبساكن "‬
‫الطويلة"‪ ،‬من قاعة مستطيلة يستند سقفها على دعامات مركزية كقد ييلحق هبا يف بعض‬
‫األحياف غرؼ صغَتة األبعاد لكن بنفس االرتفاع‪.120‬‬
‫سهلت بدكرىا زيادة اؼبساحة اليت يبكن االنتفاع منها من‬ ‫إذان‪ ،‬ظبح القوس ببناء قاعات عالية ٌ‬
‫خبلؿ مضاعفة الغرؼ اعبانبية عموديان‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫تتميز اؼبساكن الركمانية‪-‬البيزنطية يف اؼبنطقة باعتمادىا اؼبتكرر للوحدة اؼبعمارية اؼبؤلفة من‬
‫القاعة الرئيسية كغرفها اؼبلحقة‪ ،‬كزبتلف عن بعضها البعض بعدد الغرؼ اؼبلحقة فقط‪ ،‬إذ‬
‫يبكن أف تبٌت ىذه الغرؼ على جانب كاحد أك على جانبُت أك حىت على ثبلثة جوانب من‬
‫الغرفة الرئيسية‪.‬‬
‫قد نصادؼ أحيانان مساكن مؤلفة من عدد من الوحدات اؼبتجاكرة (الشكل ‪ 8‬أ)‪ ،‬أك من‬
‫كحدتُت معماريتُت منتظمتُت كفق طابقُت ( الشكل ‪ 8‬ب)‪121‬؛ كىناؾ أيضان بعض اؼبساكن‬
‫اليت أغبق بوحداهتا اؼبعمارية غرؼ أخرل أصغر أك أكرب حجمان منها ‪ ،‬كذلك حبسب حاجة‬
‫سكاهنا‪.‬‬

‫الشكل‪ -8‬أ ك ب كحدتُت متجاكرتُت يساران؛ ككحدتُت منتظمتُت ضمن طابقُت يبينان‬

‫تشكل كل كحدة معمارية ؾبموعة مستقلة حبد ذاهتا كتتصل قاعتها الرئيسية بشكل مباشر‬
‫مع الغرؼ التابعة ؽبا فقط‪ ،‬كقد أثبت استيدامها اؼبنهجي قدرهتا على تلبية الوظائف‬
‫اؼبيتلفة اليت يؤديها اؼبسكن‪ :‬االستقباؿ كالسكن كحىت تربية اؼبواشي‪ ،‬لكن باستثناء التيزين‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬يبكن استيداـ قاعة القوس كمكاف الستقباؿ الزبائن‪ ،‬كيف ىذه اغبالة يش ٌكل الطابق‬
‫األرضي لغرفتيها اؼبلحقتُت اؼبنتظمتُت ضمن طابقُت غرفة اغبجلة (أك ما يوازيها)‪ ،‬بينما ال‬
‫يبكن الوصوؿ إذل الطابق العلوم من داخل قاعة القوس كإمبا من الباحة فقط (عرب الدرج أك‬
‫عرب سطح الركاؽ)‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫يبكن لنفس الوحدة اؼبعمارية أف تضم يف‬
‫الطابق األرضي لغرفها اعبانبية إسطببلت‬
‫الشكل‪ -9‬كحدة معمارية تضم إسطببلت يف الطابق األرضي‬
‫للغرؼ اعبانبية‬ ‫تتصل مع قاعة القوس عرب كوات العلف‬
‫احملفورة داخل اغبيطاف اؼبشًتكة‪ ،‬لكن ال‬
‫يبكن الدخوؿ إليها إال عرب الباحة (الشكل‪.)9‬‬
‫على العكس من الوحدة السابقة‪ ،‬يبكن الدخوؿ إذل غرؼ الطابق العلوم لئلسطببلت (اليت‬
‫كانت تستيدـ كميازف لعلف اغبيوانات على ما يبدك) من داخل قاعة القوس عرب باب‬
‫و‬
‫عاؿ تتقدمو ببلطة قرص درج يبكن إسناد سلٌم عليها‪.‬‬
‫ذكرنا كجود مساكن مؤلفة من كحدتُت معماريتُت منتظمتُت كفق طابقُت‪ .‬تش ٌكل الوحدة‬
‫العلوية يف ىذه اغبالة الشقة اػباصة دبالك اؼبسكن كعائلتو‪ ،‬كيتم الدخوؿ إذل قاعة القوس‬
‫كالغرؼ اعبانبية األرضية لوحدة الطابق العلوم عرب سقف ركاؽ الواجهة أك عرب فبر‪ ،‬بينما يتم‬
‫الدخوؿ إذل الغرؼ اعبانبية العلوية من داخل القاعة الكبَتة فقط‪ .‬يعترب اعبناح الشمارل‬
‫لقصر معربا أفضل مثاؿ ؿبفوظ عن ىذه اغبالة (اللوحة ‪.)21‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬سبيٌز ىذه اؼببادئ اؼبعمارية مساكن اؼبنطقة البازلتية عن مساكن اؼبناطق األخرل‬
‫اجملاكرة اؼبفتقرة ىي أيضان لؤلخشاب‪ .‬على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬يبلحظ أف ببلطات السقف‬
‫اؼبستيدمة يف منطقة النقب بشكل عاـ‪ 122‬كيف قرية شيفتا البيزنطية بشكل خاص ىي‬
‫ببلطات كلسية ال يبكن لطوؽبا أف يتجاكز الػ‪ 1‬إذل ‪1.20‬ـ‪ ،‬أم أف ضبولتها ضعيفة‪ .‬يبلحظ‬
‫أيضان غياب األطناؼ‪ ،‬إذ مت بناء القاعات باالعتماد على عدد من األقواس اؼبتبلصقة تقريبان‪،‬‬
‫كدل تيلحق هبا غرؼ جانبية كإمبا فبرات ضيقة‪ .123‬كذلك ىو حاؿ الكتلة الكلسية اؼبفتقرة‬
‫ىي أيضان لؤلخشاب‪ ،‬إذ حىت كلو كانت مساكنها القركية مؤلفة من قاعات قوس إال إف‬
‫ىذه القاعات أصغر حجمان من قاعات مساكن منطقة جنوب سورية‪ ،‬كما إهنا غَت مسقوفة‬
‫بببلطات حجرية كإمبا بأرضيات الطوابق العلوية أك هبياكل خشبية مصنوعة من اػبشب‬
‫اؼبستورد‪ .124‬باإلضافة إذل ذلك‪ ،‬نادران ما تلحق غرؼ جانبية هبذه القاعات‪ ،‬كيف حاؿ‬
‫كجدكدىا فإهنا تكوف مؤلفة من طابق كاحد فقط‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يبدك أف عمارة اعبوالف‬
‫(البازلتية أيضان) تتسم بالصفات ذاهتا اليت سبيز عمارة حوراف‪ ،‬لكن من الصعب إجراء مقارنة‬

‫‪104‬‬
‫بينهما حاليان‪ ،‬إذ ال يتوفر لدينا كصفان مفصبلن للمساكن‪ .125‬يشاىد يف قرية أـ اعبماؿ كيف‬
‫خربة السمرا يف األردف حلوؿ معمارية فباثلة غبلوؿ حوراف السورية‪ .‬إذان‪ ،‬ال تيشاىد الوحدة‬
‫اؼبعمارية اؼبؤلفة من قاعة القوس كالغرؼ اعبانبية اؼبنتظمة ضمن طابقُت إال يف اؼبناطق‬
‫البازلتية‪ ،‬إذ تسمح مقاكمة اغبجر البازليت بنحت ببلطات سقف يصل طوؽبا إذل ‪3‬ـ‪.‬‬
‫‪ -ΙV‬التنظيم اغبيزم‪:‬‬
‫الحظنا أف أغلب اؼبساكن اؼبدركسة كبَتة اغبجم‪ ،‬كىي تعكس إرادة سكاهنا الواضحة يف‬
‫إبراز غناىم‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ال تشبو ىذه اؼبساكن الفيلبل الركمانية على الرغم من االستيداـ‬
‫اؼبتكرر ؽبذا اؼبصطلح يف اإلشارة إذل أضيمها (مسكن صبرين‪ .)126‬الحظنا أيضان أف مباشل‬
‫ىذه اؼبساكن منتظمة حوؿ الباحة ؿباكاة للًتتيب االعتيادم ؼبساكن منطقة جنوب سورية‪.‬‬
‫ظبحت لنا دراسة اؼبساكن يف كضعها اغبارل باقًتاح بعض الًتتيبات‪ :‬زبتلف ـبططات‬
‫اؼبساكن حبسب كضع مبانيها اليت تصطف حوؿ الباحة إما على شكل حرؼ ‪ L‬أك على‬
‫شكل حرؼ ‪ U‬أك أهنا تغلق الباحة كليان‪ ،‬كيف حاؿ عدـ إحاطة مباشل اؼبسكن بالفناء من‬
‫كل اعبهات يتم تطويقو بسور عاؿ‪ ،‬كما ىو حاؿ قصر معربا الذم ق ٌدر ارتفاع سوره يف‬
‫زاكيتو اعبنوبية الشرقية بػ ‪4.80‬ـ‪.‬‬
‫إف اؼبيططات األكثر شيوعان ىي اليت تأخذ شكل حرؼ ‪ ،L‬أما اؼبيططات األكثر ندرة‬
‫فهي اؼبغلقة كليان‪ .‬تضم غالبية ىذه اؼبساكن طوابق علوية ال يبكن الدخوؿ إليها إال من‬
‫توجو أجنحتها الرئيسية باذباه اعبنوب أك باذباه الشرؽ‪.‬‬
‫اػبارج فقط‪ ،‬كعادة ما ٌ‬
‫أ‪ -‬منظومة التنقل‪:‬‬
‫تعترب الباحة قلب منظومة التنقل يف كل اؼبساكن القديبة اؼبدركسة ىنا‪ ،‬فانطبلقان من ىذه‬
‫الباحة يبكن الذىاب إذل أية غرفة من غرؼ الطابق األرضي أك الطابق العلوم‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬مت‬
‫تقليص التنقبلت الداخلية إذل أقل حد فبكن‪.‬‬
‫‪ -1‬المباني المنتظمة ضمن طابقين‪:‬‬
‫عندما تكوف اؼبساكن ؿبتفظة بأقساـ ال بأس هبا من طوابقها العلوية‪ ،‬يبلحظ أهنا منظمة‬
‫بشكل مشابو لتنظيم أقساـ الطابق األرضي اؼبؤلف من قاعة قوس اليت ذبانبها غرؼ‬

‫‪105‬‬
‫بطابقُت‪ .127‬إذان‪ ،‬تشاىد قاعتا قوس متناضدتاف تنتظم غرفها اؼبلحقة ضمن أربعة طوابق‪،‬‬
‫ىذا فبا يفسر االرتفاع اؼبلحوظ للبناء الذم يضمها‪.‬‬
‫دل يعثر على أم درج داخلي‪ ،‬ىذا فبا يشَت إذل أف الدخوؿ إذل الغرؼ العلوية يتم من اػبارج‬
‫كفق ثبلث طرؽ‪ :‬إما باستيداـ سلم ييسند على ببلطة قرص الدرج اليت تتقدـ عتبة الباب‬
‫(اللوحة ‪ -)15‬كىي الطريقة ذاهتا اؼبتبعة داخل قاعات القوس‪ ،‬خاصة عندما تستيدـ‬
‫الغرؼ اعبانبية العلوية كميازف لعلف اغبيوانات اليت يتم إيوائها يف اإلسطببلت الواقعة‬
‫ربتها‪-‬؛ أك بواسطة الدرج اؼبدمج داخل جدار الواجهة الذم يصل بدكره إذل قرص درج أك‬
‫إذل فبر‪ ،‬أك حىت عرب سطح ركاؽ الواجهة‪.‬‬
‫يف حاؿ تواجده‪ ،‬ال يقتصر زبدصل الدرج على غرفة كاحدة )كما ىو اغباؿ استثنائيان يف‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر مشس( كإمبا يبتد ليقود أيضان إذل سطح الركاؽ كإذل غرؼ الطابق الثاشل‬
‫(اللوحة ‪.)21‬‬
‫‪ -2‬األروقة‪:‬‬
‫أدت اؽبزات األرضية إذل اهنيار الكثَت من األركقة اهنياران كامبلن‪ ،‬إذ دل يبق منها قائمان إال عدد‬
‫قليل حىت كلو جزئيان‪ .‬تشهد اآلثار اؼبتبقية على كجود شكلُت من األركقة‪ :‬عوارض مرتكزة‬
‫على أعمدة‪ ،‬أك أقواس مستندة على دعامات‪ .‬ىذا من ناحية كمن ناحية ثانية يكوف الركاؽ‬
‫إما بسيطان‪ ،‬أم مؤلفان من صف كاحد من الركائز‪ ،‬أك مضاعفان دبعٌت االرتفاع؛ كيف ىذه اغبالة‬
‫يتكوف الركاؽ من األعمدة فقط‪ .‬عندما تكوف األركقة مهدكمة بالكامل‪ ،‬يبكن استنباط‬
‫شكلها من صفوؼ األطناؼ اؼبدؾبة يف الواجهة‪ ،‬إذ تدمج على مستول سقف الطابق‬
‫األرضي فقط يف حالة األركقة البسيطة كعلى مستول سقف الطابق الثاشل أيضان عندما يتعلق‬
‫األمر باألركقة اؼبضاعفة‪.‬‬

‫أ‪ -‬أركقة بدعامات‪:‬‬


‫حىت يومنا ىذا‪ ،‬دل يشاىد سول ركاؽ كاحد من ىذا النوع ىو الركاؽ اؼبوجود أماـ اؼببٌت‬
‫الغريب للمسكن رقم ‪ 1‬يف كفر مشس (اللوحة ‪ .)3‬دل يبق من ىذا الركاؽ إال منبت قوس‬

‫‪106‬‬

‫الشكل‪ -10‬كاجهة اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج‬


‫طرفو الشمارل ككذلك اعبزء السفلي‬
‫لدعامة يبلغ طوؿ ضلعها ‪ 0.77‬ـ‪ ،‬فبا‬
‫كشف عن كجود أربع كوات متتالية‬
‫متماثلة العرض‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يشاىد يف‬
‫الطرؼ الشمارل للمسكن بضع درجات‬
‫من الدرج الواصل إذل فبر غرؼ الطابق‬
‫الثاشل الواقع على ارتفاع ‪6.40‬ـ‪ .‬تتكرر‬
‫ترتيبات الطابق السفلي نفسها يف ىذا الطابق أم قاعة القوس كغرفها اعبانبية اؼبلحقة هبا‪،‬‬
‫فبا يدفعنا إذل االفًتاض بأف ارتفاع اؼببٌت يقارب الػ ‪12.80‬ـ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أركقة بأعمدة‪:‬‬
‫تعترب األركقة البسيطة ذات األعمدة األركقة األكثر انتشاران‪ .‬تتميز بعض مساكن كفر ناسج‬
‫ببواباهتا اؼبقنطرة بقنطرة نصف دائرية اليت تتقدـ قاعات القوس الرئيسية يف الطابق األرضي‪.‬‬
‫عبأ اؼبعماريوف إذل إدماج ىذه البوابات ضمن األركقة هبدؼ إعفائهم من اغباجة إذل بناء‬
‫أركقة بارتفاعات عالية كهبدؼ إبراز الواجهة (الشكل ‪ ،)10‬إذ تسمح ىذه الطريقة بتيدصل‬
‫الطابق الثاشل للغرؼ اعبانبية؛ لكنها ال تسمح باستمرار التنقل على طوؿ الواجهة‪ .‬يف‬
‫اغبقيقة‪ ،‬يدؿ كجود الركاؽ ذم البوابة اؼبقببة على غياب الطابق الثاشل‪ ،‬كىو ال يبيز مساكن‬
‫كفر ناسج فحسب‪ ،‬كإمبا كاجهة "قصر" ألبل أيضان‪.‬‬
‫يتمثٌل الًتتيب األكثر شيوعان ألركقة األعمدة برك واؽ مستقي وم يغطيو سقف ييبٌت بدكره بُت باب‬
‫قاعة القوس الرئيسية كالنوافذ العليا اليت تنَته ‪( 128‬اللوحة ‪5‬أ ك‪.)15‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬ىناؾ بعض اؼبباشل اليت أدؾبت األطناؼ الداعمة لسقف ركاقها يف الواجهة فوؽ‬
‫نوافذ قاعة القوس‪ ،‬ىذا فبا يدؿ على كجود طابق و‬
‫ثاف‪( 129‬اللوحة ‪4‬ب)‪.‬‬
‫دل نعثر على أم ركاؽ مضاعف ؿبفوظ‪ ،‬إال إف كجود صف ثاف من األطناؼ فوؽ نوافذ الطابق‬
‫الثاشل يف قمة الواجهة يشهد على كجوده (الشكل‪ .130)11‬كاف اؽبدؼ من ىذه األركقة إبراز‬
‫أنبية البناء ككذلك ضباية نوافذ الطابق العلوم من الشمس كمن تقلبات الطقس‪.‬‬

‫‪107‬‬

‫الشكل‪ -11‬كاجهة اؼببٌت الغريب يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف كفر‬


‫مشس‬
‫تنتشر كراسي أعمدة األركقة بُت األنقاض كداخل اؼبباشل اؼبعاد بناؤىا‪ ،‬كقد عثير على كرسي‬
‫وبمل أخدكدين على كجهُت متقابلُت من كجوىو لتثبيت ألواح درابزين على األرجح (الشكل‬
‫‪ .)12‬يبدك أف األعمدة اؼبرفوعة فوؽ ىذه الكراسي كانت تستيدـ كركائز لطابق الركاؽ‬
‫العلوم‪ .‬يبكن مشاىدة العناصر اؼبعمارية اؼبذكورة آنفان يف اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة كيف‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف كفر مشس ككذلك يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج‪ .‬يبدك أف ركاؽ‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة كاف مضاعفان (لكننا دل نتمكن من إثبات ذلك)‪ ،‬أما ركاؽ اؼبسكن‬
‫رقم ‪ 3‬يف كفر مشس فهو مضاعف بكل تأكيد‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬ال يبكن لركاؽ اؼبسكن رقم ‪1‬‬
‫يف كفر ناسج أف يكوف مضاعفان‪ ،‬كذلك بسبب كجود البوابة اؼبقببة كالظيلىل اليت ربمي النوافذ‬
‫العلوية لقاعة القوس‪ ،‬لكن البد من التنويو إذل أف ىذا اؼبسكن كاف يضم جناحان شرقيان‬
‫(مدمران كليان اليوـ) ردبا يتقدمو ركاؽ مضاعف‪.‬‬
‫الدكرم‪.‬‬ ‫بشكل عاـ‪ ،‬يبلحظ أف أعمدة األركقة يدكرية أك أهنا ذات طراز مشتق من الطراز ي‬
‫شاىدنا أيضان أركقة بأعمدة أيونية كأخرل بأعمدة ـبتلطة يتجاكر فيها الطراز الدكرم كالطراز‬
‫األيوشل‪ ،131‬لكننا دل نشاىد األعمدة الكورنثية كال حىت بأشكاؽبا البسيطة‪ .‬قد نصادؼ يف‬
‫بعض األحياف أركقة زبتلف كل تيجاف أعمدهتا عن‬
‫الشكل‪ -12‬كرسي عمود مع قاعدتو يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف كفر مشس‬
‫بعضها البعض‪ :‬كما ىو حاؿ أركقة اؼبسكنُت رقم ‪ 2‬كرقم‬
‫‪ 3‬يف كفر مشس‪ ،‬أك إهنا صبيعها متشاهبة‪ :‬كما ىو حاؿ أركقة اؼبسكنُت ‪ 1‬ك‪ 2‬يف كفر‬
‫ناسج‪.‬‬
‫‪ -3‬الممرات‪:‬‬
‫يبكن الدخوؿ إذل غرؼ الطابق الثاشل‬
‫باستيداـ اؼبمرات أيضان‪ ،132‬كىي‬
‫عناصر معمارية تقل تكلفة بنائها عن‬
‫تكلفة بناء األركقة‪ .133‬نشاىد يف‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 6‬يف ؿبجة آثاران ؼبمرات‬
‫تتمثٌل بصف من ببلطات غَت مستندة على أطناؼ كإمبا ىي مدؾبة مباشرة داخل جدار‬
‫الواجهة كتربز عنو دبقدار ‪1‬ـ‪ .‬يبدك أف اؼبمرات كانت موجودة أيضان على كاجهيت اؼبسكنُت‬

‫‪108‬‬
‫رقم ‪ 1‬كرقم ‪ 4‬يف ؿبجة‪ .‬إف كجود األطناؼ اؼبشدكفة (اليت ىي أقصر من األطناؼ اليت‬
‫يرجح فرضية اؼبمر أكثر من فرضية الركاؽ‪ :‬ىذا ىو حاؿ‬ ‫يأخذ بركفيلها شكل الصافرات) ٌ‬
‫كاجهة اؼببٌت الغريب للمسكن رقم ‪ 5‬يف كفر مشس على سبيل اؼبثاؿ‪ .‬ردبا نستطيع اعتبار‬
‫االرتفاع اؼببالغ بو لصف األطناؼ دليبلن آخران على كجود اؼبمر‪ :‬كما ىو حاؿ أطناؼ كاجهة‬
‫اؼببٌت الشمارل يف قصر معربا على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬إذ قي ٌدر ارتفاع ركاقو اؼبفًتض كفقان ؽبذه‬
‫األطناؼ بػ ‪6‬ـ‪ ،‬يف حُت يبدك أف أقصى ارتفاع يبكن أف تبلغو األركقة ذات األعمدة ىو‪ 4‬ـ‬
‫تقريبان‪ ،‬ىذا فبا يدفعنا إذل ترجيح فرضية اؼبمر‪.‬‬

‫اؼبمر‬ ‫الركاؽ‬ ‫اؼببٌت‬ ‫نوع‬ ‫اؼبساحة‬


‫الرئيسي‬ ‫اؼبيطط‬ ‫األصلية‬
‫مشارل‪ -‬بسيط بأعمدة‪ -‬مدخل مقبب‬ ‫مشاؿ‬ ‫‪L‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫كفر ناسج‬
‫‪2‬‬
‫قدر ارتفاعو بػ‪ 3‬ـ‬ ‫ـ‬ ‫‪1‬‬
‫غريب‪ -‬بسيط بأعمدة‪ -‬مدخل مقبب‬ ‫غرب‬ ‫?‪L‬‬ ‫‪575‬‬ ‫كفر ناسج‬
‫‪2‬‬
‫قدر ارتفاعو بػ ‪ 3‬ـ‬ ‫ـ‬ ‫‪2‬‬
‫?‬ ‫?‬ ‫?‪U‬‬ ‫‪530‬‬ ‫كفر ناسج‬
‫‪2‬‬
‫ـ‬ ‫‪3‬‬

‫غريب‪ -‬بسيط بقنطرة‪-‬‬ ‫غرب‬ ‫‪L‬‬ ‫‪480‬‬ ‫كفر مشس ‪1‬‬


‫‪2‬‬
‫قدر ارتفاعو بػ ‪ 6.40‬ـ‬ ‫ـ‬
‫مشارل كشرقي‪-‬بسيط بأعمدة‪-‬قدر ارتفاعو بػ‬ ‫مشاؿ‬ ‫‪L‬‬ ‫‪130‬‬ ‫كفر مشس ‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 3.50‬ـ‬ ‫‪0‬ـ‬
‫مشارل كغريب‪-‬مضاعف بأعمدة‬ ‫مشاؿ‬ ‫‪L‬‬ ‫‪780‬‬ ‫كفر مشس ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫قدر ارتفاعو بػ ‪ 3.90‬يف الطابق األرضي كبػ ‪3‬ـ‬ ‫ـ‬
‫يف الطابق العلوم‬
‫غريب‪-‬أطناؼ مشدكفة‪ -‬درج على شكل خرجة‬ ‫شرقي‪-‬كجود مؤكد للركاؽ البسيط ذم األعمدة‬ ‫شرؽ‬ ‫‪U‬‬ ‫‪900‬‬ ‫كفر مشس ‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫– اختماؿ كجود ركاؽ مضاعف ‪-‬قدر ارتفاعو بػ‬ ‫ـ‬
‫‪4.20‬ـ يف الطابق األرضي‬

‫مشارل ‪-‬بسيط بأعمدة‪-‬قدر ارتفاعو بػ‪ 4.80‬ـ‬ ‫مشاؿ‬ ‫?‪L‬‬ ‫‪960‬‬ ‫بيت‬ ‫البل‬
‫‪2‬‬
‫ـ‬ ‫العلو‬

‫جنويب‪ -‬فبرين‬ ‫جنوب‬ ‫?‪L‬‬ ‫؟‬ ‫ؿبجة ‪1‬‬


‫مشارل ‪-‬بسيط بأعمدة‪-‬قدر ارتفاعو بػ ‪ 4.20‬ـ‬ ‫مشاؿ‬ ‫‪L‬‬ ‫‪670‬‬ ‫ؿبجة ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ‬
‫مشارل –ال يوجد أطناؼ‪ -‬قدر ارتفاعو عن أرض‬ ‫مشاؿ‬ ‫‪L‬‬ ‫‪370‬‬ ‫ؿبجة ‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫الفناء بػ ‪5.70‬ـ‬ ‫ـ‬
‫مشارل كغريب‪-‬بدكف أطناؼ‪ -‬ما تزاؿ بعض ببلطاتو‬ ‫مشاؿ‬ ‫?‪L‬‬ ‫‪390‬‬ ‫ؿبجة ‪6‬‬

‫‪109‬‬
‫‪2‬‬
‫ؿبفوظة يف مكاهنا‬ ‫ـ‬
‫يفًتض كجود فبرين أماـ اؼببنُت اعبنويب كالشرقي‬ ‫يفًتض كجود ركاؽ بأعمدة أماـ اؼببٌت الشمارل‬ ‫مشاؿ‬ ‫مغلق‬ ‫‪750‬‬ ‫ؿبجة ‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ‬
‫ركاؽ مفًتض يف اؼببٌت الغريب‬ ‫؟‬ ‫?‪U‬‬ ‫‪450‬‬ ‫ؿبجة ‪12‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ‬

‫ركاؽ مفًتض يف اؼببٌت الشمارل‬ ‫غريب‪-‬مضاعف بأعمدة‪-‬قدر ارتفاعو بػ ‪4‬ـ يف‬ ‫مشاؿ‬ ‫مغلق‬ ‫‪1150‬‬ ‫غزالة ‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫الطابق األرضي كبػ ‪3.80‬ـ يف الطابق العلوم‬ ‫كغرب‬ ‫ـ‬
‫؟‬ ‫؟‬ ‫جنوب ؟‬ ‫?‪U‬‬ ‫‪1250‬‬ ‫غزالة ‪2‬‬
‫ـ‪ 2‬؟‬

‫مشارل‪-‬بسيط بأعمدة‪-‬ق ٌدر ارتفاعو بػ ‪ 4.30‬ـ‬ ‫مشاؿ‬ ‫‪ L‬أك‬ ‫‪920‬‬ ‫غزالة ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪U‬‬ ‫ـ‬
‫أركقة مفًتضة يف اؼبباشل الشمالية كالغربية ألهنا ترتفع‬ ‫غرب‬ ‫‪L‬‬ ‫‪1200‬‬ ‫قصر معربا‬
‫‪2‬‬
‫عن أرضية الفناء حواذل ‪ 5.3-5.5‬ـ‬ ‫ـ‬
‫فبرات أماـ اؼبباشل الثبلث‬ ‫مشاؿ‬ ‫‪U‬‬ ‫‪1700‬‬ ‫معربا ‪D‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ‬
‫فبرات أماـ البنائُت‬ ‫مشاؿ‬ ‫‪L‬‬ ‫‪990‬‬ ‫معربا ‪E‬‬
‫‪2‬‬
‫ـ‬

‫ب‪-‬تقسيم الغرف ووظيفتها‪:‬‬


‫يبكن سبييز ثبلثة أنواع من الغرؼ يف عدد ال بأس منو مساكن البثنية‪ :‬الغرؼ اؼبيصصة‬
‫للنشاطات االقتصادية (دبا فيها تربية اؼبواشي كالتيزين) كالغرؼ اؼبيصصة للسكن‪ ،‬كتلك‬
‫اؼبيصصة الستقباؿ الزبائن أك إلدارة األمبلؾ‪ .‬تقع غرؼ العمل يف الطوابق األرضية كما‬
‫أشار فرانسوا فيلنوؼ سابقان‪ ،134‬بينما تتواجد غرؼ اؼبعيشة يف الطوابق العلوية‪ .‬كاف الفناء‬
‫منطلق الدخوؿ إذل اإلسطببلت كاؼبيازف كغرؼ تسيَت أعماؿ صاحب اؼبسكن ككذلك‬
‫غرؼ اؼبقاببلت كالورش‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يتوجب عبور سطح ركاؽ الواجهة أك اؼبمر للوصوؿ إذل‬
‫الغرؼ اػباصة بأفراد العائلة‪ .‬إذان‪ ،‬ترتبط كل األقساـ بالفناء‬
‫الشكل‪ -13‬معالف تعلوىا كوات يف اؼبسكن د يف معربا‬
‫بشكل مباشر‪ ،‬بينما تبقى غرؼ اؼبعيشة معزكلة كؿبمية‬
‫دبوقعها العارل بعيدان عن أعُت الغرباء الذين ال يستطيعوف الوصوؿ إليها مباشرة‪.‬‬
‫‪ -1‬الغرف المتعلقة بالنشاطات الزراعية والرعوية‪:‬‬
‫شكلت البثنية سهبلن كاسعان سبٌيز بنشاطُت اقتصاديُت رئيسُت‪ :‬زراعة اغببوب كتربية اؼباشية‪،‬‬
‫ىذا فبا استدعى بديهيان بناء اإلسطببلت كاؼبيازف اليت يبكن سبييزىا بسهولة داخل اؼبساكن‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫أ‪ -‬اإلسطببلت‪:‬‬
‫تقع اإلسطببلت يف الطابق األرضي‬
‫للغرؼ اعبانبية اؼبلحقة ببعض قاعات‬
‫جهزت جدراهنا اؼبشًتكة‬
‫القوس كقد ٌ‬
‫بكوات لتزكيد اغبيوانات بالعلف‪ .‬إذان‪،‬‬
‫تعلو اؼبعالف اؼبرتفعة حواذل ‪0.95‬ـ عن‬
‫كوات ( ‪ 0.70‬ـ عرضان ×‬ ‫األرضية ٌ‬
‫‪ 0.90‬ـ ارتفاعان) عادة ما تعلوىا ىي أيضان‪ ،‬من جهة قاعة القوس‪ ،‬و‬
‫مشاؾ خصصت إليداع‬
‫األدكات اػباصة بًتبية اؼباشية بكل تأكيد (الشكل‪.)13‬ال يبكن للمعالف أف تتوافق مع‬
‫تربية األغناـ أك اؼباعز بسبب علوىا‪ ،‬لكن يبلحظ يف الوقت نفسو أف ارتفاع أبواب‬
‫اإلسطببلت ال يتجاكز الػ ‪1.3‬ـ‪ ،‬ىذا فبا يدفعنا إذل التفكَت بًتبية أبقار صغَتة تشبو أبقار‬
‫ببلد الغاؿ قبل احتبلؿ الركماف ؽبا‪ .‬ذكرت بعض النقوش كلمة بوستازيوف‬
‫(‪ 135)Boustasion‬اليت تعٍت إصطببلن لًتبية األبقار‪ ،‬بينما ذكرت نقوش أخرل كلمة‬
‫ستاببل و(‪ 136)Stabla‬كىي الًتصبة اليونانية لكلمة ستابوليوـ (‪ )Stabulum‬البلتينية اليت‬
‫تعٍت إصطببلن أك حظَتة أك حىت نػييزؿ‪.‬‬
‫تعلو اإلسطببلت غرؼ بنفس أبعادىا (ـبصصة لتيزين العلف) ال يبكن الدخوؿ إليها غالبان‬
‫إال من قاعة القوس‪ ،‬كيتم ذلك باالستعانة بسلٌم ييسند على ببلطة قرص الدرج اليت تتقدـ‬
‫بدكرىا بابان عاليان‪ .‬كاف يتم ملء اؼبعالف من القاعة الكبَتة اؼبستيدمة أيضان إليواء اغبيوانات‬
‫خبلؿ فصل اغبر‪ 137‬أك حىت إليداع األدكات‪ ،‬لكن من الصعب التفكَت بأهنا كانت ـبصصة‬
‫ؼبمارسة بعض النشاطات اغبرفية بسبب ضعف إنارهتا‪.‬‬
‫ال يشاىد يف اإلسطبل اجملاكر للبهو الشرقي يف اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة إال أربع كوات‬
‫لتزكيد اغبيوانات بالعلف‪ ،‬بينما يصل عددىا إذل ست كوات عادة (اللوحة‪ ،12‬الغرفة‬
‫‪ .)003‬يبلحظ أف ىذه الكوات أكرب حجمان من غَتىا‪ ،‬كما أف دعاماهتا ربمل (من جهة‬
‫قاعة القوس) نقرات تعشيق مستطيلة قليلة العمق مبلئمة لتثبيت قضباف حاجز خشيب على‬
‫األرجح‪ .‬يشاىد كذلك نقر تعشيق فباثلة على دعامات اؼبعالف اؼبوجودة يف اعبانب اآلخر‬

‫‪111‬‬
‫لنفس القاعة‪ .‬يفتقر ىذا اإلسطبل أيضان للمشاكي اليت عادة ما تتواجد فوؽ كوات اؼبعالف‪.‬‬
‫يبدك أف القاعة كانت دبعزؿ عن االحتكاؾ اؼبباشر مع اغبيوانات‪ ،‬ىذا فبا يرجح اضطبلعها‬
‫لزكار رفيعي اؼبستول أك‬ ‫بوظيفة خاصة أخرل‪ :‬غرفة منامة ـبصصة للسائسُت اؼبرافقُت ل ٌ‬
‫للفبلحُت القادمُت حملاسبة اؼبالك ‪.138‬‬
‫ىبتلف عدد اإلسطببلت بُت قرية كأخرل‪ ،‬كيبلحظ يف عيناتنا اؼبدركسة بأف قرية معربا القريبة‬
‫من بصرل تضم العدد األكرب من ىذه اإلسطببلت (‪ 20‬إذل ‪ 40‬معلفان يف كل مسكن‬
‫(اللوحة ‪ 18‬ك‪ .))22‬يف اؼبقابل‪ ،‬دل نعثر على أم إسطبل يف اؼبساكن احملفوظة يف قرية كفر‬
‫مشس القريبة من الصنمُت (اللوحة ‪ 2‬ك‪ .139) 3‬إذان‪ ،‬يبكننا التحدث عن نشاط ىاـ لًتبية‬
‫اؼباشية يف قرية معربا بينما ال يتعدل األمر كونو نشاطان ثانويان يف قرل أخرل‪ .‬الحظنا أيضان‬
‫احد فقط يف بعض اؼبساكن‪ ،‬كما ىو اغباؿ يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف خربة غزالة‬ ‫طبل ك و‬
‫كجود إس و‬
‫(اللوحة‪ ،)20‬ىذا فبا يشَت بالضركرة إذل استيدامو إليواء الدكاب اػباصة باألعماؿ الزراعية‬
‫كتنقبلت أصحاب اؼبسكن‪.‬‬

‫ـبزف‬ ‫عدد اؼبعالف احملفوظة‪/‬اؼبرفبة‬ ‫عدد اإلسطببلت احملفوظة‪/‬اؼبرفبة‬ ‫نوع اؼبيطط‬ ‫اؼبساحة األصلية‬
‫‪2‬‬
‫‪26/13‬‬ ‫‪6/3‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 1000‬ـ‬ ‫كفر ناسج ‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪/0‬؟‬ ‫‪/0‬؟‬ ‫?‪L‬‬ ‫حواذل ‪ 575‬ـ‬ ‫كفر ناسج ‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪/0‬؟‬ ‫‪/0‬؟‬ ‫?‪U‬‬ ‫‪ 530‬ـ (؟)‬ ‫كفر ناسج ‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫‪0/0‬‬ ‫‪0/0‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 480‬ـ‬ ‫كفرمشس ‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪/0‬؟‬ ‫‪/0‬؟‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 1300‬ـ‬ ‫كفرمشس ‪2‬‬
‫(؟)‬
‫‪2‬‬
‫‪0/0‬‬ ‫‪0/0‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 780‬ـ‬ ‫كفرمشس ‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫‪0/0‬‬ ‫‪0/0‬‬ ‫‪U‬‬ ‫‪ 900‬ـ‬ ‫كفرمشس ‪5‬‬

‫‪2‬‬
‫‪0/0‬‬ ‫‪0/0‬‬ ‫?‪L‬‬ ‫‪ 960‬ـ‬ ‫ألبل‪-‬بيت‬
‫العلو‬

‫‪/0‬؟‬ ‫‪/0‬؟‬ ‫?‪L‬‬ ‫؟‬ ‫ؿبجة ‪1‬‬

‫‪112‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ 11/11‬أربعة منها فيها نقر‬ ‫‪2/2‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 670‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0/0‬‬ ‫‪0/0‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 370‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪4‬‬

‫‪2‬‬
‫‪/0‬؟‬ ‫‪/0‬؟‬ ‫?‪L‬‬ ‫‪ 390‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪6‬‬
‫(؟)‬
‫‪2‬‬
‫‪ 22/26‬عشرة منها فيها نقر‬ ‫‪4/5‬‬ ‫مغلق‬ ‫‪ 750‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪6/6‬‬ ‫‪1/1‬‬ ‫‪U‬؟‬ ‫‪ 450‬ـ (؟)‬ ‫ؿبجة ‪12‬‬

‫‪2‬‬
‫‪18/18‬‬ ‫‪3/3‬‬ ‫مغلق‬ ‫‪ 1150‬ـ‬ ‫غزالة ‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪9×21‬ـ‬ ‫‪/6‬؟‬ ‫‪/1‬؟‬ ‫?‪U‬‬ ‫‪ 1250‬ـ (؟)‬ ‫غزالة ‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪27.40×3.15‬ـ‬ ‫‪7/7‬‬ ‫‪1/1‬‬ ‫‪ L‬أك ‪U‬‬ ‫‪ 920‬ـ‬ ‫غزالة ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪15×3.25‬ـ‬ ‫‪37/24‬‬ ‫‪5/3‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 1200‬ـ‬ ‫قصر معربا ‪A‬‬
‫‪2‬‬
‫‪39/39‬‬ ‫‪7/7‬‬ ‫‪U‬‬ ‫‪ 1700‬ـ‬ ‫معربا ‪D‬‬
‫‪2‬‬
‫‪16/16‬‬ ‫‪4/4‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 990‬ـ‬ ‫معربا ‪E‬‬

‫ب‪ -‬اؼبيازف‪:‬‬
‫ليس من الضركرم أف تضم اؼبساكن اػبالية من اإلسطببلت غرفان قد تكوف ـبصصةن‬
‫لنشاطات اقتصادية أخرل زراعية أك حرفية‪ .‬على غَت اؼبتوقع‪ ،‬دل نعثر يف ىذه اؼبنطقة‬
‫اؼبشتهرة بزراعة اغببوب على ذبهيزات نوعية خاصة بالنشاط الزراعي‪ ،‬كاؼبساحات اؼبيصصة‬
‫لدرس اغببوب كتذريتها أك اؼبيازف اؼبيصصة لتيزين القمح‪ .‬يبدك أف عملية درس اغببوب‬
‫كانت تتم يف الباحات الكبَتة اؼببلطة أك يف ؿبيط القرل‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬ييبلحظ أف عدد‬
‫نتعرؼ إال على ثبلثة ـبازف يف‬
‫اؼبيازف الكبَتة اؼبفًتض زبزين اغببوب فيها قليل جدان‪ ،‬إذ دل ٌ‬
‫معربا كيف خربة غزالة‪ .‬يبكن تفسَت ذلك بأف القرل الشمالية الواقعة يف سهل البثنية التابع‬
‫لؤلمبلؾ اإلمرباطورية كانت ترسل حبوهبا إذل الوجهة اؼبطلوبة مباشرة بعد اغبصاد‪ ،‬أم دكف‬
‫اغباجة إذل زبزينها‪.‬‬
‫يشاىد اؼبيزف األكثر اتساعان يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف خربة غزالة (اللوحة‪ .)17‬لؤلسف‪ ،‬إف‬
‫مبٌت كاحد يضم قاعة كبَتة‬
‫اؼبسكن يف كضعو اغبارل معاد بناؤه بشكل كامل تقريبان‪ ،‬باستثناء ن‬
‫جدان مقسمة إذل قسمُت‪ .‬بلغت أبعاد ىذه القاعة يف طورىا األصلي ‪21‬ـ طوالن × ‪9‬ـ‬
‫عرضان‪ ،‬ككانت مسقوفةن بسقف مؤلف من ببلطات بازلتية تستند على صفُت متوازيُت من‬
‫ثبلثة أقواس‪ .‬هباكر ىذه القاعة من جهة اعبنوب غرفة يعادؿ طوؽبا كارتفاعها طوؿ القاعة‬

‫‪113‬‬
‫كارتفاعها إال إف عرضها ال يتجاكز الػ ‪3‬ـ‪ .‬من اؼبؤكد استيداـ ىاتُت الغرفتُت لتيزين اؼبواد‬
‫الغذائية اؼبيتلفة‪ ،‬لكن اؼبشكلة تكمن يف معرفة ماىية ىذه اؼبواد كيف كيفية زبزينها‪.‬‬
‫على ما يبدك‪ ،‬كاف يتم زبزين اغببوب داخل صناديق أك جرار أك داخل أكياس أك حىت‬
‫داخل ىرم كتيمة أك ردبا كاف وبتفظ هبا دكف تعبئة‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬يطرح زبزين اغببوب‬
‫مشكلتُت رئيسيتُت‪ :‬مشكلة القوارض اليت هبب ضبايتها منها‪ ،‬كمشكلة التيمر اليت يبكن‬
‫التحكم هبا بتصريف اؼبواد باستمرار أك بتيزينها "ربت اػببلء"‪ .‬يبكن لطرؽ التيزين اغبالية‬
‫أف تشكل نوع من االستمرارية للطرؽ القديبة‪ ،‬إذ يتم صب علف اغبيوانات (التنب اؼبفركـ)‬
‫داخل مستودعات اغبصاد عرب فتحة تيًتؾ يف السقف بعد سد كل اؼبنافذ كالفتحات األخرل‬
‫باستيداـ الدبش كاللنب‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬تيفتح أبواب اؼبستودعات اؼبسدكدة بشكل دكرم ألخذ‬
‫العلف عند اغباجة إليو‪ .‬أما يف ما ىبص زبزين اغببوب‪ ،‬فقد استيدـ سكاف اؼبنطقة حىت‬
‫عهد قريب ( أم قبل عشر سنوات تقريبان) أىراء مصنوعة من ىياكل خشبية ملبسة ب ً‬
‫اللنب‬
‫كموضوعة فوؽ ركائز‪ .‬كاف يتم ختم ىذه األىراء بعد ملئها باغببوب عرب فتحة علوية‬
‫كتستيرج اغببوب البلزمة منها بعد ذلك عرب فتحة صغَتة يف القاعدة‪ .‬تعترب الطرؽ اؼبذكورة‬
‫فعالة غبماية اؼبواد الغذائية من القوارض كمن التيمر كمن أخطار اغبريق‪.‬‬
‫آنفان طرقان ٌ‬
‫دل نتعرؼ إال على قاعتُت ثانيتُت يبكن اعتبارنبا ـبازف تقع األكذل يف قصر معربا كتقع الثانية‬
‫يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف خربة غزالة (اللوحة ‪ 20‬الغرفة ‪ 8‬كاللوحة ‪ 22‬الغرفة ‪.)017-016‬‬
‫تتميز ىاتاف القاعتاف‪ ،‬الطويلتاف جدان كالضيقتاف (‪15‬ـ طوؿ×‪ 3.25‬عرض يف معربا‬
‫ك‪27.40‬ـ × ‪3.15‬ـ يف خربة غزالة) بارتفاعهما الكبَت‪ ،‬كنبا تشبهاف القاعة الطويلة‬
‫اجملاكرة للميزف الكبَت يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف خربة غزالة؛ إال إف بابيهما صغَتاف فبا يثَت‬
‫االستغراب (‪ 0.63‬إذل ‪1.30‬ـ كحد أقصى)‪ .‬ىنا أيضان‪ ،‬يبكننا االفًتاض بأف اؼبيازف‬
‫كانت سبؤل عرب فتحة يف السقف الذم يبكن الوصوؿ إليو باالستعانة بسلٌم‪ :‬كما ىو اغباؿ‬
‫يف بعض مساكن قرية شعارة على الطرؼ الشمارل الغريب للٌجاة‪.‬‬
‫‪-2‬غرف االستقبال والسكن‪:‬‬
‫أ‪-‬قاعات االستقباؿ كقاعات تسيَت األعماؿ‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫كىي القاعات اليت يستيدمها صاحب اؼبسكن الستقباؿ زبائنو كلبلحتفاظ بسجبلتو‪.‬‬
‫تشاىد ىذه القاعات يف الطابق األرضي للجناح األكثر أنبية يف اؼبسكن (اؼبوجو باذباه‬
‫اعبنوب أك الشرؽ كالذم يتقدمو ركاؽ يف أغلب اغباالت) كيبكن الدخوؿ إليها من الباحة‬
‫مباشرة‪ .‬عادة ما يتم ذبميع اإلسطببلت يف مبٌت كقاعات االستقباؿ يف مبٌت آخر‪ ،‬كما يتم‬
‫ذبميع غرؼ اؼبعيشة يف الطابق العلوم فقط‪ .‬نشاىد أكثر األمثلة كضوحان على ىذا التجميع‬
‫يف قصر معربا (اللوحة ‪ 22‬ب اؼببٌت الغريب) كيف اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة (اللوحة ‪12‬ب‪،‬‬
‫اؼببٌت الشمارل)‪.‬‬
‫تتواجد قاعات العمل اػباصة بصاحب اؼبسكن يف الوحدة اؼبعمارية االعتيادية اؼبؤلفة من‬
‫اؼبلحقُت‪ .‬تتميز ىذه القاعة عن باقي غرؼ اؼبسكن حبجارهتا‬‫قاعة القوس الكبَتة كطابقيها ى‬
‫اؼبنحوتة بإتقاف كبعناصرىا اؼبعمارية كزخارفها اؼبنحوتة‪ ،‬كتتميز أيضان بارتفاعها كبنوافذىا‬
‫الكبَتة اليت تؤمن ؽبا مقدار كاؼ من‬
‫اإلضاءة (اللوحة ‪7‬ك‪ .)19‬عادة ما‬
‫يصل عدد ىذه النوافذ اؼبستطيلة يف‬
‫كاجهة القاعة اؼبطلة على الباحة إذل‬
‫ثبلث نوافذ‪ 140‬كقد يعلوىا قمريات‬
‫عُت الثور (نوع من الكوات)‪ 141‬يف‬
‫بعض األحياف‪ .‬قد نشاىد أيضان مباذج‬
‫أكثر ابتكاران‪ ،‬كما ىو اغباؿ يف‬
‫الواجهة الرئيسية يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة‪ ،‬إذ يعلو مدخلها الرئيسي صفُت من النوافذ‬
‫اؼبستطيلة‪ ،‬يتوسط العلوم منهما نافذة مستديرة ربيط هبا زخرفة الكرمة‪ .‬نشاىد يف اؼبسكنُت‬
‫‪ 1‬ك ‪ 2‬يف كفر ناسج ترتيبان آخران يتمثٌل بنافذة مستطيلة أك مقوسة تقع مباشرة فوؽ مدخل‬
‫قاعة القوس كربت البوابة اؼبقببة‪ ،‬كما نشاىد (فوؽ سقف الركاؽ) ثبلث نوافذ أخرل اثنتُت‬
‫مستطيلتُت كثالثة دائرية‪.‬‬
‫غالبان ما يكوف القسم السفلي من جدراف القاعة فبلطان بعناية‪ ،‬كيتألف سقفها من ببلطات‬
‫مرتصة كمنحوتة بإتقاف ترتكز على أطناؼ بركفيلها على شكل تنضيد مفركد‪ .‬تتميز ىذه‬

‫‪115‬‬

‫الشكل‪ -14‬غرفة ىحجلة يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف خربة غزالة‬


‫القاعة أيضان بغناىا بالزخارؼ اؼبنحوتة على العناصر اؼبعمارية اؼببنية من البازلت اغببييب‪ :‬أطر‬
‫األبواب يف اػبارج كعضادات األقواس كصنجاهتا كاألطناؼ كببلطات السقف يف الداخل‪.‬‬
‫تتصل القاعة بغرفة إذل أربع غرؼ جانبية عرب أبواب داخلية‪ ،‬كتتميز غرفة كاحدة فقط من‬
‫ىذه الغرؼ بغٌت زخرفتها‪ .‬إهنا غرفة اغبجلة اؼبستطيلة (أك ما يوازيها) اليت يبكن الدخوؿ إليها‬
‫من الفناء مباشرة‪ .‬مت تقسيم غرفة اغبجلة إذل قسمُت بواسطة قوس مزين باألفاريز يستند على‬
‫عضادتُت تزينهما األفاريز أيضان‪ .‬يسقف القسم األمامي من الغرفة بسقف أفقي مؤلف من‬
‫ببلطات بازلتية تستند على أطناؼ يأخذ بركفيلها شكل التنضيد اؼبفركد‪ :‬مت تزيُت الزكايٌة منها‬
‫بزخارؼ منحوتة بارزة‪ ،‬بينما يس ًقف القسم اػبلفي بقنطرة نصف أسطوانية جدراهنا الداخلية‬
‫مكسوة بتلبيسة حجرية رباكي التلبيسة األصلية (الشكل ‪.)14‬‬
‫يثبت كجود القنطرة سبيٌز ىذا القسم من الغرفة الذم كانت أرضيتو مرتفعة قليبلن‪ :‬يبدك أنو‬
‫اؼبكاف الذم كاف هبلس فيو صاحب اؼبسكن أثناء مقاببلتو اػباصة‪.‬‬
‫شوىدت ثبلث غرفة حجلة إضافية‪ :‬كاحدة يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف خربة غزالة (اللوحة‪،20‬‬
‫الغرفة ‪ ،)003‬كاثنتاف جبوار قاعة القوس الكبَتة يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف ؿبجة (اللوحة ‪،10‬‬
‫الغرؼ ‪ 004‬ك‪ .)007‬تضم كل غرفة من ىاتُت الغرفتُت مشكاة على شكل قبة ربع كركية‬
‫يتميز جدارىا اػبلفي بغٌت زخرفتو‪.‬‬
‫وبل ؿبل غرفة اغبجلة يف الكثَت من اؼبساكن مباذج لغرؼ أكثر بساطة‪ .‬يتمثٌل ىذا النموذج‬
‫يف اعبناح الغريب لقصر معربا بغرفة صغَتة مربعة الشكل يقسمها قوس مزين بأفاريز‪ .‬لؤلسف‪،‬‬
‫مت سقف الغرفة بسقف أفقي مرمم بالكامل‪ ،‬بالتارل ال يبكننا معرفة نوع أطنافو ( ىل ىي‬
‫على شكل تنضيد أـ ال) كال حىت يف ما إذا كانت مزخرفة (اللوحة ‪ 20‬الغرفة ‪ .)010‬يضم‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف خربة غزالة كحديت استقباؿ‪ :‬كاحدة يف اعبناح الشمارل‪ ،‬قاعة قوسها‬
‫متضررة بشدة (اللوحة‪ 16‬القاعة‪ )007‬كأخرل يف اعبناح الغريب تتميز قاعتها (احملفوظة‬
‫جزئيان) بأبعادىا الكبَتة كبالزخارؼ اؼبنحوتة على سقفها (قاعة القوس ‪ .)021‬هباكر كل‬
‫قاعة من ىاتُت القاعتُت غرفة مربعة مفتوحة على الفناء تضم جدراهنا الداخلية أربع و‬
‫مشاؾ‬
‫بسيطة‪ ،‬كيستند سقفها على أطناؼ على شكل تنضيد مفركد‪ :‬يزيٌنت الزاكيٌة منها بزخارؼ‬

‫‪116‬‬
‫منحوتة بارزة (الغرؼ ‪ 008‬ك ‪ .)019‬يشاىد غرفة فباثلة يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج‬
‫(اللوحة ‪ 6‬الغرفة ‪.)007‬‬
‫قد نصادؼ أحيانان بعض اؼبساكن اليت ال تضم غرؼ حجلة كال حىت زخارؼ منحوتة على‬
‫الرغم من اتساعها كمن بنائها اؼبتقن‪ .‬تتميز قاعة القوس يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة‬
‫بارتفاعها كبغٌت زخرفتها اؼبوزعة على عضادات القوس كأطناؼ الزكايا كعلى ببلطة يف‬
‫السقف‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬كنا نتوقع مشاىدة غرفة حجلة إذل جوار ىذه القاعة‪ ،‬إال إف الغرفتُت‬
‫اجملاكرتُت ؽبا (كاؼبطلتُت على الباحة) ال ربمبلف أم خصوصية‪ ،‬حىت أف سقفيهما يستنداف‬
‫على أطناؼ بركفيلها على شكل ربع دائرة (ـبطط الطابق األرضي يف مقالة إم‪.‬لينا‬
‫اللوحة‪ .)2‬يبلحظ الشيء ذاتو يف مسكن القرية رقم ‪( 4‬اللوحة ‪ 13‬الغرؼ ‪ 005‬ك‪،)009‬‬
‫ككذلك يف بيت العلو يف ألبل‪ ،‬على الرغم من أف اعبناح الشمارل ؽبذا األخَت يضم قاعيت‬
‫قوس زينتا بزخارؼ متقنة النحت (اللوحة ‪ 8‬الغرؼ ‪ 005‬ك‪.143 )007‬‬
‫غالبان ما نشاىد كحدة استقباؿ كاحدة‪ ،‬كقد نصادؼ اثنتُت منها يف بعض األحياف‪ ،144‬لكن‬
‫الحظنا كجود اختبلؼ تراتيب بُت ىذه الوحدات (كذلك حبسب غٌت صاحب اؼبسكن)‪.‬‬
‫يتميز اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة دبيططو اؼبتناظر سبامان من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية دبحوره‬
‫اؼبوجو باذباه مشاؿ‪ -‬جنوب (اللوحة ‪ .)12‬يضم الطابق األرضي للجناح الشمارل كحديت‬ ‫ٌ‬
‫استقباؿ‪ ،‬يقابلها يف اعبناح اعبنويب قاعتا قوس مع إسطببلت ملحقة‪ .‬إف الوحدة اؼبعمارية‬
‫األكثر أنبية يف اؼببٌت الشمارل ىي الوحدة الغربية اؼبؤلفة من قاعة اغبجلة الكبَتة (‪)016‬‬
‫كغرفتها اؼبلحقة اؼبستطيلة‪ .‬يستند سقف ىذه الغرفة على أطناؼ على شكل تنضيد زخرفت‬
‫الزاكية منها بزخارؼ فبيزة (‪ .)014‬يف اؼبقابل‪ ،‬ال تضم قاعة القوس الشرقية (‪ )018‬كال‬
‫حىت غرفتها اؼبلحقة أم عنصر فبيٌز‪ ،‬باستثناء العارضة اؼبزينة باألفاريز اليت تستند على‬
‫اعبانبيُت القصَتين الشمارل كاعبنويب للغرفة (‪ ،)020‬ككذلك ببلطات سقفها اؼبستندة على‬
‫األطناؼ ربع الدائرية اؼبصفوفة يف قمة اعبانبُت الطويلُت‪ .‬يضم اؼبسكن رقم ‪ 4‬يف القرية ذاهتا‬
‫قاعيت قوس مشًتكيت اعبدار‪ ،‬بنيت األجزاء السفلية عبدراهنما الداخلية باستيداـ حجارة‬
‫متقنة النحت كأسند سقفانبا على أطناؼ يأخذ بركفيلها شكل التنضيد اؼبفركد (اللوحة‪13‬‬
‫القاعتُت ‪ 007‬ك‪ .)008‬ال يوجد أم اختبلؼ بُت ىاتُت القاعتُت‪ ،‬لكن أغبقت هبما‬

‫‪117‬‬
‫غرفتاف‪ :‬غربية (‪ )005‬بأطناؼ ربع دائرية‪ ،‬كشرقية (‪ )009‬بأطناؼ على شكل التنضيد‬
‫يعترب كبتها أكثر تكلفة بطبيعة اغباؿ‪.‬‬
‫يبلحظ يف اؼببٌت الشمارل لبيت العلو يف ألبل (اللوحة ‪7‬ك‪ )8‬أف قاعة القوس الغربية (‪)003‬‬
‫ىي القاعة األكثر غٌت بالزخرفة‪ ،‬إذ إف قواعد عضادات أبواهبا أتيكية كتيجاهنا أيونية كعقد‬
‫قوسها كمفتاحو مزيناف بزخارؼ بارزة ككذلك أطناؼ سقفها اليت يأخذ بركفيلها شكل‬
‫تنضيد مفركد‪ ،‬أما جدراهنا فملبسة بتلبيسة ربمل إفريزان ىندسيان‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬ال تتميز غرفتها‬
‫اؼبلحقة إال بأطنافها اليت تأخذ شكل التنضيد اؼبفركد (‪ .)005‬كذلك ىو حاؿ القاعة‬
‫الشرقية (‪ )006‬اليت اليشاىد فيها أم عنصر فبيٌز إال عضادات قوسها اليت تعلوىا تيجاف‬
‫هدكرية‪ ،‬بينما يستند سقفها على أطناؼ صافرية الشكل‪ .‬تتميز الغرفة (‪ )007‬اؼبلحقة‬
‫بالقاعة السابقة‪ ،‬بسقفها اؼبستند على أطناؼ يأخذ بركفيلها شكل التنضيد‪ ،‬كيشاىد يف‬
‫طرفها اعبنويب باب مؤطر بإطار تزينو األفاريز‪ ،‬كىو يفضي إذل ركاؽ مفتوح على الباحة عرب‬
‫كوة مقوسة (‪ .)008‬ردبا كاف ىذا الًتتيب أكثر فيامة يف اؼباضي‪ ،‬كمن اؼبنطقي أف يكوف‬
‫غٌت بالزخرفة‪.‬‬
‫مرتبطان بالقاعة الغربية األكثر ن‬
‫قد يدفعنا كجود كحديت استقباؿ يف اؼبسكن الواحد إذل االفًتاض بأف مثل ىذه اؼبساكن‬
‫يقطنها أخاف أك شريكاف‪ ،‬كغالبان ما تتميٌز إحدل ىاتُت الوحدتُت عن األخرل بغناىا‬
‫بالزخرفة‪ :‬كما ىو حاؿ اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة أك بيت العلو يف ألبل‪ .‬ىذا ال يبنعنا من‬
‫التفكَت يف الوظائف اؼبيتلفة اليت قد تضطلع هبا ىذه الوحدات اؼبعمارية اؼبتماثلة‪ ،‬إذ يبكن‬
‫استيداـ غرفها كقاعاهتا ؼبمارسة نشاطات أخرل كإدارة األمور الزراعية أك حفظ السجبلت‬
‫كما إذل ذلك‪.‬‬

‫عدد غرؼ اغبجلة أك غرؼ اغبجلة‬ ‫عدد قاعات القوس اػباصة برب العمل‬ ‫اؼببٌت الرئيسي‬ ‫نوع اؼبيطط‬ ‫اؼبساحة‬
‫الكاذبة‬ ‫األصلية‬
‫‪2‬‬
‫غرفة كاحدة كاذبة‬ ‫‪1‬‬ ‫جنوب‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 1000‬ـ‬ ‫كفر ناسج ‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫؟‬ ‫‪1‬‬ ‫شرؽ‬ ‫?‪L‬‬ ‫‪ 575‬ـ‬ ‫كفر ناسج ‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫غرفة حجلة كاحدة‬ ‫?‬ ‫?‬ ‫?‪U‬‬ ‫‪ 530‬ـ‬ ‫كفر ناسج ‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫شرؽ‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 480‬ـ‬ ‫كفر مشس‬
‫‪1‬‬
‫؟‬ ‫‪1‬‬ ‫جنوب‬ ‫‪L‬‬ ‫‪1300‬ـ‪(2‬؟)‬ ‫كفر مشس‬

‫‪118‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫؟‬ ‫‪1‬‬ ‫جنوب‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 780‬ـ‬ ‫كفر مشس‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫؟‬ ‫‪1‬‬ ‫غرب‬ ‫‪U‬‬ ‫‪ 900‬ـ‬ ‫كفر مشس‬
‫‪5‬‬

‫‪2‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جنوب‬ ‫?‪L‬‬ ‫‪ 960‬ـ‬ ‫البل‪ -‬العلو‬

‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مشاؿ‬ ‫?‪L‬‬ ‫؟‬ ‫ؿبجة ‪1‬‬


‫‪2‬‬
‫غرفتا حجلة‬ ‫‪1‬‬ ‫جنوب‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 670‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جنوب‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 370‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫؟‬ ‫‪2‬‬ ‫جنوب‬ ‫?‪L‬‬ ‫‪ 390‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪6‬‬
‫‪2‬‬
‫غرفتاف كاذبتاف‬ ‫‪2‬‬ ‫جنوب‬ ‫مغلق‬ ‫‪ 750‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جنوب‬ ‫‪U‬‬ ‫‪ 450‬ـ (؟)‬ ‫ؿبجة ‪12‬‬

‫‪2‬‬
‫غرفتاف كاذبتاف‬ ‫‪2‬‬ ‫جنوب‬ ‫مغلق‬ ‫‪ 1150‬ـ‬ ‫غزالة ‪1‬‬
‫كشرؽ‬
‫؟‬ ‫؟‬ ‫جنوب ؟‬ ‫?‪U‬‬ ‫‪ 1250‬ـ‪ 2‬؟‬ ‫غزالة ‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫غرفة حجلة‬ ‫‪1‬‬ ‫جنوب‬ ‫‪L‬أك‪U‬‬ ‫‪ 920‬ـ‬ ‫غزالة ‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫غرفة كاذبة‬ ‫‪1‬‬ ‫شرؽ‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 1200‬ـ‬ ‫قصر معربا‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫جنوب‬ ‫‪U‬‬ ‫‪ 1700‬ـ‬ ‫معربا ‪D‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫جنوب‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 990‬ـ‬ ‫معربا ‪E‬‬

‫ب‪ -‬شقق خاصة‪:‬‬


‫احتفظت العديد من مساكن البثنية بآثار لغرؼ علوية ىي غرؼ معيشة عائلة مالك البيت‬
‫اليت يبكن الوصوؿ إليها عرب ركاؽ أك عرب فبر‪ .‬تشاىد الغرؼ العلوية حقيقةن كفق ثبلثة مباذج‬
‫رئيسية‪ :‬فإما أف يتألف اؼببٌت من كحدتُت معماريتُت متناضدتُت مع غرفهما اؼبلحقة (طابقُت)‬
‫كتكوف الوحدة العلوية ىي اؼبيصصة للمعيشة‪ ،‬أك أف اؼببٌت مؤلف من كحدة معمارية كاحدة‬
‫فقط (طابق كاحد)‪ ،‬بالتارل تتمثل غرؼ اؼبعيشة بالطابق العلوم للغرؼ اؼبتناضدة اؼبلحقة‬
‫مباف ثانوية مؤلفة فقط من غرؼ صغَتة منتظمة كفق‬ ‫بقاعة القوس؛ أك قد يتضمن اؼبسكن و‬
‫طابقُت‪ ،‬كتكوف غرؼ اؼبعيشة ىي الغرؼ العلوية ؽبذه اؼبباشل‪.‬‬
‫المباني التي تضم قاعتي قوس منتظمتين ضمن طابقين‪:‬‬

‫‪119‬‬
‫يشاىد ىذا الًتتيب يف اؼببٌت الشمارل لقصر معربا كيف اؼببٌت الغريب للمسكن رقم ‪ 1‬يف كفر‬
‫مشس‪ ،‬ككذلك يف اعبناح الشرقي للمسكن رقم ‪ 5‬يف القرية ذاهتا‪ .‬تتألف اؼبساكن الثبلث من‬
‫قاعيت قوس بطابقُت كمن أربعة طوابق من غرفهما اؼبلحقة‪ .‬استيدـ الركاؽ اؼبقنطر يف كاجهة‬
‫تصور كجود ركاؽ بسيط‬ ‫اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر مشس لتيدصل طابقو الثاشل‪ ،‬بينما يبكننا ٌ‬
‫بأعمدة أك حىت فبر لتيدصل الطابق الثاشل يف اؼبسكن رقم ‪ 5‬يف القرية ذاهتا كيف قصر معربا‪،‬‬
‫إذ يبلحظ أف قاعيت قوس طابقهما األرضي أقل ارتفاعان‪ .‬إذان‪ ،‬تضم ىذه اؼبساكن شققان‬
‫كاسعة للمعيشة‪ ،‬كردبا ىذا ىو أيضان حاؿ اؼببٌت الشمارل للمسكن رقم ‪ 4‬يف ؿبجة‪ ،‬إذ‬
‫يشاىد آثار درج يف طرفو الغريب (اللوحة ‪ 13‬أ)‪.‬‬

‫المباني التي ال تضم طابقاً ثان‪:‬‬


‫احد فقط‪ .‬تتألف ىذه‬ ‫مباف مؤلفة من كحدات معمارية بطابق ك و‬
‫نشاىد يف مساكن أخرل و‬
‫الوحدات بدكرىا من قاعة قوس هباكرىا غرؼ ملحقة بطابقُت يبكن الوصوؿ إذل طوابقها‬
‫العلوية عرب ركاؽ الواجهة‪ .‬إف أفضل ما يبثل ىذا النموذج ىو اعبناح الغريب للمسكن رقم ‪2‬‬
‫ككذلك اعبناح اؼبركزم يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج؛ لكن ال يبكننا اعتبار طوابقهما‬
‫العلوية شققان فعلية‪ ،‬إذ إهنا مؤلفة من غرفتُت فقط‪ .‬شوىد مثل ىذا الًتتيب أيضان يف مساكن‬
‫أخرل مزكدة بأركقة بسيط بأعمدة‪ :‬كما ىو حاؿ اؼببٌت الشمارل لبيت العلو يف ألبل‪،‬‬
‫ككذلك اعبناحُت الشماليُت للمسكنُت رقم ‪ 3‬كرقم ‪ 11‬يف ؿبجة‪ .‬ىذا ال يبنع طبعان من‬
‫افًتاض كجود شقق خاصة يف الطوابق العلوية ألقساـ أخرل من ىذه اؼبساكن‪ ،‬ىي مدمرة‬
‫اليوـ أك أهنا خضعت لتغيَت كلي‪.‬‬
‫مبان تتألف من غرف صغيرة منتظمة وفق طابقين فقط‪:‬‬
‫يشاىد يف اؼبسكنُت رقم ‪ 1‬كرقم ‪ 3‬يف كفر مشس مباف ثانوية ال يشاىد فيها قاعات قوس‬
‫كإمبا غرؼ صغَتة منتظمة كفق طابقُت (اللوحة ‪ 2‬ك ‪ .)3‬يضم القسم الشمارل للمسكن رقم‬
‫‪ 1‬غرفتُت يف الطابق األرضي كغرفتُت علويتُت يتم الوصوؿ إليهما عرب درج‪ ،‬بينما يشاىد يف‬

‫‪120‬‬
‫اؼببٌت الغريب للمسكن رقم ‪ 3‬أربع غرؼ متبلصقة يف الطابق األرضي كمثلها يف الطابق‬
‫العلوم؛ كقد استيدـ ركاؽ الواجهة اؼبضاعف ذك األعمدة لتيدصل غرؼ الطابق العلوم‪.‬‬
‫يضم اعبناح الشمارل للمسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة كحديت استقباؿ يبلغ ارتفاعها الكلي حواذل‬
‫‪8.70‬ـ (اللوحة‪11‬أ)‪ ،‬أم ال يبكن أف يعلونبا طابق و‬
‫ثاف‪ .‬أغبق هبذا اعبناح مبنياف جانبياف‬
‫(شرقي ك غريب) عي ٌدال بشكل كبَت‪ ،‬إال إهنما يتألفاف يف األصل من ثبلث غرؼ يف الطابق‬
‫األرضي كمن أربع غرؼ يف الطابق العلوم‪ .‬تش ٌكل غرؼ الطابق العلوم جزءان من الشقق‬
‫اػباصة اليت تيكملٌها غرؼ الطابق الثاشل إلسطببلت اعبناح اعبنويب احملفوظ حىت ارتفاع‬
‫‪5.70‬ـ‪ .‬يبكن الوصوؿ إذل غرؼ الطابق العلوم عرب الدرج الذم تشاىد آثاره يف الطرؼ‬
‫الشرقي للمبٌت (قرص الدرج كبعض الدرجات) (اللوحة‪ 11‬ب)‪.‬‬

‫مبان مختلطة‪:‬‬
‫اؼبباشل اؼبيتلطة ىي اؼبباشل اليت تتألف من قسمُت‪ :‬قسم مؤلف من قاعة قوس تشغل كامل‬
‫ثاف مؤلف من غرؼ بطابقُت‪ .‬إف عدد ىذه اؼبباشل قليل‪ ،‬كنذكر كمثاؿ‬‫ارتفاع اؼببٌت كقسم و‬
‫عليها اعبناح الغريب للمسكن رقم ‪ 1‬يف خربة غزالة (اللوحة ‪ )15‬كاؼببٌت الشمارل يف اؼبسكن‬
‫رقم ‪ 3‬يف القرية ذاهتا (اللوحة ‪ )19‬ككذلك اؼببٌت الشمارل يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف كفر مشس‬
‫(اللوحة ‪ .) 5‬تسمح طريقة البناء ىذه باعبمع بُت قاعة استقباؿ بارتفاع عاؿ كبُت غرؼ‬
‫معيشة عالية دبساحة كافية دكف االضطرار إذل بناء طابق ثاف‪.‬‬
‫ج‪ -‬ترتيبات خاصة‪:‬‬
‫يشاىد يف مساكن البثنية ترتيبات ثانوية ـبتلفة أدؾبت يف البناء‪ ،‬أم أهنا مصممة كمرتب ؽبا‬
‫أثناء التشييد‪.‬‬
‫‪ -1‬خزائن برفوف تتوسطها‪:‬‬
‫تتميٌز قاعات القوس (اليت سبثل باعتقادنا غرفان الستقباؿ الزبائن) ببنائها اؼبتقن كبوجود خزائن‬
‫برفوؼ تتوسطها (أربع أك طبس خزائن عادة) ضمن ظباكة اغبائط اؼبضاعف للجدار‬
‫الداخلي اؼبقابل للمدخل؛ أك ضمن ظباكة أحد اعبدراف اعبانبية األخرل يف بعض األحياف‪.‬‬
‫تصطف ىذه اػبزائن على استقامة كاحدة على ارتفاع ‪1.3‬ـ عن األرض‪ ،‬كتًتاكح أبعادىا‬

‫الشكل‪5‬‬ ‫‪121‬‬
‫بُت ‪ 0.50‬ك‪ 0.80‬عرضان كبُت ‪ 0.80‬ك ‪1.15‬ـ ارتفاعان‪ ،‬أما عمقها فيًتاكح بُت الػ‬
‫‪ 0.50‬ك ‪0.75‬ـ‪ .‬يشاىد داخل كل إطار من أطرىا اؼبشادة بإتقاف ثلم صغَت كزعارير‬
‫تتبلئم مع مصاريع خشبية إلغبلقها‪ ،‬كما يشاىد يف كسطها أخاديد تسمح بإدخاؿ دفوؼ‬
‫(الشكل‪.)15‬‬
‫تشاىد اػبزائن أيضان يف قاعات قوس الطابق الثاشل اؼبيصص للمعيشة‪ :‬كما ىو اغباؿ يف‬
‫قصر قرية معربا كيف مسكنها ‪ ،E‬بينما ىي غَت موجودة يف الغرؼ الصغَتة ال يف طابقها‬
‫األرضي كال حىت يف طابقها الثاشل‪ .‬ردبا مت استيداـ ىذه اػبزائن غبفظ السجبلت أك‬
‫الكمبياالت الشيصية أك األكاشل ‪.‬‬
‫‪ -2‬المشاكي البسيطة‪:‬‬
‫كىي ذباكيف بسيطة يف اعبدراف يفوؽ‬
‫عددىا عدد اػبزائن‪ .‬تشاىد اؼبشاكي‬
‫يف كافة غرؼ الطابق األرضي كالطابق‬
‫الثاشل كيف كل الغرؼ الثانوية األخرل دبا‬
‫فيها غرؼ اغبجلة الكاذبة‪ ،‬لكننا نادران‬
‫ما نشاىدىا يف قاعات االستقباؿ‪.‬‬
‫ال ربمل اؼبشاكي أم تفصيل خاص هبا‬
‫كىي غَت مزكدة بنظاـ إغبلؽ‪،‬كما أهنا‬
‫مبنية باستيداـ كتل حجرية غَت متقنة النحت‪ ،‬فبا استدعى تلبيسها‪ .‬ال بد من أهنا كانت‬
‫تستيدـ غبفظ أغراض قليلة األنبية‪.‬‬
‫‪"-3‬خلوات"‪:‬‬
‫تتضمن بعض اؼبساكن حجرات صغَتة اغبجم يعتقد بتلر أهنا مراحيض‪ .‬يف الواقع‪ ،‬يتعلق‬
‫األمر بتجاكيف أكرب حجمان من اؼبشاكي البسيطة تبٌت ضمن ظباكة اعبدار يف زاكية الغرفة‬
‫بشكل عاـ‪ ،‬كغالبان ما يتقدمها فسحة لتسهيل الدخوؿ إليها‪ .‬تبلغ أبعاد اػبلوة (اؼبرتفعة‬
‫دبقدار ‪ 50‬سم عن سطح األرض) حواذل ‪0.70‬ـ عرض × ‪1.60‬ـ ارتفاع‪ ،‬كوبيط هبا‬

‫‪122‬‬
‫إطار مستطيل أك مقوس مزكد بشق‬
‫كزعارير إلدخاؿ مصاريع خشبية (كما‬
‫ىو حاؿ اػبزائن)‪.‬‬
‫ال يبكن التسليم بفرضية اؼبرحاض‬
‫بسبب ضيق اغبيز الداخلي لليلوات‬
‫الذم نادران ما يتجاكز طوؿ ضلعو الػ‬
‫‪1‬ـ‪ ،‬بينما يصل ارتفاعها إذل ‪2‬ـ‪ .‬ردبا‬
‫ىي خزائن حىت كلو أهنا ال ربمل أم أثر لرفوؼ‪ ،‬أك ردبا ىي ـبصصة غبفظ اؼبياه‪ :‬لكن إذا‬
‫سلمنا بصحة فرضيتنا ىذه‪ ،‬فما اؽبدؼ من إغبلؽ اػبلوة إذان ؟‬
‫تشاىد خلوتاف من ىذا النوع يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف خربة غزالة (اللوحة‪ :)16‬تقع األكذل‬
‫(اؼبردكمة بشكل كامل تقريبان) يف الزاكية الشمالية الشرقية للغرفة اليت تتشارؾ باعبدار مع ردىة‬
‫مدخل الفناء (‪ )003‬كردبا كانت الغرفة اػباصة حبارس البناء‪ .‬تقع اػبلوة الثانية يف الزاكية‬
‫الشمالية الشرقية من قاعة القوس الشكل ‪ -16‬خلوة يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف خربة غزالة‬
‫الصغَتة اؼبوجودة يف الطابق األرضي‬
‫للجناح الغريب (‪ ،)018‬كوبمل إطارىا ثلم كزعارير تتوافق مع مصراعُت خشبيُت‪ .‬تبلغ أبعاد‬
‫اغبيز الداخلي ؽبذه اػبلوة ‪ 0.75‬عرضان نٌ نٌ × ‪ 1.67‬طوالن كيصل ارتفاعها إذل ‪1.75‬ـ‪،‬‬
‫كما أف جدارىا الداخلي اعبنويب يضم فجوة دائرية بقطر ‪0.20‬ـ‪ ،‬ال يبكن أف تضطلع‬
‫بوظيفة أخرل غَت تأمُت التهوية (الشكل ‪.)16‬‬
‫عندما مت تقسيم قاعة اؼبيزف الكبَت يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف خربة غزالة إذل قسمُت (اللوحة‪17‬‬
‫أ‪ ،‬القاعة ‪ ،)003‬أغبقت هبا خلوة (حبيز داخلي ضيق للغاية) من النموذج السابق ذاتو‪ .‬تبلغ‬
‫أبعاد ىذه اػبلوة‪0.44 :‬ـ عرضان × ‪1.26‬ـ ارتفاعان‪ ،‬لكنها غَت مسبوقة بفسحة كما إف‬
‫إطارىا وبمل ثلمان خشنان‪ .‬يس ٌجل كجود "خلوات" أخرل يف مساكن كفر مشس‪ ،‬كيلوة‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 2‬اليت بنيت ضمن ظباكة اغبائط اؼبضاعف للغرفة اعبانبية اؼبلحقة بقاعة القوس‬
‫الصغَتة (‪( )008‬اللوحة ‪ .)2‬تبلغ أبعاد ىذه اػبلوة (اؼبفتقرة لئلطار كاألثبلـ) ‪ 0.58‬عرضان‬
‫× ‪ 0.78‬ارتفاعان‪ ،‬كىي تتصل حبيٌز داخلي جدرانو غَت متناسقة أبدان‪ :‬تبلغ أبعاده ‪1.30‬ـ‬
‫‪123‬‬
‫طوالن × ‪ 0.56‬عرضان‪ ،‬أما ارتفاعو احملفوظ فيصل إذل ‪1.80‬ـ‪ .‬تشاىد خلوة أخرل يف‬
‫اؼبسكن رقم ‪( 3‬يضم إطارىا ثلمان خشنان) مت إغباقها بالزاكية اعبنوبية الشرقية للقاعة اؼبستطيلة‬
‫اؼبزكدة بقوسُت‪ .‬تبلغ أبعاد منفذ ىذه اػبلوة ‪ 0.68‬عرضان × ‪1.08‬ـ ارتفاعان‪ ،‬كيصل أقصى‬
‫عمق غبيزىا الداخلي اؼبثلثي الشكل إذل ‪1.14‬ـ‪.‬‬
‫إف خلوات اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف خربة غزالة ىي فقط األصلية‪ ،‬كمن اؼبستغرب أف ال نعثر على‬
‫خلوات أصلية يف مساكن كبَتة أخرل‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬يبكننا القوؿ إف األمر يتعلق بتجهيز عملي‬
‫لكنو غَت أساسي‪ ،‬إذ يبكن االستعاضة عنو بأثاث ما‪.‬‬
‫قد تتوافق فرضية اؼبرحاض مع اػبلوة الكبَتة نسبيان يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف خربة غزالة‪ ،‬لكن‬
‫اػبلوات اؼبلحقة األخرل أصغر بكثَت حبيث أف منافذىا ال تسمح دبركر شيص‪ ،‬ىذا فبا‬
‫يرجح الفرضية القائلة بأهنا خزائن‪.‬‬
‫تشاىد اػبلوات (األصلية كاؼبلحقة) بشكل أكرب يف مساكن قرية شعارة يف اللجاة‪ ،‬كيبكن‬
‫الوقوؼ بانتصاب داخل الكثَت منها‪ .‬تيػ ٍلحق بعض ىذه اػبلوات بغرفتُت متشاركتُت باعبدار‪،‬‬
‫كما يبكن مشاىدهتا يف غرؼ الطوابق العلوية‪ .‬شوىدت خلوات أخرل يف مساكن أـ‬
‫اعبماؿ دبا فيها اؼبسكن ‪ . 13‬يشاىد إذل جانب خلوة ىذا اؼبسكن ترتيب يشبو اؼبغسلة‬
‫الصغَتة اليت ذكر بتلر كجودىا يف مسكن يف قرية لبُت يف اللجاة‪ ،145‬لكن السؤاؿ الذم‬
‫يطرح نفسو ىنا‪ :‬ىل كاف يتوجب غسل اليدين قبل إمساؾ األغراض أك اؼبواد الغذائية‬
‫اؼبوجودة يف اػبلوة أـ بعده؟‬
‫ما زاؿ السؤاؿ اؼبتعلق بوظيفة ىذه‬
‫اػبلوات مطركحان‪ :‬فردبا ىي مراحيض أك‬
‫إهنا خزائن ـبصصة لًتتيب األغراض‪،‬‬
‫أك لعلها ـبصصة غبفظ األطعمة أك‬
‫غبفظ اؼبياه‪ ،‬أك ردبا ىي خزائن‬
‫للقرابُت؟ على األقل‪ ،‬يبكننا القوؿ بأف‬
‫اػبلوات حظيت بأنبية خاصة يف اؼبساكن القركية الصغَتة لقرية شعارة‪ ،‬كقد ازدادت أنبيتها‬
‫يف الفًتات اؼبتأخرة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫شاىدنا يف زاكية إحدل غرؼ الطابق العلوم للمسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج مشكاة‬
‫(‪0.74‬ـ عرض × ‪0.70‬ـ عمق)دل نشاىد ؽبا مثيل يف أم مكاف آخر (الشكل ‪.)17.‬‬
‫تتكوف دعامة ىذه اؼبشكاة من ببلطة بسماكة ‪0.16‬ـ يحفر فيها حفرة (بقطر ‪0.48‬ـ)‬
‫مقابل خبلء بعمق ‪0.60‬ـ فقط (اللوحة ‪ 6‬أ‪ ،‬الغرفة ‪.)110‬‬
‫ال يبكن اعتبار ىذه اؼبشكاة مرحاضان‪ ،‬إذ يصعب الدخوؿ إليها‪ ،‬كما أف ساكفها موجود‬
‫على ارتفاع ال يتجاكز الػ ‪ 0.60‬ـ‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬قد تفيد نقرة الببلطة يف كضع جرة (ردبا جرة‬
‫الشكل‪ -17‬مكاف لوضع جرة (؟) يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج‬ ‫مياه) يبلغ ارتفاعها ‪ 0.70‬ـ‪ .‬ما يدىش حقان‪ ،‬لكن ما‬
‫يسمح يف الوقت نفسو بتشبيهها "باػبلوات" الصغَتة‪ ،‬ىو‬
‫كجود اػببلء اؼبمتد على ارتفاع ‪1‬ـ داخل ظباكة اعبدار فوؽ ساكف اؼبشكاة‪ ،‬لكن ما ىي‬
‫كظيفة ىذا اػببلء يا ترل‪ :‬تبديد خبار اؼباء اؼبكثف؟‬
‫‪ -4‬مشاكي الواجهة المقوسة‪:‬‬
‫تضم بعض الواجهات اؼبطلة على األفنية يف مساكن البثنية مشكاة أك عدة و‬
‫مشاؾ مقوسة‬
‫تبلغ أبعادىا الوسطية‪0.90 :‬ـ عرضان × ‪1.40‬ـ ارتفاعان × ‪0.70‬ـ عمقان‪ .‬غالبان ما تتواجد‬
‫ىذه اؼبشاكي بُت باب قاعة القوس يف كحدة االستقباؿ كبُت باب غرفة اغبجلة (أك ما‬
‫يوازيها) (اللوحة‪ ،)15‬كيبلحظ أف حجارة جدراهنا الداخلية منحوتة بإتقاف‪.‬‬
‫افًتض البعض استيدامها لوضع التماثيل‪ ،‬إال إهنا قليلة االرتفاع عن األرض‪ ،‬كما إهنا‬
‫موجودة يف كاجهات الوحدات اؼبيصصة لًتبية اؼباشية ككذلك يف الطوابق العلوية إذل جانب‬
‫أبواب غرؼ اؼبعيشة (اللوحة ‪ 11‬ب)‪ .‬تدفعنا اؼبعطيات السابقة إذل ترجيح فرضية‬
‫استيدامها غبفظ جرار اؼبياه اليت تستيدـ بدكرىا لغسل األيدم قبل الدخوؿ إذل غرفة‬
‫االستقباؿ أك اؼبعيشة أك عند اػبركج من اإلسطبل‪.‬‬
‫تتم تعبئة اعبرار بشكل منتظم باؼبياه اؼبغركفة من اػبزانات اؼبفركض تواجدىا يف الباحات‪،‬‬
‫لكننا دل ننجح يف ربديد مكاف أم خزاف بسبب شدة الردـ‪ .‬على كل حاؿ‪ ،‬أكد لنا اؼبالك‬
‫اغبارل للمسكن رقم ‪ 2‬يف خربة غزالة كجود ثبلث فتحات يف الباحة وبيط هبا حجر يقاؿ‬
‫إنو عادة ما ييثبٌت حوؿ فوىة البئر‪ ،‬أم إهنا فتحات ػبزانات على األرجح‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫دل نعثر على أم مطبخ أك موقد أك أم فجوة أنبوبية ؼبدفأة‪ ،‬كما أننا دل نعثر على ضبامات‬
‫خاصة كال على مراحيض كال حىت على نظاـ تدفئة باستيداـ اؼبراجل (أفراف أرضية)‪ .‬يف‬
‫اغبقيقة‪ ،‬أجرينا أحباثنا دكف القياـ بأم تنقيب أك سرب‪ ،‬إذ إف أرضيات اؼبساكن مردكمة للغاية‬
‫يف أغلب األحياف‪ ،‬كما إف غرؼ الطوابق العلوم متضررة بشدة‪ .‬استيدـ السكاف مواقد‬
‫اعبمر للتدفئة شتاءن ككانوا يقوموف بطبخ أطعمتهم يف الباحة حيث ييفًتض كجود مواقد‬
‫ضر يف الداخل كال بد من كجود اؼبياه‬ ‫الطبخ‪ .‬نفًتض أيضان أف اؼبواد الغذائية كانت يرب ٌ‬
‫لتحضَتىا‪ ،‬كذلك ال بد من كجود خزانة (مبلية) غبفظ األطعمة فيها‪ .‬بناءن على كل ما سبق‪،‬‬
‫اؼبزكدة باػبلوات الصغَتة (اؼبثَتة للفضوؿ) اليت‬
‫كبن نعتقد بأف اؼبطابخ ىي تلك الغرؼ ٌ‬
‫اعتربىا بتلر مراحيض‪.‬‬

‫مشاكي الواجهة اؼبقوسة‬ ‫خلوات‬ ‫خزائن برفوؼ تتوسطتها‬ ‫نوع اؼبيطط‬ ‫اؼبساحة األصلية‬
‫‪2‬‬
‫؟‬ ‫كاحدة أصلية (يف الطابق‬ ‫؟‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 1000‬ـ‬ ‫كفر ناسج ‪1‬‬
‫العلوم)‬
‫‪2‬‬
‫كاحدة يف الطابق األرضي‬ ‫؟‬ ‫أربعة داخل قاعة القوس اػباصة‬ ‫?‪L‬‬ ‫حواذل ‪ 575‬ـ‬ ‫كفر ناسج ‪2‬‬
‫برب العمل‬
‫؟‬ ‫؟‬ ‫؟‬ ‫?‪U‬‬ ‫‪ 530‬ـ‪( 2‬؟)‬ ‫كفر ناسج ‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫؟‬ ‫‪0‬‬ ‫؟‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 480‬ـ‬ ‫كفرمشس ‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪/‬‬ ‫كاحدة مضافة الحقان يف الطابق‬ ‫‪/‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 1300‬ـ‬ ‫كفرمشس ‪2‬‬
‫األرضي‬ ‫(؟)‬
‫‪2‬‬
‫كاحدة يف الطابق الثاشل‬ ‫كاحدة مضافة الحقان يف الطابق‬ ‫؟‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 780‬ـ‬ ‫كفرمشس ‪3‬‬
‫األرضي‬
‫‪2‬‬
‫كاحدة يف الطابق الثاشل‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪U‬‬ ‫‪ 900‬ـ‬ ‫كفرمشس‪5‬‬

‫‪2‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫?‪L‬‬ ‫‪ 960‬ـ‬ ‫ألبل‪-‬العلو‬

‫كاحدة يف الطابق األرضي‬ ‫‪/‬‬ ‫أربعة داخل قاعة القوس اػباصة‬ ‫?‪L‬‬ ‫؟‬ ‫ؿبجة ‪1‬‬
‫برب العمل‬
‫‪2‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫اثنتاف ربت الركاؽ‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 670‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫كاحدة يف الطابق األرضي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 370‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪4‬‬

‫‪2‬‬
‫كاحدة يف الطابق األرضي‬ ‫كاحدة أصلية (يف الطابق‬ ‫؟‬ ‫?‪L‬‬ ‫‪ 390‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪6‬‬
‫األرضي)‬ ‫(؟)‬

‫‪126‬‬
‫‪2‬‬
‫اثنتاف يف الطابق األرضي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫مغلق‬ ‫‪ 750‬ـ‬ ‫ؿبجة ‪11‬‬
‫‪2‬‬
‫كاحدة يف الطابق األرضي‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪U‬؟‬ ‫‪ 450‬ـ (؟)‬ ‫ؿبجة ‪12‬‬

‫‪2‬‬
‫اثنتاف يف الطابق األرضي‬ ‫اثنتاف أصليتاف (يف الطابق‬ ‫؟‬ ‫مغلق‬ ‫‪ 1150‬ـ‬ ‫غزالة ‪1‬‬
‫األرضي)‬
‫‪/‬‬ ‫كاحدة مضافة الحقان (يف‬ ‫؟‬ ‫?‪U‬‬ ‫‪ 1250‬ـ‪(2‬؟)‬ ‫غزالة ‪2‬‬
‫الطابق األرضي)‬
‫‪2‬‬
‫كاحدة يف الطابق األرضي‬ ‫‪/‬‬ ‫ثبلثة داخل قاعة القوس اػباصة‬ ‫‪ L‬أك ‪U‬‬ ‫‪ 920‬ـ‬ ‫غزالة ‪3‬‬
‫برب العمل‬
‫‪2‬‬
‫كاحدة يف الطابق األرضي‬ ‫‪/‬‬ ‫غرفة‬ ‫يف‬ ‫ؿبفوظة‬ ‫كاحدة‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 1200‬ـ‬ ‫قصر معربا‬
‫االستقباؿ‬
‫‪2‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪U‬‬ ‫‪ 1700‬ـ‬ ‫معربا ‪D‬‬
‫‪2‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫غرفة‬ ‫يف‬ ‫ؿبفوظة‬ ‫كاحدة‬ ‫‪L‬‬ ‫‪ 990‬ـ‬ ‫معربا ‪E‬‬
‫االستقباؿ‬

‫د‪ -‬فئات المساكن المختلفة‪:‬‬


‫تًتاكح مساحة مساكن البثنية بُت الػ ‪ 400‬ك الػ ‪ 1700‬ـ‪ ،2‬كيتعلق حجمها بأنبية اغبيٌز‬
‫اؼبيصص للنشاطات االقتصادية كًتبية اؼباشية كالتيزين‪ ،‬إذ غالبان ما يقتصر قسم االستقباؿ‬
‫على قاعة القوس كغرفها اؼبلحقة‪ ،‬بينما يكوف الطابق العلوم ـبصصان لغرؼ اؼبعيشة فقط‪.‬‬
‫تضم كل القرل مساكن كبَتة كصغَتة‪ ،‬لكن من الصعب التمييز بينها حقيقةن ككل ما‬
‫نستطيع قولو‪ :‬إف نسبة اؼبساكن الكبَتة يف قرل اعبنوب (معربا‪ ،‬خربة غزالة) أكرب من نسبتها‬
‫يف قرل الشماؿ‪.‬‬
‫ظبحت العينات اؼبدركسة حىت اآلف بتحديد ثبلث فئات من اؼبساكن كفقان لوظيفة الغرؼ‬
‫كالقاعات اليت تضمها‪:‬‬
‫‪ -1‬مساكن مكرسة تماماً لتربية الماشية‪:‬‬
‫يشاىد داخل اعبزيرة السكنية اؼبتأخرة ػباف قرية معربا (الواقعة على بعد بضعة كيلومًتات‬
‫غريب بصرل) مسكناف يتألف طابقهما األرضي من قاعات قوس متتابعة تش ٌكل غرفها‬
‫اؼبلحقة إسطببلت‪ .‬يتيذ اؼبسكن (‪( )D‬حواذل ‪ 1700‬ـ‪ )2‬ـبططان على شكل حرؼ ‪،U‬‬
‫كتضم مبانيو سبع كحدات معمارية مع إسطببلهتا‪ ،‬أم دبا يعادؿ ‪ 41‬معلفان (اللوحة ‪ 18‬أ)‪.‬‬
‫تشهد األدراج احملفوظة نسبيان يف اؼبباشل اؼبلحقة على كجود طابق علوم دل يبق منو أم أثر‬
‫آخر‪ .‬تتصف كاجهات باحة اؼبسكن برتابتها الكبَتة‪ ،‬إذ ال يشاىد فيها سول صف من‬
‫‪127‬‬
‫شراعات‪ ،‬كما أف حجارهتا غَت متقنة النحت كذلك على عكس حجارة‬ ‫األبواب اليت تعلوىا ٌ‬
‫كاجهات القصر اجملاكر‪ .‬نبلحظ الشيء ذاتو يف اؼبسكن (‪ 990 ( )E‬ـ‪ )2‬الذم يبلغ ؾبموع‬
‫مدمج‬
‫ج ه‬ ‫معالف إسطببلتو األربعة احملفوظة ‪ 22‬معلفان (اللوحة ‪ 18‬ب)‪ .‬ييشاىد ىنا أيضان در ه‬
‫يف كاجهة اعبناح الغريب كدليل لوجود طابق و‬
‫ثاف‪ :‬يقود ىذا الدرج إذل قاعة القوس اليت تضم‬
‫خزانات برفوؼ تتوسطها‪.‬‬
‫ال تشاىد قاعة استقباؿ يف أم من اؼبسكنُت‪ ،‬إذ تقتصر كظيفتهما على تربية اؼباشية كعلى‬
‫السكن‪.‬‬
‫‪ -2‬مساكن مختلطة‪:‬‬
‫يبكن إدراج القسم األكرب من العينات اؼبدركسة ضمن ىذه الفئة‪ ،‬أم إهنا الفئة األكثر‬
‫عددان‪ .‬يتعلق األمر ىنا دبساكن تضم يف طابقها األرضي إسطببلت كقاعات استقباؿ‪ ،‬لكن‬
‫يتم ذبميع اإلسطببلت يف أحد أقساـ اؼبسكن‪ ،‬سواءن يف عدد من اؼبباشل اؼبيصصة ؽبا‪ :‬كما‬
‫ىو اغباؿ يف قصر معربا (اللوحة ‪ 22‬ب) كيف اؼبسكنُت رقم ‪ 3‬كرقم ‪ 11‬يف ؿبجة (اللوحة‬
‫مبٌت كاحد فقط‪ :‬كما ىو اغباؿ يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج‬‫‪ 10‬ب ك‪ 12‬ب)‪ ،‬أك يف ن‬
‫حيث مت ذبميع اإلسطببلت يف مبٌت بعيد عند أطراؼ اؼبسكن (اللوحة ‪ 6‬ب)‪.‬‬
‫يبلحظ أف عدد اؼبعالف قليل نسبيان يف ىذه اؼبساكن ( كما ىو حاؿ مساكن الفئة السابقة)‬
‫لكن تنظيمها يشهد على اؼبكانة االجتماعية ؼبالكيها الذين كانوا حباجة إذل قاعات استقباؿ‬
‫باإلضافة إذل نشاطاهتم الزراعية ك الرعوية‪ .‬يضم قصر معربا ‪ 24‬معلفان ؿبفوظان‪ ،‬بينما من‬
‫اؼبفًتض أف يكوف عددىا ‪ 40‬معلفان‪ .‬متٌ ذبميع اؼبعالف يف الطابق األرضي للمبٌت الشمارل‬
‫مبٌت آخر أغبق بالطرؼ اعبنويب للجناح الغريب الذم كاف مؤلفان يف األصل من قاعة‬ ‫كيف ن‬
‫استقباؿ كاحدة فقط كمن غرؼ معيشة يف طابقو العلوم‪.‬‬
‫ذكرنا سابقان بعض اغباالت اليت ال يضم فيها اؼبسكن إال إسطببلن كاحدان‪ .146‬ال يبكننا يف‬
‫ىذه اغبالة أف نتحدث عن نشاط حقيقي لًتبية اؼباشية كإمبا عن إسطبل اؽبدؼ منو‬
‫االحتفاظ ببعض حيوانات اعبر اؼبستيدمة يف النقل كالتنقل كيف أعماؿ اغبقل‪ ،‬كقد يستيدـ‬
‫إليواء مطايا العابرين يف بعض األحياف‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫‪-‬إصطبل لتربية األبقار )‪ (Boustasion‬وحظيرة )‪ (Stablon‬وقاعة ثالثية‬
‫الموائد )‪ (Triklinos‬مذكورة في النقوش‪:‬‬
‫أتت بعض النقوش اؼبكتشفة يف جبل العرب كيف أراضي حوراف التابعة لؤلردف على ذكر‬
‫أقساـ من اؼبساكن‪ .‬إف أكثر ىذه النقوش إثارة لبلىتماـ نبا النقشاف اؼبكتشفاف يف قرييت‬
‫ؾبدؿ الشور كأـ القطُت‪ :‬نيًقش األكؿ (اؼبؤٌرخ لو يف العاـ ‪ )431‬على مفتاح عقد قوس‬
‫القاعة الكبَتة يف الطابق الثاشل ؼببٌت من مباشل ؾبدؿ الشور‪ ،‬كيذكر القاعة على أهنا تركلينوس‬
‫‪147‬؛ بينما نيقش النقش الثاشل فوؽ نافذة قاعة القوس يف الطابق الثاشل ؼبسكن من مساكن أـ‬
‫القطُت‪ ،‬كىو أيضان يذكر القاعة على أهنا تركلينوس ‪ .148‬يشَت ىذا اؼبصطلح إذل قاعة‬
‫الطعاـ‪ ،‬كردبا ىي تتوافق مع القاعة الرئيسية لوحدات الطابق الثاشل اليت تش ٌكل الشقق اػباصة‬
‫باؼبعيشة‪.‬‬
‫على كل حاؿ‪ ،‬ستتع ٌقد األمور نوعان ما إذا ما أخذنا عدة نقوش أخرل مكتشفة بعُت‬
‫االعتبار‪ .‬نذكر على سبيل اؼبثاؿ نقش عيرماف (اؼبؤرخ لو يف العاـ ‪ )372‬الذم أعيد‬
‫استيدامو باؼبقلوب فوؽ مدخل أحد اؼبساكن‪ .‬يشَت ىذا النقش إذل إسطبل لؤلبقار كقاعة‬
‫طعاـ‪ ،‬كما يتحدث عن القياـ هبدـ برجُت يف معبد كعن إعادة بناؤنبا ربت إشراؼ أربعة‬
‫مراقبُت‪ .149‬اكتيشف نقشاف آخراف يف قرية ش ٌقة يشَتاف إذل قياـ ابن صاحب اؼبسكن ببناء‬
‫بناء‬ ‫إسطبل كقاعيت طعاـ كإذل تكلفة ىذا البناء من جهة‪ ،150‬كمن جهة ثانية إذل‬
‫إسطبل مع غرفة طعاـ كمنامة ‪.151 Stablonperiklinon‬‬
‫اعترب كل من ليتماف )‪ (littman‬كدكسو )‪ (Dussaud‬كماكلر )‪ (Macler‬ىذه‬
‫اؼبباشل (اليت ذبمع بُت قاعات الطعاـ كاإلسطببلت) نػييزالن قركية‪ ،‬إذ يتم إيواء الدكاب يف‬
‫الطابق األرضي داخل اإلسطببلت‪ ،‬بينما يأكل اؼبسافركف كيناموف يف قاعة قوس الطابق‬
‫الثاشل كيف غرفو األخرل‪.152‬‬
‫نستعرض يف ما يلي األدلة اليت تدعم ىذه الفرضية‪:‬‬
‫‪ -1‬تذكر بعض النقوش أف أعماؿ البناء أيقبزت ربت رقابة الوالة‪ :‬كما ىو اغباؿ يف‬
‫قرية عيرماف (ربت إشراؼ عدة مأمورين) كيف قرية أـ القطُت (ربت إشراؼ نائب‬
‫كزكجتو) كيف ؾبدؿ الشور اليت يشَت نقشها إذل ذبديد قاعة الطعاـ يف عهد‬

‫‪129‬‬
‫شيص يدعى اكديبوف )‪(Audimon‬؛ كليس من اؼبعقوؿ أف يتدخل الوالة إال‬
‫عندما يتعلق األمر بتشييد اؼبباشل العامة‪.‬‬
‫كفقان للميططات اليت نشرىا بتلر‪ ،‬يبكن الدخوؿ إذل مباشل ؾبدؿ الشور كأـ‬ ‫‪-2‬‬
‫القطٌُت من الشارع مباشرة كليس من الباحة (اليت يفتقر إليها مبٌت ؾبدؿ الشور‬
‫على ما يبدك)‪ ،‬كىذا األمر ال ينطبق على اؼبساكن اػباصة ‪ .153‬تشَت ىذه‬
‫اؼبيططات أيضان إذل كجود غرؼ مستطيلة تضم كل كاحدة منها صفان مؤلفان من‬
‫مشاؾ‪ ،‬بينما يصل عددىا إذل عشرين مشكاة داخل اؼببٌت العاـ يف كقم‬ ‫ست و‬
‫يف اللجاة كإذل تسع عشرة مشكاة يف مبٌت قنوات‪ ،154‬كىي أعداد دل نصادؼ‬
‫كجودىا يف أم غرفة من غرؼ اؼبساكن اػباصة اؼبدركسة حىت اليوـ‪.‬‬
‫‪ -3‬يبلحظ أخَتان أف نقش أـ القطُت منحوت فوؽ نافذة قاعة القوس العلوية يف‬
‫الواجهة اؼبطلة على الشارع‪ ،‬كما أف نقش شقة منحوت على الساكف (ردبا‬
‫ساكف اؼبدخل الرئيسي) أم على غرار التكريسات الرظبية اؼبشاىدة على اؼبباشل‬
‫العامة؛ لكن ما يدعو إذل االستغراب حقيقةن ىو غياب اإلسطبل يف الطابق‬
‫األرضي ؼبسكن أـ القطُت‪.‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬يصعب علينا التمييز بُت النزؿ كاؼبسكن‪ ،‬إذ متٌ تطبيق التقنيات اؼبعمارية ذاهتا سواءن‬
‫تعلق األمر باؼبساكن اػباصة أك باؼبباشل العامة‪ .‬إذان‪ ،‬ال يبكننا اعبزـ بأف اؼببٌت اؼبدركس ىو نػييزؿ‬
‫إال إذا سبيٌز ببعض التفاصيل اليت تؤكد كظيفتو‪ :‬كأف يتم الدخوؿ إليو من الشارع مباشرة‪ ،‬أك‬
‫أف يضم غرفان مزكدة بعدد كبَت نوعان ما من اؼبشاكي‪ ،‬أك أف وبمل نقوشان تشَت إذل كجود‬
‫إسطبل باإلضافة إذل قاعة أك عدة قاعات طعاـ‪ ،‬أك حىت عندما يشار إذل أف بناءه مت ربت‬
‫إشراؼ مأمورم القرية‪.‬‬
‫رب ٌدث ليتماف عن نقش ‪ -‬اكتشفو أكينغ )‪ (Ewing‬يف كفر مشس‪ -‬يأيت على ذكر‬
‫)‪ (stablon kai anagin‬فبا يعٍت برأيو نزالن من مبوذج نزؿ ؾبدؿ الشور ذاتو‪.155‬دل نعثر‬
‫أم مسكن من مساكن القرية األربعة اؼبدركسة‪ ،‬علمان بأف اؼبسكن رقم ‪2‬‬ ‫على إسطبل يف ٌ‬
‫غَت كامل كأف اعبناح الغريب للمسكن رقم ‪ 5‬مهدـ بشدة‪ .‬أخَتان‪ ،‬ال بد من التنويو إذل كجود‬
‫مسكنُت أك ثبلثة مساكن منهارة بالكامل جنويب اؼبساكن اؼبدركسة‪.156‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ -3‬مساكن خالية من حيز اقتصادي واضح المعالم‪:‬‬
‫تتمثل اجملموعة الثالثة دبجموعة اؼبساكن اليت ال يوجد فيها أم حيز اقتصادم باستثناء القسم‬
‫اػباص بػ "استقباؿ الزبائن"‪ .‬تعترب ىذه اؼبساكن األصغر حجمان بُت اؼبساكن اؼبدركسة‪:‬‬
‫خاصة اؼبسكنُت رقم ‪ 1‬كرقم ‪ 3‬يف كفر مشس (‪ 480‬ك‪ 780‬ـ‪ )2‬كاؼبسكن رقم ‪ 4‬يف ؿبجة‬
‫(‪ 370‬ـ‪( )2‬اللوحة ‪ 4‬جػ ك‪ 13‬جػ)‪.‬‬
‫تضم الزاكية الشمالية الغربية للمسكن رقم ‪ 4‬يف ؿبجة قاعةن مثَتةن لبلىتماـ فيتحت يف‬
‫جانبُت من جوانبها عرب أقواس‪ .‬يشاىد على اعبدار الشمارل ؽبذه القاعة نقش يوناشل طويل‬
‫يبثل ثبلث قصائد جنائزية طنٌانة األسلوب نوعان ما مستوحاة من أشعار ىومَتكس‪ .‬ردبا يتعلق‬
‫األمر دبسكن شاعر ؿبلي وباكؿ أف ييظ ًهر للمؤل مباذج من مؤلفاتو "كدعاية لو" ‪ .157‬يبدك‬
‫أف ىذا الشاعر خصص إحدل "كحدات االستقباؿ" يف مسكنو الستقباؿ زبائنو‪ ،‬بينما حوؿ‬
‫الوحدة الثانية إذل مكتب لو‪.‬‬
‫دل ننجح يف ربديد كظيفة غرؼ كقاعات الطابق األرضي يف مساكن كفر مشس‪ .‬يبكننا‬
‫االفًتاض بأهنا كانت ـبصصة لنشاطات أخرل (غَت تربية اؼبواشي) متعلقة بتجار أك صَتفيُت‬
‫أك حرفيُت أك كالة أك حىت موظفُت‪ ،‬إذ دل نعثر يف أية قرية من القرل اؼبدركسة على آثار‬
‫غبوانيت أك كرشات أك ـبازف للعقاقَت‪.158‬‬
‫ال يشبو أم مسكن من ىذه اؼبساكن اؼبباشل العامة اؼبذكورة عدة مرات يف نقوش حوراف‬
‫كخاصة نقوش معربا العائدة إذل العاـ ‪ . 159 336‬بنيت ىذه اؼبباشل على النفقة العامة أك‬
‫على نفقة بعض اػباصة لكن ربت إشراؼ كالة القرل‪ .‬كفقان ؼبيطط مسكن كقم يف اللٌجاة‬
‫(اؼبؤرخ لو يف العاـ ‪ )306‬كؼبيطط مبٌت قنوات يف اعببل‪ ،‬ال تضم ىذه اؼبباشل إال قاعة قوس‬
‫كاحدة بعدة اؼبشاكي‪.160‬‬
‫تعود ملكية اؼبساكن اليت شاىدناىا إذل أشياص ميسورين‪ ،‬لكن ىذا ال ينفي احتماؿ‬
‫ؾباكرهتا ؼبساكن متواضعة جدان تعود ملكيتها إذل سكاف فقراء كانوا ال يستطيعوف أف يدفعوا‬
‫يبق اليوـ أم أثر ؼبساكنهم‪.‬‬
‫أجرة بنائُت كناحيت حجر ماىرين‪ ،‬كبالتارل دل ى‬
‫‪ .V‬مسألة التسلسل الزمني‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫إذا دل نتمكن من القياـ بأعماؿ التنقيب كالسرب‪،‬‬
‫تقتصر مهمتنا حينئذ على البحث عن األدلة اليت‬
‫من شأهنا أف تسمح لنا بالتأريخ للمسكن تأرىبان‬
‫نسبيان‪ .‬يبكننا استيبلص ىذه األدلة من خبلؿ‬
‫دراسة تقنيات البناء كأنواع مواد البناء اؼبيتلفة‬
‫اؼبستيدمة ككذلك درجة إتقاف كبت اغبجارة؛‬
‫كما يبكننا استيبلصها باالعتماد على اختبلؼ‬
‫اذباىات اؼبساكن اؼبوجودة داخل القرية ذاهتا‪ ،‬أك‬
‫باالعتماد على الزخارؼ اؼبنحوتة اليت سبيٌز مساكن‬
‫البثنية بشكل خاص‪.‬‬
‫أ‪ -‬تقنيات البناء‪:‬‬
‫أكدت دراسة البناء كدراسة اؼبواد كالتقنيات اؼبستيدمة يف بنائو كمدل تناسق عناصره كجود‬
‫أطوار ـبتلفة للمساكن اؼبدركسة يبكننا سبييز ثبلثة منها ببساطة‪ :‬طور أصلي‪ ،‬كطور و‬
‫ثاف‬
‫خضعت فيو اؼبساكن إذل إصبلحات فرضتها حوادث عرضية عنيفة كالزالزؿ مثبلن‪ ،‬كطور‬
‫ثالث أعيد فيو استيطاف اؼبساكن بعد ىجرىا بشكل عاـ‪ .‬مت يف الطور األخَت إضافة عدد‬
‫من القاعات اؼبسقوفة باالستعانة بعدة صفوؼ من األقواس اؼببنية دكف إتقاف‪.‬‬
‫‪ -1‬البناء‪:‬‬
‫إذا ألقينا نظرة عامة على ؾبموعة اؼبساكن اؼبذكورة سابقان‪ ،‬يبكننا االفًتاض بأف اؼبعماريُت‬
‫اتبعوا قواعد صارمة يف بنائها كبأهنم اعتمدكا تقنيات متجانسة‬
‫الشكل‪ -18‬اغبجارة الناتئة يف جدار برج ألبل الذم‬ ‫كمتشاهبة من بناء آلخر‪ :‬فاعبدراف مبنية من مداميك منتظمة من‬
‫يستند عليو بيت العلو‬
‫اغبجارة اليت زبتلف نوعيتها كإتقاف كبتها حبسب مكاف تواجد اعبدراف‬
‫كحبسب أنبية اؼبسكن‪ ،‬كاألبواب كالنوافذ مؤطرة بأطر من حجارة ملساء منحوتة بإتقاف‬
‫( ٌزكدت بدكرىا بأثبلـ كزعارير كنقرات تلسُت تسمح بًتكيب مصاريع خشبية تيثبٌت عموديان)‪،‬‬
‫كاألرضيات مبلطة‪ ،‬كاألسقف مؤلفة من ببلطات مًتاصة تستند على أطناؼ‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫يبلحظ يف بعض األحياف إسناد اؼبساكن على و‬
‫مباف سابقة ؽبا‪ ،‬أك قد يبلحظ كجود مباف‬
‫أخرل استندت عليها بدكرىا‪ .‬يستند اعبناحاف الشمارل كالشرقي لبيت العلو يف ألبل على‬
‫برج (‪ 9×8‬ـ) بينيت كاجهاتو اػبارجية من اغبجارة الناتئة (الشكل ‪ .)18‬يضم ىذا الربج‬
‫غرفتُت مستطيلتُت تشهد أطنافهما الصافرية احملفوظة على كجود طابقُت على األقل‪ ،‬إال إننا‬
‫دل نعثر على أم أثر لدرج ؿبتمل (اللوحة ‪ ،8‬الغرفتُت ‪ 009‬ك‪.161)010‬‬
‫يبلحظ يف مثاؿ اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر مشس (الشكل ‪ )19‬أف الربج ىو الذم أسند على‬
‫الطرؼ الشرقي للجناح الشمارل (اللوحة ‪ 4‬أ)‪ .‬يتألف ىذا الربج بدكره من طابق أرضي يعلوه‬
‫طابقاف علوياف (على األقل) يصل إليهما درجاف داخلياف‪ .‬يضم اعبزء العلوم من كاجهة‬
‫اعبدار اػبارجية كتبلن حجريةن ناتئةن‪ ،‬بينما يتألف جزؤىا السفلي من مداميك منتظمة من‬
‫اغبجارة اؼبلساء اؼبتقنة النحت اليت تتيللها كتل حجرية على شكل نقر التعشيق كألسنتها‪:‬‬
‫كما ىو اغباؿ يف برج شعارة كبرج اؼبسكن رقم ‪ V‬يف أـ اعبماؿ‪ .‬سبثل ىذه األبراج‬
‫(العائدة إذل هناية القرف السادس اؼبيبلدم) أبراج مراقبة حتمان‪ ،‬كردبا ارتبط بناؤىا بسقوط قبيلة‬
‫الغساسنة يف العاـ ‪ 581‬ميبلدم كببداية فًتة انعداـ األماف يف اؼبنطقة‪.‬‬
‫‪-2‬أطوار اإلصبلحات‪:‬‬
‫تعرضت كل اؼبباشل (سواء تلك اؼبوجودة يف القرل الواقعة مشارل البثنية أك جنوهبا) إذل اهنيارات‬
‫عنيفة كتشوىت جدراهنا إثر زلزاؿ أك عدة زالزؿ عنيفة على األغلب‪ ،‬لكن اؼبشكلة تكمن‬
‫يف معرفة أم زلزاؿ تسبب يف ذلك‪.‬‬
‫تعرضت اؼبنطقة اليت تضم سورية‬
‫كفلسطُت كاعبزيرة العربية كلبناف إذل أكثر‬
‫من ثبلثُت زلزاالن يف الفًتة اؼبمتدة من‬
‫القرف الثاشل إذل القرف اػبامس‬
‫اؼبيبلديُت‪ ،‬إال إف معظم اؼبصادر اؼبتوفرة‬
‫لدينا ال تتحدث سول عن اؼبواقع‬
‫الكبَتة اؼبتأثرة بتلك الزالزؿ (القدس كالبًتاء كجرش كأنطاكية كصور كصيدا)؛ كبالتارل فمن‬
‫الصعب التيمُت أم زالزؿ من ىذه الزالزؿ تسبب يف دمار قرل جنويب سورية أك بشكل‬

‫‪133‬‬
‫الشكل‪ -19‬الربج اؼبلحق باؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر مشس‬
‫أدؽ قرل البثنية‪ .162‬ردبا دل تتأثر حوراف بالزلزاؿ الذم ضرب اؼبنطقة يف ‪ 19‬أيار من العاـ‬
‫‪ 363‬ميبلدم كطالت آثاره فلسطُت كمشارل اعبزيرة العربية كالبًتاء ‪163‬كأـ اعبماؿ (حيث‬
‫أدل إذل دمار بعض التحصينات الركمانية‪ .)164‬يف اؼبقابل‪ ،‬تسبب زلزاال العامُت ‪ 447‬ـ‬
‫ك‪ 551‬ـ بدمار كبَت يف بصرل ‪ 165‬كجرش كالبًتاء‪ ،‬بينما طالت آثار الزلزاؿ الذم ضرب‬
‫اؼبنطقة يف ‪ 18‬كانوف األكؿ من العاـ ‪749‬ـ كل الشرؽ األدسل على ما يبدك‪ ،‬امتدادان من‬
‫غزة كصوالن إذل ببلد فارس‪ ،‬كتسبب يف دمار أـ اعبماؿ كبصرل بشكل خاص‪.166‬‬
‫ربدث ميشيل السورم يف أحد نصوصو عن مدل عنف ىذا الزلزاؿ‪ ،‬كأكد أنو تسبب يف‬
‫دمار كل من نول كدرعا كبصرل بالكامل ‪ ،‬أم يبكننا التيمُت بأف طور الدمار األكرب سببو‬
‫ىذا الزلزاؿ العائد إذل القرف الثامن اؼبيبلدم‪.‬‬
‫عيثر يف قرية امتاف (أك موثانا‪ – Mothana -‬حبسب اظبها القدصل) الواقعة جنويب جبل‬
‫العرب على نقش يتحدث عن إعادة بناء ركاؽ يف جادة كاف قد هتدـ بفعل زلزاؿ‪ ،‬كيذكر أف‬
‫قدـ من بصرل؛ إال إف النقش غَت مؤرخ لو لسوء‬ ‫إعادة البناء سبت ربت إشراؼ نائب ً‬
‫اغبظ‪.167‬‬
‫نعتقد أف السكاف حاكلوا أف يعيدكا ترتيبات مساكنهم القديبة عند إعادة بنائها‪ ،‬ؿباكلة‬
‫منهم لتقليص العمل إذل أقصى حد فبكن من خبلؿ إعادة استيداـ العناصر اؼبتوفرة يف‬
‫اؼبكاف‪ .‬إذان‪ ،‬كاف يتم يف البداية إعادة رفع اعبدراف األصلية جزئيان (أك كليان) لتفادم بناء‬
‫أساسات جديدة‪ ،‬كقد ارتبط إتقاف بناء ىذه اعبدراف بنوعية الكتل اغبجرية اؼبعاد‬
‫استيدامها‪ .‬بشكل عاـ‪ ،‬دل يتمكن السكاف من إعادة رفع الطوابق العلوية كال حىت األركقة‪،‬‬
‫لكنهم أعادكا استيداـ أطر األبواب قدر استطاعتهم؛ كيف حاؿ تعذرىم عن القياـ بذلك‬
‫كانوا يعيدكف بناء اؼبنافذ لكن دكف أطر‪ .‬شكلت األسقف اؼبشكلة الثانية‪ ،‬إذ نادران ما أعيد‬
‫رفع األقواس الداعمة‪ ،‬بل مت استبداؽبا بقوسُت أك ثبلثة أقواس أقل ارتفاعان يكبتت صنجاهتا‬
‫دكف إتقاف‪ .‬سانبت األقواس اعبديدة يف تقسيم الغرفة إذل ثبلث أك أربع معازب أقل عرضان‪،‬‬
‫فبا ساىم يف تسهيل عملية بناء األسقف (اللوحة ‪ 9‬جػ كاللوحة ‪ 10‬أ)‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫تشهد كل اؼبباشل اؼبعاد تشييدىا على‬
‫ؿباكالت جادة يف إخفاء النقص‬
‫الواضح للمعدات الضركرية إلعادة‬
‫البناء‪ :‬فاغبجارة غَت منحوتة كاألطر‬
‫غَت مزكدة باألثبلـ كاألقواس خالية من‬
‫اغبنيات اػبشبية‪ .‬تعود أسباب ذلك‬
‫الشكل‪ -20‬ترقيم صنجات العقد قبل إعادة رفعو يف اؼبسكن‬
‫إما إذل عدـ مهارة من يقوموف بأعماؿ‬
‫رقم ‪ 3‬يف كفر ناسج‬ ‫البناء أك إذل أف السكاف كانوا أفقر من أف‬
‫يتمكنوا من االستعانة حبرفيُت متيصصُت‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬صادفنا بعض األمثلة النادرة اليت تشهد على عناية خاصة يف إعادة البناء كما ىو‬
‫حاؿ اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬إذ مت تدعيم عدد من سواكفو اؼبكسورة‬
‫بدعامات جديدة مثلٌمة (مدخل الركاؽ الشرقي بشكل خاص)‪ .‬أعيد أيضان رفع كامل القوس‬
‫يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف كفر ناسج بعد ترقيم صناجتو األصلية (الشكل‪ ،168 )20‬كما مت‬
‫إغبلؽ الباب الذم يعلوه ساكف مكسور مزين بإكليل يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف خربة غزالة‪.‬‬
‫كاف ىذا الباب مفتوحان على الزقاؽ‪ ،‬كمت سده باستيداـ كتل حجرية صفت بعناية فائقة‪.‬‬
‫يبلحظ يف حاالت أخرل إعادة تركيب بعض القطع كيفما اتفق‪ :‬كما ىو حاؿ بعض أطر‬
‫األبواب اليت يرٌكبت بالعكس‪ .‬تعود اإلصبلحات إذل عهود ـبتلفة‪ ،‬إذ ن ٌفذ السكاف‪ ،‬ىم‬
‫أنفسهم‪ ،‬بعض ىذه اإلصبلحات بعد الزلزاؿ مباشرة‪ ،‬بينما ن ٌفذ الواصلوف اعبدد ‪-‬الذين‬
‫قدموا بعد عدة قركف‪ -‬بعضها اآلخر‪.‬‬
‫‪-3‬طور التوسيع‪:‬‬
‫حلٌت صفوؼ األقواس اؼببنية من اغبجارة غَت متقنة النحت ؿبل األقواس األصلية يف عدد‬
‫من القاعات اليت يشيٌدت يف ؿبيط اؼبساكن القديبة أك داخل أفنيتها (اللوحة ‪ 12‬أ ك ‪20‬أ)‪.‬‬
‫تشبو ىذه األقواس األقواس اليت قاـ الدركز ببنائها عندما استقركا يف أـ اعبماؿ بعد مركر بتلر‬
‫عليها بقليل‪ .169‬يقوؿ السكاف اغباليُت للمسكن رقم ‪ 2‬يف خربة غزالة كلبيت العلو يف‬

‫‪135‬‬
‫ألبل يف البثنية‪ :‬إف القاعات اعبديدة تعود إذل هناية الفًتة العثمانية كإذل فًتة االنتداب‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫‪-4‬مسألة االذباىات‪:‬‬
‫يبدك أف قرية كفر ناسج ىي القرية الوحيدة (بُت القرل اؼبدركسة) اليت وبمل ـبططها دليبلن‬
‫زمنيان يتضح من خبلؿ توجو مبانيها (الشكل‪ .)1‬إذا أمعنا النظر يف ىذا اؼبيطط‪ ،‬نبلحظ‬
‫أف مساكن القرية تراعي ؿبورين أساسيُت منحرفُت عن بعضهما دبقدار ‪ 14‬درجة‪ ،‬أم دبا‬
‫يتوافق مع فًتتُت زمنيتُت ـبتلفتُت‪ :‬ردبا كانت أقدمهما ( اليت سبثلها آثار اؼبسكنُت ‪ 3‬ك‪)4‬‬
‫سابقةن للفًتة اؼبسيحية‪ .‬يف الواقع‪ ،‬ال وبتفظ اؼبسكن رقم‬
‫‪( 3‬اؼبه ٌدـ بشدة) إال بغرفة حجلة يشاىد على بطنية‬
‫مفتاح عقدىا سبثاؿ نصفي لئللو الطفل حربوقراط ابن‬
‫الربة إيزيس (الشكل‪.)21‬‬
‫كذلك األمر‪ ،‬دل يبق من اؼبسكن رقم ‪ 4‬سول باب‬
‫يعلوه ساكف مزين بزخارؼ نباتية صبيلة جدان‪ .‬يف اؼبقابل‪،‬‬
‫وبتفظ كل من اؼبسكنُت ‪ 1‬ك‪ 2‬بركاؽ مع بوابة مقببة تعود‬
‫أعمدهتا الدكرية إذل القرنُت اػبامس كالسادس اؼبيبلديُت‬
‫الشكل‪ -21‬سبثاؿ نصفي لطفل الربة‬ ‫‪.170‬‬
‫إيزيس يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف كفر ناسج‬
‫ب‪-‬الزخارف المعمارية والمواضيع المنحوتة‪:‬‬
‫يف اغبقيقة‪ ،‬سبتاز مساكن البثنية بغٌت زخارفها اليت يًتكز كجودىا على العناصر اؼبعمارية‬
‫اؼبكونة من البازلت اغببييب كالسواكف كاألقواس كاألسقف‪.171‬‬
‫‪ -1‬الزخارؼ اؼبعمارية‪:‬‬
‫قل ما نشاىد الزخاؼ اؼبعمارية يف اؼبساكن‪ ،‬إال أهنا حاضرة بقوة يف غرؼ اغبجلة يف بيت‬ ‫ٌ‬
‫‪172‬‬
‫العلو يف ألبل كيف أركقة كاجهاتو كقاعاتو ‪ .‬ال وبتفظ ىذا اؼبسكن الكبَت (حبالة جيدة) إال‬
‫جبناحو الشمارل الذم يضم بعض العناصر اؼبميزة كأطر األبواب اؼبزينة باألفاريز‪ .‬على غَت‬
‫كتل حجر وية غَت متقنة النحت متٌ تنقَتىا هبدؼ تثبيت‬
‫اؼبعتاد‪ ،‬بنيت كاجهة اعبناح باستيداـ و‬
‫التلبيسة عليها‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫ترتكز عضادات القوس يف القاعة الرئيسية على قواعد أتيكية بتيجاف أيونية تعود إذل القرف‬
‫الثالث اؼبيبلدم‪ .‬إف ىذه العناصر اؼبعمارية عناصر أصلية‪ ،‬فبا ظبح بإرجاع بيت العلو إذل‬
‫الفًتة ذاهتا‪ .‬ربتفظ بعض اؼبساكن بأجزاء كبَتة نوعان ما من أركقتها كيبلحظ أف أغلب تيجاف‬
‫ىذه األركقة دكرية أك أهنا مشتقة من الطراز الدكرم‪ ،‬كقد نصادؼ تيجانان أيونية يف بعض‬
‫األحياف‪ .173‬تعود ىذه التيجاف إذل فًتة متأخرة (القرنُت اػبامس كالسادس اؼبيبلديُت) كما‬
‫ىو حاؿ اؼبساكن اليت تنتمي إليها‪.‬‬
‫‪ -2‬اؼبواضيع الزخرفية اؼبنحوتة‪:‬‬
‫شاىدنا الكثَت من الزخارؼ اؽبندسية كالزخارؼ النباتية البارزة‪ ،‬بينما دل نشاىد إال بعض‬
‫األمثلة عن التصاكير اغبيوانية كالبشرية‪ .‬يبكن تفسَت ذلك بأف ىذه اؼبساكن معاصرة للفًتات‬
‫التارىبية اليت حوربت فيها األيقونات كمت تطريقها بشكل منهجي‪ .‬تعترب األكاليل الورقية‬
‫اؼبًتافقة مع عقدة ىرقل ككذلك األكراؽ النباتية (مثل أكراؽ النييل كاألقنثة كغَتىا‪)...‬‬
‫الزخارؼ األكثر حضوران‪ ،‬كىي عادة ما تكوف منحوتة على سواكف األبواب كيف زكايا‬
‫األسقف كعلى العضادات أك على الصنجات السفلية لؤلقواس (يف بعض األحياف)‪ .‬ردبا‬
‫ربمل ىذه الزخارؼ قيمة رمزية لكن من الصعب فك طبلظبها‪ .‬كبت بعض ىذه الزخارؼ‬
‫جبمالية كبَتة‪ ،‬بينما كبت بعضها اآلخر بأسلوب مبسط‪ ،‬كال بد من دراستها دراسة معمقة‬
‫ؼبعرفة سبب ذلك‪ :‬اختبلؼ الفًتات الزمنية اليت نػي ٌفذت فيها‪ ،‬أـ اختبلؼ الورشات اليت‬
‫قامت بتنفيذىا؟‬
‫شوىد يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة تصوير إلنساف ؾبنح‪ ،‬كما شوىدت تصاكير بشرية يف‬
‫أماكن أخرل كاف أكثرىا إدىاشان التمثاؿ النصفي (اؼبذكور آنفان) لطفل إيزيس يف اؼبسكن‬
‫رقم ‪ 3‬يف كفر ناسج‪( ،‬الشكل ‪ .)21‬يبكننا االفًتاض بأف ىذا النحت يشَت إذل ديانة كثنية‬
‫استطاعت أف تصمد لفًتة ما خبلؿ اغبقبة اؼبسيحية‪ ،‬أك أف بناء اؼبسكن ككبت التمثاؿ سبا‬
‫قبل اعتماد اؼبسيحية كديانة رظبية يف العاـ ‪ 380‬كقبل منع كل الديانات الوثنية يف العاـ‬
‫‪.391‬‬
‫تشاىد زخرفة أخرل تضم تصاكير بشرية على بطنية مفتاح العقد يف القاعة الرئيسية للجناح‬
‫الشمارل يف بيت العلو يف ألبل‪ :‬إكليل كرقي كبت داخلو بركفيل لوجهُت متقابلُت‪ .174‬بكل‬

‫‪137‬‬
‫موضوع كثٍت مرتبط بتوأـ األسطورة اليونانية‪-‬الركمانية كاستور‬
‫و‬ ‫يعرب ىذا النحت عن‬
‫تأكيد‪ٌ ،‬‬
‫كبولوكس كما ؽبما من خواص تعويذية‪.‬‬
‫تش ٌكل الزخارؼ اؼبسيحية ؾبموعة ثانية من األدلة ضمن إطار إشكاالتنا اؼبتعلقة بالتسلسل‬
‫الزمٍت‪ .‬تنتشر ىذه الزخارؼ يف بعض مساكن قرييت ؿبجة ككفر مشس‪ ،‬لكنها غائبة يف قرل‬
‫أخرل‪ .‬عندما قمنا بدراسة ىذه الزخارؼ دراسة تفصيلية الحظنا ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬بعضها غائر مقارنة مع سطح اغبجر األملس‪ ،‬أم ردبا أضيفت الحقان‪.‬‬
‫‪ -‬قد يتوافق بعضها اآلخر مع مواضيع كثنية أعيد كبتها كمت تنصَتىا‪.‬‬
‫‪ -‬بينما يكبت بعضها على عناصر معمارية ردبا أضيفت الحقان إذل اؼبباشل األصلية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الزخارؼ اؼبسيحية الغائرة مقارنة مع سطح اغبجر األملس‪:‬‬
‫شوىدت ثبلثة أمثلة عن زخارؼ بارزة‬
‫كبتت ضمن مساحة غائرة‪ :‬الصليب‬
‫اؼبنحوت على ساكف مدخل البهو‬
‫الشرقي للمسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة‪،‬‬
‫كالصليب اؼبنحوت على ساكف‬
‫مدخل القاعة الرئيسية يف اؼبسكن رقم‬
‫‪ 1‬يف كفر مشس (الشكل‪ )22‬ككذلك‬
‫الشكل‪ -22‬طغراء منحوتة بشكل غائر يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر‬ ‫نقش التضرع لئللو األحد اؼبنقوش‬
‫مشس‬
‫بشكل غائر على إحدل الصنجات السفلية لقوس القاعة نفسها‪.‬‬
‫عادة ما تنحت الزخارؼ النباتية الوثنية بشكل باروز‪ ،‬ىذا فبا يدفعنا إذل االعتقاد بأف ىذه‬
‫الزخارؼ اؼبسيحية أضيفت الحقان كأف اؼبساكن اليت تضمها تعود إذل حقبة سابقة النتشار‬
‫اؼبسيحية‪.‬‬
‫اؼبنصرة‪:‬‬
‫ب‪ -‬الزخارؼ الوثنية ٌ‬
‫يتصف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة بغناه بالزخارؼ كبالرموز اؼبسيحية‪ ،‬لكن علينا أف مبيز بُت‬
‫الزخارؼ اؼبنحوتة عاليان ‪ ،‬أم تلك اليت يصعب الوصوؿ إليها‪ ،‬كبُت الزخارؼ اليت يسهل‬
‫صنٌفت اجملموعة األكذل ضمن فئة الزخارؼ الوثنية‪ :‬غصن‬ ‫الوصوؿ إليها كبالتارل تعديلها‪ .‬ي‬

‫‪138‬‬
‫كرمة كعُت اعباموس كالزخارؼ النباتية اؼبنحوتة على األطناؼ الزاكيٌة لقاعة القوس كآؽبة‬
‫زخارؼ مسيحية‪:‬‬
‫ى‬ ‫النصر اجملنحة على ببلطة السقف الوسطى‪ ،‬بينما اعتربت اجملموعة الثانية‬
‫الزخاؼ اؼبنحوتة على ساكف مدخل القاعة كعلى عضادات قوس القاعة ذاهتا‪.‬‬
‫يزين الساكف دبزىريتُت (كبتتا على جانيب إكليل فيو صليب) ىبرج منهما غصنا كرمة‪ .‬إذا ما‬
‫مطرقة على جانيب اإلكليل‬ ‫قمنا بتسليط ضوء قريب على الساكف يبلحظ كجود مناطق ٌ‬
‫كربت هنايات غصٍت الكرمة (الشكل‪.)23‬‬
‫ككبت الصليب داخل اإلكليل فوؽ زخرفة أكثر قدمان على‬ ‫أزيلت عقدة ىرقل من اإلكليل ي‬
‫ما يبدك‪ ،‬كمت ٌحز صليب على إحدل اآلنيتُت‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬توحي ىذه التفاصيل اؼبيتلفة‬
‫بأنو مت كبت الزخارؼ اؼبسيحية فوؽ زخرفة أكثر قدمان‪.‬‬
‫ٌيزين عضادة القوس الغربية يف القاعة الرئيسية للمسكن ذاتو إكليبلف أك باألحرل سواراف‬
‫ؾبدكالف (مرصعاف باألحجار الكريبة)‬
‫طرؽ مشبكهما‪ .‬يضم السوار األكؿ‬ ‫ٌ‬
‫زخرفة الوردة‪ ،‬بينما يضم السوار الثاشل‬
‫صليبان هبانبو حرفا ألفا كأكميغا‪ .‬على‬
‫عكس السوار الذم يضمو يظهر‬
‫الصليب دبظهر خشن‪ ،‬فبا يدفعنا إذل‬
‫الشكل‪ -23‬الساكف اؼبعاد كبتو يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة‬
‫االفًتاض بأنو نفذ فوؽ زخرفة سابقة‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬يزين العضادة الشرقية سوار ؾبدكؿ كاحد فقط يضم صليبان يونانيان كعنقودم‬
‫عنب‪ ،‬كهبانبو شجرتاف (جبذعُت ؾبدكلُت) صورتا بشكل بسيط جدان‪ .‬إف أكثر ما يلفت‬
‫االنتباه يف ىاتُت العضادتُت ىو التناقض اغباصل بُت مظهر األكاليل اؼبنحوتة و‬
‫بتأف كجبمالية‬
‫عالية كبُت مظهر الرموز اؼبسيحية اؼبن ٌفذة على عجل نوعان ما ‪. 175‬‬

‫‪139‬‬
‫ال ربمل الزخارؼ اؼبنحوتة يف زاكيا السقف أم‬
‫داللة مسيحية‪ ،‬بينما ربمل الببلطة اؼبتوسطة يف‬
‫اؼبعزبة اعبنوبية زخرفة (مثَتة لبلىتماـ) مؤلفة من‬
‫ثبلثة ذباكيف غائرة مربعة الزكايا تفصلها عن‬
‫بعضها تعرجات الصليب اؼبعقوؼ كربيط هبا‬
‫جديلة‪ .176‬يضم التجويفاف اعبانبياف زخارؼ‬
‫الشكل‪ -24‬ربة نصر منصرة يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة‬
‫نباتية‪ ،‬بينما يضم التجويف اؼبركزم تصويران‬
‫إلنساف ؾبنٌح تعلو رأسو قلنسوة عالية كوبمل يف‬
‫يديو إكليلُت (مطرقُت) يبلمساف اعبديلة اؼبؤطرة للببلطة (الشكل ‪ .)24‬من اؼبؤكد أف ىذا‬
‫التصوير يبثل ربة النصر‪ ،‬كقد نقش على جانبيها اغبرفاف اليونانياف ألفا ك أكميغا‪ .‬حىت كلو‬
‫كنا غَت مقتنعُت سبامان بتنصَت الزخارؼ األخرل اليت شاىدناىا يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة‪،‬‬
‫يبدك لنا تنصَت ىذا الزخرؼ أكثر كضوحان‪ ،‬خاصة مع التطريق اعبزئي كاألخرؽ لئلكليلُت‬
‫(بسبب ارتفاع السقف)‪ :‬ردبا كمحاكلة إلظهار ربة النصر ككأهنا مبلؾ األيقونات اؼبسيحية‪.‬‬
‫‪ -3‬زخارف مسيحية مرتبطة بإصالحات طالت المساكن‪:‬‬
‫ذكرنا سابقان ركاؽ كاجهة اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف كفر مشس اؼبستند على أعمدة تعود إذل القرنُت‬
‫اػبامس كالسادس اؼبيبلديُت‪ ،‬كعلى ىذا األساس أيرخ للمسكن‪ .‬دل ى‬
‫يبق من ىذه األعمدة إال‬
‫سبعة أعمدة فقط ؿبفوظة أماـ اؼببٌت الشمارل‪ ،‬علمان بأف الركاؽ كاف فبتدان حىت اعبناح‬
‫الشرقي (اؼبه ٌدـ) اؼبتعامد معو‪ .‬يبلحظ أف العمودين اؼبؤطرين ؼبدخل قاعة القوس الرئيسية‬
‫أيونياف‪ ،‬بينما كل األعمدة الباقية ىي دكرية أك إهنا مشتقة من األعمدة الدكرية حىت كلو‬
‫ظهرت بشكل ـبتلف نوعان ما‪ .‬يبلحظ أيضان أف األعمدة ال تصطف بشكل مواز للواجهة‬
‫كأف اؼبسافات الفاصلة بينها غَت منتظمة‪ ،‬كما أف السقف مائل (اللوحة ‪ .)5‬توحي كل ىذه‬
‫التفاصيل اؼبيتلفة بأف ىذا الركاؽ ليس أصليان‪ ،‬كبأنو شيٌد مكاف ركاؽ أقدـ منو يشهد على‬
‫كجوده صف األطناؼ األصلية اليت يأخذ بركفيلها شكل الصافرة‪ .‬ىوبمل عتب الركاؽ رموزان‬
‫مسيحية ناتئة غَت متقنة النحت يتوافق تارىبها مع تاريخ األعمدة الذم اقًتحو جػ‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫دنتزر‪.‬فيدم )‪،(J.Dentzer-Feydy‬‬
‫أم مع الفًتة اليت شيٌد فيها ىذا الركاؽ‪،‬‬
‫لكنها ال تعطي فكرة عن تاريخ إشادة‬
‫اؼبسكن‪.‬‬
‫كبتت طغراء اؼبسيح اػباصة باؼبسكن رقم‬
‫‪ 11‬يف ؿبجة كسط الساكف اؼبكسور‬
‫فوؽ مدخلو الشرقي‪ .‬بكل تأكيد‪ ،‬يكسر ىذا الساكف إثر أحد الزالزؿ‪ ،‬كقد مت تدعيمو‬
‫باستيداـ دعامة تسبٌبت يف تقليص‬
‫عرض اؼبدخل كيف إزاحة الزخرفة عن اؼبركز‬
‫الشكل‪ –25‬طغراء على ساكف اؼبدخل الشرقي للمسكن رقم‬
‫‪ 11‬يف ؿبجة‬
‫(الشكل‪ .)25‬بناءن عليو‪ ،‬نستنتج بأف‬
‫الطغراء تعود إذل فًتة سابقة غبدكث الزلزاؿ‪ .‬مت إصبلح سقف إحدل غرؼ الطابق العلوم‬
‫للبناء اعبنويب يف اؼبسكن نفسو باالستعانة دبواد معاد استيدامها‪ :‬دبا فيها الساكف اؼبزين‬
‫بالصلباف الثبلثة‪ .‬يرِّكب الساكف حبيث تشاىد الرموز الثبلثة بوضوح‪ ،‬ىذا فبا يؤكد بأف من‬
‫قاـ هبذه اإلصبلحات ىم سكاف مسيحيوف‪.177‬‬
‫‪ -4‬زخارف مسيحية أخرى‪:‬‬
‫يبكن أف نضيف إذل فئة الزخارؼ اؼبسيحية بعض الصلباف اؼبنحوتة غالبان على أطر األبواب‪.‬‬
‫ال تش ٌكل ىذه الصلباف دليبلن نسبيان لتأريخ اؼبساكن‪ ،‬لكنها تشهد على أف مسيحيُت قطنوىا‬
‫(كلو مؤقتان) قبل الزلزاؿ اؼبدمر على األرجح‪ .‬الحظنا يف اغبالتُت اليت استطعنا فيهما أف مبيٌز‬
‫ىذه الصلباف بأف كجودىا يًتٌكز على إطار باب غرفة كاحدة فقط من غرؼ اؼبسكن‪ ،‬فهل‬
‫يبكن لذلك أف يشَت إذل كظيفة خاصة تضطلع هبا الغرفة اؼبعنية ؟‬
‫نيقشت سبعة صلباف على األقل بطريقة اعتباطية على إطار باب قاعة القوس الصغَتة يف‬
‫الطرؼ الغريب من اعبناح الشمارل للمسكن رقم ‪ 2‬يف كفر مشس ( اللوحة ‪ 2‬الغرفة ‪،)009‬‬
‫يبثل أحدىا صليب الراىب السورم جاؾ‪ :‬ردبا فبا يدؿ على أف مسيحيُت يعتنقوف اؼبذىب‬
‫القائل بالطبيعة الواحدة للمسيح قطنوا اؼبسكن‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬دل نشاىد رموزان مسيحيةن يف خربة‬

‫‪141‬‬
‫غزالة إال يف اؼبسكن رقم ‪ ،2‬حيث يحٌزت بعض الصلباف على دعامات باب قاعة القوس‬
‫اؼبنهارة اؼبفتوحة على فناء اؼبسكن‪.‬‬
‫تشكل كل التفاصيل اؼبتعلقة بتقنيات البناء كإعادة البناء‪ ،‬ككذلك تلك اؼبتعلقة بالزخرفة‪،‬‬
‫سلسلة من األدلة اليت تسمح لنا بوضع عدة فرضيات للتأريخ‪.‬‬
‫إذا ما ربدثنا عن الفًتة اليت بينيت فيها ىذه اؼبساكن‪ ،‬نفًتض بناءن على اؼبعطيات السابقة بأف‬
‫بيت العلو يف ألبل يعود إذل القرف الثالث اؼبيبلدم‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يدفعنا كجود التمثاؿ النصفي‬
‫لطفل إيزيس يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف كفر ناسج إذل االفًتاض بأف اؼبسكن بٍت قبل ربرصل‬
‫تيودكس )‪ (THeodose‬للوثنية يف العاـ ‪391‬ـ‪ ،‬بينما يعود اؼبسكناف رقم ‪ 1‬كرقم ‪ 2‬يف‬
‫كفر ناسج كاؼبسكن رقم ‪ 3‬يف ؿبجة إذل القرنُت اػبامس كالسادس اؼبيبلديُت‪ .‬بدكرىا‪ ،‬تعود‬
‫نصرة إذل‬
‫الرموز اؼبسيحية الغائرة مقارنة مع السطح األملس للحجر ككذلك الزخارؼ الوثنية اؼبي ٌ‬
‫فًتة الحقة لصدكر قانوف ميبلف ‪( 313/312‬الذم ظبح حبرية األدياف)‪ ،‬لكنها موجودة يف‬
‫و‬
‫مباف ردبا ىي مشيدة قبل صدكر ىذا القانوف‪.‬‬
‫يبدك أف السكاف قاموا ببعض التصليحات يف مساكنهم بعد الزلزاؿ بفًتة كجيزة (ىذا إذا دل‬
‫يكن بعده مباشرة) مستيدمُت الوسائل القليلة اؼبتاحة ؽبم‪ .‬ما يدىش حقان ىو إصرار ىؤالء‬
‫السكاف على إعادة ترتيب مساكنهم األصلية كما كانت عليو سابقان‪ .‬ىذا ما نلمسو خاصة‬
‫يف بيت العلو يف ألبل من خبلؿ استيداـ تلبيسات تزيينية رباكي التلبيسات القديبة ككذلك‬
‫يف اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة من خبلؿ إعادة بناء اؼبدخل الغريب الذم ترؾ آثاران تثبت‬
‫كجوده (اللوحة ‪ 12‬أ‪ .) 13 ،‬يبدك أف قاطٍت اؼبسكن كانوا مسيحيُت‪ ،‬إذ قاموا بإصبلح‬
‫ساكف اؼبدخل الشرقي دكف أف يقوموا بتطريق طيغراء اؼبسيح اليت تزينو‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬ال ربمل‬
‫زخرفة ساكف اؼبدخل الغريب اعبديدة أم رمز مسيحي‪ :‬إكليل (مع عقدة ىرقل) يؤطره‬
‫سعفتا لبيل‪ .‬يبدك أف من قاـ بإعادة رفع ركاؽ الواجهة يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف كفر مشس ىم‬
‫مسيحيوف أيضان‪ .‬استطاع اؼبسيحيوف أف هبهركا علنان انتماءىم الديٍت حىت هناية الفًتة األموية‪،‬‬
‫كردبا حىت بداية الفًتة العباسية ‪ .178‬تسمح ىذه األدلة بافًتاض حدكث الزلزاؿ بعد انتشار‬
‫الديانة اؼبسيحية يف الريف اغبوراشل‪ ،‬أم بعد العاـ ‪ 380‬من كل بد‪ .‬يس ٌجل حدكث عدد من‬
‫غبقت بعض ىذه الزالزؿ أضراران كبَتة دبساكن‬ ‫اؽبزات األرضية كردبا كاف الكثَت منها عنيفان‪ .‬أى ٍ‬

‫‪142‬‬
‫أم زلزاؿ كاف لو األثر األكثر تدمَتان‪ .‬إذا ما‬
‫منطقة جنوب سورية‪ ،‬لكن من الصعب ربديد ٌ‬
‫استبعدنا الزلزاؿ اؼببكر الذم حصل يف العاـ ‪ ،363‬قد يكوف الزلزاؿ اؼبدمر ىو زلزاؿ العاـ‬
‫‪551‬ـ ‪ 179‬أك العاـ ‪749‬ـ أك ردبا العاـ ‪756‬ـ أك حىت أحد الزالزؿ اليت ضربت اؼبنطقة يف‬
‫ما بعد‪ .‬تقودنا معرفتنا اغبالية عن الزالزؿ كتأثَتاهتا على عمارة اؼبنطقة إذل التفكَت بزلزاؿ العاـ‬
‫‪749‬ـ ‪ ،‬إذ كاف قويان جدان لدرجة أنو تسبب يف تدمَت بصرل كأـ اعبماؿ‪ ،‬كيبدك أف تأثَته‬
‫اؼبدمر طاؿ حىت البثنية‪.‬‬
‫دل يهجر السكاف مساكنهم عند حدكث الزلزاؿ اؼبدمر‪ ،‬لكن كوارث أخرل ىي اليت دفعتهم‬
‫لفعل ذلك بُت القرنُت العاشر كاػبامس عشر اؼبيبلديُت‪ ،180‬إذ عرفت القرل يف تلك الفًتة‬
‫البفاضان كبَتان يف عدد السكاف من الصعب ربديد زمن حدكثو بدقة كال حىت مدة‬
‫استمراره‪ .181‬إذا ما عدنا إذل النصوص التارىبية‪ ،‬نبلحظ أف االضطرابات بدأت يف اؼبنطقة‬
‫منذ سقوط اػببلفة األموية أك حىت قبل ذلك‪ ،‬أم مع انتشار كباء الطاعوف بُت العامُت‬
‫‪ 543‬ك‪544‬ـ؛ لكن من الصعب زبمُت حجمها أك تأثَتىا على كل قرية على حدا أك‬
‫على اؼبنطقة ككل‪ .182‬يصعب أيضان ربديد الزمن الذم مت فيو إعادة استيطاف اؼبساكن‬
‫كإعادة ترتيبها‪ .‬قاـ السكاف الدركز ببعض أعماؿ إعادة البناء جنويب اللجاة كيف جبل العرب‬
‫بدءان من القرف الثامن عشر‪ ،‬لكنهم دل يستقركا يف السهل بسبب صعوبة الدفاع عنو‪ .‬إف‬
‫اؼبعلومات الوحيدة اليت يف حوزتنا ىي اؼبعلومات اليت زكدنا هبا سكاف مساكن خربة غزالة‬
‫كألبل‪ .‬تقوؿ ىذه اؼبعلومات (اليت دل نتأكد من صحتها بعد) بأنو سبت إعادة استيطاف‬
‫اؼبساكن كترميمها ككذلك توسيعها (من خبلؿ إضافة قاعات قوس متعددة) يف الفًتة‬
‫تعرض لقصف الطَتاف‬ ‫العثمانية (حواذل العاـ ‪)1850‬؛ ك تقوؿ أيضان بأف بيت العلو ٌ‬
‫الفرنسي بعد أف التجأ إليو بعض الدركز أثناء ثورهتم يف العاـ ‪.1925‬‬
‫اػببلصة‪:‬‬
‫ظبحت دراسة عينة مؤلفة من عشرين مسكنان منتشران يف ست قرل يف ىضبة حوراف بتكوين‬
‫فكرة كاضحة عن العمارة السكنية يف اؼبنطقة يف العهدين الركماشل كالبيزنطي (كحىت بعد‬
‫ذلك)‪ .‬تعكس ىذه اؼبساكن صفات خاصة (على مستول اؼبيططات كالًتتيب العاـ كعلى‬
‫مستول تقنيات البناء) ميزت منطقة جنوب سورية عن غَتىا من اؼبناطق اجملاكرة‪ .‬سبيزت ىذه‬

‫‪143‬‬
‫اؼبساكن أيضان خبصائص أخرل مثل إتقاف بنائها كاتساعها كغناىا بالزخارؼ‪ ،‬فبا عكس‬
‫بدكره غٌت سكاف ىذا السهل اؼبرتفع‪.‬‬
‫يقوـ مبدأ اؼبساكن على عدد من اؼبباشل اؼبنتظمة حوؿ فناء مغلق كليان‪ ،‬كىو مبدأ ال وبمل‬
‫أم خصوصية إذ إنو شائع يف العمارة السكنية القركية اػباصة دبنطقة حوض البحر األبيض‬
‫اؼبتوسط‪ ،183‬كيتمثل اؽبدؼ منو حبماية اػبصوصية العائلية كاالحًتاز من اؼبتطفلُت احملتملُت‬
‫كمن اغبيوانات الشاردة‪ .‬من البديهي أيضان أف تبٌت األسقف من الببلطات اغبجرية يف منطقة‬
‫زبلو من األخشاب‪ ،‬كىي تقنية بناء ؿبلية مت تبنيها بدافع االستغناء عن استَتاد مواد البناء؛‬
‫لكنها غَت مبتكرة‪ ،‬إذ مت تبٍت حلوؿ فباثلة أك مشاهبة يف بعض اؼبناطق اؼبفتقرة لليشب مثل‬
‫النقب كاؼبناطق البازلتية األخرل اجملاكرة كاعبوالف كالضفة الغربية ( يستوجب التنويو ىنا إذل‬
‫أف ىذه اؼبناطق اؼبقسمة اليوـ بسبب الظركؼ السياسية كانت تعترب منطقة كاحدة يف ذلك‬
‫العهد)‪.‬‬
‫تيعترب تقنية القوس الداعم تقنية ركمانية حلٌت ؿبل تقنية الدعامة اؼبركزية اؼبستيدمة منذ‬
‫األلفية الثالثة على األقل‪ .‬ال يتوفر لدينا مثاؿ عن العمارة السكنية اؽبلنستية‪ ،‬لكننا نعتقد بأف‬
‫إدخاؿ القوس كاف ناصبان يف األصل (داخل اؼبنطقة البازلتية) عن ربوؿ مبوذج القاعة اؼبستطيلة‬
‫كغرفتها اؼبلحقة الصغَتة اليت توازيها ارتفاعان إذل مبوذج الوحدة اؼبعمارية اؼبؤلفة من قاعة القوس‬
‫الكبَتة كالعالية كغرفها اؼبلحقة اؼبنتظمة ضمن طابقُت‪ .‬يعترب الركاؽ عنصران ركمانيان أيضان‬
‫كيشاىد بأشكالو اؼبيتلفة البسيطة كاؼبضاعفة مع قناطر أك أعمدة‪ 184‬أك حىت مع مدخل‬
‫مقبب‪ .‬ساىم الركاؽ يف زيادة ارتفاع اؼبسكن كيف إبراز الواجهات‪ .‬استعاف سكاف البثنية‬
‫األغنياء بأمهر اغبرفيُت القادرين على تنفيذ أفضل التقنيات‪ ،‬كاتسمت مساكنهم بغناىا‬
‫بالزخارؼ اؼبنحوتة اليت تعترب جزءان من ؾبموعة متجانسة من رموز معظمها تعويذية‪ :‬سيطر‬
‫عليها اإلكليل الورقي اؼبًتافق مع عقدة ىرقل‪.‬‬
‫يبلحظ أف كل أنواع اؼبيططات حاضرة بدءان من اؼبيطط الذم يأخذ شكل اغبرؼ ”‪“L‬‬
‫كانتهاءن باجملمع اؼبغلق كليان‪ ،‬مع مساحات تًتاكح بُت ‪ 400‬إذل ‪ 1700‬ـ‪ 2‬حبسب أنبية‬
‫صصت بعض ىذه اؼبساكن لًتبية اؼباشية‪ ،‬كضم بعضها‬ ‫أماكن تربية اؼبواشي كالتيزين‪ .‬يخ ٌ‬
‫اآلخر كحدات االستقباؿ باإلضافة إذل اإلسطببلت‪ ،‬بينما خلت مساكن أخرل من‬

‫‪144‬‬
‫اإلسطببلت ‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬اقتصر كجود الشقق اػباصة على الطابق العلوم‪ .‬على العكس من‬
‫اؼبتوقع كجوده يف ىذا السهل اؼبشهور بزراعة اغببوب‪ ،‬دل نتمكن من التعرؼ إال على ثبلثة‬
‫ـبازف للحبوب يف قريتُت كاقعتُت يف أقصى اعبنوب‪ ،‬فبا دفعنا إذل االفًتاض بأف القرل‬
‫الشمالية تنتمي إذل نطاؽ البثنية اإلمرباطورم حيث كانت ترسل اغببوب مباشرة بعد‬
‫حصادىا‪.‬‬
‫اؼبميزة الطبقة اؼبيسورة اؼبؤلفة من مالكُت عقاريُت يقوموف ىم أنفسهم‬
‫زبص ىذه اؼبساكن ى‬
‫باستثمار أراضيهم‪ ،‬أك مالكُت غَت مستثمرين ‪ 185‬من أعياف مدف‪ 186‬كعسكريُت كؿباربُت‬
‫قدماء‪ 187‬أك حىت مستوطنُت‪ ،188‬ككذلك اغبرفيُت اؼبتيصصُت‪ 189‬كالتجار كالصرافُت كالوالة‬
‫الذين ال يبكن أف تكوف مواردىم ناصبة عن خَتات األرض فقط؛ كلو ثبيتت صحة الفرضية‬
‫القائلة بأف البثنية تابعة لؤلمبلؾ اإلمرباطورية‪ ،‬فلردبا ٌتوزع القيموف على إدارهتا يف قراىا‪.190‬‬
‫على الرغم من التأثر الكبَت ؽبؤالء النببلء باغبضارة الركمانية (الذم يبكن تلمسو بشكل‬
‫خاص من خبلؿ الكتابات اؼبنقوشة على اؼبسبلت اعبنائزية) إال إهنم قاموا بتصميم منازؽبم‬
‫كفق تقنيات البناء احمللية التقليدية‪ ،‬إذ إننا دل نعثر على أم أثر لنظاـ الفيبل الركماشل اؼبتمثلة‬
‫بًتتيبها الثنائي‪ :‬اعبزء اؼبديٍت كاعبزء الريفي‪.‬‬
‫تبقى مشكلة التسلسل الزمٍت ىي اؼبشكلة األكرب‪ ،‬إذ ال يتوفر لدينا إال بعض األدلة النادرة‬
‫(اؼبستيلصة بشكل رئيسي من العناصر اؼبعمارية كالزخارؼ اؼبنحوتة) اليت ظبحت باقًتاح‬
‫فرضيات هبب تأكيدىا يومان ما باالعتماد على أعماؿ التنقيب كالسرب‪ .‬تشَت ىذه األدلة إذل‬
‫فًتة تشييد طويلة نسبيان استمرت على الوتَتة ذاهتا تقريبان من القرف الثالث إذل القرف السادس‬
‫اؼبيبلديُت‪ ،‬لكن طورىا األكثر ديناميكية كاف بُت القرنُت اػبامس كالسادس اؼبيبلديُت‪ .‬يبدك‬
‫أف زلزاؿ العاـ ‪ 746‬ىو الذم أغبق أضراران كبَتة بكل قرل اؼبنطقة‪ ،‬لكنو دل يتسبب هبجر‬
‫سكاهنا ؽبا‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬قاـ القركيوف‪ ،‬ىم أنفسهم‪ ،‬بإعادة بناء مساكنهم‬
‫باالستعانة بكل ما توفر ؽبم من كسائل‪ ،‬لكنهم دل يتمكنوا من إعادة رفع الطوابق العلوية كال‬
‫األركقة كال حىت األقواس الداعمة الكبَتة؛ إذ إهنم أصبحوا ال يبتلكوف األدكات الضركرية‬
‫لنحت كتل حجرية متوازية السطوح كمنتظمة أك حىت أثبلـ ألطر األبواب‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬أظهر‬
‫السكاف مهارة كبَتة يف إعادة استيداـ العناصر اجمللوبة من الركاـ اؼبنهار‪ ،‬ؿباكلة منهم إلعادة‬

‫‪145‬‬
‫ترتيب مساكنهم كما كانت سابقان لتؤدم (قدر اإلمكاف) الوظائف ذاهتا اليت كانت تؤديها‬
‫قبل الكارثة‪.‬‬
‫تبدك ىذه االستنتاجات ضعيفة نوعان ما‪ ،‬لكننا ما زلنا يف طور التوثيق كصبع البيانات‬
‫اؼبيدانية‪ .‬على األقل‪ ،‬يبكننا االعتماد على البيانات اؼبتوفرة لتكوين فكرة كاضحة عن مساكن‬
‫البثنية كاقًتاح إجراء بعض اؼبقارنات مع اؼبعلومات اؼبستيلصة من الزخارؼ اؼبنحوتة‬
‫كالنقوش‪ .‬لن تتوقف دراستنا ؼبساكن اؼبنطقة عند ىذا اغبد‪ ،‬بل سنقوـ أيضان بدراسة مساكن‬
‫قرية نول لننتقل بعد ذلك باذباه جبل العرب كاللجاة؛ كل ذلك هبدؼ ربديد اؼبيزات‬
‫اؼبعمارية كالوظائفية اػباصة باؼبنطقة‪.‬‬
‫هبب التذكَت أخَتان بأف اؼبساكن القديبة معرضة للزكاؿ خبلؿ العقود القادمة إذا استمرت‬
‫كتَتة تدىورىا اليت بدأت منذ حواذل ثبلثُت عامان (كما ىو كاضح من خبلؿ الصور اليت‬
‫التقطتها البعثة الفرنسية يف منطقة جنوب سورية)‪ .‬يبكن تلييص أسباب ىذا التدىور هبجر‬
‫سكاهنا ؽبا كبالتوقف عن صيانتها دكريان‪ ،‬ككذلك بأعماؿ التمدين كأعماؿ السلب اليت تؤدم‬
‫إذل زبريبها‪ .‬إذان‪ ،‬تعود أنبية العمارة السكنية القديبة إذل حالة حفظها (اعبيدة نسبيان) اليت‬
‫سانبت يف فهم ترتيب اؼبباشل ككظيفتها كيف فهم تنظيم القرل أحيانان‪ ،‬كتعود كذلك إذل‬
‫تقنيات البناء اؼبستيدمة كإذل الزخارؼ اؼبيتلفة اليت تزينها‪ .‬هبب صبع كل اؼبعلومات اؼبتعلقة‬
‫هبذه اؼبساكن بأسرع كقت فبكن‪ ،‬إذ يبكن ؽبا أف تساىم يومان ما يف رسم الصورة األكثر‬
‫مصداقية عن ماىية اجملتمع القركم القدصل يف منطقة جنوب سورية‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫اللوحة‪ :1‬خريطة اؼبواقع اؼبدركسة‬

‫‪147‬‬
‫اللوحة‪2‬‬

‫خريطة حالية للجزيرة اؼبؤلفة من أربعة مساكن يف كفر مشس (نفذىا اؼبهندسوف اؼبعماريوف‪ :‬ديبا شاىُت‪ ،‬أ‪ .‬زين الدين‪ ،‬أ‪ .‬ابراىيم)‬

‫‪148‬‬
‫اللوحة ‪3‬‬

‫اقًتاح ترميم اؼبيطط األصلي عبزيرة اؼبساكن األربعة يف كفر مشس‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫اللوحة ‪ 4‬اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر مشس (بيت اغبمداف‪)1‬‬

‫‪150‬‬
‫اللوحة‪ :5‬اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف كفر مشس (بيت أبو شاىُت)‬

‫‪151‬‬
‫اللوحة‪ :6‬اؼبسكن رقم‪ 1‬يف كفر ناسج (بيت تركية)‬

‫‪152‬‬
‫اللوحة‪ :7‬بيت العلو يف ألبل‬

‫‪153‬‬
‫اللوحة‪ :8‬بيت العلو يف ألبل‬

‫‪154‬‬
‫اللوحة‪ :9‬اؼبسكن رقم‪ 3‬يف ؿبجة (دار جيلم(‬

‫‪155‬‬
‫اللوحة‪ :10‬اؼبسكن رقم‪ 3‬يف ؿبجة (دار جيلم(‬

‫‪156‬‬
‫اللوحة‪ :11‬اؼبسكن رقم‪ 11‬يف ؿبجة‬

‫‪157‬‬
‫اللوحة‪ :12‬اؼبسكن رقم‪ 11‬يف ؿبجة‬

‫‪158‬‬
‫اللوحة‪:13‬اؼبسكن رقم‪ 4‬يف ؿبجة‬

‫‪159‬‬
‫(اؼبهندساف‬ ‫اللوحة‪ :14‬ـبطط حارل للجزيرة السكنية اؼبؤلفة من ثبلثة مساكن يف خربة غزالة‬

‫اػبَت كك‪.‬ريس(‬
‫(اؼبهندساف اؼبعمارياف‪ :‬سناء ٌ‬

‫‪160‬‬
‫اللوحة‪ :15‬مسكن يف خربة غزالة (قصر الزريب)‬

‫‪161‬‬
‫اللوحة‪ :16‬اؼبسكن رقم‪ 1‬يف خربة غزالة (قصر الزريب)‬

‫‪162‬‬
‫اللوحة‪ :17‬اؼبسكن رقم‪ 2‬يف خربة غزالة (بيت اؼبهادم)‬

‫‪163‬‬
‫اللوحة‪ :18‬اؼبسكناف‪ D‬ك‪ E‬يف معربا‬

‫‪164‬‬
‫اللوحة‪ :19‬اؼبسكن رقم‪ 3‬يف خربة خزالة‬

‫‪165‬‬
‫اللوحة‪ :20‬اؼبسكن رقم‪ 3‬يف خربة خزالة‬

‫‪166‬‬
‫اللوحة‪ :21‬قصر معربا‬

‫‪167‬‬
‫اللوحة‪ :22‬قصر معربا‬

‫‪168‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ .1‬بالنسبة ؽبذا الربنامج اقرأ مقدمة ج‪.‬ـ‪ .‬دنتزر كاؼببلحظة‪ 1‬اليت كتبها‪.‬‬
‫‪.2‬ضمن إطار عمل البعثة الفرنسية يف منطقة جنوب سورية‪.‬‬
‫‪3.ABEL 1933،،P. 275.‬‬
‫‪4.DUSSAUD 1927،P. 323-325.‬‬
‫‪5. Dictionnaire de la Bible،1.2،1926،col. 1255،1487-1490.‬‬
‫‪6.PAULY-WISSOWA،،1899،COL. 115-118.‬‬
‫‪.7‬اؼبوسوعة اإلسبلمية ‪ ،1960 ،‬ص‪.1126 .‬‬
‫‪8.Dictionnaire de la Bible،1.2،1926،col. 1255.‬‬
‫‪9.DUSSAUD 1927،P. 323 ; REY-COQUAIS 1989،P.50،Dictionnaire de la‬‬
‫‪Bible،3.1.،1926،col. 1040،1041.‬‬
‫لكن نفوذ االتوريُت امتد ليشمل البثٍت ةكتراخونيا كأكرانتيد‪.‬تلك اؼبناطق اليت منحها أغسطس إذل اؼبلك ىَتكد يف ارل‬
‫العاـ ‪ 24‬ؽ‪.‬ـ‪ .‬راجع جوف ‪.1931‬‬
‫‪.10‬اؼبوسوعة اإلسبلمية ‪ ،1965 ،‬ص‪.510 .‬‬
‫‪11.DUSSAUD et MACLER،1901،P. 138-142.‬‬
‫‪12.VILLENEUVE 1986،P. 70 ; SARTRE 1999a،P. 220 et fig. 1 ; SARTRE-‬‬
‫‪FAURIAT 2004،P. 15.‬‬
‫‪.13‬راجع موقع جوا جنوب شرؽ حوراف اؼبوجود اليوـ ضمن األراضي األردنية‪.HELMS 1981 ،‬‬
‫‪14.Dictionnaire de la Bible،1.2،1926،s.v. ''Basan''،col. 1487-1490.‬‬
‫أقرأ ما كتبو دكسود حوؿ رأيو عن امتداد باشاف كأراضي اؼبلك أكغ‪.‬‬
‫راجع أيضان‪.P. 274 :،،ABEL 1933‬‬
‫‪15.Dictionnaire de la Bible،1.2،1926،col. 1257،s.v. ''Auran''.‬‬
‫‪16.SARTRE 1985b،P. 43-45 ; id. 1999b.‬‬
‫‪17.SARTRE 1991b،P. 616-617 ; id. 2001.‬‬
‫‪18.SARTRE 1982b ; MACADAM 1986،chap. ،p. 101.‬‬
‫‪.19‬نقش يوناشل يشَت إذل بناء الكنيس‪ ،‬راجع‪P. 117،1952،OURDEL :‬‬
‫‪20.SARTRE 2001،P. 750،932 ; ; id. 2002 ; id. 1991b.‬‬
‫‪21.SOURDEL،1952.‬‬
‫‪.22‬تضم الرسائل اليت كتبت يف العاـ ‪ 570-569‬قائمة بأظباء األديرة التابعة ؼبذىب الطبيعة الواحدة للمسيح‪.‬‬
‫راجع‪carte 5.،p. 185-187،LAMY 1898 ; SARTRE 1982c :‬‬
‫‪23.SARTRE 1999a،P. 216-218 ; ibid. 2002،p. 219-220 ; DAUPHIN 1982،P.‬‬
‫‪136-138.‬‬

‫‪169‬‬
24.DAUPHIN 1982،P. 130-132 ; SARTRE 1982C،P. 117-203.
25.SARTRE 1992b.

26.MACADAM 1986،p. 154-165 ; GRAINGER 1995.


.‫ اؼبتعلقة باؼبنطقة للتمكن من فهم اؼبوضوع‬IGLSXIV ‫لكن هبب انتظار نشر‬.27
28.REY-COQUAIS 1978،P.53 ; 1989،P. 52.
29.SARTRE 1999a.
‫ ٌٍ كيف ما‬n666،P. 305،PPUAES A 1921،،LITTMANN : ‫يف ما ىبص حدكد الكفر راجع‬.30
‫ أما يف ما ىبص أراضي‬n،P. 46،PPUAES A 1921،،LITTMANN28 :‫ىبص حدكد صما راجع‬
:‫الزبَتة راجع‬
SARTRE 1987a،P. 254.
31.BRAEMER 1984a،1988،1990.
32.
SARTRE 1985b،P. 138 ; SARTRE-FAURIAT 1999،P. 224.
:‫ راجع‬،‫صور جبل حوراف يف القرف األكؿ قبل اؼبيبلد على أنو تلةن تغطيها حقوؿ الكرمة‬.33
DENTZER-FEYDY،1979a
P. 52.،SARTRE 1993 :‫ راجع‬.‫ىذا ال ينفي طبعان كجود زراعات أخرل ثانوية كما ىو مبلحظ اليوـ‬.34
35.BRAEMER 1990،P. 464-465.
36.SARTRE 1987b،P. 158-161.
37.SARTRE-FAURIAT 1999،P. 236،n. 131.
38.SARTRE-FAURIAT 1998 ; 1999،P. 239 ; 2001.
39.KING،1982.
:‫راجع‬.40
BRUNNOW et DOMASZEWSKI 1904-1909،vol. 1،p. 480-507 ;
SARTRE 1982a،P. 11-27 ; DENTZER 1997 ; GATIER 2003،P. 17-24.
41.SEETZEN 1854.
42.BURCKHARDT 1822،P. 57-59.
43.SARTRE-FAURIAT 2004.
44.PORTER 1867،P. 26-27،32،35،82-83،87.
45.REY 1860.
46.WETZSTEIN 1860،P. 50-56.
47.SCHUMACHER 1886،P. 93-97 et 213-218.

170
‫‪4 8.VOGUE 1865-1877،P. 52-54،PL. 1-13 ; VOUGUE،Carnets.‬‬
‫‪49.DUSSAUD 1927،P. 323-395.‬‬
‫‪50.BUTLER،PPUAESA 2 1919 etA 5 1915.‬‬
‫‪51.BUTLER،PPUAESA 5 1915m fig. 268 et 282.‬‬
‫‪52.Hauran ; Hauran.‬‬
‫‪53.VILLENEUVE 1983 ; 1985 ; 1997a ; 1997b.‬‬
‫‪54.54 DENTZER et alii 1984 ; VILLENEUVE.‬‬
‫‪.55‬راجع‪:‬‬
‫‪VILLENEUVE et SADLER 2001.‬‬
‫‪.56‬كمن بينها اؼبيثرايوـ‪،‬راجع‪Kalos 2001 :‬‬
‫‪.57‬إف الكتاب اؼبتعلق هبا قيد التحضَت‪.‬‬
‫‪58.KALOS 1997.‬‬
‫‪.59‬راجع جَتاف يف اؼبؤلف اغبارل ك‪:‬‬
‫‪GUERIN 1993 ; 1997a ; 1997b ; 1999 ; 1999-2000‬‬
‫‪.60‬راجع ستانزؿ يف اؼبؤلف اغبارل كبوب يف اؼبؤلف اغبارل ك‪:‬‬
‫‪AALUND 1992 ; BOPP 2003 et 2006.‬‬
‫‪6 1.DE VRIES 1998.‬‬
‫‪62.BARKY et alii 1974،p. 177-1799 ; BEN DOV 1975.‬‬
‫‪63.SARTRE 2002،P. 221-222.‬‬
‫‪64.BAUZOU 1989،vol. ،p. 243.‬‬
‫‪.65‬حصلنا على اؼبعلومة من مؤلف موريس سارتر الصادرر يف تشرين الثاشل ‪ ، 2004‬تعٍت كلمة ((‪))pagus‬‬
‫منطقة إقليمية ريفية مستقلة عن اؼبدينة‪ ،‬لكن األمر ال يتعلق ىنا دبدينة على ما يبدك كإمبا بالبثنية اليت كانت تشكل‬
‫أمبلكان امرباطوريةن‪.‬‬
‫‪66.DAUPHIN 1982،p. 138.‬‬
‫‪67.VILLENEUVE 1985،p. 106-111+fig. ; SADLER 2002،p. 221.‬‬
‫‪68.SARTRE 2002،P. 222.‬‬
‫‪69.BAUZOU 2003،vol. ،p. 303،vol. ،p. 184 ; 1989،vol. ،p. 242.‬‬
‫‪70.WEBER 2003.‬‬
‫‪.71‬معلومات شفهية أطلعنا عليها ذ‪.‬كيرب يف حزيراف من الفي العاـ ‪ .2004‬راجع التقرير اؼبتعلق بالبعثة السورية‬
‫األكربية ‪.2004‬‬
‫‪72.SARTRE-FAURIAT 2001،،P. 141.‬‬
‫‪73.DALMAN 1900 ; AALUND 1992،P. 23-24،fig. 13-15.w‬‬
‫يتحدث الكتاب عن "قصر" (بيت زين العابدين) كليس عن بيت العلو‪ ،‬سارتر; ‪1999‬أ‪ ،‬ص‪;200-198 .‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪.219-218 .‬‬

‫‪171‬‬
74.SARTRE 1992a،P. 113-117.
75.BUTLER،PPUAES A 5 1915،p. 312-315.
76.SARTRE-FAURIAT 2001،،P. 252،fig. 341،،p. 13.
77.SARTRE-FAURIAT 2001،،p. 26.
‫عثر على نقش يوناشل يف قنوات يشَت إذل ؿبجة على أهنا تابعة للبثنية أم منطقة البثنية التابعة لؤلمبلؾ‬. 78
.‫األمرباطورية‬
SARTRE 1999a,p.220;2002,p.118,n.5.

‫كما تسببت أعماؿ‬،3‫ك‬2‫ك‬1 ‫تسببت أعماؿ إنشاء الطرؽ بتدمَت أكثر من مسكن قدصل كاف موجودان بُت اؼبساكن‬.79
‫ بتضرر اؼبباشل الواقعة مشارل اؼبسكن‬2004 ‫أخرل نفذت باستيداـ البلدكزر خبلؿ شهر تشرين األكؿ من الفي العاـ‬
.11 ‫رقم‬
80.GUERIN 1997a،p. 326 ; SHAHID 2006،P. 119.
81.SEETZEN 1854،P. 46.
82.BURCKHARDT 1822،P. 109 ; SARTRE-FAURIAT 2004،P. 146-147،VN1
recto ; WREIGH 1874 ; BUHL 1891.
‫ (الذم ربدث فيو عن اؼبنحوتات اؼبكتشفة يف كفر‬2004 ‫كيرب يف تقريره اؼبتعلق بالبعثة السورم األكربية‬.‫ذكر ذ‬.83
.‫مشس ) اكتشاؼ قطع من منحوتات آلؽبة نصر كأسود يف خربة غزالة‬
84.SEETZEN 1854،P. 59 ; BURCKHARDT 1822،P. 246 ; SARTRE-FAURIAT
2004،P. 193 ; REY 1860،P. 205 ; RICHTER 1822 ; WETZSTEIN 1860،P. 124.

85.SARTRE-FAURIAT 2001،،p. 11،168.


86.AALUND 1992،P. 21-22،fig. 9 ; VILLENEUVE 1985،p. 106،fig. 18 ;
BUTLER،PPUAES A5 1915،nٌٍ 76، p. 305-307،fig. 275.
.1883 ‫ ك‬1858 ‫زار القرية الرحالة كيتزيستُت كىرب يف الفي العامُت‬
:‫راجع‬
WETZSTEIN 1860 et HUBER 1891
87.LITTMANN،،PPUAES A 1921،nٌٍ 611 ; SARTRE 1987a،P. 252 ;
MACADAM 1983،P. 108 ; SARTRE-FAURIAT 1999،P. 244،n. 6.
88.SARTRE-FAURIAT 2001،،p. 13،88،104.
89.SARTRE-FAURIAT 2001،،p. 118،122 ; SARTRE sous presse،n 9701 ;
LITTMANN،،PPUAES A 1921،nٌٍ 613.
90.SARTRE-FAURIAT 2001،،p. 13،88،104.
91.GUERIN 1997a،p. 249 ; ORY 1989،P. 24،nٌٍ 4.
92.GUERIN 1997a،p. 341.
172
‫‪.93‬يبكن مشاىدة حالة استثنائية كاحدة يف خربة غزالة حيث يرتبط اؼبسكن رقم‪ 1‬باؼبسكن رقم‪ 2‬عرب فبر ضيق‪.‬‬
‫‪94.DENTZER et alii 1985.‬‬
‫‪95.BRAEMER et alii 2004.‬‬
‫‪.96‬دل ييشاىد حىت اليوـ إال اؼبساكن ذات اعبدار اؼبضاعف كما ىو اغباؿ يف منطقة الكتلة الكلسية‪.‬‬
‫راجع‪SODINI ET TATE 1984:‬‬
‫‪97.BUTLER،PPUAES  A 2 1919،p. 67-68.‬‬
‫‪98.BUTLER،PPUAES  A 2 1919،ill. 124.‬‬
‫(مسكن نائب يف أـ القطُت)‬
‫‪.99‬مبٌت مؤرخ بالقرنُت السادس كالسابع كفقان للسرب اؼبنفذ سرب‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪DE VRIES 1988،P. 139.‬‬
‫‪100.GINOUVES et MARTIN 1985،،P. 130-131،PL. 37.3.‬‬
‫‪101.GINOUVES et MARTIN 1985،،P. 130،PL. 36.1.‬‬
‫‪102.DE VRIES 1988،P. 121،fig. 79 et 80 ; WETZSTEIN 1860،p. 50.‬‬
‫‪.103‬أشكر جاف‪-‬كلود بيساؾ )‪ (Jea-Claud Bessac‬شكران جزيبلن ؼبا قدمو من مساعدة كمن مبلحظات‬
‫تقنية مفيدة جدان لفهم خصوصية العمارة البازلتية‪.‬‬
‫‪ .104‬كمن اعبدير بالذكر كجود مثل ىذه الكتل اغبجرية ذات األلسنة كالتعشيقات ضمن كاجهة ىيكل اغبوريات يف‬
‫شهبا‪-‬فيليبوبوليس كيف الواجهة اػبارجية لربج ‪ G19‬يف شعارة كيف الواجهة اػبارجية لربج اؼبسكن ‪ XV‬يف أـ‬
‫اعبماؿ ككذلك يف بصرل داخل الواجهات اػبارجية لكنيسة القديسُت سَتج كباخوس كمثل ىذه الصركح اليت استمر‬
‫استيدامها لفًتة طويلة سبتد من الفًتة البيزنطية كحىت بداية الفًتة اإلسبلمية‪.‬‬
‫‪105.BUTLER،PPUAES  A 2 1919،p. 69.‬‬
‫‪.106‬راجع‪ ، fig. 139،P. 197،DE VRIES 1998 :‬الغرفة اؼبعنية ىي الغرفة اليت نفذ فيها السرب ‪.C.2.‬‬
‫‪.107‬يف اؼبسكن رقم‪ 1‬يف خربة غزالة‪.‬‬
‫‪.108‬غرفة حجلة يف اؼبسكن رقم‪ 3‬يف خربة غزالة‪.‬‬
‫‪.109‬بلغ أعلى ارتفاع مقاس لباب ‪2220‬ـ إال إف مستول العبور األصلي يكوف مردكمان عادةن بردـ تصل ظباكتو‬
‫لعشرات السنتمًتات ىذا فبا يعيق قياس كل ارتفاعات األبواب بشكل منهجي‪.‬‬
‫‪110.BUTLER،PPUAES  A 2 1919،p. 68.‬‬
‫‪111.ADAM 1995،P. 179.‬‬
‫‪.112‬ال ىبًتؽ ذنب الطنف مع ذلك كل ظباكة اعبدار اؼبضاعف يف أم جزء منو‪.‬‬
‫‪.113‬تكوف السقوؼ عادةن مائلة بشكل خفيف لتسهيل جرياف مياه األمطار ليس باذباه الفناء كإمبا إذل خارج‬
‫اؼبسكن‪ .‬ىذا يعٍت أنو دل يكن يتم ذبميع مياه األمطار اعبارية داخل اػبزانات اليت نفًتض كجودىا يف األفنية‪.‬‬
‫‪114.BUTLER،PPUAES  A 2 1919،p. 69.‬‬
‫‪.115‬تتألف قلعة جول من أرب وع كعشرين غرفة دعمت أسقفها بديف العامة أك ديف العامينت أك ثبلث ديف العامات‬
‫مركزية تستند عليها الببلطات البازلتية‪ ،‬كمع ذلك كاف من اؼبستحيل تصور كجود طابق و‬
‫ثاف‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫راجع‪:‬‬
‫‪HELMS 1981،P. 31،fig. 14-15،p. 121-122،fig. 59.‬‬
‫‪116.BRAEMER et alii 2004،P. 969-72،87.‬‬
‫‪.117‬على سبيل اؼبثاؿ‪ :‬تبلغ أبعاد قاعة القوس الرئيسية يف بيت العلو يف ألبل ‪6275×6257‬ـ كيبلغ ارتفاعها‬
‫‪7215‬ـ ؛ بينما تبلغ أبعاد قاعة اؼبسكن رقم‪ 1‬يف كفر مشس (اليت اهنار سقفها) ‪8210×8‬ـ‪.‬‬
‫‪.118‬راجع نفس اؼبقالة ص‪.65-64 .‬‬
‫‪.119‬كبشكل استثنائي يبلغ عدد الغرؼ اؼبلحقة ثبلث يف اؼبسكن رقم‪ 1‬يف ؿبجة‪.‬‬
‫‪120.BRAEMER et alii 2004،P. 90،fig. 175،p. 156،fig،322.‬‬
‫‪.121‬ؽبذا السبب‪ ،‬نتحدث عن "طابق علوم" عندما يتعلق األمر بالغرفة العلوية اجملاكرة لقاعة القوس كنستيدـ‬
‫التعبَت "مستول" عندما يكوف ىناؾ كحدتاف متناضدتاف كنقصد يف ىذه اغبالة الوحدة العلوية‪ .‬راجع الشكل ‪8‬ب‪.‬‬
‫‪.122‬يف قرييت عبده (‪ )EBODA‬ككرنب (‪ )KURNUB‬على سبيل اؼبثاؿ‪.‬‬
‫‪.123‬راجع "‪ "Pool house‬كأيضان "‪ ،"Stable-House‬سيغاؿ ‪ ،1983‬الشكل‪ ،26‬ص‪ 69 .‬كالشكل‬
‫‪ 1‬ص‪.101 .‬‬
‫‪124.SODINI et TATE 1984.‬‬

‫‪.125‬يبكننا تلمس ذلك من خبلؿ الوصوؼ اؼبيتصرة كبعض الرسوـ اليت نشرىا شوماخر يف الفي العاـ ‪،1886‬‬
‫راجع أيضان‪ P. 205،DIUPHIN et SCHONFIELD 1983 :‬الذم يشَت إذل كجود مساكن قركية كبَتة يف‬
‫فرج‪.‬‬
‫‪.126‬راجع مقالة إ‪ .‬بوب يف ىذا الكتاب‪.‬‬
‫‪.127‬إف األمثلة األكثر حفظان ىي‪ :‬قصر معربا كاؼبسكنُت رقم ‪1‬ك ‪ 5‬يف كفر مشس‪.‬‬
‫‪.128‬اؼبسكناف ‪1‬رقم ك‪ 3‬يف خربة غزالة كاؼبسكن رقم‪ 3‬يف ؿبجة كبيت العلو يف ألبل كاؼبسكن رقم‪ 2‬يف كفر مشس‪.‬‬
‫‪.129‬اؼبسكناف رقم‪ 1‬ك‪ 5‬يف كفر مشس‪.‬‬
‫‪.130‬النصف الشمارل من اعبناح الغريب للمسكن رقم‪ 1‬يف خربة غزالة (اللوحة ‪ ،)15‬كاعبناح الغريب للمسكن رقم‪3‬‬
‫يف كفر مشس‪.‬‬
‫‪.131‬أركقة دكرية يف اؼبسكن رقم‪ 3‬يف كفر مشس كيف اؼبسكنُت ‪ 1‬ك‪ 2‬يف كفر ناسج‪ ،‬كأركقة أيونية دكف شك يف‬
‫اؼبسكن رقم‪ 3‬يف ؿبجة كأركقة ـبتلطة يف اؼبسكن رقم‪ 2‬يف كفر مشس‪.‬‬
‫‪.132‬على الرغم من استيداـ تعبَت اؼبمر "‪ "coursive‬ضمن ؾباؿ العمارة البحرية باألحرل‪ ،‬إال إهنا أفضل كلمة‬
‫يبكن أف تعترب عن تلك "اؼبمرات اؼبكشوفة كاؼبعلٌقة" أك تلك "الشرفات اؼبتصلة"‪ .‬استيدـ كيتزيستُت‬
‫‪ P. 54،WETZSTEIN 1860‬الكلمة األؼبانية ‪ Gang‬اليت يبكن ترصبتها إذل‪ :‬ركاؽ أك فبشى أك معرب أك‬
‫مسلك كال تتوافق أم كاحدة منها مع اؼبعٌت اؼبطلوب‪.‬‬
‫‪.133‬لقد كاف كيتزيستُت أكؿ من أشار إذل كجودىا يف اؼبرجع‪P. ،WETZSTEIN 1860,fig133‬‬
‫‪54‬كأعطى كمثاؿ عليها مباشل الدير‪.‬‬
‫‪134.VILLENEUVE 1985،p. 98-99.‬‬

‫‪174‬‬
‫‪135.LITTMANN،،PPUAES A 1921،P. 321،nٌٍ 696.‬‬
‫نقش اكتشف يف عرماف كأرخ يف العاـ ‪372‬ميبلدم‪.‬‬
‫‪136.PRENTICE PAAES  1908،nٌٍ 377،P. 295 ; DUSSAUD et MACLER‬‬
‫‪1901،P. 145،nٌ4.‬‬ ‫ٍ‬
‫اكتشف كبل النقشُت يف شقا‪.‬‬
‫‪137.‬كردبا كاف حظَتة حىت كلو دل نعثر على أم أثر ؽبا إذ إف تربية اؼباعز كاػبراؼ كانت منتشرة يف ذلك الوقت‪.‬‬
‫‪.138‬يضم إصطبل اؼببٌت الغريب يف اؼبسكن رقم‪ 3‬يف ؿبجة أيضان كوات معالف كتعشيقات على الديف العامات‪.‬‬
‫(اللوحة ‪ ،10‬الغرفة ‪.)013‬‬
‫‪.139‬ال ييشاىد إسطببلت يف اؼبسكنُت رقم‪ 1‬كرقم‪ ،3‬كدل نستطيع أف نؤكد كجودىا يف اؼبسكنُت ‪2‬ك‪ 5‬إذ إف قسمان‬
‫من اؼبباشل مهدـ بشدة أك أنو خضع لتعديبلت كبَتة‪.‬‬
‫‪.140‬اعبناح الغريب لقصر معربا كاعبناح الشمارل للمسكن رقم‪ 3‬يف خربة غزالة كاعبناح الشمارل للمسكن رقم‪ 4‬يف‬
‫ؿبجة كاعبناح الغريب للمسكن رقم‪ 1‬يف كفر مشس (اللوحة ‪ 4‬ب) كاعبناح الشمارل للمسكن رقم‪ 2‬يف كفر مشس‬
‫(اللوحة ‪ 5‬أ) كاعبناح الشرقي للمسكن رقم‪ 5‬يف كفر مشس كاعبناح الشمارل لبيت العلو يف ألبل‪.‬‬
‫‪.141‬اعبناح الغريب للمسكن رقم‪ 1‬يف خربة غزالة (اللوحة ‪ )15‬كاؼبسكن الشمارل للمسكن رقم‪ 11‬يف ؿبجة‪.‬‬
‫‪142.VILLENEUVE 1997b.‬‬
‫‪.143‬ال نستطيع أف نبدم رأينا يف ما ىبص مظهر الغرؼ اعبانبية لقاعات القوس يف مساكن كفر مشس إذ إهنا مردكمة‬
‫بالًتاب كال يبكن الدخوؿ إليها أك أهنا مدمرة بالكامل أك حىت أهنا عدلت بالكامل‪.‬‬
‫‪.144‬يف اؼبسكن رقم‪ 1‬يف خربة غزالة كيف اؼبسكنُت ‪ 4‬ك‪ 11‬يف ؿبجة كيف بيت العلو يف ألبل‪.‬‬
‫‪.145‬راجع‪ .fig. 363.،p. 421،PPUAES  A 7 1919،BUTLER :‬ال تعترب كلمة "مغسلة" مناسبة‬
‫إذ إف ىذا التجهيز يشبو جرف اؼباء اؼبقدس مثل ذلك الذم ربدث عنو بتلر يف مقالتو ‪:‬‬
‫‪BUTLER 1929،fig. 218،p. 217.‬‬
‫‪.146‬الطور األكؿ للمسكنُت رقم‪ 1‬ك‪ 3‬يف غرفة غزاؿ ككذلك اؼبسكن رقم‪ 3‬يف ؿبجة‪.‬‬
‫‪147.BUTLER،PPUAES  A 2 1919،p. 120،fig. 95 ; LITTMANN،،PPUAES‬‬
‫‪A 1921،P. 99-100،nٌٍ 169.‬‬
‫‪148.BUTLER،PPUAES  A 2‬‬ ‫‪1919،p.‬‬ ‫‪141-142،fig.‬‬ ‫‪125‬‬ ‫;‬
‫‪LITTMANN،PPUAES A 1921،P. 117،nٌٍ 209.‬‬
‫‪149.LITTMANN،،PPUAES A 1921،P. 321،nٌٍ 696.‬‬
‫السرار‪.‬‬
‫يبكن أف يكوف مصدر اغبجر قرية ملة ٌ‬
‫‪150.PRENTICE PAAES  1908،nٌٍ 377،P. 295 ; DUSSAUD et MACLER‬‬
‫‪1901،P. 145.‬‬
‫‪151.WADDINGTON 1870،nٌٍ 2161.‬‬
‫‪.152‬يًتجم اؼبعجم العريب البلتيٍت العائد للقرف الثالث عشر كلمة خاف بفندؽ مع إصطبل‪.‬‬
‫‪153.BUTLER،PPUAES  A 2 1919،p. 119-123،141-142.‬‬

‫‪175‬‬
‫‪154.BUTLER،PPUAES  A 2‬‬ ‫‪1919،p. 414،fig. 357 ; BRUNNOW et‬‬
‫‪DOMASZEWSKI،،P. 117،fig. 1012.‬‬
‫ٌٍ‪155.LITTMANN،،PPUAES A 1921،P. 321-323 ; EWING 1895،P. 54،n‬‬
‫‪23.‬‬
‫اقرأ أيضان سارتر فوريو ‪ ،1999‬ص‪ 230 .‬الذم ربدث عن فرضية اإلصطبل أك أف ؿبطة السًتاحة األحصنة‪.‬‬
‫كحراف‬
‫‪.156‬ىناؾ "نيزؿ يف العامة" أخرل ربدثت عنها نقوش يعثر عليها يف اؼبسمية (بُت يف العامي ‪185-183‬ـ) ٌ‬
‫(‪398‬ـ) كريبة حازـ كيف السويداء (اغبقبة اؼبسيحية)‪ .‬راجع ‪P. 225-226.،SARTRE-FAURIAT 1999‬‬

‫‪157.SARTRE 2007.‬‬
‫‪.158‬مع ذلك‪ ،‬ذكرت نقوش يعثر عليها يف السويداء كيف عتيل كقنوات كبوساف كجود حوانيت للورش كصفت بػ"يف‬
‫العامة" يف القرية األخَتة‪ .‬راجع ‪ P. 226.،SARTRE-FAURIAT 1999‬ككذلك‪:‬‬
‫‪TATE 1991،P. 77.‬‬
‫‪159.LITTMANN،،PPUAES A 1921،P. 276،nٌٍ 611.‬‬
‫‪160.BUTLER،PPUAES  A 2 1919،p. 417،fig. 357.‬‬
‫‪. 161‬من الصعب ربديد زمن بناء ىذا الربج كال بد من إجراء مقارنة مع مباشل أخرل من نفس النموذج‪ .‬ربدثت‬
‫نقوش عديدة عن القياـ بتحصينات نفذت بدءان من هناية القرف الثالث اؼبيبلدم يف قرل ـبتلفة يف حوراف إال إف ىذا‬
‫الربج سابق ؽبا دكف شك‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪SARTRE-FAURIAT 1999،P. 229.‬‬
‫‪162.KALLNER-AMIRAN 1950-1951.‬‬
‫‪163.RUSSEL 1980،fig. 5 ; ABEL 1933،،P. 54.‬‬
‫‪.164‬مقدمة‪DE VRIES 1998,‬‬
‫‪165.DENTZER et alii 2002،p. 92 ; ABEL 1933،،P. 54.‬‬
‫‪166. AMIRAN et alii 1994 ; ABEL 1933،،P. 53 et 57‬‬
‫مع ذكر نص ميشيل السورم ك‪ p. 509s)،،Chronique(Chabot‬ك‬
‫‪WILSON et DA'D 1984،P. 78.‬‬
‫‪167.SARTRE-FAURIAT 1999،P. 228،n. 50 ; WADDINGTON 1870،nٌٍ 2034-‬‬
‫‪2035.‬‬
‫‪.168‬ييبلحظ أف الرقم‪ 5‬يكتب على النحو التارل‪ " " :‬كليس "‪ "V‬ككذلك اغباؿ بالنسبة لؤلرقاـ اليت تليها‪.‬‬
‫‪169.DE VRIES 1998،fig. 50.‬‬
‫‪.170‬راجع ج‪.‬ـ‪.‬دنتزر يف الكتاب اغبارل‪.‬‬
‫‪.171‬ال أقدـ ىنا ربليبلن مفصبلن عن ىذه الزخارؼ إذ توذل القياـ هبذه اؼبهمة ج‪.‬د‪.‬فيدم يف ىذا الكتاب‪ .‬كقد‬
‫حصلت منها على كل األدلة الزمنية اليت استيدمتها‪.‬‬
‫ي‬
‫‪.172‬راجع أيضان مقالة ج‪ .‬ستانزؿ اؼبتعلقة بقصر بتلر "يف ألبل"‪.‬‬
‫‪.173‬اؼبسكناف ‪ 1‬ك‪ 2‬يف كفر ناسج كاؼبسكن رقم‪ 3‬يف ؿبجة كاؼبسكن رقم‪ 2‬يف كفر مشس‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫‪ .174‬اعتقد بأف الزخرفة كانت سبثل رأس قنديل البحر يف األصل‪ .‬قاـ كل من ب‪.‬ـ‪ .‬ببلنك كج‪.‬د‪.‬فيدم بالتعريف‬
‫عن اؼبوضوع‪.‬‬
‫‪.175‬تيشاىد زخرفة اإلكليل اجملدكؿ يف أكثر من مكاف داخل كنيسة القديس جورج يف إزرع اؼبؤرخة يف العاـ ‪.515‬‬
‫ييبلحظ أف زخارؼ األكاليل اجملدكلة البارزة غَت اؼبنحوتة دبهارة غائرة مقارنة مع سطح اغبجر اؼبستوم الذم كبتت‬
‫فوقو‪.‬‬
‫‪.176‬راجع الرسم الذم يبثل الببلطة يف مقالة إ‪ .‬لينا اللوحة ‪.10‬‬
‫‪.177‬على كل حاؿ‪ ،‬يبدك أف ىذا الساكف اؼبعاد توظيفو سبت تغطيتو بطبقة من الطبلء أك الطرشي فبا جرده من‬
‫قيمتو الزمنية النسبية‪.‬‬
‫‪ .178‬يعثر على نقش مسيحي مؤرخ يف العاـ ‪641‬ـ يف دير أيوب جنويب نول يأيت على ذكر رئيس الدير‬
‫إيلي )‪ ،(Elie‬سارتر ‪1985‬ب‪ ،‬ص‪ ،118 .‬رقم ‪.171‬‬
‫‪.179‬تتحدث كثائق يف األرشيف اعبوالشل عن رسامة شيص يدعى تيودكس يف النصف الثاشل من القرف السادس‬
‫اؼبيبلدم الذم مات ربت أنقاض أحد اؼبساكن خبلؿ زلزاؿ ضرب منطقة شبو اعبزيرة العربية‪ .‬ال بد من أنو كاف أسقفان‬
‫يف ىذه الوالية لكن دل ييعرؼ مكاف األسقفية اليت توذل منصبها بدقة‪ .‬راجع سارتر ‪1985‬ب‪ ،‬ص‪.112 .‬‬
‫‪180.AMIRAN et alii 1994.‬‬
‫‪.181‬ليوحظ ىذا االلبفاض الكبَت يف عدد السكاف يف بصرل أيضان‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪WILSON et DA'D 1984،P.79.‬‬
‫‪.182‬كفقان ؼبا ذكره ميشيل السورم‪ ،‬تأثرت منطقيت بصرل كحوراف بشكل كبَت بوباء الطاعوف الذم انتشر يف اؼبنطقة‬
‫كىجرت بسبب اجملاعة اليت تلتو‪ .‬راجع شابو ‪ ،1901‬ص‪.‬‬ ‫يف العاـ ‪ 544-543‬حىت أف قرل بأكملها تضررت بو ي‬
‫‪ . 580‬مع ذلك‪ ،‬استمر بناء الكنائس بعد انتهاء الوباء دبا يتناقض مع نظرية االلبفاض الكبَت لعدد السكاف‪ ،‬راجع‬
‫و‬
‫بشكل كبَت يف بصرل بدءان من القرف الثامن اؼبيبلدم‬ ‫سارتر ‪19885‬ب‪ .‬ص‪ .1380139 .‬تناقص عدد السكاف‬
‫على ما يبدك‪ ،‬راجع‪.P. 78، WILSON et DA'D 1984‬‬

‫‪183.GATIER 2003،P. 36.‬‬


‫‪.184‬دل ييعثر يف أم مسكن من مساكن البثنية على ركاؽ بديف العامات كساكف عمود مثل األركقة الدارجة يف قرل‬
‫الكتلة الكلسية‪.‬‬
‫‪.185‬تؤكد بعض اؼبسبلت اعبنائزية اليت يعثر عليها يف البثنية كيف كادم حوراف أف الصرح اعبنائزم بيٍت من عائدات‬
‫األراضي الزراعية‪ .‬ىذا ىو اغباؿ يف قرية فقيع جنوب غرب ؿبجة ‪ ،‬راجع سارتر‪ -‬فوريات ‪ ،1999‬ص‪ ،236 .‬رقم‬
‫‪ 131‬كيف قرية غاريا الغربية‪ ،‬راجع ماكادـ )‪ ،1983 (MacAdam‬ص‪ ،113 .‬كيف قرية غاريا الشرقية راجع‬
‫سارتر فوريات ‪ ،1998‬ص‪ 214 .‬ككذلك يف قرية ناحتة يف العاـ ‪ ،385‬راجع ماكادـ ‪ ،1983‬ص‪.113 .‬‬
‫‪186‬سارتر ‪ ،1997‬ص‪1987 ;167 .‬أ‪ ،‬ص‪1985 ;247 .‬ب‪ ،‬ص‪ :85-79 .‬قائمة ذبمع أظباء نواب من‬
‫بصرل عيينوا خارج بصرل بُت هناية القرف الثاشل اؼبيبلدم كمنتصف القرف الرابع اؼبيبلدم خاصة يف قرل اعببل كسهل‬
‫حوراف‪ .‬يبكننا أف نضيف إذل ىذه القائمة نائب أصلو من الكرؾ كلكنو يع ٌُت يف قنوات‪ .‬راجع‪ :‬سارتر ‪ ،1981‬ص‪.‬‬
‫‪.357-356‬‬

‫‪177‬‬
‫‪.187‬سارتر فوريات ‪ ،1999‬ص‪ 237-236 .‬شواىد قبور تيشَت إذل أف القبور شيٌدىا عسكريوف أك ؿباربوف‬
‫قدماء "من كاردات اػبدمة" كما ىو اغباؿ يف صبرين كيف خرابة بالقرب من بصرل; كما يعثر يف ؾبدؿ‪ ،‬مشارل سهل‬
‫النقرة على ضريح عسكرم بٍت "من عائدات اػبدمة" كمن "عائدات األرض" يف نفس الوقت‪ ،‬راجع سارتر فوريات‬
‫‪ ،1999‬ص‪ ،237 .‬رقم ‪ .152-151‬ىناؾ أدلة أخرل تسمح بافًتاض كجود عسكريُت يف كفر مشس كيف ألبل‬
‫كمعربا ككذلك يف خربة غزالة‪( ،‬راجع ىذا الكتاب ص‪.)51 -49 .‬‬
‫‪ .188‬يعثر يف صما جنوب غريب بصرل (لكن داخل األراضي األردنية) على مسلة تدؿ على أمبلؾ خاصة لشيص‬
‫يدعى أكرليوس ىو مستوطن دكف شك‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫ٌٍ ‪LITTMANN،PPUAES A 1921،n28‬‬
‫‪.189‬يف بصر ساىم صاغة يف سبويل القناطر اؼبائية‪ .‬كما أهنم تولوا مناصب خاصة باؼبسرح‪ .‬ال بد من أف ىؤالء‬
‫الصاغة كانوا ينتموف إذل الطبقة األرستقراطية يف اؼبدينة ككانوا يبتلكوف على األغلب أماكن إقامة ثانوية يف الريف‪ ،‬راجع‬
‫‪ :‬سارتر ‪1982‬أ‪ ،‬رقم ‪ .9163-9161 ،9134‬ساىم صاغة أيضان يف قرية عُت موسى يف جبل العرب بتزكيد‬
‫القرية باؼبياه‪ ،‬راجع سارتر فوريات ‪ ،1999‬ص‪ ،236.‬رقم ‪.132‬‬
‫‪.190‬راجع نقش كفر ناسج الذم يأيت بذكر مأمور منطقة مستقلة "‪ ،"Pagus‬ص‪.48 .‬‬

‫‪178‬‬
‫‪ .4‬دار مجرش في قرية محجة‪:‬‬
‫التنظيمات الحيزية واألنظمة المتبعة في البناء‪ :‬دراسة حالة خاصة‪:‬‬
‫إتيُت لينا‬
‫‪Etienne Léna‬‬
‫أحصيت اؼبساكن القديبة يف قرل جنويب سوريا منذ العاـ ‪ 2001‬بإدارة باسكاؿ كلوس‪-‬‬
‫باليت‪ ،‬الباحثة يف اؼبعهد الفرنسي للشرؽ األدسل‪ ،‬كفريق من اؼبهندسُت اؼبعماريُت‪ .1‬أقبزنا‬
‫أعماؿ التوثيق خبلؿ ثبلثة أعواـ ضمن إطار الربنامج األكركيب لتوثيق اإلرث اؼبعمارم‬
‫السورم‪ .2‬تعرفنا على اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة خبلؿ ضبلة أيار ‪ ،2003‬كقمنا بإعادة رفعو‬
‫جزئيان‪ .‬استأنفنا بعد ذلك (خبلؿ ضبلة ‪ )2004‬توثيق كاجهاتو كأسقفو كجدرانو الداخلية‪،‬‬
‫هبدؼ إعداد مشركع لًتميم أقسامو اؼبهددة باالهنيار‪ .‬كقع االختيار على ىذا اؼبسكن ؼبا‬
‫تتميز بو عناصره ( اليت مازالت ؿبفوظة يف مكاهنا) من صفات‪ ،‬ككذلك بسبب صغر‬
‫حجمو‪ ،‬إذ نستطيع أف قبعل منو مبوذجان مبسطان لتأىيل الكوادر اليت ستقوـ بأعماؿ ترميم‬
‫الحقة‪.‬‬
‫صدر حديثان دراسة أكلية‪ 3‬تتضمن معلومات عن الوضع اغبارل ألبعاد الغرؼ كترتيبها‪.‬‬
‫حاكلنا يف دراستنا ىذه أف نورل اىتمامان أكرب لبلستنتاج التحليلي يف تفكَتنا‪ :‬سواءن على‬
‫مستول ترتيب الغرؼ أك على مستول ترتيب اؼبسكن ككل‪ ،‬كذلك من خبلؿ إحاطتنا بكل‬
‫اإلشكاليات‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬بدأنا بدراسة ربليلية للغرؼ‪ ،‬مث حاكلنا أف نعيد تصور اؼبسكن حبالتو‬
‫األكلية‪ ،‬لننتقل أخَتان إذل التحدث عن التقنيات اؼبتبعة يف بنائو‪ .‬ق ٌدمنا يف القسم األكؿ من‬
‫اؼبقالة كصفان سريعان لوظيفة اؼبسكن (يًتافق دبيططات للطوابق العلوية) هبدؼ مساعدة‬
‫القارئ على الفهم‪ ،‬كما قمنا بًتقيم الغرؼ لتسهيل اإلشارة إليها ( اللوحة ‪ .)2‬صبعنا‬
‫اؼبعطيات الرئيسية اؼبتعلقة باألبعاد كعرضناىا داخل جدكؿ ملحق (اؼبلحق ‪ ،)2‬كما عرضنا‬
‫يف جدكؿ ملحق آخر مشركع حفظ كتدعيم آثار اؼبسكن الذم درستو كندة البليي (اؼبلحق‬
‫‪.)1‬‬

‫‪179‬‬
‫‪.Ι‬وصف حالة المكان‪:‬‬
‫أ‪-‬التعرف على اآلثار ( اللوحة ‪ 1‬و‪:)2‬‬
‫‪5‬‬
‫تتمركز آثار اؼبسكن أسفل التل الذم أصبحت قمتو اليوـ‪4‬ملتقى طريقُت أساسيُت للقرية‬
‫(اللوحة ‪1‬أ)‪ .‬يستند اؼبسكن على االكبدار كينفتح على الفناء الشمارل‪.‬‬
‫تقع آثار اؼبسكن القدصل‪ ،‬اؼبدمرة جزئيان يف جانبيو اعبنويب كالشرقي‪ ،‬ضمن شبكة من و‬
‫مباف‬
‫أكثر حداثة (اللوحة ‪ 1‬ب كاللوحة‪11‬ك)‪ ،‬كتتمثل ىذه اآلثار بقاعة قوس (‪ )002‬ذباكرىا‬
‫أربع غرؼ ملحقة على سوية الفناء (‪ )006،005،004،003‬كأربع غرؼ يف طابق‬
‫متوسط (‪ ،)106،105،104،103‬كمن قاعة قوس أخرل يف طابق علوم (‪.)203‬‬
‫أعيد الحقان بناء ثبلثة أرباع الواجهة الغربية (اللوحة ‪11‬جػ ك ىػ( كالواجهة الشرقية للقسم‬
‫العلوم للبناء‪ ،‬لكن مع مراعاة اؼبيطط األصلي نوعان ما‪ .‬أغبق هبذا اؼببٌت جناح آخر مؤلف‬
‫من قاعة قوس (‪ )008‬ربيط هبا معالف كغرؼ ملحقة غربية كجنوبية (‪009‬ك‪ ،)010‬كمن‬
‫قاعة طويلة (‪( )007‬يقسمها قوسُت على استقامة كاحدة) سانبت بدكرىا يف مضاعفة‬
‫الواجهة الشمالية‪ .‬إذا ما أخذنا نوعية البناء بعُت االعتبار‪ ،‬نستطيع القوؿ‪ :‬إف ىذا اعبناح‬
‫أغبق مؤخران (ردبا قبل أقل من ‪ 100‬عاـ)‪ ،‬لكننا لن نتناكلو يف إطار دراستنا ىذه‪.‬‬
‫يضم الطابق األرضي للمسكن قاعة قوس مكعبة الشكل (طوؿ ضلعها ‪8،6‬ـ) كثبلث‬
‫غرؼ ملحقة هبا (‪ 003‬ك‪ 004‬ك‪ ،)005‬كما يضم غرفة رابعة ‪( 006‬جنوب‪-‬شرؽ‬
‫القاعة) تتميز عن باقي الغرؼ بكل شيء‪ :‬ارتفاع سقفها كارتفاع أرضيتها (اؼبعاد ترميمها)‬
‫كأشكاؿ أطنافها؛ كىي مفتوحة (عرب طاقة فوؽ الباب) على حيز خارجي ؼبسكن آخر‬
‫كانت تنتمي إليو‪ .‬يبكن الدخوؿ إذل ىذه الغرفة من الغرفة (‪ )005‬عرب فتحة يف اغبائط‬
‫الفاصل بينهما تشكلٌت بعد أف تعرض للتدمَت اعبزئي‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يبكن الدخوؿ إذل‬
‫الغرفتُت اؼبلحقتُت اؼبطلتُت على الفناء (‪ )003‬ك(‪ )005‬إما عرب الفناء أك عرب قاعة القوس‪،‬‬
‫بينما ال يبكن الدخوؿ إذل الغرفة اػبلفية (‪ )004‬إال عرب القاعة الرئيسية‪ .‬يبلحظ إجراء‬
‫تعديبلت على مداخل الطوابق العلوية للمسكن حبيث أصبحت على النحو التارل‪:‬‬
‫تح يف الواجهة الغربية‬ ‫و‬
‫يتم الدخوؿ إذل الغرفة الغربية (‪ )103‬يف الطابق اؼبتوسط عرب باب في ى‬
‫للقسم اؼبعاد بناؤه حديثان (اللوحة ‪ 1‬د ك ‪ 11‬ىػ)‪ .‬يبدك أف ىذا اؼبدخل ىو اؼبدخل األصلي‬

‫‪180‬‬
‫للغرفة‪ ،‬نظران الستحالة كضع الباب يف القسم الناقص من الواجهة الشمالية‪ .‬يتم الدخوؿ إذل‬
‫الغرفة (‪ )104‬عرب الغرفة (‪،)103‬كيتم الدخوؿ إذل الغرفة الشرقية (‪ )105‬عرب باب فيتح يف‬
‫حائط يعود إذل فًتة متأخرة‪ ،‬لكننا غَت متأكدين يف ما إذا كاف ىذا اؼبدخل ىو مدخلها‬
‫األصلي‪ .‬تنتمي الغرفة (‪ )106‬إذل مسكن آخر غَت اؼبسكن رقم ‪ 6 1‬كما ىو حاؿ الغرفة‬
‫(‪.)006‬‬
‫ربتل القاعة (‪ )203‬كل مساحة القسم الغريب للطابق العلوم األخَت‪ ،‬كقد أيسند سقفها‬
‫على قوس داعم حل ؿبل جدراف الفصل يف الطوابق السفلية (اللوحة ‪ .2‬ب)‪ .‬يتم الدخوؿ‬
‫إذل ىذه الغرفة عرب فبر موجود يف الواجهة الشمالية‪ ،‬دل يبق من ببلطاتو سول قسمها اؼبدمج‬
‫(اللوحة ‪1‬جػ ك‪ 3‬ب)‪.‬‬
‫يشاىد يف الطرؼ الشرقي ؽبذه القاعة خزانة كبَتة (ـببأ) بينيت ضمن ظباكة حائط الفصل‬
‫(اللوحة ‪ 2‬أ ك جػ)‪ .‬يشاىد على إطار ىذه اػبزانة نقرة تعشيق مربعة (‪12‬سم) تسمح‬
‫بإدخاؿ درباز اإلغبلؽ اؼبوجود خلف الباب‪ ،‬ىذا فبا يرجح استيدامها لبلحتفاظ باألشياء‬
‫الثمينة أك حىت لتيبئة األشياص‪ .‬ظبح لنا موقع الفتحة اؼبفضية لذلك اؼبيبأ‪ ،‬ككذلك كجود‬
‫آثار عبدار منتزع باذباه شرؽ‪-‬غرب‪ ،‬يف التعرؼ إذل غرفة يف الطابق الثالث ىي الغرفة‬
‫(‪ .)205‬تشبو كسرة الببلطة اؼبائلة يف الزاكية العليا للواجهة الشمالية الشرقية الببلطات‬
‫اؼبكونة ؼبمر اعبزء اؼبقابل للواجهة الشمالية‪ ،‬كتعترب الشاىد الوحيد اؼبتبقي على كظيفة اؼبنفذ‬
‫الذم مازاؿ بإمكاننا رؤيتو (اللوحة ‪ 3‬ب ك‪ 11‬أ)‪.‬‬
‫ب‪-‬اقتراح إعادة البناء‪:‬‬
‫سب ٌكنا من فهم منظومة التنقل كربديد مكاف اؼبنافذ اؼبباشرة باالعتماد على التعديبلت الطارئة‬
‫كدليل على التكيف مع احمليط) من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية باالعتماد على‬ ‫على اؼبيطط ( و‬
‫بعض العناصر اؼبعمارية اليت كانت فبتدة على طوؿ أجزاء اختفت اليوـ (اللوحة ‪ 3‬أ)‪.‬‬

‫‪ -1‬التعديبلت اليت طرأت على اؼبيطط ك عبلقتها باحمليط‪ ( :‬الشكل ‪)1‬‬

‫‪181‬‬
‫أ‪ :‬المخطط األساسً‬ ‫ب‪ :‬إدماج ضمن الحٌز‬ ‫ج‪ :‬انحراف وتغٌر شكل المخطط‬
‫قاعة القوس والغرف‬ ‫المبنً‬ ‫األساسً‬
‫الملحقة‬

‫الشكل‪ -1‬التغَتات اليت طرأت على ـبطط اؼبسكن كاحمليط‬

‫تتمثل أىم ىذه التعديبلت بنتوء الكتلة اغباكية على الغرؼ (‪ 005‬ك‪105‬ك‪ )205‬مقارنة‬
‫مع ـبطط الواجهة الشمالية‪ ،‬كبانزياح قاعة القوس عن ؿبورىا‪ :‬ىذا ما يتضح بشكل خاص‬
‫من خبلؿ السماكة الزائدة عبدار الفصل الشرقي‪.‬‬
‫ييفهم نتوء الكتلة على أنو اغبل األبسط لتأمُت أقل مساحة (‪8.70‬ـ‪ )2‬للغرؼ اؼبتناضدة‬
‫(‪005‬ك‪ 105‬ك‪ ،)205‬إذ إف اغبيٌز الذم يفًتض أف تشغلو ىذه الغرؼ بشكل طبيعي‪-‬‬
‫على سوية قاعة القوس‪ -‬كاف مشغوالن جزئيان بالغرفتُت (‪ 006‬ك‪ )106‬اجملاكرتُت اؼبوجودتُت‬
‫أصبلن‪.‬‬
‫يبكن تفسَت انزياح قاعة القوس عن ؿبورىا بأف البنائُت حرصوا على تأمُت أكرب امتداد طورل‬
‫للواجهة اعبنوبية بعد أف أخذكا بعُت االعتبار العناصر اؼبوجودة أصبلن‪ ،‬إذ قد تتسبب ىذه‬
‫العناصر يف حجب جزء من الواجهة ‪ .‬تركت ىذه العناصر اؼبيتفية اليوـ (كاليت يبكن إغباؽ‬
‫الغرفة (‪ )006‬هبا) أثران سلبيان كاضحان سبثل بنقص ظباكة اغبائط اعبنويب يف الزاكية اعبنوبية‬
‫الشرقية منو على طوؿ يعادؿ الػ‪ 2‬ـ‬
‫تقريبان‪ .‬إذان‪ ،‬ظبح ىذا االنزياح‪ ،‬الذم‬
‫يبكن تلمسو داخل قاعة القوس‪،‬‬
‫بتأمُت طوؿ كاؼ لبناء كاجهة خلفية‬
‫الشكل‪ - 2‬مسقط الواجهة اعبنوبية ( باػبط اؼبنقط ) على الواجهة‬ ‫متناظرة حىت كلو كانت أقصر من‬
‫الشمالية‬
‫الواجهة السابقة ؽبا (الشكل‪)2‬؛ كما‬

‫‪182‬‬
‫نتج عنو مثلثان تش ٌكل بُت الغرفتُت (‪002‬ك‪ ،)006‬فبا ساعد بدكره على بناء خزانة كبَتة‬
‫العمق يف الطابق األرضي (اللوحة ‪9‬ب) و‬
‫كـببأ يف الطابق األخَت على طوؿ اغبائط (اللوحة ‪2‬‬
‫أ كجػ)‪.‬‬
‫يبكن تفسَت اكبراؼ الغرؼ اؼبلحقة من جهة الغرب بوجود عائق ما كحدكد ملكية‪ ،‬أك‬
‫كجود حائط استند عليو جدار الفصل اؼبتجو باذباه شرؽ‪-‬غرب( الشكل ‪ .)1‬بناءن عليو‪،‬‬
‫نستطيع القوؿ إف سبب الًتاجع اؼبلحوظ عبزء من الواجهة اعبنوبية يعود إذل طوؿ الببلطات‬
‫اؼبستيدمة يف أسقف ىذه الغرؼ‪.‬‬
‫يبلحظ أخَتان أف قاعة القوس كغرفها اؼبلحقة اػبالية من اإلسطببلت تتجو مشاالن‪ ،‬بينما تتجو‬
‫الغرؼ عادة كبو اعبنوب أك كبو الشرؽ‪ ،‬كىذا دليل آخر على أف احمليط كاف مشغوالن و‬
‫دبباف‬
‫أخرل‪.‬‬
‫‪-2‬األدلة التي تشير إلى القيام بترميمات‪:‬‬
‫يبكننا االفًتاض بأف اؼبسكن خضع لعملية توسيع أدت إذل إضافة عناصر جديدة إذل عناصره‬
‫اليت كانت موجودة أصبلن‪ .‬سنتحدث يف البداية عن ؾبموعة األدلة اليت تسمح لنا بتيمُت‬
‫حدكد اؼبلكية‪ :‬إف الواجهة اغبالية للغرفة (‪ )005‬أصلية بكامل ارتفاعها (اللوحة ‪ 3‬أ اإلشارة‬
‫أ ك اللوحة ‪ 12‬ىػ)‪ ،‬بينما أعيد بناء طابقها العلوم على كب وو ردمء‪ .‬لفتت انتباىنا ىنا ع ٌدة‬
‫مبلحظات‪ :‬األكذل ىي أف باب الغرفة (‪ )005‬ال يعلوه طاقة (كما ىو حاؿ األبواب‬
‫اؼبفضية إذل اػبارج) كإمبا قوس تفريغ ضبولة (كما ىو حاؿ األبواب الداخلية)‪ .‬تتمثل‬
‫اؼببلحظة الثانية بأف جدار الواجهة يضم أنواعان ـبتلفة من اغبجارة‪ :‬حجارة ملساء منحوتة‬
‫كمصفوفة بإتقاف حوؿ الباب‪ ،‬كحجارة سيئة النحت نوعان ما يف اؼبداميك الوسطى‪ ،‬كأخَتان‬
‫حجارة سيئة النحت كالًتتيب يف اؼبدماكُت العلويُت احملفوظُت يف مكاهنما؛ كقد شاىدنا مثل‬
‫ىذا الًتتيب يف اعبدراف اليت تضم األبواب الثبلثة اؼبفضية إذل الغرفة (‪ .))002‬الحظنا أيضان‬
‫أف اغبد الغريب ؽبذا اعبدار ييشكل خطان عموديان مستمران عمليان على ارتفاع ستة صفوؼ من‬
‫اؼبداميك‪ ،‬كبأف اعبدار الشرقي للمبٌت فبتد باذباه الشماؿ‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬نستنتج بأف اعبزء‬
‫اؼبنفصل حاليان كاف فبتدان يف األصل ضمن ىيكل بناء آخر كأف الواجهة اغبالية ىي كاجهة‬

‫‪183‬‬
‫داخلية‪ ،‬كإذا ما نظرنا إذل اؼبوضوع من كجهة نظر بنائية يبكننا القوؿ‪ :‬ردبا يرفعت الواجهة‬
‫اؼبشاىدة اليوـ بعد بناء كاجهتُت جانبيتُت‪.‬‬
‫أعيد أيضان بناء اعبدار اؼبتاخم للقسم الغريب‪ ،‬لكنو يضم جزءان من اغبائط األصلي (اللوحة ‪3‬‬
‫أ اإلشارة ب كاللوحة ‪ 11‬ىػ)‪ .‬دل يبق من الطابق العلوم إال الزاكية اعبنوبية الغربية للغرفة‬
‫يبق من الطابق األرضي إال فناء طويل يح ًجب جزئيان جبدار اإلسطبل‬ ‫(‪ .)203‬يف اؼبقابل‪ ،‬دل ى‬
‫اؼبستند عليو‪ ،‬كيبلحظ أف اعبدار السفلي يبتد طوليان باذباه اعبنوب متجاكزان الزاكية العلوية‬
‫(اللوحة ‪ 3‬د‪ :‬اإلشارة ب ‪ .)2‬حىت لو دل نتمكن من ربديد طوؿ اعبدار دكف تنقيبات‪،‬‬
‫يبكننا على األقل االفًتاض بأنو أعاد دمج اؼبساحات اؼبتبقية يف اػبلف‪ ،‬أم اغبيز الناجم‬
‫عن انزياح اؼبيطط كعن تراجع أجزاء من الواجهة اعبنوبية‪ .‬ييشاىد يف قسم اعبدار اػباص‬
‫بالغرفة (‪ )004‬نصف نافذة بدرابزين حجرم (اللوحة ‪ 3‬أ‪ :‬اإلشارة ب‪ ،‬اللوحة ‪ 3‬د‪:‬‬
‫اإلشارة ب‪ ،1‬اللوحة ‪ 7‬ب‪ ،‬اللوحة ‪ 11‬ىػ)‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬صادفنا مثل ىذا النوع من النوافذ‬
‫يف أماكن أخرل‪ ،‬لكنها مفتوحة كبو حيز خارجي (راجع ‪.)infra‬‬
‫ال يبكن الدخوؿ إذل الغرفتُت (‪ )103‬ك(‪ )104‬إال عرب الواجهة الغربية (اللوحة‪ 3‬أ اإلشارة‬
‫جػ ك ىػ)‪ ،‬فبا يدفعنا إذل االعتقاد بأف ىاتُت الغرفتُت مرتبطتاف بنشاط ال يتطلب الدخوؿ إذل‬
‫اؼبسكن‪ ،‬أك أهنما ـببئُت أك ـبزنُت يبكن الدخوؿ إليها عرب غرفة أخرل‪ .‬شاىدنا ما يباثل‬
‫اغبالة الثانية يف قاعات القوس اليت أغبقت هبا إسطببلت يعلوىا بدكرىا غرؼ باألبعاد ذاهتا‬
‫تستيدـ لتيزين العلف على األرجح‪ ،‬كيبكن الدخوؿ إليها عرب قاعة القوس بواسطة سلم‬
‫(اللوحة ‪ 3‬جػ)‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬يبكننا اقًتاح فرضية أخَتة عن ىذه الغرؼ اليت عادة ما تستيدـ‬
‫كميازف مرتبطة باإلسطببلت ( لكن ليس لتيزين العلف بالضركرة)‪ :‬يبدك أنو مت إدماجها‬
‫ضمن ىيكل اؼبسكن الرئيسي بسبب االفتقار إذل مكاف لبنائها‪.7‬‬
‫يدفعنا كجود نافذة بدرابزين تطل على حيز خارج اؼبسكن كغرؼ زبزين ضمن طابق مسركؽ‬
‫يبكن الدخوؿ إليها من سور اؼبسكن‪ ،‬ككذلك اكبراؼ جدار فصل الغرفتُت (‪)103‬‬
‫ك(‪ ،)104‬إذل اقًتاح كجود جناح آخر يغلق الفناء من جهتو الغربية؛ ال يبكن أف يكوف‬
‫مرتبطان باعبناح اؼبشاىد اليوـ إال عرب الغرفة (‪ )003‬اليت تشكل عمقان لو ( اللوحة ‪ 3‬أ‪،‬‬
‫اإلشارة ىػ)‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫أدل ربديد موقع جناح بارز ؿبتمل إذل لفت انتباىنا إذل اغبدكد الغربية اغبالية لؤلجزاء‬
‫اؼبنزكعة من الواجهة الشمالية‪ .‬يبلحظ أف ىذه اغبدكد تش ٌكل خطُت متعامدين مع الواجهة‬
‫من جهة الزاكية اؼبعاد بناؤىا‪ ،‬كأف اغبد العلوم ىو كحده فقط الذم يضع بدقة عالية باب‬
‫الدخوؿ إذل الغرفة (‪ )204/203‬على ؿبور تناظر‪ ،‬أم أف الباب اغبارل منحرؼ مقارنة مع‬
‫الغرفة اليت ىب ٌدمها‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬ىل نستطيع القوؿ‪ :‬إف ىذا اغبد يؤكد فعليان تغيَت اذباه البناء‪،‬‬
‫السيما كأف العمارة السكنية اليت ندرسها يتكرر فيها اللجوء إذل الًتتيبات التناظرية؟‬
‫شكلت أنظمة التنقل مصدران آخر ؼبعلوماتنا‪ .‬يبكن الدخوؿ إذل غرؼ الطابق اؼبسركؽ الغريب‬
‫من داخل قاعة يف اعبناح البارز‪ ،‬بينما يتم الدخوؿ إذل الغرؼ الشرقية‪ :‬إما من خارج‬
‫اؼبسكن (فرضية نشاط يعفي من الدخوؿ إذل الفناء) أك عرب كاجهتو الشمالية اؼبيتفية اليوـ‪.‬‬
‫بٌت ال كجود لو‬‫إف الفرضية الثانية ىي األكثر احتماالن ألهنا رباكي ترتيب الطابق األرضي ؼب ن‬
‫حاليان (اللوحة ‪ 3‬أ اإلشارة د)‪.‬‬
‫يشاىد اليوـ آثار مداخل مباشرة إذل غرؼ الطابق العلوم‪ ،‬كما يشاىد ببلطات ناتئة (على‬
‫شكل خرجة) مدؾبة داخل الواجهة الشمالية يف قسميها الغريب كالشرقي‪ :‬اعتربت آثاران‬
‫ؼبمرات (اللوحة ‪ 3‬أ‪ ،‬اإلشارتُت ك ‪ ،‬ز‪ ،‬اللوحة ‪ 3‬ب‪ ،‬اللوحة ‪1‬جػ)‪ .‬يفًتض أف يكوف فبر‬
‫اعبانب الغريب مرتبطان نٌ بالدرجات اػبمسة اليت نشاىدىا اليوـ يف كضع مقلقل يف قمة‬
‫الواجهة‪ ،‬لكن ما يثَت الدىشة ىو عدـ كجود درجات تسمح بتجاكز ارتفاع الػ ‪1.5‬ـ‬
‫الفاصل بُت اؼبمر كبُت أكؿ درجة مدؾبة‪.‬‬
‫يشاىد يبُت الواجهة نقرتاف (تبلغ أبعادنبا ‪ 10‬سم كيبلغ عمقهما ‪ 8‬سم) ردبا نبا نقرتا‬
‫تعشيق تستيدماف إلدماج ركائز تفيد بدكرىا يف تثبيت درج أك سلم خشيب‪ .‬يدفعنا توظيف‬
‫مثل ىذا العنصر إذل التساؤؿ عن ىدؼ التحكم بالدخوؿ إذل السطح أك إذل الغرفة‬
‫(‪ ( ،)203‬يبدك أنو إجراء احًتازم لكن من ىمن؟ من اغبيوانات؟ أـ من الغرباء؟)‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬يبكن ربط الببلطة اؼبدؾبة يف اعبانب الشرقي بعدة عناصر‪ :‬اعبناح البارز الذم‬
‫يبكن الدخوؿ منو إذل الغرفتُت (‪ )005‬ك(‪ )105‬كردبا إذل الغرفة (‪ ،)205‬كباعبزء اؼبًتاجع‬
‫يف الزاكية العليا يسار الواجهة‪ ،‬ككذلك بالنقرتُت احملفورتُت يف الواجهة فوؽ بعضهما البعض؛‬
‫ىذا فبا يدفعنا إذل االعتقاد بأف ىذه الببلطة تشكل جزءان من فبر (فبتد على طوؿ اعبناح‬

‫‪185‬‬
‫الغريب اؼبفًتض) يبكن استيدامو إلسناد سلٌم للدخوؿ إذل الطابق العلوم انطبلقان من الفناء‪.‬‬
‫يبلحظ أف اؼبمر يتطاكؿ داخل جزء مًتاجع من الواجهة الشمالية (اللوحة ‪ 3‬ب)‪ ،‬بينما‬
‫يتواجد الباب األخَت اؼبي ٌدـ للجناح الشرقي بعيدان نسبيان عن ىذه النقطة‪ ،‬ىذا فبا يؤكد‬
‫كجود عبلقة مقصودة ؽبذا اؼبمر مع سطح قاعة القوس‪ .‬نستطيع القوؿ‪ :‬إف قاعة القوس دل‬
‫تكن تعلوىا قاعة ثانية نظران ؼبيبلف السطح دبقدار ‪ 25‬سم باذباه اعبنوب؛ كىذا ما تثبتو أيضان‬
‫الواجهات اػبارجية عبدراف الغرفتُت (‪ )203‬ك(‪ ،) 205‬إذ إف حجارهتا منحوتة بطريقة‬
‫مشاهبة لطريقة كبت حجارة اعبدراف اػبارجية‪ .‬إذان‪ ،‬يبكن الدخوؿ إذل السطح عرب مدخلُت‬
‫كاضحُت‪ ،‬إال إف اؼبشكلة تكمن يف ربديد موضع الدرج اؼبفضي إذل اؼبمرات العالية اليت تقود‬
‫إذل السطح‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬ىناؾ ثبلثة احتماالت‪ :‬فإما أف الصعود كاف يتم بواسطة درج يبتد‬
‫على طوؿ اعبناح الشرقي كصوالن إذل فبر غرؼ الطابق العلوم‪ ،‬ليمتد بعد ذلك إذل السطح؛‬
‫أك بواسطة درج آخر يبتد على طوؿ اعبناح الغريب اؼبفًتض كصوالن إذل اؼبمر اؼبي ٌدـ للغرفة‬
‫(‪ )203‬كمن مث يتم الصعود إذل السطح باالستعانة بسلم متحرؾ؛ أك ردبا باالستعانة‬
‫بالطريقتُت السابقتُت معان‪ .‬يف حاؿ ثبتت صحة الفرضية القائلة بوجود درج كاحد فقط‪،‬‬
‫يش ٌكل السطح يف ىذه اغبالة فبران حتميٌان‪ ،‬كيبكن للدالئل اليت تشَت إذل كجود ؿبيط مشبع أف‬
‫تؤكد ىذه الفرضية‪ :‬فغياب اؼبكاف اؼبناسب لبناء درج يعٍت التنقل عرب السطح‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬يبكن إعادة تصور الًتتيب األصلي على النحو التارل‪ :‬يتألف اؼبسكن من قاعة قوس‬
‫مركزية (‪ )002‬هباكرىا‪ ،‬من جهة اليمُت‪ ،‬جناح شرقي بارز مرتبط بالغرفة (‪ )203‬يزيد‬
‫ارتفاعو دبقدار نصف طابق عن ارتفاع اؼببٌت اغبارل (على األقل فوؽ مستول قاعة القوس)؛‬
‫كهباكرىا من جهة اليسار جناح آخر بارز مفًتض ( اللوحة ‪ .)4‬دل وبدد بعد موقع الدرج‬
‫الذم يقود إذل اؼبمرات العليا كال نستبعد كجود درجُت بدؿ الدرج الواحد‪.‬‬

‫‪ -ΙΙ‬تقنيات البناء‪:‬‬

‫‪186‬‬
‫إف مادة البناء الوحيدة اؼبستيدمة ىي البازلت‪ ،‬كبالتارل ال بد من التفكَت مليان بالطرؽ‬
‫اؼبيتلفة اليت اعتمدىا اؼبعماريوف لنحت اغبجارة كلتنفيذ أعماؽبم‪ ،‬هبدؼ إعداد فهرس دقيق‬
‫عن اؼبسكن كهبدؼ استيبلص اػبصائص اليت سبيز مساكن اؼبنطقة فيما بعد‪.8‬‬
‫أ‪ -‬أقسام البناء األساسية‪:‬‬
‫‪-1‬اعبدراف‪:‬‬
‫أ‪ -‬اؼبظهر‪:‬‬
‫يشاىد يف ىذا اؼبسكن طرؽ ـبتلفة لبناء اعبدراف كأنواع ـبتلفة من اغبجارة اؼبستيدمة‪:‬‬
‫ابتداءن من البازلت ذم اغببات الناعمة ككصوالن إذل البازلت الفقاعي‪ .9‬يبكن تصنيف أنواع‬
‫اغبجارة اؼبستيدمة بشكل عاـ على النحو التارل‪:‬‬

‫بازلت ناعم‬ ‫بازلت فقاعي‬


‫يف الداخل‪ :‬اعبدراف اؼببنية من الدبش‬ ‫حجارة خشنة سيئة النحت‬
‫زكايا غَت منتظمة‬
‫فراغات بُت اغبجارة‪10-5‬ملم‬
‫يف الداخل‪ :‬إطارات العناصر اؼبعمارية الثانوية‪.‬‬ ‫حجارة خشنة بارزة منحوتة بإتقاف أكرب من اغبجارة‬
‫السابقة‬
‫يف اػبارج‪ :‬كل الواجهات عدا الواجهة الرئيسية‪.‬‬ ‫زكايا غَت منتظمة‬
‫فراغات بُت اغبجارة‪10-5‬ملم‬
‫يف الداخل‪ :‬العناصر اؼبعمارية األساسية كاألبواب‬ ‫حجارة ملساء متقنة النحت‬
‫كالعضادات كاألطناؼ كببلطات السقف كمدماؾ‬
‫التثبيت الواقع ربت األطناؼ‪.‬‬
‫يف اػبارج‪ :‬الواجهة الرئيسية كأطر اؼبنافذ‬ ‫زكايا منتظمة متطابقة‬
‫يف الواجهات الثانوية‪.‬‬
‫تطابق كتراص بُت اغبجارة اؼبصفوفة بانتظاـ‬

‫يبكننا التمييز بُت البازلت الفقاعي كالبازلت الناعم بسهولة‪ ،‬إذ أف الصير غَت متجانس كما‬
‫أف اختبلؼ النوعية يكوف كاضحان حىت على الكتلة اغبجرية ذاهتا‪.‬‬
‫عادة ما نشاىد على أطر النوافذ كاألبواب آثار كاضحة لؤلدكات اؼبستيدمة يف النحت‪،‬‬
‫كما نشاىد عليها نقرات تعشيق ؿبفورة باستيداـ ًمٍنقاش (على األرجح‪ ،‬أثناء تركيب‬
‫األطر)‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫شاىدنا آثار تلبيسة بأساس كلسي يف مساحات ؿبدكدة جدان من اعبدراف الداخلية (سقف‬
‫الغرفة ‪ )103‬لكننا دل نتأكد من استيدامها على كامل اعبدراف‪ ،‬إذ دل نشاىد آثاران ؽبا على‬
‫العناصر اؼبزينة بالزخارؼ اؼبنحوتة‪ .‬يبدك أف استيداـ تلبيسة التنب‪ 10‬يف ىذه الغرؼ حىت‬
‫عهد قريب تسبب يف اختفاء كل آثار التلبيسة القديبة‪ .‬منطقيان‪ ،‬استيدمت التلبيسة لتغطية‬
‫الفراغات اؼبتشكلة بُت اغبجارة اػبشنة سيئة النحت‪ ،‬كإلخفاء عيوب البناء الناصبة بدكرىا‬
‫عن اختبلؼ نوعية اغبجارة اؼبستيدمة يف األقساـ العلوية كاألقساـ السفلية للجدار‪ ،‬ككذلك‬
‫تلك الناصبة عن كبت اغبجارة (كالنقر الصغَتة)؛ أم أف اؽبدؼ الرئيسي من التلبيسة ىو‬
‫إضفاء االستمرارية على السطح‪ .‬إذا ما ربدثنا عن فرضية التلبيسة اؼبستيدمة على كامل‬
‫اعبدراف إلخفاء العيوب الناصبة عن اختبلؼ نوعية اغبجارة اؼبستيدمة‪ ،‬فإننا ال نقصد ىنا‬
‫اختبلؼ مظهرىا كإمبا اختبلؼ إتقاف كبتها حبسب متطلبات اؼبكاف اؼبراد استيدامها فيو‪،‬‬
‫كبالتارل اللجوء إذل كرشات ـبتلفة لنحت اغبجارة أك حىت إذل معماريُت ـبتلفُت‪ .‬على سبيل‬
‫اؼبثاؿ‪ ،‬كبتت اغبجارة اؼبستيدمة يف بناء أطر منافذ الواجهات الثانوية بإتقاف أكرب من كبت‬
‫اغبجارة اؼبستيدمة يف بناء ما تبقى من جدراهنا‪ ،‬ىذا فبا يؤكد فرضيتنا (اللوحة ‪ 11‬د)‪ .‬أما‬
‫يف ما ىبص الزخارؼ فيمكن استيداـ طبلء كلسي إلخفاء عيوهبا بكل بساطة‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬عندما نتحدث عن توزيع اغبجارة يف عملية الًتميم فبل بد من نأخذ عدة أمور بعُت‬
‫االعتبار‪ :‬أنواع اغبجارة كطريقة كبتها كصبلبتها ككزهنا كضركرة تطابقها‪ ،‬ككذلك ضركرة‬
‫اإلسراع يف تركيبها‪ ،‬باإلضافة إذل تكلفتها كتكلفة تركيبها‪.‬‬
‫يشاىد على الوجو اػبارجي عبدار الواجهة الشمالية (على استقامة باب الدخوؿ إذل الغرفة‬
‫(‪ ))205‬آثار تلبيسة مؤلفة من مبلط ـبلوط حبصيات من البازلت تبلغ أبعادىا حواذل الػ ‪5‬‬
‫ملم‪ .‬من الصعب التأكد فيما لو كانت ىذه التلبيسة (غَت معركفة اؼبصدر) تغطي كامل‬
‫الواجهة أـ ال‪ ،‬إذ اقتصر كجودىا على مساحة ؿبدكدة جدان منها‪ ،‬كما أننا دل نعثر على أم‬
‫أثر ؽبا يف الزكايا اؼبيفية للحجارة‪.‬‬

‫ب‪ -‬البناء‪:‬‬

‫‪188‬‬
‫نبلحظ أف اعبدراف مضاعفة‪ ،‬أم أهنا مؤلفة من كجهُت بينيا بدكرنبا باستيداـ حجارة صغَتة‬
‫اغبجم (تبلغ ظباكتها ‪ 40-35‬سم) مصفوفة دكف استيداـ اؼببلط‪ :‬كفق مبوذج "اعبدار‬
‫اؼببٍت من مداميك غَت منتظمة االرتفاع من اغبجارة اؼبستطيلة‬
‫‪11‬‬
‫ص ٌفت الكتل اغبجرية فوؽ بعضها‬
‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪"(rectangulaire à décrochement‬‬
‫البعض بشكل متعاقب‪ ،‬كمت الربط بينها باستيداـ مفاصل حجرية يكبتت أطرافها على شكل‬
‫زاكية قائمة أك على شكل ىرـ مقطوع الرأس‪ ،‬كاستيدمت اغبصى لسد الفراغات اؼبتشكلة‬
‫بينها‪ .‬يبلحظ أف الركابط اليت تربط كاجهات اعبدراف اؼبضاعفة مع بعضها البعض قليلة جدان‪،‬‬
‫إال على استقامة اؼبنافذ أم عندما تكوف حجارة الفتحات على شكل حجارة ؾبانبة‪ .‬تتمثل‬
‫أكرب مساكئ طريقة البناء ىذه حبصوؿ زبليل بُت كجهي اعبدار يف حاؿ كاف البناء ضعيفان‬
‫أك يف حاؿ نفوذ اؼبياه‪ ،‬فبا قد يتسبب يف سقوط أحد الوجهُت بأكملو‪ .‬إذان‪ ،‬يقتضي تبٍت‬
‫ىذا النوع من البناء ضباية القمة بشكل صحيح‪.12‬‬
‫تبُت من خبلؿ فحص زكايا القاعة الرئيسية كالغرؼ الثانوية ( اليت استطعنا الوصوؿ إليها)‬
‫بأف حجارة ربط الزكايا قليلة السماكة كىي غَت متناظرة –إذ يبلحظ كجودىا يف مدماؾ‬
‫كاحد من كل ثبلثة مداميك‪( -‬اللوحة ‪ 5‬ب)‪ ،‬كما أهنا ال ترتبط فعليان باعبدراف اليت‬
‫زبًتقها؛ ىذا فبا يعٍت أف كل جدار مستقل تقريبان عن باقي اعبدراف‪ .‬يشاىد ربت السقف‬
‫كتل حجرية متقنة النحت (على شكل عارضات) أطوؿ من الكتل اغبجرية االعتيادية‪:‬‬
‫ضبط لؤلطناؼ كتؤمن نوعان من الدعم للسقف‪ ،‬أما الربط الفعلي بُت‬ ‫تش ٌكل مدماؾ و‬
‫اعبدراف فتؤمنو األطناؼ الزاكية فقط‪ .‬إذان‪ ،‬ال يوجد استمرارية يف اؼبداميك عند االنتقاؿ من‬
‫جدار إذل آخر‪ ،‬كما أف حجارة الربط قليلة؛ ىذا فبا يدفعنا إذل االعتقاد بأف اعبدراف رفعت‬
‫بشكل مستقل الواحد عن اآلخر‪ .‬على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬ىذا ىو حاؿ الواجهة الشمالية للغرفة‬
‫(‪ )005‬إذ نبلحظ كجود فراغ على ارتفاع ستة مداميك على األقل يف اعبدار الذم استيدـ‬
‫دبثابة "اغبشو" بُت جدارين من جدراف الواجهة‪ .‬كذلك األمر بالنسبة لعضادات قوس القاعة‬
‫(‪ )002‬اليت مت إدماجها بُت اعبدارف دكف ربطها هبا‪.‬‬
‫نشاىد على الوجهُت الداخلي كاػبارجي عبدراف الواجهات حجارة تشبيك تربط بُت‬
‫‪13‬‬
‫اؼبداميك ‪ .‬هبب أف مبيز ىنا بُت حجارة الربط ذات األبعاد الكبَتة نسبيان‪ ،‬اليت تعترب اختياران‬

‫‪189‬‬
‫تقنيان مقصودان أك تقنية متبعة يف بناء اعبدراف‪ ،‬كبُت حجارة الربط الصغَتة اؼبستيدمة للربط‬
‫بُت اؼبداميك عندما يتم كبت اغبجارة كص ٌفها بشكل تقديرم‪ .‬تشاىد حجارة النوع الثاشل يف‬
‫كل الواجهات بينما تستيدـ حجارة النوع األكؿ يف الواجهة الرئيسية فقط‪ ،‬كيكوف كجودىا‬
‫مرتبطان بصعوبة كبت اغبجارة (حوؿ النافذة الدائرية مثبلن)‪ ،‬أك قد نشاىدىا بالقرب من‬
‫منفذين (للربط بُت اؼبداميك)‪ ،‬أك حىت عندما يتعلق األمر باستئناؼ البناء‪ :‬كما ىو حاؽبا‬
‫بُت القاعة (‪ )002‬كالغرفتُت (‪( )103/003‬اللوحة ‪ 5‬جػ)‪.‬‬
‫تزكد‬
‫الكوات بإتقاف أكرب من كبت باقي اغبجارة‪ ،‬كما أهنا َّ‬‫عادة ما تنحت حجارة أطر ٌ‬
‫بعدد أكرب من حجارة الربط لربطها مع حجارة اؼبداميك احمليطة هبا؛ ىذا فبا يؤكد تصميم‬
‫ىذه العناصر اؼبعمارية بشكل مستقل عن عملية البناء‪ ،‬ليتم بعد ذلك دؾبها داخل اعبدراف‬
‫كفقان ألشكاؽبا‪.‬‬
‫‪ -2‬منظومات العبور‪:‬‬
‫فىرض استيداـ البازلت كمادة كحيدة للبناء أكثر من حل لبناء اؼبنافذ ( الشكل‪:)3‬‬
‫أ‪ -‬األبواب‪:‬‬
‫زبتلف طرؽ بناء األبواب كفقان ؼبكاف كجودىا‪ ،‬إذ يعلو كل األبواب اػبارجية سواكف‬
‫(يتجاكز طوؽبا ‪ 90‬سم) يتم زبفيف ضبولتها‪ :‬سواء باستيداـ شراعة مربعة‪ ،‬أك باستيداـ‬
‫قوس خفيف االكبناء ( بارتفاع ‪1‬سم) مؤلف من كتلة حجرية كاحدة تضاعف الساكف‬
‫(كما ىو حاؿ األبواب الفاصلة بُت الغرؼ ‪ 005/002‬ك ‪ 004/002‬ك‪)005/001‬؛‬
‫أك باستيداـ ثبلث صنجات مصطفة جبانب بعضها البعض على استقامة كاحدة (الباب‬
‫الفاصل بُت الغرفتُت ‪ 002‬ك‪ ( )003‬اللوحة ‪6‬ب)‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬يبلحظ أف األبواب الداخلية أعرض من األبواب اػبارجية حبواذل ‪ 35‬سم‪،‬‬
‫بدليل نقرىا اػباصة بعناصر اإلغبلؽ‪ ،‬إذ إهنا أعرض من نقر سابقتها‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫الشكل ‪ - 3‬األبواب‬

‫األبواب‬ ‫يعلو‬
‫كاحدة‬ ‫خرجة‬
‫شراعة‪ ،‬كتتألف ىذه اػبرج من أطناؼ من‬
‫عندما تكوف بسيطة كخرج متتابعة عندما تعلوىا ٌ‬
‫حجارة ؾبانبة على شكل صافرات (مقطعها مربع الشكل (‪35×35‬سم)) يكبتت ببل إتقاف‬
‫( اللوحة ‪ 6‬أ ك ب)‪.‬‬

‫منفذ يعلوه قوس تفريغ ضبولة‬ ‫منفذ يعلوه خرجة أك عدة خرج‬ ‫منفذ مباشر‬
‫مشكاة يف الفناء‪ ،‬كوة مركزية يف‬ ‫على الوجو الداخلي للجدار‬ ‫ساكف بسيط‬ ‫أبواب‪ ،‬نوافذ‪،‬‬
‫الواجهة اعبنوبية‬ ‫ساكف بنظاـ زبفيف ضبولة يتمثلبقوس بسيط‪ ،‬أك قوس‬ ‫و‬
‫مشاؾ‬
‫بصنجات‪ ،‬أك شراعة‪.‬‬

‫قوس كامل العقد‬ ‫قوس‬


‫ببلطات ؿبمولة فوؽ ركافد مستعرضة ؿبمولة‬ ‫ببلطات ؿبمولة فوؽ صف متواصل من األطناؼ‬ ‫أسقف‬
‫بدكرىا فوؽ أطناؼ‬

‫ب‪ -‬القوس‪:‬‬
‫يضم اؼبسكن قوسُت‪ :‬قوسان تامان بقطر ‪5.95‬ـ يف القاعة الرئيسية (‪ )002‬كآخر يف الغرفة‬
‫(‪ )203‬ق ٌدر قطره بػ ‪2.80‬ـ‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫البسف قوس القاعة الرئيسية دبقدار ‪ 10‬سم‪ ،‬كبالتارل الحظنا أف قوس الدائرة يبدأ من‬
‫منتصف الصنجة الثانية ‪ .14‬الحظنا أيضان أف أكؿ صنجتُت من القوس نبا فقط اؼبدؾبتاف‬
‫داخل اعبدار كأف أطواؿ حنية الصنجات تتناقص صعودان (بشكل تدرهبي كغَت منتظم) من‬
‫‪ 45‬سم إذل ‪ 19‬سم‪ ،‬كما أف مفتاح العقد ال يقع يف مركز القوس؛ ىذا فبا يدفعنا إذل‬
‫االفًتاض بأف القوس بيٍت ضمن االكبناء مباشرة دكف زبطيط مسبق‪.‬‬
‫جػ‪ -‬األطناؼ كاألسقف‪:‬‬
‫بينيت األسقف كفق تقنيتُت‪ :‬اػبرجة اؼبتصلة كاػبرجة اؼبنفصلة (الشكل‪ .)4‬مت استيداـ‬
‫التقنية األكذل يف الغرؼ (‪ 002‬ك ‪ 003‬ك ‪ 004‬ك ‪ ،)005‬كمن اؼبرجح أيضان أنو مت‬
‫استيدامها داخل الغرفتُت (‪ 203‬ك‪ .)205‬تتألف اػبرجة اؼبتصلة ىنا من أطناؼ متبلصقة‬
‫يأخذ بركفيلها شكل ربع دائرة مستوية أك شكل تنضيد مفركد (‪ ( )002‬اللوحة ‪ 12‬جػ ‪ ،‬د‬
‫(‪ 8‬إذل‪10‬سم)‬ ‫‪ ،‬ك)‪ ،‬كيبلحظ أف ببلطات السقف اؼبرتصة تستند على جزء فقط‬
‫من أنف الطنف‪ .‬يستند مدماؾ األطناؼ بدكره على شيناجات السقف اليت تؤمن ضبطان‬
‫أفقيان دقيقان (الغرؼ ‪ 003‬ك ‪ 004‬ك ‪ )005‬أك جزئيان (الغرفة ‪ ،)002‬كيف ىذه اغبالة يتم‬
‫التثبيت النهائي بفضل العصابة اؼبوجودة أسفل اعبزء البارز من الطنف‪ .‬متٌ صف األطناؼ يف‬
‫سقف قاعة القوس كفق طرؽ ـبتلفة‪ :‬إذ نراىا زبًتؽ كامل اعبدار يف الواجهتُت الغربية‬
‫كاعبنوبية‪ ،‬بينما ىي تستند على اعبدار اػبلفي يف الواجهة الشمالية‪ ،‬حىت على استقامة اعبزء‬
‫الذم تضاءلت ظباكتو يف الزاكية العليا الشرقية من الواجهة (اللوحة ‪ 11‬ب كاللوحة ‪ 6‬أ)‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬ش ٌكلت ذيوؿ أطناؼ الواجهة الشرقية سقف اؼبيبأ ( باستثناء ذيل الطنف‬
‫اؼبوجود على تقاطع سطحي القوس كاعبدار)‪ .‬الحظنا أف األطناؼ اؼبوجودة فوؽ القوس‬
‫مؤلفة من كتلة حجرية كاحدة‪ ،‬كأف ببلطات السقف ىي اليت تؤمن توازف اغبمولة على‬
‫جانبيو‪ .‬بشكل عاـ‪ ،‬تتألف زكايا اعبدراف من كتلة حجرية كاحدة‪ ،‬كلقد مت توزيع مداميك‬
‫الدعم األفقية على ؿبيط اعبدراف لتفادم سقوط األطناؼ‪ ،‬لكننا ال نشاىدىا فوؽ القوس‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫الشكل‪ - 4‬أطناؼ كأسقف‬

‫إف التقنية الثانية اؼبتبعة لدعم السقف يف غرؼ الطوابق اؼبتوسطة (‪ 103‬ك ‪ 104‬ك ‪)105‬‬
‫ىي اػبرجة اؼبنفصلة‪ .‬تتألف اػبرجة اؼبنفصلة من أطناؼ موزعة بانتظاـ سباثل بأبعادىا‬
‫كأشكاؽبا تلك اؼبستيدمة فوؽ األبواب الداخلية‪ .‬مت إدماج ىذه األطناؼ بشكل عمودم‬
‫داخل اعبدراف‪ ،‬كأيسندت عليها عارضات موازية للجدراف‪ ،‬قامت بدكرىا بإسناد ببلطات‬
‫السقف‪ .‬يبكن سبييز تقنية دعم السقف ىذه يف الغرفة (‪ )105‬على الرغم من التعديبلت‬
‫كاإلصبلحات اليت طالتها الحقان (اللوحة ‪ 12‬ك ‪ :‬يسار الصورة)‪.‬‬
‫بغض النظر عن نوع اػبرجة اؼبستيدمة‪ ،‬نبلحظ بأف ببلطات السقف اليت تبلغ ظباكتها‬
‫حواذل الػ ‪ 25‬سم منحوتة بإتقاف كمًتاصة‪ ،‬كما أهنا ملبسة بتلبيسة من اغبصى البازلتية‬
‫اؼبمزكجة بالطُت‪ ،‬أم أف السماكة الكلية "للسقف" تعادؿ ‪ 45‬سم تقريبان‪.‬‬
‫‪-3‬ىل ىي طريقة بناء مقصودة؟‬
‫أشرنا سابقان إذل اؼبظهر اجملزأ للعناصر اؼبعمارية (اعبدراف كالعضادات كالقوس) كإذل الركابط‬
‫القليلة اليت تربط ىذه العناصر‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬يبكننا اقًتاح فرضيتُت متكاملتُت لشرح طرؽ البناء‬
‫تلك‪ .‬تقوؿ الفرضية األكذل‪ :‬إف االنقطاع اغباصل يف اؼبداميك كالربط الضعيف بُت اعبدراف‬
‫ما ىو إال نتيجة لتجزئة مراحل البناء الناصبة بدكرىا عن ؿبدكدية الوسائل اؼبستيدمة لرفع‬
‫البناء (دبا فيها الصقالة) على أغلب الظن‪.‬‬
‫‪193‬‬
‫إذا اعتربنا حجارة التشبيك اؼبوجودة على الواجهة الشمالية دبثابة اؼبؤشر على مراحل‬
‫استئناؼ البناء يبكننا استنتاج ما يلي (اللوحة ‪ 5‬جػ)‪:‬‬
‫يرفع البناء ككتلة كاحدة حىت ارتفاع ‪ 2.80‬ـ‪ .‬رفعت بعد ذلك كاجهة القاعة ‪ 002‬بارتفاع‬
‫‪ 2‬ـ‪ ،‬مث مت بناء كاجهة الغرفة ‪ 103‬حىت أسفل اؼبمر‪ ،‬ليتم أخَتان بناء القسم العلوم من‬
‫الواجهة بارتفاع ‪ 2.80‬سم على كامل طوؽبا‪ .‬ش ٌكل اؼبمر صقالة لبناء قسم الواجهة الذم‬
‫يؤمن الوصوؿ إليها‪.‬‬
‫الحظنا أيضان أف عضادات القوس مستقلة عن اعبدراف اليت أدؾبت فيها‪ ،‬كما أف مداميك‬
‫عركة القوس غَت متجانسة مع مداميك جدراف الفصل‪ ،‬ىذا فبا يدفعنا إذل االفًتاض بأف‬
‫عملية الًتكيب سبت كفق الطريقة التالية‪ :‬بنيت العضادات يف البداية‪ ،‬مث مت رفع جدراف‬
‫تم‬
‫الفصل على ارتفاع العضادات‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يرفع القوس كاستؤنفت عملية بناء اعبدراف‪ ،‬لي ٌ‬
‫أخَتان ملء عركات العقد بُت القوس ك السقف‪.‬‬
‫تقوؿ الفرضية الثانية (اليت ال تتعارض مع الفرضية األكذل)‪ :‬إف استقبلؿ العناصر اؼبعمارية أمر‬
‫متعمد‪ .15‬تبُت من خبلؿ دراسة التشوىات اليت أصابت الواجهة الشمالية إثر ىزة أرضية بأف‬ ‫ٌ‬
‫حجارة الواجهة اؼبوجودة على امتداد جدار الفصل الشرقي لقاعة القوس مائلة دبقدار ‪35‬‬
‫سم كحد أقصى‪ ،‬أم إف قوة الصدمة‬
‫انتقلت من الوجو الداخلي للجدار إذل‬
‫كجهو اػبارجي دكف أف تتسبب يف‬
‫اهنياره‪ .‬ىذا إف دؿ على شيء فإنو يدؿ‬
‫على أف البناء يتمتع بنوع من "اؼبركنة" (‬
‫الشكل‪ ،)5‬كلو أنو كاف شديد الصبلبة‬
‫لتصادمت الكتل اغبجرية كلتسبب ىذا‬
‫االصطداـ يف دماره‪ .‬إذان‪ ،‬ساعدت‬
‫استقبللية اعبدراف (الناصبة عن الغياب‬
‫الشكل‪– 5‬مت تلوين اغبجارة اليت اكبرفت إثر االصطداـ باللوف‬ ‫شبو التاـ غبجارة الربط) على ذبنب‬
‫الرمادم‬ ‫انتقاؿ االىتزازات اليت تسبب هبا الزلزاؿ‬

‫‪194‬‬
‫من حائط إذل آخر‪ .16‬باإلضافة إذل ضباية اؼبباشل من االهنيار يف حاؿ حدكث زلزاؿ ما‪،‬‬
‫ظبحت تقنية البناء ىذه بقابلية البناء للتكيف‪ ،‬إذ يبكن استئناؼ البناء أك إجراء تعديبلت‬
‫عليو أك حىت إضافة عناصر الحقة‪ .‬يبلحظ على سبيل اؼبثاؿ كجود جدارين مشًتكُت بُت‬
‫الغرفتُت (‪ )006 / 002‬من جهة كالغرفة (‪ )006‬من جهة ثانية‪ ،‬كقد ضوعف اعبدار‬
‫اؼبشًتؾ بُت الغرفتُت (‪ 002‬ك‪ )006‬دكف اغباجة إذل استئناؼ بناء اعبدراف اؼبوجودة أصبلن؛‬
‫كيف ىذه اغبالة‪ ،‬يتوافق عمق اػبزانة مع الوجو اػبارجي للجدار احملفوظ أصبلن يف اؼبكاف‪.17‬‬
‫يفسر كوف‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬أسندت الغرفة (‪ )005‬على اعبدار اؼبشًتؾ مباشرة‪ ،‬كردبا ىذا ما ٌ‬
‫اعبدار مه ٌدمان جزئيان‪ .‬يبدك أف عمليات استئناؼ البناء الوحيدة سبت على استقامة باب‬
‫الغرفتُت (‪ 002‬ك ‪ ،)005‬كىو أمر ال يبكن ربقيقو إال بوجود نظاـ بناء غَت مًتابط‬
‫مضاعف اعبدراف‪.18‬‬
‫‪ -4‬العناصر المعمارية‪:‬‬
‫أ‪ -‬العضادات (الوحة‪:)8.‬‬
‫يكبتت العضادات قبل بناء اعبدراف اؼبدؾبة فيها كمت إسنادىا على حجر أساس أكرب بقليل من‬
‫قاعدة العضادة‪ ،‬ىذا فبا قد يشَت إذل كجود أرضيات مبلطة بببلطات حجرية‪ .‬يأخذ بركفيل‬
‫يتكوف التاج من عصابتُت‬
‫القاعدة شكل حد مائل بسيط فوؽ عصابة شريطية‪ ،‬بينما ٌ‬
‫متتاليتُت على شكل صفارة‪ :‬تيش ٌكل األكذل زاكية ٍ‪ 45‬ربت قرمة التاج‪ ،‬بينما سبيل الثانية‬
‫دبقدار (ا) سم فقط عن االرتفاع‪ .‬نبلحظ أف الربكفيل ااؼبشدكؼ لكل كجو من أكجو‬
‫العضادة ـبتلف عن الوجو اآلخر‪ ،‬ككذلك ىبتلف الربكفيل العاـ من عضادة إذل أخرل‪ ،‬ىذا‬
‫فبا يشَت إذل أنو متٌ كبت كل عضادة بشكل منفرد دكف اللجوء إذل معيار ؿبدد‪.‬‬
‫ب‪ -‬اؼبشاكي كاػبزائن‪:‬‬
‫( اللوحة ‪ 9‬أ‪ ،‬ب كاعبدكؿ ‪ 3‬د يف اؼبلحق رقم ‪)2‬‬
‫تتميز اػبزائن عن اؼبشاكي بإمكانية إغبلقها‪ .‬تشاىد اػبزائن يف قاعة القوس فقط‪ ،‬بينما‬
‫تشاىد اؼبشاكي يف الغرؼ ‪ 003‬ك ‪ 004‬ك ‪ 005‬ك ‪. 203‬‬
‫يضم إطار اػبزانة ثلم بعرض ‪ 2.5‬إذل ‪ 4‬سم كبعمق ‪ 4‬إذل ‪ 5‬سم‪ ،‬كتضم دعامتها تقويران‬
‫على شكل حرؼ ‪ L‬يسمح بتعشيق مصراع خشيب على زعركر ( يحق) بقطر ‪ 3.5‬إذل ‪4‬‬

‫‪195‬‬
‫سم تقريبان ؛ أما بطنيتها فتحمل نػي ىقران بأقطار أصغر نوعان ما (‪ 3‬إذل ‪ 3.5‬سم)‪ ،‬لكننا دل‬
‫نعثر على أم أثر لنقرة تعشيق قد تتوافق مع مغبلؽ للجزء األكسط‪.‬‬
‫يضم اغبائط اعبنويب للقاعة (‪ )002‬أربع خزائن تتميز بوجود حزكز أفقية بارتفاع ‪2.5‬سم‬
‫ـبصصة لًتكيب رفوؼ خشبية‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬تتميز اػبزانة اؼبوجودة يف اغبائط الشرقي (اللوحة‬
‫‪9‬ب) بعمقها الكبَت‪ ،‬لكن مت اقتبلع ببلطتها الداعمة (كما ىو كاضح من الصورة) كىو‬
‫أمر هبب أف نربطو بالكتلة اغبجرية اؼبنزكعة من أحد اؼبداميك السفلية يف اعبدار‪.19‬‬
‫مشاؾ مربعة يف اعبدار اعبنويب للقاعة (‪ ،)203‬كانت الوسطى منها نافذة‬ ‫شاىدنا ثبلث و‬
‫يف األصل‪.‬‬
‫جػ‪ -‬مشكاة الواجهة (اللوحة ‪ 9‬جػ)‪:‬‬
‫تقع مشكاة الواجهة على احملور الواصل بُت باب قاعة القوس كباب غرفتها اؼبلحقة الغربية‪.‬‬
‫عادة ما تبٌت اؼبشكاة ( يف مساكن ؿبجة كما يف مساكن قرل أخرل) عند تقاطع حائط‬
‫الواجهة مع حائط الفصل اؼبوجود خلفها‪ ،‬فبا يؤدم إذل حصوؿ ضعف بنائي كاضح‪ .‬ال‬
‫ينطبق ىذا األمر على مشكاة الواجهة الشمالية‪ ،‬إذ نعتقد بأنو مت يف البداية ربديد مكاف‬
‫اؼبشكاة كفقان للتناظر اؼبطلوب‪ ،‬مث قاـ البنٌاء بتشييدىا اعتمادان على ىذا التحديد‪ .‬يتألف‬
‫كتل حجرية منحوتة على شكل متوازم مستطيبلت كتتألف‬ ‫اعبدار اػبلفي للمشكاة من و‬
‫قاعدهتا من ببلطة حجرية كحيدة ( مستعرضة على شكل متوازم مستطيبلت أيضان)‪،‬‬
‫كيبلحظ أف قوسها نصف الدائرم أكرب من الفتحة اليت يؤطرىا‪ .‬تتميز ىذه اؼبشكاة بًتتيب‬
‫دل يشاىد لو مثيل حبسب علمنا‪ ،‬إذ يحفر ضمن اؼبدماؾ األكؿ اؼبرتكز على القاعدة (خبلؿ‬
‫اغبقبة القديبة) نقرة مستطيلة الشكل (‪ 13 × 24‬سم) ‪ ،‬ك يحفر داخلها ىي أيضان ( ردبا يف‬
‫فًتة متأخرة) فتحة أخرل ـبركطية الشكل يًتاكح قطرىا بُت ‪ 4‬إذل ‪ 6‬سم‪ ،‬إال إف كجود ىذه‬
‫النقرة دل يساعدنا على معرفة كظيفة اؼبشكاة‪.‬‬

‫د‪ -‬النوافذ الدائرية (الشكل‪:)6‬‬


‫‪20‬‬
‫تنفرد ىذه النوافذ بطريقة كبت حجارهتا لدرجة أف دبليو‪.‬ج‪ .‬بانك )‪(W.H.Bankes‬‬
‫(الذم قاـ برفع زخرفتها) ىرسم مفاصل ؽبا غَت موجودة يف الواقع‪ ،‬لكنها سانبت يف إظهارىا‬

‫‪196‬‬
‫بصورة أكثر "منطقية"‪ .‬تشاىد النوافذ الدائرية يف بعض مساكن اؼبنطقة مع حلوؿ مبتكرة يف‬
‫كل مرة‪ ،‬فبا يوحي بأهنا تشكل البصمة للمعمارم الذم قاـ ببنائها‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬يدفعنا ىذا‬
‫العمل اؼبعقد إذل التشكيك بالفرضية القائلة‪ :‬إف الواجهات ملبسة بأكملها‪ ،‬أك على األقل‬
‫يبكننا القوؿ‪ :‬إهنا غَت صحيحة عندما يتعلق األمر بالواجهات اليت تضم ىذه النوافذ‪.‬‬
‫اؼبيرـ‪:‬‬
‫ىػ‪-‬النوافذ ذات اغباجز ٌ‬
‫إذا نظرنا إذل الغرفة (‪ )004‬من الداخل‪ ،‬نيبلحظ أهنا كانت مزكدة بنافذتُت إلنارهتا‪ ،‬إال إنو‬
‫اؼبيرـ للنافذة اعبنوبية على الوجو اػبارجي للجدار (اللوحة‬
‫دل يبق سول نصف اغباجز ٌ‬
‫‪7‬ب)‪ .‬تتألف ىذه النافذة من دعامة كساكف كمن أربع كتل حجرية تش ٌكل بدكرىا‬
‫دعامات للنافذة كللوجو اػبارجي للجدار يف الوقت نفسو‪ .‬تأخذ األكجو اعبانبية ؽبذه الكتل‬
‫شكل فتحات مثلثية طوؿ ضلعها ‪8‬‬
‫سم‪ ،‬كىي تشكل مربعات يف ما لو‬
‫كضع كل اثنُت منها جبانب بعضهما‬
‫الشكل‪ - 6‬النوافذ الدائرية‬ ‫البعض‪ .‬شاىدنا مثل ىذه النوافذ يف‬
‫اعبدار احمليط باؼبسكن رقم ‪ 4‬يف‬
‫ؿبجة خاصة ‪ ،‬فبا دفعنا إذل االفًتاض‬
‫بأهنا تطل على حيٌز خارجي‪.‬‬
‫ك‪ -‬الدرجات‪:‬‬
‫عرؼ الدرجات من الناحية التصنيفية على أهنا كتل حجرية ناتئة متٌ إدماجها داخل الواجهة‪،‬‬ ‫تي ٌ‬
‫كىي ملساء كمتقنة النحت يف ىذا اؼبسكن كيبلغ طوؿ قسمها غَت اؼبدمج ‪ 90‬سم‪ .‬يبلحظ‬
‫أف مقطع اعبزء اؼبدمج يف الواجهة مربع الشكل‪ ،‬بينما يأخذ بركفيل الدرجة حبد ذاهتا شكل‬
‫اؼبثلث‪ .‬يبلغ ارتفاع الدرجة ‪ 23‬سم‪ ،‬أما عمقها فيعادؿ الػ ‪30‬سم تقريبان‪ ،‬كتستند كل درجة‬
‫على الدرجة اليت تليها كفق عرض ‪ 4‬سم‪ .‬ال يتوافق ارتفاع اعبزء اؼبدمج من الدرجات مع‬
‫ارتفاع اؼبداميك اجملانبة ؽبا من الطرفُت‪ ،‬فبا استوجب إعادة ربطها باعبدار باستيداـ طرؽ‬
‫ـبتلفة كحجارة التشبيك على سبيل اؼبثاؿ‪.‬‬
‫ب‪ -‬األقسام الثانوية‪:‬‬

‫‪197‬‬
‫ربمل اؼبنافذ كبعض التجهيزات األخرل (كاؼبشاكي مثبلن‪ 9‬آثاران تشهد على كجود عناصر‬
‫ألقساـ ثانوية‪ :‬مصاريع األبواب كدرفات النوافذ كالرفوؼ كاغبواجز اؼبشبكية‪ ،‬لكن دل نعثر‬
‫على أم أثر آخر ؽبذه العناصرغَت نقرات التعشيق اؼبستيدمة لًتكيبها‪.‬‬
‫بشكل عاـ‪ ،‬مت حفر نقرات التعشيق كفق مبدأو كاحد (لكن بأبعاد ـبتلفة) على باطن سقف‬
‫اؼبنفذ كعلى دعامتو‪ ،‬كمت كصل نقر الدعامة السفلية بعنق على شكل حرؼ "‪ "L‬يسمح‬
‫بإدخاؿ عنصر اإلغبلؽ‪.‬‬
‫‪ -1‬األبواب (اللوحة ‪ 6‬د)‪:‬‬
‫تًتاكح أقطار النقر (الزعارير) احملفورة على العتبة كعلى باطن الساكف من ‪ 8‬إذل ‪10‬سم‪،‬‬
‫كتشاىد نقرة تعشيق كاحدة فقط ؼبزالج إغبلؽ مركزم على بعد الثلث من بطنية سواكف‬
‫األبواب‪ٌ .‬زكد الباب الرئيسي اػباص بالغرفتُت (‪ 001‬ك ‪ )002‬بنقريت تعشيق بدؿ النقرة‬
‫الواحدة (دبا يتوافق مع مزالجُت) يبكن رؤيتهما بوضوح على بطنية الساكف‪ .‬إذان‪ٌ ،‬زكدت‬
‫األبواب اليت يعادؿ عرضها ‪ 90‬سم بنقرة تعشيق كاحدة فقط على بعد الثلث من بطنية‬
‫الساكف‪ ،‬بينما ٌزكد الباب الرئيسي بنقرتُت على بعد الثلث من بطنية الساكف أيضان (لكن‬
‫من اعبهتُت)‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ال يبكن زبمُت حجم كل مصراع على حدان‪ .‬يًتاكح بعد اغبيز‬
‫اؼبوجود بُت نقرة الباب كثلمو من ‪ 4‬إذل ‪ 6‬سم‪ ،‬فبا ينفي سبامان احتماؿ كجود الباب البازليت‪،‬‬
‫أم يتوجب علينا استيداـ أبواب خشبية يف عملية الًتميم‪.‬‬
‫‪ -2‬النوافذ (اللوحة‪ 7‬أ)‪:‬‬
‫تشبو آثار درفات النوافذ آثار درفات األبواب‪ ،‬لكن أقطار نقراهتا أصغر نوعان ما من أقطار‬
‫نقرات األبواب )‪ 5‬إذل ‪ 8‬سم(‪ .‬تشاىد يف النافذة اؼبركزية اعبنوبية اليت سبت دراستها دراسة‬
‫تفصيلية نقرتا تعشيق ؼبغبلؽ مركزم‪ ،‬فبا يدفعنا إذل افًتاض كجود حاجز عمودم يدكر حوؿ‬
‫ؿبور كنظاـ إغبلؽ‪.‬‬
‫يحفرت نقر مستطيلة الشكل (‪ 6 × 2‬سم) بعمق ‪ 3‬سم تقريبان ضمن ظباكة اعبدار حوؿ‬
‫النافذة‪ .‬افًتض فرانسوا فيلنوؼ‪ 21‬كجود حاجز من القضباف اػبشبية‪ ،‬إذ دل يعثر على أم‬
‫أثر لرصاص أك أم معدف آخر يف الداخل‪ .‬إذا ما أخذنا أبعاد نقر التعشيق بعُت االعتبار‪،‬‬
‫نستطيع أف نتصور كجود قضباف مقطعها مستطيل ال يقل طوؿ ضلعو عن ‪ 6‬سم‪ .‬دل نشاىد‬

‫‪198‬‬
‫نقر تعشيق على دعامة النافذة اؼبركزية اعبنوبية‪ ،‬ىذا فبا يدفعنا إذل االعتقاد بأنو كاف يتم‬
‫إدخاؿ قضباف اغباجز بتطبيق قوة ما‪ ،‬فهل نستطيع أف نعترب ىذه القضباف دبثابة عناصر‬
‫اؽبدؼ منها تأمُت نوع من اغبماية اآللية؟‬
‫يشاىد يف النوافذ األخرل نقر لًتكيب القضباف على األسطح الداخلية األربعة عبدراف‬
‫النافذة‪ ،‬كذلك بغض النظر عن حجم النافذة أك مكاف تواجدىا‪.‬‬
‫‪ -3‬الدرابزين؟ ( اللوح‪1 .‬جػ كاللوحة ‪ 4‬ب)‪:‬‬
‫تقودنا إعادة تصور نظاـ التنقل يف الواجهة الشمالية إذل اعتبار النقر احملفورة يف هناية اؼبمر‬
‫كقواعد ؿبتملة لركيزة تتمثل كظيفتها بإسناد سلم أك درج خشيب‪ :‬ييستيدـ بدكره لتجاكز‬
‫اغبيز الفارغ بُت اؼبمر كأكؿ درجة حجرية‪ .‬إذا كاف كجود ىذه الركيزة مقنعان غريب الواجهة فإف‬
‫كجودىا على النقرتُت اؼبوجدتُت يف اعبهة اؼبقابلة أقل إقناعان‪ ،‬إذ سيكوف من غَت اجملدم كضع‬
‫سلم بُت ببلطة اؼبمر كبُت الدرجات العليا‪ .‬يبلحظ أف ىذه النقر (اليت يبلغ قطرىا حواذل‬
‫‪ 10‬سم) مرتبطة مباشرة باؼبمرات اؼبوجودة على جانيب الواجهة‪ .‬تبلغ اؼبسافة الفاصلة بُت‬
‫كل نقرتُت ‪ 9‬سم تقريبان‪ ،‬كيبلحظ يف كبل اغبالتُت أف النقرة السفلية تقع مباشرة فوؽ‬
‫مستول الببلطة‪ ،‬ىذا فبا دفعنا إذل االفًتاض بأهنما تستيدماف لًتكيب القضيبُت العلوم‬
‫كالسفلي غباجز يقي من السقوط‪ ،‬كيستند القضيب السفلي بدكره على ببلطات اؼبمر‪.‬‬
‫جـ الزخارف المنحوتة (اللوحة ‪ 8‬جـ واللوحة ‪( :10‬‬
‫تشاىد الزخارؼ اؼبنحوتة بكثرة يف ىذا اؼبسكن‪ ،‬لكن مواضيعها ـبتصرة جدان‪ .‬نستعرض يف‬
‫ما يلي أماكن تواجدىا فقط (أم دكف دراستها دراسة نوعية)‪:‬‬
‫الواجهة الشمالية اؼبطلة على الفناء‪:‬‬
‫‪ -‬على ساكف الباب الرئيسي للقاعة (‪.)002‬‬
‫‪ -‬على ؿبيط النافذة الدائرية اليت تنَت القاعة (‪.)002‬‬
‫‪ -‬على ساكف باب الغرفة (‪( )003‬تشاىد دائرتاف بسيطتاف متحدتاف باؼبركز حوؿ‬
‫زخرفة مت تطريقها (‪.‬‬
‫يف الداخل ‪:‬‬
‫‪ -‬على تاجي العضادتُت يف القاعة (‪.)002‬‬

‫‪199‬‬
‫‪ -‬على الوجو السفلي لؤلطناؼ الزاكية يف الزكايا األربع للقاعة (‪.)002‬‬
‫‪ -‬على الببلطة الوسطى للمعزبة الثانية (مسافة بُت صفُت من األعمدة‪ ،‬ببلطة) يف‬
‫القاعة (‪ )002‬كعلى الطنف اعبنويب الذم يدعمها‪.‬‬
‫‪ -‬على ساكف باب الغرفة (‪( )004‬دائرة بسيطة)‪.‬‬
‫تعترب العناصر اؼبذكورة آنفان من العناصر اؼبعمارية اليت يتكرر كجود الزخارؼ عليها‪ .‬شاىدنا‬
‫أيضان‪ ،‬يف أماكن متفرقة‪ ،22‬كؤيسات مدكرة (تبلغ أقطارىا حواذل ‪ 8‬إذل ‪15‬سم) يحفرت‬
‫بشكل بسيط جدان على أكجو كتل حجرية ملساء‪ :‬ىي دبثابة التواقيع لناحيت اغبجر‪.‬‬
‫د‪ -‬المعيار والتكيف‪:‬‬
‫إف مسكن ؿبجة مه ٌدـ نوعان ما‪ ،‬بالتارل ال يبكن فهم كظيفتو سبامان كال حىت استنتاج العبلقات‬
‫القائمة بُت غرفو‪ .‬مع ذلك‪ ،‬تسمح األجزاء احملفوظة يف أماكنها األصلية بالتمييز بُت ما ييعترب‬
‫استمرارية للنموذج كبُت ما ىو ناتج عن التكيف مع احمليط أك مع غاية أخرل ؿبددة‪.‬‬
‫‪ -1‬استمرارية النموذج‪:‬‬
‫يتمثل النموذج األساسي ؼبساكن قرل جنوب سورية بقاعة القوس مضاعفة االرتفاع كغرفها‬
‫اعبانبية (ذات االرتفاع اؼبماثل) اليت تتوزع إما على جانب كاحد منها أك على جانبُت أك‬
‫على ثبلثة جوانب‪ .‬تتوافق آثار اؼبسكن رقم ‪ 1‬مع ىذه الًتتيبات‪.‬‬
‫تعترب الًتتيبات التالية ترتيبات شائعة أيضان‪:‬‬
‫‪ -‬العبلقات اليت تربط الثبلثي‪ :‬الغرؼ اؼبلحقة ‪/‬قاعة القوس ‪/‬الفناء‪ ،‬إذ تطل الغرؼ‬
‫اؼبلحقة على قاعة القوس كعلى الفناء يف آف‪.‬‬
‫‪ -‬انتظاـ الوحدات اؼبعمارية (قاعات القوس‪ +‬الغرؼ اؼبلحقة) حوؿ الفناء‪ :‬إما على‬
‫شكل حرؼ ‪ U‬أك حرؼ ‪ L‬أك على شكل مربع‪ ،‬كذلك حبسب تصميم اؼبسكن‬
‫كمساحة األرض اليت بٍت عليها‪.‬‬
‫‪ -‬استيداـ الفناء للدخوؿ إذل غرؼ الطابق األرضي كاؼبمر للدخوؿ إذل غرؼ الطابق‬
‫العلوم‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيبات معمارية ؿبددة‪ ،‬كالسعي كراء التناظر كتناسب اؼبنافذ اؼبستطيلة (تبلغ نسب‬
‫أبعادىا ‪ 2/3‬فيما يتعلق باألبواب‪ ،)23‬ككذلك الشكل اعبانيب لعضادات القوس‬

‫‪200‬‬
‫كأماكن كجود بعض العناصر‪ :‬مشكاة مقوسة يف كاجهة الفناء‪ ،‬خزائن يف الغرفة‬
‫الرئيسية‪ ،‬مشاؾ يف الغرؼ الثانوية‪.‬‬
‫‪ -‬تقنيات البناء اؼبعتمدة على البازلت سواء يف بناء اعبدراف أك يف بناء األسقف‪.‬‬
‫‪ -2‬التكيف‪:‬‬
‫يعود سبب التعديبلت الرئيسية‪ ،‬أك ما يبكن تسميتو باػبركج عن الًتتيبات االعتيادية‪ ،‬إذل‬
‫كجود ؿبيط مشبع أصبلن حوؿ اؼبسكن‪ .‬سبثلت ىذه التعديبلت باألمور التالية‪ :‬توجيو القاعة‬
‫الرئيسية باذباه الشماؿ كاكبرافها عن ؿبورىا‪ ،‬اكبراؼ كتراجع الكتل اغباكية على الغرؼ‬
‫اعبانبية‪ ،‬إدماج غرؼ يف طابق متوسط قد يكوف اؽبدؼ منها التيزين‪،‬التقليل من ظباكة‬
‫جدراف اعبناح الشرقي البارز‪ ،‬استيداـ السقف للتنقل اػبارجي‪ .‬يبكننا أف نذكر أيضان اختيار‬
‫اؼبمر للدخوؿ إذل غرؼ الطابق العلوم‪ ،‬بينما كاف من اؼبفًتض أف نيشاىد ركاؽ يف الواجهة‬
‫(نظران ألنبية اؼبسكن اليت تدؿ عليها كثرة الزخارؼ كنوعيتها)‪.‬‬
‫باإلضافة إذل كل ما سبق‪ ،‬يق ٌدـ ىذا اؼبسكن عناصر غَت اعتيادية يخطٌط ؽبا مسبقان‪ ،‬كاؼبيبأ‬
‫اؼبوجود يف الطابق العلوم كاػبزانة كبَتة العمق يف الطابق األرضي‪.‬‬
‫إذا ما نظرنا إذل اؼبوضوع من كجهة نظر بنائية‪ ،‬يبكننا القوؿ بأف مبدأ السقف اؼبستند على‬
‫الدعامات الطوالنية اؼبستندة بدكرىا على األطناؼ اؼبوزعة بانتظاـ‪ ،‬ىو اؼببدأ الوحيد الذم‬
‫يعكس خصوصية ؿبلية‪.‬‬
‫بشكل عاـ‪ ،‬يتميز كل مسكن بنوع خاص من تكيف عناصره‪ ،‬كال بد من دراسة عدة و‬
‫مباف‬ ‫ٌ‬
‫دراسة دقيقة لنتمكن من اغبصوؿ على معلومات نستطيع من خبلؽبا أف نتعرؼ على‬
‫العناصر اليت تعكس مدل "تقليدية" النموذج أك تكيفو؛ كردبا على معلومات أخرل قد‬
‫تشكل الدليل على اؼبعايَت اؼبعمارية التكيفيٌة اؼبمنهجة كالرمزية اليت كاف على اؼبعماريُت أف‬
‫يتبعوىا أثناء بناء ىذه اؼبساكن‪.‬‬
‫ال يقدـ ىذا اؼبسكن خصوصية كاضحة من كجهة نظر معمارية‪ .‬تشكل اعبداكؿ اؼبوجودة يف‬
‫اؼبلحق رقم ‪ 2‬أساسان جيدان إلجراء مقارنات أكثر منهجية مع اؼبساكن األخرل اؼبوجودة يف‬
‫القرية كيف اؼبنطقة‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫على كل حاؿ‪ ،‬هبب علينا أف نأخذ بعض التفاصيل بعُت االعتبار‪ ،‬فمن غَت الوارد مثبلن أف‬
‫تكوف األقواس مصنوعة من اػبشب‪ ،‬إذ يصعب يف ىذه اغبالة إعادة استيدامها ألكثر من‬
‫مرة كيف أكثر من مسكن‪ .‬إذان‪ ،‬يبكننا من خبلؿ االنتباه إذل مثل ىذه التفاصيل كمن خبلؿ‬
‫فهرسة الدراسات اؼبنفذة‪ ،‬أف كبصل على نظرة أكثر مشولية حوؿ الطرؽ اؼبتبعة للبناء يف تلك‬
‫الفًتة‪.‬‬
‫اؼبلحق‪ :1‬الًتميم‪ :24‬ص‪213.‬‬
‫أ‪ -‬معلومات تمهيدية ومنهجية‪:‬‬
‫يش ٌكل اقًتاح مشركع ترميم ىذا اؼبسكن مشكلة بالنسبة لنا‪ .‬يف الواقع‪ ،‬تتميز دار ؾبرش‬
‫خبصائص معمارية عالية النوعية‪ ،‬لكنها ليست سول مسكن "صغَت" بُت مساكن القرية‬
‫العشرين اليت تتطلب كلها تدخبلن جادان غبمايتها‪ .‬كقع اختيارنا على ىذا اؼبسكن اؼبتجانس‬
‫كاعبيد اغبفظ نسبيان كنتيجة لضركرة ملحة‪ ،‬إذ إف أقسامو اؼبهددة باالهنيار بدأت تتصدع‪ ،‬فبا‬
‫قد يتسبب يف خسارتو‪.‬‬
‫قبل كل شيء‪ ،‬هبب علينا أف كبدد الفرؽ بُت اغبفظ كالًتميم علمان بأف ذلك يفرض علينا‬
‫اختيار إحدل الطريقتُت يف أماكن التدخل‪ ،‬فبا يعترب إشكالية حبد ذاتو‪ .‬نقصد باغبفظ (أك‬
‫اغبماية) إصبلح األقساـ اؼبهددة باالهنيار كتدعيم األجزاء اليت يبكن أف تتعرض الختبلؿ‬
‫جديد‪ ،‬أما الًتميم فنقصد بو‪ :‬القياـ بتدخل يطاؿ كامل البناء كال يين ٌفذ إال لغاية استثمارية‬
‫تتبلءـ بشكل خاص مع احمليط القركم‪ ،‬بعيدان عن الطرؽ السياحية‪.‬‬
‫ال يبكن مقارنة ىذا اؼبسكن "بقصر" ألبل‪ ،‬الذم تربر نوعيتو االستثنائية كحدىا فقط‬
‫التدخل الكامل كربويل البناء إذل صرح أثرم‪ .25‬إذان‪ ،‬تشكل عملية إنقاذ أم مسكن من‬
‫الدمار اػبطوة األكذل اليت هبب إتباعها‪ ،‬أما الًتميم فسيكوف ضمن سياسة عامة غبفظ ىذه‬
‫اؼبساكن كإحيائها من خبلؿ إعادة تأىيلها كإدراجها ضمن مسار إقليمي كضمن مشركع‬
‫اقتصادم ؿبلي‪.‬‬
‫تعرضت إذل‬‫بعد أف قمنا بتوثيق اؼبسكن توثيقان دقيقان‪ ،‬باشرنا بأعماؿ تصليح األجزاء اليت ٌ‬
‫االختبلؿ أك تلك اليت تشكل مصدران لبلختبلؿ‪ .‬دل نركز يف ىذه القائمة الطويلة إال على‬
‫العناصر اليت تشكل خطران حقيقيان يبكن أف يتسبب يف تشويو معادل البناء على اؼبدل‬

‫‪202‬‬
‫القريب‪ .‬قمنا بتوثيق األكصاؼ اؼبعمارية اػباصة دبشركع التدخل ضمن فئتُت عامة كخاصة‬
‫نتطرؽ إذل التفاصيل‪ ،‬أم دكف تنفيذ ـبططات دقيقة لؤلجزاء اؼبراد إعادة رفعها‬
‫لكن دكف أف ٌ‬
‫أك اإلشارة إذل حجم اغبجارة حبسب أماكن تواجدىا‪ .‬كاف اؽبدؼ من ذلك كلو التوصل‬
‫إذل كضع ميزانية معقولة لتنفيذ ىذه األعماؿ‪.‬‬
‫ب‪ -‬االختالل‪:‬‬
‫‪ -1‬أنواع االختالل‪:‬‬
‫تتمثل أىم أسباب االختبلؿ باؽبزات األرضية كالتدخبلت البشرية كسوء األحواؿ اعبوية‪.‬‬
‫سببت الزالزؿ تشوىات كدمار يف اؼبسكن‪ ،‬بينما سانبت األمطار يف تفاقم االختبلؿ‬
‫اؼبوجود أصبلن؛ إذ إهنا تسببت يف زيادة كزف األتربة فوؽ األسقف كيف حفر طبقة اغبماية‬
‫اؼبكونة من الًتاب اؼبرصوص كذبويفها‪ .‬ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية تسبب اعبفاؼ يف‬
‫تفتت الصلصاؿ اؼبشكل لطبقات العزؿ‪.‬‬
‫قبم التدخل البشرم بدكره عن أمرين أساسيُت‪ :‬الضغط اؼبادم الكبَت كغياب حفظ األماكن‬
‫اؼبهجورة‪.‬‬
‫ترؾ السكاف مساكنهم القديبة قبل أقل من ثبلثُت عامان كانتقلوا لبلستقرار يف مساكنهم‬
‫اعبديدة اليت بنوىا داخل اؼبساحات اػبالية من أراضيهم (كالباحات مثبلن)‪ .‬اليوـ‪ ،‬كأماـ‬
‫حاجتهم للمكاف كافتقارىم لؤلمواؿ البلزمة القتناء مساكن يف أماكن آخر‪ ،‬نراىم يفضلوف‬
‫ىدـ اؼبباشل القديبة ليبنوا مكاهنا بيوتان من اإلظبنت‪ .‬لقد أصبحت ىذه اؼبباشل تش ٌكل خطران‬
‫حقيقيان عليهم كعلى أسرىم بعد التوقف عن صيانتها‪ ،‬فبا دفعهم إذل ىدمها كحل اقتصادم‬
‫السًتداد األرض كلتفادم ما قد يسببو اهنيارىا من أخطار ‪.‬‬
‫يؤثر غياب الصيانة يف اؼبقاـ األكؿ على نظاـ العزؿ الذم استمر تبنيو منذ تشييد اؼبساكن‪.‬‬
‫يتألف نظاـ العزؿ ىذا من طبقة صلصالية مت توزيعها فوؽ ببلطات السقف البازلتية‪ ،‬ككاف‬
‫يتم رصها كل عاـ باستيداـ مدحاة حجرية‪ .‬عندما توقف األىارل عن القياـ بعملية رص‬
‫الطبقة العازلة بانتظاـ‪ ،‬أصبح الصلصاؿ قاببلن للتفتت كأخذت األمطار ذبرفو‪ ،‬كبالتارل توقفت‬
‫طبقة العزؿ عن تأمُت توزيع اغبمولة على الببلطات البازلتية‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬أصبحت الببلطات‬
‫معرضة ألف تتحطم ربت أم ضغط زائد‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫هبب التنويو أخَتان إذل التدمَت اؼبتعمد الذم يتسبب بو‪ :‬سواءن األطفاؿ عندما يقوموف بإزاحة‬
‫اغبجارة من أماكنها كعندما يضرموف النَتاف‪ ،‬أك الكبار عندما يعمدكف إذل إسقاط األجزاء‬
‫اؼبزعزعة لتفادم ما قد تسببو من حوادث باهنيارىا‪ ،‬كعندما يقوموف بتيريب اؼبباشل حبثان عن‬
‫الكنوز (اليت ال كجود ؽبا حبسب رأم الكاتب)‪.‬‬
‫‪ -2‬وصف االختالل‪:‬‬
‫أ‪" -‬رب ٌدب" الواجهة الشمالية ( اللوحة ‪ 11‬أ ك الشكل ‪:)5‬‬
‫نتج ىذا التحدب عن ىزة أرضية‪ ،‬كيبلحظ توافق أبعد نقطة من التشوه اغباصل يف جدار‬
‫الواجهة اػبارجي مع جدار الفصل الواقع خلفو‪ .‬عند حدكث الزلزاؿ‪ ،‬صدـ جدار الفصل‬
‫الوجو الداخلي عبدار الواجهة‪ ،‬كمنو انتقلت قوة الصدمة إذل الوجو اػبارجي‪ .‬هبب إصبلح‬
‫ىذا االختبلؿ فقد برزت الكتل اغبجرية دبقدار ‪ 35‬سم‪ ،‬أم دبقدار نصف عمقها‪.‬‬
‫ب‪ -‬ميبلف اؼبداميك اػبمسة األخَتة كالدرجات (اللوحة‪11‬ب)‪:‬‬
‫يتمثل السبب األكؿ احملتمل ؽبذا اؼبيبلف هبزة أرضية أثٌرت على كامل الواجهة الشمالية كأدت‬
‫إذل اهنيار مداميك اعبدار العلوية اليت تؤمن الثقل اؼبوازف على ذيوؿ األطناؼ‪ .‬مالت‬
‫األطناؼ إذل ألماـ ربت ثقل ببلطات السقف اؼبستندة عليها‪ ،‬كتأرجحت الواجهة يف االذباه‬
‫ربرؾ ركيزهتا‪ .‬يتمثل السبب الثاشل بالتزايد‬
‫اؼبعاكس مسببة ميبلف اؼبداميك العلوية نتيجة ٌ‬
‫اؼبستمر لؤلتربة اؼبًتاكمة خلف ىذه الكتل اغبجرية‪ ،‬فبا قد يؤدم إذل زيادة الضغط اعبانيب‬
‫عليها كردبا إذل سقوطها‪ .‬هبب تصحيح ىذا التقلقل ألف مركز جاذبية اؼبدماؾ العلوم قريب‬
‫من سطح الواجهة‪ ،‬كما أف الدرجات على كشك السقوط‪.‬‬
‫ج‪ -‬البساؼ الببلطات اػبمس يف الزاكية الشمالية‪-‬الغربية من سقف القاعة (‪)002‬‬
‫كبالتارل انفتاح ىذه الزاكية (اللوحة ‪ 12‬جػ)‪.‬‬
‫يعترب ىذا االختبلؿ نتيجة طبيعية عما ذكرناه سابقان‪ ،‬فبعد أف اكبرفت الواجهة كبو اػبارج‬
‫مالت األطناؼ إذل األماـ‪ .‬يشاىد طبس ببلطات تستند على عمق ‪ 3‬سم فقط من أنف‬
‫الطنف كقد ىوت دبقدار ٍ‪ 35‬تقريبان مقارنة مع األفق‪ ،‬أم إهنا على كشك السقوط‪ :‬فبا‬
‫يستدعي التدخل إلصبلحها‪.‬‬
‫د‪ -‬تصدع صنجتُت "مفتاحُت" يف القوس‪( :‬اللوحة ‪ 12‬د)‬

‫‪204‬‬
‫تشوه القوس بعد أف البسف دبقدار ‪10‬سم كبعد أف اكبجب جزء صغَت منو‪ .‬تدؿ الشقوؽ‬ ‫ٌ‬
‫الطويلة اؼبوجودة يف صنجيت القوس العلويتُت على الضغط األفقي الذم تعرضت لو‪ .‬يبدك أف‬
‫القوس كصل اليوـ إذل حالة من التوازف‪ ،‬أم ال ضركرة إلبداؿ ىاتُت الصنجتُت‪.‬‬
‫ىػ‪ -‬قلة ظباكة الزاكية اعبنوبية الشرقية‪ ( :‬اللوحة ‪ 12‬أ ك ب)‪:‬‬
‫أعيد بناء ىذه الزاكية يف فًتة متأخرة على ما يبدك‪ ،‬ككذلك ىو حاؿ ببلطة السقف األكذل‪.‬‬
‫يبق منو سول الغرفتاف‬
‫بنيت الزاكية بعد اختفاء اؼببٌت السابق للمسكن رقم ‪ 1‬الذم دل ى‬
‫(‪ 006‬ك ‪ .)106‬من كجهة نظر بنيوية‪ ،‬ال تشكل إعادة البناء ىذه خطران عليو‪ ،‬إال إف‬
‫جدار الزاكية غَت مضاعف (كجو كاحد بسماكة ‪ 40‬سم فقط)؛ ىذا فبا قد يتسبب يف‬
‫حدكث ارتشاح‪ ،‬لكن األمر ال يستدعي تدخبلن جديٌان‪.‬‬
‫ك‪ -‬البساؼ جدار الواجهة الغربية (اللوحة ‪11‬جػ ك ىػ)‪:‬‬
‫يشاىد االختبلؿ يف أقساـ متعددة من ىذا اعبدار‪ ،‬إذ إنو مفتوح يف عدة أماكن يف نصفو‬
‫اؼبيرمة اليت اكبرؼ ساكفها كبو اػبارج‪ .‬نتجت ىذه‬ ‫السفلي كخاصة على استقامة الكوة ٌ‬
‫التشوىات عن اغبمولة الزائدة غبجارة اعبدار اؼبعاد بناؤه على كبو سيء فوؽ اعبزء السفلي‬
‫األصلي‪ .‬ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية اختفى جزء كبَت من النصف العلوم للجدار كدل يبق‬
‫منو إال الزاكية‪ .‬يبيل اعبدار قليبلن باذباه اػبارج كيشاىد فتحة كسط اؼبداميك العليا‪ .‬ييفضل‬
‫التدخل إلصبلح اعبدار‪ ،‬علمان بأف إدخاؿ آليات رفع إذل ىذا اعبزء يعترب إشكالية حبد ذاتو‬
‫بسبب كجود سقف اإلسطبل "‪."007‬‬
‫ز‪ -‬تص ٌدع يف الواجهة اعبنوبية للغرفة (‪ ()203‬اللوحة ‪ 11‬د)‪:‬‬
‫نتج ىذا التصدع عن االلبساؼ اعبزئي للواجهة الغربية لكنو ال يستدعي ضركرة التدخل‪ ،‬إذ‬
‫تؤمن شبكة األبنية احمليطة هبذه الواجهة الدعم الضركرم ؽبا حىت اليوـ‪.‬‬
‫ح‪ -‬اهنداـ جزئي يف جدار الواجهة الشمالية للغرفة (‪( )105‬اللوحة ‪ 12‬ىػ ‪ ،‬ك)‬
‫اهنار جزء من سقف الغرفة (‪ (105‬على أرضيتها بسبب عوامل اعبو كبسبب غياب دعم‬
‫اعبدار الذم أعيد بناؤه على كب وو سيء‪ .‬يزداد كزف األتربة اؼبضافة فوؽ سطح الغرفة (‪)105‬‬
‫بشكل كبَت أثناء ىطوؿ اؼبطر فبا يشكل ضبولة زائدة على سقفها‪ ،‬كما أف ىذه الغرفة مرتكزة‬
‫على الغرفة (‪ )005‬اليت مت إعادة بناء جدراهنا كيفما اتفق (كما ذكرنا سابقان)؛ ىذا فبا قد‬

‫‪205‬‬
‫يشكل خطران حقيقيان على كضعها كخاصة أثناء ىطوؿ األمطار‪ .‬على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬تسببت‬
‫األمطار اليت ىطلت خبلؿ شتاء العاـ ‪ 2005‬يف كسر إحدل ببلطات سقف الغرفة‬
‫(‪ .(005‬هبب تنظيف اؼبكاف كإغبلقو لتجنب حدكث اقبراؼ جديد لؤلتربة‪ ،‬كما هبب‬
‫دعم الركافد (العارضات)‪.‬‬
‫ط – كجود فراغات يف طبقة الصلصاؿ اليت تغطي سقف قاعة القوس (‪)002‬‬
‫تعترب ىذه الفراغات دليبلن على بداية تعرض السقف ػبطر االهنيار‪ .‬هبب رفع طبقة الطُت‬
‫عن جزء كبَت من السقف لنتمكن من رفع بعض ببلطاتو اؼبتضررة‪ .‬من اجملدم أيضان القياـ‬
‫بإضافة طبقة من اؼببلط فوؽ السقف لزيادة سباسكو يف غياب الصيانة اؼبنتظمة للطبقة‬
‫العازلة‪.‬‬
‫م‪ -‬سقوط بعض الكتل اغبجرية أك فقداهنا داخل الركاـ احمليط باؼبسكن (اللوحة ‪ 11‬ك)‪:‬‬
‫يعود ىذا النقص أك السقوط إذل غياب الصيانة (أك باألحرل إذل التدمَت اؼبتعمد)‪ ،‬كيعترب‬
‫فقدت األطناؼ ثقلها اؼبوازف‪ .‬بناءن عليو‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫مصدران الختبلؿ قد وبدث على اؼبدل القريب‪ ،‬إذ‬
‫من الضركرم تعويض النقص أك إعادة الكتل اغبجرية اؼبنزكعة إذل مكاهنا‪.‬‬

‫ؾ‪ -‬نقص عدة كتل حجرية يف اعبدراف الداخلية‪:‬‬


‫نتج ىذا النقص عن التدمَت اؼبتعمد بشكل رئيسي‪ ،‬كيف حاؿ العثور على بعض الكتل‬
‫الساقطة يف اؼبكاف فيتوجب إعادهتا إذل مكاهنا األصلي‪.‬‬
‫ؿ‪ -‬الكشف عن سوية األرضيات السفلية‪:‬‬
‫حاليان‪ ،‬تيستيدـ قاعة القوس (‪ )002‬كإسطبل‪ ،‬فبا أدل إذل اختفاء أرضيتها ربت طبقة‬
‫كثيفة من الزبل‪ .‬دل تتسبب طبقة الزبل بأم تأثَت سيء حىت اليوـ‪ ،‬لكنها أغرقت األجزاء‬
‫سيء على اغبجر يف اؼبستقبل‪ ،‬أم‬‫السفلية للجدراف يف كسط حامضي قد يكوف لو تأثَت ٌ‬
‫البد من تنظيف الغرؼ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬التدخالت المرتجاة‪:‬‬
‫‪ -1‬كصف التدخبلت‪:‬‬

‫‪206‬‬
‫نستعرض فيما يلي بعض التدخبلت البسيطة اليت من شأهنا أف تساىم يف ذبنب االهنيار‬
‫الوشيك للبناء‪:‬‬
‫‪ -‬سيسمح تنظيف اؼبناطق احمليطة كاغبيز الداخلي بفرز الكتل اغبجرية اليت يبكن إعادة‬
‫استيدامها‪.‬‬
‫‪ -‬سيمنع التدخل اؼبرذبى يف اؼبداميك العليا للواجهة الشمالية انقبلهبا‪ ،‬كسيمنع أيضان‬
‫اهنيار الببلطات اليت يدعمها جدار الواجهة‪ .‬يتحقق ىذا بدعم األطناؼ اؼبوجودة‬
‫أعلى الطرؼ الشمارل الداخلي على كامل طولو كعلى كامل طوؿ القوس‪ .‬يتوجب‬
‫أيضان إزالة أتربة السطح عن اؼبعزبة الشمالية كتبديل مداميك اعبدار اػبمسة األخَتة‬
‫دبداميك أخرل سباثلها قدر اإلمكاف‪.‬‬
‫هبب تنظيف األتربة كالكتل اغبجرية اؼبتناثرة قبل إعادة بناء جدراف كأسقف الغرفتُت‬ ‫‪-‬‬
‫(‪ )005،105‬اؼبيتفية‪ ،‬كذلك لتجنب ارتشاح اؼبياه‪ .‬يبكننا استيداـ الكتل‬
‫اغبجرية اؼببعثرة يف اؼبكاف فقط يف عملية إعادة البناء‪ ،‬فبا سيضفي عليها مظهران‬
‫مشاهبان لكل العناصر اليت مت إعادة بناؤىا منذ كجود ىذه اؼبساكن‪ .‬سيسمح لنا ذلك‬
‫أيضان باختصار الوقت البلزـ إلقباز أىم مراحل العمل (أم جلب اغبجارة ككبتها)‬
‫كبًتتيب األماكن اجملاكرة كتنظيفها نسبيان؛ كسنحاكؿ جاىدين أف ال نستيدـ إال‬
‫بعض الكتل اغبجرية اعبديدة كببلطات السقف على سبيل اؼبثاؿ‪.‬‬
‫هبب القياـ بتمليط األقساـ اؼبكشوفة من اعبدراف غبمايتها من ارتشاح اؼبياه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هبب إعادة توزيع طبقة اغبماية الصلصالية فوؽ السطوح كإضافة اؼببلط بُت ببلطات‬ ‫‪-‬‬
‫السقف كبُت طبقة الصلصاؿ لضماف سباسك السقف لفًتة طويلة‪.‬‬
‫بكل بساطة‪ ،‬يبكننا استيداـ كبلبات للحد من ربدب الواجهة الشمالية‪ ،‬لكن اغبل‬ ‫‪-‬‬
‫فعالية ىذا‬
‫األقبع يتمثل بإزالة اعبدار األمامي كترؾ اعبدار اػبلفي مكانو‪ .‬اتضحت ٌ‬
‫اغبل اؼبتبٌت سابقان خاصة يف كنيسة إزرع‪ ،‬كيتمثل اؽبدؼ منو تأمُت استقرار القسم‬
‫العلوم من الواجهة من خبلؿ حل مشكلة ميبلف اؼبداميك العلوية‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫مكملة كإعادة الكتل الناقصة يف اعبدراف‬
‫سيكوف من األفضل القياـ بتدخبلت أخرل ٌ‬
‫الداخلية كإعادة بناء اعبدارين اعبنويب كاعبنويب الشرقي للغرفة (‪ ،)203‬علمان بأف الدخوؿ‬
‫إذل تلك اؼبنطقة يعترب إشكالية حبد ذاتو‪.‬‬

‫اؼبلحق ‪1‬‬
‫‪-2‬تقدير التكلفة‪:‬‬

‫أكرب تكلفة‬ ‫أكرب تكلفة‬ ‫تكلفة‬ ‫أقل‬ ‫أقل تكلفة‬ ‫عدد الوحدات‬ ‫كحدة‬ ‫األعماؿ الواجب القياـ هبا‬
‫كلية‬ ‫للمًت الواحد‬ ‫كلية‬ ‫للمًت الواحد‬ ‫القياس‬
‫‪3‬‬
‫‪15960‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪13680‬‬ ‫‪360‬‬ ‫‪38‬‬ ‫ـ‬ ‫تنظيف اؼبكاف من الكتل‬ ‫‪.a‬‬
‫اغبجرية اؼببعثرة كفرزىا‬
‫‪3‬‬
‫‪38220‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪32760‬‬ ‫‪360‬‬ ‫‪91‬‬ ‫ـ‬ ‫إزالة األتربة كالركاـ (من‬ ‫‪.b‬‬
‫السطوح كاألرضيات)‬
‫‪16320‬‬ ‫‪960‬‬ ‫‪16320‬‬ ‫‪960‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ـ‬ ‫أعماؿ الدعم‬ ‫‪.c‬‬
‫‪2‬‬
‫‪200000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪176000‬‬ ‫‪3520‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ـ‬ ‫اغبجرية‬ ‫الكتل‬ ‫رفع‬ ‫‪.d‬‬
‫اؼبتساقطة يف اؼبكاف كإعادة‬
‫تركيبها يف مكاهنا األصلي‬
‫‪2‬‬
‫‪15600‬‬ ‫‪3120‬‬ ‫‪11750‬‬ ‫‪2350‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ـ‬ ‫تعويض النواقص‬ ‫‪.e‬‬
‫‪3‬‬
‫‪31200‬‬ ‫‪3120‬‬ ‫‪31200‬‬ ‫‪3120‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ـ‬ ‫سبليط السقف كاألماكن‬ ‫‪.f‬‬
‫األخرل اؼبكشوفة‬
‫‪3‬‬
‫‪153000‬‬ ‫‪17000‬‬ ‫‪129600‬‬ ‫‪14400‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ـ‬ ‫إكماؿ بناء كاجهة الغرفتُت‬ ‫‪.g‬‬
‫(‪ )105/005‬باستيداـ‬
‫البازلت‪‬‬
‫‪470300‬‬ ‫‪411310‬‬ ‫اؼببلغ الكامل‬
‫باللَتة‬
‫السورية‬
‫نفذ اعبدكؿ على أساس أف اليورك يعادؿ ‪ 63‬ؿ‪.‬س (تشرين األكؿ ‪)2005‬‬
‫‪7465‬‬ ‫‪6529‬‬ ‫اؼببلغ الكامل‬
‫باليورك‬

‫*قي ٌدر البند السابع دكف أخذ اسًتداد الكتل اغبجرية اؼببعثرة بعُت االعتبار‪ ،‬كبالتارل يبكن أف‬
‫تكوف التكلفة اغبقيقية أقل حبواذل ‪ 50‬إذل ‪ ، %75‬أم أف التكلفة الكلية ستكوف أقل من‬
‫‪ 6000‬يورك‪.‬‬

‫اؼبلحق ‪2‬‬

‫‪208‬‬
‫‪-1‬أبعاد الغرؼ*‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫اؼبساحة ـ‬ ‫متوسط االرتفاع ربت السقف (ـ)‬ ‫الطوؿ (ـ)‬ ‫مدل الببلطات‬ ‫العرض (باذباه امتداد الركافد) (ـ)‬
‫‪001‬‬ ‫الفناء‬
‫‪45.36‬‬ ‫‪6.80‬‬ ‫‪6.68‬‬ ‫‪6.79‬‬ ‫‪002‬‬ ‫القاعة‬
‫‪6.97‬‬ ‫‪2.05‬‬ ‫‪2.85‬‬ ‫معزبة مشالية‬
‫‪6.60‬‬ ‫‪2.25‬‬ ‫‪3.15‬‬ ‫معزبة جنوبية‬
‫‪6.58‬‬ ‫‪2.90‬‬ ‫‪2.86‬‬ ‫(قيمة‬ ‫‪1.65‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫‪003‬‬
‫عظمى)‬
‫‪8.34‬‬ ‫‪3.46‬‬ ‫‪(1.71‬قيمة‬ ‫‪2.41‬‬ ‫‪004‬‬
‫عظمى)‬
‫‪8.71‬‬ ‫‪3.38‬‬ ‫‪3.35‬‬ ‫‪(1.91‬قيمةعظم‬ ‫‪2.60‬‬ ‫‪005‬‬
‫ل)‬
‫‪7.60‬‬ ‫‪2.98‬‬ ‫‪1.41‬‬ ‫‪2.55‬‬ ‫‪006‬‬
‫‪58.19‬‬ ‫‪10.56‬‬ ‫‪5.51‬‬ ‫‪007‬‬
‫‪2.45‬‬ ‫معزبة مشالية‬
‫‪2.45‬‬ ‫معزبة جنوبية‬
‫‪35.42‬‬ ‫‪6.16‬‬ ‫‪5.75‬‬ ‫‪008‬‬
‫‪2.60‬‬ ‫معزبة مشالية‬
‫‪2.45‬‬ ‫معزبة جنوبية‬
‫‪29.29‬‬ ‫‪10.10‬‬ ‫‪2.90‬‬ ‫‪009‬‬
‫‪15.24‬‬ ‫‪6.00‬‬ ‫‪2.54‬‬ ‫‪010‬‬

‫‪5.85‬‬ ‫‪1.66‬‬ ‫‪2.66‬‬ ‫‪(1.90‬قيمة‬ ‫‪2.20‬‬ ‫‪103‬‬


‫عظمى)‬
‫‪8.48‬‬ ‫‪3.46‬‬ ‫‪(1.45‬قيمة‬ ‫‪2.45‬‬ ‫‪104‬‬
‫عظمى)‬
‫‪8.22‬‬ ‫‪1.65‬‬ ‫‪2.99‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫‪105‬‬
‫‪8.13‬‬ ‫‪2.71‬‬ ‫‪3.00‬‬ ‫‪106‬‬
‫‪17.73‬‬ ‫‪3.15‬‬ ‫‪5.63‬‬ ‫‪203‬‬
‫‪204‬‬
‫‪5.74‬‬ ‫‪2.87‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫معزبة مشالية‬
‫‪9.38‬‬ ‫‪3.41‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫معزبة جنوبية‬
‫‪119.00‬‬ ‫مساحة األجزاء القديبة مق ٌدرة بقيمتها العظمى‬

‫يعادؿ عرض الغرؼ ؾبموع مسافة امتداد الببلطات البازلتية كطوؿ األجزاء البارزة لؤلطناؼ‬
‫اليت تدعمها‪ ،‬كتًتاكح اؼبسافة الكلية احملسوبة بُت ‪ 2‬ـ إذل ‪ 3.15‬ـ مع ببلطات يًتاكح طوؽبا‬
‫بُت ‪ 1.40‬ـ ك ‪ 2.25‬ـ‪.‬‬
‫ال يوجد معايَت بنائية صارمة لتحديد طوؿ الغرؼ‪ ،‬بالتارل من الصعب اقًتاح قيم مشًتكة‬
‫(حىت كلو كانت القياسات ؿبسوبة بالقدـ)‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫‪ ‬كتبت قيم األبعاد حبالتها األكلية باػبط اؼبائل أما القيم الوسطية فهي اؼبسطرة‪.‬‬
‫‪ .2‬أبعاد األبواب‪:‬‬
‫نظاـ الدعم‬ ‫النسبة بينهما‬ ‫ارتفاع‬ ‫عرض‬ ‫األبواب‬
‫غرفة مفتوحة على غرفة أخرل‬
‫شراعة‬ ‫‪1.49‬‬ ‫‪2.22‬ـ‬ ‫‪ 1.49‬ـ‬ ‫‪001‬‬ ‫‪002‬‬
‫شراعة‬ ‫‪1.54‬‬ ‫‪1.43‬ـ‬ ‫‪0.93‬ـ‬ ‫‪001‬‬ ‫‪003‬‬
‫قوس‬ ‫‪1.54‬‬ ‫‪1.43‬ـ‬ ‫‪0.93‬ـ‬ ‫‪001‬‬ ‫‪005‬‬
‫شراعة‬ ‫‪1.52‬‬ ‫‪1.55‬ـ‬ ‫‪1.02‬ـ‬ ‫‪001‬‬ ‫‪203‬‬
‫قوس‬ ‫‪1.50‬‬ ‫‪1.53‬ـ‬ ‫‪1.02‬ـ‬ ‫‪002‬‬ ‫‪005‬‬
‫قوس‬ ‫‪1.53‬‬ ‫‪1.42‬ـ‬ ‫‪0.93‬ـ‬ ‫‪002‬‬ ‫‪004‬‬
‫قوس بصنجات‬ ‫‪1.47‬‬ ‫‪1.40‬ـ‬ ‫‪0.995‬ـ‬ ‫‪002‬‬ ‫‪003‬‬

‫ميٌزات خاصة‬ ‫ارتفاع‬ ‫عرض‬ ‫كوات‬


‫ّ‬
‫‪0.74‬ـ‬ ‫‪0.66‬ـ‬ ‫نافذة‪1‬‬
‫‪0.75‬ـ‬ ‫‪0.72‬ـ‬ ‫نافذة‪2‬‬
‫‪0.74‬ـ‬ ‫‪0.67‬ـ‬ ‫نافذة‪3‬‬ ‫‪002‬‬
‫‪0.60‬ـ‬ ‫‪0.59‬ـ‬ ‫نافذة‪4‬‬ ‫مشاؿ‬
‫نافذة مستديرة‬ ‫‪0.70‬ـ‬ ‫قطر‬ ‫نافذة‪5‬‬
‫‪0.60‬ـ‬ ‫‪0.57‬ـ‬ ‫نافذة‪6‬‬
‫‪0.38‬ـ‬ ‫‪0.39‬ـ‬ ‫نافذة‪7‬‬ ‫‪003‬‬ ‫كاجهة‬
‫؟‬ ‫‪0.47‬ـ‬ ‫نافذة‪8‬‬ ‫‪203‬‬
‫‪0.46‬ـ‬ ‫‪0.47‬ـ‬ ‫نافذة‪9‬‬
‫‪0.78‬ـ‬ ‫‪0.68‬ـ‬ ‫نافذة‪10‬‬
‫مقوسة‬ ‫‪1.17‬ـ‬ ‫‪0.70‬ـ‬ ‫نافذة‪11‬‬ ‫‪002‬‬
‫‪0.82‬ـ‬ ‫‪0.67‬ـ‬ ‫نافذة‪12‬‬ ‫جنوب‬
‫نافذة حباجز ـبرـ‬ ‫‪0.63‬ـ‬ ‫؟‬ ‫نافذة‪13‬‬ ‫‪004‬‬
‫ربقق أبعاد األبواب النسبة اؼبنهجية ‪ ، 2/3‬فبا يسمح بإعادة بناء عتبات األجزاء اؼبطمورة (خاصة الغرفة ‪ .)005‬يبدك أف ىذه النسبة‬
‫موجودة أيضان يف قرل أخرل (يف نول خاصة)‪.‬‬

‫‪ .3‬أبعاد اغبجارة حبسب نوعها‪:‬‬


‫أ‪.‬جدراف الواجهة الشمالية‪:‬‬
‫عرض‬ ‫طوؿ‬
‫‪0.75‬‬ ‫‪2.08‬‬ ‫أعلى قيمة باؼبًت‬
‫‪0.14‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫أدسل قيمة باؼبًت‬
‫‪0.35‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫أبعاد متوسطة‬
‫‪3‬‬
‫إذا ما اعتمدنا الكتلة اغبجمية اليت تعادؿ قيمتها الػ ‪ 1800‬كغ‪/‬ـ ‪ ،‬حينئذ يًتاكح الوزف الوسطي غبجر متوسط األبعاد بُت ‪200-150‬‬
‫كغ‪.‬‬
‫ب‪.‬األطناؼ‪:‬‬
‫عمق اعبزء البارز‬ ‫العرض‬

‫‪210‬‬
‫‪0.60‬‬ ‫‪0.59‬‬ ‫أعلى قيمة باؼبًت‬
‫‪0.35‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫أدسل قيمة باؼبًت‬
‫‪0.45‬‬ ‫‪0.44‬‬ ‫أبعاد متوسطة باؼبًت‬

‫جػ ببلطات السقف‪:‬‬


‫العرض‬ ‫الطوؿ(متضمنان اعبزء اؼبسند)‬
‫ي‬
‫‪0.54‬‬ ‫‪2.40‬‬ ‫أعلى قيمة باؼبًت‬
‫‪0.25‬‬ ‫‪1.55‬‬ ‫أدسل قيمة باؼبًت‬
‫‪0.37‬‬ ‫أبعاد متوسطة باؼبًت‬
‫تستند ببلطات السقف على ‪ 10-8‬سم فقط من هنايات األطناؼ‪ .‬تشاىد الببلطات دبداىا األقصى يف اؼبعزبة اعبنوبية لقاعة القوس‬
‫الرئيسية (‪.)002‬‬

‫د‪ .‬اؼبشاكي‪ :‬األبعاد كأماكن التواجد‪:‬‬


‫يبُت اعبدكؿ التارل كجود ذبانس نسيب يف أبعاد اؼبشاكي‪ ،‬لكن زبتلف أماكن تواجدىا يف كل‬
‫مرة (فيما ىبص االرتفاع عن األرضية‪ ،‬كنوعية اؼبشكاة اؼبستيدمة)‪:‬‬
‫ظبات خاصة‬ ‫العمق‬ ‫ارتفاع عن األرضية باؼبًت‬ ‫أبعاد اؼبشكاة باؼبًت‬ ‫نوع‬ ‫غرفة‬
‫باؼبًت‬
‫عرض‬ ‫ارتفاع‬
‫مقوسة‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪0.56‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫مشكاة خارجية‬ ‫الفناء‪001-‬‬
‫‪0.70‬‬ ‫‪(1.21‬مكاف لوضع التماثيل)‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪(0.70‬مرفبة)‬ ‫مشكاة خارجية‬ ‫الفناء‪001-‬‬
‫كجود صحن درج ؟‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪0.51‬‬ ‫‪1.23‬‬ ‫مشكاة(؟) خارجية‬ ‫الفناء‪001-‬‬
‫أربع خزائن‪ ،‬باب‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪1.65‬‬ ‫‪0.71‬‬ ‫‪0.73‬‬ ‫خزانة‬ ‫القوس‬ ‫قاعة‬
‫دبصراعُت‪ ،‬رفوؼ‬ ‫‪002‬‬
‫متوسطة‬
‫باب دبصراعُت‬ ‫‪1.22‬‬ ‫‪1.73‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫خزانة‬ ‫القوس‬ ‫قاعة‬
‫‪002‬‬
‫أصلية‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪0.81‬‬ ‫‪0.61‬‬ ‫‪0.70‬‬ ‫مشكاة‬ ‫الغرفة ‪003‬‬
‫أصلية‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪0.81‬؟‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫مشكاة‬ ‫الغرفة ‪003‬‬
‫مشكاة مزدكجة‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪(0.90‬مرفبة)‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫مشكاة‬ ‫الغرفة ‪004‬‬
‫‪0.52‬‬ ‫‪(0.90‬مرفبة)‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.78‬‬ ‫مشكاة‬ ‫الغرفة ‪004‬‬
‫مشكاة مزدكجة‬ ‫‪0.57‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫مشكاة‬ ‫الغرفة ‪005‬‬
‫‪0.57‬‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪1.22‬‬ ‫مشكاة‬ ‫الغرفة ‪005‬‬
‫ثبلث و‬
‫مشاؾ متماثلة‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪(1.05‬مرفبة)‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫مشكاة‬ ‫القوس‬ ‫قاعة‬
‫‪204/203‬‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪(1.05‬مرفبة)‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫مشكاة‪/‬نافذة‬ ‫القوس‬ ‫قاعة‬
‫‪204/203‬‬
‫‪0.52‬‬ ‫‪(1.05‬مرفبة)‬ ‫‪0.78‬‬ ‫‪0.75‬‬ ‫مشكاة‬ ‫قاعة القوس‬
‫‪204/203‬‬

‫مبلحظة تتعلق باؼبراجع‬

‫‪211‬‬
‫يف مقدمة دراستو اؼبعمارية اؼبيتصرة اػباصة بربج مبٍت باستيداـ اغبجارة البازلتية‪ ،‬أشار‬
‫فرانسوا براصل )‪1984( (Fr.Braemer‬ب) إذل قلة النصوص اليت تتحدث عن أنظمة‬
‫البناء اؼبتبعة عند استيداـ ىذه اؼبادة يف البناء‪ .‬تعاجل النصوص اليت عثرنا عليها اؼبوضوع‬
‫بشكل عاـ‪ ،‬أم أف الفرضيات أك الدراسات اؼبعركضة ىنا ال تتناقض معها‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬ال بد من التنويو إذل أف مسألة التلبيسة اليت اعتربىا كل من بتلر‬
‫)‪ )PPUAES A2 1919 p. 67-69( (H.C.Butler‬كب‪.‬دك فريز‬
‫)‪ (1998, vol. , Fieldworks,p.91-127‬منهجية‪ ،‬دل يربسم بعد‪ .‬نقوؿ كما‬
‫قاؿ دك‪ .‬فريز مت استيداـ البازلت حىت يف مصاريع األبواب‪ ،‬لكن ىذا ال يعٍت عدـ‬
‫استيداـ اؼبصاريع اػبشبية‪ .‬ر ٌجح دك‪.‬فريز استيداـ القضباف اؼبعدنية يف نوافذ مساكن أـ‬
‫اعبماؿ‪ ،‬بينما رجح فرانسوا فيلنوؼ )‪ )1985( (Fr.Villeneuve‬استيداـ القضباف‬
‫اػبشبية‪ ،‬كىو اختبلؼ دل ربسمو ىذه الدراسة‪ .‬زبتلف اؼبفردات اؼبستيدمة لوصف ترتيب‬
‫اغبجارة داخل اعبدراف من نص إذل آخر‪ ،‬كقد اخًتنا يف كتابنا ىذا الرجوع إذل معجم‬
‫جينوفيز )‪ (Ginoves‬كمارتاف )‪ ،1985(Marten‬الذم يقًتح مصطلح "جدار‬
‫((‬ ‫حبجارة مستطيلة الشكل مصفوفة ضمن مداميك ـبتلفة االرتفاع‬
‫‪ ،maçonnerie rectangulaire à décrochment‬كىو مصطلح يصف‬
‫حالة ىذا اؼبسكن بدقة‪.‬‬
‫باإلضافة إذل اؼبراجع اؼبشار إليها يف ىذه اؼبقالة‪ ،‬نستطيع أيضان االطبلع على اؼبرجعُت‪ :‬آدـ‬
‫)‪ 1984(Adam‬كفليمينغ )‪ 1992 (Flemming‬ص‪.47-27 .‬‬

‫‪212‬‬
‫اللوحة‪ :1‬اآلثار‬

‫‪213‬‬
‫اللوحة‪ :2‬كظائف‬

‫‪214‬‬
‫اللوحة‪ :3‬إعادة التصور‬

‫‪215‬‬
‫اللوحة‪ :4‬إعادة تصور‬

‫‪216‬‬
‫اللوحة‪ :5‬البناء‬

‫‪217‬‬
‫اللوحة‪ :6‬األبواب‬

‫‪218‬‬
‫اللوحة‪ :7‬النوافذ‬

‫‪219‬‬
‫اللوحة‪ :8‬العضادات‬
‫‪220‬‬
‫اللوحة‪ :9‬اؼبشاكي كاػبزائن‬
‫‪221‬‬
‫اللوحة‪ :10‬الزخارؼ‬

‫‪222‬‬
‫اللوحة‪ :11‬أماكن االختبلؿ‬

‫‪223‬‬
‫اللوحة‪ :12‬أماكن االختبلؿ‬

‫‪224‬‬
‫اؽبوامش‪:‬‬

‫‪225‬‬
‫‪.1‬إف اؼبهندسُت اؼبعماريُت الذين قاموا بتوثيق بياشل للمسكن اؼبدركس ىم‪ :‬أكليفَت ريس )‪ (Olivier Riss‬كإتيُت‬
‫اػبَت كعبد اهلل حبلكة كديبا شاىُت كبيساف شريف‬‫لينا )‪ (Etinne Lena‬من اؼبعهد الفرنسي للشرؽ األدسل‪ ،‬كسناء ٌ‬
‫كؿبمد خصواشل ككندة البلقي‪ ،‬من اؼبديرية العامة لآلثار كاؼبتاحف‪ .‬قاـ كل من كندة البلقي ك إتيُت لينا كؿبمد اػبصواشل‬
‫بنسخ الوثائق اؼبعركضة ضمن ىذه اؼبقالة‪.‬‬
‫‪.2‬راجع مقدمة ج ‪.‬ـ ‪.‬دانتزر كمبلحظتو األكذل اؼبتعلقة هبذا الربنامج‪.‬‬
‫‪ .3‬ضمن كتاب هبمع كل التقارير اػباصة بالبعثات اؼبيتلفة اليت سبت ضمن إطار الربنامج األكريب اؼبنفذ يف العاـ‬
‫‪(2004‬عبد اؼبسيح ‪ .)2007‬سبت ىنا مراجعة كتصحيح بعض الفرضيات اؼبطركحة يف ىذه اؼبقالة‪.‬‬
‫‪.4‬يبلغ فرؽ االرتفاع بُت ىذه النقطة العالية كأرضية فناء اؼبسكن رقم ( ‪12 )1‬ـ‪.‬‬
‫‪.5‬راجع اؼبيطط الشامل يف مقالة باسكاؿ كلوس باليت‪.‬‬
‫‪.6‬هبب أف نلفت االنتباه ىنا إذل االكبراؼ اغباصل يف اعبدار الشرقي بُت الغرفتُت (‪ )105‬ك(‪ .)106‬طاؿ ىذا‬
‫االكبراؼ جداران يتوافق مع طور إصبلح‪ ،‬فبا يؤكد انتماء ىاتُت الغرفتُت إذل مسكنُت ـبتلفُت‪ ،‬كردبا ىو يشَت أيضان إذل‬
‫إعادة بناؤنبا يف فًتتُت ـبتلفتُت‪.‬‬
‫‪.7‬ال زبضع غرؼ التيزين يف كضعها الطبيعي ألم إعادة تقسيم‪ .‬هبب أف نأخذ ضبولة ببلطات السقف اليت فرضت‬
‫ىذا التقسيم بعُت االعتبار‪.‬‬
‫‪.8‬ىذا ما كاف ؼ‪ .‬بريبَت )‪ (F.Braemer‬يطمح إليو خبلؿ دراستو لتقنية بناء برج من الكتل اغبجرية اؼبصفوفة‬
‫فوؽ بعضها دكف استيداـ اؼببلط‪ ،‬بريبَت‪1984 ،‬ب‪.‬‬
‫‪.9‬كاف ج‪ .‬بيساؾ )‪ (J.Cl.Bessac‬ىو من اقًتح استيداـ مصطلح أكجو اعبدراف علينا‪ .‬ال يتوفر لدينا قياسات‬
‫تسمح لنا بالتمييز بُت األلواف اؼبيتلفة للحجارة اؼبتقنة النحت كاػبشنة‪ ،‬لذلك أضفنا مصطلح "كسط" إشارة إذل‬
‫اعبدراف اليت بنيت باستيداـ اغبجارة اليت كصفها بتلر بػ " ‪ "smooth quadrated masonry‬أك اغبجارة‬
‫شبو اؼبلساء‪.‬‬
‫‪BUTLER, PPUAES  A 2 1919, p. 67,ill, 47.‬‬
‫‪.10‬تلبيسة من الًتاب اؼبيلوط بالقش (تراب مدكوؾ)‪.‬‬
‫‪.11‬فضلنا ىذا اؼبصطلح الذم يعترب أكثر التباسان من مصطلح اعبدار اؼببٍت من اغبجارة اؼبصفوفة بإتقاف ضمن‬
‫مداميك‪ ،‬إذ إف التناقص اؼبنتظم الرتفاع اؼبداميك اؼبرتبط باؼبصطلح الثاشل‪ ،‬الذم عرفو كل من جينوفيز كمارتن يف‬
‫معجمهما‪ ،‬غَت كاضح يف ىذا اؼببٌت‪ .‬جينوفيز كمارتن ‪.1985‬‬
‫‪.12‬تشاىد أفضل أنواع البناء يف قرية نول الواقعة جنوب غرب ؿبجة‪ ،‬فباإلضافة إذل التعاقب اؼبنهجي ألطواؿ أذياؿ‬
‫األطناؼ ىناؾ أيضان كتل مستعرضة كضعت بُت كل أربع أك طبس مداميك لتشكل نوع من الشيناجات بُت كجهي‬
‫اعبدار‪.‬‬
‫‪.13‬نقصد بكلمة "حجارة التشبيك" اغبجارة اليت تتميز بوجود تقوير فيها‪ ،‬فبا يسمح بالربط بُت سويتُت ـبتلفتُت من‬
‫اؼبداميك‪.‬‬
‫‪.14‬يبلحظ ىنا كجود مصادفة دل نستطع حىت اآلف استنتاج أم شيء منها‪ ،‬إذ يبدأ القوس النصف الدائرم يف اعبهة‬
‫صفت ضمن‬ ‫الداخلية من اعبدار اعبنويب انطبلقان من مدماؾ من كتل حجرية صغَتة اغبجم كسيئة النحت نوعان ما‪ ،‬ي‬
‫اعبدار‪ .‬ردبا يشَت ىذا اؼبدماؾ إذل استئناؼ عملية البناء اليت يبكن أف نربطها بالقياـ بنصب صقالة‪ ،‬إال إف السؤاؿ‬

‫‪226‬‬
‫الذم يطرح نفسو ىنا‪ :‬ىل يوجد عبلقة بُت ىذه الصقالة كمستول مدماؾ عقد القوس الذم مت االنطبلؽ منو لبناء‬
‫القوس ؟ يتوافق ىذا اؼبستول أيضان مع مستول ببلطات سقف الغرؼ اؼبلحقة‪ .‬مع ذلك‪ ،‬ال ييشاىد أم أثر مشابو‬
‫على الوجو الداخلي للواجهة الشمالية‪.‬‬
‫‪.15‬يعزك بتلر حالة الدمار الشديدة اليت طالت اؼبباشل إذل عدـ مقاكمتها للزالزؿ‪.‬‬
‫‪BUTLER، PPUAES  A 2 1919, p. 66.‬‬
‫‪. 16‬مع األخذ بعُت االعتبار أف ىذه اؼبركنة تستطيع امتصاص مقدار ؿبدد من االىتزازات‪ ،‬كيف حاؿ ذباكزت‬
‫االىتزازات ؽبذا اؼبقدار فسيكوف دمار اؼببٌت ؿبتومان‪ .‬إذا ما جزمنا بطريقة البناء اؼبقصودة " ؼبقاكمة الزالزؿ" فهذا يدؿ‬
‫على تكرر حدكث الزالزؿ القوية يف اؼبنطقة يف تلك الفًتة‪ .‬ركسيل ‪.1980‬‬
‫‪ .17‬أدؾبت ظباكيت جدار اػبزانة داخل الواجهة الشمالية بعد إزالة كتلتُت حجريتُت منها على استقامة التقاطعات‪.‬‬
‫‪.18‬تعترب ىذه اػبصوصية عنصران ىامان لبلقًتاحات اؼبتعلقة بًتميم اؼبسكن‪ .‬تسمح ىذه اػبصوصية يف اغبقيقة بانتزاع‬
‫أحد كجهي اعبدار دكف اؼبساس باآلخر‪ ،‬فبا يسمح بتجنب حصوؿ دمار كبَت‪.‬‬
‫‪ .19‬قاـ القركيوف بتدمَت بعض اؼبباشل أثناء "حبثهم عن الكنوز " فبا أثر بدكره على بعض األماكن اؼبتميزة (كاغبجارة‬
‫اؼبنحوتة على سبيل اؼبثاؿ)‪.‬‬
‫‪.20‬قاـ كيليم جوف بانك )‪ (William John Bankes‬برفع زخارؼ النافذة الدائرية كالساكف‪.‬‬
‫يشاىد يف اؼبرجع‪ Feuille VN1، recto :‬رسم غَت معركؼ اؼبصدر‪ :‬سارتر‪-‬فوريات‪ ،2004 ،‬ص‪.146 .‬‬
‫‪.21‬فيلنوؼ‪ ،1985 ،‬ص‪.94 .‬‬
‫‪.22‬قمنا برفع ثبلث زخارؼ كبتت على العضادة كعلى كتلة تثبيت األطناؼ كعلى دعامة الباب‪.‬‬
‫‪.23‬يبلحظ أف أبعاد األبواب البازلتية اليت كصفها ج‪ .‬ماسل )‪ (J .Mascle‬أقل تناسبان‪ ،‬لكننا إذا ما أخذنا تراجع‬
‫مصاريع األبواب من اعبهتُت بعُت االعتبار (من أجل ربديد أبعاد اؼبنافذ) قبد أنفسنا أماـ نفس قيم التناسب‪ ،‬ماسل‪،‬‬
‫‪ ،1944‬ص‪.120-112 .‬‬
‫ت ىذا اؼبلحق بالتعاكف مع كندة البليي اليت قامت أيضان بإقباز كل الدراسة اؼبتعلقة بتقدير نفقة األعماؿ‬ ‫‪.24‬كتب ي‬
‫باالعتماد على أمور تقنية كعلى اؼببالغ التقديرية اليت خصصتها اؼبديرية العامة لآلثار كاؼبتاحف ألعماؿ الًتميم‪.‬‬
‫‪.25‬راجع مقالة ج‪ .‬ستانزؿ يف ىذا الكتاب‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫‪ .5‬الزخرفة المعمارية في مساكن البثنية‪:‬‬
‫جاكلُت دانتزر‪-‬فيديو‬
‫‪Jacqueline Dentzer-Feydy‬‬
‫‪1‬‬
‫((أم بيت دخلتموه فقولوا أكالن "سبلـ ؽبذا البيت")) (لوقا‪)5 ،10 ،‬‬
‫قبل أف نتناكؿ ىذا اؼبوضوع بالتفصيل‪ ،‬ال ضَت من أف نذ ٌكر ببعض اؼبعطيات األساسية‬
‫اؼبتعلقة بدراسة الزخرفة اؼبعمارية يف مساكن البثنية‪.‬‬
‫تتجمع مساكن البثنية اؼبدركسة يف ىذا الكتاب يف منطقة كاحدة نسبيان‪ ،‬كىي تشكل ؾبموعة‬
‫صغَتة من ؾبموعة أكرب من مساكن منطقة جنوب سورية (اػبريطة ‪ .)210‬إف اؼبساكن‬
‫اؼبدركسة يف ىذا الربنامج ىي اؼبساكن األكثر سبيزان كاألفضل حفظان فقط‪ ،‬أم هبب أف ال‬
‫ننسى بأف ىناؾ مساكن أخرل ؿبفوظة بقيت مأىولة منذ العصور القديبة كصوالن إذل الفًتة‬
‫العثمانية‪ ،‬لكن دل تتم دراستها‪.‬‬
‫‪ -‬يعترب استيداـ مادة البازلت (اؼبنتشرة بشكل طبيعي يف ىذه اؼبنطقة الربكانية) كمادة‬
‫كحيدة يف بناء اؼبساكن أحد أىم صفاهتا‪ .‬دل يستيدـ اغبجر البازليت شديد اؼبقاكمة يف بناء‬
‫كل اعبدراف كالدعامات فحسب‪ ،‬كإمبا يف بناء األسقف (ببلطات أفقية) كاألقواس اليت‬
‫تسندىا أيضان‪ ،‬ككذلك يف صناعة مصاريع النوافذ كاألبواب أحيانان‪.‬‬
‫‪ -‬باستثناء اؼبساكن اؼبميزة‪ ،‬تفتقر غالبية ىذه اؼبساكن إذل الزخارؼ اؼبنحوتة‪ ،‬كيف حاؿ‬
‫كجودىا يكوف عددىا قليبلن جدان‪.‬‬
‫‪ -‬إف مساكن منطقة جنوب سورية مساكن قركية بسيطة أك فيمة‪ ،‬كىي ال تشبو اؼبسكن‬
‫الركماشل اؼبديٍت اؼبعاصر ؽبا ٌإال على كب وو بسيط‪ :‬إذ تبٌت اؼبساكن الركمانية كفق ـبطط متناظر‬
‫كمغلق على أفنية معمدة فوؽ حيز منظم كتكوف غرفها صغَتة نسبيان‪ ،‬أما زخرفتها فإهنا غالبان‬
‫ما تكوف تصويرية‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬تتألف مساكن منطقة جنوب سورية‪ ،‬ككذلك مساكن منطقة‬
‫مباف (ليست على استقامة كاحدة دائمان) ربيط بفناء ينتهي بركاؽ‬ ‫مشاؿ سورية‪ ،‬من ؾبموعة و‬
‫مفتوح أحيانان‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫‪ .Ι‬أماكن تواجد الزخرفة‪:‬‬
‫تينحت الزخارؼ على األجزاء األفضل‬
‫بناءن دائمان‪ ،‬أم تلك اؼببنية باستيداـ‬
‫اغبجارة اؼبلساء‪ :‬األركقة كاألبواب كالنوافذ‬
‫كاؼبشاكي كاألقواس اؼبستعرضة الداخلية‬
‫كالعضادات اليت تدعمها كالقبب‬
‫كاألسقف‪ ،2‬كيعود ارتباط ىذه الزخارؼ‬
‫الشكل‪ -1‬شعارة‪ ،‬الواجهة اؼبطلة على الفناء يف اؼبسكن ‪H19‬‬
‫بالعناصر الداعمة اؼبلساء اؼبصنوعة من‬
‫اغبجارة اؼبتقنة النحت إذل أسباب تقنية‪ .‬شاىدنا بعض التتوهبات اؼبشدكفة قليبلن كاؼبزينة‬
‫بزخارؼ ناتئة من اعبص ؿبفوظة يف مكاهنا‪ ،3‬كما شاىدنا مساكن خالية سبامان من الزخرفة‬
‫(الشكل‪ .)1‬الحظنا يف ىذه اؼبساكن بأف حجارة بعض عناصرىا اؼبعمارية ملساء كمتقنة‬
‫النحت أكثر من غَتىا‪ ،‬إذ إهنا تشكل الدعامات (السواكف كاألعمدة كقواعد األعمدة‬
‫كاألطناؼ كاألقواس)‪ ،‬فبا يقتضي كبتها كص ٌفها بإتقاف أكرب‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬عندما تكوف حجارة اعبدراف منحوتة كمصفوفة على غَت إتقاف يلجأ اؼبعماريوف‬
‫‪4‬‬
‫إذل تلبيس سطوحها أك قد يعمدكف إذل دىنها ‪ .‬يبلحظ يف اؼبناطق اجملاكرة األكثر افتقاران‬
‫للحجر بأف العناصر الداعمة يف اؼبساكن (كيف أكثر اؼبباشل متوسطة اؼبساحة) ىي فقط اليت‬
‫تبٌت من اغبجر‪ ،‬بينما تبٌت اعبدراف كاألسوار من اآلجر الغشيم اؼبلبٌس بأنواع ـبتلفة من‬
‫التلبيس كالطبلء غبمايتو؛ كبالتارل من البديهي أف يًتكز كجود الزخارؼ اؼبنحوتة على‬
‫الدعامات كعلى أطر األبواب كاؼبشاكي‪.‬‬
‫يف اغبقيقة‪ ،‬يرتبط كجود الزخارؼ دبستول فيامة البناء‪ ،‬لكن ىذا ال يعٍت أف الزخارؼ ىي‬
‫كحدىا اليت سبيز اؼبساكن اليت تزينها‪ ،‬إذ إف ىناؾ العديد من الصفات األخرل اؼبميزة‬
‫للمساكن الغنية بالزخارؼ عن تلك اؼبفتقرة إليها‪ .‬على كل حاؿ‪ ،‬يبكننا أف نرتب أماكن‬
‫تواجد الزخارؼ اؼبنحوتة ترتيبان ىرميان يأيت يف قمتو ساكف الباب الرئيسي‪ ،‬مث األقواس‬
‫اؼبستعرضة الداخلية يف حاؿ كجودىا‪ ،‬مث أطناؼ األسقف فاألسقف فاألبواب اعبانبية أك‬
‫الداخلية‪ ،‬يأيت بعد ذلك النوافذ كاؼبشاكي كبعدىا األركقة‪...‬إخل‪ .‬يبدك أف كجود الزخرفة على‬

‫‪229‬‬
‫ساكف الباب الرئيسي أك على صنجات القوس اؼبستعرض أمر ؿبتوـ‪ ،‬بينما يكوف كجودىا‬
‫اختياريان على معظم العناصر األخرل اؼبذكورة سابقان‪ ،‬كيرتبط كجودىا بفيامة البناء‪ .‬يف‬
‫الواقع‪ ،‬ال ىبلو مسكن غٍت بالزخرفة من زخرفة منحوتة على سواكف أبوابو كعلى صنجات‬
‫عقوده‪ ،‬كيف حاؿ اقتصار عدد الزخارؼ على زخرفة كاحدة يف مسك ون ما‪ ،‬تشاىد ىذه‬
‫الزخرفة على ساكف الباب الرئيسي (الشكل ‪ .)2‬يًتكز كجود الزخارؼ يف بعض أقساـ‬
‫اؼبساكن الكبَتة (كمساكن البثنية) كيف بعض غرفها‪ ،‬بينما ال نشاىدىا يف أقساـ كغرؼ‬
‫أخرل‪ ،‬كردبا يتعلق األمر بالوظائف اؼبيتلفة ؽبذه األقساـ‪ :‬السكن‪ ،‬االستقباؿ‪ ،‬إسطببلت‬
‫إليواء اغبيوانات‪ ،‬ـبزف للحبوب‪ ،‬منشأة صناعية‪ .‬يف الواقع‪ ،‬تشبو ىذه الوظائف اؼبيتلفة‬
‫كظائف أقساـ البيوت الريفية الغربية الكبَتة العائدة إذل كل اؼبراحل التارىبية (بدءان من العصور‬
‫القديبة)‪ ،‬إذ إهنا تضم غرفان خاصةن بالسادة كأخرل خاصة باؼبوظفُت كاػبدـ ك و‬
‫مباف ـبصصة‬
‫لؤلمور الزراعية كالصناعية اؼبيتلفة؛ كقد بينيت بدرجات متفاكتة من اإلتقاف اؼبعمارم‪ .‬إذان‪،‬‬
‫تتوزع الزخرفة على العناصر اؼبعمارية للمساكن الغنية بالزخارؼ كفق ترتيب ىرمي (كما ذكرنا‬
‫سابقان) كىي متناظرة يف بعض األحياف‪ :‬يف ىذه اغبالة‪ ،‬تكوف الغرفة الرئيسية اليت يًتكز كجود‬
‫الزخارؼ فيها‪ ،‬ىي الغرفة األعلى كاألكرب حجمان‪ .‬تتواجد ىذه الغرفة يف مركز اجملمع‬
‫السكٍت‪ ،‬كتيلحق هبا غرؼ جانبية متناظرة أصغر مساحة منها كأقل ارتفاعان‪ .5‬عادة ما تعكس‬
‫كاجهة اؼببٌت ترتيبو الداخلي‪ ،‬فبا يعترب إحدل خصائص ابتكارية مساكن اؼبنطقة‪ .‬ىذا من‬
‫ناحية‪ ،‬كمن ناحية ثانية يبلحظ أف باب الغرفة الرئيسية أكرب كأعلى من باقي األبواب‪ ،‬كعادة‬
‫ما تعلوه نافذة مزخرفة‪ ،‬أك قد‬
‫تعلوه نافذتاف فوؽ بعضهما‬
‫البعض (الشكل‪ )3‬أك حىت‬
‫ثبلث نوافذ جبانب بعضها‬
‫الشكل‪ - 2‬ساكف وبمل زخرفة منحوتة يف بيت الفركاف يف ألبل‬
‫البعض؛ فبا يساىم يف إضفاء‬

‫‪230‬‬
‫نوع من الفيامة على الواجهة باإلضافة‬
‫إذل ربسُت هتوية القاعة كإضاءهتا‬
‫الداخلية‪ .6‬قد يتقوس ركاؽ الواجهة عند‬
‫مدخل اؼبسكن مشكبلن قنطرة تساىم‬
‫بدكرىا يف إبراز الكوة اؼبركزية‪ .7‬يبكن‬
‫حملورية الواجهة ىذه أف سبتد داخل الغرفة‬
‫الشكل‪ 3‬كفر ناسج‪ ،‬الواجهة اؼبطلة على الفناء يف اؼبسكن رقم ‪2‬‬ ‫الرئيسية‪ ،‬إذ يتقدـ قوسها اؼبستعرض يف‬
‫مقبب يغطي اعبزء‬
‫سقف ه‬ ‫بعض األحياف ه‬
‫اػبلفي للقاعة‪ ،‬كيكوف القوس كالقبة على نفس ؿبور باب القاعة‪ .8‬باإلضافة إذل ىذا التنظيم‬
‫مشاؾ مزخرفة يف الواجهة‬‫اؼبميز للمباشل األكثر ضيامة أك األكثر إتقانان معماريان‪ ،‬قد نشاىد و‬
‫ٌ‬
‫‪9‬‬
‫أك يف الداخل أك يف اؼبكانُت معان ‪.‬‬
‫قد نستغرب كجود مثل ىذه اؼبساكن اؼبتسمة باألهبة يف القرل‪ ،‬لكن ال بد من التذكَت بأف‬
‫احملورية كالتناظر (اؼبتمثلُت بنافذة مركزية رئيسية كنافذتُت (مشكاتُت) جانبيتُت متناظرتُت‬
‫أصغر منها) يعترباف من أىم الًتتيبات اليت سبيز كاجهات دكر العبادة كاؼبباشل العامة السورية‬
‫العائدة إذل الفًتة الركمانية‪ .‬من اؼبؤكد أف ىذا اؼبيطط مألوؼ يف العمارة الركمانية‪ ،‬لكن غَت‬
‫اؼبألوؼ ىو أماكن تواجد القوس كالقبة‪.‬‬
‫تندرج التتوهبة اؼبثلثية اؼبعركفة "بالسورية" ضمن ىذا التوجو اؼبعمارم اؽبادؼ إذل إبراز الكوة‬
‫يتقوس سطح الركاؽ فوؽ الباب اؼبركزم على كبو غَت‬ ‫اؼبركزية‪ ،‬كيف حاؿ غياب التتوهبة‪ٌ ،‬‬
‫مألوؼ يف حالة األركقة اليت تؤمن التنقل‬
‫يف الطابق العلوم‪ ،‬أك قد يصبح قوس‬
‫ضبولة الباب أكرب كأعلى من اؼبعتاد‪.‬‬
‫تعترب كاجهة "قصر" ش ٌقا‪10‬حقيقةن كاحدة‬
‫من أىم األمثلة اليت تعكس فيامة‬
‫كاجهات مساكن اؼبنطقة (الشكل ‪.)4‬‬
‫الشكل‪ 4‬ش ٌقا‪ ،‬الواجهة اؼبطلة على شارع القصر‬ ‫يذ ٌكرنا ىذا الًتتيب اؼبتمثل بوضع قوس‬

‫‪231‬‬
‫ضبولة باب القاعة الرئيسية كقوسها اؼبستعرض ككذلك قبة قسمها اػبلفي على نفس احملور‬
‫(كما ىو اغباؿ يف "قصر" ألبل) بًتتيب دكر العبادة ك القصور اؼبعركفة يف منطقة ببلد‬
‫الرافدين كاحملفوظة يف حًتا‪11‬؛ كحىت كلو اختلفت كظيفة ىذه اؼبباشل إال إهنا تعكس رغبة‬
‫مالكيها يف إظهار غناىم ‪ .‬إذان‪ ،‬ليس من العبث أف تؤدم العناصر اؼبعمارية كظيفتها الداعمة‬
‫ضمن ىيكل البناء‪ ،‬كأف ربمل الزخارؼ اؼبنحوتة يف الوقت نفسو‪.‬‬
‫‪ .ΙΙ‬أنواع الزخرفة‪:‬‬
‫سنتناكؿ يف البداية العناصر اؼبعمارية اليونانية الركمانية بكل مكوناهتا‪ :‬قواعد كتيجاف‬
‫األعمدة كالعضادات كاػبوارج كأقواس العقد اؼبزخرفة كأطر األبواب كالنوافذ كاؼبشاكي كما‬
‫ربملو من شرائط زخرفية (‪)1‬؛ لنقوـ بعد ذلك بالتحدث عن الزخارؼ اؼبنحوتة بعيدان عن‬
‫العناصر اؼبعمارية‪ :‬سواءن تعلق األمر بالزخارؼ السطحية (‪ )2‬أك بالزخارؼ التصويرية كالنباتية‬
‫اؼبنفردة أك اجملتمعة (‪.)3‬‬
‫أ‪ -‬التزيينات المتعلقة بالعناصر المعمارية‪:‬‬
‫ال تيشاىد العناصر اؼبعمارية اؼبزينة باألفاريز إال يف عدد قليل من مساكن اؼبنطقة‪ ،‬إال إهنا‬
‫حاضرة بقوة يف أمثلتنا اؼبذكورة يف ىذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ -1‬األركقة اػبارجية‪ :‬األعمدة كالعضادات كاػبوارج‪:‬‬
‫يبق‬
‫ما زالت بعض أركقة الواجهات ؿبفوظة يف مكاهنا‪ ،‬بينما اندثر معظم األركقة األخرل كدل ى‬
‫منها إال بعض الكتل اغبجرية اؼبعزكلة اليت تشَت إذل إهنا كانت موجودة يومان ما‪.‬‬
‫اس بربكفيل بسيط جدان‪ :‬مائل كمعكوس‬ ‫‪ -‬عادة ما تستند قواعد أعمدة األركقة على كر و‬
‫عند القاعدة كمائل كقائم يف القمة (اللوحة ‪ ، 12)1:1‬بينما تكوف قاعدة العمود من‬
‫النموذج األتيكي البسيط قليل الربكز (اللوحة ‪ )2:1‬أك أهنا على شكل خلياؿ بسيط (‬
‫اللوحة ‪.13)3:1‬‬
‫‪ -‬تظهر تيجاف األركقة بأشكاؿ ـبتلفة غَت مألوفة عادة‪ :‬فبعضها دكرم بسيط بوسادة‬
‫مقببة كدكف حلقات (اللوحة ‪ ،14)4:1‬كينتمي بعضها اآلخر إذل مبوذج التيجاف‬
‫"التوسكانية" اؼبزينة باألفاريز‪ .‬يظهر بركفيل ىذه التيجاف اؼبثَتة لبلىتماـ على شكل تضليع‬
‫كبَت (أم ؿبدب يف األعلى كمقعر يف األسفل)‪ ،‬كقد ترافقو يف بعض األحياف ح ٌدارة ؾبدكلة‬

‫‪232‬‬
‫أك زخرفة اؼبسبحة يف قاعدة التاج (اللوحة ‪ 6 :2‬ك‪)7‬؛ أك قد ترافقو كسادة مقعرة (اللوحة‬
‫‪ )8 :2‬أك إفريز على شكل اإلكليل (اللوحة ‪ .)9 :2‬الحظنا أف تيجاف أعمدة زكايا األركقة‬
‫تًتافق مع ركائز بزاكية قائمة ( اللوحة ‪ 8 :2‬ك‪ ،)10‬كما الحظنا أف بعض األركقة تضم‬
‫تيجانان شبو دكرية (أك تيجانان مزينة باألفاريز) كتيجانان أيونية يف آف (اللوحة‪ 3 :1‬ك‪ 5‬كاللوحة‬
‫‪ :2‬من ‪ 11‬إذل ‪ 14‬كاللوحة ‪)18 :3‬‬
‫‪ -‬نادران ما تكوف سواكف األركقة ؿبفوظة يف مكاهنا‪ ،‬كىي غالبان ذات بركفيل بسيط جدان‬
‫كال ربمل أم إفريز (اللوحة ‪.)5 ، 4 :1‬‬
‫تنتشر أعمدة األركقة ككذلك أعمدة مساكن البثنية يف كل قرل اؼبنطقة القديبة الكبَتة‪ ،‬لكن‬
‫ليس يف مكاهنا األصلي ( إال يف بعض اغباالت النادرة)‪ ،‬إذ إهنا غالبان ما تكوف على شكل‬
‫قطع مبعثرة أك متجمعة بالقرب من جامع أك بالقرب من مسكن حديث‪ .‬تشهد ىذه‬
‫األعمدة على كجود عدد كبَت من األركقة الصغَتة أك اؼبتوسطة اغبجم‪ ،‬ردبا ىي خاصة‬
‫بواجهات اؼبساكن‪ .‬بشكل عاـ‪ ،‬تكوف أعمدة اؼبعابد كأعمدة أركقتها العائدة إذل عهد‬
‫الواليات أكرب كأكثر إتقانان من أعمدة اؼبساكن‪ ،‬ككذلك ىو حاؿ أعمدة اؼبباشل العامة‬
‫كأعمدة الشوارع اليت ال تشاىد يف مكاف آخر إال داخل اؼبدف‪.‬‬
‫تنتشر كراسي األعمدة بكثرة يف قرل منطقة جنوب سورية‪ ،‬كىي ذات بركفيل مشدكؼ قليبلن‬
‫كيعلوىا قاعدة أتيكية منحوتة ضمن الكتلة اغبجرية نفسها‪ .‬يعترب الركاؽ الذم يتقدـ كاجهة‬
‫مسكن ذكَت ( اللوحة ‪ )15 :3‬مثاالن جيدان عن ركاؽ أعيد بناؤه كما زاؿ ؿبفوظان يف مكانو‪.‬‬
‫يبكننا مقارنة أعمدة اؼبنطقة ببعض أعمدة اؼبعابد اليهودية يف اعبليل كاعبوالف‪ 15‬ككذلك‬
‫أعمدة اؼبعابد الوثنية يف لبناف‪ ،‬لكن يبلحظ أف زخارؼ ىذه اؼبعابد ناقصة بشكل كبَت‪ ،‬على‬
‫عكس الزخارؼ اليت تزيٌن أعمدة مساكن منطقتنا اؼبدركسة كأعمدة معابدىا الوثنية‪. 16‬‬
‫تنتمي قواعد األعمدة األتيكية اؼبستيدمة يف اؼبساكن إذل النوع األكثر انتشاران يف العادل‬
‫الركماشل‪ .‬نبلحظ يف أمثلتنا احملفوظة‪ ،‬كيف أمثلة كل اؼبنطقة‪ ،‬التوجو كبو األشكاؿ ذات‬
‫اؼبزكل كالقليل الربكز‪ ،‬أم دبا يتوافق مع مرحلة من مراحل التطور الزمٍت الذم‬
‫الربكفيل البسيط ٌ‬
‫بدأ من القرف الثالث اؼبيبلدم (بشكل خاص بعد الفًتة السيفَتيوسية)‪ .‬تنتشر قواعد‬
‫األعمدة ذات اػبلياؿ البسيط بوتَتة أقل كما رأينا‪ ،‬كردبا ىي مستوحاة من تقليد ؿبلي بارثي‬

‫‪233‬‬
‫األصل استمر تبنيو خبلؿ الفًتة اؽبلنستية السلوقية‪ .‬تشاىد بعض األمثلة عن ىذه األعمدة‬
‫يف آىبازل‪ 17‬يف باكًتياف كيف آرساميا‪ 18‬يف كوماجُت‪ ،‬لكنها عائدة إذل الفًتة اؽبلنستية‪ ،‬بينما‬
‫تعود األمثلة احملفوظة يف كل من الربيكة كاؼبسمية كدير ظبيج كيف قلعة فقرا يف لبناف إذل الفًتة‬
‫الركمانية ‪.19‬‬
‫شاىدنا أيضان تيجانان دكرية بسيطة ببل حلقات مؤلفة من كسادة ؿبدبة كقرمة غَت مزينة‬
‫بأفاريز‪ .‬ينتشر ىذا النموذج بكثرة يف اؼبنطقة‪ 20‬لكنو غالبان ما يكوف بعيدان عن مكانو‬
‫األصلي‪ ،‬أك إنو معاد استيدامو‪ .‬زبص ىذه التيجاف أعمدة صغَتة مثل أعمدة أركقة‬
‫اؼبساكن أك أركقة أفنية معابد اؼبنطقة العائدة إذل ما قبل عهد الواليات‪ ،21‬كعادة ما ربمل‬
‫سواكف (أربطة) غَت مزينة‪ .‬شوىدت ىذه التيجاف أيضان يف معابد اعبليل اليهودية‪ 22‬ككذلك‬
‫يف منطقة مشاؿ سورية ‪. 23‬‬
‫تشاىد التيجاف التوسكانية بأشكاؽبا اؼبيتلفة يف منطقة مشاؿ سورية أكثر من مشاىدة‬
‫التيجاف الدكرية البسيطة‪ ،‬لكنها ال يشبو تيجاف أركقة كفر مشس اليت يأخذ بركفيلها شكل‬
‫تضليع كبَت (اللوحة ‪ 6 :2‬ك ‪ .)10‬ىذا ال يعٍت طبعان أهنا الوحيدة من نوعها‪ ،‬إذ شوىدت‬
‫تيجاف توسكانية بالربكفيل ذاتو يف منطقة مشاؿ إفريقيا‪ ،24‬فبا يعٍت بأف ىذا النموذج كاف‬
‫منتشران يف العادل الركماشل كيف اؼبناطق اػباضعة غبكمو‪ .25‬يف اؼبقابل‪ ،‬يشاىد عدد ال بأس بو‬
‫من التيجاف التوسكانية ذات الوسادة اؼبقعرة يف منطقة جنويب سورية‪( 26‬اللوحة ‪ )16 :3‬كيف‬
‫منطقة مشاؿ سورية‪ 27‬كاعبليل‪ .28‬يبلحظ أيضان أف التيجاف التوسكانية ذات الربكفيل األكثر‬
‫تعقيدان‪ ،‬مثل تلك اؼبوجودة يف اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة‪( 29‬اللوحة ‪ ،)2:9‬مشتقة من‬
‫التيجاف الركمانية اؼبؤلفة بدكرىا من األكينوس اؼبزينة بزخرفة البيضة كاللساف‪ ،‬كمن كسادة‬
‫الرقبة اليت يفصلها عنٌاقة (طوؽ)‪ 30‬عن األكينوس‪ .‬شوىد العديد من األمثلة عن ىذه‬
‫التيجاف يف العادل الركماشل‪ ،‬إال إف عددىا قليل يف منطقة جنوب سورية (اللوحة ‪.)17 :3‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬شوىدت تيجاف توسكانية بوسادة كعناقة عالية يف بعض مباشل منطقة مشاؿ‬
‫سورية‪ .31‬استيدمت تيجاف أعمدة األركقة اليت ترافقها ركائز جانبية يف منطقة مشاؿ سورية‬
‫أيضان (يف القرنُت اػبامس كالسادس اؼبيبلديُت‪ )32‬ككذلك يف اعبليل‪.33‬‬

‫‪234‬‬
‫يف اغبقيقة‪ ،‬ربمل تيجاف األركقة األيونية كجهُت فقط‪ ،‬باستثناء تيجاف نول إذ إهنا بأربعة‬
‫أكجو (اؼببنياف رقم ‪ 13‬كرقم ‪ 10‬مع حنية)‪ .34‬على الرغم من األشكاؿ اؼبيتلفة ؽبذه‬
‫التيجاف األيونية إال إهنا تتشارؾ ببعض السمات‪ :‬إذ يشاىد على األكينوس قليلة الربكز‬
‫ثبلث بيضات لوزية منمنمة معاد كبتها على كبو بسيط (اللوحة ‪ :2‬من ‪ 11‬إذل ‪ ،(14‬لكن‬
‫مت اختصار البيضات الثبلث إذل بيضة كاحدة على تيجاف البيت رقم ‪ 3‬يف كفر مشس‬
‫(اللوحة ‪ .)12 :2‬هباكر حلية البيضة (من اعبهتُت) حلية حلزكف بالتفاقات بسيطة مرتصة‪.‬‬
‫كما ىو معركؼ يف منطقة مشاؿ سورية‪ ،‬ترتبط ىذه العناصر بتيجاف اؼبباشل العائدة إذل الفًتة‬
‫اؼبسيحية األكذل كإذل الفًتة البيزنطية بشكل رئيسي‪ ،35‬بينما ىي مرتبطة باجملموعة األخَتة من‬
‫التصنيف الزمٍت لؤلشكاؿ يف منطقة جنوب سورية ‪ .36‬ربمل تيجاف اعبوالف بعض السمات‬
‫اؼبشًتكة أيضان‪ ،‬إذ يبلحظ أف البيضة اؼبركزية أكرب من اؼبعتاد‪ :‬كما ىو حاؽبا على تيجاف‬
‫قصرين‪.37‬‬
‫يتألف ركاؽ كاجهة اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف كفر مشس من عمودين يعلونبا تاجاف أيونياف (على‬
‫سوية الباب الرئيسي) كمن أعمدة جانبية بتيجاف "توسكانية"( اللوحة ‪ .(5 :1‬يعترب ىذا‬
‫الًتتيب شاذان إذا ما قورف بالًتتيبات الكبلسيكية اؼبستيدمة يف كل مكاف يف العادل الركماشل‪،‬‬
‫ككذلك يف اؼبنطقة يف العهد البيزنطي‪ .‬يبدك أف ركاؽ كفر مشس خضع لعملية إصبلح‪ ،‬لكن‬
‫ىذا ال يبنع من لفت االنتباه إذل أف األركقة اؼبؤلفة من أنواع ـبتلفة من التيجاف‪ ،‬كالتيجاف‬
‫"التوسكانية" كاأليونية أك األيونية كالكورنثية أك حىت "التوسكانية" كاأليونية كالكورنثية‪ ،‬كانت‬
‫دارجة يف منطقة مشاؿ سورية يف الفًتة اؼبسيحية األكذل كيف الفًتة البيزنطية‪.38‬‬
‫يبلحظ أف األركقة اليت تعلوىا سواكف خالية من الزخرفة ىي األكثر انتشاران يف اؼبنطقة‬
‫(اللوحة ‪ .)18 :3‬يزيٌن ساكف الركاؽ يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج بأبسط أشكاؿ‬
‫األفاريز اؼبًتافقة مع تتوهبة مشدكفة (اللوحة ‪ ،)4:1‬بينما يزيٌن ساكف ركاؽ مسكن ذكَت‬
‫بأفاريز على كجهيو ترافقها تتوهبة على شكل تضليع‪ ،‬فبا يتوافق مع الربكفيل األكثر ركاجان يف‬
‫اؼبنطقة خبلؿ القرف الثالث اؼبيبلدم‪.‬‬
‫‪ -2‬األقواس الداخلية‪:‬‬

‫‪235‬‬
‫تضم غالبية اؼبساكن أقواسان مستعرضة لدعم السقف‪ .‬تستند ىذه األقواس على عضادات‬
‫تستند بدكرىا على جدراف الغرؼ اعبانبية‪ .‬إف أغلب ىذه العضادات بسيطة الشكل كيعلوىا‬
‫تاج مؤلف من عصابتُت‪ :‬علوية مستقيمة كسفلية مائلة كمقلوبة‪ ،39‬بينما وبمل بعضها اآلخر‬
‫زخارؼ أكثر تعقيدان‪:‬‬
‫‪ -‬دل نتمكن من رؤية قواعد بعض عضادات األقواس ألهنا ما زالت ربت أنقاض الغرؼ‬
‫اؼبشاىدة‪ :‬نبلحظ أف بعضها مزين‬
‫ى‬ ‫اليت دل يتم تنظيفها‪ ،‬أما يف ما يتعلق باألمثلة‬
‫بأفاريز أتيكية النموذج‪ ،‬كما ىو حاؿ عضادة قوس القاعة الرئيسة يف "قصر" ألبل‬
‫كعضادة قاعة بيت العلو (اللوحة ‪ .40)20 ،3 :19‬يف اؼبقابل‪ ،‬يرفًعت عضادات‬
‫القوس الذم يتق ٌدـ اغبجلة اؼبقببة يف القاعة الرئيسية نفسها ‪( A‬يف "قصر" ألبل)‬
‫فوؽ قواعد يتيذ بركفيلها الشكل التقليدم للتضليع اؼبقلوب‪.41‬‬
‫‪ -‬يبلحظ يف بعض األحياف أف جذكع العضادات مزخرفة أيضان‪ :‬كما ىو حاؽبا يف‬
‫مسكٍت ألبل الكبَتين‪ ،‬حيث تأخذ الزخرفة شكبلن مألوفان يتمثل دبأطورة مؤلفة من‬
‫بركز نصف إسطواشل عمودم داخل إطار مزين بأفاريز‪ ،42‬أك مأطورتُت جبانب‬
‫بعضهما البعض ( اللوحة ‪.)21:3‬‬
‫‪ -‬ذكرنا سابقان أف بركفيل أغلب تيجاف العضادات مشدكؼ بشكل بسيط كمستقيم‬
‫بشكل عاـ ‪،‬لكنها تكوف يف بعض األحياف مزينة بأفاريز أكثر تعقيدان‪ ،‬أك أهنا مزينة‬
‫بأشرطة من زخارؼ منحوتة يظهر معظمها كفق التعاقب الزخريف التارل‪ :‬شريط‬
‫خيطي أك زخرفة اؼبسبحة‪/‬بيضة ‪ /‬ربعية ‪/‬شريط زخريف‪ .‬يبكن ألفاريز التيجاف أف‬
‫تكوف ملساء ( اللوحة ‪ ،43)22:4‬أك قد نشاىد أفاريز إضافية يف تيجاف أخرل‪:‬‬
‫كما ىو حاؿ تيجاف بيت العلو يف ألبل اليت تعلو جبهتها تضليعة كفاصلة‪ ،‬كىو‬
‫تفصيل يشاىد بكثرة على قرمة التاج )اللوحة ‪.(23 :4‬‬
‫نذكر كأمثلة عن اؼبساكن اليت تضم عضادات تيجاهنا مزينة بأشرطة زخرفية‪" :‬قصر"‬
‫ألبل‪( 44‬اللوحة ‪ 24:4‬ك‪ 45)25‬كبيت الطوالبة (اؼبسكن رقم ‪ )2‬كبيت مثيب‪II‬‬
‫(اؼبسكن رقم ‪ )8‬يف نول‪ .‬يبلحظ يف اؼبثالُت األخَتين أف ىذه األشرطة مسبوقة‬
‫(يف أعلى جذع العضادة) جببهة مزينة بزخرفة الصليب اؼبعقوؼ (اللوحة ‪26:4‬‬

‫‪236‬‬
‫ك‪ )28‬أك بزخرفة الغصينة اؼبنحوتة بشكل منمنم (اللوحة ‪ .)27:4‬يف بعض‬
‫اغباالت النادرة‪ ،‬تتوج العضادة بكتلة حجرية كبَتة اغبجم بركفيلها على شكل تضليع‬
‫‪ :46‬قد تزين بدكرىا بأكراؽ األقثنة اؼبنتصبة اليت يتقدمها شريط مزين بزخرفة الصليب‬
‫اؼبعقوؼ‪ ،‬كما ىو حاؽبا يف بيت مثيب ‪( II‬اؼبسكن رقم ‪ )8‬يف نول (اللوحة‬
‫‪)29:5‬؛ أكقد تيػتٌوج العضادة بتيجاف أيونية فقط (كما ىو حاؽبا يف عدد قليل من‬
‫اؼبساكن) (اللوحة ‪ :5‬من ‪ 30‬إذل ‪.)33‬‬
‫قد تيزيَّن كاجهات األقواس أك بطنياهتا (يف بعض األحياف) باألفاريز‪ :‬تقتصر أفاريز بطنيات‬
‫عضادات األقواس على مأطورة مركزية مؤلفة من بركز نصف إسطواشل داخل ذبويف‪،47‬‬
‫كيبكن أف وبدىا من اعبانبُت كبشكل متناظر تضليعة‪ ،‬أم دبا يتوافق مع الًتتيب اؼبألوؼ‬
‫و‬
‫أشكاؿ بسيطة سباثل‬ ‫لبطنيات أربطة األعمدة‪ .48‬يف اؼبقابل‪ ،‬تظهر أفاريز كاجهة القوس كفق‬
‫أشكاؿ أفاريز أربطة األعمدة‪ :‬جبهة ‪/‬تضليعة ‪ /‬فاصلة‪ 49‬أك جبهة ‪ /‬شريط خيطي‪ /‬بيضة‪/‬‬
‫كبرية ‪ /‬فاصلة‪ (50‬اللوحة ‪ .)33:5‬يشاىد يف مثاؿ نول اؼبذكور سابقان‪ ،‬ككذلك يف أمثلة‬
‫أخرل يف نفس اؼبوقع‪ ،‬صلباف معقوفة يكبتت على صنجة القوس فوؽ تاج العضادة مباشرة‪.‬‬
‫تتشابو قواعد العمادات األتيكية يف مسكٍت ألبل الكبَتين إذل حد بعيد‪ ،‬كتتوافق بركفيبلهتا‬
‫مع بركفيبلت قواعد عمادات مباشل اؼبنطقة الكبَتة العائدة إذل فًتة الواليات (القرنُت الثاشل‬
‫كالثالث اؼبيبلديُت)‪ ،‬لكنها تتميٌز عنها ببعض التفاصيل‪ :‬إذ إف خلياؽبا السفلي قليل الربكز‪،‬‬
‫كما إف يمظلَّمتها (حلية مقعرة بُت قوسُت بارزين) أكثر ارتفاعان كعمقان‪ ،‬كقد أضيف إليها‬
‫كمزكاة‬
‫فاصلة كخلياؿ علوم منحوت أفقيان‪ .‬تيػ ٌوجت القاعدة األتيكية بًتبعية علوية معكوسة ٌ‬
‫كمزكاة أيضان‪ .‬شاىدنا ىذه اػبصائص اؼبتمثلة بالنحت أفقيان‬ ‫كبعدىا بتوصيلة معكوسة ٌ‬
‫كالتتويج بًتبعية معكوسة يف مكاف قريب (الصنمُت) على قواعد األعمدة الداخلية ؽبيكل‬
‫معبد تييا العائد إذل العاـ‪ 191‬ـ‪،51‬كما شاىدنا خاصية النحت أفقيان يف قواعد عمادات‬
‫قرب عتماف اؼبوجود يف اؼبنطقة نفسها ( اللوحة ‪ .52)34:6‬ييشاىد إفريز التضليع اؼبعكوس‬
‫بوتَتة أقل يف قواعد العمادات اؼبنتشرة يف اؼبنطقة‪ ،‬لكنو مألوؼ يف قواعد عضادات اعبدراف‬
‫البارزة العائدة إذل الفًتة ذاهتا‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫يتميز مسكنا ألبل أيضان جبذكع عماداهتما اؼبزينة دبأطورات مسطحة أك ؿبدبة‪ :‬أطٌرت بدكرىا‬
‫حبلية تضليع صغَتة‪ .‬يشاىد ىذا النوع من الزخرفة بكثرة يف عدد من مباشل اؼبنطقة الضيمة‬
‫العائدة إذل الفًتة األنطونية اؼبتأخرة أك السيفَتكسية (القرف الثاشل)‪ ،‬بينما تشاىد زخرفة‬
‫الغصينات على مأطورات أعمدة اؼبعابد بشكل عاـ‪ .53‬استيدـ ىذا النوع من األعمدة‬
‫بشكل كبَت يف العمارة الركمانية التذكارية ابتداءن من اغبقبة الفبلفونية كاستمر استيدامو‬
‫خبلؿ اغبقبتُت األنطونية كالسيفركسية بشكل خاص‪.54‬‬
‫بغض النظر عن اؼبباشل اؼبدركسة داخل ىذه اجملموعة‪ ،‬تظهر معظم تيجاف عضادات األقواس‬
‫الداخلية يف اؼبنطقة بربكفيل مشدكؼ مع فاصلة‪ .‬مت تزيُت بعض تيجاف قواعد العضادات‬
‫بأشكاؿ أكثر تعقيدان من األفاريز اليت قد ربمل ىي أيضان زخارؼ منحوتة‪ ،‬ىذا فبا يعكس‬
‫صنفت األفاريز‬
‫استمرارية األشكاؿ القديبة ك التطورات اليت طرأت عليها يف الوقت ذاتو‪ .‬ي‬
‫اؼبشاىدة كفق ثبلثة أنواع‪ :‬البيضة‪ /‬ربعية ‪ /‬فاصلة مع زخارؼ إضافية أك دكهنا‪ ،‬أك البيضة‪/‬‬
‫تضليعة ‪ /‬فاصلة أك حىت تضليع كبَت‪ /‬فاصلة مع زخارؼ منحوتة أك دكهنا‪ .‬يشكل التتابع‬
‫األكؿ التتابع األكثر شيوعان كاألكثر انتشاران يف اؼبنطقة‪ ،‬كىو يتوافق مع حلية التيجاف األكثر‬
‫استيدامان خبلؿ الفًتة الركمانية‪ .‬شوىدت األفاريز ذات الًتتيب‪ :‬شريط خيطي‪ /‬بيضة ‪/‬‬
‫ربعية ‪ /‬شريط خيطي ‪ /‬فاصلة‪ ،‬يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج )يف القاعة ‪ )009‬كيف‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف ؿبجة (غرفة اغبجلة ‪ ،)007‬كشوىدت أيضان يف عدة و‬
‫مباف عائدة إذل‬
‫الفًتة الركمانية يف منطقة جنوب سورية‪( 55‬يف مواقع مدينية ىامة بشكل خاص)‪ ،‬ككذلك يف‬
‫اؼبعابد‪ :‬كما ىو اغباؿ يف اؼبناطق اجملاكرة أيضان‪.56‬‬
‫ينتمي تاج قاعدة عضادة الغرفة الرئيسية يف بيت علو( اللوحة ‪ )23:4‬إذل النوع ذاتو‪ ،‬لكنو‬
‫يتميز بقرمتو اؼبؤلفة من التتابع تضليعة‪ /‬فاصلة‪ .‬ظهرت طريقة الزخرفة اإلمرباطورية ىذه‪ 57‬يف‬
‫اؼبنطقة بدءان من الفًتة الفبلفونية‪ ،‬لكنها انتشرت يف الفًتة اؽبادريانية‪ 58‬على ما يبدك‪ ،‬كاستمر‬
‫استيدامها حىت الفًتة السيفركسية على األقل‪.59‬‬
‫يزيٌنت تيجاف عضادات "قصر" ألبل (اللوحة ‪ )24:4‬كمساكن نول (اللوحة ‪ :4‬من ‪ 26‬إذل‬
‫‪ )28‬بأفاريز ربمل بدكرىا أشرطة من الزخارؼ اؼبنحوتة‪ ،‬كىي تنتمي إذل فئة التيجاف ذات‬
‫الًتتيب ‪:‬البيضة‪ /‬ربعية ‪ /‬فاصلة‪ ،‬لكنها تتميز عنها بأسلوب كبتها كبزخارفها اإلضافية‪،‬‬

‫‪238‬‬
‫ككذلك دبا تعكسو من مراحل تطور ـبتلفة‪ .‬يكبتت التفاصيل اؼبيتلفة لزخارؼ "قصر" ألبل‬
‫(اغببات كالفواصل يف زخرفة اؼبسبحة كالبيض يف حلية البيضة كالغصينة يف الربعية) بطريقة‬
‫مشاهبة لنحت زخارؼ تيجاف سواكف معبد عتيل الغريب (اللوحة ‪ )38:6‬كزخارؼ معبد‬
‫الصنمُت العائد إذل العاـ ‪ 191‬ـ ) اللوحة ‪ .(39 :6‬كذلك ىو حاؿ تاج العمود اآلخر‬
‫للقوس نفسو يف "قصر" ألبل (اللوحة ‪ ،)25:4‬لكن يبلحظ أف بركفيل ىذا التاج ـبتلف‬
‫قليبلن‪ ،‬إذ إنو يظهر كفق الًتتيب‪ :‬بيضة ‪ /‬تضليعة ‪ /‬فاصلة‪ ،‬كىو الًتتيب ذاتو لربكفيل قواعد‬
‫أعمدة األندركف يف قنوات (اللوحة ‪ .)17:3‬ىبتلف أيضان أسلوب كبت زخارفو‪ ،‬فهي أقرب‬
‫ما تكوف لزخارؼ نضد اؼبنصة األمامية ؼبسرح بصرل العائد إذل اغبقبة السيفركسية‪ .‬يف‬
‫اؼبقابل‪ ،‬بلغت زخارؼ تيجاف قواعد عضادات مسكٍت نول ‪ -‬اليت ربمل الزخارؼ ذاهتا‬
‫باإلضافة إذل طوؽ من زخرفة اؼبتعرجة ‪ -‬درجة متقدمة من التطور‪ ،‬إذ إهنا تشبو الزخارؼ‬
‫اؼبشاىدة يف اؼبباشل العائدة إذل القرنُت الرابع كاػبامس اؼبيبلديُت يف اعبوالف‪60‬كيف منطقة مشاؿ‬
‫سورية‪.61‬‬
‫ينتشر النوع الثاشل من تيجاف العمادات ذات الربكفيل‪ :‬تضليع ‪ /‬فاصلة بوتَتة أقل يف‬
‫اؼبنطقة‪ 62‬كنذكر كمثاؿ عليها زخارؼ تيجاف عمادات اؼبسكن رقم ‪ 8‬يف نول (اللوحة‬
‫‪ )29:5‬اليت يرافقها طوؽ من زخرفة اؼبتعرجة على القاعدة كأكراؽ األقثنة اؼبنتصبة على‬
‫اؼبيرمة بأكراؽ‬
‫التضليعة كغصينة صغَتة على الفاصلة‪ .‬يبكن تشبيو أكراؽ األقثنة اؼبتفرعة ك ٌ‬
‫تيجاف الكنائس العائدة إذل القرنُت الرابع كاػبامس اؼبيبلديُت يف منطقة مشاؿ سورية‪.63‬‬
‫أخَتان‪ ،‬تػي ٌوجت بعض عضادات األقواس بتيجاف أيونية فقط‪ .‬تتميز تيجاف عضادات غرفة‬
‫بيت العلو الرئيسية (اللوحة ‪ ) 30:5‬بصفات تتميز هبا أيضان تيجاف عضادات مساكن‬
‫أخرل يف اؼبنطقة‪ :‬ح ٌدارة (كسادة) ؾبدكلة يليها طوؽ طويل أملس‪ ،‬مث ح ٌدارة بزخرفة‬
‫اؼبسبحة‪ ،‬مث األكينوس اليت ربمل زخرفة البيضة‪ .‬تتألف زخرفة البيضة ىذه من ثبلث بيضات‬
‫بارزة تفصل بينها أسهم كتظهر الوسطى كاملة مع غبلفها‪ ،‬بينما نبلحظ أف البيضتُت‬
‫اعبانبيتُت ؿبجوبتاف جزئيان حبلية اؼبركحة النييلية الٌزاكية‪ .‬يشاىد أيضان زخرفة حلزكف زاكيٌة‬
‫مغطاة بورقة طويلة مستندة على طوؽ العمود‪ ،‬كيعلوىا ناصية مزينة بدكرىا حبلية تضليع‬
‫صغَتة‪ .‬تسمح كل ىذه الصفات (ككذلك طريقة كبت تفاصيل الزخارؼ) بتشبيو التيجاف‬

‫‪239‬‬
‫دبجموعة أخرل من التيجاف اؼبوجودة يف منطقة جنوب سورية‪ :64‬خاصة تيجاف أعمدة‬
‫نصب شهبا التذكارم "‪( “philippeion‬اللوحة ‪ )40:6‬الذم بٍت يف فًتة معاصرة‬
‫لعهد فيليب العريب (‪ ،)249-245‬كتيجاف مسكن قدصل يف اؼبسمية (اللوحة ‪)41:6‬؛‬
‫لكن زخارؼ تيجاف بيت العلو أكثر صباالن من زخارؼ تيجاف نيصب شهبا‪ ،‬كىي منحوتة‬
‫بإتقاف أكرب من زخارؼ تيجاف اؼبسمية‪ .‬تنتمي التيجاف األيونية اؼبوجودة يف اؼبسكن رقم ‪8‬‬
‫يف نول إذل ؾبموعة كفًتة ـبتلفتُت (اللوحة ‪ :5‬من ‪ 31‬إذل ‪ :)33‬يبلحظ أف الطوؽ موجود‬
‫ىنا أيضان لكنو مزخرؼ بغصينة منمنمة‪ ،‬كما أف اغب ٌدارة (الواقعة ربت األكينوس) أصبحت‬
‫منحنية‪ ،‬كقد وبل ؿبلها إكليل أك باألحرل جزء سفلي من إكليل تربطو عقدة ىرقل (اللوحة‬
‫‪ .)32:5‬ربمل الوسادة ثبلث بيضات مركزية كبَتة كجانبيتُت صغَتتُت‪ ،‬لكننا ال نيشاىد ىنا‬
‫زخرفة اؼبركحيات النييلية اعبانبية‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يبلحظ أف زخرفة اغبلزكف الزاكية ـبتصرة جدان‪،‬‬
‫ككذلك ىو حاؿ الناصية قليلة الربكز اليت اقتصرت على فاصلة بارزة‪ .‬ييبلحظ ىذا الضمور‬
‫للعناصر اؼبكونة للتيجاف يف األعمدة األكثر حداثة بشكل خاص‪ :‬كما ىو حاؽبا يف تيجاف‬
‫أعمدة كنيس قصرين الذم ذكرناه سابقان‪ ،65‬إذ تظهر البيضة اؼبركزية حبجم أكرب من العادة‪،‬‬
‫بينما قبد أف البيضتُت اعبانبيتُت ضامرتاف كأف اغبلية اغبلزكنية صغَتة كمرتصة كناصية التاج‬
‫ـبتصرة بشدةو‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يعترب اإلكليل أك نصف اإلكليل الذم حل ؿبل اغب ٌدارة ربت‬
‫األكينوس عنصران آتيكيان أيضيف إذل تيجاف أيونية‪.‬‬
‫ليس من النادر رؤية التيجاف الكورنثية اؼبزخرفة بأكاليل الزىر يف كنائس منطقة مشاؿ سورية‬
‫العائدة إذل الفًتة اؼبسيحية اؼببكرة‪ ،66‬ككذلك يف الرصافة‪67‬كمشارل ببلد الرافدين‪ .68‬كفقان ؼبا‬
‫ذكره ج‪ .‬ب سوديٍت )‪ :(j.-p.Sodini‬يعترب كجود أكاليل الزىر على التيجاف مبوذجان‬
‫سوريان‪.69‬‬
‫تشبو بركفيبلت كاجهات العقود بركفيبلت أربطة "سواكف" تيجاف مألوفة يف اؼبنطقة‪ ،‬لكنها‬
‫تتميز بتتوهبة متطورة جدان حىت لو اقتصر كجود الزخارؼ على كجو كاحد فقط من كجوىها‪.‬‬
‫يبلحظ تكرر زخارؼ اؼبتعرجة على عصابات كاجهات األقواس يف نول‪ .‬بكل تأكيد‪ ،‬تتعلق‬
‫ىذه اػباصية احمللية بتقنية زخرفية تبنتها الورش العاملة يف ىذا اؼبوقع‪ ،‬لكن تيعترب عصابات‬
‫الشكل‪ 5‬شقة‪ ،‬سقف اعبامع الضريح‬ ‫أربطة األعمدة اؼبزينة بزخرفة تعرجات‬

‫‪240‬‬
‫الصلباف اؼبعقوفة مبوذجان سوريان انتشر‬
‫استيدامو يف كل من تدمر‪ 70‬كمنطقة‬
‫جنوب سورية بدءان من اغبقبة البيزنطية‬
‫‪.71‬‬
‫‪ -3‬قمم اعبدراف‪:‬‬
‫أطناؼ األسقف كالقبب‪:‬‬
‫تستند ببلطات أسقف األركقة على‬
‫صف مستمر من أطناؼ صافرية الشكل على األغلب‪ ،‬أم أهنا ذات بركفيل مشدكؼ‪.72‬‬
‫ينعقف الصف األفقي ؽبذه ألطناؼ فوؽ الباب اؼبركزم يف بعض الواجهات كربل ؿبلها‬
‫أطناؼ يأخذ بركفيلها شكل تضليع مست وو يكوف معكوسان يف بعض األحياف‪ :73‬نراه يف ىذه‬
‫اغبالة مستندان على ظاىر عقد شراعة الباب‪.‬‬
‫عادة ما تكوف أطناؼ األسقف صافرية الشكل أيضان‪ ،‬باستثناء أسقف كقبب الغرؼ األكثر‬
‫صبالية يف اؼبسكن (أم الغنية بالزخارؼ اؼبنحوتة)‪ ،‬إذ تدعمها أطناؼ بركفيبلهتا على شكل‬
‫تضليع كبَت‪ 74‬كغالبان ما تيزيٌن الزاكية منها كرقة نباتية أك كرقة لبيل‪.75‬‬
‫تساىم األطناؼ البازلتية الكبَتة كالبارزة يف زبفيف ضبولة ببلطات أسقف األركقة كالغرؼ‪.‬‬
‫عادة ما تشاىد أطناؼ األسقف مبعثرة يف بعض اؼبواقع اؽبامة كموقع بصرل‪ ،‬كقد أعيد‬
‫استيداـ بعضها قديبان كمصاريع لؤلبواب ( بصرل‪ ،‬متحف القلعة)‪ .‬يف الواقع‪ ،‬تش ٌكل‬
‫األسقف احملفوظة يف مساكن منطقة جنوب سورية حالة استثنائية‪ ،‬إذ من النادر أف قبد‬
‫سقفان قديبان مازاؿ ؿبفوظان يف مكانو داخل اؼبباشل غَت السكنية )الشكل ‪.(5‬‬
‫‪-4‬أطر األبواب‪:‬‬

‫‪241‬‬
‫عادة ما تؤطٌر األبواب بأطر مزينة بأفاريز من النموذج األيوشل الكبلسيكي‪ ،‬تشبو أفاريز‬
‫ركابط األعمدة إذل حد بعيد‪ :‬جبهة (إفريز عريض) ‪ /‬جبهة ‪ /‬تضليعة ‪ /‬فاصلة‪ 76‬أك جبهة‬
‫‪/‬جبهة ‪ /‬بيضة ‪ /‬ربعية ‪ /‬فاصلة‪ .77‬قد تظهر األفاريز كفق شكل آخر لكنو خاص باألطر‬
‫أيضان‪ :‬مأطورة مركزية كبَتة بُت ترتيبُت متناظرين على شكل تضليعة ‪ /‬فاصلة‪ ،‬كتتوهبة تأخذ‬
‫الًتتيب شريط خيطي ‪ /‬بيضة ‪ /‬ربعية ‪ /‬فاصلة‪.78‬‬
‫تنتمي ىذه الزخارؼ إذل ؾبموعة من الزخارؼ التقليدية جدان يف اؼبنطقة‪ ،‬إذ يعترب النموذج‬
‫األكؿ‪ :‬جبهة ‪ /‬جبهة ‪ /‬تضليعة ‪ /‬فاصلة‪ ،‬النموذج اؼبعيارم اؼبستيدـ يف كل أبواب حوانيت‬
‫بصرل ككذلك يف باب قرب عتماف‪ ،‬كما إنو منتشر جدان‪ ،‬ىذا إذا دل نقل إنو النموذج األكثر‬
‫انتشاران يف مدف كمعابد لبناف‪79‬كسورية‪80‬كفلسطُت‪81‬كاألردف‪ ،82‬خبلؿ الفًتة الركمانية‪.‬‬
‫كذلك األمر‪ ،‬كانت األطر اؼبزينة باألفاريز اليت تظهر كفق الًتتيب‪ :‬جبهة ‪ /‬جبهة ‪ /‬بيضة ‪/‬‬
‫ربعية ‪ /‬فاصلة‪ ،‬دارجة جدان يف اؼبنطقة‪ ،‬لكنها تًتافق يف معظم األحياف مع أفاريز إضافية أك‬
‫حىت مع زخارؼ منحوتة‪ .‬يشبو شكل اإلطارين اؼبوجودين على بايب كاجهة اؼبسكن رقم ‪8‬‬
‫يف نول (اللوحة ‪ - )49 ،48 :7‬اؼبتمثلُت بالًتتيب الزخريف شريط خيطي أك زخرفة اؼبسبحة‬
‫ربت حلية البيضة كشريط خيطي بُت الربعية كالفاصلة ‪ -‬شكل إطار باب اعبناح الشمارل‬
‫الشرقي ؼبعبد قنوات ذم الواجهة اؼبعمدة (العائد‬
‫إذل اغبقبة السيفركسية‪ ،)83‬ككذلك شكل إطار‬
‫باب معبد تل أسود اعبنائزم يف بصرل‪84‬كأطر‬
‫األبواب اعبانبية غبمامات سليم‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬زبتلف‬
‫زخرفة ىذين اإلطارين عن زخرفة إطار باب فناء‬
‫"قصر" ألبل‪ ،‬إذ إهنا ال تضم شريطان عصويان بُت‬
‫الشكل‪ 6‬ألبل‪ ،‬الواجهة اؼبطلة على الفناء يف اؼببٌت‬ ‫عصابتُت‪ ،‬لكنها تشبو زخارؼ أطر شقا اليت تؤطر‬
‫الشمارل لبيت العلو‬ ‫األبواب اعبانبية اػباصة "بالقصر"‪) 85‬الشكل ‪(4‬‬
‫كالبازليك‪86‬ككذلك زخارؼ األبواب الثبلثة لواجهة‬
‫‪87‬‬
‫"الدير" (اللوحة ‪ . )54:8‬إف ما يدىشنا حقان‬
‫ىو استمرار زخرفة اإلطار على العتبات يف بيت ميثب ‪( 2‬رقم ‪ )8‬يف نول ‪ ،‬إذ نادران ما‬

‫‪242‬‬
‫يتكرر ىذا األمر يف اؼبنطقة باستثناء بعض دكر العبادة‪ .88‬يتميز ىذاف الباباف أيضان باألشرطة‬
‫الزخرفية اؼبنحوتة على السواكف فقط‪ ،‬كما يبلحظ أف طريقة معاعبة تفاصيل ىذه الزخارؼ‬
‫(خاصة تعرجات الصلباف اؼبعقوفة (اللوحة ‪ ،))49:7‬مشاهبة لطريقة معاعبة الزخارؼ‬
‫اؼبوجودة على األقواس الداخلية للمسكن ذاتو (اللوحة ‪.)33:5‬‬
‫ينتمي النوع الثالث من زخارؼ األطر اؼبستمرة (اؼبتضمنة ؼبأطورة مركزية) إذل ؾبموعة ىامة‬
‫من زخارؼ منطقة جنوب سورية‪ ،‬ؾبموعة يبكن متابعة تطورىا يف معبد حرباف بدءان من‬
‫منتصف القرف الثاشل اؼبيبلدم‪ ،89‬مركران باغبقبة السيفَتكسية‪ ،90‬كحىت هناية القرف الثالث‬
‫اؼبيبلدم على األقل‪ .91‬انتشر ىذا النموذج من زخرفة األطر يف الرصافة أيضان ‪،‬منذ بداية‬
‫القرف السادس اؼبيبلدم‪ .92‬مت تزيُت أطر أبواب كاجهة "قصر" ألبل بأفاريز مؤلفة من مأطورة‬
‫مركزية صغَتة قليلة الربكز ؿباطة حبلييت التضليعة ( اللوحة ‪ 52 :8‬ك ‪ ،)53‬تشبو أفاريز إطار‬
‫باب نصب شهبا التذكارم "‪ "phelippeion‬اؼبعاصر لعهد فيليب العريب (‪-245‬‬
‫‪( )249‬اللوحة ‪ ،)55:8‬ككذلك أفاريز إطار الباب الرئيسي غبمامات سليم (اللوحة‬
‫‪)56:8‬؛ إال أف بركفيل ىذا األخَت أكثر كضوحان‪ ،‬كما أف قاعدتو تتميز بعتبة بارزة كعالية‬
‫مزينة بقوائم أسد على جانبيها‪ .‬عادة ما تشاىد زخارؼ اغبيوانات على األبواب الضيمة يف‬
‫اؼبنطقة‪ ،‬كمنها اشتقت الزخرفة اعبانبية (ردبا ىي رأسا عقاب) اؼبشاىدة أسفل إطار الباب‬
‫اؼبركزم لقصر ألبل‪(.‬ستانزؿ‪ ،‬الشكل‪)14‬‬
‫‪5‬ػ أطر النوافذ‪:‬‬
‫يشاىد عدد كبَت من النوافذ اؼبفتوحة على الفناء‪ ،‬لكن أكثرىا مؤطر بأطر غَت مزخرفة‪ ،‬بينما‬
‫يزيٌن بعضها اآلخر باألفاريز‪.‬‬
‫أيطٌرت النوافذ اؼبستطيلة بأطر مزينة بأفاريز تستمر على جوانبها الثبلث‪ :‬كما ىو حاؿ أفاريز‬
‫األبواب ككفقان للًتتيب ذاتو‪ ،93‬أك قد تقتصر على ساكف النافذة األفقي أك على قنطرهتا‪94‬؛‬
‫كأطرت النوافذ اؼبدكرة بأطر مزينة بأفاريز أيضان‪ ،‬لكنها ربمل أشرطة من الزخارؼ اؼبنحوتة يف‬
‫بعض األحياف‪. 95‬‬

‫‪243‬‬
‫ػ قد تًتافق النافذة مع قوس ضبولة يعلو باب‬
‫الواجهة الرئيسي‪ ،‬فيكوف إطارىا حينئذ على‬
‫شكل كاجهة قوس صنجاتو منحوتة على‬
‫شكل تضليع‪.96‬‬
‫الشكل‪ 7‬الكرؾ‪ ،‬اؼبسكن رقم ‪1‬‬ ‫ػ عيثر على عدد من النوافذ اؼبعزكلة عن‬
‫مكاهنا‪ ،‬مت سد بعضها جزئيان باستيداـ ألواح‬
‫حجرية ـبرمة ربمل زخارؼ منحوتة عادة‪،‬‬
‫لكن مازاؿ ىناؾ بعض النوافذ اؼبيرمة‬
‫احملفوظة يف مكاهنا )الشكل‪.(7‬‬
‫يعلو معظم النوافذ ظيلٌة بارزة من اغبجر غبماية الغرؼ من اؼبطر أك غبجب أشعة الشمس‬
‫جزئيان‪ .‬يبكن ؽبذه الظلٌة أف سبتد فوؽ كل نوافذ الواجهة‪ 97‬أك قد يقتصر كجودىا على نافذة‬
‫كاحدة فقط‪ ،‬كيف ىذه اغبالة يستند طرفيها على ركائز يأخذ بركفيلها شكل التضليع‬
‫(الشكل‪.)8‬‬
‫إذان‪ ،‬تنتمي أفاريز أطر النوافذ قليلة االنتشار يف اؼبنطقة إذل النموذج ذاتو اػباص بأطر‬
‫األبواب‪ ،‬لكنها تظهر بأشكاؿ مبسطة‬
‫نوعان ما‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬تنتشر‬
‫النوافذ غَت اؼبزخرفة كاحملمية بالظيلٌة‬
‫اؼبستندة على الركائز التضليعية بشكل‬
‫كبَت يف اؼبساكن الكبَتة‪ .‬يف اغبقيقة‪،‬‬
‫الشكل‪ 8‬كفر ناسج‪ ،‬اؼبسكن رقم ‪1‬‬
‫شاىدنا مثاالن مشاهبان جدان ؼبثاؿ اؼبسكن‬
‫رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج‪ ،‬مع ركائزه اؼبزينة‬
‫القديسُت سَتج كباخوس‬ ‫ً‬ ‫بزخرفة الورقة‪ ،‬على كاجهات اؼبباشل (ردبا الكنسية) شرقي كنيسة‬
‫‪98‬‬
‫الكوات اؼبيرمة أكثر النوافذ إثارة لبلىتماـ‪ :‬كما ىو حاؿ الكوة‬
‫ٌ‬ ‫تعترب‬ ‫‪.‬‬ ‫كليونس يف بصرل‬
‫اؼبنحوتة كسط كتلة حجرية بُت نافذتُت يف بيت الكرؾ (الشكل ‪ ،)7‬لكنها غالبان ما تكوف‬

‫‪244‬‬
‫معزكلة عن مكاف تواجدىا األصلي أك إنو معاد استيدامها؛ كبالتارل نادران ما نستطيع ربديد‬
‫مكاهنا األصلي لؤلسف الشديد (اللوحة ‪ :8‬من ‪ 57‬إذل ‪. 99)60‬‬
‫‪-6‬أطر اؼبشاكي‪:‬‬
‫ال ربمل مشاكي الواجهات اؼبشاىدة داخل اؼبساكن أم زخرفة على األغلب‪ ،‬كىي عادة ما‬
‫تكوف عميقة كفاية حبيث يبكن ترتيب األشياء فيها‪ ،‬أم إهنا خزائن بكل ما ربملو ىذه‬
‫الكلمة من معٌت‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬تتميز بعض اؼبشاكي بأطرىا الغنية بالزخارؼ‪:‬‬
‫‪ -‬اؼبشاكي ذات اؼبيطط منحٍت األضبلع اؼبسقوفة بقبة ربع كركية مزينة بزخرفة‬
‫الصدفة‪.100‬دل نشاىد سول عدد قليل من ىذه اؼبشاكي اؼبشتقة من مباذج معركفة جيدان تعود‬
‫إذل الفًتة اإلمرباطورية‪ ،‬كقد أيطٌرت بأطر على شكل قوس نصف دائرم يستند أفقيان على‬
‫عضادات صغَتة‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبشاكي اؼبستطيلة اؼبشاهبة للنوافذ اؼبؤطرة باألطر اؼبزينة باألفاريز (اللوحة ‪.)66:9‬‬
‫انتشر ىذاف النموذجاف من اؼبشاكي يف اؼبنطقة خبلؿ الفًتة اإلمرباطورية‪ ،101‬كإليهما تنتمي‬
‫اؼبشاكي اليت تأخذ شكل اغبجلة يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف ؿبجة كيف اؼبسكن رقم ‪ 8‬يف نول‪.‬‬
‫تستند ىذه اؼبشاكي‪ ،‬اؼبسقوفة بسقف على شكل قبة نصف كركية مزينة بزخرفة الصدفة‪،‬‬
‫على دعامات مزينة بأفاريز ‪ ،‬كىي مؤطرة بأطر عريضة على شكل أقواس (مزينة بأفاريز)‬
‫تستند بدكرىا على عضادات قصَتة كغليظة‪ .‬تشبو األفاريز اليت تزيٌن عضاديت مشكاة‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 8‬يف نول أفاريز عضادات مشاكي قرية زكمي مرة يف اعبوالف‪.102‬‬
‫مشاؾ بعضادات بسيطة (تعود إذل اغبقبتُت األنطونيوسية كالسيفركسية)‪،‬‬ ‫و‬ ‫شاىدنا أيضان‬
‫تنعطف أقواسها أفقيان فوؽ تيجاف األعمدة فقط ‪ :103‬تعود اثنتاف من مشاكي كاجهة "قصر"‬
‫ألبل بأصوؽبا إذل ىذا النوع (اللوحة ‪ ،)63 ،62 :9‬لكننا نبلحظ اقتصار زخرفتهما على‬
‫اإلطار بسبب غياب الدعامة كالعضادات‪.104‬‬
‫مشاؾ بإطار يبتد جانبيان متجاكزان العضادات من اعبهتُت‪ :‬كما ىو حاؿ‬ ‫شاىدنا أخَتان و‬
‫اؼبشكاة الثالثة يف كاجهة "قصر" ألبل (اللوحة ‪ ،)61 :9‬ككذلك اثنتُت من مشاكيو الداخلية‬
‫(ستانزؿ‪ ،‬اللوحة ‪ 4‬ك الشكل ‪ .)10‬تأخذ ىذه اؼبشاكي شكل الواجهات ذات الركاؽ‬
‫اؼبعمد الذم يتقوس سطحو فوؽ الباب اؼبركزم‪ :‬على األرجح‪ ،‬ؿباكا نة للعنصر اؼبعمارم‬

‫‪245‬‬
‫اؼبؤلف من اعببهة "السورية" مثلثية الشكل اؼبرفوعة فوؽ عمودين أك أربعة أعمدة (أك أنصاؼ‬
‫أعمدة) يتيللها فتحات مقنطرة؛ كقد انتشر ىذا النوع من اؼبشاكي يف اؼبنطقة بدءان من‬
‫النصف الثاشل من القرف الثاشل اؼبيبلدم‪ .105‬ال تشاىد الدعامات كال حىت اعببهة اؼبثلثية يف‬
‫مشاكي "قصر" ألبل الداخلية‪ ،‬كقد اقتصر كجود أنصاؼ األعمدة أك العضادات على اثنتُت‬
‫منها فقط‪ ،‬كما أف اإلطار ذباكز العضادات بامتداده‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يبلحظ أف األطر غنية‬
‫بزخارفها‪ ،‬كما ىو حاؿ باقي أطر مشاكي الواجهة‪ .‬يف الواقع‪ ،‬أيعيد كبت حجارة القسم‬
‫اؼبوجود فوؽ قوس مشكاة الغرفة الرئيسية ‪ A‬يف قصر ألبل‪ ،‬كما مت تطريقها (ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‬
‫‪ 4‬أ)‪ ،‬فبا ش ٌكل كاحدة من إشكاليات التأريخ اليت نواجهها‪ .‬مع ذلك‪ ،‬استطعنا سبييز‬
‫جناحُت مبسوطُت أفقيان يعوداف‪ ،‬بكل تأكيد‪ ،‬إذل ربيت نصر يكبت تصويرنبا بشكل متناظر‬
‫فوؽ النضد‪ .‬إف ما هبعلنا متأكدين من فرضيتنا ىذه ىو عثورنا على كتلتُت حجريتُت‬
‫مشوىتُت (أعيد استيدامهما يف أحد حيطاف جامع ألبل) ربمبلف تصويران مشاهبان لتصويرنا‪،‬‬
‫يتمثل بربيت نصر مبسوطيت اعبناح فوؽ ما يبدك أنو مكاف اكبناء القوس اؼبؤطِّر للمشكاة‬
‫(اللوحة ‪ 67 :9‬ك‪ .)68‬مت العثور على مثل ىذا النوع من زخرفة ربة النصر (اؼبنحوتة بشكل‬
‫متناظر) على بعض السواكف يف معابد اؼبنطقة‪106‬كعلى بعض الكسر يف اعبوالف‪ ،107‬كقد‬
‫كبتت بأسلوب مشابو لتلك اؼبوجودة يف ألبل‪ .‬يبلحظ أيضان أف أعمدة اؼبشاكي الداخلية يف‬
‫"قصر" ألبل ؾبدكلة (ستانزؿ‪ ،‬اللوحة ‪ 4‬أ كالشكل ‪ ،)10‬كىو تفصيل دل نشاىده يف األمثلة‬
‫اؼبعركفة العائدة إذل القرنُت الثاشل كالثالث اؼبيبلديُت‪ ،‬لكننا شاىدناه يف مشاكي كنيس‬
‫كفرناحوـ يف فلسطُت‪ .108‬شاىدنا أيضان (داخل اؼببٌت ذاتو) عنصران معماريان مثَتان للفضوؿ‬
‫يتمثل بنافذة مضاعفة يعلوىا قوساف متجاكراف مزخرفاف‪ ،109‬كىي تشبو اؼبشكاة اؼبضاعفة‬
‫(أك ردبا النافذة) اؼبعاد استيدامها(؟) يف القصر ذاتو ( "قصر" ألبل)‪ .‬يبدك أف ىذه اؼبشكاة‬
‫كانت يف األصل عبارة عن نافذة مضاعفة من مبوذج النافذة اؼبشاىدة يف كنيس كفر ناحوـ‬
‫(ستانزؿ‪ ،‬الشكل ‪.)5‬‬

‫ب‪ -‬الزخارف السطحية‪:‬‬

‫‪246‬‬
‫بشكل عاـ‪ ،‬تتميز الزخارؼ اؼبنحوتة‬
‫على العناصر اؼبعمارية يف مساكن اؼبنطقة‬
‫بأهنا إغريقية‪-‬ركمانية األسلوب‪ ،‬لكننا‬
‫شاىدنا‪ ،‬يف بعض مساكن البثنية‪،‬‬
‫زخارؼ منحوتة متكررة كما ىو حاؿ‬
‫الشكل‪ 9‬نول‪ ،‬بيت اعبهماشل ‪( 1‬رقم ‪ ،)09‬غرفة اغبىجلة ‪003‬‬ ‫زخارؼ السجاد‪ .‬تتألف ىذه الزخارؼ‬
‫من زخرفة الصلباف اؼبعقوفة اؼبتناكبة مع‬
‫الزخارؼ التصويرية‪ ،‬كقد كبتت على ألواح حجرية متطاكلة يف األسقف كعلى بطنيات‬
‫العناصر اؼبعمارية ‪:‬‬
‫‪ -‬على بطنية صنجة القوس األكذل فوؽ العضادة ( اللوحة ‪.)32 :5‬‬
‫‪ -‬على أطناؼ األسقف‪.110‬‬
‫‪ -‬على بطنيات صنجات القبب (ستانزؿ اللوحة ‪ 5‬جػ)‪.‬‬
‫‪ -‬على ببلطات األسقف‪.111‬‬
‫إف ىذا النوع من الزخارؼ غَت مألوؼ على اإلطبلؽ يف اؼبنطقة‪ ،‬إذ دل يشاىد حىت اليوـ‬
‫إال يف ثبلث مواقع بعيدة نسبيان عن‬
‫بعضها البعض‪ :‬نول كؿبجة كألبل‪،‬‬
‫كما إنو غَت مألوؼ يف العادل‬
‫اإلغريقي الركماشل حيث يتألف‬
‫السقف من عدة أجزاء مزخرفة‬
‫بزخارؼ ـبتلفة منحوتة أك مرسومة أك‬
‫مصنوعة من معجونة اؼبرمر‪ ،‬رباكي‬
‫الشكل‪ 10‬أفامية‪( ،‬باليت ‪ ،1981‬الشكل ‪ 115،‬ص‪(110 .‬‬
‫بتجمعها السقف اغبقيقي‪ :‬قصع‬
‫خشبية أك حجرية أك بَتغوالت نباتية )‪ ( (pergolas‬تعريشات‪ :‬كىي شبة فبرات مفتوحة‪،‬‬
‫مظللة من األعلى بنباتات‪ ،‬ترتكز على ىياكل خشبية أك معدنية) أك حىت قبود‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫وبد األلواح الزخرفية اؼبستطيلة الكبَتة اؼبشاىدة يف مساكن البثنية صنجات‬
‫العقود أك ببلطات السقف‪ ،‬كتزينها زخارؼ شائعة االستيداـ يف عمارة‬
‫مواقع سورية الداخلية‪112‬كيف اعبوالف كاعبليل‪ :113‬أشرطة متتابعة من‬
‫الصلباف اؼبعقوفة‪ .‬باستثناء مثاؿ القاعة رقم ‪ 005‬يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف‬
‫نول‪ ،‬تتناكب الصلباف اؼبعقوفة مع مربعات أك مستطيبلت تضم بدكرىا‬
‫زخارؼ ـبتلفة‪ :‬كريدات من كل األشكاؿ كعقد كمربعات متشابكة‬
‫كصدفات القديس جاؾ كسبلؿ كمزىريات كتصاكير حيوانية كبشرية‬
‫(مطرقة)‪.‬‬
‫ه‬
‫يبلحظ أف بعض األلواح اغبجرية مؤطرة من جهتُت فقط‪ ،‬أك أهنا مؤطرة‬
‫الشكل‪11‬خالدة‬ ‫بالكامل‪ ،‬بأشرطة زخرفية مؤلفة من زخرفة اؼبسبحة أك ضفَتة ثنائية أك ثبلثية‬
‫الضفائر أك أشرطة ؾبدكلة تتيللها دكائر‪ .‬عيثر يف قرية كفر برعم يف اعبليل‬
‫على مثاؿ مشابو‪ :‬ببلطة سقف أك قبة يشاىد عليها العديد من الزخارؼ اؼبنحوتة‪ ،‬دبا فيها‬
‫صور الربكج‪.114‬‬
‫تشبو ىذه الزخرفة‪ ،‬اؼبؤلفة من أشرطة زخرفية عريضة مستطيلة الشكل‪ ،‬زخارؼ لوحات‬
‫الفسيفساء كخاصة لوحات اؼبباشل ذات الصحوف أك األركقة اعبانبية كالكنائس مثبلن‪ ،‬إذ إهنا‬
‫تتألف من قطع فارغة مت ذبميعها كزخرفتها الحقان‪ .‬شوىدت أمثلة ـبتلفة ؿبفوظة يف اؼبنطقة‬
‫ربمل الًتتيب الزخريف نفسو اؼبؤلف‪ ،‬بشكل رئيسي‪ ،‬من صلباف معقوفة متناكبة مع مربعات‬
‫أك مستطيبلت تضم بدكرىا زخارؼ أك مشاىد تصويرية‪( 115‬الشكل‪10‬ك‪.)11‬‬
‫جـ‪ -‬الزخارف النباتية أو التصويرية المنفردة أو المترافقة مع بعضها البعض‪:116‬‬
‫عادة ما تشاىد الزخارؼ اؼبنفردة على العناصر اؼبعمارية األكثر أنبية يف اؼبسكن ( سواكف‬
‫األبواب كصنجات العقود كأطناؼ األسقف كببلطاهتا‪ ،‬اخل‪ .)...‬مع ذلك‪ ،‬شاىدنا بعض‬
‫األمثلة االستثنائية لزخارؼ منفردة صغَتة اغبجم (كريدات أك أكراؽ صغَتة أك معينات أك‬
‫عقدة سليماف أك صدفات) مت كبتها على سطوح اعبدراف اؼبستوية‪ ،‬كقد تبُت أف بعضها‬
‫خضع لعملية إعادة كبت‪ .‬بشكل عاـ‪ ،‬تنحت الزخارؼ فوؽ سطح أملس‪ ،‬كقد تنحت‬
‫أحيانان فوؽ األفاريز ( اللوحة ‪ .)52 :8‬بغض النظر عن أماكن تواجدىا‪ ،‬يًتافق كجود بعض‬

‫‪248‬‬
‫الزخارؼ مع زخارؼ أخرل‪ :‬كاألكاليل اليت تربطها عقدة ىرقل برباط على شكل شريط أك‬
‫على شكل غصينات الكرمة‪ ،‬أك قد تتواجد جبانب بعضها البعض (كفق ترتيب ؿبدد) على‬
‫الكتلة اغبجرية ذاهتا‪ ،‬لكن دكف أف تكوف مًتابطة‪ .‬يعرض اعبدكؿ رقم ‪( 1‬ص‪)256.‬‬
‫العبلقة بُت الزخارؼ اؼبيتلفة كأماكن تواجدىا داخل البناء‪ ،‬كتشَت األرقاـ إذل عدد األمثلة‬
‫اؼبشاىدة يف مساكن البثنية اليت تشكل جزءان من ؾبموعة اؼبساكن اؼبدركسة ىنا‪ .‬يشار بُت‬
‫قوسُت إذل عدد األمثلة اإلضافية اؼبوجودة يف اؼبنطقة كفقان للوثائق اؼبتعلقة بالزخارؼ اؼبتوفرة‬
‫لدينا حاليان‪ ،‬دكف أف ننسى طبعان بأف ىذا العدد ال يشَت إذل كل الزخارؼ احملفوظة‪ .‬تساىم‬
‫األعداد اإلضافية يف تقدير مدل انتشار الزخارؼ كيف معرفة ما سبثلو مساكن البثنية من‬
‫خصوصية يف اؼبنطقة ( طبعان يف ما يتعلق بغناىا بالزخرفة)‪ .‬نبلحظ يف ىذا اعبدكؿ األنبية‬
‫الواضحة لسواكف األبواب كأماكن مفضلة لنحت الزخارؼ ككذلك بطنيات صنجات‬
‫األقواس (خاصة صنجات الكتف) كمفاتيحها يف بعض اغباالت‪ .‬ىناؾ عناصر أخرل تتميز‬
‫بزخارفها اؼبنحوتة‪ ،‬كاألسقف كاألطناؼ كصنجات القبب‪ ،‬إال أهنا نادران ما تكوف ؿبفوظة يف‬
‫مكاهنا‪.‬‬
‫‪ – 1‬األكاليل وعقد ىرقل واألشرطة أوغصينات الكرمة والزخارف المشتقة منها‪:‬‬
‫يعترب إكليل أكراؽ الشجر رمزان يونانيان كمن مث ركمانيان للنذر لآلؽبة‪ :‬إنو رمز اغبماية كالنصر يف‬
‫اؼبعارؾ كيف األلعاب الرياضية‪ ،‬كقد توسعت استيداماتو لتشمل أيضان اجملاالت السياسية‬
‫اؼبلكية كاإلمرباطورية‪ .‬ردبا مت إدخاؿ ىذا الرمز إذل الشرؽ األدسل خبلؿ مرحلة اؽبلينية‪ ،‬لكنو‬
‫سرعاف ما أصبح جزءان من الرموز اؼبتعلقة بالعمارة السكنية كاعبنائزية‪ ،‬كمن الرموز اؼبسيحية يف‬
‫ما بعد‪.‬‬
‫تشاىد زخرفة اإلكليل على أكثر من عنصر معمارم‪ ،‬كىي تشغل مكانةن بارزةن بُت الزخارؼ‬
‫اؼبستيدمة يف العمارة السكنية يف اؼبنطقة (ىذا ما يتضح من خبلؿ اعبدكؿ رقم ‪ .)1‬إهنا‪،‬‬
‫منذ عهد بعيد‪ ،‬الرمز األكثر حضوران على سواكف األبواب (أيحصي ‪ 71‬مثاالن) كعلى‬
‫بطنيات صنجات العقود (أحصي ‪ 23‬مثاالن)‪ ،‬لكنها تشاىد أيضان على األطناؼ ك القبب‬
‫كاألسقف‪ ،‬ك غالبان ما ربتل موقعان مركزيان على ىذه العناصر‪.117‬‬

‫‪249‬‬
‫عادة ما تشاىد األكاليل كقد يربط طرفاىا بعقدة ىرقل (اللوحة ‪ 24 :4‬ك‪ 25‬كاللوحة ‪:10‬‬
‫من ‪ 70‬إذل ‪ 73‬كاللوحة ‪ 74 :11‬إخل‪ ،)..‬لكن يبلحظ يف كثَت من األحياف أنو مت تطريق‬
‫ىذه العقدة (بشكل مثَت للفضوؿ) يف أزمنة شيوع ربطيم األيقونات (اللوحة ‪ .)78 :11‬قد‬
‫تلتف هنايات الركابط خارج العقدة (اللوحة ‪ )72 :10‬أك أهنا تتباعد عن بعضها‪ ،‬لكنها‬
‫غالبان ما تتحوؿ إذل غصينات كرمة أك إذل أكراؽ شجر منمنمة فبتدة أك ملتفة جانبيان‪.118‬‬
‫يدفعنا انتشار ىذه الزخرفة يف اؼبنطقة‪ :‬إكليل‪ /‬عقدة ىرقل ‪ /‬غصينات الكرمة‪ ،‬إذل التفكَت‬
‫دبا ربملو من قيمة رمزية يف العمارة السكنية‪ ،‬ككذلك يف العمارة اعبنائزية اليت تشبو أبواهبا‬
‫أبواب اؼبساكن‪.‬‬
‫غالبان ما تنحت كريدات داخل األكاليل (اللوحة ‪ :10‬من ‪ 69‬إذل ‪ 71‬ك اللوحة ‪74 :11‬‬
‫ك‪ 77‬إخل‪ ،)..‬كقد تنحت صدفات القديس جاؾ (اللوحة ‪ )27 :4‬أك رؤكس (اللوحة ‪:10‬‬
‫‪ 71‬يف األسفل) أك حىت صلباف مسيحية (اللوحة ‪ . 83 : 12‬لينا‪ ،‬اللوحة ‪ 8‬جػ)‪.‬‬
‫يتم كبت ىذه الزخرفة اؼبرٌكبة يف منتصف الساكف‪ ،‬بينما يػيٍنحت على طرفيو (كبشكل‬
‫متناظر) سعفتا لبيل (اللوحة ‪ 80 :11‬كاللوحة ‪ )84 :12‬أك إكليبلف آخراف (اللوحة‪:11‬‬
‫‪ )81‬أك أعمدة صغَتة (اللوحة ‪ )83 :12‬أك مزىريات (اللوحة ‪(83 :12‬أك خراطيش‬
‫(اللوحة ‪ )85 :12‬أك كريدات (اللوحة ‪ 86 :12‬ك‪ )87‬أك مشعادانات سباعية الفركع‪.119‬‬
‫على الرغم من االختبلؼ الكبَت يف طريقة معاعبة ىذه الزخارؼ إال أف ترتيبها مبطي‪ .‬تشاىد‬
‫الزخرفة ذاهتا على سواكف مساكن كقبور يف قرل أخرل يف اؼبنطقة إذل جانب أكاليل‬
‫متناظرة (اللوحة ‪ )96 :13‬أك كريدات ( اللوحة ‪ 93، 92، 91 :12‬كاللوحة ‪:13‬‬
‫‪.120)104،101،98‬‬
‫يبكن تصنيف طرؽ معاعبة ىذه األكاليل كفق عدة مباذج‪:‬‬
‫‪ -‬يينحت اإلكليل الورقي يف بعض اغباالت بطريقة كاقعية حبيث نستطيع أف مبيز العنصر‬
‫النبايت بوضوح (حىت كلو اختلفت جودة تنفيذه)‪ ،‬أم باقاتو الورقية اؼبتتالية اليت ذبمعها‬
‫كبشونة مركزية ككذلك الركابط اليت تربط طرفيو؛ كيكوف اإلكليل يف ىذه اغبالة بارزان بوضوح‬
‫(اللوحة ‪ :4‬من ‪ 24‬إذل ‪ 27‬ك اللوحة ‪ 52 :8‬ك اللوحة ‪ :10‬من ‪ 69‬إذل ‪ 73‬ك اللوحة‬
‫‪.)84 :12‬‬

‫‪250‬‬
‫‪ -‬يكوف العنصر النبايت يف أكاليل أخرل أقل كاقعية‪ ،‬إذ تظهر باقاتو الورقية منمنمة كمنحوتة‬
‫على شكل قركف صغَتة متداخلة (اللوحة ‪)78 :11‬‬
‫‪ -‬يف اؼبقابل‪ ،‬ىبتفي العنصر النبايت سبامان يف بعض األمثلة‪ ،‬كيظهر اإلكليل فيها على شكل‬
‫طوؽ التورؾ (اللوحة ‪ )74 :11‬أك على شكل عقد ؾبدكؿ بكبشونة مركزية ( اللوحة‬
‫‪ .82 :12‬لينا اللوحة ‪ 8‬جػ )‪.‬‬
‫جدار‬ ‫مشكاة‬ ‫فقرة قبٌة‬ ‫ببلطة‬ ‫طنف‬ ‫صنجة‬ ‫إكليل‬ ‫نافذة ـبرمة‬ ‫نافذة‬ ‫عضادة‬ ‫ساكف‬ ‫رباط‬ ‫تاج‬ ‫قاعدة‬ ‫أماكن‬
‫العمود‬ ‫كرسي‬ ‫توضع‬
‫العمود‬ ‫الزخرفة‬
‫قبة‬ ‫سقف‬ ‫سقف‬ ‫بطنية‬ ‫عضادة‬ ‫باب‬ ‫باب‬ ‫ركاؽ‬ ‫عمود‬ ‫عمود‬
‫‪3‬‬ ‫‪)2+(1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪10+(13‬‬ ‫‪)1+(3‬‬ ‫(‪)3+‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪49+(22‬‬ ‫‪2‬‬ ‫األكاليل‬
‫)‬ ‫)‬
‫‪3‬‬ ‫‪)2+(1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10+(11‬‬ ‫(‪)3+‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪40+(13‬‬ ‫عقدة ىرقل‬
‫)‬ ‫)‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ركابط‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪)5+(8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪)16+(9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫غصينات‬
‫الكرمة‬
‫‪10+(20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪)4+(6‬‬ ‫أكراؽ‬
‫)‬ ‫النييل‪/‬‬
‫أكراؽ نباتية‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪)5+(5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫(‪)2+‬‬ ‫‪61+(13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫كريدات‬
‫)‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عقدة‬
‫سليماف‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مربعات‬
‫مًتاكبة‬
‫(‪)1+‬‬ ‫صلباف‬
‫معقوفة‬
‫‪)4+(6‬‬ ‫(‪)10+‬‬ ‫غامات‬
‫‪1‬‬ ‫‪)5+(2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫خراطيش‬
‫(‪)5+‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أعمدة‬
‫صغَتة‬
‫(‪)1+‬‬ ‫(‪)3+‬‬ ‫(‪)2+‬‬ ‫(‪)1+‬‬ ‫مذابح‬
‫(‪)1+‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(‪)2+‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مشعدانات‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪)6+(3‬‬ ‫‪)1+(2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3+(1‬‬ ‫‪)33+(6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫صلباف‪/‬طغر‬
‫)‬ ‫اء‬
‫‪1‬‬ ‫قنديل‬
‫‪2‬‬ ‫‪)2+(4‬‬ ‫مزىريات‬
‫‪4‬‬ ‫(‪)3+‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪)1+(1‬‬ ‫صدفات‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أكعية‬
‫مدكرة‬

‫‪251‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫كجوه‬
‫‪1‬‬ ‫ركؤس‬
‫متقابلة‬
‫‪3‬‬ ‫سباثيل‬
‫نصفية‬
‫‪)2+(2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ربة نصر‬
‫‪1‬‬ ‫حربقراط‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫عقباف‬

‫إف زخرفة اإلكليل مألوفة يف األيقنة اإلغريقية‪-‬الركمانية كاؼبسيحية (خاصة ضمن السياؽ‬
‫اعبنائزم)‪ ،‬لكنها غَت حاضرة بالوتَتة ذاهتا يف الزخرفة اؼبعمارية السكنية‪ ،‬أك على األقل ليس‬
‫سجل‬‫بشكلها اؼبنحوت‪ .‬يبلحظ أيضان أف ىذه الزخرفة نادرة يف منطقة مشاؿ سورية‪ ،‬إذ دل ت ٌ‬
‫إال بعض األمثلة العائدة إذل الفًتة الركمانية كالبيزنطية‪ :‬شوىد اثناف منها على مدخلي مدفنُت‬
‫ككاحد داخل معبد كطبسة أمثلة على أبواب البيوت‪ .121‬يف اؼبقابل‪ ،‬تنتشر الزخرفة اؼبشتقة‬
‫منها‪ :‬الصليب أك الطغراء اؼبنقوشة داخل دائرة مزخرفة نوعان ما‪ ،‬بشكل أكرب يف منطقة مشاؿ‬
‫سورية ‪ ،122‬بينما تشاىد أمثلة مشاهبة ألمثلة منطقة جنوب سورية يف دكر العبادة كالبيوت‬
‫يف فلسطُت ‪ :123‬خاصة األكاليل اليت ترافقها غصينات الكرمة‪ .124‬يبدك أف ىذه الزخرفة‬
‫اؼبركبة ( اليت ذبمع بُت اإلكليل كغصينات الكرمة) ىي خاصية سبيٌز اؼبنطقة‪ ،‬كقد انتشرت يف‬
‫فلسطُت بدءان من اغبقبة اؽبَتكديانية‪.125‬‬
‫بغض النظر عن إشكاليات الرمزية اليت سنناقشها فيما بعد‪ ،‬نبلحظ أف الزخرفة األيقونية‬
‫اؼبؤلفة من اإلكليل كعقدة ىرقل كغصينات الكرمة (أك األشرطة) كما ربملو عادة من زخارؼ‬
‫داخلها دارجة جدان يف اؼبنطقة‪ ،‬لكن من الصعب دراستها من ناحية األسلوب لسببُت‪ :‬األكؿ‬
‫ىو عدـ قباحنا يف التوصل إذل معرفة تاريخ اؼبباشل ال من خبلؿ النقوش كال حىت أثريان‪،‬‬
‫كالسبب الثاشل ىو االختبلؼ الكبَت يف طريقة كبت ىذه الزخارؼ‪ .‬سنجازؼ إذا ما حاكلنا‬
‫التقصي عن تطور ىذه الزخرفة باالعتماد على اختبلؼ األشكاؿ من مسكن آلخر‪ ،‬ككل ما‬
‫نستطيع فعلو ىو لفت االنتباه إذل بعض األمور‪ :‬تعترب األكاليل اؼبنحوتة على ساكف مبٌت‬
‫فسر على أنو مسكن الستقباؿ الضيوؼ) اؼبثاؿ الوحيد العائد إذل القرف الثاشل‬ ‫قنوات (الذم ٌ‬
‫اؼبيبلدم بكل تأكيد (‪125 -124‬ـ) ‪ ،126‬لكن يبلحظ أنو مت تطريق األكاليل بالكامل‬
‫يبق على جانيب الساكف سول كرقة كرمة‪ .‬يشاىد مثاؿ آخر يف بصرل على ساكف‬ ‫كدل ى‬

‫‪252‬‬
‫الباب الكبَت احملفوظ يف مكانو كاؼبفتوح على الطريق الشرقي الغريب الواقع جنويب جامع‬
‫‪127‬‬
‫مطرؽ بشكل ـبيٌب لآلماؿ‪ .‬كفقان ؼبا أكدتو نقوش عيثر عليها يف الشارع‬ ‫عمر ‪ ،‬لكنو ٌ‬
‫الشمارل‪-‬اعبنويب قبل بضع سنوات‪ ،128‬يعود ىذا الباب كاألركقة كصف الدكاكُت اجملاكرة لو‬
‫إذل اغبقبة السيفركسية‪ .‬زيٌن الباب بزخرفة تضم إكليبلن مركزيان (مازاؿ بإمكاننا سبييز باقاتو‬
‫الورقية نوعان ما) كأكراؽ شجر كردبا شبرات تُت تغطي أجزاء الساكف اعبانبية؛ لكننا دل نتمكن‬
‫من سبييز ما تبقى من الزخرفة‪ ،‬إذ إهنا مطٌرقة بالكامل كدل يبق منها إال كرقة كاحدة‪ ،‬ردبا ىي‬
‫كرقة أقنثة‪.‬‬
‫عيثر يف بصرل أيضان على ساكف (ردبا كاف مصدره مدفن معبدم)‪ ،‬أعيد استيدامو يف‬
‫القلعة‪ ،‬لكنو مازاؿ ؿبتفظان بزخرفتو (اللوحة ‪ .)91 :12‬يشاىد على أفاريز الساكف‪،‬‬
‫اؼبشاهبة ألفاريز أبواب حوانيت بصرل‪ ،‬إكليل بارز مؤلف من باقات كرقية ذبمعها كبشونة‬
‫كبَتة يف الوسط‪ .‬كفقان للمعايَت األسلوبية‪ ،‬يعود الساكف السابق ككذلك سواكف اؼبسكن‬
‫رقم ‪ 1‬يف ذكَت إذل القرف الثالث اؼبيبلدم بكل تأكيد (اللوحة ‪ ،)111 :14‬إذ إهنا مزينة‬
‫بنموذج اإلكليل نفسو ذم الباقات الورقية كالكبشونة اؼبركزية البارزة كاؼبنحوتة بإتقاف ‪.‬تيشاىد‬
‫األمثلة األكثر شبهان هبذا اؼبثاؿ‪ ،‬لكن دكف أف تكوف مطابقة لو سبامان‪ ،‬يف اؼبسكنُت رقم ‪1‬‬
‫كرقم ‪ 2‬يف ألبل (اللوحة ‪ 24 :4‬ك ‪ 25‬كاللوحة ‪ )71 :10‬كيف اؼبسكنُت رقم ‪ 3‬ك رقم ‪4‬‬
‫يف كفر ناسج (اللوحة ‪72 :10‬ك‪ )73‬ككذلك يف اؼبسكنُت رقم ‪ 11‬كرقم ‪ 19‬يف ؿبجة‬
‫(اللوحة‪ .)76 :11‬ليس ىذا فحسب‪ ،‬إذ شوىدت أكاليل مشاهبة لو يف لوحات اؼبوزاييك‪،‬‬
‫كلوحة الغامات اؼبكتشفة يف اؼببٌت اؼبوجود أسفل كاتدرائية أفاميا كالذم يعود تارىبو إذل الربع‬
‫الثالث من القرف الرابع اؼبيبلدم‪.129‬‬
‫إذان‪ ،‬استمر استيداـ ىذا النموذج التقليدم من األكاليل لفًتة طويلة جدان يف أيقنة اؼبنطقة‬
‫العائدة إذل الفًتة اإلمرباطورية‪ ،‬لكن من الصعب اعبزـ يف ما إذا كانت النماذج البسيطة‪،‬‬
‫تعرب عن تطور األشكاؿ أـ أهنا منحوتة‬ ‫كتلك اؼبوجودة يف معربا (اللوحة‪ 81 :11‬ك‪ٌ ،)80‬‬
‫بيد ناحتُت عديبي اػبربة‪ .‬تشبو طريقة كبت اإلكليل اؼبشاىد على يبُت الباب اؼبعاد‬
‫استيدامو شرقي جامع عمر يف بصرل طريقة كبت األكاليل اؼبشاىدة يف قرية معربا اليت تبعد‬
‫بضعة كيلو مًتات فقط عن بصرل‪ ،‬كيبدك أف غياب الباقات الورقية اؼبصورة بواقعية أك تلك‬

‫‪253‬‬
‫ص ٌور إكليل اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة على شكل‬ ‫اؼبنمنمة قد ترافق مع فًتة انقطاع األيقنة‪ .‬ي‬
‫طوؽ معدشل ؾبدكؿ دبيدالية مركزية كمشبك‪ ،‬تربط طرفيو عقدة ىرقل‪ .130‬يف اؼبقابل‪ ،‬دل تعد‬
‫األكاليل اؼبوجودة على سواكف اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف ؿبجة (اللوحة ‪ )82 :12‬ككذلك تلك‬
‫اؼبوجودة يف كفر مشس (اللوحة‪ )74 :11‬مكونة من الباقات الورقية لكنها مازالت ؿبتفظة‬
‫بعقدة ىرقل‪ .‬يبكننا استنتاج التصنيف الزمٍت ألمثلة اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة بسهولة‪ ،‬إذ‬
‫يشاىد صليب على عضادة القوس يف القاعة الرئيسية (‪ .)002‬يكبت الصليب داخل إكليل‬
‫مشابو إلكليل موجود يف كنيسة القديس جورج (يف إزرع) اؼبؤرخ ؽبا يف العاـ ‪515‬‬
‫ـ‪(131‬اللوحة ‪ ،)97 :13‬لكن ىذا اإلكليل منحوت فوؽ تاج عضادة القوس اؼبشدكؼ‬
‫كليس على بطنية كتفو‪ :‬كما ىو حاؿ مثاؿ مسكن ؿبجة‪ .‬شوىدت أكاليل أخرل على‬
‫شكل حلية ؾبدكلة مشاهبة سبامان ألمثلة ؿبجة على بعض لوحات اؼبوزاييك‪ :‬كلوحات كنيسة‬
‫دير الصمايدية يف األردف‪. 132‬‬
‫‪ -2‬الزخارف النباتية‪:‬‬
‫أ‪-‬غصينات الكرمة‪:‬‬
‫غالبان ما تًتافق غصينات الكرمة مع زخرفة اإلكليل يف اؼبساكن‪ .133‬شاىدنا يف بعض‬
‫اغباالت االستثنائية أغصاف كرمة (أك باألحرل غصينات كرمة) منحوتة على األفاريز (اللوحة‬
‫‪ )61 :9‬أك على السطوح اؼبستوية (لينا اللوحة ‪ :10‬جػ)‪.‬‬
‫كما ىو حاؿ األكاليل‪ ،‬ىبتلف إتقاف كبت غصينات الكرمة بشكل كبَت بُت مسكن كآخر‬
‫كبُت قرية كأخرل‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬يبكننا التمييز بُت األنواع اؼبيتلفة ؽبذه الزخرفة من خبلؿ‬
‫االعتماد على بعض الصفات اػباصة‪ :‬نوع الربكز (قوم أـ ضعيف‪ ،‬سطحو ؿبدب أـ‬
‫مستو)‪ ،‬شكل الغصينات (مستقيمة أـ متعرجة أـ منحنية األطراؼ)‪ ،‬شكل األكراؽ‬
‫(كاضحة اؼبعادل أـ منمنمة)‪ ،‬شكل حبات العنب (متطاكلة أـ مدكرة أـ منمنمة‪ ،‬ؾبتمعة‬
‫ضمن عنقود أـ على شكل بضع حبات صغَتة)‪ ،‬شكل العطفة أك اإلضافات ذات‬
‫األشكاؿ النباتية اليت ال عبلقة ؽبا بالكرمة‪.‬‬
‫يف البداية‪ ،‬هبب التنويو إذل أف األشكاؿ اؼبشاىدة داخل ىذه اؼبساكن ال تشبو أغصاف أك‬
‫غصينات الكرمة اػباصة بأمثلة اؼبنطقة (جبل العرب بشكل خاص) العائدة إذل القرف األكؿ‬

‫‪254‬‬
‫قبل اؼبيبلد كالقرف األكؿ اؼبيبلدم ‪ ،134‬كال حىت األشكاؿ اؼبتطورة الواقعية كالبارزة اؼبوجودة‬
‫داخل دكر العبادة الكبَتة العائدة إذل هناية القرف األكؿ كالقرف الثاشل اؼبيبلديُت يف اؼبنطقة‬
‫ذاهتا‪ .135‬تظهر كل األمثلة احملفوظة تقريبان كفق أشكاؿ مبسطة بدرجات متفاكتة‪ ،‬حىت أهنا‬
‫تقارب الفن الشعيب أحيانان‪ .‬يبلحظ أف كل غصينات ىذه اجملموعة متعرجة أك ؿبنية األطراؼ‬
‫باستثناء مثاؿ كاحد (اللوحة ‪ .)85 : 12‬تكوف الزخرفة يف بعض األمثلة كاضحة الربكز‬
‫كبسطوح ؿبدبة‪ :‬غصينات الكرمة اؼبوجودة على باب فناء "قصر" ألبل (ستانزؿ‪ ،‬الشكل‬
‫‪ )16‬كالغصينات اؼبوجودة على إحدل صنجات قوس القاعة الرئيسية يف "قصر" ألبل‬
‫(اللوحة ‪ .24 :4‬يف اؼبثاؿ األخَت ‪ ،‬نستطيع سبييز أكراؽ الكرمة كعناقيد العنب ذات اغببات‬
‫الطويلة اؼبنفصلة عن بعضها البعض‪ .‬يضاؼ إذل ىذه اجملموعة أمثلة أخرل عن زخارؼ أكثر‬
‫إتقانان كأكثر تعرجان تيشاىد على الصنجة الثانية يف اعبانب اؼبقابل لقوس القاعة الرئيسية يف‬
‫ألبل (اللوحة ‪ )25 :4‬كعلى ساكفي كفر ناسج (اللوحة ‪ )73 :10‬كؿبجة (اللوحة ‪: 12‬‬
‫‪ ،)82‬حيث ترتص حبات العنب الصغَتة اؼبدكرة داخل العناقيد‪ ،‬كتظهر األكراؽ على شكل‬
‫براعم‪.‬‬
‫تنتمي كل األمثلة األخرل إذل ؾبموعة ثانية أكرب عددان من اجملموعة األكذل تتميز زخارفها‬
‫قليلة الربكز بسطحها اؼبستوم نوعان ما كبسوقها اليت تكوف ؾبدكلة يف بعض األحياف‪ ،‬أك‬
‫باألحرل تكوف كل ساقُت ملتفتُت على بعضهما‪ .136‬بدكرىا‪ ،‬تظهر األكراؽ منمنمة إذل حد‬
‫كبَت بل إهنا غَت كاضحة اؼبعادل‪(137‬باستثناء مثاؿ كاحد (الشكل‪ ،))2‬أما حبات العنب‬
‫فهي إما متطاكلة‪ 138‬أك مدكرة (اللوحة ‪ 76 :11‬كاللوحة ‪ 83 :12‬ك‪ )85‬لكنها مرتصة‬
‫دائمان كمنمنمة كتنتهي بعض عطفاهتا بالتفافات مسطحة‪.139‬‬
‫يتبُت لنا من خبلؿ طريقة معاعبة غصينات الكرمة أف زخارؼ "قصر" ألبل غَت متجانسة من‬
‫ناحية األسلوب‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬ييبلحظ ذبانس الزخارؼ اليت تزين ساكف‬
‫الواجهة كصنجات العقد (العائدة إذل اغبقبة اؼبسيحية) يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة ‪.140‬‬
‫ربمل زخارؼ غصينات الكرمة اؼبوجودة يف اؼبسكنُت رقم ‪ 2‬كرقم ‪ 8‬يف نول (اللوحة ‪:5‬‬
‫‪ 31‬كاللوحة ‪ )79 :11‬بعض الصفات اؼبشًتكة مع زخارؼ اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة‪،‬‬
‫كيبلحظ امتداد العناصر النباتية كتباعدىا يف أمثلة اؼبسكن رقم ‪( 7‬اللوحة ‪)83 :12‬‬

‫‪255‬‬
‫كاؼبسكن رقم ‪( 11‬اللوحة ‪ )76 :11‬ككذلك اؼبسكن رقم ‪(14‬اللوحة ‪ )85 :12‬يف ؿبجة‬
‫كاؼبسكن رقم ‪ 9‬يف نول (الشكل ‪.)9‬‬
‫كما ىو حاؿ األكاليل‪ ،‬يبكن إجراء مقارنة بُت زخارؼ الكرمة اؼبشاىدة يف اؼبنطقة (اللوحة‬
‫‪ )103 ،100 ،99 ،96 ،94 :13‬لكن دكف التوصل إذل معرفة تارىبها الدقيق‪ .‬نستثٍت‬
‫ىذه اؼبرة أيضان زخرفة تاج العضادة اؼبوجودة يف كنيسة القديس جورج يف إزرع ( اللوحة ‪:13‬‬
‫‪ ،)97‬اليت تعطينا فكرة عن حالة تطور زخرفة غصينات الكرمة يف بداية القرف السادس‬
‫اؼبيبلدم‪ ،‬فالعنصر النبايت ىنا قليل الربكز كمنمنم‪ ،‬كىو يشبو مثاؿ ساكف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف‬
‫ؿبجة‪.141‬‬
‫ب‪ -‬األكراؽ اؼبنتصبة كسعفات النييل‪:‬‬
‫باإلضافة إذل األكاليل اليت تزين السواكف‪ ،‬تعترب سعفات النييل كأكراؽ األقثنة اؼبشاىدة‬
‫على زكايا األسقف الزخارؼ األكثر انتشاران يف مساكن اؼبنطقة الكبَتة‪.‬‬
‫تزين أكراؽ األقثنة اؼبنتصبة كسعفات النييل أربعة عناصر معمارية‪ :‬سواكف األبواب كركائز‬
‫أفاريز النوافذ كأطناؼ األسقف كتيجاف العضادات (بشكل استثنائي)‪.‬‬
‫بشكل عاـ‪ ،‬تشاىد سعفات النييل على السواكف إذل جانب اإلكليل اؼبركزم (من‬
‫اعبهتُت) ‪( ،‬اللوحة ‪ 80 :11‬كاللوحة ‪ )84 :12‬كعلى تيجاف العضادات (لينا‪ ،‬اللوحة ‪8‬‬
‫جػ الشكل العلوم)‪ ،‬بينما تشاىد أكراؽ األقثنة على بطنيات ركائز الظيلىل (الشكل‪ .)8‬يف‬
‫اؼبقابل‪ ،‬تشاىد الزخرفتاف على حد سواء على األطناؼ الزكاية يف األسقف‪.142‬‬
‫كما ىو حاؿ العناصر النباتية األخرل‪ ،‬مت تصوير ىذه العناصر بأساليب ـبتلفة جدان‬
‫كجبمالية عالية عادة‪ :‬سواءن ظهر العنصر بشكلو النبايت نسبيان (اللوحة ‪ ،46 :7‬لينا اللوحة‬
‫ص ٌورت أكراؽ األقنثة‬
‫‪ 10‬ب الصورة الثانية) أك بشكلو اؽبندسي (اللوحة ‪ 44 :7‬ك‪ .)45‬ي‬
‫اؼبوجودة يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج يف غاية البساطة حبيث بدت كالريش‪ ،‬كىي تشبو‬
‫األكراؽ اؼبشاىدة على سبلؿ التيجاف الكورنثية العائدة إذل الفًتة اؼبسيحية األكذل يف منطقة‬
‫مشاؿ سورية‪ .143‬تتميز كرقة األقنثة اؼبشاىدة يف مسكن كفر ناسج (اللوحة ‪)45 :7‬‬
‫بااللتفافات اؼبسطحة ذاهتا اليت تزين بعض غصينات الكرمة‪ :‬غصينات اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف‬
‫ؿبجة ككذلك اؼبسكنُت رقم ‪ 2‬كرقم ‪ 8‬يف نول‪ .144‬يف اؼبقابل‪ ،‬تتميز أكراؽ األقثنة اؼبسطحة‬

‫‪256‬‬
‫اؼبشاىدة يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف خربة غزالة بعركقها الرفيعة اؼبعاد حفرىا كبعركاهتا مثلثية‬
‫الشكل (اللوحة ‪ )43 ،42 :7‬كىي تشبو تلك اليت تزين تيجاف أعمدة كنيسة قلب اللوزة‬
‫(القرف اػبامس اؼبيبلدم)‪ .145‬على الرغم من الدخاف األسود الذم يغطي أكراؽ األقنثة‬
‫كسعفات النييل يف زكايا أسقف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف خربة غزالة (قاعة القوس ‪،)004‬‬
‫نستطيع القوؿ بأهنا منحوتة باألسلوب ذاتو اؼبتبع يف كبت أكراؽ اؼبسكن رقم ‪ 1‬اؼبذكور آنفان‪.‬‬
‫كذلك ىو حاؿ زخارؼ مساكن ؿبجة‪ ،‬إذ إهنا منحوتة كفق األسلوب اؼبنهجي ذاتو اػباص‬
‫بالفًتة اؼبسيحية األكذل‪ ،146‬حىت كلو كانت أكراقها أكثر لبية‪.‬‬
‫جػ‪ -‬الوريدات‪:‬‬
‫تصور الوركد اؼبفردة أماميان‪ ،‬لكن عددىا قليل مقارنة مع‬
‫تسمى كريدات كل الزخارؼ اليت ٌ‬
‫الزخارؼ السابقة كىي أكثر ما تصادؼ على األبواب‪ ،‬حيث تنحت بشكل متناظر على‬
‫أطراؼ السواكف (اللوحة ‪ :12‬من ‪ 86‬إذل ‪ .)88‬تشاىد الوريدات أيضان داخل األكاليل‬
‫(اللوحة ‪ 69 :10‬ك‪ )70‬كعلى صنجات العقود (اللوحة ‪ 31 :5‬كاللوحة‪ )77 :11‬كعلى‬
‫أطناؼ األسقف‪ ،147‬ككذلك على نيضد الركاؽ (يف بعض األمثلة النادرة) كركاؽ كاجهة‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف كفر مشس؛ كما يبكن مشاىدهتا على إطر اؼبشاكي (اللوحة ‪)65 :9‬‬
‫كعلى فقرات القناطر (ستانزؿ اللوحة ‪ :4‬ب)‪ .‬لوحظ يف بعض األمثلة أنو مت كبت الوريدات‬
‫داخل صلباف معقوفة‪ ،‬يكبتت بدكرىا فوؽ إفريز (اللوحة ‪ 62 :9‬كستانزؿ الشكل‪ )5‬أك فوؽ‬
‫سطح مست وو (الشكل‪148)9‬؛ ىذا فبا هبعلنا أماـ قائمة من األشكاؿ اليت استيدمت يف‬ ‫و‬
‫فًتات ؿبددة‪ .‬عادة ما تًتافق زخرفة الوريدات مع األكاليل كقد تًتافق أيضان مع زخرفة الغاما‬
‫الز ٌاكية (كما سنرل الحقان ) (اللوحة ‪.)119 :15‬‬
‫كما ىو حاؿ أنواع الزخارؼ النباتية األخرل‪ ،‬خضعت زخرفة الوريدات اؼبشاىدة داخل‬
‫اؼبساكن اؼبدركسة إذل درجات متفاكتة من مبنمة (تبسيط) األسلوب‪ .‬استيدمت الوريدات‬
‫كصورت بأشكا وؿ ىندسية (نوعان ما) يف‬ ‫بشكل كبَت ضمن الزخرفة اؼبعمارية يف اؼبنطقة‪ٌ ،‬‬
‫اؼبباشل العائدة إذل فًتة ما قبل الواليات (بُت القرنُت األكؿ قبل اؼبيبلد كاألكؿ اؼبيبلدم)‪،‬‬
‫كبأشكاؿ نباتية أكثر كاقعية يف اؼبباشل العامة الكبَتة العائدة إذل اغبقبتُت األنطونية‬

‫‪257‬‬
‫كالسيفركسية؛ لكن مهما كانت أشكاؽبا‪ ،‬فإهنا كلها مشتقة من أشكاؿ موجودة سابقان‪.‬‬
‫نستعرض فيما يلي األشكاؿ األكثر سبيزان‪:‬‬
‫‪ -‬الوريدات اؼبؤلفة من أربع بتبلت أك كريقات متصبعة منحوتة داخل مربع‪.149‬‬
‫‪ -‬الوريدات اؼبؤلفة من بتبلت مدكرة ؿبدبة‪ 150‬أك مقعرة‪.151‬‬
‫‪ -‬الوريدات اليت تأخذ بتبلهتا شكل القلب (الشكبلف ‪ 2‬ك‪ 9‬كاللوحة‪.)69 :10‬‬
‫‪ -‬الوريدات اؼبؤلفة من بتبلت ملتفة منحوتة داخل دائرة (الشكل ‪.152(9‬‬
‫دكرة ذات البتبلت اؼبتبلصقة (لينا‪ ،‬اللوحة ‪ 8‬جػ ‪ ،‬الصورة الثانية(‪.‬‬‫‪ -‬الوريدات اؼب ٌ‬
‫‪ -‬الوريدات اؼبقتصرة على زر مركزم كدائرة مقسمة إذل أقساـ صغَتة‪.153‬‬
‫‪ -‬الوريدات اؼبؤلفة من ست بتبلت مستدقة منحوتة داخل دائرة ( اللوحة ‪ ،74 :11‬اللوحة‬
‫‪109 :14‬ك‪)110‬‬
‫تعترب زخرفة الوريدات ذات البتبلت الست اؼبستدقة اؼبنحوتة داخل دائرة كاحدة من أقدـ‬
‫صورت على شكل قبمة بست فركع على بعض‬ ‫الزخارؼ اؼبستيدمة يف اؼبنطقة‪ ،‬كقد ٌ‬
‫تتكرر مشاىدة ىذه الوريدة اؼبرسومة بالفرجار على‬ ‫ي‬ ‫عناصر إيببل اؼبعمارية الزخرفية‪.154‬‬
‫اؼبعاظم (صناديق تدفن فيها عظاـ اؼبوتى( كعلى السواكف كلوحات اؼبوزاييك العائدة إذل‬
‫القركف اؼبيبلدية األكذل يف فلسطُت‪ ،155‬كقد ربولت يف اغبقبة اؼبسيحية إذل طغراء منحوتة‬
‫(اللوحة ‪.)134 :17‬‬
‫تؤكد بعض األمثلة اؼبشاىدة يف كل من تدمر‪ 156‬كبعلبك ‪ 157‬كالقدس‪ 158‬انتشار الوريدة‬
‫اؼبلتفة البتبلت مع هناية القرف األكؿ اؼبيبلدم‪ ،‬لكن على كبو بسيط‪ ،‬كقد استمر استيدامها‬
‫يف اؼبنطقة مع أشكاؿ أخرل من الوريدات خبلؿ اغبقبة األمرباطورية (اللوحة ‪.159)91 :12‬‬
‫بدكرىا‪ ،‬تشاىد الوريدات ذات البتبلت اؼبتصبعة اؼبنحوتة داخل مربع كالوريدات ذات‬
‫البتبلت اؼبدكرة كاحملدبة‪ ،‬ككذلك الوريدات اليت تأخذ بتبلهتا شكل القلب (اؼبشتقة من‬
‫الوريدات ذات البتبلت مكفوفة اغبواؼ) يف مباشل اؼبنطقة العامة الكبَتة العائدة إذل الفًتة‬
‫االمرباطورية‪160‬كيف مساكن يف قرل أخرل أيضان (اللوحة ‪ 90 :12‬كاللوحة ‪)106 :14‬؛‬
‫كىي تنتمي إذل اجملموعة الزخرفية الركمانية األكثر انتشاران‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬ال تشاىد الوريدات البسيطة اؼبقتصرة على دكائر مقسمة إذل أقساـ صغَتة‬
‫(اللوحة ‪ 86 :12‬كاللوحة ‪ )108 :14‬إال يف مباشل اؼبنطقة ذات النموذج اؽبلنسيت اؼبتأخر‪،‬‬
‫لكن كفق شكل ـبتلف قليبلن‪161‬؛ ككذلك يف اؼبساكن العائدة إذل الفًتة الركمانية اؼبتأخرة أك‬
‫إذل الفًتة البيزنطية‪ ،‬لكننا دل نتأكد من استمرارية ىذا النموذج بُت الفًتتُت السابقتُت‪.‬‬
‫‪ -3‬الزخارف الهندسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬عقدة سليماف‪:‬‬
‫تشاىد ىذه الزخرفة على الطرؼ األيسر لساكف يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف خربة غزالة (‬
‫اللوحة ‪ )112 :14‬يف مكاف كاف يتوقع أف يشاىد عليو كريدة‪ ،‬إذ أف الساكف ذاتو‬
‫وبمل كريدة على طرفو األيبن (اللوحة ‪)106 :14‬؛ كما تشاىد (بشكلها الذم يشبو‬
‫الصليب إذل حد بعيد) داخل زخرفة الصلباف اؼبعقوفة اؼبنحوتة على بطنية كتف عقد يف‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف نول (اللوحة ‪ .)32 :5‬دل تيشاىد ىذه الزخرفة على أم عنصر من‬
‫العناصر اؼبعمارية ؼبباشل اؼبنطقة العامة كالدينية العائدة إذل القركف األكذل من العهد‬
‫اإلمرباطورم‪ ،‬لكنها دارجة على أرضيات اؼبوزاييك اػباصة بالكنائس (اللوحة ‪:14‬‬
‫‪ .)113‬يقوؿ ب‪ .‬دكنسيل‪ .‬فوت )‪" :162 (P.Donceel-Voute‬تضطلع عقدة‬
‫سليماف }‪{.....‬بوظيفة مشاهبة لوظيفة بعض الصلباف }‪ {.....‬اليت تشَت إذل كجود‬
‫مدخل"‪ .‬على األرجح‪ ،‬ربمل ىذه العقدة الصليبية الشكل‪ ،‬اليت يًتافق كجودىا منهجيان‬
‫مع األبواب‪ ،‬قيمة تعويذية‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلكليل اجملدكؿ‪:‬‬


‫نشاىد مثاالن عن ىذا اإلكليل (يؤطر كردة) على الطرؼ األيبن لساكف يف اؼبسكن رقم‬
‫‪ 19‬يف ؿبجة (اللوحة ‪ .)114 :15‬كما ىو حاؿ الزخرفة السابقة‪ ،‬ال تشاىد زخرفة‬
‫اإلكليل اجملدكؿ على العناصر اؼبعمارية اػباصة دبباشل اؼبنطقة العائدة للقركف األكذل للعهد‬
‫اإلمرباطورم‪ ،‬لكنها تظهر بأشكاؽبا اؼبيتلفة على موزاييك األرضيات (اللوحة ‪:15‬‬
‫‪ )115‬ككذلك ضمن الزخرفة اؼبعمارية العائدة إذل اغبقبة اؼبسيحية‪.163‬‬

‫‪259‬‬
‫ج‪ -‬اؼبربعات اؼبًتاكبة‪:‬‬
‫تيشاىد على الطرؼ األيسر لنفس الساكف اؼبوجود يف ؿبجة (اللوحة ‪)116 :15‬‬
‫كريدة كبتت داخل ثبلث مربعات مًتاكبة‪ ،‬كما يشاىد على بطنية كتف العقد يف غرفة‬
‫اغبجلة يف اؼبسكن رقم ‪ 8‬يف نول مثاؿ أكثر تعقيدان‪ :‬إكليل من الصلباف اؼبعقوفة يكبت‬
‫داخلو مربعاف مًتاكباف يؤطراف كريدة (اللوحة ‪.164)28 :4‬‬
‫كما ىو حاؿ الزخارؼ السابقة‪ ،‬ال تشاىد ىذه الزخرفة يف اؼبباشل العائدة إذل القركف‬
‫األكذل من العهد اإلمرباطورم‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬أشار أ‪.‬مشيدت‪-‬كولينيو (‪A.Schmidt-‬‬
‫‪ )Colinet‬إذل استيدامها ضمن الزخرفة اؼبعمارية كعلى اؼبنسوجات‪ ،‬كقد استشهد‬
‫على ذلك بأمثلة تدمرية‪( 165‬اللوحة ‪117 :15‬ك‪ .)118‬انتشر استيداـ ىذه الزخرفة‬
‫يف كل العادل الركماشل بدءان من النصف الثاشل من القرف الثاشل اؼبيبلدم‪ :‬سواءن على‬
‫العناصر اؼبعمارية أك على اللوحات اعبدارية كلوحات اؼبوزاييك‪ ،166‬لكنها تعود إذل ما‬
‫قبل القرف الثاشل‪ .‬على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬عيثر على أمثلة أكثر قدمان يف دكرا أكركبوس كيف نيسا‬
‫كمت تفسَتىا‪ ،‬ضمن ىذا السياؽ‪ ،‬على أهنا رمزان للكوف‪ .167‬قد تشاىد زخرفة اؼبربعُت‬
‫اؼبًتاكبُت يف العمارة الدينية اؼبسيحية أيضان‪ :‬على ساكف باب "دير" عيبَت العائد إذل‬
‫اغبقبة اؼبسيحية يف منطقة جنوب سورية ‪ ،168‬كيف كنائس منطقة مشاؿ سورية (مع‬
‫صليب ؿبفور يف داخلها) ‪.169‬‬
‫د‪ -‬زخارؼ الغامات أك زخرفة "الكوس"‪:‬‬
‫تزين ىذه الزخارؼ (اليت تأخذ شكل الكوس) أطراؼ السواكف (اللوحة ‪)119 :15‬‬
‫أك زكايا األسقف‪ ،‬كىي عادة ما تًتافق مع كريدات أك مع أشكاؿ دائرية‪ .‬يشاىد على‬
‫سقف غرفة اغبجلة يف اؼبسكن رقم ‪ 9‬يف نول زخرفة مركبة مؤلفة من إكليل مركزم‬
‫كغصينات كرمة على اعبانبُت‪ -‬كما ىو حاؽبا على السواكف‪ -‬كمن صلباف معقوفة‬
‫ضمن زخرفة سطحية تضم بدكرىا غامات ككريدات يف زكاياىا‪ .‬يبلحظ أف ىذه الزخرفة‬
‫معكوسة يف أحد اعبانبُت بسبب إعادة تركيبها (الشكل ‪ .)9‬عثرنا يف ش ٌقا على مسكن‬
‫(سقفو ؿبفوظ بشكل استثنائي) تعود زخرفتو اؼبعمارية إذل النصف الثاشل من القرف الثالث‬
‫اؼبيبلدم على األرجح‪ .‬زيٌن سقف ىذا اؼبسكن بإكليل من الباقات الورقية يف اؼبركز‬

‫‪260‬‬
‫كبأربع زخارؼ غامات (غَت مًتافقة بأشكاؿ دائرية) يف الزكايا (الشكل ‪ .)6‬يش ٌكل‬
‫اؼبثاؿ السابق حالة استثنائية كما ذكرنا سابقان‪ ،‬إذ نادران ما تكوف زخارؼ السقف ؿبفوظة‬
‫كمن ضمنها الغامات‪ ،‬لكن اؼبنطقة تضم العديد من السواكف اؼبزينة بغامات منحوتة‬
‫على جانيب إكليل مركزم أك صليب معقوؼ أك زخرفة شبو دائرية من الصعب ربديد‬
‫ماىيتها ( اللوحة ‪ :15‬من ‪ 119‬إذل ‪ ،)123‬أك حىت على جانيب خرطوشة ربمل‬
‫نقشان‪.170‬‬
‫يقوؿ أ‪ .‬مشيدت‪-‬كولينيو )‪ :171 (A.Schmidt-Colinet‬كانت زخارؼ الغاما‬
‫كاإليتا دارجة على اؼبعاطف بُت القرنُت األكؿ كالثالث اؼبيبلديُت‪ .172‬يف اغبقيقة‪ ،‬ما زاؿ‬
‫معٌت ىذه الزخارؼ غامضان‪ ،‬لكن ييعتقد بأهنا متعلقة بأمور طقسية‪ .‬دائمان ما تظهر‬
‫زخارؼ الغامات اؼبًتافقة مع األشكاؿ دائرية بشكل متناظر على الزكايا األربع ؼبربع‬
‫زخريف‪ ،‬كيبدك أهنا مرتبطة بقطع النسيج اؼبستيدمة كمعاطف أك شاالت بشكل رئيسي‬
‫‪(173‬اللوحة ‪ .)125 :16‬شوىدت ىذه الزخرفة أيضان على لوحة اؼبوزاييك اليت تبلط‬
‫األرضية العائدة إذل السوية الوثنية (الربع الثالث من القرف الرابع اؼبيبلدم) ربت كاتدرائية‬
‫أفامية‪ ،‬فبا يعترب تسجيبلن صادقان ؼبا قد ربملو ىذه الزخرفة اؼبعمارية (كفق ترتيبها اؼبذكور)‬
‫من قيمة رمزية (اللوحة ‪.)126 :16‬‬
‫يشبو الًتتيب الزخريف يف لوحة الفسيفساء الًتتيب اؼبشاىد على الشاؿ اؼبصرم (اللوحة‬
‫‪ ،)125 :16‬إذ يشغل اإلكليل مركز اغبيٌز كيرافقو نقش يتحدث عن ني يذر‪ .174‬حديثان‪،‬‬
‫عيثر على أرضية مبلطة ربمل الًتتيب الزخريف ذاتو (غامات يف الزكايا كزخرفة دائرية يف‬
‫اؼبركز) بالقرب من الدير غريب درعا‪ .175‬إذان‪ ،‬يبلحظ كجود توافق ؿبتمل بُت زخارؼ‬
‫األرضيات كالسقف كبُت زخرفة النسيج اليت ربولت يف ما بعد إذل زخرفة معمارية‪.‬‬
‫ىػ‪ -‬اػبراطيش‪:‬‬

‫‪261‬‬
‫عادة ما تستيدـ اػبراطيش كأطر للنقوش‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬شاىدنا عدة أمثلة عن ىذه‬
‫الزخرفة يف مساكن البثنية‪ :‬خرطوشة ربمل نقشان مسيحيان دبعٌت "إلو أحد" على بطنية‬
‫صنجة العقد يف اؼبسكن رقم يف كفر مشس‪(176‬الشكل‪ ،)12‬كخرطوشتاف ببل نقش‬
‫كبتتا إذل جوار اإلكليل على ساكف‬
‫معاد استيدامو يف ؿبجة (اللوحة ‪:12‬‬
‫‪177)85‬؛ ردبا مت ذبهيز ىذا الساكف‬
‫لنقش شيء ما عليو‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يكبت الشكل‪12‬كفرمشس‪ ،‬نقش يبثل مناجاة اإللو األحد على قاعة‬
‫القوس ‪ 002‬يف اؼبسكن رقم ‪1‬‬ ‫صليب ككريدتاف بارزتاف داخل خرطوشة‬
‫على ساكف ركاؽ اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف‬
‫كفر مشس‪ ،‬فبا يشَت إذل أف ىذه‬
‫الزخرفة تعود إذل اغبقبة اؼبسيحية‪ ،‬كأف اػبرطوشة ليست ؾبرد إطار لنقش ما كإمبا ىي‬
‫أيضان نوعه من أنواع الزخرفة البسيطة‪ :‬كما ىو حاؽبا يف األمثلة اؼبوجودة يف مسكن ذكَت‬
‫الكبَت ( اللوحة ‪.)111 :14‬‬
‫‪ -4‬المواضيع األخرى المنحوتة‪:‬‬
‫أ‪ -‬األعمدة الصغَتة‪:‬‬
‫يزيٌنت أطراؼ بعض السواكف بأعمدة صغَتة منفردة (اللوحة ‪ 83 :12‬كاللوحة ‪:16‬‬
‫‪ 127‬كاللوحة ‪ ،)151 :18‬لكننا دل قبزـ بعد يف ما إذا كاف لتلك األعمدة كظيفة‬
‫أخرل غَت الوظيفة الزخرفية‪ .‬كفقان ؼبا ذكرتو أ‪.‬ن ٌقاش (‪ ،)A. Naccache‬شوىدت مثل‬
‫ىذه األعمدة الصغَتة أيضان يف بعض كنائس منطقة مشاؿ سورية ‪.178‬‬
‫ب ػ اؼبذابح اؼبنحوتة على كتلة حجرية كاحدة (أحادية اغبجر(‪:‬‬
‫يندر كجود ىذه الزخرفة يف اؼبعابد‪ ،‬لكنها شائعة االستيداـ يف اؼبساكن‪ :‬على السواكف‬
‫(اللوحة ‪ )128 :16‬كعضادات األبواب (اللوحة ‪129 :16‬ك‪ 179)131‬ككذلك على‬
‫بطنيات العقود (اللوحة ‪ 132 :16‬أ) ككراسي األعمدة (اللوحة ‪ 132 :16‬ب)‪ .‬عيثر‬
‫يف اؼبنطقة على أمثلة أخرل مشاهبة لزخارؼ اؼبذابح ىذه اليت تزين اؼبساكن‪ ،‬لكنها‬
‫كانت معزكلة عن مكاهنا األصلي‪ ،‬كما ىو حاؿ اؼبثاؿ اؼبنحوت فوؽ ساكف الباب‬

‫‪262‬‬
‫الرئيسي لػ "اؼبعبد‪-‬اعبامع" يف مؤتية (اللوحة ‪ .)130 :16‬يشاىد ضمن ىذا النقش‬
‫معمدة تؤطٌر ( على اعبوانب) مذحبُت صغَتين "متوجُت"‬ ‫البارز اؼبعاد استيدامو قناطر ٌ‬
‫كمذحبُت آخرين أعرض منهما‪ ،‬باإلضافة إذل منصة معبد مركزية يتقدمها درجات تقود‬
‫إليها‪ .‬يبكننا سبييز حجارة البيتيل (‪ )betyl‬اؼبقدسة بوضوح على اؼبنصة‪ ،‬فبا يدفعنا إذل‬
‫كمسبلهتا الثبلث‬
‫ربط ىذه الزخرفة بالديانة النبطية‪ .‬إذان‪ ،‬تيذ ٌكرنا اؼبنصة اؼبركزية بدرجها ٌ‬
‫اؼبصورة على بعض عمبلت بصرل‬ ‫بدكر العبادة النبطية ٌ‬ ‫كعناصرىا البيضوية الشكل‪ ،‬ي‬
‫كدرعا العائدة إذل القرف الثالث اؼبيبلدم‪180‬؛ كقد عيثر على نقش بارز آخر مشابو ؽبا‬
‫أعيد استيدامو قديبان يف الصنمُت‪ .181‬يف اؼبقابل‪ ،‬يوحي كجود القناطر الصغَتة (ككذلك‬
‫شكلها) بأف ىذه النقوش البارزة تعود إذل فًتة الحقة للفًتة النبطية‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬تعرفنا‬
‫على الكثَت من اؼبعابد الوثنية العائدة إذل عهد ما قبل الواليات كإذل عهد الواليات‪ ،‬لكن‬
‫ما زاؿ ىناؾ معابد كثنية أخرل (عائدة إذل فًتات الحقة) دل نتمكن من التعرؼ على‬
‫أشكاؽبا؛ كردبا ىي تش ٌكل استمرارية للمعابد اؼبوجودة أصبلن‪ ،‬أك قد تكوف مبنية بشكل‬
‫ـبتلف‪.‬‬
‫ج‪ -‬الشمعدانات سباعية الفركع ‪( :‬اؼبينورا( ‪Menorah‬‬
‫تش ٌكل ىذه الزخرفة جزءان من أثاث معبد القدس‪ ،‬لكنها نادران ما تشاىد يف منطقة‬
‫جنوب سورية‪ .‬يشكل موقع نول حالة استثنائية‪ ،‬إذ عثر فيو على أكثر من مثاؿ كاف‬
‫أكثرىا سبيزان الشمعداف اؼبنحوت على ساكف باب الدخوؿ إذل اؼبسكن رقم ‪( 2‬بيت‬
‫طوالبة)‪ .‬يشاىد يف مركز ىذا الساكف إكليل من الباقات الورقية تتفرع منو غصينتا كرمة‬
‫كهبانبو مشعداناف مت كبتهما بشكل متناظر على طريف الساكف‪ .182‬عثر يف اؼبوقع نفسو‬
‫على ساكفُت معاد استيدامهما‪ 183‬وبمبلف الزخرفة األيقونية اؼبركبة ذاهتا‪ :‬األكذل بارزة‬
‫(كما ىو حاؿ مثالنا السابق) كالثانية قليلة الربكز‪ .‬شوىدت ىذه الزخرفة أيضان كسط‬
‫زخرفة من الصلباف اؼبعقوفة السطحية اليت تزين ببلطة سقف ‪ ،184‬كما شوىدت‬
‫بأشكاؿ سيئة النحت على كتل حجرية لسواكف كعضادات كأطناؼ‪ .‬حىت كلو كانت‬
‫ىذه الزخرفة (اؼبرتبطة بالدين اليهودم) قليلة االنتشار يف منطقة جنوب سورية‪ ،‬إال إهنا‬
‫منتشرة بشكل كاسع يف فلسطُت‪ :‬سواءن على العناصر اؼبعمارية أك على لوحات‬

‫‪263‬‬
‫اؼبوزاييك‪ .185‬يتميز الشمعداناف اؼبنحوتاف بشكل متناظر على ساكف اؼبسكن رقم ‪2‬‬
‫يف نول حبامليهما القصَتين كبفركعهما اليت تبدم انتفاخات متتابعة‪ ،‬فبا جعلها تبدك‬
‫دبظهر نبايت أكثر من اؼبظهر اؼبعدشل (كما ىو حاؿ فركع مشعدانات قوس تيتوس‬
‫(‪ )Titus‬يف ركما‪ .)186‬يقوؿ ر‪.‬ىاشليلي (‪ :)R. hachili‬إف إضفاء الصفة النباتية‬
‫على الشمعداف‪ ،‬ككذلك ألسنة التعشيق األفقية الرابطة بُت فركعو (اليت نشاىدىا يف‬
‫مثاؿ نول أيضان) ىي من التطورات األسلوبية اليت طرأت على ىذه الزخرفة مع هناية‬
‫القرف الثالث اؼبيبلدم‪.187‬‬
‫د‪ -‬الصلباف كالطغراء اؼبسيحية‪:‬‬
‫تنتشر الصلباف كالطغراء يف بعض القرل (كمحجة ككفر مشس) أكثر من انتشارىا يف‬
‫قرل أخرل (معربا مثبلن)‪.‬‬
‫بدايةن‪ ،‬ال بد من التمييز بُت الصلباف كالطغراء اؼبنحوتة بشكل بارز مقارنة مع سطوح‬
‫اعبدراف اؼبلساء (اللوحة ‪ )134 :17‬كبُت األنواع األخرل الغائرة غالبان‪ ،‬إذ تعترب األكذل‬
‫أصلية حتمان‪ ،‬بينما من اؼبرجح أنو مت إضافة الثانية يف فًتة الحقة للطور األكؿ للمسكن‬
‫كزخرفتو ‪.188‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬تبدك أشكاؿ الصلباف اؼبرفوعة داخل اؼبساكن اؼبدركسة متجانسة نسبيان‪:‬‬
‫صلباف رباعية بسيطة‪ 189‬يكبتت بشكل منفرد أك داخل دائرة أك إكليل‪ .190‬أطٌر العديد‬
‫من ىذه الصلباف (خاصة صلباف ؿبجة) بأطر بارزة تتبع تعرجاهتا (اللوحة ‪:17‬‬
‫‪135‬ك‪ ،)136‬ردبا دبا يتوافق مع تقليد ؿبلي‪.191‬‬
‫تًتافق ىذه الصلباف يف بعض األحياف مع أقراص أك مع دكائر بارزة‪ ،‬كما ىو حاؿ‬
‫الصلباف البسيطة اليت تزين ساكف كنيسة أـ السراب (‪489‬ـ)‪ ،192‬كقد تًتافق أيضان مع‬
‫حبات عنب أك صلباف صغَتة أك حىت زخارؼ ألفا أك أكميغا‪ .193‬يبدك أف أكثر زخارؼ‬
‫الصلباف اؼبوجودة يف اؼبنطقة ىي رباعية الفركع كىذا ما يبيزىا عن الصلباف اؼبتنوعة‬
‫األشكاؿ اؼبستيدمة يف مقربة خربة السمرا بشكل خاص ‪.194‬كذلك األمر‪ ،‬تنتشر‬
‫الصلباف الرباعية اؼبسماة بصلباف ذنب السنونو كالصلباف متشعبة األطراؼ يف منطقة‬
‫جنوب سورية‪ ،‬إال إهنا غَت متقنة النحت يف بعض األحياف‪ .195‬تعترب الصلباف سداسية‬

‫‪264‬‬
‫الفركع (اؼبكونة من الػ ‪ I‬ك الػ ‪ )X‬كاحدة من الرموز اؼبسيحية اؼبركبة أك الطغراء الشائعة‬
‫االستيداـ يف اؼبنطقة (اللوحة ‪ ،)134 :17‬ككذلك ىو حاؿ الصليب شباشل الفركع‬
‫(اؼبكوف من الػ ‪ X‬كالصليب الرباعي)‪ ،‬كدائمان ما نرل ىذه الصلباف منحوتة داخل دائرة‬
‫أك إكليل‪ .196‬يكبتت بعض أمثلة الطغراء النجمية على كب وو و‬
‫سيء للغاية لدرجة أننا بالكاد‬
‫استطعنا سبييزىا (اللوحة ‪ ،)140 :17‬لكن ىذا ال يبنع حتمان من اعتبارىا رمزان مسيحيان‪.‬‬
‫شاىدنا أيضان بعض األمثلة النادرة عن الصليب القسطنطيٍت اؼبؤلف من الػ ‪ X‬ك ‪ ،P‬إال‬
‫إهنا ـبتلفة عن األمثلة الدارجة يف اؼبنطقة‪ ،‬كما ىو حاؿ اؼبثاؿ اؼبنحوت على ساكف‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر مشس (اللوحة ‪ .)110 :14‬من النادر أيضان مشاىدة الصليب‬
‫اؼبنحوت داخل صدفة القديس جاؾ‪.197‬‬
‫تيشاىد الصلباف كالطغراء يف اؼبساكن نفسها‪ ،‬كعلى الكتل اغبجرية ذاهتا‪ :‬الصليب‬
‫الرباعي كالصليب السداسي (‪ X‬ك‪ ) I‬اؼبنحوتاف على ساكف ركاؽ اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف‬
‫كفر مشس (اللوحة ‪ 133 : 17‬ك‪ )134‬كالصليباف اؼبنحوتاف على ساكف باب‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة (لينا‪ ،‬اللوحة ‪ 10‬أ ‪ ،‬الصورة ‪ .)2‬كذلك األمر‪ ،‬تشاىد‬
‫الصلباف كالطغراء يف أماكن تواجد األكاليل‪ ،‬أم على السواكف كبطنيات صنجات‬
‫األقواس الداخلية مث سواكف األركقة كالنوافذ كاؼبشاكي كتيجاف العضادات كأخَتان‬
‫ببلطات السقف‪ .‬يبكن أف نذكر ضمن ىذه اجملموعة مثاالن استثنائيان يتميٌز جبمالية‬
‫خاصة أال كىو النافذة اؼبدكرة اؼبيرمة (اليت تأخذ شكل الصليب اؼبورؽ) فوؽ باب‬
‫اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كرؾ (الشكل‪.198)7‬‬
‫ليس من الصدفة أف تشاىد الصلباف كالطغراء فوؽ العناصر اؼبعمارية االعتيادية اؼبيصصة‬
‫لنحت الزخارؼ‪ ،‬إذ إف معظمها منحوت داخل األكاليل اليت تكوف بدكرىا إما كرقية‬
‫منمنمة أك ؾبدكلة أك على شكل طوؽ من حبات اللؤلؤ أك إهنا مقتصرة على دكائر‬
‫بسيطة‪ .199‬شوىد مثاالف استثنائياف لصليبُت أحدنبا أقل كضوحان من اآلخر‪ :‬يكبت‬
‫األكؿ ربت قنطرة صغَتة منمنمة الشكل ككبت الثاشل فوؽ صدفة‪ ،200‬كما شوىد‪ ،‬يف‬
‫بعض اغباالت النادرة األخرل‪ ،‬صلباف ال وبيط هبا أم شكل (اللوحة ‪.)135 :17‬‬
‫يبلحظ يف اؼبثاؿ األخَت‪ ،‬ككذلك يف مثاؿ آخر يف اؼبسكن ذاتو (اللوحة ‪ )136 :17‬أف‬

‫‪265‬‬
‫قل ما نشاىده يف أماكن أخرل‪ ،‬لكنو‬
‫الصليب مؤطر بإطار بارز كمستمر‪ ،‬كىو تفصيل ٌ‬
‫موجود أيضان يف بيت اعبهماشل رقم ‪ 1‬يف نول‪.‬‬
‫ىػ‪ -‬مصباح معلق‪:‬‬
‫يكبت تصوير ؼبصباح معلق بثبلث حباؿ على ساكف باب يف كرؾ مت تطريق زخرفتو‬
‫بشكل كبَت (الشكل‪ ،7‬اللوحة ‪ .)147 :18‬عادة ما تشاىد ىذه الزخرفة ضمن‬
‫أيقونات دكر العبادة اليهودية‪ 201‬كأيقونات الكنائس‪ ،202‬ككذلك ضمن األثاث األثرم‬
‫اػباص هبما‪.203‬‬
‫ك‪ -‬اؼبزىريات‪:‬‬
‫دل نشاىد إال بعض األمثلة عن ىذه الزخرفة يف مساكن البثنية‪ .‬تيعترب زخرفة اؼبزىرية زخرفة‬
‫مركبة‪ ،‬إذ إهنا تتكوف من اؼبزىرية كمن شتلة الكرمة اليت زبرج منها؛ باستثناء اؼبثاؿ الذم‬
‫أيعيد كبتو على دعامة النافذة اؼبوجودة يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف نول (اللوحة ‪.)152 :19‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬شوىدت زخرفة اؼبزىرية على إطار مشكاة مقوسة يف "قصر" ألبل‪ ،‬حيث‬
‫كبتت أفقيان بشكل مثَت للفضوؿ (اللوحة ‪ ،)148 :18‬كما شوىدت أمثلة أخرل‬
‫منحوتة على السواكف (يف مركزىا أك على أطارفها)‪ ،‬ككذلك على أطر النوافذ‪.204‬‬
‫تغيب ىذه الزخرفة األيقونية عن عدد كبَت من تصاكير الكرمة اؼبوجودة ضمن زخرفة‬
‫اؼبنطقة اؼبعمارية العائدة إذل القرنُت األكؿ كالثاشل اؼبيبلديُت‪ .205‬يف اؼبقابل‪ ،‬نبلحظ أهنا‬
‫دارجة جدان يف لوحات الفسيفساء اػباصة بكنائس سورية كلبناف العائدة إذل الفًتة اؼبمتدة‬
‫بُت القرنُت الرابع كالسادس اؼبيبلديُت (اللوحة ‪ ،206)155 :19‬ككذلك يف دكر العبادة‬
‫الفلسطينية العائدة إذل الفًتة نفسها ‪207‬؛ كقد شوىدت أمثلة مشاهبة ؽبا أيضان على أكثر‬
‫من كاجهة عقد يف منطقة مشاؿ سورية‪ 208‬كالرصافة‪ 209‬كيف منطقة مشاؿ ببلد‬
‫الرافدين‪ .210‬تندمج زخرفة اؼبزىرية حقيقةن مع الزخارؼ األخرل اليت تزين العناصر‬
‫اؼبعمارية ( إطار مشكاة "قصر" ألبل)‪ ،‬كقد تأخذ موضعان مركزيان ضمن شريط زخريف‬
‫أفقي‪ :‬كتلك اؼبوجودة على سواكف ؿبجة ككفر ناسج ككذلك تلك اػباصة بكنائس‬
‫منطقة مشاؿ سورية‪ 211‬كمنطقة مشاؿ ببلد الرافدين‪ .212‬عيثر يف القنيطرة على ساكف‬

‫‪266‬‬
‫يكبت عليو ثبلثة صلباف هباكر اؼبركزم منها مزىريتاف منفردتاف متناظرتاف ‪ ،‬ىذا فبا يدؿ‬
‫على الصفة الرمزية كالطقسية اليت ربملها ىذه الزخرفة يف الدين اؼبسيحي‪.213‬‬
‫ز‪ -‬صدفات القديس جاؾ‪:‬‬
‫تتكرر مشاىدة ىذه الزخرفة اؼبنفردة ( اليت ال عبلقة ؽبا بالصدفات اؼبزيِّنة ألسقف‬
‫اؼبشاكي) على العناصر اؼبعمارية ؼبساكن خربة غزالة كؿبجة كنول‪ ،‬لكنها تشغل مكانان‬
‫متواضعان‪ ،‬كتكوف إما منفردة كغائرة مقارنة مع السطح السوم للجدار‪ :‬كما ىو حاؽبا يف‬
‫مثاؿ قصر "تراجاف" (‪ )Trajan‬يف بصرل (اللوحة ‪ ،)160 :20‬أك منفردة كبارزة (‬
‫اللوحة ‪ ،)10:159‬أك قد تكوف منحوتة ضمن صلباف معقوفة سطحية؛ أك قد يتم‬
‫‪214‬‬
‫تصويرىا بشكل بارز داخل إكليل‪ :‬على الساكف احملفوظ يف متحف السويداء‬
‫(اللوحة ‪ .)162 :20‬تشاىد زخرفة اؼبزىرية أيضان يف بعض مباشل فلسطُت‪ 215‬بأشكاؿ‬
‫تشبو تلك اؼبشاىدة يف مساكن البثنية (داخل إكليل على سبيل اؼبثاؿ)‪ ،‬كما أهنا تًتافق‬
‫مع زخارؼ مسيحية أخرل أك أهنا تتواجد بالقرب منها‪ :‬كما ىو حاؽبا يف اؼبسكن رقم‬
‫‪ 12‬يف ؿبجة‪ ،‬أك بدقة أكرب يف اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف القرية ذاهتا‪ ،‬حيث يكبت صليب‬
‫داخل الصدفة (كلوس‪-‬باليت الشكل‪ .)25‬عيثر يف رفات أحد القديسُت على قطعة‬
‫نقدية مذىبة (موجودة اليوـ يف متحف اللوفر) ربمل صورة القديس ظبعاف اؼبعمودم مع‬
‫صدفة القديس جاؾ الكبَتة كاؼبذىبة فوؽ رأسو‪ ،‬فبا قد يؤكد قيمتها الرمزية ‪.216‬‬
‫ح‪ -‬أشكاؿ بأقماع‪:‬؟‬
‫يشاىد على بطنية ساكف ركاؽ اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف كفر مشس تصويراف لشكلُت يكبتا‬
‫بشكل غائر مقارنة مع سطح اعبدار اؼبستوم‪ ،‬يشبو أحدنبا شكل اعبرف لكننا دل نتمكن‬ ‫و‬
‫من معرفة ماىيتهما بدقة (اللوحة ‪163 :20‬ك‪ .)164‬يشاىد على الكتلة اغبجرية ذاهتا‬
‫صليب كطغراء سبت إعادة حفرنبا‪ ،‬كبالتارل من الصعب التيمُت فيما لوكانا معاصرين‬
‫للشكلُت اؼبرافقُت ؽبما أـ ال‪.‬‬
‫مدكر دبقبض؟‬
‫ط‪-‬شكل ٌ‬
‫يشاىد على طنفُت من أطناؼ اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف خربة غزالة تصوير ألداة مدكرة مثقوبة‬
‫يف كسطها كمزكدة دبقبض ؾبدكؿ‪ ،‬مت كبتها داخل إكليل (اللوحة ‪.)165 : 20‬‬

‫‪267‬‬
‫‪ -5‬التصاوير الحيوانية والبشرية أوتصاوير اآللهة‪:‬‬
‫تقودنا ىذه التصاكير إذل اػبوض يف موضوع ـبتلف سبامان‪ ،‬إذ نادران ما نشاىدىا بعيدان عن‬
‫األقساـ العلوية للمباشل‪ :‬مفاتيح العقود كاألطناؼ كببلطات األسقف كفقرات القناطر كربت‬
‫أسقف اؼبشاكي ( اعبدكؿ‪ 1 .‬اؼبذكور سابقان)‪ .‬مع ذلك‪ ،‬هبب التنويو إذل أنو مت تطريق‬
‫العديد من السواكف كصنجات العقود بالقرب من غصينات الكرمة بشكل خاص‪ ،‬كبالتارل‬
‫فليس من اؼبستبعد كجود بعض التصاكير اؼبعينة (كالطيور مثبلن) إذل جانب ىذه الغصينات‪.‬‬
‫مصور أماميان‪:‬‬
‫كجو ٌ‬
‫نذكر كمثاؿ عليو الوجو اؼبطرؽ غَت كاضح اؼبعادل الذم كبت داخل اإلكليل على بطنية كتف‬
‫القوس يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف كفر ناسج (اللوحة ‪.)166 :21‬‬
‫ب‪ -‬كجهاف جانبياف مواجهاف لبعضهما البعض‪:‬‬
‫يشاىد مثاؿ عن ىذا التصوير داخل اإلكليل اؼبنحوت على بطنية مفتاح العقد يف القاعة‬
‫الرئيسية لبيت العلو يف ألبل (اللوحة ‪ ،)167 :21‬كيبكننا ىنا سبييز الوجهُت اؼبتقابلُت على‬
‫الرغم من تطريقهما؛ كما يشاىد مثاؿ آخر (مطرؽ) داخل زخرفة الصلباف اؼبعقوفة‬
‫السطحية اؼبنحوتة على قنطرة الغرفة الرئيسية يف "قصر" ألبل (ستانزؿ اللوحة ‪ :4‬جػ)‪.‬‬
‫ييشاىد التصوير ذاتو أيضان (لكن دببلمح أكثر كضوحان) على كتلة حجرية لساكف ؿبفوظ يف‬
‫متحف السويداء (اللوحة ‪ .217)168 :21‬إذا أخذنا بعُت االعتبار كثرة تصوير الربكج‬
‫داخل أغلب دكر العبادة الوثنية كاؼبسيحية كاليهودية يف تلك اغبقبة‪ ،‬يبكننا االفًتاض بأف‬
‫(‪( )Castor, Pollux‬برج‬ ‫ىذه الوجوه اؼبتقابلة سبثل التوأمُت كاستور كبولوكس‬
‫اعبوزاء)‪ .‬مت تصوير توأمي ىذا الربج مع األبراج األخرل على شكل سباثيل نصفية داخل‬
‫زخارؼ سطحية للصلباف اؼبعقوفة يف قرية كفر برعم يف فلسطُت‪.218‬‬
‫ج‪ -‬التماثيل النصفية‪:‬‬
‫كبتت أربعة سباثيل نصفية على أطناؼ السقف يف "قصر" ألبل ‪ :‬ثبلثة منها يف الغرفة ‪G‬‬
‫(رجلُت كامرأة) ككاحد يف الغرفة ‪( 219C‬امرأة)‪ .‬ال ربمل ىذه التماثيل أم خصوصية أك أم‬
‫صفات سبيزىا‪ ،‬باستثناء التمثاؿ النسائي اؼبعتمر للتاج‪.‬‬
‫د‪ -‬حربوقراط‪:‬‬

‫‪268‬‬
‫يكبت سبثاؿ نصفي لطفل حورس أك حربوقراط على بطنية مفتاح عقد يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف‬
‫ص ٌور حربوقراط (كفقان لنموذج أيقوشل دارج) كطفل‬‫كفر ناسج (كلوس‪-‬باليت الشكل‪ .)21‬ي‬
‫صغَت عار برأس أملس ‪-‬على الطريقة اؼبصرية‪ -‬كجبديلة (أك ما يسمى بػ "خصلة الطفولة")‬
‫على جانب الرأس‪ .‬ال يعتمر الطفل يف ىذا التصوير ال "قلنصوة" كال حىت تاجان‪ ،‬ىذا فبا‬
‫هبعلو من أكثر تصاكير اإللو طفولية كأكثرىا ألفة‪ .220‬يضع اإللو الطفل حلقان يف أذنو اليمٌت‬
‫كتلتف حوؿ عنقو قبلدة يتدذل منها حجاب‪ ،221‬لكنو ال يضع أصابعو يف فمو كما ىو‬
‫معتاد يف تصاكيره األخرل‪ ،‬إذ إف التمثاؿ ال ذراعُت لو‪ .‬يقوؿ س‪ .‬بوتانتينت‪C. ( 222‬‬
‫‪ :)Boutantin‬كاف اؼبصريوف يستجدكف ضباية بعض اآلؽبة من خبلؿ اقتناء سباثيل صغَتة‬
‫ؽبا يف بيوهتم‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬تعترب سباثيل اإللو الطفل حربوقراط (إلو اغبصاد) برفقة أمو الربة‬
‫إيزيس (كلية القدرة) كاإللو بيس (حامي األمومة كالطفولة) من التماثيل اؼبسيطرة يف بيوت‬
‫اؼبصريُت‪ :‬حيث كاف يتم تعليقها أك كضعها داخل مشاؾ جدارية هبدؼ ضباية األطفاؿ‬
‫كالعائلة كاغبقوؿ كالرعايا‪ .‬عيثر على سبثاؿ صغَت لئللو حربوقراط يف بصرل (ردبا ىو عائد إذل‬
‫أحد مساكنها)‪ ،‬فبا يشهد ( حبسب رأم ذ‪.‬ـ كيرب (‪ ))Th.M.weber‬على الديانة‬
‫اؼبصرية اؼبرتبطة بالفرقة العسكرية الثالثة القورينائية ‪ Cyrenaica‬اليت ازبذت من بصرل‬
‫مقران ؽبا‪ .223‬ليس من اؼبستغرب مشاىدة تصاكير اإللو حربوقراط بأشكاؽبا اؼبيتلفة‪ :‬التماثيل‬
‫الصغَتة كالتصاكير اؼبنحوتة على اللقى الصغَتة كاغبجارة الكريبة كاػبوامت كالعملة كما إذل‬
‫ذلك‪ ،‬لكن اؼبستغرب ىو مشاىدتو على شكل كبت معمارم بارز يف كفر ناسج‪.‬‬
‫ىػ‪ -‬ربٌات النصر‪:‬‬
‫ييشاىد فوؽ اؼبشكاة اؼبركزية اؼبوجودة يف اغبائط الشمارل للغرفة الرئيسية (‪ )A‬يف "قصر"‬
‫ألبل‪ ،‬ككذلك على كً ىسر سقف اؼبشكاة اؼبعاد استيدامها يف ألبل أيضان‪ ،‬تصوير يبثل ربيت‬
‫تلوحاف بإكليل على ما يبدك‪ . 224‬ييذ ٌكرنا ىذا الًتتيب الزخريف‬ ‫نصر مبسوطيت اعبناح ِّ‬
‫بالًتتيبات الزخرفية التصويرية اؼبشاىدة على بعض سواكف منطقة جنوب سورية كاؼبتمثلة‬
‫بتصوير أك تصاكير مركزية يؤطرىا من اعبانبُت ربتا نصر متناظرتاف مبسوطتا اعبناح ‪.225‬‬
‫يشاىد داخل تعرجات زخرفة الصليب اؼبعقوؼ اؼبنحوتة على ببلطة السقف يف اؼبسكن رقم‬
‫‪ 1‬يف ؿبجة تصوير أمامي لربة نصر ؾبنحة ربمل إكليبلن يف كل يد‪ .226‬ال يعترب ىذا التمثيل‬

‫‪269‬‬
‫األمامي كاؼبتناظر لربة النصر األكثر ركاجان‪ ،‬لكنو يشبو النموذج الذم يصور الربة كىي ىربمل‬
‫فوؽ رأسها ميدالية بداخلها صورة‪ .227‬يشاىد يف قرب األخوة الثبلث يف تدمر تصاكير أمامية‬
‫لربات نصر ربمل كل كاحدة منها ميدالية فوؽ رأسها‪ ،‬كما أهنا ربمل إكليبلن يف كل يد من‬
‫يديها كىو أمر غَت مألوؼ‪ .228‬ازبذت ربات النصر يف لوحات تدمر اعبدارية كيف ؿبجة‬
‫موقعان مركزيان داخل لوح طويل كضيق‪ ،‬فبا يتوافق مع تصاميم أيقونية بكل تأكيد‪ .‬نيقش على‬
‫جانيب كرؾ ربة النصر يف مثاؿ ؿبجة الرمزاف اؼبسيحياف ألفا كأكميغا‪ .‬دفعتنا دراسة تفاصيل‬
‫ىذه الزخرفة (كخاصة غصينات الكرمة) إذل االفًتاض بأنو مت كبت زخرفة السقف كفقان‬
‫لؤلسلوب نفسو اؼبستيدـ يف كبت زخرفة كاجهة اؼبسكن اليت ربمل رموزان مسيحيةن‪ ،‬كيف فًتة‬
‫معاصرة ؽبا‪ .‬يشاىد على ببلطة السقف ذاهتا‪ ،‬داخل القسم اؼبوجود ربت ذلك الذم يضم‬
‫ربة النصر‪ ،‬صليب بارز صغَت منحوت ربت عناقيد العنب‪ .229‬حبسب اعتقادنا‪ ،‬دل يتم‬
‫كبت رمزم األلفا كاألكميغا على زخرفة تصويرية أكثر قدمان‪ ،‬إمبا تصاكير ربة النصر ىي اليت‬
‫تعود إذل اغبقبة اؼبسيحية‪ .230‬استمر سبثيل ربة النصر أماميان‪ ،‬كىي ربمل إكليبلن يف يد كالكرة‬
‫األرضية مع الصليب يف اليد الثانية‪ ،‬على بعض القطع النقدية (من فئة الًتيبيسيس‬
‫‪231‬‬
‫حل الصليب يف ىذه القطع‬ ‫ٌ‬ ‫دبا‬
‫ر‬ ‫اؼبيبلدم‪.‬‬ ‫السابع‬ ‫القرف‬ ‫هناية‬ ‫حىت‬ ‫)‬ ‫‪Tremisses‬‬
‫النقدية ؿبل التصاكير اؼبتناظرة كالصليبية الشكل لربة النصر كنوع من أنواع االستبداؿ الرمزم‪،‬‬
‫إذ شوىد على قطعة تريبيسيس باسم االمرباطور البيزنطي ىَتاقليوس (‪)Heraclius‬‬
‫(‪ ،)641-610‬صليب هبانبو رمزا األلفا كاألكميغا كيؤطره يساران كلمة ربة النصر‬
‫(‪ .232(VICTORIA‬إذان‪ ،‬يبكن االفًتاض بأف صليب ؿبجة يرمز إذل زخرفة ربة النصر‪ ،‬إذ‬
‫وبده الرمزاف ألفا كأكميغا من اعبانبُت‪.‬‬
‫ك‪ -‬الطيور‪:‬‬
‫اكم يف سقف‬‫مطرؽ) يكبت على طنف ز ٌ‬ ‫يتمثل التصوير اجملنح اآلخر الذم عيثر عليو بعقاب ( ٌ‬
‫الغرفة (‪ )014‬التابعة إذل اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة‪.‬‬
‫يشاىد يبُت عتبة الباب اعبانيب اؼبؤدم إذل الغرفة ‪ C‬يف "قصر" ألبل تصوير بارز ؿبفوظ‬
‫بشكل جيد‪ ،‬ردبا كاف تصويران لعقاب‪ ،‬يكبت ربت عضادة الباب على اعبانب األيسر من‬
‫الكتلة اغبجرية (ستانزؿ‪ ،‬الشكل ‪ .)14‬يي ٌذكر ىذا النوع من الزخرفة اغبيوانية (النادرة الوجود‬

‫‪270‬‬
‫على العتبات) دبنحوتات األسود كالثَتاف اؼبشاىدة على أطراؼ درجات مدخل الثياتركف‬
‫(‪ )Theatron‬يف معبد بعلشمُت يف سيع‪ .233‬اعتمدت ىذه األيقنة يف تصاكيرىا على‬
‫كصوؼ العركش اؼبلكية‪ ،‬كعرش اؼبلك سليماف الذم سبيز بوجود اثٍت عشر أسدان على‬
‫جوانب درجاتو الست‪ .234‬يشاىد يف إحدل لوحات الكنيس اعبدارية يف دكرا أركبوس‬
‫درجات عرش اؼبلك مرداخام (‪ )Mardochée‬كقد تناكبت سباثيل األسود كالعقباف على‬
‫جانبيها‪ .235‬تيعترب اغبيوانات (األسود كالثَتاف كالعقباف) اؼبوجودة أسفل العركش أك بالقرب‬
‫من األبواب حارسة ؽبا‪ ،‬كما إهنا رموز للقوة اإلؽبية أك البشرية‪.‬‬
‫‪ -ΙΙΙ‬دالالت الزخرفة‪:‬‬
‫ينطبق تعبَت البوتقة الثقافية بشكل كبَت على ىذه اؼبنطقة يف الفًتة اليت تعنينا‪ ،‬أم الفًتة اليت‬
‫رافقت هناية عصور الوثنية القديبة كسبقت ؾبيء اإلسبلـ‪ .‬تيفهم زخارؼ اؼبساكن اؼبعمارية‪،‬‬
‫اؼبميزة للشرؽ األدسل‪ ،‬بأهنا تعبَت‬
‫اليت نشأت كسط ىذا اؼبزيج اؼبكثف من الشعوب كالثقافات ٌ‬
‫ًتجم تقاطع األيقنة كرموز الشرؽ القدصل مع الرموز اؽبلنستية من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية‬ ‫شعيب ي ً‬
‫ي‬
‫ىو يًتجم تبلقي األدياف الشرقية كالوثنية اليونانية‪-‬الركمانية كاؼبسيحية كاليهودية‪.‬‬
‫تعترب زخارؼ الكرمة من أقدـ الزخارؼ اؼبستيدمة يف األيقنة كاجملازات يف الشرقُت األدسل‬
‫‪236‬‬
‫كاألكسط‪ ،‬إذ نراىا حاضرة بشكلها الواقعي أك الرمزم ك‪/‬أك الزخريف يف كل من مصر‬
‫كآشور‪ 237‬كفلسطُت‪ 238‬كرمز لليصوبة كالوفرة‪ ،‬كىي أيضان رمز القدرة اإلؽبية يف اؼبعابد‬
‫اإلقليمية اؼبنتشرة يف منطقة جنوب سورية‪ 239‬كيف تدمر‪ .240‬ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية‬
‫ترتبط زخارؼ الكرمة (كالنبيذ) بشعائر االنبعاث كبالشعائر الديونيزكسية (نسبة لئللو‬
‫ديونيزكس إلو اػبمر) كرمز لآلؽبة اؼبنجية كالباعثة‪241‬؛ كىي الرمزية ذاهتا اليت أكسبتها مكانة‬
‫اؼبوحدة اؼبعاصرة‪ :‬اليهودية‪ 242‬كاؼبسيحية‪.‬‬
‫ىامة يف أيقنة األدياف ِّ‬
‫ذكرنا سابقان أف الوريدات ىي أيضان من الزخارؼ القديبة اليت نراىا حاضرة بقوة يف أيقنة‬
‫اؼبنطقة (بأشكاؽبا اؽبندسية اؼبيتلفة)‪ .‬باإلضافة إذل اعتبارىا رمزان شرقيان تعويذيان قديبان استمر‬
‫استيدامو حىت هناية العهد الوثٍت‪ ،‬تضطلع ىذه الزخرفة بوظيفة تزينية‪ ،‬كما ىو حاؽبا يف‬
‫أمثلة اغبقبة اإلمرباطورية حيث تظهر بشكلها النبايت احملض‪ .‬إهنا رمز النجم اإللو عند البابلُت‬

‫‪271‬‬
‫ملكي عند اغبثيُت‪ ،‬كما إهنا رمز الشمس عند الركماف‪243‬؛‬ ‫كشعار ه‬ ‫ه‬ ‫كاآلشوريُت كالفينيقيُت‬
‫كردبا ارتبطت زخارؼ اؼبربعات اؼبًتاكبة كالنجمات شبانية الفركع‪ 244‬هبذه الصفة الرمزية أيضان‪،‬‬
‫اؼبصور بشكل‬‫ككذلك األمر بالنسبة للوريدات ذات البتبلت اؼبلتفة كالصليب اؼبعقوؼ ٌ‬
‫منفرد‪.‬‬
‫أما فيما ىبص زخرفة الصدفة‪ :‬يقوؿ آر‪.‬ىاشليلي‪ )R. Hachlili( 245‬بأهنا شغلت مكانة‬
‫ىامة يف الشرؽ األدسل كمصر خبلؿ األلفية األكذل قبل اؼبيبلد‪ ،‬كشاع استيدامها ىناؾ‬
‫كتميمة ككرمز تعويذم؛ كما أهنا أصبحت رمزان لبلنبعاث (الوالدة) يف الفًتة اليونانية‪-‬‬
‫الركمانية‪ ،‬كذلك بسبب ارتباطها باأليقونات اؼبتعلقة بأفركديت (‪.)Aphrodite‬‬
‫على الرغم من استيداـ زخرفة اإلكليل اؼبورؽ يف العادل اؼبتوسطي قبل الفًتة اؽبلنستية بكثَت‪،‬‬
‫لكننا نعتقد بأف انتشارىا ترافق مع ىلينة اؼبنطقة‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬يش ٌكل اإلكليل رمز التضحية‬
‫إذل اآلؽبة يف العادل اإلغريقي‪ ،‬كقد ترافق كجوده مع أىم أحداث اغبياة الدينية كاغبياة العامة‬
‫كاػباصة‪ :‬ابتداءن من الوالدة كانتهاءن باؼبوت؛ كما أنو ترافق مع النشاطات الرياضية كاغبركب‬
‫باعتباره رمزان إذل النصر‪ .‬باإلضافة إذل ما سبق‪ ،‬يعترب اإلكليل رمزان إذل القرب من اآلؽبة‪ :‬فبا‬
‫يعٍت ؾبددان استجداء ضبايتها‪ .‬بقيت ىذه الداللة الرمزية األصلية قائمة حىت بعد أف أصبح‬
‫اإلكليل جزءان من األيقنة اػباصة بالفًتتُت اؼبلكية كاإلمرباطورية‪ ،‬لكنو عيزؿ يف كثَت من‬
‫األحياف عن سياقو الرياضي أك اغبريب ليصبح رمزان مستقبلن ضمن أيقنة العمارة السكنية ك‬
‫اعبنائزية (بداللة أكثر عموميةن أك أكثر خصوصيةن)‪.‬‬
‫على الرغم من استمرار كجود األكاليل يف األيقنة (حىت داخل أمثلة البثنية) فقد أثَتت‬
‫العديد من النقاشات اإليديولوجية حوؿ استيدامها يف بداية اؼبسيحية‪ .‬ىذا ما يشهد عليو‬
‫تَتتوليانوس (‪ ( )Tertullien‬أكؿ كاتب للدين اؼبسيحي باللغة البلتينية) يف مؤلفو إكليل‬
‫اعبندية‪ ،‬إذ إهنا كانت تعترب رمزان كثنيان‪ .‬كتب القديس أفراـ السورم ( ‪Ephraim le‬‬
‫‪ )Syrien‬يف القرف الرابع اؼبيبلدم‪" :‬هبب أف نكلل أبواب مداخلنا كمسيحيُت كليس‬
‫كاليونانيُت الذين يستيدموف أكراؽ الغار كالزىور كنباتات أخرل‪ ،‬كفقان لتقاليدىم كتقاليد‬
‫اليهود"‪. 246‬الحظنا انتشار زخرفة اإلكليل بكثرة يف مساكن منطقة جنوب سورية كذكرنا‬
‫بأهنا تشكل رمزان لبلنتصار ضمن سياقها الوثٍت‪ ،‬لكننا نفًتض (إذا أمكن لنا ذلك) أف‬

‫‪272‬‬
‫كجودىا على باب اؼبدخل أك على صنجات العقود هبعل منها رمزان لضماف النجاح كجلب‬
‫السعادة لقاطٍت اؼبسكن كلكل من يدخلو‪ .‬نيقش على ساكف معاد استيدامو يف عتيل‬
‫العبارة التالية ‪" :‬فلتدخل بكل سركر كلتنعم بالسعادة!" (اللوحة ‪ ،)169 :21‬كما نيقش‬
‫على ساكف مزين بإكليل كبوريديتُت (ردبا) يف دير اللنب عبارة‪" :‬ادخل بكل سركر‪ ،‬مشس‬
‫الكوف‪ ،‬حظان موفقان"‪ :‬تيشاىد الكلمة األخَتة داخل إكليل‪ .247‬باإلضافة إذل األكاليل‬
‫أكاليل دكف نقوش أك حىت نقوشان باؼبعٌت ذاتو (لكن دكف‬
‫ى‬ ‫اؼبًتافقة مع النقوش‪ ،‬شاىدنا أيضان‬
‫‪248‬‬
‫أكاليل)‪ .‬نيقشت على السواكف بعض العبارات كعبارة "حظان ميمونان‪ ،‬لتنعم بالسعادة"‬
‫كعبارة "حظان سعيدان‪ ،‬أىبلن كسهبلن" ‪149‬اؼبوجودة يف قرية الصورة الكبَتة‪ ..‬إخل‪ .‬إذان‪ ،‬يينقش‬
‫على السواكف كعلى غَتىا من العناصر اليت ربمل النقوش سبنيات النجاح كالًتحيب‪ ،‬كقد‬
‫ييستعاض عنها باإلكليل كرمز ؽبا ‪.‬‬
‫ترتبط غصينات الكرمة (اؼبعتربة رمز لبلزدىار) باإلكليل بواسطة عقدة ىرقل‪ ،‬اليت ترمز‬
‫بدكرىا (حبسب رأم الكاتب غوكد إنوؼ (‪ ))Good enough‬إذل استمرارية الزكاج‬
‫فسر كذلك بكوهنا إشارة تعويذية‪ .250‬بكل تأكيد‪ ،‬يتميز ىذا الرمز‬ ‫كبالتارل إذل األبدية‪ ،‬كتي ٌ‬
‫اؼبليء باؼبعاشل بأنبيتو اػباصة حىت يتكرر كجوده أكثر من مرة يف اؼبسكن‪ :‬على اؼبدخل‬
‫كعلى األقواس الداعمة للسقف ككذلك على األطناؼ كببلطات السقف‪.‬‬
‫شاىد زخارؼ سفعات النييل بتواتر أقل‪ ،‬كىي ترمز إذل ما يرمز إليو اإلكليل من‬ ‫بدكرىا‪ ،‬تي ى‬
‫نصر‪ ،‬أم إذل النجاح كالسعادة كالسبلـ أيضان‪.251‬‬
‫إذا ما نسبنا الدكر التعويذم إذل الوريدات اؼبيتلفة (اؼبشاىدة بأعداد كبَتة ضمن ىذا‬
‫السياؽ)‪ ،‬حينئذ‪ ،‬تش ٌكل سبنيات السعادة كالنجاح كاالزدىار كطوؿ العمر كاغبماية كالًتحيب‬
‫الرسائل األساسية اليت ربملها السواكف كالعناصر اؼبعمارية الرئيسية يف اؼبسكن؛ أما اؽبدؼ‬
‫منها فيتمثل باستقباؿ مالك اؼبسكن كضيف عابر‪ .‬قد يساكرنا بعض الشك يف ما ىبص‬
‫الداللة التعويذية أك السحرية ؽبذه الرموز‪ ،‬لكننا ال نستطيع إنكار استمراريتها‪ ،‬إذ إهنا كقفت‬
‫يف كجو التنصَت على الرغم من ؿباكالت علماء البلىوت اغبثيثة إللغائها‪.‬‬
‫بقيت النقوش منتشرة على السواكف حىت بعد انتشار الدين اؼبسيحي‪ .‬على سبيل اؼبثاؿ‪،‬‬
‫نيقشت العبارة التالية على ساكف أحد مساكن موقع ميبل الصرار‪" :‬فليحفظك الرب عند‬

‫‪273‬‬
‫دخولك كعند خركجك"‪ .252‬تتوافق ىذه الصيغة مع عبارة موجودة يف مزمور من سفر‬
‫اؼبزامَت ‪ " :121 ،8‬الرب وبفظ خركجك كدخولك من اآلف كإذل الدىر"‪ .‬يقوؿ من يدخل‬
‫البيت‪ " :‬سبلـ بك" (اؼبزمور‪ ،)122 ،8‬توافقان مع العبارة اؼبنقوشة داخل اإلكليل اؼبشاىد‬
‫على أرضية الفسيفساء يف مدخل أحد مباشل حصيفة (إصفيا) بالقرب من حيفا‪.253‬‬
‫نيقشت عبارة‪ 254 :‬على تاج عضادة قوس مستعرض يف مسكن يف صفية‪ ،‬كىي‬
‫عبارة تلتمس العطف اإلؽبي على غرار عبارة ‪ ύά‬اؼبوجودة على سواكف يف‬
‫قرية خرابة‪ 255‬كيف موقع األندرين األثرم يف منطقة مشاؿ سورية‪ .‬يبكننا إثبات قًدـ الطقوس‬
‫اؼبتعقلة بنقش الكبلـ اؼبقدس على األبواب كعلى دعامات اؼبساكن الداخلية من خبلؿ‬
‫التذكَت باألكامر اؼبسنونة يف العهد القدصل (سفر التثنية)‪ " :‬كلتكن ىذه الكلمات اليت أنا‬
‫أكصيك هبا اليوـ على قلبك!}‪ {....‬كاكتبها على قوائم أبواب بيتك كعلى أبوابك"‪.256‬‬
‫علينا أف نذ ٌكر أيضان بأنو كاف يتوجب على اؼبسيحيُت األكائل أف يقوموا بإشارة الصليب عند‬
‫الدخوؿ إذل اؼبسكن كعند خركجهم منو‪ .257‬يكمن اؽبدؼ من ىذه النقوش يف التماس‬
‫اغبماية اإلؽبية كذبنب ما قد وبملو اؼبستقبل من أمور سيئة‪ .‬نيقش على ساكف باب بيت‬
‫ريفي كبَت عائد إذل اغبقبة البيزنطية يف دير اؼبيٌاس‪" :‬فليحمك الرب أيها القارئ‪ ،‬اعمل‬
‫صاغبان كال تكن حاسدان كلتفقأ عُت اغباسد"‪.258‬‬
‫كما ىو حاؿ طقوس اغبماية كالضيافة يف اجملتمع التقليدم‪ ،‬يبدك أف ىذه الزخارؼ كانت‬
‫شائعة بكل دالالهتا بُت كافة طبقات اجملتمع‪ ،‬إذ إهنا تشكل جزءان فبا قد يؤمن بو األفراد من‬
‫اؼبوجهة للعبلقات االجتماعية القائمة على‬
‫خرافات كسحر‪ ،‬ككذلك جزءان من الوصايا ِّ‬
‫التعايش‪.‬‬
‫دل يستعن بعض السكاف بالزخارؼ كرمز تعويذم فحسب‪ ،‬كإمبا أيضان لتمييز الديانة اليت‬
‫يعتنقوهنا (الوثنية أك اؼبيسحية أك اليهودية‪..‬اخل) يف فًتة اتسمت بتحوؿ ديٍت كبَت‪ .‬نذكر من‬
‫رموز الديانة الوثنية‪ :‬زخارؼ اؼبذابح الصغَتة البارزة‪ ،‬كالتماثيل النصفية اؼبوجودة على سقف‬
‫"قصر" ألبل‪ :‬ردبا زبص ىذه التماثيل بعض اآلؽبة‪ ،‬إذ إهنا منحوتة عاليان على أطناؼ‬

‫‪274‬‬
‫متوج الرأس‪ .‬ىذا ىو أيضان حاؿ التمثاؿ النصفي غبربوقراط‬ ‫السقف‪ ،‬كما إف أحدىا ٌ‬
‫جالب للحماية‪ ،‬ككذلك العقاب اؼبشاىد على‬ ‫و‬ ‫اؼبنحوت على السقف يف و‬
‫مكاف مهيم ون نٌ‬
‫سقف اؼبسكن رقم ‪ 11‬يف ؿبجة كالذم مت كبتو بأسلوب ييذ ٌكرنا برسوؿ إلو السماكات‬
‫بعلشمُت اغباضر بقوة يف األيقونات السورية العائدة إذل الفًتة اليونانية‪-‬الركمانية‪ .‬ترتبط‬
‫زخارؼ الرؤكس اؼبتقابلة كجهان لوجو باألساطَت اليونانية اإلغريقية أكثر من ارتباطها بالدين‪،‬‬
‫إذ إف سبثيبلت الربكج كانت شائعة يف تلك اغبقبة بُت كل أدياف اؼبنطقة‪ .‬بكل تأكيد‪ ،‬يرمز‬
‫الشمعداف السباعي الفركع بدكره إذل الدين اليهودم‪ ،‬بينما ترمز كل الصلباف كالطغراء‪ 259‬إذل‬
‫الدين اؼبسيحي‪ ،‬ككذلك ىو حاؿ التصوير اجملنح كزخرفيت األلفا كاألكميغا اجملانبتُت لو‬
‫كجالب للحماية على سقف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف ؿبجة‪.‬‬ ‫و‬ ‫اؼبنحوتة أيضان يف مكاف بارز‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬دل نتوصل إذل معرفة ما ترمز إليو زخرفة الغامات‪ ،‬لكن يبدك أهنا مرتبطة حبقيقة‬
‫اجتماعية أك دينية متعلقة بالفًتة اؼبسيحية األكذل‪.‬‬
‫بدكره‪ ،‬يتوافق اؼبصباح الناشر للنور مع مفهوـ اغبياة البشرية كاغبياة اإلؽبية‪ ،‬كىو رمز مألوؼ‬
‫يف الدين اليهودم‪ ،‬كما أنو يشكل جزءان من جعبة األيقونات الرمزية اؼبسيحية‪ :‬ىذا ما تؤكده‬
‫نقوش ‪ 260  ‬اؼبشاىدة على سواكف اؼبنطقة العائدة إذل القرنُت اػبامس‬
‫كالسادس اؼبيبلديُت‪ .‬إذان‪ ،‬استيدمت ىذه الزخارؼ ؼبا ربملو من و‬
‫معاف تعويذية غبماية‬
‫األماكن كاألفراد‪ ،‬كاستي ٍي ًدـ بعضها اآلخر للداللة على الديانة اليت تدين هبا العائلة الشاغلة‬
‫للمسكن‪ ،‬كقد تبُت لنا من خبلؽبا تعايش ثبلث عائبلت كبَتة كثنية كيهودية كمسيحية (على‬
‫األقل) يف اؼبنطقة يف تلك الفًتة‪ .‬دل يكن االنتماء الديٍت أمران مبتذالن أك مهينان‪ ،‬بل على‬
‫العكس من ذلك‪ ،‬كاف ييعلن عنو عند باب الدخوؿ كإشارة عن ىوية العائلة كاعبماعة‪ .‬لفت‬
‫انتباىنا كجود رسوـ لعدد من الزخارؼ األكثر سبثيبلن يف مساكن البثنية على أجزاء من نسية‬
‫من القرآف الكرصل تعود إذل اغبقبة األموية ‪ -‬ردبا صادرة عن دمشق ‪ :-‬أعمدة مفردة‬
‫كمزىريات بًىف ٍلك كمصباح معلق كغصينات كرمة زبرج من مزىرية ككريدات‪ .261‬يف اغبقيقة‪،‬‬
‫تشهد استعارة ىذه الزخارؼ من العصور القديبة اؼبتأخرة على استمرار تبنيها ضمن أيقنة‬
‫اؼبنطقة كيف اجملتمعات اؼبدينية كاؼبيسورة ككذلك ضمن اإلرث الثقايف كالفٍت القركم‪.‬‬
‫‪ -ΙV‬مشاكل التاريخ‪:‬‬

‫‪275‬‬
‫بدايةن‪ ،‬سنقوـ بطرح التساؤؿ التارل‪ :‬ما ىي اؼبعلومات اليت نستطيع أف نستنبطها من دراسة‬
‫الزخارؼ للتمكن من معرفة تاريخ اؼبساكن؟‬
‫إف اؼبعلومات اليت صبعناىا دقيقة حتمان كقد شكل بعضها أدلة لنا‪ ،‬لكننا دل نأخذ بعُت‬
‫االعتبار (يف ىذه اؼبقاربة الزخرفية) الدراسات اليت طالت اؼبباشل يف أماكن أخرل‪ ،‬كال حىت‬
‫التاريخ اؼبعمارم للمباشل‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬عادة ما يعترب ربديد التاريخ الذم تعود إليو ىذه اؼبباشل‬
‫أمران معقدان كمربكان كذلك لعدة أسباب‪ :‬اإلضافات أك التعديبلت اليت طرأت عليها ك إعادة‬
‫شغل بعضها قديبان أك حديثان‪ ،‬ككجود عناصر معمارية معاد استيدامها فيها؛ كىي أمور يبكن‬
‫أف تؤدم إذل تشويش كل ما نستطيع أف نفهمو عنها‪ .‬ىذا من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية‬
‫يبلحظ أف العديد من الزخارؼ معاد كبتها‪ :‬سواءن فوؽ زخرفة بارزة موجودة أصبلن (كما ىو‬
‫حاؿ صلباف مشاكي"قصر"ألبل)‪ ،‬أك أهنا يكبتت بشكل غائر مقارنة مع سطح اعبدار‬
‫األملس‪ .262‬يبكننا االفًتاض بأف ىذه األخَتة نػي ٌفذت يف فًتة الحقة لتشييد البناء كللزخرفة‬
‫ؾبرد افًتاض‪.‬‬
‫بطورىا األكؿ‪ ،‬لكنو ٌ‬
‫إذا ما تناكلنا مساكن كل موقع على حدان نبلحظ ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬دل نعثر يف خربة غزالة على أم دليل قاطع يشَت إذل التاريخ‪ ،‬كما أننا دل نعثر فيها على أم‬
‫صليب‪ ،‬ال أصلي كال حىت معاد كبتو‪ .‬مع ذلك‪ ،‬تي ٌذكرنا الزخارؼ اؼبوجودة فيها‪ ،‬كخاصة‬
‫األكراؽ اؼبتشاهبة اليت تزين األطناؼ الزاكية يف أسقف اؼبسكنُت رقم ‪ 1‬ك‪ 3‬كعقدة سليماف‬
‫كالصدفات‪ ،‬باأليقونات العائدة إذل اغبقبة اؼبسيحية األكذل‪.‬‬
‫‪-‬يف ألبل‪ٌ :‬بُت ج‪.‬ستانزؿ (‪ )G. Stanzel‬اإلشكالية الكبَتة اليت يطرحها "قصر" ألبل‪،‬‬
‫إذ تشَت عناصره اؼبعمارية إذل عدـ ذبانسو‪ .‬يف الواقع‪ ،‬تيشبو قواعد عضادات أقواس القاعة‬
‫الرئيسية (حبجارهتا كزخارفها) قواعد عضادات مباشل اؼبنطقة العائدة إذل اغبقبة السيفَتكسية‬
‫كإذل القرف الثالث اؼبيبلدم‪ ،‬بينما ىبتلف األسلوب اؼبعمارم اؼبتٌبع يف تنفيذ أطر أبواب‬
‫الواجهة اؼبزينة باألفاريز ككذلك اؼبشاكي اػبارجية كالداخلية‪ .‬يبلحظ أف مشاكي الواجهة‬
‫(اللوحة ‪ 61 :9‬ك‪ )62‬كاؼبشكاة اؼبضاعفة (أك ردبا النافذة) (ستانزؿ‪ ،‬الشكل ‪ )5‬من تنفيذ‬
‫النحاتُت ذاهتم‪ .‬كذلك ىو حاؿ اؼبشاكي الداخلية اؼببنية يف كقت الحق بكل تأكيد‬
‫اؼبقوس اؼبؤطر ؼبشكاة‬
‫(ستانزؿ‪ ،‬اللوحة ‪ 4‬أ ك الشكل ‪ ،)10‬كردبا ىي معاصرة لئلطار ٌ‬

‫‪276‬‬
‫الواجهة (اللوحة ‪ .)63 :9‬يف اؼبقابل‪ ،‬يبكن إرجاع زخارؼ بيت العلو اؼبتجانسة إذل اغبقبة‬
‫السيفركسية‪ ،‬كىي تشبو إذل حد ما زخارؼ "قصر" ألبل العائدة إذل اغبقبة السيفركسية أك‬
‫إذل القرف الثالث اؼبيبلدم‪ .‬طرأت على "القصر" تعديبلت كبَتة حقيقة‪ ،‬لكنٍت ال أعتقد أف‬
‫مباف دينية أك حىت جنائزية‪ ،‬إذ إف األكذل ـبتلفة‬ ‫عناصره اؼبعاد استيدامها ؾبلوبة من و‬
‫دبفهومها كبزخرفتها كالثانية صغَتة اغبجم بديهيان‪ .‬أنا أرجح االستعانة بعناصر معمارية‬
‫مبٌت آخران كبَتان (يعود إذل اغبقبة السيفركسية أك‬
‫موجودة أصبلن يف اؼبكاف‪ ،‬كأعتقد أهنا زبص ن‬
‫إذل القرف الثالث اؼبيبلدم) كاف قائمان يف اؼبكاف ذاتو‪ ،‬لكننا دل نتم ٌكن من ربديد كظيفتو‬
‫مبٌت رظبيان‪.‬‬
‫بشكل قطعي؛ أم يف ما إذا كاف مسكنان أـ ن‬
‫‪ -‬كفقان لنافذة الواجهة اؼبيرمة اليت تأخذ شكل الصليب‪ ،‬يعود اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كرؾ إذل‬
‫الفًتة اؼبسيحية (الشكل ‪.(7‬‬
‫‪-‬يف كفر ناسج‪ ،‬يضم اؼبسكن رقم ‪ 1‬زخارؼ تأثٌرت بشدة بعوامل التعرية (كلوس باليت‬
‫الشكل ‪ 10‬ك اللوحة ‪ .)4 :1‬مع ذلك‪ ،‬تيذ ٌكرنا زخرفة األكراؽ اؼبنحوتة على بطنيات‬
‫األطناؼ (خاصة التفافات قاعدة الورقة اؼبنحوتة على الطنف الزاكم يف الغرفة ‪ 009‬اليت‬
‫تعترب دبثابة البصمة للنحات اؼبن ٌفذ ؽبا (اللوحة‪ ،))45 :7‬ككذلك ما تب ٌقى من غصينات‬
‫الكرمة كاإلكليل‪ ،‬بالزخارؼ العائدة إذل الفًتة اؼبمتدة ما بُت القرنُت اػبامس كالسادس‬
‫اؼبيبلديُت؛ أم إذل الفًتة ذاهتا اليت قد يعود إليها اؼبسكن رقم ‪( 2‬الشكل ‪ .)3‬دل نتمكن‬
‫حقيقة من ربديد تاريخ ساكف اؼبسكن رقم ‪ ،4‬لكن زخارؼ اإلكليل كغصينات الكرمة‬
‫اليت تزينو تشبو بعض األمثلة العائدة إذل اغبقبة اؼبسيحية (اللوحة ‪ .)73 :10‬يف اؼبقابل‪،‬‬
‫تعود الغرفة ‪ 002‬يف اؼبسكن رقم ‪ 3‬إذل حقبة سابقة (ردبا القرف الثالث اؼبيبلدم)‪ ،‬نظران إذل‬
‫كجود التمثاؿ النصفي لئللو حربوقراط كإذل كجود األكاليل اليت تشبو أكاليل مساكن ألبل‬
‫(اللوحة ‪ 72 :10‬كاللوحة ‪.)166 :21‬‬
‫‪ -‬ردبا متٌ كبت الطغراء اليت تزين ساكف كاجهة اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر مشس يف كقت‬
‫الحق‪ ،‬إذ إهنا غائرة مقارنة مع سطح الساكف اؼبستوم (اللوحة ‪ .)110 :14‬كذلك ىو‬
‫حاؿ نقش "اهلل أحد" اؼبوجود على بطنية القوس الداخلي (الشكل ‪ .)12‬بدكرىا‪ ،‬تشَت‬

‫‪277‬‬
‫الزخارؼ اليت تزين ركاقي اؼبسكنُت رقم ‪ 2‬كرقم ‪ 3‬بأهنما ينتمياف إذل الفًتة اؼبسيحية (القرف‬
‫اػبامس أك السادس اؼبيبلدم) (اللوحة ‪ :2‬من ‪ 6‬إذل ‪ 8‬ك‪ 11‬ك‪.)12‬‬
‫‪ -‬إف عدد العناصر الزخرفية اؼبشاىدة يف مساكن معربا قليل جدان‪ ،‬لكنها متشاهبة يف كل‬
‫اؼبساكن‪ .‬ذكرنا سابقان أف بساطة ىذه الزخارؼ تش ٌكل صعوبة يف ربديد تارىبها‪ ،‬لكننا‬
‫نفضل تصنيفها ضمن ؾبموعة الزخارؼ العائدة إذل الفًتة اؼبسيحية األكذل بدؿ تصنيفها‬ ‫ٌ‬
‫ضمن اجملموعة العائدة إذل اغبقبة البيزنطية (اللوحة ‪ 75 :11‬ك ‪.(80‬‬
‫‪-‬باعتقادم‪ ،‬يعود مسكن ؿبجة رقم ‪ ،1‬الغٍت بالزخرفة‪ ،‬إذل اغبقبة اؼبسيحية (القرف اػبامس‬
‫أك السادس اؼبيبلدم)‪ ،‬إذ ربمل زخارؼ غصينات الكرمة اليت تزينو (لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10‬ب)‬
‫الزاكم يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج‪ .‬تنتمي‬ ‫االلتفافات ذاهتا اؼبشاىدة يف كرقة الطنف ٌ‬
‫زخارؼ اؼبسكن رقم ‪ ( 3‬الكبَتة العدد أيضان) إذل ؾبموعة من الزخارؼ العائدة إذل اغبقبة‬
‫اؼبسيحية (القرف الرابع أك القرف اػبامس اؼبيبلدم)‪ ،‬بينما تشاىد يف اؼبساكن رقم ‪ 2‬ك‪7‬‬
‫ك‪ 11‬ك‪12‬ك‪ 14‬ك‪ 16‬ك‪ 19‬صلباف بارزة كزخارؼ منحوتة بأسلوب خاص باغبقبة‬
‫اؼبسيحية األكذل‪.‬‬
‫‪ -‬يف نول‪ ،‬يزيٌن ساكف باب كاجهة القاعة ‪ 005‬يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬بزخرفة كرمة ربمل‬
‫التفافات فباثلة لبللتفافات اليت شاىدناىا يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬يف كفر ناسج كيف اؼبسكن‬
‫رقم‪ 1‬يف ؿبجة‪ ،‬كزيٌنت عضاداتو بزخارؼ تعود إذل الفًتة اؼبمتدة بُت القرنُت الرابع كاػبامس‬
‫اؼبيبلديُت‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يعود اؼبسكن رقم ‪ 8‬إذل القرف اػبامس اؼبيبلدم بكل تأكيد‪ ،‬إذ ىذا‬
‫ما تؤكده الزخارؼ اليت تزينو‪ :‬بشكل خاص زخرفة اؼبربعات اؼبًتاكبة داخل إكليل الصلباف‬
‫اؼبعقوفة (اللوحة ‪ )28 :4‬اليت تشبو زخارؼ كاجهة كنيس كنف (اؼبوجود يف اعبوالف بالقرب‬
‫من نول) إذل حد بعيد‪ .‬بدكرىا‪ ،‬تسمح طريقة كبت زخارؼ إكليل سقف اؼبسكن رقم ‪9‬‬
‫(بيت اعبهماشل( كغصيناتو بتصنيفها ضمن ؾبموعات تعود إذل فًتة متأخرة (الشكل ‪.)9‬‬
‫إذف‪ ،‬إذا ما اعتمدنا على اؼبعايَت األسلوبية‪ ،‬نبلحظ أف بعض اؼبساكن فقط يعود إذل القرف‬
‫الثالث اؼبيبلدم (بأطوارىا األصلية على األقل)‪ ،‬بينما ال يضم أم مسكن من اؼبساكن‬
‫زخارؼ خبصائص سابقة للحقبة السيفركسية‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يبكن إرجاع غالبية اؼبساكن‪ ،‬دبا‬

‫‪278‬‬
‫فيها تلك اليت تضم زخارؼ مسيحية أصلية‪ ،‬إذل الفًتة اؼبمتدة بُت القرنُت الرابع كالسادس‬
‫اؼبيبلديُت ‪.‬‬

‫اؼبسكن يف ريف منطقة جنوب سورية‬

‫‪279‬‬
‫اللوحة ‪1‬‬

‫‪280‬‬
‫اللوحة ‪2‬‬

‫‪281‬‬
‫اللوحة ‪3‬‬

‫‪282‬‬
283
‫اللوحة ‪4‬‬

‫‪284‬‬
‫اللوحة ‪5‬‬

‫اللوحة ‪6‬‬

‫‪285‬‬
‫اللوحة ‪7‬‬

‫‪286‬‬
287
‫اللوحة ‪8‬‬

‫‪288‬‬
‫اللوحة ‪9‬‬

‫‪289‬‬
‫اللوحة ‪10‬‬

‫‪290‬‬
‫اللوحة ‪11‬‬

‫‪291‬‬
‫اللوحة ‪12‬‬

‫‪292‬‬
‫اللوحة ‪13‬‬

‫‪293‬‬
‫اللوحة ‪14‬‬

‫‪294‬‬
‫اللوحة ‪15‬‬

‫‪295‬‬
‫اللوحة ‪16‬‬

‫‪296‬‬
‫اللوحة ‪17‬‬

‫‪297‬‬
‫اللوحة ‪18‬‬

‫‪298‬‬
‫اللوحة ‪19‬‬

‫‪299‬‬
‫اللوحة ‪20‬‬

‫‪300‬‬
‫اللوحة‪21‬‬

‫‪301‬‬
‫اؽبوامش‪:‬‬

‫‪1. La Bible، p. 1525.‬‬


‫‪2 .Bopp، fig. 1 et 2 ; CLAUSS-BALTY,fig. 10 à 14,22 à 25 ; LENA,PL. V et‬‬
‫‪X ; STANZL,pl. ,à V, X,fig. 4 à 10.‬‬
‫‪3. CLAUSS-Balty,fig.6.‬‬
‫‪4 .STANZL,pl.Vc.‬‬
‫‪5. CLAUSS-Balty.pl.V et pl..‬‬
‫‪6‬‬
‫‪.Bopp,fig. 1 ; LENA,PL.  et X a ; STANZL,pl. .‬‬
‫‪7‬‬
‫‪.CLAUSS-Balty،fig.10.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪.STANZL,pl. a.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪.STANZL,pl. a,IV a,IX b.‬‬
‫‪10.VOGUE 1865-1877,P. 47-51,PL. 8-10 ; BUTLER,PAAES 1903,P. 370-‬‬
‫‪375.‬‬
‫قصر بأكثر من إيواف‪11. SOMMER 2003,P. 66-67,‬‬
‫‪.12‬قاـ مارؾ باليت (‪ )Marc Balty‬بالتقاط ىذه الصور باستثناء الصورة رقم ‪ 3‬يف اللوحة ‪ 1‬كالصورة ‪ 12‬يف‬
‫اللوحة ‪ 2‬كالصور ‪ 15‬ك ‪ 16‬ك ‪ 17‬ك ‪ 18‬يف اللوحة ‪ 3‬ك الصورتُت ‪ 24‬ك ‪ 25‬يف اللوحة ‪ 4‬ك الصور ‪ 52‬ك ‪53‬ك‬
‫‪ 55‬ك ‪ 56‬ك ‪ 58‬ك ‪ 59‬ك ‪ 60‬يف اللوحتُت ‪ 6‬ك ‪ 8‬ك الصورتُت ‪ 67‬ك ‪ 68‬يف اللوحة ‪ 9‬كالصور من ‪ 89‬إذل‬
‫‪ 93‬يف اللوحة ‪ 12‬ككل الصور يف اللوحة ‪ 13‬كالصورتُت ‪ 111‬ك‪ 113‬يف اللوحة ‪ 14‬كالصور ‪120‬ك ‪121‬ك‬
‫‪ 123‬يف اللوحة ‪ 15‬ككل صور اللوحة ‪ 16‬كالصور من ‪ 137‬إذل ‪ 141‬يف اللوحة ‪ 17‬كالصور ‪ 142‬ك ‪143‬‬
‫ك‪ 144‬ك‪ 146‬ك‪ 147‬ك‪ 148‬يف اللوحة‪ 18 .‬كالصورة ‪ 154‬يف اللوحة ‪ 19‬كالصورتُت ‪ 160‬ك‪ 162‬يف اللوحة‬
‫‪ 20‬كالصورتُت ‪ 168‬ك ‪ 169‬يف اللوحة ‪ 21‬كاألشكاؿ الثبلثة ‪ 1‬ك‪ 6‬ك‪7‬اليت قاـ بتصويرىا الكاتب‪.‬‬
‫‪.13‬كلوس باليت‪ ،‬الشكل ‪،12‬كجد أحد ىذه الكراسي يف فناء اؼبسكن رقم ‪ 3‬يف كفر مشس‪.‬‬
‫‪.14‬كذلك ركاؽ كاجهة اؼبسكن رقم ‪ 2‬يف كفر ناسج‪.‬‬
‫‪.15‬كوؿ (‪ )Kohl‬ك كاتزقبر(‪ 1916 )Watzinger‬يف كفر ناحوـ‪ ،‬ص‪ ،23-21 .‬الشكل‪،42-39 .‬‬
‫مَتكف (‪ ،)Meron‬ص‪ ،87-86 .‬الشكل‪ ،173 ،169 .‬كفر برعم‪ ،‬ص‪ ،99-92 .‬الشكل‪،190-189 :‬‬
‫النربتُت‪ ،‬ص‪ ،104 .‬الشكل‪ ،197 .‬الدشيش‪ ،‬ص‪ ،111 .‬الشكل‪ ،1981 ;MA'OZ214 .‬يف عُت نشوط‪،‬‬
‫ص‪.109 .‬‬
‫‪16. KRENCKER et ZSCHIETZSCHMANN 1938‬‬
‫يف معبد بيت جلق‪ ،‬اللوحة‪ ،52 .‬يف معبد نيحا الكبَت (أ)‪ ،‬ص‪ ،113 .‬الشكل‪.152 .‬‬
‫‪17. BERNARD 1968,P. 139,fig. 13.‬‬
‫‪18. HOEPFNER 1983,P. 33,fig. 18.‬‬
‫‪19. KRENCKER et ZSCHIETZSCHMANN‬‬
‫حرـ اؼبعبد الكبَت‪ ،‬ص‪ ،43 .‬الشكل‪.63 .‬‬

‫‪302‬‬
‫‪.20‬يف عاسم (معاد استيدامو)‪ ،‬يف برد (معاد استيدامو)‪،‬اؼبعسكر الركماشل يف بصرة ( موجودة بشكل منعزؿ) دير‬
‫البيت (معاد استيدامو)‪ ،‬غارية الشرقية (معاد استيدامو)‪ ،‬ألبل (منعزؿ)‪ ،‬قنوات(منعزؿ)‪ ،‬قريٌة (معاد استيدامو)‪،‬‬
‫مسكن يف الصنمُت ( يف مكانو األصلي)‪ ،‬مسكن يف شقا ( يف مكانو األصلي)‪.‬‬
‫‪.21‬كنيس سيع ‪ ،8‬حوراف ‪ 2،‬اجمللد الثاشل ‪ ،‬اللوحة ‪ ،71‬كنيس صور اللجاة‬
‫‪BUTLER,PPUAES  A 7 1919,ill.371.‬‬
‫‪.22‬كوؿ ك كاتزقبر ‪ 1916‬يف مَتكف‪،‬ص‪ ، 86.‬الشكل‪ ، 170 :‬الديك‪ ،‬ص‪ ،122.‬الشكل‪ ،245 :‬أـ‬
‫القناطر‪،‬ص‪ 131.‬الشكل‪ 265 :‬كص‪ ،133.‬الشكل‪. 270:‬‬
‫‪.23‬مسكن بركاؽ يف موقع بنقفر (جبل باريشا)‪،‬‬
‫‪TATE1992، fig.61،p.43 et p.120،‬‬
‫يعود تاريخ اؼبنزؿ إذل النصف الثاشل من القرف الرابع اؼبيبلدم‪،‬‬
‫‪Berger2005،catalogue ,p.116-118،pl.LXXXIX-Xc.‬‬
‫‪24.LEZINE 1955,PL.  : 4.‬‬
‫‪. 25‬يف بصرل (منعزؿ)‪ ،‬درعا (معاد استيدامو)‪ ،‬حرباف (منعزؿ)‪ ،‬ألبل (منعزؿ)‪ ،‬مسكن يف قنوات (يف ركاؽ ؿبفوظ‬
‫يف مكانو)‪ ،‬شعارة (منعزؿ)‪ ،‬سيع (منعزؿ حيث عثر عليو على "الطريق اؼبقدس")‪ ،‬السويداء (منعزؿ)‪ ،‬يف مسكن يف أـ‬
‫الزيتوف (ركاؽ ؿبفوظ يف مكانو)‪.‬‬
‫‪ .26‬مسكن باموقا ‪ ،‬تشالينغو ‪ ،1958-1953‬ص‪ ،312-309 ،307-302 .‬اللوحة‪،XCIV-XCVII .‬‬
‫برغر ‪ ،2005‬كاتالوج ص‪ ،96-90.‬ألبوـ اللوحة‪ ،LXIII.‬يعود تاريخ اؼبنزؿ إذل النصف األكؿ من القرف الثاشل‬
‫اؼبيبلدم ; سًتاب ‪ ،1993‬اللوحة‪ 33 .‬د‪ ،‬كنيسة باقرحا (‪416‬ـ)‪.‬‬
‫‪.27‬كوؿ ككاتزقبر ‪ ،1916‬دكر عبادة يهودية يف إربد‪ ،‬ص‪ ،67 .‬الشكل‪ ،127 .‬أـ العمد ص‪ ،79.‬الشكل‪.‬‬
‫‪ ،156-155‬أـ القناطر‪ ،‬ص‪ 132 .‬الشكل‪.268 .‬‬
‫‪.28‬ليزين ‪ ،1955‬اللوحة‪ ،6-5 :‬يف موقع بوالرهبيا‪.‬‬
‫‪.29‬راجع ـبططات اؼبباشل اؼبنشورة يف كتاب كلوس‪-‬باليت لبلطبلع على تسميات كأرقاـ اؼبساكن كالغرؼ يف قرل‬
‫معربا كخربة غزالة كؿبجة ككفر مشس كألبل ككفر ناسج‪.‬‬
‫‪.30‬آدـ ‪ ،1984‬أعلى الصفحة ‪ ;356‬ليزين ‪ ،1955‬اللوحة‪ ،6 :6 .‬يف طبيسة‪.‬‬
‫‪.31‬برجر(‪ ،2005)Berger‬النص ص‪ ،183-177 .‬كاتالوؾ ص‪ 187-176.‬كاللوحة‪ ،CXXXIX‬تًتابيبل ا‬
‫لدانا اعبنوبية (يشَت األسلوب إذل تطور زمٍت يف القرف الثالث أك الرابع اؼبيبلدم); سًتاب ‪ ،1973‬عدد من أمثلة‬
‫التيجاف ذات القرمة كالعناقة العالية من بينها تيجانان توسكانية‪ ،‬اللوحة‪11 .‬ىػ‪ ،‬كنيسة سنجار‪ ،‬القرف الرابع اؼبيبلدم ;‬
‫اللوحة‪ 14 .‬ب كنيسة خربة مشس‪ ،‬القرف الرابع اؼبيبلدم ;اللوحة‪ 14 .‬د كنيسة باطوطا‪ ،‬القرف الرابع اؼبيبلدم ;‬
‫اللوحة‪ 63 .‬ز‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ 18‬يف سرجيبل‪.‬‬
‫‪.32‬سًتاب (‪ ،1993 )Strybe‬اللوحة‪ 61 -58 .‬أ ك ب‪ ،‬يف موقع البارا ; اللوحة‪ 59 .‬أ‪ ،‬جػ ك‪ 61‬جػ‪ ،‬كنيسة‬
‫بًتسا‪ ،‬القرنُت اػبامس كالسدس اؼبيبلديُت ; اللوحة ‪ 59‬ب‪-‬ز ك‪ 61‬ىػ‪ ،‬اللوحة‪ 61 .‬د‪ ،‬أندركف يف سرجيبل (العاـ‬
‫‪ 473‬ـ) ; اللوحة‪ 64 .‬أ الفيبل رقم ‪ 1‬يف ركوبة‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫‪.33‬كوكؿ ككاتنزؿ ‪ ،1916‬ص‪ ،54.‬الشكل‪ ،102 ،‬كنيس كورازصل; إيفُت (‪ ،1993 )Yeivin‬ص‪،304 .‬‬
‫تأريخ انطبلقان من هناية القرف الرابع اؼبيبلدم‪.‬‬
‫‪.34‬كاف ذلك خبلؿ بعثة ميدانية قاـ هبا فريق فرنسي سورم بإدارة باسكاؿ كلوس باليت يف العاـ ‪ ، 2005‬مت‬
‫التعرؼ على ‪ 15‬مبٌت قدصل داخل القرية‪ :‬بيت مثيب‪ ،)1(‬بيت طوالبة(‪ ،)2‬بيت ريايب(‪ ،)3‬بيت خريبة(‪ ،)4‬بيت‬
‫عود اهلل (‪ ،)5‬بيت اعبهماشل‪ ،)6(‬بيت صقر مصرم(‪ ،)7‬بيت مثيب ‪ ،)8(‬بيت اعبهماشل‪ ،)9(‬بيت‬
‫حبلكات(‪ ،)10‬بيت خويب (‪ ،)11‬بيت سائل اؼبسيلم (‪ ،)12‬بيت بطح ‪ ،)13(‬بيت بطح‪ ،)14(‬بيت‬
‫حجاج(‪.)15‬‬
‫‪.35‬بَتجر‪ ،2005 ،‬اللوحة‪ ،25.‬قرب سنجار ; سًتاب ‪ ،1993‬اللوحة‪ 12 .‬جػ‪ ،‬كنيسة سنجار‪ ،‬القرف الرابع‬
‫ميبلدم ; اللوحة‪ 31 .‬جػ‪ ،‬كنيسة الشركؽ‪ ،‬القرف اػبامس اؼبيبلدم; اللوحة‪ 31 .‬د كىػ‪" ،‬مسكن اؼبلك" يف كوكاناية;‬
‫اللوحة‪ 31 .‬ك مسكن يف اعبوانية‪ ،‬القرف اػبامس‪ /‬سًتاب ‪ ،2002‬اللوحة ‪ 127‬أ كد يف بشندالنيت (منتصف القرف‬
‫السادس اؼبيبلدم) ; اللوحة‪ 133 .‬د يف بريش‪ ،‬كنيسة ; اللوحة‪ 139 .‬ىػ كاللوحة ‪ 140‬يف مشبك ; اللوحة‪144 .‬‬
‫ك‪ 145‬جػ يف شيخ سليماف‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يبلحظ يف كل األمثلة األخَتة (سًتاب ‪ )2002‬الغياب الكلي للبيضات‬
‫كاألكنوس بينما ىي كجودة يف أمثلة منطقة جنوب سورية‪.‬‬
‫‪.36‬دنتزر‪-‬فيدم ‪ ،1990‬ص‪.179-177 .‬‬
‫‪ ،1981 MA'OZ. 37‬ص‪ ،1993 ; MA'OZ 104 .‬ص‪ ،1222 .‬بداية القرف السادس ;ىاشليلي‬
‫‪ ،1995‬ص‪.211-210 .‬‬
‫‪.38‬سًتاب‪ ،1993 ،‬اللوحة‪ 14-12 .‬كنائس سنحار كباطوطا كخرب مشس (القرف الرابع اؼبيبلدم) ; اللوحة‪19 .‬‬
‫كنيسة بابيسقا (القرنُت الرابع كاػبامس اؼبيبلديُت); اللوحة‪ 21 .‬كنيسة كسيبة (‪ 414‬ـ)‪ ،‬اللوحة‪ 30 .‬د مسكن يف‬
‫اعبوانية (القرف اػبامس) ; اللوحة‪ 63 .‬ز كحػ‪ ،‬سرجيبل‪ ،‬اؼبسكن ‪ ; 18‬اللوحة‪ ،64 .‬ركوبة‪ ،‬اؼبسكن‪ ... 1‬إخل ;‬
‫سًتاب ‪ ،2002‬اللوحة‪ ،127 .‬بشندلنيت‪ ،‬كنيسة ; اللوحة‪ ،139 ،135 .‬مشبك‪ ،‬كنيسة ; اللوحة‪ ،145 .‬شيخ‬
‫سليماف‪ ،‬كنيسة‪ ،‬إخل‪.....‬‬
‫‪.39‬كلوس‪-‬باليت‪ ،‬الشكل‪ ; 13 .‬اللوحة‪.8 .‬‬
‫‪.40‬كذلك ىو اغباؿ يف القاعة ‪ 005‬يف اؼبسكن رقم‪( 2‬بيت طوالبة) يف نول‪.‬‬
‫‪.41‬راجع ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 3 .‬ب كجػ‪.‬‬
‫‪42. Idem.‬‬
‫‪.43‬كذلك ىو اغباؿ يف ؿبجة (اؼبسكن رقم‪ ،3‬الغرفة ‪ ،004‬قاعة القوس ‪ 006‬كغرفة اغبجلة ‪ )007‬كيف صبرين‬
‫(يف "الفيبل")‪.‬‬
‫‪.44‬حلية اؼبسبحة‪ ،‬حلية البيضة‪ ،‬قعَتة منحوتة بغصينات أك حبلية الزىرة كالسهم‪ ،‬جبهة‪.‬‬
‫‪.45‬انظر أيضان ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 1 .‬ك ‪3‬ب كجػ‪.‬‬
‫‪.46‬ستانزؿ‪ ،‬الشكل‪.11 .‬‬
‫‪.47‬ؿبجة‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ ،3‬غرفيت اغبجلة ‪ 004‬ك‪.007‬‬
‫‪.48‬ستانزؿ‪ ،‬الشكل‪.9 .‬‬
‫‪ .49‬ألبل‪ ،‬بيت العلو‪ ،‬قاعة القوس ‪.003‬‬

‫‪304‬‬
‫‪.50‬ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 3 .‬أ; كلوس باليت‪ ،‬الشكل‪ ; 14 .‬معربا‪ ،‬اؼبسكن أ‪ ،‬قاعة القوس ‪ ;010‬ؿبجة‪ ،‬اؼبسكن رقم‪،3‬‬
‫غرفيت اغبجلة ‪ 004‬ك‪; 007‬نول‪ ،‬بيت اعبهماشل ‪( ‬رقم‪ ،)9‬غرفة اغبجلة ; نول‪ ،‬بيت مثيب ‪(‬رقم‪ ،)8‬غرفة‬
‫اغبجلة ‪.003‬‬
‫‪.51‬حوراف ‪ ،2‬اجمللد الثاشل‪ ،‬اللوحة‪ ،78 .‬بركفيل رقم ‪.17‬‬
‫‪52. IBID.,PL. 78. PROFIL N18.‬‬
‫‪ . 53‬معبدم عتيل الغريب كاعبنويب‪ ،‬الباب "الركماشل" ؼبعبد سيع‪ ،‬باب معاد استيدامو يف كنيسة اغبي الشرقي يف‬
‫بصرل‪ ،‬مباشل ؾباكرة ؼبسرح بصرل (اللوحة‪.)35 :6 .‬‬
‫‪.54‬سًتككا (‪ ،1985 ،)Strocka‬ص‪ ،24 .‬الشكل‪ ،43 .‬ىيكل حوريات بوليو (‪ ;)Pollio‬راجع ككرد‬
‫( ‪M.‬‬ ‫بَتكنس(‪ ،1980 )Ward-Perkins‬اللوحة‪ ،23 .‬صرح ـ‪ .‬سَتفيلوس فابيانيوس‬
‫‪ )Servilius Fabianus‬يف القسطنطينية‪ ،‬اللوحة‪ 24 .‬أ يف نابلس‪ ،‬اللوحة‪ 24 .‬ب ضبامات أفركديسوس‪،‬‬
‫اللوحتُت ‪ 26‬ب ك‪27‬ب‪ ،‬بازيليك اللبدة الكربل (‪ )Lepcis Magna‬العائدة إذل الفًتة السيفَتكسية‪ ،‬اللوحة ‪27‬‬
‫أ‪ ،‬يف متحف بصرل‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫‪.55‬مسرح "اغباكم الركماشل اعبديد" يف بصرل كعدد من الزخارؼ اؼبعاد استيدامها يف اؼبدينة‪ ،‬ككذلك يف درعا‬
‫كقنوات كيف معبد حرباف كيف مسكن يف الصنمُت كيف "قليبة" ش ٌقأ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫‪.56‬يف ضباة (‪ ،) 1985, p. 135 et fig. 21 h،PLOUG et alii‬قلعة فقرا‪ ،‬اؼبعبد الكبَت‬
‫)‪،(KRENCKER et ZSCHIETZSCHMANN 1938,p. 43,fig. 62-63‬يف مسارح جادارا‪-‬أـ‬
‫قيس كجَتاسا‪-‬جرش كفيبلدلفيا‪ٌ -‬‬
‫عماف‪ ،‬كيف دكر العبادة اليهودية يف كفر ناحوـ‪.‬‬
‫(‪P. 27,fig. 49 ; GOODENOUGH 1953-1965,vol. ،KOHL et WATZINGER 1916‬‬
‫‪ )3,fig. 468‬كيف أـ العمد (‪ )KOHL et WATZINGER 1916,P. 72,fig. 138‬كيف مَتكف‬
‫(‪.)KOHL et WATZINGER 1916,P. 86 fig. 169‬‬
‫‪.57‬يف أكستيا أنتيكا (‪( )Ostie‬بن سابُت (‪ ،1973 )Pen Sabene‬اللوحة‪ ،6 .‬الرقم ‪ ،76-72‬يف عهد‬
‫ىادرياف) ;يف أنطاليا‪ ،‬باب ىادرياف (النكوركنسكي (‪ ،1890 )Lankoronski‬اجمللد ‪ ،1‬اؼبيططُت ‪6‬ك ‪.)8‬‬
‫‪.58‬ديل ببلس (‪ )Del Place‬كدانتزر فيدم ‪ ،2005‬ص‪ ،260 .‬يف ما يتعلق بكونسوالت أعمدة تدمر ;بوشل‬
‫(‪ )Boubi‬كأرل (‪ ،1992 )alii‬اللوحة‪ ،33 .‬معبد نبو يف تدمر‪ ،‬أركقة الفناء ; بصرل اؼبسرح‪ ،‬تيجاف األعمدة (‬
‫اللوحة ‪.)6337‬‬
‫‪59. BUTLER,PPUAES  A 5 1915,pl.،‬‬
‫قنوات معبد ذك كاجهة معمدة‪.‬‬
‫‪60 ،.MA'OZ 1981,P. 103‬‬
‫كنيس كنف ‪ ،‬ساكف الباب ‪ ،‬ىاشيلي ‪ ، 1995‬ص‪ ،209.‬رقم ‪ ،61-60‬كنيس الديك سقف اؼبشكاة‪.‬‬
‫‪.61‬سًتاب ‪ ،1993‬اللوحة‪ 11 :‬ب ‪ ،‬كنيسة برج حيدر ‪ ،‬تاج عضادة ؛ اللوحة ‪ 13‬د‪ ،‬كنيسة فافرتُت يف حلب(‬
‫العاـ ‪ 372‬ـ)‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫‪.62‬تنتمي إذل ىذا النموذج البسيط أمثلة من جرش تعود إذل عهد تراجاف( كريلينغ (‪ ، 1938 )Krailing‬اللوحة‬
‫‪ ، 5 : 20‬باب مشارل ‪115-114 ،‬ـ )‪،‬ك من دكرا أكركبوس (شو ‪ ،1947‬اللوحة ‪ ،11‬رقم ‪ ،217‬قوس‬
‫تراجاف)‪ .‬بعد ذلك يف منطقة جنوب سورية ‪ ،‬على تيجاف عضادات " قليبة" أـ الزيتوف (‪ 282‬ـ)‪.‬‬
‫‪.63‬سًتاب ‪ ،1993‬اللوحة ‪ 19‬ق ‪ ،‬ك ‪ ،‬كنيسة بابيسقا (‪ ()Babisqa‬القرف الرابع ‪ /‬اػبامس اؼبيبلدم)؛ اللوحة‬
‫‪ 23‬ب ‪ ،‬دار قيتا (القرف اػبامس اؼبيبلدم) ;اللوحة‪ 48 .‬كنيسيت داحس كبيًت (القرف اػبامس اؼبيبلدم)‪.‬‬
‫‪.64‬دنتزر‪-‬فيدم ‪ ،1990‬ص‪ ،176-171 .‬اجملموعة السادسة‪.‬‬
‫‪65. MA'OZ 1981,P. 104 ; MA'OZ 1993,P. 1222,‬‬
‫بداية القرف اػبامس‪ ،‬ىاشيلي ‪ ،1995‬ص‪.211-2100 .‬‬
‫‪.66‬سًتاب ‪ ،1993‬يف ماعز ( القرف اػبامس اؼبيبلدم)‪ ،‬اللوحة ‪ 2‬ب ؛ يف براد‪ ،‬اللوحة ‪ 15‬أ‪ ،‬يف كسيبة (‪414‬ـ)‬
‫اللوحة‪ 20 .‬أ ك‪ 21‬أ ; يف قصر البنات (القرف اػبامس اؼبيبلدم) اللوحة‪ 25 .‬ج‪-‬د ; يف حبيو (القرف اػبامس‬
‫اؼبيبلدم) ‪ ،‬اللوحة‪ 37 .‬أ ; يف داحس (القرف اػبامس اؼبيبلدم)‪ ،‬اللوحة‪ 49 .‬ب ;يف بارا‪ ،‬اللوحة‪ 70 .‬أ ; يف دير‬
‫ظبعاف ‪ ،‬اللوحة ‪ 93‬ب;سًتاب ‪ ،2002‬اللوحة‪ 55 .‬ب كد ‪ ،‬يف ماعز ; اللوحة ‪ 96‬أ كب‪ ،‬يف كوكاناية; اللوحة‪.‬‬
‫‪ 127‬ب كجػ‪ ،‬يف بشندلنيت; اللوحة‪ 149 .‬د‪ ،‬يف دير ظبعاف‪.‬‬
‫‪.67‬براندس ‪ ،2002‬كنيسة ذات ـبطط دائرم (حواذل العاـ ‪510‬ـ)‪ ،‬ص‪ ،140-139 .‬اللوحة‪ : 51 .‬ىػ ك ك‪،‬‬
‫اغبنية الشمالية‪ ،‬اللوحة‪ :59 .‬د كىػ‪ ،‬حنية‪.‬‬
‫‪.68‬براندس (‪ ،2002 )Brands‬يف ديار بكرم‪ ،‬اللوحة ‪ 91‬أ كب‪ ،‬تيجاف معاد استيدامها ; اللوحة ‪ 92‬د ك‬
‫‪ 93‬أ كب‪ ،‬تيجاف معاد استيدامها يف كنيسة القديسة مارم ; اللوحة‪ 105 .‬جػ يف نصيبُت‪ ،‬بيت اؼبعمودية‪.‬‬
‫‪.69‬سوديٍت (‪ ،1992 )Sodini‬ص‪.41-40 .‬‬
‫‪70 SEYRIG et alii 1975، vol. texte، pl. 36-37، vol. planches، pl. 124.‬‬
‫‪.71‬دنتزر‪-‬فيدم ‪ ،1986‬ص‪.287 .‬‬
‫‪.72‬خربة غزالة اؼبسكن رقم ‪ ،1‬كاجهة اؼببٌت الغريب ; ألبل‪ ،‬بيت العلو‪ ،‬كاجهة اؼببٌت الشمارل اؼبطلة على الفناء‬
‫(الشكل‪ ; )5 .‬كفر مشس‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ ،3‬كاجهة اؼببٌت الغريب‪ ،‬كلوس باليت‪ ،‬الشكل‪.11 .‬‬
‫‪.73‬ألبل "القصر"‪ ،‬كاجهة (ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪9 .‬ب) ; كفر ناسج‪ ،‬اؼبسكن رقم ‪ ،1‬كلوس باليت‪ ،‬الشكل‪.10 .‬‬
‫‪.74‬ألبل‪" ،‬قصر"‪ ،‬القاعة الرئيسية (ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪; 3 .‬اللوحة ‪4‬ب كجػ)‪ ،‬كالغرؼ اعبانبية‪ ،‬السقوؼ كالقبب ;‬
‫ألبل‪ ،‬بيت العلو‪ ،‬قاعة القوس ‪ ،003‬السقف ; كفر ناسج‪ ،‬اؼبسكن رقم ‪ ،1‬الغرفة ‪ ،007‬القاعة ‪ ،009‬السقوؼ ;‬
‫خربة غزالة‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ ،3‬غرفة اغبجلة ‪ ،003‬كلوس باليت‪ ،‬الشكل‪ ،14 .‬قاعة القوس ‪ ،004‬السقوؼ; ؿبجة‪،‬‬
‫اؼبسكن رقم‪ ،1‬قاعة القوس ‪ ،002‬السقوؼ; ؿبجة‪ ،‬اؼبسكن رقم ‪ ; 2‬ؿبجة‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ ،3‬غرفة اغبجلة ‪،004‬‬
‫القبة ; ؿبجة‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ ،11‬الغرفة ‪; 014‬نول‪ ،‬اؼبسكن رقم ‪ ،2‬السقوؼ ; نول‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ ،8‬القبة ; نول‪،‬‬
‫اؼبسكن رقم ‪ ،9‬السقف‪.‬‬
‫‪.75‬ألبل "القصر"‪ ،‬ستانزؿ‪ ،‬اللوحة ‪ 4‬جػ‪5 ،‬ب‪ 7 ،6 ،‬أ كب‪ ،‬كالشكل‪ ; 8 .‬خربة غزالة‪ ،‬اؼبسكن رقم ‪ ،1‬الغرفة‬
‫‪( 019‬اللوحة‪ ، )42 :7 .‬القاعة ‪( 021‬اللوحة‪ ;)43 :7 .‬كفر ناسج‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ ،1‬الغرفة ‪( 007‬اللوحة‪:7 .‬‬
‫‪ ،)44‬الغرفة ‪( 009‬اللوحة‪ ;)45 :7 .‬ؿبجة‪ ،‬اؼبسكن رقم‪( 1‬لينا‪ ،‬اللوحة‪10 .‬ب) إخل‪.....‬‬
‫‪.76‬ألبل‪ ،‬بيت العلو كاجهة اؼببٌت الشمارل اؼبطلة على الفناء ( الشكل‪ ; 6 .‬اللوحة‪.)51 :8 .‬‬

‫‪306‬‬
‫‪.77‬ألبل "القصر"‪ ،‬باب الدخوؿ إذل الفناء (ستانزؿ‪ ،‬الشكل‪ ; )16 .‬نول‪ ،‬اؼبسكن رقم ‪ ،8‬بابا الغرفة ‪003‬‬
‫(اللوحة‪ ،)48 :7 .‬كباب الغرفة ‪( 004‬اللوحة‪.)49 :7 .‬‬
‫‪.78‬ألبل "القصر"‪ ،‬باب الدخوؿ الرئيس (اللوحة‪ ،53 /8 .‬كستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 9 .‬ب) كالباب اعبانيب الغريب (اللوحة‪.‬‬
‫‪ ; )52 :8‬ألبل‪ ،‬بيت العلو ; غزالة‪ ،‬إطار معاد استيدامو يف مسكن موجود مشاالن بالقرب من اؼبسكن رقم‪1‬‬
‫(اللوحة‪.)50 :7 .‬‬
‫‪79 .KRENCKER et ZSCHIETZSCHMANN 1938‬‬
‫ص‪ ،36 .‬الشكل‪ ،57 .‬نافذة‪ ،‬ص‪ ،248 .‬الشكل‪ ،384 .‬يف عُت ىرشا‪.‬‬
‫‪.80‬يف منطقة مشاؿ سورية‪ ،‬تات ‪ ،1992‬ص‪ ،121 .‬الشكل‪ ،179 .‬مسكن ; بَتغر ‪ ،2005‬اللوحة‪،38 .‬‬
‫معبد الشيخ بركات‪ ،‬اللوحة‪ ،XLIX .‬معبد برج ‪ ،BAQIRHA‬باب حرـ اؼبعبد ;يف أفاميا أيطر نوافذ مطلة على‬
‫الشارع الرئيسي‪.‬‬
‫‪).‬السامرة( ‪81. CROWFOOT et alii 1966, pl. LXXX,p. 52,fig. 21‬‬
‫‪.82‬جرش بوابة أرسبيس (‪ 150( )Artemis‬ـ)‪ ،‬مسرح مشارل ; فيبلديلفيا‪ ،‬مسرح‪.‬‬

‫‪83 .BUTLER ، PPUAES  A 5 1915,p. 347-350.‬‬


‫‪84. SARTRE-FAURIAT 2001,vol. 1,P. 41,fig. 45.‬‬
‫‪85. VOGUE 1865-1877,P. 47-51 ; BUTLER,PPUAES  1903,p. 370-375.‬‬
‫‪86. BUTLER,PPUAES  1903,p. 365-368.‬‬
‫‪87. VOGUE 1865-1877,P. 58.‬‬
‫‪ 88‬يف ما ىبص إطار كاجهة معبد سيع ‪ ،8‬حوراف ‪ ،2‬ص‪.88-87 .‬‬
‫‪89. BUTLER,PPUAES  A 5 1915,pl. XX,155 après J-C.‬‬
‫‪.90‬معبد الصنمُت (‪191‬ـ)‬
‫‪BUTLER,PPUAES  A 5 1915,p. 315-322 ; FREYBERGER 1989a.‬‬
‫‪. 91‬الباب الرئيسي يف معبد قنوات ذك الواجهة اؼبعمدة‪ ،‬باب النصب التذكارم "فيليبيوف" (‪ )Phillippeion‬يف‬
‫شهبا‪ ،‬باب معاد استيدامو بالقرب من ضباما شهبا‪ ،‬األبواب اؼبركزية يف البازليك كيف "قصر" شقا‪.‬‬
‫‪.92‬براندس (‪ ،2002 )Brands‬اللوحة اؼبلحقة ‪ 22‬ىػ‪ ،‬ك ‪ ،‬اللوحة ‪ 23‬من أ إذل جػ‪ ،‬كنيسة ذات ـبطط دائرم‪.‬‬
‫‪.93‬ألبل "قصر"‪ ،‬نافذة فوؽ الباب اعبانيب (اللوحة‪.)52 :8 .‬‬
‫‪.94‬كفر ناسج‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ ،2‬كاجهة اعبناح الغريب (الشكل‪.)3 .‬‬
‫‪.95‬ؿبجة‪ ،‬اؼبسكن رقم‪(1‬لينا‪ ،‬اللوحة ‪ 10‬أ) ؛ كرؾ‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ ،‬كاجهة (الشكل‪.)7 .‬‬
‫‪.96‬ألبل‪ ،‬بيت كبَت‪ ،‬باب اؼبدخل الرئيسي (ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 9 .‬ب)‪.‬‬
‫‪.97‬ألبل‪ ،‬بيت العلو‪ ،‬كاجهة مطلة على فناء اؼببٌت الشمارل (الشكل‪.)5 .‬‬
‫‪98. BUTLER,PPUAES  A 4 1914,ill. 250.‬‬
‫مقابل الصفحة ‪.296‬‬
‫‪.99‬بعض أمثلة البثنية‪.‬‬
‫‪BARKER et alii 1974,pl. 71 A ; BEN-DEV 1975 ; HIRSCHFELD 1995,P.‬‬
‫‪257,fig. 187.‬‬

‫‪307‬‬
‫‪.100‬ألبل "قصر" يف الواجهة (اللوحة‪ :9 .‬من ‪ 61‬إذل ‪ 63‬كستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 9 .‬أ ك ب‪ ،‬الشكبلف ‪ 1‬ك‪ ،) 2‬يف‬
‫الداخل‪ ،‬يف الغرفة الرئيسية (ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 3 .‬أ كاللوحة ‪ 4‬أ) كداخل الغرفة اعبانبية (ستانزؿ‪ ،‬الشكبلف ‪ 5‬ك‪; )10‬‬
‫ؿبجة‪ ،‬اؼبسكن رقم‪( 3‬اللوحة‪ )64 :9 .‬؛ نول‪ ،‬اؼبسكن رقم‪( 8‬اللوحة‪.)65 :9 .‬‬
‫‪.101‬يف عتماف‪ ،‬ضريح‪-‬معبد‪ ،‬مشاكي الواجهة‪PPUAES  A 5 1915,p. 309,ILL. ،BUTLER ،‬‬
‫‪280.‬؛‬
‫جرش (جَتاسا)‪ ،‬مشاكي حجاب اػبورس يف اؼبسرح اعبنويب (‪ 96-83‬ـ)‪ ،‬معبد زيوس ( ‪ 167-166‬ـ)‪ ،‬التًتابيل‬
‫اعبنويب‪ ، ;KRENCKER et ZSCHIETZSCHMANN 1938 P. 220. Fig. 327‬اؽببارية‪ ،‬مشاكي‬
‫الواجهة‪ ،‬اللوحة‪ ،112 .‬دير العشاير‪ ،‬مشاكي الواجهة‪.‬‬
‫; ‪102. MA'OZ 1981,n64,P. 210-211‬‬
‫كنيس يعود إذل القرنُت اػبامس كالسادس اؼبيبلديُت حبسب ىاشيلي ‪،1988‬ص‪.148 .‬‬
‫‪103. KRENCKER et ZSCHIETZSCHMANN 1938,pl. 33,p. 76,fig.105,‬‬
‫حصن سليماف‪ ،‬حرـ معبد زيوس‪ ،‬الباب الشمارل‪ ،‬اللوحة‪ ،42 .‬حرـ معبد صغَت‪ ،‬حنية جانبية ؛ اللوحة‪ ،76 .‬ؾبدؿ‬
‫عنجر‪ ،‬معبد‪ ،‬مشاكي قدس األقداس ؛ ليتلتوف (‪ ،1974 )Lyttelton‬بعلبك‪ ،‬اؼبعبد الدائرم‪ ،‬اللوحة‪4 .‬؛‬
‫بعلبك‪ ،‬اغبنية اعبانبية للفناء الكبَت‪ ،‬اللوحة‪ 133 :13 .‬؛ جرش‪ ،‬بوابة معبد أرسبيس ‪ ،‬اللوحة ‪ 143‬؛ معبد كورنيثي‪،‬‬
‫اللوحة‪ 174 .‬؛ بصرل‪ ،‬اؼبسرح‪ ،‬مباشل اؼبسرح ؛ بوساف‪ ،‬اؼبعبد‪.‬‬
‫‪.104‬يقوؿ ستانزؿ كفقان ؼببلحظاتو (راجع يف الكتاب نفسو دراستو اؼبتعلقة ب" قصر" ألبل) إف العديد من العناصر‬
‫اؼبعمارية اؼبوجودة يف ىذا اؼببٌت معاد استيدامها كبالتارل ردبا ىي غَت كاملة‪.‬‬
‫‪.105‬قصر اغباكم يف اؼبسمية‪ ،‬مشاكي الواجهة‪ ،‬ىيل ‪ ،1975‬الشكبلف ‪ 1‬ك‪ 5‬؛ معبد الصنمُت‪،‬‬
‫؛ ‪,BUTLER,PPUAES  A 5 1915,p. 318,ILL. 292‬‬
‫معبد بريكة‪BUTLER,PPUAES  A7 1919,p. 410,ILL. 352.;،‬بازيليك شقا‪.‬‬
‫‪.106‬دنتز‪-‬فيدم ‪،1992‬ص‪.79 .‬‬
‫‪.107‬كنيس يعود إذل القرف اػبامس اؼبيبلدم‪.MA'OZ 1981,P.102،‬‬
‫‪.108‬كوؿ ك كاتزقبر ‪ ،1916‬الشكبلف ‪ 8‬ك‪ .21‬الطور الثاشل العائد إذل القرنُت الرابع كاػبامس اؼبيبلديُت حبسب‬
‫ىاشيلي ‪ ،1988‬ص‪.148 .‬‬
‫‪.109‬كوؿ ككاتزقبر ‪ ،1916‬الشكل‪.73 .‬‬
‫‪.110‬نول‪ ،‬اؼبسكن رقم ‪ ،10‬معاد استيدامها يف غرفة تضم حنية‪.‬‬
‫‪.111‬لينا (‪ ،)Lena‬اللوحة‪ 10 .‬جػ ؛ نول‪ ،‬اؼبسكن رقم ‪ ،2‬القاعة ‪ 005‬كالشكل‪.9 .‬‬
‫‪112. DENTZER-FEDY 1986,P. 287,300.‬‬
‫‪113. MA'OZ 1981,P. 109 ; HACHLILI 1988,P. 320.‬‬
‫‪114. HACHLILI 1988,P. 319,fig. 3.‬‬
‫‪.115‬أفاميا‪ ،‬فسيفساء (الشكل‪ )10 .‬؛ خالدة‪ ،‬كنيسة الشويفات (الشكل‪.)11 .‬‬
‫( ‪Alain‬‬ ‫‪.116‬أشكر بشكل خاص كل من جوف بيَت سوديٍت (‪ )Jean-Pierre Sdini‬كآالف ديو ركمو‬
‫‪ )Des Reumaux‬ؼبا قدموه رل من نصائح شبينة استعنت هبا إلسباـ ىذا اؼبلف الذم قادشل إذل االقًتاب أكثر من‬
‫مشاكل األيقنة العائدة إذل اغبقبة اؼبسيحية األكذل كاغبقبة البيزنطية‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫‪. 117‬على بطنيات صنجات كتف العقد أك على مفاتيح العق (اللوحة‪27، 24,25,26 :4 .‬؛ اللوحة‪:10 .‬‬
‫‪71‬؛ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 4 .‬ب‪ ،‬إخل‪ )....‬على السواكف (اللوحة‪ 69,70 :10 .‬؛ اللوحة‪ 74 :11 .‬ك‪ 78‬ك‪80‬ك‬
‫‪ 81‬؛ اللوحة‪ :12 .‬من ‪ 82‬إذل ‪ )89‬كعلى السقوؼ (الشكل‪.)9 .‬‬
‫‪.118‬الشكل‪ 2 .‬؛ اللوحة‪ 24,25 :4 .‬؛ اللوحة‪ 31 :5 .‬؛ اللوحة‪ 73 :10 .‬؛ اللوحة‪74 :11 .‬؛اللوحة‪.‬‬
‫‪ 82,83,85 :12‬؛ لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬ب‪ ،‬إخل‪.).....‬‬
‫‪.119‬يف نول‪.‬‬
‫‪.120‬كأيضان يف بصرل كبوساف كداما كدير البيت كإزرع كاؼبسيكة كالصنمُت إخل‪.....‬‬
‫‪.121‬تات (‪ ،1992 )Tate‬ص‪ ،96 .‬الشكل‪ ،140 .‬مسكن كفر نبو‪ ،‬الشكل‪ ،146 .‬اؼبسكن‪ V‬يف دار قيتا‬
‫الشكل‪ ،166 .‬مسكن الشيخ سليماف‪ ،‬الشكل‪ 174 .‬ك‪ ،175‬سواكف قاطورة؛ نقاش ‪ ،1992‬ص‪-251 .‬‬
‫‪ ،253‬الحظ االستيداـ احملدكد لعقدة ىرقل بشكل منفصل عن اإلكليل يف الكنائس باستثناء على الباب الغريب‬
‫للكنيسة اعبنوبية يف الركوبة ؛برغر ‪ ،2005‬ص‪ ،403-401 .‬مدافن باموقا كدانا الشمالية‪ ،‬معبد الشيخ بركات‪،‬‬
‫مسكن كفر نبو‪.‬‬
‫‪122 .TATE 1992,P. 98-110.‬‬
‫‪123. HACHLILI 1988,P. 190-191,fig. 32,p.202,fig. 40,42,p. 204,fig. 44,p.‬‬
‫‪207-208,fig. 45,46,p. 213,fig. 51,ect.‬‬
‫; ‪124. HACHLILI et ZOMMER 1987,P. 21 à 24,39‬‬
‫عدد من صنجات العقود ؛ىاشيلي ‪ ،1988‬ص‪ ،214 .‬الشكل‪.‬‬ ‫يف متحف قصرين‪ ،‬يشاىد أكاليل منحوتة على و‬
‫ي‬
‫‪.52‬‬
‫‪125. Jerusalem Revealed 1976، p. 19،‬‬
‫كاجهة قرب ىيلُت اغبديابية (‪ )Helene d'adiabene‬؛ىاشيلي ‪.1988‬‬
‫‪126. WADDINGTON 1870,nٌٍ 2330,2331b ; BUTLER,PPUAES  A 5‬‬
‫‪1915,p. 347 ; MASCLE 194,P. 120-122.‬‬
‫‪127. BUTLER,PPUAES  A 4 1914,p. 231.‬‬
‫‪128. DENTZER et alii 2002,p. 112-116.‬‬
‫‪129. BALTY 1977,P. 88-89.‬‬
‫‪130. LENA,pl. V c.‬‬
‫‪P198‬‬
‫‪131. WADDINGTON 1870,nٌٍ 2498.‬‬
‫‪132. PICCIRILLO 1993,P. 338,fig. 733.‬‬
‫‪.133‬الشكبلف ‪ 2‬ك‪ 9‬؛ اللوحة‪ 25,24 :4 .‬؛ اللوحة‪ 31 :5 .‬؛ اللوحة‪ 52 :8 .‬؛ اللوحة‪ 73 :10 .‬؛‬
‫اللوحة‪ 74,76,79 :11 .‬؛ اللوحة‪82,83,85,89: 12 .‬؛ اللوحة‪ 94,96,97,100,103 :13 .‬؛ لينا‪،‬‬
‫اللوحة ‪ 8‬جػ‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬أك ب)‪.‬‬
‫‪.134‬حوراف ‪ ،2‬اجمللد ‪ ،1‬ص‪ 98-97 ،96-95 .‬؛ اجمللد ‪ ،2‬اللوحة‪ ،65 ،64 .‬من ‪ 83‬إذل ‪.85‬‬
‫‪.135‬معابد مشنف كعتيل كأبواب معاد استيدامها يف قنوات‪.‬‬
‫‪.136‬الشكل‪ 2 .‬؛ اللوحة‪ 83 :12 .‬؛ لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬جػ‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫‪.137‬لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬؛ الشكل‪ 9 .‬؛ اللوحة‪ 31 :5 .‬؛ اللوحة‪ 76 :11 .‬؛ اللوحة‪.85 ،83 :12 .‬‬
‫‪.138‬لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬؛ اللوحة‪.31 :5 .‬‬
‫‪ .139‬لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬ب ؛ اللوحة‪.31 :5 .‬‬
‫‪.140‬لينا‪ ،‬اللوحة‪8 .‬جػ ؛ اللوحة‪.105 :13 .‬‬
‫‪.141‬لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬أ‪ ،‬الصورة‪.2 .‬‬
‫‪.142‬اللوحة‪ :7 .‬من ‪ 42‬إذل ‪ 47‬؛ لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬ب‪ ،‬الصورة‪ 2 .‬؛ ستانزؿ‪ ،‬الشكل‪ ،8 .‬اللوحة‪ 6 .‬ك‪ 7‬أ‬
‫كب‪.‬‬
‫‪.143‬سًتاب ‪ ،1993‬اللوحة‪ 13 .‬جػ‪ ،‬كنيسة بطوطة (القرف الرابع اؼبيبلدم)‪.‬‬
‫‪.144‬منطقة مشاؿ سورية‪ ،‬ييبلحظ يف بعض األحياف أف سعفات النييل اؼبنحوتة على كورنيشات األبواب ربمل‬
‫االلتفافات ذاهتا‪ :‬نقاش ‪ ،1992‬اللوحة‪،2 ،17 .‬صرفود‪ ،‬كنيسة بيما (هناية القرف الرابع اؼبيبلدم‪-‬بداية القرف‬
‫اػبامس اؼبيبلدم) ؛ اللوحة‪،1 ،18 .‬باشكوم‪ ،‬الكنيسة اعبنوبية ؛ اللوحة‪ ،33 .‬الكنيسة الشرقية (‪ 415/414‬ـ) ؛‬
‫على التيجاف‪ ،‬سًتاب ‪ ،2002‬ص‪ ،11 .‬الشكل‪ 2 .‬حػ ك ط ك م‪ ،‬ص‪ ،14 .‬اللوحة‪ 8 .‬جػ‪ ،‬تيجاف داخل‬
‫مدرسة اغببلكية (العائدة إذل كنيسة بنيت حواذل العاـ ‪500‬ـ ؟)‬
‫‪.145‬سًتاب ‪ ،1993‬ص‪ ،95-94 .‬اللوحة‪39 .‬ىػ‪.‬‬
‫‪.146‬زخرفة مركزية على شكل ساؽ الزىرة ‪،‬راجع سًتاب ‪ ،1993‬اللوحة‪ 32 .‬ىػ‪ ،‬كنيسة قرؽ بيز ( القرف الرابع‬
‫اؼبيبلدم)‪ ،‬ساؽ مركزية ربمل زر زىرة (؟)‪ ،‬سًتاب ‪ ،2002‬اللوحة‪ 129 .‬ب‪ ،‬كنيسة بافتُت (تعود إذل منتصف‬
‫السادس اؼبيبلدم) ؛ فصوص ملتوية على شكل قرنفبلت بيضوية عميقة كصبيلة التصوير‪ ،‬راجع سًتاب ‪،2002‬‬
‫اللوحة‪9 .‬جػ‪ ،‬اسطنبوؿ‪ ،‬اؼبتحف األثرم‪ ،‬تاج ـبتلط (يعود إذل حواذل العاـ ‪ 500‬ـ)‬
‫‪.147‬غزالة‪ ،‬مسكن رقم ‪ ،1‬الغرفة ‪ 008‬؛ ألبل‪ ،‬بيت العلو‪ ،‬القاعة ‪.003‬‬
‫‪.148‬ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 4 .‬جػ ؛ لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬جػ‪.‬‬
‫‪ 149‬اللوحة‪ ،29 :5 .‬اللوحة‪ 65 ،62 :9 .‬؛ اللوحة‪ 106 :14 .‬؛ ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 4 .‬جػ‪ ،‬كالشكل‪.5 .‬‬
‫‪.150‬ستانزؿ‪ ،‬الشكل‪4 .‬؛ اللوحة‪62 :9 .‬؛ اللوحة‪.107 :14 .‬‬
‫‪.151‬لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬جػ‪.‬‬
‫‪.152‬ستانزؿ‪ ،‬اللوحة‪ 4 .‬ب ك جػ؛ اللوحةز ‪.87 :12‬‬
‫‪.153‬لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬جػ؛ اللوحة‪73 :10 .‬؛ اللوحة‪86 :12 .‬؛ اللوحة‪.108 :14 .‬‬
‫‪.154‬ؾبلة سَتيا (‪ ،1999 )Syria‬ص‪ ،96 .‬رقم‪ ،18‬طوؽ قرب‬
‫‪.155‬ىاشيلي ‪ ،1988‬ص‪ ،115-111 .‬معاظم‪ ،‬ص‪ ،211-210 .‬سواكف يف مواقع كاتسرين كيافا‬
‫كساركنا‪ ،‬ص‪ ،382 ،381 .‬اللوحة‪ 6 .‬أ‪ ،‬أرضية الفسيفساء يف القدس‪ ،‬اللوحة‪ ،19 ،17، 14 .‬معاظم يف‬
‫القدس كيف أروبا‪.‬‬
‫‪.156‬يف معبد بل‪.SEYRIG et alii 1975,Album,pl. 131. ،‬‬
‫‪.157‬على اؼبذبح الصرائحي‪ ،‬كوالرت (‪ )Collart‬ككوبل (‪ ،1951)Coupel‬اللوحة‪.XCIII ،LXXVII .‬‬
‫‪158. Jerusalem Revealed 1976,p. 28.‬‬
‫كسر عائدة إذل الفًتة اؽبَتكديانية‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫‪.159‬كتل حجرية من نيضد موجودة داخل اجملمع البازيليكي يف قنوات‪.‬‬
‫‪.160‬معابد مشنف كقنوات كالصنمُت إخل‪...‬‬
‫‪.161‬حوراف‪ ،2‬اللوحة‪ .‬من ‪ 81‬إذل ‪.84‬‬
‫‪162. DENCEEL-VOUTE 1988,P. 46 5-466.‬‬
‫‪.163‬الرصافة‪ ،‬براندس ‪ ،2002‬اللوحة‪ 67 .‬أ كب‪ ،‬كنيسة ـبططها دائرم (حواذل العاـ ‪510‬ـ)‪.‬‬
‫‪.164‬على جانيب باب مدخل كنيس كنف (القرف اػبامس اؼبيبلدم)‪ ،‬ييشاىد يساران زخرفة اؼبربعات اؼبًتاكبة كإذل‬
‫اليمُت صدؼ القديس جاؾ داخل إكليل من تعرجات الصلباف اؼبعقوفة‪ ،‬ىاشيلي ‪ ،1988‬ص‪ ،203 .‬الشكل‪.‬‬
‫‪ 41‬كص‪ ،281 .‬الشكل‪ .25 .‬إكليل من تعرجات الصلباف اؼبعقوفة يف منطقة مشاؿ سورية أيضان‪ ،‬سًتاب ‪،2002‬‬
‫اللوحة‪ 21 .‬أ‪ ،‬البارا‪ ،‬كنيسة ذات مصلٌبة‪ ،‬اللوحة‪ 31 .‬ىػ‪ ،‬البارا‪ ،‬كنيسة سانت إيتاف‪.‬‬
‫‪165. SCHMIDT-COLINET et alii 2000,p. 178,n 355,pl. 3,53,54,55.‬‬
‫‪.166‬أمثلة عائدة إذل الفًتة األموية يف القدس ‪. Jerusalem Revealed 1976,p. 100.‬‬
‫‪ SCHMIDT-COLINET et alii‬؛‪167. SCHMIDT-COLINET,1991,p. 21 et s‬‬
‫‪2000,p. 46.‬‬
‫‪168. LITTMANN, PPUAES A 1921,P. 422,n7962.‬‬
‫إكليل يف مركز الساكف‪ ،‬مربعات مًتاكبة إذل اليمُت كزخرفة نباتية صليبية الشكل إذل اليسار؛ يف ما ىبص اعبوالف‪،‬‬
‫غريك (‪ )Gregg‬كأكرماف (‪ ،1996 )Urman‬يف صرماف‪ ،‬ص‪ 217 .‬كص‪ ،220 .‬مع مشاىدة مزىرية داخل‬
‫اؼبربعات‪.‬‬
‫‪.169‬نقاش ‪ 1992‬اللوحة‪ ،XCVII .‬شيخ سليماف‪ ،‬كنيسة العذراء‪ ،‬الواجهة الغربية؛ اللوحة‪CXXVII- .‬‬
‫‪ ،CXXIX‬كنيسة بنقفر‪ ،‬اللوحة‪1 ،CLXXXV .‬؛ براد‪ ،‬الكنيسة اعبنوبية الغربية الصغَتة‪ ،‬اللوحة‪CXCIX .‬؛ شيخ‬
‫سليماف‪ ،‬كنيسة بدعامات (‪ ،)602‬اللوحة‪ ،CCLXXXIII .‬إخل‪..‬؛ سًتاب ‪ ،2002‬اللوحة‪ 45 .‬جػ‪ ،‬اللوحة‪47 .‬‬
‫ب‪ ،‬باقرحا‪ ،‬الكنيسة الشرقية (‪246‬ـ)؛ اللوحة‪ ،71 .‬بازيليك حبيو‪.‬‬
‫‪170. LITTMANN, PPUAES A 1921,P. 278,n.618‬‬
‫يف قرية غصم زخرفتا غاما متناظرتاف على طريف ساكف يعود إذل اغبقبة اؼبسيحية‪.‬‬
‫‪171.SCHMIDT-COLINET et alii 2000,p. 41‬‬
‫مبلحظات من الصفحة ‪ 147‬إذل الصفحة ‪ 149‬كفهارس‪.‬‬
‫‪172. LECLERCQ 1924,col. 610-613 ; WESSL 1971,col. 615-620.‬‬
‫‪173. NAUERTH 1986,P. 113-119 et pl. 38.‬‬
‫‪.174‬باليت ‪ ،1977‬ص‪ ،89-88 .‬سبثل ىذه األرضية رداءن أك شرشفان فبدكدان على األرض‪ .‬ييشاىد اإلكليل يف‬
‫األسفل كقد نقش داخلو نقش يوناشل‪.‬كاف استيداـ قطع القماش إلبراز قيمة األشياء اؼبقدسة دارجان يف اغبقبة‬
‫اؼبسيحية األكذل؛ باليت ‪ ،1981‬ص‪ ،119 .‬الشكل‪ 127 .‬؛ باليت ‪ ،1995‬ص‪.273-271 .‬‬
‫‪.175‬نفذت ىدل موسى الرسم التصويرم ؽبذه األرضية‪ .‬ال نيشاىد ىنا زخرفة اإلكليل يف الوسط كإمبا تركيبان ىندسيان‬
‫ييشبو ذلك اؼبشاىد على صواشل القش اؼبصنوعة حاليان‪.‬‬
‫‪.176‬إلجراء اؼبقارنة راجع ‪ PPUAES A 1921,P. 155-156,n.270،LITTMANN :‬ييشاىد‬
‫على ساكف مسكن يف أـ اعبماؿ‪ ،‬نقش "إلو أحد" الدارج على السواكف‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫‪.177‬ييشاىد يف "دير" عيبَت العائد إذل اغبقبة اؼبسيحية إكليل مركزم ذبانبو خرطوشتاف صغَتتاف نقشتا على ساكف‬
‫باب‪PPUAES A 1921,P. 422,n7962،LITTMANN .‬‬
‫‪.178‬أمثلة عن العمارة السكنية يف منطقة مشاؿ سورية يف اؼبرجع‪NACCACHE 1992,P. 253-254 :‬‬
‫‪.179‬ىناؾ مثاؿ آخر معركؼ يف الصبصابة يشاىد يف اؼبرجع‪BARKAY et alii 1974,pl. 37B :‬‬
‫‪.180‬درعا اللوحة‪،17 .‬رقم ‪،72-69‬قطع نقدية من بصرل يف اؼبرجع‪:‬‬
‫‪SPIJKERMAN 1978,PL. 11K N. 17‬‬
‫‪181.SARTRE-FAURIAT 2004,pl. IV.‬‬
‫دل يعد الساكف موجودان يف مكانو فقد مت انتزاعو‪182.HACHLILI 1988,P. 212-215,fig. 52 a :‬‬
‫‪183. Ibid.,p. 210,fig. 50 c.‬‬
‫‪184.Ibid.,p. 215,fig. 54.‬‬
‫‪.185‬اؼبرجع السابق‪ ،‬ص‪ 256-236 .‬؛ بالنسبة ألمثلة اعبوالف راجع‪MA'OZ 1981,P. 105-11; :‬‬
‫بالنبسة ألمثلة فيق راجع‪GREGG et URMAN 1996,P. 26-27 :‬‬
‫‪186.Ibid.,p. 239,fig. 3.‬‬
‫‪187.Ibid.,p. 253.‬‬
‫‪188.STANZL،pl.IV a et fig. 10 ; pl. XII: 85.‬‬
‫‪.189‬راجع يف ما ىبص أشكاؿ الصلباف اؼبرجع‪:‬‬
‫‪HUMBERT et DESREUMAUX 1998,P. 319-357‬‬
‫‪.190‬يف ما ىبص الصلباف اؼبمثلة بشكل منفرد شاىد اللوحة‪ 135 :17 .‬؛ أما الصلباف اؼبنقوشة داخل دائرة شاىد‬
‫اللوحة‪ ،136 :17 .‬أك داخل إكليل شاىد اللوحة‪ 83 :12 .‬كاللوحة‪ 133 :17 .‬؛ لينا‪ ،‬اللوحة‪ 8 .‬جػ كاللوحة‪.‬‬
‫‪ 10‬أ كالصورة الثانية‪.‬‬
‫‪.191‬يف اعبوالف أيضان اؼبرجع‪DAUPHIN 1992-1993,P. 24,fig. 12 :‬‬
‫‪192.LITTMANN, PPUAES A 1921,P. 57-58,n. 51.‬‬
‫‪.193‬شاىد اللوحة‪ 136 :17 .‬يف ما ىبص الصلباف اليت تضم أقراصان‪ ،‬أما الصلباف اليت ترافقها حبات عنب‬
‫فيمكنك مشاىدة لينا‪ ،‬اللوحة‪ 8 .‬جػ‪ ،‬الصورة أ ؛ اللوحة‪ 143 :18 .‬؛ كاليت يرافقها صلباف صغَتة‪ ،‬شاىد اللوحة‪.‬‬
‫‪ 139 :17‬أما تلك اليت يرافقها حريف األلفا كاألكميغا‪ ،‬شاىد لينا‪ ،‬اللوحة‪ 8 .‬جػ‪ ،‬الصورة الثانية‪.‬يبكنك أيضان‬
‫مراجعة‪ DINKLER et DINKLER-VON SCHUBERT 1995,col. 28-29 :‬يف ما ىبص األنواع‬
‫األكذل للصليب الذم يرافقو حريف ألفا كأكميغا‪.‬‬
‫‪194. HUMBERT et DESREUMAUX 1998,P. 304-316.‬‬
‫‪.195‬صليب تأخذ فركعو شكل ذنب السنونو‪ :‬الشكل‪ 7 .‬؛ اللوحة‪ 137,138,141 :17 .‬؛ الصليب الذم‬
‫تأخذ فركعو شكل هنايات منفرجة كمقوسة‪ :‬اللوحة‪.146-144 :18 .‬‬
‫‪196.LECLERCQ 1913,col. 1500-1502 ; DINKLER et DINKLER-VON‬‬
‫‪SCHUBERT 1995,col. 53-55,fig. 4‬‬
‫‪197. CLAUSS-Balty،fig.25.‬‬
‫‪.198‬من أجل مقارنة ىذه األشكاؿ راجع‪ :‬سًتاب ‪ ،2002‬ص‪ 27-26 .‬كاللوحة‪ 13 .‬د‪ ،‬الكنيسة الشمالية يف‬
‫دير سيتا (الربع األكؿ من ا لقرف السادس اؼبيبلدم)‪ ،‬صليب تتفرع منو األكراؽ داخل رصيعة مدؾبة ضمن غصن أقنثة‪،‬‬

‫‪312‬‬
‫اللوحة‪ 77 .‬جػ يف خربة تيزين‪ ،‬البازليك (‪ 585‬ـ) ؛ اللوحة‪86 .‬د‪ ،‬البلت الشرقية‪ ،‬كنيسة (القرف السادس اؼبيبلدم)‬
‫؛ اللوحة‪ 88 .‬ىػ‪ ،‬أرسُت (‪ ،)Arsin‬كنيسة (القرف السادس اؼبيبلدم) ؛ اللوحة‪ 107 .‬د كاللوحة‪ 11 .‬جػ‪ ،‬دار قيتا‪،‬‬
‫كنيسة القديس سَتج ككنيسة الثالوث ؛ نقاش ‪ ،1992‬اللوحة‪ ،CLVII .‬براد‪ ،‬الكنيسة الشمالية (‪561‬ـ)‪ ،‬اللوحة‪.‬‬
‫‪ ،CLXIII‬قصر إبليسو‪ ،‬كنيسة صغَتة ؛ اللوحة‪ ،4 ،CLXVIII .‬دار قيتا‪ ،‬كنيسة الثالوث إخل‪.....‬‬
‫‪.199‬صلباف كطغراء منقوشة داخل أكاليل مورقة منمنمة (اللوحة‪ 83 :12 .‬؛ اللوحة‪،)134-133 :17 .‬‬
‫ؾبدكلة (لينا‪ ،‬اللوحة‪ 8 .‬جػ الصورة الثانية ؛ اللوحة‪ ،)97 :13 .‬على شكل طوؽ من حبات اللولو (لينا اللوحة‪10 .‬‬
‫أ‪ ،‬الصورة الثانية) أك أف اإلكليل عبارة عن دائرة بسيطة (اللوحة‪ 141-138 :17 .‬؛ اللوحة‪.)144-142 :18 .‬‬
‫‪.200‬طغراء منقوشة ربت قنطرة منمنمة (اللوحة‪ 110 :14 .‬؛ لينا‪ ،‬اللوحة‪ 10 .‬أ الصورة الثانية‪ ،‬إذل يسار آنية) أك‬
‫أهنا منحوتة ربت صدفة) (كلوس‪-‬باليت الشكل‪.)25 .‬‬
‫‪201.HACHLILI 1988 ,P. 249,fig. 8 c،p. 268-272,fig. 18.‬‬
‫‪.202‬فسيفساء يف متحف ضباة تعود للنصف الثاشل من القرف السادس‪ ،‬اؼبرجع‪:‬‬
‫‪PARIBENI 1993,P. 351-359.‬‬
‫‪.203‬يف ما ىبص دكر العبادة اليهودية‪ ،‬راجع‪ HACHLILI 1988,P. 268-272. :‬حيث أشار الكاتب يف‬
‫الصفحة‪ 268 .‬إذل أف ىذه القناديل اؼبعلقة تظهر إما على شكل قنديل كاحد أك على شكل عدة قناديل ؾبمعة مع‬
‫بعضها كأف كل األمثلة مؤرخة بالقرف السادس اؼبيبلدم‪ ،‬باستثناء أمثلة بيت شعارصل ؛ نبلحظ من خبلؿ الرسوـ‬
‫التصويرية اؼبشاىدة يف األشكاؿ‪ 18 .‬ك‪ 19‬ك‪ 21‬أف مبوذج اؼبصابيح اؼبعلقة اؼبنفردة ال تشبو تلك اؼبشاىدة يف كرؾ إذ‬
‫إف شكلها متطاكؿ باالرتفاع كقاعدهتا تشبو القدـ ؛ يف ما ىبص أمثلة الكنائس راجع‪:‬‬
‫‪DUVAL 2003,P.110-111.‬‬
‫‪.204‬نذكر كأمثلة عن اؼبزىريات اليت تتيذ موضعان مركزيان على الساكف (اللوحة‪ 149 :18 .‬؛ اللوحة‪:19 .‬‬
‫‪ )154‬؛ كعن تلك اليت تتيذ موضعان جانبيان (لينا اللوحة‪ 10 .‬أ‪ ،‬الصورة الثانية ؛ اللوحة‪ 151 :18 .‬؛ اللوحة‪.‬‬
‫‪ 153 :19‬؛ ؼبشاىدة أمثلة أخرل معركفة يف نول راجع‪ )HACHLILI 1988,fig. 52 b et c :‬؛ كأخَتان‬
‫كمثاؿ عن مزىرية منحوتة على إطار نافذة ( اللوحة‪.)150 :18 .‬‬
‫‪.205‬يبلحظ يف معبد أرسبيس يف تَتميسوس اؼبؤرخ بالقرف الثاشل عشر أف الغصنيات اليت تزين عضادات مشاكي‬
‫الواجهة زبرج من مزىريات‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪LANCKORONSKI 1980,vol. 2,pl. 7 ; LYTTELTON 1974,P. 259-260,pl. 174.‬‬
‫‪.206‬راجع‪:‬‬
‫‪DONCEEL-VOUTE 1988‬‬
‫الكنيسة الشمالية يف موقع حورتا هناية القرف اػبامس أك بداية القرف السادس اؼبيبلدم‪ ،‬الشكل‪ ،77.‬حَت الشيخ‪ ،‬القرف‬
‫اػبامس اؼبيبلدم الشكل‪ 90 ،86 .‬؛ ىود‪ ،‬كنيسة القديس جورج العائدة للعاـ ‪568‬ـ‪ ،‬الشكل‪ ،112 .‬خربة‬
‫موقا‪ ،‬القرف الرابع‪-‬القرف اػبامس اؼبيبلدم‪ ،‬الشكل‪ 135 .‬؛ بيت مَتم‪ ،‬الشكل‪ ،323 .‬خاف خالدة‪ ،‬الكنيسة‬
‫السفلية عائدة إذل القرف اػبامس اؼبيبلدم‪ ،‬الشكل‪ ،373 .‬قرب حَتاـ كنيسة القديس كريتوؼ العائدة للعاـ ‪575‬ـ‬
‫الشل‪ 403 .‬؛ الزىراشل العائدة إذل ‪ 524-523‬ـ‪ ،‬الشكل‪ ،431 .‬إخل‪..............‬‬

‫‪313‬‬
‫‪.207‬ىاشيلي ‪ ،1988‬ص‪ ،203 .‬الشكل‪ ،41 .‬كنف‪ ،‬باب اؼبدخل ؛ ص‪ ،210 .‬الشكل‪49 .‬ب كص‪.‬‬
‫‪ 214‬الشكل ‪ 52‬ز‪ ،‬كفر ناحوـ ؛ الشكل‪ 52 .‬ك‪ ،‬النربتُت ؛ الشكل‪ 52 .‬حػ ‪ ،‬األضبدية ؛ ص‪ 313 .‬الشكل‪.‬‬
‫‪ ،42‬بيت شيعاف ؛ ص‪ 314 .‬الشكل‪ ،43 .‬شبلؿ‪ ،‬إخل‪)...‬‬
‫‪.208‬نقاش‪ :1992 ،‬ص‪ ،252-249 .‬الشكل‪ ،288 .‬كنيسة قلب اللوزة (القرف السادس اؼبيبلدم) كاجهة‬
‫العقد اؼبزخرفة يف حنية الكنيسة ؛ سًتاب ‪ ،2002‬اللوحة‪ 65 .‬د كىػ‪ ،‬باريشا‪ ،‬كنيسة (القرف السادس اؼبيبلدم)‬
‫‪.209‬براند ‪ ،2002‬اللوحة‪ 39 .‬ب‪ ،‬البازيليك ب (حواذل العاـ ‪520‬ـ)‪ ،‬كاجهة العقد اؼبزخرفة يف اؼبلحق اعبنويب‬
‫الغريب‪ ،‬اللوحة‪56 .‬ب كنيسة دبيطط دائرم حواذل العاـ ‪510‬ـ‪ ،‬كاجهة العقد اؼبزخرفة يف اغبنية اعبانبية ؛ اللوحة‪.‬‬
‫‪ 63‬ىػ ك‪ 64‬ىػ ك ك‪ ،‬اؼبرجع ذاتو‪ ،‬غرفة مشارل اغبنية اعبانبية‪ ،‬كاجهة العقد اؼبزخرفة يف اؼبشكاة‪.‬‬
‫‪. 210‬براندس ‪ ،2002‬اللوحة‪ 96 .‬ىػ ك ك‪ ،‬اللوحة‪ 97 .‬أ ك جػ‪ ،‬كنيسة دير الزعفراف ؛ اللوحة‪ 105 .‬أ ك ب‪،‬‬
‫بيت معمودية يف نصيبُت‪.‬‬
‫‪.211‬نقاش ‪ ،1992‬ص‪ ،252-249 .‬ردبا كنائس حبيو كماعز (القرف السادس اؼبيبلدم)‪.‬‬
‫‪. 212‬براند ‪ ،2002‬اللوحة‪ 85,87 .‬أ‪ 89،‬يف ديار بكرم‪.‬‬
‫‪213.GREGG et URMAN 1996,P. 270.‬‬
‫‪. 214‬زخرفة الصدفة اؼبنفردة اؼبعاد حفرىا بشكل غائر مقارنة مع السطح السوم للجدار ‪ :‬كلوس باليت ‪ ،‬الشكل‬
‫‪25‬؛ اللوحة ‪158 :20‬؛ غزالة اؼبسكن رقم ‪ 3‬غرفة اغبجلة ‪003‬؛ اللوحة ‪203160‬؛ على شكل زخرفة مفردة‬
‫بارزة‪ :‬اللوحة ‪203159‬؛ داخل زخرفة الصلباف اؼبعقوفة السطحية‪ :‬اللوحة ‪ 5332‬؛ بارزة داخل إكليل‪ :‬غزالة‪،‬‬
‫اؼبسكن رقم ‪ ،1‬قاعة القوس ‪( 01‬معاد استيدامها)؛اللوحة‪27 :4‬؛اللوحة ‪193153‬؛ اللوحة ‪ 161 :20‬ك‬
‫‪ .162‬يف ما ىبص الساكف احملفوظ يف متحف السويداء ‪ ،‬دانتزر ك دانتزر فيديو ‪ ، 1991‬ص‪ ،114 .‬رقم ‪،3‬‬
‫‪ ،09‬اعبرد‪.313‬‬
‫‪FIG.19.،P.331،FIG.3،P.319،215.HACHLILI 1988,P. 280-285,fig. 25‬‬
‫‪.216‬ؾبلة سَتيا ‪،1993‬ص‪ .330.‬تفسر ىذه الزخرفة عادة على أهنا مشتقة من التصاكير البارزة اؼبشاىدة على‬
‫خلفية اؼبشاكي اليت تتميز بزخرفة الصدفة اؼبنحوتة عليها‪.‬‬

‫‪217 . ،07,inv.155،n 6،DENTZER et DENTZER-FEDY 1991,P. 128‬‬


‫مصدرىا معبد سيع‬
‫‪218. HACHLILI 1988,P. 319,fig. 3.‬‬
‫‪219. STANZL,pl. Vc,d,e et fig.6.‬‬

‫‪220. TRAN TAM TINH et alii 1988 n 126 b,‬‬


‫ردبا مثاؿ مصدره الفيوـ كفقان ؽبذا اؼبرجع ‪ ،‬الرقم ‪ ،461‬كمثاؿ آخر مصدره تل تيمائي ‪ ،‬رقم ‪ 411‬أ ‪،481،‬‬
‫‪481‬ب‪981 ،‬أ‪ ،‬اخل‪....‬‬
‫‪.994‬اؼبصدر السابق رقم ‪448‬د‪411 ،431،‬أ‪ ...‬اخل‪.‬‬
‫‪222 .BOUTANTIN 2005,p.40 et s.‬‬
‫‪223. WEBER2006 p.85 et pl.47.‬‬

‫‪314‬‬
‫‪224.STANZL,pl.IV ; pl. IX: 6,68.‬‬
‫‪.991‬راجع‪ :‬دنتزر‪-‬فيدم ‪ ،4119‬ص‪ 81-84,83 .‬؛ أما يف ما ىبص أمثلة اعبوالف كاعبليل راجع ىايشليلي‬
‫‪ ،4188‬ص‪.906-906 .‬‬
‫‪226. LENA,PL. XC ; CLAUSSE-BALTY,fug. 24.‬‬
‫‪.991‬يف خربة غزالة على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪GLUECK 1965,pl. 48 ; MCKENZIE 2003,P. 188-190.‬‬
‫)صورة خارج النص(‪228. COLLEDGE 1976,fig. 116‬‬
‫‪229. LENA,PL. Xa. Photo.2 et LENA,PL. Xc.‬‬
‫‪.930‬ال يتوافق رأم كلوس‪-‬باليت مع ىذا الرأم‪ ،‬راجع الصفحة ‪ 11‬يف ىذا الكتاب‪.‬‬
‫‪.934‬يف ما ىبص استمرارنقش صورةربة النصر على العملة حٌت هناية القرف اػبامس اؼبيبلدم كاستعاضتها يف عهد‬
‫حل الصليل ؿبل ربة النصر‬
‫جوستياف األكؿ (‪ 191-148‬ـ) بصورة مبلؾ مع بقاءىا على العمبلت الذىبية الصغَتة‪ٌ .‬‬
‫يف عهد تيبَتيوس الثاشل ( ‪ 189-118( )Tibere‬ـ)‪ ،‬لتعود من جديد يف عهد موريس (‪-189( )Maurice‬‬
‫‪ )609‬كفوكاس (‪ 640-609()Phocas‬ـ) قبل أف زبتفي كليان من العملة‪.‬راجع‪:‬‬
‫‪BELLINGER 1966,vol. 1,10a,1,à 10a.16,pl. vii,4. 1 à 4. 9,pl. XIII,19.1 à‬‬
‫‪19.10,pl. XLIV,304.1 à 304.5,etc. ; GRIERSON 1968,vol.2k p. 67 et 94.‬‬
‫ىناؾ أمثلة متعددة عن مباذج العملة ذاهتا يف اؼبرجع ‪:‬‬
‫‪MORRISSON 1979,P. 69,73,108,116,128,211-212,242-243,etc.‬‬

‫ككأمثلة عن استمرار نفش صورة ربة النصر القديبة راجع أيضان‪:‬‬


‫‪ROUESCHE 2002,P. 527-546.‬‬
‫‪232.MORRISSON 1970,P. 316.‬‬
‫‪233.BUTLER,PPUAESA6 1916,Pl. XXVIII ; HAURAN II,p. 88.‬‬
‫‪.931‬التوارة‪ ،‬كتاب اؼبلوؾ األكؿ‪.90-41 ،40 ،‬‬
‫‪235. KRAELING 1979 ,pl. LXV.‬‬
‫‪.936‬طيبة‪ ،‬قرب لبت‪ ،‬حصاد العنب راجع‪:‬‬
‫‪PRITCHARD 1969,fig. 156.‬‬
‫‪.931‬نينول‪ ،‬نقش آشور بانيبعل كىو يتناكؿ الطعاـ ربت العريشة‪ ،‬اؼبرجع السابق‪ ،‬الشكل‪.114 .‬‬
‫‪. 938‬يبلحظ كجود عدة استعارات يف العهد القدصل عن الكرمة كرمز لليصوبة كالقدرة كاجملد‪ ،‬اؼبزمور ‪ ،498‬كاف‬
‫ىناؾ زخرفة كرمة آثرة من الذىب تزين باب اؼبعبد الثاشل يف القدس‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪GOODENOUGH‬‬ ‫‪1953-1965,vol.‬‬ ‫‪V,part.‬‬ ‫‪VIII,P.‬‬ ‫‪102-13‬‬ ‫;‬
‫‪Josèphe,Antiquitésjuives,XV,395 ; Josèphe,Guerre Juive XV,201.‬‬
‫تعترب الكرمة حبسب رأم أ‪ .‬يوناه رمزانكنعانيان قديبان‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪AVI-YONAH 1961,P. 24.‬‬
‫‪239.DENTZER-FEDY 1986,P. 265 et s. ; HAURAN II,pl. 83-85.‬‬
‫‪240. SEYRIG 1940،p.277-328.‬‬

‫‪315‬‬
‫‪241. GOODENOUGH 1953-1965,vol. VI,part. VIII,P. 65-66.‬‬
‫‪242. HACHLILI 1988,P. 318.‬‬
‫‪243. AVI-YONAH 1950,P.67-69.‬‬
‫‪.911‬لقراءة اؼبزيد عن الوظيفة التعويذية للمربعات اؼبًتاكبة كالنجمات شبانية الفركع كترافقها مع رموز مسيحية راجع‪:‬‬
‫‪LITTMANN, PPUAES A 1921,P. 18.‬‬
‫‪245. HACHLILI 1988,P. 280-285.‬‬
‫‪.246‬أفراـ السورم اؼبذكور يف اؼبرجع‪:‬‬
‫‪GOODENOUGH 1953-1965,vol. VII,P. 152.‬‬
‫‪247. WADDINGTON 1870,nٌٍ 2398.‬‬
‫‪248. WADDINGTON 1870,nٌٍ 2491،CIG 4565.‬‬
‫‪249. PRENTICE PAAESIII 1908 ،p.287،n.360.‬‬
‫‪250. GOODENOUGH 1953-1965,vol. VII,P. 155; AVI-YONAH‬‬
‫‪1948,P.156-157.‬‬
‫‪.914‬التوراة‪ ،‬اؼبكابيوف ‪ ،31 ،43 ،‬رسالة من ديبيًتيوس الثاشل ( ‪ 410-411‬ؽ‪.‬ـ ) إذل سيموف ‪" :‬استلمنا إكليل‬
‫الذىب كسعفة النييل اليت أرسلتها إلينا ‪ ،‬كبن نتهيأ اآلف لعقد سبلـ تاـ معك‪".‬‬
‫‪.919‬ؼبشاىدة أمثلة عن ىذه النقوش يف منطقة مشاؿ سورية كذكر لعبارات دينية راجع‪:‬‬
‫‪LITTMANN ,PPUAES A 1921,P. 14,inscr. n. 707.‬‬
‫كيف ما ىبص تكرر ىذا النموذج يف سورية استعاف الكتاب باؼبرجع‪:‬‬
‫‪PRENTICE PAAESIII 1908,12.‬‬
‫يعرب النقشاف‪ ،‬رقم‪ 708 .‬يف ميبل الصرار كرقم‪ 728 .‬يف صاحل‪ ،‬عن فكرة الرقيٌة نفسها عند الدخوؿ كعند اػبركج من‬
‫ٌ‬
‫مراجعة‪:‬‬ ‫فيمكنك‬ ‫اعبوالف‬ ‫أمثلة‬ ‫عن‬ ‫أما‬ ‫اؼبسكن‪،‬‬

‫‪GREGG et URMAN 1996,P. 30-31,P. 199,n. 162.‬‬


‫‪253.AVI-YONAH 1993,P. 637-638.‬‬
‫‪254.PRENTICE PAAESIII 1908, p. 101,n. 172.‬‬
‫‪255. DUSSAUD et MACLER,1903M N. 156,P. 291 (693).‬‬
‫‪256.La Bible,Deutéronome,6,9 et 11,20.‬‬
‫‪257. LOCONSOLE 2002,P. 258 et n. 226.‬‬
‫‪258. KUBINSKA 1991,P. 196-198.‬‬
‫‪.259‬يف ما ىبص الوظيفة التعويذية إلشارة الصليب كخاصة على أبواب كنوافذ اؼبساكن راجع‪:‬‬
‫‪LITTMANN, PPUAES A 1921,P. 17-20 ; WALTER 1997,P. 213-214.‬‬
‫‪.260‬نذكر من اؼبراجع اليت تتحدث عن قياـ اؼبسيحُت األكائل بإشارة الصليب عند رفع القنديل‪:‬‬
‫‪GREGG et URMAN 1996,P. 120,n. 99,P. 157 ;LOCONSOLE 2002,P. 258 n.‬‬
‫‪226.‬‬
‫‪261. DEROCHE 2004,fig. 3 à 9.‬‬

‫‪316‬‬
‫‪.262‬نذكر كمرجع عن زخارؼ معاد كبتها فوؽ زخارؼ بارزة موجودة سابقان (اللوحة‪ 62,63 :9 .‬؛ ستانزؿ‪،‬‬
‫اللوحة‪ 4 .‬أ) ؛ ككأمثلة عن زخارؼ كبتت بشكل غائر مقارنة مع السطح األملس للجدار (اللوحة‪ 110 :14 .‬؛‬
‫اللوحة‪ 152 :19 .‬؛ اللوحة‪ 158 :20 .‬ك‪ 160‬ك‪ 163‬ك‪ 164‬؛ كلوس‪-‬باليت الشكل‪.)25 .‬‬

‫‪317‬‬
‫‪ .6‬قرية المسكية وىضبة اللجاة في الفترة اإلسالمية (بين القرنين ‪7‬ـ‪ 15‬الميالديين(‬
‫آثارية العمران وتاريخ التقسيمات األرضية‪:‬‬
‫ألكسندر غَتاف‬
‫‪Alexandrine Guérin‬‬
‫تأت النصوص‬ ‫يصطدـ التاريخ بعقبة ال يبكن ذبنبها تتمثل جبهلنا للحياة الريفية اليت دل ً‬
‫اؼبدينية على ذكرىا إال ؼبمان‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬كاف يتحتم علينا اللجوء إذل اآلثار كمصادر‬
‫ؼبعلوماتنا‪ ،‬إذ يبكن للمعطيات األثرية أف تعوض عن نقص اؼبصادر اؼبكتوبة إذل و‬
‫حد ما‪ .‬تعترب‬ ‫ٌ‬
‫منطقة اللجاة الواقعة جنويب سورية منطقة ريفية بامتياز‪ ،‬فبا شجع علماء اآلثار على دراسة‬
‫أطوار االستيطاف فيها خبلؿ فًتات ما قبل التاريخ كخبلؿ الفًتات االنتقالية (أم ما بُت‬
‫عصور ما قبل التاريخ كالعصور التارىبية( ككذلك خبلؿ الفًتات النبطية كالركمانية كالبيزنطية؛‬
‫لكنهم دل يتطرقوا‪ ،‬يف أم من الدراسات اليت قاموا هبا‪ ،‬إذل أطوار االستيطاف اؼبتعلقة بالفًتات‬
‫اإلسبلمية‪.‬‬
‫خضع موقع اؼبسكية التابع إذل ا ٌعباة غبملة تنقيب نػي ٌفذ خبلؽبا سرباف‪ :‬عيثر داخلهما على‬
‫لقى خزفية كمسكوكات ضمن طبقات متناضدة‪ .‬نػي ٌفذت يف مرحلة ثانية ضبلة أعماؿ مسح‬ ‫ن‬
‫أثرية مت خبلؽبا تسجيل اؼبواقع كصبع اللقى اػبزفية منها‪ ،‬كقد سبثلت أىم نتائج تلك اغبملة‬
‫بالتحقق من التسلسل الزمٍت الستيطاف اللجاة كباقًتاح مباذج لكيفية استيطاف األراضي‪.‬‬
‫غساف (بدك رحل يرعوف اؼباشية) أرض اؼبسيكة حوؿ اؼبوقع األثرم اؼبهجور‬ ‫شغل أفراد قبيلة ٌ‬
‫منذ بداية القرف الثامن عشر اؼبيبلدم‪ ،‬كنصبوا خيامهم ىناؾ حوؿ بئرين على بعد ‪ 2‬كم‬
‫من اآلثار‪ .‬حصلت‪ ،‬بُت العامُت ‪1914‬ػ‪ ،1920‬مواجهات بُت قبيلة غساف كبُت قبيلة‬
‫أخرل قدمت من الصفا‪ ،‬كاف ىدفها االستيبلء على األراضي‪ .‬انتقل أفراد القبيلة لبلستيطاف‬
‫يف اؼبوقع األثرم بُت العامُت ‪ ،1960 -1950‬كنصبوا خيامهم داخل أفنية اؼبساكن‬
‫اؼبوجودة فيو‪ .‬دل يستقر أفراد قبيلة غساف يف اؼبوقع إال لفًتة قصَتة‪ ،‬إذ عادكا إذل مكاف‬
‫زبييمهم األكؿ الذم قاموا بإنشائو يف بداية القرف الثامن عشر اؼبيبلدم‪ .‬يبدك أف أفراد القبيلة‬
‫آثركا االستقرار يف مكاهنم ىذا‪ ،‬فعمدكا (يف سبعينيات القرف العشرين) إذل إنشاء قرية جديدة‬
‫(اؼبسيكة اعبديدة (‪ :‬قاموا بتشييد مساكنها باستيداـ حجارة بازلتية جلبوىا من اؼبوقع‬
‫القدصل‪ .‬إذان‪ ،‬استوطنت القرية مؤقتان قبيلة ييعترب أفرادىا منحدرين من قبيلة الغساسنة‪ ،‬كىم‬
‫‪318‬‬
‫عرب مسيحيوف موالوف لبيزنطة قدموا من اغبجاز كاستقركا على حدكد الصحراء السورية‪،‬‬
‫كقد شغل شيوخهم مناصب رؤساء لكل القبائل اؼبنتشرة يف منطقة جنوب سورية؛ أم إف‬
‫كجود القبائل كاف مألوفان يف اؼبنطقة سواء يف الفًتات القديبة أك يف الفًتات اإلسبلمية‪.‬‬
‫تقًتح الدراسة التالية إعادة ترتيب تاريخ القرية كعمراهنا خبلؿ الفًتة اإلسبلمية اؼبمتدة من‬
‫القرف السابع إذل القرف اػبامس عشر اؼبيبلدم‪.‬‬
‫التضاريس‪:‬‬
‫تىظهر منطقة اللجاة‪ ،‬الواقعة مشاؿ‪-‬غرب جبل العرب‪ ،‬على شكل ىضبة بازلتية شبو أفقية‬
‫مثلثية الشكل‪ ،‬يًتاكح ارتفاعها بُت ‪650‬ـ غربان إذل ‪800‬ـ شرقان‪ .‬وبد اؽبضبة عند زكاياىا‬
‫قرية براؽ مشاالن كقرية إزرع غربان كأـ الزيتوف شرقان‪ .‬شهدت اؼبنطقة الواقعة مشارل كشرقي جبل‬
‫العرب أطوار اندفاعات بركانية ؿبلية نشأت خبلؿ البلستوسُت )‪ ،(Pléistocène‬كتعود‬
‫آخر تلك االندفاعات (اليت تشكلت عنها ىضبة اللجاة) إذل فًتة اؽبلوسُت )‪(holocène‬‬
‫ذبمدت السيوؿ اغبممية على شكل تقببات كأخاديد ك"ىامات ضغط" ‪(crete de‬‬ ‫‪ٌ .‬‬
‫)‪ .1pression‬يف بعض األحياف‪ ،‬تشاىد أسفل ىامات الضغط يحفر صغَتة مليئة‬
‫بالصلصاؿ الناجم عن ربلل الصيور كتفسيها أك صبات ضبمية ملساء أك متموجة‪ ،‬ك قد‬
‫قبب حقيقية ربصر أنفاقان يف داخلها‪.‬‬
‫تتشكل عنها‪ ،‬يف أحياف أخرل‪ ،‬ه‬
‫كىيولية كبوجود قشرة من األشنيات تغطي‬
‫تتميز منطقة اللجاة بتضاريس سوداء غَت مستوية ى‬
‫صيورىا البازلتية‪ .‬جنوبان‪ ،‬وبيط باؽبضبة بعض األراضي اػبصبة اؼبكونة من غدراف غائرة‬
‫بضعة أمتار مقارنة مع االرتفاع الوسطي للحمم‪ .‬امتؤلت ىذه الغدراف مع الزمن بًتبة‬
‫صلصالية ضبراء يبكن أف تصل ظباكتها إذل أكثر من ‪ 3‬ـ‪ :‬مش ٌكلة بذلك األراضي الوحيدة‬
‫القابلة للزراعة يف ىذه اؼبنطقة‪.‬‬
‫المناخ‪:2‬‬
‫حصلنا على القيم اؼبناخية األساسية للمنطقة من ؿبطة مدينة السويداء الواقعة على السفح‬
‫الغريب عببل العرب‪ ،‬علمان بأف اؼبسيكة تقع غريب مدينة السويداء إذل الشماؿ منها قليبلن‪ .‬ال‬
‫يوجد ؿبطة أرصاد يف اللجاة‪ :‬بناءن عليو‪ ،‬مت استنتاج القيم اػباصة هبا انطبلقان من معطيات‬
‫احملطات اؼبوجودة يف ؿبيطها‪ .‬يستمر ىطوؿ األمطار بُت شهرم تشرين الثاشل كنيساف كتتباين‬

‫‪319‬‬
‫نسبة اؽبطوؿ بشكل كبَت زمنيان كمكانيان‪ ،‬لكنها تصل إذل قيمها العظمى يف شهرم كانوف‬
‫الثاشل كشباط‪ ،‬كقد تتسبب يف حدكث فيضانات عنيفة يف األهنار اؼبؤقتة اؼبنحدرة من جبل‬
‫العرب‪.‬‬
‫إف منطقة اللجاة مشمولة بُت خطي التماطر ‪ 150-250‬ملم يف قسمها الغريب كضمن‬
‫خط التماطر اؼبعادؿ لػ ‪ 100‬ملم يف قسمها الشرقي‪ .‬تتميز اؼبنطقة دبناخ شبو جاؼ إذل‬
‫جاؼ‪ ،‬كما إف اؽبطوالت اؼبطرية غَت كافية أبدان ؼبلء اػبزانات اؼبفتوحة أك اؼبغلقة اليت ال‬
‫يبكن االستغناء عنها يف اغبياة القركية (معدالت األمطار أخفض من معدالت جبل العرب)؛‬
‫كىي تنحبس يف أشهر الصيف اؼبمتدة من أيار إذل أيلوؿ كبالتارل ينيفض ـبزكف اؼبياه‪.‬‬
‫باإلضافة إذل كل ما سبق‪ ،‬قبد أف الفركؽ بُت كميات األمطار اؼبنهمرة يف السنة الواحدة‬
‫عالية جدان‪ ،‬كىذا بدكره يتسبب يف اكبسار الغطاء النبايت كيف البفاض فرص التزكد باؼبياه‬
‫أيضان‪.‬‬
‫تكوف درجات اغبرارة معتدلة يف أشهر الشتاء اليت يتيللها ستة أياـ كسطيان من الصقيع (يف‬
‫شهرم كانوف األكؿ ككانوف الثاشل)‪ ،‬لكن موجات الصقيع ىذه استثنائية كقصَتة حبيث إهنا ال‬
‫تعيق زراعة أشجار الزيتوف‪ .‬يبكن أف تشهد منطقة اللجاة ىطوالن للثلج على مدل كاحد‬
‫كعشرين يومان يف السنة تقريبان‪ :‬خبلؿ شهرم كانوف الثاشل كشباط‪.‬‬
‫‪ .Ι‬الدراسة األثرية لقرية المسيكة‪:‬‬
‫سبتد قرية اؼبسيكة ‪ ،‬الواقعة جنويب منطقة اللجاة شبو اعبافة‪ ،‬فوؽ ىضبة بازلتية على ارتفاع‬
‫‪ 600‬ـ عن سطح البحر‪ ،‬كتبلغ أبعاد اؼبوقع األثرم ‪ 550‬ـ من الشرؽ إذل الغرب ك ‪200‬‬
‫ـ من الشماؿ إذل اعبنوب؛ أم إف مساحتو تعادؿ الػ‪ 110000‬ـ‪ .2‬يتمثل اؼبوقع اؼبهجور‪،‬‬
‫الذم اكتشفو بتلر يف العاـ ‪ ،3 1905‬بقرية ؿباطة بػ "سور"‪ .‬قاـ بتلر برفع معبد كثٍت مع‬
‫مبٌت بركاؽ ٌأرخ لو يف النصف األكؿ من القرف الثاشل اؼبيبلدم (كفقان لكسر مذابح معاد‬ ‫ن‬
‫استيدامها يف البناء)‪ .‬أشار بتلر أيضان إذل كجود برج ركماشل اعتمد يف ربديد تارىبو على‬
‫نقش أعيد استيدامو يف أحد األقواس‪ ،‬كما قاـ بإعداد توثيق متعلق بالنقوش العائدة إذل‬
‫ضم شبانية نقوش‪ .‬دل يتناكؿ بتلر يف دراستو إال اؼبباشل الضيمة‪،‬‬
‫الفًتتُت الركمانية كالبيزنطية‪ٌ ،‬‬
‫كدل يأخذ أم مسكن بعُت االعتبار يف ذلك التوثيق‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫تتألف القرية بأطوارىا الزمنية اؼبيتلفة القديبة كالقركسطية من ‪ 450‬قاعة تيش ٌكل ‪ 58‬مسكنان‬
‫بأبعاد ـبتلفة ( يشرحت أنواع القاعات اؼبيتلفة اؼبكونة ؼبساكن اؼبسيكة ككذلك كظيفتها يف‬
‫فقرة الحقة بعنواف عمارة مسكن اؼبسيكة ككظيفتو)‪ ،‬كمن بعض اؼبباشل العامة اؼبرتبطة‬
‫دمر بشدة كاعبوامع‬ ‫بالساحات‪ :‬الربج الركماشل كالكنيسة اؼبوجودة داخل ؾبمع الرىباف اؼب ٌ‬
‫الثبلثة اليت تعترب بدكرىا دليبلن على استيطاف القرية بعد الفتح اإلسبلمي‪ .‬تضم القرية أيضان‬
‫مبنيُت (ردبا يعوداف إذل الفًتة ذاهتا) في ٌسرا حىت اللحظة على أهنما خاف كضبٌاـ‪ ،‬كاثٍت عشر‬
‫مسورة مستقلة أك‬‫اض ٌ‬ ‫خزانان أيسندت أسقفها على أعمدة داخل كخارج القرية؛ ككذلك أر و‬
‫مرتبطة دبساكن يف نطاؽ القرية (اللوحة ‪.)1‬‬
‫مت اختيار قاعتُت يف اؼبسكنُت ‪1‬ك ‪ 2‬لتنقيبهما‪ .4‬يقع اؼبسكن األكؿ على الطرؼ الشرقي‬
‫للقرية مشكبلن حدان للتجمع السكٍت‪ :‬عدة قاعات منتظمة حوؿ الفناء‪ ،‬كقد كقع االختيار‬
‫على قاعتو رقم ‪ 17‬اؼببنية يف فًتة الحقة لبناء القاعات األخرل بسبب موقعها اؼبتميز ضمن‬
‫اؼبسكن كبسبب مظهرىا اػبارجي اؼبلفت لبلنتباه (اللوحة ‪.)4-3‬‬
‫يقع اؼبسكن الثاشل كسط القرية مقابل اعبامع الرئيسي (‪ )‬كىو أيضان مؤلف من قاعات‬
‫منتظمة حوؿ الفناء‪ ،‬لكن يبلحظ أف تقنيات بناء اؼبسكن غَت متجانسة باجململ‪ .‬تتميز‬
‫القاعة رقم ‪ ،6‬اليت مت اختيارىا لتنقيبها‪ ،‬بأهنا مشيدة باستيداـ مداميك منتظمة من اغبجارة‬
‫اؼبستطيلة اؼبتقنة النحت كفق تقنية خاصة بعمارة الفًتة القديبة (اللوحة ‪.)6-5‬‬
‫نستعرض يف ما يلي اؼبعطيات السًتاتيغرافية الناصبة عن التنقيب كاللقى اؼبكتشفة‪ ،‬كىي‬
‫معطيات جديدة مت استكماؽبا بدراسة اؼبسكنُت دراسة معمارية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الحيّز الفردي‪:‬‬
‫‪ -1‬المسكن‪:1‬‬
‫تبلغ أبعاد القاعة رقم ‪ 6.80 :17‬طوالن × ‪ 4.80‬عرضان‪ ،‬كقد أدؾبت ضمن الزاكية‬
‫اؼبتشكلة بُت ؾبموعتُت من القاعات‪ ،‬لكن ال يوجد أم رابط بينها قد يسمح باالستنتاج بأف‬
‫بناءىا متٌ يف كقت متزامن مع بناء القاعات األخرل (اللوحة ‪ .)4‬بينيت القاعة من دبش من‬
‫اغبجارة غَت اؼبنحوتة‪ ،‬أما باهبا فمؤطر بإطار من اغبجارة اؼبتقنة النحت اؼبعاد استيدامها‪.‬‬
‫يستند السقف يف القسم الذم تش ٌكل فيو القاعة زاكية قائمة على قوس كامل مستقيم‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫يتألف ىذا السقف‪ ،‬اؼبنهار جزئيان‪ ،‬من ببلطات بازلتية كبَتة مستندة على أطناؼ مت تثبيتها‬
‫بفضل الثقل اؼبوازف اؼبتش ٌكل نتيجة رفع اعبدار فوؽ السطح الذم يسمح بالدخوؿ إذل‬
‫الطابقُت العلويُت للقاعتُت ‪ 16‬ك‪.18‬‬
‫أ‪ -‬سًتاتيغرافية القاعة رقم ‪17‬كاللقى اؼبكتشفة فيها‪:5‬‬
‫ظبح تنقيب القاعة رقم ‪ 17‬بتحديد سبعة أطوار تغطي فًتة فبتدة من القرف الثاشل عشر إذل‬
‫القرف اػبامس عشر‪ ،‬كىي تتوافق مع مراحل استيطاف سبيزت باألرضيات كاألفراف‪.‬‬
‫الطور‪( 1‬اللوحة ‪ 3‬جػ) – مت يف ىذا الطور تسوية الطبقة الصيرية باالستعانة بًتبة بنية مالئة‬
‫غَت مرصوصة تتيللها بعض اغبجارة (الطبقة ‪.)1029‬‬
‫دل يعثر داخل الًتبة إال على ست كسر‪ ،‬أربع منها مصنوعة من عجينة بشوائب نباتية كربمل‬
‫زخرفة بلوف بٍت ؿبمر فوؽ تلبيسة بيضاء‪ .6‬نبلحظ بشكل خاص كجود عركة إبريق كقاعدة‬
‫حلقية مطلية دبينا‪ ،‬فبا يثبت أف بناء ىذه القاعة مت بُت القرنُت الثاشل عشر كالرابع عشر‬
‫اؼبيبلديُت‪. 7‬‬
‫الطور ‪( 2‬اللوحة ‪ 3‬د) ‪ -‬يتألف ىذا الطور من أرضية فبهدة مؤلفة من تربة بلوف بٍت ؿبمر‬
‫مرصوصة بشدة تغطي طبقة التسوية اؼبشاىدة سابقان (‪ .)1026‬عيثر يف كل القسم اؼبنقب‬
‫مسول‬
‫يف القاعة على حبٌات رماد كعلى أتربة مضافة‪ ،‬كما كشف التنقيب عن كجود جدار ٌ‬
‫باذباه شرؽ غرب (‪ )1028‬يرتكز على ىذه األرضية ‪( 1026‬كاف يقسم القاعة إذل‬
‫قسمُت)‪ .‬يشاىد مشاالن طبقة من الرماد على شكل نصف دائرة تعود إذل فرف ملتصق جبدار‬
‫القاعة الشرقي‪ ،‬أما جانبان‪ ،‬نشاىد ضمن األرضية (‪ 8)1026‬حفرة ‪1027‬‬
‫(‪0.8×1.20‬ـ) فبتلئة بًتبة صلصالية مرصوصة من الصعب فصل موادىا‪ .‬تضم اغبفرة‬
‫حافيت إبريق كقصعة صنعت من عجينة بشوائب نباتية‪ ،9‬ككذلك كسريت أقداح مطليتُت دبينا‬
‫بلوف أخضر زجاجي‪ 10‬كأخضر فاتح كأخضر مصفر‪ .11‬عثرنا جنوبان على فرف آخر أفضل‬
‫حفظان (‪ )1025‬يضم لقى خزفية من النموذج ذاتو‪.‬‬
‫الطور‪ -3‬تتألف القاعة يف ىذا الطور من حيٌز كاحد يتميز بوجود فرف عيثر جبانبو على جرة‪.‬‬
‫عثر أيضان على ؾبموعة متجانسة من اللقى اػبزفية يعود تارىبها إذل الفًتة اؼبمتدة بُت القرنُت‬
‫الثاشل عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪ :‬نذكر منها أربع كسر لبطن إناء وبمل زخرفة ناتئة فوؽ‬

‫‪322‬‬
‫عجينة (بلوف بٍت ؿبمر) مشوبة بشوائب معدنية يتيللها البازلت يف بعض األحياف؛ كىي‬
‫صفات تسمح بإرجاعها إذل الفًتة األيوبية (القرف الثاشل عشر‪-‬القرف الثالث عشر‬
‫اؼبيبلديُت‪.) 12‬‬
‫الطور‪ -4‬يتميز ىذا الطور بوجود عدة أفراف كبوجود لقى خزفية تعود إذل الفًتة اؼبملوكية‪.‬‬
‫صنعت ىذه اللقى من عجينة بشوائب نباتية معركفة جيدان يف اؼبنطقة (يف األردف كفلسطُت‬
‫كسورية)‪ ،‬كىي تضم أكوابان بشفاه داخلية مصنوعة من عجينة من السيليكات كربمل‬
‫زخارؼ بثبلثة ألواف‪ :‬أزرؽ كباسي كأزرؽ تركواز كأبيض‪ .‬شوىدت مثل ىذه األكواب يف‬
‫الطبقات اؼبتناضدة يف ضباـ منجق يف بصرل‪.13‬‬
‫الطور‪( -5‬اللوحة ‪ 3‬ىػ) يتألف ىذا الطور من طبقة غَت منتظمة من الرماد على شكل‬
‫حبات العدس تًتاكح ظباكتها بُت ‪15-1‬سم‪ .‬كانت ىذه الطبقة تغطي طور االستيطاف‬
‫اػباص باألفراف كاغبفر على كامل مساحة القاعة‪ .‬عيثر على ؾبموعة خزفية مؤلفة من ‪268‬‬
‫سويت األرضية‬‫كسرة‪ ،‬فبا يشَت إذل أف القاعة كانت تستيدـ لتفريغ بضائع األفراف اجملاكرة‪ٌ .‬‬
‫باستيداـ طبقة مكونة من الصلصاؿ كانت مفككة على شكل ألواح عند تنقيبها (الطبقة‬
‫‪ .)1012‬عيثر يف ىذه الطبقة على قطعة نقود تعود إذل بداية حقبة اؼبماليك البحرية‬
‫(‪1290-1250‬ـ)‪ ،14‬كعلى ؾبموعة كبَتة من الكسر اػبزفية اليت يصل عددىا إذل ‪284‬‬
‫كسرة‪ :‬احتفظت ‪ 117‬منها حبوافها كقعورىا (اللوحة ‪ 9‬ب)‪ .‬تضم ىذه اجملموعة مبوذجُت‬
‫من جرار كبَتة ببل عنق‪ :‬تظهر شفة النموذج األكؿ على شكل بركز حلقي مسطح‪ ، 15‬أما‬
‫شفة النموذج الثاشل فناتئة كمسطحة‪ .‬ييشاىد أيضان أباريق صغَتة بأعناؽ طويلة أك قصَتة يقل‬
‫قطرىا عن ‪ 20‬سم‪ .‬تتميز القطع ذات العنق الطويل بشفة حلقية الشكل كجبدار مقعر‬
‫(سبعة أمثلة) كقد يكوف جدارىا مستقيمان كحوافها متطاكلة (أربعة أمثلة)‪ 16‬؛ أك قد تكوف‬
‫شفتها متطاكلة على شكل شبو منحرؼ‪ ،17‬أك حىت ناتئة قليبلن كمثنية بنهاية مسطحة‪.18‬‬
‫شاىدنا أيضان إناءين صغَتين بعنق قصَت كجدار مقلوب كهناية دائرية‪ .19‬يشاىد بُت‬
‫األشكاؿ اؼبفتوحة ذات القطر الكبَت ( أكرب من ‪ 25‬سم) قصعات جبدار مستقيم أك ؿبدب‬
‫قليبلن بنهاية مسطحة كشفة على شكل زاكية قائمة‪ .20‬قمنا بتوثيق ؾبموعة من األقداح غَت‬
‫اؼبطلية باؼبينا‪ :‬بعضها جبدراف مستقيمة كبزاكية انكسار بارزة كهناية دائرية‪ ،‬كبعضها اآلخر‬

‫‪323‬‬
‫جبدراف ؿبدبة كهناية دائرية أك مسطحة‪ .21‬غالبان ما ربمل الطاسات الصغَتة ذات الطبلء‬
‫اؼبزجج زخارؼ ىندسية بلوف أصفر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيزم‪ 22‬أك بلوف أخضر‬
‫زجاجي‪ .23‬ىناؾ بعض األكاشل كبَتة اغبجم اؼبصنوعة من عجينة بشوائب نباتية‪ :‬كجرار‬
‫التيزين اليت ييبلحظ أف بعضها ببل عنق كبشفة على شكل نتوء حلقي‪ ،‬بينما ٌزكد بعضها‬
‫اآلخر بعنق قصَت‪ .‬عيثر يف األرضية ‪ 1012‬على ثبلثة مواقد (مقابل بعضها البعض) تستند‬
‫على جدارين متمحورين باذباه مشاؿ‪/‬جنوب (الفرف ‪ 1010‬كحشوتو ‪ ،1011‬الفرف‬
‫‪ 1008‬كحشوتو ‪ 1009‬الفرف ‪ 1005‬كحشوتو ‪ ،)1007‬كما عيثر على تنور كبَت‬
‫اؼبساحة مستند على اعبدار الشرقي (‪ 1.35‬ـ طوؿ×‪ 0.80‬ـ عرض‪-‬رقم ‪)1020‬‬
‫الطور ‪ -6‬يًتافق ىذا الطور مع جرة زبزين كبَتة (‪ )1015‬مصنوعة من عجينة بشوائب‬
‫نباتية‪ .‬يتقاطع اعبزء العلوم للجرة مع طور األرضية ‪ ،1006-1008‬كقد تبُت بأهنا كانت‬
‫موضوعة داخل التنور‪ .‬عثر داخل الطبقة ‪ 1003‬على نصف درىم يسمح بإرجاع ىذه‬
‫اغبفرة إذل الفًتة اؼبملوكية (مسكوكات تعود إذل األعواـ ‪( )1421-1412‬اللوحة‪ 10 .‬ز)‪.‬‬
‫الطور ‪ -7‬تًتاكب يف ىذه اغبفرة طبقتاف سطحيتاف ‪ 1001-1004‬تعادالف دبساحتهما‬
‫مساحة الطبقة ‪ 1002‬كقد سانبت ببلطات السقف اؼبنهار يف تثبيتهما‪ ،‬ىذا فبا يدؿ على‬
‫ىجراف اغبٌيز (ردبا يف هناية الفًتة اؼبملوكية)‪.‬‬
‫قي ٌسم اغبٌيز يف الفًتة األقدـ بواسطة جدار صغَت ببل أساسات يرفع فوؽ األرضية ‪.1026‬‬
‫ييبلحظ أف كل األرضيات مرصوصة كأف األتربة اؼبستيدمة فيها ـبلوطة بالرماد يف أغلب‬
‫األحياف‪ ،‬كما أف كل األفراف ؿبفورة ضمن األرض دكف ترتيب خاص‪ ،‬باستثناء فرف عائد إذل‬
‫الطور الرابع‪ .‬ييبلحظ يف بعض اغباالت االستثنائية استيداـ اغبجارة ضمن تلك األرضيات‬
‫باإلضافة إذل الًتاب كالرماد‪.‬‬
‫مت اكتشاؼ مطبخ استمر استيدامو خبلؿ فًتات ـبتلفة سبتد من القرف الثاشل عشر إذل القرف‬
‫اػبامس عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫ب‪-‬الدراسة األثرية للمسكن كربديد تارىبو بشكل نسيب‪:‬‬

‫‪324‬‬
‫ظبح لنا التنقيب كالدراسات األثرية بافًتاض تواريخ نسبية ألطوار اؼبسكن اؼبيتلفة‪ ،‬كتبُت لنا‬
‫أف اؼبسكن يف طوره اإلسبلمي هبمع بُت قاعات تعود إذل ثبلثة مساكن قديبة ـبتلفة (اللوحة‬
‫‪ 4‬أ)‪.‬‬
‫تتألف اجملموعة األكذل من قاعة مستقلة (‪( )1‬دبيطط شبو منحرؼ) كثبلث قاعات متصلة‬
‫(‪ )4-3-2‬تنتمي إذل اؼبسكن الشمارل‪-‬الغريب (رقم ‪ .)56‬بٍت سقف القاعة (‪ )1‬من‬
‫ببلطات بازلتية تستند على األطناؼ من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية على عمودين يستنداف‬
‫بدكرنبا على اعبدارين الغريب كالشمارل‪ .‬يشاىد ىنا صف مضاعف من األطناؼ (خرجة)‬
‫ساىم يف تقليص ضبولة السقف من ‪ 3.80‬إذل ‪ 3‬ـ‪ .‬ترتبط ؾبموعة القاعات ‪ 4-3-2‬مع‬
‫بعضها كفق أكثر من احتماؿ‪ :‬يىب ِّدـ الطابق األرضي للقاعة ‪ 2‬الطابق األرضي للقاعة ‪4‬‬
‫كالطابق العلوم للقاعة ‪ 3‬الذم يضم بابان مفتوحان على الفناء الشمارل‪ .‬يبكن استيداـ ىذا‬
‫الفناء للدخوؿ إذل الطابقُت األرضيُت للقاعتُت ‪ 3‬ك‪ 4‬عرب منفذ صغَت موجود فيو‪ .‬يف‬
‫اؼبقابل‪ ،‬ال يبكن الدخوؿ إذل الطابق العلوم من القاعة ‪ 4‬إال عرب السطح‪ .‬يشاىد يف القاعة‬
‫(‪ )1‬باباف مزكداف دبمرين متعرجُت يسمحاف باالنتقاؿ من الفناء الشمارل إذل الفناء اؼبركزم‪،‬‬
‫كيساىم ساكف الباب الشمارل يف دعم مكاف اتصاؿ جدار الواجهة اػبلفية مع اعبدار‬
‫الفاصل بُت القاعتُت ‪ 1‬ك‪ .2‬يف الزاكية اعبنوبية الغربية‪ ،‬تيشاىد مشكاة كبَتة بنيت مكاف‬
‫التقاء اعبدارين‪ ،‬أم مكاف يبكن لو أف يدعم ضبولة كبَتة‪ ،‬أم قامت ىذه اؼبشكاة مقاـ قوس‬
‫الحق ألكؿ تشييد للمسكن يف الفًتة الركمانية‪-‬‬ ‫ت و‬ ‫لتيفيف اغبمولة‪ .‬فيتح الباباف يف كق و‬
‫البيزنطية‪ ،‬كيبكن الوصوؿ إذل سطوح القاعات األخرل عرب سطح القاعة ‪ 7‬اؼببنية يف الفًتة‬
‫اإلسبلمية‪.‬‬
‫إف اؼبسكن القدصل الثاشل الذم متٌ إدماجو مع اؼبسكن رقم‪ 1‬يف الفًتة اإلسبلمية ىو اؼبسكن‬
‫رقم‪ .57‬يتألف ىذا اؼبسكن من قاعة عالية (‪ )24‬كقاعة منيفضة بطابق علوم (‪ )25‬بنيتا‬
‫باستيداـ مداميك من اغبجارة سيئة النحت‪ ،‬كيتم الدخوؿ إليو عرب الفناء كعرب باب يف‬
‫الواجهة الشرقية للقاعة الرئيسية (‪ .)24‬بنيت القاعتاف (‪ )24 ،23‬يف العهد السلجوقي‪-‬‬
‫األيويب‪ ،‬لكننا دل نعثر على أية حجارة ربط قد تربطها بالقسم القدصل‪ .‬الحظنا أيضان اكبراؼ‬
‫اؼببٌت (تغَت اذباىو) على امتداد الواجهتُت الشرقية كالغربية بدءان من مكاف اتصاؿ القاعتُت‬

‫‪325‬‬
‫‪ 23‬ك‪ .24‬اكبرفت الواجهة الغربية ثانية يف جزئها التابع إذل القاعة ‪ ،24‬دبا يتماشى مع‬
‫الًتاصف الذم فرضتو القاعة ‪ 23‬اؼببنية حديثان‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬مت حفر باب بُت القاعتُت ‪23‬‬
‫نب عضادات الباب من كتلة حجرية‬ ‫ك‪ 24‬داخل اعبدار اؼبشًتؾ بينهما‪ .‬يف الواقع‪ ،‬دل تي ى‬
‫كاحدة متقنة النحت كما ىو حاؿ األبواب األخرل اؼبشاىدة‪ ،‬إال إف حجارة اإلطار تساير‬
‫الًتاجع اغباصل يف مداميك اعبدار‪ .‬يتصل اؼبسكن القدصل (رقم ‪ )57‬باؼبسكن اإلسبلمي‬
‫(رقم‪ )1‬عرب القاعة ‪.23‬‬
‫كاف اؼبسكن القدصل رقم ‪ 1‬مؤلفان يف األصل من ؾبموعتُت من القاعات‪ :‬اجملموعة ( ‪ 9‬إذل‬
‫‪ )16‬كاجملموعة (‪ 18‬ك‪ 19‬ك‪ . )20‬تصطف اجملموعة األكذل على شكل حرؼ "‪ " L‬يف‬
‫الزاكية الشمالية‪-‬الشرقية من الفناء اؼبركزم‪ :‬ثبلث قاعات عالية متصلة بقاعات منيفضة‬
‫بطوابق علوية كبقاعات كبَتة طويلة بينيت يف احمليط اػبارجي للمجمع السكٍت‪ .‬على الرغم‬
‫من تراكم األنقاض‪ ،‬يبلحظ كجود فرؽ يف اؼبستول (دبقدار ‪ 0.20‬ـ) بُت أقساـ القاعتُت‬
‫‪ 13‬ك‪ ،14‬يبكن سبييزه من خبلؿ انزياح اغبجارة‪ .‬تقع األجزاء األعلى يف القسم اػبلفي‬
‫للقاعات كتشغل نصف مساحتها‪ .‬يبلحظ أيضان أنو مت إسناد سقف القاعة العالية ‪ 9‬على‬
‫قوس داعم‪ .‬بنيت القاعات دبجملها من مداميك منتظمة من اغبجارة اؼبستطيلة كبينيت‬
‫الحقان مصطبة داخل القاعة ‪ .13‬تتعامد القاعة ‪ 5‬مع اؼبسكن القدصل رقم ‪ ،56‬كىي مرتبطة‬
‫مع القاعة العالية اؼبستطيلة ‪ 6‬كمع القاعتُت اؼبنيفضتُت اؼبتضررتُت بشدة ‪ 7‬ك ‪ ،8‬لكن مت‬
‫صفت بشكل عشوائي‪.‬‬ ‫سد اؼبدخل الواصل بُت القاعتُت ‪ 5‬ك ‪ 7‬بواسطة حجارة كبَتة ي‬
‫يشاىد على عضادات األبواب نقوش مطلية باألبيض تشهد على استيطاف اؼبسكن بُت‬
‫العامُت ‪ ، 1960-1950‬أك قد تشهد على تردد األىارل عليو يف تلك الفًتة ( على أقل‬
‫تقدير)‪ .‬ييشاىد يف مركز القاعة رقم ‪ 5‬عموداف مؤلفاف من كتل حجرية قرصية (على شكل‬
‫كقسم حيٌز القاعة‬
‫ضم العمود الغريب ى‬ ‫قوالب حلول)‪ .‬بٍت الحقان جدار باذباه مشاؿ‪/‬جنوب ٌ‬
‫إذل قسمُت غَت متساكيُت‪ .‬يبلحظ أف اغبجارة اؼبستيدمة يف بناء اعبدراف سيئة النحت كغَت‬
‫مًتابطة‪ ،‬كما أهنا مصفوفة بشكل عشوائي‪ .‬تشغل اجملموعة الثانية (‪ 18‬ك‪ 19‬ك‪)20‬‬
‫(العائدة إذل الفًتة الركمانية‪-‬البيزنطية) القسم اعبنويب من اؼبسكن اإلسبلمي‪ .‬تضم القاعة‬
‫العالية (‪ )19‬قوسان داعمان يستند على تاجي عضادتُت‪ ،‬كوبيط هبا قاعتاف منيفضتاف بطابق‬

‫‪326‬‬
‫علوم (‪ 18‬ك‪ )20‬تتميزاف بتجانس جدراهنما اؼببنية من مداميك منتظمة من اغبجارة‬
‫اؼبستطيلة اؼبتقنة النحت نوعان ما‪ .‬تنفتح القاعة اؼبنيفضة رقم ‪ 18‬مباشرة على الفناء اؼبركزم‬
‫‪ ،‬لكن مت سد اؼبنفذ عند بناء القاعة ‪.17‬‬
‫تتألف اؼبباشل العائدة إذل الفًتة السلجوقية األيوبية بدكرىا من القاعة ‪ 23‬كمن ؾبموعتُت‬
‫متجانستُت من القاعات األخرل (القاعات من ‪ 5‬إذل ‪ 8‬كالقاعتُت ‪ ،(22-21‬ككذلك من‬
‫اؼبطبخ اؼبن ٌقب يف العاـ ‪( 1993‬القاعة ‪ .(17‬كما ىو معركؼ اآلف‪ ،‬استيدمت أفنية‬
‫اؼبساكن القديبة (‪ 56‬ك ‪ 57‬ك ‪ )1‬خبلؿ الفًتة اإلسبلمية‪ ،‬ككذلك اؼبصاطب اليت بنيت‬
‫داخل كل فناء كاؼبصطبة اؼببنية خارج فناء اؼبسكن رقم ‪.57‬‬
‫‪ -2‬المسكن ‪:2‬‬
‫يتألف اؼبسكن ‪ 2‬من ‪ 16‬قاعة خضعت السادسة منها لتنقيب أثرم (اللوحة ‪ 5‬أ(‪ .‬تتميز‬
‫شراعة) بأبعادىا الكبَتة‬
‫ىذه القاعة (اليت يبكن الدخوؿ إليها عرب الفناء كعرب باب تعلوه ٌ‬
‫(‪ 5 × 6.50‬ـ) كيبلحظ أهنا متصلة بقاعتُت منيفضتُت منتظمتُت كفق طابقُت (‪.)7‬‬
‫بنيت جدراف القاعة باستيداـ مداميك منتظمة من اغبجارة اؼبستطيلة اؼبتقنة النحت‪،‬‬
‫كيبلحظ أف كامل البناء ؿبفوظ بشكل جيد‪ .‬ن ٌفذ السرب داخل القسم الغريب من القاعة اليت‬
‫تتالت عليها ستة أطوار استيطاف كىجر‪ :‬من القرف الرابع اؼبيبلدم إذل القرف الرابع عشر‬
‫اؼبيبلدم (اللوحة ‪.(4‬‬
‫أ‪ .‬سًتاتغرافية القاعة رقم ‪ 2‬كاللقى اؼبكتشفة فيها‪:‬‬
‫الطور األكؿ‪ -‬متٌ يف الطور األكؿ ردـ األرض بًتبة بنية (بلغت ظباكتها يف قسمها األكثر‬
‫ارتفاعان ‪0.20‬ـ) هبدؼ تسوية األرضية األصلية البازلتية كاؽبيولية نوعان ما (‪-2010‬جػ(‪.‬‬
‫ظبحت عملية التسوية بإعداد أرضية من تربة بنية مرصوصة مت حفر فرف داخلها مقابل جدار‬
‫اؼبسكن الشمارل (‪-2010‬ب(‪ .‬عيثر يف ىذه األرضية على قطعة نقود تعود إذل الفًتة‬
‫القسطنطينية (‪341-335‬ـ( (اللوحة ‪ 10‬ب( ظبحت بالتأريخ ألساسات القاعة يف‬
‫النصف األكؿ من القرف الرابع اؼبيبلدم على األقل‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬سبت تغطية األرضية بطبقة‬
‫ظبيكة من الًتبة البنية اؼبيلوطة بكمية كبَتة من اغبجارة اؼبتوسطة كالكبَتة اغبجم‪ :‬دبا فيها‬
‫أسطوانات األعمدة‪ .‬عثرنا على ؾبموعة متجانسة جدان من اللقى اػبزفية حصران‪ :‬ميٌزت‬

‫‪327‬‬
‫الطبقات الثبلث أ ك ب ك جػ يف األرضية ‪ .2010‬كصل عدد الكسر اليت دل ننجح يف‬
‫التعرؼ على أشكاؽبا إذل ‪ 148‬كسرة‪ ،‬كلها مصنوعة من عجينة حببيبات ناعمة يتيللها‬
‫شوائب معدنية‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬استطعنا أف مبيٌز أشكاؿ أربع عشرة كسرة كتبُت أهنا تعود إذل‬
‫تسعة أنواع‪ .‬تضم ىذه الكسر أربع كسر من خزؼ السيجليو‪ ،‬كيشبو شكل إحداىا شكل‬
‫آنية (مصدرىا بصرل) مؤرخ ؽبا يف القرنُت الثاشل‪-‬الثالث اؼبيبلديُت‪ .24‬شوىد أيضان إبريق‬
‫(برقبة مستقيمة كعالية كشفة ناتئة مسطحة) يشبو مثاؿ آخر موجود يف بصرل أيضان‪ ،‬كقد‬
‫أر ٌخ لو يف القرف اػبامس اؼبيبلدم‪.25‬‬
‫تبُت من خبلؿ حجارة ربط اعبدراف أف القاعة ‪ 6‬بنيت بعد بناء القاعتُت ‪ 1‬ك ‪ . 2‬بدكره‪،‬‬
‫يتألف الردـ ‪-2010‬أ من اغبجارة الكبَتة كمن بعض العناصر اؼبعمارية‪ ،‬ككذلك من تربة‬
‫مرصوصة كمن فرف يحفر بشكل بسيط جدان‪ .‬تبُت من خبلؿ عمليات التنقيب اؼبنفذة يف‬
‫منطقة جنوب سورية أف إعداد أرضية من الًتبة اؼبرصوصة كاف نادران يف هناية الفًتة الركمانية‬
‫كبداية الفًتة البيزنطية‪ ،26‬إذ إف معظم األرضيات كانت مبلطة‪ .‬تدفعنا ىذه اؼبعطيات‪،‬‬
‫ككذلك اللقى اػبزفية اؼبتشاهبة اؼبكتشفة يف الطبقات أ ك ب ك جػ‪ ،‬إذل االفًتاض بأنو مت‬
‫إعداد ىذه األرضية مؤقتان بشكل متزامن مع بناء القاعة اجملاكرة (أ)‪ .‬إذان‪ ،‬يسبثل الطبقة‬
‫‪-2010‬أ الردـ اؼبتش ٌكل من فضبلت أفراد الورشة اليت قامت ببناء القاعتُت ‪ 1‬ك‪ 2‬على ما‬
‫يبدك‪.‬‬
‫بعد ذلك‪ ،‬بينيت القاعة اؼبنقبٌة باستيداـ مداميك منتظمة من حجارة منحوتة جيدان (تقنية‬
‫سبٌيز اغبقبتُت الركمانية كالبيزنطية)‪ ،‬كقد عيثر فيها على تلبيسة ؿبفوظة على بعض أجزاء‬
‫اعبدراف‪ :‬كسر من البازلت كمن بطوف قدكر تعود إذل الفًتة البيزنطية‪ .‬ردبا كانت ىذه التلبيسة‬
‫معاصرة لفًتة تشييد البناء‪ ،‬أم الفًتة البيزنطية‪ .‬يعترب ىذا الطور‪ ،‬العائد إذل الفًتة اؼبمتدة بُت‬
‫منتصف القرف الرابع كالقرف اػبامس اؼبيبلديُت‪ ،‬طور تأسيس البناء‪.‬‬
‫الطور ‪ -2‬يتكوف الطور الثاشل من الطبقة ‪ 2009‬اليت تبلغ ظباكتها (‪ )15‬سم‪ .‬تتكوف ىذه‬
‫الطبقة من تربة رمادية عثر داخلها على ‪ 27‬كسرة تلبيسة أك مبلط أبيض بشوائب بازلتية‪،‬‬
‫كىي ترتكز على طبقة الردـ ‪-2010‬أ اؼبؤلفة من اغبجارة الكبَتة‪ .‬يبلحظ كجود بقايا من‬
‫التلبيسة السابقة على أجزاء ـبتلفة من جدراف القاعة‪ ،‬أم إهنا ؿبفوظة يف مكاهنا‪ .‬عيثر على‬

‫‪328‬‬
‫شباف كعشرين قطعة خزفية يشاىد بينها مبوذجاف من جرار زبزين (جرة ببل عنق كشفة حلقية‬ ‫و‬
‫مسطحة نوعان ما) يعود تارىبهما إذل هناية الفًتة البيزنطية‪ :‬القرنُت السادس–السابع‬
‫اؼبيبلديُت‪.‬دل تيعرض األشكاؿ األخرل (اؼبألوفة) يف تقارير التنقيب حىت اآلف‪ ،‬لكنها مصنوعة‬
‫من عجائن مشوبة بشوائب معدنية كبألواف غامقة تتدرج من األضبر إذل البٍت‪ ،‬أم إهنا تشبو‬
‫العجائن اؼبستيدمة يف صنع السَتاميك اؼبقولب يف بصرل العائد إذل الفًتة األيوبية كما ىو‬
‫معركؼ‪ .27‬ال يوجد ضمن ىذه اجملموعة كسر ألكاشل مقولبة لكن عجينتها تشَت إذل أهنا‬
‫تعود إذل الفًتة القركسطية‪ .‬قد يشَت العدد الكبَت من كسر تلبيسة اعبدراف اؼبهدمة إذل ىجر‬
‫اؼبكاف خبلؿ فًتة دل نتمكن من معرفتها بدقة‪ ،‬لكن يٍوبتمل أهنا استمرت طبسة قركف‪ :‬من‬
‫القرف السابع إذل القرف الثاشل عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫الطور‪ -3‬يتكوف الطور الثالث من مصطبة (‪ (2008‬كمن طبقة استيطاف (‪ (2007‬عيثر‬
‫داخلها على كمية كبَتة من اللقى اػبزفية اليت استطعنا ربديد تارىبها بفضل قطعة نقود عيثر‬
‫عليها يف الطبقة ذاهتا‪ .‬تًتافق الطبقة (‪ (2008‬مع مصطبة مستندة على اعبدار الشمارل‬
‫للقاعة‪ ،‬تنتهي عند دعامة القوس اؼبستعرض (يبلغ طوؽبا ‪ 2.05‬ـ كارتفاعها ‪ 0.60‬ـ)‬
‫(اللوحة ‪ 6‬أ)‪ .‬بنيت كاجهة اؼبصطبة من اغبجارة البازلتية اؼبنحوتة بشكل بسيط‪ ،‬بينما بنيت‬
‫أجزاؤىا الداخلية من حجارة صغَتة اغبجم كمن تربة بنية‪ ،‬كمت تبليطها بببلطات بازلتية‪.‬‬
‫ييشاىد ضمن اعبدار الشمارل مدماؾ من حجارة ( يبلغ طوؽبا ‪ 0.40‬ـ‪ ،‬كظباكتها ‪0.15‬ـ)‬
‫صفت بالتتابع بشكل أفقي‪ .‬يعترب ىذا التفصيل اؼبعمارم خطان مرجعيان لقمة اؼبصطبة غَت‬ ‫ي‬
‫اؼبرتبطة باعبدار الشمارل‪ ،‬ىذا فبا يعٍت بأهنا ال تعود إذل الفًتة القديبة‪ .‬عند رفع اؼبصطبة‪،‬‬
‫عثرنا على كمية كبَتة من اػبزؼ كعلى قطعة نقدية (مسكوكة) نيقش عليها النقش التارل‪:‬‬
‫اؼبلك العادؿ نور الدين بن زنكي (‪ 596-541‬ىػ ‪ 1174-1149/‬ـ(‪ .‬كما ىو كاضح‬
‫من النقش‪ ،‬يس ٌكت ىذه القطعة يف عهد اؼبلك نور الدين بُت العامُت ‪ 1174-1156‬ـ‪،‬‬
‫فبا يعٍت بأف ؾبموعة اػبزؼ اؼبتجانسة اؼبرافقة ؽبا تعود إذل الربع الثالث من القرف الثاشل عشر‬
‫اؼبيبلدم‪ ،‬أم إذل الطور األخَت من الفًتة السلجوقية (اللوحة ‪ 10‬جػ(‪.‬‬
‫صنع اػبزؼ من عجينة مشوبة بكمية كبَتة من الشوائب النباتية‪ ،‬كىو وبمل زخرفة بلوف بٍت‬ ‫ي‬
‫جرة زبزين (ببل عنق كبشفة‬‫أضبر فوؽ طبلء أبيض‪ .‬استطعنا سبييز ستة أشكاؿ من بينها ٌ‬

‫‪329‬‬
‫تش ٌكل زاكية قائمة) تشبو آنية أخرل مكتشفة يف خربة فارس ضمن طبقة أير ٌخ ؽبا يف األعواـ‬
‫‪1261-1174‬ـ‪ .28‬غالبان ما يتم العثور على القصعات ذات اعبدار احملدب كالنهاية‬
‫اؼبسطحة داخل الطبقات اؼبتناضدة اليت يعود تارىبها إذل الفًتة اؼبمتدة بُت القرنُت الثاشل عشر‬
‫كاػبامس عشر اؼبيبلديُت‪ ،29‬ككذلك ىو حاؿ نوعُت آخرين من القصعات ذات اعبدار‬
‫اؼبستقيم‪ .30‬عثرنا على قاعدتُت على شكل قرص ربمبلف آثار قطعة نسيج استيدمت‬
‫لتشكيل القعر‪ ،31‬كما عثرنا على شباشل كسر خزفية مطلية باؼبينا داخل ىذه الطبقة‪ ،‬لكننا دل‬
‫نتمكن من معرفة أشكاؽبا‪ .‬ربمل ىذه الكسر إما رسومان بلوف أسود فوؽ طبقة من اؼبينا‬
‫‪32‬‬
‫الًتكوازية (مبوذجان رقاكيان) أك زخارؼ ىندسية بلوف أصفر فاتح فوؽ أرضية بنية‪ .‬عثرنا أيضان‬
‫على مباذج من أكاشل صغَتة اغبجم (يقل قطرىا عن ‪ 0.25‬ـ) مصنوعة من عجينة ضبراء بنية‬
‫بشوائب معدنية‪ ،‬ككذلك على مباذج من أكواب جبدراف مقلوبة‪ :‬مت العثور على أمثلة مشاهبة‬
‫ؽبا ضمن الطبقات اؼبتناضدة يف خربة فارس؛ أما تارىبها فيعود إذل الفًتة اؼبمتدة بُت هناية‬
‫القرف الثاشل عشر كمنتصف القرف الثالث عشر اؼبيبلديُت‪ .33‬باإلضافة إذل ما سبق‪ ،‬عثرنا‬
‫على أربعة مساحق كعلى رحى ثابتة من البازلت‪ ،‬فبا يشَت إذل استيداـ اغببوب كإذل ربويلها‬
‫إذل منتجات أخرل‪.‬‬
‫تشهد الطبقة ‪ 2007‬على مراحل استيطاف ـبتلفة ؽبذه القاعة يف طورىا الذم ترافق مع‬
‫كجود مصطبة مرتفعة مقارنة مع األرضية اؼببلطة‪ .‬عثرنا يف ىذه الطبقة على كمية ال بأس هبا‬
‫من عينات لنماذج ـبتلفة من األشكاؿ اػبزفية‪ ،‬نذكر منها‪ :‬طبس حواؼ ألباريق مصنوعة‬
‫من عجينة (بشوائب نباتية) مدىونة بطبلء أبيض كمزينة بزخارؼ ىندسية بلوف بٍت ؿبمر؛‬
‫اغبجاج (أك قلعة عتليت جنويب حيفا) ككذلك‬ ‫كىي تشبو مباذج مكتشفة يف أفامية ك يف قلعة ٌ‬
‫يف خربة فارس‪ .34‬انتشر استيداـ مباذج األباريق اؼبصنوعة من العجائن اؼبعدنية احملتوية على‬
‫البازلت يف جرش خبلؿ القرنُت الثاشل عشر‪-‬الرابع عشر اؼبيبلديُت‪ .35‬عثرنا فوؽ األرضية‬
‫اؼببلطة على إبريق كامل مزين بزخارؼ ىندسية بلوف بٍت ؿبمر فوؽ طبلء أبيض‪ ،‬أم إنو‬
‫ؿبفوظ يف مكانو‪ ،‬كما عثرنا (يف قلعة الوعَتة) على ثبلثة مباذج ألكاشل طبخ برقبة قصَتة‬
‫كشفة مقلوبة كبنهاية دائرية تعود إذل الفًتة الصليبية‪.36‬‬

‫‪330‬‬
‫يبلحظ ىنا أف األكاشل اؼبفتوحة الكبَتة اليت يزيد قطرىا عن ‪ 0.25‬ـ مصنوعة من عجائن‬
‫بشوائب نباتية فقط‪ ،‬كقد عثرنا على اثنيت عشرة كسرة من حواؼ ىذه األكاشل بنهايات دائرية‬
‫أك مسطحة‪ ،‬وبمل بعضها زخرفة ملونة فوؽ طبلء أبيض‪ .37‬يف اؼبقابل‪ ،‬شاىدنا بُت‬
‫األكاشل اؼبفتوحة صغَتة اغبجم (اليت يقل قطرىا عن ‪0.25‬ـ) أك واف‪ ،‬جبدراف مستقيمة كببدف‬
‫عاؿ‪ ،‬تشبو أكاشل خربة فارس اؼبؤرخ ؽبا بُت العامُت ‪ 1260 -1174‬ـ‪ .‬يبلحظ ىنا أيضان‬ ‫و‬
‫استيداـ العجينة اؼبشوبة بشوائب نباتية‪ ،‬كنذكر كمثاؿ عليها آنية صغَتة جبدار مستقيم‬
‫كبنهاية مسطحة‪ .38‬ربمل بعض ىذه الكسر آثار قطعة نسيج استيدمت لرفع اآلنية حوؽبا‪،‬‬
‫بينما احتوت العجائن اؼبشكلة لبعضها اآلخر على حبيبات البازلت‪ .‬يبلحظ أف معظم‬
‫األكاشل اؼبطلية باؼبينا مزينة بأشرطة بلوف أصفر فاتح أك أخضر فاتح فوؽ أرضية بنية‪.39‬‬
‫جرة كبَتة لتيزين اغببوب مصنوعة من عجينة‬ ‫شوىدت ثبلث عشرة كسرة لسلوة أك ٌ‬
‫بشوائب نباتية‪ ،‬ىذا فبا يعترب دليبلن آخران على الوظيفة السكنية للحيٌز‪ .‬عيثر أيضان على بعض‬
‫الكسر جملمرة مستطيلة الشكل كعلى أربعة مساحق مصنوعة من البازلت‪.‬‬
‫تتوافق الطبقتاف ‪ 2007‬ك ‪ 2008‬مع طور إعادة استيطاف سبيٌز بأرضية مبلطة كدبصطبة‬
‫بارتفاع ‪ 0.50‬ـ‪ .‬يدفعنا كجود اؼبصطبة إذل اعتبار اؼبكاف قاعة لبلستقباؿ‪ ،‬كتسمح اجملموعة‬
‫اػبزفية اؼبتجانسة كقطعة النقود بإرجاع االستيطاف السكٍت إذل النصف الثاشل من القرف الثاشل‬
‫عشر كإذل هناية الفًتة السلجوقية‪.‬‬
‫الطور الرابع‪ -‬يتألف ىذا الطور من طبقتُت سًتاتغرافيتُت ‪ 2006‬ك ‪ ،2005‬تشهد كل‬
‫كاحدة منهما على استيطاف مكثٌف (أرضية كطبقات ردـ استيطانية(‪ .‬عثرنا خبلؿ تنقيب‬
‫ىاتُت الطبقتُت على أكرب كمية من اػبزؼ كعلى قطعيت نقود‪.‬‬
‫تتوافق الطبقة ‪ 2006‬مع عملية تبليط ثانية لؤلرضية بببلطات كبَتة غَت مًتابطة (مبعثرة)‬
‫مصفوفة فوؽ القسم العلوم من طبقة االستيطاف ‪ .2007‬الحظنا أف ىذه الببلطات‬
‫موجودة على سوية القسم العلوم من اؼبصطبة ‪ -2008‬أ (اللوحة ‪ 6‬أ ك د (‪ .‬بدكرىا‪،‬‬
‫تتكوف الطبقة ‪ 2005‬من ركاـ من اغبجارة البازلتية الصغَتة اؼبيلوطة مع الًتبة البنية‪ ،‬كىي‬
‫تغطي اؼبصطبة ‪ -2008‬أ من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية ىي متداخلة مع اغبجارة الكبَتة‬
‫العائدة إذل الطبقة ‪ .2006‬تش ٌكل ىاتاف الطبقتاف (‪ 2005‬ك‪ )2006‬سوية بناء‬

‫‪331‬‬
‫كاستيطاف عيثًر داخلها على ثبلثة عشر مسحقان بازلتيان كعلى عملتُت (من فئة الفلس( من‬
‫إنتاج سورم‪ .‬مت سك إحدل ىاتُت العملتُت يف عهد اؼبلك الصاحل إظباعيل بن ؿبمود‬
‫(‪ 577-567‬ىػ ‪ 1181-1171/‬ـ(‪ ،‬كقد انتشرت بدءان من العاـ ‪ 570‬ىػ‪ 1174/‬ـ‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬نيقش على العملة الثانية اسم السلطاف اؼبنصور سيف الدين قبلككف (‪-677‬‬
‫‪ 688‬ىػ‪ 1290-1280/‬ـ( (اللوحة ‪ 10‬د ك ز(‪ .‬يبكن إرجاع يؾبمل اللقى اػبزفية إذل‬
‫الفًتة اؼبمتدة بُت الربع الثالث من القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم كهناية القرف الثالث عشر‬
‫اؼبيبلدم‪ ،‬أم هناية الفًتة السلجوقية كبداية الفًتة األيوبية‪ .‬يبلحظ أف أكثر من ثلثي الكسر‬
‫اؼبكتشفة (‪ 356‬كسرة) تعود إذل أشكاؿ مصنوعة من عجينة بشوائب نباتية تضم حبيبات‬
‫صنًع الثلث اؼبتبقي من عجينة بشوائب معدنية تًتاكح ألواهنا‬ ‫بازلتية بنسب ـبتلفة‪ ،‬يف حُت ي‬
‫بُت األضبر كالربتقارل؛ كقد تكوف مطلية باؼبينا يف بعض األحياف‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬نبلحظ أف‬
‫القصعات كاعبرار الكبَتة مصنوعة من عجينة بشوائب نباتية حصران ‪( 40‬اللوحات ‪ 6‬ك‪8‬‬
‫ك‪.)9‬‬
‫أحصيت ثبلثة مباذج من اعبرار اؼبتوسطة اغبجم اليت يًتاكح قطرىا بُت ‪ 0.25‬إذل ‪0.35‬ـ‪:‬‬
‫جرة بعنق قصَت كشفة تأخذ شكل شبو منحرؼ بنهاية مسطحة (عثر على أربعة أمثلة‬ ‫ٌ‬
‫‪41‬‬
‫مربعة أك دائرية نوعان ما‪ ،‬كالثانية بشفة مسطحة‬ ‫عنها )‪ ،‬كجرتاف ببل عنق‪ ،‬األكذل بنهاية ٌ‬
‫كناتئة نوعان ما‪ .‬يشوىد مبوذج كاحد فقط من ىذه النماذج ضمن الطبقات اؼبتناضدة يف خربة‬
‫فارس‪.42‬‬
‫مت تصنيف الصحوف الكبَتة اؼبستيدمة يف ربضَت الطعاـ ضمن طبسة مباذج‪ ،‬يأيت يف‬
‫مقدمتها مبوذجاف قليبل العمق‪ :‬األكؿ بنهاية دائرية أك متطاكلة قليبلن‪ ،‬كالثاشل بشفة مقلوبة‬
‫كهناية متطاكلة‪ .‬تأيت بعد ذلك الصحوف العميقة أك ما يسمى بالقصعات اؼبقسمة بدكرىا إذل‬
‫ثبلثة مباذج‪ .‬يتمثل أكثر ىذه النماذج عددان (‪ 14‬مثاؿ) بالقصعة ذات اعبدار اؼبستقيم‬
‫كالنهاية اؼبسطحة نوعان ما‪ ،‬اليت مت تزكيدىا بعركتُت ألصقتا بشكل عمودم على بدهنا‪ .43‬يف‬
‫اؼبقابل‪ ،‬عثرنا على أربعة أمثلة عن النموذج الثاشل اؼبتمثل بالقصعة ذات اعبدار احمل ٌدب‬
‫اؼبقلوب كالنهاية اليت تأخذ شكل شبو منحرؼ‪ ،‬كقد مت تزيينها بضربات فرشاة عريضة فوؽ‬
‫طبلء بلوف بٍت ؿبمر‪ .‬يبلحظ أف كل القصعات مصنوعة من عجينة بشوائب نباتية كحبيبات‬

‫‪332‬‬
‫بازلتية‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬سبت سابقان فهرسة أمثلة عن ىذا النموذج (مصنوعة من عجينة بشوائب‬
‫معدنية) تعود إذل القرف الثامن كإذل القرنُت التاسع كالعاشر اؼبيبلديُت‪ ،44‬كما مت العثور على‬
‫أمثلة أخرل تعود إذل القرنُت الثاشل عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت؛ لكنها مصنوعة من عجينة‬
‫‪45‬‬
‫مزكاة‪ .‬إذا‬
‫ٌ‬ ‫كشفة‬ ‫ؿبدب‬ ‫جدار‬ ‫ذات‬ ‫بقصعة‬ ‫األخَت‬‫ك‬ ‫الثالث‬ ‫موذج‬ ‫الن‬ ‫يتمثل‬ ‫‪.‬‬ ‫بشوائب نباتية‬
‫ما انتقلنا إذل التحدث عن الطاسات كاألكواب نبلحظ أف تلك اليت يقل قطرىا عن ‪0.25‬‬
‫ـ مزينة بزخارؼ مزججة‪ :‬تتمثل معظمها خبطوط صفراء فاربة أك خضراء فاربة فوؽ أرضية‬
‫بلوف بٍت منغنيزم (‪ 11‬مثاؿ)‪ .‬تيػ ٍقسم األكواب بدكرىا إذل فئتُت‪ :‬تتميز األكذل حبافتها‬
‫الداخلية كجدارىا احملدب‪ ،46‬كىي مزينة إما بزخارؼ ؼباعة ‪ 47‬أك بزخارؼ بلوف أسود كأزرؽ‬
‫تركواز فوؽ أرضية بيضاء‪48‬؛ بينما تتميز الفئة الثانية جبدارىا اؼبقلوب كشفتها اؼبسطحة‬
‫كالناتئة بشكل بسيط كبو الداخل‪.49‬‬
‫عثرنا أيضان على طاسة جبدار مستقيم كزاكية انكسار بارزة كشفة على شكل شبو منحرؼ‬
‫بنهاية مسطحة‪ .50‬مت العثور على مبوذج الطاسات ىذا يف بصرل داخل الطبقات التناضدية‬
‫العائدة إذل منتصف القرف الثاشل اؼبيبلدم كالقرف الثالث عشر اؼبيبلدم‪ ،‬لكننا دل نعثر عليو‬
‫داخل األسبار اليت حفرناىا إال يف بعض اغباالت النادرة جدان‪ .‬شاىدنا أيضان مثالُت لطاسة‬
‫جبدار ؿبدب كهناية دائرية‪ ،51‬ككذلك ؾبموعة من الطاسات ذات اعبدار اؼبستقيم كزاكية‬
‫االنكسار البارزة‪ .‬زبتلف مباذج ىذه اجملموعة عن بعضها البعض بشكل بركفيل شفاىها‪ ،‬إذ‬
‫يتميز النموذج األكؿ ( اؼبزين بزخرفة بلوف أصفر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيزم) بشفتو‬
‫الدائرية ‪ ،52‬بينما يتميز النموذج الثاشل (اؼبزين بزخرفة بلوف أخضر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت‬
‫منغنيزم) بشفتو اؼبسطحة ‪ ،53‬أما النموذج الثالث كاألخَت يف ىذه اجملموعة فيتميز بشفتو‬
‫اؼبسطحة كاؼبنتفية قليبلن كبو الداخل‪.54‬‬
‫شوىدت أيضان ؾبموعة ثانية من األقداح تتميز جبدارىا اؼبقلوب كزاكية انكسارىا البارزة نوعان‬
‫ما‪ ،55‬كىي تضم مبوذجان (بشفة دائرية النهاية) مزيٌنان بزخرفة بلوف أخضر فاتح‪56‬كأصفر فاتح‬
‫فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيزم‪ ،57‬أك زخرفة بلوف أصفر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيزم‪58‬؛‬
‫كما أهنا تضم مبوذجان آخر (بشفة مقلوبة كهناية دائرية) عادة ما يشاىد ضمن ؾبموعة‬
‫‪59‬‬
‫األكاشل اػبزفية الرقاكية اؼبزينة برسوـ بلوف أسود فوؽ مينا بلوف أزرؽ تركواز ‪ .‬شوىد أيضان‬

‫‪333‬‬
‫مبوذج من أكواب جبدار مائل كشفة تأخذ شكل شبو منحرؼ بنهاية مسطحة‪ ،‬كقد عيثر‬
‫على أمثلة مشاهبة لو (مزينة بزخرفة ملونة بلوف بٍت منغنيزم) يف موقعي تل عرقة (لبناف)‬
‫كشوباؾ (األردف)‪ .60‬باإلضافة إذل النموذج السابق‪ ،‬ضمت ؾبموعة األقداح ذات اعبدار‬
‫اؼبائل ىذه مبوذجان آخر بشفة دائرية كزاكية انكسار بارزة بشدة‪ .61‬تشكل كل ىذه الطاسات‬
‫كاألقداح‪ ،‬اؼبصنوعة من عجائن مشوبة بشوائب نباتية كاؼبطلية بطبقة من اؼبينا‪ ،‬ؾبموعة‬
‫متجانسة يعود تارىبها إذل الفًتة اؼبمتدة بُت هناية القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم كهناية القرف‬
‫الثالث عشر اؼبيبلدم‪.‬‬
‫بناءن على اؼبعطيات السابقة‪ ،‬استنتجنا أنو سبت إعادة ترتيب قاعة االستقباؿ اجملهزة دبصطبة‬
‫خبلؿ الطور الرابع الذم سبثلو الطبقتاف اؼبتناضدتاف ‪ 2006‬ك‪ :2005‬يرفعت األرضية كمت‬
‫تبليطها؛ ىذا فبا أدل إذل إلغاء اؼبصطبة‪ .‬تشهد القطعتاف النقديتاف كاللقى اػبزفية اؼبكتشفة‬
‫داخل ىذا الطور على استيطاف مكثف استمر قرنان كامبلن (من هناية القرف الثاشل عشر‬
‫اؼبيبلدم إذل هناية القرف الثالث عشر اؼبيبلدم)‪ .‬يتميٌز ىذا الطور بإعادة ترتيب اغبيٌز السكٍت‬
‫كباستيطاف مكثٌف‪ ،‬كىو يشكل استمرارية زمنية للطور السابق الذم اكتشفنا فيو القطعة‬
‫النقدية العائدة إذل هناية القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم‪.‬‬
‫الطور ‪ -5‬يتألف ىذا الطور من طبقة أثرية كاحدة (‪( )2002‬مكونة من تربة بلوف أضبر‬
‫غامق كحبيبات بلوف بٍت ؿبمر كلوف رمادم) تتميز دبيبلف أرضيتها دبقدار ‪ 25‬سم‪5 /‬ـ من‬
‫الشماؿ باذباه اعبنوب‪ .‬عيثر يف ىذه الطبقة (داخل سياؽ سكٍت) على عملة نقود تعود إذل‬
‫الفًتة القسطنطينية (اللوحة ‪ 10‬أ) كعلى قطعة ثانية دل وب ٌدد نوعها‪ ،‬إذ إف سطحها تالف‪،‬‬
‫صنعت‬ ‫كما مت ثقبها يف كقت الحق (اللوحة ‪ 61‬حػ)‪ .‬عثرنا أيضان على شباف كتسعُت كسرة ي‬
‫إحداىا من عجينة مشوبة بشوائب نباتية‪ ،62‬ككذلك على آنية مغلقة كحيدة (إبريق)‪63‬كعلى‬
‫زبديتُت مصنوعتُت من عجينة مشوبة بشوائب معدنية‪ .64‬كما ىو حاؿ لقى الطبقات‬
‫‪ ،2006-2005‬مت إرجاع األكاشل اؼبطلية باؼبينا إذل القرنُت الثاشل عشر كالرابع عشر‬
‫اؼبيبلديُت‪ :‬أكواب جبدراف مائلة كزاكية انكسار بارزة كشفاه مسطحة كناتئة قليبلن كبو‬
‫اػبارج‪ 65‬أك دائرية ‪ .66‬شاىدنا أيضان‪ ،‬ضمن ىذه الطبقة‪ ،‬النموذج األكثر شيوعان للطاسة‬
‫ذات اعبدار اؼبستقيم كزاكية االنكسار البارزة كالشفة الدائرية‪ ،67‬ككذلك صحنان بشفة‬

‫‪334‬‬
‫مسطحة كبارزة كبو الداخل (مزيٌن بزخرفة سوداء ربت طبقة مينا بلوف أزرؽ تركواز) تبُت بأنو‬
‫ينتمي إذل النموذج "الرقٌاكم" العائد إذل القرنُت الثاشل عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬يتميز الطور اػبامس بأرضية مكونة من تربة مرصوصة عيثر فوؽ سطحها على نطاقُت‬
‫لئلحراؽ كعلى ثبلثة مساحق حبوب بازلتية‪ :‬فبا يشهد على استيطاف سكٍت للمكاف‪ ،‬ردبا‬
‫ىو عائد إذل هناية الفًتة األيوبية‪ .‬عيثر يف ىذا الطور أيضان (ردبا داخل سياؽ سكٍت) على‬
‫جزء من يشبك يعود إذل الفًتة العثمانية ‪.68‬‬
‫الطور ‪ -6‬يتألف الطور السدس كاألخَت من ثبلث طبقات أثرية ( ‪ 2003‬ك ‪2002‬‬
‫ك‪ )2001‬تشهد على إجراء بعض اإلصبلحات (كإعادة رفع السقف)‪ ،‬كعلى استيطاف‬
‫اؼبكاف خبلؿ الفًتة السابقة مباشرة للفًتة اغبالية أك خبلؿ فًتة معاصرة‪ .‬تتألف الطبقة‬
‫‪ 2003‬من تلٌة من تربة صفراء مرصوصة دل نعثر داخلها إال على عدد قليل جدان من اللقى‪،‬‬
‫كيبلحظ أف الفًتات ـبتلطة بشدة داخلها‪ .‬عيثر يف ىذه الطبقة على كسر لبطوف قدكر‬
‫بيزنطية (مزينة بتضليعات رفيعة) صنعت من عجينة مليئة بالشوائب اؼبعدنية‪ ،‬كعلى أباريق‬
‫يعود أحدىا إذل القرف اػبامس اؼبيبلدم‪69‬؛ ككذلك على طاسات صغَتة مزججة تعود إذل‬
‫القرنُت الثاشل عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪ .70‬تتواجد ىذه التلة يف اؼبكاف الذم مت فيو إعادة‬
‫رفع األتربة اؼبًتاكمة عن السطح‪ ،‬أم يبكننا االفًتاض بأف القاعة ىجرت خبلؿ ىذه الطور‪.‬‬
‫ييبلحظ يف طبقة التناضد ‪ 2002‬ازدياد ميبلف األرض عما كانت عليو يف الطبقة ‪2004‬‬
‫(أكثر من ‪50‬سم‪5/‬ـ) ‪ ،‬إذ إهنا مرتكزة على التلة ‪ .2003‬تتألف ىذه الطبقة من تربة بنية‬
‫خفيفة متحركة بشدة يتيللها الرماد‪ ،‬كقد عثرنا داخلها على لقى خزفية (ـبتلطة بشدة)‬
‫تغطي فًتات سبتد من العصور القديبة إذل القركف الوسطى اؼبتأخرة ‪ .‬عثرنا كذلك على رحى‬
‫صغَتة ثابتة كعلى ببلطيت سقف‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬قبم عن تنقيب الطبقة السطحية ‪ 2001‬عدد قليل من اللقى اػبزفية اليت سبثلت‬
‫بكسر فقط تعود إذل كل الفًتات اؼبشاىدة بدءان من بداية التنقيب‪ .‬تتكوف ىذه الطبقة من‬
‫تراكم فضبلت اغبيوانات (ماعز كأغناـ) اليت اختلطت مع تربة بلوف بٍت‪ .‬عثرنا أيضان على‬
‫قطع معدنية كعلى قطع قماش ؿبفوظة جيدان تشَت إذل استيطاف اؼبكاف حديثان‪ ،‬كقد أعيد‬
‫استيداـ العناصر اعبيٌدة من السقف األصلي يف تغطية القسم الشمارل‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫إذان‪ ،‬تتوافق الطبقة ‪ 2003‬مع الًتبة اليت سقطت نتيجة انتزاع ببلطات السقف الكبَتة‬
‫البازلتية اؼبرتكزة على األطناؼ‪ ،‬تليها الطبقة ‪ 2002‬اؼبتمثلة بردـ استيطاشل تش ٌكل بعد طور‬
‫إعادة استيداـ ببلطات السقف تلك‪ .‬شوىدت أربعة ثقوب ألعمدة على جانيب القوس‬
‫اؼبستند على اعبدار الداخلي للواجهة بالقرب من العتبة كيف الزاكية الشمالية الغربية للقاعة‪.‬‬
‫عيثر أيضان على قطعة قماش مشدكدة بُت األعمدة كمغركزة ضمن الثقوب األربعة‪ ،‬ىذا فبا‬
‫يشَت إذل أف السقف الذم أعيد رفعو آنفان يعود إذل الفًتة السابقة مباشرة للفًتة اغبالية‪.‬‬
‫يشهد كجود الفرف احملفور ضمن األرضية كاغبيز اؼبليء بالرماد (ككذلك الرحى اليت عيثر‬
‫عليها) على استيطاف سكٍت للحيز‪ ،‬بينما يشهد الردـ الذم تبلغ ظباكتو ‪0.80‬ـ (‪)2001‬‬
‫على طور ىجراف لو‪ .‬ما زاؿ سكاف قرييت اؼبسيكة اعبديدة كعيبَت يستيدموف ىذا اغبيز‬
‫كحظَتة شتوية إليواء قطعاف مواشيهم اؼبؤلفة من اػبراؼ كاألغناـ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬عمارة اؼبسكن ‪ 2‬كتارىبو النسيب‪:‬‬
‫ساعدنا تنقيب القاعة ‪ 6‬على فهم التسلسل الزمٍت ألطوارىا اؼبيتلفة (من تأسيس كاستيطاف‬
‫كىجر) كذلك بفضل تناضد طبقات ىذه األطوار‪ ،‬كما كشف التنقيب عن كجود اؼبصطبة‬
‫(الًتتيب اؼبعمارم اػباص بالشرؽ األكسط) ضمن الطبقات السًتاتغرافية العائدة إذل القرف‬
‫الثاشل عشر اؼبيبلدم‪ .‬استطعنا سبييز طبسة أطوار بناء‪ ،‬فبا ظبح لنا بتأريخ كل األقساـ اؼبشكلة‬
‫للمجمع السكٍت ‪ ،2‬لكن نسبيان (اللوحة ‪.)6‬‬
‫تأسست القاعة ‪ 6‬يف القرنُت الرابع ‪-‬اػبامس اؼبيبلديُت بعد أف مت تسوية األرضية األكذل‪ .‬تبع‬
‫ذلك طور استيطاف ترافق مع كجود أرضية فبهدة كفرف‪ .‬دل نعثر أثناء التنقيب على أية قطعة‬
‫خزفية تعود إذل الفًتة األموية‪ ،‬ىذا فبا يدؿ على ىجر القاعة خبلؿ القركف اإلسبلمية األكذل‪.‬‬
‫ظهرت اؼبصطبة (اليت ترافقت مع األرضية اؼببلطة يف القاعة) منذ هناية الفًتة السلجوقية‬
‫كاستمر استيدامها حىت الفًتة اؼبملوكية‪ .‬أصبحت األرضية خبلؿ مرحلة االستيطاف الثانية‬
‫على سوية اؼبصطبة نفسها‪ ،‬أم أهنا ارتفعت دبقدار ‪ 0.50‬ـ‪ .‬قمنا بتنقيب ثلث القاعة‬
‫فقط‪ ،‬كبالتارل مازاؿ ينقصنا بعض اؼبعطيات السًتاتغرافية كتلك اؼبتعلقة دبعرفة ماىية العبلقة‬
‫اليت تربط ىذه القاعة العالية بالقاعة اؼبنيفضة ‪ 7‬ككذلك باؼبصطبة اليت دل نشاىدىا ضمن‬
‫مقطعنا السًتاتيغرايف‪ .‬إذا أخذنا بعُت االعتبار العينات اؼبدركسة يف قرية اؼبسيكة من جهة‪،‬‬

‫‪336‬‬
‫كمن جهة ثانية العينات اؼبدركسة يف كامل اؼبنطقة (اليت نشر عنها فرانسوا فيلنوؼ)‪ ،‬يبكننا‬
‫افًتاض كجود عدد من اؼبشاكي اؼبنيفضة اؼبتصلة بالقاعة اؼبنيفضة ‪ .7‬يف ظل الوضع اغبارل‬
‫للبحث‪ ،‬ال يبكننا معرفة ماىية العبلقة اليت تربط األرضية اؼببلطة هبذه اؼبشاكي‪ .‬يف اؼبقابل‪،‬‬
‫قبحنا يف ربديد مستول العتبة بشكل تقديرم من خبلؿ مقارنة ارتفاعها مع األرضية اؼببلطة‪،‬‬
‫توجب علينا خفض مستول العتبة الرئيسية دبقدار ‪0.45‬ـ على األقل حىت نتمكن من‬ ‫إذ ٌ‬
‫الدخوؿ إذل ىذه القاعة يف طورىا الثالث؛ لكننا دل ننجح يف معرفة العبلقة اليت تربط األرضية‬
‫اؼببلطة بالعتبة ( ال يبكننا فعل ذلك دكف تنقيب)‪ .‬يبلحظ اكبراؼ الواجهة الشمالية للقاعة‬
‫‪ ،6‬كما يبلحظ تشوه مكاف اتصاؿ ىذه القاعة بالقاعة ‪ .16‬يبدك أف اعبدار زبليل مع‬
‫الزمن فبا أدل إذل تشوىو‪.‬‬
‫عيرؼ تنظيم القاعات كفق مستويُت ـبتلفي االرتفاع يف الفًتة اإلسبلمية بدءان من القرف الثاشل‬
‫عشر اؼبيبلدم بشكل خاص‪ .‬أطلق اسم العتبة على القسم اؼبنيفض الذم يلي عتبة‬
‫الدخوؿ‪ ،‬بينما أطلق اسم الطزر ‪( tazar‬يف دمشق) أك اؼبصطبة (يف حلب) على القسم‬
‫اؼبرتفع اؼبوجود يف القسم اػبلفي من القاعة‪ .‬يبكن أف يصل فرؽ اؼبستول بُت القسمُت إذل‬
‫‪ 0.5‬ـ‪ :‬كما ىو اغباؿ يف سربنا الذم تظهر فيو اؼبصطبة يف القسم اػبلفي من القاعة‬
‫النصية العائدة إذل الفًتة اؼبملوكية‬
‫دبساحة تقل عن نصف مساحتها‪ .‬تذكر اؼبصادر ٌ‬
‫(‪ )1517-1250‬بأف مصطلح اؼبصطبة يطلق على اؼبنصة اؼببنية من اغبجر (اؼبرمر) كاليت‬
‫شاؾ تستيدـ كيزائن‪.71‬‬‫ربيط هبا م و‬
‫تشاىد العتبة‪ 72‬كفق عدة أشكاؿ‪ :‬جزء صغَت من القاعة يبتد على طوؿ الباب كربيط بو‬
‫اؼبصطبة من كل اعبهات (كقد يشغل إحدل زكايا القاعة)‪ ،‬أك شريط ضيق نوعان ما يبتد على‬
‫كامل طوؿ أحد اعبوانب‪ ،‬أك حىت مربع مساحتو تعادؿ مساحة القسم اؼبرتفع تقريبان‪.73‬‬
‫تتكوف العتبة من مادة معدنية بشكل عاـ‪ ،‬إذ إهنا مكاف اغتساؿ األشياص كمكاف غسل‬
‫اؼبيت‪ ،‬إهنا اؼبكاف الذم ىبلع فيو اؼبرء حذاءه قبل أف يصعد للجلوس يف القسم العلوم‪،‬‬
‫بينما يبقى العبيد كاقفُت فيو بانتظار أكامر سيدىم‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫تستيدـ اؼبصطبة (الطزر) الستقباؿ الضيوؼ‪ ،‬كتتألف أرضيتها إما من مادة نباتية (التنب) أك‬
‫من تربة مرصوصة أك حىت من ببلطات خالية من الزخرفة‪ ،‬إذ عادة ما تتم تغطيتها بالسجاد‬
‫كاغبصر (تأخذ اؼبصاطب يف اؼبساكن اغبالية شكل حرؼ "‪ "U‬كيتم تغطيتها بالسجاد)‪.‬‬
‫بدكرىا‪ ،‬تعكس العتبة مكانة مالك اؼبسكن‪ :‬فكلما ازدادت مساحتها كلما كانت مكانتو‬
‫أكرب‪ ،‬إذ يدؿ اتساعها على كثرة العبيد أك األشياص (األقل سوية اجتماعية) الذين يتوجب‬
‫عليهم اغبضور أمامو‪.‬‬
‫دبشاؾ مفتوحة تبٌت داخل ظباكة اعبدراف‪ ،‬كتستيدـ إما لعرض‬ ‫و‬ ‫يتم تزكيد كامل القاعة‬
‫اؼبقتنيات أك غبفظ األغطية‪ .‬إذا ما افًتضنا أف اؼبصطبة مستمرة على طوؿ اغبائط الشمارل‪،‬‬
‫يبكننا القوؿ‪ :‬إف اؼبشاكي العالية اػباصة بالقاعة ‪ 6‬مرتفعة دبقدار ‪1.20‬ـ عن اؼبصطبة‪،‬‬
‫كدبقدار‪ 1.7‬ـ عن األرضية اؼببلطة‪.‬‬
‫الطور األكؿ‪ :‬الفًتة البيزنطية‪:‬‬
‫مت الوصل بُت القاعات ‪ 1‬ك‪ 2‬ك‪( 16‬اؼببنية كلها من الكتل اغبجرية السيئة النحت) حبيث‬
‫شكلت ؾبموعة متطاكلة مرتبطة بالواجهة األكذل (الشمالية اعبنوبية) اليت مازالت ؿبفوظة يف‬
‫القاعات ‪ 1‬ك‪ 2‬ك‪ .3‬دل نعثر يف ىذه الواجهة (بكامل طوؽبا) على أم دليل يسمح لنا‬
‫بالتعرؼ على حدكدىا الدقيقة‪ ،‬إذ ال كجود ؼبكاف انعطاؼ كال حىت لزكايا جنوبية‪ .‬يشاىد‬
‫باب (مغلق حاليان) كاف يسمح باؼبركر بُت القاعتُت ‪ 1‬ك ‪ 3‬خبلؿ الطور األكؿ‪ .‬يبدك أف‬
‫أبعاد القاعة رقم ‪ 3‬دل تكن معادلة ألبعادىا كما نشاىدىا اليوـ‪ ،‬كما أف القوس الشمارل‬
‫مغمور بالطُت داخل اإلسطبل اؼبعاصر‪ ،‬فبا منعنا من الدخوؿ إذل اؼبكاف‪.‬‬
‫إذا أخذنا شكل اغبجارة اؼبوجودة ضمن اعبدراف بعُت االعتبار‪ ،‬نبلحظ كجود تقارب بُت‬
‫القاعتُت اؼبنيفضتُت ‪ 12‬ك‪ 13‬كبُت أكؿ ؾبموعة قاعات مت بناؤىا‪ :‬القاعات ‪ 1‬ك‪ 2‬ك‪16‬‬
‫كجزء من القاعة ‪ .3‬إذان‪ ،‬ردبا ىي تشكل جزءان من طور استيطاف يتوافق مع الكتلتُت‬
‫اؼبعماريتُت اؼبصطفتُت على شكل حرؼ "‪ "L‬منفصل على جانيب الفناء‪.‬‬
‫الطور الثاشل‪ :‬الفًتة البيزنطية‪:‬‬
‫مت بناء القاعتاف ‪ 6‬ك‪ 7‬من حجارة منحوتة على كب وو بسيط ضمن كتلة متعامدة مع كتلة‬
‫القاعات ‪ 1‬ك ‪ 2‬ك‪ .16‬يبثل اعبدار اؼبوجود بُت القاعتُت ‪ 1‬ك‪ 2‬كالقاعة ‪ 6‬جداران مشًتكان‬

‫‪338‬‬
‫ؽبما‪ ،‬إال إنو غَت مرتبط باعبدار الشمارل للقاعة ‪ 6‬على كامل ارتفاعو‪ .‬يقع اعبداراف‬
‫الشمالياف للقاعتُت ‪ 2‬ك‪ 6‬على استقامة كاحدة كصوالن إذل مكاف اكبراؼ النصف الثاشل‬
‫الشرقي من القاعة ‪ 6‬الذم يتوافق مع حدكد القاعة ‪ .16‬يبدك أف القاعة ‪ 6‬كانت مستندة‬
‫على القاعة ‪ ،16‬ىذا فبا يدعونا إذل االفًتاض بأنو مت بناء القاعتُت ‪ 6‬ك‪ 7‬يف كقت الحق‬
‫لبناء اجملموعة اؼبؤلفة من القاعات ‪ ،16-2-1‬على األقل يف كضعها اغبارل‪.‬‬
‫الطور الثالث ‪ :‬الفًتة البيزنطية‪:‬‬
‫بنيت يف القسم الشمارل‪-‬الشرقي للفناء اؼبركزم (على امتداد القاعتُت ‪ 6‬ك‪ )7‬قاعتاف‬
‫مستقلتاف (‪ 8‬ك‪ )9‬تشكبلف بينهما زاكية قائمة‪ ،‬لكن دل تسمح لنا طبقات الردـ اػبارجية‬
‫من التأكد يف ما إذا كاف طرفا الزاكية مرتبطُت أـ ال‪ .‬إف ما يدفعنا إذل االفًتاض بأف ىاتُت‬
‫القاعتُت بنيتا يف الفًتة ذاهتا ىو تناسق كاجهتيهما كاستيداـ اغبجارة ذاهتا يف بناء اعبدراف‪.‬‬
‫الطور الرابع‪ :‬الفًتة البيزنطية‪:‬‬
‫بنيت كاجهة ثانية أماـ القاعة ‪ 1‬امتدت جنوبان كصوالن إذل سور اؼبسكن‪ ،‬ش ٌكلت بدكرىا‬
‫كاجهة اؼببٌت الذم يضم القاعات ‪ 5-4 -3‬ك‪ .15‬يبلحظ انزياح اؼبنافذ دبقدار ‪0.5‬ـ‬
‫باذباه اعبنوب مقارنة مع منافذ كاجهة الطور األكؿ‪ .‬تضم ىذه الواجهة طبسة أبواب يعود‬
‫أحدىا إذل طابق علوم كيتقدمو جزء ناتئ ساىم يف سد مدخل القاعة اؼبنيفضة ‪.4‬‬
‫ثاف يف الطابق العلوم للقاعة ‪ ،15‬ىو مفتوح على فناء اؼبسكن الغريب اؼبتشارؾ‬ ‫يشاىد باب و‬
‫معها باعبدار‪.‬‬
‫تعود الواجهة الثانوية إذل كقت الحق لبناء اعبناحُت اؼبتعامدين اؼبؤلفُت من القاعات ‪ 1‬ك‪2‬‬
‫ك‪ 16‬كالقاعتُت ‪ 6‬ك‪ ،7‬كقد بنيت باستيداـ مداميك منتظمة من حجارة متقنة النحت‬
‫ك ٌزكدت بأبواب كنوافذ مؤطرة بأطر حجارهتا ملساء كمتقنة النحت‪.‬‬
‫ييشاىد مشكاة منيفضة مقوسة بينيت داخل ظباكة الوجو الثاشل لواجهة قاعة القوس ‪،1‬‬
‫بينما ش ٌكل الوجو األكؿ جدارىا اػبلفي الذم يحفر فيو ثقب؛ أما قاعدهتا فتتألف من كتلة‬
‫حجرية كاحدة‪ .‬يبدك أف األمر يتعلق ىنا بنافورة جدارية مزكدة بثقب لتصريف اؼبياه‪ .‬أشار‬
‫اؼبقوسة يف أكثر من مسكن يف معربا كيف‬ ‫فرانسوا فيلنوؼ إذل كجود مثل ىذه اؼبشاكي ٌ‬
‫اؼبسيفرة‪ :‬حيث تشاىد يف الواجهة الرئيسية أيضان‪ .‬يدفعنا شكل أفاريز القوس ك الزخارؼ‬

‫‪339‬‬
‫اليت تزين سواكف أبواب قاعيت القوس يف مسكن معربة‪ ،‬ككذلك شكل اغبجارة اؼبستيدمة‬
‫يف بنائو‪ ،‬إذل االفًتاض بأنو مت تشييد اؼبسكن بُت القرف الثالث كبداية القرف الرابع‬
‫اؼبيبلديُت‪ .74‬يف اؼبقابل‪ ،‬تدؿ نوعية اغبجارة اؼبستيدمة يف بناء مسكن اؼبسيفرة على أف‬
‫تشييده مت بُت القرنُت الثالث كاػبامس اؼبيبلديُت بكل تأكيد ‪ .75‬شوىدت آخر مشكاة‬
‫مكتشفة يف الواجهة الرئيسية ألحد مساكن قرية نول‪ ،76‬كقد كانت تستيدـ لوضع جرار‬
‫اؼبياه بعيدان عن أشعة الشمس هبدؼ االحتفاظ بربكدهتا‪.‬‬
‫الطور اػبامس‪ :‬الفًتة اإلسبلمية‪:‬‬
‫يعترب الطور اػبامس طور البناء األخَت الذم مت فيو إغبلؽ اغبيٌز حوؿ الفناء اؼبركزم‪ .‬تساىم‬
‫الكتلة اؼبعمارية اؼبؤلفة من القاعات ‪ 10‬ك‪11‬ك‪ 14‬يف الربط بُت كتلة القاعتُت ‪ 8‬ك‪ 9‬ككتلة‬
‫القاعتُت ‪ 12‬ك‪ .13‬ال تشكل الواجهة اغباصلة خطان مستقيمان مستمران من الشماؿ إذل‬
‫اعبنوب‪ ،‬إذ ييشاىد تراجع كاضح جدان (بعمق ‪0.70‬ـ) بُت الوحدتُت ‪ 10‬ك‪ .11‬ييبلحظ‬
‫أف باب القاعة ‪ 11‬مضاعف السماكة‪ ،‬كقد كاف يف طوره األكؿ على استقامة القاعة ‪9‬‬
‫اؼبطمورة بأكملها داخل األنقاض‪ .‬ظبحت الدكة الكبَتة اؼبوجودة بُت القاعتُت ‪ 11‬ك‪12‬‬
‫بالربط بُت كتلتيهما كفق زاكية قائمة كببناء الطابق العلوم للقاعة ‪ .12‬إذا أردنا الدخوؿ إذل‬
‫ىذا اؼبسكن اليوـ‪ ،‬مع احًتاـ الًتتيب الذم فرضتو إعادة البناء (إعادة رفع اعبدار الغريب‬
‫للقاعة ‪ 5‬مع باب أك دكنو؟)‪ ،‬يتوجب علينا اؼبركر عرب القاعتُت ‪ 10‬ك‪ .11‬يف اغبقيقة‪ ،‬يبتد‬
‫الوجو اػبارجي عبدار السور قليبلن متجاكزان القاعة رقم ‪ .13‬بعد بناء القاعة رقم ‪ ،5‬مت ربطها‬
‫بالواجهة الثانية كجبدار السور على امتداده‪ ،‬فبا أدل إذل إغبلؽ فناء اؼبسكن كليان بعد الطور‬
‫الرابع؛ بالتارل دل يعد باإلمكاف الدخوؿ إذل اؼبسكن إال عرب القاعتُت ‪ 10‬ك‪ :11‬أم البد‬
‫أكالن من الدخوؿ إذل مسكن آخر متشارؾ معو باعبدراف قبل أف نتمكن من الدخوؿ إليو‪.‬‬
‫دؿ على شيء‪ ،‬فإنو يدؿ على كجود ركابط خاصة بُت اجملموعتُت السكنيتُت أك قد‬ ‫ىذا إف ٌ‬
‫يتعلق األمر دبجموعة سكنية كاحدة مت توسيعها‪.‬‬
‫استمر استيطاف ىذا اؼبسكن (الذم أيسس يف القرف الرابع اؼبيبلدم) خبلؿ الفًتة اإلسبلمية‬
‫لكنو ىعرؼ أيضان أطوار ىجر خبلؿ اغبقبتُت األموية كالعباسية‪ .‬يتألف اؼبسكن يف طور بنائو‬
‫األكؿ من كتلتُت معماريتُت يفصلهما فناء ال نعرؼ حدكده‪ :‬تشكل األكذل كحدة سكنية‬

‫‪340‬‬
‫كردبا كانت الثانية حظَتة‪ .‬أصبح ـبطط اؼبسكن بعد الطورين الثاشل كالثالث على شكل‬
‫اغبرؼ "‪ ،"L‬بينما بينيت يف الطور الرابع أربع قاعات امتدت جنويب الكتلة اؼبعمارية األكذل‬
‫مشكلة اعبناح الغريب للمسكن‪ .‬ترافق تشييد ىذه القاعات مع عملية مضاعفة كاجهة الكتلة‬
‫األكذل اليت تضم مشكاة‪ ،‬كاكبرفت منافذ الواجهة اعبديدة دبقدار ‪0.50‬ـ‪ .‬تعود أطوار البناء‬
‫األربعة تلك‪ ،‬اليت سبيٌزت باستيطاف مكثف للمسكن‪ ،‬إذل الفًتة البيزنطية (اللوحة ‪ 5‬أ)‪ .‬أيغلق‬
‫اؼبسكن كليان يف الفًتة اإلسبلمية بعد أف مت بناء ثبلث قاعات من جهة الشرؽ‪ .‬إذان‪ ،‬انتظمت‬
‫الكتل اؼبعمارية على شكل مربع حوؿ الفناء كأيعيد استيطاف القاعات القديبة خبلؿ الفًتة‬
‫اإلسبلمية‪ .‬يس ٌد باب اؼبسكن جنويب السور كأصبح الدخوؿ إليو يتم عرب قاعات متصلة تعود‬
‫إذل مسكنُت متشاركُت باعبدار‪.‬‬
‫عثرنا داخل األسبار اؼبنفذة يف اؼبسكنُت ‪1‬ك ‪ 2‬على لقى خزفية كمسكوكات ظبحت لنا‬
‫باستكماؿ اؼبعلومات اليت زكدنا هبا بتلر‪ ،‬كما ظبحت باقًتاح فًتات زمنية ؿبددة ألطوار بناء‬
‫كاستيطاف كىجر قاعتُت من قاعات اؼبسكنُت‪ .‬شوىد يف اؼبسكن رقم ‪ 1‬مطبخ يشيٌد يف‬
‫القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم كاستمر استيدامو حىت القرف اػبامس عشر اؼبيبلدم‪ ،‬كما عثرنا‬
‫جرة زبزين كبَتة تعود إذل الطور السادس‪ .‬يرفعت أيضان ترتيبات معمارية ـبتلفة‪ :‬جدار‬ ‫على ٌ‬
‫صغَت لتقسيم اغبيٌز كأرضيات مكونة من تربة مرصوصة مت حفر مواقد فيها‪ ،‬باإلضافة إذل‬
‫أرضية ؿبفوفة بصف من اغبجارة اؼبتتابعة ( لكنها حالة استثنائية) ‪ .‬ت ٌبُت من خبلؿ السرب‬
‫اؼبنفذ يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬أنو مت استيطانو بدءان من القرف الرابع اؼبيبلدم‪ ،‬لكنو يىجر بعد ذلك‬
‫لفًتة طويلة امتدت من القرف السابع إذل القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم‪ .‬يشغلت القاعة ‪ 6‬من‬
‫جديد بدءان من القرف الثاشل عشر‪ ،‬أم تزامنان مع فًتة تشييد مطبخ اؼبسكن رقم ‪ .1‬ظبح‬
‫اكتشاؼ اؼبصطبة‪ ،‬اؼبًتافقة مع أرضيات استيطاف كعمبلت‪ ،‬بإرجاع األطوار اػباصة هبا إذل‬
‫الفًتات السلجوقية (عهد نور الدين) كاأليوبية كاؼبملوكية؛ كما أ ٌكدت الدراسات اؼبعمارية‬
‫حصوؿ تكثيف للبناء ترافق مع أطوار تعديل يف اؼبساكن طالت القاعات اؼبتصلة بُت‬
‫مسكنُت بشكل خاص‪.‬‬
‫ب‪-‬عمارة مسكن المسيكة ووظيفتو‪:‬‬

‫‪341‬‬
‫بعد انتهائنا من دراسة ىذين اؼبسكنُت دراسة أثرية (اعتمادان على معطيات التنقيب كعلى‬
‫اؼبعطيات اؼبعمارية) تابعنا دراستنا ألنواع القاعات اؼبيتلفة اؼبكونة ؼبسكن اؼبسيكة كقدمنا‬
‫اقًتاحات عن كظيفتها‪ .‬ظبحت النتائج بتصور الشكل الكامل للقرية كدبتابعة دراستها بكل‬
‫أحيائها‪ ،‬ككذلك باقًتاح تسلسل زمٍت الستيطاف اؼبوقع‪.‬‬
‫يتألف مسكن اؼبسيكة من ؾبموعة من قاعات ـبتلفة األحجاـ تطل كلها على الفناء كوبيط‬
‫بو سور يتيللو باب مصنوع من البازلت‪.‬‬
‫اعتمدنا على ارتفاع الوحدات اؼبعمارية كواحدة من معايَت التصنيف‪ .‬دل نتمكن دائمان من‬
‫ربديد مكاف األرضيات‪ ،‬إذ قمنا بتنقيب قاعتُت‪ ،‬بينما قاـ سكاف اؼبناطق اجملاكرة بتنقيب‬
‫ست قاعات أخرل بشكل بدائي؛ كقد كشفت أعماؿ التنقيب عن كجود عتبة مرتفعة نوعان‬
‫ما مقارنة مع أرضية القاعات (يًتاكح ارتفاعها بُت ‪0.20‬ـ ك‪0.50‬ـ)‪ .‬ق ٌدرنا ارتفاع‬
‫القاعات من خبلؿ حساب البعد بُت سواكف أبواهبا الرئيسية كأسقفها (احملفوظة يف أغلب‬
‫اغباالت)‪ .‬يف حاؿ كاف السقف مهدكمان أك أنو مت اقتبلع ببلطاتو إلعادة استيدامها‪،‬‬
‫حينئذ‪ ،‬تدؿ األطناؼ احملفوظة يف قمم اعبدراف على كجوده‪.‬‬
‫‪-1‬تقنيات البناء‪:‬‬
‫إف اؼبادة الوحيدة اؼبستيدمة يف البناء ىي اغبجر البازليت بأنواعو اؼبيتلفة (الفقاعي أك ذم‬
‫اغببيبات الناعمة نوعان ما) لكننا ال نستطيع كضع معيار لتحديد االختبلؼ بُت اؼبساكن‪.‬‬
‫يبلحظ أف كل اعبدراف مضاعفة كملبسة كأف كل األسقف تعلوىا أسطح (على شكل‬
‫تراس)‪ ،‬لكننا ال نستطيع االعتماد على ىذه اػبصائص الستنتاج تأريخ أك تسلسل زمٍت‬
‫نسيب‪ ،‬إذ استيدمت تقنيات البناء ذاهتا يف كل اؼبباشل‪ :‬سواءن أكانت مشيدة يف الفًتة القديبة‬
‫أك يف الفًتة اإلسبلمية‪.‬‬
‫يف اغبقيقة‪ ،‬يتعلق نظاـ البناء بطريقة الربط بُت مكونات اؼببٌت اؼبيتلفة‪ .‬نادران ما تيربط‬
‫األقواس باعبدراف عند بنائها (أربعة أمثلة)‪ ،‬لكنها تيسند عليها بشكل عاـ‪ ،‬كىي ال تستيدـ‬
‫إال لدعم أسقف القاعات اليت يزيد عرضها عن ‪3‬ـ‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬يبكننا افًتاض طريقة البناء‬
‫التالية‪ :‬يتم أكالن رفع جدراف القاعة‪ ،‬مث ييشيٌد القوس كييسند بدكره على جدارين منها‪ ،‬أك قد‬
‫يستيدـ بدالن عنو عمود يوضع كسط القاعة لدعم السقف‪.‬‬

‫‪342‬‬
‫دل تيدمج األطناؼ (اليت تكوف يف بعض األحياف على شكل خرجة مضاعفة) داخل ىيكل‬
‫اعبدار كإمبا أيسندت على القمة‪ ،‬كمت تثبيتها دبدماكُت علويُت من اغبجارة‪ :‬ش ٌكبل ثقبلن موازنان‬
‫ؽبا‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬تبُت من خبلؿ الدراسة اليت طالت مساكن بصرل العائدة إذل القرف التاسع‬
‫عشر اؼبيبلدم أف أطنافها أيدؾبت بكاملها داخل اعبدراف‪ ،‬أم يبكن ؽبذه االختبلفات التقنية‬
‫أف تشكل الدليل على التطور اؼبعمارم للمباشل كعلى التاريخ الذم تعود إليو‪.‬‬
‫بدكره‪ ،‬يتألف السقف من صفُت مضاعفُت من الببلطات البازلتية اؼبستندة على عنصر‬
‫ص ٌفت‬‫مركزم (قوس أك عمود) من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية على قمة اعبدراف (األطناؼ)‪ .‬ي‬
‫حجارة األسطح بشكل متعامد مع األقواس كاعبدراف هبدؼ تأمُت ثقل موازف للعناصر‬
‫اؼبذكورة‪ .‬دل يكن اػبشب متوفران يف تلك اؼبنطقة‪ ،‬لذلك يبكننا االفًتاض بأنو عند بناء‬
‫األقواس كاف يتم يف البداية بناء جدار "دانتيل"‪ 77‬للتمكن من رفع فقرات العقد كتثبيتها‪ .‬ال‬
‫تسمح لنا طريقة البناء ىذه (القائمة على التجميع كعلى غياب الركابط بُت العناصر‬
‫اؼبعمارية) باستنتاج تاريخ تشييد اؼبباشل‪.‬‬
‫ييبلحظ أف كاجهات اؼبساكن العائدة إذل الفًتات القديبة ( كفقان لزخارفها كنقوشها)‪ ،‬مبنية‬
‫باستيداـ مداميك منتظمة من اغبجارة اؼبستطيلة اؼبنحوتة بإتقاف‪ ،‬بينما بنيت اعبدراف‬
‫اعبانبية كاػبلفية باستيداـ مداميك من حجارة سيئة النحت يف بعض األحياف‪ .‬يف اغبقيقة‪،‬‬
‫مبٌت يضم أمباطان ـبتلفة من اعبدراف مت بناؤىا يف كقت متزامن‪ ،‬حىت‬ ‫من الصعب زبمُت تاريخ ن‬
‫كلو نسبيان‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬لن نستشهد إال ببعض اؼبساكن اليت يبدك لنا أهنا تقدـ صفات ـبتلفة‬
‫يبكن ؽبا أف تساىم يف معرفة الفًتة اليت يعود إليها اؼبسكن ‪ ،‬ىل ىي الفًتة القديبة أـ‬
‫اإلسبلمية؟‬
‫ال يبكن االعتماد كليان على تقنيات البناء ؼبعرفة تأريخ اؼبسكن‪ ،‬بالتارل ستسمح لنا دراسة‬
‫كامل القرية باغبصوؿ على عناصر جديدة للتأريخ‪ .‬يف ظل الوضع اغبارل لؤلحباث‪ ،‬سنعتمد‬
‫الفًتتُت الزمنيتُت التاليتُت كتأريخ نسيب كاسع اجملاؿ‪ :‬الفًتة ‪ A‬اؼبتوافقة مع الفًتة القديبة‬
‫اؼبمتدة من العهد الركماشل إذل العهد البيزنطي‪ ،‬كالفًتة ‪ B‬اؼبتوافقة مع الفًتة اإلسبلمية اؼبمتدة‬
‫من العهد األموم إذل العهد العثماشل‪ .‬سنستعرض أيضان –لكن بإهباز‪ -‬الدراسات اؼبتعلقة‬
‫باؼبسكن اغبديث كاؼبعاصر يف اؼبنطقة البازلتية‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫‪-2‬وصف القاعات‪:‬‬
‫يبكن تصنيف القاعات ضمن أربع ؾبموعات‪ :‬تضم األكذل قاعات مستطيلة الشكل يبلغ‬
‫ارتفاعها ‪ 4‬ـ حىت السقف‪ ،‬كتقسم بدكرىا إذل فئتُت‪ :‬القاعات ذات الدعامة اؼبركزية ‪ -‬قوس‬
‫أك عمود‪ )SH.RS( -‬كالقاعات الضيقة اليت ال ربتاج إذل دعامة مركزية لدعم سقفها‬
‫(‪ .)SH.RE‬بدكرىا‪ ،‬تضم اجملموعة الثانية قاعات مربعة أك مستطيلة الشكل (‪)SM‬‬
‫يًتاكح متوسط ارتفاعها بُت ‪ 2.80‬إذل ‪3‬ـ‪ ،‬بينما تتألف اجملموعة الثالثة من قاعات‬
‫مستطيلة يبلغ ارتفاعها ‪ 2‬ـ (‪)SB‬؛ أما اجملموعة األخَتة فتضم قاعات يقل ارتفاعها عن‬
‫‪2‬ـ كال تتجاكز مساحتها ‪ 3‬ـ‪.)Psb(2‬‬
‫أ‪-‬القاعات العالية‪SH -‬‬
‫تتألف ىذه القاعات من طابق كاحد فقط بارتفاع كسطي يصل إذل ‪4‬ـ‪ ،‬كيبكننا سبييز‬
‫مبوذجُت منها‪ " :‬قاعة مستطيلة مع دعامة للسقف"‪ :‬تتمثل بقوس أك عمود أك حىت ركيزة يف‬
‫كسط القاعة‪ ،‬كقاعة ضيقة مستطيلة الشكل أيضان‪ ،‬يتألف سقفها من ببلطات بسيطة ترتكز‬
‫على أطناؼ‪ .‬يًتاكح ارتفاع أبواب القاعات العالية بُت ‪ 1.50‬ك‪1.80‬ـ‪.‬‬

‫القاعات العالية اؼبستطيلة مع الدعامة‪SH. RS -‬‬


‫يتعلق األمر‪ ،‬يف أغلب اغباالت‪ ،‬بقاعة رئيسية مربعة الشكل تقريبان (‪5×5‬ـ‪6×4 ،‬ـ‪،‬‬
‫‪7×5‬ـ‪....‬إخل)‪ .‬يبلغ عرضها ‪4‬ـ كحد أدسل‪ ،‬إال أف ضبولة الببلطات البازلتية أقل من ‪4‬ـ‪،‬‬
‫أم ال بد من كجود دعامة مركزية لدعم السقف‪ .‬تتمثل ىذه الدعامة إما بقوس منيفض‬
‫و‬
‫بعمود مركزم (اللوحة ‪ 11‬أ) أك قد يستيدـ‪ ،‬يف بعض اغباالت االستثنائية‪،‬‬ ‫نوعان ما أك‬
‫عموداف يتم ربطهما جبدارين متقابلُت لدعم السقف‪ .78‬يبلغ طوؿ ىذين العمودين ‪0.80‬ـ‬
‫تقريبان نٌ‪ ،‬أما عرضهما فيصل إذل ‪0.60‬ـ عند القاعدة‪ ،‬كيبكن ؽبما أف وبمبلف صف من‬
‫اغبجارة بارتفاع يقارب متوسط طوؿ اإلنساف‪.‬‬
‫يبلحظ أف اغبجارة اؼبستيدمة لبناء الدعامات منحوتة بإتقاف يف بعض اغباالت‪ ،‬كىي سيئة‬
‫النحت يف حاالت أخرل‪ .‬قد تضم األقواس اؼببنية من اغبجارة اؼبنحوتة بإتقاف مفتاح عقد‬

‫‪344‬‬
‫كصنجات ( فقرات) سيئة النحت‪ ،79‬إذ يسمح التناكب بُت اغبجارة اؼبنحوتة بإتقاف‬
‫كاغبجارة سيئة النحت بتيفيض تكلفة البناء إذل حد كبَت‪ .‬تستند األقواس بدكرىا على‬
‫عضادات ( متوجة عادة) متقنة النحت نوعان ما‪ ،‬إال أف بعض األقواس تستند مباشرة على‬
‫بشكل عاـ من كتل حجرية قرصية (أك على‬ ‫و‬ ‫اعبدار‪(80‬اللوحة ‪ 11‬جػ)‪ .‬تتكوف األعمدة‬
‫شكل قوالب اغبلول) غَت متقنة النحت‪(81‬اللوحة ‪ 11‬ب)‪ ،‬لكننا نشاىد يف بعض األحياف‬
‫أعمدة مؤلفة من كتلتُت أك من ثبلث كتل حجرية اسطوانية الشكل متقنة النحت‪( 82‬اللوحة‬
‫‪ 11‬د)‪ .‬تعترب القاعة الثالثة اؼبوجودة يف اؼبسكن ‪ 42‬القاعة الوحيدة اليت تضم عمودان متقن‬
‫النحت يدعم سقفان مؤلفان من ببلطات مًتاصة‪ ،‬بينما ييبلحظ أف األعمدة األخرل تدعم‬
‫أسقفان مسقوفة بببلطات سيئة النحت كغَت مًتاصة‪ .‬ال ترتبط ببلطات السقف باعبدراف‬
‫كإمبا ىي مستندة على األطناؼ (اللوحة ‪ 11‬أ) أك على خرجة مضاعفة يف بعض‬
‫األحياف‪ ،83‬كنادران ما تيشاىد األطناؼ فوؽ القوس‪.84‬‬
‫تضم القاعات العالية بعض الًتتيبات الداخلية مثل اؼبشاكي اليت تيبٌت داخل ظباكة اعبدراف‪.‬‬
‫قد يتجاكز ارتفاع ىذه اؼبشاكي يف بعض األحياف ‪1.50‬ـ عن سطح األرض‪ ،‬بالتارل ييطٍلق‬
‫عليها اسم "اؼبشاكي العالية"‪ ،‬كىي تستيدـ لًتتيب األشياء يف داخلها‪ .‬يًتافق صف‬
‫مشاؾ أخرل تبٌت داخل األقساـ السفلية من اعبدراف‬ ‫اؼبشاكي العالية يف بعض األحياف مع و‬
‫اعبانبية كمن جدار القاعة اػبلفي‪ .‬يطلق على ىذه اؼبشاكي (اليت ال يبكن أف تتواجد يف‬
‫الواجهة) اسم "اؼبشاكي اؼبنيفضة"‪ ،‬كىي متصلة (يف أغلب حاالهتا) بالقاعات اؼبنيفضة‬
‫على مستول الطابق األرضي ككذلك بالقاعات العالية اؼبستطيلة اؼبنتمية إذل النموذج الثاشل؛‬
‫ىذا فبا يدفعنا إذل تسميتها بػ "اؼبشاكي اؼبستعرضة"‪ .85‬عادة ما تبٌت اؼبشاكي اؼبستعرضة‬
‫(اؼبؤطَّرة بإطار مثلٌم) ضمن ظباكة اعبدار اعبانيب يف الزاكية اؼبتشكلة بُت جدار الواجهة كأحد‬
‫‪.86‬‬
‫اعبدراف اعبانبية‪ ،‬كيبكن الدخوؿ إليها بسهولة عرب فسحة ضمن ظباكة جدار الواجهة‬
‫شوىدت أمثلة عن ىذه اؼبشكاة الزاكيٌة داخل طبس قاعات مبنية من مداميك من اغبجارة‬
‫اؼبستطيلة‪ ،‬كداخل قاعتُت بنيتا باستيداـ مداميك من اغبجارة سيئة النحت اليت يتيللها‬
‫حجارة مضلعة يف إحدل القاعتُت‪.87‬‬

‫‪345‬‬
‫تعترب اؼبصطبة كاحدة من عناصر اؼبسكن اؼبعمارية اليت تبٌت داخل اؼبسكن أك خارجو (اللوحة‬
‫‪ 11‬ىػ)‪ .‬الحظنا أف صبيع اؼبصاطب الداخلية (اليت استطعنا أف نتعرؼ عليها) موجودة‬
‫داخل قاعات عالية شوىدت فيها كل أنواع اغبجارة اؼبستيدمة يف اؼبسيكة‪ ،88‬باستثناء‬
‫مصطبة كاحدة بنيت داخل هبو (يف القاعة ‪ / 3‬اؼبسكن ‪)14‬؛ لكننا دل نتمكن من إحصاء‬
‫كل اؼبصاطب اؼبوجودة داخل القاعات‪ ،‬إذ يصعب علينا الوصوؿ إذل أرضياهتا دكف تنقيبها‪.‬‬
‫القاعة العالية اؼبستطيلة كالضيقة ‪SH.RE -‬‬
‫عادة ما ترتبط ىذه القاعات اؼبستطيلة بالواجهة اػبلفية للقاعات العالية اؼبستطيلة ذات‬
‫الدعامة اؼبركزية اليت تعادؽبا طوالن (من ‪ 4‬إذل ‪7‬ـ)‪ ،‬أما عرضها فيًتاكح بُت ‪ 2.80‬إذل ‪3‬ـ‪.‬‬
‫يتألف السقف من ببلطات بازلتية مًتاصة ترتكز على أطناؼ أك على خرجة مضاعفة‬
‫األطناؼ‪ .‬ال يبكن الدخوؿ إذل ىذه القاعة إال عرب القاعة اؼبستطيلة ذات الدعامة اؼبركزية‬
‫(‪.)SH.RS‬‬
‫ب‪-‬القاعة اؼبتوسطة االرتفاع ‪SM -‬‬
‫تتألف ىذه القاعة (اليت يق ٌدر ارتفاعها بػ ‪3/2.80‬ـ) من طابق كاحد‪ ،‬كييبلحظ أف سقفها‬
‫يرتكز على ببلطات بازلتية متصالبة تش ٌكل "تاجان" لعمود مؤلف من كتل حجرية قرصية‬
‫سيئة النحت‪ .‬يف أغلب اغباالت‪ ،‬يستند سقف القاعة على عمود كاحد‪ ،‬بينما يستيدـ‬
‫عموداف بدؿ العمود الواحد يف القاعات كبَتة اؼبساحة‪ :‬كما ىو حاؿ القاعة ‪7( 1‬ـ ×‬
‫‪9.50‬ـ )يف اؼبسكن ‪ .29‬تتوافق القاعة رقم ‪ 17‬يف اؼبسكن رقم ‪ ( 1‬اؼبستندة على و‬
‫مباف‬
‫أقدـ منها) مع ىذا النموذج من القاعات‪ ،‬كىي تتيذ ـبططان على شكل حرؼ "‪." L‬‬
‫شوىدت قاعات "متوسطة" أخرل (‪ 5‬قاعات) داخل فبرات اؼبساكن ‪ 25‬ك‪ 27‬ك‪ 42‬اليت‬
‫تؤمن الدخوؿ من الشارع إذل الفناء‪ .89‬يًتاكح ارتفاع أبواب ىذه القاعات بُت ‪ 1.53‬ك‬
‫‪1.78‬ـ‪ ،‬أما ارتفاع منافذ الردىات الثبلث فيًتاكح بُت ‪ 1.30‬ك‪1.60‬ـ (اللوحة ‪ 3‬أ)‪.‬‬
‫تقل مساحة القاعات اؼبتوسطة االرتفاع عن مساحة القاعات العالية اؼبربعة ذات القوس أك‬
‫العمود كتزيد عن مساحة القاعات العالية اؼبستطيلة اليت ال يتجاكز عرضها ‪3‬ـ‪ ،‬كبالتارل يتم‬
‫سقفها بببلطات ترتكز على عمود يستند على أحد اعبدراف‪ ،‬أك على دعامتُت مرتبطتُت‬

‫‪346‬‬
‫جبدراف الواجهة‪ .‬تسمح ىذه التقنية بإنقاص اغبمولة دكف اغباجة إذل استيداـ القوس أك‬
‫العمود اؼبركزم (اؼبسكن ‪ / 26‬القاعة ‪4.50 × 3.50 :6‬ـ)‪.‬‬
‫قد تتصل القاعات اؼبتوسطة االرتفاع مع الطابق األرضي للقاعات اؼبنيفضة أك مع القاعات‬
‫"مشاؾ مستعرضة" ك‪/‬أك أبواب‪ .‬دل تشاىد ىذه القاعات بشكل منفرد‬ ‫و‬ ‫العالية اؼبستطيلة عرب‬
‫يف أية حالة من اغباالت‪ ،‬إمبا ترافق كجودىا مع قاعات متوسطة أخرل متصلة هبا‪ .‬إهنا‬
‫تشكل‪ ،‬مع القاعات األخرل (العالية كاؼبنيفضة) اؼبتصلة هبا‪ ،‬النواة اؼبركزية اليت تسمح بتنقل‬
‫األشياص كاغبيوانات‪ ،‬كيشبو تنظيمها التنظيم اػباص بالقاعات العالية اؼبربعة‪.‬‬
‫جػ ‪-‬القاعة اؼبنيفضة ‪SB -‬‬
‫يباثل ـبطط القاعة اؼبنيفضة ـبطط القاعة العالية اؼبستطيلة‪ ،‬إال إف ارتفاعها ال يتجاكز ‪2‬ـ‬
‫ثاف مؤلف من قاعة منيفضة االرتفاع أيضان‪.90‬‬ ‫ربت السقف‪ ،‬كىي غالبان ما تًتافق مع طابق و‬
‫يف ىذه اغبالة‪ ،‬يعادؿ حجم القاعتُت اؼبنيفضتُت حجم القاعات العالية اؼبستطيلة‪ .‬تتواجد‬
‫ىذه القاعات على جوانب القاعة العالية اؼبربعة أك القاعة اؼبتوسطة أك قد تستند على‬
‫الواجهة اػبلفية لبعض القاعات‪ ،‬كالقاعات العالية اؼبستطيلة ذات الدعامة (‪.)SH.RS‬‬
‫تتصل القاعتاف اؼبنيفضتاف (اؼبنتظمتاف ضمن طابقُت) هبذه القاعات إما عرب باب يف‬
‫و‬
‫كمشاؾ يف الطابق‬ ‫الطابق العلوم (يتقدمو قرص درج يف بعض األحياف) أك عرب باب‬
‫السفلي‪ ،‬كيًتاكح ارتفاع أبواهبا بُت ‪ 1.20‬ك ‪ 1.50‬ـ؛ كما يبكن الدخوؿ إذل الطابق‬
‫العلوم عرب الواجهة الرئيسية يف أغلب األحياف‪ .‬يعادؿ ارتفاع الطابقُت ارتفاع القاعات‬
‫العالية (‪4‬ـ)‪ ،‬كال ييشاىد أم أثر قد يدؿ على كجودنبا على جدار الواجهة ما دل يتجاكز‬
‫طوؽبا ‪5‬ـ كما دل يتواجد منفذ يف الطابق العلوم‪ .‬كاف يتم التيطيط لبناء القاعات العالية‬
‫الرئيسية (‪ )SH.RS‬كقاعاهتا اؼبلحقة (اؼبتناضدة) اؼبنيفضة االرتفاع قبل البدء بعملية‬
‫التشييد‪ ،‬كيف حاؿ دل تًتافق القاعة اؼبنيفضة مع طابق علوم فإهنا تبٌت حبيث تشكل زاكية‬
‫قائمة مع القاعة العالية اؼبربعة اؼبلحقة هبا؛ ىذا فبا يؤدم إذل إغبلؽ أحد جوانب الفناء‪.‬‬
‫د‪-‬القاعة الصغَتة اؼبنيفضة ‪Psb -‬‬
‫يًتاكح ارتفاع ىذه القاعات اؼببنية من اغبجارة سيئة النحت بُت ‪1- 0.80‬ـ ك ‪2‬ـ‪ .‬يف‬
‫الواقع‪ ،‬دل نعثر على أم رابط قد يربطها بالقاعات العالية الرئيسية اليت تستند عليها (اؼبساكن‬

‫‪347‬‬
‫‪ 6‬ك‪ 14‬ك‪ 21‬ك‪ 22‬ك‪ 24‬ك‪ ،)....35‬لكن يبدك أنو متٌ إغباقها بالقاعات العالية اؼبربعة أك‬
‫بالقاعات متوسطة االرتفاع‪.‬‬
‫‪-3‬وظائف القاعات‪:‬‬
‫أ‪-‬القاعات العالية اؼبستطيلة ذات الدعامة ‪SH.RS -‬‬
‫ييبلحظ من خبلؿ الرسوـ اليت نفذىا بتلر‪ ،‬أف الكثَت من القاعات العالية اؼبستطيلة ذات‬
‫الدعامة اؼبوجودة يف منطقة جنوب سورية البازلتية يعلوىا طابق علوم بقوس (يبلغ ارتفاعو‬
‫‪4‬ـ‪ )91‬كيتقدمها ركاؽ على األغلب‪ .‬استيدمت الطوابق األرضية ؽبذه القاعات كأماكن‬
‫للعمل أك كإسطببلت‪ ،‬بينما يخصصت طوابقها العلوية للمعيشة أك لبلستقباؿ‪ .‬دل ييشاىد يف‬
‫قرية اؼبسيكة إال ركاؽ كاحد ( ذكره بتلر) كاف مبلصقان للكنيسة‪ ،‬لكنو مدمر اليوـ‪ .92‬ال بد‬
‫أف األمر يتعلق ىنا دببٌت عاـ ك‪/‬أك ديٍت كليس دببٌت سكٍت‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪،‬دل ييشاىد فرانسوا فيلنوؼ طابقان علويان يعلو القاعة الرئيسية العالية (‪)SH.RS‬‬
‫إال يف حاالت نادرة‪ .‬لقد عرض يف فهرسو اؼبصور قاعات رئيسية ترتبط بقاعات منيفضة‬
‫عرب كوات فيها ثقوب لتعليق أرساف اغبيوانات‪ .93‬يتحدث السيد فيلنوؼ ىنا عن كحدة‬
‫معمارية مؤلفة من قاعة قوس رئيسية كبَتة تيستيدـ كمكاف للعمل أك لبلحتفاظ باألدكات‬
‫اػباصة بأعماؿ الزراعة‪ ،‬هبانبها قاعات صغَتة تيستيدـ كحظائر للحيوانات‪ .‬ردبا مت استيداـ‬
‫القاعات العالية كممرات إلدخاؿ اغبيوانات إذل اغبظائر‪ ،‬ككاف يتم إطعامها عرب الكوات‬
‫اؼبوجودة يف اعبدراف اؼبشًتكة بينها‪ .‬يشَت الكاتب أيضان إذل إمكانية استيداـ ىذه القاعات‬
‫كأماكن لبلستقباؿ يف بعض اغباالت‪.‬‬
‫تبُت من تنقيب القاعة رقم ‪ 6‬يف اؼبسكن رقم ‪ 2‬بأهنا ربمل مواصفات القاعة العالية‬
‫اؼبستطيلة ذات الدعامة احملورية (‪ ،)SH.RS‬كقد عيثر داخلها على مصطبة‪ .‬تعترب اؼبصطبة‬
‫مبوذجان معماريان من مباذج أماكن االستقباؿ اؼبرتبطة بالتقاليد االجتماعية‪ ،‬كقد عرفها الشرؽ‬
‫األدسل اإلسبلمي بدءان من القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم يف األكساط اؼبدينية يف كل من حلب‬
‫كدمشق‪ .‬انتشر استيداـ اؼبصطبة كالد ٌكة اؼببلطة يف األكساط الريفية يف الشرؽ األدسل خبلؿ‬
‫الفًتتُت القركسطية كاؼبعاصرة‪ ،‬لكن ييبلحظ غياهبا عن الًتتيبات الداخلية كاػبارجية اػباصة‬
‫باؼبساكن القديبة‪ .94‬يس ٌجل كجود سبعة مصاطب يف مساكن قرية اؼبسيكة‪ ،‬تنتهي حدكد‬

‫‪348‬‬
‫الداخلية منها عند أيطر األبواب اؼبؤدية إذل الطابق األرضي للقاعات ااؼبنيفضة اؼبوجودة على‬
‫جوانب القاعة العالية‪ .‬كاف ذلك هبدؼ إتاحة اجملاؿ ؼبركر األشياص كاغبيوانات حبرية‪.‬‬
‫تعترب اؼبشكاة الزاكيٌة‪ ،‬اؼببنية من اغبجارة اؼبنحوتة بإتقاف كاؼبزكدة دبصراع إلغبلقها‪ ،‬عنصران‬
‫آخر يبيٌز القاعة العالية اؼبستطيلة ذات الدعامة‪ .‬دل نعثر على أم مصراع لباب‪ ،‬كتعترب األثبلـ‬
‫احملفورة على أطر األبواب الدليل الوحيد على كجودىا‪ .‬مت استيداـ اؼبشاكي يف مساكن أـ‬
‫اعبماؿ كممرات للدخوؿ إذل اآلبار‪ ،95‬بينما فيسرت يف أماكن أخرل على أهنا مراحيض‪،96‬‬
‫لكن دل زبضع أم من تلك اؼبشاكي إذل عملية تنقيب حىت الوقت اغباضر‪ .‬ال يبكن‬
‫للمشاكي اليت شاىدناىا يف قرية اؼبسيكة أف تكوف مراحيض‪ ،‬إذ إهنا صغَتة اغبجم لدرجة‬
‫أنو ال يبكن لشيص أف يقف داخلها‪ .‬إهنا باألحرل خزائن للتيبئة‪ ،‬فهي سبثل اؼبكاف‬
‫الوحيد الذم يبكن إغبلقو يف اؼبسكن‪ ،‬كما إهنا بعيدة عن األنظار (مشكاة زاكية) كصغَتة‬
‫األبعاد كما ذكرنا (يبلغ ارتفاعها ‪ 1.10‬كطوؿ ضلعها ‪ 0.70‬ـ كسطيان)؛ أم ال يبكن أف‬
‫تتسع إال ألشياء صغَتة اغبجم‪ .‬ييشاىد يف القاعة رقم ‪ 1‬يف اؼبسكن رقم ‪ 24‬مشكاتاف‪:‬‬
‫بينيت األكذل ضمن ظباكة اعبدار الغريب كبنيت الثانية ( اليت يبكن الدخوؿ إليها عرب فسحة‬
‫يف اعبدار الغريب) يف الزاكية اؼبتشكلة بُت اعبدارين الغريب كاعبنويب‪ .‬إذان‪ ،‬تتميز ىذه اؼبشكاة‬
‫بوجود الفسحة أمامها ككذلك بوجود ثقب يف جدار الواجهة لتصريف اؼبياه على ما يبدك‪،‬‬
‫لكننا دل نتمكن من تنقيب اؼبكاف للتوصل إذل معرفة كظيفتها بدقة‪.‬‬
‫من اؼبرجح أنو مت استيداـ قاعات اؼبشاكي اؼبنيفضة يف مساكن اؼبسيكة لًتبية اؼباعز‬
‫كاألغناـ‪ ،‬إذ إف غياب اؼبراعي يف اعبوار كطبيعة األرض شديدة القساكة ذبعلنا نستبعد‬
‫احتماؿ تربية األبقار‪ .‬ردبا مت استيدامها أيضان إليواء حيوانات اعبر كاغبمَت كالبغاؿ‪ ،‬لكن‬
‫ليس إليواء األحصنة كاعبماؿ ألهنا منيفضة االرتفاع‪ .‬إذا ما أردنا التحدث عن الوضع‬
‫اغبارل للمنطقة‪ ،‬نبلحظ أف مناخها اعباؼ ال يسمح بتجدد الغطاء النبايت‪ ،‬كما أف اؼبصادر‬
‫اؼبستيدمة لتزكيد اػبزانات باؼبياه تنضب منذ شهر أيار؛ أم ال يبكن تربية اؼبواشي ضمن‬
‫ىذه الشركط اؼبناخية كاؼبائية إال بُت شهرم أيلوؿ‪/‬تشرين األكؿ – نيساف‪/‬أيار (كذلك‬
‫حبسب األعواـ)‪ .‬دبا أف اقتصاد اؼبنطقة قائم على الًتبية اؼبكثفة للمواشي‪ ،‬يقوـ سكاف‬
‫اؼبنطقة برعي قطعاهنم من اؼباعز كاألغناـ يف أرض القرية خبلؿ ستة أشهر يف العاـ (من‬

‫‪349‬‬
‫اػبريف إذل الربيع)‪ ،‬كيعمدكف إذل إيوائها يف القاعات اؼبنيفضة خبلؿ أشهر الشتاء القاسية‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬يتوجب عليهم نقل مواشيهم إذل أماكن الرعي الغنية القريبة من مصادر اؼبياه يف‬
‫أشهر الصيف‪.‬‬
‫ب‪-‬القاعات العالية اؼبستطيلة اػبالية من الدعامة ‪SH.R -‬‬
‫ال تشاىد ىذه القاعات بشكل منفرد أبدان كإمبا ىي مرتبطة بقاعة عالية مستطيلة تضم قوسان‬
‫أك عمودان (‪ .)SH.RS‬اعترب فرانسوا فيلنوؼ ىذه القاعات دبثابة ىرم كاف يتم ملؤىا من‬
‫السطح بشكل مشابو للطريقة اؼبتبعة حاليان على ما يبدك‪ .97‬يبلحظ أف جدراف ىذه‬
‫القاعات خالية من النوافذ كمن أم ترتيب خاص داخلي‪ ،‬كما أهنا غَت مزكدة بباب يفضي‬
‫مباشرة إذل اػبارج‪ ،‬كال يبكن الدخوؿ إليها إال عرب القاعة العالية الرئيسية‪ .‬إذان‪ ،‬تتميز ىذه‬
‫القاعات دبواصفات قاعات التيزين ( غرؼ اؼبؤكنة) احملمية من السرقة‪ .‬أظهرت الدراسة‬
‫اغبالية لقرييت عيمو كالسماقية يف األردف أف القاعات اؼبيصصة غبفظ القش ىي القاعات‬
‫الطويلة كالضيقة اليت تستند على أحد جوانب الوحدة السكنية‪.98‬‬
‫ج‪-‬القاعات اؼبنيفضة اليت يرافقها طابق علوم‪:‬‬
‫غالبان ما تكوف ىذه القاعات (ذات اؼبيطط اؼبستطيل) بطابقُت‪ ،‬أم أننا أماـ مساحة‬
‫مضاعفة قابلة للسكن‪ .‬حبسب رأم فرانسوا فيلنوؼ‪ :‬تعترب القاعات اؼبنيفضة‪ ،‬اؼبزكدة‬
‫بػ"كوات اؼبعالف اليت تصل بُت قاعتُت" حظائر‪ ،‬بينما تستيدـ غرؼ الطابق العلوم‬
‫لتيزين العلف؛ كما يبكن استيدامها كغرؼ معيشة‪ .99‬حاليان‪ ،‬يقوـ سكاف اؼبناطق اجملاكرة‬
‫اؽبرم اؼبستيدمة لتيزين اغببوب من الًتاب اؼبيلوط بالقش كاغبصى‬ ‫لقرية اؼبسيكة بصنع ٌ‬
‫البازلتية الصغَتة‪ ،‬كيقوموف بعد ذلك بإسنادىا على جدراف قاعات اؼبساكن العالية اؼبستطيلة‬
‫تبُت من خبلؿ الدراسة اؼبعمارية اليت طالت مساكن بصرل اؼبعاصرة أف‬ ‫ذات الدعامة‪ٌ .‬‬
‫السكاف ما زالوا ىبصصوف قاعة عالية مستطيلة الشكل بقوسُت أك أكثر لتيزين اغببوب‬
‫(داخل اؽبرم الطينية اؼبوضوعة فوؽ قواعد مبنية من اغبجارة اؼبستطيلة‪ ،)100‬ككذلك إليداع‬
‫األدكات اؼبنزلية اؼبوظبية اؼبيتلفة‪ :‬أدكات كبَتة اغبجم ال يبكن االستغناء عنها يف اؼبطبخ أك‬
‫أدكات للتدفئة كالقدكر كمدافئ اؼبازكت القابلة للتفكيك‪ ..‬إخل)‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬نبلحظ أف‬
‫اؽبرم يف قرييت عيمو كالسماقية متحركة‪ ،‬كىي عادة ما توضع يف زاكية القاعة أك بُت‬

‫‪350‬‬
‫‪101‬‬
‫شراعة‬
‫ٌ‬ ‫أك‬ ‫نافذة‬ ‫يعلوه‬ ‫اغبجم‬ ‫صغَت‬ ‫احد‬‫ك‬ ‫اع‬ ‫ر‬‫دبص‬ ‫بباب‬ ‫القاعات‬ ‫ىذه‬ ‫زكد‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫القوسُت‬
‫تسمح بتجديد اؽبواء‪ ،‬فبا يسمح بدكره حبماية اؼبواد اؼبيزنة من الرطوبة (اللوحة ‪ 8‬ز)‪.‬‬
‫د‪-‬القاعات اؼبنيفضة اليت ال تضم طابق علوم‬
‫يبكن أف تكوف القاعات اؼبنيفضة منفردة كغَت مًتافقة مع طابق علوم‪ .‬تستند القاعة يف‬
‫ىذه اغبالة على جدار الفناء كيبكن استيدامها كردىة دخوؿ‪ ،‬بينما يستند سقفها على‬
‫عموديُت من الكتل اغبجرية قرصية الشكل على جانيب اؼبمر‪ .‬شاىدنا قاعتُت ملفتتُت‬
‫لبلنتباه‪ :‬تضم األكذل (القاعة رقم ‪ 1‬يف اؼبسكن ‪ )27‬سقفان مبنيان من ببلطات بازلتية مستندة‬
‫على قوسُت بينيا داخل ظباكة اعبدار الغريب (الذم وبمل خرجة مضاعفة يف قمتو)‪ ،‬كىي‬
‫تيستيدـ كممر للعبور من الشارع إذل الفناء؛ بينما تضم الثانية قوسُت مستعرضُت لدعم‬
‫للسقف‪ ،‬كتيستيدـ بدكرىا كممر لبلنتقاؿ من الوحدة السكنية ‪ 27‬إذل الوحدة السكنية‬
‫‪ .26‬إذان‪ ،‬تستيدـ ىذه القاعات كممر بُت حيز عاـ (الشارع) كحيز خاص (اؼبسكن)‪،‬‬
‫كما يبكن استيدامها "كقاعة طعاـ" صيفان‪.‬‬
‫ىػ‪ -‬الطابق العلوم للقاعة اؼبنيفضة‬
‫يبكن استيداـ غرؼ الطوابق العلوية كغرؼ معيشة (منامة) أك كميازف لتيزين اؼبواد‬
‫الغذائية (حفظ اؼبؤكنة)‪ ،‬كال يبكن الدخوؿ إليها إال عرب القاعة العالية الرئيسية أك عرب‬
‫الواجهة اؼبطلة على الفناء (يف بعض اغباالت فقط)؛ إذ دل نصادؼ أم حالة يتم فيها‬
‫الدخوؿ عرب اعبوانب أك عرب الواجهة اػبلفية‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬عثرنا يف اؼبوقع على ثبلثة أدراج‬
‫فقط (ؿبفوظة يف مكاهنا) تصل كلها إذل طابق علوم لقاعة صغَتة ال يتجاكز ارتفاعها اؼبًت‬
‫الواحد (اؼبسكن ‪ 14‬ك‪ 16‬ك‪ .)42‬على الرغم من عدـ توفر مادة اػبشب يف ىذه اؼبنطقة‪،‬‬
‫يبكننا االفًتاض بأف السكاف كانوا يستيدموف سبلدل خشبية متحركة‪ ،‬أك ردبا استيدموا‬
‫صقالة صغَتة مصنوعة من بعض اغبجارة للوصوؿ إذل الطوابق العلوية‪.‬‬
‫ك‪-‬قاعات متوسطة االرتفاع‬
‫عادة ما يتم إغباؽ القاعات اؼبتوسطة االرتفاع يف مساكن اؼبسيكة بالقاعات العالية اؼبستطيلة‬
‫ذات الدعامة اؼبركزية‪ .‬تعادؿ مساحة ىذه القاعات مساحة القاعات العالية اؼبربعة (أم ال‬
‫بد من كجود دعامة مركزية لدعم سقفها)‪ ،‬كيبكن تفسَت ارتفاعها اؼبنيفض دبحاكلة اغبد من‬

‫‪351‬‬
‫كلفة البناء‪ .‬تتشابو طريقة التنظيم اؼبساحي يف كبل النموذجُت (القاعات اؼبتوسطة كالقاعات‬
‫العالية اؼبربعة)‪ ،‬كبالتارل يبكن ؽبا أف تضطلع بالوظائف ذاهتا‪ :‬غرؼ معيشة أك فبرات أك حىت‬
‫مطابخ‪ ،‬كما ىو حاؿ القاعة ‪ 17‬اؼبنقبة داخل اؼبسكن ‪.1‬‬
‫ز‪-‬القاعات الصغَتة اؼبنيفضة االرتفاع اؼبستندة على القاعات اؼبستطيلة ذات الدعامة‬
‫استيدمت ىذه القاعات كأفراف لليبز على ما يبدك‪ .‬يف الواقع‪ ،‬أشار كل من آر‪.‬تومُت‬
‫(‪ )R. Thoumin‬كأ‪ .‬ماكييت (‪ )A. McQuitty‬إذل كجود الًتتيب اؼبعمارم ذاتو يف‬
‫منطقة جنوب سورية كيف األردف‪ .‬يتمثل ىذا الًتتيب بقاعات صغَتة اغبجم‬
‫(‪0.80×1.50‬ـ) (على شكل نصف دائرة يف بعض األحياف) تضم فرنان لليبز‪ ،‬كىي عادة‬
‫ما تستند على كاجهة اؼبباشل اؼبركزية ‪ .102‬أكدت نساء قبيلة غساف‪ ،‬اليت استوطنت اؼبوقع‬
‫خبلؿ طبسينيات القرف العشرين‪ ،‬استيداـ ىذه القاعات كأفراف‪ .‬ييبلحظ اليوـ يف قرية‬
‫اؼبسيكة اعبديدة بأف أفراف اػببز موجودة أيضان يف زكايا الفناء بالقرب من اؼبضافة‪ .‬يف بصرل‪،‬‬
‫قاـ األىارل بفرش سطوح ىذه القاعات الصغَتة بطبقة من الصلصاؿ ككانوا وبرصوف على‬
‫صيانتها باستمرار‪ ،‬إذ إهنم يستيدموهنا لتشميس اغببوب اؼبيتلفة؛ كما قاموا بإحاطة‬
‫السطوح حبافة صغَتة على كامل ؿبيطها ؼبنع اغبيوانات من الوصوؿ إليها‪.‬‬
‫ج‪-‬دراسة الحيز القروي‬
‫تدىور كضع اآلثار كثَتان منذ مركر بتلر كفريقو على اؼبوقع يف العاـ ‪ 1905‬ـ‪ ،‬السيما بعد‬
‫أف تسبب السكاف الذين استوطنوا اؼبوقع بُت العامُت ‪ 1905‬ك‪ 1975‬يف هتدصل بعض‬
‫اؼبباشل‪ .‬يقوؿ سكاف اؼبنطقة‪ :‬توافد أفراد قبيلة غساف (سكاف من أصل بدكم) على قرية‬
‫اؼبسيكة بُت العامُت ‪1914‬ك‪ 1920‬كاستوطنوىا حىت هناية الستينات‪ ،‬يف حُت انتقل‬
‫أحفادىم للعيش يف قرية اؼبسيكة اعبديدة اليوـ‪ .‬كاف على األسبلؼ‪ ،‬الذين استقركا يف اؼبوقع‬
‫القدصل‪ ،‬أف يدافعوا عن القرية يف كجو اؽبجمات الدموية للقبيلة البدكية القادمة من الصفا‪ ،‬ردبا‬
‫فبا يفسر هتدـ بعض اؼبباشل العامة مثل الربج الركماشل كالكنيسة البيزنطية‪.‬‬
‫اعتمدت دراسة التنظيم اؼبساحي ؽبذه القرية على ؾبموعة من أعماؿ الرفع اؼبنىػ ٌفذة كفق‬
‫اؼبقياس ‪ .500/1‬ظبحت لنا أعماؿ الرفع ىذه بدراسة القرية كمعرفة حدكدىا ضمن سياقها‬
‫الطبيعي‪ ،‬كما أهنا أعطتنا فكرة عن أماكن تواجد اؼبباشل اؼبهدمة كاغبيز العاـ (شبكة الطرؽ‬

‫‪352‬‬
‫كالساحات) كعن األحياء اؼبيتلفة كأنواع اغبجارة اؼبستيدمة يف البناء‪ ،‬ككذلك عن أماكن‬
‫كصبعت اللقى اػبزفية من‬‫تواجد النقوش كالزخارؼ‪ .‬مت اختيار شباشل عشرة منطقة لدراستها يً‬
‫مناطق ـبتلفة من القرية‪ .103‬سنحاكؿ يف مرحلة الحقة أف نتناكؿ مسألة تأريخ اؼبوقع‪.‬‬
‫‪-1‬مورفولوجية (تشكيل) القرية‪:‬‬
‫يبكن فهم التنظيم اؼبساحي للقرية انطبلقان من شبكة طرؽ متشعبة داخل القرية‪ :‬يبتد بعضها‬
‫حىت خارج حدكد التجمع السكٍت‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬تعكس اؼبصاطب كاػبزانات كاآلبار التنظيم‬
‫االجتماعي لسكاف القرية (اللوحة ‪.)1‬‬

‫أ‪-‬شبكة الطرؽ‪:‬‬
‫تتشعب طبس طرؽ مبلطة انطبلقان من اؼبوقع‪ ،‬تلتقي اثنتاف منها جنوب‪-‬غرب اؼبوقع‬
‫مشكلتاف الطريق الرئيسية اؼبؤدية إذل إزرع‪ .‬تقع الطريق الواصلة بُت اؼبسيكة اعبديدة كبصر‬
‫اغبرير يف اعبنوب الشرقي‪ ،‬بينما تقع الطريق اؼبتجهة باذباه عيبَت يف الشماؿ الغريب؛ كأخَتان‬
‫تقع الطريق اؼبتجهة باذباه عاسم يف الشماؿ الشرقي‪ .‬تصل بُت الطريقُت األخَتتُت ثبلثة‬
‫طرؽ زبرج من القرية‪.‬‬
‫تعرب اؼبوقع طريقاف من الشرؽ إذل الغرب‪ .‬زبًتؽ الطريق األكذل القرية يف ؿبيطها اعبنويب‬
‫بعرض ثابت يعادؿ ‪1.5‬ـ كتساير كامل طوؿ السور من اػبارج‪ ،‬أم إهنا زب ٌدـ بذلك‬
‫ساحات اعبامع ‪ ‬كالربج الركماشل ‪ .V‬رباذم الطريق بعد ذلك احمليط الغريب للموقع اؼبتمثل‬
‫حبدكد اؽبضبة اليت بنيت عليها القرية‪ ،‬لتدكر بعدىا حوؿ الكنيسة ‪ V‬غربان كتتصل بزقاؽ‪.‬‬
‫زبرج الطريق بعد ذلك من القرية كتتجو باذباه قرية عيبَت‪ .‬بدكرىا ‪ ،‬زبًتؽ الطريق الثانية‪ ،‬اليت‬
‫يًتاكح عرض بُت ‪ 3‬إذل ‪10‬ـ‪ ،‬كامل اؼبوقع يف مركزه ؿباذيةن التجمعُت اؼبعماريُت اللذين‬
‫يضماف اعبامع ‪ ‬كالربج الركماشل ‪ V‬مشاالن‪ .‬إذان‪ ،‬زب ٌدـ ىاتاف الطريقاف الرئيسيتاف ؾبموعة‬
‫الساحات كاؼبباشل العامة التابعة إذل اعبامع كإذل الربج الركماشل ‪ V‬على كب وو فبتاز‪ .‬تتفرع عن‬
‫الطريق الرئيسية الثانية ثبلثة أزقة (تصل إذل السور الشمارل) سانبت بدكرىا يف تقسيم‬
‫النسيج القركم‪ .‬يبكن تتبع آثار الزقاؽ األكؿ (الذم يعترب امتدادان للطريق القادمة من قرية‬

‫‪353‬‬
‫اؼبسيكة اعبديدة كمن بصر اغبرير) بسهولة‪ ،‬إذ إهنا ؿبفوظة بفضل تضاريس األرض القاسية‪.‬‬
‫يدخل ىذا الزقاؽ إذل داخل القرية‪ ،‬مث يبتد على شكل درج يرتكز بدكره على اؼبنحدر غريب‬
‫اعبامع ‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يتابع الزقاؽ مسَته كصوالن إذل الطريق اؼبؤدية إذل قرية عاسم‪ .‬إذان‪ ،‬يقسم‬
‫ىذا الزقاؽ اؼبوقع من اعبنوب إذل الشماؿ على طوؿ ‪65‬ـ‪ ،‬كما إنو يربط بُت طريقُت‬
‫إقليميتُت‪ ،‬لكن شكلو ـبتلف عن شكل ىاتُت الطريقُت‪ .‬يبلغ عرض الزقاؽ يف كضعو اغبارل‬
‫عدد من أسوار األفنية اؼببنية كفق مبوذج جدار "الدانتيل"‪ .‬إذا ما اعتربنا أف‬
‫‪1.5‬ـ كوبده غربان ه‬
‫ىذه األفنية (غَت اؼبرتبطة بأم مسكن) قد بينيت حديثان (أم يف القرف العشرين)‪ ،‬نستطيع‬
‫القوؿ إف ـبطط ىذا الزقاؽ كاف مشاهبان سبامان ؼبيطط الطريقُت الرابط بينهما يف الفًتات‬
‫السابقة‪ .‬يبكن أف يصل عرض ىذا الزقاؽ إذل ‪15‬ـ كيف ىذه اغبالة ال يبكن أف نطلق عليو‬
‫اسم زقاؽ‪ :‬إنو يشكل باألحرل امتدادان لطريق إقليمية داخل القرية‪.‬‬
‫ينطلق قسم الزقاؽ اؼبوجود داخل القرية‪ ،‬كاؼبتعامد مع ؿبورىا الشرقي الغريب‪ ،‬من باب بازليت‬
‫‪104‬‬
‫دبصراعُت ‪ ،‬مث يتجو باذباه اعبنوب حيث يتصل مع الطريق الرئيسية الثانية‪ ،‬لينتهي أخَتان‬
‫عند السور الشمارل بباب يعلوه ساكف مزخرؼ وبمل نقشان‪ .105‬نبلحظ كجود مساكن‬
‫( أم‬ ‫متوسطة اغبجم على جانيب ىذا القسم الذم يعادؿ طولو طوؿ قسمو السابق‬
‫‪65‬ـ‪ ،‬بينما يًتاكح عرضو بُت ‪ 1.5‬ك‪3‬ـ)‪ ،‬كما نبلحظ تراجع كاجهات اؼبباشل على طولو‪.‬‬
‫بدكره‪ ،‬ىبًتؽ الزقاؽ الثاشل اغبيز الفارغ اؼبوجود أماـ اعبامع ‪ .‬ينطلق ىذا الزقاؽ من باب‬
‫بازليت ؿبفوظ يف مكانو (كما ىو حاؿ الزقاؽ السابق)‪ ،‬كيتابع مسَته بعد ذلك عرب اغبيز‬
‫الفاصل بُت جدراف اؼبسكنُت (‪ 30‬ك‪ .)34‬يبلغ عرض الزقاؽ يف ىذا اؼبكاف ‪ 3‬ـ‪ ،‬لكنو‬
‫يبدأ باالزدياد بشكل كبَت بعد ‪15‬ـ من مساره حىت يصل إذل ‪ 20‬ـ‪ ،‬ليتابع مسَته بعد‬
‫ذلك كصوالن إذل الصدع الذم وبد اؽبضبة؛ أم إذل اؼبكاف ذاتو الذم تنتهي عنده الطريق‬
‫اػبارجية اؼبمتدة (بعرضها البالغ ‪1.5‬ـ) مشاؿ اؼبوقع دبحاذاة الصدع‪.‬‬
‫ينطلق الزقاؽ األخَت من ساحة الربج الركماشل باذباه اعبزر اؼبكونة من اؼبساكن ‪ 20‬ك‪40‬‬
‫ص ٌفت فوؽ بعضها‬‫ك‪ 41‬جنوبان‪ ،‬كوبده مشاالن سور مبٍت من حجارة خشنة غَت منحوتة ي‬
‫البعض بشكل عشوائي حبيث يشاىد فراغات بينها "جدار دانتيل"‪ .‬يبتد الزقاؽ بعد ذلك‬

‫‪354‬‬
‫اػبزانات الشمالية اؼبوجودة يف طرفها الشرقي‪ ،‬حيث يلتقي بواحدة‬ ‫خارج القرية كصوالن إذل ٌ‬
‫من طرقها الرئيسية‪ .‬يًتاكح عرض ىذا الزقاؽ بُت ‪ 1.50‬ك ‪3‬ـ‪ ،‬أما طولو فيصل إذل ‪ 95‬ـ‪.‬‬
‫من اعبدير أف نلفت لفت االنتباه إذل عدـ كجود أية طريق قد تصل إذل اجملموعة ‪V‬‬
‫اؼبوجودة خارج القرية على بعد ‪ 46‬ـ شرقي الكنيسة‪ .‬تقع ىذه اجملموعة أسفل اؽبضبة‬
‫القركية (أدسل من مستواىا بستة أمتار) على سوية السهل احمليط بقرية اؼبسيكة تقريبان‪،‬‬
‫كللوصوؿ إليها يتوجب علينا أف نسلك إحدل الطرؽ احمليطية اليت تقود إذل الكنيسة أكالن‪.‬‬

‫ب‪-‬أماكن الضيافة‪ :‬اؼبصاطب‪:‬‬


‫أطلقنا تسمية اؼبصطبة يف دراستنا ىذه على الدكة اغبجرية اليت تشغل القسم اػبلفي لقاعات‬
‫بعض اؼبساكن أك حيزان يف أفنيتها أك حىت ساحة صغَتة يف شارع‪ ،‬كقد ظبحت أعماؿ‬
‫التنقيب كالنصوص التارىبية بإرجاعها إذل هناية القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم‪.‬‬
‫عرفناه‪ ،‬من منصة حجرية تًتاكح‬ ‫تتألف اؼبصطبة‪ ،‬أك اغبيز اػباص باستقباؿ الضيوؼ كما ٌ‬
‫‪2‬‬
‫مساحتها يف قرية اؼبسيكة من ‪ 7.5‬إذل ‪ 19‬ـ ‪ .‬نقوؿ إف اؼبصطبة عامة عندما تشكل جزءان‬
‫من حيز عاـ (كالشارع على سبيل اؼبثاؿ)‪ ،‬بينما نقوؿ عنها بأهنا خاصة عندما يتم بناؤىا‬
‫داخل سور اؼبسكن أك داخل فنائو (اللوحة ‪ .)20‬سبثل اؼبصطبة يف كل اغباالت السابقة‬
‫اغبيز الذم هبمع أفراد العائلة أك أبناء اغبي أك القرية الواحدة أك حىت الغرباء ليتناقشوا‬
‫كيتحاكركا كما إذل ذلك‪ ،‬كغالبان ما قبدىا مدؾبة داخل حيز خاؿ من العمار أعرض من‬
‫الشارع‪ ،‬ردبا ىو ساحة صغَتة‪.‬‬
‫ج‪-‬الًتتيبات اؼبائية‪:‬‬
‫اػبزانات كاآلبار‪:‬‬
‫تعترب الًتتيبات اؼبائية عنصران ىامان جدان يف ىذه اؼبنطقة اليت ال يشاىد فيها أم هنر‪ .‬يذبمع مياه‬
‫األمطار ىنا داخل خزانات ربفر يف الصير داخل مساكن القرية أك يف ؿبيطها كتتم تغطيتها‬
‫بببلطات بازلتية ترتكز على عمود إذل أربعة أعمدة‪ ،‬كذلك حبسب قطر اػبزاف‪ .‬كاف يتم جر‬
‫اؼبياه إذل ىذه اػبزانات عرب قنوات منحوتة من اغبجارة (اختفى أغلبها اليوـ إذ إهنا متحركة‬
‫غَت ثابتة) أك عرب أخاديد ؿبفورة يف الصير‪ .‬عثرنا أيضان على خزانات‪ ،‬غالبان يف أماكن‬

‫‪355‬‬
‫منيفضة من ؿبيط القرية‪ ،‬مؤلفة من ذباكيف طبيعية تش ٌكلت نتيجة االندفاعات الربكانية‬
‫على أغلب الظن‪ ،‬إذ ال يوجد أم أثر قد يدؿ على أنو مت حفرىا أك حىت توسيعها‪ .‬مع‬
‫ذلك‪ ،‬كاف يتم تلبيس اعبدراف الداخلية ؽبذه اػبزانات بتلبيسة بيضاء ثيينة لضماف كتامة‬
‫اعبدراف يف حاؿ كجود تصدعات فيها‪.‬‬
‫زبتلف ملكية اػبزانات كاستيداماهتا حبسب أماكن تواجدىا ككيفية الوصوؿ إليها‪ .‬بناءن‬
‫عليو‪ ،‬يبكننا سبييز ثبلثة أنواع ؽبا‪:‬‬
‫‪ -1‬اػبزانات اػباصة اؼبوجودة داخل أفنية اؼبساكن احملاطة بدكرىا بأسوار تتيللها‬
‫أبواب بازلتية‪ .‬يتم توزيع اؼبيزابات اغبجرية بانتظاـ على ؿبيط سطوح ىذه‬
‫اػبزانات هبدؼ تصريف اؼبياه الزائدة للحفاظ على كتامة السطح‪ ،‬كيتم تفريغ‬
‫ىذه اؼبياه بدكرىا يف خزاف خاص آخر أك داخل اعبرار‪.‬‬
‫اػبزانات اػباصة اؼبوجود يف هناية ردب داخل حيز على شكل ساحة صغَتة‬ ‫‪-2‬‬
‫تسمح بالدكراف حوؿ اػبزاف كبالدخوؿ إذل اؼبساكن اجملاكرة القريبة منو‪ ،‬أم إهنا‬
‫خاصة هبذه اؼبساكن (اللوحة ‪ :1‬اؼبسكناف ‪ 13‬ك‪.)14‬‬
‫مبٌت عاـ (اعبامع ‪ ‬كالربج الركماشل ‪.)V‬‬
‫اػبزانات العامة اجملاكرة لساحة أك ن‬ ‫‪-3‬‬
‫يستطيع عامة الناس استيداـ ىذا النوع من اػبزانات‪ :‬كما ىو حاؿ اػبزاف‬
‫اؼبوجود يف ساحة اعبامع على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬إذ يستيدمو اؼبصلوف للوضوء قبل‬
‫تأديتهم للصبلة‪.‬‬
‫تبُت كجود اثٍت عشر خزانان آخران داخل القسم اعبنويب للموقع يف ؿبيط القرية‪ .‬تشاىد ىذه‬ ‫ٌ‬
‫اػبزانات بالقرب من اؼبساحات اؼبكشوفة اليت يستيدمها سكاف اؼبسيكة اعبديدة اليوـ‬
‫لدرس اغببوب‪ ،‬كوبيط هبا سور منيفض من اغبجارة اؼبصفوفة فوؽ بعضها البعض دكف‬
‫استيداـ اؼببلط‪( .‬اللوحة ‪.)1‬‬
‫تيظٍهر اػبرائط السورية اغبديثة بدكرىا كجود بئرين جنويب اؼبوقع‪ .‬ما زالت قبيلة غساف‬
‫تستيدـ البئر اػباص باؼبنطقة الشرقية حىت اآلف‪ ،‬إذ يصطحب رعاهتا مواشيهم للرعي يف‬
‫ذلك اعبزء اؼبهجور من القرية‪ ،‬كيستيدموف حوض اؼباء القريب من البئر لسقاية حيواناهتم‬
‫كلتنظيفها كجزىا‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬متٌ إنباؿ بئر اؼبنطقة الغربية التابعة إذل نفوذ قرية عيبَت‪ .‬يف‬

‫‪356‬‬
‫اغبقيقة‪ ،‬يعكس إنباؿ ىذا البئر حاؿ النزاعات القائمة بُت سكاف قرية اؼبسيكة الذين‬
‫يعتربكف أنفسهم "من أصوؿ قبائلية كبدكية"‪ ،‬كبُت سكاف قرية عيبَت "اغبضريُت" كما يعتربىم‬
‫أىارل اؼبسيكة‪ ،‬إذ إنو يشكل النقطة اغبدكدية الفاصلة بُت نفوذ القريتُت‪.‬‬
‫‪-2‬الدراسة المعمارية لألحياء وتنظيمها المساحي‪:‬‬
‫قادتنا دراسة اغبيز بكاملو إذل تقسيم اؼبوقع إذل أربعة أحياء مت ربديدىا كفقان للعبلقات اليت‬
‫تربط اؼبساكن مع بعضها من خبلؿ تشاركها باعبدراف من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية كفقان لشبكة‬
‫الطرؽ اليت تقسم كل اؼبوقع‪ .‬مت توثيق الوضع اغبارل لؤلحياء كأيخذت فرضيات التأريخ النسيب‬
‫للمباشل باغبسباف‪ .‬ىسبثَّل اؽبدؼ من ىذه الدراسة بتحديد أكؿ استيطاف للقرية كبفهم مراحل‬
‫تكثيف اؼبساكن فيها ككذلك معرفة أطوار استيطاف اؼبساكن كأطوار ىجرىا‪ .‬أيطلق على‬
‫األحياء األظباء التالية من الغرب باذباه الشرؽ‪ :‬حي الكنيسة كحي الربج كحي اعبامع كاغبي‬
‫الشرقي (اللوحة ‪.)14‬‬
‫‪106‬‬
‫أ‪-‬حي الكنيسة‬
‫يشكل حي الكنيسة‪ ،‬اؼبستطيل الشكل (‪80×110‬ـ)‪ ،‬حدكد القرية الغربية كيبلحظ أف‬
‫مستواه منيفض قليبلن (حواذل ‪ 2‬إذل ‪ 4‬ـ) مقارنة مع باقي مناطق القرية‪ .‬تبلغ مساحة اغبي‬
‫الكلية ‪ 8800‬ـ‪ ،2‬بينما تبلغ اؼبساحة اليت يشغلها العمراف ‪ 4197‬ـ‪ ،2‬أم دبا يعادؿ ‪52‬‬
‫‪ %‬من اؼبساحة الكلية‪ .‬إف ما يسًتعي االنتباه يف ىذا اغبي ىو حالة الدمار الشديدة اليت‬
‫تعرضت ؽبا مبانيو (اللوحة ‪.)15‬‬
‫المساكن‪:‬‬
‫كما ذكرنا آنفان‪ ،‬إف مساكن ىذا اغبي متضررة بشدة لدرجة أنو من غَت اؼبمكن سبييز تنظيمو‬
‫اؼبساحي‪ .107‬تيشكل الساحة اؼبوجودة أسفل الربج ‪ V‬أكؿ منطقة استيطاف فيو‪ .‬وبد ىذه‬
‫الساحة اؼببٌت ‪ V‬مشاالن كاؼبسكن رقم ‪ 18‬جنوبان ‪ ،‬كوبيط هبا‪ ،‬من جهيت الشرؽ كالغرب‪،‬‬
‫سور مبٍت من مداميك من اغبجارة غَت متقنة النحت‪ .‬يشاىد يف القسم الغريب من ىذا‬
‫السور باب يفضي إذل منطقة عمار ثانية مؤلفة من ؾبموعيت مساكن كانتا تشكبلف يف‬
‫األصل جزيرتُت سكنيتُت على ما يبدك‪ .‬يف الواقع‪ ،‬بٍت جدار تسبٌب يف س ٌد الطريق الوحيدة‬
‫اليت كانت تسمح بالتنقل بُت اؼبسكنُت ‪ 48‬ك‪ ، 53‬أم الطريق اؼبمتدة كصوالن إذل الكنيسة‬

‫‪357‬‬
‫كإذل الطرؼ الغريب للقرية‪ .‬تنتظم منطقة اغبي الثالثة حوؿ حيٌز مستطيل الشكل غَت مشيٌد‬
‫تصطف حولو اؼبساكن‪ .‬يش ٌكل اعبدار الفاصل بُت اؼبسكنُت ‪ 49‬ك‪ 47‬اغبدكد الشمالية‬
‫كيسورىا جدار (يتيللو‬
‫ؽبذه اؼبنطقة‪ ،‬بينما يشكل اؼبسكناف ‪ 55‬ك‪ 54‬حدكدىا اعبنوبية‪ٌ ،‬‬
‫باب) مت تشييده بُت اؼبسكنُت ‪ 50‬ك‪ .55‬وبد القرية غربان سور يبتد على طوؿ الكنيسة‬
‫كملحقاهتا‪ ،‬كيظهر اغبي يف طوره اغبارل بشكلو احملصن كدبساكنو اليت تفصلها عن بعضها‬
‫أسو هار صغَتة‪.‬‬
‫يضم اغبي ثبلث مصاطب‪ :‬تستند األكذل على القسم اعبنويب من اؼبسكن ‪ ،18‬كتقع الثانية‬
‫داخل فناء اؼبسكن ‪ ،40‬بينما بنيت اؼبصطبة الثالثة خارج اؼبسكن ‪( 47‬داخل حيز‬
‫مستطيل غَت مشيد) ؛ لكنها مستندة على سور فنائو‪.‬‬
‫عثرنا أيضان على خزانُت أحدنبا داخل اغبيز غَت اؼبشيد الذم يضم اؼبصطبة الثالثة كاآلخر‬
‫خارج اغبي‪ :‬جنويب اؼبسكن ‪ 18‬الذم يضم بدكره خزانان خاصان داخل سور الفناء‪.‬‬
‫غٌت بالزخارؼ‪.108‬‬‫ننتقل اآلف للتحدث عن الزخارؼ‪ .‬يف الواقع‪ ،‬تعترب الكنيسة اؼببٌت األكثر ن‬
‫اهنارت كاجهة اؼبسكن ‪ 51‬اعبنوبية‪ ،‬فبا كشف عن كجود كاجهة قوس مزينة على كجهيها‪،‬‬
‫لكن يبلحظ انزياح الزخارؼ قليبلن عن أماكنها‪ ،‬ردبا بسبب أحد الزالزؿ اليت ضربت اؼبنطقة‪.‬‬
‫عثرنا أيضان على نقش يوناشل‪ ،‬غَت منشور‪ ،‬نيقش عليو اسم الفرقة العسكرية اليت استقرت يف‬
‫قرية صور (على بعد ‪ 9‬كم مشارل قرية اؼبسيكة) خبلؿ القرنُت الثاشل كالثالث اؼبيبلديُت‪،109‬‬
‫كقد أيعيد استيدامو باؼبقلوب كساكف لباب القاعة يف الطابق العلوم للمسكن ‪.18‬‬
‫يشاىد أخَتان إشارة ما منحوتة على باطن قوس داخل اؼبسكن ‪.110 20‬‬
‫المباني العامة ‪ :‬مجموعة المباني ‪ ،V‬الكنيسة ‪ ،V‬الحمام ‪V‬‬
‫يبلحظ أف ؾبموعة اؼبباشل ‪ V‬اؼبشيدة فوؽ رابية صغَتة مهدمة بشدة‪ ،‬كقد اعتربىا بتلر‬
‫أقسامان "ؼبسكن خاص"‪ .‬يبدك أف اؼبسكن كاف ؿبفوظان جيدان عند ؾبيء بتلر إذل اؼبنطقة‪ ،‬إال‬
‫إنو دل يسجل أم كصف لو‪ .‬قمنا بدراسة ىذا اؼبسكن بشكل ـبتلف عن دراسة مساكن‬
‫القرية األخرل‪ ،‬إذ إنو ىبتلف عنها سواء بتنظيمو اؼبساحي‪ ،‬أك بطبيعة بنائو (أنواع اغبجارة‬
‫اؼبستيدمة يف اعبدراف كارتفاع ىذه اعبدراف)‪.‬‬

‫‪358‬‬
‫استطعنا من خبلؿ الوضع اغبارل للمسكن أف مبيز آثار قاعتُت على استقامة كاحدة‪ ،‬يفصل‬
‫بينهما جدار ؿبفوظ على ارتفاع ‪4‬ـ‪.‬‬
‫يف األصل‪ ،‬كانت قاعة اؼبسكن الشرقية قاعة عالية مستطيلة الشكل ( ‪5×4‬ـ) بدعامة‬
‫مركزية‪ ،‬إذ إننا دل نعثر على أم أثر لقوس فيها‪ .‬مت بناء ىذه القاعة يف الزاكية الشمالية‬
‫الشرقية من ساحة الربج ‪ V‬باستيداـ مداميك من الكتل اغبجرية اؼبستطيلة غَت متقنة‬
‫النحت‪ ،‬كىي ربتفظ بثبلثة من جدراهنا بكامل ارتفاعها (ككذلك بباب مفتوح باذباه‬
‫اعبنوب)؛ يف حُت اختفت كاجهتها اعبنوبية‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬بينيت القاعة الثانية (‪8×8‬ـ) (‬
‫اؼبزكدة أيضان بباب مفتوح باذباه اعبنوب) باستيداـ مداميك من اغبجارة اؼبلساء متقنة‬
‫النحت‪ ،‬لكنها تفتقد سقفها ككاجهتها اعبنوبية‪.‬‬
‫نشاىد آثار طُت على الوجو اػبارجي عبدار القاعة الشرقي‪ ،‬كما نشاىد عليو آثار حاجز‬
‫كاف يقسم حيٌز القاعة من الشرؽ إذل الغرب على ما يبدك‪ .‬يدؿ كجود الطُت على استيطاف‬
‫حديث معاصر للنقوش اؼبطلية باألبيض اؼبنتشرة يف كامل اؼبوقع‪ .‬من اؼبؤكد بأف ىذا‬
‫االستيطاف مرتبط بأفراد قبيلة غساف الذين استوطنوا اؼبوقع يف طبسينيات القرف العشرين كما‬
‫ذكرنا سابقان‪.‬‬
‫مت انتزاع القوس اؼبستعرض‪ ،‬كمازالت آثار انتزاعو ظاىرة على اعبدارين الغريب كالشرقي‪ .‬كاف‬
‫السقف مؤلفان من ببلطات بازلتية متقنة النحت ترتكز على أطناؼ (متقنة النحت أيضان)‬
‫مصفوفة يف قميت اعبدارين اعبنويب كالشمارل كعلى جانيب القوس‪.‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬عثرنا على األطناؼ مرمية على األرض دبوازاة آثار القوس‪ ،‬كالحظنا أف الزاكيٌة‬
‫منها منحوتة بالورب‪ :‬كما ىو حاؿ طنف الزاكية الشمالية الغربية الذم ما زاؿ ؿبفوظان يف‬
‫مكانو‪ .‬عثرنا أيضان (بُت األنقاض اؼبعمارية اؼبتناثرة على األرض بالقرب من ىذا اؼببٌت) على‬
‫كسرة صدفة كبَتة كبتت عليها زخرفة البيضة‪ ،‬يبدك أهنا كانت تغطي القبة ربع الكركية‬
‫إلحدل اؼبشاكي‪ .‬نعتقد أف النقش الذم كثٌقو بتلر موجود داخل ىذه القاعة‪ ،‬إذ أ ٌيرخ ؽبذا‬
‫النقش (الذم يشَت إذل قنصلية فيليب العريب) يف العاـ ‪249-247‬ـ‪ ،111‬أم دبا يتوافق‬
‫سبامان مع الفًتة اليت يعود إليها شكل اغبجارة اؼبستيدمة يف بناء جدراهنا كمع اإلطار اؼبنحوت‬
‫بإتقاف الذم يؤطٌر باهبا الرئيسي اعبنويب‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫بينيت ىاتاف القاعتاف اؼبتشاركتاف باعبدار على حدكد أرض منيفضة‪ ،‬كيبلحظ اكبرافهما‬
‫دبقدار ‪ 2.5‬إذل ‪ 3‬ـ عن اغبيٌز الفارغ الذم وبده اؼبسكن رقم ‪ 18‬جنوبان‪ ،‬كما ييشاىد آثار‬
‫أرض مبلطة أماـ كاجهتيهما الشمالية كاعبنوبية‪.‬‬
‫مشاالن‪ ،‬ييشاىد خزاف (بعمودين داعمُت للسقف)تتمثل كظيفتو بتأمُت اؼبياه للمنطقة‪ .‬استند‬
‫على جزء من سقف ىذا اػبزاف سور فبتد من الزاكية الشمالية الغربية للقاعة األكذل‪ ،‬فبا أدل‬
‫إذل إغبلؽ اغبي يف ىذا اؼبكاف‪.‬‬
‫تعرض الدير ‪ ( V‬الذم ق ٌدمو بتلر على‬ ‫كما ىو حاؿ اؼبباشل األخرل اؼبنتشرة يف اؼبوقع‪ٌ ،‬‬
‫أنو "معبد مع قاعة ملحقة بركاؽ") إذل دمار كبَت (اللوحة ‪.)15‬‬
‫استطعنا أف ن ٌكوف فكرة كاضحة عن كضع آثار الدير يف بداية القرف العشرين بفضل الوثائق‬
‫اليت نشرىا بتلر‪ .‬تتضمن ىذه الوثائق أعماؿ رفع على شكل ـبططات كمقاطع‪ ،‬ككذلك‬
‫صور ؼببنيُت مستطيلي الشكل متصلُت مع بعضهما كفق زاكية تعادؿ ٍ‪ 65‬تقريبان‪ :‬تبلغ أبعاد‬
‫األكؿ ‪15×5.90‬ـ كتبلغ أبعاد الثاشل ‪4×6.80‬ـ‪ .‬لقد قاـ بتلر خطأن بتوجيو اؼبوقع باذباه‬
‫مشاؿ‪ -‬جنوب‪ ،‬ىذا فبا دفعو إذل االفًتاض بأف اؼببٌت كاف معبدان‪ .112‬عندما زار فريق جامعة‬
‫برينستوف اؼبكاف‪ ،‬كاف اؼببٌت حينها ؿبتفظان بأقواسو األربعة كبأسقفو اؼببنية من الببلطات‬
‫اؼبلساء اؼبًتاصة اؼبتقنة النحت‪ ،‬ككانت األكجو الداخلية للجدراف مغطاة بتلبيسة جصية مزينة‬
‫منقرة تضم تصاكير‬‫بزخارؼ ملونة (زرقاء كصفراء كضبراء كخضراء كبنية غامقة)‪ :‬ميداليات ٌ‬
‫طيور كحيوانات صغَتة كتربطها مشابك‪ .‬افًتض بتلر أف مسيحيوف ىم من قاموا بتنقَت‬
‫قلوب اؼبيداليات‪ ،‬ؿباكلة منهم لطمس مبلمح التمثيبلت الوثنية‪ ،‬لكننا دل نصور الزخارؼ‬
‫بسبب غياب اإلضاءة‪ .‬أرجع بتلر تاريخ اؼببٌت إذل فًتة سابقة لفًتة التنصَت (أم إذل ما قبل‬
‫القرف الرابع اؼبيبلدم)‪ ،‬كذلك باعتماده على الصفات الثبلث اليت سبيٌزه‪ :‬جدرانو اؼببينة من‬
‫مبٌت آخر مؤلف من‬ ‫اغبجارة اؼبلساء اؼبتقنة النحت كزخارفو اؼبلونة كاذباىو‪ .‬أيغبق هبذا اؼببٌت ن‬
‫قاعتُت يتقدمهما ركاؽ مقنطر بقنطرتُت‪ .‬يف بداية ىذا القرف‪ ،‬كانت أقواس اؼببٌت ككذلك‬
‫أسقفو ؿبفوظة بالكامل‪ ،‬كقد عيثر داخلو على أربعة نقوش يونانية‪ ،‬مت نقش اثنُت منها على‬
‫كسر مذبح أيعيد استيدامو‪ .‬يشَت أحد ىذين النقشُت إذل العاـ السابع عشر من حكم‬
‫القيصر ىادرياف (‪133‬ـ) ‪ ،113‬بينما يشَت النقش الثاشل إذل العاـ العشرين من حكم القيصر‬

‫‪360‬‬
‫نفسو (‪ .114 )136‬يف اؼبقابل‪ ،‬كاف النقشاف اآلخراف متكسرين بشدة لدرجة أنو دل نتمكن‬
‫من ترصبتهما‪ ،‬كقد أعيد استيداـ أحدنبا كمفتاح عقد يف أحد األقواس‪ ،115‬بينما شكل‬
‫الثاشل جزءان من مسلة جنائزية يكضعت ربت الركاؽ‪ .116‬حبسب رأم بتلر‪ ،‬تسمح ىذه اؼبذابح‬
‫بإرجاع الركاؽ اؼبرتبط باؼببٌت األكؿ إذل النصف األكؿ من القرف الثاشل اؼبيبلدم‪ ،‬كما إهنا تؤكد‬
‫كظيفة اؼببٌت "كمعبد"‪.‬‬
‫كصورىا فوتوغرافيان على حاؽبا‪ ،‬إذ فقد "اؼبعبد" سقفو بعد أف‬
‫دل تعد اآلثار اليت كصفها بتلر ٌ‬
‫سقطت ببلطاتو على األرض‪ ،‬كليس ىناؾ سول قوس كاحد يف مكانو‪ ،‬كما إف اعبدراف‬
‫ؿبفوظة حىت سوية تيجاف عضادات األقواس فقط‪ .‬باإلضافة إذل ذلك‪ ،‬تراكمت األنقاض‬
‫بكميات كبَتة داخل اؼببٌت كيف ؿبيطو‪ ،‬كأصبح اؼببٌت اآلخر (ذا الركاؽ ) اؼبلحق بو مدمران‬
‫بالكامل‪ .‬دل نعثر على أم أثر لنقوش أك مذابح أك مسبلت جنائزية أك حىت زخارؼ ملونة‪،‬‬
‫لكننا عثرنا على آثار ميدالية من اعبص على القوس الوحيد احملفوظ يف اؼببٌت األكؿ‪ .‬ظبحت‬
‫لنا ضبلة أعماؿ الرفع اليت قمنا هبا باغبصوؿ على بعض الدالئل اعبديدة اػباصة دبيطط ىذا‬
‫اجملمع اؼبعمارم كتنظيمو اؼبساحي‪ .‬تبلغ أبعاد اعبوانب الداخلية للمبٌت الكبَت اؼبستطيل‬
‫‪ 15×11‬ـ‪ ،117‬كيشاىد فوؽ بابو اعبنويب ساكف وبمل صليبان بابويان‪ ،118‬بينما يضم جداره‬
‫الشرقي كوة مضاعفة على مستول الطابق العلوم‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬ال يبكن سبييز مبلمح اؼببٌت‬
‫اجملاكر ذم الركاؽ‪ ،‬لكن القاعتُت اؼبكونتُت لو تابعتاف إذل اؼبسكنُت ‪ 49‬ك‪ .51‬يبدك أف‬
‫الركاؽ كحده كاف موجودان‪ ،‬أم دكف القاعتُت اؼبعنيتُت‪ ،‬كبالتارل دل يلحظ بتلر أهنما تتبعاف إذل‬
‫مبٌت آخر‪ .‬ما زاؿ ىناؾ بعض األطناؼ البارزة على الواجهة الغربية للمسكن رقم ‪ ،51‬ردبا‬ ‫ن‬
‫كدليل لوجود ىذا الركاؽ‪ ،‬لكننا دل نيشاىد أم منفذ على الواجهتُت اػبلفيتُت ؽباتُت القاعتُت‬
‫كال حىت أم أثر قد يدؿ على القياـ بسد منفذ ؿبتمل الوجود‪ .‬يستند على جدار الكنيسة‬
‫مبٌت طويل يضم قاعتُت (مستطيلة كمربعة) متصلتُت أفقيان‪ ،‬يعلو كل كاحدة منهما‬ ‫الشمارل ن‬
‫طابق علوم‪ .119‬مت تلبيس الواجهة الغربية اؼبطلة على الطريق جبدار مضاعف مبٍت من دبش‬
‫من الكتل اغبجرية الكبَتة سيئة النحت‪ .‬يبدك أف ىذا اعبدار حديث جدان‪ ،‬إذ يؤكد أفراد‬
‫قبيلة غساف ازدياد غزكات القبائل القادمة من شرقي اللجاة بشكل كبَت خبلؿ السنوات‬
‫العشر األخَتة (مبلحم األعواـ ‪.)1920-1914‬‬

‫‪361‬‬
‫إذا أخذنا بعُت االعتبار ـبطط "اؼبعبد" اعبديد كاذباىو اغبقيقي (شرؽ‪-‬غرب)‪ ،‬ككذلك الرمز‬
‫اؼبسيحي اؼبوجود على ساكف الباب اعبنويب كاؼبذابح اؼبعاد استيدامها اليت تؤرخ الصرح ذا‬
‫الركاؽ‪ ،‬نستنتج بأف التجمع يعود إذل ما بعد القرف الرابع اؼبيبلدم كليس إذل القرف الثاشل‬
‫اؼبيبلدم (كما افًتض بتلر)‪ .‬ليس ىذا فحسب‪ ،‬إذ تدفعنا األمور السابقة إذل التشكيك‬
‫بوظيفتو أيضان‪ ،‬فهو يش ٌكل (حبسب اعتقادنا) ديران كليس معبدان‪ .‬يقع التجمع اؼبذكور يف‬
‫الطرؼ الغريب للموقع بالقرب من الصدع (أم ليس من الوارد القياـ بتوسيعو من جهة ذلك‬
‫الصدع)‪ ،‬كىو يتألف من كنيسة كقاعات منيفضة بطابقُت كمن ركاؽ‪ ،‬كوبيط بو سور‬
‫(ببابُت شرقي كغريب) يضم ضمن نطاقو اؼبسكنُت ‪ 51‬ك‪ .52‬يبلحظ أف ىذين اؼبسكنُت‬
‫نبا الوحيداف اؼببنياف على جانيب حيٌز غَت مشيد كاؼبرتبطاف بفناء كاضح اغبدكد‪ .‬يف اغبقيقة‪،‬‬
‫مت توثيق ىذين اؼبسكنُت كمسكنُت متمايزين لكن بفناء كاحد‪ ،‬كما مت ترقيم كل الغرؼ‬
‫اؼبكونة ؽبما‪ ،‬كإذا ما سلٌمنا بصحة فرضية الكنيسة كملحقاهتا يبكننا‪ ،‬بناءن على ذلك‪،‬‬
‫اعتبارنبا تابعُت ؽبا‪ .‬إذان‪ ،‬كبن نتحدث عن دير كعن قوس وبمل زخرفة تعود إذل الفًتة‬
‫البيزنطية‪ 120‬داخل اؼببٌت ‪ 51‬اؼبلحق بو‪ .‬تغطي ؾبموعة اؼبباشل ىذه مساحة تقارب الػ‬
‫‪ 1200‬ـ‪ ،2‬كيتوسطها حيٌز غَت مشيٌد تبلغ مساحتو ‪ 405‬ـ‪ . 2‬يباثل تنظيم كمساحة ىذا‬
‫الدير تنظيم كمساحة أديرة أخرل يف منطقة جنوب سورية‪ .‬على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬يتألف دير قرية‬
‫مباف ملحقة منتظمة كلها حوؿ فناء‪ .121‬يف‬ ‫عبَت (القريبة من اؼبسيكة) من كنيسة صغَتة ك و‬
‫ي‬
‫اؼبقابل‪ ،‬يأخذ ـبطط دير قرية قبراف (الواقعة جنوب‪-‬شرؽ اعببل) شكل مربع طوؿ ضلعو‬
‫‪30‬ـ‪ ،‬كتنتظم مبانيو على ثبلثة جوانب من فناء تبلغ مساحتو ‪ 204‬ـ‪2‬؛ أما كنيستو فتضم‬
‫قوسُت كوبيط هبا ست قاعات ملحقة‪ .‬بدكره‪ ،‬وبيط بدير الكاريس سور ؿبصن‬
‫(‪27×45‬ـ)‪ ،‬كقد بنيت كنيستو يف الزاكية الشمالية‪-‬الشرقية كأغبقت هبا أربع قاعات غَت‬
‫متشاركة معها باعبدراف‪ .122‬بناءن على كل ما سبق‪ ،‬نستنتج بأف دير اؼبسيكة ال يش ٌكل حالة‬
‫استثنائية يف اؼبنطقة‪.‬‬
‫دل نعثر على أم دليل من شأنو أف يثبت ربويل كنيسة الدير إذل جامع‪ ،‬السيٌما كأهنا ال تضم‬
‫أم جدار مضاعف يسمح ببناء ؿبراب ضمن ظباكتو (كما ىو اغباؿ يف اعبامعُت ‪ ‬ك‪. )‬‬

‫‪362‬‬
‫إذان‪ ،‬يبكننا االفًتاض بأف سكانان يعتنقوف الدين اؼبسيحي استمركا يف استيطاف جزء من القرية‪،‬‬
‫أك أف ىذا اغبيٌز يىجر بعد أف استوطن اؼبكاف سكاف مسلموف‪.‬‬
‫يشاىد يف الطرؼ الغريب من اؼبوقع‪ ،‬أسفل ىضبة القرية (على بعد ‪ 45‬ـ خارج سورىا)‪،‬‬
‫فسر على أنو ضباـ‪ ،‬لكن ال توجد أية طريق قد تصل إليو (اللوحة ‪.)1‬‬ ‫اؼببٌت (‪ )V‬الذم ٌ‬
‫يتألف ىذا اؼببٌت من ؾبموعة متتابعة من القاعات الصغَتة اؼبصطفة على شكل اغبرؼ "‪:"L‬‬
‫مت دىنها باللوف األبيض‪ .‬ال يتوافق تنظيم ىذه القاعات مع تنظيم الوحدة اؼبعمارية اػباصة‬
‫باؼبساكن اليت عرضناىا سابقان‪ (123‬أم تلك اؼبؤلفة من قاعة عالية مستطيلة ذات دعامة‬
‫‪(plate-‬‬ ‫مركزية (‪ )SH.RS‬كمن قاعة منيفضة)‪ .‬أغبق باؼببٌت ىم ٍسطىحتاف‬
‫)‪ forme‬تتيطياف الصدع العميق (بعمق ‪4‬ـ كبعرض ‪7‬ـ) اجملاكر لو‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬نشاىد‬
‫على الطرؼ الثاشل للصدع‪ ،‬يذباه اؼببٌت‪ ،‬خزاف تدعم سقفو أربعة أعمدة‪124‬؛ كإذا ما تابعنا‬
‫طريقنا باالذباه الشمارل‪-‬الغريب دبوازاة الصدع‪ ،‬نيشاىد قنوات ؿبفورة ضمن الصير تستيدـ‬
‫بدكرىا عبر اؼبياه كتصريفها‪ .‬نيشاىد أيضان بعض السدكد الصغَتة اليت تسمح بتوجيو اؼبياه‬
‫اعبارية باذباه اػبزانات اؼببعثرة على بعد أكثر من ‪100‬ـ مشارل القرية‪ ،‬كإذا ما اذبهنا ‪150‬ـ‬
‫أكثر كبو الشماؿ نيشاىد سدان آخران أكرب سعة مبنيان بإتقاف كبَت‪ .‬تدفعنا ىذه الًتتيبات‬
‫حبماـ أك دبكاف عمل يتطلب كميات كبَتة من‬ ‫اؼبائية‪ ،‬ككذلك طبيعة البناء‪ ،‬إذل التفكَت إما ٌ‬
‫اؼبياه‪ .‬إذا أخذنا بعُت االعتبار اقتصاد ىذه القرية اؼبعتمد بشكل كبَت على تربية اؼباعز‬
‫كاألغناـ‪ ،‬نستطيع االفًتاض بأف ىذا اؼبكاف ـبصص لغسيل أصواؼ اػبراؼ كاؼباعز‪ ،‬فاؼبياه‬
‫متوفرة بكثرة كىناؾ نيٌة كاضحة لتصريف اؼبياه؛ لكنو ؾبرد افًتاض‪.125‬‬
‫فترات استيطان حي الكنيسة‬
‫عثرنا يف ىذه اؼبناطق على لقى خزفية تعود إذل الفًتتُت الركمانية كالبيزنطية‪ ،‬فبا يؤكد التواريخ‬
‫اؼبفًتضة للمباشل العامة‪ .‬تشهد اللقى اػبزفية أيضان (‪ %66‬إذل ‪ %80‬منها حبسب األماكن)‬
‫بشكل مكثف يف الفًتات اإلسبلمية‪ .‬ال تتصل ىذه اؼبساكن مع‬ ‫و‬ ‫على إعادة استيطاف اؼبنطقة‬
‫بعضها‪ ،‬إال أف العثور على مصاطب يف اؼبسكنُت ‪ 40‬ك‪ 47‬يدفعنا إذل االعتقاد بأف إعادة‬
‫االستيطاف بدأت منذ القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم‪.‬‬

‫‪363‬‬
‫يق ٌدـ اؼبسكن ‪ 18‬أمثلة كاضحة عن ماىية التغَتات اليت طرأت على اؼبسكن القدصل خبلؿ‬
‫الفًتة اإلسبلمية‪ .‬ييبلحظ يف البداية إعادة ترتيب القاعة الرئيسية‪ ،‬إذ مت تقسيم حيٌزىا أفقيان‬
‫كعموديان‪ 126‬بعد أف كانت يف األصل قاعة كاسعة مستطيلة الشكل ‪11.50‬ـ ×‪8.5‬ـ‬
‫(‪ .)SH.RS‬باإلضافة إذل ذلك‪ ،‬أيغبقت ثبلث قاعات إضافية إذل البناء اؼبع ٌدؿ‪ :‬اثنتاف‬
‫جنوبيتاف (مًتاجعتاف قليبلن) يتقدمهما مصطبة‪ ،‬كثالثة مشالية تستند على اؼببٌت الرئيسي كسبتد‬
‫اػبزاف اؼبواجو للقاعة الرئيسية‪.‬‬
‫على طوؿ السور؛ كما مت بناء السور الذم يضم ضمن نطاقو ٌ‬
‫إذا أنبلنا اغبدكد اغبالية للساحة (ردبا العائدة إذل الفًتة الركمانية ‪-‬القرف الثاشل اؼبيبلدم‪،)-‬‬
‫قبد أنفسنا أماـ ؾبموعة من اؼبباشل (قاعات) اؼبنتظمة حوؽبا على شكل مثلث‪ ،‬كتتجو كبوىا‬
‫كل منافذ ىذه اؼبباشل‪.127‬‬
‫إذان‪ ،‬يبكننا القوؿ بأف ىذه الساحة ظهرت بدءان من الفًتة الركمانية على األرجح‪ ،‬مث ظهرت‬
‫ساحة أخرل يف الفًتة البيزنطية‪ ،‬كاستمر استيداـ الساحتُت خبلؿ الفًتات اإلسبلمية‪ .‬تشَت‬
‫اللقى اػبزفية اجملموعة إذل استمرار استيطاف منطقة الساحتُت كاؼبباشل اؼبتشاركة باعبدراف‬
‫(بغض النظر عن كظيفتها)‪ .‬يف الواقع‪ ،‬تش ٌكل الساحات العامة اؼبوجودة جنويب القرية‬
‫لكن مكاهنا انتقل من الغرب يف الفًتة الركمانية إذل الشرؽ خبلؿ الفًتة‬ ‫حدكدىا اعبنوبية‪ٌ ،‬‬
‫اإلسبلمية‪ .‬يضم ىذا اغبي العديد من األدلة اليت تؤكد بأنو اؼبكاف األقدـ استيطانان يف اؼبوقع‪،‬‬
‫مباف عامة ربمل نقوشان كزخارؼ تشهد على استيطانو بدءان من القرف الثاشل‬ ‫إذ عثر فيو على و‬
‫اؼبيبلدم كصوالن إذل الفًتة البيزنطية (برج ككنيسة)‪ .‬أثبتت النتائج األكلية ألعماؿ اؼبسح‬
‫كالتنقيب إعادة استيطاف اؼبوقع بشكل مكثف بُت القرنُت الثاشل عشر كاػبامس عشر‬
‫اؼبيبلديُت على األقل‪ ،‬ىذا إذا دل نقل على طوؿ الفًتة اإلسبلمية‪ .‬يبلحظ أف العناصر‬
‫اؼبعمارية القديبة مدمرة بشدة يف ىذا اغبي الذم شهد إعادة استيطاف مكثف كتغيَتات كبَتة‬
‫خبلؿ الفًتة القركسطية‪ .‬لقد تسببت اؼبواجهات اليت دارت بُت القبائل البدكية اؼبتنا ًزعة على‬
‫قرية اؼبسيكة (بُت العامُت ‪ )1920-1914‬يف تسريع كتَتة دمار مباشل اؼبوقع‪.‬‬
‫ب‪-‬حي البرج‬
‫وبد ىذا اغبي زقاؽ شرقان كصدع على شكل نصف دائرة غربان ( اللوحة ‪ .)14‬يف اؼبقابل‪،‬‬
‫يشكل السور اؼبشتمل على الربج حدكده اعبنوبية‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬تتألف حدكد اغبي الشمالية‬

‫‪364‬‬
‫الغربية من جدار ضيم مبٍت من حجارة سيئة النحت مصفوفة فوؽ بعضها البعض بشكل‬
‫عشوائي "جدار الدانتيل"‪ ،‬كتفصلو فسحة كبَتة عن اغبي‪ .‬يشغل حي الربج حيٌزان تبلغ‬
‫مساحتو ‪ 14300‬ـ‪ 2‬كتبلغ مساحة حيزه اؼبشيد ‪ 5301‬ـ‪ ،2‬أم دبا يعادؿ ‪ % 37‬من‬
‫مساحة اغبي الكلية‪.128‬‬
‫المساكن‬
‫كما ىو حاؿ حي الكنيسة‪ ،‬ينقسم حي الربج إذل قسمُت مشارل كجنويب تفصلهما الطريق‬
‫الرئيسية اؼبمتدة عرب كل اؼبوقع من الشرؽ إذل الغرب (اللوحة ‪ 14‬ك‪ .)16‬يتألف القسم‬
‫الشمارل من طبسة عشر مسكنان كجامع صغَت (‪ ،)‬كال يبكن الدخوؿ إليو إال عرب السور‬
‫احمليط باغبيٌز اػبارل من العمار أماـ اعبامع ‪ ‬كبعض اؼبساكن‪ .‬يف الواقع‪ ،‬يبكن سبييز ثبلث‬
‫جزر سكنية‪ ،‬تتألف أنبها من ؾبموعة اؼبساكن اؼبتبلصقة اليت تش ٌكل السور الشمارل‪30 :‬‬
‫ك‪ 29‬ك‪ 27‬ك‪ 25‬ك‪ .26‬تتألف اعبزيرة الثانية من ثبلثة مساكن متشاركة باعبدراف‪ ،‬يتصل‬
‫مسكناف منها (‪ 42‬ك‪ )43‬مع بعضهما البعض‪ ،‬بينما تتألف اعبزيرة الثالثة من أربعة مساكن‬
‫منفصلة (‪ 34‬ك‪ 35‬ك‪ 37‬ك‪ .)38‬ىذا من ناحية ‪ ،‬كمن ناحية ثانية نبلحظ بأف كل‬
‫مسكن ينتظم حوؿ فناء مركزم نوعان ما‪ ،‬مت تقسيمو يف حالة كاحدة فقط‪ :‬فناء اؼبسكن رقم‬
‫‪.29‬‬
‫يتألف القسم الثاشل اعبنويب من ساحة كبَتة شيد حوؽبا اؼبسكن (‪ )45‬شرقان (أدسل دب وًت ك و‬
‫احد‬ ‫يٌ‬
‫عن مستول باقي أجزاء اغبي) كبرج اغبراسة العائد إذل الفًتة الركمانية (‪ )7‬غربان‪ .‬شاىدنا‬
‫داخل ىذا القسم مصطبة كاحدة فقط تستند على كاجهيت اؼبسكنُت ‪ 26‬ك‪( 28‬اػباليتُت‬
‫من اؼبنافذ) داخل مكاف مًتاجع من الزقاؽ‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬إف اؼبصطبة متضررة بشدة لدرجة‬
‫أننا دل نتمكن من العثور على حجارة ربطها‪ ،‬بالتارل من الصعب معرفة اؼببٌت التابعة لو؛ إال‬
‫أننا ال نستبعد فكرة أف تكوف تابعة ألمبلؾ عامة‪ .‬دل نعثر أيضان إال على خزاف كاحد مستند‬
‫على السور اعبنويب داخل الساحة الكبَتة اؼبوجودة بُت الربج الركماشل كاؼبسكن ‪.45‬‬
‫يضم اؼبسكناف ‪ 25‬ك‪ 26‬بابُت يعلونبا ساكفاف مزيناف بزخارؼ مقولبة‪ :129‬مت تطريقها على‬
‫ساكف اؼبسكن ‪ ،25‬كقدشاىدنا زخرفة مشاهبة ؽبذه الزخرفة اؼبطرقة على ساكف باب‬
‫اؼبسكن ‪ .130 45‬يف اؼبقابل‪ ،‬أيطٌر ساكف أحد أبواب اؼبسكن ‪ 26‬بطنفُت متقٍت النحت‬

‫‪365‬‬
‫معاد استيدامها‪ ،‬كيكبت صليب بابوم على ظاىر العقد يف اؼبسكن ‪ . 30‬عثرنا أيضان‬
‫‪131‬‬

‫على نقشُت يونانيُت عائدين إذل منتصف القرف الثالث اؼبيبلدم كبداية القرف الرابع‬
‫اؼبيبلديُت‪ ،‬مت كبتهما على ساكفُت يف اؼبسكنُت ‪ 42‬ك‪ .45‬يأيت ىذاف النقشاف على ذكر‬
‫الفرقة العسكرية الثالثة القورينائية )‪ ،132 (Cyrenaica‬لكننا ال نستطيع اعبزـ يف ما لو‬
‫كاف الساكفاف اغبامبلف ؽبما معاد استيدامهما أـ ال‪ ،‬إذ إهنما يشكبلف جزءان من كحدات‬
‫سكنية تتميز بصفات البناء القدصل‪.‬‬
‫المباني العامة‪ :‬الجامع ‪ ‬والبرج ‪V‬‬
‫يشاىد اعبامع ‪ ‬الصغَت ( ‪ 39‬ـ‪ )2‬ضمن اعبزيرة السكنية الشمالية يف موقع مرتفع مقارنة‬
‫مع شبكة الطرؽ‪ ،‬كيرتبط جداراه اعبنويب كالشرقي مع جدراف اؼبسكن ‪ .33‬يستند سقف‬
‫اعبامع على قوس داعم‪ 133‬كربيط بو مصطبة سبتد على جانبيو اعبنويب كالغريب‪ .‬يشاىد مقابل‬
‫باب كاجهة اعبامع الغربية باب آخر مفتوح على الزقاؽ الذم يزداد عرضو تدرهبيان ليتحوؿ‬
‫إذل الطريق اؼبؤدية إذل قرييت صور كعيبَت‪ .‬ييشاىد فوؽ اؼبصطبة اعبنوبية للجامع قطعة من‬
‫مصراع باب بازليت (يعود تارىبو إذل الفًتة اؼبمتدة بُت القرنُت الثاشل كالرابع اؼبيبلديُت‪)134‬‬
‫رباكي بابان خشبيان مؤطران دبأطورة بارزة كمزينة باألفاريز‪ .135‬يبلحظ أف إطار باب اعبامع‬
‫(الذم تعود إليو مأطورة اؼبصراع ىذه كما ىو مفًتض) تالف نوعان ما‪ ،‬لكن ما زاؿ بوسعنا‬
‫سبييز بعض اغبجارة اليت تشكل قاعدة العضادات اؼبنحوتة بإتقاف‪ .‬نيقشت العبارة العربية‬
‫التالية على إحدل ىذه اغبجارة‪" :‬ىنا قاعة الصبلة "‪ ،‬لكننا دل نتمكن من معرفة تاريخ‬
‫‪136‬‬
‫لكن مكاف الباب ما زاؿ على‬ ‫النقش ‪ .‬يبلحظ أيضان أف اعبدار اعبنويب مدمر جزئيان ( ٌ‬
‫حالو)‪ ،‬كما أنو غَت مضاعف كما ىو حاؿ جدار اعبامع الكبَت ‪‬؛ أم ال يبكن بناء ؿبراب‬
‫ضمن ظباكتو‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬ظبحت إعادة بناء اعبدار باستيداـ اغبجارة غَت متقنة النحت‬
‫ببناء ؿبراب على شكل كوة مسقوفة بقبة ربع كركية‪ ،‬كقد مت تلبيسو بتلبيسة اعبص ذاهتا اليت‬
‫استيدمت لتلبيس كامل جدراف اعبامع الداخلية‪ .‬تتميز ىذه التلبيسة‪ ،‬اؼبشوبة ببعض‬
‫حبيبات البازلت‪ ،‬بنعومتها كخبلوىا من الكسر اػبزفية‪.‬‬
‫يشكل الربج ‪ V‬جزءان من خط الدفاع الركماشل اػباص دبنطقة جنوب اللجاة‪ ،‬كيبكن سبييزه‬
‫بسهولة ضمن اؼبشهد الطبيعي‪ ،‬إذ إنو معزكؿ ضمن حيز مفتوح كسط القرية‪ .‬طرأت على‬

‫‪366‬‬
‫اؼببٌت عدة تعديبلت منذ بداية القرف‪ ،‬كيبلحظ اليوـ بأنو مدمج داخل ساحة كبَتة‬
‫(‪62×87‬ـ) وبدىا سور مبٍت من اغبجارة اؼبصفوفة دكف مبلط‪ .‬يضم الربج بابان بازلتيان‬
‫مفتوحان على الطريق الرئيسية اعبنوبية‪ ،‬بينما زبًتؽ الطريق الرئيسية الثانية كل القسم الشمارل‬
‫للساحة‪ .‬عيثًر داخل الربج على ثبلثة نقوش يونانية ظبحت بإرجاعو إذل النصف الثاشل من‬
‫يبق منها إال النقش‬ ‫القرف الثاشل اؼبيبلدم‪ ،‬لكن اختفى نقشاف من ىذه النقوش الثبلث‪ ،‬كدل ى‬
‫اؼبوجود على قطعة اؼبذبح اؼبعاد استيدامها كحجر داعم يف ـبرج القوس اؼبركزم‪ .137‬يبثل‬
‫أحد النقشُت الضائعُت تكريسان إذل اإلمرباطور الركماشل ماركيوس أكريليوس ‪(Marcus‬‬
‫)‪ ،Aurelius‬كقد كاف موجودان أعلى اعبدار الشمارل‪ ،138‬بينما يأيت النقش الثاشل (الذم‬
‫كاف موجودان داخل كاحدة من عضادات الباب الرئيسي الغريب‪ )139‬على ذكر الفرقة الركمانية‬
‫الثالثة الغالية (‪ (Gallica‬قبل العاـ ‪175‬ـ‪.‬‬
‫يف اغبقيقة‪ ،‬كاف اختفاء النقشُت ‪ 16-‬ك ‪ 18-‬نتيجة طبيعية لصرعات القبائل البدكية‬
‫اؼبستمرة بُت العامُت ‪ ،1920-1914‬تلك الصراعات اليت أدت أيضان إذل تغيَت مظهر‬
‫تغَت مظهر الواجهة‬ ‫الربج بعد أف هت ٌدمت كاجهتو الرئيسية الشرقية بالكامل‪ .‬كذلك األمر‪ٌ ،‬‬
‫الشمالية كاختفى النقش ‪ 17-‬الذم يشَت إذل ترميم الربج يف عهد القيصر أنطونينوس‬
‫(‪ .)Caessar Antoninus‬لؤلسف‪ ،‬كاف ىذا النقش موجودان يف مكاف مرتفع نوعان‬
‫ما‪ ،‬كبالتارل دل يتمكن بتلر من الوصوؿ إليو ليقوـ بنسيو‪ .‬ييشاىد على الواجهة الشرقية باب‬
‫بساكف مزخرؼ‪ 140‬كنافذة دبصراع تقع على ؿبور الباب يف الطابق العلوم‪ .‬دل تتغَت مساحة‬
‫اؼببٌت على الرغم من التعديبلت اليت طرأت عليو‪ ،‬كما أف جدرانو ؿبفوظة على ارتفاع‬
‫مدماكُت على األقل يف قسمو الشرقي كعلى ارتفاع ‪3‬ـ (أم ما يعادؿ ستة مداميك) يف‬
‫الواجهات األخرل اؼبستندة على قاعدة تتيطى حدكدىا كامل ؿبيط اؼببٌت ‪ .‬تتألف جدراف‬
‫الربج (اليت نعتربىا أصليةن) من ستة مداميك من اغبجارة اؼبستطيلة اؼبلساء كاؼبتقنة النحت‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬مت استئناؼ بناء اعبدراف ‪-‬يف األقساـ اليت طرأت عليها إصبلحات ‪ -‬باستيداـ‬
‫مدماؾ من حجارة منحوتة بشكل بسيط تبلغ ظباكتها ‪ 20‬إذل ‪ 30‬سم‪ ،‬مث مدماكُت من‬
‫اغبجارة اؼبستطيلة‪ ،‬تبلىا بعد ذلك (على ارتفاع ذباكز الػ ‪2.5‬ـ) عدة مداميك من اغبجارة‬

‫‪367‬‬
‫سيئة النحت اؼبصفوفة بشكل عشوائي؛ كأخَتان مدماؾ أك مدماكُت من اغبجارة اؼبصفوفة‬
‫بطريقة "الدانتيل"‪.‬‬
‫فترات استيطان حي البرج‪:‬‬
‫تشهد اللقى اػبزفية اؼبكتشفة داخل سور حي الربج (ما يعادؿ ‪ %50‬من اللقى) على‬
‫حصوؿ استيطاف مكثف يف الفًتات القديبة‪ ،‬فبا يؤكد صحة األدلة اؼبعمارية كمعطيات‬
‫النقوش‪.‬‬
‫يتألف اغبي من أربع جزر سكنية طرأت عليها تعديبلت خبلؿ الفًتة اإلسبلمية‪ :‬إضافة‬
‫قاعات منيفضة إذل اؼبساكن كأسوار إذل األفنية‪ ،‬كالوصل بُت اؼبساكن‪ .‬طرأت تعديبلت‬
‫أخرل يف القرف العشرين‪ ،‬سبثلت بدكرىا ببناء عدد قليل جدان من اؼبباشل اليت يبكن التعرؼ‬
‫عليها بسهولة من خبلؿ انتظاـ كتلها اغبجرية اؼبصنوعة آليان‪.‬‬
‫ج‪ -‬حي الجامع الرئيسي ‪‬‬
‫(اللوحة ‪ 14‬ك‪)17‬‬
‫يشكل الصدع اغبدكد الشمالية غبي اعبامع‪ ،‬كقد سانبت جدراف اؼبساكن اػبارجية اؼبتبلصقة‬
‫يف مضاعفة سوره اؼبوجود أصبلن‪ ،‬مش ٌكلة بذلك نظامان دفاعيان مشل أيضان اغبي الشرقي كاستمر‬
‫بعده على طوؿ القرية‪ .‬غربان‪ ،‬وبد اغبي زقاؽ مت إغبلؽ طرفاه باستيداـ بابُت بازلتيُت وبمل‬
‫ساكف الشمارل منهما‪ ،‬أم ذلك اؼبفضي إذل خارج القرية‪ ،‬زخرفة أكاليل الغار كنقش‬
‫يوناشل‪ .141‬يبلحظ كجود حجارة ربط تربط جدار السور بعضاديت الباب يف ىذا اؼبكاف‪،‬‬
‫لكن من الصعب التأكد يف ما لو كاف ساكف الباب اؼبزخرؼ موجود يف مكانو األصلي أـ‬
‫ال‪ .‬بدكره‪ ،‬يشكل اػباف (‪ ،)V‬اؼبشيد على حدكد الصدع اعبنويب للهضبة‪ ،‬حدكد اغبي‬
‫اعبنوبية‪ .‬يتيذ اغبي شكبلن مستطيبلن (‪170×130‬ـ) تبلغ مساحتو الػ ‪1300‬ـ‪ ،2‬بينما‬
‫تبلغ مساحة حيٌزه اؼبشيٌد ‪ 7777‬ـ‪ ،2‬أم ما يعادؿ ‪ %60‬من مساحتو الكلية ‪.142‬‬
‫المساكن‬
‫يتألف حي اعبامع من قسمُت ـبتلفُت مورفولوجيان دبا يتوافق مع كظائفهما اؼبيتلفة‪ ،‬إذ ال‬
‫نشاىد يف قسم اغبي الشمارل إال اؼبساكن‪ ،‬بينما ال نشاىد يف قسمو اعبنويب إال مبنياف‬

‫‪368‬‬
‫عاماف؛ كيفصل بُت ىذين القسمُت الشارع الرئيسي الذم يأخذ ؿبوره االذباه شرؽ‪-‬غرب‪.‬‬
‫نستطيع القوؿ إف تنظيم اغبي على ىذا النحو مت يف القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم‪.‬‬
‫قسم إذل جزيرتُت من اؼبساكن اؼبتوسطة اغبجم‬ ‫يعج القسم الشمارل باؼبباشل‪ ،‬كيبلحظ أنو يم ٌ‬
‫اليت ال يبكن الدخوؿ إليها إال عرب بابُت يف ؿبيط اغبي‪ .‬يقع الباب األكؿ جانب سور‬
‫اؼبسكن ‪ 9‬كىو مفتوح على ردب ( زقاؽ مسدكد) ييشاىد يف بدايتو مصطبة مت إسنادىا على‬
‫جدار فناء اؼبسكن من جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية على اعبدار الذم يشكل حدكد اغبي؛ بينما‬
‫ينفتح الباب الثاشل على اؼبدخل اؼبفضي إذل الطريق اليت ربد اغبي غربان‪ .‬ىب ٌدـ الردب السابق‬
‫ثبلثة مساكن فقط (‪ 10‬ك‪ 11‬ك‪ )12‬من أصل تسعة عشر مسكنان‪ ،‬كييبلحظ أنو يبتد على‬
‫شكل درج على مستول اؼبسكن ‪ ،24‬لينتهي أخَتان عند الطريق احمليطية الشمالية‪ .‬يقع‬
‫اؼبسكناف ‪ 22 ،21‬يف ؿبيط اغبي الشمارل الذم يضم ثبلثة أبواب صغَتة بارتفاع ‪ 60‬سم‪،‬‬
‫تنفتح بدكرىا على الطريق اػبارجية الشمالية‪ .‬تتصل قاعات اؼبسكنُت باؼبساكن ‪ 32‬ك‪17‬‬
‫ك‪ 14‬ك‪ ،24‬مؤمنة بذلك اتصاؿ ىذه اؼبساكن مع داخل اعبزيرة السكنية‪ .‬كما ذكرنا‬
‫سابقان‪ ،‬ال يضم قسم اغبي اعبنويب إال مبنياف عاماف يربط بينهما جدار‪ :‬اعبامع ‪ ‬الذم‬
‫مبٌت آخر ‪ V‬ردبا ىو خاف‪.‬‬
‫تتقدمو الساحة ككذلك ن‬
‫شوىدت أربع مصاطب‪ :‬مصطبتاف تابعتاف للمسكنُت ‪ 9‬ك‪ 13‬تقعاف خارج السور‪،‬‬
‫كمصطبتاف تابعتاف للمسكنُت ‪ 12‬ك‪ 17‬تستنداف على الواجهة داخل الفناء‪.‬‬
‫يتم تزكيد اغبي باؼبياه من أربعة خزانات‪ ،‬يقع األكؿ على بعد ‪5‬ـ من الواجهة اػبلفية‬
‫للمسكن ‪ 21‬مشاالن خارج القرية (اللوحة ‪ ،)1‬كيقع الثاشل يف بداية الردب اؼبي ٌدـ للمسكن‬
‫‪ ،13‬بينما يشاىد اػبزاف الثالث داخل اؼبمر الذم ىبًتؽ اؼبسكن ‪24‬؛ أما اػبزاف الرابع‬
‫كاألخَت فإنو موجود داخل سور فناء اعبامع‪.‬‬
‫تيشاىد يف اؼبسكن ‪ 17‬قناتا مياه سبراف عرب جدار كاجهة القاعة العالية كتصباف يف و‬
‫مشاؾ‬
‫زاكيٌة في ِّسرت على أهنا مراحيض‪ .‬يف اغبقيقة‪ ،‬يش ٌكل ىذا اؼبسكن حالة خاصة‪ ،‬إذ إنو يضم‬
‫مصطبة مستندة على الواجهة كليس من اؼبعقوؿ أف يتم تصريف الفضبلت باذباه مكاف‬
‫ييستيدـ الستقباؿ الضيوؼ‪ .‬بناءن عليو‪ ،‬يبكننا االفًتاض بأف تشييد اؼبصطبة مت يف كقت‬

‫‪369‬‬
‫الحق إلعداد الًتتيبات اؼبائية كأف تلك اؼبشاكي دل تعد تستيدـ كمراحيض‪ ،‬ىذا يف ما لو‬
‫استيدمت أساسان كمراحيض يومان ما‪.‬‬
‫ييشاىد فوؽ كاجهة إحدل القاعات الرئيسية يف اؼبسكن ‪ 14‬طنف متقن النحت أيعيد‬
‫استيدامو فوؽ الباب‪ ،‬كما ييشاىد طنفاف آخراف بأفاريز مدؾباف داخل الواجهة‪.143‬‬
‫يس ٌجل كجود ثبلثة نقوش متعاصرة تعود إذل الفًتات الركمانية‪ .‬يحفر نقش آخر على ساكف‬
‫يف اؼبسكن‪ ،144 17‬لكن يصعب علينا ربديد يف ما إذا كاف ىذا النقش اليوناشل (العائد إذل‬
‫الفًتة الركمانية اؼبتأخرة) موجودان يف مكانو األصلي أك أنو معاد استيدامو‪ .‬ييشاىد أيضان‬
‫نقشاف آخراف مدىوناف باألبيض فوؽ ساكفُت يف اؼبسكن ‪ 7‬يعوداف إذل القرف العشرين‪.‬‬
‫وبمل ساكف الباب اؼبفتوح على الفناء نقشان يذكر قبيلة كلب‪145‬ككذلك زخرفة ال يبدك أهنا‬
‫موجودة يف مكاهنا األصلي‪ ،‬إذ إف أفاريزىا مقطوعة‪ .146‬تيشاىد الزخرفة ذاهتا على ساكف‬
‫باب كاجهة اؼبسكن ‪ ،24‬لكنها ىنا موجودة يف مكاهنا األصلي‪ ،‬على عكس الزخرفة اؼبعاد‬
‫استيدامها على اعبدار الداخلي للقاعة ‪ 5‬يف اؼبسكن ذاتو‪.147‬‬
‫المباني العامة‪ :‬الجامع ‪ ‬والخان ‪V‬‬
‫وبيط باعبامع ‪ ‬ساحة منظمة (‪ 30×42‬ـ) مت تسويرىا جبدار مبٍت من حجارة سيئة‬
‫النحت‪ ،‬يتيللو باب يقع على ؿبور الصرح ذاتو (اللوحة ‪ 13‬أ ك د)‪ .‬ييبلحظ أف الساحة‪،‬‬
‫اليت تضم قسمان مستويان من الصيرة‪ ،‬غَت مبلطة‪ .‬يشاىد يف الزاكية الشمالية الغربية للساحة‬
‫مصطبة بارتفاع ‪0.50‬ـ مت إسنادىا على السور‪ ،‬بينما ييشاىد يف جانبها الشرقي خزاف‬
‫ربوؿ‬
‫يغذم اغبي كاػباف باؼبياه (اللوحة ‪ 13‬ب)‪ .‬كاف اؼببٌت األصلي مؤلفان من ثبلثة أقساـ‪ٌ ،‬‬
‫القسم اؼبركزم منها إذل جامع‪ .‬شرقي اعبامع‪ ،‬يشيٌدت قاعة عالية (‪7×5‬ـ) بواجهة مًتاجعة‬
‫عن الواجهة الرئيسية‪ .‬تضم ىذه القاعة قوسان بيٍت على امتداد صف األقواس اعبنوبية للجامع‬
‫كوات منيفضة‪ .‬أيغبقت باعبامع قاعة عالية أخرل مستطيلة كضيقة‬ ‫اؼبرتبطة معو عرب ثبلث ٌ‬
‫(‪4×12‬ـ) مت إسنادىا على جداره الغريب الذم يضم بابُت (مسدكدين حاليان)‪ .‬يف الواقع‪،‬‬
‫ليس ىناؾ أم جدار يغلق اؼبثلث السابق من جهة اعبنوب‪ ،‬كيبلحظ أف القاعة مفتوحة على‬
‫الفناء عرب قوس ما زاؿ ؿبفوظان يف مكانو‪ .‬وبتل اؼببٌت الديٍت حيزان بطوؿ ‪ 12.5‬ـ‪ ،‬متٌ تقسيمو‬
‫إذل أربع معازب بواسطة ثبلثة صفوؼ من األقواس‪ .‬يتألف كل صف من ىذه األقواس من‬

‫‪370‬‬
‫قوسُت يتجو ؿبورنبا باذباه شرؽ‪-‬غرب‪ ،‬كىي مستندة على أعمدة مؤلفة من كتلتُت أك ثبلث‬
‫كتل حجرية أسطوانية منحوتة بإتقاف كمتوجة بتيجاف بسيطة‪ .‬ييبلحظ أف القوس الشمارل‬
‫منهار كليان كقد اهنار معو جزء من السقف‪ .‬يشيٌد جدار آخر خارجي كمت إسناده على اعبدار‬
‫اعبنويب‪ ،‬فبا ظبح ببناء ؿبراب على شكل مشكاة بقبة ربع كركية ملبسة بتلبيسة بيضاء‪.‬‬
‫ييشاىد يف الزاكية اعبنوبية الغربية من اعبامع آثار درج خارجي‪ ،‬كاف يستيدـ للوصوؿ إذل‬
‫السطح حبسب اعتقادنا‪ .‬دل نشاىد أم بناء متشارؾ مع اعبامع جبدار قد يتوافق مع منارة‪،‬‬
‫لكن الدرج كاف يقود حتمان إذل السطح هبدؼ الوصوؿ إذل اؼبنارة حيث كاف ينادم اؼبؤذف‬
‫للصبلة‪.‬‬
‫يشبو جامع قرية اؼبسيكة اعبامع اؼبوجود ضمن ذبمع جبل سايس غريب جبل العرب على‬
‫الرغم من صغر حجم ىذا األخَت (‪10×9‬ـ) ‪ .148‬يف الواقع‪ ،‬يضم جامع السايس عناصر‬
‫معمارية (قوسُت كعمود مركزم على ؿبور احملراب) متوضعة كفق الًتتيب ذاتو اؼبشاىد يف‬
‫جامع اؼبسيكة‪ ،‬إال إف التقنية اؼبستيدمة يف بنائو ـبتلفة عن تلك اؼبستيدمة يف بناء جامع‬
‫اؼبسيكة‪ :‬جدرانو مبنية من اآلجر الغشيم فوؽ قاعدة مؤلفة من أربعة مداميك من الكتل‬
‫اغبجرية البازلتية‪ ،‬كما أف أبوابو حجرية‪ .‬نيشاىد مثل ىذا اؼبيطط‪ ،‬اؼبًتافق مع صف من‬
‫اغببلبات‬
‫األعمدة اؼبتوسطة اغبجم إلسناد السقف‪ ،‬يف جوامع قرل أخرل يف اؼبنطقة‪ :‬قصر ٌ‬
‫كأـ الوليد كخاف الزبيب كخربة اؼبنيا( يف األردف) ككذلك يف اعبوامع الصغَتة اؼبوجودة يف‬
‫منطقة ضباة‪ .149‬على الرغم من أف اعبوامع اليت ذكرناىا توان تعود كلها إذل الفًتة األموية‪ ،‬إال‬
‫أننا ال نستطيع االعتماد على ىذا اؼبيطط ؼبعرفة تاريخ جامع اؼبسيكة‪ ،‬فقد استمر تبنيو‬
‫لعدة قركف بعد ظهوره‪.‬‬
‫يشيٌد اػباف ‪ V‬على عمق ‪ 3‬ـ أسفل ىضبة القرية‪ ،‬حبيث ش ٌكل قسمو الشمارل خاصرة‬
‫مقلع للحجارة (اللوحة ‪ .)2‬يضم ىذا اؼببٌت (‪27×21.5‬ـ) فناءين مطلُت على مسكن‬
‫يضم بدكره قاعة عالية كبَتة مستطيلة بقوسُت كقاعتُت منيفضتُت بطابقُت علويُت؛ إال إف‬
‫أبعاد ىذه القاعات أكرب من أبعاد القاعات اػباصة باؼبساكن اؼبشاىدة سابقان‪.150‬‬
‫يقع اؼببٌت خارج سور القرية لكنو يتشارؾ مع اعبامع الرئيسي ‪ ‬جبدار ‪ ،‬فبا ٌ‬
‫سهل تزكيده‬
‫باؼبياه من اػبزاف الكبَت اؼبوجود يف اعبامع‪ .‬ييعترب ىذا اؼببٌت أيضان اؼببٌت الوحيد الذم يضم‬

‫‪371‬‬
‫فناءين متبلصقُت يفصل بينهما جدار مبٍت من مداميك من اغبجارة سيئة النحت‪ ،‬كما إنو‬
‫ؿبصن طبيعيان بفضل موقعو اؼبنيفض أسفل ىضبة القرية (فبا ساىم يف حجبو عن األنظار)‪.‬‬
‫تنتهي الطريق القادمة من إزرع إذل القرية عند ىذا اؼببٌت‪ ،‬دكف أف ننسى طبعان بأف قوافل‬
‫اغبج كانت سبر عرب إزرع اليت تعترب كاحدة من ؿبطات اسًتاحة اغبجاج على الطريق اؼبتجهة‬
‫إذل مكة (كما ىو مذكور يف النصوص العربية العائدة إذل الفًتتُت الفاطمية كالسلجوقية)‪.151‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬تأثرت طرؽ اؼبواصبلت الغريبة يف سهل البثنية بشدة نتيجة االضطرابات اليت‬
‫حصلت خبلؿ الفًتة السلجوقية‪ ،‬إال إف تشييد اػباف يف إزرع يف العاـ ‪1142‬ـ يشَت إذل‬
‫عودة نشاط ىذه الطريق اؼبمتدة على طوؿ اللجاة‪.152‬‬
‫دفعتنا عدة أمور إذل اعتبار ىذا اؼببٌت خانان‪ :‬ـبططو اؼبميز اؼبيتلف عن ـبططات العمارة‬
‫السكنية لقرية اؼبسيكة‪ ،‬كموقعو على طريق مركر القوافل خارج القرية‪ ،‬باإلضافة إذل ارتباطو‬
‫باعبامع الرئيسي‪ ،‬ككذلك مكانو احملصن طبيعيان‪.‬‬
‫تحديد فترات استيطان حي الجامع الرئيسي ‪‬‬
‫تغطي اللقى اػبزفية اؼبكتشفة يف ىذا اغبي كل الفًتات اؼبمتدة من القرف الثالث إذل القرف‬
‫الرابع عشر اؼبيبلدم‪ :‬دبا فيها القرنُت الثامن كالتاسع اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫تبُت من خبلؿ تنقيب القاعة ‪ 6‬يف اؼبسكن ‪ 2‬بأهنا تأسست يف منتصف القرف الرابع‬
‫اؼبيبلدم كاستمر استيطاهنا خبلؿ الفًتة البيزنطية‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬شهد اؼبسكن فًتة انقطاع يف‬
‫بداية الفًتات اإلسبلمية‪ ،‬مث مت استيطانو من جديد خبلؿ اغبقبتُت األيوبية كاؼبملوكية‪ .‬فضبلن‬
‫عن ذلك‪ ،‬عثرنا (خبلؿ عملية اؼبسح) على بعض الكسر العائدة إذل الفًتة األموية‪.‬‬
‫من احملتمل أف يكوف السور اػبارجي للمسكن ‪( 8‬اؼبتشارؾ مع اؼبسكن ‪ 2‬باعبدار) معاصران‬
‫لو ككذلك حاؿ بعض قاعاتو‪ .‬يف الواقع‪ ،‬تش ٌكل كاجهات كأسوار أفنية اؼبساكن ‪ 14‬ك‪15‬‬
‫ك‪ 16‬امتدادان للحدكد اعبنوبية ؽبذا اغبي السكٍت‪ ،‬علمان بأف اؼبسكنُت ‪ 15‬ك‪ 16‬غَت‬
‫متصلُت مع بعضهما البعض‪ ،‬كما أننا دل نعثر فيهما على أم أثر الستيطاف ؿبتمل خبلؿ‬
‫هبو دبصطبة‬
‫الفًتة اإلسبلمية‪ .‬بدكره‪ ،‬خضع اؼبسكن ‪ 14‬لبعض التعديبلت‪ ،‬إذ أغبق بو ه‬
‫ينفتح على قاعة عالية مستطيلة بدعامة‪ .‬بينيت جدراف ىذا اؼبسكن باستيداـ مداميك من‬
‫اغبجارة سيئة النحت‪ ،‬إال إف سقفو مدعوـ بقوس مبٍت من اغبجارة اؼبتقنة النحت‪ ،‬كيبلحظ‬

‫‪372‬‬
‫أف قسمو الشمارل متصل باؼبسكن ‪ .21‬يشكل قسم من قاعات اؼبساكن ‪ 6‬ك‪ 17‬ك‪21‬‬
‫ك‪ 22‬ك‪( 24‬اؼببنية باستيداـ تقنيات خاصة بالفًتة القديبة) اغبدكد الشمالية للحي‪.‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬ىناؾ عدد ال بأس بو من القاعات اؼبيتلفة اليت يشَت بناؤىا إذل طور استيطاشل‬
‫يعود إذل الفًتة اإلسبلمية‪ .‬يبلغ عدد ىذه القاعات ‪ 43‬قاعة (قاعات عالية بعمود داعم ال‬
‫سبع منها يف الوصل بُت اؼبساكن‪.‬‬‫يرافقها طابق علوم كقاعات منيفضة كردىات) سانبت ه‬
‫ظبح تكثيف البناء ىذا بتحويل اؼبساكن القديبة إذل مساكن متشاركة باعبدراف كمزكدة بأفنية‪.‬‬
‫تعود أسوار اؼبساكن ‪ 14‬ك‪ 15‬ك‪ ( 16‬اليت سانبت يف مضاعفة سور فناء موجود سابقان)‬
‫إذل الفًتة اإلسبلمية على ما يبدك‪ ،‬كقد استند عليها السور اعبنويب غبدكد اغبي اؼبزكد بأبواب‬
‫ك زعارير‪.‬‬
‫د‪-‬الحي الشرقي (اللوحة ‪ 14‬و‪)20‬‬
‫تبلغ مساحة ىذا اغبي الذم يشكل الطرؼ الشرقي للقرية‪5026 :‬ـ‪ ،2‬كتبلغ مساحة‬
‫اؼبنطقة اؼبشيدة فيو ‪2689‬ـ‪ ،2‬أم أكثر بقليل من نصف مساحتو الكلية (‪ .)%53‬يضم‬
‫اغبي ستة مساكن كجامع صغَت ‪ ،‬كتشغل شبكة الطرؽ كالساحة العامة مساحتو اؼبتبقية‪.‬‬
‫يبق منو إال عتبة بزعركرين (اللوحة‬
‫يبكن الدخوؿ إذل اؼبنطقة من اعبنوب عرب باب بازليت دل ى‬
‫‪ ،)18‬كقد عيثر على مصراعيو (اؼبكسورين إذل عدة أجزاء) على بعد عدة أمتار منو‪.‬‬
‫وبد اغبي من ناحية الشرؽ سور ؿبفوظ على ارتفاع ‪3.5‬ـ‪ :‬تتألف قاعدتو من ثبلثة‬
‫مداميك‪ ،‬مدماكُت من اغبجارة البسيطة اؼبتعامدة كمدماؾ من الكتل اغبجرية اؼبستطيلة اليت‬
‫تبلغ ظباكتها ‪0.15‬ـ فقط‪ .‬يرفع جدار السور بعد ذلك باستيداـ مداميك مًتاصة من‬
‫حجارة متقنة النحت‪ ،‬يًتاكح ارتفاعها بُت ‪ 0.30‬إذل ‪ 0.40‬ـ‪ .‬أعيد استيداـ ىذا السور‬
‫يف ما بعد كحدكد للمسكن ‪ ،5‬كييشاىد يف طرفو الشرقي باب مفتوح إذل خارج اؼبوقع‬
‫(اللوحة‪ )1‬باذباه اػبزاف كباذباه مساحات أخرل كبَتة كمسورة؛ ردبا ىي ـبصصة للرعي‪.‬‬
‫تنتهي حدكد اغبي الشمالية عند منحدر أرضي يتيذ شكل نصف دائرة أماـ اعبامع ‪،‬‬
‫بينما يستمر على شكل صدع على كامل اغبدكد الشمالية للقرية‪.‬‬
‫المساكن‬

‫‪373‬‬
‫تتوزع اؼبساكن على جزيرتُت‪ :‬جنوبية (اؼبساكن ‪ 3‬ك‪4‬ك ‪ )5‬كمشالية (اؼبساكن ‪ 1‬ك‪ 56‬ك‪57‬‬
‫كاعبامع ‪ ،) ‬يفصلهما حيز فارغ يبكن اعتباره ساحة عامة‪.‬‬
‫يشاىد يف ىذا اغبي طبس مصاطب خاصة كمصطبتاف عامتاف‪ .‬تستند اثنتاف من اؼبصاطب‬
‫اػباصة على سورم فناءم اؼبسكنُت ‪ 4‬ك‪ ، 57‬كيبلحظ أهنما مبلطتاف‪ .‬تشاىد اؼبصاطب‬
‫الثبلث األخرل داخل أفنية اؼبساكن ‪ 56‬ك‪ 57‬ك‪ ،1‬إذ تستند األكذل على جدار كاجهة‬
‫اؼبسكن (‪ )57‬كتقع الثانية يف قلب الفناء (‪ .) 56‬يف اؼبقابل‪ ،‬تستند مصطبة اؼبسكن‪ 1‬على‬
‫تبُت (إثر تنقيبها) بأهنا شهدت استيطانان ترٌكز بُت القرنُت الثاشل عشر‬
‫جدار القاعة ‪ 17‬اليت ٌ‬
‫كاػبامس عشر اؼبيبلديُت‪ .‬يشَت مكاف كجود اؼبصطبة إذل أهنا معاصرة لبناء القاعة ‪ 17‬أك‬
‫أهنا الحقة ؽبا‪ .‬تظهر اؼبصطبتاف العامتاف بدكرنبا على شكل منصتُت مرتفعتُت مت تشييد‬
‫اعبامع ‪ ‬فوقهما‪ ،‬كيبلحظ أهنما سبيبلف دبقدار ‪1.20‬إذل ‪1.5‬ـ تقريبان عن شبكة الطرؽ‪.‬‬
‫دل يسجل كجود أم خزاف داخل اغبي باؼبعٌت اغبريف للكلمة‪ ،‬لكن مت العثور على خزاف على‬
‫بعد ثبلثُت مًتان شرقان خارج اغبي (يبكن استيدامو لتزكيد مساكن اغبي باؼبياه)‪ ،‬كما مت‬
‫العثور على بئر ما زالت صاغبة لبلستيداـ جنويب ىذا اغبي‪.‬‬
‫دل تيشاىد إال زخرفة كاحدة فقط (عائدة إذل الفًتة القديبة) على ساكف قاعة يف اؼبسكن‪:1‬‬
‫إكليبل غار يؤطراف زخرفة مركزية‪ .153‬يبدك أف ىذه الزخرفة موجودة يف مكاهنا األصلي‪.‬‬
‫يبلغ عدد النقوش اؼبكتشفة يف اغبي أربعة نقوش تعود كلها إذل منتصف القرف العشرين‪ ،‬كقد‬
‫مت دىن تلك اؼبوجودة على سواكف كعلى عضادات اؼبساكن ‪ 1‬ك‪ 3‬ك‪ 5‬باللوف األبيض‬
‫‪ .154‬اقتصرت النقوش على ذكر أظباء‪ ،‬يرافقها تأريخ ىجرم أحيانان‪ :‬بينها أظباء ألفراد من‬
‫قبيلة كلب اليت تنقلت بُت الفرات كاعبوالف بُت العامُت ‪.1960-1950‬‬
‫المباني العامة‬
‫يظهر ـبطط اعبامع ‪( ‬اؼببٍت فوؽ مصطبة بارتفاع ‪1.5‬ـ فوؽ شبكة الطرؽ) على شكل‬
‫مستطيل تبلغ أبعاده ‪8×10.5‬ـ‪ .‬بٍت سقف اعبامع من ببلطات أيسندت على قوس‬
‫متوسط كعلى أطناؼ سيئة النحت مصفوفة يف قمم اعبدراف كالقوس‪ ،‬كما مت إدماج درج‬
‫داخل جدار الواجهة الشمالية بشكل مائل عن الباب (اللوحة ‪ 13‬جػ)‪ .‬ييبلحظ كجود‬
‫تعديبلت طرأت على اعبامع‪ ،‬لكن ال يبكن ربديد تاريخ تنفيذىا‪ .‬يف البداية‪ ،‬يشيٌد احملراب‬

‫‪374‬‬
‫بعد أف مت انتزاع جزء من جدار اعبامع اعبنويب‪ ،‬كيبكن مشاىدة اعبدار اؼبضاعف كحشوتو‬
‫على الرغم من تلبيسو بطبقة من التلبيس البيضاء‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬متٌ تدعيم القوس بوضع كومة‬
‫من الركاـ مقابل طرفو الغريب‪ ،‬كما مت بناء صف من اؼبشاكي داخل اعبدار اعبنويب‪ .‬كاف‬
‫اؼببٌت يضم ثبلثة أبواب يف طوره األصلي‪ ،‬لكن مت سد بايب الواجهة الغربية عند هناية اؼبمرين‬
‫اؼبقوسُت؛ كما مت بناء جدار آخر من مداميك عشوائية من اغبجارة‪ ،‬أي ٍسند بدكره على‬
‫الواجهة الغربية هبدؼ تدعيمها دكف شك‪ .‬تشبو اغبجارة اؼبستيدمة يف البناء عند ربويلو إذل‬
‫جامع تلك اؼبستيدمة يف بناء قاعة اؼبطبخ (يف اؼبسكن‪ )1‬اؼبؤرخ ؽبا بُت القرنُت الثاشل عشر‬
‫كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪ ،‬لكننا ال مبلك أم دليل آخر يبكن أف يشَت إذل تاريخ ىذا اعبامع‪.‬‬
‫تحديد فترات استيطان الحي الشرقي‪:‬‬
‫يبدك أف ثبلث ؾبموعات من قاعات اؼبسكن ‪ 1‬تعود إذل طور بنائو األكؿ‪ ،‬ككذلك قسم من‬
‫اؼبسكنُت ‪ 3‬ك‪ 5‬اؼبرتبطُت جبدار السور‪.‬‬
‫يعود اؼبسكناف ‪ 56‬ك‪ 57‬دبصطبتيهما‪ ،‬ككذلك اؼببٌت الذم ربوؿ إذل جامع‪ ،‬إذل طور الحق‬
‫إسبلمي‪ .‬تغطي اللقى اػبزفية اؼبكتشفة يف اغبي اغبقبتُت القديبة كاإلسبلمية‪ ،‬إال إف العينات‬
‫اؼبتعلقة باعبامع قليلة جدان لدرجة أنو ال يبكن االعتماد عليها لتأرىبو‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬عيثر يف‬
‫أماكن أخرل من اغبي على عدد كبَت من اللقى اليت تشَت إذل حصوؿ استيطاف مكثف بُت‬
‫القرنُت اغبادم عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫د‪ -‬خصائص العمران‪:‬‬
‫أطوار استيطان القرية‬
‫‪-1‬االستيطان القديم (اللوحة ‪)19‬‬
‫تتميز الفًتة القديبة ببناء اؼبباشل العامة كالدفاعية كالدينية كمباشل اغبراسة اليت يبكن أف نؤرخ‬
‫ؽبا كلها يف الفًتة الركمانية أك الفًتة البيزنطية‪ ،‬لكن دكف التمييز بُت اغبقبتُت‪ .‬بناءن عليو‪،‬‬
‫سنق ٌدـ اؼبساكن اؼبشي ٌدة قبل اإلسبلـ على أهنا عائدة إذل "الفًتة القديبة" كمصطلح عاـ‪.‬‬
‫تتكوف ىذه اؼبساكن من أربع قاعات‪ :‬قاعة مستطيلة عالية بقوس (يبلغ ارتفاعها ‪4‬ـ)‬
‫كقاعتُت مستطيلتُت منتظمتُت ضمن طابقُت (يبلغ ارتفاع كل كاحدة منهما ‪2‬ـ) كقاعة رابعة‬
‫مستطيلة عالية كضيقة (بارتفاع ‪4‬ـ)‪.‬‬

‫‪375‬‬
‫أ‪-‬الفًتة الركمانية‬
‫كفقان ؼبا تؤكده اؼبذابح الثبلثة اؼبكتشفة يف اؼبوقع كاؼبؤرخ ؽبا يف األعواـ ‪ 133‬ك‪136‬ـ‪ ،‬مت‬
‫استيطاف اؼبوقع بدءان من النصف األكؿ للقرف الثاشل اؼبيبلدم‪ .‬تضم القرية برجان ركمانيان ٌأرخ لو‬
‫يف القرف الثاشل اؼبيبلدم كفقان لنقشيو (اؼبيتفيُت اليوـ)‪ ،‬فبا يدؿ على كجود حامية عسكرية‬
‫‪ .155‬مت تزكيد الربج ببابُت‪ :‬غريب ما زاؿ ؿبفوظان يف مكانو‪ ،‬كشرقي قاـ أفراد قبيلة غساف‬
‫بانتزاعو يف بداية القرف‪ .‬يف الواقع‪ ،‬تشكل اجملموعة اؼبؤلفة من اؼببٌت ‪ V‬كاؼبسكنُت ‪18‬‬
‫ك‪ 19‬ؾبموعة متجانسة مع الربج ‪ ،V‬كىي مشيدة حوؿ ساحة خالية من العمار ينيفض‬
‫مستواىا قليبلن عن باقي أجزاء القرية‪ .‬تضم اؼبباشل اؼبذكورة منافذ يف كاجهاهتا اؼبطلة على‬
‫الساحة‪ ،‬بينما زبلو كاجهاهتا األخرل من اؼبنافذ‪ ،‬فبا يدفعنا إذل االفًتاض بأنو مت بناء ىذه‬
‫اجملموعة "احملصنة" حوؿ الساحة كأكؿ مرحلة من مراحل تأسيس اؼبوقع‪.‬‬
‫ب‪-‬الفًتة البيزنطية‪:‬‬
‫على األرجح‪ ،‬مت يف ىذه الفًتة بناء اجمل ٌمع الرىباشل اؼبفًتض الذم ش ٌكل امتدادان للمنشآت‬
‫اجملمع من كنيسة (تضم زخرفتُت ملونتُت فوؽ‬ ‫الركمانية على حدكد اؽبضبة‪ .‬يتألف ىذا ٌ‬
‫يبق إال بعض آثارىا) كملحق كمسكنُت ( اؼبسكنُت ‪ 52‬ك‪ 51‬كما‬ ‫تلبيسة من اعبص دل ٌ‬
‫افًتضنا)‪ ،‬كوبيط بو سور يتيللو باب مفتوح باذباه الغرب؛ فبا ظبح بضم اؼبقربة الواقعة مشارل‬
‫القرية‪.‬‬
‫اضطلع القطب اؼبنتظم حوؿ الربج بوظيفة دفاعية خبلؿ الفًتة الركمانية (كما ىو مفًتض)‪،‬‬
‫لكنو ربوؿ إذل مركز ديٍت خبلؿ الفًتة البيزنطية كانتقل القطب الدفاعي باذباه الغرب‪ .‬أكدت‬
‫النتائج اليت حصلنا عليها‪ ،‬بفضل اللقى اػبزفية اؼبكتشفة خبلؿ تنقيب حي الكنيسة‪ ،‬بأف‬
‫ىذا اؼبكاف ( اؼبوجود يف الطرؼ الغريب من اؼبوقع) يشكل اؼبكاف التأسيسي للقرية‪.‬‬
‫من اؼبفًتض أف عشرين مسكنان من مساكن اؼبوقع ىي مساكن قديبة‪ .‬تتألف ىذه اؼبساكن‬
‫من ‪ 91‬قاعة مبنية‪ :‬إما من مداميك منتظمة من اغبجارة اؼبتقنة النحت‪ ،‬أكمن صفوؼ غَت‬
‫منتظمة من اغبجارة اؼبستطيلة‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬ظبحت دراسة حجارة الربط بإرجاع ؾبموعة‬
‫أخرل من القاعات إذل الفًتة القديبة أيضان‪ ،‬كىي قاعات مشيدة باستيداـ كتل حجرية سيئة‬

‫‪376‬‬
‫مباف أخرل يف فًتات‬ ‫النحت مت صفها بشكل عشوائي (‪ 89‬قاعة)‪ .‬أغبقت هبذه اؼبباشل و‬
‫صعب علينا معرفة حدكد األفنية اػباصة بكل مسكن‪.‬‬ ‫الحقة‪ ،‬فبا ٌ‬
‫تصور اؼبيطط العاـ للقرية يف الفًتة القديبة بأف اؼبساكن كانت مبعثرة‬
‫تبُت من خبلؿ إعادة ٌ‬‫ٌ‬
‫على كامل اؼبوقع‪ :‬يفصلها عن بعضها مساحات كاسعة خالية من العمار كاف يتم تسييجها‬
‫لتستيدـ كحظائر للحيوانات على ما يبدك‪ .‬كما ىو اغباؿ يف قرية الديٌاثة‪ ،‬دل نعثر على أم‬
‫أثر لفناء خاص باؼبساكن القديبة‪ .156‬ييشاىد ىذا النمط من اؼبساكن اؼببعثرة غَت اؼبًتاصة يف‬
‫موقعي داحس كسرجيبل القديبُت يف منطقة مشاؿ سورية‪ .157‬إذا ما سلٌمنا بالفرضية القائلة‬
‫إف االستيطاف القدصل كاف يتم على ىذا النحو‪ ،‬فيجب علينا التنويو إذل كجود طريقتُت‬
‫جمع اؼبباشل األضيم كاألكثر سبيٌزان مع بعضها البعض لتشكل ؾبموعة‬ ‫للتنظيم اؼبساحي‪ :‬إذ تت ٌ‬
‫دفاعية‪ ،‬بينما تتبعثر اؼبساكن على كامل مساحة اؽبضبة‪ .‬ال تسمح لنا نتائج الدراسات‬
‫األثرية اغبالية بافًتاض كجود سور كامل وبيط بالقرية (كما ىو حاؿ قرل سيع كشعارة كأـ‬
‫اعبماؿ)‪ ،‬كيف حاؿ حدكث ىجوـ من خارج القرية‪ ،‬ردبا كاف القركيوف يلجئوف إذل الساحة‬
‫الركمانية احملاطة باؼبباشل أك إذل اجملمع الرىباشل اؼبفًتض‪.‬‬

‫‪-2‬االستيطان اإلسالمي (اللوحة ‪)20‬‬


‫تتميز الفًتة اإلسبلمية بوجود ثبلثة مساجد‪ :‬اؼبسجد ‪ ‬كمسجدين آخرين‪ .‬بدكره‪ ،‬يتميز‬
‫اؼبسجد ‪ ‬دبساحتو الكبَتة كموقعو اؼبركزم داخل القرية‪ ،‬ككذلك بارتباطو بساحة تضم‬
‫مصطبة‪ ،‬ىذا فبا يدفعنا إذل اعتباره اؼبسجد الرئيسي‪ .‬شيٌد اؼبسجداف اآلخراف فوؽ مصطبتُت‬
‫مرتفعتُت كمبلطتُت ضمن النسيج القركم‪ ،‬كردبا كاف كل منهما خاصان باغبي التابع لو‪ .‬تبعد‬
‫ىذه اعبوامع عن بعضها بعدان كافيان‪ ،‬بالتارل ليس من اؼبستبعد أف يكوف لكل كاحد منها‬
‫منطقة نفوذ خاصة بو‪ ،‬كما إهنا كلها كانت و‬
‫مباف قديبة يف األصل؛ ىذا فبا فرض يف اثنُت‬
‫منها بناء جدار آخر كإسناده على اعبدار اعبنويب للتمكن من بناء احملراب‪ .‬دل يطرأ على‬
‫الكنيسة أم تعديل من ىذا النوع‪ ،‬لكن أفراد قبيلة غساف (اؼبتواجدكف يف القرية منذ بداية‬
‫القرف) ىم الذين تسببوا يف ما غبق هبا من دمار‪ .‬مازاؿ السؤاؿ اؼبتعلق باستيداـ ىذه‬

‫‪377‬‬
‫الكنيسة (كمكاف للعبادة أك يىرم أك إسطبل أك حىت ـبزف ‪ ،)....‬أك ىجرىا لعدة قركف‪،‬‬
‫مطركحان‪.‬‬
‫بٌت آخر‪ ،‬ردبا ىو ضبٌاـ أك مكاف لتنظيف‬ ‫يكتمل التنظيم االجتماعي ؽبذه القرية خباف كدب ن‬
‫األصواؼ كغسلها‪.‬‬
‫تبُت من خبلؿ أعماؿ التنقيب اليت طالت مسكنُت من مساكن القرية أف االستيطاف الذم‬
‫بدأ يف الفًتة البيزنطية استمر خبلؿ الفًتة األموية لكن بوتَتة أقل‪ ،‬إذ دل نعثر على اللقى‬
‫اػبزفية اؼبتعلقة هبا إال من خبلؿ عمليات التنقيب‪ .‬كذلك األمر‪،‬دل نعثر يف اؼبساكن إال على‬
‫بعض الدالئل اليت تشَت إذل استيطاهنا خبلؿ الفًتة العباسية‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬كاف ىناؾ فًتة‬
‫إعادة استيطاف للقرية بدءان من القرف اغبادم عشر "الفًتة الفاطمية"‪ ،‬كقد ازدادت كتَتتو‬
‫خبلؿ الفًتة السلجوقية‪ .‬الحظنا سيطرة اللقى اػبزفية كاؼبسكوكات اليت تعود إذل الفًتة‬
‫اؼبمتدة من القرف الثاشل عشر إذل القرف الرابع عشر اؼبيبلديُت‪ .‬مت العثور على ‪ % 66‬من‬
‫اللقى ضمن طبقات االستيطاف العائدة إذل القرنُت الثاشل عشر كالثالث عشر اؼبيبلديُت داخل‬
‫السرب اؼبنفذ يف اؼبسكن ‪.2‬‬
‫يبلحظ تكثيف السكن يف الفًتتُت السلجوقية كاأليوبية‪ ،‬إذ أصبحت القرية مؤلفة من ‪58‬‬
‫مسكنان تضم ‪ 450‬قاعة‪ .‬استطعنا التعرؼ على الصفات اػباصة دبباشل الفًتة اإلسبلمية‬
‫(سواء على مستول العمارة أك على مستول التنظيم اؼبساحي) من خبلؿ مقارنتها مع‬
‫النماذج اػباصة بالفًتة القديبة‪ .‬سبيٌزت ىذه الفًتة بتغيَت الًتتيب الداخلي للمساكن ككذلك‬
‫ببناء اؼبصاطب داخل القاعات كاألفنية‪.‬‬
‫أ‪-‬تقنيات البناء‬
‫الحظنا يف أغلب اغباالت بأف اعبدراف مبنية من كتل حجرية مستطيلة غَت متقنة النحت‬
‫مصفوفة ضمن مداميك منتظمة أك غَت منتظمة‪ ،‬أك إهنا مصفوفة بشكل عشوائي؛ بينما مت‬
‫يف حاالت أخرل استبداؿ القوس الداعم ذم الصنجات بعمود مؤلف من كتل حجرية‬
‫قرصية الشكل سيئة النحت أك من حجرين أك ثبلثة حجارة أسطوانية الشكل‪ .‬بعد ذلك‪،‬‬
‫عاكد اؼبعماريوف استيداـ تقنية القوس الداعم من جديد‪ ،‬لكن يبلحظ بأف صنجات‬

‫‪378‬‬
‫األقواس اعبديدة سيئة النحت‪ ،‬كما أف تيجاف األعمدة معاد استيدامها‪ .‬كذلك ىو حاؿ‬
‫ببلطات السقف‪ ،‬إذ إف الببلطات الوحيدة اؼبتقنة النحت ىي تلك اؼبعاد استيدامها‪.‬‬
‫ب‪-‬القاعات اعبديدة‪:‬‬
‫ظهر مبوذجاف جديداف من القاعات‪ :‬قاعة يبلغ متوسط ارتفاعها ‪3.20‬ـ‪ ،‬حلٌت ؿبل‬
‫القاعة العالية اؼبستطيلة ذات الدعامة‪ ،‬كقاعة منيفضة دكف طابق علوم مت إسنادىا على‬
‫كاجهة اؼبسكن الرئيسية يف أغلب اغباالت‪ .‬يتوافق ـبطط إحدل الغرؼ اؼبنقبة يف العاـ‬
‫‪ 1993‬مع ـبطط القاعة اؼبتوسطة االرتفاع اليت بينيت جدراهنا باستيداـ مداميك غَت‬
‫منتظمة من اغبجارة اؼبستطيلة سيئة النحت‪.‬‬
‫ج‪-‬اؼبصطبة‬
‫تتألف اؼبصطبة من منصة مبلطة بببلطات بازلتية ال يتجاكز ارتفاعها ‪0.5‬ـ‪ ،‬أما مساحتها‬
‫فتًتاكح بُت ‪ 3‬إذل ‪ 21‬ـ‪ .2‬يشيٌد بعض اؼبصاطب يف الساحات الصغَتة أك على طوؿ‬
‫الطريق‪ ،‬كشيٌد بعضها اآلخر خارج اؼبساكن على الطرؽ اليت زب ٌدمها؛ لكن نبلحظ بأهنا‬
‫تستند على أسوار أفنية اؼبساكن؛ أم إهنا معاصرة لبناء ىذه األسوار كيبكن اعتبارىا دبثابة‬
‫منشآت شبو عامة‪ .‬يبكن مشاىدة اؼبصاطب داخل اؼبساكن أيضان‪ :‬إما داخل الفناء أك‬
‫داخل كاحدة من القاعات‪ ،‬أم يبكن اعتبارىا مصاطب خاصة يف ىذه اغبالة‪ .‬عي ًر ٍ‬
‫فت‬
‫اؼبصاطب داخل السياؽ اؼبديٍت كيف النصوص التارىبية العربية‪ 158‬بدءان من القرف الثاشل عشر‬
‫اؼبيبلدم‪ ،‬ككانت تستيدـ الستقباؿ الضيوؼ‪.‬‬
‫دػ اؼبباشل العامة اعبديدة‬
‫اقًتح كل من س‪ .‬أكرم (‪ )S.Ory‬كـ‪ .‬مينيك (‪ )M. Meinecke‬إرجاع ؾبموعة من‬
‫اعبوامع الريفية يف اؼبنطقة إذل القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم‪ ،‬أم إذل الفًتة السلجوقية‪ .‬تظهر‬
‫آثار ىذه الفًتة بوضوح ضمن الطبقات السًتاتغرافية اػباصة بقرية اؼبسيكة‪ ،‬كمن اؼبرجح أف‬
‫تكوف جوامع اؼبوقع الثبلثة عائدة إليها أيضان‪ .159‬يضاؼ إذل ىذه اعبوامع اؼببٌت القريب من‬
‫اعبامع ‪( ‬أك اػباف كما ىو مفًتض)‪ ،‬كاؼببٌت اآلخر الذم يبثل ضبامان أك مكانان لغسل‬
‫الصوؼ‪ ،‬لكننا دل نتمكن من اغبصوؿ على أم دليل يؤكد تاريخ ىذه اؼبباشل‪.‬‬
‫ىػ‪-‬تنظيم اجتماعي جديد للقرية‬

‫‪379‬‬
‫تغَت التنظيم اؼبساحي للقرية خبلؿ الفًتات اإلسبلمية كأصبح كامل سطح اؽبضبة مشغوالن‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫كما شهد اإلعمار تكثيفان ملحوظان‪ .‬سبيٌز اؼبوقع يف ىذه الفًتة بتنظيم عدد من الساحات‬
‫الكبَتة نوعان ما كبظهور ثبلث دكر عبادة جديدة (جوامع)‪ .‬نيظٌمت اعبزر السكنية ضمن‬
‫أحياء سبت إحاطتها بشبكة من الطرؽ اؼببلٌطة‪ ،‬كما مت تزكيدىا بأبواب بازلتية إلغبلقها‪.‬‬
‫تشهد اؼبصاطب كاػبزانات العامة على تنظيم متم ٌدف للقرية كعلى متانة العبلقات االجتماعية‬
‫اؼبسورة اػباصة باغبيوانات على اإلدارة‬
‫بُت أىلها‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬تشهد اؼبساحات الكبَتة ٌ‬
‫اؼبنظمة للمساحات اؼبيصصة لقطعاف القرية‪.‬‬
‫القاعات المتصلة مع بعضها البعض‬
‫تتصل اؼبساكن مع بعضها البعض عرب قاعة أك عدة قاعات تصبح بدكرىا مشًتكة بُت‬
‫مسكنُت أك ثبلثة مساكن‪ .‬تدفعنا ىذه السهولة يف االنتقاؿ بُت اؼبساكن إذل افًتاض كجود‬
‫تنظيم أسرم كبَت‪ .‬على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬ييشاىد يف اعبزيرة الواقعة يف قلب القرية تسعة مساكن‬
‫متصلة تضم دبجملها ‪ 107‬قاعة‪ .160‬ييشاىد يف اغبي ذاتو ثبلثة مساكن أخرل متصلة مع‬
‫بعضها تضم ‪ 24‬قاعة‪ ،161‬كما يشاىد مشارل الربج الركماشل سبعة مساكن متصلة تضم ‪82‬‬
‫قاعة‪.162‬‬

‫تكثيف اإلعمار‬
‫يبلحظ ازدياد عدد القاعات بشكل كاضح‪ ،‬فبعد أف كاف عدد القاعات العائدة إذل الفًتة‬
‫القديبة ‪ 91‬قاعة – تشكل ‪ 20‬مسكنان ‪ -‬أصبح عددىا يف الفًتة اإلسبلمية ‪ 450‬قاعة‬
‫تعود إذل ‪ 58‬مسكنان‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬يىجرت بعض اؼبساكن‪ ،‬خاصة يف اعبزء الغريب من اؼبوقع‬
‫اؼبتوافق مع القطاعُت الركماشل كالبيزنطي‪ .‬أيعيد استيداـ العناصر اؼبعمارية للمباشل اؼبهجورة‬
‫(كتل حجرية متقنة النحت كعناصر زخرفية كأطر أبواب) يف أماكن أخرل من القرية‪ .‬إذان‪،‬‬
‫أصبح القطاع القدصل دبثابة مقلع حجارة للسكاف اعبدد الذين استوطنوا القرية يف الفًتات‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬فقد استيدموا حجارتو لبناء مساكن بنماذج تتناسب مع متطلباهتم‪ .‬أصبحت‬
‫اؼبسيكة قرية كبَتة بدءان من الفًتة السلجوقية على أقل تقدير‪ ،‬كمت تنظيم سكاهنا اجتماعيان‪،‬‬
‫السيما بعد أف ازداد عددىم بشكل ملحوظ مقارنة مع الفًتة القديبة‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬اعتمد‬

‫‪380‬‬
‫اقتصاد القرية على الًتبية اؼبكثفة للماعز كاألغناـ بشكل رئيسي‪ ،‬فبا استوجب اصطحاب‬
‫ىذه القطعاف الرتياد الكؤل يف اؼبناطق الزراعية القريبة كخاصة يف سهل النقرة‪.‬‬
‫تعطينا ىذه الدراسة فكرة كاضحة عن تطور اجملتمعات الريفية بدءان من العصور القديبة كصوالن‬
‫إذل القرف اػبامس عشر اؼبيبلدم‪ .‬يبدك أف القبائل كانت موجودة يف اللجاة منذ العصور‬
‫غساف يف أرض اؼبسيكة إذل بداية القرف الثامن عشر؛‬ ‫القديبة‪ ،‬بينما يعود كجود أفراد قبيلة ٌ‬
‫كييبلحظ اليوـ أهنم يستقركف يف قرية اؼبسيكة اعبديدة بعد أف شغلوا اؼبوقع األثرم بُت العامُت‬
‫‪ .163 1960-1950‬يف اغبقيقة‪ ،‬الحظنا كجود بعض النقاط اؼبشًتكة بُت القرية القديبة‬
‫كالقرية اعبديدة ‪ :164‬فاالذباه ىو ذاتو ككذلك مورفولوجية القرية‪ ،‬كما يتشابو الشكل‬
‫اؼبعمارم للمسكن كتنظيمو‪165‬؛ لكن تسببت اؼبواجهات اليت دارت بُت القبائل إذل تدمَت‬
‫الكنيسة كالربج الركماشل كؾبموعة اؼبباشل ‪ V‬يف اؼبوقع القدصل‪.‬‬
‫‪ .ΙΙ‬المسيكة وقرى اللجاة‬
‫تركزت دراستنا األثرية السابقة على موقع اؼبسيكة الكائن يف القسم اعبنويب الغريب من ىضبة‬
‫اللجاة‪ ،‬كقد حاف الوقت لتوسيع دراستنا ىذه هبدؼ التوصل إذل فهم أفضل ؼبساكن القرية‬
‫كألمباط حياة سكاهنا‪ .‬استطعنا من خبلؿ معاينة القرل اجملاكرة للمسيكة كاللقى اػبزفية‬
‫اجملموعة أف نقدـ تصنيفان زمنيان ؽبذه اؼبنطقة ضمن اغبقبتُت القديبة كاإلسبلمية‪.‬‬
‫يصعب القياـ دبقاربة تارىبية لقرل منطقة اللجاة بسبب ندرة اؼبصادر اؼبكتوبة اؼبتعلقة هبا‪ .‬يف‬
‫اغبقيقة‪ ،‬تكمن اإلشكالية الرئيسية يف دراسة ىذه اؼبنطقة اعبافة (اؼبتاطبة ؼبنطقة تشتهر بزراعة‬
‫اغببوب) يف كيفية فهم اإلعمار اؼبيتلط ‪-‬البدكم كاغبضرم‪ -‬الذم شهدتو‪ .‬إذل جانب‬
‫الدراسة األثرية‪ ،‬أجرينا مقاربة جغرافية دفعتنا بدكرىا إذل أخذ مفهوـ األرض بعُت االعتبار‪.‬‬
‫اعتمدنا يف دراستنا ىذه على اؼبعطيات األثرية اليت شكلت قاعدة ىذا العمل‪ ،‬باإلضافة إذل‬
‫اؼبصادر التارىبية العربية اليت تتحدث عن منطقة اللجاة خبلؿ الفًتة القركسطية‪.‬‬
‫أ‪-‬اإلعمار‬
‫‪-1‬توزع التجمعات السكنية كتارىبها‬
‫رٌكزت ضبلة اؼبسح األثرم اؼبن ٌفذة يف العاـ ‪ 1992-1991‬على القسم الغريب من ىضبة‬
‫اللجاة الواقعة مشارل اؼبسيكة‪ .‬تغطي اؼبنطقة اليت مشلها اؼبسح مساحة تبلغ أبعادىا ‪25‬‬

‫‪381‬‬
‫×‪ 15‬كم‪ ،‬كقد تبُت بأهنا تضم اثٍت عشر موقعان‪ :‬الزبَتة ‪ 1‬ك‪ 2‬كاؼبطلة كعاسم كدير داما‬
‫كداما كلبُت كعيبَت كقَتاطة كصور كقصر اؼبربكـ كبرج الركماف (اللوحة ‪.)21‬‬
‫أ‪-‬عُبير‬
‫تقع قرية عيبَت ‪-‬اؼبذكورة على اػبرائط السورية العائدة إذل العاـ ‪ 1968‬باسم خربة عيبَت‪-‬‬
‫على بعد بضعة كيلومًتات مشارل اؼبسيكة كتصل إليها طريق مبلطة متقطعة‪ .‬تتيذ حدكد‬
‫القرية ـبططان دائريان‪ ،‬كقد شكلت جدراف مساكنها اؼبتبلصقة سورىا الشمارل‪ .166‬نبلحظ أف‬
‫كل جدراف اؼبساكن اؼبطلة كبو اػبارج خالية من اؼبنافذ‪ ،‬كال يبكن الدخوؿ إذل قلب القرية‪،‬‬
‫احملمية بواجهة مشالية (كما ىو اغباؿ يف اؼبسيكة)‪ ،‬إال عرب بعض اؼبمرات اؼبتعرجة‪ .‬تتألف‬
‫مساكن القرية من قاعات عالية مستطيلة كقاعات بطابق علوم أغلبها متشارؾ باعبدراف‪،‬‬
‫بينما نبلحظ أف مساكن القسم اعبنويب اؼبتجو باذباه اؼبسيكة أكثر تبعثران‪ .‬شاىدنا مشاالن‬
‫(خارج القرية) بركة كبَتة تستيدـ لتزكيد القرية باؼبياه‪ ،‬كما شاىدنا بعض اػبزانات اػباصة‬
‫داخل أفنية اؼبساكن‪.‬‬
‫يبق من الدير كالكنيسة الصغَتة اؼبذكورين يف كثائق بتلر إال بعض اآلثار‪ ،‬إذ تعرضت إذل‬ ‫دل ى‬
‫التدمَت حىت ارتفاع سواكف األبواب (كما ىو حاؿ بعض مباشل اؼبسيكة)‪ .‬بدأت العائبلت‬
‫ببناء قرية جديدة من اإلظبنت حوؿ النواة القديبة اؼبهجورة منذ طبسة كعشرين عامان تقريبان‪.‬‬
‫كفقان ؼبا ذكره بتلر‪ ،‬يعترب الدير كالكنيسة الصغَتة اؼبستقلة أكؿ اؼبباشل اؼبشيٌدة يف القرية‪ .‬يتألف‬
‫مسورة (‪35×25‬ـ) كعدد من اؼبباشل اؼبنتظمة ضمن كتلتُت شرقية كغربية‬ ‫الدير من أرض ٌ‬
‫حوؿ فناء مركزم‪ .167‬يسقفت كنيسة الدير اؼبستطيلة بسقف يدعمو قوساف مستعرضاف‪،‬‬
‫كأي ٍغبقت هبا قاعة مت إسنادىا على اعبناح اعبنويب للحنية‪ .‬يباثل تنظيم ىذا اجملمع الرىباشل‬
‫ؾبمع قرية اؼبسيكة اؼبتمثل بالكنيسة كالقاعة اؼبلحقة اؼبسندة عليها‪ .‬ييبلحظ من خبلؿ‬ ‫تنظيم ٌ‬
‫اؼبيطط الذم نشره بتلر كجود أدراج (بعضها بقلبتُت) تسمح بالوصوؿ إذل الطابق‬
‫العلوم‪ ،168‬كما يبلحظ كجود باب بساكف وبمل نقشُت يونانيُت داخل خرطوشتُت على‬
‫شكل ذنب السنونو‪ .169‬يشوىد إذل الشماؿ قليبلن من ىذا اجملمع كنيسة صغَتة بثبلثة‬
‫صحوف كحنية مستطيلة الشكل كثبلثة أبواب مشارل كجنويب كغريب‪ .170‬عثرنا على نقش‬
‫يوناشل آخر ؿبفور على كتلة حجرية يف الوجو الداخلي للجدار اعبنويب‪ :‬ظبح بالتأريخ للمبٌت‬

‫‪382‬‬
‫نقش ثالث جنائزم يوناشل أعيد‬ ‫بُت القرنُت الثالث كالرابع اؼبيبلديُت‪ ،171‬كما عثرنا على و‬
‫استيدامو داخل جدار اعبامع مشارل القرية‪.172‬‬
‫مت صبع ‪ 55‬كسرة خزفية من القطاع القدصل‪ ،‬تشهد كاحدة منها فقط (كسرة من خزؼ‬
‫السيجيليو–اؼبتأكسد‪ )-‬على استيطاف ركماشل‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬عثرنا على أربع كسر من شفاه‬
‫جرار صغَتة للطهي تعود إذل االستيطاف البيزنطي‪/‬األموم‪ :‬اثنتُت منها ؿبزكزة ببل رقبة كبنهاية‬
‫دائرية‪ ،‬كالثالثة بشفة مزٌكاة‪ .173‬عثرنا أيضان على بركفيل إبريق برقبة قصَتة كبشفة مسطحة‬
‫كناتئة نوعان ما كبو اػبارج‪ ،174‬كعلى كسرة بطن قدر مزينة بقنوات‪ :‬أير ٌخ ؽبما يف القرنُت‬
‫السادس كالسابع اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫تعود أكثر اللقى اؼبصنوعة من عجينة بشوائب نباتية إذل الفًتة األيوبية‪ :‬كسر خزفية عبرار ببل‬
‫رقبة كبشفاه ناتئة نوعان ما كمسطحة أك بارزة‪ ،‬يزينت بزخارؼ بلوف بٍت ؿبمر فوؽ طبلء أبيض‬
‫كبزخارؼ مطبوعة ككذلك بقنوات عريضة‪ .‬شوىدت أيضان طاسات مزينة بزخارؼ بلوف‬
‫أصفر فاتح‪ ،175‬مت تلبيسها دبينا بلوف أخضر زجاجي كأخضر فاتح‪ 176‬أك بلوف بٍت منغنيزم‪.‬‬
‫دل نعثر على لقى مبوذجية سبثل الفًتة اؼبملوكية‪ ،‬لكننا عثرنا على ثبلث كسر فقط ألكاشل‬
‫مصنوعة من عجينة بشوائب نباتية كمزينة بزخارؼ ملونة‪ :‬بدأ إنتاجها يف الفًتة األيوبية‬
‫كاستمر خبلؿ الفًتة اؼبملوكية‪ .‬عثرنا أيضان على غليوف يعود إذل الفًتة العثمانية‪.177‬‬
‫ب‪-‬قيراطة‬
‫إذا ما تابعنا طريقنا ‪ 1.5‬كم باذباه الشماؿ نصل إذل موقع قَتاطة (اؼبهجور) الذم يضم اثٍت‬
‫عشر مسكنان متهدمان بشدة‪ .‬تتألف مساكن اؼبوقع من قاعة كبَتة مستطيلة الشكل مقسمة‬
‫إذل قسمُت لكل منهما مدخلو اػباص‪ ،‬لكننا دل نعثر على أم أثر لطابق علوم‪ .‬يف اؼبقابل‪،‬‬
‫يضم كل مسكن ربويطة كاسعة فبا يشَت إذل استيطاف "حديث" للبدك‪ .178‬صبعنا ‪167‬‬
‫كسرة خزؼ من اؼبوقع‪ :‬اثنتُت منها من خزؼ السيجيليو (كسرة قدر ببل عنق كحبافة دائرية‬
‫كقاعدة حلقية) كسبع كسر من بطوف قدكر بيزنطية تزينها زخرفة القنوات؛ فبا قد يشَت إذل أف‬
‫اؼبوقع تأ ٌسس يف الفًتة القديبة‪ ،‬إال إف استيطانو مت يف الفًتة البيزنطية (اللوحة ‪ 22‬أ)‪.‬‬
‫عثرنا على حواؼ أباريق (برقاب عالية كشفاه ناتئة نوعان ما ) يزيٌنت بزخارؼ منفذة‬
‫باستيداـ األصابع‪ ،‬فبا يدؿ على مرحلة استيطاف بُت القرنُت العاشر كالثالث عشر‬

‫‪383‬‬
‫اؼبيبلديُت‪ .179‬سبيٌزت مرحلة االستيطاف ىذه بانتشار األكاشل اؼبصنوعة من العجينة اؼبشوبة‬
‫بشوائب نباتية كاؼبزينة بزخارؼ ملونة فوؽ طبلء أبيض‪ ،‬ككذلك بوجود عدد كبَت من‬
‫القصعات‪ 180‬كالطاسات‪ 181‬كالكسر اليت ربمل زخارؼ مزججة (اللوحة ‪22‬ب)‪ .‬يدفعنا‬
‫كجود األكاشل اؼبصنوعة من العجينة ذات الشوائب النباتية إذل االفًتاض بأف االستيطاف استمر‬
‫يف القرية حىت القرف الرابع عشر اؼبيبلدم على األقل‪.‬‬
‫ج‪-‬صور‬
‫تقع قرية صور اللجاة (كاليت تدعى أيضان خبربة صور) على بعد ‪ 4‬كم مشاؿ قرية اؼبسيكة‬
‫كتضم عشرين مسكنان‪ .‬يطل اؼبوقع اؼبهجور على معبد بعل مشُت النبطي الذم كصفو بتلر‬
‫بإسهاب‪ :‬مشبٌهان إياه دبعابد قنوات‪ .182‬يعود ىذا اؼبعبد‪ ،‬اؼببٍت باستيداـ "اغبجارة اؼبلساء‬
‫اؼبتقنة النحت"‪ ،‬إذل الفًتة اؼبمتدة بُت القرف األكؿ قبل اؼبيبلد إذل القرف األكؿ اؼبيبلدم‪ ،‬إال‬
‫مدمر نوعان ما‪ .‬عيثر يف جدار سور اؼبعبد على نقشُت يونانيُت‪ :‬أيٌرخ لؤلكؿ يف العاـ‬ ‫أنو ٌ‬
‫‪326‬ـ‪ ،‬كىو يشَت إذل بناء مت تشييده بتمويل كإشراؼ من أشياص ـبتلفُت قدـ بعضهم‬
‫من القرية األـ ‪ ،183‬بينما أر ٌخ للنقش الثاشل يف العاـ ‪ 458‬من كىو يأيت على ذكر كنيسة‬
‫القديس ليونتيوس )‪ (Leontios‬الصغَتة‪.184‬‬
‫أشار بتلر إذل كجود بعض اؼبساكن "القديبة" اليت تضم قاعتُت متبلصقتُت "مبنيتُت بإتقاف‬
‫كبَت" لكنهما غَت متصلتُت مع بعضهما‪ .‬يتعلق األمر بقاعايت حجلة على األرجح ‪ ،‬لكننا‬
‫دل نعثر على أم منها‪.185‬‬
‫تنتشر النقوش يف كامل اؼبوقع‪ :‬نقش معاد استيدامو داخل جدار بٍت حديثان يف سور القرية‪،‬‬
‫أ ٌرخ لو يف القرنُت الثاشل كالثالث اؼبيبلديُت‪ ،186‬كنقش آخر ش ٌكل ساكف باب فناء يف قلب‬
‫القرية‪ ،‬كقد أيٌرخ لو يف العاـ ‪ 75‬أك ‪ 80‬ـ‪ ،187‬باإلضافة إذل طبسة أجزاء من نقوش يونانية‬
‫أخرل أعيد استيدامها يف مساكن ـبتلفة‪ .188‬شاىدنا أيضان ثبلثة مذابح أعيد استيدامها‬
‫يف اؼبساكن‪.189‬‬
‫خضعت مساكن القرية القديبة اؼبطلة على آثار اؼبعبد إلصبلحات‪ ،‬كأصبحت يف ما بعد نواة‬
‫للمباشل اغبديثة اؼببنية باستيداـ اإلظبنت‪ .‬يتشارؾ بعض ىذه اؼبساكن باعبدراف‪ ،‬كقد‬
‫أيغبقت ببعض الشوارع اليت زب ٌدمها أرصفة أك مصاطب‪ .‬يبكن الدخوؿ إذل اؼبساكن عرب‬

‫‪384‬‬
‫أبواب بازلتية دبصراعُت قد تفضي يف بعض األحياف إذل هبو ( مشابو لبهو قرية اؼبسيكة)‬
‫مفتوح على الفناء عرب عمودين‪ .‬يبكن ؽبذا الفناء اؼببلٌط أف يضم خزانان أك عدد من اػبزانات‪،‬‬
‫كقد يضم معالف أيضان‪ .‬باإلضافة إذل ما سبق‪ ،‬ييشاىد درجاف خارجياف يصبلف إذل السطح‬
‫أك إذل طابق علوم‪ ،‬كنقوش مذكورة آنفان كزخارؼ (بعضها معاد استيدامو على ما يبدك)‪.‬‬
‫عيثر خبلؿ اؼبعاينة األكذل للموقع على نقشُت عربيُت حديثُت غَت منشورين أعيد‬
‫استيدامهما يف إطارم بابُت (ردبا يعوداف إذل الفًتة العثمانية اؼبتأخرة)‪ :‬يشَت أحدنبا إذل‬
‫"متجر لصاحبو ؿبمد بن نور"‪ ،‬بينما ال يبكن قراءة النقش الثاشل‪ .‬ذكر بتلر أف البدك فقط‬
‫ىم من كانوا يشغلوف اؼبوقع يف بداية القرف العشرين بعد أف نصبوا خيامهم فيو‪ .190‬شغل‬
‫أفراد قبيلة غساف موقع اؼبسيكة يف بداية القرف العشرين أيضان‪ ،‬لكننا دل نعثر خبلؿ كل‬
‫أعماؿ اؼبسح اليت قمنا هبا يف قرية صور على أم أثر لعملية نصب لليياـ قد زبص قبيلة‬
‫بدكية‪ .‬يبدك أف ىناؾ صباعة من البدك استقرت يف اؼبوقع لفًتة ؿبددة كىجرتو ليستوطنو من‬
‫بعدىا حضريُت يف الفًتة اؼبمتدة بُت العامُت ‪ 1990 -1905‬ـ‪.‬‬
‫عثرنا على لقى أثرية تشهد على استيطاف اؼبوقع خبلؿ الفًتتُت الركمانية كالبيزنطية (القرف‬
‫الثاشل ‪ -‬القرف السابع اؼبيبلديُت)‪ :‬طاستُت من خزؼ السيجيليو‪191‬كحافة إبريق برقبة قصَتة‬
‫كشفة معكوسة بنهاية مسطحة‪( 192‬اللوحة ‪22‬أ)‪ ،‬لكننا دل نعثر على كسر ألكاشل معاصرة‬
‫لبناء معبد بعل مشُت‪ .‬عثرنا أيضان على قصعة كبَتة‪ ،‬جبدار ؿبدب كشفة مسطحة قليلة النتوء‬
‫كمثنية نوعان ما‪ ،‬تشبو تلك اؼبكتشفة أثناء أعماؿ التنقيب يف العقبة‪ ،193‬كما عثرنا على‬
‫تبُت أهنا‬
‫شكل آخر من القصعات اؼبصنوعة من عجينة بلوف بٍت ؿبمر كبشوائب معدنية‪ٌ ،‬‬
‫تعود إذل فًتة متأخرة (القرف الثاشل عشر ‪ -‬القرف الرابع عشر)‪.‬‬
‫شاىدنا أيضان طاسات جبدراف مستقيمة كبزاكية انكسار بارزة‪ ،‬يعود تاريخ تلك اؼبطلية منها‬
‫دبينا بلوف أخضر فاتح ‪ 194‬إذل القرنُت العاشر‪-‬القرف اغبادم عشر اؼبيبلديُت‪ ،‬بينما تعود‬
‫اؼبطلية الطاسات اؼبطلية دبينا بلوف بٍت منغنيزم إذل الفًتة اؼبمتدة بُت القرنُت الثاشل عشر ك‬
‫الرابع عشر اؼبيبلديُت‪ .‬تشهد األكاشل ذات القاعدة اغبلقية اؼبرتفعة‪ ،‬اؼبصنوعة من عجينة‬
‫السيليكات كاؼبزينة بزخارؼ بلوف أزرؽ تركواز كأسود فوؽ طبقة من اؼبينا‪ ،‬على استيطاف‬
‫اؼبوقع خبلؿ القرنُت الثاشل عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪.195‬‬

‫‪385‬‬
‫عثرنا أيضان على عنق إبريق عارل اعبدار (بشفة معكوسة قليبلن) مصنوع من عجينة مشوبة‬
‫بشوائب نباتية‪ :‬أرخ لو يف القرف الثالث عشر اؼبيبلدم خبلؿ تنقيبات دير القديسة مارم‬
‫كارمل يف األردف (‪ .196 (St. Mary Carmel‬يعترب ىذا العنق‪ ،‬باإلضافة إذل لقية‬
‫أخرل مكتشفة يف اؼبوقع (قاعدة)‪ ،‬العنصرين الوحيدين اؼبصنوعُت من عجينة بشوائب نباتية‪.‬‬
‫عثرنا أخَتان على طبسة قطع متعاصرة من خزؼ القاشاشل‪ ،‬فبا يشهد على إعادة استيطاف‬
‫اؼبوقع يف القرف العشرين‪.‬‬

‫د‪-‬عاسم‬
‫تقع قرية عاسم (اؼبرتفعة قرية) جنوب‪-‬شرؽ صور اللجاة‪ .‬يىجرت نواة القرية األصلية كبنيت‬
‫قرية جديدة جنويب اؼبوقع القدصل‪ .‬يسيطر على اؼبشهد الطبيعي ؽبذا اؼبوقع برج مستطيل‬
‫الشكل بيٍت فوؽ رعن بازليت‪ .197‬يبلحظ أف ىذا الربج مدمر بشدة (دل يبق منو إال طابقو‬
‫األكؿ)‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ما زاؿ جداره الشمارل وبمل نقشان مكرسان إذل إمرباطور أك إذل عدة أباطرة‬
‫ركماف‪.198‬‬
‫نشاىد بالقرب من ىذا الربج قسم القرية الشمارل اؼبطل على السهوؿ الزراعية الصغَتة اليت‬
‫سبتد باذباه الشماؿ كباذباه الشرؽ‪ ،‬كما نشاىد ساحة مبلطة (تضم خزانان) نستطيع الوصوؿ‬
‫إليها عرب درج‪ .‬يشيٌدت فوؽ ىذه الساحة كنيسة‪ 199‬مؤلفة من ثبلثة صحوف كمن حنية‬
‫نصف دائرية موجهة باذباه الشرؽ‪ ،‬يقابلها الباب الرئيسي اؼبسدكد حاليان‪ .200‬وبيط هبذه‬
‫الكنيسة سور مستطيل الشكل تبلغ أبعاده ‪6.20×8.50‬ـ‪ ،‬كما إهنا تضم عمودين‬
‫يدعماف أربعة أقواس يربدد بدكرىا ثبلث معازب (ببلطات)‪.‬‬
‫مت ربويل الكنيسة إذل جامع بعد أف مت بناء منارة (‪8.40 × 1.95 × 2.89‬ـ) يف الزاكية‬
‫اؼبتشكلة بُت الواجهتُت اعبنوبية كالغربية‪ ،‬كيبكن الوصوؿ إذل ىذه اؼبنارة عرب درج خارجي‪.‬‬
‫يس ٌد باب الكنيسة اعبنويب كمت ربويلو إذل ؿبراب‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬مت توسيع إحدل نافذيت اعبدار‬
‫الشمارل لتحل ؿبل الباب اؼبسدكد‪ ،‬بينما س ٌدت النافذة الثانية‪ .201‬استي ٍيدـ اعبامع يف العاـ‬
‫‪ 1961‬كمدرسة لتعليم القرآف‪ ،‬لكنو ىجر منذ عشرين عاـ تقريبان‪.‬‬

‫‪386‬‬
‫أماـ اعبامع‪ ،‬نشاىد القرية القديبة اؼبؤلفة من عشرين مسكنان كما ىو كاضح يف أرض الواقع‪،‬‬
‫بينما يتحدث السكاف عن كجود مائة مسكنان‪ .‬إذا ما أخذنا اآلثار اؼبشاىدة بعُت االعتبار‪،‬‬
‫نستنتج بأف األمر يتعلق دبائة عائلة موزعة على اؼبساكن العشرين‪ ،‬كردبا على اػبياـ أيضان‪.‬‬
‫يتألف اؼبسكن من عدد من األقساـ اؼبنتظمة حوؿ الفناء الذم يفصلو هبو عن الشارع‪ ،‬كقد‬
‫مت تزكيد بعض اؼبساكن خبزانات (تشاىد داخل الفناء بشكل عاـ) ‪ .‬عثرنا يف كاحد من ىذه‬
‫اؼبساكن على حجر نقش (يعود إذل الفًتة العثمانية) يمعاد استيدامو داخل إطار باب‬
‫إحدل القاعات‪ ،‬كقد نقش عليو نقش عريب دل ينشر بعد ‪ " :‬رحلػ (‪ ).....‬إذل مصر ‪ ،‬يف‬
‫العاـ الذم دل يكن فيو حصاد حملصوؿ اغب ٌمص "‪ .‬أيعيد أيضان استيداـ ثبلث كتل حجرية‬
‫ربمل نقوشان يونانية داخل إطارات األبواب‪.202‬‬
‫عثرنا على ثبلث كسر خزفية فقط تشهد على استيطاف يعود إذل الفًتة البيزنطية‪ :‬عنق إبريق‬
‫ؿبزز بيزنطي‪ .‬عثرنا أيضان على كسرة (تعود‬ ‫ككسرتُت بزخرفة بيضاء‪ ،‬زبص إحدانبا بدف لقدر ٌ‬
‫إذل الفًتة األموية) ربمل زخرفة بلوف أضبر فوؽ عجينة برتقالية اللوف‪ ،‬ككذلك على ست‬
‫كسبعوف كسرة أخرل تغطي الفًتة اؼبمتدة من القرف اغبادم عشر إذل القرف الثالث عشر‬
‫اؼبيبلدم (اللوحة ‪ 22‬ب)‪ .‬تعود كل ىذه الكسر (باستثناء بعض حواؼ األباريق كقاعدة‬
‫مزىرية) إذل مباذج من األكاشل الصغَتة اؼبفتوحة (طاسات) ذات اعبدراف اؼبستقيمة كاؼبعكوسة‬
‫بشدة كالنهايات الدائرية‪ ،‬كقد طيليت دبينا بلوف أخضر فاتح كزيٌنت بزخارؼ فاربة فوؽ‬
‫أرضية غامقة (زخرفة بتقنية السغرافيت ‪ 203Sgraffiatto‬كىي تقنية قديبة للزخرفة تقوـ‬
‫على دىن أرضية غامقة بدىاف فاتح يتم تظليلو بعد تطبيقو)‪ .‬شوىدت أيضان طاسات‬
‫جبدراف مستقيمة كبدف بزاكية انكسار بارزة كشفة مسطحة كناتئة نوعان ما كبو الداخل‪ :‬كلها‬
‫مطلية دبينا بلوف أخضر فاتح كبلوف بٍت منغنيزم‪ٌ .‬أرخ للنموذج األخَت‪ ،‬اؼبكتشف أثناء‬
‫‪204‬‬
‫صنٌف‬‫ي‬ ‫كقد‬ ‫‪،‬‬ ‫أعماؿ التنقيب يف أفاميا‪ ،‬يف القرنُت اغبادم عشر كالثاشل عشر اؼبيبلديُت‬
‫ضمن الطبقات السًتاتيغرافية العائدة إذل القرنُت الثاشل عشر كالثالث عشر اؼبيبلديُت يف‬
‫ضببلت تنقيب قلعة اغبي ٌجاج‪ .205‬دل نعثر إذل إال على مبوذجُت فقط مصنوعُت من عجينة‬
‫بشوائب نباتية‪ ،206‬كما عثرنا على طاسة من خزؼ السيبلدكف (خزؼ بلوف أخضر زيتوشل‬

‫‪387‬‬
‫اشتهرت بو الصُت) قد تشهد بدكرىا على استَتاد مباذج مصرية (رباكي النماذج الصينية)‬
‫تعود إذل القرنُت الثالث عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪.207‬‬
‫باالعتماد على اللقى اػبزفية اجملموعة من اؼبوقع كعلى األسلوب اؼبعمارم و‬
‫ؼبباف فبيزة (كالربج‬
‫الركماشل كالكنيسة) نستطيع القوؿ‪ :‬تأسس اؼبوقع يف الفًتات القديبة كاستمر استيطانو خبلؿ‬
‫الفًتة األموية‪ ،‬لكنو يى ًجر بعد ذلك كمن مث مت استيطانو من جديد يف اغبقبتُت األيوبية‬
‫كاؼبملوكية‪.‬‬

‫ىـ‪-‬داما‬
‫تقع قرية داما أك داماثا ‪( Damatha‬حبسب اظبها القدصل الوارد ذكره يف نقشُت من نقوش‬
‫اؼبوقع‪ )208‬شرقي قرية عاسم‪ ،‬كقد كانت معركفة يف العهد اإلسبلمي باسم "دامة‬
‫العالية"‪ .209‬يشاىد مشارل القرية (يف كضعها اغبارل) برج مؤلف من طابقُت كدرج‪ ،‬يطل‬
‫بدكره على قسم كبَت من اللجاة‪ .‬يشيٌد الربج فوؽ مصطبة باستيداـ حجارة مضلعة بسيطة‬
‫تتيللها كتل حجرية مستطيلة يف زكايا الطابق العلوم‪ ،‬كسبت إحاطتو بسور دفاعي‪ .‬يف‬
‫الواقع‪ ،‬نواجو إشكالية حقيقة يف ربديد تاريخ ىذا الربج‪ ،‬إذ اعتربه بتلر برجان للمراقبة شديد‬
‫القدـ (كفقان ألشكل اغبجارة اؼبستيدمة يف بنائو) ‪ ،210‬بينما تشهد اللقى اػبزفية اؼبكتشفة‬
‫يف ؿبيطو‪ ،‬ككذلك اللقى اؼبكتشفة يف ؿبيط أبراج أخرل من النموذج نفسو‪ ،‬على استيطاف‬
‫اؼبكاف خبلؿ الفًتات الركمانية كالقركسطية‪.211‬‬
‫نيشاىد بالقرب من مكاف تواجد الربج سور بطوؿ ‪10‬ـ‪ ،‬يشيٌد باستيداـ مداميك منتظمة‬
‫كزكد (يف كسطو) بباب إطاره مزيٌن بزخرفة غصينات الكرمة‬ ‫من اعبحارة اؼبنحوتة بإتقاف‪ٌ ،‬‬
‫عرؼ اؼبكاف على أنو حرـ ؼبعبد‬‫(كما ىو حاؿ سور قنوات)‪ .‬يشاىد فوؽ ىذا الباب نقش يي ِّ‬
‫‪212‬‬
‫عرفها على أهنا آثار لضريح‬
‫مكرس إذل الربة أثينا ‪ .‬ذكر بتلر بأنو شاىد شرقي الربج آثاران ٌ‬
‫ٌ‬
‫قاـ برظبو‪ .‬يتقدـ كاجهة ىذا الضريح (كفقان لرسم بتلر) قوس بأفاريز كوبمل مفتاحو كبت‬
‫تصويرم بارز المرأة‪.213‬‬
‫يف اؼبقابل‪ ،‬نشاىد بالقرب من مركز القرية كنيسة تبلغ أبعادىا الداخلية ‪12.60×8.25‬ـ‪.‬‬
‫تتألف ىذه الكنيسة من حنية نصف دائرية وبيط هبا قاعتاف صغَتتاف مستطيلتا الشكل كمن‬

‫‪388‬‬
‫قوسُت مستعرضُت منهارين‪ ،‬كقد أعيد استيداـ الكثَت من حجارهتا (اليت ربمل نقوشان عائدة‬
‫إذل اغبقبتُت الركمانية كالبيزنطية) داخل جدراف أفنية اؼبساكن اعبديدة‪ .214‬باإلضافة إذل ما‬
‫سبق‪ ،‬تضم القرية خزانان كبَتان ربت األرض‪.‬‬
‫دل نعثر يف اؼبوقع إال على أربع كسر فقط تشهد على استيطانو خبلؿ الفًتة البيزنطية‪:‬‬
‫كسرتُت لبطوف قدكر بيزنطية ؿبززة ككسرتُت متآكلتُت من خزؼ السيجيليو‪ .215‬مت استيطاف‬
‫اؼبوقع من جديد خبلؿ القرنُت اغبادم عشر‪ -‬الثالث عشر اؼبيبلديُت‪ :‬ىذا ما تشهد عليو‬
‫ؾبموعة اللقى اػبزفية اؼبصنوعة من عجينة بشوائب نباتية كاؼبطلية دبينا تعود إذل تلك الفًتة‬
‫(اللوحة ‪ 22‬جػ)‪ .‬استطعنا التعرؼ على مبوذج كامل كحيد فقط من األكاشل اؼبصنوعة من‬
‫عجينة بشوائب نباتية‪ :‬قصعة كبَتة جبدار عمودم متطاكؿ كهناية دائرية ربمل زخرفة متضررة‬
‫بشدة‪ ،‬كىي ملبسة (من اػبارجي كالداخل) بطبقة تلبيس بلوف بٍت ؿبمر فوؽ طبلء أبيض‪.‬‬
‫عثرنا أيضان على كسرتُت مصنوعتُت من عجينة بشوائب نباتية ربمبلف الزخرفة ذاهتا‪ ،‬كعلى‬
‫ست كسر لبطوف جرار مصنوعة من عجينة مشوبة بشوائب معدنية (يتيللها أحيانان حبيبات‬
‫بارزة من البازلت) كمزينة بقنوات عريضة كمسطحة‪.‬‬
‫كذلك األمر‪ ،‬عثرنا على حافة إبريق (بشفة مسطحة كناتئة نوعان ما) مزينة بزخرفة بصمات‬
‫األصابع (مبوذج معركؼ يف بصرل يعود إذل هناية القرف الثاشل عشر كإذل القرف الثالث عشر‬
‫اؼبيبلدم‪ )216‬كعلى ثبلث قواعد حلقية الشكل مزينة بزخرفة ىندسية مزججة‪ :‬عصابة زخرفية‬
‫بلوف أصفر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيزم أك بلوف أصهب‪ .217‬شاىدنا أخَتان كسرة إناء‬
‫مصنوعة من عجينة السيليكات‪ ،‬كمزينة بزخارؼ ىندسية كنباتية بلوف أزرؽ تركواز كأسود‬
‫فوؽ أرضية بيضاء‪ ،‬تعود إذل الفًتة اؼبملوكية (القرف الثاشل عشر‪ -‬القرف الرابع عشر‬
‫اؼبيبلديُت)‪.‬‬
‫و‪-‬دير داما‬
‫تقع قرية دير داما (كما ييطلق عليها اليوـ) على بعد ‪2‬كم مشاؿ‪-‬شرؽ قرية داما كقد كاف‬
‫يطلق عليها اسم "دير اعبواشل" يف الفًتة اإلسبلمية‪ .218‬تتألف القرية من طبسة كعشرين‬
‫مسكنان تقريبان‪ ،‬كقد يىجرت نواة القرية األصلية اؼبؤلفة من طبسة عشر مسكنان منها‪ .‬بينيت‬
‫القرية على أطراؼ منطقة الرعي السهبية ( ‪ 4×11‬كم) اليت ربدىا مشاؽبا‪ .‬شاىدنا داخل‬

‫‪389‬‬
‫اؼبنطقة الوسطى الواقعة بُت القرية كالسهب (خبلؿ مركرنا باؼبنطقة يف العاـ ‪ )1993‬أرضان‬
‫كبَتة مسورة بسور مبٍت من اغبجارة اؼبصفوفة دكف مبلط‪.‬‬
‫يقوؿ أحد قاطٍت السهب‪ :‬ىجر السكاف اغبي القدصل يف عهد كالديو (يف طبسينيات القرف‬
‫العشرين) بسبب قدكـ البدك الذين استقركا يف اؼبوقع‪ .‬مع حلوؿ العاـ ‪ ،1992‬استوطنت‬
‫القرية القديبة عائبلت درزية كاف رجاؽبا يضطركف إذل ترؾ نسائهم كأطفاؽبم‬
‫كيتوجهوف إذل دمشق للعمل فيها على مدل عدة أياـ من األسبوع هبدؼ إعالة أسرىم‪ .‬بعد‬
‫عاـ من استقرارىم داخل القرية القديبة‪ ،‬قاـ السكاف اعبدد ببناء ساحة دبدرج على شكل‬
‫حرؼ "‪ "U‬كفقان لتقاليد األعراؼ الدرزية‪ ،‬كما قاموا باستيداـ اؼبساكن القديبة األكثر‬
‫تضرران كمقالع لبناء و‬
‫مباف جديدة ؽبم‪.‬‬
‫قاـ بتلر بوصف دير ككنيستو شاىدنبا يف اؼبوقع ككذلك كنيسة صغَتة مستقلة‪ .219‬عيثر يف‬
‫القرية على نقشُت يؤكداف أف تاريخ ىذه اؼبباشل يعود إذل الفًتة البيزنطية‪ .220‬تتميز كنيسة‬
‫الدير دبيططها اؼبتطاكؿ‪ ،‬كىي تضم طبسة صحوف كحنية نصف دائرية على طرفها الطويل‬
‫الشرقي‪ ،‬أما الدخوؿ إليها فيتم عرب ؾباز متعرج موجود على طرفها الغريب‪ .‬بدكرىا‪ ،‬تتألف‬
‫الكنيسة الصغَتة من قاعة مربعة‪ ،‬مسقوفة بسقف يدعمو قوس مستعرض‪ .‬يشاىد شرقي‬
‫الكنيسة حنية نصف دائرية مسقوفة بقبة نصف كركية‪ ،‬كانت ؿبفوظة بشكل فبتاز يف العاـ‬
‫‪ .1905‬بنيت ىذه اغبنية باستيداـ دبش من الكتل اغبجرية الصغَتة اؼبنحوتة بشكل‬
‫بسيط كمن اؼببلط‪ ،‬أم باستيداـ تقنية استيدمت أيضان يف بناء ضبامات شهبا –‬
‫مكرسان إذل اإللو‬
‫فيليبوبليس (‪ -(Philippopolis‬كضبامات بصرل‪ .‬يضم اؼبوقع نقشان ٌ‬
‫ليكرجوس )‪ :221(Lycurgue‬يعود إذل الفًتة الركمانية على األرجح‪ .‬يبلغ عدد اللقى‬
‫اػبزفية اػباصة بالفًتات القديبة ‪ 39‬لقية فقط‪ ،‬لكننا دل نتمكن من التعرؼ إال على ماىية‬
‫كسرة كاحدة فقط ‪.222‬‬
‫نشاىد بُت اللقى مباذج لطاسة ؿبززة جبدار ؿبدب كشفة معكوسة بنهاية مسطحة‪ ،‬فبا يشهد‬
‫على استيطاف اؼبوقع يف الفًتة العباسية‪ .223‬دل نعثر على أم مبوذج كامل مطلي باؼبينا‪ ،‬لكننا‬
‫عثرنا على بعض الكسر اليت دل نستطع ربديد أشكاؽبا‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬عثرنا على ثبلثة مباذج‬
‫من قصعة كبَتة مصنوعة من عجينة بشوائب نباتية ككذلك على قاعدة كعركة كعلى كسرتُت‬

‫‪390‬‬
‫ربمبلف زخرفة ىندسية بلوف بٍت ؿبمر فوؽ طبلء أبيض (القرف الثاشل عشر‪-‬القرف الرابع عشر‬
‫اؼبيبلديُت)‪ .224‬دل يوثٌق إال شكل كاحد إلبريق من مبوذج ٌأرخ لو يف الكرؾ يف القرنُت الثالث‬
‫عشر‪-‬اػبامس عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫يعود تأسيس اؼبوقع إذل الفًتة القديبة‪ ،‬لكنو شهد استيطانان ىامان يف الفًتة البيزنطية (بدليل‬
‫كجود الدير كالكنيسة الصغَتة)‪ .‬سبت إعادة استيطاف اؼبوقع من جديد يف الفًتة اؼبمتدة بُت‬
‫القرنُت العاشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت على ما يبدك‪.225‬‬

‫ز‪-‬لُبين‬
‫يقع موقع لبُت الكبَت على بعد ‪ 9‬كم شرقي اؼبسيكة‪ ،‬كقد استوطن السكاف الدركز جزءان‬
‫منو‪ .‬يضم اؼبوقع كنيستُت كبَتة كصغَتة كعدد من اؼبساكن كالنقوش اليت تشهد على استيطانو‬
‫يف اغبقبتُت الركمانية كالبيزنطية‪ .‬تضم الكنيسة الكبَتة صحنان كاحدان كحنية نصف دائرية‬
‫شرقان‪ ،‬كؾبازان صغَتان ذباكره قاعتاف ملحقتاف غربان؛ كما إهنا تضم قاعة قوس دبدخلُت أسندت‬
‫على جدارىا اعبنويب‪ .226‬ييشاىد داخل قوس اجملاز صنجات معاد استيدامها‪ :‬ربمل كاحدة‬
‫منها نقشان يشَت إذل اجملتمع القركم‪ .227‬يشوىد نقش آخر‪ ،‬أسفل األطناؼ الداعمة‬
‫لببلطات سقف اغبنية‪ ،‬ظبح بالتأريخ للمبٌت يف العاـ ‪ 427‬ـ‪ .228‬تيستيدـ الكنيسة‬
‫الصغَتة اليوـ كمضافة لشيخ القرية‪ .229‬كما ىو حاؿ الكنيسة السابقة‪ ،‬تتألف ىذه‬
‫الكنيسة من صحن كاحد فقط كمن حنية نصف دائرية‪ ،‬لكنها ال تضم ؾبازان كإمبا أغبق هبا‪،‬‬
‫من جهيت الشماؿ كاعبنوب‪ ،‬قاعتاف تبلغ أبعاد الشمالية منهما (أم تلك اليت تضم طابقان‬
‫علويان) ‪2.90×3.10‬ـ‪ .‬تشهد النقوش اؼبكتشفة يف اؼبوقع على استيطانو يف اغبقبتُت‬
‫الركمانية كالبيزنطية‪ ،230‬كقد أيعيد استيداـ أكثر ىذه النقوش داخل اؼبساكن اليت خضعت‬
‫إذل إعادة ترتيب يف الفًتة اإلسبلمية‪.‬‬
‫إف كامل اؼبوقع مستوطن اليوـ‪ ،‬ىذا فبا ح ٌد من عدد اللقى اػبزفية اجملموعة منو (‪ 24‬كسرة‬
‫فقط)‪ .‬ربمل إحدل ىذه الكسر زخرفة مؤلفة من شريط زخريف كبصمات أصابع ككذلك‬
‫حزكز‪ ،‬كىناؾ أربع كسر أخرل مصنوعة من عجينة مشوبة بشوائب نباتية؛ ىذا فبا قد يشهد‬

‫‪391‬‬
‫على استيطاف اؼبوقع خبلؿ القرنُت التاسع كالعاشر اؼبيبلديُت ككذلك خبلؿ القرنُت الثاشل‬
‫عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫ح ‪-‬المطلّة‬
‫يقع موقع اؼبطلٌة فوؽ اؽبضبة على ارتفاع ‪650‬ـ‪ ،‬بينما يًتاكح ارتفاع اؼبواقع األخرل بُت‬
‫‪ 580‬إذل ‪ 610‬ـ‪ .‬يضم اؼبوقع مقلعان غَت مؤرخ لو (إذ دل نعثر فيو على خزؼ كال حىت على‬
‫نقوش) كما يضم مقربة درزية ‪ 231‬تعود إذل منتصف القرف التاسع عشر على أقل تقدير‪.‬‬
‫تتألف قبور ىذه اؼبقربة من حجرات صغَتة مستطيلة الشكل يشيدت فوؽ مصاطب مؤلفة‬
‫من درجتُت إذل ثبلث درجات من الكتل اغبجرية البازلتية اؼبصفوفة فوؽ بعضها البعض دكف‬
‫استيداـ اؼببلط‪ .‬يشاىد يف بعض األحياف حجارة مصفوفة على شكل ىرـ فوؽ هناييت‬
‫الضلعُت القصَتين للمستطيل‪ .‬يضم اؼبوقع أيضان برج اؼبطلة الدائرم الذم يصل ارتفاعو إذل‬
‫‪8‬ـ‪ .‬يتألف سقف الطابق األكؿ للربج من ببلطات مصفوفة على شكل "أشعة الشمس"‪،‬‬
‫تستند على عمود مركزم مؤلف من كتل قرصية الشكل‪.232‬‬
‫يتألف اؼبوقع من تسعة مساكن موزعة أسفل الصبة اغبممية اليت شيٌد فوقها الربج‪ .‬تتشارؾ‬
‫نصف ىذه اؼبساكن باعبدراف‪ ،‬كيبدك أهنا تشبو مساكن قرية اؼبسيكة العائدة إذل الفًتة‬
‫يسجل كجود أم بركة يف اؼبوقع‪.‬‬
‫اإلسبلمية؛ لكن دل ٌ‬
‫ط‪-‬الزبيرة ‪2‬‬
‫يتألف موقع الزبَتة ‪( 2‬اؼبهجور حاليان) من اثٍت عشر مسكنان‪ :‬بينًيىت على ارتفاع منيفض‬
‫مقابل برج اؼبطلة على اعبانب اآلخر للطريق‪ .‬ييبلحظ أف اؼبساكن ( اليت ال تتشارؾ كلها‬
‫باعبدراف) ؿبفوظة حىت طابقُت منها‪ .‬دل يسمح لنا الوضع اغبارل لآلثار احملفوظة بالتأكد من‬
‫كجود مصاطب ؿبتملة‪ ،‬إذ إف قسم من ىذه اؼبباشل مدفوف ضمن طبقات الردـ (كما ىو‬
‫حاؿ مباشل حي الكنيسة يف قرية اؼبسيكة)‪ .‬يضم اؼبوقع أيضان خزانات بيضوية الشكل (مبنية‬
‫بإتقاف كجدراهنا الداخلية ملبسة) مازالت ؿبفوظة حىت قسمها الذم تبدأ منو القبة اؼبشكلة‬
‫للسقف‪.‬‬
‫تبُت من خبلؿ اللقى اػبزفية اجملموعة بأف االستيطاف الرئيسي للموقع يعود إذل القرف اغبادم‬
‫عشر اؼبيبلدم كإذل القرنُت الرابع عشر كاػبامس عشر اؼبيبلديُت‪ .‬عثرنا على ؾبموعة من‬

‫‪392‬‬
‫الطاسات كالقواعد كالعركات اؼبطلية باؼبينا‪ ،‬ككذلك على كسر ال شكل ؽبا تبدك متجانسة‬
‫دبجملها‪ ،‬إال إهنا تغطي فًتة طويلة جدان فبتدة من القرف العاشر إذل القرف الثالث عشر‬
‫اؼبيبلديُت‪ .‬الحظنا أيضان سيطرة اؼبينا اػبضراء الفاربة اليت تشهد على استيطاف يعود إذل‬
‫القرنُت اغبادم عشر كالثاشل عشر اؼبيبلديُت‪ .‬يؤكد كجود بعض الكسر اؼبصنوعة من عجينة‬
‫مشوبة بشوائب نباتية كاؼبزينة بزخارؼ بلوف بٍت ؿبمر فوؽ طبلء أبيض‪ ،233‬أف ىذا‬
‫االستيطاف استمر حىت القرنُت الثالث عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬

‫ي‪ -‬الزبيرة ‪1‬‬


‫تقع قرية الزبَتة ‪ ،1‬اليت ما زالت مشغولة حىت اليوـ‪ ،‬على بعد ‪1‬كم جنوب غريب اؼبوقع زبَتة‬
‫‪ .2‬يضم اؼبوقع قلعة صغَتة مستطيلة الشكل (‪44×35‬ـ) أيغبقت هبا أبراج زاكية مستطيلة‬
‫يبق منها إال طابقها األكؿ‪ .‬يبكن الدخوؿ إذل القلعة‬
‫الشكل تظهر حبالة سيئة جدان‪ ،‬إذ دل ى‬
‫عرب مدخلُت‪ :‬مدخل رئيسي جنويب كمدخل ثانوم يف اعبدار الشرقي‪ .‬يتألف سور القلعة من‬
‫يبق منو إال أطناؼ السقف يف بعض‬ ‫جدراف خالية من اؼبنافذ كمن ركاؽ بطابقُت‪ ،‬دل ى‬
‫األماكن‪ٌ .‬زكد الركاؽ بدكره دبدخلُت يبكن الدخوؿ عربنبا إذل فناء تبلغ أبعاده ‪29×38‬ـ‪.‬‬
‫يبدك أف التنظيم الداخلي للفناء بسيط‪ ،‬إذ ال ييشاىد أم أثر لبناء حجرم داخلو‪ ،‬كما ال‬
‫ييشاىد فيو إال فتحات خزانات ربت‪ -‬أرضية‪ .‬يقوؿ القركيوف إف ىذا اؼببٌت كاف سجنان‬
‫عثمانيان (اللوحة ‪.)9‬‬
‫مت العثور على ‪ 36‬مبوذجان من لقى خزفية مؤلفة من إبريق كطاسات مطلية كلها باؼبينا‪ ،‬لكن‬
‫ال يشهد أم منها على استيطاف اؼبوقع يف اغبقبتُت الركمانية كالبيزنطية‪ .‬تضم ىذه اللقى‬
‫طاستُت حبافة داخلية أفقية‪ ،‬شوىدت مباذج مشاهبة ألكؽبما من صناعة الفيوـ‪ 234‬كمباذج‬
‫مشاهبة للطاسة األخرل (من صناعة سورية) تعود إذل الفًتة اؼبملوكية‪ .235‬يشاىد أيضان مبوذج‬
‫آخر من طاسات‪ ،‬جبدار مستقيم كزاكية انكسار بارزة كهناية دائرية‪ ،‬مت تزيينها بزخرفة بلوف‬
‫أصفر فاتح كأخضر فاتح فوؽ أرضية مطلية باستيداـ تقنية السغرافيت (‪)Sgraffiatto‬‬
‫مشابو ؽبذه الطاسة يف قيصرية ضمن الطبقات‬ ‫و‬ ‫اليت ذكرناىا سابقان‪ .‬عيثًر على و‬
‫مبوذج‬

‫‪393‬‬
‫السًتاتغرافية اؼبؤرخ ؽبا بُت العامُت ‪1265-1101‬ـ‪ .236‬عثرنا أيضان على قدح من إنتاج‬
‫مدينة الرقة السورية (جبدار موركب كزاكية انكسار بارزة كشفة ناتئة نوعان ما كمسطحة)‪ٌ ،‬أرخ‬
‫لو يف القرنُت الثالث عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪237‬؛ كما عثرنا على سبعة كسر ال شكل ؽبا‬
‫مطلية دبينا بلوف أخضر شفاؼ‪ ،‬فبا يشهد على استيطاف اؼبوقع خبلؿ القرنُت العاشر‬
‫كاغبادم عشر اؼبيبلديُت‪( 238‬اللوحة ‪ 22‬جػ كاللوحة ‪ 23‬أ ك ب)‪.‬‬
‫يبدك أف كامل اؼبوقع كاف مشغوالن بدءان من الفًتة الفاطمية كصوالن إذل الفًتة اؼبملوكية على‬
‫أقل تقدير (من القرف العاشر إذل القرف الرابع عشر اؼبيبلديُت)‪ ،‬كقد قبحنا يف تأكيد ادعاءات‬
‫السكاف القائلة بأف اؼبوقع كاف مشغوالن خبلؿ الفًتة العثمانية‪ ،‬إذ سبت اإلشارة إليو ضمن‬
‫السجل الضرييب العثماشل العائد إذل هناية القرف السادس عشر اؼبيبلدم‪.239‬‬
‫‪-2‬تنظيم األراضي‪ :‬العناصر الدفاعية‬
‫بعد االطبلع على اػبرائط اػباصة باؼبواقع كمعرفة فًتات استيطاهنا‪ ،‬استطعنا أف كبدد‬
‫اؼبساحات التابعة لكل قرية ضمن اؼبنطقة اؼبمسوحة‪ ،‬كما قمنا بتحديد عدد من العناصر‬
‫التكوينية البارزة؛ ىذا فبا سهل علينا فهم طريقة تنظيم األراضي ب و‬
‫شكل أفضل‪.‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬اعتمد نظاـ الدفاع عن القرل على ثبلثة إجراءات بسيطة‪ :‬تشييدىا فوؽ رعوف‬
‫مرتفعة نوعان ما‪ ،‬كتنظيم اؼبساكن كفق طريقة ؿبددة‪ ،‬كبناء األبراج سواء بشكل منعزؿ أك‬
‫ضمن النسيج القركم‪.‬‬
‫يشهد التنظيم اؼبساحي ؼبواقع اؼبسيكة كعيبَت كعاسم كصور على كجود نظاـ دفاعي معتمد‬
‫على طريقة ترتيب اؼبساكن‪ ،‬إذ تتشارؾ اؼبساكن الشمالية باعبدراف (أم أهنا متبلصقة)‪ ،‬كقد‬
‫ش ٌكلت جدراهنا اػبارجية "سوران" للقرية‪ .‬ىبًتؽ موقع اؼبسيكة ثبلث طرؽ تنطلق من القرية‬
‫باذباه الشماؿ‪ :‬يبكن الدخوؿ إذل اؼبركزية منها (اؼبتجهة باذباه صور) عرب باب يف السور‪،‬‬
‫بينما شيٌدت الطريقاف اؼبتجهتاف باذباه عاسم كعيبَت على طريف اؼبوقع الشرقي كالغريب‪ .‬يف‬
‫اؼبقابل‪ ،‬يبلحظ أف النسيج القركم يف األقساـ اعبنوبية للقرل أقل تراصان‪ ،‬إذ يشاىد يف قرية‬
‫اؼبسيكة‪ ،‬على سبيل اؼبثاؿ‪ ،‬عدد من الساحات اليت ربدىا أسوار قليلة االرتفاع‪ ،‬يتيللها‬
‫ذبمعت مصادرىا‬
‫بدكرىا أبواب دبصراعُت‪ .‬ييشاىد الًتتيب اؼبساحي ذاتو يف قرية عيبَت اليت ٌ‬
‫اؼبائية يف قسمها اعبنويب أيضان‪ :‬بئر كنبعُت يقع أحدنبا على الطريق الواصلة إذل اؼبسيكة‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫بدكرىا‪ ،‬يشيٌدت قرية عاسم فوؽ منطقة مرتفعة نوعان ما ككاف علينا أف نصعد عدة أدراج‬
‫للوصوؿ إذل اؼبوقع القدصل‪ .‬نبلحظ ىنا أيضان أف القرية مفتوحة يف قسمها اعبنويب أكثر من‬
‫قسمها الشمارل‪ ،‬كما أهنا مزكدة ببئرين حفرا جنويب اؼبوقع كشرقو‪ .‬كما ىو حاؿ قرية عاسم‪،‬‬
‫شيٌدت قرية صور فوؽ رعن مرتفع نوعان ما‪ ،‬كىي تتميز بالتنظيم ذاتو الذم هبمع بُت الصفة‬
‫الدفاعية يف الشماؿ كاالنفتاح يف اعبنوب‪.‬‬
‫تيش ٌكل مواقع عيبَت كعاسم كصور نصف دائرة ؿبمية من الشماؿ كمفتوحة كليان كبو اعبنوب‬
‫باذباه قرية اؼبسيكة (اؼبنظمة كفق التنظيم اؼبساحي نفسو)‪ .‬تتميز قرية اؼبسكية بدفاعاهتا‬
‫الطبيعية من جهة اعبنوب‪ ،‬إذ ال يبكن الدخوؿ إليها عرب اغبدكد اعبنوبية للٌجاة (بسبب‬
‫الوعورة الشديدة للمنطقة كبسبب التضاريس الشديدة القساكة)‪ .‬كبن متأكدين من ارتباط‬
‫ىذه القرل مع بعضها‪ ،‬لكننا دل نتمكن من ربديد التسلسل اؽبرمي الذم ينظمها‪ .‬يبدك أف‬
‫اؼبسيكة (القرية اعبنوبية األخَتة) ىي القرية اليت كاف يتوجب ضبايتها‪ ،‬كأف القرل الثبلث‬
‫األخرل (عيبَت كعاسم كصور) كانت سبثٌل خط الدفاع األكؿ عنها‪.‬‬
‫تنتشر أبراج اؼبراقبة داخل القرل‪ :‬اؼبسيكة كعاسم كداما‪ ،‬أك يف ؿبيطها‪ :‬برج كوـ الرماف‬
‫اؼبشيٌد فوؽ مكاف مرتفع نوعان ما غريب صور‪ ،‬كبرج اؼبطلة الواقع على اغبدكد الشمالية‬
‫ؼبنطقتنا اؼبمسوحة‪ .‬بدكره‪ ،‬شيٌد برج اؼبطلة فوؽ منطقة مرتفعة‪ ،‬بالقرب من موقعي زبَتة ‪1‬‬
‫كزبَتة ‪ 2‬حيث تتواجد "القلعة" القركسطية‪ .‬ىناؾ أبراج أخرل موزعة داخل اعبزء الشمارل‬
‫الغريب للٌجاة‪ ،‬أم خارج ؾباؿ ربرياتنا‪ .‬تش ٌكل ىذه األبراج خطُت دفاعيُت متمحورين باذباه‬
‫جنوب‪-‬مشاؿ‪ :‬يبر األكؿ عرب كوـ الرماف ليتجو بعد ذلك إذل بوالف الواقعة على بعد ‪ 2‬كم‬
‫مشارل ىذا اؼبوقع‪ ،‬كمنها إذل برجي اعبنينة الواقعُت على بعد ‪400‬ـ ك‪1200‬ـ من اؼبوقع؛‬
‫بينما يقع اػبط الدفاعي الثاشل على بعد ‪5‬كم شرقي اػبط األكؿ‪ .‬يبدأ ىذا اػبط من قرية‬
‫الطرة الواقع على بعد‬
‫عاسم‪ ،‬مث يبر عرب برج اؼبطلة على بعد ‪4‬كم مشاالن‪ ،‬كبعده عرب برج ٌ‬
‫الطرة‪ .‬تقع "القلعة"‬
‫‪1‬كم إذل الشماؿ‪ ،‬ليضم أخَتان برج رغش الذم يبعد ‪ 2‬كم عن برج ٌ‬
‫القركسطية التابعة ؼبوقع زبَتة ‪ 1‬بُت خطي اؼبراقبة كالدفاع ىذين‪ ،‬بالقرب من برج اؼبطلة‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬كبن أماـ نظاـ دفاع كمراقبة مؤلف من أبراج كمن أسوار ربيط باغبدكد الشمالية للقرل‪،‬‬
‫لكن السؤاؿ الذم يطرح نفسو ىنا‪ :‬ما ىي كظيفة نظاـ الدفاع ىذا‪ ،‬ىل كاف اؽبدؼ منو‬

‫‪395‬‬
‫ىذا ما أثبتتو‬ ‫ضباية اؼبناطق الزراعية للسهل اؼبشهور بزراعة اغببوب من لصوص اللجاة؟‬
‫حقيقةن األبراج العائدة إذل الفًتة الركمانية ككذلك النصوص القديبة‪.‬‬
‫دل نتمكن من تأكيد تبٍت ىذا النظاـ الدفاعي (اؼبعتمد على اؼبساكن اؼبًتاصة) يف الفًتات‬
‫القديبة‪ ،‬لكننا أثبتنا تبنيو خبلؿ الفًتة اإلسبلمية‪ .‬تيعترب قرية اؼبسيكة جزءان من ىذا النظاـ‪،‬‬
‫كىي تشكل طرفو اعبنويب‪.‬‬

‫ب‪-‬تاريخ تأسيس المواقع‬


‫أهسس القسم األكرب من اؼبواقع السابقة اجملاكرة ؼبوقع اؼبسيكة يف الفًتة الركمانية (حواذل‬
‫القرنُت الثاشل– الثالث اؼبيبلديُت)‪ ،‬باستثناء موقعي الزبَتة‪ 1‬ك‪ 2‬كموقع اؼبطلة‪ .‬سبيٌزت الفًتة‬
‫الركمانية ببناء األبراج كجزء من نظاـ الدفاع عن منطقة الًتاخونيا (كما ىو حاؿ موقعي‬
‫اؼبسيكة كعاسم)‪ ،‬كما سبيٌزت بتشييد اؼبباشل الدينية‪ :‬حرـ اؼبعبد اؼبكرس للربة أثينا يف قرية‬
‫داما‪ ،‬ككذلك التكريسات األخرل اؼبوزعة يف اؼبواقع األخرل‪.‬‬
‫يبدك أف كل اؼبواقع مت تأسيسها خبلؿ الفًتة الركمانية كاستمر استيطاهنا خبلؿ الفًتة‬
‫البيزنطية‪ ،‬باستثناء موقع الزبَتة ‪ 2‬الذم تأسس يف الفًتة البيزنطية أك األموية‪.‬‬
‫سبيٌزت الفًتة البيزنطية بتشييد عدد كبَت من اؼبباشل الدينية‪ :‬كنائس يف عاسم كدير داما‬
‫كاؼبسيكة كلبُت كأديرة يف عيبَت كردبا أديرة يف اؼبسيكة كدير داما ككذلك كنائس صغَتة يف دير‬
‫داما كيف لبُت‪.‬‬
‫يف اغبقيقة‪ ،‬تشهد اؼبباشل الدينية العائدة إذل الفًتة البيزنطية على استيطاف مكثف للمواقع يف‬
‫تلك الفًتة‪ .‬يبكننا سبييز اآلثار اليت تشهد على استيطاف منطقة اللجاة خبلؿ الفًتة البيزنطية‬
‫بوضوح‪ ،‬يف حُت أننا نواجو صعوبة أكرب يف سبييز اآلثار العائدة إذل الفًتة األموية؛ إذ إننا دل‬
‫نتمكن من تأكيد استمرار استيطاف اؼبنطقة أثريان (باستثناء موقع زبَتة ‪ .)2‬عثرنا خبلؿ‬
‫تنقيب موقعي اؼبسيكة كصور على بعض الكسر اػبزفية العائدة إذل الفًتة األموية اؼبتأخرة‬
‫(لقى خزفية تعود إذل القرنُت الثامن كالتاسع اؼبيبلديُت)‪ ،‬كتبُت من خبلؿ أعماؿ اؼبسح‬
‫السطحية أف االستيطاف استمر يف نسبة ال تتجاكز ‪ % 20‬من اؼبواقع القديبة‪ .‬تبُت أيضان أف‬
‫نسبة اللقى اػبزفية العائدة إذل الفًتة األموية ال تتجاكز ‪ %2‬من عدد اللقى اؼبؤرخة‪ ،‬كأف‬

‫‪396‬‬
‫مصدرىا ىو التنقيب فقط‪ .‬يعود سبب "استحالة" التمييز بُت اآلثار البيزنطية كاألموية إذل‬
‫االستمرار يف استيداـ التقنيات اؼبعمارية ذاهتا يف بناء اؼبساكن‪ ،‬كردبا كاف ناصبان أيضان عن‬
‫إتباع التقنيات ذاهتا يف صناعة اللقى اػبزفية‪ .240‬ال تنفي ىذه االستمرارية حصوؿ تراجع‬
‫ؿبتمل يف استيطاف اؼبواقع‪ ،‬على األقل يف ما ىبص سكانو اغبضريُت‪ ،‬إذ دل نعثر على آثار‬
‫نصية من شأهنا أف تساىم يف معرفة تاريخ‬ ‫الستيطاهنم‪ .‬كذلك األمر‪ ،‬دل نعثر على أم كثيقة ٌ‬
‫منطقة اللجاة خبلؿ تلك الفًتة‪ ،‬باستثناء نقش عثر عليو يف إزرع (آية قرآنية) يشهد على‬
‫استيطاف مسلمُت حمليط اؽبضبة البازلتية‪.241‬‬
‫‪-1‬غلبية القبائل واالستثمارات الزراعية بين القرنين التاسع والحادي عشر الميالديين‪:‬‬
‫غٌت‪ .‬يركم ابن عساكر يف أحد النصوص‬ ‫تعترب اؼبصادر النصية اؼبتعلقة بالفًتة العباسة األكثر ن‬
‫تورط يف الفتنة اليت‬
‫سَتة حياة رئيس قبيلة عربية بدكية (أمَت بن عمارة بن خرصل الناعم) م ٌ‬
‫اشتعلت يف هناية القرف الثامن اؼبيبلدم بُت القبائل القيسية كالقبائل اليمنية يف دمشق كيف‬
‫منطقة جنوب سورية‪ .‬برز على الساحة‪ ،‬خبلؿ ىذه الفتنة‪ ،‬عدة أشياص‪ :‬اػبليفة ىاركف‬
‫الرشيد كحكاـ دمشق اؼبنتسبوف إذل السبللة العباسية (فبثلو السطلة اؼبركزية)‪ ،‬ككذلك عصبة‬
‫القبائل القيسية كاليمنية‪ .‬تبُت من خبلؿ الركايات اؼبتعلقة بتنقبلت اعبنود كتطويعهم يف‬
‫اللجاة‪ ،‬أف اؽبضبة البازلتية كانت مأىولة خبلؿ الفًتة العباسية كأف عدة قرل منها كانت‬
‫القبائل كانت تابعة ؽبا‪.242‬‬
‫و‬ ‫مكانان الستقرار قبائل ؿبددة أك أف ىذه‬
‫كانت إمدادات القيسيُت تأيت من سهل حوراف كمن قرل القينة كبَتاؽ (براؽ حاليان) كشعارة‬
‫يف اللجاة ‪ .243‬كصل عدد اعبنود اؼبتطوعُت إذل ‪ 9000‬رجل‪ ،‬كتبُت من خبلؿ الركاية اليت‬
‫تتحدث عن العمليات اليت قادىا أمَت بن عمارة بن خرصل الناعم (زعيم القيسيُت) يف منطقة‬
‫جنوب سورية‪ ،‬أف اللجاة كانت مأىولة بقبائل قيسية‪.‬‬
‫بعد مركر قرف‪ ،‬يس ٌجلت بعض القرل على أهنا أراضي زراعية استثمارية مستقلة عن اػبليفة‬
‫العباسي‪ .244‬تعترب إزرع القرية الوحيدة اؽبامة يف اللجاة‪ ،245‬إال إننا نبلحظ الغياب شبو التاـ‬
‫للمعطيات األثرية اؼبتعلقة بطورىا العائد إذل الفًتة العباسية‪ :‬سواءن على مستول التنقيب أك‬
‫على مستول أعماؿ اؼبسح‪ .‬دل يكشف سربا اؼبسيكة عن أم طبقة استيطاف عائدة إذل الفًتة‬

‫‪397‬‬
‫العباسية‪ .‬مع ذلك‪ ،‬دل تسمح لنا ىذه النتيجة من التأكد بأف كامل اؼبوقع كاف مهجوران يف‬
‫تلك الفًتة‪.‬‬
‫ال تشكل اللقى اػبزفية العائدة إذل الفًتة العباسية إال نسبة ‪ %1‬من ؾبمل اللقى (اؼبؤرخة)‬
‫اجملموعة خبلؿ عملية تنقيب اؼبنطقة‪ .‬يصبعت ىذه الكسر من مواقع اؼبسيكة كلبُت كقَتاطة‬
‫كىي تضم كسرة كاحدة فقط مصنوعة من عجينة بيضاء بشوائب معدنية (صنعت بطريقة‬
‫الدكالب)‪ .‬سبيزت الفًتة العباسية حقيقةن هبذا النوع من اػبزؼ اؼبعركؼ باػبزؼ السامرائي‬
‫لكنو كاف منتشران بكثرة يف بصرل أيضان ‪ .246‬يبدك أف األمر يتعلق ىنا بالتفاكت االقتصادم‬
‫بُت اجملتمعات الريفية كاجملتمعات اؼبدينية (أم أف ىذا النوع من اػبزؼ كاف منتشران يف اؼبدف‬
‫أكثر من انتشاره يف القرل)‪.‬‬
‫يشَت غياب الطبقة السًتاتغرافية اػباصة بالفًتة العباسية كندرة اللقى اػبزفية اؼبتعلقة هبا إذل أف‬
‫اؼبوقع كاف شبو مهجور خبلؿ ىذه الفًتة‪ ،‬كىو أمر يدعو إذل االستغراب‪ ،‬إذ إف الوثائق‬
‫النصية اؼبتعلقة باؼبنطقة يف تلك الفًتة تشَت إذل عكس ذلك‪ .‬إذان‪ ،‬ال يبكننا سول أف نفًتض‬
‫بأف قسمان فقط من مواقع اللجاة كاف مهجوران‪.‬‬
‫تنطبق ندرة اؼبصادر األثرية على الفًتة الفاطمية أيضان‪ .‬كذلك ىو حاؿ اللقى اػبزفية العائدة‬
‫إذل القرنُت العاشر كاغبادم عشر اؼبيبلديُت‪ ،‬إذ إف عددىا قليل جدان كما إف نسبتها ال‬
‫تتجاكز الػ ‪ %4‬من عدد اللقى اؼبكتشفة؛ لكنها أكرب من نسبة اللقى العائدة إذل اغبقبتُت‬
‫األموية كالعباسية (‪ %2‬أك ‪ .)%1‬مع ذلك‪ ،‬ال بد لنا من أف نذ ٌكر بأف تلك الفًتة اتسمت‬
‫بوجود أمبلؾ كقفية (يديرىا مدنيوف دمشقيوف) تشهد على كجود استيطاف قركم يف القسم‬
‫الغريب من اللجاة‪ .247‬بقيت أظباء تلك األمبلؾ متداكلة حىت اليوـ‪ ،‬إذ مت إطبلقها على‬
‫القرل أك على اآلثار الدالة على أماكن القرل القديبة‪ .‬تبُت من خبلؿ الوثيقة العائدة إذل‬
‫القرف اغبادم عشر أف تسمية الضيعة كانت تطلق على األمبلؾ اػباصة‪ ،‬كأف تسمية األرض‬
‫اض تابعة إذل القرية يعمل فيها السكاف‬ ‫كانت تطلق على األراضي احمليطة بكل قرية (أر و‬
‫احملليوف)‪ .248‬نذكر كمثاؿ عن األمبلؾ اػباصة "أمبلؾ إيب ‪ "1‬اليت تضم قرية إيب‬
‫(اؼبهجورة حاليان) كمرك وز ؽبا‪ ،‬باإلضافة إذل أراضي شعارة‪ 249‬مشاالن كأراضي اؼبليحة داخل‬

‫‪398‬‬
‫ىضبة اللجاة جنوبان ‪ .‬بيٍت مسج هد يف اؼبسمية (على الطرؼ الشمارل للهضبة البازلتية) بعد‬
‫عاـ من إعبلف الوقف اػباص بتلك األمبلؾ‪.250‬‬
‫أصبحت منطقة اللجاة خبلؿ الفًتة الصليبية‪ ،‬كخبلؿ حقبة الدكؿ اإلسبلمية الصغَتة‬
‫اؼبتسمة باالضطرابات‪ ،‬اؼبكاف الذم كانت تلتجئ إليو الفرؽ العسكرية اإلفرقبية كاؼبسلمة‪.‬‬

‫‪-2‬القرن الثاني عشر ‪ :‬مرحلة إعادة البناء‬


‫عندما سيطر نور الدين الزنكي على زماـ األمور يف سورية‪ ،‬عادت عجلة االقتصاد للدكراف‬
‫من جديد فيها‪ ،‬أك على األقل‪ ،‬ازداد تدفق العملة إليها‪ .‬كانت منطقة اللجاة مرتبطة دبدينة‬
‫دمشق يف ذلك اغبُت‪ ،‬فبا ساىم يف إنعاش اقتصاد اؼبنطقة‪ ،‬ك يؤكد بناء اػباف يف إزرع عودة‬
‫النشاط االقتصادم منذ العاـ ‪ 1142‬ـ‪.251‬‬
‫عيثر على بعض اللقى ( أقل أنبية نوعان ما من اللقى السابقة) اليت تشَت إذل إعادة استيطاف‬
‫منطقة اللجاة خبلؿ الفًتة الفاطمية (القرنُت العاشر كاغبادم عشر اؼبيبلديُت)‪ .‬يف اغبقيقة‪،‬‬
‫بلغت عملية إعادة استيطاف اؼبنطقة أكجها يف الفًتة السلجوقية (القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم)‪،‬‬
‫كقد مت العثور على اللقى اػباصة هبا يف شبانية مواقع من اؼبواقع العشرة اؼبمسوحة؛ كردبا تعود‬
‫مساجد اؼبسيكة إذل الفًتة ذاهتا‪ .‬تشهد نتائج التنقيب كأعماؿ اؼبسح أيضان على إعادة‬
‫استيطاف منطقة اللجاة ككذلك على تداكؿ أكرب للعملة يف تلك اؼبنطقة منذ ذلك الوقت‪ ،‬إذ‬
‫عيثر على عملتُت تعوداف إذل القرف الثاشل عشر‪ .252‬س ٌكت ىاتاف العملتاف‪ ،‬العائدتاف إذل‬
‫عهد نور الدين الزنكي‪ ،‬يف دار ضرب العملة يف دمشق اليت توقفت عن العمل يف العاـ‬
‫‪544‬ىػ‪1149/‬ـ ؛ لكن قاـ نور الدين الزنكي بإجبار ؾبَت الدين عبق (الذم كاف أمَتان‬
‫‪253‬‬

‫على دمشق آنذاؾ) على نقش اظبو على القطع النقدية اؼبسكوكة يف كرشات اؼبدينة حىت قبل‬
‫أف يستلم اإلمارة‪.254‬‬
‫يتوفر لدينا حاليان ثبلثوف مثاالن عن العمبلت السلجوقية اؼبسكوكة يف عهد نور الدين‪ 255‬كىو‬
‫عدد كبَت نسبيان إذا ما قارناه بعدد العمبلت السلجوقية اؼبسكوكة يف عهد البوريُت (عشرة‬

‫‪399‬‬
‫سك ىذه الفلوس هبدؼ تلبية حاجات التجارة احمللية كهبدؼ دفع‬ ‫أمثلة ال مثيل ؽبا)‪ .‬مت ٌ‬
‫اؼبرتبات‪ ،‬كقد اقتصر تداكؽبا على اؼبناطق اجملاكرة ؼبكاف س ٌكها‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬يبكن اعتبار بناء اعبامعُت الصغَتين اػباصُت باألحياء‪ ،‬ككذلك اعبامع الرئيسي يف‬
‫اؼبسيكة‪ ،‬كواحدةو من النتائج الناصبة عن النمو الديبوغرايف كإعادة استيطاف اؼبنطقة‪ .‬تبُت من‬
‫خبلؿ اللقى اػبزفية اجملموعة أف القسم األكرب من اؼبواقع اؼبنقبة كاف مأىوالن يف تلك الفًتة‪ .‬مت‬
‫مبٌت‬
‫ربويل الكنيسة يف قرية عاسم إذل جامع‪ ،‬لكنها تعترب اغبالة الوحيدة اؼبسجلة عن ربويل ن‬
‫ديٍت إذل آخر‪ .‬على الرغم من حالة الدمار الشديدة لكنيسة اؼبسيكة‪ ،‬ال يبدك بأهنا خضعت‬
‫إذل تعديل يف كظيفتها‪ ،‬كإضافة ؿبراب إليها على سبيل اؼبثاؿ‪ .‬كذلك ىو اغباؿ يف اؼبواقع‬
‫األخرل‪ ،‬إذ دل زبضع الكنائس (كال حىت الصغَتة منها) إذل تغيَت ييذكر‪ .‬يف الواقع‪ ،‬ىناؾ‬
‫أربعة مساجد موزعة على قريتُت‪ :‬ثبلثة يف اؼبسيكة كمسجد كاحد فقط يف عاسم‪ .‬يبكن‬
‫تفسَت قلة عدد اؼبباشل الدينية اػباصة بالدين اإلسبلمي بأف سكاف ىذه القرل دل يكونوا‬
‫مسلمُت‪ ،‬إمبا مسيحيُت يرتادكف الكنائس‪ ،‬أك إنو مت استيداـ الكنائس كمساجد لكن دكف‬
‫استي ًدمت كمساكن أك ىرم أك حىت‬ ‫أف زبضع ألم تعديل معمارم يستحق الذكر؛ أك ردبا ٍ‬
‫كإسطببلت‪ .‬خضع اعبامع ‪ ‬يف قرية اؼبسيكة لتغيَتات بسيطة يبكن سبييزىا ببساطة‪ ،‬إذ مت‬
‫مضاعفة اعبدار اعبنويب هبدؼ بناء احملراب‪ ،‬كما س ٌدت األبواب الغربية كفي ً‬
‫ت وٌح بدالن عنها‬
‫باب جديد يف اعبدار الشمارل‪ .‬باإلضافة إذل الفرضيات السابقة‪ ،‬يبكننا االفًتاض بأف سكاف‬
‫رحل استوطنوا ىذه القرل بشكل مؤقت‪ .‬كبن نعلم بأف البدك يتميٌزكف بتنظيم‬ ‫رحل أك شبو ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اجتماعي كبَت ضمن القبيلة‪ ،‬لكنٌهم يقيموف يف اػبياـ‪ ،‬أم ال تقاليد معمارية ؽبم‪ .‬تبُت لنا‬
‫من خبلؿ ربرياتنا كمن خبلؿ اؼبعلومات اليت نشرىا بتلر‪ ،‬أف صباعة من البدك استوطنوا مواقع‬
‫قَتاطة كدير داما كصور اؼبسيكة يف بداية ىذا القرف‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬يبكن لكل ىذه األمور ؾبتمعة أف تفسر لنا الغياب الشبو التاـ للمباشل الدينية اػباصة‬
‫باإلسبلـ‪.256‬‬
‫‪-3‬القرن الثالث عشر الميالدي‪ :‬إدارة األراضي على شكل إقطاعيات‪:‬‬

‫‪400‬‬
‫يتوفر لدينا الكثَت من الوثائق النصية كاألثرية كالنقوش اػباصة بالفًتة األيوبية يف منطقة‬
‫اللجاة‪ ،‬كقد ذكر اعبغرافيوف اؼبنطقة ضمن قوائمهم على أهنا مقاطعة كاملة‪ ،‬أما النقوش‬
‫فتقوؿ إهنا كانت تابعة إلقطاعية صليد‪.‬‬
‫ذكر الرحالة العريب ياقوت الركمي أف ثبلث قرل كانت تابعة إذل منطقة اللجاة يف بداية القرف‬
‫الثالث عشر‪ :‬بصر اغبرير كقبراف على الطرؼ اعبنويب للهضبة البازلتية‪ ،‬كقرية الرحبة اليت ال‬
‫نعرؼ مكاهنا بدقة‪ .257‬تقع بصر اغبرير ( اليت كانت تعرؼ بكوـ بصرل‪ )258‬على اغبدكد‬
‫اعبنوبية للهضبة البازلتية ضمن نطاؽ سهل البثنية اؼبميز بأراضيو الزراعية‪ ،‬كقد كانت تابعة‬
‫إلقليم الًتاخونيا منذ العصور القديبة‪ .‬أصبحت القرية يف القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم مكانان‬
‫للحج‪ ،‬كما زاؿ اغبجاج يقصدكهنا حىت اليوـ هبدؼ زيارة قرب النيب يوشع‪ .259‬ظبيٌت ىذه‬
‫القرية باغبرير نسبة إذل الشيخ علي اغبرير الذم كلد يف القرية كمات فيها (يف العاـ ‪)1248‬‬
‫عن عمر يناىز ‪ 90‬عامان‪.260‬‬
‫بدكرىا‪ ،‬تقع قرية قبراف بالقرب من األراضي الزراعية التابعة إذل كادم النقرة األعلى‪ ،‬على‬
‫اغبدكد الغربية للجيب األرضي الكبَت القابل للزراعة جنويب اللجاة‪ ،‬كقد ذكرىا ابن ش ٌداد‬
‫كمكاف للحج؛ إذ إف أصحاب األخدكد مدفونوف فيها‪ .261‬كذلك ىو حاؿ قرية ؿبجة‬
‫(الواقعة على اغبدكد الغربية للٌجاة)‪ ،‬إذ يدفًن فيها أحد صحابة الرسوؿ‪ .262‬تعترب قرية الرحبة‬
‫آخر القرل التابعة للٌجاة‪ ،‬كقد أغبقها كل من ياقوت الركمي ككاتب مراصد (عبد اؼبؤمن بن‬
‫عبد اغبق البغدادم صفي الدين) بإقليم صليد‪ .263‬يبكن أف تكوف ىذه القرية ىي قرية‬
‫الرحبة اغبالية ذاهتا اؼبمتدة على السفح الغريب عببل العرب‪ :‬كإذا استطعنا تأكيد ىذه‬
‫الفرضية‪ ،‬فإننا نثبت بذلك أف اغبدكد اإلدارية ؼبنطقة اللجاة كانت تضم جزءان من اعببل‪.264‬‬
‫يبلحظ أف قلعة صليد الواقعة جنويب اعببل كانت مستقلة عن باقي أراضي الريف‪ ،‬إذ‬
‫يمنًحت (دبوجب قرار خاص) إذل حاكم دمشق الذم استعاف بدكره بأستاذداره كقريبو عز‬
‫الدين أيبك لتورل مهاـ إدارة القلعة‪ .‬لقد كضع عز الدين أيبك شركطان لقبولو بإدارة إقطاعية‬
‫صليد كاؼبناطق احمليطة هبا (ككذلك إدارة أمبلكو يف دمشق)‪ ،‬إذ طالب بإعفاء كل اؼبنتجات‬
‫اليت يقوـ ببيعها أك شرائها من الضرائب (اؼبكوس) كأف يعطى الصبلحية اؼبطلقة لفعل أم‬
‫شيء يريده‪ .265‬لقد كاف عز الدين أيبك ىذا شديد الغٌت‪ ،‬حىت إنو أمر بتشييد و‬
‫مباف على‬

‫‪401‬‬
‫نفقتو اػباصة تعود منفعتها على العامة‪ ،‬كما قاـ بتمويل بعض اعبمعيات اػبَتية كبًتميم خاف‬
‫إزرع يف العاـ ‪1238‬ـ‪ 636/‬ىػ‪266‬؛ أم بعد مائة عاـ من تشييده (‪1142‬ـ‪536/‬ىػ )‬
‫بأمر من كبَت أمناء القصر ناىد الدكلة‪ .267‬أعيد استيداـ نقش التأسيس على ساكف‬
‫مسكن خاص اليوـ‪ ،268‬كىو يذكر أيبك على أنو حاكم صليد كإزرع ‪" :‬مت إصبلح ىذا‬
‫اػباف بأم ور من األمَت عز الدين أيبك صاحب صليد ك إزرع‪ ،‬األمَت عز الدين أيبك‬
‫اؼبعظم‪ ."....‬إذان‪ ،‬كانت كل من اللجاة كعاصمتها اإلدارية إزرع تابعتاف إذل إقطاعية قلعة‬
‫صليد‪ .‬ىذا من ناحية ‪ ،‬كمن ناحية ثانية أ ٌكدت النقوش اؼبعلومة اليت أكردىا ياقوت الركمي‬
‫بأف موقع الرحبة (يف جبل العرب) كاف تابعان إذل منطقة صليد‪ ،‬كأنو يس ٌجل أيضان ضمن‬
‫منطقة اللجاة‪.‬‬
‫إذان‪ ،‬تتح ٌدث كل الوثائق النصية (اؼبتوفرة لدينا) عن استثمار إقطاعية صليد استثماران مزدىران‬
‫يف القرف الثالث عشر اؼبيبلدم‪ .‬بدكرىا‪ ،‬أكدت النتائج األثرية الفرضية القائلة بوجود إشراؼ‬
‫مركزم على األراضي كعلى السكاف‪ ،‬كقد عثرنا (يف كل اؼبواقع اليت مشلها اؼبسح) على األدلة‬
‫اليت تثبت استيطاهنا يف تلك الفًتة‪ .‬نستطيع االفًتاض بأف سياسة عز الدين أيبك اعتمدت‬
‫على تعزيز األمن كعلى ربضَت السكاف‪ ،‬لكن ىذا ال ينفي كجود البدك الرحل يف اؼبنطقة‪.‬‬
‫دبعٌت آخر‪ ،‬اعتمدت تلك السياسة على إعادة إعمار اؼبنطقة كفقان للسياسة ذاهتا اليت كانت‬ ‫ن‬
‫‪269‬‬
‫متٌبعة يف منطقة مشاؿ سورية أيضان ‪.‬‬
‫‪-4‬القرن الرابع عشر‪ :‬انحطاط نسبي‬
‫يتبُت من خبلؿ اؼبصادر النصيٌة أف مرحلة االكبطاط بدأت يف منطقة جنوب سورية خبلؿ‬
‫الفًتة اؼبملوكية‪ ،‬كأف مدينة بصرل كقلعة صليد فقدتا أنبيتهما بعد أف كانتا تشكبلف القطب‬
‫الذم انتظمت حولو أراضي الريف الدمشقي‪ .‬باإلضافة إذل ذلك‪ ،‬مت ربويل الطرؽ الرظبية‬
‫كطرؽ نقل الثلج كشبكة الربيد‪ ،‬ككذلك قوافل اغبج اليت كانت سبر عرب اللجاة كعرب جبل‬
‫العرب‪ ،‬باذباه القسم الغريب من سهل البثنية كأصبحت سبر عرب الصنمُت كنول كمزيريب؛‬
‫حل ؿبل بصرل على ىذا احملور يف هناية الفًتة اؼبملوكية‪.‬‬
‫حىت أف اؼبوقع األخَت ٌ‬
‫يشَت اعبغرافيوف العرب إذل أف اللجاة كانت تابعة إذل أراضي إقليم حوراف يف تلك الفًتة‪،‬‬
‫ككانت إزرع كاحدة من مدف اؼبنطقة الرئيسية (كفقان ؼبا ذكره أبو الفداء)‪ .270‬تقع إزرع على‬

‫‪402‬‬
‫بعد عدة كيلومًتات فقط شرقي طريق السهل‪ ،‬كبالتارل كانت من أكثر القرل استفادة من‬
‫التبادالت التجارية القائمة بُت دمشق كبصرل كدرعا‪ .‬يف بداية الفًتة اؼبملوكية‪ ،‬يشيٌد مسجد‬
‫يف إزرع‪ 271‬بأمر من السلطاف اؼبلك الناصر يوسف الثاشل‪ :‬حاكم حلب كضبص كدمشق يف‬
‫الفًتة اؼبمتدة بُت العامُت ‪1236‬ـ‪ 634/‬ىػ ك‪1260‬ـ‪ 656/‬ىػ‪ .272‬سب ٌكن ىذا السلطاف‬
‫من إعادة توحيد سورية‪ ،‬دبا فيها مدينة إزرع اليت أصبحت تابعة إذل نفوذ سلطانو‪.‬‬
‫نقش على عضادة قوس اغبنية يف كنيسة ليبُت يشَت إذل صناعة‬ ‫ً‬
‫بعد مركر نصف قرف‪ ،‬يكبت ه‬
‫مقاعد حجرية يف العاـ ‪718‬ىػ‪1318 /‬ـ‪ .273‬مت تشييد ىذه الكنيسة خبلؿ الفًتة البيزنطية‬
‫كما ىو معرؼ‪ ، 274‬لكننا دل نتأكد من استمرار قيامها بوظيفتها الدينية ككنيسة خبلؿ‬
‫الفًتات اإلسبلمية‪ .‬كبن نعلم بالطبع استمرار اؼبسيحية يف بعض مناطق حوراف خبلؿ القرنُت‬
‫الثاشل عشر كالثالث عشر اؼبيبلديُت‪ ،275‬إال إف ىذا النقش يعترب النقش الوحيد الذم يؤكد‬
‫استمرارىا يف قرية من قرل منطقة جنوب سورية يف القرنُت الرابع عشر كاػبامس عشر‬
‫اؼبيبلديُت‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬ىناؾ الكثَت من اؼبعطيات األثرية اليت تثبت استيطاف اؼبنطقة يف تلك‬
‫الفًتة‪ ،‬إذ عيثر على نصف درىم (على أرضية ضمن طبقة استيطاف يف اؼبسيكة) ظبح بإرجاع‬
‫كل اللقى اؼبوجودة يف الطبقة ذاهتا إذل األعواـ ‪829-815‬ىػ ‪1421-1412 /‬ـ؛ أم‬
‫عهد اؼبؤيٌد شيخ احملمودم (اللوحة ‪10‬حػ)‪ .‬إذا انطلقنا من ىذا اؼبنظور‪ ،‬نيبلحظ أف اللقى‬
‫اػبزفية العائدة إذل الفًتة اؼبملوكية موجودة يف كل اؼبواقع اؼبنقبة يف اللجاة‪ ،‬كبالتارل تنطبق‬
‫الفرضيات اػباصة دبوضوع استيطاف أراضي اللجاة كإدارهتا خبلؿ الفًتة األيوبية على الفًتة‬
‫اؼبملوكية أيضان‪ :‬أم سبت إعادة استيطاف القرل يف تلك الفًتة كمت تنظيمها اجتماعيان ككاف‬
‫بعضها تابعان إذل بعضها اآلخر‪ .‬لقد بلغ االستيطاف ذركتو خبلؿ الفًتة اإلسبلمية يف القرنُت‬
‫الثاشل عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫قادتنا نتائج الدراسة اؼبعمارية اليت طالت ‪ 450‬قاعة (تيش ٌكل شبانية كطبسُت مسكنان) يف قرية‬
‫اؼبسيكة‪ ،‬ككذلك نتائج دراسة األرض احمليطة هبا‪ ،‬إذل االفًتاض بأف اؼبواقع استوطنها سكاف‬
‫رحل خبلؿ الفًتة اإلسبلمية‪ .‬استقر أفراد قبيلة غساف (البدك الرعاة) يف بعض‬ ‫رحل أك شبو ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اؼبباشل مؤقتان‪ ،‬كقبم عن استقرارىم ىذا تنظيمان عائليان كقبليان متينان داخل قرية اؼبسيكة اعبديدة؛‬
‫لكنهم ىجركا القرية بعد ستة أشهر مفضلٌُت العيش داخل خيامهم اليت نصبوىا على بعد‬

‫‪403‬‬
‫أكثر من ‪ 50‬ـ عن مكاف إقامتهم الشتوم‪ .‬ترافق تنظيم اؼبساكن (على شكل ؾبموعات‬
‫متجانسة ضمن األحياء) مع تنظيم قبائلي ضمن حرـ اؼبنطقة اؼبشيدة يف قرية اؼبسيكة‪ .‬على‬
‫مستول اؼبناطق‪ ،‬كاف يتم تزكيد كل األراضي احمليطة باؼبسيكة ( اليت ضبلت أظباءن مرتبطة‬
‫بأمور الرعي) باؼبياه من اآلبار كالينابيع‪ .‬تقودنا ىذه اؼبعلومات اؼبيتلفة إذل تأكيد أنبية‬
‫القبائل‪ ،‬أك على األقل‪ ،‬كجودىا يف اؼبنطقة خبلؿ اغبقبتُت اغبديثة كاؼبعاصرة‪ .‬يبدك أف تلك‬
‫الفًتات اتسمت بتحضَت القبائل البدكية‪ ،‬فبا خلق إشكالية أماـ البحث األثرم يف ما يتعلق‬
‫دباىية ىذا التحضَت احملتمل كبالتنظيم االجتماعي لتلك القبائل‪ ،‬ككذلك يف ما يتعلق دبقدرتنا‬
‫على تتبع أساليب حياهتم كفهمها من خبلؿ النصوص كمن خبلؿ علم اآلثار‪ .‬يف اغبقيقة‪،‬‬
‫يبلحظ تكاملية اإلعمار اؼبيتلط على مستول القرل قبل كل شيء‪ .‬يشَت قانوف الوقف‬
‫العائد إذل العاـ ‪ ،1043‬ككذلك السجل العثماشل‪ ،‬إذل أنبية التبادالت القائمة بُت األراضي‬
‫الزراعية اليت يستثمرىا الفبلحوف لزراعة اغببوب كبُت منطقة اللجاة اليت ال يبكن زبيٌلها إال‬
‫الرحل لرعي اؼباشية‪ .‬قادتنا نتائج األحباث اؼبنجزة إذل االفًتاض بأف قرية‬
‫مكانان هبوبو البدك ٌ‬
‫اؼبسيكة كاف يستوطنها بدك رحل‪ ،‬كأنو كاف يتم تزكيد األراضي اؼبيصصة لزراعة اغببوب‬
‫(اليت تعترب مدينة إزرع مركزان ؽبا) باؼبياه من الودياف اليت يسيطر عليها بدك جبل العرب‪ .‬لقد‬
‫سبكن اؼبشرفوف على أراضي اإلقطاعية من ربقيق التكامل االقتصادم كالسياسي بُت‬
‫اؼبنطقتُت‪ ،‬كارتبطت اللجاة إداريان بقلعة صليد اؽبامة‪.‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫استطعنا إعادة تصور تنظيم أراضي قرية اؼبسيكة خبلؿ الفًتة اإلسبلمية (من القرف السابع‬
‫إذل القرف اػبامس عشر اؼبيبلدم) باالعتماد على نتائج أعماؿ السرب اؼبنفذة داخل مسكنُت‬
‫من مساكن القرية‪ ،‬كعلى الدراسة اؼبعمارية اليت طالت ‪ 450‬قاعة (تشكل ‪ 58‬مسكنان)؛‬
‫ككذلك باالعتماد على نتائج أعماؿ اؼبسح اؼبنفذة يف القرل احمليطة هبا‪ .‬مت حفر سربين يف‬
‫قاعتُت داخل مسكنُت يقعاف يف القسم الشرقي من القرية‪ :‬أغبقت األكذل باؼبسكن التابعة لو‬
‫مبٌت قدصل‪ .‬ظبحت لنا اللقى اػبزفية كاؼبسكوكات‬‫يف فًتة متأخرة‪ ،‬بينما تعود القاعة الثانية إذل ن‬
‫اؼبكتشفة ضمن الطبقات اؼبتناضدة بالكشف عن مطبخ داخل القاعة اؼبلحقة مؤخران‪ ،‬كتبُت‬
‫أنو كاف ييستيدـ بُت القرنُت الثاشل عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫تكوف اؼبسكن اإلسبلمي انطبلقا من‬ ‫يف اؼبقابل‪ ،‬ساعدتنا الدراسة اؼبعمارية على فهم كيفية ٌ‬
‫عدد من اؼبساكن اؼبنفصلة‪ .‬بدكره‪ ،‬كشف السرب اؼبنفذ داخل اؼببٌت القدصل عن أطوار‬
‫استيطاف امتدت بُت القرنُت الرابع كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪ .‬من اؼبؤكد بأف أطوار االستيطاف‬
‫ىذه زبللها فًتة يىجر فيها اؼببٌت بُت القرنُت السابع كالثاشل عشر اؼبيبلديُت‪ .‬بيٍت اؼبطبخ يف فًتة‬
‫معاصرة إلعادة استيطاف القاعة القديبة يف القرف الثاشل عشر‪ ،‬أم يف الفًتة ذاهتا اليت ظهرت‬
‫فيها اؼبصطبة (اؼبيصصة الستقباؿ الضيوؼ)‪ .‬تؤكد الدراسة اؼبعمارية أيضان حصوؿ تكثيف‬
‫معمارم كبَت خبلؿ الفًتات اإلسبلمية‪ ،‬كما إهنا تؤكد حصوؿ تعديل على اؼبساكن القديبة‪:‬‬
‫بشكل خاص‪ ،‬إضافة قاعات تصل بينها‪ .‬تضم تلك اؼبساكن أربعة مباذج من القاعات‪:‬‬
‫القاعات العالية اؼبستطيلة ذات الدعامة اؼبركزية الداعمة للسقف (‪ )SH.RS‬كالقاعات‬
‫العالية اؼبستطيلة الضيقة (‪ )SH.RE‬كالقاعات متوسطة االرتفاع (‪ )SM‬كأخَتان القاعات‬
‫اؼبنيفضة االرتفاع (‪ .)SB‬يستيدـ النموذج األكؿ كبهو أك كقاعات استقباؿ أك حىت‬
‫كحظائر (كذلك عندما تتضمن اعبدراف اعبانبية معالف)‪ ،‬بينما يتوافق النموذج الثاشل مع‬
‫ىرم تستيدـ لتيزين العلف‪ .‬يبدك أف النموذج الثالث يباثل النموذج األكؿ يف كظيفتو‪،‬‬
‫كيبكن تفسَت اختبلؼ ارتفاعهما دبحاكلة أصحاب اؼبسكن التقليل من تكلفة البناء؛ أما‬
‫النموذج الرابع‪ ،‬اؼبتمثل بالقاعات اؼبستطيلة كمنيفضة االرتفاع‪ ،‬فيمكن استيدامو كإسطبل‬
‫(عندما يرافقو معالف) أك كهرم أكقد يستيدـ كقاعات معيشة‪ .‬تشهد الصركح العامة‬
‫كالدينية ك الًتتيبات األخرل اؼبيتلفة ( شبكات الطرؽ كاؼبصاطب كاػبزانات كاآلبار) من‬
‫جهة‪ ،‬كمن جهة ثانية تكثيف اإلعمار كالتعديبلت اليت طرأت على اؼبساكن‪ ،‬على استيطاف‬
‫القرية كعلى تطورىا خبلؿ الفًتة اإلسبلمية انطبلقان من النواة القديبة‪.‬‬
‫ظبحت معاينة اثنيت عشرة قرية يف ؿبيط اؼبسيكة‪ ،‬ككذلك اللقى اػبزفية اؼبكتشفة‪ ،‬بتحديد‬
‫فًتات استيطاف تعود إذل اغبقبتُت القديبة كاإلسبلمية‪ ،‬كتبُت أف تأسيس أغلبية اؼبواقع كاف بُت‬
‫القرنُت الثاشل كالثالث اؼبيبلديُت‪ .‬مت تزكيد ىذه اؼبواقع بأبراج كجزء من منظومة الدفاع عن‬
‫الًتاخونيا (اللجاة)‪ .‬بدكرىا‪ ،‬شهدت الفًتة البيزنطية استيطانان مكثفان سبيز بتشييد اؼبباشل الدينية‬
‫بشكل خاص‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬كجدنا صعوبة يف تأكيد استمرار االستيطاف خبلؿ‬
‫الفًتة األموية‪ :‬إذ مت تبٍت التقاليد اؼبعمارية ذاهتا‪ ،‬كما مت استيداـ التقنيات ذاهتا يف صناعة‬

‫‪405‬‬
‫اػبزؼ‪ .‬على كل حاؿ‪ ،‬ال تنفي استمرارية االستيطاف ىذه حصوؿ تراجع يف عدد السكاف‪،‬‬
‫اغبضريُت منهم على األقل‪ .‬يف اؼبقابل‪ ،‬دل نعثر إال على عدد قليل جدان من األدلة األثرية اليت‬
‫تشهد على استيطاف اؼبنطقة خبلؿ اغبقبتُت العباسية كالفاطمية‪ ،‬بينما سبيٌز القرف الثاشل عشر‬
‫باستعادة منطقة اللجاة لنشاطها االقتصادم الذم بلغ ذركتو يف القرف الثالث عشر كخبلؿ‬
‫الفًتة األيوبية‪ .‬كاف ذلك بفضل سياسة مستقرة كمبلئمة لتوطُت البدك الرحل كربضَتىم‪،‬‬
‫كبفضل إعادة إعمار اؼبنطقة‪ .‬دل يستمر ىذا االزدىار االقتصادم طويبلن‪ ،‬إذ سرعاف ما‬
‫تدىور الوضع من جديد يف القرف الرابع عشر اؼبيبلدم كيف الفًتة اؼبملوكية‪.‬‬

‫‪406‬‬
‫اللوحة ‪1‬‬

‫ب‬ ‫أ‬

‫أ‪.‬منطقة تواجد اؼبساكن يف قرية اؼبسيكة‪ :‬اؼبنظر كما يشاىد من الربج الركماشل باذباه الشماؿ‪.‬‬

‫ب‪.‬خريطة القرية‪ .‬البعثة األثرية الفرنسية السورية ‪.1996-1992‬‬

‫‪407‬‬
‫اللوحة ‪2‬‬

‫ب‬ ‫أ‬

‫أ‪.‬منظر عاـ للموقع من اعبنوب‪ -‬الشرقي‪.‬‬


‫ب‪.‬اغبدكد الشمالية للموقع‪ :‬السور اؼبتشكل من جدراف اؼبساكن‪.‬‬

‫‪408‬‬
‫اللوحة ‪3‬‬

‫أ‬ ‫أ‬
‫الطور ‪ : 7‬طور ىجراف‬ ‫‪1002-1001‬‬
‫ج‬ ‫الطور ‪: 6‬‬ ‫جرة ‪1015‬‬ ‫ب‬
‫مسكوكة عائدة إذل فًتة اؼبماليك‬ ‫أرضية ‪1006-1003‬‬
‫(‪)1421 – 1412‬‬
‫الطور ‪: 5‬‬ ‫مواقد ‪1005 -1008-1010‬‬
‫مسكوكة عائدة إذل فًتة اؼبماليك‬ ‫تنور ‪1020‬‬
‫البحرية (‪)1290-1250‬‬ ‫أرضيات‪- 1013 – 1012‬‬
‫‪1016‬‬

‫الطور ‪: 4‬‬ ‫موقدين ‪1019-1014‬‬


‫هناية القرف الثالث عشر اؼبيبلدم‬ ‫أرضية ‪1018‬‬
‫الطور ‪: 3‬‬ ‫موقدين ‪1022-1003‬‬
‫القرف القرف الثالث عشر اؼبيبلدم‬
‫د‬ ‫الطور ‪: 2‬‬ ‫موقدين ‪1027-1025‬‬
‫من منتصف القرف الثاشل عشر ‪ -‬بداية‬ ‫جدار ‪1028‬‬
‫القرف الثالث عشر اؼبيبلدم‬ ‫أرضية ‪1026‬‬

‫الطور ‪: 1‬‬ ‫ببلطات أرضية التسوية‬


‫منتصف القرف الثاشل عشر اؼبيبلدم‬

‫ىـ‬

‫أ‪ .‬اؼبسكن‪،1‬القاعة ‪:17‬مقطع مشارل – جنويب‪ .‬ب‪ .‬ـبطط‬


‫سًتاتيغرايف‪.‬‬

‫ج‪ .‬اؼبسكن ‪ ، 1‬القاعة ‪ :17‬الطور ‪.1‬‬

‫د‪ .‬اؼبسكن ‪ ، 1‬القاعة ‪ :17‬الطور ‪.2‬‬

‫ىػ‪ .‬اؼبسكن ‪ ، 1‬القاعة ‪ :17‬الطور‪.5‬‬

‫‪409‬‬
‫اللوحة ‪4‬‬

‫أ‪.‬ـبطط اؼبسكن اإلسبلمي ‪ :1‬اؼبباشل الركمانية البيزنطية اؼبنتمية إذل ثبلثة مساكن ـبتلفة مظللة؛ باللوف األبيض‪:‬‬
‫األبنية السلجوقية‪ -‬األيوبية؛ باللوف الرمادم‪ :‬اؼبصاطب‪.‬‬

‫ب‪.‬اؼببٌت اعبنويب للمسكن ‪1‬كالذم يضم الغرؼ ‪20‬ك‪19‬ك‪ .18‬يشاىد يف اؼبقدمة‬


‫اللوحة‬
‫‪5.1993‬‬ ‫الغرفة ‪ 17‬اؼبنقبة يف العاـ‬

‫‪410‬‬
‫اللوحة ‪5‬‬

‫أ‪ .‬ـبطط اؼبسكن اإلسبلمي ‪ :2‬باللوف الرمادم‪ :‬اؼبباشل اؼبنتمية إذل ثبلثة مساكن ركمانية – بيزنطية ـبتلفة؛‬
‫باللوف األبيض‪ :‬األبنية السلجوقية‪ -‬األيوبية؛ يشار بالتظليل إذل السرب اؼبنفذ يف القاعة ‪.6‬‬

‫ب‪.‬اؼببٌت الغريب للمسكن ‪ 2‬تظهر فيو تعديبلت تعود إذل الفًتة اإلسبلمية (سد بعض األبواب)‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫اللوحة ‪6‬‬

‫أ‪ .‬اؼبسكن ‪ ،2‬القاعة ‪ : 6‬الطور الثالث‪.‬‬ ‫ب‪ .‬اؼبسكن ‪ ،2‬القاعة ‪ : 6‬الطور الرابع‪.‬‬

‫الطور ‪6‬‬ ‫‪2003-2002-201‬‬


‫الطور ‪5‬‬ ‫‪2004‬‬

‫الطور ‪: 4‬‬ ‫‪2005‬‬


‫مسكوكات سلجوقية (‪ 1181-1171‬ـ)‬ ‫أرضية مبلطة ‪2006‬‬
‫أيوبية (‪)1290-1280‬‬
‫الطور ‪: 3‬‬ ‫اؼبصطبة ‪ 2008‬أ – ‪2007‬‬
‫مسكوكة سلجوقية (‪ 1174 -1149‬ـ)‬ ‫أرضية مبلطة ‪2006‬‬
‫الطور ‪ : 2‬طور ىجراف‬ ‫‪2009‬‬

‫الطور ‪: 1‬‬ ‫مواقد ‪ 2010‬أ‬


‫مسكوكة قسطنطينية (‪ 341-335‬ـ)‬ ‫أرضية ‪2010‬ب – ‪ 2010‬جػ‬

‫ج‪.‬ـبطط سًتاتيغرايف‪.‬‬

‫د‪ .‬اؼبسكن ‪ ،2‬القاعة ‪: 6‬مقطع سًتاتيغرايف مشارل – جنويب‪.‬‬


‫‪7‬‬ ‫اللوحة‬

‫‪412‬‬
‫اللوحة ‪7‬‬

‫أ‪ .‬أمثلة عن اللقى اػبزفية اؼبكتشفة أثناء تنقيب القاعة رقم ‪ 17‬يف اؼبسكن ‪ :2‬ظبحت مسكوكتاف بالتأريخ للطبقة‬
‫‪ 2005‬يف ألعواـ ‪.1290 - 1174‬‬

‫ب‪ .‬أمثلة عن اللقى اػبزفية اؼبكتشفة أثناء تنقيب الغرفة رقم ‪ 17‬يف اؼبسكن ‪:1‬ظبحت مسكوكة بالتأريخ للطبقتُت‬
‫‪1012‬ك‪ 1013‬يف األعواـ ‪.1290 - 1280‬‬

‫‪413‬‬
‫اللوحة ‪8‬‬

‫أ‪ .‬أمثلة عن اللقى اػبزفية اؼبكتشفة أثناء تنقيب القاعة رقم ‪ 6‬يف اؼبسكن ‪:2‬ظبحت مسكوكتاف بالتأريخ للطبقة ‪ 2005‬يف األعواـ‬
‫‪ .1290 - 1174‬الرسوـ التوضيحية مأخوذة عن أ‪.‬غَتاف‪ .‬اإليفاياد ‪.1996‬‬

‫ب‪ .‬أمثلة عن اللقى اػبزفية اؼبكتشفة يف اؼبسيكة‪ ،‬مؤرخة بُت القرنُت الرابع عشر كاػبامس عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫الرسوـ التوضيحية مأخوذة عن أ‪.‬غَتاف‪ .‬اإليفاياد ‪.1996‬‬

‫‪414‬‬
‫اللوحة ‪3‬‬

‫أ‪ .‬أمثلة عن اللقى اػبزفية اؼبكتشفة أثناء تنقيب القاعة رقم ‪ 6‬يف اؼبسكن ‪:2‬ظبحت مسكوكتاف بالتأريخ للطبقة‬
‫‪ 2005‬باألعواـ ‪.1290 - 1174‬‬

‫ب‪ .‬أمثلة عن اللقى اػبزفية اؼبكتشفة أثناء تنقيب الغرفة رقم ‪ 17‬يف اؼبسكن ‪ :1‬ظبحت مسكوكة بالتأريخ للطبقة ‪1012‬‬
‫باألعواـ ‪ .1290 - 1280‬الرسوـ التوضيحية مأخوذة عن أ‪.‬غَتاف‪ .‬اإليفاياد ‪.1996‬‬

‫‪415‬‬
‫اللوحة ‪01‬‬
‫مسكوكات عُثر عليها في المسيكة‬
‫ترميم ؿبمد فارس‪ ،‬ـبرب اؼبتاحف الوطنية يف دمشق‬
‫المسكوكات القديمة (معاينة كريستياف أكجيو)‬
‫أ‪-‬المسكن ‪ ،2‬الطبقة ‪ ،2114‬عملة برونزية‪ ،‬القطر ‪18‬مم‪ ،‬إصدار العاـ ‪335 – 330‬ـ‬
‫‪ ،‬هناية كالية قسطنطُت تقريبان‪.‬‬
‫الوجو األمامي للعملة‪ :‬النقش قسطنينوبوليس‪ ،‬سبثاؿ نصفي‬
‫لبلمرباطور معتمران اػبوذة كإذل جانبو الصوعباف‪.‬‬
‫الظهر‪ :‬ربة النصر ربمل ترسان كتقف على مقدمة سفينة‪ ،‬إصدار أنطاكيا‪SMAN 1:‬‬
‫ب‪-‬المسكن ‪ ،2‬الطبقة ‪،2101‬عملة برونزية‪ ،‬القطر من ‪ 15‬إذل ‪16‬مم‪ ،‬إصدار العاـ‬
‫‪341 – 335‬ـ‪.‬‬
‫الوجو األمامي‪ :‬أسطورة بالكاد يبكن سبييزىا‪ ،‬حوافها متآكلة جزئيان‪ ،‬سبثاؿ نصفي لئلمرباطور‬
‫قسطنطُت أك قسطنطُت الثاشل كىو يعتمر إكليبلن من اللؤلؤ( مع‬
‫كريدة) كوبمل درعان كيتدثر برداء‪.‬‬
‫الظهر ‪ :‬نقش التيٍت ‪ GLOR – IA EXERC – ITVS‬؛ جندياف‪ ،‬راية‪ ،‬اعبزء الذم وبمل‬
‫مكاف اإلصدار متآكل‪ ،‬كرشة الضرب غَت معركفة؛ تاريخ اإلصدار إما يف عهد قسطنطُت األكؿ‬
‫قبل كفاتو (‪ )337 – 335‬أك يف عهد قسطنطُت الثاشل ( ‪.)341 – 337‬‬
‫المسكوكات اإلسالمية ( معاينة س‪ .‬ىيدماف)‬
‫ج‪ .‬المسكن ‪ ،2‬الطبقة ‪ ،2112‬عملة برونزية‪ ،‬القطر ‪33-24‬مم‪.‬‬
‫فلس من إصدار دمشق‪.1174-569/1256-551 ،‬‬
‫كجو العملة‪ :‬جديلة يف احمليط‪.‬‬
‫ظهر العملة‪ :‬اؼبلك العادؿ نور الدين بن زنكي‬
‫(‪.)1174-569/1156-551‬‬
‫د‪ .‬المسكن ‪ ،2‬الطبقة ‪ ،2115‬عملة برونزية‪ ،‬القطر ‪16-14‬مم‪.‬‬
‫فلس من إصدار دمشق‪ ،‬حواذل العاـ ‪.1174-570‬‬
‫كجو العملة‪ :‬ألف أك الـ‪ ،‬زخرفة ؾبدكلة كنطاؽ مربع‪.‬‬
‫ظهر العملة‪ :‬ألف أك الـ مع جديلة‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫اؼبلك الصاحل اظباعيل بن ؿبمود (‪.)1181-577/1171-567‬‬
‫ىـ‪ .‬المسكن ‪ ،0‬خارج الطبقات الستراتقاعاتية‪ ،‬عملة فضية‪ ،‬القطر ‪17‬مم‪،‬‬
‫ظباكة ‪1‬مم‪.‬‬
‫الوجو‪ :‬غَت كاضح (تالف بشكل كبَت)‪.‬‬
‫الظهر‪ :‬غَت كاضح (تالف بشكل كبَت)‪.‬‬
‫جزء من درىم‪ ،‬هناية الفًتة األيوبية‪-‬بداية الفًتة اؼبملوكية البحرية‪.1290-1240 :‬‬
‫و‪ .‬المسكن ‪ ،0‬الطبقة ‪ ،0102‬عملة برونزية‪ ،‬شكل مربع تقريبان‪ ،‬تالف‪،‬‬
‫القطر ‪3 ،12/4،11‬مم‪ ،‬ظباكة ‪8،1‬مم‪.‬‬
‫الوجو‪ :‬غَت كاضح (تالف بشكل كبَت)‪.‬‬
‫الظهر‪ :‬غَت كاضح (تالف بشكل كبَت)‪.‬‬
‫الفًتة اؼبملوكية‪ ،‬بداية الفًتة البحرية ( ‪.)1290-687 /1250-648‬‬
‫ز‪ .‬المسكن ‪ ،2‬الطبقة ‪ ،2115‬عملة برونزية‪ ،‬القطر ‪ 23-21 :‬مم‪.‬‬
‫الوجو‪ :‬آية قرآنية‪.‬‬
‫الظهر‪ :‬اؼبنصور قبلككف‪.‬‬
‫فلس من إصدار سورم ‪.1290-687/1280-678‬‬
‫ح‪ .‬المسكن ‪ ،0‬الطبقة ‪ ،0111‬عملة برونزية‪ ،‬ثقبت يف فًتة الحقة‪.‬‬
‫نصف درىم‪ ،‬الفًتة اؼبملوكية‪.‬‬
‫الوجو‪ :‬آية قرآنية‪.‬‬
‫الظهر‪ :‬اؼبؤيد الشيخ‬
‫(‪)1421-829/1412-815‬‬

‫‪417‬‬
‫اللوحة ‪11‬‬
‫عناصر معمارية إسبلمية‬

‫أ‪ .‬نظاـ إسناد السقف اؼبشاىد يف مقطع يف اؼبسكن اإلسبلمي ‪.35‬‬

‫ج‪ .‬قوس أدؾبت صنجاتو داخل‬ ‫ب‪ .‬أعمدة مؤلفة من كتل حجرية على شكل أقراص (يف اؼبسكن ‪24‬ك‪15‬ك‪12‬‬
‫اعبدار مباشرة (اؼبسكن ‪.)2‬‬ ‫من اليسار إذل اليمُت)‪.‬‬

‫ىػ‪ .‬مصطبة داخل غرفة االستقباؿ يف اؼبسكن ‪.28‬‬ ‫د‪ .‬أعمدة يشاىد فيها جذكع أسطوانية معاد استيدامها‬
‫(يف اؼبسكنُت ‪7‬ك‪ 14‬من اليسار إذل اليمُت)‬

‫‪418‬‬
‫اللوحة ‪12‬‬
‫اؼبباشل العامة كالدينية العائدة إذل الفًتة القديبة‬

‫أ‪ .‬الربج الركماشل كما يشاىد من قمة اعبامع الرئيسي ‪.ΙΙ‬‬

‫ج‪ .‬اؼبسكن ‪ 19‬الذم يشكل اغبدكد الشمالية "للساحة القديبة"‪.‬‬ ‫ب‪ .‬اؼبسكن ‪ 18‬الذم يشكل اغبدكد الغربية "للساحة القديبة"‪.‬‬

‫ىػ‪ .‬مبٌت قدصل متهدـ مستند على اؼبسكن ‪.19‬‬ ‫د‪ .‬الكنيسة كما تشاىد من الغرب‪.‬‬

‫‪419‬‬
‫اللوحة ‪13‬‬
‫اؼبباشل العامة كالدينية العائدة إذل الفًتة اإلسبلمية‬

‫أ‪ .‬اعبامع الرئيسي ‪ ΙΙ‬كما يشاىد من الشماؿ‪.‬‬

‫ب‪ .‬اعبامع الرئيسي ‪ ΙΙ‬كاػباف اجملاكر لو كما يشاىداف من جهة جنوب – شرقي‪.‬‬

‫د‪ .‬اعبامع الرئيسي ‪ ΙΙ‬من الداخل كما يشاىد من جهة‬ ‫ج‪ .‬اعبامع الصغَت يف اغبي الشرقي (‪ .)1‬منظر من جهة‬
‫الشماؿ‪.‬‬ ‫مشاؿ – غرب‪.‬‬

‫‪420‬‬
‫اللوحة ‪14‬‬

‫‪421‬‬
‫اللوحة ‪15‬‬
‫حي الكنيسة‬

‫أ‪.‬مباشل اغبي‪ ( ،‬اغبماـ(؟) ‪ VΙΙΙ‬موجود خارج‬


‫اؼبيطط‪ ،‬غريب الكنيسة ‪.)VΙΙ‬‬

‫ب‪ .‬ربديد الغرؼ‪.‬‬

‫ج‪ .‬ربديد أنواع اغبجارة اؼبستيدمة‬


‫يف بناء اعبدراف كربديد أماكن‬
‫تواجد الزخارؼ كالنقوش‪.‬‬

‫‪422‬‬
‫اللوحة ‪ 16‬حي الربج‬

‫ب‪ .‬ربديد الغرؼ‪.‬‬ ‫أ‪ .‬مساكن اغبي ‪ :‬إف الغرؼ اؼبلونة باللوف األسود ىي الغرؼ‬
‫اؼبشًتكة بُت مسكنُت أك أكثر‪.‬‬

‫ج‪ .‬ربديد أنواع اغبجارة اؼبستيدمة يف بناء اعبدراف كربديد‬


‫أماكن تواجد الزخارؼ كالنقوش‪.‬‬
‫‪423‬‬
‫اللوحة‪01‬‬
‫حي اعبامع الرئيسي ‪ΙΙ‬‬

‫أ‪ .‬مساكن اغبي ‪ :‬إف الغرؼ‬


‫اؼبلونة باللوف األسود ىي الغرؼ‬
‫اؼبشًتكة بُت مسكنُت أك أكثر‪.‬‬

‫ب‪ .‬ربديد الغرؼ‪.‬‬

‫ج‪ .‬ربديد أنواع اغبجارة اؼبستيدمة يف بناء اعبدراف‬


‫كربديد أماكن تواجد الزخارؼ كالنقوش‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫اللوحة‪ :02‬اغبي الشرقي‬

‫أ‪ .‬مساكن اغبي ‪ :‬إف الغرؼ اؼبلونة باللوف األسود‬


‫ىي الغرؼ اؼبشًتكة بُت مسكنُت أك أكثر‪.‬‬

‫ب‪ .‬ربديد الغرؼ‪.‬‬

‫ج‪ .‬ربديد أنواع اغبجارة‬


‫اؼبستيدمة يف بناء اعبدراف كربديد‬
‫أماكن تواجد الزخارؼ كالنقوش‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫اللوحة‪03‬‬
‫إعادة البناء اليت طالت منطقة االستيطاف العائدة إذل اغبقبتُت الركمانية كالبيزنطية يف قرية اؼبسيكة ( دل‬
‫نتمكن من ربديد أماكن كجود أفنية اؼبساكن كال حىت حدكد القرية)‬

‫‪426‬‬
‫اللوحة‪21‬‬
‫إعادة استيطاف قرية اؼبسيكة يف الفًتة اإلسبلمية‬

‫‪427‬‬
‫اللوحة‪20‬‬
‫أعماؿ مسح يف منطقة اللجاة‬

‫مواقع أثرٌة ممسوحة (‪)1993‬‬


‫منطقة المسح‬

‫‪428‬‬
‫اللوحة ‪22‬‬

‫بعض أنواع اػبزؼ اؼبكتشف أثناء مسح منطقة اللجاة‬

‫وعاء صغٌر مغلق بال عنق وبشفة متطاولة‬ ‫كأس بشفة أفقٌة ونهاٌة دائرٌة‬
‫أ‪ .‬خزؼ سيجيليو‪.‬‬

‫قصعات وأكواب بزاوٌة انكسار بارزة نوعا ً ما‪ ،‬طلٌت القطعتان األولى والثانٌة منهما بمٌنا بلون أخضر فاتح( القرن‬
‫‪ )12 – 11‬بٌنما طلٌت القطعة األخٌرة بمٌنا بلون بنً منغنٌزي( القرن ‪)14 – 13‬‬
‫ب‪ .‬خزؼ مطلي باؼبينا‪.‬‬

‫أعناق عالٌة ومستقٌمة إلبرٌقٌن أو لقلتٌن‪ ،‬شفة حلقٌة مع وجود ضغطات‬


‫أصابع ‪،‬و نهاٌة مسطحة( نهاٌة القرن ‪ – 12‬بداٌة القر ن ‪)13‬‬

‫قصعة كبٌرة مع مشاهدة ضغطات أصابع ‪ ،‬الشفة طوٌلة ومعكوسة ومنتفخة نوعا ً ما‬
‫ج‪ .‬خزؼ مصنوع من عجينة مشوبة بشوائب معدنية‪.‬‬

‫‪429‬‬
‫اللوحة ‪23‬‬
‫بعض أنواع اػبزؼ اؼبكتشف أثناء مسح منطقة اللجاة‪ :‬لقى خزفية مصنوعة من عجينة‬
‫مشوبة بشوائب نباتية (القرف الثاشل عشر – القرف الرابع عشر اؼبيبلديُت)‬

‫أ‪ .‬طاسة صغَتة بعركتُت‪ .‬يشاىد‬


‫آثار بطانة بيضاء كطبلء بلوف‬
‫بٍت ؿبمر‪.‬‬

‫ب‪ .‬أعناؽ عالية كمستقيمة ألباريق أك قلل ‪ ،‬هناية‬


‫متطاكلة كدائرية‪ ،‬بطانة بيضاء كطبلء بلوف بٍت ؿبمر‪.‬‬

‫ج‪ .‬قصعة جبدار ؿبدب قليبلن أك مستقيم‪ ،‬هناية متطاكلة‬


‫كدائرية‪ ،‬بطانة بيضاء كطبلء بلوف بٍت ؿبمر‪.‬‬

‫د‪ .‬جرة زبزين كبَتة ربمل بطانة بيضاء ‪،‬كما يشاىد خط بلوف بٍت ؿبمر‪.‬‬

‫‪430‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫‪.‬درست ىذه الرباكُت كاؼبناطق احمليطة هبا باالعتماد على الصور اعبوية اليت التقطها اعبيش الفرنسي يف العاـ‬‫‪1‬ي‬
‫‪ .1926‬راجع‪:‬‬
‫‪HUGUET 1985.‬‬
‫‪.2‬راجع‪ :‬جنتيل )‪. 1985 (Gentelle‬‬
‫‪3.BUTLER, PPUAESA 7 1919, P. 424-426 ; LITTMANN, PPUAES A‬‬
‫‪1921, P. 414-420.‬‬
‫‪4.‬‬
‫‪GUERIN 1993.‬‬
‫‪.5‬عندما سبت دراسة اللقى اػبزفية‪ ،‬أشَت إذل مواقع اؼبقارنة مسبوقة برقم يتوافق مع فهارس اػبزؼ اؼبوجودة يف هناية ىذه‬
‫اؼبقالة‪ ،‬يبكنك مشاىدة أمثلة اػبزؼ اؼبدركسة يف اللوحات رقم ‪ 7‬ك‪ 8‬ك‪.9‬‬
‫‪.6‬كانت ىذه الزخارؼ دارجة يف اؼبنطقة خبلؿ الفًتة اؼبمتدة بُت القرنُت الثاشل عشر كالرابع عشر‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪15-Bilgrims' Castle, 9- Abu Sarbut, 25- Faris II et 43- St. Mary.‬‬
‫‪.7‬قاعدة حلقية‪ :‬زخرفة بلوف أخضر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيز‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪30-'Ana, fig. 47, 11 et 12, XIIIesiècle ; 19-Hesban, p. 96, fig. 1, 1434, XIIe-‬‬
‫‪XIVe siècle.‬‬
‫‪ .8‬يعثر على لقية خزفية كاحدة داخل ىذا الفرف‪ :‬طاسة جبدار مائل كبزاكية انكسار بارزة نوعان ما كهناية دائرية‪ ،‬طليت‬
‫باؼبينا كزيٌنت بأشرطة بلوف أصفر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيز‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪37- Apamea, pl. XCII(3) et pl. XCIV(1), XIe - XIIIe siècle ; 15-Bilgrims' Castle,‬‬
‫‪P. 53, PL. XXVII, P. 48, 5, XIIe - XIIIe siècle.‬‬
‫عاؿ كجدار مقلوب بشكل بسيط كهناية متطاكلة يف اؼبراجع التالية‪:‬‬ ‫‪.9‬تيشاىد أمثلة عن إبريق ذم عنق و‬
‫'‪37- Apamea, pl. XCIV(2-3) et pl. XCV(1-2), XIIe - XIIIe siècle ; 15-Bilgrims‬‬
‫‪Castle, P. 54, PL. XXVIII, XVe ; 18-Rujm al-Kursi, pl. I, II, III, XIIe - XIIIe siècle.‬‬
‫ككأمثلة عن قصعة جبدار معكوس كهناية مسطحة يبكن العودة إذل اؼبراجع‪:‬‬
‫; ‪25- Faris II , fig. 34, XIIIe siècle ; 13- Wadi 'Isal, p. 271/e, XIIIe - XVe siècle‬‬
‫‪15-Bilgrims' Castle, P. 54, PL. XXVIII, XIIe- XIIIe siècle ; 9- Abu Sarbut, P.‬‬
‫‪338, fig. 9, XIIe- XIVe siècle ; 43- St. Mary, fig. 4, 21-22, XIIIe siècle.‬‬
‫‪.10‬طاسة جبدار مستقيم كزاكية انكسار كهناية دائرية‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪27-Sirjan, fig. 23, 6, années 950-1050.‬‬
‫‪.11‬طاسة جبدار ؿبدب كمعكوس بشكل بسيط مع هناية دائرية‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪3-BOSRA, P. 33, fig. 88, fin du XIIe – milieu du XIIIe siècle ; 32-Benaki M.,‬‬
‫‪p. II, D, XIIe - XIIIe siècle.‬‬
‫‪12.‬‬
‫‪3-BOSRA, fin du XIIe siècle.‬‬
‫‪.13‬دل تنشر ىذه اللقية بعد‪ ،‬لكنها موجودة يف متحف ملحق باغبماـ‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪MEINEKE 1984 ; MEINEKE et alii 1985.‬‬
‫‪.14‬شاىد (اللوحة ‪ 10‬ك)‪.‬‬
‫‪15.3- BOSRA, P. 29, fig. 36-37, fin du XIIe – milieu du XIIIe siècle‬‬

‫‪431‬‬
‫‪16.3- BOSRA, P. 31, 45-47, années 1174-1261.‬‬
‫‪17.28-Samarra, fig. 5/6, IXe siècle.‬‬
‫‪18.27-Sirjan, 54.8, 54.9, années 950-1050 ; 3-BOSRA, P. 29, 43, XIIe- XIVe‬‬
‫‪siècle, Mseikeh, Strate 1012, années 1250-1290.‬‬
‫كقبدىا أيضان ضمن الطبقة ‪ 2005‬العائدة إذل السنوات ‪.1290-1174‬‬
‫‪19.5-Wu'eira, p. 283, 19, années 1098-1291.‬‬
‫‪20.‬‬
‫‪20-Jrash, p. 347, 8, , XIIe- XIVe siècle.‬‬
‫‪21.25- Faris II, fig. 39, XIIIe- XVe siècle, , Mseikeh, Strate 1012, années‬‬
‫‪1250-1290.‬‬
‫'‪22.37- Apamea, pl. XCII(3) et pl. XCIV(1), XIe - XIIe siècle 15-Bilgrims‬‬
‫‪Castle, P. 53, PL. XXVII, XIIe - XIIIe siècle ; Mseikeh, Strate 1012, années‬‬
‫‪1250-1290.‬‬
‫‪23.27-Sirjan, fig. 23, 6.‬‬
‫‪.24‬قصعة جبدار ؿبدب كمعكوس قليبلن كهناية دائرية‪-42 :‬بصرل‪ ،‬الشكل ‪.214‬‬
‫‪.25‬قلة بعنق عاؿ ك جدار مستقيم كهناية مسطحة‪-42 :‬بصرل‪ ،‬الشكل ‪.191‬‬
‫‪.26‬حصلت على ىذه اؼبعلومة من السيد فرانسوا فيلنوؼ يف العاـ ‪ 1992‬خبلؿ زيارتو للورشة كخبلؿ مؤسبر عقد يف‬
‫دمشق يف العاـ ‪ 1992‬؛فيلنوؼ ‪،1985‬ص‪.98 .‬‬
‫‪27.BERTHIER 1985.‬‬
‫‪28.25- Faris I, p. 90,35.‬‬
‫; ‪29.Faris II , fig. 34, XIIIe siècle ; 13- Wadi 'Isal, p. 271/e, XIIIe - XVe siècle‬‬
‫‪15-Bilgrims' Castle, P. 54, PL. XXVIII, XIIe- XIIIe siècle ; 9- Abu Sarbut, P.‬‬
‫‪338, fig. 9, XIIe- XIVe siècle ; 43- St. Mary, fig. 4, 21-22, XIIIe siècle.‬‬
‫‪30.15-Bilgrims' Castle, P. 54, PL. XXVIII, XIIe- XIIIe siècle ; 9- Abu Sarbut, P.‬‬
‫‪338, fig. 9, XIIe- XIVe siècle .‬‬
‫‪.31‬إذا أردت أف تعرؼ اؼبزيد عن تقنية صناعة ىذه اللقى اػبزفية يبكنك قراءة اؼبرجع‪:‬‬
‫‪FRANKEN et KALSBEEK 1975.‬‬
‫‪.32‬إنتاج سورم‪ ،‬القرنُت الثالث عشر‪-‬الرابع عشر اؼبيبلدم‪.‬‬
‫‪.33‬طاسة أك قصعة جبدار مستقيم كزاكية انكسار مع هناية دائرية‪ ،‬صنعت ىذه اللقية من عجينة بشوائب معدنية‬
‫يتيللها بعض حبيبات البازلت؛ راجع‪:‬‬
‫‪17- Faris I, p. 91,40 :1174-1260 ; 20-Jrash, p. 347,4: XIIe- XIVe siècle.‬‬
‫مزكاة قليبلن الشكل ‪-17 : 2008/91‬فارس‪،1‬ص‪-1174 : 91,40 .‬‬ ‫قدح جبدار معكوس كهناية دائرية ٌ‬
‫‪.1260‬‬
‫‪.34‬إبريق بعنق عاؿ كجدار مستقيم كمعكوس قليبلن‪ ،‬أما النهاية فمتطاكلة راجع‪:‬‬
‫‪Castle, P. 54, PL. XXVIII, XVe siècle 18-Rujm al-Kursi,pl.I ,II, III, 1200-1247.‬‬
‫إبريق بعنق عاؿ كجدار مستقيم كمقعر كهناية دائرية أك شفة حلقية‪ -25 :‬فارس ‪، 2‬ص‪ ،31 .‬القرف الثالث عشر‬
‫اؼبيبلدم‪.‬‬
‫‪.35‬إبريق بعنق عاؿ كجدار مستقيم كهناية دائرية‪-20 :‬جرش ‪،‬ص‪350,18 .‬‬

‫‪432‬‬
‫‪.36‬الفًتة الصليبية ‪ .1291-1098 :‬راجع‪:‬‬
‫‪,‬‬
‫‪5-Wu eira,p.283,19.‬‬
‫‪37.20-Jrash, p. 347,11: XIIe- XIVe siècle; 13- Wadi 'Isal, fig.15,I; XIIIe - XVe‬‬
‫‪siècle ; 15-Bilgrims' Castle, P. 54, PL. XXVIII, XIIe- XIIIe siècle ; 9- Abu‬‬
‫‪Sarbut, P. 338, fig. 9, XIIe- XIVe siècle; 33a-Prag,fig.4/21, XIIIe siècle.‬‬
‫‪38.17- Faris I, p. 91,40 :1174-1260 ; 20-Jrash, p. 347,4: XIIe- XIVe siècle.‬‬
‫‪.39‬طاسة جبدار مستقيم كزاكية انكسار مع هناية دائرية‪ ،‬طليت باؼبينا كزيىنت بأشرطة زخرفية بلوف أصفر فاتح راجع‪:‬‬
‫‪20-Jrash, p. 347,11: XIIe- XIVe siècle ; 37- Apamea, pl. XCII (3) et XCIV(1),‬‬
‫‪XIe - XIIe siècle ; 15-Bilgrims' Castle, P. 53, PL. XXVII, fin du XIIe- XVIe‬‬
‫‪siècle.‬‬
‫أما ؼبشاىدة تلك اليت تأخذ أشرطتها الزخرفية اللوف األخضر الفاتح يبكنك مراجعة‪:‬‬
‫‪30-'Ana, fig. 47, 11 et 12, XIIIesiècle ; 19-Hesban, p. 96, fig. 1, 1434, XIIe-‬‬
‫‪XIVe siècle.‬‬
‫‪.40‬يبلغ عدد اعبرار كالقصعات الكبَتة القطر اؼبكتشفة داخل الطبقة السًتاتيغرافية ‪ 39 ، 2005‬قطعة من أصل‬
‫‪ 179‬لقية خزفية مكتشفة ‪ ،‬أما عدد اللقى اؼبطلية باؼبينا فيصل إذل ‪ 97‬قطعة‪ ،‬يبكن سبييز شكل ‪ 37‬قطعة منها‬
‫فقط( طاسات كقواعد)‪ .‬تضم ىذه اجملموعة لقية كاحدة فقط مصنوعة من عجينة بشوائب معدنية‪ ،‬ىي طاسة بشفة‬
‫مقلوبة كجدار مستقيم كهناية دائرية‪ .‬طليت ىذه الطاسة باؼبينا ك زينت بزخارؼ بلوف أخضر فاتح فوؽ أرضية بلوف‬
‫أخضر منغنيزم‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪37- Apamea, pl. XCIi(3) et XCIV(1), XIe - XIIe siècle ; 15-Bilgrims' Castle, P.‬‬
‫‪53, PL. XXVII, Xe - Xe siècle.‬‬
‫‪.41‬ىذا الشكل مألوؼ‪ ،‬لكنو مصنوع من عجينة بشوائب معدنية يف أشكالو العائدة إذل الفًتة اؼبمتدة بُت القرنُت‬
‫الثاشل عشر كالرابع عشر اؼبيبلديُت‪ -13 :‬كادم عساؿ‪ ،‬الشكل ‪ 15‬جػ‪.‬‬
‫‪.42‬فارس‪ ،1‬ص‪ :35 ،90 .‬األعواـ ‪ .1261-1174‬وبمل ىذا اػبزؼ زخرفة ؿبززة بدءان من قاعدة الشفة كعلى‬
‫البدف‪.‬‬
‫‪43.33a-Prag, fig. 4/21, Xe siècle ; 20-Jarash, p. 347, 11, Xe - XVe siècle‬‬
‫‪; 15-Pilgrims' Castle, p. 54, pl. XXV, Xe - Xe siècle ; 9- AbouSarbut, p.‬‬
‫‪338, fig. 9,Xe - XVe siècle ; 13-Wadi 'Isal, fig. 15, , Xe - XVe siècle.‬‬
‫‪44.‬‬
‫‪10- Samarra, fig. 342 et 44-southern Jordan, p. 279, e.‬‬
‫‪45.AbouSarbut, p. 338, fig. 9,Xe - XVe siècle ; 33a-Prag, fig. 4/22, Xe‬‬
‫‪siècle ;34- St. Mary, fig. 4, 21-22, Xe siècle‬‬
‫‪.46‬تلبيسة من اؼبينا بلوف أصفر فاتح كبٍت منغنيزم راجع‪:‬‬
‫‪37- Apamea, pl. XCII(3) et XCIV(1), XI - XIIe siècle ; 15-Bilgrims' Castle, P.‬‬
‫‪e‬‬

‫‪53, PL. XXVII, Xe - Xe siècle ; 11- Lashkari Bazar, CB 320, Baz. 51, p.‬‬
‫‪109, années 1075-1175.‬‬
‫ييشاىد ىذا الشكل يف فهرس خاص بػ"أكاشل الرقة"‪ ،‬اؼبرجع ‪-33‬بورتر‪ ،‬ص‪ ،6 .‬الشكل ‪.4‬‬
‫يف ما ىبص الزخرفة الزرقاء الكوبالتية كالسوداء فوؽ األرضية البيضاء راجع‪:‬‬
‫‪7-Kerak, p. 300, 6, Xe- XVe siècle ; 30-'Ana, fig. 47, 2c, Xe siècle.‬‬
‫‪433‬‬
47.30-'Ana, fig. 47, 4, Xe siècle ; 37- Apamea, fig. 386, Xe -Xe siècle.
48.33-Porter, p. 31, pl. XX, Xe-XV siècle.
49.27-Sirjan, fig. 32/15, années 950-1050 ; 35-Caesaera, fig. 11, 57,
années1101-1265 .
:‫تلبيسة من اؼبينا بلوف بٍت منغنيزم كأصفر فاتح راجع‬.50
37-Apamea, pl. XCII(3) et XCIV(1), XIe - XIIe siècle ; 15-Bilgrims' Castle, P.
53, PL. XXVII, Xe - Xe siècle ; 35-Caesarea, fig. 6/37-38, fin du Xe -
XVe siècle ; Mseikeh, strate 2005, années 1174-1290.
-‫ هناية القرف الثاشل عشر‬،88 ‫ الشكل‬،33 .‫ ص‬،‫بصرل‬-3 :‫الشكل نفسو كلكن دبينا بلوف أخضر فاتح راجع‬
.‫منصف القرف الثالث عشر اؼبيبلدم‬
-‫ القرف اغبادم عشر‬،‫ د‬،11 .‫ ص‬، (Benaki.M) .‫ بيناكي ـ‬-32 ،‫تلبيسة من اؼبينا بلوف أخضر فاتح‬.51
.‫ أما اؼبثاؿ الثاشل فهو ملبس بتلبيسة من اؼبينا بلوف أصفر فاتح كبٍت منغنيزم‬،‫ إنتاج مصرم‬،‫القرف الثالث عشر اؼبيبلدم‬
:‫راجع‬
e e
37-Apamea, pl. XCII(3) et XCIV(1), XI - XII siècle ; 15-Bilgrims' Castle, P.
53, PL. XXVII, Xe - Xe siècle ; 35-Caesarea, fig. 6/37-38, fin du Xe -
XVe siècle.
52.20- Jarash, p. 352, 6, Xe- XV e siècle ; 37-Apamea, pl. XCII(3) et
XCIV(1), XIe - XIIe siècle ; 15-Bilgrims' Castle, P. 53, PL. XXVII, Xe - Xe
siècle.
53.30-'Ana, fig. 47, 11 et 12, Xe siècle ; 19- Hesban, p. 96, fig. 1, 1434,
Xe- XV e siècle.
:‫ راجع‬،‫تلبيسة من اؼبينا بلوف أخضر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيزم‬.54
37-Apamea, pl. XCII(3) et XCIV(1), XIe - XIIe siècle ; 15-Bilgrims' Castle, P.
53, PL. XXVII, Xe - Xe siècle.
‫ يبدك‬.‫ بالتارل كاف من الصعب علينا ربديد كجود زاكية انكسار‬،‫إف عدد األشكاؿ الكاملة اليت حبوزتنا قليل جدان‬.55
،‫ أم األشكاؿ اػبالية من زاكية انكسار‬،"‫أف أشكاؿ ىذه اجملموعة تشبو األشكاؿ اؼبقًتحة للنماذج اؼبسماة "رقاكية‬
:‫راجع‬
33-Porter, p. 6, fig. 1 et 5.
:‫ راجع‬،‫تلبيسة من اؼبينا بلوف أخضر فاتح‬.56
27-Sirjan, fig. 22, 11, 13, 14, années 950-1050.
:‫ راجع‬،‫تلبيسة من اؼبينا بلوف أصفر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيزم‬.57
37-Apamea, pl. XCII(3) et XCIV(1), XIe - XIIe siècle ; 15-Bilgrims' Castle, P.
53, PL. XXVII, Xe - Xe siècle.
58.
30-'Ana, fig. 47, 11 et 12, Xe siècle.
59.33-Porter, pl. X, XV et XV, Xe- XV e siècle ; 1- Allan, pl. 23, a, b,
Xe- X e siècle.

434
‫‪60.6-Shobak, p. 236, 4, 7, Xe- X e siècle ; 40-Araqa, p. 111, fig. 7 ; 34-‬‬
‫‪St. Mary, fig. 7, 46, Xe siècle.‬‬
‫‪.61‬تلبيسة من اؼبينا بلوف أصفر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيزم‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪37-Apamea, pl. XCII(3) et XCIV(1), XIe - XIIe siècle ; 15-Bilgrims' Castle,‬‬
‫‪P.53, PL. XXVII,p. 48, 5 Xe - Xe siècle.‬‬
‫‪ .62‬غطاء وبمل آثار دكائر لقوالب قش‪.‬‬
‫‪63.‬‬
‫‪3-Bosra, p. 31, 54, années 1174-1261.‬‬
‫‪64.17- Faris, p. 91, 40, années 1174-1260 ; 20- Jarash, p. 347, 4, Xe-‬‬
‫‪X e siècle.‬‬
‫‪.65‬تلبيسة من اؼبينا بلوف أخضر زجاجي‪.‬‬
‫‪.66‬تلبيسة من اؼبينا بلوف أصفر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيزم‪ ،‬الشكل ‪ 169‬راجع‪:‬‬
‫‪27-Sirjan,fig. 32/10, années 950-1050 ; 15-Bilgrims' Castle, 48, 5 Xe -‬‬
‫‪Xe siècle; 35-Caesarea, fig. 3/13 Xe siècle.‬‬
‫‪.67‬تلبيسة من اؼبينا بلوف أخضر زجاجي‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪27-Sirjan,fig. 33, 6, années 950-1050.‬‬
‫‪68. ROBINSON 1985, XVIIe siècle.‬‬
‫‪69.42- BOSRA, fig. 191.‬‬
‫‪ .70‬تلبيسة من اؼبينا بلوف أخضر زجاجي كأصفر فاتح فوؽ أرضية بلوف بٍت منغنيزم‪.‬‬
‫‪.71‬أمُت كابراىيم ‪ ،1990‬ص‪ .106 .‬للسهولة استيدمنا كلمة مصطبة العربية اؼبتداكلة حاليان كاعتربناىا كلمة‬
‫مؤنثة‪.‬‬
‫‪.72‬سبتد العتبة "من حجر عتبة الباب كصوالن إذل الدرجة اؼبوجودة على سوية أرضية القاعة"‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪DEPAULE et NOWEIR 1986, p. 113 ; BARTHELEMY 1935-1950.‬‬
‫‪73. DEPAULE et NOWEIR 1986, p. 107 et 118.‬‬
‫‪.74‬معربا‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ :1‬أعماؿ رفع موجودة يف اؼبرجع التارل‪:‬‬
‫‪BUTLER, PPUAESA 5 1915, P. 306, ill, 27.‬‬
‫يف ما ىبص الدراسات اػباصة بالزخارؼ راجع‪ :‬دنتزر‪-‬فيدم ‪ 1979‬ب‪ ،1 ،‬ص‪ ،2 ،402 .‬ص‪ 81 .‬؛ أما يف ما‬
‫ىبص الدراسة األثرية كالوظيفية راجع‪ :‬فيلنوؼ ‪ ،1983‬ص‪ ،173-169 .‬الشكل ‪ ،28‬اللوحة ‪ 22-20‬؛ راجع‬
‫أيضان‪ :‬كلوس‪-‬باليت كدنتزر‪-‬فيدم يف الكتاب اغبارل (القصر = اؼبسكن أ)‪.‬‬
‫‪.75‬مسيفرة‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ :2‬يف ما ىبص الرفع األثرم كالتاريخ كالدراسة يبكنك مراجعة‪ :‬فيلنوؼ ‪ ،1983‬ص‪.‬‬
‫‪ ،187-185‬الشكل ‪ ،36‬اللوحة ‪.29‬‬
‫‪.76‬نول‪ ،‬اؼبسكن رقم‪ :1‬يف ما ىبص الرفع األثرم راجع فيلنوؼ ‪ ،1983‬ص‪ ،192-187 .‬الشكل ‪ ،37‬اللوحة‬
‫‪ 38-30‬؛ أما يف ما ىبص الدراسات اػباصة بالزخارؼ راجع‪ :‬دنتزر‪-‬فيدم ‪ 1979‬ب‪ ،‬ص‪ .82 .‬تشبو ىذه‬
‫الزخارؼ زخارؼ قصر ألبل العائدة إذل القرف ‪ 14-13‬كأقصى حد‪.‬‬
‫تعرب عن حجارة خشنة غَت منحوتة‬ ‫‪.77‬استيدمت ىذه التسمية يف مرجع توماف )‪ .1932 (Thoumin‬كىي ٌ‬
‫كضعت فوؽ بعضها البعض دكف ترتيب كتظهر فتحات بُت اغبجارة فبا يضفي على اعبدار شكل "الدانتيل"‪.‬‬

‫‪435‬‬
‫‪.78‬يضم اؼبسكناف ‪/15‬القاعة ‪ 5‬ك ‪/49‬القاعة ‪ 6‬دعامة إذل دعامتُت‪.‬‬
‫‪.79‬يبلحظ أف اغبجارة اؼبستيدمة يف بناء اعبدراف يف اؼبسكنُت ‪ 30‬ك‪ 31‬متقنة النحت كملساء بينما حجارة‬
‫اؼبسكن ‪ 29‬سيئة النحت‪ .‬يشاىد أيضان قوس عميق ( أم قوس باطنو عريض جدان) يف اؼبسكن ‪.47‬‬
‫‪.80‬يف اؼبسكنُت ‪ 42‬ك‪.45‬‬
‫‪.81‬يف كحديت السكن ‪ 12‬ك‪.14‬‬
‫‪.82‬يف كحديت السكن ‪ 7‬ك‪.41‬‬
‫‪.83‬يف اؼبسكنُت ‪ 24‬ك‪.8‬‬
‫‪.84‬يف كحدة السكن ‪ 51‬كيف اجملموعة اػبامسة‪.‬‬
‫‪.85‬يف كحدة السكن ‪.8‬‬
‫‪.86‬يف كحادت السكن ‪.46 ،42 ،41 ،24‬‬
‫‪.87‬يف كحديت السكن ‪/42‬القاعة ‪ 8‬ك‪/27‬القاعة ‪6‬؛ بينيت ىذه األخَتة باستيداـ بعض اغبجارة البسيطة اؼبضلعة‪.‬‬
‫‪.88‬كحدات السكن ‪/1‬القاعة ‪ 13‬ك‪/27 ،14‬القاعة ‪ 9‬ك ‪/29‬القاعة ‪ 8‬ك‪ /33‬القاعة ‪ 12‬ك‪ /45‬القاعة ‪.4‬‬
‫‪.89‬ردىات الوحدات السكنية ‪ 25‬ك‪ 27‬ك‪ :42‬عرفت الردىة يف النصوص العائدة إذل الفًتة اؼبملوكية باسم "دىليز"‬
‫راجع اؼبقريزم‪ ،‬تاريخ سبلطنة مصر من اؼبماليك‪.‬‬
‫‪.90‬استيدمنا عبارة طابق علوم للتبسيط علمان بأننا نقصد هبا قاعة منيفضة االرتفاع متناضدة مع قاعة أخرل‬
‫منيفضة االرتفاع أيضان‪.‬‬
‫يأت بتلر كفيلنوؼ على ذكر مساكن اؼبسيكة ‪ ،‬استيدمنا مراجع أثرية موجودة ضمن ؿبيط جيولوجي‬ ‫‪ 91‬ردبا دل ً‬
‫(بازلت) كجغرايف فباثل حمليط اؼبسيكة‪ .‬تتواجد ىذه اؼبراجع ضمن‪:‬‬
‫‪BUTLER, PPUAES A 2 (1919), 5 (1915), 7 (1919) ; VILLENEUVE 1983.‬‬
‫‪92.‬‬
‫‪BUTLER, PPUAES A 7 1919, p. 425, ill. 368.‬‬
‫‪93. VILLENEUVE 1983, p. 285.‬‬
‫‪94. SALIOU 1994.‬‬
‫‪.95‬اؼبسكن رقم ‪ 23‬يف أـ اعبماؿ‪ ،‬القرنُت اػبامس كالسادس‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪DE VRIES 1993, P. 437, fig. 1 ; BUTLER, PPUAES A 3 1913, p. 204 et 185‬‬
‫‪; VILLENEUVE 1983, p. 206-208, fig. 43.‬‬
‫‪.96‬اؼبسكن رقم‪ 1‬يف كرؾ‪ ،‬القرنُت الرابع كاػبامس‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪VILLENEUVE 1983, p. 161-164, fig. 25, pl. XIV-XVII.‬‬
‫‪97. VILLENEUVE 1983, p.298.‬‬
‫‪".98‬قاعات التيزين ‪ :‬يتعلق األمر بقاعة طويلة (بطوؿ أحد جوانب اؼبسكن) كضيقة‪ .‬يفرـ القش بعد اغبصاد كىبزف‬
‫داخل قاعات التيزين تلك‪ .‬بناءن عليو‪ٌ ،‬زكدت ىذه القاعات بفتحات يف أسقفها (اثنتُت أك ثبلث) كمنها يتم تناكؿ‬
‫القش‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪BIEWERS 1987, P. 501.‬‬
‫‪99. VILLENEUVE 1983, p. 298.‬‬
‫‪.100‬تعريف الطُت‪ :‬راجع‪:‬‬
‫‪AZAR et alii 1985 ; AMIN et IBRAHIM 1990, p.79.‬‬

‫‪436‬‬
‫‪.101‬كضعت ىرم متحركة يف زاكية القاعة للتمكن من حفظ العدس كأجباف اؼباعز يف القاعة ذاهتا‪ ،‬بنيت اثنتاف من‬
‫اؽبرم بُت القوسُت غبفظ القمح كاغببوب‪ .‬حفر أيضان فرف يف منتصف القاعة‪ ،‬ضمن األرضية اؼبكونة من الًتاب‬
‫اؼبرصوص‪ ،‬كزكد بفتحة هتوية يف األعلى كما ىو اغباؿ يف اؼبطبخ اؼبنقب يف اؼبسيكة‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪BIEWERS 1987, P. 498 et pl. 1, maison 360‬‬
‫‪102.‬‬
‫‪THOUMIN 1932, pl. XVIII, B-4 et 5 ; pl. XX, 1 et 2 ; MCQUITTY 1984, pl.‬‬
‫‪480-484, p. 264.‬‬
‫‪.103‬مت صبع ‪ 4993‬كسرة خزفية يبكن تأريخ ‪ 1459‬منها‪.‬‬
‫‪.104‬الباب البازليت مكسر إذل عدة قطع بالقرب من اؼبكاف‪.‬‬
‫‪.105‬النقش رقم ‪، 14-1‬اللوحة ‪ 16‬ج ‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪(LITTMANN, PPUAES A 1921, n0795/11).‬‬
‫ثبلث رصائع يشاىد يف مركزىا إكليل غار‪ .‬يشاىد يف األسفل نقش يوناشل ال نعرؼ ترصبتو ؛ يبدك أف ىذا الساكف‬
‫موجود يف مكانو األصلي ؛ يبلحظ أف اعبدراف اؼبوجودة على جانبيو مبنية من مداميك من الكتل اغبجرية الكبَتة‬
‫اؼبتقنة النحت‪ .‬يعترب إكليل الغار زخرفة ركمانية‪ ،‬كقد استيدـ يف فًتات متأخرة كصوالن إذل الفًتة البيزنطية‪.‬‬
‫‪.106‬بدأنا اسم كل حي حبرؼ كبَت كما ىو متعارؼ عليو‪ .‬بناء عليو‪ ،‬كبن ال نقصد بعبارة "كنيسة" كامل الطائفة‬
‫اؼبسيحية‪ ،‬كإمبا اؼببٌت البارز يف ىذه اؼبنطقة من القرية‪.‬‬
‫‪.107‬كحدات السكن ‪ 58 ،55 ،54‬يف اعبنوب ككحديت السكن ‪ 19‬ك ‪ 48‬؟‬
‫‪.108‬سبت دراسة زخرفتُت يف اؼبقطع اؼبتعلق بالكنيسة( ‪ )V‬جاء ذكر الزخارؼ يف اللوحة ‪ 15‬ج ‪.‬‬
‫‪.109‬نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 15‬ج‪ :7-1 ،‬تكريس على شرؼ إمرباطور اختفى اظبو‪ ،‬قائمة تكريسات‪ ،‬ردبا‬
‫متعلقة حبامية صورا (صور) ‪ ،‬ككذلك بوارل اؼبيًتككوميا (اؼبدينة أك القرية األـ) ‪ metrokomia‬؟‬
‫‪ .110‬نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 15‬ج ‪.8-1 ،‬‬
‫‪ .111‬النقش ‪ 19-1‬اؼبشار إليو يف اللوحة ‪ 15‬ج ؛‬
‫‪LITTMANN, PPUAES A 1921, n. 795/ 4.‬‬
‫‪112. BUTLER, PPUAES A 7 1919, p. 424, ill. 366.‬‬
‫‪113. , n0795/7‬‬
‫العاـ ‪ 133‬ـ ‪ :‬نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 15‬ج‪ .20-1 ،‬مت ربديد مكاف النقش بالرجوع إذل الوصوؼ اليت‬
‫قدمها بتلر‪ ،‬إذ سبت إعادة استيدامو حاليان ضمن جدار حظَتة قرية اؼبسيكة اعبديدة ( راجع غَتين ‪-1999‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.) 97-96 .‬‬
‫‪114. LITTMANN, PPUAES A 1921, n0795/8‬‬
‫العاـ ‪136‬ـ؛ نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 15‬ج‪. 21-1 ،‬‬
‫‪115. LITTMANN, PPUAES A 1921, n0795/9‬‬
‫نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 15‬ج‪. 22-1 ،‬‬
‫‪116. LITTMANN, PPUAES A 1921, n0795/10‬‬
‫نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 15‬ج‪ : 23-1 ،‬ال يبكن ترصبتو إال على النحو‪..." :‬سبلمة‪ 10 ،‬سنوات‪".‬‬
‫‪.117‬كفقان ؼبا ذكره بتلر ك مساعديو ‪ :‬يبلغ طوؿ األطراؼ الداخلية للمعبد ‪ 15‬ـ أما عرضها ‪ 90،5‬ـ‪.‬‬

‫‪437‬‬
‫‪.118‬زخرفة مشار إليها يف اللوحة ‪ 15‬ج‪ :‬د‪.17-‬‬
‫‪.119‬دل يبيز بتلر ىذه اجملموعة‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪BUTLER, PPUAES A 7 1919, p. 424, ill. 366.‬‬
‫‪.120‬زخرفة مشار إليها يف اللوحة ‪ 15‬ج‪ :‬د‪ . 11-‬على الوجو اعبنويب للقوس‪ ،‬ؾبموعة من األفاريز الصغَتة‪.‬‬
‫‪121. BUTLER, PPUAES A 7 1919, p. 427, ill. 369 ; BUTLER, 1929, p. 90,‬‬
‫‪ill. 93.‬‬
‫; ‪122. BUTLER, 1929, p. 91, ill. 94 ; BUTLER, PPUAES A 7 1919, p. 331‬‬
‫‪LASSUS 1947, P. 267-268 et fig. 99.‬‬
‫‪.123‬بيشة )‪. 1989 (Gh.Bisheh‬اكتشف غ‪ .‬بيشة يف العاـ ‪ 1984‬ضمن ؿبيط جغرايف مشابو للٌجاة يف‬
‫منطقة مشاؿ‪-‬شرؽ األردف‪( ،‬حُت كاف مديران ؼبديرية اآلثار كاؼبتاحف يف األردف)‪ ،‬ترتيبان معماريان يشبو إذل حد بعيد‬
‫الًتتيب اؼبشاىد يف اؼبسيكة‪ :‬ؾبموعة من القاعات الصغَتة اؼبتتابعة كاؼبستندة على إحدل كاجهات مسكن يعود إذل‬
‫اغبقبتُت البيزنطية كاإلسبلمية ‪ .‬يبدك أهنا كانت قاعات ضباـ خاص بقصر صغَت‪.‬‬
‫‪.124‬يعترب ىذا اػبزاف أكرب خزانات اؼبوقع‪.‬‬
‫‪.125‬ما زاؿ أفراد قبيلة غساف يقوموف جبز أصواؼ اغبيوانات كغسلها ‪ ،‬ليقوموا بعد ذلك بإرساؿ كمية كبَتة منها إذل‬
‫سوؽ إزرع أك إذل سوؽ البدك يف دمشق(سوؽ مدحت باشا)؛ بينما تقوـ النساء باستيداـ الكمية الصغَتة اؼبتبقية‬
‫لتلبية احتياجاهتم اػباصة‪ ،‬كصنع السجاد كمفركشات قاعات االستقباؿ كاػبيم‪.‬‬
‫‪126. GUERIN 1999-2000 , P. 91 et pl. 5.‬‬
‫‪.127‬بٍت اعبدار‪ ،‬الذم يسد مدخل الربج الركماشل باذباه ىذه الساحة‪ ،‬باستيداـ حجارة سيئة النحت‪ ،‬كبنيت‬
‫مداميكو العلوية بطريقة "الدانتيل"‪ ،‬أم أنو حديث من كل بد‪.‬‬
‫‪.128‬إذا ما استثنينا مساحيت الساحة كالربج‪ ،‬تكوف كثافة اؼبباشل السكنية أك االستيطاف معادلة لػ ‪ %73‬من اؼبساحة‬
‫الكلية‪.‬‬
‫‪.129‬زخرفة مشار إليها يف اللوحة ‪ 16‬جػ‪ ،‬د‪ 6-‬ك د‪.7-‬‬
‫‪.130‬زخرفة مشار إليها يف اللوحة ‪ 16‬جػ‪ ،‬د‪. 10-‬‬
‫‪.131‬يف زخرفة مشار إليها يف اللوحة ‪ 16‬جػ‪ ،‬د‪. 9-‬‬
‫‪.132‬نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 16‬جػ‪ .10-1 ،‬يعود الفضل يف التأريخ جملموعة النقوش يف الفًتتُت الركمانية‬
‫كالبيزنطية إذل موريس سارتر )‪. (M.Sartre‬راجع‪:‬‬
‫‪LITTMANN, PPUAES A 1921, n07956 et 7955.‬‬
‫‪.133‬كاف ـبطط البناء مربع الشكل يف األصل‪ ،‬إذ إف أبعاده" مع جداره اؼبضاعف" تبلغ اليوـ ‪625×6‬ـ‪.‬‬
‫‪134. MASCLE 1944 ; DENTZER et DENTZER-FEDY 1991, ill. 361, pl.23.‬‬
‫‪.135‬زخرفة مشار إليها يف اللوحة ‪ 16‬جػ‪ ،‬د‪. 15-‬‬

‫‪.136‬نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 16‬جػ‪" 25-1 ،‬ىنا قاعة الصبلة"‪.‬‬


‫‪137. LITTMANN, PPUAES A 1921, n0795/3.‬‬
‫نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 16‬جػ‪.2-11 ،‬‬
‫‪138. LITTMANN, PPUAES A 1921, n0795/3.‬‬
‫‪438‬‬
‫نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 16‬جػ‪.2-11 ،‬‬
‫‪139. LITTMANN, PPUAES A 1921, n0795/2.‬‬
‫نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 16‬جػ‪.18-1 ،‬‬
‫‪16 .140‬جػ‪ ،‬د‪ (12-‬إكليل غار مركزم مؤطر بنتوءين زخرفيُت بزاكية قائمة)‪.‬‬
‫‪141. LITTMANN, PPUAES A 1921, n0795/11.‬‬
‫أشَت إذل مكاف النقش يف اللوحة ‪ 17‬جػ‪(14 -1 :‬ييشاىد على إكليل الغار اؼبركزم بعض األحرؼ اليونانية اليت‬
‫تشكل كلمة "‪.)"Germanos‬‬
‫‪.142‬إذا دل نأخذ بعُت االعتبار إال اؼبنطقة الشمالية‪ ،‬أم كحدات السكن حصريان‪ ،‬تكوف كثافة االستيطاف معادلة‬
‫لػ‪.%57‬‬
‫‪.143‬زخرفة مشار إليها يف اللوحة ‪ 17‬جػ‪ ،‬د‪. 3-‬‬
‫‪144. LITTMANN, PPUAES A 1921, n0795/12.‬‬
‫نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 17‬جػ‪.6-1 ،‬‬
‫‪.145‬نقش مشار إليو يف اللوحة ‪ 17‬جػ‪ .5-1 ،4-1 ،‬اقًتح ىذه الًتصبة الدكتور عدناف البٍت مدير التنقيبات يف‬
‫مديرية اآلثار كاؼبتاحف السورية خبلؿ مركره على اؼبوقع يف سبوز من العاـ ‪.1993‬‬
‫‪.146‬زخرفة مشار إليها يف اللوحة ‪ 17‬جػ‪ ،‬د‪. 2-‬‬
‫‪.147‬زخارؼ مشار إليها يف اللوحة ‪ 17‬جػ‪ ،‬د‪ 4-‬كد‪.5-‬‬
‫‪148. GAUBE 1981.‬‬
‫‪149. SAUVAGET 1939.‬‬
‫‪.150‬تغطي قاعات اؼبعيشة أرض تبلغ أبعادىا ‪8×16‬ـ أم أف مساحتها تعادؿ‪ 128 :‬ـ‪.2‬‬
‫‪151. OPPENHEIM 1939-1943-1952, P. 350 ; IBN AL-ATHIR, VIII, p.469 et‬‬
‫‪IX, p. 48,145.‬‬
‫‪ .152‬ما زاؿ سكاف اؼبنطقة يستيدموف الطريق الصطحاب مواشيهم للرعي خبلؿ الصيف‪.‬‬
‫‪.153‬إف ىذه الزخرفة‪ ،‬احملفوظة بصورهتا ثبلثية األبعاد‪ ،‬غَت مطرقة‪ ،‬كقد أشَت إذل يف اللوحة ‪ 18‬جػ‪ ،‬د‪.1-‬‬
‫‪.154‬نقوش مشار إليها يف اللوحة ‪ 18‬جػ‪ 3-1 ،2-1 ،1-1 ،‬ك‪.24-1‬‬
‫)‪155. LITTMANN, PPUAES A 1921, n0795 (antérieure à 175 après J.-C.‬‬
‫‪et n0795.‬‬
‫‪156. VILLENEUVE et SADLER 2001, p. 169 p. 167.‬‬
‫‪157. SODINI et alii 1980 ; TATE 1992.‬‬
‫;‪158. AMIN et IBRAHIM 1990, P. 106 ; DEPAULE et NOWEIR 1986, p. 11‬‬
‫‪BARTHELEMY 1935-1950.‬‬
‫‪.159‬خبلؿ التقائي بأكرام )‪ (S.Ory‬يف العاـ ‪1992‬يف دمشق‬
‫‪.160‬حي اعبامع‪ :‬اؼبساكن‪.21 ،14 ،13 ،32 ،22 ،23 ،17 ،11 ،24 :‬‬
‫‪.161‬اؼبساكن ‪.8 ،2 ،9‬‬
‫‪.162‬حي الربج‪ :‬اؼبساكن‪.33 ،28 ،26 ،25 ،27 ،29 ،30 :‬‬
‫‪163. OPPENHEIM 1939, P. 43-52 ; OPPENHEIM 1943, P. 261-263.‬‬

‫‪439‬‬
‫‪.164‬راجع‪:‬‬
‫‪GUERIN 1999-2000.‬‬
‫‪ .165‬مت استكماؿ ىذه الدراسة اإلثنوأثرية بدراسة األماكنية كالًتتيبات اؼبائية‪ ،‬اليت ظبحت بدكرىا بإثبات كجود‬
‫الرحل‪ ،‬كاغبضريُت على أرض ىذه اؼبنطقة‪ .‬راجع‪:‬‬ ‫الرحل‪ ،‬أك شبو ٌ‬
‫تعايش بُت ٌ‬
‫‪GUERIN 2002.‬‬
‫‪.166‬استيدمنا كلمة سور دبعٌت ذلك السياج الذم وبيط حبيز كيبنع الدخوؿ إليو‪167. BUTLER, .‬‬
‫‪PPUAES A 7 1919, ill. 369 ; BUTLER, 1929, p. 90, ill. 93.‬‬
‫‪.168‬إف حالة اغبفظ اغبالية للمباشل غَت جيدة‪ .‬دل نتمكن من ربديد ؾبموعة اؼبباشل ىذه داخل القرية‪ ،‬لكن يفًتض‬
‫كجودىا يف قسمها الشمارل ا‪.‬‬
‫‪169. LITTMANN, PPUAES A 1921, 7962, P. 422-423.‬‬
‫‪170. BUTLER, PPUAES A 7 1919, ill. 370 ; BUTLER, 1929, p. 120, ill. 120.‬‬
‫‪171. LITTMANN, PPUAES A 1921, 796, P. 420-422.‬‬
‫‪172. LITTMANN, PPUAES A 1921, 796/1, P. 422.‬‬
‫‪173. 12-Madaba, pl. 4, fig. 13, VIe-VIIe siècle.‬‬
‫‪174. 24 Pella, fig. 1/9, VIe-VIIe siècle.‬‬
‫‪.175‬طاسة جبدار ؿبدب قليبلن كهناية دائرية‪ ،‬القرنُت الثاشل عشر كالثالث عشر اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫‪.176‬طاسة جبدار مستقيم كزاكية انكسار كهناية دائرية‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪11- Lashkari Bazar, pl. XXVII, 519-524, XIIe siècle.‬‬
‫‪177. ROBINSON 1985.‬‬
‫‪.178‬حصلنا على ىذه اؼبعلومات من سكاف ىذه القرية (قليلي العدد) لكننا دل نتحقق من صحتها‪.‬‬
‫‪179. Sirjan, 62/4, IXe- Xe siècle ; 3-BOSRA, P. 31, fig. 44, fin du XIIe siècle‬‬
‫‪jusqu'au milieu du XIIIe siècle.‬‬
‫‪.180‬قصعة جبدار مستقيم كزاكية انكسار بارزة‪-10 ،‬ظبارة الشكل ‪ ،748‬القرف الثالث عشر اؼبيبلدم‪.‬‬
‫‪.181‬طاسة جبدار مستقيم كزاكية انكسار بارزة كهناية دائرية‪ ،‬ملبسة بتلبيسة بلوف أصفر فاتح كأخضر فاتح‪ .‬عثرنا‬
‫على مثل ىذه الطاسة يف سَتجاف (القرف ‪ ،)27‬لكنها ملبسة دبينا‪ ،‬بلوف أخضر زجاجي كأصفر فاتح‪ ،‬تعود إذل الفًتة‬
‫اؼبمتدة بُت القرنُت العاشر كاغبادم عشر اؼبيبلديُت؛كذلك عثرنا على طاسة مشاهبة ؽبا يف قيصرية (القرف ‪ )35‬لبٌست‬
‫بنفس تلبيسة عيناتنا العائدة إذل الفًتة اؼبمتدة بُت العامُت ‪.1265-1101‬‬
‫‪182. BUTLER, PPUAES A 7 1919,P. 428-431, ill. 371.‬‬
‫‪183. LITTMANN, PPUAES A 1921, 797/2.‬‬
‫أطلق مصطلح ميًتككوميا على قرييت اؼبسمية كإزرع أيضان‪.‬‬
‫‪184. LITTMANN, PPUAES A 1921, 793/3 ; SARTRE 1985b, p.136.‬‬
‫‪185. BUTLER, PPUAES A 7 1919,P. 431, ill. 372 ; VILLENEUVE 1997b.‬‬
‫‪186. LITTMANN, PPUAES A 1921, 797.‬‬
‫نقش يذكر القائد السابق للفرقة العسكرية الثالثة القورينائية‪.‬‬
‫‪187. LITTMANN, PPUAES A 1921, 7971.‬‬
‫‪188. LITTMANN, PPUAES A 1921, 7974, 7977, 7978.‬‬

‫‪440‬‬
‫‪189. LITTMANN, PPUAES A 1921, 7975, 7976, 7979‬‬
‫‪190. BUTLER, PPUAES A 7 1919,P. 428.‬‬
‫‪.191‬طاسة بشفة مقلوبة كمسطحة‪ ،‬طاسة جبدار ؿبدب قليبلن كشفة مسطحة قليلة النتوء‪.‬‬
‫‪192. 24 Pella, fig. 2/12-15,au VIeet au VIIe siècle.‬‬
‫‪193. 43- Aqaba , p. 280, e, d, g, h, I, k et m,‬‬
‫مبوذج حاضر ضمن الطبقات اؼبتناضدة العائدة إذل القرنُت الثامن‪-‬التاسع اؼبيبلديُت‪.‬‬
‫‪194. 27-Sirjan, fig. 23, 6.‬‬
‫‪195. 33-Porter, p. 6, fig. 5.‬‬
‫‪196. 34- St.Mary, fig. 3, 13.‬‬
‫‪197. BUTLER, PPUAES A 7 1919,P. 431-432.‬‬
‫‪198.‬‬
‫‪LITTMANN, PPUAES A 1921, 7981.‬‬
‫دل يقدر أم تاريخ‪ ،‬لكن يبدك أنو أحدث من النقش الركماشل رقم ‪ ،798‬اؼبكتشف يف اؼبوقع نفسو‪.‬‬
‫‪199. BUTLER, PPUAES A 7 1919,P. 431, ill. 373 ; BUTLER 1929, p. 120,‬‬
‫‪ill. 119.‬‬
‫‪.200‬يوجد بعض األخطاء يف اؼبيطط الذم كضعو بتلر‪.‬‬
‫‪.201‬يعود ىذا اعبامع إذل الفًتة السلجوقية حبسب رأم السيدين ـ‪.‬مينكوس )‪ (M.Meinecke‬كأكرم‬
‫)‪.(S.Ory‬‬
‫‪202. LITTMANN, PPUAES A 1921, 798, 7982, 7983.‬‬
‫‪203. 11- Lashkari Bazar, n0 469, p. 112, années 1075-1175 et 34- St.Mary‬‬
‫‪Carmel, fig. 8, 64, XIIIe siècle .‬‬
‫‪204. 37- Apamea, pl. XCII(3) et pl. XCIV(1).‬‬
‫‪205. 15-Pilgrims' Castle, p. 53, pl. XXVII.‬‬
‫‪.206‬حافة إبريق كقاعدة على شكل قرص وبمبلف آثار قطعة نسيج على اعبدار الداخلي‪.‬‬
‫‪.207‬طاسة جبدار مستقيم مقلوب كهناية دائرية كزاكية انكسار بارزة‪:‬‬
‫‪38-Fustat, P. 116-117, pl. 2-4.‬‬
‫‪208. LITTMANN, PPUAES A 1921, 800/2 et 800/7.‬‬
‫‪209. DUSSAUD 1927, p. 373.‬‬
‫‪.210‬أرخ بتلر ؽبذا الربج يف الفًتة العائدة إذل عصور ما قبل التاريخ‪ ،‬يف كتابو‪:‬‬
‫‪BUTLER, PPUAES A 7 1919, P. 433.‬‬
‫‪.211‬ؼبعرفة اؼبزيد عن طبولوجية األبراج راجع‪:‬‬
‫‪BRAEMER 1984a, P. 232-36 et 249.‬‬
‫‪212. BUTLER, PPUAES A 7 1919, ill. 376 et 377.‬‬
‫دل قبد ىذا النقش ضمن توثيق ليتماف‪.‬‬
‫‪213. BUTLER, PPUAES A 7 1919, ill. 3782.‬‬
‫مفتاح عقد مزخرؼ بطريقة مشاهبة‪ ،‬معركض يف متحف السويداء‪.‬‬
‫‪214. LITTMANN, PPUAES A 1921 :‬‬

‫‪441‬‬
‫‪432( 800‬ـ)‪( 8001 ،‬نقش يذكر اسم اؼبسمية القدصل‪ ،‬فايينا ‪( 8005 ،)Phaena‬نقش يأيت على ذكر ثبلثة‬
‫كالة)‪.‬‬
‫‪.215‬يصل العدد الكلي للكسر إذل ‪ 77‬كسرة‪ 48 ،‬منها ال شكل ؽبا‪ .‬تشمل األشكاؿ كالزخارؼ ‪ 29‬مثاالن‪ .‬ال‬
‫يعترب إرجاع ىذه الكسر إذل الفًتة الركمانية صحيحان سبامان‪ ،‬إذ إف كسريت خزؼ السيجيليو متضررتاف بشدة لدرجة أننا‬
‫دل نتمكن من ربديد شكلها‪.‬‬
‫‪216. 3- Bosra, p. 31, fig. 44.‬‬
‫‪217. 37- Apamea, pl. XCII et pl. XCIV, XIe-XIIe siècles.‬‬
‫‪218. DUSSAUD 1927, p. 373 ; BUTLER, PPUAES A 7 1919,P. 436.‬‬
‫‪219. BUTLER, PPUAES A 7 1919, ill. 380-381 et BUTLER 1919,P. 121-‬‬
‫‪122, ill. 121.‬‬
‫‪220. LITTMANN, PPUAES A 1921, 801 et 8025.‬‬
‫‪221. LITTMANN, PPUAES A 1921, 8012.‬‬
‫‪.222‬حافة إبريق برقبة عالية كجدار مستقيم تأخذ شفتو شكل شبو منحرؼ بنهاية مسطحة‪.‬‬
‫‪ -44‬منطقة جنويب األردف‪ ،‬ص‪.223 .280 .‬‬
‫‪.224‬قصعة جبدار ؿبدب كهناية مسطحة‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪13-Wadi 'Isal, p. 271/e, Xe - XVe siècle ; 15-Pilgrims' Castle, p. 54, pl.‬‬
‫; ‪XXV, Xe - Xe siècle ; 9-Abu Sarbut, p. 338, fig. 9, Xe - XVe siècle‬‬
‫‪34- St. Mary, fig. 4, 21-22, Xe siècle.‬‬
‫‪.225‬إبريق برقبة عالية كجدار مستقيم كشفة مسطحة قليلة النتوء‪:‬‬
‫‪7-Kerak, p. 301, 14.‬‬
‫‪226. BUTLER, PPUAES A 7 1919, ill.661, P. 419.‬‬
‫‪227. LITTMANN, PPUAES A 19217932.‬‬
‫‪228. LITTMANN, PPUAES A 1921, 7933.‬‬
‫‪229. BUTLER, PPUAES A 7 1919, ill.662, P. 420.‬‬
‫‪230. LITTMANN, PPUAES A 1921, 7931 à 79311.‬‬
‫‪.231‬يبكنك مراجعة أكرام ‪ 1989‬لتتمكن من فهم الطقوس كالنقوش اعبنائزية يف منطقة جنوب سورية بشكل‬
‫أفضل‪ .‬إف القبور اليت شاىدناىا تنتمي إذل النموذج ‪(3‬أ)‪ ،‬ص‪ 12 .‬كاللوحة ‪ 4‬جػ‪.‬‬
‫‪.232‬يتيذ ىذا الربج نفس ترتيب أبراج أخرل يف اؼبنطقة‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪BRAEMER 1984a-1984b.‬‬
‫‪.233‬قصعة أك طاسة جبدار مائل كزاكية انكسار قليلة الربكز كهناية دائرية‪:‬‬
‫‪41-Fihl, fig. 5-5, années. 750-971. 29-Samarra, p. 173, 65 (forme) années‬‬
‫'‪1174-1260, 10-Samarra, fig. 755( gl. bleu vert ), Xe siècle, 15-Pilgrims‬‬
‫‪Castle, p. 48, 5, Xe - Xe siècle, 11-Lashkari Bazar, n469, p. 112,‬‬
‫‪années 1075-1175.‬‬
‫‪.234‬طاسة زينت بزخرفة بلوف أخضر فاتح كأصفر فاتح كبٍت بنفسجي ربت اؼبينا‪:‬‬
‫‪33-Porter, p. 26, pl. XV.‬‬

‫‪442‬‬
‫‪.235‬طاسة زينت بزخارؼ ىندسية كنباتية منمنمة بلوف أزرؽ تركواز كأسود فوؽ أرضية بيضاء‪:‬‬
‫‪33-Porter, p. 46, pl. XX, Xe-XV siècle.‬‬
‫نشاىد أكاشل خزفية فباثلة ؽبذه األكاشل يف متحف ضباـ منجق يف بصرل الذم قاـ بتنقيبو ـ‪.‬مينيك‪.‬‬
‫‪236. 35-Caesarea, fig. 3, 18.‬‬
‫‪237. 33- porter, p.43. pl.XXX.‬‬
‫‪238. 27-Sirjan, années 950-1050.‬‬
‫‪239. HUTTEROTH et ABDULFATTAH 1977 ; GUERIN 2002.‬‬
‫‪.240‬تعود صعوبة اغبصوؿ على أدلة مادية أيضان إذل عدـ إؼبامنا باػبزؼ كالعمارة اػباصة باؼبسكن الريفي خبلؿ الفًتة‬
‫األموية‪ ،‬لكن يبكننا اليوـ الرجوع إذل منشوارت كل من‪ :‬كانيفيت )‪ (Canivet‬كركم كوكايز‬
‫)‪ 1992 (Rey-Coquais‬ككذلك مقاالت سوديٍت )‪ (Sodini‬كفيلنوؼ ‪ 1992‬كاركسورد )‪(Orssaud‬‬
‫‪ 1992‬ككاتسوف )‪ 1992 (Watson‬اؼبتعلقة بأعماؽبم يف الشرؽ األدسل‪ ،‬للتعرؼ على ىذا اػبزؼ كىذه العمارة‪.‬‬
‫‪241. ORY 1989, inscription n1:‬‬
‫أكرم ‪ ،1989‬يذكر النقش رقم ‪ 1‬اآلية ‪ 61‬من سورة الصافات‪ :‬بسم اهلل الرضبن الرحيم ‪ :‬ؼبثل ىذا فليعمل العاملوف‪.‬‬
‫‪242. GUERIN 1999-2002.‬‬
‫‪.243‬قاـ فرانسوا فيلنوؼ دبسح قرية شعارة يف العاـ ‪ 1978‬؛ كقبح‪ ،‬بعد اؼبسح كالدراسة األكلية لآلثار‪ ،‬يف ربديد‬
‫مرحلة استيطاف استمرت من القرف األكؿ كصوالن إذل الفًتة األموية‪ ،‬كمرحلة إعادة استيطاف خبلؿ الفًتات األيوبية‬
‫كاؼبملوكية كالعثمانية؛ كيؤكد كجود اؼبسجد ىذا االستيطاف‪ .‬يشَت نص الفتنة أيضان إذل حصوؿ استيطاف خبلؿ الفًتة‬
‫العباسية‪ .‬فيلنوؼ ‪ ،1985‬ص‪ ،83 .‬الشكل ‪.4‬‬
‫‪244. ABBOTT 1938.‬‬
‫‪245. RCEA , 225.‬‬
‫‪.246‬عندما قامت مديرية اآلثار كاؼبتاحف يف بصرل بتنقيب الشارع الواصل بُت اغبمامات كجامع اػبضر‪ ،‬يف سبوز‬
‫من العاـ ‪ ،1994‬استطعنا مشاىدة كمية من ىذا اػبزؼ ( بدف جرة بزخارؼ ناتئة)‪.‬‬
‫‪.247‬أيرخ لقانوف الوقف يف العاـ ‪435‬ىػ‪1043/‬ـ‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪SOURDEL-THOMINE et SOURDEL 1972.‬‬
‫‪248. SOURDEL-THOMINE et SOURDEL 1972, P. 247.‬‬
‫فبا يتوافق مع التنظيم الريفي الذم كاف ساريان يف بداية ىذا القرف (راجع‪:‬التركف ‪ ،1936‬ص‪.)183 .‬‬
‫‪.249‬ذيكرت ىذه القرية سابقان عند دراسة الفتنة العباسية كىي تشكل جزءان من القرل اليت كانت خاضعة لقبيلة‪ :‬بنو‬
‫مرة‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪250. RCEA VII, 2488:‬‬
‫مبٌت مؤرخ لو يف العاـ ‪433‬ىػ‪1042/‬ـ‪ ،‬لكن دل يذكر من ىو اؼبموؿ‪.‬‬ ‫ن‬
‫‪251. RCEA VIII, 3108.‬‬
‫‪.252‬فلساف يس ٌكا يف دمشق يف األعواـ ‪569-551‬ىػ‪1074-1056/‬ـ كحواذل العاـ ‪570‬ىػ‪1074/‬ـ‪ .‬راجع‬
‫اللوحة ‪ 10‬جػ كد‪.‬‬
‫‪253. MOUTON 1994, P. 228.‬‬
‫‪254. MOUTON 1994, P. 229.‬‬
‫‪255. ELISSEEFF, 1967M t., P. 812-822.‬‬
‫‪443‬‬
‫‪256. Avni 1994.‬‬
‫‪.257‬لو سًتانج ‪ ،1890‬ص‪ 521 .‬؛ ياقوت الركمي ‪ ،1870-1866‬اجمللد الثاشل‪ ،‬ص‪ 762 .‬؛ كاتب مراصد‬
‫(مراصد االطبلع على أظباء األمكنة كالبقاع)‪ ،‬ص‪.464 .‬‬
‫‪258. DUSSAUD 1927, p. 373.‬‬
‫‪259. 259SOURDEL-THOMINE 1957, P. 16-17.‬‬
‫أكد ابن شداد كجود القرب‪ :‬ابن شداد‪ ،‬األعبلؽ اػبطَتة يف ذكر أمراء الشاـ كاعبزيرة‪ ،‬إيدم تاراس ‪ ،1984‬ص‪.‬‬
‫‪.271‬‬
‫‪.260‬سوفَت )‪ ،1986 (Sauvaire‬ص‪ 57 .‬؛ ياقوت‪ ،1 ،‬ص‪621 .‬؛ كاتب مراصد‪ ،1 ،‬ص‪153 .‬؛‬
‫دكسود ‪ ،1927‬ص‪ .516 .‬تفرغ ىذا الشيخ للموسيقى كللغناء كألعاب اغبظ مستهزئان باألمر اإلؽبي‪ .‬اتبع الكثَت من‬
‫الشباف مذىبو كتبنوا زيٌو‪.‬‬
‫‪261. EDDE-TERRASSE 1984, P. 272.‬‬
‫‪262. EDDE-TERRASSE 1984, P. 273.‬‬
‫‪.263‬ياقوت‪ ،2 ،‬ص‪ 762 .‬؛ كاتب مراصد‪ ،1 ،‬ص‪.464 .‬‬
‫‪264. GUERIN 2003.‬‬
‫‪265. SAFADI, P. 480.‬‬
‫‪.266‬تبلغ اؼبسافة بُت إزرع كصليد ‪30‬كم على خط مستقيم ك‪ 50‬كم إذا أخذنا الطرؽ الركمانية اليت تعرب جبل‬
‫العرب‪ .‬ىناؾ مسافة يوـ كامل بُت ىاتُت القريتُت‪ ،‬كفقان ؼبا ذكره أبو الفداء (القرف الرابع عشر اؼبيبلدم) ‪ ،1840‬ص‪.‬‬
‫‪.259‬‬
‫‪267. RCEA VIII, 3108.‬‬
‫‪268. RCEA X, 4154, année 636/1239.‬‬
‫‪269. SOURDEL-THOMINE 1954.‬‬
‫‪270. ABU AL-FIDA, vol. , ii, p. 36-259.‬‬
‫‪271. ORY 1989, n03, p. 22-24, année 651/1253.‬‬
‫‪272. HUMPHREYS 1977, P. 295-296 et p. 306-307.‬‬
‫‪273. RCEA XV, 5402.‬‬
‫‪274. SARTRE 1985b, p. 136‬‬
‫شيدت الكنيسة يف العاـ ‪419‬ـ‪.‬‬
‫‪275. SOURDEL 1971, P. 301-302.‬‬

‫‪444‬‬
‫فهرس مفصل بالمحتوٌات‬
‫اؼبسانبوف ‪.................................................................‬ص‪1.‬‬

‫سبهيد‪ ،‬بقلم باسكاؿ كلوس باليت‪.............................................‬ص‪5.‬‬

‫مقدمة‪ ،‬بقلم جاف‪-‬مارم دنتزر‪..............................................‬ص‪12.‬‬


‫ـبتصرات‪...................................................................‬ص‪19.‬‬
‫خريطة منطقة جنوب سورية‪.................................................‬ص‪23.‬‬
‫‪ .1‬ماىي طبيعة األراضي التي يندمج فيها المسكن القروي في منطقة جنوب‬
‫سورية؟‪....................................................................‬ص‪24.‬‬
‫‪-Ι‬عرض اؼبوقع‪.............................................................‬ص‪24.‬‬
‫األحباث‪.‬‬ ‫تاريخ‬ ‫ب‪-‬‬
‫‪.....................................................‬ص‪24.‬‬
‫ب‪-‬فوائد الػ ‪.................................................. .GIS‬ص‪25.‬‬
‫‪-ΙΙ‬تطبيقات‪...............................................................‬ص‪28.‬‬
‫أ‪-‬مقارنة شبكة القرل كاؼبواقع العائدة إذل اغبقبة الركمانية مع شبكة القرل‬
‫اغبالية ‪......................................................................‬ص‪28.‬‬
‫ب‪ -‬ؿباكلة فهم تنظيم القرل يف الوقت اغباضر‪.............................‬ص‪31.‬‬
‫‪ -1‬انطبلقان من شبكة الطرؽ‪.................................................‬ص‪21.‬‬
‫‪ -2‬انطبلقان من شبكة الرم‪..................................................‬ص‪33.‬‬
‫ج‪ -‬التحدث عن األنظمة احملتملة لتقسيم األراضي على النطاؽ اإلقليمي‪.......‬ص‪35.‬‬
‫‪ .2‬أرخيولوجية المشهد الطبيعي والمسوحات األثرية‪ :‬المسكن القروي وتقسيم‬
‫العرب‬ ‫جبل‬ ‫في‬ ‫األراضي‬
‫(سيع‪/‬قليب)‪..............................................................‬ص‪44.‬‬
‫‪ -Ι‬تنظيم اؼبشاىد الطبيعية‪...............................................‬ص‪45.‬‬

‫‪445‬‬
‫‪ -ΙΙ‬مواقع اؼبساكن اؼبتناثرة يف تل قليب (قليب من ‪ 57‬إذل ‪ 63‬ك‪ 501‬ك ‪502‬‬
‫كالسويداء من ‪ 79‬إذل ‪............................................. )82‬ص‪51.‬‬
‫أ _قليب ‪........................................................59‬ص‪52.‬‬
‫ب‪-‬قليب ‪.......................................................57‬ص‪55.‬‬
‫ج‪-‬قليب ‪.......................................................58‬ص‪57.‬‬
‫د‪ -‬مواقع أخرل يف تل قليب‪.........................................‬ص‪59.‬‬
‫‪ -ΙΙΙ‬مواقع ىضبة سيع اعبنوبية ‪.............................................‬ص‪61.‬‬
‫أ‪-‬اؼبساكن اؼببعثرة‪....................................................‬ص‪62.‬‬
‫ب‪ -‬اؼبساكن اؼبتجمعة ‪...............................................‬ص‪63.‬‬
‫اػببلصة‪........................................................... .‬ص‪65.‬‬
‫قائمة باؼبواقع حبسب نوعها‪...........................................‬ص‪68.‬‬
‫‪.3‬المساكن الرومانية ‪ -‬البيزنطية في قرى البثنية‪:‬البعثات ‪ 2002‬إلى‬
‫‪..2004‬ص‪79.‬‬
‫‪-Ι‬السياؽ‪...............................................................‬ص‪80.‬‬
‫أ‪ -‬اؼبنطقة اعبغرافية اؼبعنية‪................................................‬ص‪80.‬‬
‫ب‪ -‬تاريخ كعمراف‪.....................................................‬ص‪82.‬‬
‫ج‪ -‬البثنية كسهل حوراف ‪ :‬اؼبيزات الطبيعية‪...............................‬ص‪85.‬‬
‫‪ -1‬شبكة قرل‪.........................................................‬ص‪85.‬‬
‫‪ 2‬منطقة مزدىرة‪........................................................‬ص‪86.‬‬
‫د‪ -‬اكتشاؼ اؼبساكن القديبة يف منطقة جنوب سورية‪......................‬ص‪88.‬‬
‫‪ -ΙΙ‬القرل اؼبدركسة‪.....................................................‬ص‪94.‬‬
‫أ‪-‬يف البثنية‪.............................................................‬ص‪94.‬‬
‫‪-1‬كفر ناسج‪........................................................‬ص‪94.‬‬
‫‪-2‬كفر مشس‪ ........................................................‬ص‪95.‬‬

‫‪446‬‬
‫‪-3‬ألبل‪ .............................................................‬ص‪97.‬‬
‫‪-4‬ؿبجة‪.............................................................‬ص‪98.‬‬
‫‪-5‬خربة غزالة‪........................................................‬ص‪99.‬‬
‫ب _يف سهل حوراف‪ .....................................................‬ص‪100.‬‬
‫معربا‪ ...........................................................‬ص‪100.‬‬
‫جػ ‪ -‬بنية القرل‪ ........................................................‬ص‪101.‬‬
‫‪ .ΙΙΙ‬تقنيات البناء ك التنظيم‪...............................................‬‬
‫ص‪103.‬‬
‫أ‪-‬اغبجر كطريقة معاعبتو‪ ..................................................‬ص‪103.‬‬
‫أنواع ـبتلفة من البازلت‪ .......................................‬ص‪103.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مظهر اعبدراف‪ ................................................‬ص‪104.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أ‪ .‬أنواع ـبتلفة للجدراف‪ ..........................................‬ص‪104.‬‬
‫ب‪ .‬التلبيسة‪ .......................................................‬ص‪107.‬‬
‫‪ -3‬مظهر األرضيات‪ ..............................................‬ص‪109.‬‬
‫‪ _4‬األبواب كالنوافذ‪ ................................................‬ص‪110.‬‬
‫ب‪ -‬أساس اػبرجة‪ .......................................................‬ص‪111.‬‬
‫األسقف كالسطوح‪ ...........................................‬ص‪112 .‬‬ ‫‪-1‬‬
‫األدراج‪ .....................................................‬ص‪113 .‬‬ ‫‪-2‬‬
‫جػ‪ -‬القوس باعتباره أساسان لوحدة معمارية‪ ..............................‬ص‪113 .‬‬
‫القوس الداعم ذك الصنجات‪ ...................................‬ص‪113 .‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الوحدة اؼبعمارية‪ .............................................‬ص‪114 .‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -ΙV‬التنظيم اغبيزم‪ ....................................................‬ص‪117 .‬‬

‫‪447‬‬
‫أ‪ -‬منظومة التنقل‪ ...................................................‬ص‪117 .‬‬
‫اؼبباشل اؼبنتظمة ضمن طابقُت‪ ...................................‬ص‪118 .‬‬ ‫‪-1‬‬
‫األركقة‪ ......................................................‬ص‪118 .‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أ‪ .‬أركقة بدعامات‪ ...........................................‬ص‪108 .‬‬
‫ب‪ .‬أركقة بأعمدة‪ .............................................‬ص‪108 .‬‬
‫‪ -3‬اؼبمرات‪ ...........................................................‬ص‪121 .‬‬
‫ب‪-‬تقسيم الغرف ووظيفتها‪ .............................................‬ص‪122 .‬‬
‫‪ -1‬الغرؼ اؼبتعلقة بالنشاطات الزراعية كالرعوية‪ ...........................‬ص‪123 .‬‬
‫أ‪ .‬اإلسطببلت‪ ..................................................‬ص‪123 .‬‬
‫ب‪ .‬اؼبيازف‪ ......................................................‬ص‪125 .‬‬
‫‪ -2‬غرؼ االستقباؿ كالسكن‪.............................................‬ص‪127 .‬‬
‫أ‪ .‬قاعات االستقباؿ كقاعات تسيَت األعماؿ‪ ..........................‬ص‪127 .‬‬
‫ب‪ .‬شقق خاصة‪ .....................................................‬ص‪132 .‬‬
‫ج‪ -‬ترتيبات خاصة‪ .....................................................‬ص‪134 .‬‬
‫خزائن برفوؼ تتوسطها‪ .......................................‬ص‪134 .‬‬ ‫‪-1‬‬
‫اؼبشاكي البسيطة‪ ..............................................‬ص‪135 .‬‬ ‫‪-2‬‬
‫"خلوات"‪ ....................................................‬ص‪135 .‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مشاكي الواجهة اؼبقوسة‪ .......................................‬ص‪138 .‬‬ ‫‪-4‬‬
‫د‪ -‬فئات المساكن المختلفة‪ ..............................................‬ص‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫مساكن مكرسة سبامان لًتبية اؼباشية‪ ..............................‬ص‪140 .‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مساكن ـبتلطة‪ ...............................................‬ص‪141 .‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مساكن خالية من حيز اقتصادم كاضح اؼبعادل‪ ..................‬ص‪143 .‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪448‬‬
‫‪ .V‬مسألة التسلسل الزمٍت‪ ...............................................‬ص‪144 .‬‬
‫أ‪ -‬تقنيات البناء‪ .......................................................‬ص‪145 .‬‬
‫البناء‪ .........................................................‬ص‪145 .‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أطوار اإلصبلحات‪ ............................................‬ص‪146 .‬‬ ‫‪-2‬‬
‫طور التوسيع‪ .................................................‬ص‪148 .‬‬ ‫‪-3‬‬
‫مسألة االذباىات‪ ..............................................‬ص‪149 .‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ب‪ -‬الزخارف المعمارية والمواضيع المنحوتة‪ ...........................‬ص‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫‪ -1‬الزخارؼ اؼبعمارية‪ ............................................‬ص‪149 .‬‬
‫‪ -2‬اؼبواضيع الزخرفية اؼبنحوتة‪ .....................................‬ص‪150 .‬‬
‫أ‪ .‬الزخارؼ اؼبسيحية الغائرة مقارنة مع سطح اغبجر اؼبستوم ‪....‬ص‪151.‬‬
‫اؼبنصرة‪ ...................................‬ص‪151 .‬‬
‫ب‪ .‬الزخارؼ الوثنية ٌ‬
‫‪ -3‬زخارؼ مسيحية مرتبطة بإصبلحات طالت اؼبساكن‪ .............‬ص‪154 .‬‬
‫‪ -4‬زخارؼ مسيحية أخرل‪ .......................................‬ص‪153 .‬‬
‫اػببلصة‪ ................................................................‬ص‪156 .‬‬
‫‪ .4‬دار مجرش في قرية محجة‪ :‬التنظيمات الحيزية واألنظمة المتبعة في‬
‫البناء‪.....‬ص‪192.‬‬
‫‪ .Ι‬كصف حالة اؼبكاف‪ .........................................‬ص‪193 .‬‬
‫أ‪-‬التعرف على اآلثار‪ ...............................................‬ص‪193 .‬‬
‫ب‪-‬اقتراح إعادة البناء‪ .............................................‬ص‪183 .‬‬
‫‪-1‬التعديبلت اليت طرأت على اؼبيطط ك عبلقتها باحمليط ص‪.................‬ص‪183 .‬‬
‫‪-2‬األدلة اليت تشَت إذل القياـ بًتميمات‪ ....................................‬ص‪185 .‬‬
‫‪ -ΙΙ‬تقنيات البناء‪ ..............................................‬ص‪200 .‬‬
‫أ‪ .‬أقسام البناء األساسية‪ ....................................‬ص‪200 .‬‬
‫‪ .1‬اعبدراف اعبدراف‪ ......................................‬ص‪200 .‬‬

‫‪449‬‬
‫أ‪ .‬اؼبظهر‪ ............................................‬ص‪200 .‬‬
‫ب‪ .‬البناء‪ ............................................‬ص‪202 .‬‬
‫‪ .2‬منظومات العبور‪ ......................................‬ص‪203 .‬‬
‫أ‪ .‬األبواب‪ ..........................................‬ص‪203 .‬‬
‫ب‪ .‬القوس‪ ............................................‬ص‪204 .‬‬
‫جػ‪ .‬األطناؼ كاألسقف‪ .............................‬ص‪205 .‬‬
‫‪ .3‬ىل ىي طريقة بناء مقصودة‪ ..........................‬ص‪206 .‬‬
‫‪ .4‬العناصر اؼبعمارية‪ ......................................‬ص‪208 .‬‬
‫أ‪ .‬العضادات‪ .......................................‬ص‪208 .‬‬
‫ب‪ .‬اؼبشاكي كاػبزائن‪ ................................‬ص‪208 .‬‬
‫جػ‪ -‬مشكاة الواجهة‪ ...............................‬ص‪209 .‬‬
‫د‪ -‬النوافذ الدائرية‪ ...................................‬ص‪210 .‬‬
‫اؼبيرـ‪ ......................‬ص‪210 .‬‬
‫ىػ‪-‬النوافذ ذات اغباجز ٌ‬
‫ك‪ -‬الدرجات‪ .......................................‬ص‪210 .‬‬
‫ب‪ -‬األقسام الثانوية‪ ....................................................‬ص‪211 .‬‬
‫‪ .1‬األبواب‪ ........................................................‬ص‪211 .‬‬
‫‪ .2‬النوافذ‪ ...........................................................‬ص‪211 .‬‬
‫‪ .3‬الدرابزين؟‪ .......................................................‬ص‪212 .‬‬
‫جـ الزخارف المنحوتة‪ ..................................................‬ص‪212 .‬‬
‫د‪ -‬المعيار والتكيف‪ ....................................................‬ص‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫‪ .1‬استمرارية النموذج‪ ...............................................‬ص‪213 .‬‬
‫‪ .2‬التكيف‪ ..........................................................‬ص‪214 .‬‬
‫أ‪ .‬معلومات تمهيدية ومنهجية‪ .......................................‬ص‪215 .‬‬
‫ب‪.‬االختالل‪ ........................................................‬ص‪216 .‬‬

‫‪450‬‬
‫‪ .1‬أنواع االختبلؿ‪ ...............................................‬ص‪216 .‬‬
‫‪ .2‬كصف االختبلؿ‪ ..............................................‬ص‪217 .‬‬
‫أ‪" .‬رب ٌدب" الواجهة الشمالية‪ .................................‬ص‪217 .‬‬
‫ب‪ .‬ميبلف اؼبداميك اػبمسة األخَتة كالدرجات‪ ..................‬ص‪217 .‬‬
‫جػ‪ -‬البساؼ الببلطات اػبمس مشاؿ غريب سقف القاعة (‪ )002‬كانفتاح تلك‬
‫الزاكية‪ ..................................................‬ص‪218 .‬‬
‫د‪ -‬تصدع صنجتُت "مفتاحُت" يف القوس‪ .......................‬ص‪218 .‬‬
‫ىػ‪ -‬قلة ظباكة الزاكية اعبنوبية الشرقية‪ ........................‬ص‪218 .‬‬
‫ك‪ -‬البساؼ جدار الواجهة الغربية‪ .............................‬ص‪218 .‬‬
‫ز‪ -‬تصدع يف الواجهة اعبنوبية للغرفة‪ ...........................‬ص‪219 .‬‬
‫حػ‪ -‬اهنداـ جزئي يف جدار الواجهة الشمالية للغرفة (‪ ... )105‬ص‪219 .‬‬
‫ط – كجود فراغات يف طبقة الصلصاؿ اليت تغطي سقف قاعة القوس‬
‫‪..............................................................‬ص‪219 .‬‬
‫م‪ -‬سقوط بعض الكتل اغبجرية أك فقداهنا داخل الركاـ احمليط‪ ...‬ص‪219 .‬‬
‫ؾ‪ -‬نقص عدة كتل حجرية يف اعبدراف الداخلية‪ ................‬ص‪220 .‬‬
‫ؿ‪ -‬الكشف عن سوية األرضيات السفلية‪ ......................‬ص‪220 .‬‬
‫جـ ‪ -‬التدخالت المرتجاة‪..............................................‬ص‪220 .‬‬
‫‪.1‬كصف التدخبلت‪......................................................‬ص‪220 .‬‬
‫اؼبلحق‪1‬‬
‫‪.2‬تقدير التكلفة‪..........................................................‬ص‪221 .‬‬
‫اؼبلحق ‪2‬‬
‫‪ .1‬أبعاد الغرؼ‪..........................................................‬ص‪222 .‬‬
‫‪ .2‬أبعاد األبواب‪.........................................................‬ص‪223 .‬‬
‫‪ .3‬أبعاد اغبجارة حبسب نوعها ‪...........................................‬ص‪224 .‬‬
‫أ‪ .‬جدراف الواجهة الشمالية‪...........................................‬ص‪224 .‬‬

‫‪451‬‬
‫ب‪.‬األطناؼ‪..........................................................‬ص‪224 .‬‬
‫جػ ببلطات السقف‪............................................... :‬ص‪224 .‬‬
‫د‪ .‬اؼبشاكي‪ :‬أبعاد كأماكن التو اجد‪.................................. :‬ص‪224 .‬‬
‫مبلحظة تتعلق باؼبراجع‪....................................................‬ص‪225 .‬‬
‫‪ .5‬الزخرفة المعمارية في مساكن البثنية‪....................................‬ص‪.‬‬
‫‪241‬‬
‫‪ .Ι‬أماكن تواجد الزخرفة‪.................................................‬ص‪242 .‬‬
‫‪ .ΙΙ‬أنواع الزخرفة‪.......................................................‬ص‪245 .‬‬
‫أ‪ .‬التزيينات المتعلقة بالعناصر المعمارية‪.............................. :‬ص‪.‬‬
‫‪245‬‬
‫‪ .1‬األركقة اػبارجية‪ :‬األعمدة كالعضادات كاػبوارج‪...................‬ص‪245 .‬‬
‫‪ .2‬األقواس الداخلية‪.................................................‬ص‪249 .‬‬
‫‪ .3‬قمم اعبدراف‪.....................................................‬ص‪254 .‬‬
‫‪ .4‬أطر األبواب‪......................................................‬ص‪255 .‬‬
‫‪ .5‬أطر النوافذ‪.......................................................‬ص‪256 .‬‬
‫‪ .6‬أطر اؼبشاكي‪......................................................‬ص‪258 .‬‬
‫ب‪ .‬الزخارف السطحية‪..................................................‬ص‪260 .‬‬
‫جـ‪.‬الزخارف النباتية أو التصويرية المنفردة أو المترافقة مع بعضها البعض‪ ..‬ص‪261.‬‬
‫‪ .1‬األكاليل كعقد ىرقل كالشرائط أكغصينات الكرمة كالزخارؼ اؼبشتقة منها‪.‬ص‪262.‬‬
‫‪ .2‬الزخارؼ النباتية‪......................................................‬ص‪267 .‬‬
‫أ‪ .‬غصينات الكرمة‪..................................................‬ص‪267 .‬‬
‫ب‪ .‬األكراؽ اؼبنتصبة كسعفات النييل‪...................................‬ص‪269 .‬‬
‫جػ‪ .‬الوريدات‪......................................................‬ص‪270 .‬‬
‫‪ .3‬الزخارؼ اؽبندسية‪....................................................‬ص‪272 .‬‬
‫أ‪ .‬عقدة سليماف‪.....................................................‬ص‪272 .‬‬

‫‪452‬‬
‫ب‪ .‬اإلكليل اجملدكؿ‪..................................................‬ص‪273 .‬‬
‫ج‪ .‬اؼبربعات اؼبًتاكبة‪..................................................‬ص‪273 .‬‬
‫د‪ .‬زخارؼ الغامات أك زخرفة "الكوس"‪...............................‬ص‪273 .‬‬
‫ق‪ .‬اػبراطيش‪.........................................................‬ص‪275 .‬‬
‫‪ .4‬اؼبواضيع األخرل اؼبنحوتة‪..............................................‬ص‪275 .‬‬
‫أ‪ .‬األعمدة الصغَتة‪...................................................‬ص‪275 .‬‬
‫ب‪ .‬اؼبذابح اؼبنحوتة على كتلة حجرية كاحدة‪...........................‬ص‪275 .‬‬
‫ج‪ .‬الشمعدانات سباعية الفركع‪.......................................‬ص‪276 .‬‬
‫د‪ .‬الصلباف كالطغراء اؼبسيحية‪..........................................‬ص‪277 .‬‬
‫ق‪ .‬مصباح معلق‪......................................................‬ص‪279 .‬‬
‫ك‪ .‬اؼبزىريات‪.........................................................‬ص‪279 .‬‬
‫ز‪ .‬صدفات القديس جاؾ‪.............................................‬ص‪280 .‬‬
‫ح‪ .‬أشكاؿ بأقماع؟‪..................................................‬ص‪280 .‬‬
‫مدكر دبقبض؟‪..............................................‬ص‪281 .‬‬ ‫ط‪ .‬شكل ٌ‬
‫‪ .5‬التصاكير اغبيوانية كالبشرية أكتصاكير اآلؽبة‪..............................‬ص‪281 .‬‬
‫مصور أماميان‪..................................................‬ص‪281 .‬‬
‫أ‪ .‬كجو ٌ‬
‫ب‪ .‬كجهاف جانبياف مواجهاف لبعضهما البعض‪...........................‬ص‪281 .‬‬
‫ج‪ .‬التماثيل النصفية‪....................................................‬ص‪282 .‬‬
‫د‪ .‬حربوقراط‪..........................................................‬ص‪282 .‬‬
‫ق‪ .‬ربات النصر‪........................................................‬ص‪283 .‬‬
‫ك‪ .‬الطيور‪.............................................................‬ص‪284 .‬‬
‫‪ -ΙΙΙ‬دالالت الزخرفة‪....................................................‬ص‪284 .‬‬
‫‪ -ΙV‬مشاكل التاريخ‪....................................................‬ص‪289 .‬‬
‫‪ .5‬قرية المسيكة واللجاة خالل الحقبة اإلسالمية (القرن السابع‪ -‬القرن الخامس‬
‫عشر)‬

‫‪453‬‬
‫‪........................................................................‬ص‪331 .‬‬
‫التضاريس‪...............................................................‬ص‪332 .‬‬
‫اؼبناخ‪....................................................................‬ص‪332 .‬‬
‫‪ .Ι‬الدراسة األثرية لقرية اؼبسيكة‪...........................................‬ص‪333 .‬‬
‫الفردي‪.........................................................‬ص‪.‬‬ ‫الحيّز‬ ‫أ‪.‬‬
‫‪334‬‬
‫‪ .1‬اؼبسكن‪...........................................................1‬ص‪334 .‬‬
‫أ‪ .‬سًتاتيغرافية الغرفة رقم ‪17‬كاللقى اؼبكتشفة فيها‪................... .‬ص‪335 .‬‬
‫ب‪ .‬الدراسة األثرية للمسكن أك ربديد تارىبو بشكل نسيب‪..............‬ص‪338 .‬‬
‫‪ .2‬اؼبسكن ‪.........................................................2‬ص‪340 .‬‬
‫أ‪ .‬سًتاتغرافية الغرفة رقم ‪ 2‬كاللقى اؼبكتشفة فيها‪.......................‬ص‪340 .‬‬

‫ب‪ .‬عمارة اؼبسكن ‪ 2‬كتارىبو النسيب‪..................................‬ص‪349 .‬‬


‫ب‪-‬عمارة مسكن المسيكة ووظيفتو‪......................................‬ص‪355 .‬‬
‫‪ .1‬تقنيات البناء‪......................................................‬ص‪355.‬‬
‫‪ .2‬كصف القاعات‪...................................................‬ص‪357.‬‬
‫أ‪ .‬القاعات العالية‪..........................................SH-‬ص‪357.‬‬
‫ب‪-‬القاعة اؼبتوسطة االرتفاع – ‪..............................SM‬ص‪359.‬‬
‫ج‪ -‬القاعة اؼبنيفضة – ‪.......................................SB‬ص‪360.‬‬
‫د‪-‬القاعة الصغَتة اؼبنيفضة – ‪............................... Psb‬ص‪361.‬‬
‫‪ .3‬كظائف القاعات‪..................................................‬ص‪361.‬‬
‫أ‪ .‬القاعات العالية اؼبستطيلة ذات الدعامة ‪............ SH.RS -‬ص‪361.‬‬
‫ب‪ .‬القاعات العالية اؼبستطيلة اػبالية من الدعامة ‪..........SH.R -‬ص‪363.‬‬
‫ج‪ .‬القاعات اؼبنيفضة اليت يرافقها طابق علوم‪......................‬ص‪364.‬‬
‫د‪-‬القاعات اؼبنيفضة اليت ال تضم طابق علوم‪......................‬ص‪364.‬‬

‫‪454‬‬
‫ىػ‪ -‬الطابق العلوم للقاعة اؼبنيفضة‪..............................‬ص‪365.‬‬
‫ك‪-‬قاعات متوسطة االرتفاع‪.......................................‬ص‪365.‬‬
‫ز‪-‬الغرؼ الصغَتة اؼبنيفضة االرتفاع اؼبستندة على القاعات اؼبستطيلة ذات‬
‫الدعامة‪...................................................................‬ص‪365.‬‬
‫ج‪-‬دراسة الحيز القروي‪..................................................‬ص‪366.‬‬
‫‪.1‬مورفولوجية (تشكيل) القرية‪............................................‬ص‪366.‬‬
‫أ‪ .‬شبكة الطرؽ‪....................................................‬ص‪367.‬‬
‫ب‪ .‬أماكن الضيافة‪ :‬اؼبصاطب‪........................................‬ص‪369.‬‬
‫ج‪ .‬الًتتيبات اؼبائية‪..................................................‬ص‪369.‬‬
‫‪.2‬الدراسة اؼبعمارية لؤلحياء كتنظيمها اؼبساحي‪.............................‬ص‪370.‬‬
‫أ‪ .‬حي الكنيسة‪......................................................‬ص‪371.‬‬
‫ب‪-‬حي الربج‪.......................................................‬ص‪378.‬‬
‫ج‪ -‬حي اعبامع الرئيسي ‪..........................................‬ص‪382.‬‬
‫د‪-‬اغبي الشرقي‪.....................................................‬ص‪387.‬‬
‫د‪ -‬خصائص العمران‪ :‬أطوار استيطان القرية‪..............................‬ص‪390.‬‬
‫‪ .1‬االستيطاف القدصل‪....................................................‬ص‪390.‬‬
‫أ‪ .‬الفًتة الركمانية‪..................................................‬ص‪390.‬‬
‫ب‪ .‬الفًتة البيزنطية‪..................................................‬ص‪390.‬‬
‫‪ .2‬االستيطاف اإلسبلمي‪.................................................‬ص‪392.‬‬
‫أ‪ .‬تقنيات البناء‪....................................................‬ص‪393.‬‬
‫ب‪ .‬الغرؼ اعبديدة‪..................................................‬ص‪393.‬‬
‫ج‪-‬اؼبصطبة‪.........................................................‬ص‪393.‬‬
‫د‪ -‬اؼبباشل العامة اعبديدة‪.............................................‬ص‪383.‬‬
‫ىػ‪-‬تنظيم اجتماعي جديد للقرية‪....................................‬ص‪394.‬‬
‫‪ .ΙΙ‬اؼبسيكة كقرل اللجاة‪..................................................‬ص‪395.‬‬

‫‪455‬‬
‫أ اإلعمار‪.............................................................‬ص‪396.‬‬
‫‪-1‬توزع التجمعات السكنية كتارىبها‪......................................‬ص‪396.‬‬
‫أ‪-‬عيبَت ‪...............................................................‬ص‪396.‬‬
‫ب‪-‬قَتاطة‪.............................................................‬ص‪398.‬‬
‫ج‪-‬صور‪..............................................................‬ص‪398.‬‬
‫د‪-‬عاسم‪.............................................................‬ص‪401.‬‬
‫ىػ‪-‬داما‪.............................................................‬ص‪403.‬‬
‫ك‪-‬دير داما‪............................................................‬ص‪404.‬‬
‫ز‪-‬ليبُت‪................................................................‬ص‪406.‬‬
‫حػ اؼبطلة‪............................................................‬ص‪406.‬‬
‫ط‪-‬الزبَتة ‪..........................................................2‬ص‪407.‬‬
‫م‪-‬الزبَتة ‪..........................................................1‬ص‪408.‬‬
‫‪ -2‬تنظيم األراضي‪ :‬العناصر الدفاعية‪.......................................‬ص‪409.‬‬
‫تأسيس‬ ‫ب‪-‬تاريخ‬
‫الموقع‪..................................................‬ص‪411.‬‬
‫‪-1‬غلبية القبائل كاالستثمارات الزراعية بُت القرنُت التاسع كاغبادم عشر اؼبيبلديُت‬
‫‪.........................................................................‬ص‪412.‬‬
‫‪-2‬القرف الثاشل عشر ‪ :‬مرحلة إعادة البناء‪...................................‬ص‪414.‬‬
‫‪-3‬القرف الثالث عشر اؼبيبلدم‪ :‬إدارة األراضي على شكل إقطاعيات‪..........‬ص‪415.‬‬
‫‪-4‬القرف الرابع عشر‪ :‬اكبطاط نسيب‪........................................‬ص‪417.‬‬
‫اػببلصة‪..................................................................‬ص‪419.‬‬
‫قائمة اللوحات‪.‬‬
‫قائمة األشكال‪.‬‬
‫فهرس مفصل بالمحتويات‪.‬‬

‫‪456‬‬
457

You might also like