You are on page 1of 14

‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫»تفسير الج�لين«‬

‫لـ�مام ج�ل الدين المح ِّلي‬


‫رحمه ا�‬
‫المتو َّفى سنة‪ ٨٦٤) :‬هـ(‬
‫وا�مام ج�ل الدين السيوطي‬
‫رحمه ا�‬
‫المتو َّفى سنة‪ ٩١١) :‬هـ(‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫التعريف بمؤ ِلّ َفي هذا التفسير‪:‬‬
‫الجليل ا�مامان الجلي�ن‪ :‬ج�ل الدين المح ِّلي‪ ،‬وج�ل الدين السيوطي‪.‬‬
‫َ‬ ‫ألَّف هذا التفسير‬

‫المح ِّلي‬
‫ج�ل الدين َ‬
‫اسمه ونسبه‪:‬‬
‫هو ج�ل الدين محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المح ِّلي الشافعي‪ ،‬تفتازاني العرب‪،‬‬
‫ُّ‬
‫ا�مام الع�َّمة) ‪.(١‬‬

‫مولده ونشأته‪ ،‬شيوخه وت�مذته‪:‬‬


‫ُولد بمصر سنة )‪ ٧٩١‬هـ(‪ ،‬واشتغل وبرع في الفنون؛ فقهاً‪ ،‬وك�ماً‪ ،‬وأُصو�ً‪ ،‬ونحواً‪،‬‬
‫ومنطقاً‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫وأخذ المحلي العلم عن البيجوري‪ ،‬والشمس البساطي‪ ،‬والع�ء البخاري‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫السخاوي‪ ،‬وج�ل الدين السيوطي‪ ،‬الذي أكمل‬
‫و َّأما أشهر ت�ميذه اثنان‪ :‬شمس الدين َّ‬
‫تفسيره بعد وفاته‪.‬‬

‫ثناء العلماء عليه‪:‬‬


‫السلف‪ ،‬على الص�ح والورع‪ ،‬وا�مرِ‬ ‫غر َة عصره في سلوك طريق َّ‬ ‫قال ابن العماد‪ :‬كان‬
‫َّ‬
‫والحك ِام‪ ،‬ويأتون إليه ف� يلتفت إليهم‪،‬‬
‫َّ‬ ‫والنهي عن المنكر‪ ،‬يواجه بذلك أكابر الظ َل ِ‬
‫مة‬ ‫ِ‬ ‫بالمعروف‬
‫وعرض عليه القضاء ا�كبر فامتنع‪ ،‬وولي‬ ‫كرامات‪ُ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫و� يأذن لهم في الدخول عليه‪ ،‬وظهرت له‬
‫ُ‬
‫تدريس الفقه ببعض المدارس في مصر‪ ،‬وقرأ عليه جماع ٌة) ‪.(٢‬‬

‫مصنفاته‪:‬‬
‫َّ‬
‫وقد أ َّلف المحلي ‪ ‬كتب ًا وهي غاي ٌة في ا�ختصار والتحرير والتنقيح‪ ،‬وقد أقبل الناس‬
‫على مؤلَّفاته‪ ،‬وتل َّقوها بالقبول‪ ،‬وتداولوها في دراساتهم‪ِ ،‬‬
‫فمن ُمؤلَّفاته‪:‬‬ ‫ْ‬
‫)‪(١‬‬
‫انظر لترجمته‪» :‬الضوء ال�مع« للسخاوي )‪ ،(٤١-٣٩ /٧‬و»سلم الوصول« )‪ ،(٨٩-٨٨ /٣‬و»البدر الطالع« )‪/٢‬‬
‫‪ ،(١١٦-١١٥‬و»طبقات المفسرين« للداوودي )‪ ،(٨٥-٨٤ /٢‬و»طبقات المفسرين« ل�درنه وي )ص ‪،(٣٣٧-٣٣٦‬‬
‫و»ا�ع�م« ‪.٣٣٣ /٥‬‬
‫)‪ (٢‬انظر‪» :‬شذرات الذهب« )‪ (٤٤٧ /٩‬باختصار يسير‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫»شرح جمع الجوامع« في أصول الفقه على مذهب ا�مام الشافعي‪.‬‬ ‫‪(١‬‬
‫»شرح الورقات« في ا�صول أيضاً‪.‬‬ ‫‪(٢‬‬
‫المسمى بـ »كنز الراغبين« في فقه الشافعية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫»شرح المنهاج«‬ ‫‪(٣‬‬
‫»تفسير القرآن« الذي نحن بصدد تعريفه‪.‬‬ ‫‪(٤‬‬
‫كمل‪» :‬تفسير القرآن«‪ ،‬كتب منه َّأول الكهف‬
‫وأجل كتبه التي لم ُت َ‬
‫ُّ‬ ‫قال تلميذه السيوطي‪:‬‬
‫ٍ‬
‫وآيات يسيرة من البقرة‪،‬‬ ‫إلى آخر القرآن‪ ،‬وهو ممزوج محرر في غاية الحسن‪ ،‬وكتب على الفاتحة‬
‫َّ‬
‫نمطه ِمن َّأول البقرة إلى آخر ا�سراء ‪.‬‬
‫) ‪(٣‬‬
‫أكملته بتكملة على َ‬
‫ُ‬ ‫وقد‬

‫مصنفات لم ُيكملها‪ ،‬كـ »شرح القواعد« �بن هشام‪ ،‬و»شرح التسهيل« كتب منه قلي�ً‬
‫َّ‬ ‫ومنها‬
‫جدا‪ ،‬و»حاشية على شرح جامع المختصرات«‪ ،‬و»حاشية على جواهر ا�سنوي«‪ ،‬و»شرح‬ ‫ًّ‬
‫الشمسية« في المنطق‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫تو ِّفي ‪ ‬في أول ٍ‬
‫يوم ِمن سنة‪ (٨٦٤) :‬من الهجرة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫السيوطي‬
‫ج�ل الدين ُّ‬
‫اسمه ونسبه‪:‬‬
‫الخ َضيري‪ ،‬السيوطي‪،‬‬
‫هو ج�ل الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين ُ‬
‫المحقق المد ِّقق‪ ،‬صاحب المؤلَّفات الفائقة النافعة) ‪.(٤‬‬
‫ِّ‬ ‫الشافعي‪ ،‬الم ِ‬
‫سند‬ ‫ُ‬
‫مولده ونشأته‪:‬‬
‫حصلت عند و�دته حادثة طريفة‪ :‬وهي‬‫ْ‬ ‫ُولد السيوطي في »أسيوط«‪ ،‬سنة‪ ٨٤٩) :‬هـ(‪ ،‬وقد‬
‫فلما ذهبت‬ ‫ِ‬
‫زوجته أن تأتيه به من المكتبة‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫أن والده ــ وكان من أهل العلم ــ احتاج إلى كتاب‪ ،‬فأمر‬
‫عته؛ ف ُل ّقب بـ )ابن الكتب(‪.‬‬
‫فوض ْ‬
‫فجأها المخاض ــ وهي بين الكتب ــ َ‬‫َ‬

‫)‪ (٣‬انظر‪» :‬حسن المحاضرة« للسيوطي )‪.(٤٤٤ /١‬‬


‫)‪ (٤‬انظر لترجمته‪» :‬الضوء ال�مع« )‪ ،(٧٠-٦٥ /٤‬و»شذرات الذهب« )‪ ،(٧٩-٧٤ /١٠‬و»سلم الوصول« )‪-٢٤٨ /٢‬‬
‫‪ ،(٢٤٩‬و»ا�ع�م« )‪ ،(٣٠٢-٣٠١ /٣‬و»الحافظ ج�ل الدين السيوطي معلمة العلوم ا�س�مية« للطباع‪ ،‬و»ا�مام‬
‫السيوطي وجهوده في علوم القرآن« للشيخ محمد يوسف الشربجي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وتو ِّفي والده ــ وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر ــ‪ ،‬وقد وصل في القرآن إذ ذاك‬
‫ُ‬
‫وصايته إلى جماعة‪ ،‬منهم‪ :‬الكمال بن الهمام‪ ،‬وختم القرآن العظيم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫التحريم‪ ،‬وأُسند‬
‫إلى سورة ّ‬
‫وله من العمر دون ثمان سنين‪ ،‬ثم ِ‬
‫حفظ »عمدة ا�حكام«‪ ،‬و»منهاج النووي«‪ ،‬و»ألفية ابن مالك«‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫و»منهاج البيضاوي«‪ ،‬وعرض ذلك على علماء عصره وأجازوه‪.‬‬

‫شيوخه‪ ،‬وت�مذته‪:‬‬
‫شرع السيوطي ‪ ‬في ا�شتغال بالعلم من ابتداء ربيع ا�ول سنة‪ ٨٦٤) :‬هـ(‪ ،‬وأخذ عن‬
‫كثير من أعيان عصره‪ ،‬فمن أشهرهم‪:‬‬
‫الشارمساحي‪ ،‬أخذ عنه الفرائض‪ ،‬ووصفه بـ »فرضي زمانه«‪.‬‬
‫ْ‬ ‫الشيخ شهاب الدين‬ ‫‪(١‬‬
‫َ ّ‬
‫شيخ ا�س�م َع َلم الدين صالح بن عمر بن رس�ن البلقيني‪ ،‬لزمه في الفقه إلى أن‬ ‫‪(٢‬‬
‫ُ‬
‫مات‪.‬‬
‫المناوي‪ ،‬أخذ عنه الفقه والتفسير‪.‬‬
‫شيخ ا�س�م شرف الدين ُ‬ ‫‪(٣‬‬
‫حتى تو ِّفي‪.‬‬
‫تقي الدين الشبلي الحنفي‪ ،‬واظبه في الحديث أربع سنين َّ‬ ‫‪ (٤‬ا�مام ِّ‬
‫الكافيجي‪� ،‬زمه السيوطي أربعة عشر عاماً‪ ،‬وأخذ منه أغلب‬ ‫ِ‬ ‫‪ (٥‬الع�مة محيي الدين‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫علمه من التفسير‪ ،‬وا�صول‪ ،‬والعربية‪ ،‬والمعاني‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ (٦‬الشيخ سيف الدين محمد الحنفي‪ ،‬أخذ عنه التفسير‪ ،‬وا�صول‪ ،‬والب�غة‪.‬‬
‫كل أسبوع مرتين‪.‬‬ ‫السيوطي مجالسه سن ًة كاملة في ّ ِ‬ ‫المح ِّلي‪ ،‬وقد حضر‬ ‫‪ (٧‬الج�ل َ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫وغيرهم من فض�ء زمانه‪.‬‬
‫ُ‬
‫وقد ذكر ابن العماد الحنبلي‪ :‬أ َّن الداوودي )تلميذ السيوطي( أحصى في ترجمة السيوطي‬
‫رتبين على حروف المعجم ــ فبلغت ِع َّدتهم أحداً وخمسين‬ ‫أسماء شيوخه إجاز ًة وقراء ًة وسماعاً ــ ُم َّ‬
‫َ‬
‫) ‪(٥‬‬
‫نفس ًا ‪.‬‬
‫أول حاشية على‬
‫وأخذ عن السيوطي‪ :‬محمد بن علي الداوودي‪ ،‬والعلقمي ــ وهو صاحب َّ‬
‫»تفسير الج�لين« ــ‪ ،‬وشمس الدين ابن طولون‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬

‫)‪ (٥‬انظر‪» :‬شذرات الذهب« )‪.(٧٦-٧٥ /١٠‬‬

‫‪4‬‬
‫ثناء العلماء عليه‪:‬‬
‫قال عنه تلميذه الداوودي‪ :‬وكان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه رجا�ً وغريباً‪ ،‬ومتناً‬
‫وجدت‬
‫ُ‬ ‫وسند ًا‪ ،‬واستنباط ًا ل�حكام منه‪ ،‬وأخبر عن نفسه أ َّنه يحفظ مائتي ألف حديث‪ ،‬قال‪ :‬ولو‬
‫ظته‪ .‬قال‪ :‬ولع َّله � يوجد على وجه ا�رض ا�ن أكثر من ذلك) ‪.(٦‬‬ ‫ِ‬
‫أكثر لحف ُ‬
‫مصنفاته‪:‬‬
‫َّ‬
‫ولما بلغ السيوطي ‪ ‬أربعين سن ًة شرع في تحرير مؤلَّفاته‪ ،‬وترك ا�فتاء والتدريس‪ ،‬وأقام‬
‫ّ‬
‫يتحول منها إلى أن مات‪.‬‬
‫َّ‬ ‫في روضة المقياس‪ ،‬فلم‬
‫النافعة المحررة المعتبرة‪ ،‬فبلغ عددها إلى‬‫استقصى تلميذه الداوودي مؤلَّفاته الكثيرة َّ‬
‫َّ‬
‫شتى فنون العلم‪ ،‬وقد‬
‫خمسمئة )‪ (٥٠٠‬مؤ َّلف‪ ،‬وهي ما بين مؤ َّلفات كبار‪ ،‬ورسائل صغار‪ ،‬في َّ‬
‫مصنفاته في حياته في أقطار ا�رض شرقاً وغرباً‪ ،‬وكان آي ًة كبرى في سرعة التأليف‪.‬‬
‫َّ‬ ‫اشتهر أكثر‬
‫وجاء في »شذرات الذهب« في ترجمته‪ :‬ولو لم يكن له ِمن الكرامات إ� كثرة المؤلَّفات ــ‬
‫مع تحريرها وتدقيقها ــ لكفى ذلك شاهداً لمن يؤمن بالقدرة) ‪.(٧‬‬
‫السيوطي وأماكن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خاص ٌة‪ ،‬منها‪» :‬دليل مخطوطات ّ‬ ‫َّ‬ ‫كتب‬
‫وقد ُص ّنف في تعداد مؤلَّفاته ُ‬
‫صنفه ا�ستاذان أحمد الخازندار ومحمد إبراهيم الشيباني‪ ،‬وقد بلغت ِع َّدة مؤلَّفاته فيه‬ ‫وجودها«‪َّ ،‬‬
‫المسمى بـ»الحافظ ج�ل الدين السيوطي معلمة العلوم‬ ‫َّ‬ ‫)‪ (٩٨١‬مؤلَّفاً‪ ،‬وقد أوصلها الطباع في كتابه‬
‫َّ‬
‫ا�س�مية« )ص‪ (٣١٢‬إلى )‪ (١١٩٤‬مؤلَّفاً‪ ،‬ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود‪ ،‬وا� تعالى أعلم‪.‬‬
‫التبحر‪ ،‬فقد كثُرت فيه‬
‫ُّ‬ ‫وحيث إ َّن علم التفسير من العلوم التي ُرزق السيوطي ‪ ‬فيها‬
‫مصنفاً‪ ،‬بحسب إحصاء الشيخ محمد يوسف‬ ‫ستين‬‫ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫فاته في التفسير وعلومه ّ‬
‫مصنفاته‪ ،‬إذ بلغت مؤلَّ ُ‬
‫َّ‬
‫الشربجي في كتابه‪» :‬ا�مام السيوطي وجهوده في علوم القرآن«) ‪ ،(٨‬ونحن سنقتصر هنا على ذكر‬
‫أشهرها بحسب المقام‪:‬‬
‫‪» (١‬ا�تقان في علوم القرآن«‪.‬‬
‫‪» (٢‬ا�كليل في استنباط التنزيل« كتاب في تفسير آيات ا�حكام‪.‬‬

‫)‪ (٦‬انظر‪» :‬شذرات الذهب« )‪.(٧٦ /١٠‬‬


‫)‪ (٧‬انظر‪» :‬شذرات الذهب« )‪.(٧٨ /١٠‬‬
‫)‪ (٨‬انظر‪» :‬ا�مام السيوطي وجهوده في علوم القرآن« للشيخ محمد يوسف الشربجي )ص ‪.(٢٤١-٢١٧‬‬

‫‪5‬‬
‫‪» (٣‬التحبير في علم التفسير«‪.‬‬
‫‪» (٤‬تكملة تفسير الج�ل المحلي«‪.‬‬
‫‪» (٥‬تناسق الدرر في تناسب ا�يات والسور«‪.‬‬
‫»الدر المنثور في التفسير بالمأثور«‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫‪(٦‬‬
‫‪» (٧‬طبقات المفسرين«‪.‬‬
‫‪» (٨‬لباب النقول في أسباب النزول«‪.‬‬
‫‪» (٩‬مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع«‪.‬‬
‫‪» (١٠‬معترك ا�قران في إعجاز القرآن«‪.‬‬
‫‪» (١١‬مفحمات ا�قران في مبهمات القرآن«‪.‬‬
‫‪» (١٢‬نواهد ا�بكار وشوارد ا�فكار« وهي حاشية على »تفسير البيضاوي«‪ ،‬كتبه‬
‫السيوطي في عشرين عاماً‪ ،‬وح ِّققت هذه الحاشية وطبعت مع »تفسير البيضاوي« عن دار‬
‫اللباب‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫ِ‬
‫وتوفي السيوطي سن َة‪ ٩١١) :‬هـ(‪ ،‬في منزله بروضة المقياس‪ ،‬رحمه ا� تعالى‪.‬‬
‫***‬

‫التعريف بـ »تفسير الج�لين«‬


‫اشترك في تأليف هذا التفسير المشهور ــ كما أشرنا إليه ــ ا�مامان الجلي�ن‪ ،‬ج�ل الدين‬
‫المح ِّلي‪ ،‬وج�ل الدين السيوطي‪ ،‬رحمهما ا�‪.‬‬
‫َّأما ج�ل الدين المح ِّلي‪ ،‬فقد ابتدأ تفسيره ِمن أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس‪،‬‬
‫ِ‬
‫فسر‬
‫أتمها وكتب في تفسير سورة البقرة يسيراً اخترمته الم َّني ُة فلم ُي ّ‬
‫ثم ابتدأ بتفسير الفاتحة‪ ،‬وبعد أن َّ‬
‫ما بعدها‪.‬‬
‫فكمل تفسيره‪ ،‬فابتدأ‬ ‫ِ‬
‫وأما ج�ل الدين السيوطي فقد جاء بعد شيخه الج�ل المح ّلي‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫بتفسير سورة البقرة‪ ،‬وانتهى عند آخر سورة ا�سراء‪.‬‬
‫فسره بعبارة موجزة محررة‪ ،‬في غاية الحسن‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫فسر الجزء الذي َّ‬
‫وبعد هذا‪ ،‬فالج�ل المح ّلي‪َّ ،‬‬
‫يتوس ْع؛ � َّنه التزم بأن ُي ِتم الكتاب على النمط‬
‫ونهاية الدقة‪ ،‬والج�ل السيوطي تابعه على ذلك ولم َّ‬
‫َّ‬

‫‪6‬‬
‫الذي جرى عليه الج�ل المح ِّلي‪ ،‬كما أوضح ذلك في مقدمته‪ ،‬وهذا هو الصحيح‪ ،‬خ�ف ًا لمن‬
‫زعم عكس ذلك‪ ،‬وا� أعلم‪.‬‬
‫لقد تتابع الناس في الثناء على هذا التفسير‪ ،‬سواء ِمن أصحاب الحواشي عليه‪ ،‬أو ِمن‬
‫المتك ِّلمين على الكتب والمؤلفات‪ ،‬أو أصحاب كتب مناهج المفسرين‪.‬‬
‫فقال الصاوي ‪ ‬في حاشيته على »تفسير الج�لين«‪ :‬وكان كتاب الج�لين ِمن ّ ِ‬
‫أجل كتب‬
‫الجم الغفير‪ ،‬من أهل البصائر والتنوير) ‪.(٩‬‬
‫ُّ‬ ‫وأجم َع على ا�عتناء به‬
‫َ‬ ‫التفسير‪،‬‬
‫لب لباب التفاسير) ‪.(١٠‬‬
‫كبير المعنى‪َّ � ،‬نه ُّ‬ ‫وقال حاجي خليفة‪ :‬وهو ــ مع كونه صغير الحجم ــ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وقال ا�ستاذ حسين الذهبي‪ :‬إ َّن »تفسير الج�لين« غاي ٌة في ا�ختصار وا�يجاز‪ ،‬ومع هذا‬
‫ا�ختصار فالكتاب َقيِم في بابه‪ ،‬وهو من أعظم التفاسير انتشاراً‪ ،‬وأكثرها تداو�ً ونفعاً‪ ،‬وقد طُبِع‬
‫ٌّ‬
‫) ‪(١١‬‬
‫وظفر بكثير من تعاليق العلماء وحواشيهم عليه ‪.‬‬ ‫مرار ًا كثيرة‪ِ ،‬‬

‫وقال الشيخ عبد العظيم الزرقاني‪َّ :‬أما »تفسير الج�لين« فكتاب ّقيِم‪ ،‬سهل المأخذ إلى ٍّ‬
‫حد‬
‫مختصر العبارة كثير ًا‪ ،‬يكاد يكون أعظم التفاسير انتشار ًا ونفع ًا‪ ،‬وإن كان أصغرها أو ِمن أصغرِ ها‬ ‫ما‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫متنوعة) ‪.(١٢‬‬ ‫ِ‬
‫شرحاً وحجماً‪َ ،‬تداو َل ْته طبقات مختلفة من أهل العلم وغيرهم‪ ،‬وطُبع طبعات كثيرة ِّ‬
‫جمل ما‬ ‫مصنفاه تفسير ًا مختصر ًا فيه ُم ُ‬ ‫ِّ‬ ‫جمع فيه‬
‫َ‬ ‫فتفسير الج�لين‪ :‬هو أحد تفاسير الدراية‪،‬‬
‫موجزة محررة‪ ،‬فيه بيان معاني‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫المفسرون‪ ،‬أو ما اختاراه من أقوال السابقين‪ ،‬وأورداه بعبارة َ‬‫ّ‬ ‫ذكره‬
‫بالنص‬‫ِ‬ ‫مزجا تفسيرهما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫والبيان‪َ ،‬‬ ‫الفهم‬ ‫مما ُيساعد على‬
‫وا�عراب‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫القراءات‬ ‫القرآن‪ ،‬وبعض وجوه‬
‫لب لباب التفاسير«‪.‬‬ ‫القرآني‪ ،‬في غاية ا�تقان‪ ،‬فكان كما قال حاجي خليفة‪ُّ » :‬‬
‫ِّ‬
‫طريقة الج�لين في تفسيريهما‪:‬‬
‫يمكن لنا تلخيص طريقتهما في »تفسير الج�لين« على ما يلي‪:‬‬
‫ومدنيتها‪ ،‬ثم بيان ِ‬
‫عدد آياتها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مكي ِة السورة‬ ‫‪ (١‬ذكر ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ َّ‬
‫ِ‬
‫وأصحها‪.‬‬ ‫تدل عليه ا�يات القرآنية‪ ،‬وما ُيفهم منها‪ ،‬واختيار أرجح ا�قوال‬
‫‪ (٢‬ذكر ما ُّ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬

‫)‪ (٩‬انظر‪» :‬حاشية الصاوي على تفسير الج�لين« )‪.(٣ /١‬‬


‫)‪ (١٠‬انظر‪» :‬كشف الظنون« )‪.(٤٤٥ /١‬‬
‫)‪ (١١‬انظر‪» :‬التفسير والمفسرون« )‪.(٣٣٧ /١‬‬
‫)‪ (١٢‬انظر‪» :‬مناهل العرفان« للزرقاني )‪.(٦٦ /٢‬‬

‫‪7‬‬
‫توسع أو تطويل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفهم والبيان‪ ،‬دون ُّ‬ ‫مما ُيساعد على‬
‫ا�عراب عند الحاجة‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫‪ (٣‬ذكر بعض وجوه‬
‫ُيخرج عن القصد‪.‬‬
‫‪ (٤‬التنبيه على القراءات القرآنية المشهورة‪ ،‬على وجه لطيف‪ ،‬وبتعبير وجيز‪) ،‬يتابعان في ذلك‬
‫َّ‬
‫وا�عراض عن القراءات‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫عمرو بن الع�ء البصري‪ ،‬ولكن يخالفان تلك القراءة أحياناً(‬ ‫قراء َة أبي‬
‫الشا َّذة غير المرضية‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ (٥‬ا�شارة عند تفسير آي ا�حكام ــ بإيجاز شديد‪ ،‬وبدون ذكر الخ�ف ــ إلى ِ‬
‫قول الشافعي ‪‬‬
‫في المسألة ــ وك�هما في الفقه على مذهب الشافعي ــ دون ذكرِ ا�د َّلة في الغالب‪.‬‬
‫ِ‬
‫الشاهد منها‪،‬‬ ‫موضع‬ ‫‪ (٦‬إيراد ا�حاديث في الغالب بِمعناها‪ � ،‬بلفظها‪ ،‬ويذكرانها مختصراً‪ ،‬أو‬
‫َ‬
‫أو طر َفها؛ ل�ختصار‪.‬‬
‫الحديث ِمن أصحاب الكتب‪ ،‬كالشيخين‪ ،‬وكذلك راويه ِمن الصحابة‪ ،‬ودرجة‬
‫َ‬ ‫‪ (٧‬ذكر َمن خرج‬
‫َّ‬
‫الصحة‪ ،‬إ� أ َّن ذلك نادر‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الحديث من‬

‫مصادرهما في تفسيريهما‪:‬‬
‫نص السيوطي على بعض المصادر التي اعتمد عليها هو وشيخه المح ِّلي في كتابه »بغية‬ ‫َّ‬
‫اعتماد الج�لين في تفسيريهما على‬ ‫الوعاة«) ‪ ،‬ويمكن ــ با�عتماد على ما بينه هناك ــ أن ُن ِ‬
‫حصر‬ ‫(‬‫‪١٣‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫أربعة مصادر أصلية‪:‬‬
‫َّ‬
‫‪» (١‬التفسير الوجيز« للواحدي )ت‪ ٤٦٨ :‬هـ(‪.‬‬
‫أصل »تفسير الج�لين«‪.‬‬
‫عد هذا التفسير َ‬
‫يمكن أن ُي َّ‬
‫ِ‬
‫المتبصر« لمو َّفق الدين‬ ‫ِّ‬
‫المتذكر وتذكرة‬ ‫‪» (٢‬تفسير الكواشي« )الصغير(‪ ،‬المسمى بـ»تلخيص تبصرة‬
‫ّ‬
‫الكواشي )ت‪ ٦٨٠ :‬هـ(‪.‬‬
‫مكي ِتها‬ ‫استفاد الج��ن من هذا التفسير في ناحيتين؛ القراءات‪ ،‬وترجمات السور‪ ،‬أي‪ :‬ذكر ِ‬
‫ّ َّ‬
‫أو مدني ِتها‪ ،‬وعدد آياتها‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪» (٣‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل« للقاضي البيضاوي )ت‪ ٦٨٥ :‬هـ(‪.‬‬
‫‪» (٤‬تفسير القرآن العظيم« �بن كثير )ت‪ ٧٧٤ :‬هـ(‪.‬‬

‫اللغويِين والنحاة« للسيوطي )‪.(٤٠١ /١‬‬


‫ّ‬ ‫)‪ (١٣‬انظر‪» :‬بغية الوعاة في طبقات‬

‫‪8‬‬
‫نص عليها الج�ل السيوطي‪ ،‬لكن هناك مصادر أخرى‪ ،‬أشار إليها‬ ‫وهذه ا�ربعة هي التي َّ‬
‫الميسر« )س‪ِّ :‬‬
‫مقدمة‬ ‫َّ‬ ‫محقق تفسير الج�لين ا�ستاذ فخر الدين قباوة في »تفسير الج�لين‬
‫التحقيق(‪ ،‬كـ »معاني القرآن وإعرابه« للزجاج‪ ،‬و»التبيان في إعراب القرآن« للعكبري‪ ،‬و»الكشاف«‬
‫للزمخشري‪ ،‬و»البحر المحيط« �بي حيان‪ ،‬و»الدر المصون« للسمين‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫حواشي »تفسير الج�لين«‪:‬‬


‫وكثرت عليه الحواشي‬ ‫ُ‬ ‫ولقي هذا التفسير العناي َة من العلماء‪ ،‬فدرسوه وشرحوه‪،‬‬
‫والتعليقات‪ ،‬وقد وقف بعض الباحثين على تسمية أربعين )‪ (٤٠‬حاشية على تفسير الج�لين) ‪،(١٤‬‬
‫ِ‬
‫ا�هم وا�شهر منها‪:‬‬ ‫ما بين مطبوعة ومخطوطة ومفقودة‪ ،‬وسنقتصر هنا على ذكر‬
‫ّ‬
‫‪» (١‬قبس النيرين على تفسير الج�لين«‪ ،‬لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي‬
‫بكر العلقمي الشافعي )ت‪ ٩٦٩ :‬هـ(‪ ،‬وهو من ت�ميذ السيوطي‪ ،‬وقد فرغ من تأليف هذه الحاشية‬
‫تعد َّأو َل حاشية على تفسير الج�لين‪.‬‬
‫سنة‪ ٩٥٢) :‬هـ(‪ .‬وهي � تزال مخطوط ًة‪ ،‬و ُّ‬
‫‪» (٢‬مجمع البحرين ومطلع البدرين على تفسير ا�مامين الج�لين«‪ ،‬لبدر الدين أبي عبد ا�‬
‫محمد بن محمد الكرخي البكري الشافعي )ت‪١٠٠٦ :‬هـ(‪ ،‬وهذه الحاشية تقع في أربع مج َّلدات‪،‬‬
‫و� تزال مخطوط ًة‪ ،‬وقد فرغ من تأليفها سنة‪٩٨١) :‬هـ(‪ ،‬وينقل عنه سليمان الجمل في حاشيته ــ‬
‫ا�تي ذكرها ــ كثير ًا‪.‬‬
‫‪» (٣‬الجمالين على تفسير الج�لين« لنور الدين الم� علي بن سلطان محمد القاري الهروي ثم‬
‫المكي الحنفي )ت‪١٠١٤ :‬هـ(‪ ،‬قال حاجي خليفة‪ :‬وهي حاشية مفيدة‪ ،‬ثم قال‪ :‬فرغ ِمن تأليفها في‬
‫أواخر ذي الحجة سنة‪١٠٠٤) :‬هـ() ‪ ،(١٥‬وقد استفاد منها الجمل أيضاً في حاشيته الشهيرة‪.‬‬
‫حل ألفاظ الج�لين«‪ ،‬لعطية بن عطية ا�ُجهوري الشافعي‬ ‫‪» (٤‬كتاب الكوكبين ِ‬
‫النيرين في ّ ِ‬
‫ّ‬
‫الضرير )ت‪١١٩٠ :‬هـ(‪ ،‬وهي مخطوطة في أربعة أجزاء‪.‬‬
‫‪» (٥‬الفتوحات ا�لهية بتوضيح تفسير الج�لين للدقائق الخفية«‪� ،‬بي داود سليمان بن عمر بن‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫منصور العجيلي المصري ا�زهري الشافعي‪ ،‬المعروف بالجمل )ت‪١٢٠٤ :‬هـ(‪ ،‬وتعرف هذه‬
‫الحاشية ــ نسب ًة إلى مؤ ِلّفها ــ بـ»حاشية الجمل على الج�لين«‪ ،‬وقد طبعت َّ‬
‫عدة طبعات‪.‬‬

‫)‪ (١٤‬انظر‪» :‬التفاسير المختصرة ّاتجاهها ومناهجها« لمحمد بن راشد البركة )ص ‪ (٤٤٨‬وما بعدها‪.‬‬
‫)‪ (١٥‬انظر‪» :‬كشف الظنون« )‪.(٤٤٥ /١‬‬

‫‪9‬‬
‫وهي حاشية كبيرة‪ ،‬مليئة بالنقول عن نحو عشرين كتاب ًا في التفسير‪ ،‬منها بعض حواشي‬
‫الج�لين السابقة عليه ــ كحاشية الكرخي‪ ،‬وهو كثير النقل عنها ــ وحاشية الم� علي القاري‪.‬‬
‫‪» (٦‬حاشية على تفسير الج�لين« �بي العباس أحمد بن محمد الصاوي الخلوتي المالكي )ت‪:‬‬
‫‪١٢٤١‬هـ(‪ ،‬وقد اشتهرت هذه الحاشية بنسبتها إلى مؤلفها بـ»حاشية الصاوي على الج�لين«‪ ،‬وهي‬
‫عدة طبعات‪.‬‬
‫مطبوعة َّ‬
‫لخصها المؤلف من حاشية شيخه الجمل‪» :‬الفتوحات ا�لهية« السابق ذكرها‪ ،‬كما‬ ‫وقد َّ‬
‫صرح بذلك في مقدمته) ‪ ،(١٦‬وقال عنها الغماري في »بدع التفاسير«‪ :‬فيها تحقيقات رائعة‪ ،‬إ� أنَّه‬
‫َّ‬
‫) ‪(١٧‬‬
‫يعتمد ا�سرائيليات ‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪» (٧‬حاشية على تفسير الج�لين« لمحمد بن أبي السعود صالح السباعي المصري الشافعي‬
‫المعروف بالحفناوي )ت‪١٢٦٨ :‬هـ(‪ ،‬وتقع هذه الحاشية في ث�ث مجلدات‪ ،‬و� زالت مخطوط ًة‪.‬‬
‫الميسر«‪ ،‬ل�ستاذ فخر الدين قباوة‪ ،‬وهي مطبوعة‪ ،‬وسيأتي الك�م عليها ــ‬
‫َّ‬ ‫‪» (٨‬تفسير الج�لين‬
‫إن شاء ا� ــ في وصف طبعات الكتاب‪.‬‬
‫لكنها أكثر‬
‫»المفصل في تفسير القرآن العظيم« لمؤلف الحاشية السابقة نفسه‪ ،‬وهي مطبوعة‪ّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫‪(٩‬‬
‫»المفصل« إذا ضاق المجال في‬
‫َّ‬ ‫تفصي�ً‪ ،‬وأوسع بحث ًا‪ ،‬ولذلك فهو يحيل على هذه الحاشية‬
‫)المختصرة( للمؤلف نفسه‪.‬‬
‫َ‬ ‫الحاشية السابقة‬

‫طبعات »تفسير الج�لين«‪:‬‬


‫يوجد لـ»تفسير الج�لين« أكثر من )‪ (٦٠٠‬نسخة خ ِطّية‪ ،‬ما بين كاملة وناقصة‪ ،‬وهي نسخ‬
‫َّ‬
‫مفرقة على كثير من المكتبات في دول العالم‪ ،‬العربية‪ ،‬وا�س�مية‪ ،‬وا�وروبية‪ ،‬وا�مريكية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َّأما طبعات الكتاب فهي كثيرة ِج ّداً‪ ،‬حيث كان يطبع مستق�ً أو مع إحدى حواشيه‪ ،‬وعموماً‬
‫فهي تبلغ عشرات الطبعات‪ ،‬خصوص ًا في السنوات ا�خيرة‪ ،‬حيث يصدر له أكثر من طبعة في العام‬
‫الواحد!‬
‫لكن حظي هذا التفسير بطبعتين‪ ،‬لقي فيهما عناية متم ِيزة‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫ّ‬

‫)‪ (١٦‬انظر‪» :‬حاشية الصاوي على تفسير الج�لين« )‪.(٣ /١‬‬


‫)‪ (١٧‬انظر‪» :‬بدع التفاسير« للغماري )ص‪.(١٦٠‬‬

‫‪10‬‬
‫‪» (١‬قرة العينين على تفسير الج�لين« للقاضي محمد أحمد كنعان‪ ،‬صدر عن »المكتب‬
‫ا�س�مي« في بيروت‪ ،‬سن َة )‪ ١٤٠٢‬هـ(‪.‬‬
‫الميسر« ح َّققه وع َّلق عليه‪ :‬فخر الدين قباوة‪ ،‬وصدر عن »مكتبة لبنان‬
‫ّ‬ ‫‪» (٢‬تفسير الج�لين‬
‫ناشرون« في بيروت‪ ،‬سن َة )‪ ١٤٢٣‬هـ( على هامش مصحف المدينة‪ ،‬في مج َّلد واحد ضخم‪ ،‬في‬
‫)‪ (٦٠٦‬صفحات ِمن القطع الكبير‪ ،‬والحرف الصغير‪.‬‬
‫***‬

‫‪11‬‬
‫نصوص مختارة من »تفسير الج�لين«‬
‫سورة الفاتحة‬
‫ين﴾ إلى آخرِ ها‪ ،‬وإن‬ ‫كانت منها‪ ،‬والسابع ُة‪ِ ﴿ :‬صر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫مكي ٌة‪ ،‬سبع ٍ‬ ‫ِ‬
‫اط ا َّلذ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫بالبسملة إن‬ ‫آيات‬
‫ّ َّ‬
‫وب﴾ إلى آخرِ ها‪.‬‬
‫لم تكن منها فالسابع ُة‪َ ﴿ :‬غيرِ ا ْل َم ْغ ُض ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫مقول العباد‪.‬‬ ‫مناسب ًا له بكونها ِمن‬ ‫اك َنعب ُد﴾ ِ‬ ‫قبل ﴿إِي‬ ‫ليكون ما َ‬
‫َ‬ ‫قدر في َّأولها‪» :‬قولوا«؛‬ ‫وي َّ‬
‫َّ َ ْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ين )‪﴾(٢‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫من الر ِح ِ‬ ‫بِس ِم ِ‬
‫يم )‪﴿ (١‬ا ْل َح ْم ُد َّ� َر ِّب ا ْل َعا َلم َ‬ ‫َّ‬
‫ا� الر ْح ِ‬
‫َّ َّ‬ ‫ْ‬
‫مالك لجمي ِع‬‫ٌ‬ ‫بمضمونها ِمن أ َّنه تعالى‬
‫ِ‬ ‫�﴾ جمل ٌة خبري ٌة ُقصد بها الثناء على ِ‬
‫ا�‬ ‫﴿ا ْلحمد ِ َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫بحق) ‪.(١٨‬‬ ‫وا� ع َل ٌم على المعبود ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫الحمد ِمن الخلق‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫يحمدوه‪ُ .‬‬ ‫�ن َ‬ ‫مستح ٌّق ْ‬
‫والدواب‬ ‫ِ‬
‫والم�ئكة‬ ‫والجن‬ ‫مال ِك جمي ِع الخلق ِمن ا�نس‬ ‫﴿ر ِب ا ْلعا َل ِمين )‪ ﴾(٢‬أي‪ِ :‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َ‬
‫وكل ِمنها ُيط َلق عليه عا َلم‪ ،‬يقال‪ :‬عا َلم ا�نس وعا َلم الجن إلى غيرِ ذلك‪ ،‬و ُغ ِّلب في‬ ‫وغيرِ هم‪ٌّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫وج ِده‪.‬‬
‫�مة‪َّ � ،‬نه ع�م ٌة على ُم ِ‬ ‫لم على غيرِ هم‪ ،‬وهو ِمن الع ِ‬ ‫والنون أولو ِ‬
‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالياء‬ ‫جم ِعه‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫يم )‪ ﴾(٣‬أي‪ :‬ذي الرحمة‪ ،‬وهي إراد ُة الخير �هله‪.‬‬ ‫﴿الر ْحم ِن الر ِح ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ‬
‫ِ‬
‫وخص بالذكرِ ؛ � َّنه � م ْل َك ظاهراً‬ ‫َّ‬ ‫الجزاء‪ ،‬وهو يوم القيامة‪،‬‬ ‫ين )‪ ﴾(٤‬أي‪:‬‬ ‫﴿ َم ِل ِك َي ْو ِم ِّ‬
‫الد ِ‬
‫مال ِك﴾ فمعناه‪:‬‬
‫�﴾ ]غافر‪ ،[١٦ :‬ومن قرأ ﴿ ِ‬ ‫� تعالى‪ ،‬بدليل‪ِ ﴿ :‬لم ِن ا ْلم ْل ُك ا ْليوم ِ َّ ِ‬ ‫�حد إ� ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فيه‬
‫َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وقوعه صف ًة‬ ‫فصح‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬أي‪ :‬هو موصوف بذلك دائماً كـ» ِ‬
‫غافرِ ال َّذ ْن ِب«‬ ‫مالك ا�مرِ ك ِّله في ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫معرفة‪.‬‬ ‫لل‬
‫ب منك‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خصك بالعبادة من توحيد وغيرِ ه‪ ،‬ونط ُل ُ‬
‫ين )‪ ﴾(٥‬أي‪َ :‬ن ُّ‬
‫اك َن ْس َتع ُ‬
‫اك َن ْع ُب ُد َوإ َِّي َ‬
‫﴿إ َِّي َ‬
‫العبادة وغيرِ ها‪.‬‬‫ِ‬ ‫المعون َة على‬
‫ويبدل منه‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الصراط المست ِق‬ ‫﴿اه ِدنا ِ‬
‫يم )‪ ﴾(٦‬أي‪ :‬أرش ْدنا إليه‪ُ ،‬‬ ‫ْ َ ّ َ َ ُْْ َ َ‬
‫بص َل ِته‪َ ﴿ :‬غيرِ ا ْل َم ْغ ُض ِ‬
‫بدل ِمن »الذين« ِ‬
‫وي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ين أَ ْن َع ْم َ‬ ‫﴿ ِصر َ ِ‬
‫وب‬
‫ْ‬ ‫ت َع َل ْيهِ ْم﴾ بالهداية‪ُ ،‬‬ ‫اط الَّذ َ‬ ‫َ‬
‫صارى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الن َ‬
‫وهم َّ‬
‫ين )‪ُ ﴾(٧‬‬ ‫اليهود ﴿ َو َ�﴾ وغيرِ ﴿ َّ‬
‫الضا ّل َ‬ ‫ُ‬ ‫َع َليهِ م﴾ وهم‬
‫ْ ْ‬

‫البتة‪ ،‬وهو‬ ‫ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫)‪ (١٨‬قد اختار كثير من‬


‫مشتق َّ‬ ‫المفسرين ــ كأبي حيان‪ ،‬وفخر الدين الرازي ــ أ َّن لفظة الج�لة اسم ع َلم غير‬
‫ّ‬
‫قول الخليل‪ ،‬وسيبويه‪ ،‬وأكثر ا�صوليِين‪ ،‬والفقهاء أيض ًا‪ .‬انظر‪» :‬تفسير الرازي« )‪ (١٤٣ /١‬وما بعده‪ ،‬و»البحر المحيط«‬
‫ّ‬
‫)‪ (٣٩ /١‬و )‪ ،(٣٦٢ /١‬و»تفسير ابن كثير« )‪.(١٢٤ /١‬‬

‫‪12‬‬
‫هتدين ليسوا يهود ًا و� نصارى‪.‬‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫ونكت ُة البدل إفاد ُة أ َّن ُ‬
‫***‬

‫اعا ِإ َلى ا ْل َح ْو ِل َغ ْي َر إ ِْخ َر ٍ‬


‫اج‬ ‫اجهِ ْم َم َت ً‬ ‫اجا َو ِصي ًة ِ َ‬
‫� ْز َو ِ‬ ‫ين ُي َت َو َّف ْو َن ِم ْن ُك ْم َو َي َذ ُر َ‬
‫ون أَ ْز َو ً‬
‫ِ‬
‫﴿ َوالَّذ َ‬
‫َّ‬
‫كيم﴾ ]البقرة‪:‬‬ ‫وف وا� عزِ يز ح ِ‬ ‫َفإ ِْن َخرجن َف َ� ج َناح ع َلي ُكم ِفي ما َفع ْلن ِفي أَ ْن ُف ِسهِ ن ِمن معر ٍ‬
‫َ َّ ُ َ ٌ َ ٌ‬ ‫َّ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َ َ ْ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫‪.[٢٤٠‬‬
‫ٍ‬ ‫اجا﴾ ف ْليوصوا ﴿ َو ِصي ًة﴾ وفي‬ ‫ين ُي َت َو َّف ْو َن ِم ْن ُك ْم َو َي َذ ُر َ‬ ‫ِ‬
‫قراءة بالرفع‪ ،‬أي‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ون أَ ْز َو ً‬ ‫﴿ َو َا َّلذ َ‬
‫ِ‬
‫تمام‬ ‫ِ‬
‫والكسوة ﴿ ِإ َلى﴾‬ ‫ِ‬
‫النفقة‬ ‫تمت ْع َن به ِمن‬
‫اعا﴾‪ :‬ما َي َّ‬ ‫عطوهن ﴿ َم َت ً‬
‫َّ‬ ‫اجهِ م﴾ و ْلي‬ ‫� ْز َو ِ‬‫عليهم‪َ ِ ﴿ .‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫جات ِمن‬ ‫حال‪ ،‬أي‪ :‬غير مخر ٍ‬ ‫راج﴾ ٌ‬ ‫تربصه ﴿ َغ ْي َر إ ِْخ ٍ‬ ‫﴿ا ْل َح ْو ِل﴾ من موتهم الواجب‬
‫َ ُ َ‬ ‫عليهن ُّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫مسكنهن‪َ ﴿ .‬فإ ِْن َخرجن﴾ بأنفسهن ﴿ َف َ� ج َناح ع َلي ُكم﴾ يا أولياء ِ ِ ِ‬
‫الميت ﴿في َما َف َع ْل َن في أَ ْن ُف َّ‬
‫سهن‬
‫ّ‬ ‫ُ َ َ ْ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َّ‬
‫لكه‬ ‫ا� عزِ يز﴾ في م ِ‬ ‫وف﴾ شرع ًا‪ ،‬كالتزي ِن‪ِ َ ،‬‬ ‫ِمن معر ٍ‬
‫ُ‬ ‫وترك ا�حداد‪ ،‬وقطع النفقة عنها‪َ ﴿ .‬و َّ ُ َ ٌ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ َُْ‬
‫﴿ َح ِكيم﴾ في صنعه‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الحول ِ‬
‫بآية‪﴿ :‬أَ ْر َب َع َة أَ ْش ُهرٍ َو َع ْشر ًا﴾‬ ‫ِ‬ ‫وترب ُص‬ ‫ِ‬
‫الميراث‪،‬‬ ‫والوصي ُة المذكورة منسوخ ٌة ِ‬
‫بآية‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫عند الشافعي رحمه ا�‪.‬‬ ‫والسكنى ثابت ٌة لها َ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫المتأخرة في النزول‪ُّ ،‬‬ ‫السابقة‬ ‫]البقرة‪[٢٣٤ :‬‬
‫***‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح ِإ َذا‬ ‫﴿ َف َ� أُ ْقس ُم بِا ْل ُخ َّنس )‪ (١٥‬ا ْل َج َوارِ ا ْل ُك َّنس )‪َ (١٦‬وال َّل ْي ِل ِإ َذا َع ْس َع َس )‪َ (١٧‬و ُّ‬
‫الص ْب ِ‬
‫ين )‪(٢١‬‬ ‫ين )‪ُ (٢٠‬م َطا ٍع ثَم أَ ِم ٍ‬ ‫يم )‪ِ (١٩‬ذي ُق َّو ٍة ِع ْن َد ِذي ا ْل َعر ِش َم ِك ٍ‬ ‫ول َكرِ ٍ‬ ‫َت َن َّفس )‪ِ (١٨‬إنَّه َل َقو ُل رس ٍ‬
‫ُ ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ين )‪َ (٢٤‬و َما‬ ‫ِين )‪َ (٢٣‬و َما ُه َو َع َلى ا ْل َغ ْي ِب ب َِض ِن ٍ‬ ‫آه ب ِْا�ُ ُف ِق ا ْل ُمب ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َو َما َصاح ُب ُك ْم ب َِم ْج ُنون )‪َ (٢٢‬و َل َق ْد َر ُ‬
‫ين )‪ِ (٢٧‬ل َم ْن َش َاء ِم ْن ُكم‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يم )‪َ (٢٥‬فأَ ْي َن َت ْذ َه ُب َ‬ ‫ان ر ِج ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ون )‪ (٢٦‬إ ِْن ُه َو إ َِّ� ذ ْك ٌر ل ْل َعا َلم َ‬ ‫ُه َو ِب َق ْول َش ْي َط َ‬
‫ين )‪] ﴾(٢٩‬التكوير‪[٢٤ :‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أَن يست ِق‬
‫ا� َر ُّب ا ْل َعا َلم َ‬
‫ون إ َِّ� أ ْن َي َش َاء َّ ُ‬ ‫اء َ‬ ‫يم )‪َ (٢٨‬و َما َت َش ُ‬ ‫ْ َْ َ َ‬
‫﴿ َف َ� أُ ْق ِسم﴾ »�« زائدة‪﴿ .‬بِا ْل ُخ َّن ِس﴾‪:‬‬
‫ُ‬
‫وعطارِ ٌد‪،‬‬ ‫حل‪ ،‬والمشتري‪ِ ،‬‬
‫والم ِّريخ‪ُّ ،‬‬ ‫﴿ا ْل َج َوارِ ا ْل ُك َّن ِس﴾ هي‪ :‬النجوم الخمسة‪ُ :‬ز ُ‬
‫والزهرة‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫كر راجعاً‬ ‫النون ــ أي‪ :‬ترجع في مجراها وراءها‪ ،‬بينما ترى النجم في آخر البرج إذ‬ ‫ِ‬ ‫خن ُس ــ بضم‬ ‫َت ُ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫دخل في ِكناسها‪ ،‬أي‪ :‬تغيب في المواضع التي تغيب فيها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النون‪َ :‬ت ُ‬ ‫كنس بكسر‬ ‫وت ِ‬‫إلى َّأو ِله‪َ ،‬‬
‫﴿ َوال َّلي ِل ِإ َذا َع ْس َع َس﴾‪ :‬أقبل بظ�مه أو أدبر‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬

‫‪13‬‬
‫حتى يصير نهار ًا ِبين ًا‪.‬‬ ‫ح ِإ َذا َت َن َّف َس﴾‪َّ :‬‬
‫امتد َّ‬ ‫الص ْب ِ‬
‫﴿ َو ُّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫يم﴾ على ا� تعالى‪ ،‬وهو جبريل‪ ،‬أُ َ‬
‫ضيف إليه؛ لنزوله‬ ‫القرآن ﴿ َل َقو ُل ر ٍ‬
‫سول َكرِ ٍ‬ ‫َ‬ ‫﴿إ َّن ُه﴾ أي‪:‬‬
‫ْ َ‬
‫به‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مكانة‪.‬‬ ‫ين﴾‪ :‬ذي‬ ‫شديد ال ُقوى ﴿ ِعند ِذي ا ْلعر ِش﴾ أي‪ِ :‬‬
‫ا� تعالى ﴿ َم ِك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫﴿ ِذي ُق َّو ٍة﴾ أي‪:‬‬
‫َْ‬ ‫َْ‬
‫متع ِّلق به » َ‬
‫عند«‪.‬‬
‫ين﴾ على الوحي‪.‬‬ ‫﴿ ُم َطا ٍع َثم﴾ أي‪ :‬تطيعه الم�ئك ُة في السماوات ﴿أَ ِم ٍ‬
‫َّ‬
‫قسم عليه‪.‬‬ ‫﴿وما ص ِ‬
‫الم َ‬
‫عطف على »إ َّنه« إلى آخرِ ُ‬
‫محمد ص َّلى ا� عليه وس َّلم‪ٌ .‬‬
‫ٌ‬ ‫احب ُكم﴾‪:‬‬
‫ََ َ ُ ْ‬
‫متم‪.‬‬
‫زع ُ‬ ‫ٍ‬
‫﴿ ِب َم ْج ُنون﴾ كما َ‬
‫بريل على صورته التي ُخ ِل َق عليها‬ ‫محم ٌد ص َّلى ا� عليه وس َّلم ِج َ‬
‫َّ‬ ‫آه﴾ رأى‬‫﴿ َو َل َق ْد َر ُ‬
‫البي ِن‪ ،‬وهو ا�على بناحية المشرق‪.‬‬
‫ّ‬
‫ين﴾‪ِ :‬‬ ‫﴿ ِب ْا�ُ ُف ِق ا ْل ُم ِب ِ‬
‫﴿ َو َما ُه َو﴾‪ :‬محمد صلى ا� عليه وسلم ﴿ َع َلى ا ْل َغي ِب﴾‪ :‬ما غاب ِمن الوحي وخبرِ‬
‫ْ‬
‫هم‪ ،‬وفي قراءة بالضاد‪ ،‬أي‪ :‬ببخيل‪ ،‬في ِنق َص شيئاً منه‪.‬‬
‫ُ‬
‫بمت ٍ‬‫ين( أي‪َّ :‬‬ ‫السماء ) ِبظَ ِن ٍ‬
‫يم﴾‪ :‬مرجوم‪.‬‬ ‫سترق السم ِع ﴿ر ِج ٍ‬ ‫طان﴾ م ِ‬ ‫﴿وما هو﴾ أي‪ :‬القرآ ُن ﴿ ِب َقو ِل َشي ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َُ‬
‫وإعراضكم عنه؟‬ ‫ِ‬ ‫القرآن‪،‬‬ ‫كون في إنكارِ كم‬ ‫طريق َت ْس ُل َ‬ ‫ٍ‬ ‫فأي‬ ‫﴿ َفأَ ْي َن َت ْذ َه ُب َ‬
‫َ‬ ‫ون﴾‪َّ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والجن‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ا�نس‬ ‫﴿ ِإ ْن﴾‪ :‬ما ﴿ ُه َو ِإ َّ� ذ ْك ٌر﴾‪ :‬عظ ٌة ﴿ل ْل َعا َلم َ‬
‫ين﴾‪:‬‬

‫ِّ‬
‫الحق‪.‬‬ ‫يم﴾ ِّ‬
‫باتباع‬ ‫الجار‪﴿ .‬أَن يست ِق‬
‫ْ َْ َ َ‬ ‫ِّ‬ ‫بدل ِمن »العالمين« بإعادة‬ ‫﴿ ِل َم ْن َش َاء ِم ْن ُك ْم﴾ ٌ‬
‫ِ‬
‫الخ�ئ ِق‬ ‫ين﴾‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ا� َر ُّب ا ْل َعا َلم َ‬‫الحق ﴿ َّإ� أ ْن َي َش َاء ُ‬ ‫ون﴾ ا�ستقام َة على‬ ‫اؤ َ‬ ‫﴿ َو َما َت َش ُ‬
‫قامتكم عليه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫است َ‬
‫***‬

‫‪14‬‬

You might also like