Professional Documents
Culture Documents
تفسير الجلالين
تفسير الجلالين
»تفسير الج�لين«
1
التعريف بمؤ ِلّ َفي هذا التفسير:
الجليل ا�مامان الجلي�ن :ج�ل الدين المح ِّلي ،وج�ل الدين السيوطي.
َ ألَّف هذا التفسير
المح ِّلي
ج�ل الدين َ
اسمه ونسبه:
هو ج�ل الدين محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المح ِّلي الشافعي ،تفتازاني العرب،
ُّ
ا�مام الع�َّمة) .(١
مصنفاته:
َّ
وقد أ َّلف المحلي كتب ًا وهي غاي ٌة في ا�ختصار والتحرير والتنقيح ،وقد أقبل الناس
على مؤلَّفاته ،وتل َّقوها بالقبول ،وتداولوها في دراساتهمِ ،
فمن ُمؤلَّفاته: ْ
)(١
انظر لترجمته» :الضوء ال�مع« للسخاوي ) ،(٤١-٣٩ /٧و»سلم الوصول« ) ،(٨٩-٨٨ /٣و»البدر الطالع« )/٢
،(١١٦-١١٥و»طبقات المفسرين« للداوودي ) ،(٨٥-٨٤ /٢و»طبقات المفسرين« ل�درنه وي )ص ،(٣٣٧-٣٣٦
و»ا�ع�م« .٣٣٣ /٥
) (٢انظر» :شذرات الذهب« ) (٤٤٧ /٩باختصار يسير.
2
»شرح جمع الجوامع« في أصول الفقه على مذهب ا�مام الشافعي. (١
»شرح الورقات« في ا�صول أيضاً. (٢
المسمى بـ »كنز الراغبين« في فقه الشافعية.
َّ »شرح المنهاج« (٣
»تفسير القرآن« الذي نحن بصدد تعريفه. (٤
كمل» :تفسير القرآن« ،كتب منه َّأول الكهف
وأجل كتبه التي لم ُت َ
ُّ قال تلميذه السيوطي:
ٍ
وآيات يسيرة من البقرة، إلى آخر القرآن ،وهو ممزوج محرر في غاية الحسن ،وكتب على الفاتحة
َّ
نمطه ِمن َّأول البقرة إلى آخر ا�سراء .
) (٣
أكملته بتكملة على َ
ُ وقد
مصنفات لم ُيكملها ،كـ »شرح القواعد« �بن هشام ،و»شرح التسهيل« كتب منه قلي�ً
َّ ومنها
جدا ،و»حاشية على شرح جامع المختصرات« ،و»حاشية على جواهر ا�سنوي« ،و»شرح ًّ
الشمسية« في المنطق.
وفاته:
تو ِّفي في أول ٍ
يوم ِمن سنة (٨٦٤) :من الهجرة. َّ
السيوطي
ج�ل الدين ُّ
اسمه ونسبه:
الخ َضيري ،السيوطي،
هو ج�ل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين ُ
المحقق المد ِّقق ،صاحب المؤلَّفات الفائقة النافعة) .(٤
ِّ الشافعي ،الم ِ
سند ُ
مولده ونشأته:
حصلت عند و�دته حادثة طريفة :وهيْ ُولد السيوطي في »أسيوط« ،سنة ٨٤٩) :هـ( ،وقد
فلما ذهبت ِ
زوجته أن تأتيه به من المكتبةَّ ،
َ أن والده ــ وكان من أهل العلم ــ احتاج إلى كتاب ،فأمر
عته؛ ف ُل ّقب بـ )ابن الكتب(.
فوض ْ
فجأها المخاض ــ وهي بين الكتب ــ ََ
3
وتو ِّفي والده ــ وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر ــ ،وقد وصل في القرآن إذ ذاك
ُ
وصايته إلى جماعة ،منهم :الكمال بن الهمام ،وختم القرآن العظيم،
ُ التحريم ،وأُسند
إلى سورة ّ
وله من العمر دون ثمان سنين ،ثم ِ
حفظ »عمدة ا�حكام« ،و»منهاج النووي« ،و»ألفية ابن مالك«،
َّ َّ
و»منهاج البيضاوي« ،وعرض ذلك على علماء عصره وأجازوه.
شيوخه ،وت�مذته:
شرع السيوطي في ا�شتغال بالعلم من ابتداء ربيع ا�ول سنة ٨٦٤) :هـ( ،وأخذ عن
كثير من أعيان عصره ،فمن أشهرهم:
الشارمساحي ،أخذ عنه الفرائض ،ووصفه بـ »فرضي زمانه«.
ْ الشيخ شهاب الدين (١
َ ّ
شيخ ا�س�م َع َلم الدين صالح بن عمر بن رس�ن البلقيني ،لزمه في الفقه إلى أن (٢
ُ
مات.
المناوي ،أخذ عنه الفقه والتفسير.
شيخ ا�س�م شرف الدين ُ (٣
حتى تو ِّفي.
تقي الدين الشبلي الحنفي ،واظبه في الحديث أربع سنين َّ (٤ا�مام ِّ
الكافيجي� ،زمه السيوطي أربعة عشر عاماً ،وأخذ منه أغلب ِ (٥الع�مة محيي الدين
ُّ َ
علمه من التفسير ،وا�صول ،والعربية ،والمعاني ،وغير ذلك.
َّ
(٦الشيخ سيف الدين محمد الحنفي ،أخذ عنه التفسير ،وا�صول ،والب�غة.
كل أسبوع مرتين. السيوطي مجالسه سن ًة كاملة في ّ ِ المح ِّلي ،وقد حضر (٧الج�ل َ
َّ ُّ
وغيرهم من فض�ء زمانه.
ُ
وقد ذكر ابن العماد الحنبلي :أ َّن الداوودي )تلميذ السيوطي( أحصى في ترجمة السيوطي
رتبين على حروف المعجم ــ فبلغت ِع َّدتهم أحداً وخمسين أسماء شيوخه إجاز ًة وقراء ًة وسماعاً ــ ُم َّ
َ
) (٥
نفس ًا .
أول حاشية على
وأخذ عن السيوطي :محمد بن علي الداوودي ،والعلقمي ــ وهو صاحب َّ
»تفسير الج�لين« ــ ،وشمس الدين ابن طولون ،وغيرهم.
4
ثناء العلماء عليه:
قال عنه تلميذه الداوودي :وكان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه رجا�ً وغريباً ،ومتناً
وجدت
ُ وسند ًا ،واستنباط ًا ل�حكام منه ،وأخبر عن نفسه أ َّنه يحفظ مائتي ألف حديث ،قال :ولو
ظته .قال :ولع َّله � يوجد على وجه ا�رض ا�ن أكثر من ذلك) .(٦ ِ
أكثر لحف ُ
مصنفاته:
َّ
ولما بلغ السيوطي أربعين سن ًة شرع في تحرير مؤلَّفاته ،وترك ا�فتاء والتدريس ،وأقام
ّ
يتحول منها إلى أن مات.
َّ في روضة المقياس ،فلم
النافعة المحررة المعتبرة ،فبلغ عددها إلىاستقصى تلميذه الداوودي مؤلَّفاته الكثيرة َّ
َّ
شتى فنون العلم ،وقد
خمسمئة ) (٥٠٠مؤ َّلف ،وهي ما بين مؤ َّلفات كبار ،ورسائل صغار ،في َّ
مصنفاته في حياته في أقطار ا�رض شرقاً وغرباً ،وكان آي ًة كبرى في سرعة التأليف.
َّ اشتهر أكثر
وجاء في »شذرات الذهب« في ترجمته :ولو لم يكن له ِمن الكرامات إ� كثرة المؤلَّفات ــ
مع تحريرها وتدقيقها ــ لكفى ذلك شاهداً لمن يؤمن بالقدرة) .(٧
السيوطي وأماكن ِ ِ
خاص ٌة ،منها» :دليل مخطوطات ّ َّ كتب
وقد ُص ّنف في تعداد مؤلَّفاته ُ
صنفه ا�ستاذان أحمد الخازندار ومحمد إبراهيم الشيباني ،وقد بلغت ِع َّدة مؤلَّفاته فيه وجودها«َّ ،
المسمى بـ»الحافظ ج�ل الدين السيوطي معلمة العلوم َّ ) (٩٨١مؤلَّفاً ،وقد أوصلها الطباع في كتابه
َّ
ا�س�مية« )ص (٣١٢إلى ) (١١٩٤مؤلَّفاً ،ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود ،وا� تعالى أعلم.
التبحر ،فقد كثُرت فيه
ُّ وحيث إ َّن علم التفسير من العلوم التي ُرزق السيوطي فيها
مصنفاً ،بحسب إحصاء الشيخ محمد يوسف ستينِ ِ
َّ فاته في التفسير وعلومه ّ
مصنفاته ،إذ بلغت مؤلَّ ُ
َّ
الشربجي في كتابه» :ا�مام السيوطي وجهوده في علوم القرآن«) ،(٨ونحن سنقتصر هنا على ذكر
أشهرها بحسب المقام:
» (١ا�تقان في علوم القرآن«.
» (٢ا�كليل في استنباط التنزيل« كتاب في تفسير آيات ا�حكام.
5
» (٣التحبير في علم التفسير«.
» (٤تكملة تفسير الج�ل المحلي«.
» (٥تناسق الدرر في تناسب ا�يات والسور«.
»الدر المنثور في التفسير بالمأثور«.
ُّ (٦
» (٧طبقات المفسرين«.
» (٨لباب النقول في أسباب النزول«.
» (٩مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع«.
» (١٠معترك ا�قران في إعجاز القرآن«.
» (١١مفحمات ا�قران في مبهمات القرآن«.
» (١٢نواهد ا�بكار وشوارد ا�فكار« وهي حاشية على »تفسير البيضاوي« ،كتبه
السيوطي في عشرين عاماً ،وح ِّققت هذه الحاشية وطبعت مع »تفسير البيضاوي« عن دار
اللباب.
وفاته:
ِ
وتوفي السيوطي سن َة ٩١١) :هـ( ،في منزله بروضة المقياس ،رحمه ا� تعالى.
***
6
الذي جرى عليه الج�ل المح ِّلي ،كما أوضح ذلك في مقدمته ،وهذا هو الصحيح ،خ�ف ًا لمن
زعم عكس ذلك ،وا� أعلم.
لقد تتابع الناس في الثناء على هذا التفسير ،سواء ِمن أصحاب الحواشي عليه ،أو ِمن
المتك ِّلمين على الكتب والمؤلفات ،أو أصحاب كتب مناهج المفسرين.
فقال الصاوي في حاشيته على »تفسير الج�لين« :وكان كتاب الج�لين ِمن ّ ِ
أجل كتب
الجم الغفير ،من أهل البصائر والتنوير) .(٩
ُّ وأجم َع على ا�عتناء به
َ التفسير،
لب لباب التفاسير) .(١٠
كبير المعنىَّ � ،نه ُّ وقال حاجي خليفة :وهو ــ مع كونه صغير الحجم ــ
ُ َ
وقال ا�ستاذ حسين الذهبي :إ َّن »تفسير الج�لين« غاي ٌة في ا�ختصار وا�يجاز ،ومع هذا
ا�ختصار فالكتاب َقيِم في بابه ،وهو من أعظم التفاسير انتشاراً ،وأكثرها تداو�ً ونفعاً ،وقد طُبِع
ٌّ
) (١١
وظفر بكثير من تعاليق العلماء وحواشيهم عليه . مرار ًا كثيرةِ ،
وقال الشيخ عبد العظيم الزرقانيَّ :أما »تفسير الج�لين« فكتاب ّقيِم ،سهل المأخذ إلى ٍّ
حد
مختصر العبارة كثير ًا ،يكاد يكون أعظم التفاسير انتشار ًا ونفع ًا ،وإن كان أصغرها أو ِمن أصغرِ ها ما،
َ َ َ ُ
متنوعة) .(١٢ ِ
شرحاً وحجماًَ ،تداو َل ْته طبقات مختلفة من أهل العلم وغيرهم ،وطُبع طبعات كثيرة ِّ
جمل ما مصنفاه تفسير ًا مختصر ًا فيه ُم ُ ِّ جمع فيه
َ فتفسير الج�لين :هو أحد تفاسير الدراية،
موجزة محررة ،فيه بيان معاني ٍ ِ ِ
َّ المفسرون ،أو ما اختاراه من أقوال السابقين ،وأورداه بعبارة َّ ذكره
بالنصِ مزجا تفسيرهما ِ ِ ِ
ّ والبيانَ ، الفهم مما ُيساعد على
وا�عرابَّ ،
ِ القراءات القرآن ،وبعض وجوه
لب لباب التفاسير«. القرآني ،في غاية ا�تقان ،فكان كما قال حاجي خليفةُّ » :
ِّ
طريقة الج�لين في تفسيريهما:
يمكن لنا تلخيص طريقتهما في »تفسير الج�لين« على ما يلي:
ومدنيتها ،ثم بيان ِ
عدد آياتها. ِ مكي ِة السورة (١ذكر ِ
َّ َّ ّ َّ
ِ
وأصحها. تدل عليه ا�يات القرآنية ،وما ُيفهم منها ،واختيار أرجح ا�قوال
(٢ذكر ما ُّ
ّ َّ
7
توسع أو تطويل ِ ِ
الفهم والبيان ،دون ُّ مما ُيساعد على
ا�عراب عند الحاجةَّ ،
ِ (٣ذكر بعض وجوه
ُيخرج عن القصد.
(٤التنبيه على القراءات القرآنية المشهورة ،على وجه لطيف ،وبتعبير وجيز) ،يتابعان في ذلك
َّ
وا�عراض عن القراءات
ُ ٍ
عمرو بن الع�ء البصري ،ولكن يخالفان تلك القراءة أحياناً( قراء َة أبي
الشا َّذة غير المرضية.
َّ
(٥ا�شارة عند تفسير آي ا�حكام ــ بإيجاز شديد ،وبدون ذكر الخ�ف ــ إلى ِ
قول الشافعي
في المسألة ــ وك�هما في الفقه على مذهب الشافعي ــ دون ذكرِ ا�د َّلة في الغالب.
ِ
الشاهد منها، موضع (٦إيراد ا�حاديث في الغالب بِمعناها � ،بلفظها ،ويذكرانها مختصراً ،أو
َ
أو طر َفها؛ ل�ختصار.
الحديث ِمن أصحاب الكتب ،كالشيخين ،وكذلك راويه ِمن الصحابة ،ودرجة
َ (٧ذكر َمن خرج
َّ
الصحة ،إ� أ َّن ذلك نادر.
َّ الحديث من
مصادرهما في تفسيريهما:
نص السيوطي على بعض المصادر التي اعتمد عليها هو وشيخه المح ِّلي في كتابه »بغية َّ
اعتماد الج�لين في تفسيريهما على الوعاة«) ،ويمكن ــ با�عتماد على ما بينه هناك ــ أن ُن ِ
حصر (١٣
َ َّ
أربعة مصادر أصلية:
َّ
» (١التفسير الوجيز« للواحدي )ت ٤٦٨ :هـ(.
أصل »تفسير الج�لين«.
عد هذا التفسير َ
يمكن أن ُي َّ
ِ
المتبصر« لمو َّفق الدين ِّ
المتذكر وتذكرة » (٢تفسير الكواشي« )الصغير( ،المسمى بـ»تلخيص تبصرة
ّ
الكواشي )ت ٦٨٠ :هـ(.
مكي ِتها استفاد الج��ن من هذا التفسير في ناحيتين؛ القراءات ،وترجمات السور ،أي :ذكر ِ
ّ َّ
أو مدني ِتها ،وعدد آياتها.
َّ
» (٣أنوار التنزيل وأسرار التأويل« للقاضي البيضاوي )ت ٦٨٥ :هـ(.
» (٤تفسير القرآن العظيم« �بن كثير )ت ٧٧٤ :هـ(.
8
نص عليها الج�ل السيوطي ،لكن هناك مصادر أخرى ،أشار إليها وهذه ا�ربعة هي التي َّ
الميسر« )سِّ :
مقدمة َّ محقق تفسير الج�لين ا�ستاذ فخر الدين قباوة في »تفسير الج�لين
التحقيق( ،كـ »معاني القرآن وإعرابه« للزجاج ،و»التبيان في إعراب القرآن« للعكبري ،و»الكشاف«
للزمخشري ،و»البحر المحيط« �بي حيان ،و»الدر المصون« للسمين ،وغيرها.
) (١٤انظر» :التفاسير المختصرة ّاتجاهها ومناهجها« لمحمد بن راشد البركة )ص (٤٤٨وما بعدها.
) (١٥انظر» :كشف الظنون« ).(٤٤٥ /١
9
وهي حاشية كبيرة ،مليئة بالنقول عن نحو عشرين كتاب ًا في التفسير ،منها بعض حواشي
الج�لين السابقة عليه ــ كحاشية الكرخي ،وهو كثير النقل عنها ــ وحاشية الم� علي القاري.
» (٦حاشية على تفسير الج�لين« �بي العباس أحمد بن محمد الصاوي الخلوتي المالكي )ت:
١٢٤١هـ( ،وقد اشتهرت هذه الحاشية بنسبتها إلى مؤلفها بـ»حاشية الصاوي على الج�لين« ،وهي
عدة طبعات.
مطبوعة َّ
لخصها المؤلف من حاشية شيخه الجمل» :الفتوحات ا�لهية« السابق ذكرها ،كما وقد َّ
صرح بذلك في مقدمته) ،(١٦وقال عنها الغماري في »بدع التفاسير« :فيها تحقيقات رائعة ،إ� أنَّه
َّ
) (١٧
يعتمد ا�سرائيليات .
َّ
» (٧حاشية على تفسير الج�لين« لمحمد بن أبي السعود صالح السباعي المصري الشافعي
المعروف بالحفناوي )ت١٢٦٨ :هـ( ،وتقع هذه الحاشية في ث�ث مجلدات ،و� زالت مخطوط ًة.
الميسر« ،ل�ستاذ فخر الدين قباوة ،وهي مطبوعة ،وسيأتي الك�م عليها ــ
َّ » (٨تفسير الج�لين
إن شاء ا� ــ في وصف طبعات الكتاب.
لكنها أكثر
»المفصل في تفسير القرآن العظيم« لمؤلف الحاشية السابقة نفسه ،وهي مطبوعةّ ،
َّ (٩
»المفصل« إذا ضاق المجال في
َّ تفصي�ً ،وأوسع بحث ًا ،ولذلك فهو يحيل على هذه الحاشية
)المختصرة( للمؤلف نفسه.
َ الحاشية السابقة
10
» (١قرة العينين على تفسير الج�لين« للقاضي محمد أحمد كنعان ،صدر عن »المكتب
ا�س�مي« في بيروت ،سن َة ) ١٤٠٢هـ(.
الميسر« ح َّققه وع َّلق عليه :فخر الدين قباوة ،وصدر عن »مكتبة لبنان
ّ » (٢تفسير الج�لين
ناشرون« في بيروت ،سن َة ) ١٤٢٣هـ( على هامش مصحف المدينة ،في مج َّلد واحد ضخم ،في
) (٦٠٦صفحات ِمن القطع الكبير ،والحرف الصغير.
***
11
نصوص مختارة من »تفسير الج�لين«
سورة الفاتحة
ين﴾ إلى آخرِ ها ،وإن كانت منها ،والسابع ُةِ ﴿ :صر َ ِ ِ مكي ٌة ،سبع ٍ ِ
اط ا َّلذ َ َ ْ بالبسملة إن آيات
ّ َّ
وب﴾ إلى آخرِ ها.
لم تكن منها فالسابع ُةَ ﴿ :غيرِ ا ْل َم ْغ ُض ِ
ْ
ِ
مقول العباد. مناسب ًا له بكونها ِمن اك َنعب ُد﴾ ِ قبل ﴿إِي ليكون ما َ
َ قدر في َّأولها» :قولوا«؛ وي َّ
َّ َ ْ ُ ُ
ين )﴾(٢ ِ ِِ من الر ِح ِ بِس ِم ِ
يم )﴿ (١ا ْل َح ْم ُد َّ� َر ِّب ا ْل َعا َلم َ َّ
ا� الر ْح ِ
َّ َّ ْ
مالك لجمي ِعٌ بمضمونها ِمن أ َّنه تعالى
ِ �﴾ جمل ٌة خبري ٌة ُقصد بها الثناء على ِ
ا� ﴿ا ْلحمد ِ َّ ِ
ُ َّ َ ْ ُ
بحق) .(١٨ وا� ع َل ٌم على المعبود ٍّ ِ الحمد ِمن الخلق ،أو ِ
يحمدوهُ . �ن َ مستح ٌّق ْ
والدواب ِ
والم�ئكة والجن مال ِك جمي ِع الخلق ِمن ا�نس ﴿ر ِب ا ْلعا َل ِمين ) ﴾(٢أيِ :
ِّ ِّ َ َ ّ َ
وكل ِمنها ُيط َلق عليه عا َلم ،يقال :عا َلم ا�نس وعا َلم الجن إلى غيرِ ذلك ،و ُغ ِّلب في وغيرِ همٌّ ،
ُ ٌ
وج ِده.
�مةَّ � ،نه ع�م ٌة على ُم ِ لم على غيرِ هم ،وهو ِمن الع ِ والنون أولو ِ
الع ِ ِ ِ
بالياء جم ِعه
َ ْ
يم ) ﴾(٣أي :ذي الرحمة ،وهي إراد ُة الخير �هله. ﴿الر ْحم ِن الر ِح ِ
َّ َّ َ
ِ
وخص بالذكرِ ؛ � َّنه � م ْل َك ظاهراً َّ الجزاء ،وهو يوم القيامة، ين ) ﴾(٤أي: ﴿ َم ِل ِك َي ْو ِم ِّ
الد ِ
مال ِك﴾ فمعناه:
�﴾ ]غافر ،[١٦ :ومن قرأ ﴿ ِ � تعالى ،بدليلِ ﴿ :لم ِن ا ْلم ْل ُك ا ْليوم ِ َّ ِ �حد إ� ِ ٍ فيه
َ َْ َ ُ َ
وقوعه صف ًة فصح يوم القيامة ،أي :هو موصوف بذلك دائماً كـ» ِ
غافرِ ال َّذ ْن ِب« مالك ا�مرِ ك ِّله في ِ ِ
ُ َّ
ِ
معرفة. لل
ب منك ٍ ِ ِ
خصك بالعبادة من توحيد وغيرِ ه ،ونط ُل ُ
ين ) ﴾(٥أيَ :ن ُّ
اك َن ْس َتع ُ
اك َن ْع ُب ُد َوإ َِّي َ
﴿إ َِّي َ
العبادة وغيرِ ها.ِ المعون َة على
ويبدل منه: ِ الصراط المست ِق ﴿اه ِدنا ِ
يم ) ﴾(٦أي :أرش ْدنا إليهُ ، ْ َ ّ َ َ ُْْ َ َ
بص َل ِتهَ ﴿ :غيرِ ا ْل َم ْغ ُض ِ
بدل ِمن »الذين« ِ
وي ُ ِ ين أَ ْن َع ْم َ ﴿ ِصر َ ِ
وب
ْ ت َع َل ْيهِ ْم﴾ بالهدايةُ ، اط الَّذ َ َ
صارى. ِ
الن َ
وهم َّ
ين )ُ ﴾(٧ اليهود ﴿ َو َ�﴾ وغيرِ ﴿ َّ
الضا ّل َ ُ َع َليهِ م﴾ وهم
ْ ْ
12
هتدين ليسوا يهود ًا و� نصارى.
َ الم
ونكت ُة البدل إفاد ُة أ َّن ُ
***
13
حتى يصير نهار ًا ِبين ًا. ح ِإ َذا َت َن َّف َس﴾َّ :
امتد َّ الص ْب ِ
﴿ َو ُّ
ّ َ
يم﴾ على ا� تعالى ،وهو جبريل ،أُ َ
ضيف إليه؛ لنزوله القرآن ﴿ َل َقو ُل ر ٍ
سول َكرِ ٍ َ ﴿إ َّن ُه﴾ أي:
ْ َ
به.
ٍ
مكانة. ين﴾ :ذي شديد ال ُقوى ﴿ ِعند ِذي ا ْلعر ِش﴾ أيِ :
ا� تعالى ﴿ َم ِك ٍ ِ ﴿ ِذي ُق َّو ٍة﴾ أي:
َْ َْ
متع ِّلق به » َ
عند«.
ين﴾ على الوحي. ﴿ ُم َطا ٍع َثم﴾ أي :تطيعه الم�ئك ُة في السماوات ﴿أَ ِم ٍ
َّ
قسم عليه. ﴿وما ص ِ
الم َ
عطف على »إ َّنه« إلى آخرِ ُ
محمد ص َّلى ا� عليه وس َّلمٌ .
ٌ احب ُكم﴾:
ََ َ ُ ْ
متم.
زع ُ ٍ
﴿ ِب َم ْج ُنون﴾ كما َ
بريل على صورته التي ُخ ِل َق عليها محم ٌد ص َّلى ا� عليه وس َّلم ِج َ
َّ آه﴾ رأى﴿ َو َل َق ْد َر ُ
البي ِن ،وهو ا�على بناحية المشرق.
ّ
ين﴾ِ : ﴿ ِب ْا�ُ ُف ِق ا ْل ُم ِب ِ
﴿ َو َما ُه َو﴾ :محمد صلى ا� عليه وسلم ﴿ َع َلى ا ْل َغي ِب﴾ :ما غاب ِمن الوحي وخبرِ
ْ
هم ،وفي قراءة بالضاد ،أي :ببخيل ،في ِنق َص شيئاً منه.
ُ
بمت ٍين( أيَّ : السماء ) ِبظَ ِن ٍ
يم﴾ :مرجوم. سترق السم ِع ﴿ر ِج ٍ طان﴾ م ِ ﴿وما هو﴾ أي :القرآ ُن ﴿ ِب َقو ِل َشي ٍ
َ ُ ْ ْ ََ َُ
وإعراضكم عنه؟ ِ القرآن، كون في إنكارِ كم طريق َت ْس ُل َ ٍ فأي ﴿ َفأَ ْي َن َت ْذ َه ُب َ
َ ون﴾َّ :
ِ ِ ِ ِ ِ
والجن.
ِّ ا�نس ﴿ ِإ ْن﴾ :ما ﴿ ُه َو ِإ َّ� ذ ْك ٌر﴾ :عظ ٌة ﴿ل ْل َعا َلم َ
ين﴾:
ِّ
الحق. يم﴾ ِّ
باتباع الجار﴿ .أَن يست ِق
ْ َْ َ َ ِّ بدل ِمن »العالمين« بإعادة ﴿ ِل َم ْن َش َاء ِم ْن ُك ْم﴾ ٌ
ِ
الخ�ئ ِق ين﴾: ِ َ ِّ
ا� َر ُّب ا ْل َعا َلم َالحق ﴿ َّإ� أ ْن َي َش َاء ُ ون﴾ ا�ستقام َة على اؤ َ ﴿ َو َما َت َش ُ
قامتكم عليه. ِ
است َ
***
14