Professional Documents
Culture Documents
مفهوم الأزمة وأزمة 2008
مفهوم الأزمة وأزمة 2008
مقدمة
خاتمة
مقدمة:
شهد االقتصاد العالمي أزمة مالية حادة كان منبع حدوثها القطاع المالي األمريكي
وبالتحديد االستثمارات المالية في قطاع العقار .أدت هذه األزمة إلى حدوث اختالالت اقتصادية
كبيرة ليس فقط في االقتصاد األمريكي وإنما االقتصاد العالمي ككل ،ومن بين هذه االختالالت
نجد ،انتشار البطالة وإفالس المؤسسات الكبرى والبنوك وحدوث ركود وانكماش في االقتصاد
العالمي .لقد أعادت االنهيارات الكبيرة في األسواق المالية بفعل األزمة المالية العالمية إلى
األذهان كتابات كارل ماركس عن الرأسمالية ،كما ان هذه االنهيارات قد دفعت الكثيـرين إلى
القول بان مبادئ الفكر الرأسمالي أظهرت أنها غير قادرة على الصمود الكافي أمام الهزات
واألزمات المالية القوية.
فيما تتمثل أهم أسباب ظهور األزمة 2008؟ وأهم تداعياتها على االقتصاد الدول المتقدمة
والدول النامية؟
المبحث األول :األزمة االقتصادية
األزمـة االقتصـادية عنـد كينـز" :يـرى جـون مـا نـرد كيتـز ان االزمـات االقتصـادية هي تلك
االزمات التي تنشأ عن نقـص فـي االسـتهالك بمعنـى عـدم كفايـة الطلـب الفعلـي بسبب هبوط
1
الفعالية الحدية لراس المال .
وصـف "فريـديريك انجلـز" األزمـة االقتصـادية إذ قـال " تتوقـف التجـارة وتـزدهم األسـواق وتتـراكم
البضـائع بكميـات هائلـة ال طريـق لبيعهـا ويختفـي النقـد السـائل (السـيولة النقديـة) كما يختفي
االئتمان ثم تتوقف المصانع وتفقـد العمـال وسـائل عيشـها لمجـرد أنهمـا كانـت قد انتجت الكثير
من هذه الوسائل ،بعد هـذا تتـالى االفالسـات ،كمـا تتـالى عمليـات البيـع القس ــري ويس ــتمر ه ــذا
االنس ــداد القاس ــي إل ــى س ــنوات طويل ــة ،فت ــدمر الق ــوى المنتج ــة والمنتجات اجماال حتى الوقت
2
الذي يستعيد فيه اإلنتاج والتبادل مسيرتها بالتدريج"
وتعـرف األزمـات االقتصـادية بأنهـا" اضـطراب فجـائي يطـ ار علـى التـوازن االقتصـادي في بلد
ما أو عدة بلدان فهي تطلق لصفة خاصة على االضطراب الناشـئ عـن اخـتالل التوازن بين
3
اإلنتاج واالستهالك.
األزمــة االقتصــادية هــي حالــة حــادة مــن المســار الســيء للحالــة االقتصــادية للــبالد أو اإلقليم
أو العالم بأسره تبدأ عادة من جراء انهيـار أسـواق المـال وترافقهـا ظـاهرة جهـود أو تــدهور فــي
دانييل ارلوند :تحليل األزمات االقتصادية لألمس واليوم ،ترجمة عبد األمير شمس الدين ،المؤسسة الجامعية للدراسات 1
تخصص :تاريخ العالم المعاصر ،جامعة محمد بوضياف – بالمسيلة ،السنة الجامعية ،2017-2016 :ص .13
بد النبي إسماعيل الطوخي :التنبؤ المبكر باألزمات باستخدام المؤشرات المالية القائدة ،موقع األبحاث فقه المعامالت 3
يمكن كذلك تمييز ثالثة أنواع من األزمات اإلقتصادية التي يتعرض لها االقتصاد الرأسمالي
2
وهي:
األزمة الدورية( :أزمة فيض اإلنتاج) التي تدعى أحياناً "األزمة العامة" فتصيب تكرار اإلنتاج،
وتشمل كل عملية تكرار لإلنتاج ،أو الجوانب الرئيسة فيها :اإلنتاج والتداول ،اإلستهالك
والتراكم .وهذا يعني أن الهزات التي تتولد عن األزمة الدورية تكون أكثر عمقاً إذا ما ووزنت
بغيرها من األزمات.
األزمة الوسيطة :فأقل اتساعاً وشموالً ،ولكنها مع ذلك تمس جوانب ومجاالت كثيرة في
اإلقتصاد الوطني .وتحدث هذه األزمات نتيجة إلختالالت وتناقضات جزئية في عملية تكرار
اإلنتاج الرأسمالي :فاألزمات الوسيطة ال يمكن أن تحمل طابعاً عالمياً على النحو الذي يميز
األزمات الدورية العالمية لفيض اإلنتاج.
األزمة الهيكلية :فتشمل في العادة مجاالت معينة أو قطاعات كبيرة من االقتصاد العالمي،
منها ،على سبيل المثال ،أزمة الطاقة وأزمة المواد الخام ،وأزمة الغذاء ،وغيرها .وإذا كانت
األزمة الهيكلية تقتصر على قطاع واحد من قطاعات اإلقتصاد ،فإنه البد أن يكون قطاعاً
مهماً وأساسياً كمصادر الطاقة ،أو صناعة الحديد والصلب ،أو أزمة الغذاء وما إلى ذلك.
فاألزمات في الفروع الصغيرة ،ولو إستمرت مدة طويلة ،ال يمكن أن تصبح أزمات دورية،
ألنها ال تمس جميع جوانب اإلقتصاد األخرى وقطاعاتها.
إبراهيم أبو العال وآخرون :األزمة المالية العلمية أسباب وحلول من منظور إسالمي ،فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية ،ط،1 1
أما بخصوص أسباب األزمة المالية فقد اختلف االقتصاديون في تحديد علمي ودقيق
ألسباب األزمة االقتصادية والمالية الراهنة ،غير أن معظمهم صنفها في أسباب مباشرة وغير
مباشرة تمثلت بالطبيعة غير المستقرة للنظام الرأسمالي وعزوها إلى مجموعة من األسباب لعل
أبرزها ما يلي(:)1
لقد عزى الكثير من الباحثين األزمة إلى أزمة الرهن العقاري ،مع العلم أن هذه ليست
األزمة الوحيدة التي ألمت بالنظام الرأسمالي ،بل كان هناك العديد من األزمات تراكمت وتركت
دون حل أو مراقبة حتى جاءت أزمة الرهن العقاري كفقاعة كبيرة لتكشف مواطن ضعف هذا
النظام وهشاشته ،بحيث تنادى كل أصحاب القرار السياسي لوضع الحلول ولتجنيب أنفسهم
والعالم كارثة قد يحتاج العالم لعشرات السنين لتجاوزها .لقد شهد سوق العقارات في أمريكا
رواجا ترتب عليه ارتفاع في أسعار العقارات مما دفع بالعديد االستثمار في هذا السوق وذلك
باالقتراض من البنوك دون ضمانات كافية (تسمى هذه بالقروض الرديئة ألنها دون ضمانات
كافية وذات معدالت فائدة عالية غير ثابتة لتغطي على المخاطر) .ونتيجة للعرض الكبير
والطلب المتواضع على العقارات دفع بأسعارها نحو االنخفاض مما دفع بالبنوك إلى رفع الفوائد
( )1المومني ،رياض" ،االقتصاد اإلسالمي واألزمة المالية الراهنة" ،عن المؤتمر الثاني للعلوم المالية بعنوان (مدى مساهمة العلوم المالية والمحاسبية
في التعامل مع األزمات المالية العالمية) ،جامعة اليرموك /29/8 ،نيسان (ابريل) ،2010 ،ص .783-780
لمواجهة المخاطر المحتملة مما أسهم في إفالس البعض وإعالنهم بعدم قدرتهم على دفع
األقساط .إن استيالء البنوك على كثير من العقارات وبيعها بالمزاد العلني أسهم بخفض
العقارات وإفالس مئات اآلالف إضافة إلى عدم تحصيل البنوك لكامل أموالها حتى بعد عمليات
االستيالء والبيع.
من هنا بدأت المشكلة ،بنوك ضعفت سيولتها وأفراد ال أموال لديهم إليداعها ،مما دفع
ببعض البنوك إلى إعالن إفالسها ،ومن هنا اقبل المودعون على سحب ودائعهم بشكل كبير
مما دفع بالبنوك إلى االقتراض من بعضها ومن البنك المركزي ،وهذا انعكس سلبا على
أسهمها في األسواق المالية واضعف من رأس مالها إلى أن أعلن البعض اإلفالس والتصفية.أن
االنهيار في البنوك يجعل الحصول على القروض صعبا الرتفاع معدالت الفائدة ،مما يقلل
م ن السيولة مع األفراد وهذا بدوره يخفض من الطلب االستهالكي ويكس المنتجات ويقود
تدريجيا إلى الكساد وأثاره المدمرة.
ويستدل على ذلك بمؤشرات كثيرة منها :انكماش االقتصاد األميركي بمعدل ،%6.2
وارتفاع عدد طلبات العاطلين عن العمل بشكل قياسي منذ ،1982وانخفاض متوسط سعر
المنازل في أميركا بنسبة %9.5وهو أكبر انخفاض منذ عام 1999م ،وتوجد اآلن أكثر من
4.93مليون منزل غير مباع وعموما فان االقتصاد األمريكي هو السبب األساسي وراء
األزمة؛ فظهور بوادر الكساد االقتصادي في الواليات المتحدة انعكس على صادرات البلدان
األخرى وعلى أسواقها المالية .فقد صرح وزير المالية األلماني بير شتاينبروك بأن الواليات
المتحدة تتحمل مسؤولية األزمة المالية العالمية( .)1ومن المعالم األخرى الدالة على ذلك(:)2
( )1العتوم ،عامر "،دور المصارف اإلسالمية في ظل األزمة المالية العالمية" ،عن المؤتمر الثاني للعلوم المالية بعنوان (مدى مساهمة العلوم المالية
والمحاسبية في التعامل مع األزمات المالية العالمية) ،جامعة اليرموك/29/28 ،نيسان(ابريل) ، 2010،ص.722
()2موقع الجزيرة نت:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/34BAECB7-FD94-434A-B9BF-9B840271453.htm.
-العجز التجاري :منذ عام 1971لم يسجل الميزان التجاري أي فائض بل عجز يزداد
سنوياً وصل في عام 2006إلى 758مليار دوالر.
-عجز الميزانية :حيث قدر في ميزانية عام 2008بمبلغ 410مليار دوالر أي %2.9
من الناتج المحلي اإلجمالي.
-تفاقم المديونية :أظهرت إحصاءات و ازرة الخزانة األميركية أن الديون العامة تشكل %64
من الناتج المحلي اإلجمالي.
نتيجة لتخفيض سعر الفائدة األمريكي تشجعت العديد من البنوك على منح قروض لشراء
المساكن بفائدة متدنية وصلت إلى ،%5فانكب المستهلكين على شراء البيوت في مختلف
أنحاء أمريكيا ،ونتيجة توفر السيولة لدى البنوك والفائض النقدي بسبب السياسة التوسعية
والقدرة على خلق النقود تشجعت البنوك على إعطاء المزيد من القروض العقارية مما أدى إلى
زيادة غير مسبوقة في أسعار العقارات فاقت المعقول فأصبح المنزل الذي كان سعره 150
ألف دوالر مثال يساوي 300ألف دوالر.
إن ازدهار سوق العقارات أدى إلى ارتفاع التمويل العقاري ،األمر الذي مثل ضغطاً
إضافياً على الطلب على العقارات بسبب وفرة التمويل وشروطه السهلة .ومن جانب آخر قامت
المؤسسات المالية التي أخذت هذه العقود االئتمانية بطرح هذه القروض كسندات استثمارية
مما أدى إلى وجود أسواق ثانوية مهمتها التجارة في هذه القروض وبيعها لعدة مرات والنتيجة
أن الفجوة بين األسعار الحقيقية واألسعار السوقية قد تفاقمت بسبب هذه المضاربات .وغاية
البنك من بيع هذه القروض هي مضاعفة إيراداته ،حيث يستفيد من فوائد القروض التي
يسددها المقترض ويستفيد أيضا من بيع السندات ليحقق دخال إضافيا من العموالت والرسوم.
وحينما يرتفع ثمن العقار المرهون يحاول صاحب العقار الحصول على قرض جديد ،وذلك
مقابل رهن جديد من الدرجة الثانية (الرهون األقل جودة أي أنها أكثر خطورة في حال انخفاض
ثمن العقار ،والواقع أن حجم القروض كان يعطى أولوية على نوع القروض(.)1
وحتى يطمأن المستثمر قامت هذه الشركات بالتأمين على هذه القروض والسندات في
حالة التعثر وعدم السداد .ويتكرر السيناريو والنتيجة المتوقعة والمحتملة أن المدين األول قد
يعجز عن السداد فيضطر إلى اإلفالس وبيع العقار .ونتيجة تخلف العديد عن السداد أصيب
العديد من المؤسسات المالية بالعسر المالي الحقيقي إضافة إلى تدهور أسواق السندات
العقارية ،وأصبحت تفقد قيمتها السوقية .ناهيك عن قيام العديد من مؤسسات القروض المالية
بإعطاء قرض ثانوي على نفس البيت ،وأصبح البيت إما مرهون ألكثر من جهة ،أو عليه
أكثر من رهن .وخالصة ذلك أن البنوك أهملت في التحقيق من الجدارة االئتمانية للمقترضين
ايدا
طلبا متز ً
وتوسعت في منح القروض مما خلق ًوأغرتهم بفائدة بسيطة في األول ثم تزايدت َّ
على العقارات إلى أن تشبع السوق فانخفضت أسعار العقارات وعجز المقترضون عن السداد.
والواضح من ذلك أن مبالغة البنوك في منح القروض انعكست بشكل مباشر على قدرتها على
خلق الودائع.
يقصد بالتوريق (التصكيك) تحويل الديون (التي اقترضها من اشتروا المنازل) من المقرض
األساسي (البنك وغيره من المؤسسات المالية المانحة) إلى مقترضين آخرين وذلك في شكل
أوراق مالية قابلة للتداول في أسواق المال( .)2فالبنوك لم تكتف بالتوسع في القروض بل
استخدمت المشتقات المالية لتوليد مصادر جديدة للتمويل ،وبالتالي للتوسع في اإلقراض،
وذلك عندما يتجمع لدى البنك محفظة كبيرة من الرهونات العقارية ،فإنه يلجأ إلى استخدام
هذه المحفظة من الرهونات العقارية إلصدار أوراق مالية جديدة يقترض بها من المؤسسات
)(1
نقال عنChapra, Umer, The global financial crisis: can Islamic finance help?,2009
http://www.newhorizon-islamicbanking.com/index.cfm?section=academicarticles&action=view&id=10733
()2بلوافي احمد ,أزمة عقار..أم أزمة نظام ,مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي ,جامعة الملك عبد العزيز ,جدة ,2009 ,ص .263 – 262
المالية األخرى بضمان هذه المحفظة ،فكأن البنك لم يكتف باإلقراض األولي بضمان هذه
العقارات بل أصدر موجة ثانية من األصول المالية بضمان هذه الرهون العقارية ،وهكذا فإن
العقار يعطي مالكه الحق في االقتراض من البنك ،ولكن البنك يعيد استخدام نفس العقار
ضمن محفظة أكبر لالقتراض بموجبها من جديد من المؤسسات المالية األخرى ،وتستمر
العملية موجة بعد موجة حيث يولد اإلقراض طبقات متتابعة من اإلقراض بأسماء المؤسسات
المالية واحدة بعد األخرى ،وهكذا أدى التركز في اإلقراض في قطاع واحد إلى زيادة المخاطر.
وقد ساعدت عملية التوريق على نقل المخاطر من القروض المفردة وتجميعها وتوزيعها
على حائزي األوراق والجهات الضامنة .وهكذا تضاءلت حوافز االهتمام بالتقييم الموضوعي
للمخاطر بل وعدم االكتراث بالدقة في تقييم الضمانات ،وهي عادة األصول العقارية الممولة
بالقروض.
-1نقص أو انعدام الرقابة أو اإلشراف الكافي على المؤسسات المالية .يقول د.الغزالي" :في
ومن ثم غرق المواطنون في الديون، الوقت الذي انخفضت فيه أسعار العقارات،
وأصبحت المؤسسات النقدية على مشارف اإلفالس ،وساعد على هذا الوضع المأزوم
أربعة عوامل :األول يتمثل في شبه غياب الرقابة من قبل السلطات النقدية على العمل
المصرفي...وال رابع ينحصر في فساد اإلدارة العليا في كثير من هذه المؤسسات؛ مما
كثير بالقواعد المصرفية قدر اهتمامها بالمرتبات الخيالية التي كانت
جعلها ال تهتم ًا
()1أنظر:
-موقع األسواق نتhttp://www.alaswaq.net/views/2008/10/12/. :
-زايري بلقاسم ،األزمة المالية المعاصرة :األسباب والدروس المستفادة ،الملتقي الدولي الثالث حول إدارة المخاطر في المؤسسات اآلفاق والتحديات،
26-25نوفمبر ،2005جامعة شلف ،ص .9-7
تتقاضاها؛ فمثالً بلغت مرتبات ومكافآت رئيس بنك "ليمان براذرز" ( )486مليون دوالر
عن عام 2007م(.)1
-2أزمة الثقة :إن األمر يصبح خطي ار إذا ُفقدت الثقة أو ضعفت في النظام المالي والذي
يقوم على ثقة األفراد ،ويزداد تعقيدا نتيجة للتداخل بين المؤسسات المالية في مختلف
الدول.
-3انتشار الفساد األخالقي مثل :االستغالل والكذب والشائعات المغرضة والغش والتدليس
واالحتكار والمعامالت .
-4نظام جدولة الديون بسعر فائدة أعلى ،أو استبدال قرض واجب السداد بقرض جديد بسعر
فائدة مرتفع وهذا يلقى أعباء إضافية على المقترض المدين الذي عجز عن دفع القرض
األول بسبب سعر الفائدة األعلى.
http://www.swalif.net/softs/swalif12/softs244276
-سامي بن إبراهيم السويلم ،األزمة المالية رؤية إسالمية ،الملتقي الدولي الثالث حول إدارة المخاطر في المؤسسات اآلفاق والتحديات26-25 ،
نوفمبر ،2005جامعة شلف.
-3رعاية فلسفة النظام ومؤسساته للمضاربات وتعقب فروق األسعار في خروج عبثي للبيوع
عن مقاصدها ،فال ُّ
تملك وال تمليك وال قبض :ال شيء من هذا البتة ،فهذه المضاربات
نشاط طفيلي عقيم ،فال قيمة جديدة يضيفها إلى الناتج وال رفاهية يحرزها للمجتمع.
-4انتشار استخدام أدوات مالية مبتكرة ،وهي المشتقات( :المستقبليات والخيارات والعقود
اآلجلة والمبادالت) ،بغية التحوط أوال ثم المضاربة على ارتفاع وانخفاض أسعار السلع
واألسهم والسندات ،والتعامل بالهامش يتلخص في قيام المؤسسات المالية وصناديق
االستثمار بالتعامل في أسواق المال عن طريق االقتراض أي التعامل على محافظ
استثمارات تفوق ما لدى هذه المؤسسات من سيولة نقدية .ومما هو جدير بالذكر أن حجم
عقود المشتقات على اختالف أصنافها قد بلغ 25372بليون دوالر أمريكي في نهاية
شهر ،2009/6وهي موزعة كاآلتي ( 2470بليون دوالر أمريكي عقود مشتقات
العمالت) 15478( ،بليون دوالر أمريكي عقود مشتقات سعر الفائدة) 879( ،بليون
دوالر أمريكي عقود مشتقات األسهم) ( 689بليون دوالر أمريكي عقود مشتقات السلع)،
( 5855بليون دوالر أمريكي عقود مشتقات أخرى)( .)1أما المبلغ اإلجمالي لجميع
المشتقات غير المسددة يقدر اآلن من قبل بنك التسويات الدولي بمبلغ 600تريليون ،أي
اكبر بعشر مرات من حجم االقتصاد العالمي(.)2
لقد تحولت األزمة المالية والتي بدأت بسوق الرهن العقاري في الواليات المتحدة األمريكية
إلى أزمة اقتصادية ومالية وربما اجتماعية عالمية ،وليس أدل على ذلك من كالم (روبرت
ب .زوليك) رئيس مجموعة البنك الدولي ،والذي أكد فيه على ما يلي(:)1
-1أن االقتصاد العالمي سينكمش هذا العام ( )2009بأكثر مما تم تقديره في السابق،
وسيستمر تعرض البلدان الفقيرة لموجات شديدة متالحقة من الضغوط االقتصادية.
-2أن قدرة البلدان المنخفضة الدخل على االقتراض محدودة نظ ار لضآلة احتياطياتها ،ومن
المتوقع أن تواجه ميزانياتها الوطنية المستنزفة صعوبات خاصة في الحصول على موارد
تمويلية كافية في السنوات القليلة القادمة.
-3إن اآلثار والتداعيات الناشئة عن األزمة الراهنة على البلدان الفقيرة قاسية ،وتؤدي إلى
تزايد الطلب على موارد البنك الدولي.
-4نما الطلب سريعا لدى البنك الدولي لإلنشاء والتعمير ،وهو أحد أعضاء مجموعة البنك
الدولي الذي يعنى بتقديم المساندة للبلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل المتمتعة باألهلية
االئتمانية.
كما أن األزمة المالية والتي انتقلت عدواها إلى أغلب األسواق المالية في مختلف دول
العالم لم تكون مقتصرة على قطاع معين ،وإنما شملت جميع القطاعات االقتصادية مما
أثر سلباً على معدالت نمو االقتصاد العالمي نتيجة تراجع االستهالك الذي يشكل في دولة
مثل الواليات المتحدة ثالثة أرباع االقتصاد .كما أن بوادر التباطؤ في معدالت النمو في
االقتصاد األمريكي انعكس بشكل سلبي على الموازين التجارية للدول األخرى (الصادرات،
لقد أقر تقرير آفاق النمو العالمي بأن معظم مخاطر تباطؤ االقتصاد العالمي قد تحققت.
وهو ما جعل الصندوق يراجع توقعاته بخصوص االقتصاد العالمي ،حيث عاد بمعدالت النمو
العالمية المتوقعة إلى 3.8بالمائة وهو أدنى معدل في عقدين من الزمن .وهذا ما جعل وزراء
)(1
html:\\www.etudiantdz.com/vb/t15039.
مالية الدول الصناعية الكبرى يتفقون على خطورة األوضاع وعلى كونها تتطلب اتخاذ إجراءات
طارئة وغير عادية .وذلك في مسعى من هذه الدول إلعادة االستقرار إلى األسواق المالية
واستئناف عمليات اإلقراض ودعم النمو .ومن المتوقع أن تسبب األزمة المالية العالمية كساد
االقتصاد العالمي فترات طويلة وهو ما يمكن أن يؤسس لالرتفاع في الضرائب ونمو اقتصادي
بطيء في الدول الصناعية األمر الذي ستكون له تداعياته على المشاريع االجتماعية اإلجبارية.
ويتم انتشار األزمة المالية إلى االقتصاد الحقيقي عن طريق ما يعرف في األدبيات االقتصادية
بـ"أثر الثروة" فحين ترتفع أسعار األصول ترتفع ثروة العائالت المالكة لها والمساهمة في
الشركات .وعندما تصبح العائالت أكثر غنى تزيد من استهالكها وهو ما يدعم نمو الناتج
المحلي الخام .وبالعكس عندما تنفجر فقاعة في السوق المالية تتوقع العائالت – التي تصبح
فقيرة بفعل تدهور أسعار أصولها – أن مداخليها الدائمة سوف تنخفض وعليه تسعى إلى إعادة
تكوين ثروتها فتعمل على تقليص االستهالك وزيادة االدخار .لقد بدأ نقص االئتمان يجبر
الكثير من الشركات على تقليص النفقات وتخفيضها .ومن المرجح أن تؤثر هذه الضغوط في
كبار السن من العمال تأثي اًر شديداً من خالل إجبارهم على التقاعد بشكل أكبر .وهذا ما يؤدي
إلى خروج العمال األكثر خبرة من العمل مما سينعكس على جودة العمل وتراجع اإلنتاجية
ونمو اإليرادات .وستستمر هذه الظاهرة طوال العقدين القادمين .لقد انخفض حجم االستهالك
األمريكي الذي يعتبر محرك النمو العالمي .وعمل ارتفاع أسعار النفط على التقليل من اإلنفاق
على السلع غير النفطية .لقد قدر بنك انكلت ار حجم الخسائر التي تحملتها االقتصاديات الدولية
بسبب األزمة الحالية بنحو 10تريليونات دوالر وهو ما يعادل 6-1الناتج العالمي السنوي
نتيجة تعرض البنوك الدائنة إلى أزمات إفالس جراء عدم قدرة عمالئها على الوفاء بالتزاماتهم
تجاهها .وهو ما يؤدي إلى حدوث بطالة في القطاع المصرفي والشركات الكبرى .وعليه هناك
تخوف من أن تؤدي األزمة إلى فقدان الكثيرينً لمناصبهم األمر الذي دفع برئيس المكتب
الد ولي للعمل إلى القول" :نحن في حاجة إلى عمل سريع ومنسق للحكومات لتفادي أزمة
اجتماعية يمكن أن تكون قاسية مستدامة وعالمية" وأضاف" :إن عدد الفقراء الذين يعيشون
بأقل من دوالر في اليوم يمكن أن يرتفع 40مليوناً وأن عدد أولئك الذين يعيشون بدوالرين
سيرتفع 100مليون".
لقد انتقلت األزمة إلى معظم األسواق المالية العالمية فمباشرة بعد هبوط أسهم بورصة
وول ستريت انخفض المؤشر العام في أهم البورصات العالمية كما هو مبين في الجدول أدناه.
بيروت دبي ساو باولو الرياض شنغهاي طوكيو مدريد لندن باريس فرانكفورت البورصة
انخفاض نسبة
03.00 09.4 09.8 06.00 05.1 03.8 07.5 05.4 06.8 07.1
المؤشر (بالمئة)
لقد أصابت األزمة حتى أسعار أسهم الشركات غير العاملة في القطاع العقاري ذلك أن
بوادر الكساد االقتصادي في الواليات المتحدة أثرت في صادرات البلدان األخرى وفي أسواقها
كون الواليات المتحدة األمريكية أكبر مستورد عالمي .ويأتي هذا االنخفاض في أسعار األسهم
نتيجة سعي حملة األسهم إلى االستثمار في عدة أسواق مالية في آن واحد بهدف توزيع
المخاطر .وهذا ما يدفعهم عند تعرض أسهمهم لخسائر في بورصة إلى سحب أموالهم المستثمرة
في بلد آخر لتعويض الخسارة أو لتفادي خسارة ثانية .كما أدى الخوف من الهبوط الحاد في
سعر الدوالر إلى خسائر نقدية لالستثمارات في الواليات المتحدة وخارجها وهو ما يحدث
بالنسبة إلى االقتصاديات التي تعتمد تسعيرة ثابتة أمام الدوالر .وهذا ما يؤدي بالمستثمرين عند
حدوث انخفاض في الدوالر إلى سحب استثماراتهم من الواليات المتحدة وبلدان أخرى قصد
توظيفها في بلدان ذات عمالت معومة .كما عمل استخدام األدوات المالية المعقدة والمنتجات
التي ال تخضع للرقابة من قبل األجهزة المختصة مثل المشتقات المالية إلى انتشار أثر
االستثمارات المحفوفة بالمخاطر عبر األسواق المالية وتعثر الكثير من الممارسات دون سابق
إنذار أو دون مؤشرات تساهم في اتقاء آثارها.
المبحث الثالث :تداعياتها على االقتصاد العالمي
لقد أصبحت األزمة المالية األمريكية أزمة عالمية ،ذلك أن الواليات المتحدة األمريكية هي
أآبر بلد مستورد في العالم ،حيث تبلغ وارداتها السلعية نحو ( )1919مليار دوالر أي نسبته
%15.5من الواردات العالمية ،ومن ثم فأن األزمة االقتصادية وظهور بوادر الفساد
االقتصادي في أمريكا سوف ينعكس على صادرات دول العالم األخرى ،ناهيك عن أن
أصحاب رؤوس األموال تتركز معظم استثماراتهم في األسواق المالية العالمية ،وقد نتج عن
1
هذه األزمة مشكالت عالمية يمكن أن نوجز منها اآلتي :
1.حدوث خسائر في أصول البنوك خاصة المتعلقة بالقروض واالستثمارات وسندات الرهن
العقاري وانخفاض أسعار األسهم .
2.تباطؤ معدالت النمو بما أدى إلى تدني الطلب على النفط وانخفاض أسعاره .
4.الركود االقتصادي إضافة إلى التركيز نحو إنقاذ الصناعة المالية في العالم مما أدى إلى
انخفاض مستوى المساعدات اإلنسانية إلى الدول النامية .
5.على مستوى االقتصاد األمريكي أفضت األزمة إلى إفالس العديد من البنوك االستثمارية
التي لها استثمارات تقد بالمليارات في األسواق المالية .
6.إفالس شركات التأمين التي عجز زبائنها عن سداد القروض المتحققة وكذلك أقساط التأمين.
7.انتقال العدوى إلى قطاعات أخرى تجارية وصناعية مما أدى إلى تسريح آالف العمال .
االزمات المالية العالمية األسباب واآلثار والمعالجات ،جامعة سانت كليمنتس العالمية العراق ،قسم االقتصاد العام، 1
،2011ص .165
9.ارتفاع معدالت البطالة وانتقال االنهيار نحو أنشطة غير عقارية
إن اثأر العدوى واالنتقال وارد بكل تأكيد فما أصاب الدول المتقدمة ال يمكن أن يخطئ الدول
النامية سواء كان في أسيا أم أمريكا الالتينية أو أفريقيا وذلك لشدة اندماج وتجاذب أنظمتها
مع المنظومة المالية العالمية فالبنوك الصينية على سبيل المثال تأتي في مقدمة البنوك العالمية
كما أن االستثمارات غير المباشرة (في األوراق المالية) للدول المتقدمة حاضرة بقوة في مختلف
أسواق المال للدول النامية آما إن احتياطي الصرف حطم أرقاما قياسية لبعض البلدان النامية
1
وبالخصوص النفطية والصناعية الجديدة .
جدول رقم :01حجم الصرف لكل من الدول المتقدمة والنامية للمدة 2007-2001
مليار دوالر
االزمات المالية العالمية األسباب واآلثار والمعالجات ،المرجع السابق ،ص 173 1
إن احتياطي الصرف للبلدان النامية يقارب في معدله 60بالمائة احتياطي الصرف الكلي
خالل المدة الممتد بين 2001\2007وهذا ما يعكس قوة العالقة المالية بين الدول الصناعية
والنامية من خالل صيغ مالية متعددة كالتوظيف على شكل سندات خزينة أو في إطار صناديق
سيادية آو على شكل قروض في مؤسسات مالية معروفة فعجز الخزينة األمريكية المتوالي
وبالخصوص خالل السنوات األخيرة تعوضه الفوائض المالية المتدفقة من مختلف دول العالم
بما فيها الدول النامية ولذلك فانكسار االقتصاديات الصناعية ال يعفي االقتصاديات النامية
من االنهيار المالي وتراجع معدالت النمو االقتصادي.
ومع انخفاض أسعار النفط خالل منتصف 2008إلى أدنى المستويات مع بقاء أسعار
المنتجات الزراعية مرتفعة فان كثير من الدول النامية وبالخصوص العربية دفعت وستدفع ثمنا
باهظا ومضاعفا لما لحق بها على مستوى البورصات أو على مستوى الصناديق السيادية أو
على مستوى حقوقها المالية في البنوك التي أثرت األزمة على جزء كبير منها وهي تشاهد
اليوم الدول النفطية تحقق موارد مالية ضخمة تغطي تكاليف اإلنتاج والتوزيع.
منذ اندالع األزمة واتخاذها منحى خطي ار شمل غالبية دول العالم بنتائجه تحركت لجنة العشرين
للعمل على سرعة احتواء الموقف وعدم تركة للوصول إلى الهاوية في محاولة إنقاذ سريعة .
وقد عقدت اللجنة عدة اجتماعات واتخذت ق اررات مهمة في هذا الشأن وفي هذا الجزء بعض
منها بما في ذلك الق اررات المهمة المتخذة في االجتماع المنعقد بلندن – انجلت ار بتاريخ 2ابريل
2009وهي أهم ما اتخذ من ق اررات من جانب هذه اللجنة .
فقد أعلن زعماء المجموعة سلسلة من اإلجراءات منها الفورية ومنها األطول أجال لتحقيق
استقرار النظام المالي وتنشيط الطلب المحلي ومساعدة االقتصادات الصاعدة والنامية التي
أضرت بها األزمة وتقوية اإلطار التنظيمي وقالوا إنهم يعتزمون عقد قمة ثانية في موعد غايته
1
30ابريل من . 2009واكدا وباجتماعهم على المحاور االساسية التالية :
* نواجه التحديات األعظم التي تقف أمام االقتصاد العالمي في العصر الحديث إذ توجد أزمة
تفاقمت منذ اجتماعنا األخير وتؤثر هذه األزمة على حياة النساء والرجال واألطفال في آل
قطر ويجب على جميع الدول أن تتكاتف من اجل حلها فاألزمة العالمية تحتاج إلى حل
عالمي.
* نبدأ من االعتقاد بان الرخاء االقتصادي آل ال يتج أز وانه يجب أن نتشارك في النمو كي
يكون مستداما وان خطتنا العالمية لالنتعاش يجب أن يكون في أولوياتها التركيز على
االحتياجات والوظائف الخاصة بالعائالت التي تعمل ليس في الدول المتقدمة وحدها ولكن في
األسواق الناشئة والدول األكثر فق ار في العالم على السواء ويجب أن
تعكس هذه الخطة العالمية مصالح المواطنين في الوقت الحالي واألجيال المستقبلية ونعتقد أن
األساس الوحيد األكيد لعولمه مستدامة ورخاء اقتصادي متنام للجميع هو اقتصاد عالمي مفتوح
يعتمد على مبادئ السوق وتنظيم فعال ومؤسسات دولية قوية .
االزمات المالية العالمية األسباب واآلثار والمعالجات ،المرجع السابق ،ص 184-177 1
• تمويل وإصالح مؤسساتنا المالية الدولية من اجل التغلب على األزمة الراهنة ومنع وقوع
أزمات في المستقبل .
*ال يمكن لهذه اإلجراءات إن تكون فعالة إال باستعادة اإلقراض المحلي والتدفق المالي الدولي
ونقدم دعما شامال ومهما لنظمنا المصرفية لتوفير السيولة وإعادة رسملة المؤسسات المالية
ومعالجة مشاكل األصول المتعثرة بصورة حاسمة ونلتزم باتخاذ اإلجراءات الضرورية الستعادة
التدفق الطبيعي لالئتمان من خالل النظام المالي وضمان سالمة المؤسسات المهمة من الناحية
التنظيمية وتنفيذ سياساتنا بما يتماشى مع اإلطار المتفق عليه في مجموعة العشرين الستعادة
اإلقراض وإصالح
* وفي مجملها ستمثل هذه اإلجراءات اكبر حزمة مالية وبرنامج الدعم األكثر شموال للقطاع
المالي في العصر الحديث ومن شان العمل الجماعي أن يعزز من تأثير هذا البرنامج ويجب
تنفيذ إجراءات السياسات االستثنائية التي أعلن عنها حتى اآلن دون تأخير واليوم وافقنا على
أكثر من تريليون دوالر من الموارد اإلضافية لالقتصاد العالمي عن طريق مؤسساتنا المالية
الدولية وتمويل التجارة .
* قدر صندوق النقد الدولي الشهر الماضي أن النمو العالمي في معاييره الحقيقية سوف
يستأنف ويرتفع إلى أآثر من 2في المائة بنهاية 2010وتحدونا ثقة في أن اإلجراءات التي
وافقنا عليها والتزامنا الذي ال يحيد بالعمل سويا الستعادة النمو والوظائف في الوقت الذي
نحافظ فيه على االستدامة المالية طويلة األمد من شانه أن يسرع من العودة إلى النمو في
االتجاه المطلوب ونلتزم اليوم باتخاذ اإلجراءات الضرورية من اجل تامين هذه المحصلة وندعو
صندوق النقد الدولي لتقييم اإلجراءات التي تم اتخاذها بصورة منتظمة والنظر في اإلجراءات
العالمية المطلوبة.
* نحن عاقدون العزم على ضمان استدامة مالية طويلة األمد واستقرار في األسعار وسوف
نضع محل التنفيذ استراتيجيات خروج
* مثلت اإلخفاقات الكبرى في القطاع المالي وفي اإلشراف والتنظيم المالي أسبابا جوهرية في
األزمة ولن يتم استعادة الثقة حتى نعيد بناء الثقة في نظامنا المالي وسوف نتخذ اإلجراءات
من اجل أن أقوى يتسم بقدر اكبر من التنظيم والرقابة واالتساق عالميا من اجل القطاع المالي
المستقبلي الذي سوف يدعم النمو العالمي المستدام ويخدم احتياجات المواطنين واألنشطة
التجارية .
* واجه األسواق الناشئة والدول النامية التي كانت محركا للنمو العالمي الحالي تحديات تضاف
إلى االنهيار الحالي في االقتصاد العالمي وبات من الضروري أن تستمر رؤوس األموال في
التدفق إليها من اجل الثقة العالمية واالنتعاش االقتصادي األمر الذي يتطلب تعزيز المؤسسات
المالية الدولية خاصة صندوق النقد الدولي ومن ثم وافقنا على إتاحة 850مليار دوالر إضافي
من الموارد عبر المؤسسات المالية العالمية لدعم النمو في األسواق الناشئة والدول النامية عبر
مساعدتها في تمويل األنفاق التجاري وإعادة هيكلة رأس مال المصارف والبنية التحتية وتمويل
التجارة ودعم ميزان المدفوعات وإعادة تدوير الديون والدعم االجتماعي .
وقد اتفقنا على زيادة الموارد المتاحة لصندوق النقد الدولي عبر التمويل العاجل من األعضاء
بـ 250مليار دوالر وبالتالي المساهمة في اتفاقية اقتراض جديدة أآثر مرونة وتوسعاً لتزيد إلى
500مليار ولدراسة سوق اإلقراض إذا ما اقتضت الضرورة ونحن ندعم الزيادة األساسية في
اإلقراض بـ 100مليار دوالر على األقل من قبل بنك التنمية المتعدد األطراف التي تضم
الدول منخفضة الدخل وضمان حصول تلك المصارف على رؤوس أموال مناسبة .
*من الضروري استخدام الموارد بصورة فاعلة ومرنة لدعم النمو ونحن نرحب في هذا اإلطار
بالتقدم الذي أحرزه صندوق النقد الدولي من خالل خط االئتمان المرن الجديد وإقراضه المعدل
وإطار عمل الظرفية التي ستمكن الصندوق منضمان تعامل منشاته بفاعلية مع األسباب
المهمة الحتياجات تمويل ميزان مدفوعات الدول خاصة تراجع تدفق رأس المال الخارجي في
قطاعات المصارف والشركات ونحن ندعم قرار المكسيك بالسعي للحصول على ترتيبات خط
االئتمان المرن .
* لكي تقوم مؤسساتنا بالمساعدة في إدارة األزمة ومنع األزمات المستقبلية :يجب علينا تعزيز
ارتباطها وفعاليتها وشرعيتها على المدى الطويل لذا فإلى جانب الزيادة الملحوظه في الموارد
التي تم االتفاق عليها اليوم فنحن مصممون على إصالح وتحديث المؤسسات المالية الدولية
لضمان إمكانية مساعدتها لألعضاء والمساهمين بفاعلية في التحديات الجديدة التي يواجهونها
وسوف نقوم بإصالح عملها وأهدافها وإدارتها لتعكس التغيرات في االقتصاد العالمي والتحديات
الجديدة للعولمة ويجب أن تحظى تلك االقتصادات الناشئة والنامية التي تضم الدول األكثر
فق ار بصوت وتمثيل اكبر ويجب أن يكون ذلك مصحوبا بعمل لزيادة مصداقية وقابلية تلك
الهيئات للمحاسبة عبر نظرة إستراتيجية واتخاذ القرار لهذا الهدف .
•نحن نلتزم بتطبيق اتفاق الكوتا الخاص بصندوق النقد الدولي واإلعالن عن التصريحات التي
تمت الموافقة عليها في ابريل نيسان من عام 2008وان نطالب صندوق النقد الدولي بإنهاء
المراجعة التالية للحصص بحلول يناير .2011
•إلى جانب ذلك فأننا نوافق على ضرورة ايالء اهتمام لتدخل محافظي الصندوق في تقديم
االتجاه االستراتيجي وزيادة قابلية الصندوق للمحاسبة .
•نلتزم بتطبيق إصالحات المصرف الدولي التي تم اإلتفاق عليها في أكتوبر 2008ونتطلع
إلى الخروج بتوصيات أهم في االجتماعات المقبلة حول التعبير وإصالحات التمثيل في نطاق
زمني متصارع لتتم الموافقة عليها في اجتماعات صيف .2010
•نحن نوافق على ضرورة تعيين قادة ومديري المؤسسات المالية الدولية عبر عملية اختيار
مفتوحة وشفافة مبنية على الكفاءة .
•اعتمادا على المراجعات الحالية لكل من صندوق النقد الدولي والمصرف الدولي طلبنا من
الرئيس العمل مع وزراء مالية مجموعة العشرين للتشاور بصورة موسوعة في عملية شاملة
وتقديم تقارير عن ذلك في االجتماع القادم مع مقترحات بمزيد من اإلصالحات لتطوير استجابة
وتكيف المؤسسات المالية الدولية .
تتبارى المصارف والمؤسسات المالية الغربية واألسيوية الكبرى في ظل الطفرة النفطية الجديدة
إلطالق نوافذ إسالمية لالستفادة باسم الدين بعد اكتشافها إمكانية إن تستفيد من خدمة 2.1
مليار مسلم حول العالم ومن منطقة الشرق األوسط التي تت اركم فيها الثروات سنة بعد أخرى
بفعل االرتفاع القياسي ألسعار النفط والحصول على تمويل للمؤسسات العالمية التي تعاني
1
نقصا في السيولة نتيجة أزمة الرهن العقاري األمريكي .
وأصبحت لندن المركز األوروبي الرئيس للتمويل اإلسالمي ويذك ار ن أول مصرف اسالمي في
لندن اسمه اسكتلند بنك مصرف يقدم خدمات مالية إسالمية في أوربا في العام 2004ولديه
إلف زبون وثمانية فروع في بريطانيا واتخذت وزارة المال البريطانية إجراءات عدة لتسهيل عمل
المصارف اإلسالمية ضمن النظام المصرفي البريطاني وقررت الحكومة إدارة إجراءات تؤسس
االزمات المالية العالمية األسباب واآلثار والمعالجات ،المرجع السابق ،ص 205-200 1
لنظام قانوني للخدمات المالية اإلسالمية في ميزانية العام 2007كما أعلن مصرف "وليدز
تي أس بي" عن بدء تقويم اكبر خدمة مصرفية في أوروبا تتفق مع إحكام الشريعة اإلسالمية
وموجهة للشرك ات في محاولة لجذب رؤوس األموال اإلسالمية من خالل فتح "مصرف أوف
اسكالند" نوافذ إسالمية للخدمات المصرفية اإلسالمية كان أول فروعة في الشرق األوسط في
البحرين كذلك افتتح أول مصرف إسالمي في ايطاليا في عام .2008
ومع النمو الذي يشهده قطاع المصارف اإلسالمية في أوروبا والذي تصل نسبته إلى %10
سنويا فان هذا القطاع ال يزال غائبا عن السوق الفرنسية ،والتي ال يوجد إي مصرف يوفر
الخدمات المالية اإلسالمية وذلك في ظل عدم اقتناع المصارف الفرنسية بوجود سوق لهذه
الخدمات في فرنسا باإلضافة إلى عوائق النظام الضريبي التي تعتقد هندسة الخدمات المالية
اإلسالمية وعملها .وأصبح تمركز المصارف وتقنيات التمويل المتطابقة مع الشريعة اإلسالمية
في باريس على جدول اإلعمال من أالن فصاعدا وعلى صعيد االهتمام الفرنسي بالتمويل
اإلسالمي أيضا عقد أول منتدى فرنسي بباريس جمع مختصين عربا وفرنسيين وناقش آليات
التعامل االقتصادي اإلسالمي في فرنسا ففي الوقت الذي تتدفق فيه البترودوالرات إلى العاصمة
البريطانية التي تستأثر بجانب كبير من استثمارات المصارف اإلسالمية والسيما الخليجية منها
تريد باريس منافسة لندن لعاصمة المالية في أوروبا وأرسال إشارة قوية إلى المستثمرين والزبائن
في دول الخليج العربي وتأتي هذه المبادرة بعد تردد كبير بالنظر إلى التقاليد الفرنسية العلمانية
والتي ترفض إدخال الدين في إي من مجاالت الحياة غير إن استئناف العاصمة البريطانية
لندن حتى أالن دفع الفرنسيين إلى التفكير جديا في فتح نظامهم المصرفي للمصارف
اإلسالمية.
خاتمة :
إن العالم يبقي مهدد باألزمات المالية و االقتصادية ما دامت الدول المتقدمة تستمر في
التعالي على سياسات الدول الفقيرة و طمعها الغير فاني في الوصول إلى القمة على حساب
المؤسسات المالية العالمية الضعيفة ،فهل باستطاعة ال .و.م.أ وأمثالها الخضوع لمبادئ
المساواة بين المؤسسات المالية ،و التخلي عن نواياها االنتهازية و غيرها من األسباب التي
تجعلها تدوس على غيرها من أجل تمكين مصالحها.
قائمة المراجع:
دانييل ارلوند :تحليل األزمات االقتصادية لألمس واليوم ،ترجمة عبد األمير شمس الدين،
المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،ط 1،بيروت ،لبنان
بن السعدي مريم ،غمراني فريد ،األزمة االقتصادية العالمية 1929بين المسببات والتداعيات،
مذكرة ماستر في التاريخ ،تخصص :تاريخ العالم المعاصر ،جامعة محمد بوضياف –
بالمسيلة ،السنة الجامعية2017-2016 :
بد النبي إسماعيل الطوخي :التنبؤ المبكر باألزمات باستخدام المؤشرات المالية القائدة ،موقع
الموقع: على اإلسالمية المعامالت فقه األبحاث
http//www.kanatakji.com/fiqu/manage/htn,consulte
إبراهيم أبو العال وآخرون :األزمة المالية العلمية أسباب وحلول من منظور إسالمي ،فهرسة
مكتبة الملك فهد الوطنية ،ط ،1السعودية2009 ،
أ .إ .بلجوك ،األزمات االقتصادية للرأسمالية المعاصرة ،تعريب علي محمد تقي عبد الحسين
القز ويني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر1981 ،
المومني ،رياض" ،االقتصاد اإلسالمي واألزمة المالية الراهنة" ،عن المؤتمر الثاني للعلوم
المالية بعنوان (مدى مساهمة العلوم المالية والمحاسبية في التعامل مع األزمات المالية
العالمية) ،جامعة اليرموك /29/8 ،نيسان (ابريل)2010 ،
العتوم ،عامر "،دور المصارف اإلسالمية في ظل األزمة المالية العالمية" ،عن المؤتمر
الثاني للعلوم المالية بعنوان (مدى مساهمة العلوم المالية والمحاسبية في التعامل مع األزمات
المالية العالمية) ،جامعة اليرموك/29/28 ،نيسان(ابريل).2010،
موقع الجزيرة نت:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/34BAECB7-FD94-434A-
B9BF-9B840271453.htm .
Chapra ،Umer ،The global financial crisis: can Islamic finance
help?,2009
http://www.newhorizon-
islamicbanking.com/index.cfm?section=academicarticles&action=view
&id=10733
بلوافي احمد ،أزمة عقار..أم أزمة نظام ،مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي ،جامعة الملك عبد
العزيز ،جدة2009 ،
-موقع األسواق نتhttp://www.alaswaq.net/views/2008/10/12/. :
-زايري بلقاسم ،األزمة المالية المعاصرة :األسباب والدروس المستفادة ،الملتقي الدولي الثالث
حول إدارة المخاطر في المؤسسات اآلفاق والتحديات 26-25 ،نوفمبر ،2005جامعة شلف.
موقع سوالف سوفت :الغزالي األزمة المالية العالمية ..التشخيص والمخرج:
http://www.swalif.net/softs/swalif12/softs244276 /
السبهاني ،عبد الجبار ،األزمة المالية المعاصرة في عيون طالب اقتصاد إسالمي 27 ،تشرين
األول .http://faculty.yu.edu.jo/Sabhany/ .2008
موقع سوالف سوفت :الغزالي األزمة المالية العالمية .التشخيص والمخرج:
http://www.swalif.net/softs/swalif12/softs244276
سامي بن إبراهيم السويلم ،األزمة المالية رؤية إسالمية ،الملتقي الدولي الثالث حول إدارة
المخاطر في المؤسسات اآلفاق والتحديات 26-25 ،نوفمبر ،2005جامعة شلف.
بنك التسويات الدولية ،منشورات شهر .2009/12
شاب ار ،محمد عمر ،األزمة المالية العالمية -هل يمكن للتمويل اإلسالمي أن يساعد في حلها،
ترجمة د.رفيق المصري ،مركز أبحاث االقتصاد اإلسالمي ،جامعة الملك عبد العزيز ،جدة،
2009
موقع البنك الدولي:
http://web.worldbank.org/WBSITE/EXTERNAL/EXTARABICHOME/N
EWSARABIC/0,,contentMDK:22209489~pagePK:64257043~piPK:43
7376~theSitePK:1052299,00.html
)(1
html:\\www.etudiantdz.com/vb/t15039.
االزمات المالية العالمية األسباب واآلثار والمعالجات ،جامعة سانت كليمنتس العالمية العراق،
قسم االقتصاد العام2011 ،