Professional Documents
Culture Documents
خيارات بديلة من مجلس الأمن الدولي لحل الأزمة السورية
خيارات بديلة من مجلس الأمن الدولي لحل الأزمة السورية
اعداد :
تمر االنتفاضة السورية ضد حكم بشار األسد ونظامه بمرحلة دقيقة من حيث السعي إليجاد طرق بديلة لمجلس األمن
الدولي لحمل النظام على الرحيل بعد الفيتو الروسي الصيني المزدوج.
هنا يظهر تحول الملف السوري ،من التدويل المناصر للشعب السوري ومطالبه المحقة لنيل الحرية ،إلى أزمة دولية
يحركها صراع النفوذ الدولي ،ليعيدنا بالذاكرة إلى فترة الحرب الباردة التي استمرت عقوداً ،وكانت خاللها على وشك
االنفجار في العديد من األزمات الدولية.
فمع عودة روسيا إلى الساحة الدولية ،وانضمام الصين لها لتشكيل قطب دولي في مواجهة الواليات المتحدة األمريكية
وحلفائها في العالم ،عاد النظام العالمي إلى مرحلة ثنائية القطبية ،بعد أن استمر ولفترة ليست بالقليلة أحادي القطبية
من خالل تفرد الواليات المتحدة وحلفاؤها في التعامل مع األزمات الدولية وتقديم الحلول لها.
ال بد لنا ،قبل الخوض في الخيارات البديلة لحل األزمة السورية ،من التعريف بالنظام الدولي وإدارة األزمات دوليا ً،
خصوصا ً عند الحديث على األزمة السورية والتي تكتسب أهمية جغرافية كون سوريا تقع في واحدة من أهم المناطق
االستراتيجية في العالم.
إن كالً من األزمة الدولية والنظام العالمي القائم يؤثر في اآلخر بشكل متبادل .فبينما يؤثر النظام الدولي في إدارة أي
أزمة عبر التأثير في أدوات إدارتها ونتائجها ،يتأثر كذلك النظام الدولي بطريقة إدارة األزمة ،مما يؤدي إلى إحداث
تغييرات ملموسة في هيكليته ،من ناحية تشكيل تحالفات دولية تتخذ شكالً من أشكال القطبية وتؤدي إلى تغييرات
استراتيجية في التوازنات الدولية.
بعد انهيار االتحاد السوفياتي ودخول روسيا (الوريث الشرعي دوليا ً لالتحاد السوفيتي) في عدة أزمات داخلية ،تحول
العالم من مرحلة ثنائية القطبية إلى مرحلة أحادية القطبية .وفي هذه األثناء ،ومع وصول فالديمير بوتين إلى الحكم
وعمله الدؤوب إلعادة بناء روسيا داخليا ً ،برزت على الساحة الدولية قوى جديدة مثل الصين ،التي دأبت على العمل
بصمت طوال عقود مما جعلها تتبوأ مكانة ال يستهان بها على المستوى الدولي كقوة فاعلة سياسيا ً واقتصاديا ً ،وخاصة
في األعوام الخمسة األخيرة.
من جهة أخرى ،برز سعي روسيا الدؤوب للعودة إلى الساحة الدولية ،بعد ترتيب بيتها الداخلي واستقرار نظامها
السياسي واالقتصادي ،وتحولها المبكر للشرق اآلسيوي ،حيث توجد القوة االقتصادية الصاعدة (الصين) وخصوصا ً
مع بروز األزمة االقتصادية في منطقة اليورو ،والتي جعلت أوربا بأكملها رهينة للديون ،مما سيفرض قيوداً على
تحركاتها الدولية وخاصة العسكرية والتي تتسم بارتفاع تكلفتها االقتصادية .كل هذا مهد الطريق للعودة إلى مرحلة
ثنائية القطبية في النظام العالمي.
االنفراج الدولي:
هنا يبرز أحد المخارج الممكنة لألزمة السورية .إذ أن الباحثين يعرفون إدارة األزمة بأنها اإلجراءات التي تعنى
2
نسخة اإلصدار0.1 :
خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م .اسامة جمران
باحتواء األزمة والتلطيف من حدتها بشكل يستبعد معه حدوث اشتباكات عسكرية على نطاق واسع .1يكمن هذا
المخرج فيما يسمى بحالة االنفراج الدولي الذي يمكن تعريفه بأنه تراجع للصراع بين األعداء عن طريق تسوية
بعض النزاعات وإقامة اتفاقات تعاونية بما يحقق مصالح مشتركة .وهذا ال يعني بالضرورة حدوث تحالف بين
الواليات المتحدة األمريكية وروسيا ،بل هو بمثابة تهدئة للصراع إلفساح المجال للتعاون بينهما إن أمكن ذلك.
إن حدوث االنفراج الدولي ينضوي على تبعات خطيرة على الواقع السوري ،ألنه بطريقة أو بأخرى يفسح المجال
لتقاسم المصالح االستراتيجية والعسكرية واالقتصادية بين قطبي الصراع ،مما سيجعل من الفترة االنتقالية بعد سقوط
النظام فترة معقدة ،كون النظام الجديد سيكون مطالبا ً بالكثير من المطالب الشعبية والتي لن يتسم أصحابها بالصبر،
خصوصا ً بعد المعاناة الطويلة إلسقاط النظام ،إضافة إلى الحفاظ على التعهدات الدولية لطرفي الصراع والتي من
المفترض أنه على أساسها تم حل األزمة.
تردد الحديث مؤخراً عن خيار التوجه للجمعية العامة ،ومدى نجاعته في تقديم الحلول لألزمة السورية .هنا ال بد من
التعريف بالجمعية العامة من حيث الهيكلية والصالحيات وآليات اتخاذ القرار.
تأسست منظمة األمم المتحدة عام 0491وكان الهدف من تأسيسها الحفاظ على األمن والسالم الدوليين ،وتعزيز
احترام حقوق اإلنسان والحريات األساسية للبشر دون تمييز تحت أي أساس أو مسمى.
الجمعية العامة لألمم المتحدة هي احد اجهزة االمم المتحدة وهي الجهاز التمثيلي الرئيسي للتداول وتقرير السياسة في
األمم المتحدة.2
تتألف الجمعية العامة من جميع األعضاء في األمم المتحدة ،وتتم خالل دوراتها العادية واالستثنائية مناقشة جميع
القضايا الدولية ،إضافة الختصاصها في تقرير الموازنات الخاصة بمحافظها المالية وموازنة األمم المتحدة.
تحدد المادة ( )01من ميثاق األمم المتحدة صالحيات الجمعية العامة ،حيث تدرج الموضوعات التي تملك الجمعية
العامة مناقشتها واتخاذ القرارات بشأنها .وتشمل هذه القائمة توصيات بشأن الحفاظ على األمن والسالم الدوليين،
وانتخاب األعضاء المؤقتين في مجلس األمن ،وقبول أعضاء وطرد أعضاء من األمم المتحدة ،وتعليق حقوق
وامتيازات العضوية ،واتخاذ القرارات الخاصة بالموازنات.
يتم اتخاذ القرارات في الجمعية العامة بأغلبية الثلثين ( 021صوتا ً من أصل )042حيث يكون لكل عضو صوت
واحد ،وال يملك فيها أي عضو حق النقض (الفيتو) .ويجوز للجمعية العامة أن تقرر لذاتها اتخاذ القرار بأغلبية الثلثين
أو باألغلبية البسيطة (النصف )0+وذلك حسب المادة 01من ميثاق األمم المتحدة.
تتحدث المادة ( )01من ميثاق األمم المتحدة عن أن للجمعية العامة أن تناقش أي مسألة أو أمر يدخل في نطاق الميثاق
أو سلطات فرع من فروع وظائفه .كما لها أن توصي أعضاء الهيئة أو مجلس األمن بما تراه في تلك المسائل
1
عباس العماري – إدارة األزمات في عالم متغير – القاهرة 0441
2
يمكن الرجوع الى ورقة الباحث (نظرة تحليلية للفصلين السادس و السابع من ميثاق االمم المتحدة )...و التي عرض خاللها مقدمة عن اجهزة االمم االمم
المتحدة -الورقة نشرها المركز
3
نسخة اإلصدار0.1 :
خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م .اسامة جمران
واألمور .ولها – حسب المادة ( -)00أن تسترعي نظر مجلس األمن إلى األحوال التي يحتمل أن تعرض السلم
واألمن الدوليين للخطر.
لكن المادة ( )02من الميثاق تنص على أنه عندما يباشر مجلس األمن بصدد نزاع أو موقف ما ،فليس للجمعية العامة
أن تقدم أية توصية في شأن هذا النزاع ،إال إذا طلب منها مجلس األمن ذلك.
هنا يجدر الذكر أن قرارات الجمعية العامة فيما يخص النزاعات الدولية والسلم واألمن الدوليين ليست ملزمة ألطراف
الصراع ،وال تعدو كونها توصيات لحل األزمة.
لكن هذا ليس نهاية المطاف ،فقد يمكن أن يحمل قرار صادر عن الجمعية العامة يدعو للتدخل العسكري لحل األزمة
السورية بوابة لتشكيل ما يسمى "االتحاد من أجل السالم" .ففي 1تشرين الثاني/نوفمبر 0411اتخذت الجمعية العامة
لألمم المتحدة القرار 377Aتحت عنوان:
جاء اتخاذ القرار كرد على استراتيجية االتحاد السوفياتي التي عملت على تعطيل صدور أي قرار من مجلس األمن
في قضية الحرب الكورية ،إما بمقاطعة جلسات المجلس أو باستخدام الفيتو.
نجحت الواليات المتحدة بقيادة وزير خارجيتها آنذاك دين أتشيسن بإقناع الجمعية العامة لألمم المتحدة للمطالبة
باالضطالع بمسؤولية فرعية فيما يتعلق باألمن والسالم الدوليين .وأثمرت تلك الجهود والدة القرار ( )133والذي
يحمل بين طياته تحويل المسؤولية للجمعية العامة لألمم المتحدة للنظر في األمر حين يعجز مجلس األمن ،بسبب عدم
إجماع أعضائه الدائمين ،عن أداء مسؤوليته األساسية في صون األمن والسالم الدوليين .ومن أهم ما جاء في هذا
القرار "إذا لم تكن الجمعية العامة منعقدة ،فيجوز لها أن تعقد دورة استثنائية طارئة بناء على طلب مجلس األمن أو
غالبية أعضائها بهدف إصدار توصيات مناسبة التخاذ تدابير جماعية بما في ذلك استخدام القوة المسلحة عند
االقتضاء ".مع االنتباه إلى أن الجمعية العامة ،وبموجب هذا القرار ال يمكن أن تكون بديالً كامالً لمجلس األمن في
هذا المجال.
نتج عن هذا القرار إنشاء هيئتين فرعيتين هما لجنة مراقبة السالم ،ولجنة التدابير الجماعية ،والتي لم تستمر سوى
لعامين.
تتطلب إحالة أي قضية من مجلس األمن إلى الجمعية العامة التخاذ التدابير الالزمة موافقة تسعة أعضاء من مجلس
األمن ،1ويبطل العمل بحق الفيتو في مثل هذه الحاالت ،كون اإلحالة إلى الجمعية العامة تقع ضمن القرارات
اإلجرائية ،والتي ال تدخل تحت سلطة اعتراض الفيتو.2
في حال اعتماد قرار يجيز استخدام القوة ضد النظام السوري (وهذا بحاجة إلى أغلبية الثلثين في الجمعية العامة –
وقد يزيد األمر صعوبة في حال عدم الحصول على تأييد منظمة التعاون االسالمي 1بدولها الـ )13فإن مثل هذا
القرار سيكون الغطاء القانوني للتدخل الدولي العسكري في حل األزمة السورية ،وذلك باستخدام قوات األمم المتحدة.
1
في القرارات اإلجرائية الفرق بين عضو دائم أو عضو مؤقت في التصويت
2
مكتبة وثائق األمم المتحدة في القانون الدولي – االتحاد من أجل السالم – كريستسان توموشات
4
نسخة اإلصدار0.1 :
خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م .اسامة جمران
تقدم فكرة الحصول على غطاء دولي من خالل الجمعية العامة للتدخل العسكري في سورية حالً مثاليا ً لألزمة
السورية .فبموجب قرار كهذا ستتشكل قوات خاصة 2باألزمة السورية ،مهمتها إيقاف شالل الدم السوري .مما سيجبر
النظام على سحب آلياته العسكرية وإعادتها إلى ثكناتها .وهذا بدوره سيفسح المجال لالنتفاضة الشعبية للعودة إلى
سلميتها ،واتخاذ الخطوات التصعيدية الكفيلة بإسقاط النظام ،ومن أهمها :العصيان المدني واالعتصام في الساحات،
التي حرم السوريون من الوصول إليها بعد مجزرة ساحة الحرية بحمص والمظاهرات بمئات اآلالف في حماة.
وستشكل هذه القوات أيضا ً حالً ناجعا ً لمشكلة عدم التوازن حال سقوط الدولة ،عبر تأديتها دور جهاز األمن في
الفترة االنتقالية ،ريثما تتم إعادة هيكلة مؤسسات الدولة األمنية والمدنية وبناء نظام ديمقراطي جديد.
وال يخفى على أحد كذلك األهمية االقتصادية لمثل هذه القوات .فمع تهاوي العملة السورية أمام الدوالر ،ستشكل هذه
القوات رافداً مهما ً لالقتصاد المحلي عبر إنفاق أعضائها طيلة فترة وجودهم في سوريا.
يشكل حصول االعتراف الدولي بالمجلس الوطني بوابة عريضة لتشريع التدخل العسكري في حل األزمة السورية
وتشكيل قوات حفظ السالم التي تم الحديث عنها سابقاً.
فطبقا ً للمادة ( )10من ميثاق األمم المتحدة ،وبعد االعتراف بالمجلس الوطني ممثالً شرعيا ً ووحيداً للشعب السوري
على المستوى الدولي ،يمكن اعتبار قوات بشار األسد بحكم القوات الغازية .ويتقدم حينئذ المجلس الوطني ،واستعماالً
لحق الدفاع عن النفس ،بالطلب إلى مجلس األمن التخاذ التدابير الالزمة بمقتضى سلطاته ومسؤولياته -علما ً أن
المادة ( )10من الميثاق تقع في الفصل السابع ،وهذا يعني دخول أي قرار لمجلس األمن تحت هذا الفصل مباشرة،
واستخدام التدابير العسكرية لفض النزاع وردع القوات الغازية.
هنا تبرز المسؤوليات الكبيرة على عاتق المجلس الوطني إلقناع الدول باالعتراف به ممثالً شرعيا ً ووحيداً للشعب
السوري ،بما في ذلك السعي لتوحيد أطراف المعارضة المفككة ،وضمها تحت عباءة المجلس الوطني ،وحل
الخالفات الداخلية في المجلس ،واالجتماع على رؤية استراتيجية موحدة.
المنطقة العازلة:
خيار المنطقة العازلة هو خيار تركي بامتياز ،إذ تشكل تركيا البوابة المثالية لتطبيق المنطقة العازلة وفتح ممرات
إنسانية ،كونها تؤوي أكثر من ( )0111الجئ سوري ،إضافة إلى األحداث العدائية التي حصلت بالهجوم على
3
السفارة والقنصلية التركية قبل بضعة أشهر ،والهجوم على قافلة الحجاج األتراك.
1
هي ما كانت تعرف بمنظمة المؤتمر االسالمي
2
توجه الدعوة لجميع الدول للمشاركة في هذه القوات .وتملك الدول حق القبول أوالرفض .تقوم كل دولة مشاركة بالحملة بتقديم حجم وطبيعة مشاركتها في
هذه الحملة ليصار إلى اعتماد التشكيل العسكري لهذه القوات وتوزيع المهام ،إذ أن بعض الدول تحدد مشاركتها في مثل هذه الحمالت بالجانب اللوجستي أو
الطبي أو الخدمي فال تقتصر المشاركة على الطبيعة العسكرية فقط .وتتولى الجمعية العامة مهمة تحديد التمويل والميزانية ومراجعة ذلك حسب التطورات،
فالجمعية العامة وحسب ميثاق األمم المتحدة هي الجهة المختصة بمناقشة وتحديد وإقرار ميزانيات هيئة األمم المتحدة ومؤسساتها الفرعية .كما يتم تشكيل هيئة
قيادة هذه القوات من الدول المشاركة ويتم تعيين قائد الحملة بالتوافق بين الدول المشاركة واستبداله بالتناوب بين الدول المشاركة بالحصص األكبر في الحملة
في حال تطلبت الظروف على أرض الواقع الحاجة إلى إبقائها لفترة أطول من المدة المحددة لقائد هذه الحملة.
3
وال يستبعد خيار قيام منطقتين عازلتين في الشمال و الجنوب
5
نسخة اإلصدار0.1 :
خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م .اسامة جمران
تمنح عضوية تركيا في حلف الناتو أفضلية أخرى لشرعنة إقامة المنطقة العازلة من بوابة تهديد األمن القومي لدولة
عضو في الحلف .إضافة إلى ذلك ،فإن دعم دول عربية لهذا التوجه مثل المملكة العربية السعودية وقطر سيزيد من
إمكانية اللجوء إلى هذا الخيار.
تقدم المنطقة العازلة حالً مثاليا ً للجيش الحر .فهي توفر له أماكن للتدريب ومنافذ للدخول وتنفيذ العمليات النوعية ،مما
سيقض مضجع النظام ،وسيزيد من إنهاك جنوده الذين أتعبتهم األشهر األحد عشرة للثورة ،وتواجدهم الدائم في
المناطق الملتهبة ،وحرب العصابات التي يشنها الجيش الحر
بالنظر إلى تعداد الجيش الحر في أكثر األرقام تفاؤالً ،والتعداد المعلن لقوات الجيش النظامي ،والتي تزيد عن ثالثمائة
ألف جندي ،فإن الجيش الحر لن يكون قادراً على الدخول في معركة عسكرية مباشرة مع النظام .وإنما ستنحصر
عملياته في إضعاف النظام ،وزيادة التململ بين أفراد جيشه النظامي ،وتزايد االنشقاقات واالنضمام للمنطقة العازلة
وصفوف الجيش الحر .مما سيؤدي في النهاية إلى انهيار الجيش النظامي بشكل كامل وفقدان النظام لمصدر قوته
الذي ال زال يراهن عليه منذ بداية الثورة.
ال بد هنا من اإلشارة إلى أهمية دعم الجيش الحر ،بعد إقامة المنطقة العازلة ،عسكريا ً وماديا ً واستراتيجيا ً ،ألجل دعم
قدرته العسكرية والتكتيكية ،وزيادة فعالية عملياته ضد جيش النظام.
ومن الجدير بالذكر أن مهمة الجيش الحر لن تنتهي بسقوط النظام ،بل ستكون مهمته محورية وأساسية وربما أكبر
بعد سقوط النظام ،من خالل حفظ األمن واالستقرار في فترة لن تكون فيها أي قوة على األرض سواه -مع االنتباه
إلى أن عناصر المخابرات السورية السابقين وشبيحة النظام لن يقفوا مكتوفي األيدي بعد سقوطه .بل سيعمدون إلى
القيام بالعمليات اإلرهابية لزعزعة النظام الجديد ،وخصوصا ً إذا علمنا أن النظام عمد إلى إصدار قرارات عفو عن
المجرمين وتنظيمهم في ميليشيات الشبيحة.
تضاف إلى المهام التي يتوجب على الجيش الحر القيام بها بعد سقوط النظام ،مسألة إعادة هيكلة الجيش النظامي
وتنظيم آليات جديدة لربط الجيش بالوطن والمواطن ،وليس بالنظم القائمة ،وخصوصا ً فيما يتعلق بالحرس الجمهوري
والفرقة الرابعة والمعروفين بانتمائهم ووالئهم للنظام.
الخالصة:
لن يستمر العجز الدولي طويالً أمام تصاعد العنف من قبل النظام وزيادة تعطشه لسفك الدم السوري ،خصوصا ً مع
تعدد الخيارات المطروحة أمام المجتمع الدولي لحل األزمة السورية.
ويشكل التعنت الروسي أيضا ً بوابة كبرى لحرص الدول الغربية على مساعدة الشعب السوري إلسقاط النظام ،ألن
في ذلك تحقيق مصلحة مزدوجة للدول الغربية ،من حيث القضاء على محاوالت عودة روسيا ،مدعومة بالصين،
للعب دور رئيس على الساحة الدولية .مما سيساهم بشكل فعال في انحسار المد الصيني القادم من الشرق ،إضافة إلى
القضاء على آخر القواعد الروسية في منطقة الشرق األوسط ،خصوصا ً بعد أن حسمت روسيا موقفها إلى جانب
النظام وتمسكت به ،مما يجعل من المستحيل ألي حكومة جديدة تقبل عودة العالقات االستراتيجية مع االتحاد الروسي
كما كانت عليه قبل الثورة.
6
نسخة اإلصدار0.1 :
خيارات بديلة من مجلس األمن الدولي لحل األزمة السورية – م .اسامة جمران
ال بد أخيراً من التنويه إلى أهمية العمل على توحيد المعارضة السورية في الخارج ،وتوحدها مع الثورة في الداخل
في هذه الفترة الدقيقة من عمر الثورة لكسب مزيد من التأييد الدولي للمجلس الوطني .مما سيمهد لالعتراف الدولي
به ،وتنسيق الجهود مع الجيش الحر ،وتكثيف الدعم المادي واللوجستي له ،إضافة إلى استخدام الثقل الشعبي لحث
المزيد من عناصر جيش النظام على االنشقاق واالنضمام إلى صفوف الثورة.
*نهاية البحث*
نبذة عن المركز
مركز الشام المعاصر للدراسات هو جهد شبابي مستقل يرمي إلى النهوض بالمجتمع السوري الناشئ للوصول به إلى
مجتمع مدني مبني على أسس ديموقراطية من خالل تقديم دراسات موضوعية حيادية تدعم صناع القرار وترفع
مستوى الوعي العام وترسخ للحوار وتؤسس لمؤسسات المجتمع المدني المنشود.
ويهدف إلى:
توعية الناشطين والفاعلين في حراك 15آذار 2011لترشيد هذا الحراك. -
بدء مؤسسة مجتمع مدني وطنية سورية. -
بناء نموذج مؤسسي قابل للتكرار في كافة مجاالت العمل المدني. -
العمل على تفعيل الخبرات والطاقات الفكرية السورية المغتربة لخدمة سورية الحديثة. -
ويمكنم التفاعل مع المركز بآرائكم وأبحاثكم على مجموعة المركز على الفيس بوك على الرابط التالي
http://on.fb.me/tidBhf
كما يمكنكم التواصل مع المركز على عنوان البريد اإللكتروني التالي info@sham-ngo.orgولالبحاث:
research@sham-ngo.org
إصدارات المركز:
-سلمية الثورة السلمية في الميزان) ندوة حوارية(
-مفهوم المنطقة العازلة) ورقة بحث(
-الملف اإلغاثي لألزمة اإلنسانية في سورية
-النظام والشعب والبروتوكول (ورقة بحث)
-نظرة تحليلية للفصلين السادس والسابع من ميثاق األمم المتحدة (ورقة بحث)
-مالحظات حول الوسائل المتاحة لحماية المدنيين (ورقة بحث)
إضافة إلى عدد من الترجمات ألبحاث استراتيجية عالمية متعلقة بالوضع الراهن في سورية.
7
نسخة اإلصدار0.1 :