You are on page 1of 7

‫خيارات بديةل من جملس ا ألمن ادلويل حلل ا ألزمة السورية‬

‫اعداد ‪:‬‬

‫م‪ .‬أسامة جمران‬


‫‪ 71‬فبراير (شباط) ‪2172‬‬

‫ما يتم نشره ال يعبر بالضرورة عن رأي المركز‬


‫خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م‪ .‬اسامة جمران‬

‫خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية‬

‫تمر االنتفاضة السورية ضد حكم بشار األسد ونظامه بمرحلة دقيقة من حيث السعي إليجاد طرق بديلة لمجلس األمن‬
‫الدولي لحمل النظام على الرحيل بعد الفيتو الروسي الصيني المزدوج‪.‬‬

‫هنا يظهر تحول الملف السوري‪ ،‬من التدويل المناصر للشعب السوري ومطالبه المحقة لنيل الحرية‪ ،‬إلى أزمة دولية‬
‫يحركها صراع النفوذ الدولي‪ ،‬ليعيدنا بالذاكرة إلى فترة الحرب الباردة التي استمرت عقوداً‪ ،‬وكانت خاللها على وشك‬
‫االنفجار في العديد من األزمات الدولية‪.‬‬

‫فمع عودة روسيا إلى الساحة الدولية‪ ،‬وانضمام الصين لها لتشكيل قطب دولي في مواجهة الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وحلفائها في العالم‪ ،‬عاد النظام العالمي إلى مرحلة ثنائية القطبية‪ ،‬بعد أن استمر ولفترة ليست بالقليلة أحادي القطبية‬
‫من خالل تفرد الواليات المتحدة وحلفاؤها في التعامل مع األزمات الدولية وتقديم الحلول لها‪.‬‬

‫ال بد لنا‪ ،‬قبل الخوض في الخيارات البديلة لحل األزمة السورية‪ ،‬من التعريف بالنظام الدولي وإدارة األزمات دوليا ً‪،‬‬
‫خصوصا ً عند الحديث على األزمة السورية والتي تكتسب أهمية جغرافية كون سوريا تقع في واحدة من أهم المناطق‬
‫االستراتيجية في العالم‪.‬‬

‫إن كالً من األزمة الدولية والنظام العالمي القائم يؤثر في اآلخر بشكل متبادل‪ .‬فبينما يؤثر النظام الدولي في إدارة أي‬
‫أزمة عبر التأثير في أدوات إدارتها ونتائجها‪ ،‬يتأثر كذلك النظام الدولي بطريقة إدارة األزمة‪ ،‬مما يؤدي إلى إحداث‬
‫تغييرات ملموسة في هيكليته‪ ،‬من ناحية تشكيل تحالفات دولية تتخذ شكالً من أشكال القطبية وتؤدي إلى تغييرات‬
‫استراتيجية في التوازنات الدولية‪.‬‬

‫بعد انهيار االتحاد السوفياتي ودخول روسيا (الوريث الشرعي دوليا ً لالتحاد السوفيتي) في عدة أزمات داخلية‪ ،‬تحول‬
‫العالم من مرحلة ثنائية القطبية إلى مرحلة أحادية القطبية‪ .‬وفي هذه األثناء‪ ،‬ومع وصول فالديمير بوتين إلى الحكم‬
‫وعمله الدؤوب إلعادة بناء روسيا داخليا ً‪ ،‬برزت على الساحة الدولية قوى جديدة مثل الصين‪ ،‬التي دأبت على العمل‬
‫بصمت طوال عقود مما جعلها تتبوأ مكانة ال يستهان بها على المستوى الدولي كقوة فاعلة سياسيا ً واقتصاديا ً‪ ،‬وخاصة‬
‫في األعوام الخمسة األخيرة‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬برز سعي روسيا الدؤوب للعودة إلى الساحة الدولية‪ ،‬بعد ترتيب بيتها الداخلي واستقرار نظامها‬
‫السياسي واالقتصادي‪ ،‬وتحولها المبكر للشرق اآلسيوي‪ ،‬حيث توجد القوة االقتصادية الصاعدة (الصين) وخصوصا ً‬
‫مع بروز األزمة االقتصادية في منطقة اليورو‪ ،‬والتي جعلت أوربا بأكملها رهينة للديون‪ ،‬مما سيفرض قيوداً على‬
‫تحركاتها الدولية وخاصة العسكرية والتي تتسم بارتفاع تكلفتها االقتصادية‪ .‬كل هذا مهد الطريق للعودة إلى مرحلة‬
‫ثنائية القطبية في النظام العالمي‪.‬‬

‫االنفراج الدولي‪:‬‬

‫هنا يبرز أحد المخارج الممكنة لألزمة السورية‪ .‬إذ أن الباحثين يعرفون إدارة األزمة بأنها اإلجراءات التي تعنى‬

‫‪2‬‬
‫نسخة اإلصدار‪0.1 :‬‬
‫خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م‪ .‬اسامة جمران‬

‫باحتواء األزمة والتلطيف من حدتها بشكل يستبعد معه حدوث اشتباكات عسكرية على نطاق واسع‪ .1‬يكمن هذا‬
‫المخرج فيما يسمى بحالة االنفراج الدولي الذي يمكن تعريفه بأنه تراجع للصراع بين األعداء عن طريق تسوية‬
‫بعض النزاعات وإقامة اتفاقات تعاونية بما يحقق مصالح مشتركة‪ .‬وهذا ال يعني بالضرورة حدوث تحالف بين‬
‫الواليات المتحدة األمريكية وروسيا‪ ،‬بل هو بمثابة تهدئة للصراع إلفساح المجال للتعاون بينهما إن أمكن ذلك‪.‬‬

‫إن حدوث االنفراج الدولي ينضوي على تبعات خطيرة على الواقع السوري‪ ،‬ألنه بطريقة أو بأخرى يفسح المجال‬
‫لتقاسم المصالح االستراتيجية والعسكرية واالقتصادية بين قطبي الصراع‪ ،‬مما سيجعل من الفترة االنتقالية بعد سقوط‬
‫النظام فترة معقدة‪ ،‬كون النظام الجديد سيكون مطالبا ً بالكثير من المطالب الشعبية والتي لن يتسم أصحابها بالصبر‪،‬‬
‫خصوصا ً بعد المعاناة الطويلة إلسقاط النظام‪ ،‬إضافة إلى الحفاظ على التعهدات الدولية لطرفي الصراع والتي من‬
‫المفترض أنه على أساسها تم حل األزمة‪.‬‬

‫الجمعية العامة لألمم المتحدة‪:‬‬

‫تردد الحديث مؤخراً عن خيار التوجه للجمعية العامة‪ ،‬ومدى نجاعته في تقديم الحلول لألزمة السورية‪ .‬هنا ال بد من‬
‫التعريف بالجمعية العامة من حيث الهيكلية والصالحيات وآليات اتخاذ القرار‪.‬‬

‫تأسست منظمة األمم المتحدة عام ‪ 0491‬وكان الهدف من تأسيسها الحفاظ على األمن والسالم الدوليين‪ ،‬وتعزيز‬
‫احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية للبشر دون تمييز تحت أي أساس أو مسمى‪.‬‬

‫الجمعية العامة لألمم المتحدة هي احد اجهزة االمم المتحدة وهي الجهاز التمثيلي الرئيسي للتداول وتقرير السياسة في‬
‫األمم المتحدة‪.2‬‬

‫تتألف الجمعية العامة من جميع األعضاء في األمم المتحدة‪ ،‬وتتم خالل دوراتها العادية واالستثنائية مناقشة جميع‬
‫القضايا الدولية‪ ،‬إضافة الختصاصها في تقرير الموازنات الخاصة بمحافظها المالية وموازنة األمم المتحدة‪.‬‬

‫تحدد المادة (‪ )01‬من ميثاق األمم المتحدة صالحيات الجمعية العامة‪ ،‬حيث تدرج الموضوعات التي تملك الجمعية‬
‫العامة مناقشتها واتخاذ القرارات بشأنها‪ .‬وتشمل هذه القائمة توصيات بشأن الحفاظ على األمن والسالم الدوليين‪،‬‬
‫وانتخاب األعضاء المؤقتين في مجلس األمن‪ ،‬وقبول أعضاء وطرد أعضاء من األمم المتحدة‪ ،‬وتعليق حقوق‬
‫وامتيازات العضوية‪ ،‬واتخاذ القرارات الخاصة بالموازنات‪.‬‬

‫يتم اتخاذ القرارات في الجمعية العامة بأغلبية الثلثين (‪ 021‬صوتا ً من أصل ‪ )042‬حيث يكون لكل عضو صوت‬
‫واحد‪ ،‬وال يملك فيها أي عضو حق النقض (الفيتو)‪ .‬ويجوز للجمعية العامة أن تقرر لذاتها اتخاذ القرار بأغلبية الثلثين‬
‫أو باألغلبية البسيطة (النصف ‪ )0+‬وذلك حسب المادة ‪ 01‬من ميثاق األمم المتحدة‪.‬‬

‫تتحدث المادة (‪ )01‬من ميثاق األمم المتحدة عن أن للجمعية العامة أن تناقش أي مسألة أو أمر يدخل في نطاق الميثاق‬
‫أو سلطات فرع من فروع وظائفه‪ .‬كما لها أن توصي أعضاء الهيئة أو مجلس األمن بما تراه في تلك المسائل‬

‫‪1‬‬
‫عباس العماري – إدارة األزمات في عالم متغير – القاهرة ‪0441‬‬
‫‪2‬‬
‫يمكن الرجوع الى ورقة الباحث (نظرة تحليلية للفصلين السادس و السابع من ميثاق االمم المتحدة‪ )...‬و التي عرض خاللها مقدمة عن اجهزة االمم االمم‬
‫المتحدة ‪ -‬الورقة نشرها المركز‬
‫‪3‬‬
‫نسخة اإلصدار‪0.1 :‬‬
‫خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م‪ .‬اسامة جمران‬

‫واألمور‪ .‬ولها – حسب المادة (‪ -)00‬أن تسترعي نظر مجلس األمن إلى األحوال التي يحتمل أن تعرض السلم‬
‫واألمن الدوليين للخطر‪.‬‬

‫لكن المادة (‪ )02‬من الميثاق تنص على أنه عندما يباشر مجلس األمن بصدد نزاع أو موقف ما‪ ،‬فليس للجمعية العامة‬
‫أن تقدم أية توصية في شأن هذا النزاع‪ ،‬إال إذا طلب منها مجلس األمن ذلك‪.‬‬

‫هنا يجدر الذكر أن قرارات الجمعية العامة فيما يخص النزاعات الدولية والسلم واألمن الدوليين ليست ملزمة ألطراف‬
‫الصراع‪ ،‬وال تعدو كونها توصيات لحل األزمة‪.‬‬

‫لكن هذا ليس نهاية المطاف‪ ،‬فقد يمكن أن يحمل قرار صادر عن الجمعية العامة يدعو للتدخل العسكري لحل األزمة‬
‫السورية بوابة لتشكيل ما يسمى "االتحاد من أجل السالم"‪ .‬ففي ‪ 1‬تشرين الثاني‪/‬نوفمبر ‪ 0411‬اتخذت الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة القرار ‪ 377A‬تحت عنوان‪:‬‬

‫االتحاد من أجل السالم‬

‫جاء اتخاذ القرار كرد على استراتيجية االتحاد السوفياتي التي عملت على تعطيل صدور أي قرار من مجلس األمن‬
‫في قضية الحرب الكورية‪ ،‬إما بمقاطعة جلسات المجلس أو باستخدام الفيتو‪.‬‬

‫نجحت الواليات المتحدة بقيادة وزير خارجيتها آنذاك دين أتشيسن بإقناع الجمعية العامة لألمم المتحدة للمطالبة‬
‫باالضطالع بمسؤولية فرعية فيما يتعلق باألمن والسالم الدوليين‪ .‬وأثمرت تلك الجهود والدة القرار (‪ )133‬والذي‬
‫يحمل بين طياته تحويل المسؤولية للجمعية العامة لألمم المتحدة للنظر في األمر حين يعجز مجلس األمن‪ ،‬بسبب عدم‬
‫إجماع أعضائه الدائمين‪ ،‬عن أداء مسؤوليته األساسية في صون األمن والسالم الدوليين‪ .‬ومن أهم ما جاء في هذا‬
‫القرار "إذا لم تكن الجمعية العامة منعقدة‪ ،‬فيجوز لها أن تعقد دورة استثنائية طارئة بناء على طلب مجلس األمن أو‬
‫غالبية أعضائها بهدف إصدار توصيات مناسبة التخاذ تدابير جماعية بما في ذلك استخدام القوة المسلحة عند‬
‫االقتضاء‪ ".‬مع االنتباه إلى أن الجمعية العامة‪ ،‬وبموجب هذا القرار ال يمكن أن تكون بديالً كامالً لمجلس األمن في‬
‫هذا المجال‪.‬‬

‫نتج عن هذا القرار إنشاء هيئتين فرعيتين هما لجنة مراقبة السالم‪ ،‬ولجنة التدابير الجماعية‪ ،‬والتي لم تستمر سوى‬
‫لعامين‪.‬‬

‫تتطلب إحالة أي قضية من مجلس األمن إلى الجمعية العامة التخاذ التدابير الالزمة موافقة تسعة أعضاء من مجلس‬
‫األمن‪ ،1‬ويبطل العمل بحق الفيتو في مثل هذه الحاالت‪ ،‬كون اإلحالة إلى الجمعية العامة تقع ضمن القرارات‬
‫اإلجرائية‪ ،‬والتي ال تدخل تحت سلطة اعتراض الفيتو‪.2‬‬

‫في حال اعتماد قرار يجيز استخدام القوة ضد النظام السوري (وهذا بحاجة إلى أغلبية الثلثين في الجمعية العامة –‬
‫وقد يزيد األمر صعوبة في حال عدم الحصول على تأييد منظمة التعاون االسالمي‪ 1‬بدولها الـ ‪ )13‬فإن مثل هذا‬
‫القرار سيكون الغطاء القانوني للتدخل الدولي العسكري في حل األزمة السورية‪ ،‬وذلك باستخدام قوات األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫في القرارات اإلجرائية الفرق بين عضو دائم أو عضو مؤقت في التصويت‬
‫‪2‬‬
‫مكتبة وثائق األمم المتحدة في القانون الدولي – االتحاد من أجل السالم – كريستسان توموشات‬
‫‪4‬‬
‫نسخة اإلصدار‪0.1 :‬‬
‫خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م‪ .‬اسامة جمران‬

‫تقدم فكرة الحصول على غطاء دولي من خالل الجمعية العامة للتدخل العسكري في سورية حالً مثاليا ً لألزمة‬
‫السورية‪ .‬فبموجب قرار كهذا ستتشكل قوات خاصة‪ 2‬باألزمة السورية‪ ،‬مهمتها إيقاف شالل الدم السوري‪ .‬مما سيجبر‬
‫النظام على سحب آلياته العسكرية وإعادتها إلى ثكناتها‪ .‬وهذا بدوره سيفسح المجال لالنتفاضة الشعبية للعودة إلى‬
‫سلميتها‪ ،‬واتخاذ الخطوات التصعيدية الكفيلة بإسقاط النظام‪ ،‬ومن أهمها‪ :‬العصيان المدني واالعتصام في الساحات‪،‬‬
‫التي حرم السوريون من الوصول إليها بعد مجزرة ساحة الحرية بحمص والمظاهرات بمئات اآلالف في حماة‪.‬‬

‫وستشكل هذه القوات أيضا ً حالً ناجعا ً لمشكلة عدم التوازن حال سقوط الدولة‪ ،‬عبر تأديتها دور جهاز األمن في‬
‫الفترة االنتقالية‪ ،‬ريثما تتم إعادة هيكلة مؤسسات الدولة األمنية والمدنية وبناء نظام ديمقراطي جديد‪.‬‬

‫وال يخفى على أحد كذلك األهمية االقتصادية لمثل هذه القوات‪ .‬فمع تهاوي العملة السورية أمام الدوالر‪ ،‬ستشكل هذه‬
‫القوات رافداً مهما ً لالقتصاد المحلي عبر إنفاق أعضائها طيلة فترة وجودهم في سوريا‪.‬‬

‫االعتراف بالمجلس الوطني السوري‪:‬‬

‫يشكل حصول االعتراف الدولي بالمجلس الوطني بوابة عريضة لتشريع التدخل العسكري في حل األزمة السورية‬
‫وتشكيل قوات حفظ السالم التي تم الحديث عنها سابقاً‪.‬‬

‫فطبقا ً للمادة (‪ )10‬من ميثاق األمم المتحدة‪ ،‬وبعد االعتراف بالمجلس الوطني ممثالً شرعيا ً ووحيداً للشعب السوري‬
‫على المستوى الدولي‪ ،‬يمكن اعتبار قوات بشار األسد بحكم القوات الغازية‪ .‬ويتقدم حينئذ المجلس الوطني‪ ،‬واستعماالً‬
‫لحق الدفاع عن النفس‪ ،‬بالطلب إلى مجلس األمن التخاذ التدابير الالزمة بمقتضى سلطاته ومسؤولياته ‪ -‬علما ً أن‬
‫المادة (‪ )10‬من الميثاق تقع في الفصل السابع‪ ،‬وهذا يعني دخول أي قرار لمجلس األمن تحت هذا الفصل مباشرة‪،‬‬
‫واستخدام التدابير العسكرية لفض النزاع وردع القوات الغازية‪.‬‬

‫هنا تبرز المسؤوليات الكبيرة على عاتق المجلس الوطني إلقناع الدول باالعتراف به ممثالً شرعيا ً ووحيداً للشعب‬
‫السوري‪ ،‬بما في ذلك السعي لتوحيد أطراف المعارضة المفككة‪ ،‬وضمها تحت عباءة المجلس الوطني‪ ،‬وحل‬
‫الخالفات الداخلية في المجلس‪ ،‬واالجتماع على رؤية استراتيجية موحدة‪.‬‬

‫المنطقة العازلة‪:‬‬

‫خيار المنطقة العازلة هو خيار تركي بامتياز‪ ،‬إذ تشكل تركيا البوابة المثالية لتطبيق المنطقة العازلة وفتح ممرات‬
‫إنسانية‪ ،‬كونها تؤوي أكثر من (‪ )0111‬الجئ سوري‪ ،‬إضافة إلى األحداث العدائية التي حصلت بالهجوم على‬
‫‪3‬‬
‫السفارة والقنصلية التركية قبل بضعة أشهر‪ ،‬والهجوم على قافلة الحجاج األتراك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هي ما كانت تعرف بمنظمة المؤتمر االسالمي‬
‫‪2‬‬
‫توجه الدعوة لجميع الدول للمشاركة في هذه القوات ‪ .‬وتملك الدول حق القبول أوالرفض‪ .‬تقوم كل دولة مشاركة بالحملة بتقديم حجم وطبيعة مشاركتها في‬
‫هذه الحملة ليصار إلى اعتماد التشكيل العسكري لهذه القوات وتوزيع المهام‪ ،‬إذ أن بعض الدول تحدد مشاركتها في مثل هذه الحمالت بالجانب اللوجستي أو‬
‫الطبي أو الخدمي فال تقتصر المشاركة على الطبيعة العسكرية فقط ‪ .‬وتتولى الجمعية العامة مهمة تحديد التمويل والميزانية ومراجعة ذلك حسب التطورات‪،‬‬
‫فالجمعية العامة وحسب ميثاق األمم المتحدة هي الجهة المختصة بمناقشة وتحديد وإقرار ميزانيات هيئة األمم المتحدة ومؤسساتها الفرعية‪ .‬كما يتم تشكيل هيئة‬
‫قيادة هذه القوات من الدول المشاركة ويتم تعيين قائد الحملة بالتوافق بين الدول المشاركة واستبداله بالتناوب بين الدول المشاركة بالحصص األكبر في الحملة‬
‫في حال تطلبت الظروف على أرض الواقع الحاجة إلى إبقائها لفترة أطول من المدة المحددة لقائد هذه الحملة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وال يستبعد خيار قيام منطقتين عازلتين في الشمال و الجنوب‬
‫‪5‬‬
‫نسخة اإلصدار‪0.1 :‬‬
‫خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م‪ .‬اسامة جمران‬

‫تمنح عضوية تركيا في حلف الناتو أفضلية أخرى لشرعنة إقامة المنطقة العازلة من بوابة تهديد األمن القومي لدولة‬
‫عضو في الحلف‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن دعم دول عربية لهذا التوجه مثل المملكة العربية السعودية وقطر سيزيد من‬
‫إمكانية اللجوء إلى هذا الخيار‪.‬‬

‫تقدم المنطقة العازلة حالً مثاليا ً للجيش الحر‪ .‬فهي توفر له أماكن للتدريب ومنافذ للدخول وتنفيذ العمليات النوعية‪ ،‬مما‬
‫سيقض مضجع النظام‪ ،‬وسيزيد من إنهاك جنوده الذين أتعبتهم األشهر األحد عشرة للثورة‪ ،‬وتواجدهم الدائم في‬
‫المناطق الملتهبة‪ ،‬وحرب العصابات التي يشنها الجيش الحر‬

‫بالنظر إلى تعداد الجيش الحر في أكثر األرقام تفاؤالً‪ ،‬والتعداد المعلن لقوات الجيش النظامي‪ ،‬والتي تزيد عن ثالثمائة‬
‫ألف جندي‪ ،‬فإن الجيش الحر لن يكون قادراً على الدخول في معركة عسكرية مباشرة مع النظام‪ .‬وإنما ستنحصر‬
‫عملياته في إضعاف النظام‪ ،‬وزيادة التململ بين أفراد جيشه النظامي‪ ،‬وتزايد االنشقاقات واالنضمام للمنطقة العازلة‬
‫وصفوف الجيش الحر‪ .‬مما سيؤدي في النهاية إلى انهيار الجيش النظامي بشكل كامل وفقدان النظام لمصدر قوته‬
‫الذي ال زال يراهن عليه منذ بداية الثورة‪.‬‬

‫ال بد هنا من اإلشارة إلى أهمية دعم الجيش الحر‪ ،‬بعد إقامة المنطقة العازلة‪ ،‬عسكريا ً وماديا ً واستراتيجيا ً‪ ،‬ألجل دعم‬
‫قدرته العسكرية والتكتيكية‪ ،‬وزيادة فعالية عملياته ضد جيش النظام‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن مهمة الجيش الحر لن تنتهي بسقوط النظام‪ ،‬بل ستكون مهمته محورية وأساسية وربما أكبر‬
‫بعد سقوط النظام‪ ،‬من خالل حفظ األمن واالستقرار في فترة لن تكون فيها أي قوة على األرض سواه ‪ -‬مع االنتباه‬
‫إلى أن عناصر المخابرات السورية السابقين وشبيحة النظام لن يقفوا مكتوفي األيدي بعد سقوطه‪ .‬بل سيعمدون إلى‬
‫القيام بالعمليات اإلرهابية لزعزعة النظام الجديد‪ ،‬وخصوصا ً إذا علمنا أن النظام عمد إلى إصدار قرارات عفو عن‬
‫المجرمين وتنظيمهم في ميليشيات الشبيحة‪.‬‬

‫تضاف إلى المهام التي يتوجب على الجيش الحر القيام بها بعد سقوط النظام‪ ،‬مسألة إعادة هيكلة الجيش النظامي‬
‫وتنظيم آليات جديدة لربط الجيش بالوطن والمواطن‪ ،‬وليس بالنظم القائمة‪ ،‬وخصوصا ً فيما يتعلق بالحرس الجمهوري‬
‫والفرقة الرابعة والمعروفين بانتمائهم ووالئهم للنظام‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬

‫لن يستمر العجز الدولي طويالً أمام تصاعد العنف من قبل النظام وزيادة تعطشه لسفك الدم السوري‪ ،‬خصوصا ً مع‬
‫تعدد الخيارات المطروحة أمام المجتمع الدولي لحل األزمة السورية‪.‬‬

‫ويشكل التعنت الروسي أيضا ً بوابة كبرى لحرص الدول الغربية على مساعدة الشعب السوري إلسقاط النظام‪ ،‬ألن‬
‫في ذلك تحقيق مصلحة مزدوجة للدول الغربية‪ ،‬من حيث القضاء على محاوالت عودة روسيا‪ ،‬مدعومة بالصين‪،‬‬
‫للعب دور رئيس على الساحة الدولية‪ .‬مما سيساهم بشكل فعال في انحسار المد الصيني القادم من الشرق‪ ،‬إضافة إلى‬
‫القضاء على آخر القواعد الروسية في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬خصوصا ً بعد أن حسمت روسيا موقفها إلى جانب‬
‫النظام وتمسكت به‪ ،‬مما يجعل من المستحيل ألي حكومة جديدة تقبل عودة العالقات االستراتيجية مع االتحاد الروسي‬
‫كما كانت عليه قبل الثورة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫نسخة اإلصدار‪0.1 :‬‬
‫خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م‪ .‬اسامة جمران‬

‫ال بد أخيراً من التنويه إلى أهمية العمل على توحيد المعارضة السورية في الخارج‪ ،‬وتوحدها مع الثورة في الداخل‬
‫في هذه الفترة الدقيقة من عمر الثورة لكسب مزيد من التأييد الدولي للمجلس الوطني‪ .‬مما سيمهد لالعتراف الدولي‬
‫به‪ ،‬وتنسيق الجهود مع الجيش الحر‪ ،‬وتكثيف الدعم المادي واللوجستي له‪ ،‬إضافة إلى استخدام الثقل الشعبي لحث‬
‫المزيد من عناصر جيش النظام على االنشقاق واالنضمام إلى صفوف الثورة‪.‬‬

‫*نهاية البحث*‬

‫نبذة عن المركز‬
‫مركز الشام المعاصر للدراسات هو جهد شبابي مستقل يرمي إلى النهوض بالمجتمع السوري الناشئ للوصول به إلى‬
‫مجتمع مدني مبني على أسس ديموقراطية من خالل تقديم دراسات موضوعية حيادية تدعم صناع القرار وترفع‬
‫مستوى الوعي العام وترسخ للحوار وتؤسس لمؤسسات المجتمع المدني المنشود‪.‬‬
‫ويهدف إلى‪:‬‬
‫توعية الناشطين والفاعلين في حراك ‪ 15‬آذار ‪ 2011‬لترشيد هذا الحراك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بدء مؤسسة مجتمع مدني وطنية سورية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بناء نموذج مؤسسي قابل للتكرار في كافة مجاالت العمل المدني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على تفعيل الخبرات والطاقات الفكرية السورية المغتربة لخدمة سورية الحديثة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ويمكنم التفاعل مع المركز بآرائكم وأبحاثكم على مجموعة المركز على الفيس بوك على الرابط التالي‬
‫‪http://on.fb.me/tidBhf‬‬
‫كما يمكنكم التواصل مع المركز على عنوان البريد اإللكتروني التالي ‪ info@sham-ngo.org‬ولالبحاث‪:‬‬
‫‪research@sham-ngo.org‬‬

‫إصدارات المركز‪:‬‬
‫‪ -‬سلمية الثورة السلمية في الميزان) ندوة حوارية(‬
‫‪ -‬مفهوم المنطقة العازلة) ورقة بحث(‬
‫‪ -‬الملف اإلغاثي لألزمة اإلنسانية في سورية‬
‫‪ -‬النظام والشعب والبروتوكول (ورقة بحث)‬
‫‪ -‬نظرة تحليلية للفصلين السادس والسابع من ميثاق األمم المتحدة (ورقة بحث)‬
‫‪ -‬مالحظات حول الوسائل المتاحة لحماية المدنيين (ورقة بحث)‬
‫إضافة إلى عدد من الترجمات ألبحاث استراتيجية عالمية متعلقة بالوضع الراهن في سورية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫نسخة اإلصدار‪0.1 :‬‬

You might also like