You are on page 1of 1

‫عندما جاء مفهوم ظاهرة العولمة بشكله العام والذي بّسط للعالم على أنه انتشار لشيء معين

وجعله دولي في مداه وتطبيقه‪ ،‬لكن بعد فترة‬


‫من الزمن وفي التسعينات‪ ،‬وإلسباب انسانية‪ ،‬لقد توسعت هذه الظاهرة لتكون عولمة سياسية‪ ،‬لخلق مصطلح "حقوق االنسان" و "حق‬
‫التدخل االنساني" لتكون ورقة ضغط بيد الدول العضمى كفرنسا وبريطانيا وفي مقدمتها الواليات المتحدة االمريكية لصالحها مثل حماية‬
‫المنطقة الجغرافية السياسية لها‪ ،‬إال ان الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬بفعل سيطرتها على الساحة الدولية وهيمنتها على على منظمة االمم‬
‫المتحدة واجهزتها من مجلس االمن الدولي؛ ألنها هي االعلى إنفاقا من الموارد المالية لهذه المنظمة مقارنة بالدول االخرى‪ ،‬فإنها تقوم‬
‫بتأويل مواد الفصل السابع من ميثاق االمم والمتحدة حسب أهدافها ومصالحها والذي يتمثل في استخدام القوة العسكرية للحفاظ على السلم‬
‫واألمن الدولي‪ ،‬وذلك بفرض عقوبات على عدة دول منها إيران‪ ،‬العراق‪ ،‬ليبيا‪ ،‬وغيرها بإسم حقوق االنسان تارة‪ ،‬و أن هذه الدول ترعى‬
‫االرهاب تارة أخرى‪( .‬يوسف‪.)2011 ،‬‬
‫إن هذه الممارسات‪ N‬الدولية التي تقوم بها الواليات المتحدة االمريكية خاصة‪ ،‬يعد إختراقا ً لسيادة الدول وتدخالً مباشراً لشؤونها الداخلية‪،‬‬
‫وقواعد ومبادئ منظمة االمم المتحدة والقانون الدولي‪ ،‬والذي كان ينص في احترام سيادة الدول وعدم التدخل الداخلي والمساواة بين هذه‬
‫محاولة شرعنتها على ارض الواقع‪ .‬وذلك حفاظا ً على هيمنتها على دول‬ ‫ً‬ ‫الدول‪ ،‬ولكن ما أن تم خلق مفاهيم جديدة على الصعيد العالمي‪،‬‬
‫العالم‪ ،‬مثل االعتماد على المنظمات الغير حكومية بغرض الوصول العاجل لبعض ضحايا الحروب االهلية والتخلص من قيد عدم الدخول‬
‫لدولة ما‪ ،‬تحت مسمى حماية حقوق االنسان واالقليات‪ ،‬باالضافة الى الترويج لمفهوم تقرير المصير بين الجماعات‪ .‬ومن هذا المنطلق‬
‫نجزم ونعرف أن هناك فرق شاسع بين العولمة والهيمنة‪.‬‬
‫وال ننسى ان منظمة االمم المتحدة تواجه الكثير مثل هذه النزاعات الدولية‪ ،‬وبدون مساندة قوية من الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬في‬
‫الضغط على مجلس االمن في ممارسة هذه السياسات‪ N،‬لم تتمكن هذه المنظمة من النجاح‪.‬‬
‫فأدت كل تلك األحداث إلى ظهور ما يدعى بصبغة النزعة العالمية التي ارتبطت بهوية اإلنسان على أنه مخلوق متميز عن غيره‪ ،‬والتي‬
‫أكدت على حماية كرامته وجعله مقياس كل قيمة في إرساء‪ N‬العلم والثقافة ليعود إذا تاه إلى تراثه الثقافي اإلنساني‪ .‬هذا يعني بأن أمريكا‬
‫وفرنسا يريدون صبغة معتقداتهم وبثها في كل مكان يصلون إليه لجيل جديد ال يعرف مفهوم النزعة اإلنسانية الحقيقية‪.‬‬
‫فنجد بأن العولمة مرتبطة بأهداف الدول األجنبية في احتالل وهيمنة الدول النامية عامة والعربية خاصة‪،‬دون اعطاء اي اعتبار‬
‫للخصوصيات الثقافية لها‪ ،‬ما ينعكس سلبا ً لحقوق االنسان لها ايضاً‪.‬‬

‫المراجع‬
‫يوسف‪ ،‬حميطوش‪ .)30/09/2011( .‬العولمة وحقوق االنسان‪ .‬تم االسترجاع من الرابط‪:‬‬

‫‪https://my.uopeople.edu/pluginfile.php/1525328/mod_book/chapter/‬‬
‫‪312188/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A9%20%D9%88%20%D8%AD‬‬
‫‪%D9%82%D9%88%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86.pdf‬‬

You might also like