Professional Documents
Culture Documents
النظام العالمي الجديد
النظام العالمي الجديد
وتوازن القوى
على الساحة الدولية .تختلف التفسيرات حول هذا المصطلح ولكنها ترتبط بالمدلول األيديولوجي للحكم العالمي بصفة خاصة وما
الجهود الجماعية الناشئة والساعية لتعريف وفهم ومعالجة المشاكل التي يواجهها العالم والتي يخرج حلها عن سعة الدول بمفردها
.ويتطلب تنسيقا ً بين دول العالم
كان أحد أكثر االستخدامات شيوعا ً للمصطلح في المبادئ األربعة عشر للرئيس األمريكي وودرو ويلسون ،وفي دعوات إلنشاء عصبة
األمم خالل أعقاب الحرب العالمية األولى .كما استخدم المصطلح إلى حد قليل عند وصف خطط األمم المتحدة ونظام بريتون وودز بعد
نهاية الحرب العالمية الثانية ،ولكن تضاؤل استخدام المصطلح بسبب مدلوالته السلبية التي ارتبطت بفشل عصبة األمم في منع قيام
حرب ثانية .ولكن بقي العديد من المعلقين يستخدمونه في سياق رجعي لإلشارة إلى النظام الذي قامت دول الحلفاء المنتصرة في الحرب
.العالمية الثانية بإرسائه بعد انتهاء الحرب
ظهر استخدام المصطلح الذي نوقش على نطاق واسع بعد نهاية الحرب الباردة ،فاستخدمه الرئيسيان جورج بوش األب وميخائيل
.غورباتشوف لوصف طبيعة حقبة ما بعد الحرب الباردة وروح التعاون ما بين القوى العظمى الذين وضعا األمل في تحققه
النظام العالمي الجديد مصطلح استخدمه الرئيس األمريكي جورج بوش في خطاب وجهه إلى األمة األمريكية بمناسبة إرسال القوات
األمريكية إلى الخليج «بعد أسبوع واحد من نشوب األزمة في أغسطس 1990م» وفي معرض حديثه عن هذا القرار ،تحدث عن فكرة
«».عصر جديد» ،و«حقبة للحرية» ،و«زمن للسالم لكل الشعوب
وبعد ذلك بأقل من شهر في « 11سبتمبر 1990م» ،أشار إلى إقامة «نظام عالمي جديد» يكون متحرراً من اإلرهاب ،فعاالً في البحث
عن العدل ،وأكثر أمنا ً في طلب السالم؛ عصر تستطيع في ِه كل أمم العالم غربا ً وشرقا ً وشماالً وجنوباً ،أن تنعم بالرخاء وتعيش في
.تناغم فيما بينها
التعريف والمغزى
إن جوهر النظام العالمي هو مجموعة القوانين والقيم الكامنة التي تفسر حركة هذا النظام وسلوك القائمين وأولوياتهم واختياراتهم
وتوقعاتهم .وتتضمن األخالقيات واإلجراءات المتبعة حسب رأي دعاة النظام العالمي الجديد على أنها صورة من أشكال تبسيط
العالقات وتجاوز العقد التاريخية والنفسية والنظر للعالم باعتباره قرية واحدة .والنظام العالمي الجديد ،حسب رؤيتهم ،هو نظام رشيد
يضم العالم بأسره ،فلم يعد هناك انفصال أو انقطاع بين المصلحة الوطنية والمصالح الدولية وبين الداخل والخارج .وهو يحاول أن
.يضمن االستقرار والعدل للجميع «بما في ذلك المجتمعات الصغيرة» ،ويضمن حقوق اإلنسان لألفراد
اآلليات
انجز ذلك من خالل مؤسسات دولية «رشيدة» مثل هيئة األمم المتحدة ومنظماتها الدولية والبنك الدولي وقوات الطوارئ الدولية.
وبإمكان كل الدول أن تستفيد من الخبرة الدولية في إدارة شؤون الداخل وتكييفه مع النظام العالمي الجديد .وسيتم كل هذا في إطار ما
يقال عنه «الشرعية الدولية» التي تستند إلى هذه الرؤية ،وإلى المقدرة على تحويلها إلى إجراءات ،تماما ً كما حدث في حرب الخليج
.عندما صد العدوان العراقي على الكويت