Professional Documents
Culture Documents
ﻋﻣران ﻓوزﯾﺔ
ﺷﻛر وﻋرﻓﺎن
أﺷﻛر اﷲ اﻟذي ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﻫو ﻋﻠﻰ ﺟﻠﯾل ﻧﻌﻣﻪ وﻋظﯾم ﻓﺿﻠﻪ ،إذ أﺗﺎح ﻟﻲ
إﻧﺟﺎز ﻫذا اﻟﻌﻣل ورزﻗﻧﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوز اﻟﺻﻌﺎب اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﻲ ،ﻓﻠﻪ اﻟﺣﻣد
واﻟﺷﻛر ،ﻓﻬو اﻟﻣوﻓق اﻟﻣﺳدد اﻟﻣﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺧﯾر واﻟﺑر.
ﻣن اﻟﻌﺑد اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﺗﻘﺻﯾرﻩ وﻋﺟزﻩ اﻟ ارﺟﻲ رﺣﻣﺗﻪ وﻋﻔوﻩ }وﻟﺋن ﺷﻛرﺗم
ﻷزﯾدﻧﻛم {
واﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻰ أﺷرف اﻟﻣرﺳﻠﯾن وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺣﺑﻪ أﺟﻣﻌﯾن.
وﻣن ﻣﻧطﻠق ﻗول اﻟرﺳول رﺳول اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ و ﺳﻠم))ﻣن ﻻ ﯾﺷﻛر
اﷲ ﻻ ﯾﺷﻛر اﻟﻧﺎس((
ﻛﻣﺎ أﺗﻘدم ﺑﺟزﯾل اﻟﺷﻛر واﻟﺗﻘدﯾر ﻷﺳﺗﺎذﺗﻲ اﻟﻌزﯾزة اﻷﺳﺗﺎذة اﻟدﻛﺗورة"ﺑن ﺳﻣﯾﻧﺔ دﻻل
"ﻋﻠﻰ إﺷراﻓﻬﺎ اﻟﻣﺗﻣﯾز ودﻋﻣﻬﺎ اﻟﻣﺗواﺻل وﻧﺻﺎﺋﺣﻪ اﻟﻘﯾﻣﺔ ،ﺗﻘدﯾ ار ﻟﺟﻬدﻫﺎ اﻟﻣﺑذول
ﻛﻣﺎ أﺷﻛر أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣوﻗرﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻣﻠﻬم َﻣ َﺷﺎﻗَﺔ ﻗراءة اﻟرﺳﺎﻟﺔ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ
وﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻬﺎﺗﻬم وﺗﺻوﯾﺑﺎﺗﻬم ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻛﻣﯾل اﻟرﺳﺎﻟﺔ وﺗﺗﻣﯾﻣﻬﺎ.
ﻋﻣران ﻓوزﯾﺔ
ﻣﻠﺧص
ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣوﺿوع دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
2000ـ 2016ﺣﯾث أﺻﺑﺣت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻧذ ﻗﺎﻧون 90ـ 10ﺗﻣﺎرس دور اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي
وذﻟك وﻓق ﻣﺎ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﺑﺷﻛل ﻋﺎم وظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﺑﻬدف ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة .
وﻗد ﺗوﺻﻠﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟدور اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﺗﻣﺎرﺳﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد
ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺷﻛل ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ
طﺑﯾﻌﺔ وﺧﺎﺻﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ و ﺗﻛون ذات ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻬﺎ وﻧذﻛر ﻣن ﻫذﻩ اﻷدوات ﻣﻌدل اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري
وﻣﻌدل إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ،وﻗد ﺗﻣﻛﻧت ﻓﻌﻼ ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺧطورﺗﻬﺎ ﺧﻼل
اﻟﻔﺗرة .2016-2000
اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻔﺗﺎﺣﯾﺔ:
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻣﻌدل إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ،اﻟﺗﺿﺧم ،اﻟﺟ ازﺋر
Résumé
Cette étude portait sur le rôle de la politique monétaire dans la lutte contre
l'inflation en Algérie de 2000 à 2016. La politique monétaire depuis 9010 est
désormais chargée d'influencer le volume de la masse monétaire en fonction des
conditions économiques actuelles et de l'inflation en particulier afin de lutter contre
ce dernier.
Nous avons atteint par cette étude le rôle important joué par la politique
monétaire pour réduire l’inflation sur la base d’un ensemble d’instruments directs et
indirects, dont certains sont pratiqués en Algérie proportionnellement à la nature et au
caractère de son économie et efficaces dans sa société. Nouvelle déduction, cette
politique a effectivement été en mesure de faire face à ce phénomène et d’en atténuer
la gravité au cours de la période 2000-2016
Les mots clés :
Politique monétaire, taux de remboursement, inflation, Algérie.
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
اﻟﺻــﻔﺣﺔ اﻟﻣﺣــﺗوى
اﻹﻫداء
اﻟﺷﻛر واﻟﻌرﻓﺎن
ﻣﻠﺧص ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻣﻠﺧص ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺟداول واﻷﺷﻛﺎل
أ ﻣﻘدﻣﺔ
أ ﺗﺣدﯾد اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ
أ ﻓرﺿﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ
ب إطﺎر اﻟدراﺳﺔ
ب أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣوﺿوع
ب أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ
ب أﻫداف اﻟدراﺳﺔ
ب اﻟﻣﻧﻬﺞ واﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ
ت دراﺳﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ
ت ﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ
ت ﺧطﺔ وﻫﯾﻛل اﻟدراﺳﺔ
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
6 ﺗﻣﻬﯾد
7 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻧظرة ﻋﺎﻣﺔ ﺣول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
7 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺗطورﻫﺎ
8 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
15 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :ﻗﻧوات إﺑﻼغ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
19 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻔﻛري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
19 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
21 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﯾﻧزي ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
25 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻔﻛري اﻟﻧﻘدوي ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
28 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
75 ﺗطور ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 2016-2000 3
76 ﺗطور ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 2016-2000 4
78 ﺗطور ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 2016-2000 5
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷﺷﻛﺎل واﻟﺟداول
ﺗﻌد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ أﺣد أﻧواع اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ
ﻛﺎﻟﺗﺿﺧم إذ ﺗﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي وذﻟك
ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻬدف ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟظﺎﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدد
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺷﻛل ﻋﺎم واﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺑﺷﻛل ﺧﺎص.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﻫﺎ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻧﻘد ﻗﺎﻣت ﺑﺈﻋطﺎء اﻟﻌدﯾد ﻣن
وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر ﺣول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل اﻷﺧﯾرﺗﯾن وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ﻣن ﻋدة
ﺟواﻧب وﻛل ذﻟك ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﯾﺟﺎد ﺗﻔﺳﯾر ﺳﻠﯾم ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﺑواﺳطﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
واﺑﺗداءا ﻣن ﺳﻧﺔ 2000ﻋرف اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﺗﻐﯾرات إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻣوﺟودات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ
ﻋن ارﺗﻔﺎع إﯾرادات اﻟﺻﺎدرات ﻣن اﻟﻣﺣروﻗﺎت ،وﻫذا ﻣﺎ اﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﺗﺷﻛﯾل ﻓواﺋض ﻧﻘدﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺳوق
اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
ظﻬر ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ،ﺣﯾث ﺗﻠﻌب
دو ار ﻓﻌﺎﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﺈﺳﺗﻘرار اﻷﺳﻌﺎر ،اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗﺣﻘﯾق اﻹﺳﺗﻘرار
اﻟداﺧﻠﻲ.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻣﻛن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
ﻣﺎ ﻫو دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 2000ـ 2016
وﯾﻧدرج ﺗﺣت ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺎوﻟﻧﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ وﻫﻲ:
ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺗﺑﻠور وﺳﺎﺋل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ؟
ﻣﺎﻫﻲ أﻫم أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر؟
ﻣﺎ ﻫﻲ أﻫم أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم؟
.1ﻓرﺿﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ
ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻻﺷﻛﺎﻟﯾﺔ واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻗﻣﻧﺎ ﺑوﺿﻊ اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺗﺗﺑﻠور وﺳﺎﺋل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ ﺛﻼث زواﯾﺎ أوﻟﻬﺎ وﺳﺎﺋل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺎﺳﺗﺧدام واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺛﺎﻧﯾﻬﺎ
ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺛﺎﻟﺛﻬﺎ وﺳﺎﺋل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
-ﺗﺣﺎول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺟﺎﻫدة اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وذﻟك ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷدوات اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة.
أ
ﻣﻘدﻣﺔ
-ﺗﻬدف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ وﺿﺢ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﻣن ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم
ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻣﻌدل اﻟﻣﺳﺗﻬدف.
.4أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ
ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ٕواﺛراء اﻟدراﺳﺎت ﺣول اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
دورﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 2000ـ .2016
.5أﻫداف اﻟدراﺳﺔ
ﻧﺳﻌﻰ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ:
-ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻟﻰ أي ﺣد
ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻫم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺿﺧم وﻣﺎذا ﻋن واﻗﻊ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة
2000ـ 2014؟
-ﻣﻌرﻓﺔ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ
ب
ﻣﻘدﻣﺔ
.7دراﺳﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ
ﺗﺷﻛل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﺑﯾ ار ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﯾن ،وﻗد ﺗﻧﺎوﻟت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻋدة دراﺳﺎت ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﻣن ﺟﺎﻧب ﻋﺎم أو دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ،وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﻧذﻛر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل:
ﺑﻬﺎء اﻟدﯾن طوﯾل ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر
1990ـ ،2010أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﯾﺑرز ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺗﺣت إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ
ﻣﺎﻫر اﻟدور اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر 1990ـ 2010؟ ﺣﯾث
ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﻟﻣﺎم ﺑظﺎﻫرة اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺗﯾن
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ.
أﺳﻣﺎء ﻣﺧﺎﻟﯾف ،ﻣﺣددات اﻟﺗﺿﺧم ﻣﻊ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑدوال اﻻﺳﺗﻬﻼك ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ،ﯾﺑرز
ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺗﺣت اﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺗﻣﺛل أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻛﯾف ﺳﺎﻫﻣت ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل
ﻛل ﻋﻠﻰ ﺣدى ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﺿﺧم ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة )1980ـ ، (2014وﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﻔﺳرة ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم.
.8ﺻﻌوﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ
واﺟﻬﻧﺎ ﻓﻲ إطﺎر إﻋداد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺑﻌض اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ:
اﻹﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷرﻗﺎم اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻣﺻدر ﻵﺧر
ت
ﻣﻘدﻣﺔ
واﻟﻛﯾﻧزي واﻟﻣﻌﺎﺻر أﻣﺎ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﻓﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻋن طرﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و ﻋن طرﯾق وﺳﺎﺋل اﺧرى.
وﺧﺻﺻﻧﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻟدراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ،ﻗﻣﻧﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ
ﺑﺗوﺿﯾﺢ
ث
اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺗﻣﻬﯾد
ﺗﺷﻣل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺣﯾ از ﻫﺎﻣﺎ و ﺟزءا ﻣﻌﺗﺑ ار ﻣن أﺟزاء اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ وذﻟك ﺑﻔﺿل ﺗﺄﺛﯾر
اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق ﻏﺎﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣل أدواﺗﻬﺎ وﺣﺳب
أﻫداﻓﻬﺎ و درﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ،إذ ﺗﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود أﺧذة ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر
ﻣﺳﺎر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ودرﺟﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﻊ أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻟذا ﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل
ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث ﺗﺗﺿﻣن اﻵﺗﻲ:
6
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
ﻣﻧﺎﺻرﯾﺔ ﺧوﻟﺔ ،أﺛر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أداء ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ اﻟطور اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك واﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ،2015،2016 ،ص.65
2
ﺑن ﺳﻣﯾﻧﺔ دﻻل ،ﺗﺣﻠﯾل أﺛر اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻓﻲ ظل اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ، 2012،2013 ،ص .128
3
ﻟﺣﺳن دردوري ،ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻼج ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ،2013،2014 ،ص. 24
ﻫﯾﻔﺎء ﻏدﯾر ﻏدﯾر ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ودورﻫﺎ اﻟﺗﻧﻣوي ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوري ،ﻣﻧﺷورات اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،دﻣﺷق ،2010 ،ص65
4
7
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوى ﻧﻘدي
ﻣﺗوازن ﻟﻠدوﻟﺔ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗطور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ ،ﻓﻘد ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ،إﻻ أن اﻟذﯾن ﻛﺗﺑوا ﻋن
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻛﺎﻧوا ﻛﺛﯾرﯾن ،وﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗطور ﯾﻌود إﻟﻰ ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي وان اﻷﺣداث اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫﻲ
اﻟﻣﺣرك ﻓﻲ ذﻟك ،و ﻗد ﻛﺎن اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي اﻧﺗﺷر ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ واﺳﺑﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ظﻬور
أﺑﺣﺎث ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ واﻟﺗﺿﺎرب ﺑﯾن اﻟﻧﻘود اﻟورﻗﯾﺔ
واﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر ﻣن اﻟدواﻓﻊ اﻷﺧرى ﻟﺑﻌث دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺑﻼد ،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﻓﺈن اﻟﺗﺿﺧم واﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻷﺧرى ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ
أدت إﻟﻰ ظﻬور اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن أﺻﺑﺣت دراﺳﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
1
ﺟ أز ﻻ ﯾﺗﺟ أز ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﺗﻘوم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﻋن طرﯾق ﻣﺟﻣل أدواﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧدم أﻫداف
اﻟدوﻟﺔ.
وﺗﺗﻧوع أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1اﻷدوات اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ )اﻷدوات اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ(
ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻷدوات إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟذي ﺗﻣﻧﺣﻪ اﻟﺑﻧوك و ﻫذا ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻻﺋﺗﻣﺎن ،ﻓﺄداة اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﻣﻘدم ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ دون اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻧوﻋﯾﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻘدم ﻟﻠوﺣدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،و أﺑرز اﻷدوات اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ
ﻷداء ﻫذا اﻟﻐرض ﻫﻲ:
1-1ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم:
ﯾﻘﺻد ﺑﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻧظﯾر إﻋﺎدة ﺧﺻﻣﻪ اﻷوراق
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﻧظﯾر ﺗﻘدﯾم اﻟﻘروض ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﻣﻠﺟﺄ اﻷﺧﯾر
ﻟﻺﻗراض.
2
ﻓوزﯾﺔ ﺧﻠوط ،آﺛﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ دﻋم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ،2013،2014 ،ص .33
8
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺗﻌﺗﺑر ﺳﯾﺎﺳﺔ إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻣن أﻗدم اﻷدوات اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠﺗﻬﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن ،ﺣﯾث
اﺳﺗﺧدم ﺑﻧك إﻧﺟﻠﺗ ار ﻫذﻩ اﻷداة ﻷول ﻣرة ﻋﺎم ،1839و ﺗﻼﻩ ﻓﻲ ذﻟك ﺑﻧك ﻓرﻧﺳﺎ ﻋﺎم ،1857ﺛم اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ
اﻟﻔدراﻟﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ FEDﻋﺎم ،1913ﻟﺗﺳﺗﻌﻣل ﻷول ﻣرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋﺎم .1972
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ وﺟود ﺑﻌض اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺑﻠﻬﺎ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻋﺎدة
اﻟﺧﺻم إﻻ أﻧﻬﺎ ﻋﻣوﻣﺎ ﺗﺗﻛون ﻣﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺳﻧدات اﻟﺧزﯾﻧﺔ
-ﺳﻧدات ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻘروض ﻣﺗوﺳطﺔ اﻷﺟل
-ﺳﻧدات ﻣﺣرﻛﺔ ﻟﺳﻠف ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎرج ذات أﺟل ﻣﺗوﺳط وطوﯾل.
-ﯾظﻬر ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﺧﺻم و أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ
اﻷﺳواق ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ،أي أن زﯾﺎدة ﺳﻌر اﻟﺧﺻم ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻷﺳواق
واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ ،وﺗﻌد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﺧﺻم وأﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻷﺳواق ﻣﺣور اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ أﺳواق اﻻﺋﺗﻣﺎن
إذ ﺗﻌطﻲ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر.ﯾﻠﺟﺄ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدل اﻟﺧﺻم إذا أرادت
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض أو اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻘدم ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻌﻣﻼﺋﻬﺎ ،أﻣﺎ إذا
أرادت اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾد ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻠﺟﺄ إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﻌدل اﻟﺧﺻم وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷداة ﺗؤدي
إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻘدرة اﻹﻗراﺿﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك إﻣﺎ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة أو ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن.
إذا أراد اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺧﻔض ﻣﺳﺗوى ﻋرض اﻟﻧﻘود ﻧﺗﯾﺟﺔ وﺻول ﻫذا اﻷﺧﯾر إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ
ﺑﺳﺑب اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻣﻔرط ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ،ﻓﺈﻧﻪ ﺳﯾﺗﺑﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﻠﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ،وﺳﯾﺳﻌﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻋﺑر رﻓﻊ ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ رﻓﻊ
ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻘروض واﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺧﻔض اﻗﺗراﺿﻬﺎ ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﻠﯾص اﻻﺋﺗﻣﺎن أو اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ.
إن ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑرﻓﻊ ﺳﻌر إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ﺳﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧوك اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺑرﻓﻊ ﺳﻌر اﻟﺧﺻم
أي ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﻋن طرﯾق ﺧﺻم اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أو
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أي اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﺗﺣوﯾل ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻗﺗراﺿﻬﺎ ﻣن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي إﻟﻰ اﻷﻓراد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت .ﯾؤدي ﻗﯾﺎم
اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑرﻓﻊ ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻌﻣﻼﺋﻬﺎ إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض طﻠب اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻷن اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣن
اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﻣوال اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ ﺳﯾﻛون أﻗل ﻋﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﯾﺿﻊ ﻫذا اﻹﺟراء ﺣدا ﻟﻠﺗوﺳﻊ ﻓﻲ
ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ،ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺧﻔﯾض اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻧﻘدي واﻟﺣد ﻣن ﺷدة اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا رأت اﻟﺳﻠطﺎت
9
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺄن ﻫﻧﺎك ﺷﺢ ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﺗداول ﻓﺈن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺳﯾﺗﺑﻊ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗوﺳﻌﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ
ﺗﺧﻔﯾض ﺳﻌر أﻋﺎدة اﻟﺧﺻم اﻷﻣر اﻟذي ﺳﯾﺷﺟﻊ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻣزﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،وﻫذا ﻋﺑر ﺗﺣوﯾل ﺟزء ﻣن أﺻوﻟﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻧﻘود ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﺗزداد اﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﻬﺎ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠق اﻻﺋﺗﻣﺎن.1
2-1ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ:
ﯾﻘﺻد ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺗدﺧل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﺋﻌﺎ أو ﻣﺷﺗرﯾﺎ ﻟﻸوراق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ و اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وذﻟك ﺑﻬدف اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن
واﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﻧﻘود ﺣﺳب اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة .وﻗد ﯾﻣﺗد ﻧﺷﺎط اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل إﻟﻰ
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧواع اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟذﻫب واﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﻣﺳﺗﻧدا ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻪ
ﻣن أﺳﻬم وﺳﻧدات ﻓﻲ ﻣﺣﻔظﺗﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
وﻋﻧد ﺷﯾوع ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﻛﻣﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻏﯾر اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﯾﺗدﺧل ﻣﺷﺗرﯾﺎ ﻟﻸوراق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻣن ﺛم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن،
وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻧﺗﻌﺎش اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﯾﺣدث اﻟﻌﻛس ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻬدف اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي إﻟﻰ إﺗﺑﺎع
ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ،أو ﻋﻧد ﺣﺎﺟﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺣد ﻣن اﻻﺋﺗﻣﺎن .
وﻣﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷدوات أﻧﻬﺎ ﺗﻛون ﻓﻲ ﯾد اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،أي ﻻ ﺗﺗوﻗف ﻫذﻩ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﻣدى ﺗﺟﺎوب اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻋﺎدة اﻟﺷراء ﻣرة أﺧرى ﺑﺄﺳﻌﺎر
ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻓﻲ ﺗوارﯾﺦ ﻣﺣددة ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻗﺻﯾر ﻣن اﻟوﻗت ،و ذﻟك ﺑﻣوﺟب اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت إﻋﺎدة اﻟﺷراء Repurchas
2
) ، Agreements (RPsو ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣروﻧﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي.
3
3-1ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري:
ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أن ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ ﻟدى
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻣن ﺣﺟم اﻟوداﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺻب ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺑﻧوك ،إذ ﯾﻠﺗزم ﻛل ﺑﻧك ﺗﺟﺎري ﺑﺎﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺟزء
أو ﻧﺳﺑﺔ ﻣن أﺻوﻟﻪ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ووداﺋﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﻛل رﺻﯾد داﺋم ﻟدى اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،وﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي أن ﯾطﻠب ﻣن
اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﺧﺻﺔ إﯾداع اﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻧﻘدي إﻟزاﻣﻲ ﻟدﯾﻪ ﺑﻧﺳﺑﺔ أو ﺑﻧﺳب ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن وداﺋﻌﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﺗﻘل
ﻓﺎﺋزة ﻟﻌراف ،ﻧظرﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ و أﺳواق رأس اﻟﻣﺎل و اﻟﻣﺻﺎرف ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ، 2016،ص53 ،51
1
أﺣﻣد رﻣزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌﺎل ،اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﻌدﻻت اﻟدوﻟرة و ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻣﻌﺎرف ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ أﻏﺳطس
2
،2013ص 72-71
3
ﺿﯾﺎء ﻣﺟﯾد ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك. ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ، 2012،ص.270
10
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻋن %5وﻻ ﺗزﯾد ﻋن %35ﻣﻧﻬﺎ ،إذ ﯾﻘوم اﻟﻣﺻرف اﻟﻣرﻛزي ﺑﺗﻐﯾﯾر ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة أو اﻟﻧﻘﺻﺎن
ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻸوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ،ﻓﺗﻐﯾر ﻫذﻩ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﯾﻐﯾر ﺑدورﻩ ﻣن ﻗدرة اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن
اﻟﻣﺻرﻓﻲ .وﺗﻌﺗﺑر اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أول دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺗطﺑق ﻫذﻩ اﻷداة ﻣﻧذ 1933ﻟﯾﻧﺗﺷر ﺑﻌد ذﻟك
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم.
ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن:
ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺗﺧﻔﯾض ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻹﺟﺑﺎري اﻟﻣﻔروض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ أﺛﻧﺎء أوﻗﺎت
اﻟرﻛود واﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑﻬدف ﺗﺷﺟﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،أي دﻋم ﺳﯾوﻟﺔ اﻟﺟﻬﺎز
اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،وﺗﻌزﯾز ﻣﻘدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠق اﻟﻧﻘود اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﻣﻛن ﻣن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻗروﺿﻬﺎ وﺑذﻟك ﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺷروﻋﺎت ٕواﻧﻌﺎش ﺣرﻛﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
أﻣﺎ إذا أراد اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺗﺧﻔﯾض ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن وذﻟك أﺛﻧﺎء أوﻗﺎت اﻟﺗﺿﺧم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﻣد إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻫذﻩ
اﻟﻧﺳﺑﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧﻔﯾض ﻛﻣﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،أي ﺗﺟﻣﯾد ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣن اﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺑﻧك
اﻟﺗﺟﺎري ﻣﻣﺎ ﯾؤدي ﻏﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠق اﻟﻧﻘود اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣدوث اﻧﻛﻣﺎش ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد.
-2اﻷدوات اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ:
ﯾﺄﺗﻲ اﺳﺗﺧدام اﻷدوات اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ أو اﻟﻧوﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎﻩ اﻻﺋﺗﻣﺎن ،و ﻟﯾس ﺣﺟﻣﻪ اﻟﻛﻠﻲ وﻧﺟد ﻣن ﻫذﻩ
اﻷدوات:
1-2ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾر اﻟﻘروض:
ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻧﻣو اﻟﻣﺻدر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﺧﻠق اﻟﻧﻘود ﺑﺷﻛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،وﻫﻲ اﻟﻘروض اﻟﻣوزﻋﺔ ﻣن
طرف اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،و ﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺗﺧﺻﯾص اﻻﺋﺗﻣﺎن.
وﻗد اﺳﺗﺧدم ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ،ﻛﺄداة ﻟﻠﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻣن ﻗﺑل ﺑﻧك إﻧﺟﻠﺗرا ،وﻟم
ٍ
طﺎﻟب ﻟﻠﻘرض ﻓﻘط ،ﺑل ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﺗﻘﯾﯾد ﺑﻌض اﻟﻘروض ﺳواء ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻷداة ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟﻣﺗﺎح ﻟﻛل
ﻗروض ﻗﺻﯾرة اﻷﺟل أو ﻣﺗوﺳطﺔ أو طوﯾﻠﺔ اﻷﺟل ،وﻛذا ﺗﻘﻠﯾص اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻸوراق اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻹﻋﺎدة
اﻟﺧﺻم.
ﻓﻔﻲ ظروف اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﺣﺳب اﻟﻘطﺎﻋﺎت ذات اﻷوﻟوﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ
إﺣداث اﻟﺗﺿﺧم؛ أﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﺗﺷر اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺣدة ﻓﺈن اﻟدوﻟﺔ ﺗﻘدم ﻋﻠﻰ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾر ﻗروض إﺟﺑﺎرﯾﺔ،
ﻓﯾﻘوم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﺣﺟم اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك ،أو ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدل ﻧﻣو
اﻟﻘروض ،وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﺄطﯾر اﻟﻘرض ﻣرﻓﻘﺔ ﺑﺑراﻣﺞ اﺳﺗﻘرار ﻟﻠﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻛﺎﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت
11
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻدﺧﺎرات ،إﺻدار اﻟﺳﻧدات واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺎﺋﺿﺔ؛ وﻗد
1 ٍ
ﺑﺷﻛل ﺧﺎص ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺳﻧﺔ 1948م. اﺳﺗﺧدم ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻷول ﻣرة ﻛﺈﺟراء ﻣﺿﺎد ﻟﻠﺗﺿﺧم
2-2اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﻧﺗﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻘروض:
ﺗﻬدف ﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻻﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺳﻬﯾل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻧواع ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻟﻘروض أو ﻣراﻗﺑﺔ ﺗوزﯾﻌﻬﺎ أﺣﯾﺎﻧﺎ،
ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻘروض ﻓﻲ ﺷﻛل ﺳﻘوف ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻷﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻟﻬدف ﻣن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻫو اﻟﺗﺄﺛﯾر
ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻘروض ﻧﺣو اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣراد اﻟﻧﻬوض ﺑﻬﺎ أو ﺗﺣﻔﯾزﻫﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ وأﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﻟﻬذا ﯾﻣﻛن اﺗﺧﺎذ ﺑﻌض اﻹﺟراءات:2
ﻛﺗﺣدﯾد ﻣﺑﻠﻎ اﻟﻘرض اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ أن ﺗﻣﻧﺣﻪ إﻟﻰ ﻋدد ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد
ﻣﺑﺎﻟﻎ وﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻘروض اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺄﻧواع اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﻋﺔ
اﻟﺗﻘدﯾم إطﻼﻗﺎ ،ﻻﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة أن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻻﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ ﺑﻌض
اﻟﻘطﺎﻋﺎت و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ وﺟود ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ظﻬور ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻹدارﯾﺔ ،ﻛﺄن ﺗﻘوم اﻟﻔﺋﺔ
اﻟﻣﺣددة ﻣن اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن ﺑﺗﺣوﯾل رؤوس أﻣواﻟﻬم إﻟﻰ ﻧﺷﺎطﺎت أﻗل أﻫﻣﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺗطﻠب ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ وﻣراﻗﺑﺔ
ﺻﺎرﻣﺔ.
ﻣﺣﻣود ﺣﺎﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك و اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2013 ،ص310
1
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻧﺎﺻر ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟرﯾﺎم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﺟزاﺋر ،2006 ،ص125،126
2
3
ﺻﺑﺣﻲ ﺗﺎدرس ﻗرﯾﺿﺔ ،اﻟﻧﻘود و اﻟﺑﻧوك ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت،ص.159
12
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
إن ﻧﺟﺎح ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻗﻧﺎع اﻷدﺑﻲ ،إﻧﻣﺎ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺑﺔ وﻣرﻛز اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻋﻠﻰ
إدارﺗﻪ ،و ﯾﺗﻌزز ذﻟك ﻋن طرﯾق اﻹﻓﺻﺎح ﻋن اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻹﻋﻼم ﻛطرﯾق ﻣﺿﻣون
ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﻘدم ﻣن اﻟوﺣدات اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ.
إن وﺳﯾﻠﺔ اﻹﻗﻧﺎع اﻷدﺑﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻛﺄﺳﻠوب ﻣﻛﻣل ﻟﻠوﺳﺎﺋل اﻷﺧرى اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي،
وﻟﻛن ﻻ ﯾﻣﻛن ﻋدﻫﺎ ﺑدﯾﻼ ﻋﻧﻬﺎ.
1
2-3اﻟﻧﺷر و اﻹﻋﻼن
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧﺷر واﻹﻋﻼن أداة أﺧرى ﻣن أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﻧﺷر
ﻣﯾزاﻧﯾﺎت اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﺗطور أﺻول وﺧﺻوم اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ دورﯾﺔ ،أﺳﺑوﻋﯾﺔ أو ﺷﻬرﯾﺔ،
اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻣﺛل :ﻋرض ﻣوازاة ﻣﻊ ﻗﯾﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺑﻧﺷر ﺑﯾﺎﻧﺎت إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻋن ﺑﻌض اﻟﻣﺗﻐﯾر ِ
ات
َ
اﻟﻧﻘود ،وﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور ،وﻣﻌدﻻت اﻟﺗوظﯾف وﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج ...اﻟﺦ ،وﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ وﺿﻊ
ﺿﻐط أدﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،واﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ﻫو ﺟﻌل اﻟﺟﻣﻬور ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ و دراﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي واﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
3-3اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﻔﺗﯾش
وﺗدﻋﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻷﺳﻠوب اﻟﻣﯾداﻧﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻋن طرﯾق ﻣوظﻔﯾﻪ ﺑﺈﺟراء ﻓﺣص دوري
وﻣﯾداﻧﻲ ﻟﺳﺟﻼت اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻛﺷوﻓﺎﺗﻬﺎ ،وﻣراﻗﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎﺗﻬﺎ ،وذﻟك ﺑﻬدف:2
-اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﻣدى ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟدورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻣن اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ،وأﻧﻬﺎ ﺗﻌﻛس
اﻷرﺻدة اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﺟﻼﺗﻬﺎ.
-ﻓﺣص ﻧظﺎم و إﺟراءات اﻟﻌﻣل ،واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﻔﺣص ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻘروض
وﻣﻠﻔﱠﺎت اﻟﻌﻣﻼء اﻟﻣدﯾﻧﯾن.
-اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﻣدى ﻛﻔﺎءة اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ إدارة اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺻﻼﺣﯾﺗﻬم ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟﻣﺻرﻓﻲ
-اﻟﺗﺣﻘق ﻣدى اﻟﺗزام اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،وﻛذا أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟداﺋﻧﺔ واﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ
ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺗم ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻣن طرف اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي.
1
ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟﺳﻣﻬوري ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك ،اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻋﻣﺎن ،2011 ،ص .206،207
ﻧﺟﺎح ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب أﺑو اﻟﻔﺗوح ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،إرﺑد
2
ـﺎﻷردن ،2015،ص.198
13
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻣﺣﺳن أﺣﻣد اﻟﺧﺿﯾري ،اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺗﻐﯾر ،اﺗراك ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2016،ص-243
1
244
14
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
رﺣﯾم ﺣﺳﯾن ،اﻟﻧﻘد و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻔﻛرﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ و اﻟﻐرﺑﻲ ،دار اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻋﻣﺎن ،2006 ،ص .90
2
ﺑﻬﺎء اﻟدﯾن طوﯾل ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص
اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎﻟﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ2015 ،ـ ،2016ص .70
3
وردة ﺷﯾﺑﺎن ،اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود واﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ-2015 ، 1ـ2016م ،ص .100
4
اﻛن ﻟوﻧﯾس ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﺗﺧﺻص
ﻧﻘود و ﺑﻧوك ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ـ3ـ 2010 ،ـ2011م ،ص .121،122
15
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
.3ﻗﻧﺎة أﺳﻌﺎر اﻷﺻول
ﺗﻌﺑر أﺳﻌﺎر اﻷﺻول ﻋن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌواﺋد ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺻول وذﻟك ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗوﻗﻌﺎت
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻷﺻول :اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ)اﻷﺳﻬم واﻟﺳﻧدات( واﻷﺻول اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
)اﻟﻌﻘﺎرات( ،وﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ آﻟﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﺑر ﻫذﻩ اﻟﻘﻧﺎة ﻣن ﺧﻼل ﻧظرﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟـ Topin
) ،(1969و أﺛر اﻟﺛروة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻟـ .(1971) Modigliani
1-3ﻧظرﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟـ :Topin
ﺗﻌرف ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻛذﻟك ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣل qﻟـ ،Topinو اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ
ﺗﺣدث ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻷﺳﻬم واﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﯾﻌرف اﻟﻣﻌﺎﻣل qﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ
وﺗﻛﻠﻔﺔ اﺳﺗﺑدال رأﺳﻣﺎل ،ﻓﺈذا ﻛﺎن qﻣرﺗﻔﻌﺎ ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﻛون ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ
اﻻﺳﺗﺑدال واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻫﻲ أﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻣﺎ ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
وﺣﺳب ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣل qﻟـ Topinﻓﺈن أﺛر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻛون ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ
ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺳﻬم ،ﺣﯾث ﺗؤدي اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ ) زﯾﺎدة ﻋرض اﻟﻧﻘود( إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ) (iو
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﻟﻸﺳﻬم ) ،(Paﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﻌﺎﻣل qو ﺑذﻟك ﯾزﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر )(I
ﻓﯾرﺗﻔﻊ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ وﻣﻧﻪ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج .y
1
ﻣﻧﯾرة اﻟﻧوري ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص
اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ-2016، ،ـ2017م ،ص،ص .124 ، 123 ،122
16
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
إذا وﻓق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﺈن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺛروة اﻟﻔرد ،ﻣن ﻫﻧﺎ اﺳﺗطﺎع Modigliani
اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺛروة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺣﯾث ﯾﺑﯾن ﺑﺄن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ ﺳﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻬم اﻟﻌﺎدﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎرﻫﺎ ) (Paﻓﺗزﯾد ﺑذﻟك )(W
ﺛروات اﻷﻓراد أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ اﻷﺳﻬم اﻟذﯾن ﺳﯾرﻓﻌون ﻣن اﺳﺗﻬﻼﻛﻬم ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﺑﻣﺎ أن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻫو
أﺣد ﻣﻛوﻧﺎت اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻓﺈن زﯾﺎدة ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺳﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ).(y
1
.4ﻗﻧﺎة اﻻﺋﺗﻣﺎن
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎة اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻐﯾرات
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ و ﻣن ﺛم ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ،و ﯾﺳﺗﻧد اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻘﻧﺎة إﻟﻰ ﻓرﺿﯾﺔ ﻧﻘص أو
ﻋدم ﻛﻣﺎل اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﻲ أي ﻋدم ﺗﻛﺎﻓؤ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ و اﻟﺳﻧدات أو اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻷﺧرى ﻛﻣﺻدر ﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدم اﻟﻧظر إﻟﯾﻬﺎ ﻛﺑداﺋل ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظ
اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ.
ﻗد ﯾﺟد ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗروض ﻓﻲ ظل ﺳوق ﻣﺎﻟﻲ ﻣﺗﻘدم ﺑﺳﺑب ﻋدم ﺗﻣﺎﺛل
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟدى اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن و اﻟﻣﻘرﺿﯾن ،ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾرﻓﻊ ﻣن ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﻘدم ﺑﺳﺑب ﻟﺟوء اﻟﻣﻘرﺿﯾن
إﻟﻰ اﻟﺗﺣري و اﻻﺳﺗﻘﺻﺎء ﻋﻠﻰ ﻫؤﻻء اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن.
ﻗد ﯾﺗﺟﻪ ﻫؤﻻء اﻟﻣﻘﺗرﺿون اﻟذﯾن ﯾواﺟﻬون ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل إﻟﻰ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،إذ ﺗﺗوﻓر ﻟدى ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﺣول اﻟﻣﻘﺗرﺿﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌﻼﻗﺗﻬﺎ ﻣﻊ أوﺳﺎط اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
ﺗﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺗﻣوﯾل ﻟﻠﻣﻘﺗرﺿﯾن ﺳواء ﻛﺎن اﻟﺑدﯾل اﻟوﺣﯾد أو وﺟدت ﺑداﺋل
أﺧرى.
ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ أن ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎة اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي إﻻ ﻓﻲ ظل ﺗوﻓر
ﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻫﻲ:
-ﯾﺟب أن ﺗﻌﺗﻣد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﺑﻧﻛﻲ ﺑدرﺟﺔ أوﻟﻰ ﻣن أﺟل ﺗﻣوﯾل ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬم أي أن ﻻ ﯾﻛون
ﻟﻼﺋﺗﻣﺎن اﻟﺑﻧﻛﻲ ﺑداﺋل ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد.
1
ﻣﺣﻣد اﻷﻣﯾن وﻟﯾد طﺎﻟب ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﻋﻠوم
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة-2015 ،ـ2016م ،ص،ص .121،122
17
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
-ﯾﺟب أن ﺗﺗﺣﻛم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻗدرة اﻟﺑﻧوك ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻻﺋﺗﻣﺎن ،و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻋﻣوﻣﺎ ﺑﺄن ﻫذﻩ اﻟﻘﻧﺎة ﺗﻧﻘل
أﺛر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﺑر ﻗﻧﺎﺗﺎن أﺳﺎﺳﯾﺗﺎن ﻫﻣﺎ :اﻷﺛر ﻋﻠﻰ ﺗوﻓر اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ Bank Landing
،Channelو اﻷﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻛز اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠوﺣدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .Balance sheet Channel
1-4أﺛر ﺗوﻓر اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﻣﺻرﻓﻲ
ﯾؤدي إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗوﺳﻌﯾﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟوداﺋﻊ واﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت ﻟدى اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة
اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﺑﻧﻛﻲ أي ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن زﯾﺎدة اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟﺑﻧﻛﻲ و زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات و ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ.
ﺗؤﺛر ﻫذﻩ اﻟﻘﻧﺎة ﺑدرﺟﺔ أوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة أو اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﺑﻧوك ﻣن
أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻﺋﺗﻣﺎن ﻧظ ار ﻟﻌدم ﺗوﻓرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدر ﺗﻣوﯾل أﺧرى.
2-4أﺛر اﻟﻣراﻛز اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠوﺣدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ:
ﯾؤدي إﺗﺑﺎع ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗوﺳﻌﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ أي ﺻﺎﻓﻲ ﺛروات ﻛل ﻣن ﺷرﻛﺎت ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل و
اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ،و ﻫذا ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ازدﯾﺎد اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺎت و اﻟﻌﺎﺋﻼت.
18
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
ﺑﻧﺎﻧﻲ ﻓﺗﯾﺣﺔ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺑﻧوك،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﻣﺣﻣد ﺑوﻗرة ،ﺑوﻣرداس-2008 ،ـ2009م ،ص.101
2
ﺑﻠﻌﺎﯾش ﻣﯾﺎدة ،أﺛر اﻟﺻﯾرﻓﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك و اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة 2014 ،ـ2015م ،ص .111
3
درواﺳﻲ ﻣﺳﻌود ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 2005،ـ ،2006-ص .239
19
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
وﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟرﺳم أن زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻣن M2إﻟﻰ M3ﺳوف ﺗؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر ﻣن
P2إﻟﻰ ،P3ﻟذا ﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛم ﺑﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘرار
اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﯾﺗﺿﺢ أﯾﺿﺎ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر و ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ
ﻣﺗﻐﯾرﻫﺎ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻫو اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر و ﻣﺗﻐﯾرﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘل ﻫو ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ،وﺑذﻟك ﻓﺎن اﻟﺗﺣﻠﯾل
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﯾرﺳم وظﯾﻔﺔ واﺣدة ﻟﻠﻧﻘود ﻫﻲ وظﯾﻔﺔ "وﺳﯾط ﻟﻠﺗﺑﺎدل" ﻓﻲ داﺧل اﻗﺗﺻﺎد ﻋﯾﻧﻲ ﺗﺗﺑﺎدل ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت و
اﻟﻧﻘود ﺣﺳب اﻟﺗﺣﻠﯾل ،ﻫﻲ ﺳﻠﻌﺔ أﯾﺿﺎ "أو ﻣﻧﺗﺞ" ،أي أن اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﯾن ﯾﻧﻛرون وظﯾﻔﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ
ﻣﺧزﻧﺎ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ و أداة ﻟﻼدﺧﺎر ﻟذا ﻓﺈﻧﻬم ﯾرون أن ﻛﺎﻣل اﻻدﺧﺎرات اﻟوطﻧﯾﺔ ﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺣﻛم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺳﻌر
اﻟﻔﺎﺋدة اﻟذي ﯾﺗﺣدد ﻛﺳﺎﺋر اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن طرﯾق ﻋرﺿﺎ و طﻠﺑﻬﺎ ،و ﺑﻣﺎ أن ﺣﺟم
اﻟطﻠب ﺛﺎﺑت و ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺗﺣدد ﺑﻌرض اﻟﻧﻘود واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﺎن اﻻدﺧﺎر ﺳوف ﯾﺗﺣول ﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
وﯾوﺿﺢ ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟرﺳم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،واﻟذي ﯾﺑﯾن أن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺗﺣدد ﻋن اﻟﻣﺳﺗوى ) (r0ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺗﻘﺎطﻊ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻻدﺧﺎر ﻣﻊ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻧﻘطﺔ ) ،(Aوﻋﻧد اﻟﻧﻘطﺔ Bﯾﺗﺳﺎوى ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر ﻣﻊ
ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،و ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﺗﻔﻊ ﺣﺟم اﻻدﺧﺎر ) (Sإﻟﻰ ) (S1ﻓﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك زﯾﺎدة اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
أﯾﺿﺎ )ﻣن اﻟﻧﻘطﺔ Bإﻟﻰ اﻟﻧﻘطﺔ .(C
r اﻟﺷﻛل ) (2ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﺗﻘﺎطﻊ ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻹدﺧﺎر ﻣﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر
وﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟرﺳم أﯾﺿﺎ أن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻋﻛﺳﯾﺎ ﻣﻊ ﺣﺟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب طردﯾﺎ ﻣﻊ ﺣﺟم
اﻻدﺧﺎر ،ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﺗﻘﺎطﻊ اﻟﻣﻧﺣﻧﯾﯾن ،و ﺑذﻟك ﻓﺎن ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗوﺟﯾﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻧﺣو
اﻟﻧﻣو ﯾﻌﺗﻣد ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ دون اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻣطﻠﻘﺎ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ـ ﻛﻣﺎ
ﯾرى اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾون ـ ﻟوﺣدﻫﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺧﺗﻼﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﻛﺳﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻲ ﺑدورﻫﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻧﺷﯾط اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﺳن ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻷﺳﻌﺎر.أﻣﺎ أﺛﻧﺎء
20
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻓﺗرات اﻟﺗﺿﺧم اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺣدوث ارﺗﻔﺎﻋﺎت ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﯾﺗم اﻟﻠﺟوء اﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾل ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ
1
ﻣﻘﺎﺑل ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣوﺟود ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺑﺎﻻﻧﺧﻔﺎض.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﯾﻧزي ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
أدت أزﻣﺔ اﻟﻛﺳﺎد اﻟﻛﺑﯾر ) (1933-1929إﻟﻰ اﻧﻬﯾﺎر اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺑﻌد ﻋﺟز ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻋن إﯾﺟﺎد ﺣل
ﻟﻬذﻩ اﻷزﻣﺔ ،ﻟذﻟك ﺗﺣول اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻣن دراﺳﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ اﻫﺗﻣت ﺑﻪ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ إﻟﻰ
دراﺳﺔ ﺳﻠوك اﻟﻧﻘود و أﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣل اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺣﻠﯾل ﻛﻠﻲ ﺷﺎﻣل ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ 2ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﻟﻠﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ أﻓﻛﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ ،وﻗد ادﻋﻰ ﺟﺎﻧب ﻛﺑﯾر ﻣﻧﻬم إﻟﻰ
اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺗﻔﺿﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺗﻧظر
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ذات ﺗﺄﺛﯾر ﻫﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
3
اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﯾﺗﺟﻬون إﻟﻰ ﺗﻔﺿﯾل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
ﯾﺟب أن ﻧﻣﯾز ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﯾﻧزي ﺑﯾن ﺗﺄﺛﯾر ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﺗوﺳﻌﯾﺔ و ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻘﯾدة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،و
ﯾﺧﺗﻠف أﺛر اﻹﺟراءات اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣراﺣل اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻬﻧﺎك ﺗﻘﯾﯾد ﻟﻠطﻠب ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗوﺳﻊ و إﺟراءات
ﻟﺗﻧﺷﯾط اﻟطﻠب ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟرﻛود.
أوﻻ :ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر:
ﯾرى اﻟﻛﯾﻧزﯾون أن زﯾﺎدة اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي )ﻣﻊ ﺛﺑﺎت اﻷﺳﻌﺎر( ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ )،وﺑﺗﻔﺎﻋل
ﺳوق اﻟﻧﻘد واﻟﺳﻧدات( ﯾﻧﺧﻔض ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻓﯾزﯾد اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﻓﯾزﯾد اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻣطﻠوب ) وﻋﻧد
ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر ﻧﻔﺳﻪ( ﯾﺧﻠق طﻠب زاﺋد ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر 4وﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ ذﻟك
ﻣن ﺧﻼل اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1ﺳﻌﯾد ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺣﻼق ،ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود اﻟﻌﺟﻠوﻧﻲ ،اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك واﻟﻣﺻﺎرف اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن2010 ،م ،ص
.240،241،242
2
ﻟﺣﻠو ﻣوﺳﻰ ﺑوﺧﺎري ،ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ و ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻣﻛﺗب ﺣﺳﯾن اﻟﻌﺻرﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ،2010،ص.45
3
ﻋﻣر ﺷرﯾف ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و أدوات ﺗﺣﻘﯾق ﻧﺟﺎح اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣداﺧﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ،ص 15
4
ﺟﻣﺎل ﺑن دﻋﺎس ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ و اﻟوﺿﻌﻲ ،دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر2006 ،م ،ص .119
21
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﯾوﺿﺢ اﻟﺷﻛل ﻋﻼﻗﺔ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﻌرض اﻟﻧﻘود اﻟﺷﻛل ) (3ﯾوﺿﺢ ﻋﻼﻗﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﺑﺎﻟﻔﺎﺋدة
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺗﻘوم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺎﻟدﺧول إﻟﻰ اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻣﺷﺗرﯾﺔ اﻟﺳﻧدات ﻟزﯾﺎدة ﻋرض اﻟﻧﻘود ﻣن
M1إﻟﻰ M2وﻋﻧد اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻷول ) (i1إﻟﻰ ) (i2ﻓﻲ اﻟﺷﻛل )أ( ﯾزداد ﻋرض اﻟﻧﻘود ،و ﻟذﻟك ﯾﺣﺎول
اﻷﻓراد ﺷراء اﻟﺳﻧدات وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ طﺎﻟﻣﺎ ﺗوﻓرت ﻟدﯾﻬم اﻟﺳﯾوﻟﺔ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر
اﻟﻔﺎﺋدة ،و ﻟﻛن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺳوف ﯾرﺗﻔﻊ ﻣن I1إﻟﻰ( I) I2ﻓﻲ ﺷﻛل )ب( ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﺳب ﻛﯾﻧز إن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻟﺟدﯾد ﺳوف ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻟدﺧل ﺑﻘدر أﻛﺑر ﻣن ﻫذﻩ اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣل اﻟﻣﺿﺎﻋف،
وﻟﻛن ﻋﻣل اﻟﻣﺿﺎﻋف ﯾﺗطﻠب وﻗﺗﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﺎرس آﺛﺎرﻩ ،وﻫذﻩ ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد اﻟﻛﻧزﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾرون أن ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم اﻧﺗﻘﺎل أﺛر اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳوف ﯾﻔﺷل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻔﺷل ﻣﻌﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ أو ﺗﻘل ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﻘﯾدة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر:
ﻣﻣﺎ ﯾﺟدر اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ إﻟﯾﻪ ﻫو أن ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﺎﻣﻼ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﺗﻘﯾﯾد اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ،وﻫذا
ﻟﯾس ﻟﺿﻌف ﻣروﻧﺔ اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ،ﺑل أن ارﺗﻔﺎع ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻧﻘد ﺗطرح ﻋواﺋق و ﻗﯾود،
ﻓﺎرﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺗدﻓق رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻧﺣو اﻟداﺧل و ﻫذا ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣدث
اﻟﺗﺿﺧم ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻘﯾود ﻋﻠﻰ اﻹﻗراض ﻋﺎﻣﺔ وﻗطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻼت ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾض ﻣﺷﺗرﯾﺎﺗﻬﺎ ﺗﺗﻘﻠص إﯾرادات
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و ﺗﻧﺧﻔض ﻣﺑﯾﻌﺎﺗﻬﺎ.
22
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻛﻣﺎ ﻧﺎﻗﺷت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻣرﻧﺎ ﻣروﻧﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة وﻫو ﻣﺎ اﻓﺗرﺿﻪ اﻟﻛﯾﻧزﯾون ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻏﯾر ﻣرن ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻣروﻧﺔ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة
إذا اﻓﺗرﺿﻧﺎ أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺧﻼل ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر و ﻣن ﺛم ﯾﺗزاﯾد
اﻟدﺧل ،وﻟﻛن ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود أﻛﺛر ﻣروﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻛﺎن اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة
أﻗل ،و ﻣن ﺛم ﻛﺎﻧت زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟدﺧل اﺻﻐر ،وﻛﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ﺗﻛون اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻗل ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ و اﻟﺷﻛل
اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ اﻟﻔﻛرة ﻋﻧد ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻟﻠدﺧل Y0ﯾﻛون )L(Y0,X
ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة
ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﻣﺑﯾن أﻋﻼﻩ ،ﯾﻛون ﻋرض اﻟﻧﻘود ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ MS0 I0و اﻟدﺧل Y0و ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة
اﻟﺗوازﻧﻲ ﻫو i0ﻓﺈذا ﺗم زﯾﺎدة ﻋرض اﻟﻧﻘود اﻻﺳﻣﻲ إﻟﻰ MS1ﻣﻊ ﻓرض ﺛﺑﺎت ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر ﻓﺎن ﻋرض اﻟﻧﻘود
ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺳوف ﯾرﺗﻔﻊ إﻟﻰ MS1 P0وﯾﻧﺧﻔض ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة إﻟﻰ i1و ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود أﻛﺛر
ﻣروﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﺈن اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﻛون ﻗﻠﯾل ﺟدا.
وﻟﻧﻔﺗرض أن ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻫو) L1 (Y0,i1ﺑدﻻ ﻣن ) L0(Y0,i0وﻛﺎن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗوازﻧﻲ ie
و ﻣﻊ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ و ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﺈن اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺳﯾﻛون i2ﺑدﻻ ﻣن i1
وﻣﻊ اﻧﺧﻔﺎض ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﻘﻠﯾل ﻓﺈن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟدﺧل ﺳﺗﻛون أﯾﺿﺎ ﻗﻠﯾﻠﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺧﻼﺻﺔ :إن
آﻟﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل أﺛر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر أي اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳوف
ﺗﻛون ﺑطﯾﺋﺔ ﺟدا ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘد ﻣرﻧﺎ ﻣروﻧﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ،وﻫذا اﻷﺧﯾر ﻻ ﯾﺳﺗﺟﯾب
ﻟﻠﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود ﻓﺈن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻛون ﻏﯾر ﻓﻌﺎﻟﺔ وﻛﺎن ﻛﯾﻧز ﻫو اﻟذي ﺗﻛﻠم ﻋن ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻓﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﻣﺻﯾدة اﻟﺳﯾوﻟﺔ و ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺗوﻗف ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن اﻟﻌﻣل إذا ﻛﺎن
اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻗد وﺻل إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺻﯾدة اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
23
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
24
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻔﺗﺎح ،اﻟﻧﻘود واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر 2005 ،م ،ص 168ـ.177
2
ﻋﺑد اﻟرزاق ﻧذﯾر ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﺄداة ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة2015 ،ـ2016-م،ص.67
3
ﻣﺎﯾﻛل اﺑد ﺟﻣﺎن ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ"اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ" ،دار اﻟﻣرﯾﺦ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟرﯾﺎض1999،م ،ص .549
25
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻻدﺧﺎر ،وﻫﯾﻛل اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ وأن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ اﻟﻣدى اﻟطوﯾل اﻵﺟل ﺗﺳﺑب ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻓﻲ ﻣﻌدل
اﻟﺗﺿﺧم وﻟﯾس ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ،ﻟذﻟك ﻣن اﻟﺿروري ﺿﺑط اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻣﺳﺗﻘرة
ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟذي ﺑدورﻩ ﯾﺣﻘق اﺳﺗﻘ ار ار ﻧﻘدﯾﺎ وﻫذا ﻫو دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ 1.ﻓﺈذا أﺧذﻧﺎ ﺑﻌﯾن
اﻻﻋﺗﺑﺎر:
-اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﺳرﻋﺔ دوران اﻟﻧﻘد ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻرﺗﻔﺎع
-اﻟﻧﻣو اﻟﻣﺗزاﯾد و اﻟﻣﺳﺗﻘر ﻓﻲ اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ.
-اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻹﻧﺗﺎج.
-إﺣﻼل رأس اﻟﻣﺎل ﻣﺣل اﻟﻌﻣل ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺻﺎﻓﻲ.
ﻓﺈن زﯾﺎدة اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﺑﻧﺳﺑﺔ1ـ %2ﻓﻲ ﻛل ﺳﻧﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ Yﺑﻣﻌدل ﯾﺗﺳﺎوى ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣﻊ
ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﻣﻛن ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﻋﺎم ﺛﺎﺑت ﻟﻸﺳﻌﺎر إﻻ أن اﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻣو ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي ﻫو أﻫم
ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻟﺟﺎري اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺛﺑﺎت و اﺳﺗﻘرار اﻷﺳﻌﺎر و ﻓﻲ ﺣﺎل وﺟود ﺑﻌض اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت
وﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ،ﯾﻧﺻﺢ ﻓرﯾدﻣﺎن ﺑﻌدم اﻟﺗدﺧل و ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﻟﺗﺻﺣﯾﺢ اﻟﻣﺳﺎر ﻷن أﻛﺛر ﺗدﺧﻼﺗﻬم
ﻫﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻻﺳﺗﺧدام اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻋذ ار ﻟﺧﻠق ﺷﻌور ﻋﺎم و ﺧﺎطﺊ ﺑﺎﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ
اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي.
وﺑذﻟك ﻻ ﯾﻌﺗرف ﻓرﯾدﻣﺎن و أﻧﺻﺎرﻩ ﺑوﺟود ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﺑﺎﻟﺿرورة ﺗزاﺣﻣﺎ ﻣﻘدارﻩ
%100ﻣﻊ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺧﺎص اﻷﺧرى و ﺗؤدي إﻟﻰ ﺣدوث اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ،أو اﻹﺻﻼح اﻟﻣؤﻗت اﻟذي ﻻ ﯾﻠﺑث
ﺑﻌد ﻓﺗرة أن ﯾﻌود ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻓرﯾدﻣﺎن ﺗدﺧل اﻟﻣﺻرف اﻟﻣرﻛزي ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ) ﺑﺎﻻرﺗﻔﺎع أو اﻻﻧﺧﻔﺎض( و ﺣﺳب
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد أﻣ ار ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ﻷن اﻟﻣﺻرف اﻟذي ﯾﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ و ﻗ ارراﺗﻪ ﻷواﻣر
ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻدر اﻟﻧﻘود اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد أو ﯾﺗوﻗف ﻋن اﻹﺻدار ﺑﺣﺟﺔ ﺳﯾطرة اﻟﻛﺳﺎد ،و ﻫﻧﺎ
ﯾﻛون ﺗدﺧﻠﻪ ﻣﺳﺑﺑﺎ ﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻌﺎم اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﻣﻌروض اﻟﻧﻘدي .ﻓﺎﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي ﺣﺳب وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻓرﯾدﻣﺎن ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧﻠص ﻓﻲ ﺗدﺧﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﺑﻌض اﻟﺑﻧوك ﻗد ﺗدﺧﻠت
ﺑﺈﺧﻼص .إن اﻟﻧﻘدوﯾﯾن ﯾؤﻣﻧون ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،و ﯾﺳوﻗون ﻣﺛﺎﻻ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺧﻼل اﻟﺣرب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد اﺳﺗطﺎﻋت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج و اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﻣواد
1
ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي و أﺳواق رؤوس اﻷﻣوال ،ﻣطﺑوﻋﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ و ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ و ﻋﻠوم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ 1اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر2016،ـ2017م ،ص .87
26
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻷوﻟﯾﺔ و اﻟﻣﺧزون اﻟﺳﻠﻌﻲ و اﻟﺻﺎدرات و اﻟواردات وﺗوظﯾف اﻟﻌﻣل و ﺧﻼﻓﻪ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة
1
ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ و ﻟﻛن ﺗﻛﻠﻔﺔ ذﻟك ﻫﻲ إﻣﺎ ﺗﺿﺧم ﻏﯾر ﻣﻘﺑول أو وﺟود درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة.
1
ﻋﻠﻲ ﻛﻧﻌﺎن ،اﻟﻧﻘود و اﻟﺻﯾرﻓﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،دار اﻟﻣﻧﻬل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،ﺑﯾروت2012،م،ص،ص .521،522،523
27
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﺟﻼل ﺟوﯾدة اﻟﻘﺻﺎص ،اﻟﻧﻘود و اﻟﺑﻧوك و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ2010 ،م ،ص 95
1
أﻧس اﻟﺑﻛري ،وﻟﯾد اﻟﺻﺎﻓﻲ ،اﻟﻧﻘود و اﻟﺑﻧوك ،دار اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن 2012م ،ص 180
2
28
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ذات اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠط ) اﻟﻣرن(
ﯾﺗﻔق أﻛﺛر ﻋﻠﻣﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻧﺎﺳب اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻋﻠﻰ
اﻟزراﻋﺔ اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ ،أو ﻋﻠﻰ ﺗﺻدﯾر اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ) أي اﻟدول أﺣﺎدﯾﺔ اﻟﻣورد ( .ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗﺑﻊ
اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣرﻧﺔ ﺑﺣﯾث ﯾزﯾد ﻣن ﺣﺟم وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ ) اﻟﻧﻘود( ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺑدء اﻟزراﻋﺔ ،و ﺗﻣوﯾل زراﻋﺔ
اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل ،و ﯾﻘﻠل ﻣن ﺣﺟم وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل ،ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﻪ ﻟﺣﺻر آﺛﺎر اﻟﺗﺿﺧم.
1
ﺣﺳﯾن ﺑﻧﻲ ﻫﺎﻧﻲ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك ،دار اﻟﻛﻧدي ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن 2002 ،م ،ص .154
2
ﺣﺎﺟﻲ ﺳﻣﯾﺔ ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﺧﺗﻼل ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻟﻧﻘود و اﻟﺑﻧوك وأﺳواق اﻟﻣﺎل ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة2015 ،ـ2016م ،ص .100
3
ﻣﻔﯾد ﻋﺑد اﻟﻼوي ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻣزوار ،اﻟوادي ،2007 ،ص .67
29
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
ﺳﻧوﺳﻲ ﻋﻠﻲ ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻧﻘود واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ2014 ،ـ2015م ،ص .143
30
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
31
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
وﺟدي ﺟﻣﯾﻠﺔ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﺔ اﺳﺗﻬداف اﻟﺗﺿﺧم ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻗﺗﺻﺎد ﻗﯾﺎﺳﻲ ﺑﻧﻛﻲ
و ﻣﺎﻟﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن 2015 ،ـ2016م ،ص .21،22،23
2
ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻔﺗﺎح ،اﻟﻧﻘود و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓرع اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ2002 ،ـ ،2003ص.116
32
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
1
أﺳﻣﺎء ﻫﺎدي ﻧﻌﻣﺔ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻣداﺧﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺿﻣن ﻣوﺿوع اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ص11،12،13
2
ﺗوﻣﺎس ﻣﺎﯾر وآﺧرون ،اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك واﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار اﻟﻣرﯾﺦ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟرﯾﺎض ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ،2002 ،ص .482
3
زﻛرﯾﺎ اﻟدوري ،ﯾﺳري اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ ،اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،دار اﻟﯾﺎزوري ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ، 2006 ،ص.188
33
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻷﺧرى .أﻣﺎ إذا ارﺗﻔﻌت اﻷﺳﻌﺎر ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻣﺎ ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﺻﺎدراﺗﻬﺎ ﺳوف ﺗﻧﺧﻔض و ﺳوف ﯾﻧﺧﻔض ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﺔ ﺗﻠك اﻟدوﻟﺔ و ﻣن ﺛم ﺳﻧﺧﻔض ﺳﻌر ﺻرﻓﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺧرى.
ﯾﻼﺣظ ﻣن ذﻟك أن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﺔ دوﻟﺔ ﻣﺎ و ﻣن ﺛم ﺗﺣدﯾد ﺳﻌر ﺻرﻓﻬﺎ ﯾﻌﺗﺑر طﻠب ﻣﺷﺗق .ﺣﯾث أن ﺗﻐﯾر
اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺻﺎدرات اﻟدوﻟﺔ ﯾﻠﻌب دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﺔ اﻟدوﻟﺔ وﺣﯾث أن ﺣﺟم اﻻﺋﺗﻣﺎن ﯾﻠﻌب دو ار
ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻘرار ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻷﺳﻌﺎر ،ﻓﺈن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗؤﺛر ﺗﺄﺛﯾ ار ﻣﻠﺣوظﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻘرار ﺳﻌر ﺻرف اﻟﻌﻣﻠﺔ.
1
3ـ اﻟﻣﺟﻣﻌﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ
وﻧﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻋرض اﻟﻧﻘود ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧﻘود ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟواﺳﻊ وﯾرﻣز ﻟﻬﺎ ب Mوﻫﻲ ﻋدة أﻧواع:
M1ﻟﯾﻌﺑر ﻋن :اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﺧﺎرج اﻟﺑﻧوك +اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺣت اﻟطﻠب.
M2وﯾﻌﺑر ﻋن +M1 :اﻟوداﺋﻊ اﻻدﺧﺎرﯾﺔ وﺟﻣﯾﻊ أﻧواع اﻟوداﺋﻊ اﻷﺧرى ﻓﻲ ﺷﻛل أﺷﺑﺎﻩ اﻟﻧﻘود ﻟدى اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي واﻟﺑﻧوك اﻷﺧرى ﻓﯾﻣﺎ ﻋدا اﻟﺑﻧوك اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ
M3وﯾﻌﺑر ﻋن +M2 :اﻟوداﺋﻊ اﻟﺟﺎرﯾﺔ وﻏﯾر اﻟﺟﺎرﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
وﺗرﺗﺑط M3 ،M2،M1ﺑﺎﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ و ﻫذا ﻣن ﺧﻼل ﻣﺿﺎﻋف اﻟﻧﻘود ،ﺣﯾث ﺗﺷﻣل اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ واﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،وﺧﻼل اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت أﺻﺑﺣت ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ
ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺣﯾث ﺗم اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺎﻣﯾﻊ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن M1إﻟﻰ . M3
وﺗﺣدﯾد ﻋرض اﻟﻧﻘود ﯾﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،إﻻ أن ﻓﺋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟدول ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ M2و ﺗﻬدف اﻟﻧﻘود
إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺛروة ﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻷﻫداف اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﺗﺗﻣﺛل اﻷﻫداف اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣرﻏوﺑﺔ ﻣن اﻟدﺧل )اﻟﻧﺎﺗﺞ( ﻋﻧد اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣوارد
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ .أي ﺿﻣﺎن زﯾﺎدة اﻟدﺧل و ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدﻻت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻛون ﻋﻧدﻫﺎ ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ
2
ﻓﻲ أدﻧﺎﻫﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت و اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﺎﻣل.
1ـ اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘدي:
ﯾﻌﺗﺑر ﻫدف ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘدي ﻣن أﻫم أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺣﯾث ﯾؤدي ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﻧﻘدي ﺳواء ﻓﻲ
ﺷﻛل ﺗﺿﺧم أو اﻧﻛﻣﺎش إﻟﻰ أﺿرار ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ.
1
ﻣﺎﺟدة ﻣدوخ ،ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ظل اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟراﻫﻧﺔ ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﻧﻘود وﺗﻣوﯾل ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة2002 ،ـ ،2003ص.9
2
ﻣﺣﻣد أﺣﻣد اﻷﻓﻧدي ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺻﻧﻌﺎء2002 ،م ،ص .188
34
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
ﻓﯾؤدي اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل و اﻟﺛروة اﻟوطﻧﯾﯾن ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣدﻧﯾﯾن و اﻟﻣﻧظﻣﯾن و رﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ
ﺣﺳﺎب اﻟداﺋﻧﯾن وأﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ.
أﻣﺎ اﻻﻧﻛﻣﺎش ﻓﯾؤدي إﻟﻰ إﻋﺎدة ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة واﻟدﺧل اﻟوطﻧﯾﯾن ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟداﺋﻧﯾن وأﺻﺣﺎب اﻟﻣرﺗﺑﺎت واﻟدﺧول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب طﺑﻘﺔ اﻟﻣﻧظﻣﯾن ورﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ،ﺣﯾث أن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺧﻔض اﻟﺗﺿﺧم واﺳﺗﻘرار اﻷﺳﻌﺎر ﻫو
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻶﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﻛﻬﺎ اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد )ﻛﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ(...
ٕوان إﻋطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﺗﺿﺧم أو اﻻﻗﺗﺻﺎر ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﯾﺗم ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻧﺎخ
اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗﺳم ﺑﺎرﺗﻔﺎع درﺟﺔ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،وﺗﺗﻣﺗﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧظﻣﺔ ﺻرف ﻣرﻧﺔ و ﻧظﺎم
إﻋﻼﻣﻲ ﻣﻼﺋم.
2ـ اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﺎﻣل :
ﻫﻧﺎك إﺟﻣﺎع ﺑﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﺿﻣﺎن اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﺎﻣل أو ﻣﺳﺗوى ﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻣن
ﺑﯾن اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﯾراد ﺑذﻟك ﻫو أن ﺗﺣرص اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺛﺑﯾت اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺗوظﯾف ﻟﻠﻣواد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﺗﺧﺎذ ﺟﻣﯾﻊ
اﻹﺟراءات اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﺟﻧﯾب اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻣﺎ ﯾراﻓﻘﻬﺎ ﻣن ﻋواﻣل اﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻟدﺧل واﺿطراﺑﺎت ﻓﻲ
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات رﻓﻊ ﺣﺟم اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻼزم ﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣوارد اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ .
3ـ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت:
ﺗﻬدف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺧﻠل اﻟذي ﻗد ﯾط أر ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻓﺎﺋض أو
ﻋﺟز وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺗﺧﻔﯾض ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻣﯾزان ﻣدﻓوﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎﺋض وﺧﺎﺻﺔ اﻟدول
اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺟز ﺗﻠﺟﺄ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺗﻰ ﺗﺷﺑﻊ ﺗدﻓق رؤوس اﻷﻣوال اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻠﻣﺎ أن ﻫذا
اﻟﺗﺣرك ﻟرؤوس اﻷﻣوال إﻟﻰ داﺧل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣدة اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت.
4ـ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎد ﻣرﺗﻔﻌﺔ:
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻫو اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻌدﻻت ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدي ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻣل
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾص اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ،إن ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو ﻫدف ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﯾراد ﺑﻪ ﺗﺣﻘﯾق زﯾﺎدة ﻣﺳﺗﻣرة وﻣﻼﺋﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﻧﺎﺗﺞ
35
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻘطﺎﻋﯾن ﻓﻲ ﻣﺗوﺳط دﺧل اﻟﻔرد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ وﺗﻌﻣد اﻟﺣﻛوﻣﺎت إﻟﻰ ﺑﻠوغ ﻫذا اﻟﻬدف ﺑﻐﯾﺔ
إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓراد ورﻓﻊ ﻣﺳﺗوى رﻓﺎﻫﯾﺗﻬم وﺗﺣﺳﯾن وﺿﻊ ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن
اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ واﻟﺣد ﻣن ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ.
5ـ اﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﺻدﻣﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻣن اﻟﻣﻌروف أن اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول وﺧﺻوﺻﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﺞ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﺗﻣر ﻋﺎدة
ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑداﺋرة اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺷﻬد ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣراﺣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺛل ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﺗﻌﺎش وﻣرﺣﻠﺔ
اﻟرﻛود ،وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن ﻣرور اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول ﺑﻬذﻩ اﻟﻣراﺣل ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول وﺧﺻوﺻﺎ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟرﻛود اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻣﻌدﻻت اﻟﺗوظﯾف ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ أن ﺗﻠﻌب دو ار
ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟداﺋرة اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻧﺗﻬﺎج ﺳﯾﺎﺳﺔ اﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗوﺳﻌﯾﺔ ﻓﻲ أوﻗﺎت
1
اﻟرﻛود وﺳﯾﺎﺳﺔ اﺋﺗﻣﺎﻧﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ذروة اﻟرواج واﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻋﺎدة ﻣﻌدﻻت ﺗﺿﺧم ﻣرﺗﻔﻌﺔ.
وﻛﺧﻼﺻﺔ ﻧﺟد ﻣﺟﻣوع أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن دوﻟﺔ ﻻﺧرى ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و
ﻟﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و ﻣﺎ ﺗﻣر ﺑﻪ ﻣن ظروف وﻣﺎ ﺗﺗطﻠﺑﻪ ﻣن اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت .و ﻗد ﺗﺗﻧﺎﻗض و ﺗﺗﻌﺎرض
ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و أن ﺗﺿﻊ أوﻟوﯾﺎت ﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
2
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺗﻐﯾﯾر ﺣﺟم اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﺎﻟزﯾﺎدة أو اﻟﻧﻘﺻﺎن ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ.
1
ﺑن ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻧﺻﯾرة ) ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺿﺧم( ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺷﺎﺋر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯾﻼﻟﻲ اﻟﯾﺎس ،ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ،اﻟﺟزاﺋر ،2016 ،
ص،ص.39،40
2
ﻋوف ﻣﺣﻣود اﻟﻛﻔراوي ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻹﺷﻌﺎع ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر،1997 ،
ص .161
36
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻔﺻل اﻷول:
37
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة
اﻟﺗﺿﺧم
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﺗﻣﻬﯾد
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺿﺧم أﺣد اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن اﺧﺗﻼل
ﻓﻲ اﻟﺗوازن اﻟﻧﻘدي وﻫذا ﻣﺎ أدى ﺑﺎﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﺣدة اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺧﺗﻠف أﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ أدت
إﻟﻰ ﻧﺷوءﻩ و ﻛذﻟك اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣﺧﺗﻠف اﻟطرق اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ وذﻟك ﺑﺎﻛﺗﺷﺎف أﻧواﻋﻪ وطرق ﻗﯾﺎﺳﻪ.
وﻧظ ار ﻻﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺿﺎرة ﺑﺣث اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋن ﺗﻔﺳﯾر ﺷﺎﻣل ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة وﺳﺑل
ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ أو اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺧطورﺗﻪ.
وﻗﺻد اﻹﻟﻣﺎم ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻋﻧﺎﺻر ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﺗم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻔﺻل إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺑﺎﺣث :
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ﯾﺗﺿﻣن ﻧظرة ﻋﺎﻣﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﺣﯾث ﯾوﺿﺢ ﻣﺧﺗﻠف ﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﺿﺧم وأﻧواﻋﻪ و أﺳﺑﺎﺑﻪ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻔﻛري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ و اﻟﻛﯾﻧزي و اﻟﻣﻌﺎﺻر.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﯾﺗﺿﻣن أدوات ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وأدوات اﺧرى.
39
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻣﺣﻣود ﻓوزي أﺑو اﻟﺳﻌود و آﺧرون ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،دار اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2015 ،
2
أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻣﻧدور و آﺧرون ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2004-2003 ،
40
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
طﺎﺋﻔﺔ أﺧرى ﻣن اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس ﻟﻸﺳﻌﺎر ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﻲ واﻟﻘطﺎﻋﻲ ،ﺗﻛﺷف ﻋن ﺟواﻧب ﻻ ﯾﺳﺗﻬﺎن ﺑﻬﺎ ﻣن
ﺿﻐوط اﻟﺗﺿﺧم واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف وﯾﻘﺗﺿﻲ اﻹﻋداد اﻟﻛفء ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻧظر ﻓﯾﻬﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ و ﺗﺷﺧﯾص ﻣدى
1
اﻧﺳﺟﺎﻣﻬﺎ ﻣﻊ اﻟرﻗم اﻟﻘﯾﺎس اﻟﻌﺎم ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
ﻛل ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﺿﺧم ﻫو اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻸﺳﻌﺎر وﻟﯾس اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣﺷﯾرة
إﻟﻰ وﺟود ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻋدم اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ و اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﺎﺋدة ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ
2
ارﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر.
و ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﺳﺗﺧﻼص ﺗﻌرﯾف واﺿﺢ ﻟﻠﺗﺿﺧم ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ :
اﻟﺗﺿﺧم ﻫو ظﺎﻫرة ﻧﻘدﯾﺔ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎم و ذﻟك ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﺗﻐﯾر اﻗﺗﺻﺎدي ﻛﻠﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل ارﺗﻔﺎﻋﺎ
ﻣﻠﺣوظﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم
ﻧظ ار ﻟﺗﻌدد ﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﺿﺧم وﺗﻌدد اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺟت ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﺗﻌددت ﻛذﻟك أﻧواﻋﻪ ،ﻟﻛن ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم
ﻣن ذﻟك اﻟﺗﻌدد ،ﻓﺎن ﻫﻧﺎك ﻧوع ﻣن اﻟﺗداﺧل واﻟﺗﺷﺎﺑك ﺑﯾن ﺗﻠك اﻷﻧواع إذ أن ظﻬور ﻧوع ﻣن ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺗﺿﺧم
3
ﻓﻲ ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن ﻗد ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻟظﻬور ﻧوع أو اﻷﻧواع اﻷﺧرى ﻟﻠﺗﺿﺧم.
وﻣن ﻫذﻩ اﻷﻧواع ﻧﺟد:
.1ﺣﺳب ﺗﺣﻛم اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺎز اﻻﺋﺗﻣﺎن:
اﻟﺗﺿﺧم اﻟطﻠﯾق)اﻟﻣﻛﺷوف(:
ﯾﺗﺳم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور وﯾﻛون دون أي ﺗدﺧل ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن
اﻻرﺗﻔﺎع ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻔﺷﻲ ﻫذﻩ اﻟظواﻫر اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ﻓﺗرﺗﻔﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺑﻧﺳﺑﺔ أﻛﺑر ﻣن ازدﯾﺎد
اﻟﺗداول اﻟﻧﻘدي .
اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﻛﺑوت ) اﻟﻣﻘﯾد(:
و ﯾﺗﺟﻠﻰ ﻫذا ﻟﻧوع ﺑﺎﻟﺗداﺧل ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﯾر ﺣرﻛﺎت اﻻﺋﺗﻣﺎن ﺑﺎﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺟﻬﺎز اﻻﺋﺗﻣﺎن.
1
اﺣﻣد اﺑرﯾﻬﻲ ﻋﻠﻲ ،اﻟﺗﺿﺧم واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،دراﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ص.1
2
ﺿﯾﺎء ﻣﺟﯾد ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2000 ،ص.215
3
ﻣﺣﻣود ﺣﺳﯾن اﻟوادي ،أﺣﻣد ﻋﺎرف اﻟﻌﺳﺎف ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن،2009،ص.184
41
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻛﺎﻣش:
ﯾﺗﺳم ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ اﻟدﺧول اﻟﻧﻘدﯾﺔ دون أن ﺗﺟد ﻟﻬﺎ ﻣﻧﻔذا ﻟﻺﻧﻔﺎق ﺑﻔﺿل ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗدﺧل
ﻋواﻣل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺟﺑر اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣد ﻣن ظﻬور اﻟظواﻫر اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ.
.2ﺣﺳب ﺗﻌدد اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺳﻠﻌﻲ:
ﻫو ذﻟك اﻟﺗﺿﺧم اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺣﯾث ﯾﻌﺑر ﻋن زﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺔ إﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ.
اﻟﺗﺿﺧم اﻟرﺑﻌﻲ:
ﯾﻌﺑر ﻋن زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺗﺣﻘق أرﺑﺎح ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﻲ ﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺳﻠﻊ
اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر.
اﻟﺗﺿﺧم اﻟداﺧﻠﻲ:
1
وﯾﺣﺻل ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎج.
.3ﺣﺳب ﻣدى ﺣدة اﻟﺿﻐط اﻟﺗﺿﺧﻣﻲ:
اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺟﺎﻣﺢ:
ﺑدا اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺟﺎﻣﺢ ﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ 1921ﻋﻧدﻣﺎ ظﻬرت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻹﺻﻼح و ﺗﻌﻣﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌد
2
اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ،و اﻟذي ﻧﺟم ﻋﻧﻪ أن زادت اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻋن اﻹﯾرادات ﻟدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة.
وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺿﺧم ﻣن أﺷد اﻷﻧواع آﺛﺎ ار و أﺿ ار ار ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺣﯾث ﺗﺗواﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت ﻟﻸﺳﻌﺎر
دون أي ﺗوﻗف .و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻔﻘد اﻟﻧﻘود ﻗوﺗﻬﺎ اﻟﺷراﺋﯾﺔ وﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻛوﺳﯾط ﻟﻠﺗﺑﺎدل و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻧﻘود ﻓﻲ
ﻗطﺎﻋﺎت ﻏﯾر إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﺑددة ﻟﻠﺛروة و اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟﻣدﺧرات اﻟﻘوﻣﯾﺔ.
.4ﺣﺳب اﻟظواﻫر اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ و اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ:
اﻟﺗﺿﺧم اﻟطﺑﯾﻌﻲ:
ﻏﯾر اﻋﺗﯾﺎدي ﯾﻧﺷﺄ ﻧﺗﯾﺟﺔ ظروف طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟزﻻزل ،ﻓﻬﻲ ﺣﺎﻓز ﻟظﻬور اﻟﺗﺿﺧم.
1
ﻛرار ﺻﺑر ﻧوح ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﻌراق ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﺑﻛﺎﻟورﯾوس ﻓﻲ اﻹدارة واﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻛﻠﯾﺔ اﻹدارة
واﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎدﺳﯾﺔ2017،
أﺣﻣد أﺑو اﻟﻔﺗوح اﻟﻧﺎﻗﺔ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘود و اﻟﺑﻧوك و اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ1998،
2
42
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺣرﻛﻲ:
1
ﻫو ﺳﻣﺔ ﻣن ﺳﻣﺎت اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﯾﻌﺑر ﻋن ﺣرﻛﺎت اﻟظواﻫر اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻷزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺟددة.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ:أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺿﺧم وآﺛﺎرﻩ
أوﻻ :أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺿﺧم
ﺗﺗﻌدد اﻵراء ﺣول اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم .ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﯾرى أن ﺗﻠك اﻟﻌواﻣل ﺗﻛﻣن وراء اﻟطﻠب ،وﻫﻧﺎك
ﻣن ﯾرى أن ﺗﻛﻣن وراء اﻟﻌرض ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى ﻓرﯾق ﺛﺎﻟث أن اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻬﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘﺎﺋم.
2
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻧﺗﻧﺎول ﻛل ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل:
.1اﻟﻌواﻣل اﻟداﺧﻠﯾﺔ)اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ(ﻟﻧﺷوء اﻟﺗﺿﺧم
وﯾﻣﻛن اﻟﻌواﻣل اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
.1.1اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻧﺷوء اﻟﺗﺿﺧم
-اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘود)ارﻓﻧﺞ ﻓﯾﺷر(:
وﺿﻊ ارﻓﻧﺞ ﻓﯾﺷر ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻟﺷرح ﻧﺷوء اﻟﺗﺿﺧم ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻘوم ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﯾﺳﺎوي
ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻣﺿروﺑﺔ ﻓﻲ ﺳرﻋﺔ ﺗداول اﻟﻧﻘود و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑﺎت ﺳرﻋﺔ ﺗدال اﻟﻧﻘود و ﺛﺑﺎت ﺣﺟم اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺳوف ﯾرﺗﻔﻊ أو ﯾﻧﺧﻔض ﺑﺣﺳب زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎن اﻟﻛﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟوطﻧﻲ.
وﺗﺳﺗﺑﻌد ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺑﺎب اﻷﺧرى ﻟﻠﺗﺿﺧم ﻏﯾر اﻟزﯾﺎدات ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ،ﻓﺎﻟزﯾﺎدات ﻓﻲ اﻷﺟور
واﻟﻣرﺗﺑﺎت أو اﻟزﯾﺎدات اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم و اﻟطﺎﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﻛل و ﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر.
-ﺗﺣﻠﯾل ﻛﯾﻧز ﻟﺳﺑب ظﻬور اﻟﺗﺿﺧم:
ﯾرى ﻛﯾﻧز أن زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﺗﻘود إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ زﯾﺎدة اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض
اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ و اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات .و ﺑﺳﺑب ﻛﺛرة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﯾرﺗﻔﻊ ﺣﺟم اﻟطﻠب ﺑﺻورة ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ .ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت
ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ .ﻣوظﻔﺔ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻓﺈن ذﻟك ﯾؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﺣﺟم اﻷﺳﻌﺎر و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﺷوء
ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم .و طﻠك ﺑﺳﺑب اﺧﺗﻼل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﻌدﻻت اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺟور اﻟﻧﻘدﯾﺔ )اﻟطﻠب اﻟﻧﻘدي( و ﺑﯾن
1
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
2
زﯾﻧب ﻋوض اﷲ ،أﺳﺎﻣﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﻔوﻟﻲ ،أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي واﻟﻣﺻرﻓﻲ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ، 2003،ص.255
43
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻣﻌدﻻت اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ )اﻟﻌرض اﻟﺳﻠﻌﻲ(.أﺿف ﻏﻠﻰ ذﻟك ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺳﻌﯾر ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺳواق ذات
اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ .ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ذﻟك أن ﻛﯾﻧز ﯾرﺟﻊ أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺿﺧم أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ وأﺳواق ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج.
.2.1اﻟﻌواﻣل اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ )اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ/اﻟﺳوﻗﯾﺔ( ﻟﻠﺗﺿﺧم
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻌواﻣل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻧﺷوء اﻟﺗﺿﺧم ﻫﻲ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﻗوى اﻟﺳوق أي ﻋواﻣل اﻟﻌرض و اﻟطﻠب .و
ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن اﺛﻧﯾن:
-اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺳﺑب ﻋواﻣل اﻟطﻠب
ﻋﻧﺎﺻر اﻟطﻠب ﺛﻼﺛﺔ وﻫﻲ:
-1طﻠب اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم
-2طﻠب اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص
-3طﻠب ﺧﺎرﺟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
وأﻫم أﻧواع اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺳﺑب ﻋواﻣل اﻟطﻠب ﻣﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﺿﺧم ﺑﺳﺑب اﻟطﻠب اﻟﻣﺗزاﯾد/اﻟﻛﺑﯾر:
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟطﻠب ﺑﺄﻧواﻋﻪ اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﻣذﻛورة أﻋﻼﻩ ﺑدرﺟﺔ ﺗﻔوق اﻟزﯾﺎدات اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ )اﻟﻌرض( ﻓﺳوف ﺗﻧﺷﺄ ﻓﺟوة ﻓﻲ اﻟﻌرض ،ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر .و ﻗد ﯾﻛون ﻣن اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟزﯾﺎدة طﻠب اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص زﯾﺎدة اﻟﻣدﺧرات اﻟﺧﺎﺻﺔ ) ﺗﻘﻠﯾص ﺣﺟم اﻻﻛﺗﻧﺎز( ،أو اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر
ﺑﺳﺑب اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .ﻛﻣﺎ ﯾرﺟﻊ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﺧﺎرﺟﻲ إﻟﻰ درﺟﺎت اﻟﻧﻣو اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ .أﻣﺎ ﺳﺑب زﯾﺎدة طﻠب اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻓﻘد ﯾﻛون ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗروض ﻣﺣﻠﯾﺔ و أﺟﻧﺑﯾﺔ.
-اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺳﺑب ﻋواﻣل اﻟﻌرض
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻌدام اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة و ﻋدم اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻸﺳﻌﺎر ﺑﺎﻟﺗﻘﻠب ﺣﺳب ﻗوى اﻟﺳوق ،وﻗﯾﺎم
اﻻﺣﺗﻛﺎرات ﺑﺗﺣدﯾد و إﺧﻔﺎء اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻠﺑﯾﻊ ،ورﻓﻊ ﻫﺎﻣش اﻟرﺑﺢ ﻓﺈن ذﻟك ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر
و ﻧﺷوء اﻟﺗﺿﺧم.وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺿﺧم اﻷرﺑﺎح ﻗﻔزت اﻟدﺧول اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص و زادت ﻣدﺧراﺗﻪ ووداﺋﻌﻪ اﻟﺟﺎرﯾﺔ
و أﺻﺑﺢ ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ أن ﯾﺧﻠق اﻟوداﺋﻊ اﻟﻣﺷﺗﻘﺔ ﺑﺻورة اﻛﺑر.
-اﻟﺗﺿﺧم ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎج
ﯾﻧﺷﺎ ﺗﺿﺧم اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ زﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎج ) اﻷﺟور واﻟﻣرﺗﺑﺎت ،أﺳﻌﺎر اﻷراﺿﻲ ....وﻏﯾرﻫﺎ( ﺑﻧﺳب
ﻣﺋوﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻧﻣو اﻟﻣﻌدﻻت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺿطر إﻟﻰ رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﺑﯾﻊ.
44
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر واﻧﺧﻔﺎض اﻟدﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﺗﻘوم اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت واﻻﺗﺣﺎدات ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑرﻓﻊ اﻷﺟور
واﻟﻣرﺗﺑﺎت )أي زﯾﺎدة ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺗﺎج( ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾدﻓﻊ أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ إﻟﻰ رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﺑﯾﻊ ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ .وﻫﻛذا ﺗﻧﺷﺎ
ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور واﻷﺳﻌﺎر ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺣﻠزوﻧﯾﺔ/اﻟﻠوﻟﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﺳﻌﺎر و اﻷﺟور.
.3.1اﻟﻌواﻣل اﻟﺑﻧﯾوﯾﺔ ) اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ( ﻟﻧﺷوء اﻟﺗﺿﺧم
ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗرﺟﻊ ﺳﺑب اﻟﺗﺿﺧم إﻟﻰ اﻟﺧﻠل اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﺑﻧﯾﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،واﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺗﺧﺻص اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ إﻧﺗﺎج وﺗﺻدﯾر اﻟﻣوارد اﻷوﻟﯾﺔ ) اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ(.وﻫﻛذا ﻓﺈن اﻵﺛﺎر اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ
ﺗظﻬر ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎﺗﻬﺎ ﺑﺳرﻋﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﺻﺎدرات أو ﻋﺎﺋداﺗﻬﺎ.
-ﻋﺟز وﺟﻣود اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾل و ﺟﺑﺎﯾﺔ اﻟﺿراﺋب ) اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة( ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ
طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻣوﯾل ﺑﺎﻟﻌﺟز ) أي ﻋﺟز اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ(.
-اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻣوﺟﻪ ﻷﻏراض اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ أو دﻋﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،و ﻟﯾس ﺑﻬدف زﯾﺎدة اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ .
-اﻟﺧﻠل اﻟﺗﻲ ﺗﺣدﺛﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻧﻘدي وﺣﺟم اﻟﻌروض
ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
-ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺟدا إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺿﻌف اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣن أﺟل زﯾﺎدة
اﻟﺻﺎدرات.
.2اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻧﺷوء اﻟﺗﺿﺧم
ﺗﻧﺷﺎ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺑﺳﺑب ﻋواﻣل ﺧﺎرﺟﯾﺔ )أﺟﻧﺑﯾﺔ( ﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻠﯾن أﺳﺎﺳﯾن
1
ﻫﻣﺎ:
2
.1.2اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺳﺗورد
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺳﺗورد ﻫو ﻧﻘل ﻋدوى اﻟﺗﺿﺧم ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﺟﻧﺑﻲ إﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،ﻋن
طرﯾق اﺳﺗﯾراد اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن اﻟﺧﺎرج ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺟدا .
ﻓﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أﻧﺗﺟت زﯾﺎدات ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣراد
ﺗﺻدﯾرﻩ إﻟﻰ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻛﻣﺎ أن ﻫواﻣش اﻟرﺑﺢ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﻟﺷرﻛﺎت اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ﺟﻌﻠت ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﺳﺗﯾراد اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺧدﻣﯾﺔ ذات ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣرﺗﻔﻌﺔ.وﯾﺗﻔرع ﻫذا اﻟﻧوع إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ﻫﻣﺎ:
1
ﺟﯾﻣس ﺑﻼﻛورد ،اﻟﻣوﺟز ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،دار زﻫران ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،2013 ،ص .273-268
2
ﺑن ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻧﺻﯾرة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .10
45
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﺟﯾﻣس ﺑﻼﻛورد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
46
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-اﻟﺗﻔﺎوت اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل واﻟﺛروة ،ﺑﻣﺎ ﯾﻘود إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻫﺎت ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ.
-اﻟﻧﻣو اﻟﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :آﺛﺎر اﻟﺗﺿﺧم
ﻓﻲ ﺣﺎل اﺣﺗواء ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﺈن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟن ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل ﻷن
اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﻌﺗدﻟﺔ ﻟﻠﺗﺿﺧم ﻻ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻸﺳﻌﺎر واﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺣد ﻣن اﻟﻘدرة اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد 1ﻓﻲ ﺣﯾن
)اﻟﺗﺿﺧم( آﺛﺎر ﻛﺛﯾرة ﺗﻣس ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾﺷﺔ ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﻣﺎ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي
داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻧﻌطﻲ أﻣﺛﻠﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر:2
-1ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل
ﻓﻲ اﻟﻔﺗرات اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم ﻛﺑﯾ ار ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻌض ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﺑﻌض اﻵﺧر .ﻓﺎﻟﻔﺋﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻔﻊ دﺧوﻟﻬﺎ ﺑﻣﻌدل أﻛﺑر ﻣن ﻣﻌدل ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻرﺗﻔﺎع دﺧوﻟﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﺑﻧﻣﺎ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗرﺗﻔﻊ دﺧوﻟﻬﺎ ﺑﻣﺳﺗوى أﻗل ﻣن ﻣﺳﺗوى ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ دﺧوﻟﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ .وﻋﺎدة ﺗﻛون
اﻟﻔﺋﺎت اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﺻدر دﺧﻠﻬﺎ ﻣن اﻷرﺑﺎح ﯾﻧﻣﺎ أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻣﺛل ﻧﺳﺑﺔ
ﻛﺑﯾرة ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟﺗﺿﺧم.
-2ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻟداﺋن واﻟﻣدﯾن
ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺗﺿﺧم ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻟﻣدﯾن وﯾﺿﺎ ار ﻟداﺋن .ﻷن اﻟﻣدﯾن ﯾﻘﺗرض ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺣددة ﯾﻠﺗزم ﺑﺗﺳدﯾدﻫﺎ ﺑدون زﯾﺎدة أو
ﻧﻘﺻﺎن) ،إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟرﺑوﯾﺔ ﻛﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺑﻧوك اﻟرﺑوﯾﺔ( إﻻ أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻠدﯾن ﺗﻧﺧﻔض ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع
اﻷﺳﻌﺎر .ﻓﻣﺛﻼ ﻟو اﻗﺗرﺿت أﻟف دوﻻر ﻣن ﺷﺧص ﻓﻲ ﻓﺗرة ﺗﺗزاﯾد ﻓﯾﻬﺎ اﻷﺳﻌﺎر وﻗﻣت ﺑﺗﺳدﯾدﻫﺎ ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ﻣن
اﻵن ﻓﺈن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ،أي ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺷﺗرﯾﻪ اﻷﻟف دوﻻر ﻣن ﺳﻠﻊ و ﺧدﻣﺎت ،ﺗﻘل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر .وﯾﻧطﺑق ذﻟك أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣدﺧرات اﻷﻓراد ﺣﯾث ﺗﻧﺧﻔض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣدﺧرات ﻓﻲ أوﻗﺎت
اﻟﺗﺿﺧم.
1
ﺳوﺳن زﻫﯾر اﻟﻣﻬﺗدي ،اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ و آﻟﯾﺎت اﻟﺗدﻗﯾق ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ،زﻫران ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،2015 ،ص .136
ﺳﯾﻣﺎء ﻣﺣﺳن ﻋﻼوي ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌراﻗﻲ ﻟﻠﻣدة 1996ـ ،2011ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﺑﻐداد ﻟﻠﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،
2
48
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﻛﯾﻣﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﺟراءات ﻋﻼﺟﯾﺔ ﯾﻛون اﻟﺗﺿﺧم داﻓﻌﺎ ﻟﻠﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ
1
ﻗ اررات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻻدﺧﺎر و اﻷﺟور وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
1
ﺑﺳﺎم اﻟﺣﺟﺎر ،ﻋﺑد اﷲ رزق ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،دار اﻟﻣﻧﻬل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ،2014 ،ص328ـ. 330
2
ﻣﺻطﻔﻰ ﺳﻠﻣﺎن وآﺧرون ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ و اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،2000 ،ص226
49
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
50
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻣﻘراﻧﻲ ﺣﻣﯾد ،أﺛر اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻟﻲ اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر )1988ـ ،(2012ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑوﻣرداس ،اﻟﺟزاﺋر2014 ،ـ،2015ص30،31
2
ﻣﺣﻣد ﺳرﯾﺗﻲ ،ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب ﻧﺟﺎ ،اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2008 ،ص.254
51
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
P1
P
P2
ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ M2 M M1
وﻣن اﻟرﺳم اﻟﺗوﺿﯾﺣﻲ ﯾظﻬر أن اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻧﺷﺄ ﻋن اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود
اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﺣﺟم اﻟﻣﺗﺎح ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى .إذ أم اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﯾﻣﺛل
ﻋﺎﻣﻼ ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻛوﻧﻪ ﻋﻧﺻ ار ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻟﻠﻌﻧﺻر اﻟﻣﺳﺗﻘل اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓﺈن أي ﺗﻐﯾر ﺳواء ﺑﺎﻟزﯾﺎدة
أو اﻟﻧﻘﺻﺎن ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﺳﯾﺗرك أﺛرﻩ ﺑﻧﻔس اﻟﻘدر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ﻟذا ﻧﻼﺣظ ارﺗﻔﺎع P
2
إﻟﻰ P1ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻐﯾر اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود.
1
ﻣﺣﻣود ﯾوﻧس ،ﻋﺑد اﻟﻧﻌﯾم ﻣﺑﺎرك ،اﻟﻧﻘود وأﻋﻣﺎل اﻟﺑﻧوك و اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ2002 ،ـ ،2003ص.385
2
ﻋﺎﯾدة ﻣﺣﻣد اﺳﻣﺎﻋﯾل ،اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟزﻋﯾم اﻷزﻫري ،ص .35،36
52
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﺣﺳن ﺑن رﻓدان اﻟﻬﺟﻬوج ،ﻣﺣددات اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ دول ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺧﻠﯾﺟﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،ورﻗﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎء اﻟﺳﻧوي اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر ﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﻌودي،
اﻟرﯾﺎض اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ،2009 ،ص.6
53
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
-اﻟﺿﻐوطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺻﺣﺎب اﻷﻋﻣﺎل ﻟرﻓﻊ اﻷﺟور.
-ﺣﺎﻻت اﻟﺟﻣود اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳود اﻷﺳواق ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟزﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ اﻟذي ﯾؤدي
إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر.
اﻋﺗﺑر ﻛﯾﻧز أن ﻫذا اﻟﺗﺿﺧم ﻻ ﯾﺛﯾر اﻟﻣﺧﺎوف ،ﻷﻧﻪ ﯾﺣﻔز ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺳﺑب ارﺗﻔﺎع اﻷرﺑﺎح ،وﺗﻘوم
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺧﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻛﺳﺎد ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻗدر أﻛﺑر ﻣن اﻟﺗوظﯾف.
-2اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
ﯾﻔﺗرض ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻛون ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل) اﻧﺧﻔﺎض ﻣروﻧﺔ ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج( ،ﻓﺎن
اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﺳﺗؤدي إﻟﻰ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﻷن اﻹﻧﺗﺎج وﺻل إﻟﻰ طﺎﻗﺗﻪ اﻟﻘﺻوى ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻌذر ﻣﻌﻪ
زﯾﺎدة اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت و ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺿﺧم ﺣﻘﯾﻘﻲ ،ﻫذا اﻻﺧﺗﻼل ﻣﺎ ﺑﯾن أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ وأﺳواق
ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﺳوف ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣدوث" ﻓﺟوات ﺗﺿﺧﻣﯾﺔ " ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﺎﺋض اﻟطﻠب ،و ﯾﺳﻣﻲ ﻛﯾﻧز ،ﻫذا اﻟﺗﺿﺧم
ﺑﺎﻟﺗﺿﺧم اﻟﺑﺣت.
و ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر أدﺧل ﻛﯾﻧز ﺑﻌض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺟدﯾدة ﻟﺗﺣﻠﯾل ﺣﺎﻻت اﺧﺗﻼل اﻟﺗوازن ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ
واﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ،وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺳﺑق اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ أﻛد ﻋﻠﻰ أن ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎدات اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن
اﻟﺗﺿﺧم ﻫو ﻣؤﺷر ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺿﻌف اﻟطﺎﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﯾﻌﺎب ﻓواﺋض اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﯾﺔ وﻫو ﺑذﻟك ﯾﺗﺣدد ﻣن
ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ ﻋواﻣل :
1ـ ﻓواﺋض اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ:
ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻔرق ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻋن اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ.
2ـ ﻓواﺋض اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ:
وﻫﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻋدم ﻣروﻧﺔ اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻣرﺗﻔﻊ)أي ﻋدم ﻣروﻧﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺳﻠﻊ
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ وﻣﺎ ﺑﯾن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻣﺗزاﯾد(.
3ـ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ واﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ:
1
وﻫﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ،ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻓﻲ ظروف أﻗرب إﻟﻰ اﻻﻛﺗﻣﺎل.
1
دﺑﺎت أﻣﯾﻧﺔ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﺳﺗﻬداف اﻟﺗﺿﺧم ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ اﻟﺑﻧﻛﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد2014 ،ـ ،2015ص 30ـ.34
54
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
أﺳﻣﺎء ﻣﺧﺎﻟﯾف ،ﻣﺣددات اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺑدوال اﻻﺳﺗﻬﻼك ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ،ﺷﻌﺑﺔ اﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎﻟﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج
ﻟﺧﺿر ،ﺑﺎﺗﻧﺔ2016 ،ـ،2017ص.58
55
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ ﺟﻼل ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر،
ﺗﺧص ﻧﻘود و ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر2005 ،ـ ،2006ص.45،46
56
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
ﻣﺣﻣدي ﻓوزي أﺑو اﻟﺳﻌود و آﺧرون ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،دار اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،2015،ص255
1
57
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
1
ﻓﺎروق ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧطﯾب ،ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز أﺣﻣد دﯾﺎب ،دراﺳﺎت ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ،ﺧوارزم اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺟدة،2015،ص282
2
أﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻣﻧدور و آﺧرون ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ2003 ،ـ ،2004ص317
58
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﯾذﻫب اﻟﺑﻌض إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻬﯾﺄ ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﺗدﺧﻼ ﻓﻌﺎﻻ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻪ اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ
اﻻﺋﺗﻣﺎن ﺑﻣﺎ ﯾوﺟﻬﻪ إﻟﻰ ﻓروع اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ دﻋم اﻟﺟﻬﺎز اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﺗﺣوﯾﻠﻪ إﻟﻰ
ﻓروع أﺧرى أﻗل أﻫﻣﯾﺔ.1
و ﻧﺳﺗﺧﻠص أن دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺣدود ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻧظ ار ﻟﻠﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻬﯾﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻘدة وﺿﻌف اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﺻرﻓﻲ و ﺿﯾق اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ و ﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺔ اﻟدور اﻟﻬﺎم اﻟذي
ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﺑﻪ وﺳﺎﺋل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺑﻼد.
ﻣﺟدي ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ﺳﻠﯾﻣﺎن ،ﻋﻼج اﻟﺗﺿﺧم واﻟرﻛود اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ،دار ﻏرﯾب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ و اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر ،2002 ،ص
1
127ـ131
ﻛﺎﻣل ﺑﻛري و آﺧرون ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ و اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2000 ،ص 289،290
2
59
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت وﻫﻛذا ﻓﻔﻲ ﻓﺗرات اﻟﺗﺿﺧم ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻛوﻣﺔ أن ﺗﻛﺑﺢ إﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻫﻲ و ان ﺗزﯾد أﺳﻌﺎر اﻟﺿراﺋب
ﺑﺧﻔض اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺧﺎص ،إﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺳب أن ﺗﺧطط ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﺎﺋض اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﻓﺗرات اﻟﺗﺿﺧم.1
وﻫﻛذا ﻓﺎﻹﺟراءات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﺧﻔض اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ و ﻓرض اﻟﺿراﺋب ﺟدﯾدة أو زﯾﺎدة اﻟﺿراﺋب
اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﺗﻘﻠﯾل ﺣﺟم اﻟدﺧل اﻟﻣﻣﻛن اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ ﻓﻲ أﯾدي اﻟﻧﺎس و ﻟﺧﻔض ﻣﻘدار اﻟﻔﺟوات اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻدﺧﺎر أو إدﺧﺎل ﻣﺷروﻋﺎت ﻟﻼدﺧﺎر اﻹﺟﺑﺎري و إدارة اﻟدﯾن اﻟﻌﺎم ﺑﺣﯾث ﺗﺧﻔض ﻋرض اﻟﻧﻘود.
ﻏﺎزي ﺣﺳﯾن ﻋﻧﺎﯾﺔ ،اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ2006 ،
1
2
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﯾﺳري أﺣﻣد ،دراﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود و اﻟﻔواﺋد واﻟﺑﻧوك ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2000 ،ص .87،88
3
ﻣﺣﻣد ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻘرﯾﺷﻲ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﺛراء ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،2009 ،ص .320،321
60
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ﻓﺈن ﺻﺎدرات ذﻟك اﻟﺑﻠد ﺗﺻﺑﺢ ﻏﺎﻟﯾﺔ ﻷن اﻷﺟﺎﻧب ﻋﻠﯾﻬم أن ﯾﺗﺧﻠوا ﻋن ﻛﻣﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن
ﻋﻣﻠﺗﻬم ﻟﺷراء ﻋﻣﻠﺔ ذﻟك اﻟﺑﻠد .ﺑﯾﻧﻣﺎ إﯾرادات ذﻟك اﻟﺑﻠد ﺳﺗﻛون أرﺧص ﻷن ﻋﻣﻠﺗﻪ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﺷﺗري ﻛﻣﯾﺔ أﻛﺛر
ﻣن اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ و ﻟذﻟك ﻣن اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت و اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم .إن ﻫذا ﺳوف ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻧد ﻣﻌدﻻت اﻗل.
61
اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ:
62
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
واﻟﺗﺿﺧم
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
ﺗﻣﻬﯾد
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺿﺧم ﻣن أﻛﺑر اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
و ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ و ﻧﺧص ﺑﺎﻟذﻛر اﻟﺟزاﺋر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻧﺎ ﻫذا ،ﺣﯾث اﺳﺗدﻋت اﻟﺿرورة اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺟد ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن اﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻓﻲ ﻣﻌدﻻت
اﻟﺗﺿﺧم و اﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺻل دراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل ﻣﻌدﻻت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
وﻣﻘﺎﺑﻼﺗﻬﺎ و ﻛذﻟك دراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل أﻫم أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل ﻣﻌدﻻت اﻟﺗﺿﺧم ﺧﻼل
اﻟﻔﺗرة ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ دون ﺗﺟﺎوز آﺛﺎر ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري.
64
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
1
اﻛن ﻟوﻧﯾس ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 2000ـ ،2009ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓرع ﻧﻘود وﺑﻧوك ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2010،2011 ،ص .100
65
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
66
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
ﻧﻼﺣظ ﻣن اﻟﺟدول اﻋﻼﻩ ﺑﺄن اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻗد ﺗﺿﺎﻋﻔت ﺑﺳﺑﻊ ﻣرات ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ،ﺣﯾث
ﺑﻠﻐت 14000ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر ﺳﻧﺔ 2016ﻣﻘﺎﺑل 2022.5ﺳﻧﺔ 2000و ﻫو ﻣﺎ ﯾﺑﯾﻧﻪ اﻟﺷﻛل اﻋﻼﻩ.
ﺳﺟل ﻧﻣو اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻣﻠﺣوظﺎ ﺳﻧﺔ 2001ﺣﯾث ﻗدرت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑـ 2472.5وﻫذا ﯾرﺟﻊ ﻟﻌﺎﻣﻠﯾن
أﺳﺎﺳﯾﯾن :ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻌﺎﻣل اﻷول ﻓﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻻﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗﺑﻧﺗﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ أﻓرﯾل 2001واﻟذي ﻣن
ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻧﻔراج ﻣﺎﻟﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل و ﺗﻧﺷﯾطﻪ ،أﻣﺎ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﻛﻣن ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع اﻷرﺻدة اﻟﻧﻘدﯾﺔ
اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ،وﻗد واﺻل ﻧﻣو اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2002و 2003ﺣﯾث ﺑﻠﻎ 2901.5،3354.9ﻋﻠﻰ
اﻟﺗواﻟﻲ وﯾرﺟﻊ ذﻟك اﻟﻰ ﺗواﺻل ارﺗﻔﺎع اﻻرﺻدة اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﺗواﺻل ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻻﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻘرر
ﺳﻧوات ﻣن أﻓرﯾل 2001إﻟﻰ أﻓرﯾل ،2003واﺳﺗﻣر ارﺗﻔﺎع اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 2009أﯾن ﺑﻠﻎ ﻋﻠﻰ
7173.1ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﺗوﺳﻊ اﻟﺷﺑﻛﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻧﺷﺎء ﺑرﻧﺎﻣﺞ دﻋم اﻟﻧﻣو ﻣن ﺟﻬﺔ اﺧرى و
اﻟذي ﻗرر ﻣن 2004إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 2009وﻗد ﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﺳﻌﻲ ﻧﺣو ﻣواﺻﻠﺔ اﻻﻧﻔﺎق اﻟﻌﻣوﻣﻲ واﻻﻧﻔراج اﻟﻣﺎﻟﻲ
.واﺻل ارﺗﻔﺎع اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﻌد ﺳﻧﺔ 2010إﻻ أن ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻣر ﺑوﺗﯾرة ﻣﺗﺑﺎطﺋﺔ وﯾﺧص ذﻟك ﺳﻧﺗﻲ
67
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
2012،2013و ﻛذﻟك ﺳﻧﺗﻲ 2014و 2015وذﻟك ﻟﺗﺑﺎطؤ وﺗﯾرة اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻧﻘدي .ﺳﺟل ﻣﻘر اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ
ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻔﺗرة ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ 14000ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر وﻫو ﯾﻌﺗﺑر ارﺗﻔﺎع واﺿﺢ ﻟﻠﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗطور ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﺗﻐطﻰ اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘروض ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﺣﯾث ﻛل ﺗﻐﯾر ﯾﺣﺻل
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وذﻟك ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻛﺗﻠﺔ و اﻟﺟدول
اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ﺗطور ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ:
68
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
اﻷﺻول
7415.5 5515 4179.7 3119.2 2342.6 1755.7 3110.8 775.9
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
ﻗروض
-2193.1 -1304.1 -933.2 -20.6 423.4 576.7 569.7 506.6
اﻟدوﻟﺔ
ﻗروض
2205.2 1905.4 1779 1535 1380.2 1266.8 1078.4 776.2
ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد
أﺻول
15000 15330.6 15225.2 1494.0 13922.41 11997 10886 10246.9
ﺧﺎرﺟﯾﺔ
ﻗروض
500 -2673.7 -3235.4 -3116.6 -3406.6 -3510.9 -3483.3 -3627.3
ﻟﻠدوﻟﺔ
ﻗروض
7000 5314 5156.3 4287.6 3727.5 3268.1 3086.5 2615.5
ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد
2016 اﻟﺳﻧوات
أﺻول
13000
ﺧﺎرﺟﯾﺔ
ﻗروض
2000
ﻟﻠدوﻟﺔ
ﻗروض
8000
ﻟﻺﻗﺗﺻﺎد
اﻟﻣﺻدر :اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي ﻟﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات 2016-2012-2008-2004
69
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
20000
15000
0
2000
2001
2002
2003
2004
2005
2005
2006
2007
2008
2009
2010
2012
2013
2014
2015
2016
-5000
ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺻول 10886ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر إﻻ أن ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع ﻟﻸﺻول اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻗد اﺳﺗﻣر ﻓﻲ
ﺳﻧواﺗﻪ 2013،2012،2011،2010وﻛذﻟك 2014ﺣﺗﻰ وﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل 15330.6ﻣﻠﯾﺎر اﻟدﯾﻧﺎر إﻻ أن
ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع ﻗد آل إﻟﻰ اﻹﻧﺧﻔﺎض ﺳﻧﺔ 2015و 2016أﯾن ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺻول 15000و 13000ﻣﻠﯾﺎر
دﯾﻧﺎر ﺑﺎﻟﺗﺗﺎﺑﻊ وﯾرﺟﻊ ﻫذا إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻣﻣﺎ أﺿﻌف ﻫذا اﻟﻘدرة اﻻﺳﺗﯾرادﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
2ـ ﻗروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
وﺗﺳﻣﻰ ﻛذﻟك اﻟﻘروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ ،ﺣﯾث أن اﻟﻧﻣط اﻟﻣرﻛزي ﻟﺗﻣوﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ أﻋطﻰ ﻣﻛﺎﻧﺔ
ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﺗﺷﻣل اﻟﻘروض اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻠﺧزﯾﻧﺔ :ﺗﺳﺑﯾﻘﺎت ﻣن اﻟﺑﻧك
اﻟﻣرﻛزي،اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ ﺳﻧدات اﻟﺧزﯾﻧﺔ ﻣن طرف اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وداﺋﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﺎت
اﻟﺧزﯾﻧﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺑرﯾدﯾﺔ.1
ﻧﻼﺣظ ﻣن اﻟﺟدول ﺑﺎن ﻗﯾم اﻟﻘروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋرﻓت ﺗذﺑذﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷرﺑﻊ اﻷوﻟﻰ ﻓﻘد ﻋرﻓت ارﺗﻔﺎﻋﺎ
ﻣﺎﺑﯾن ﺳﻧﺔ 2000و 2001و 2002أﯾن ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ 576.7،569.7،506.6إﻻ أن ﻫذا
اﻻرﺗﻔﺎع ﻗد آل إﻟﻰ اﻻﻧﺧﻔﺎض ﺳﻧﺔ 2003ﺣﯾث ﻗدرت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺑـ 423.4ﻣﻊ ﺗﺣﺳن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ،
وﻗد واﺻل ﻫذا اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﺧﻣس اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﺑداﯾﺔ ﻣن 2005أﯾن ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ -933.2ووﺻوﻻ
إﻟﻰ ﺳﻧﺔ 2009أﯾن ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ -3483.3وﯾﻌود ذﻟك إاﻟﻰ ﺑرﻧﺎﻣﺞ دﻋم اﻟﻧﻣو اﻟذي ﻗﺎﻣت ﺑﻪ اﻟدوﻟﺔ واﻟذي
ﺟﺎء ﻣدﻋﻣﺎ ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻻﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻗد ﺳﺎﻫﻣت ﻫذﻩ اﻟﺑراﻣﺞ ﻓﻲ ﺗﺣﺳن اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻣﺎ أﺛر اﯾﺟﺎﺑﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾص ﻣدﯾوﻧﯾﺗﻬﺎ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺑﻧوك .ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻘروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟﻠﺳﻧوات 2010و2011
و 2012و 2013ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب ﻟـ ) (-3510.9)،(-3406.6)،(-3116.3) ،(3235.4-وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ ﻋﻠﻰ
ﻫذا اﻻﻧﺧﻔﺎض أﻧﻪ ﯾﺗﻣﯾز ﺑوﺗﯾرة ﻣﺗﺑﺎطﺋﺔ وﻗد ﺑﻠﻐت ﻗﯾﻣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘروض ) (-2673.7ﺳﻧﺔ 2014أﯾن ﻧﺳﺟل ﻫﻧﺎ
اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌﺗﺑر ﻟﻬﺎ إﻻ ان ﻫذا اﻻﺧﯾر ﻗد اﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﺳﻧﺗﻲ 2015و 2016أﯾن ﺑﻠﻎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ
500و 2000ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر .
3ـ ﻗروض ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد
ﺗوﺟﻪ اﻟﻘروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﻟﻸﻋوان ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن ﻣن طرف اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺑﻧﻛﻲ وﺗﻌﺗﺑر اﺣدى ﻣﻛوﻧﺎت ﻣﺟﺎﻣﯾﻊ
اﻟﻘروض اﻟداﺧﻠﯾﺔ.
1
ﻛﻠﺛوم ﺻﺎﻓﻲ ،أﺛر اﻻﻧﻔﺎق اﻟﺣﻛوﻣﻲ وﻋرض اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟواردات ﺗطﺑﯾق ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 1990ـ ،2010ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺗﺧﺻص اﻗﺗﺻﺎد دوﻟﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫران -2014،ـ،2015ص103
71
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
ﻋرﻓت اﻟﻘروض اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ 2000أﯾن ﺑﻠﻐت 776.2وﻛﺎﻧت ﺗﺳﺟل ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻛل ﺳﻧﺔ
ﺣﯾث ﺳﺟﻠت ﺳﻧﺔ 2002ﻗﯾﻣﺔ 1266.8ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر وواﺻﻠت ﻓﻲ ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ 2009ﺣﯾث
ﺑﻠﻐت 3086.5وﯾﻌود اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ أن اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻔﺎﺋﺿﺔ ﻗد وﺟﻬت إﻟﻰ ﺗﻣوﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﻣﺎ زاد ﻫذا
اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻘروض اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ،واﺻل ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﻣواﻟﯾﺔ ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﺳﻧﺔ 2010
3268.1و ﺳﻧﺔ 2011،3727.5وﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﻣواﻟﯾﺔ وذﻟك ﺗﺄﺛ ار ﺑﺎﻹﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزاﺋري ﺣﺗﻰ
وﺻل ﻗﯾﻣﺔ اﻻرﺗﻔﺎع ﺳﻧﺔ 2016إﻟﻰ 8000ﻣﻠﯾﺎر دﯾﻧﺎر.
1
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ص 105
72
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
ﻟوﺿﻊ ﺣﺟم ﺳﯾوﻟﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل وداﺋﻊ ﻟﻣدة 24ﺳﺎﻋﺔ أو ﻷﺟل ﻣﻘﺎﺑل ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌدل ﻓﺎﺋدة ﺛﺎﺑت ﯾﺣﺳب
1
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻓﺗرة اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ،وذﻟك ﻋﺑر ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺻﺔ ﯾﻌﻠﻧﻬﺎ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر.
4ـ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻷﻣﺎﻧﺔ
ﯾﺗدﺧل ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﺗوﻓﯾر اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗﻔﺎوض ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﯾﺣدد
ﻣﺑﻠﻎ ﻫذا اﻟﺗدﺧل ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟذي ﯾﺗﺻورﻩ واﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ ،وﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن ﻛل ﺑﻧك
ﻣﻘرض ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻘدم ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳﻧدات ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﺑﻧك اﻟﻣﻘرض ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻬﺎ
ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم أو اﻟﺗﻧﺎزل ﻣؤﻗﺗﺎ ﻋن ﺳﻧدات ﻣﻘﺎﺑل دﯾن ،أي ﻗروض ﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻧذ
ﯾوم إﺟراء اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،وﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻘروض ﻣﺿﻣوﻧﺔ ﻟﻣدة اﻟﻘرض ،وﻋﻧد إﻧﻘﺿﺎء أﺟل اﻟﻘرض ﯾرﺟﻊ اﻟﺑﻧك اﻟﻣﻘرض
اﻟﺳﻧدات ﻟﻠﺑﻧك اﻟﻣﻘﺗرض ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗم اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻷﻣﺎﻧﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺿﺦ ﻟﻠﺳﯾوﻟﺔ رﻏم أﻧﻬﺎ ذات
إﺗﺟﺎﻫﯾن ،وذﻟك ﻣﻧذ أن ﻋرف اﻟﻧظﺎم اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻓﺎﺋﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻓﻬﻲ ﻟم ﺗﺳﺗﺧدم وﻧﻼﺣظ أﯾﺿﺎ ﺗراﺟﻊ ﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ
اﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟذي ﯾﺣددﻩ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻛﺳﻌر ﺗوﺟﯾﻬﻲ وﻣرﺟﻌﻲ 10.75ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺗﻲ
2
2001و 2003ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﺣﯾث ﺑﻘﻲ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣدة واﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺛﺑﺎت إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ .2006
5ـ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ
ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷداة ﻓﻲ ﺗدﺧل ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﺑﯾﻊ وﺷراء اﻟﺳﻧدات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﯾﻛون
ﺗﺎرﯾﺦ إﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻬﺎ أﻗل ﻣن ﺳﺗﺔ ) ( 06أﺷﻬر ،وﺳﻧدات ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺧﺻم ،أو ﺑﻐرض ﻣﻧﺢ اﻟﻘروض وﻗد ﺣدد
اﻟﻘﺎﻧون )90ـ (10اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧدات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر أن ﯾﺟرﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ،أن ﻻ
ﺗﺗﺟﺎوز ﺳﻘف 20 %ﻣن اﻹﯾرادات اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻧﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﺳﻘف ﺗم اﻟﺗﺧﻠﻲ
ﻋﻧﻪ ﻣﻧذ ﺻدور اﻷﻣر) 03ـ (11اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة رﻗم ) (54ﻣﻧﻪ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗدﺧل ﻓﻲ
اﻟﺳوق اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺳﻧدات اﻟﺧزﯾﻧﺔ.3
1
اﻛن ﻟوﻧﯾس ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 120
2
ﻓﺿﯾل راﯾس ،ﺗﺣوﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗﺔ ،2009-2000ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺎﺣث ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺑﺳﺔ ،اﻟﺟزاﺋر8 ،
3
ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق
73
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
74
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
2.4 3 2 5.1 5.2 6.9 4.1 2.1 2.4 ﻣﻌدل
اﻟﻧﻣو
2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 اﻟﺳﻧوات 2009
8
7
6
5
4
ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو
3
2
1
0
ﻋرف ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻧﺧﻔﺎﺿﺎ ﻣﺎﺑﯾن ﺳﻧﺗﻲ 2000و 2001ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ
2.4و 2.1ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ إﻻ اﻧﻪ اﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﺳﻧﺗﯾﻪ اﻟﻣﻘﺑﻠﺗﯾن 2002و 2003أﯾن ﺑﻠﻎ 4.1و 6.9ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ ﻋﻠﻰ
75
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
اﻟﺗواﻟﻲ وﯾﻌود ﻫذا ﻣزاﻣﻧﺔ ﻣﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻻﻧﺗﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺟﺎء ﻣن أﺟل إﻧﺷﺎء ﻣﻧﺎﺻب ﺷﻐل وﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
اﻟﻔﻘر ،ﺛم اﻧﺗﻘل ﺑﻌد ﻫذا اﻻرﺗﻔﺎع إﻟﻰ ﺗذﺑذﺑﺎ ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 2004إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 2007وذﻟك ﻟﺗﺄﺛرﻩ ﺑﺎﻟﺻدﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺛم ﺑﻘﻲ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻓﻲ ﺳﻧﺗﻲ 2008و 2009أﯾن ﺑﻠﻎ 2.4ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ وﻗد واﺻل ﺑﻌد ﻫذا اﻟﺛﺑﺎت ﻓﻲ
اﻟﺗذﺑذب ﻣﺎﺑﯾن اﻻﻧﺧﻔﺎض واﻻرﺗﻔﺎع إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 2016أﯾن ﺑﻠﻎ ﻧﺑﺔ 3.4ﺑﺎﻟﻣﺋﺔ.
3ـ ﻫدف اﻟﺗﺷﻐﯾل
ﯾﻧﻌﻛس اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻻﯾﺟﺎب ﻋﻠﻰ ﻫدف اﻟﺗﺷﻐﯾل ﺣﯾث ﯾظﻬر ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن ﺧﻼل ﺗطو ارت
ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺗﺗﺑﻌﻬﺎ واﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺿﺢ ذﻟك:
اﻟﺟدول رﻗم :ﺗطور ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة 2000ـ2016
اﻟوﺣدة ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺋوﯾﺔ %
2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 اﻟﺳﻧوات 2000
11.3 13.8 12.3 15.3 20.1 23.7 25.9 27.3 8.29 ﻣﻌدل
اﻟﺑطﺎﻟﺔ
2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 اﻟﺳﻧوات 2009
76
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
ﻋرﻓت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧوع ﻣن اﻻﻧﺧﻔﺎض ﺳﻧﺔ 2000ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻣﻌدﻟﻬﺎ 8.29إﻻ أن اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻗد اﻧﺗﻘل إﻟﻰ
اﻻرﺗﻔﺎع ﺳﻧﺔ 2001ﺣﯾث ﺑﻠﻐت 27.3وﯾﻌود ذﻟك إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻻﻧﻛﻣﺎﺷﻲ ﺛم ﻋﺎد ﻣن ﺟدﯾد إﻟﻰ
اﻻﻧﺧﻔﺎض ﺳﻧﺔ 2002أﯾن ﺑﻠﻎ 25.9وﻗد واﺻل ﻓﻲ ﻫذا اﻻﻧﺧﻔﺎض ﻣن ﺳﻧﺔ إﻟﻰ اﺧرى ﺣﺗﻰ وﺻل إﻟﻰ 10.2
ﺳﻧﺔ 2009وﯾﻌود ﻫذا اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﺗواﺻل إﻟﻰ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻻﻧﻌﺎش اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻬدف إﻟﻰ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وﻗد ﻋرﻓت ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﯾن ذﻟك ﻧوع ﻣن اﻟﺗذﺑذب ﺑﯾن اﻻﻧﺧﻔﺎض اﻻرﺗﻔﺎع ﺣﯾث ﺑﻠﻐت 11.4ﺳﻧﺔ
2010ﻓﻲ ﺣﯾن ﺑﻠﻐت 9.9ﺳﻧﺔ ، 2011وواﺻﻠت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗذﺑذب ﺣﺗﻰ ﺳﻧﺔ 2016أﯾن ﺑﻠﻐت .10.5
77
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
4.86 3.68 2.31 1.38 3.97 4.26 1.43 4.3 0.6 ﻣﻌدل
اﻟﺗﺿﺧم
2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 اﻟﺳﻧوات 2009
1
ﻓﺿﯾل راﯾس) ،ﺗﺣوﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ،(2009-2000ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺎﺣث
78
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
3
2
1
0
79
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
1
ﺑن ﻋرﺑﺔ ﺑوﻋﻼم ،اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻗﺳم ﻋﻠوم
اﻟﺗﺳﯾﯾر ،2009،ص.57
80
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
إن ﺧﺿوع اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻧﻔط و إدﻣﺎﺟﻪ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﺧﻼل وارداﺗﻪ وﺻﺎدراﺗﻪ
ﻛﻼﻫﻣﺎ ﯾﺛﯾران ﺣﺳﺎﺳﯾﺎت و ﺗوﺗرات ﺗﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋر اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎدي
ﺑﻔﺗﺢ اﻷﺳواق و إﻟﻐﺎء اﻟﻘﯾود اﻹدارﯾﺔ و اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗوردة ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﻬﺎ أﺧطﺎر ﻣﻬددة ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت
اﻟدول اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ﻣﺛل اﻟﺟزاﺋر.
و ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻗوﻟﻪ ﻋن اﻟﺗﺿﺧم اﻟﻣﺳﺗورد ﻫو أﻧﻪ ﻣوﺟود ﻣﺎ دام ﻫﻧﺎك ﺗﺑﺎدل ﺗﺟﺎري دوﻟﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ و ﻗطﺑﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟم
اﻟﻣﺗﻘدم و اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﺧﻠف ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
81
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
ﻟﻠﺗزاﯾد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ .ﻛﻣﺎ أن ﻣدﺧرات اﻷﻓراد اﻟﻣودﻋﺔ ﻟدى اﻟﺑﻧوك واﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺑرﯾدﯾﺔ
1
اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻘدت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺟراء اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوداﺋﻊ.
2ـ ظﻬور ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻓرق ﺗﻣﺎﯾزي ﺑﯾن طﺑﻘﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري
إن اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت اﻟﻣﺳﺗﻣرة واﻟﻣﺗزاﯾدة ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗدﻫور اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ،وﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ
اﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻷف ا رد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك اﺳﺗﻔﺎدة أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ واﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن،
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﺿرر أﺻﺣﺎب اﻟدﺧول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ وأﺻﺣﺎب اﻷﺟور و اﻟرواﺗب.
وﻧظ ار إﻟﻰ أن اﻟﺷرﯾﺣﺔ ذات اﻟدﺧول اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻫﻲ اﻷوﺳﻊ واﻷﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻓﺈن ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﯾش ﻓﻲ
اﻟﺑﻠد أﺻﺑﺣت ﺗدﻋوا ﻟﻠﻘﻠق وﺗﻬدد اﻟﺳﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺣﯾث أﺻﺑﺢ اﻟﺣدﯾث ﯾدور ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺣول ﻧوع ﻣن
اﻟﺗﻣﺎﯾز اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺣﯾث أﺻﺑﺢ اﻟﺣدﯾث ﯾدور ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﺣول ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻣﺎﯾز اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻟدﺗﻪ
اﻟﺿﻐوط اﻟﺗﺿﺧﻣﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺷراﺋﺢ ﻟﻠطﺑﻘﺔ اﻟواﺣدة.
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أدت ﺑﺑﻌض اﻟﻛﻔﺎءات اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻗوﺗﻬم اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل:
اﻟﺑﺣث ﻋن وظﯾﻔﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﻋﻣل اﻟزوﺟﺔ.
ﺗﻘدﯾم ﺳﺎﻋﺎت إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗدرﯾس ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺳﺎﺗذة.
ﻫﺟرة اﻷدﻣﻐﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج.
ﺗﻔﺷﻲ ظواﻫر اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ واﻟرﺷوة ﻓﻲ اﻹدارات.
2
اﺗﺳﺎع ﻧﻣط اﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﺗﻔﺎﺧري.
1
ﻣوﻟود ﺣﺷﻣﺎن ،ﻣﺣددات اﻷﺟر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ,أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ,ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ,ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر, 2000 ,ص. 60 .
2
ﺳﻌﯾد ﻫﺗﻬﺎت ،دراﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ,رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ,ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ ,ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ص.254
82
اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﺗﺿﺧم اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث:
83
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﺗﻣﺛل اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻣ ارﻗﺑﺔ ﻋرض اﻟﻧﻘود و اﻟﺗﺣﻛم
ﻓﯾﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ و أﻫداف اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺣور
ﺣول أﻫداف أوﻟﯾﺔ ﯾﻌﻣل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻣن ﺧﻼل ﻣﺗﻐﯾراﺗﻬﺎ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﻫداف اﻟوﺳﯾطﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻫﻲ
اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣراﻗﺑﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺳﻠطﺎت و اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺷﻛل ﺛﺎﺑت وﻣﻘدر ﻣن اﻷﻫداف
اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻣﺛل ﻣﻘدار اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻧوي ﻟﻠﻛﺗﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
وﺑﻐﯾﺔ اﺳﺗﻬداف ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم واﻟﺣد ﻣن آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻌﻣل اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ
ﺟﻣﯾﻊ أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻧﺣو ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﯾﺟﻌل ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺿﺧم ﻣﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻬدف.
وﻗد ﻋﻣل ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻬداف ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ 2000واﻟﺣد ﻣن ﺧطورﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺑﻧﺎء وﺿﻌﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻋرض اﻟﻧﻘود ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن وﺑﺷﻛل ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺟﯾد
واﻟﺳﻠﯾم ﻣﻊ ظﺎﻫرة اﻟﺗﺿﺧم وذﻟك ﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد ﻋﻠﻰ أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر واﻟﺗﻲ
ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ
85
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ ﺗﻣﻛﻧﺎ ﻣن اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣن أﻫﻣﻬﺎ
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن أﻫم ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺳﺗﺧدم ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن
أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ﺗﺗﻛون أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣن أدوات ﻣﺑﺎﺷرة وأﺧرى ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،ﯾﻛﻣن اﻟﻔرق ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻫﻣﺎ،
ﺣﯾث أن اﻷدوات اﻟﻐﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳوق اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺿﺧم ظﺎﻫرة ﻗﯾد اﻟدراﺳﺔ و اﻻﻫﺗﻣﺎم وذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
اﻗﺗراﺣﺎت وﺗوﺻﯾﺎت
ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز إﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي وﺗطوﯾر ﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟدﯾﻪ ﻟﯾﻣﺎرس ﺳﯾﺎﺳﺗﻪ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﺑﺻورة ﻓﻌﻠﯾﺔ.
ﺿرورة ﺗﻔﻌﯾل أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻷﺧص أداة ﻣﻌدل إﻋﺎدة اﻟﺧﺻم ،وﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳوق
اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ واﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻓﻲ إﺳﺗﺧدام أدوات اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗطوﯾر ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر .
86
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر
واﻟﻣراﺟﻊ
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
اﻟﻣراﺟﻊ
أ .اﻟﻛﺗب:
.1أﺣﻣد رﻣزي ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻌﺎل ،اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﻌدﻻت اﻟدوﻟرة و ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،اﻟﻣﻛﺗب
اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻣﻌﺎرف ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ أﻏﺳطس .2013
.2أﻧس اﻟﺑﻛري ،وﻟﯾد اﻟﺻﺎﻓﻲ ،اﻟﻧﻘود و اﻟﺑﻧوك ،دار اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن 2012م.
.3ﺗوﻣﺎس ﻣﺎﯾر وآﺧرون ،اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك واﻻﻗﺗﺻﺎد ،دار اﻟﻣرﯾﺦ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟرﯾﺎض ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ.2002 ،
.4ﺟﻼل ﺟوﯾدة اﻟﻘﺻﺎص ،اﻟﻧﻘود و اﻟﺑﻧوك و اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ2010 ،م.
.5ﺟﻣﺎل ﺑن دﻋﺎس ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ و اﻟوﺿﻌﻲ ،دار اﻟﺧﻠدوﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻟﺟزاﺋر2006 ،م.
.6ﺣﺳﯾن ﺑﻧﻲ ﻫﺎﻧﻲ ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك ،دار اﻟﻛﻧدي ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن 2002 ،م.
.7زﻛرﯾﺎ اﻟدوري ،ﯾﺳري اﻟﺳﺎﻣراﺋﻲ ،اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،دار اﻟﯾﺎزوري ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن ،اﻷردن.2006 ،
.8ﺳﻌﯾد ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺣﻼق ،ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود اﻟﻌﺟﻠوﻧﻲ ،اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك واﻟﻣﺻﺎرف اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن2010 ،م.
.9ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻧﺎﺻر ،ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟرﯾﺎم ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﺟزاﺋر.2006 ،
.10ﺳﻧوﺳﻲ ﻋﻠﻲ ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻧﻘود واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف
اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ2015-2014 ،م.
.11ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻔﺗﺎح ،اﻟﻧﻘود واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر2005 ،م.
.12ﺻﺑﺣﻲ ﺗﺎدرس ﻗرﯾﺿﺔ ،اﻟﻧﻘود و اﻟﺑﻧوك ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت.
.13ﺿﯾﺎء ﻣﺟﯾد ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك. ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2012 ،
.14ﻋﻠﻲ ﻛﻧﻌﺎن ،اﻟﻧﻘود و اﻟﺻﯾرﻓﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،دار اﻟﻣﻧﻬل اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،ﺑﯾروت2012،م.
.15ﻋوف ﻣﺣﻣود اﻟﻛﻔراوي ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻹﺷﻌﺎع ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ
واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر.1997 ،
.16ﻓﺎﺋزة ﻟﻌراف ،ﻧظرﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ و أﺳواق رأس اﻟﻣﺎل و اﻟﻣﺻﺎرف ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
.2016
88
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
.17ﻟﺣﻠو ﻣوﺳﻰ ﺑوﺧﺎري ،ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ و ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻣﻛﺗب ﺣﺳﯾن اﻟﻌﺻرﯾﺔ
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت.2010،
.18ﻣﺎﯾﻛل اﺑد ﺟﻣﺎن ،اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ"اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ" ،دار اﻟﻣرﯾﺦ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟرﯾﺎض1999،م.
.19ﻣﺣﺳن أﺣﻣد اﻟﺧﺿﯾري ،اﻟﺑﻧوك اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ﻣﺗﻐﯾر ،اﺗراك ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ
واﻟﻧﺷر ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻘﺎﻫرة.،2016،
.20ﻣﺣﻣد أﺣﻣد اﻷﻓﻧدي ،ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺻﻧﻌﺎء2002 ،م.
.21ﻣﺣﻣد ﺳﻌﯾد اﻟﺳﻣﻬوري ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك ،اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻋﻣﺎن،
.2011
.22ﻣﺣﻣود ﺣﺎﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟرزاق ،اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك و اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ.2013 ،
.23ﻣﻔﯾد ﻋﺑد اﻟﻼوي ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي و اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌﺔ ﻣزوار ،اﻟوادي.2007 ،
.24ﻧﺟﺎح ﻋﺑد اﻟﻌﻠﯾم ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب أﺑو اﻟﻔﺗوح ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ،ﻋﺎﻟم
اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،إرﺑد ـﺎﻷردن،2015،
.25ﻫﯾﻔﺎء ﻏدﯾر ﻏدﯾر ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ودورﻫﺎ اﻟﺗﻧﻣوي ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوري ،ﻣﻧﺷورات اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺳورﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،دﻣﺷق .2010 ،
89
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
.4ﺣﺎﺟﻲ ﺳﻣﯾﺔ ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﺧﺗﻼل ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ
ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود و اﻟﺑﻧوك وأﺳواق اﻟﻣﺎل ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة2015 ،ـ2016م.
.5درواﺳﻲ ﻣﺳﻌود ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ
ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 2005ـ.2006
.6ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻔﺗﺎح ،اﻟﻧﻘود و اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻓرع
اﻟﻧﻘود واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ2002 ،ـ.2003
.7ﻋﺑد اﻟرزاق ﻧذﯾر ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻛﺄداة ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ
ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة2015 ،ـ2016م.
.8ﻓوزﯾﺔ ﺧﻠوط ،آﺛﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ دﻋم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻟﺗطورات
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة .2013،2014 ،
.9ﻟﺣﺳن دردوري ،ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻼج ﻋﺟز اﻟﻣوازﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر
ﺑﺳﻛرة .2013،2014 ،
ﻣﺣﻣد اﻷﻣﯾن وﻟﯾد طﺎﻟب ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل .10
ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﻋﻠوم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم
اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة2015 ،ـ2016م.
ﻣﻧﺎﺻرﯾﺔ ﺧوﻟﺔ ،أﺛر اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أداء ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة .11
دﻛﺗوراﻩ اﻟطور اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك واﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة .2015،2016 ،
ﻣﻧﯾرة اﻟﻧوري ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻐﺎرﺑﻲ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل .12
ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠو م اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم
اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ1،2016ـ2017م.
90
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
وردة ﺷﯾﺑﺎن ،اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود واﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ .13
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ، 1
2015ـ2016م.
ج .رﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر
.1اﻛن ﻟوﻧﯾس ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت
ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﺗﺧﺻص ﻧﻘود و ﺑﻧوك ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻋﻠوم
اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ـ3ـ 2010 ،ـ2011م.
.2ﺑﻧﺎﻧﻲ ﻓﺗﯾﺣﺔ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺑﻧوك ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
أﻣﺣﻣد ﺑوﻗرة ،ﺑوﻣرداس2008 ،ـ209م.
.3ﻣﺎﺟدة ﻣدوخ ،ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ظل اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟراﻫﻧﺔ ،ﻣذﻛرة
ﻣﻘدﻣﺔ ﺿﻣن ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﻧﻘود وﺗﻣوﯾل ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة.2003-2002 ،
.4وﺟدي ﺟﻣﯾﻠﺔ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﺔ اﺳﺗﻬداف اﻟﺗﺿﺧم ،ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص اﻗﺗﺻﺎد ﻗﯾﺎﺳﻲ ﺑﻧﻛﻲ و ﻣﺎﻟﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺑﻲ ﺑﻛر ﺑﻠﻘﺎﯾد ،ﺗﻠﻣﺳﺎن2015 ،ـ2016م.
د .اﻟﻣﺟﻼت:
ﺑن ﻧﺎﻓﻠﺔ ﻧﺻﯾرة ،دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺗﺿﺧم ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺷﺎﺋر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﯾﻼﻟﻲ اﻟﯾﺎس
،ﺳﯾدي ﺑﻠﻌﺑﺎس ،اﻟﺟزاﺋر .2016 ،
ه .اﻟﻣداﺧﻼت
.1ﻋﻣر ﺷرﯾف ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و أدوات ﺗﺣﻘﯾق ﻧﺟﺎح اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻣداﺧﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ.
.2ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻧﻘدي و أﺳواق رؤوس اﻷﻣوال ،ﻣطﺑوﻋﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠﺑﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ و
ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ و ﻋﻠوم اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ 1اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر2016،ـ2017م.
.3أﺳﻣﺎء ﻫﺎدي ﻧﻌﻣﺔ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ،ﻣداﺧﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺿﻣن ﻣوﺿوع اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ.
91