D 101

‫ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﳌﻘﺪﻭﻧﻲ ) ‪ ( 323 – 356‬ﻕ ‪.
‬ﻡ‬
‫أﺣﻤﺪ اﻟﺮﻳﻔﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ*‬
‫اﻟﻤﻠﺨﺺ‬
‫وﻟﺪ اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﺎم )‪ 356‬ق‪.‬م( ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ )ﺑﻴﻼ( ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻣﻘﺪوﻧﻴﺎ وﺗﻮﻟﻰ زﻣﺎم اﻷﻣﻮر ﻓﻲ ﻣﻘﺪوﻧﻴﺎ ﻋﻘﺐ‬
‫ﻣﻘﺘﻞ واﻟﺪﻩ )ﻓﻴﻠﻴﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ( وﺗﺘﻠﻤﺬ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ أرﺳﻄﻮ وﺗﻌﻠﻢ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ودرس اﻟﺸﻌﺮ اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ وﺣﻔﻆ‬
‫اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟﻐﻨﺎﺋﻲ هﻮﻣﻴﺮوس وﻗﺮب ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب أي ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ‬
‫اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ وﻋﺮف هﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﺑﺄﺳﻢ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻬﻠﻴﻨﺴﺘﻲ أو اﻟﻤﺘﺄﻏﺮق ‪.‬‬
‫ﺗﻤﻜﻦ اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ ﺧﻼل ﻣﺪة زﻣﻨﻴﺔ وﺟﻴﺰة ﻣﻦ ﺣﻜﻤﻪ اﻟﺬي أﺳﺘﻤﺮ زهﺎء إﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣًﺎ ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺔ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ‬
‫ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﺘﺮاﻣﻴﺔ اﻷﻃﺮاف ﺷﻤﻠﺖ ﻗﺎرات اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﻼث أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﺁﺳﻴﺎ وأوروﺑﺎ وﺑﻬﺬا أﺻﺒﺢ اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ واﻟﻤﻠﻘﺐ ) ﺑﺬو‬
‫اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ( ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﻗﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ وأﻣﺜﻮﻟﺔ اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻗﺪﻳﻤًﺎ وﺣﺪﻳﺜﺎً ‪.‬‬
‫ﺳﻨﺘﻄﺮق ﻓﻲ هﺬا اﻟﺒﺤﺚ إﻟﻰ اﻷﺳﻜﻨﺪر وﻣﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻣﺘﻀﻤﻨًﺎ ﺳﻴﺮﺗﻪ وأﺻﻠﻪ وﻧﺸﺄﺗﻪ وﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ‪ ،‬وآﺬﻟﻚ‬
‫اﻷﺳﻜﻨﺪر وأﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻬﻠﻴﻨﺴﺘﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻷﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ و اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﻗﺒﻞ ﻋﺮاف اﻟﻘﺼﺮ وأﺗﻀﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻨﺠﺐ وﻟ ﺪًا ﺷ ﺠﺎﻋًﺎ‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻒ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ أﺑ ﺎﻩ اﻟﻤﻠ ﻚ ﻓﻴﻠﻴ ﺐ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻗﻮﻳًﺎ آﺒﺄس اﻷﺳﺪ‪.‬‬ ‫ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌ ﺮش اﻟ ﺬي ﺿ ﻢ اﻟﻴﻮﻧ ﺎن إﻟ ﻰ ﺣﻜﻤ ﻪ ﻋ ﺎم )‪338‬‬
‫وﻗ ﺪ ﺗﺘﻠﻤ ﺬ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻋﻠ ﻰ ﻳ ﺪ اﻟﻔﻴﻠﺴ ﻮف اﻟﻴﻮﻧ ﺎﻧﻲ‬ ‫ق‪.‬م( وﺗﻤﻜﻦ ﺑﺠﻴﺸﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺪوﻧﻴﻴﻦ واﻟﻴﻮﻧ ﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣ ﻦ‬
‫أرﺳﻄﻮ ‪ ،‬وآﺎن واﻟﺪ هﺬا اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﺨﺎص ﻟﻠﻤﻠ ﻚ‬ ‫هﺰﻳﻤ ﺔ اﻟﻔ ﺮس وﻓ ﺮض ﻧﻔ ﻮذﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺴ ﺎﺣﺎت آﺒﻴ ﺮة ﻣ ﻦ‬
‫إﻣﻨﺘﺎس اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ ﺟﺪ اﻷﺳﻜﻨﺪر وﺗﻠﻘﻰ أرﺳﻄﻮ دﻋﻮة اﻟﻤﻠﻚ‬ ‫ﻗ ﺎرة أﻓﺮﻳﻘﻴ ﺎ وﺁﺳ ﻴﺎ وأوروﺑ ﺎ وﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪﻩ ﻧﺸ ﺄت ﺣﻀ ﺎرة‬
‫ﻓﻴﻠﻴ ﺐ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ ﻟﻴﻜ ﻮن ﻣﻌﻠﻤ ًﺎ ﻷﺑﻨ ﻪ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر وﻳ ﺮوى أن‬ ‫ﻣﺘﻄ ﻮرة ه ﻲ ﻣ ﺰﻳﺞ ﻣ ﻦ اﻟﺤﻀ ﺎرة اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴ ﺔ اﻷوروﺑﻴ ﺔ‬
‫اﻷﺳﻜﻨﺪر آﺎن ﻳﺮﺳﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘ ﻲ ﻳﻤ ﺮ ﺑﻬ ﺎ ﻧﻤ ﺎذج ﻣ ﻦ‬ ‫واﻟﺤﻀ ﺎرة اﻟﻔﺎرﺳ ﻴﺔ اﻟﺸ ﺮﻗﻴﺔ وﻋﺮﻓ ﺖ ﺑﺄﺳ ﻢ اﻟﺤﻀ ﺎرة‬
‫ﺣﻴﻮاﻧﺎﺗﻬ ﺎ إﻟ ﻰ أﺳ ﺘﺎذﻩ أرﺳ ﻄﻮ وذﻟ ﻚ ﻟﻺﻃ ﻼع وﺗﺴ ﻬﻴﻞ‬ ‫اﻟﻬﻠﻴﻨﺴﺘﻴﺔ ‪.‬‬
‫أﺑﺤﺎﺛ ﻪ اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ ﺑﺤﻴ ﺚ أﺳ ﺘﻄﺎع أرﺳ ﻄﻮ أن ﻳﺆﺳ ﺲ أول‬ ‫اﻷﺳﻜﻨﺪر وﻣﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ‬
‫ﺣﺪﻳﻘ ﺔ ﺣﻴ ﻮان ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ )‪ (4‬وﺗ ﺄﺛﺮ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫أو ًﻻ ‪ :‬ﺳﻴﺮﺗﻪ وأﺻﻠﻪ وﻧﺸﺄﺗﻪ‬
‫)*(‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ دﻳﻮﺟﻴﻦ ‪.‬‬ ‫أن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻜﺒﻴ ﺮ )‪ (Alexander the great‬وﻟ ﺪ‬
‫وذات ﻳﻮم أﺣﺎط اﻟﻘﺎدة اﻟﻜﺒﺎر ﺑﺎﻷﺳﻜﻨﺪر وﻗﺪ أدرك ﻣﻦ‬ ‫ﻋﺎم ) ‪ 356‬ق‪.‬م ( ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ) ﺑ ﻴﻼ( ﻋﺎﺻ ﻤﺔ ﻣﻘ ﺪوﻧﻴﺎ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﻤﺠ ﺪ ﻣ ﺎ أدرآ ﻪ وﻳﺒ ﺪو أن أﺣ ﺪهﻢ ﺳ ﺄﻟﻪ ﻣ ﺎذا ﻳﺘﻤﻨ ﻰ أن‬ ‫أﺑ ﻮﻳﻦ وهﻤ ﺎ )اﻟﻤﻠ ﻚ ﻓﻴﻠﻴ ﺐ اﻟﺜ ﺎﻧﻲ( و)اﻟﻤﻠﻜ ﺔ أوﻟﻤﺒﻴ ﺎس(‬
‫ﻳﻜ ﻮن ﻓﺄﺟ ﺎب ‪ :‬ﻟ ﻮ ﻟ ﻢ أآ ﻦ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻟﺘﻤﻨﻴ ﺖ أن أآ ﻮن‬ ‫وﻧﺸ ﺄ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻓ ﻲ ﺑﻴﺌ ﺔ ﻣﺮﻓﻬ ﺔ وﻓ ﺮت ﻟ ﻪ أﻓﻀ ﻞ ﺳ ﺒﻞ‬
‫)‪(1‬‬
‫دﻳﻮﺟﻴﻦ وهﺬا اﻷﺧﻴ ﺮ آ ﺎن زاه ﺪًا ﻓ ﻲ اﻟ ﺪﻧﻴﺎ ﻳﺤﺘﻘ ﺮ اﻟﺜ ﺮوة‬ ‫اﻟﺮاﺣﺔ واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ‪.‬‬
‫واﻟﻐﻨﻰ وﻳﺮﻓﺾ آﻞ اﻟﻘﻨﺎﻋﺎت اﻟﺴ ﺎﺋﺪة وآ ﺎن ﻳﻤﺸ ﻲ ﺣ ﺎﻓﻲ‬ ‫وﻗﺪ اﻟﺘﻘﻰ ﻓﻴﻠﻴﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑـ أوﻟﻤﺒﻴﺎس ﻓﻲ ﻣﻌﺒ ﺪ آ ﺎﺑﻴﺮي‬
‫اﻟﻘ ﺪﻣﻴﻦ ﻃ ﻮال ﻓﺼ ﻮل اﻟﺴ ﻨﺔ وﻳﻨ ﺎم ﻋﻠ ﻰ ﻋﺘﺒ ﺎت اﻟﻤﻌﺎﺑ ﺪ‬ ‫ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻃﻴﺒﺔ)*( وﻃﻠﺐ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻳ ﺪهﺎ ﻣ ﻦ ﻣﻠ ﻚ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ اﻟ ﺬي‬
‫ﻣﺘﻠﺤﻔًﺎ ﺑﻤﻌﻄﻔ ﻪ اﻟﻮﺣﻴ ﺪ‪ (5) .‬ﻟﻘ ﺪ ﺗﻌﻠ ﻢ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻣ ﻦ ﻣﻌﻠﻤ ﻪ‬ ‫ﺧﻠ ﻒ أﺑﺎه ﺎ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻌ ﺮش وأﺳﺘﺸ ﺎروا اﻵﻟﻬ ﺔ ﻓ ﻲ زواﺟﻬ ﻢ‬
‫)‪(2‬‬
‫أرﺳﻄﻮ ﺑﺄن أﺳﻤﻰ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺨﻴ ﺮ ﻋﻨ ﺪ اﻹﻧﺴ ﺎن ه ﻲ ﻧﺸ ﺎط‬ ‫هﺬا ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺴﻢ واﻟﺮوح ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺴﻠﻴﻢ ‪.‬‬ ‫وﻳ ﺬآﺮ أن أوﻟﻤﺒﻴ ﺎس ﻗﺒ ﻞ زﻓﺎﻓﻬ ﺎ ﺑﻴ ﻮم واﺣ ﺪ رأت ﻓ ﻲ‬
‫وﻳﺬآﺮ اﻟﻤﺆرخ ﺑﻠﻮﺗﺎرﺧﻮس أن اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻗﺪ أﺗﺨ ﺬ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻤﻨ ﺎم أن ﺻ ﺎﻋﻘﺔ ﻧﺰﻟ ﺖ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺴ ﺪهﺎ ﻓﺄﺻ ﺒﺢ ﺷ ﻌﻠﺔ ﻣ ﻦ‬
‫ﺟﺴﻤﻪ ﺧﺎدﻣًﺎ ﻟﻌﻘﻠﻪ وهﻨﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻣﻮﻗﻒ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻣﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء‬ ‫اﻟﻨﺎر‪ ،‬وﻓﺴﺮ ﺣﻠﻤﻬﺎ ﺑﺄن اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﻻ ﻣﻈﻬﺮًا ﻟﻌﻨﺎﻳ ﺔ‬
‫وﻗﺪ ﺗﺄﺛﺮ ﺑﻮاﻟﺪﺗﻪ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺄي اﻣﺮأة وﻳﺮوى ﻋﻨ ﻪ أﻧ ﻪ‬ ‫اﻹﻟ ﻪ زﻳ ﻮس آﺒﻴ ﺮ اﻵﻟﻬ ﺔ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻴﻮﻧ ﺎﻧﻴﻮن ﺑﻤﻮﻟﻮده ﺎ اﻟ ﺬي‬
‫ﻋﻨ ﺪﻣﺎ وﻗ ﻊ ﻧﻈ ﺮﻩ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻨﺴ ﺎء اﻟﻔﺎرﺳ ﻴﺎت‬ ‫ﺳﻮف ﻳﻜﻮن ﺛﻤﺮة هﺬا اﻟﺰواج ‪ .‬وآﺬﻟﻚ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺣﻠ ﻢ‬
‫اﻟﻠ ﻮاﺗﻲ وﻗﻌ ﻦ ﻓ ﻲ ﺁﺳ ﺮﻩ ﻗ ﺎل ﻓ ﻴﻬﻦ ‪) :‬أﺑﻌ ﺪوهﻦ أﻧﻬ ﻦ‬ ‫ه ﻮ اﻵﺧ ﺮ ﺑﻌ ﺪ زﻓﺎﻓ ﻪ ﺑﻠﻴﻠ ﺔ واﺣ ﺪة ﺑﺄﻧ ﻪ ﻃﺒ ﻊ ﻋﻠ ﻰ ﺟﺴ ﻢ‬
‫ﻣﺆذﻳ ﺎت ﻟﻠﻨﻈ ﺮ( وﻳﻘﺼ ﺪ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ أﻧﻬ ﻦ ﻣﺜﻴ ﺮات ﻟﻠﻐﺮاﺋ ﺰ‬ ‫زوﺟﺘﻪ ﺑﺨﺎﺗﻢ ﻣﻨﻘﻮش ﻋﻠﻴﻪ رﺳﻢ أﺳﺪ وﻓﺴﺮ ه ﺬا اﻟﺤﻠ ﻢ ﻣ ﻦ‬
‫)‪(6‬‬
‫وﻣﺤﺮﺿﺎت ﻟﻠﺠﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺼﻴﺎن ‪.‬‬
‫*ﻗﺴﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ‪ -‬آﻠﻴﺔ اﻵداب ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺒﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪ -------------------------------‬ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺒﻬﺎ )اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ(اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺴﺎدس ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ )‪ 2007‬ف( ‪-------------------------------‬‬
‫أﺣﻤﺪ اﻟﺮﻳﻔﻲ اﻟﺸﺮﻳﻒ ‪----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ﺑﺘﻐﻴﻴ ﺮ ﺛﻴ ﺎﺑﻬﻢ ووﻗ ﻒ اﻟﺠﻤﻴ ﻊ ﺑﺎﻟﺨ ﺎرج ﻳﺴ ﻤﻌﻮن اﻟ ﻮﺣﻲ‬ ‫وﻳ ﺬآﺮ أن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻗ ﺪ أﺗﺴ ﻢ ﺑﺎﻟﺘ ﺪﻳﻦ وﺳ ﻌﺔ ﺧﻴﺎﻟ ﻪ‬
‫ﻣﺎﻋ ﺪا اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻓﺄﻧ ﻪ دﺧ ﻞ اﻟﻤﺤ ﺮاب وﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ اﻟﻨﺒ ﻮءات‬ ‫وﻳﻤﺘﻠﻜ ﻪ اﻟﺸ ﻌﻮر اﻟ ﺪاﺋﻢ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻳﺤﻈ ﻰ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳ ﺔ اﻟﺴ ﻤﺎوﻳﺔ‬
‫ﺗﻌﻠﻦ ﺑﺎﻟﻜﻼم آﻤﺎ هﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ دﻟﻔﻲ وﺑﺮﻧﺨﻴ ﺪا ﻓ ﻲ‬ ‫وﻳﺘﺼﻮر أﻳﻀًﺎ ﺑﺄن ﺣﻤﻠﺘﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜ ﻦ ﺳ ﻮى رﺳ ﺎﻟﺔ‬
‫)‪(13‬‬
‫اﻟﻴﻮﻧﺎن وإﻧﻤﺎ ﺑﺎﻟﺮﻣﻮز واﻹﺷﺎرات ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ‪.‬‬ ‫إﻟﻬﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻗ ﺪ أﺧﺘﻠ ﻒ اﻟﻤﻔﺴ ﺮون اﻟﻤﺴ ﻠﻤﻮن ﺣ ﻮل اﻷﺳ ﻜﻨﺪر‬ ‫وﻋﻘ ﺐ ﻋﻮدﺗ ﻪ إﻟ ﻰ ﺳﻮﺳ ﺎ ﻋﺎﺻ ﻤﺔ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ‬
‫اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ وﺗﺴ ﻤﻴﺘﻪ ﺑ ﺬو اﻟﻘ ﺮﻧﻴﻦ وﻣ ﻨﻬﻢ اﻹﻣ ﺎم ﻣﺤﻤ ﺪ‬ ‫اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺒﻨﺠﺎب أﻗﺎم ﺣﻔﻞ زواج آﺒﻴﺮ‬
‫اﻟ ﺮازي ﻓﺨ ﺮ اﻟ ﺪﻳﻦ ﻓ ﻲ آﺘﺎﺑ ﻪ )اﻟﺘﻔﺴ ﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴ ﺮ( وﻳﻘ ﻮل‪:‬‬ ‫أﻗﺘ ﺮن ﻓﻴ ﻪ ﺑﺎﺑﻨ ﺔ اﻟﻤﻠ ﻚ )دارﻳ ﻮس( وﺗ ﺪﻋﻰ )ﺑﺎرﺳ ﻴﻦ(‪،‬‬
‫آﻘﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ ))وﻳﺴ ﺄﻟﻮﻧﻚ ﻋ ﻦ ذي اﻟﻘ ﺮﻧﻴﻦ ﻗ ﻞ ﺳ ﺄﺗﻠﻮا‬ ‫وآﻤﺎ أﻗﺘﺮن )ﺑﺮوآﺴﺎﻧﺎ اﻟﺼﻐﺪﻳﺔ ( ﻓﺮض ﻋﻠﻰ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻣ ﻦ‬
‫)‪(7‬‬
‫ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻨﻪ ذآﺮا(( ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ اﻵﻳﺔ )‪.(82‬‬ ‫ﻗﺎدﺗﻪ اﻟﺰواج ﺑﻔﺎرﺳﻴﺎت‪.‬‬
‫وﻓﻴﻬ ﺎ ﻋ ﺪة ﻣﺴ ﺎﺋﻞ ﻣﻨﻬ ﺎ‪ :‬اﻷوﻟ ﻰ أن اﻟﻴﻬ ﻮد أﻣ ﺮوا‬ ‫أﺗﺴ ﻤﺖ ﺷﺨﺼ ﻴﺔ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﺑ ﺎﻟﻐﺮور واﻟﺨﺸ ﻮﻧﺔ‬
‫اﻟﻤﺸﺮآﻴﻦ أن ﻳﺴﺄﻟﻮا رﺳ ﻮل اﷲ )‪ (‬ﻋ ﻦ ﻗﺼ ﺔ أﺻ ﺤﺎب‬ ‫وﻳﺘﻀ ﺢ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻗﺘﻠ ﻪ أﺣ ﺪ أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻪ وه ﻮ ﻣﺨﻤ ﻮر‬
‫اﻟﻜﻬﻒ‪ ،‬وذي اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ‪ ،‬واﻟﺮوح‪.‬‬ ‫وﻳﺪﻋﻰ آﻼﺗﻴﻮس اﻟﺬي أﻧﻘﺬ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪.‬‬
‫أﻣ ﺎ اﻟﻤﺴ ﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ إﺧ ﺘﻼف اﻟﻨ ﺎس ﻓ ﻲ أن‬ ‫وﻳﻼﺣ ﻆ أن هﻨ ﺎك ﺗﻘﺎرﺑ ًﺎ ﺑ ﻴﻦ ﺷﺨﺼ ﻴﺔ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر‬
‫ﻻ أﻧﻪ هﻮ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺑﻦ‬ ‫ذواﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻣﻦ هﻮ‪ ،‬وذآﺮوا ﻓﻴﻪ أﻗﻮا ً‬ ‫وﻧ ﺎﺑﻠﻴﻮن وهﺘﻠ ﺮ ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ اﻷﺳ ﻠﻮب واﻟﻤ ﺰاج واﻟﻌﺒﻘﺮﻳ ﺔ‬
‫)‪(8‬‬
‫ﻓﻴﻠﺒ ﻮس اﻟﻴﻮﻧ ﺎﻧﻲ‪ ،‬واﻟ ﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴ ﻪ أن اﻟﻘ ﺮﺁن دل ﻋﻠ ﻰ أن‬ ‫وﺗﻤﻴﺰ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﻜﻢ ﻟﻤﺪة ﻃﻮﻳﻠﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺬي اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺑﻠﻎ ﻣﻠﻜﻪ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ اﻟﻤﻐ ﺮب‬ ‫وﻗ ﺪ أﺧﺘﻠ ﻒ اﻟﺒ ﺎﺣﺜﻮن ﺣ ﻮل ﺷﺨﺼ ﻴﺔ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر‬
‫آﻘﻮﻟﻪ‪)) :‬ﺣﺘ ﻰ إذا ﺑﻠ ﻎ ﻣﻐ ﺮب اﻟﺸ ﻤﺲ وﺟ ﺪهﺎ ﺗﻐ ﺮب ﻓ ﻲ‬ ‫وﺧﺼﺎﻟﻪ‪ ،‬ﻓﻤ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﻘ ﻮل أﻧ ﻪ آ ﺎن ﺧﻠﻴﻌ ﺎً ﻣﺘﻬﺘﻜ ًﺎ ﻳﻘﻀ ﻲ‬
‫)‪(14‬‬
‫ﻋﻴﻦ ﺣﻤﺌﺔ((‪ .‬ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ اﻵﻳﺔ )‪.(84‬‬ ‫اﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ وأﻧﻪ ﻗﺎﺳﻴًﺎ ﻻ ﻳﺮﺣﻢ وﻻ ﻳﺤﺠﻢ ﻋﻦ‬
‫واﻟﺠ ﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟ ﺬآﺮ أن اﻹﻣ ﺎم اﻟﺠﻠﻴ ﻞ اﻟﺪﻣﺸ ﻘﻲ ﻓ ﻲ آﺘﺎﺑ ﻪ‬ ‫ﺷ ﻲء ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ أﻏﺮاﺿ ﻪ وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ ﻳﺼ ﻔﻪ‬
‫)‪(9‬‬
‫)ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻌﻈﻴﻢ( ﻳﻔﺴ ﺮ ﻟﻨ ﺎ ﺑ ﺄن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ‬ ‫ﺑﺎﻹﻋﺘﺪال ﻓﻲ ﺳﻠﻮآﻪ وﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ‪.‬‬
‫هﻮ ذو اﻟﻘ ﺮﻧﻴﻦ اﻟ ﻮارد ذآ ﺮﻩ ﻓ ﻲ ﺳ ﻮرة اﻟﻜﻬ ﻒ وﻓ ﻲ ه ﺬا‬ ‫أﻣ ﺎ ﻋ ﻦ ﻧﺴ ﺐ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻓﻘ ﺪ ﺗﻌ ﺪدت اﻵراء ﺣﻮﻟ ﻪ‪،‬‬
‫اﻟﺼﺪد ﻳﺆآﺪ ﻟﻨﺎ ﺑﺄن ﻧﻔﺮًا ﻣ ﻦ اﻟﻴﻬ ﻮد ﺟ ﺎءوا ﻳﺴ ﺄﻟﻮن اﻟﻨﺒ ﻲ‬ ‫وﺗﺠ ﺪر ﺑﻨ ﺎ اﻹﺷ ﺎرة إﻟ ﻰ اﻟﺮﺣﺎﻟ ﺔ واﻟﻤ ﺆرخ اﻟﺠﻠﻴ ﻞ‬
‫)‪ (‬ﻋﻦ ذي اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻓﺄﺧﺒﺮهﻢ ﺑﻤﺎ ﺟﺎءوا ﻟﻪ ﻓ ﻲ أن هﻨ ﺎك‬ ‫اﻟﻤﺴﻌﻮدي ﻓ ﻲ آﺘﺎﺑ ﻪ ) ﻣ ﺮوج اﻟ ﺬهﺐ وﻣﻌ ﺎدن اﻟﺠ ﻮهﺮ (‬
‫ﺷﺎﺑًﺎ ﻣﻦ اﻟﺮوم وأﻧﻪ ﺷﻴﺪ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ وأﻧﻪ ﻋﻼ ﺑﻪ ﻣﻠ ﻚ ﻓ ﻲ‬ ‫وﻳﻘﻮل ‪ :‬وﻧﺴﺐ ﻗﻮم اﻷﺳﻜﻨﺪر أﻧﻪ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺑ ﻦ ﻓﻴﻠﻴ ﺐ ﺑ ﻦ‬
‫اﻟﺴﻤﺎء وذهﺐ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﺪ‪ ،‬وﻳﻈﻬﺮ أن اﻟﺸﺎب اﻟﺮوﻣﻲ هﻮ‬ ‫ﻣﺼﺮﻳﻢ ﺑﻦ هﺮﻣﺲ أﺑﻦ هﺮدوس ﺑﻦ ﻣﻴﻄﻮن ﺑﻦ روﻣﻲ ﺑﻦ‬
‫اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﺜ ﺎﻧﻲ أﺑ ﻦ ﻓﻴﻠ ﺒﺲ اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ اﻟ ﺬي ﺗ ﺆرخ ﺑ ﻪ‬ ‫ﻟﻴﻄﻲ ﺑﻦ ﻳﻮﻧﺎن ﺑﻦ ﻳﺎﻓﺚ ﺑﻦ ﻧﻮح‪ ،‬وﻧﺴﺒﻪ ﻗﻮم أﻧ ﻪ ﻣ ﻦ وﻟ ﺪ‬
‫اﻟﺮوم‪.‬‬ ‫اﻟﻌ ﻴﺺ ﺑ ﻦ إﺳ ﺤﺎق ﺑ ﻦ إﺑ ﺮاهﻴﻢ‪ ،‬وﻣ ﻨﻬﻢ ﻣ ﻦ رأى أﻧ ﻪ‬
‫وﻋﻦ وهﺐ ﺑﻦ ﻣﻨﺒﻪ ﻳﺮﺟﺢ أن ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺬو اﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻵن‬ ‫اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺑﻦ ﻳﻮﺗ ﻪ ﺑ ﻦ ﺳ ﺮﺟﻮن ﺑ ﻦ روﻣ ﻲ ﺑ ﻦ ﻗ ﺮﻣﻂ ﺑ ﻦ‬
‫ﺻﻔﺤﺘﻲ رأﺳﻪ آﺎﻧﺘﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺎس وﻗﺎل ﺑﻌ ﺾ أه ﻞ اﻟﻜﺘ ﺎب‬ ‫ﻧﻮﻓﻴ ﻞ ﺑ ﻦ روﻣ ﻲ ﺑ ﻦ اﻷﺻ ﻔﺮ ﺑ ﻦ اﻟﻴﻐ ﺰ ﺑ ﻦ اﻟﻌ ﻴﺺ ﺑ ﻦ‬
‫)‪(10‬‬
‫ﻷﻧﻪ ﻣﻠﻚ اﻟﺮوم وﻓ ﺎرس‪ ،‬واﻟ ﺒﻌﺾ اﻵﺧ ﺮ ﻷﻧ ﻪ ﻓ ﻲ رأﺳ ﻪ‬ ‫إﺳﺤﺎق ﺑﻦ إﺑﺮاهﻴﻢ‪.‬‬
‫ﺷ ﺒﻪ اﻟﻘ ﺮﻧﻴﻦ وﺳ ﻠﻚ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻃﺮﻳﻘ ًﺎ ﺣﺘ ﻰ وﺻ ﻞ إﻟ ﻰ‬ ‫وﻧﺴﺘﻨﺞ ﺑﺄن أﺻﺤﺎب اﻟ ﺮأي اﻷول ﻋﻠ ﻰ ﺻ ﻮاب دون‬
‫‪(15) .‬‬
‫أﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻷرض ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮب‬ ‫اﻵراء اﻷﺧﺮى ‪.‬‬
‫أن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻟﻤ ﺎ ﻓ ﺮغ ﻣ ﻦ ﺑ ﻼد اﻟﻤﻐ ﺮب واﻟﻤﺸ ﺮق‬ ‫وﻳ ﺬآﺮ أن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ﻧﺴ ﺐ ﻧﻔﺴ ﻪ إﻟ ﻰ اﻵﻟ ﻪ‬
‫ﻗﺼ ﺪ ﺑ ﻼد اﻟﺸ ﻤﺎل وﺗﺤﺪﻳ ﺪًا ﺑ ﻼد ﻳ ﺄﺟﻮج وﻣ ﺄﺟﻮج وه ﻢ‬ ‫ﺁﻣﻮن )‪ (Ammon‬ﻓﻲ واﺣﺔ ﺳﻴﻮة وهﻮ إﻟﻪ ﻃﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ‬
‫أﻗ ﻮام ﻣ ﻦ اﻟﺘ ﺮك ﻟﻬ ﻢ ﺷ ﻮآﺔ وﻓ ﻴﻬﻢ ﺷ ﺮ وه ﻢ آﺜﻴ ﺮون‬ ‫اﻷﺳﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ اﻟﻤﺼ ﺮﻳﺔ )‪ 2000‬ق‪.‬م( اﻟﺘ ﻲ ﺣﻜﻤ ﺖ‬
‫وﻳﻔﺴﺪون ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺎورهﻢ ﻣ ﻦ اﻷرض وﻳﺨﺮﺑ ﻮن ﻣ ﺎ ﻗ ﺪروا‬ ‫ﻃﻴﺒ ﺔ وﻣ ﺎ ﻟﺒ ﺚ أن أﺿ ﻔﻲ ﻋﻠﻴ ﻪ ﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪ اﻷﺳ ﺮة اﻟﺜﺎﻣﻨ ﺔ‬
‫)‪(11‬‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﻼد وﻳﺆذون ﻣ ﻦ ﻳﻘ ﺮب ﻣ ﻨﻬﻢ ‪ ،‬ﻓﻠﻤ ﺎ رأى أه ﻞ‬ ‫ﻋﺸﺮ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻃﻴﺒﺔ ﺁﻣﻮن رع أي إﻟﻪ اﻵﻟﻪ‪.‬‬
‫ﺗﻠ ﻚ اﻟ ﺒﻼد اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﺷ ﻜﻮا إﻟﻴ ﻪ ﺷ ﺮهﻢ‪ ،‬آﻘﻮﻟ ﻪ ﺗﻌ ﺎﻟﻰ‪:‬‬ ‫وﻳﻈﻬﺮ أن زﻳﺎرة اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻟﻤﻌﺒﺪ اﻹﻟﻪ ﺁﻣﻮن ﻓﻲ واﺣﺔ‬
‫))ﻗ ﺎﻟﻮا ﻳ ﺎ ذا اﻟﻘ ﺮﻧﻴﻦ أن ﻳ ﺄﺟﻮج وﻣ ﺄﺟﻮج ﻣﻔﺴ ﺪون ﻓ ﻲ‬ ‫ﺳﻴﻮة وﻣﺎ دار ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ آﺎهﻦ هﺬا اﻹﻟﻪ هﻲ اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ‬
‫اﻷرض ﻓﻬﻞ ﻧﺠﻌﻞ ﻟﻚ ﺧﺮﺟًﺎ ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺠﻌ ﻞ ﺑﻴﻨﻨ ﺎ وﺑﻴ ﻨﻬﻢ‬ ‫ﻇﻬﻮر ﻗﺼﺔ ﺑﻨﻮة اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻟﻬﺬا اﻹﻟﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻹﺗﺤﺎد ﺟﺰﺋ ﻲ‬
‫)‪(16‬‬ ‫)‪(12‬‬
‫ﺳﺪًا(( ﺳﻮرة اﻟﻜﻬﻒ اﻵﻳﺔ )‪.(90‬‬ ‫ﺑﻴﻦ أوﻟﻤﺒﻴﺎس واﻟﺪة اﻷﺳﻜﻨﺪر وﺑﻴﻦ اﻹﻟﻪ ﺁﻣﻮن‪.‬‬
‫وﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺁراء اﻟﻤﻔﺴ ﺮﻳﻦ اﻹﺳ ﻼﻣﻴﻴﻦ ﺑ ﺄن‬ ‫وﻳﺼ ﻒ اﻟﻜ ﺎهﻦ ﻗﻠﺘﻴ ﻨﺲ اﻟﻠﻘ ﺎء اﻟ ﺬي ﺟ ﺮى ﺑ ﻴﻦ‬
‫اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ هﻮ ﻧﻔﺴﻪ ذو اﻟﻘ ﺮﻧﻴﻦ اﻟ ﻮارد ذآ ﺮﻩ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻷﺳﻜﻨﺪر واﻹﻟﻪ ﺁﻣﻮن ﻓﻴﻘﻮل‪ :‬ﻟﻢ ﻳﺆذن ﻟﻐﻴﺮ اﻟﻤﻠﻚ وﻳﻘﺼ ﺪ‬
‫اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ‪.‬‬ ‫ﺑﻪ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺑﺎﻟ ﺪﺧﻮل ﻟﻠﻤﻌﺒ ﺪ ﻓ ﻲ ﺛﻴﺎﺑ ﻪ أﻣ ﺎ ﺟﻨ ﻮدﻩ ﻓ ﺄﻣﺮوا‬
‫‪ -------------------------------‬ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺒﻬﺎ )اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ(اﻟﻤﺠﻠﺪ اﻟﺴﺎدس ‪ ،‬اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻟﺚ )‪ 2007‬ف( ‪-------------------------------‬‬ ‫‪58‬‬
‫‪ --------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ ) ‪ ( 323 – 356‬ق ‪.‬م‬
‫وﻳﺬآﺮ أن اﻟﻤﻠﻚ دارﻳﻮس آﺘﺐ إﻟﻰ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻋﺎرﺿ ًﺎ‬ ‫ﺛﺎﻧﻴ ًﺎ ‪ :‬ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ‬
‫ﻻﻟﻪﻋﻦ‬ ‫ﻋﻠﻴ ﻪ ﻳ ﺪ أﺑﻨﺘ ﻪ وﻋﻘ ﺪ اﻟﺘﺤ ﺎﻟﻒ ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ ﻣﺘﻨ ﺎز ً‬ ‫ﻟﻘﺪ أﺣﺘﻔﻆ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺑﻤﻮﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ آﻮﻧﻪ ﻗﺎﺋ ﺪًا‬
‫اﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎت اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ ﻏﺮﺑ ﻲ اﻟﻔ ﺮات‪ ،‬ﻟ ﻮ أن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻗﺒ ﻞ‬ ‫ﻣﻦ أﻋﻈﻢ ﻗ ﺎدة اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟﻘ ﺪﻳﻢ وﻟﻌ ﻞ أﻋﻈ ﻢ ﻣ ﺎ ﺗﻤﻴ ﺰ ﺑ ﻪ ﺑﺄﻧ ﻪ‬
‫هﺬا اﻟﻌ ﺮض اﻟﻤﻘ ﺪم إﻟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ دارﻳ ﻮس ﻟﻜ ﺎن ﻓ ﻲ ﻋ ﺪا‬ ‫آﺎن ﻓﻴﻠﺴﻮﻓًﺎ وﻗﺎﺋﺪًا ﻋﺴﻜﺮﻳًﺎ وﻳﻌﻮد اﻟﺴ ﺒﺐ ﻓ ﻲ ذﻟ ﻚ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ‬
‫اﻷﻣﻮات ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺮ ﺟﺮاﻧﻴﻜﻮس ﺣﻴ ﺚ ﻟ ﻢ ﻳﻨﻘ ﺬﻩ ﺳ ﻮى ﺳ ﻴﻒ‬ ‫ﻟﺘ ﺄﺛﺮﻩ ﺑﺸﺨﺼ ﻴﺔ واﻟ ﺪﻩ اﻟﻘﻮﻳ ﺔ وﺗ ﺄﺛﺮﻩ ﺑﺄﺳ ﺘﺎذﻩ أرﺳ ﻄﻮ‬
‫)‪(17‬‬
‫رﻓﻴﻘ ﻪ آﻼﺗﻴ ﻮس ﻣ ﻦ ﻃﻌﻨ ﺔ ﺻ ﻮﺑﻬﺎ إﻟﻴ ﻪ اﻟ ﻮاﻟﻲ اﻟﻔﺎرﺳ ﻲ‬ ‫وﺑﻴﺌﺘﻪ اﻟﻤﻘﺪوﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎش وﺗﺮﻋﺮع ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫)‪(23‬‬
‫ﺳﻴﻴﺜﺮﻳﺪاﺗﻴﺲ‪.‬‬ ‫وأﺳ ﺘﻄﺎع اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﺧ ﻼل ﻋﺸ ﺮ ﺳ ﻨﻮات ﻣ ﻦ ﺗﻮﺳ ﻴﻊ‬
‫وﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻣﻌﺮآ ﺔ اﻟﻐﺮاﻧﻴ ﻚ ﻣ ﺪى ﻋﺒﻘﺮﻳ ﺔ‬ ‫إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺘ ﻪ ﻟﺘﺸ ﻤﻞ آﺎﻓ ﺔ أرﺟ ﺎء اﻷرض وﻟﻤ ﺎ ﺑﻠ ﻎ‬
‫اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻓ ﻲ ﺗﻨﻈ ﻴﻢ ﺻ ﻔﻮف ﺟﻨ ﻮدﻩ وإﺗﺒ ﺎع ﺳﻴﺎﺳ ﺔ اﻟﻜ ﺮ‬ ‫اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣًﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ )‪ 336‬ق‪ .‬م( أﺻﺒﺢ ﻣﻠﻜًﺎ‬
‫واﻟﻔ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﺒﺎﻏﺘ ﺔ أﻋ ﺪاءﻩ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ أﺧ ﺮى وﺟ ﻮد‬ ‫وراﻓ ﻖ واﻟ ﺪﻩ ﻓ ﻲ ﻣﻌ ﺎرك ﻋ ﺪة وﻗ ﺎد آﺘﺎﺋ ﺐ اﻟﺠ ﻴﺶ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺤﻴﻄ ﺔ واﻟﺤ ﺬر ﻟ ﺪى اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻓ ﻲ إﺗﺨ ﺎذ ﻗﺮاراﺗ ﻪ‬ ‫ﻣﻬﻤ ﺎت ﺧﺎﺻ ﺔ ﺑﻤﻬ ﺎرة وﺷ ﺠﺎﻋﺔ وأﺗﺼ ﻒ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر‬
‫اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ إﺧ ﻼص ووﻓ ﺎء ﻗ ﻮادﻩ وذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﺨﺸﻮﻧﺔ ﻣﻊ رﺟﺎﻟﻪ وﻓﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ ﻧﻔﺴ ﻪ ﻳﺸ ﺎرآﻬﻢ أﻓ ﺮاﺣﻬﻢ‬
‫)‪(18‬‬
‫ﺧ ﻼل ﺗ ﻮﻓﻴﺮ اﻷﻣ ﻦ واﻟﺤﻤﺎﻳ ﺔ ﻟ ﻪ ﻓ ﻲ آﺎﻓ ﺔ اﻟﻈ ﺮوف‬ ‫وأﺣﺰاﻧﻬﻢ ﻣﻤﺎ أآﺴﺒﻪ ﺣﺒﻬﻢ‪.‬‬
‫اﻟﺼﻌﺒﺔ‪.‬‬ ‫أﻧﺼﺮف اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺸﺮوع واﻟﺪﻩ ﻓ ﻲ ﻏ ﺰو‬
‫‪ -2‬ﻣﻌﺮآﺔ إﻳﺴﻮس ) ‪ 333‬ق‪ .‬م (‪:‬‬ ‫اﻟﺸ ﺮق واﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ اﻟﺨﻄ ﺮ اﻟﻔﺎرﺳ ﻲ ﻓﻘ ﺪ أﺳ ﺘﻄﺎع‬
‫أن إﻳﺴﻮس ﺑﻠﺪة ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﻤﺮ آﻴﻠﻜﻴﺎ ﻋﻨ ﺪ‬ ‫اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺣﺸﺪ ﻗﻮات ﺑﺮﻳ ﺔ ﻗﻮاﻣﻬ ﺎ أﺛﻨ ﻴﻦ وﺛﻼﺛ ﻴﻦ أﻟﻔ ًﺎ ﻣ ﻦ‬
‫رأس ﺧﻠﻴﺞ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻷﺳﻜﻨﺪروﻧﺔ ﺣﺎﻟﻴًﺎ‪ ،(24).‬وﻳﺒﺪو أن ﺟﻴﺶ‬ ‫اﻟﻤﺸ ﺎة وﺧﻤﺴ ﺔ ﺁﻻف ﻣ ﻦ اﻟﻔﺮﺳ ﺎن وأﻳﻀ ًﺎ ﻧﻈ ﻢ ﻗ ﻮات‬
‫دارﻳ ﻮس ﻳﻔ ﻮق ﺑﻘﻠﻴ ﻞ ﺟ ﻴﺶ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر وﺑ ﺪأت اﻟﻤﻌﺮآ ﺔ‬ ‫ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﻘﺪوﻧﻴﺎ أﺛﻨﺎء ﻏﻴﺎب اﻟﻘﻮة اﻷوﻟﻰ ﻋ ﻦ اﻟ ﺒﻼد وآﺎﻧ ﺖ‬
‫ﺑﻬﺠ ﻮم ﺷ ﻨﻪ ﻓﺮﺳ ﺎن ﻣﻴﻤﻨ ﺔ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻋﻠ ﻰ ﻣﺸ ﺎة اﻟﻔ ﺮس‬ ‫ﺗﺘ ﺄﻟﻒ ﻣ ﻦ ﺗﺴ ﻌﺔ اﻵف ﻣ ﻦ اﻟﻤﺸ ﺎة وﺳ ﺘﻤﺎﺋﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻔﺮﺳ ﺎن‬
‫)‪(19‬‬
‫وأرﻏﻤﻮهﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮار وأن ﺧﺒﺮ ﻓﺮار دارﻳﻮس ﻋﺠﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻘﻴﺎدة أﻧﺘﻴﺒﺎﺗﺮوس‪.‬‬
‫إﻧﺴ ﺤﺎب ﻗﻮاﺗ ﻪ وﺗ ﺬآﺮ اﻟﺮواﻳ ﺎت اﻹﻏﺮﻳﻘﻴ ﺔ ﺑ ﺄن اﻟﺠ ﻴﺶ‬ ‫وﻳ ﺬآﺮ أن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻗ ﺪ أﺧ ﺬ ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﺘﻌﺪاد ﻟﻐ ﺰو‬
‫اﻟﻔﺎرﺳﻲ ﻓﻘﺪ ﻓﻲ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺮآ ﺔ ﺣ ﻮاﻟﻲ أرﺑﻌﻤﺎﺋ ﺔ وﺧﻤﺴ ﻴﻦ‬ ‫اﻟﺸﺮق وﻗﺎم ﺑﺘﻮزﻳﻊ آﻞ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻗ ﻮادﻩ وﺳ ﺄﻟﻮﻩ ﻣ ﺎذا‬
‫)‪(25‬‬
‫ﻗﺘﻴﻼً‪.‬‬ ‫أﺑﻘﻴ ﺖ ﻟﻨﻔﺴ ﻚ ﻓﺄﺟ ﺎب اﻷﻣ ﻞ اﻟ ﺬي ﺳ ﺎﻋﺪﻩ ﻓ ﻲ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ‬
‫وﻳﺬآﺮ وﻗﻮع ﻋﺎﺋﻠﺔ وآﻨﻮز اﻟﻤﻠ ﻚ دارﻳ ﻮس ﻓ ﻲ ﻗﺒﻀ ﺔ‬ ‫إﻧﺘﺼﺎراﺗﻪ ‪ ،‬وﺗﺤﻤﻞ ﺟﻨﻮدﻩ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﺎﻋﺐ واﻟﺼﻌﺎب‬
‫اﻷﺳ ﻜﻨﺪر إﻻ أن ه ﺬا اﻷﺧﻴ ﺮ ﻗ ﺪ ﻋﺎﻣ ﻞ ﻋﺎﺋﻠ ﺔ دارﻳ ﻮس‬ ‫ﻓﺘﻮﻗ ﻒ ﻳﻮﻣ ًﺎ وه ﻮ ﻳﺠﺎﺑ ﻪ اﻟﺼ ﻌﺎب وأﻃﻠ ﻖ ﻣﻘﻮﻟﺘ ﻪ‬
‫)‪(26‬‬
‫ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣﺴﻨﺔ‪.‬‬ ‫اﻟﻤﺸﻬﻮرة )ﺁﻩ ﻳﺎ ﺑﻼد اﻟﻴﻮﻧﺎن‪ ،‬ﻣﺎ أﻏﻠ ﻰ اﻟ ﺜﻤﻦ اﻟ ﺬي ﻳﺪﻓﻌ ﻪ‬
‫)‪(20‬‬
‫‪ -3‬ﻣﻌﺮآﺔ ﺻﻮر‪:‬‬ ‫ﻣﻦ ﻳﺤﺒﻚ‬
‫ﻟﻘﺪ رﻓﺾ أهﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻮر اﻟﺨﻀﻮع ﻟﻺﺳﻜﻨﺪر وذﻟ ﻚ‬ ‫ﻣﻌﺎرك اﻷﺳﻜﻨﺪر‬
‫ﻟﻤﻨﺎﻋﺔ وﺣﺼﺎﻧﺔ أﺳﻮار ﻣﺪﻳﻨﺘﻬﻢ اﻟﺒﺎﻟﻎ إرﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ‪ 30‬ﻣﺘ ﺮًا‪،‬‬ ‫‪ -1‬ﻣﻌﺮآﺔ اﻟﻐﺮاﻧﻴﻚ )‪ 334‬ق‪ .‬م(‪:‬‬
‫وأول ﻣﺎ ﻗ ﺎم ﺑ ﻪ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻋﻘ ﺐ دﺧﻮﻟ ﻪ اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ ﻋﻤ ﺪ إﻟ ﻰ‬ ‫ﻟﻘ ﺪ وﺿ ﻊ اﻟﻘﺎﺋ ﺪ ﻣﻤﻨ ﻮن ﻣﺨﻄﻄ ﻪ ﻟﻬ ﺬﻩ اﻟﻤﻌﺮآ ﺔ ﺑ ﺄن‬
‫ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻘ ﺮاﺑﻴﻦ إﻟ ﻰ اﻹﻟ ﻪ ﻣﻠﻘ ﺎرت وه ﺬا ﻳ ﺪل ﻋﻠ ﻰ إﺣﺘ ﺮام‬ ‫ﻧﺸﺮ ﻗﻮاﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﻧﻬ ﺮ ﺟﺮاﻧﻴﻜ ﻮس اﻟ ﺬي ﻳﺠ ﺮي ﻓ ﻲ‬
‫اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻟﻠﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أﺛﻨﺎء ﻣﻌﺎرآﻪ‪ ،‬وﻗﺪ أﻣ ﺮ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر‬ ‫أﻗﻠﻴﻢ ﻃﺮوادة وﻳﺼﺐ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﺮﻣ ﺮة وذﻟ ﻚ ﻟﻤﻨ ﻊ اﻟﻘ ﻮات‬
‫ﺑﺒﻨ ﺎء ﺟﺴ ﺮ ﻳﺼ ﻞ اﻟﺒ ﺮ ﺑ ﺎﻟﺠﺰﻳﺮة ﻣﻤ ﺎ أﺛ ﺎر ﺳ ﺨﻂ أﺧ ﺎﻟﻲ‬ ‫اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺠﺎوزﻩ ﺑﺤﻴﺚ ﺟﻤ ﻊ ﻗ ﻮة اﻟﻔﺮﺳ ﺎن وﺣﺸ ﺪهﺎ‬
‫ﻣﺪﻳﻨ ﺔ ﺻ ﻮر وﻗﻴ ﺎﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴ ﺎت اﻹﻧﺘﺤﺎرﻳ ﺔ آ ﺮدة ﻓﻌ ﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻹﻧﺤ ﺪار ووﺿ ﻊ اﻟﻤﺮﺗﺰﻗ ﺔ اﻹﻏﺮﻳ ﻖ‬
‫)‪(27‬‬
‫ﻹﻋﺎﻗﺔ هﺬا اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬ ‫ﺧﻠﻔﻬ ﻢ وﻳﺒ ﺪو أن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻗ ﺪ وﺿ ﻊ ﻣﺨﻄﻄ ﻪ اﻟﻬﺠ ﻮﻣﻲ‬
‫وﻣ ﺎ ﻟﺒ ﺚ أن ﺗﻠﻘ ﻰ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر دﻋﻤ ًﺎ ﻣ ﻦ آﺎﻓ ﺔ اﻟﻤ ﺪن‬ ‫ﻋﻠ ﻰ أﺳ ﺎس اﻹﺣﺘﻔ ﺎظ ﺑﺎﻟﻤﺒ ﺎدأة وﻣﺒﺎﻏﺘ ﺔ ﻗ ﻮات ﺧﺼ ﻤﻪ‬
‫اﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴ ﺔ وﻣﻘ ﺎﻃﻌﺘﻲ ﻟﻮآﻴ ﺎ وآﻴﻠﻴﻜﻴ ﺎ ﻓ ﻲ ﺁﺳ ﻴﺎ اﻟﺼ ﻐﺮى‬ ‫وآﻠﻒ ﺑﺎرﻣﻴﻨﻮن ﺑﻘﻴﺎدة ﻗﻮات اﻟﻔﺮﺳﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﺎح اﻷﻳﺴﺮ‬
‫وﺟﺰﻳﺮﺗ ﻲ رودس وﻗﺒ ﺮص وذﻟ ﻚ ﺑ ﺄن أرﺳ ﻠﺖ ﻟ ﻪ ﺳ ﻔﻨًﺎ‬ ‫أﻣ ﺎ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻓﻘ ﺪ ﺗ ﻮﻟﻰ ﻗﻴ ﺎدة اﻟﻔﺮﺳ ﺎن ورﻣ ﺎة اﻟﺴ ﻬﺎم‬
‫)‪(21‬‬
‫ﺣﺮﺑﻴﺔ ﺑﻠﻎ ﻋﺪدهﺎ ﻣﺎﺋﺘﻴﻦ وﻋﺸﺮون ﺳﻔﻴﻨﺔ وأﻣﺮ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر‬ ‫واﻟﺮﻣﺎح‪.‬‬
‫ﺑﺸﻦ اﻟﻬﺠﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻ ﻮر ﻣﻤ ﺎ أدى إﻟ ﻰ وﻗﻮﻋﻬ ﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫ودارت رﺣﻰ اﻟﺤﺮب واﻧﺘﻬﺖ ﺑﺈﻧﻬﻴ ﺎر ﻣﻘﺎوﻣ ﺔ اﻟﻔ ﺮس‬
‫ﻗﺒﻀﺔ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻋﺎم )‪ 332‬ق‪.‬م(‪ (28).‬وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﺎرهﺎ‬ ‫وذﻟﻚ ﻟﻌﺪم ﺗﻤﻜﻦ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺮﻣ ﺎح واﻟﻨﺒ ﺎل اﻟﺼ ﻤﻮد ﻓ ﻲ وﺟ ﻪ‬
‫ﺳﺒﻌﺔ أﺷﻬﺮ وﻗﺘﻞ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﺁﻻف ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ وﺑﺎع )‪ 30‬أﻟﻒ(‬ ‫ﻓﺮﺳ ﺎن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤ ﺪﺟﺠﻴﻦ ﺑﺎﻟ ﺪروع‪ ،‬وﻳ ﺮﺟﺢ أن ﻋ ﺪدًا‬
‫ﺷﺨﺺ ﻋﺒﻴﺪاً وﻳﻌﺘﺒﺮ إﻧﺘﺼﺎرﻩ هﺬا ﻋﻠﻰ ﺻ ﻮر ﻣ ﻦ أﻋﻈ ﻢ‬ ‫آﺒﻴ ﺮًا ﻣ ﻦ ﻗ ﺎدة اﻟﻔ ﺮس ﻗﺘﻠ ﻮا وأن اﻟﻘﺎﺋ ﺪ ﻣﻤﻨ ﻮن ﻗ ﺪ ﻻذ‬
‫)‪(29‬‬
‫إﻧﺘﺼﺎراﺗﻪ اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻔﺮار وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺘ ﻞ ﻣ ﻦ رﻓ ﺎق اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﺧﻤﺴ ﺔ‬
‫)‪(22‬‬
‫وﻋﺸﺮون ﻗﺘﻴﻼً‪.‬‬
‫وﻓ ﻲ ﻋ ﺎم )‪ 327‬ق ‪.‬م( ﻏ ﺎدر اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻣ ﻦ ﺑﺎآﺘﺮﻳ ﺎ‬ ‫وﺑﻌﺪ ﺻﻮر زﺣﻒ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺑﺈﺗﺠﺎﻩ ﻣﺼ ﺮ وﻟﻤ ﺎ أدرك‬
‫ﻋﺎﺻ ﻤﺔ إﻗﻠ ﻴﻢ ﺑﺎآﺘﺮﻳ ﺔ ﺑﺈﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻬﻨ ﺪ وﻳﺼ ﻒ اﻟﻤ ﺆرخ‬ ‫اﻟﻮاﻟﻲ اﻟﻔﺎرﺳﻲ ﻣﺎزاآﻴﺲ أﻧﻪ ﻻ ﺟﺪوى ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ وﺳﻠﻢ‬
‫ﺑﻠﻮﺗ ﺎرﺧﻮس ﺑ ﺄن ﻋ ﺪد ﺟﻨ ﻮدﻩ ﻳﻘ ﺪر ﺑﻨﺤ ﻮ ﻣﺌ ﺔ وﻋﺸ ﺮون‬ ‫زﻣ ﺎم اﻷﻣ ﻮر ﻟﻺﺳ ﻜﻨﺪر ﺑ ﺪون ﻣﻘﺎوﻣ ﺔ ودﺧ ﻞ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر‬
‫أﻟﻔ ًﺎ وﻋﺒ ﺮ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﺟﺒ ﺎل هﻨ ﺪوآﺶ وآﺎﻧ ﺖ أول ﻣﻌﺮآ ﺔ‬ ‫ﻣﻤﻔﻴﺲ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻤﺺ ﺻﻮرة اﻟﻬﻠﻴﻨﻲ اﻟﺼ ﻤﻴﻢ اﻟﺮاﻏ ﺐ ﻓ ﻲ‬
‫ﺿ ﺪ ﺧﺼ ﻤﻪ اﻟﺮاﺟ ﺎﺑﻮروس ﻋﻠ ﻰ اﻟﻀ ﻔﺔ اﻟﺸ ﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣ ﻦ‬ ‫إﺑﺮاز ﻣﺪى اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﻔﺮس ﻓﻘﺪم اﻟﺨﺸﻮع واﻟﻮﻻء‬
‫)‪(30‬‬
‫هﻴﺪاﺳﻴﺲ وﺟﻌﻞ إﻧﺘﺼﺎرﻩ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺮآﺔ ﺑﻮروس ﺣﻠﻴﻔ ًﺎ‬ ‫ﻟﻶﻟﻬﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻪ وﻗﺎم ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻧﻴﻜﻴﺎ وﺑﻮﺳﻔﺎﻻ ﺗﺨﻠﻴ ﺪًا ﻟﻨﺼ ﺮﻩ ﻓ ﻲ‬ ‫وﺗﺮوي ﻟﻨﺎ اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ آﺘﺒ ﺖ ﻓ ﻲ ﻣﺼ ﺮ‬
‫ﻣﻨﻄﻘ ﺔ هﻴﻔ ﺎزﻳﺰ اﻟﻮاﻗﻌ ﺔ إﻟ ﻰ أﻗﺼ ﻰ اﻟﺸ ﺮق ﻣ ﻦ‬ ‫ﺧ ﻼل اﻟﻘ ﺮن اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ﺑﻌ ﺪ اﻟﻤ ﻴﻼد ﺑ ﺄن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻗ ﺪ أﺣﺘﻔ ﻞ‬
‫)‪(37‬‬
‫اﻟﺒﻨﺠﺎب‪.‬‬ ‫ﺑﺘﺘﻮﻳﺠ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﻌﺒ ﺪ ﻓﺘ ﺎح ﺑﻤﻤﻔ ﻴﺲ أﻗﻴﻤ ﺖ ﻟ ﻪ اﻟﺸ ﻌﺎﺋﺮ ﻣﺜ ﻞ‬
‫وﻳﺬآﺮ أن اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻟﻤﺎ وﺻﻞ اﻟﺼﻐﺪ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺁﺳﻴﺎ‬ ‫اﻟﺘﻲ آﺎﻧﺖ ﻳﻘﻴﻤﻬﺎ ﻗﺪاﻣﻰ اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻮﺳﻄﻰ ﺗﺰوج ﻣﻦ اﻣﺮأة ﺗﺪﻋﻰ روآﺴﺎﻧﺎ أﺑﻨﺔ أﺣﺪ اﻟﻨﺒﻼء‬ ‫وﻳﻈﻬﺮ أن اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻗﺪ أﺑ ﺪى إﺣﺘﺮاﻣ ًﺎ ﻟﻶﻟﻬ ﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴ ﺔ‬
‫اﻟﺼﻐﺪﻳﻴﻦ وﻓﻲ اﻟﺼﻐﺪ ﺷﺮب اﻟﺨﻤﺮ وﻓﻘﺪ وﻋﻴﻪ ﻓﻘﺘ ﻞ أﺣ ﺪ‬ ‫وآﺎن ﺳﻠﻮآﻪ ﺗﺠﺎﻩ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻴﺾ اﻟﻔﺮس اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺮاﻋ ﻮا‬
‫)‪(31‬‬
‫أﺻ ﺪﻗﺎﺋﻪ اﻟﻤﻘ ﺮﺑﻴﻦ وﻳ ﺪﻋﻰ آﻼﻳﺘ ﻮس ﻓﻐﻀ ﺐ ﻣﻨ ﻪ ﺟﻨ ﻮدﻩ‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ وذﻟﻚ ﺑﺬﺑﺢ اﻟﻌﺠﻞ أﺑﻴﺲ اﻟﻤﻘﺪس‪.‬‬
‫اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻴﻴﻦ وﺣ ﺎوﻟﻮا إﻏﺘﻴﺎﻟ ﻪ وإﻋ ﺪام ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ رﺟﺎﻟ ﻪ ﻣ ﻦ‬ ‫وﻣ ﻦ ﻣﻤﻔ ﻴﺲ ﺳ ﺎر اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﺑﻤﺤ ﺎذاة اﻟﻔ ﺮع اﻟﻐﺮﺑ ﻲ‬
‫)‪(38‬‬
‫إﻏﺮﻳﻖ وﻣﻘﺪوﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﺮأ ﻣﺎ أﻗﺘﺮﻓﻮﻩ‪.‬‬ ‫ﻟﻠﻨﻴ ﻞ إﻟ ﻰ آ ﺎﻧﻮﺑﻮس ﺣﻴ ﺚ أﺳ ﺲ ﻋ ﺎم ‪ 332‬ق‪.‬م ﻣﺪﻳﻨ ﺔ‬
‫ﻟﻘﺪ أﻗﺎم اﻷﺳﻜﻨﺪر وﻟﻴﻤﺔ ﻋ ﺮس آﺒﻴ ﺮة ﺗ ﺰوج ﻓﻴﻬ ﺎ ه ﻮ‬ ‫اﻹﺳ ﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻗﻄﻌ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷرض اﻟﺮﻣﻠﻴ ﺔ اﻟﻤﺤﺼ ﻮرة‬
‫)‪(32‬‬
‫وﺗﺴﻌﻮن ﻣﻦ ﻗﺎدﺗﻪ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻣ ﻦ اﻟﻔﺎرﺳ ﻴﺎت وﻗ ﺪم اﻟﻬ ﺪاﻳﺎ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﺑﺤﻴﺮة ﻣﺮﻳﻮط واﻟﺒﺤﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺗﺨﻠﻴﺪًا ﻷﺳﻤﻪ‪.‬‬
‫)‪(39‬‬
‫ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻘﺎدة‪.‬‬ ‫وﻗ ﺪ أﺳ ﻨﺪت ﻣﻬﻤ ﺔ ﺑﻨ ﺎء اﻟﻤﺪﻳﻨ ﺔ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻬﻨ ﺪس‬
‫وﻳﺘﻀ ﺢ ﻟﻨ ﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ه ﺬا اﻟ ﺰواج اﻟﺠﻤ ﺎﻋﻲ ﺑ ﺄن‬ ‫ذﻳﻨﻮﻗﺮاﻃﺲ وﻳﺮﺟﻊ إﻟﻴﻪ اﻟﻔﻀ ﻞ ﻓ ﻲ وﺿ ﻊ أﺳ ﺲ وإﻋ ﺎدة‬
‫اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻳﺴ ﻌﻰ إﻟ ﻰ دﻣ ﺞ اﻟﺜﻘ ﺎﻓﺘﻴﻦ اﻟﻬﻠﻴﻨﻴ ﺔ واﻟﺸ ﺮﻗﻴﺔ‬ ‫ﺑﻨﺎء اﻷرﺗﻤﺴﻴﻮم ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ إﻓﺴﻮس ﺑﻌ ﺪ أن ﺧﺮﺑﺘ ﻪ اﻟﻨﻴ ﺮان‬
‫اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ‪.‬‬ ‫وﻣﻦ ﺛﻢ أﺗﺠﻪ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺻﻮب ﻣﻌﺒﺪ اﻹﻟ ﻪ ﺁﻣ ﻮن ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﻮة‬
‫وﻓ ﻲ إﻃ ﺎر إﺳ ﺘﻌﺪاد اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻟﻠﻘﻴ ﺎم ﺑﺤﻤﻠ ﺔ ﻧﺤ ﻮ ﺷ ﺒﻪ‬ ‫وﻗﺎﺑﻠ ﻪ اﻟﻜ ﺎهﻦ اﻷﻋﻈ ﻢ أﺗﻴ ﺎرﺧﻮس ﻣﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﺗﻠﻴ ﻖ ﺑ ﺎﻟﻤﻠﻮك‬
‫)‪(33‬‬
‫اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺈرﺳﺎل ﺣﻤﻠﺘ ﺎن إﺳﺘﻜﺸ ﺎﻓﻴﺘﺎن ﻓ ﻲ‬ ‫وأدﺧﻠﻪ إﻟﻰ ﻗﺪس اﻷﻗﺪاس‪.‬‬
‫ﻋ ﺎم )‪ 324‬ق‪ .‬م( وآ ﺎن ه ﺪﻓﻬﺎ ﺟﻤ ﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﻋ ﻦ‬ ‫‪ -4‬ﻣﻌﺮآﺔ إرﺑﻴﻞ )‪ 331‬ق‪.‬م(‪:‬‬
‫ﺷﻮاﻃﺊ ﺑﻼد اﻟﻌ ﺮب واﻟﺠ ﺰر اﻟﻤﺘﺎﺧﻤ ﺔ ﻟﻬ ﺎ‪ ،‬وﺗ ﻮﻟﻰ ﻗﻴ ﺎدة‬ ‫وﻳﺒﺪو أن اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮس ﺗﺘ ﺄﻟﻒ ﻣ ﻦ اﻟﻔﺮﺳ ﺎن‬
‫اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷوﻟﻰ أرﺧﻴﺎس وهﻮ أﺣﺪ رﺟﺎل ﺣﻤﻠﺔ ﻧﻴﺎرﺧﻮس أم‬ ‫ورﻣﺎة اﻟﻨﺒﺎل وآﺎﻧﺖ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻔﺎرﺳﻲ ﺗﻀﻢ ﺟﻨ ﻮدًا‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة هﻴﺮون واﻟﺘﻲ ﺑﺪأت رﺣﻠﺘﻬ ﺎ ﻣ ﻦ ﺟﻨ ﻮب ﺑﺎﺑ ﻞ‬ ‫ﻣ ﻦ ﺑﺎآﺘﺮﻳ ﺔ وﺑﺎرﺛﻴ ﺔ وﻣﻴﺪﻳ ﺔ وﺑ ﺪأت اﻟﻤﻌﺮآ ﺔ ﺑﻬﺠ ﻮم‬
‫واﻟﻄ ﻮاف ﺣ ﻮل اﻟﺠﺰﻳ ﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴ ﺔ واﻟﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ ﻣﻴﻨ ﺎء‬ ‫ﻓﺮﺳ ﺎن اﻟﺴ ﺎآﺎ وﻳﻤﺜﻠ ﻮن اﻷﻗ ﻮام اﻟﺒﺪاﺋﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺳ ﻜﻨﺖ إﻟ ﻰ‬
‫)‪(40‬‬
‫هﻴﺮوﺑﻮﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ‪.‬‬ ‫اﻟﺸﺮق ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﺳﻴﺮادارﻳﺎ )ﺳﻴﺤﻮن( وآﺎن اﻟﻨﺼﺮ ﺣﻠﻴﻒ‬
‫)‪(34‬‬
‫وﻓ ﻲ ﺑﺎﺑ ﻞ ﻋ ﺎم )‪ 323‬ق‪.‬م( أﺻ ﻴﺐ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﺑﺤﻤ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﻘﺪوﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﻌﺮآﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻼرﻳ ﺎ وﺗ ﻮﻓﻲ وﻋﻤ ﺮﻩ ﻳﻨ ﺎهﺰ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ واﻟﺜﻼﺛ ﻴﻦ ﻋﺎﻣ ًﺎ‬ ‫وﺑﻌ ﺪ ﻣﻌﺮآ ﺔ إرﺑﻴ ﻞ دﺧ ﻞ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻣﻘ ﺎﻃﻌﺘﻲ ﺑﺎﺑ ﻞ‬
‫وﻟﺴ ﻮء اﻟﺤ ﻆ ﻟ ﻢ ﻳﻜ ﻦ ﻟﻺﺳ ﻜﻨﺪر أﺑﻨ ﺎء وأﻗﺘﺴ ﻢ ﻗﺎدﺗ ﻪ‬ ‫وﺧﺮﺳﺎن ﺳﻠﻤًﺎ وآ ﺬﻟﻚ ﺳ ﻮزة اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ )ﺷﻮﺷ ﺔ( اﻟﺘ ﻲ ﺗﺒﻌ ﺪ‬
‫إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺘ ﻪ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻴ ﻨﻬﻢ وﻣ ﺎ ﻟﺒ ﺚ أن دب اﻟﻀ ﻌﻒ ﻓﻴﻬ ﺎ‬ ‫ﻋ ﻦ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ دﻳﺰﻓ ﻮل ﻣﺴ ﺎﻓﺔ ) ‪ 23‬آﻴﻠ ﻮ ﻣﺘ ﺮًا( ‪ ،‬ﺛ ﻢ ﺳ ﺎر‬
‫)‪(41‬‬
‫وأﻧﻬﺎرت إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻷآﺒﺮ‪.‬‬ ‫ﺑﻌﺪﺋ ﺬن ﻋ ﺎم )‪ 330‬ق‪.‬م( ﻓ ﺪﺧﻞ ﻣﻴ ﺪﻳﺎ وأﺣﺘ ﻞ ﻋﺎﺻ ﻤﺘﻬﺎ‬
‫وأن ﻗﺎدﺗﻪ ﻗﺒﻴﻞ وﻓﺎﺗﻪ اﻟﺘﻔﻮا ﺣﻮﻟﻪ ﻓﺴ ﺄﻟﻪ أﺣ ﺪهﻢ‪ ) :‬ﻣ ﻦ‬ ‫أآﺒﺎﺗﺎﻧﺎ‪.‬‬
‫ﺗﻮﺻﻲ أن ﻳﻜﻮن ﺧﻠﻔًﺎ ﻟﻚ( ﻓﺄﺟﺎب اﻷﺳﻜﻨﺪر‬ ‫وﻓ ﻲ ﻋ ﺎم ) ‪ 330‬ق‪ .‬م( ﺗﺤ ﺮك اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻗﺎﺻ ﺪًا‬
‫)‪(42‬‬
‫) أآﺜﺮآﻢ آﻔﺎءة وأآﺜﺮآﻢ ﺟﺪارة(‪.‬‬ ‫اﻟﻮﻻﻳ ﺎت اﻟﻔﺎرﺳ ﻴﺔ اﻟﺸ ﺮﻗﻴﺔ وﺳ ﻴﻄﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﻻﻳ ﺎت‬
‫وهﺬا ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻔ ﺬة ﻓ ﻲ ﺗﺴ ﻴﻴﺮ دﻓ ﺔ‬ ‫اﻟﻔﺎرﺳ ﻴﺔ ﻓ ﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴ ﺘﺎن وأراﺿ ﻲ ﻣ ﺎ وراء اﻟﻨﻬ ﺮ وﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺤﻜﻢ وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻓﻠﺴﻔﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﺪل واﻟﺤ ﻮار واﻟﻨﻘ ﺎش‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ أرﻳﺎﻧﻴﺎ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﻨﻬﺮ ﺟﻴﺤ ﻮن‬
‫)‪(35‬‬
‫ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ‪.‬‬ ‫أﺳﺲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﺳﻤﻪ وهﻲ هﻴﺮات اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﻤ ﺎ ﺗ ﻮﻓﻰ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻃ ﺎف ﺑ ﻪ اﻟﺤﻜﻤ ﺎء اﻟﻴﻮﻧ ﺎﻧﻴﻴﻦ‬ ‫وأﺗﺠﻪ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺻﻮب اﻟﻐﺮب وﺑﻠﻎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎآﺘﺮﻳ ﺎ –‬
‫واﻟﻔ ﺮس واﻟﻬﻨ ﺪ وﻏﻴ ﺮهﻢ ﻣ ﻦ اﻷﻣ ﻢ وآ ﺎن ﻳﺘﻮﺳ ﻄﻬﻢ‬ ‫زارﻳﺴ ﺒﺎ )ﺑﻠ ﻎ وزﻳﺮاﺑ ﺎد ﺣﺎﻟﻴ ًﺎ( ﻓ ﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴ ﺘﺎن وﻋﻤ ﺪ إﻟ ﻰ‬
‫وﻳﺴ ﺘﺮﻳﺢ إﻟ ﻰ آﻼﻣﻬ ﻢ وﺟﻌ ﻞ ﺑﻌ ﺪ ﻣﻤﺎﺗ ﻪ ﻓ ﻲ ﺗ ﺎﺑﻮت ﻣ ﻦ‬ ‫ﺗﻨﺼﻴﺐ ﺣﺎآﻢ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﺛﻢ ﻋﺒﺮ ﻧﻬ ﺮ ﺟﻴﺤ ﻮن وأرﺳ ﻞ أﺣ ﺪ‬
‫)‪(36‬‬
‫اﻟ ﺬهﺐ ورﺻ ﻊ ﺑ ﺎﻟﺠﻮاهﺮ ﺑﻌ ﺪ أن ﻃﻠ ﻲ ﺟﺴ ﻤﻪ ﺑﺎﻷﻃﻠﻴ ﺔ‬ ‫ﻗﺎدﺗﻪ وهﻮ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮن ﻟﻤﻄﺎردة اﻟﻤﺰرﺑﺎن ﺑﺴﻮس‪.‬‬
‫اﻟﻤﺎﺳﻜﺔ ﻷﺟﺰاﺋﻪ‪.‬‬
‫وﻇﻬ ﺮت أﻳﻀ ًﺎ ﻋﻼﻣ ﺎت اﻟﺘﻮﺣﻴ ﺪ ﺑ ﻴﻦ ﺷ ﻌﻮب اﻟﻌ ﺎﻟﻢ‬ ‫وﺧﻼﺻ ﺔ اﻟﻘ ﻮل أﺳ ﺘﻄﺎع اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ﺧ ﻼل‬
‫اﻟﻬﻠﻴﻨﺴﺘﻲ وﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻋﺒ ﺎدة‬ ‫إﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣًﺎ ﺗﻜ ﻮﻳﻦ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ ﻣﺘﺮاﻣﻴ ﺔ اﻷﻃ ﺮاف‬
‫اﻟﺮﺑﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ إﻳﺰﻳﺲ واﻹﻟﻪ ﺳﻴﺮاﺑﻴﺲ وﻋﺒﺎدة اﻟﺮﺑ ﺔ اﻵم‬ ‫ﺷ ﻤﻠﺖ ﻗ ﺎرات اﻟﻌ ﺎﻟﻢ اﻟ ﺜﻼث )أﻓﺮﻳﻘﻴ ﺎ‪ ،‬ﺁﺳ ﻴﺎ‪ ،‬أوروﺑ ﺎ(‬
‫واﻹﻟﻪ اﻟﺴ ﻮري أدوﻧ ﻴﺲ واﻹﻟ ﻪ اﻟﻔﺎرﺳ ﻲ ﻣﺜﻴ ﺮا ‪ ،‬وﻳﻈﻬ ﺮ‬ ‫ﺧﺮﻳﻄ ﺔ رﻗ ﻢ )‪ ،(1‬ﻋﻠﻤ ًﺎ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻟ ﻢ ﻳﻬ ﺰم ﻃﻴﻠ ﺔ اﻟﻤ ﺪة اﻵﻧﻔ ﺔ‬
‫اﻟ ﺪور اﻟﺤﻀ ﺎري ﻓ ﻲ ﺗﺴ ﻤﻴﺎت اﻟﻤ ﺪن ﻣﻨﻬ ﺎ اﻹﺳ ﻜﻨﺪرﻳﺔ‬ ‫اﻟ ﺬآﺮ وﺣﻘ ﻖ اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻹﻧﺘﺼ ﺎرات ﻓ ﻲ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗ ﻪ‬
‫وإﻧﻄﺎآﻴ ﺔ وﺳ ﻠﻮﻗﻴﺔ وإﺑﺎﻣﻴ ﺎ وﻻودﻳﻜﻴ ﺎ وﺳ ﺘﺮاﺗﻮﺗﻴﻜﺎ‬ ‫وﻣﻌﺎرآ ﻪ ﻓ ﻲ ﻣﺨﺘﻠ ﻒ ﺑﻘ ﺎع اﻟ ﺪﻧﻴﺎ وﻳﺘﻀ ﺢ ﻟﻨ ﺎ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ‬
‫)‪(48‬‬
‫وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺪن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﺮاآﺰ ﺟﺬب ﺣﻀﺎري‪.‬‬ ‫ﺧﻼل ﻣﻘﻮﻻﺗﻪ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪) :‬أزﺣﻒ ﻣﺘﻔﺮﻗًﺎ وﻗﺎﺗﻞ ﻣﺘﺤﺪًا(‪) ،‬ﻣ ﻦ‬
‫واﻟﺠ ﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟ ﺬآﺮ أن هﻨ ﺎك أﺣ ﺪاﺛًﺎ ﻣ ﺮت ﺑﻬ ﺎ ﻣ ﺪة ﺣﻜ ﻢ‬ ‫اﻷﺳ ﻤﻰ واﻷﻧﺒ ﻞ ﻟﻺﻧﺴ ﺎن أن ﻳ ﺘﺤﻜﻢ ﺑﻨﻔﺴ ﻪ ﻣ ﻦ أن ﻳﺤﻜ ﻢ‬
‫اﻹﺳ ﻜﻨﺪر اﻷوﻟ ﻰ ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ زﻳ ﺎرة اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻟﻤﻌﺒ ﺪ اﻹﻟ ﻪ‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ(‪.‬‬
‫ﺁﻣ ﻮن ﻓ ﻲ ﺳ ﻴﻮة وﻋﻼﻗﺘﻬ ﺎ ﺑﺒﻨ ﻮة اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻟﻬ ﺬا اﻹﻟ ﻪ أﻣ ﺎ‬ ‫وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻣﻮت اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ ﻓﻬ ﻲ ﻣﺤﺎوﻟ ﺔ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر إدﺧ ﺎل ﻃﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﺴ ﺠﻮد‬ ‫رﻳﻌ ﺎن ﺷ ﺒﺎﺑﻪ ﻧ ﺘﺞ ﻋﻨ ﻪ ﻧﺸ ﻮب ﺣ ﺮوب ﺑ ﻴﻦ ﻗ ﻮادﻩ ﺑﺤﻴ ﺚ‬
‫)‪ (Proxynsis‬ﻓ ﻲ ﺑﺎآﺘﺮﻳ ﺎ وه ﻲ اﻟﻄﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﻤﺘﺒﻌ ﺔ ﻋﻨ ﺪ‬ ‫أﻧﻘﺴﻤﺖ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺘﻪ إﻟﻰ ﺛﻼث أﻗﺴﺎم ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺴﻠﻮﻗﻴﻮن ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﺮس ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ﻟﻠﺸﺎﻩ وهﻮ اﻟﻤﻨﺼﺐ اﻟﺬي ﺷﻐﻠﻪ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر‬ ‫اﻟﺸ ﻄﺮ اﻟﺸ ﺮﻗﻲ ﻣ ﻦ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻟﻔﺎرﺳ ﻴﺔ‪ ،‬وﺣﻜ ﻢ‬
‫ﺣﻴﻨﺬاك ‪.‬‬ ‫اﻟﺒﻄﺎﻟﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ وﺣﻜﻢ ﺁل أﻧﺘﻴﺠﻮﻧﺲ ﻓ ﻲ ﻣﻘ ﺪوﻧﻴﺎ وﺑﻬ ﺬا‬
‫وأﻣ ﺎ اﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ ﻓﻬ ﻮ اﻟﺨﻄ ﺎب اﻟ ﺬي أرﺳ ﻠﻪ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر إﻟ ﻰ‬ ‫ﺗﻔﻜﻜﺖ وﺗﻼﺷﺖ أآﺒﺮ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ ﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ‪.‬‬
‫دارﻳ ﻮس ﻓ ﻲ ﻋ ﺎم ) ‪ 333‬ق‪.‬م ( وﻳﺼ ﻒ ﻧﻔﺴ ﻪ ﺑﺄﻧ ﻪ ﺳ ﻴﺪ‬ ‫اﻷﺳﻜﻨﺪر وأﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻬﻠﻴﻨﺴﺘﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم‬
‫ﺁﺳ ﻴﺎ ﻣﻔﺘﺨ ﺮاً ﺑﺄﻧ ﻪ أﻧﺘﺼ ﺮ ﻓ ﻲ ﻣﻌﺎرآ ﻪ ﻋﻠ ﻰ دارﻳ ﻮس‬ ‫ﻻ ‪ /‬ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪:‬‬ ‫أو ً‬
‫وأﻣﺘﻠﻚ أراﺿﻴﻪ ﺑﻔﻀﻞ اﻵﻟﻬ ﺔ وأن ﻳﺨﺎﻃﺒ ﻪ ﻋﻠ ﻰ أﻧ ﻪ ﻣﻠ ﻚ‬ ‫إن اﻟﺤﻀ ﺎرة اﻟﻬﻠﻴﻨﺴ ﺘﻴﺔ )‪ (Hellenism‬ه ﻲ‬
‫)‪(49‬‬
‫ﺁﺳﻴﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ ‪.‬‬ ‫اﻟﺤﻀ ﺎرة اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴ ﺔ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴ ﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺣﻤﻠ ﺖ آ ﻞ‬
‫وﺑﻌ ﺪ ﻣ ﻮت اﻹﺳ ﻜﻨﺪر ﻗ ﺎم ﻋﻠ ﻰ أﻧﻘ ﺎض إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺘ ﻪ‬ ‫ﻋﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﻔﻜ ﺮ واﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ اﻹﻏ ﺮﻳﻘﻴﺘﻴﻦ إﻟ ﻰ ﺧ ﺎرج ﺑ ﻼد‬
‫)‪(50‬‬
‫ﻣﻤﺎﻟﻴﻚ هﻠﻴﻨﺴﺘﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺪوﻧﻴﺎ وﺁﺳﻴﺎ ‪.‬‬ ‫اﻟﻴﻮﻧ ﺎن وﺑ ﺪأت ﻓ ﻲ اﻟﻈﻬ ﻮر إﻟ ﻰ ﺣﻴ ﺰ اﻟﻮﺟ ﻮد ﺑ ﺪﺧﻮل‬
‫ﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ اﻟﻘﺎﺋ ﺪ اﻟ ﺬي ﻟ ﻢ ﻳﺨﺴ ﺮ أي‬ ‫اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ﻟﻤﺼ ﺮ وﺳ ﻮرﻳﺎ وﺁﺳ ﻴﺎ ﻋ ﺎم )‪333‬‬
‫)‪(44‬‬
‫ﻣﻌﺮآﺔ ﻃﻴﻠﺔ أﺣ ﺪ ﻋﺸ ﺮ ﻋﺎﻣ ًﺎ ﻣ ﻦ اﻟﻘﺘ ﺎل ﺑﺤﻴ ﺚ ﻗ ﺎم ﺑ ﺪﻣﺞ‬ ‫ق‪ .‬م (‪.‬‬
‫ﻗ ﻮات اﻟﻤﺸ ﺎة وﺳ ﻼح اﻟﻔﺮﺳ ﺎن واﻟﻤﻬﻨﺪﺳ ﻴﻦ ﻣ ﻊ ﻋﻨﺎﺻ ﺮ‬ ‫وﻣ ﻦ ﻧﺎﺣﻴ ﺔ أﺧ ﺮى ﻓ ﺄن اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﻬﻠﻴﻨﺴ ﺘﻲ ه ﻮ ذﻟ ﻚ‬
‫اﻹﻣ ﺪاد واﻹﺳ ﺘﺨﺒﺎرات اﻟﻤﺴ ﺎﻧﺪة ﺑﺄﺳ ﻠﻮب دﻗﻴ ﻖ وﻣ ﻨﻈﻢ ‪،‬‬ ‫اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻤﻤﺘﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ وﻓﺎة اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ ﻋﺎم )‪323‬‬
‫وﺣ ﺎول ﺗﻮﺣﻴ ﺪ اﻟﺸ ﺮق واﻟﻐ ﺮب وذﻟ ﻚ ﺑﻨﻘ ﻞ اﻟﺘﺠﺮﺑ ﺔ‬ ‫ق‪.‬م( وﺣﺘ ﻰ ﻋﺼ ﺮ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻋﻬ ﺪ‬
‫اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠ ﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳ ﻴﺔ واﻟﻌﺴ ﻜﺮﻳﺔ‬ ‫أﻏﺴﻄﺲ ﻋﺎم )‪ 31‬ق‪.‬م( وأن ﻋﻬﺪ أﻏﺴﻄﺲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﺼ ﺮ‬
‫)‪(51‬‬ ‫)‪(45‬‬
‫واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ‪.‬‬ ‫ﺑﺪأت ﻓﻴﻪ ﺗﻐﻴﺮات ﺟﺪﻳﺪة‪.‬‬
‫وﻟﻘ ﺪ أﺛﺒ ﺖ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﺟﺪارﺗ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌ ﺎرك اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳ ﺔ‬ ‫وﻳﻈﻬ ﺮ أن ﻣﺼ ﻄﻠﺢ اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ أو اﻟﺤﻀ ﺎرة ورد ﻓ ﻲ‬
‫وﻣﻌ ﺎرك اﻟﻌﺼ ﺎﺑﺎت واﻟﺤ ﺮوب اﻟﺜﻮرﻳ ﺔ ﺿ ﺪ اﻟﺸ ﻌﻮب‬ ‫داﺋ ﺮة اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴ ﺔ )‪ 11 – 402‬ط‪ (14‬وأﻧ ﻪ‬
‫اﻟﺠﺒﻠﻴ ﺔ اﻟﻤﺘﻤ ﺮدة‪ ،‬وﻳﻌﺘﺒ ﺮ ﺑ ﺬﻟﻚ أول ﻣ ﻦ أﺳ ﺘﺨﺪم اﻟﻘ ﻮات‬ ‫ﻣﺸ ﺘﻖ ﻣ ﻦ أﺻ ﻞ ﻳﻮﻧ ﺎﻧﻲ ﻳﻌﻨ ﻲ ﺗﻘﻠﻴ ﺪ اﻹﻏﺮﻳ ﻖ ‪ ،‬وأﻃﻠ ﻖ‬
‫اﻹﺣﺘﻴﺎﻃﻴ ﺔ إﺳ ﺘﺨﺪاﻣًﺎ ﻓﻌﻠﻴ ﺎً ﻓ ﻲ ﻣﻌﺎرآ ﻪ ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ‬ ‫اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻷﻟﻤﺎﻧﻲ دورﻳﺼﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻈﺎهﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴ ﺔ‬
‫ﻣﻌﺮﻓ ﺔ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻟﻤﺰاﻳ ﺎ ﺧ ﻮض اﻟﻤﻌ ﺎرك ﻓ ﻲ ﻓﺼ ﻞ‬ ‫ﻣﻨ ﺬ ﻋﻬ ﺪ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ﺣ ﻖ ﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ‬
‫)‪(52‬‬
‫اﻟﺸﺘﺎء‪.‬‬ ‫وﺗﺸﻤﻞ دﻻﻟﺘﻪ آﻞ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺛﺮت ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ‪.‬‬
‫وﻳﺘﻀ ﺢ ﻟﻨ ﺎ أﺛ ﺮ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤﻀ ﺎرة‬ ‫وﻗ ﺪ ورد أﻳﻀ ًﺎ ﻣﺼ ﻄﻠﺢ اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ اﻟﻬﻠﻴﻨﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌﺠ ﻢ‬
‫اﻟﻬﻠﻴﻨﺴﺘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺄﻧ ﻪ ﻏ ﺮس ﻋﺒﻘﺮﻳﺘ ﻪ اﻟﻔ ﺬة‬ ‫اﻷﻧﺴ ﻴﻜﻠﻮﺑﻴﺪي وﺗ ﻢ ﻧﺴ ﺒﻪ إﻟ ﻰ ﺟ ﺪ اﻹﻏﺮﻳ ﻖ هﻠ ﻴﻦ‬
‫)‪(46‬‬
‫ﻓ ﻲ ﻓ ﻦ اﻟﺤ ﺮب ﻋﻠ ﻰ آﺎﻓ ﺔ اﻟ ﺪوﻳﻼت اﻟﻮاﻗﻌ ﺔ ﺗﺤ ﺖ ﻧﻔ ﻮذﻩ‬ ‫)‪. (Hellen‬‬
‫ﺳﺎﻋﻴًﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ أﻧﻈﻤﺔ ﻣﻤﺎﻟﻜﻬﺎ ‪.‬‬ ‫ﻟﻘ ﺪ ﺳ ﻌﻰ اﻹﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ إﺑ ﺎن ﺣﻜﻤ ﻪ إﻟ ﻰ ﻏ ﺮس‬
‫وآﻤﺎ ﺗﺄﺳﺲ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻷﺳﻜﻨﺪر وﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﻋﺪد آﺒﻴ ﺮ ﻣ ﻦ‬ ‫اﻟﻔﻦ اﻟﻬﻠﻴﻨﻲ ﻓﻲ دوﻟ ﺔ آﺎﺷ ﺎن واﻟﺘ ﻲ ﺧﻠﻔ ﺖ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ‬
‫اﻟﻤ ﺪن اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﺠﺪﻳ ﺪة وأﻧﻘﻠ ﺐ ﻋ ﺪدًا ﻣﻨﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﻣﺮاآ ﺰ‬ ‫اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎآﺘﺮﻳﺎ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ ﺁﺳ ﻴﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ وﺗﺸ ﻤﻞ‬
‫ﺛﻘﺎﻓﻴ ﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴ ﺔ وﺗﺤﺎﻟﻔ ﺖ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ ﻟﺘﻜ ﻮﻳﻦ اﻟ ﺪوﻳﻼت‬ ‫ﺣﺎﻟﻴًﺎ إﻳﺮان وﺗﺮآﺴ ﺘﺎن وﺗﻤﺮآ ﺰت اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻟﺴ ﺎﻟﻔﺔ‬
‫اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻠﺔ ﻣﺜ ﻞ ﺗﺤ ﺎﻟﻒ اﻟﻤ ﺪن اﻟﻌﺸ ﺮ أوﻣ ﺪن ﺑ ﻴﻼ )ﺑﻴ ﺖ‬ ‫اﻟﺬآﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ اﻟﻬﻨﺪوآﻮش اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ وﺳ ﻂ ﺁﺳ ﻴﺎ ﺑ ﻴﻦ‬
‫ﺟﺒ ﺮﻳﻦ( وﺟ ﺮش وﺑﻄﻠﻤ ﺎﻳﺲ )ﻋﻤ ﺎن( وﺳ ﻜﻴﺜﻮﺑﻮﻟﻴﺲ‬ ‫اﻟﺒ ﺎﻣﻴﺮ وآ ﻮن ﻟ ﻮن إﺑ ﺎن اﻟﻘ ﺮن اﻷول ق‪.‬م ‪ .‬وﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ‬
‫)‪(53‬‬
‫)ﺑﻴﺴﺎن( وﻧﻴﺎﺑﻮﻟﻴﺲ )ﻧﺎﺑﻠﺲ(‬ ‫إﻟ ﻰ ﻏ ﺮس اﻟﻌﻠ ﻢ واﻟﻔﻠﺴ ﻔﺔ اﻟﻬﻠﻴﻨﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﺪوﻟ ﺔ اﻟﺴﺎﺳ ﺎﻧﻴﺔ‬
‫)‪(47‬‬
‫اﻟﻠﺘﻲ ﺧﻠﻔﺖ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺴﻠﻮﻗﻴﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫وأﻳﻀ ًﺎ ﻇﻬ ﻮر ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌ ﺎت أﺷ ﻬﺮهﺎ ﺟﺎﻣﻌ ﺔ‬ ‫وﻳﻈﻬ ﺮ أن ﻣﻨﺤ ﻰ اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻬﻠﻴﻨﺴ ﺘﻴﺔ ﺑ ﺪأ ﺗﺎرﻳﺨﻴ ًﺎ‬
‫اﻹﺳ ﻜﻨﺪرﻳﺔ وﺑﺮﺟﺎﻣ ﺔ وآ ﺬﻟﻚ اﻟﻤﻜﺘﺒ ﺎت وﺗﺸ ﻤﻞ ﻣﻜﺘﺒ ﺔ‬ ‫ﺣﻴﻨﻤ ﺎ أﻧﻄﻠﻘ ﺖ ﻓﺮﻗ ﺔ ﻣﻜﻮﻧ ﺔ ﻣ ﻦ ‪ 35‬أﻟ ﻒ ﺟﻨ ﺪي ﺑﻘﻴ ﺎدة‬
‫أرﺳﻄﻮ ﻓﻲ أﺛﻴﻨﺎ وﺷﻬﺪ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻬﻠﻴﻨﺴ ﺘﻲ وﺟ ﻮد ﻋ ﺪد ﻣ ﻦ‬ ‫اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ﻟﻌﺒ ﻮر اﻟ ﺪردﻧﻴﻞ ﻟﻠﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ ﺣ ﺪود‬
‫اﻟﻤﻜﺘﺒﺎت أهﻤﻬﺎ ﻣﻜﺘﺒﺔ إﻧﻄﺎآﻴﺔ وﺑﺮﺟﺎﻣﺔ ورودس وأزﻣﻴ ﺮ‬ ‫اﻟﻬﻨ ﺪ وﺑ ﺬﻟﻚ ﺗﻤﻜ ﻦ ﻣ ﻦ اﻟﻘﻀ ﺎء ﻋﻠ ﻰ أآﺒ ﺮ إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ‬
‫وﻣﻜﺘﺒ ﺔ ﺑﻄﻠﻴﻤ ﻮس اﻷول ﻓ ﻲ اﻹﺳ ﻜﻨﺪرﻳﺔ وأﻗ ﺎم أﻳﻀ ًﺎ‬ ‫ﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟﺸﺮق اﻟﻘﺪﻳﻢ وهﻲ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻟﻔﺎرﺳ ﻴﺔ ﺑﺤﻴ ﺚ‬
‫)‪(60‬‬
‫اﻟﺒﻄﺎﻟﻤﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺳﻴﺮاﺑﻴﻮم ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ‪.‬‬ ‫أﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠ ﻴﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺛ ﻼث ﻣﻌ ﺎرك ﺣﺎﺳ ﻤﺔ ﻓ ﻲ ﻣ ﺪة ﺗﺘﺠ ﺎوز‬
‫وﻗﺮب اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب ﺑﻬ ﺪف‬ ‫ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﺎم ) ‪ 334‬ق‪.‬م ( إﻟ ﻰ ﻋ ﺎم ) ‪ 324‬ق‪.‬م (‬
‫ﺻ ﻬﺮ اﻟﺜﻘ ﺎﻓﺘﻴﻦ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴ ﺔ واﻟﺸ ﺮﻗﻴﺔ ﺑﻮاﺳ ﻄﺔ اﻟﺘ ﺰاوج‬ ‫ﺗﻤﻜﻦ ﻣ ﻦ إﺣ ﺘﻼل ﺁﺳ ﻴﺎ اﻟﺼ ﻐﺮى وﺳ ﻮرﻳﺎ وﻣﺼ ﺮ وﺑﺎﺑ ﻞ‬
‫)‪(61‬‬ ‫)‪(54‬‬
‫وﺗﺒﺎدل اﻟﻌﺎدات ‪.‬‬ ‫وﻓﺎرس وﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﺣﺘﻰ وﺻﻞ إﻟﻰ ﺣﺪود اﻟﻬﻨﺪ ‪.‬‬
‫وﺑﻌ ﺪ ﻋ ﻮدة اﻷﺳ ﻜﻨﺪر إﻟ ﻰ ﺳﻮﺳ ﺎ ﻣ ﻦ ﺣﻤﻼﺗ ﻪ اﻟﺘ ﻲ‬ ‫أﻣ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠ ﺎل اﻻﻗﺘﺼ ﺎدي واﻻﺟﺘﻤ ﺎﻋﻲ واﻟﻌﻤﺮاﻧ ﻲ‬
‫ﺳ ﺎﻗﺘﻪ ﺣﺘ ﻰ اﻟﺒﻨﺠ ﺎب أﻗ ﺎم ﻋﺮﺳ ًﺎ آﺒﻴ ﺮًا ﻓ ﻲ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ أوﺑ ﻴﺲ‬ ‫ﻓﻘ ﺪ أﻧﻄﻠ ﻖ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ﻋﻠ ﻰ رأس ﻗﻮاﺗ ﻪ ﻟﻐ ﺰو‬
‫ﻋﻠ ﻰ ﻧﻬ ﺮ دﺟﻠ ﺔ وﻓﻴ ﻪ ﺗ ﺰوج ﻣ ﻦ أﺑﻨ ﺔ اﻟﻤﻠ ﻚ اﻟﻔﺎرﺳ ﻲ‬ ‫اﻟﺸ ﺮق واﻟﺼ ﺮاع ﻣ ﻊ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ اﻟﻔﺎرﺳ ﻴﺔ ﻣﻤ ﺎ أدى‬
‫دارﻳ ﻮس وﺗ ﺪﻋﻰ ﺑﺎرﺳ ﻴﻦ وآ ﺬﻟﻚ ﺗ ﺰوج ﻣ ﻦ روآﺴ ﺎﻧﺎ‬ ‫إﻟ ﻰ وﺟ ﻮد ﻋ ﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔ ﻴﻦ إﺣ ﺪاهﻤﺎ ﺷ ﺮﻗﻲ ﻓ ﻲ ﻋﺎداﺗ ﻪ‬
‫اﻟﺼ ﻐﺪﻳﺔ وﻋﻘ ﺪ ﻗ ﺮان ﺛﻤ ﺎﻧﻴﻦ ﻣ ﻦ ﻗﺎدﺗ ﻪ اﻟﺒ ﺎرزﻳﻦ ﻋﻠ ﻰ‬ ‫وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ وﻗﻴﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻳﻀﻢ اﻟﻤﻨ ﺎﻃﻖ‬
‫)‪(62‬‬
‫زوﺟﺎت ﻓﺎرﺳﻴﺎت ‪.‬‬ ‫اﻷﻓﺮﻳﻘﻴ ﺔ واﻵﺳ ﻴﻮﻳﺔ اﻟﻤﺘﺎﺧﻤ ﺔ ﻟﻠﺒﺤ ﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳ ﻂ واﻵﺧ ﺮ‬
‫وﻳﺘﻀ ﺢ ﻟﻨ ﺎ ﺑ ﺄن اﻟ ﺰواج اﻟﺴ ﺎﻟﻒ ذآ ﺮﻩ آ ﺎن زواﺟ ًﺎ‬ ‫ﻏﺮﺑﻲ ﻳﻀ ﻢ اﻟﺠ ﺰر وأﺷ ﺒﺎﻩ اﻟﺠ ﺰر اﻷوروﺑﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻀ ﻢ‬
‫)‪(55‬‬
‫ﺳﻴﺎﺳﻴًﺎ وذﻟﻚ ﻟﺪﻣﺞ ﺛﻘﺎﻓﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ وهﻤﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴ ﺔ‬ ‫ﻣﻘﺪوﻧﻴﺎ وﺑﻼد اﻟﻴﻮﻧﺎن ‪.‬‬
‫واﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ اﻟﻔﺎرﺳ ﻴﺔ اﻟﺸ ﺮﻗﻴﺔ وﺑﻬ ﺬا ﻳﻌﺘﺒ ﺮ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﺣﺴ ﺐ‬ ‫ﺗﻤﻜﻦ اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ‬
‫أﻗ ﻮال اﻟﻤ ﺆرﺧﻴﻦ اﻟﻘ ﺪﻣﺎء أول ﻣ ﻦ ﻧ ﺎدي ﺑﻔﻜ ﺮة وﺣ ﺪة‬ ‫اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺸﺮﻗﻲ وﻃﺒﻌﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻄ ﺎﺑﻊ اﻹﻏﺮﻳﻘ ﻲ وأﺻ ﺒﺤﺖ ﺗﻠ ﻚ‬
‫اﻟﺠﻨﺲ اﻟﺒﺸﺮي ‪.‬‬ ‫اﻟﻤ ﺪن ﻣ ﻦ أه ﻢ اﻟﻤﺮاآ ﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴ ﺔ أﺑ ﺎن اﻟﻤﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻬﻠﻨﻴﺴ ﺘﻴﺔ‬
‫)‪(56‬‬
‫وآ ﺎن ﻟﻠﻤ ﺮأة دورًا ﺑ ﺎرزًا ﻓ ﻲ اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﻬﻠﻴﻨﺴ ﺘﻲ‬ ‫وأهﻤﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ‪.‬‬
‫وﻳﺘﻀﺢ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﻤﻜﺎﻧ ﺔ اﻟﻜﺒﻴ ﺮة اﻟﺘ ﻲ ﺣﻈﻴ ﺖ ﺑﻬ ﺎ‬ ‫وﻗﺪ ﺳﻤﻴﺖ اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر‬
‫اﻷﻣﻴ ﺮات اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻴﺎت اﻟﻶﺗ ﻲ آ ﻦ ﻳﻘﻤ ﻦ ﺑ ﺎﻷدوار اﻟﺘ ﻲ‬ ‫اﻟ ﺬي أﻣ ﺮ ﺑﺒﻨﺎﺋﻬ ﺎ ﻟﺘﻜ ﻮن إﺣ ﺪى ﻗ ﻼع اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ‬
‫)‪(57‬‬
‫ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ اﻟﺮﺟﺎل ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت‬ ‫اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ آﺎن ﻳﺤﻠﻢ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺑﺈﻗﺎﻣﺘﻬﺎ وﻗﺘﺬاك ‪.‬‬
‫أرﺳ ﻴﻨﻮي اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ زوﺟ ﺔ ﺑﻄﻠﻴﻤ ﻮس اﻟﺜ ﺎﻧﻲ وآﻠﻴﻮﺑ ﺎﺗﺮا‬ ‫وﺷ ﻴﺪ اﻷﺳ ﻜﻨﺪر ﻣﺪﻳﻨﺘ ﻪ ﻋﻠ ﻰ ﻧﻤ ﻂ اﻟﺰواﻳ ﺎ اﻟﻤﺴ ﺘﻘﻴﻤﺔ‬
‫)‪(63‬‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ أﺧﺮ ﻣﻠﻜﺎت اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺒﻄﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ‪.‬‬ ‫وه ﻮ اﻟﻄ ﺎﺑﻊ اﻟﻤﺘﺒ ﻊ ﻓ ﻲ ﺗﺨﻄ ﻴﻂ اﻟﻤ ﺪن اﻟﻤﺒﺘﻜ ﺮ ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ‬
‫)*(‬
‫ﻣﻤ ﺎ ﻻﺷ ﻚ ﻓﻴ ﻪ أن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ﻗ ﺪ أﻗ ﺎم‬ ‫هﻔﻮذاﻣﺲ اﻟﻤﻠﻴﻄﻲ ‪.‬‬
‫إﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴ ﺔ ﺻ ﺮﻓﺔ ﻣ ﻦ أﻋﻈ ﻢ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ ﺎت‬ ‫أﺳ ﻨﺪت ﻣﻬﻤ ﺔ ﺗﺨﻄ ﻴﻂ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ اﻹﺳ ﻜﻨﺪرﻳﺔ إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪهﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ وﺗﻤﻴﺰت ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻓﻲ آﻮﻧﻪ ﻗﺎﺋ ﺪًا‬ ‫ذﻳﻨﻮﻗﺮاﻃﺲ وﻳﻌﺪ ﻣ ﻦ أﻋﻈ ﻢ اﻟﻤﻬﻨﺪﺳ ﻴﻦ اﻟ ﺬﻳﻦ أﺳ ﺘﺨﺪﻣﻬﻢ‬
‫وﻓﻴﻠﺴ ﻮﻓًﺎ ﺑﻌﺒﻘﺮﻳﺘ ﻪ اﻟﻔ ﺬة ﻓ ﻲ اﻟﻔﻨ ﻮن اﻟﻘﺘﺎﻟﻴ ﺔ وﺣﻜﻤﺘ ﻪ ﻓ ﻲ‬ ‫اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ واﻟﻤﺪﻧﻴﺔ وﻳﺮﺟﻊ إﻟﻴﻪ اﻟﻔﻀ ﻞ‬
‫ﻃﻮاﻋﻴﺔ وإﻧﺼﻴﺎع ﻗﺎدﺗﻪ وﺟﻨﻮدﻩ ﻷواﻣﺮﻩ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ‪ ،‬وﻗ ﺮب‬ ‫ﻓ ﻲ ﺗﺨﻄ ﻴﻂ ﻣﺪﻳﻨ ﺔ اﻹﺳ ﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻃ ﻮل اﻟﺒﻘﻌ ﺔ اﻟﻮاﻗﻌ ﺔ‬
‫اﻷﺳﻜﻨﺪر ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺜﻤﺘﻠﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻴﻮﻧ ﺎن واﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ‬ ‫ﺑﻴﻦ ﺑﺤﻴﺮة ﻣﺮﻳﻮﻃﺲ )ﻣﺮﻳﻮط( واﻟﺒﺤ ﺮ اﻟﻤﺘﻮﺳ ﻂ ه ﺬا ﻓ ﻲ‬
‫)‪(58‬‬
‫اﻟﺸ ﺮﻗﻴﺔ اﻟﻤﺜﻤﺘﻠ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻔ ﺮس وذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺘ ﺰاوج‬ ‫اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ‪.‬‬
‫وﺗﺒﺎدل اﻟﻌﺎدات واﻟﺘﻘﺎﻟﻴ ﺪ وإﻧﺸ ﺎء ﻣﻤﺎﻟ ﻚ هﻠﻴﻨﺴ ﺘﻴﺔ ﺗﻤﻴ ﺰت‬ ‫ﻟﻘﺪ أﺻﻄﺤﺐ اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻓﻲ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ ﻋﺪدًا ﻣﻦ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ ‪.‬‬ ‫واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻷدﺑﺎء ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﻧﻴﺮون وأﺛﻨﺎء إﻗﺎﻣﺘﻪ‬
‫وﻳﺒ ﺪو أن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ه ﻮ ذو اﻟﻘ ﺮﻧﻴﻦ اﻟ ﻮارد‬ ‫ﺑﻤﺼﺮ أرﺳ ﻞ رﺟﺎﻟ ﻪ وذﻟ ﻚ ﻟﻐ ﺮض إآﺘﺸ ﺎف ﻣﻨ ﺎﺑﻊ اﻟﻨﻴ ﻞ‬
‫ذآ ﺮﻩ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ وﻟ ﻴﺲ ﻗ ﻮرش ﻣﺆﺳ ﺲ اﻟﺪوﻟ ﺔ‬ ‫وأﺳ ﺒﺎب ﻓﻴﻀ ﺎﻧﻪ وآﻠ ﻒ أﻳﻀ ًﺎ ﺑﻌ ﺾ ﻋﻠﻤﺎﺋ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻬﻨ ﺪ‬
‫اﻷﺧﻤﻴﻨﻴ ﺔ آﻤ ﺎ ورد ﻋﻨ ﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺒ ﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮﻳﻦ‪،‬‬ ‫ﺑﺪراﺳ ﺔ ﻃﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﺘﺮﺑ ﺔ وﺧﺼ ﺎﺋﺺ اﻷﺷ ﺠﺎر واﻷﻋﺸ ﺎب‬
‫وﻧﺴ ﺘﺪل ﻋﻠ ﻰ ذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﻘ ﺮﺁن اﻟﻜ ﺮﻳﻢ ﻓ ﻲ ﻗﻮﻟ ﻪ‬ ‫ﻻ إآﺘﺸﺎف ﻣﺼﺒﺎت اﻷﻧﻬﺎر وﻣﻨﺎﺑﻌﻬ ﺎ وﻧﻬﺎﻳ ﺔ اﻟﺒﺤ ﺎر‬ ‫ﻣﺤﺎو ً‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪) :‬ﺣﺘﻰ إذا ﺑﻠﻎ ﻣﻐﺮب اﻟﺸﻤﺲ( اﻟﻜﻬ ﻒ اﻵﻳ ﺔ )‪،(84‬‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻣ ﺮت ﺑﻬ ﺎ ﺣﻤﻼﺗ ﻪ وﻋﻤ ﺪ أﻳﻀ ًﺎ إﻟ ﻰ إرﺳ ﺎل اﻟﻨﺒﺎﺗ ﺎت‬
‫)‪(59‬‬
‫وﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪ ) :‬ﺣﺘ ﻰ إذا ﺑﻠ ﻎ ﻣﻄﻠ ﻊ اﻟﺸ ﻤﺲ ( اﻟﻜﻬ ﻒ‬ ‫ﻟﻤﻌﻠﻤﻪ أرﺳﻄﻮ ‪.‬‬
‫اﻵﻳ ﺔ )‪ ،(87‬وه ﺬا دﻟﻴ ﻞ ﻳﺆآ ﺪ أن اﻷﺳ ﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘ ﺪوﻧﻲ ﺑﻠ ﻎ‬ ‫وﻣ ﻦ ﻣﻼﻣ ﺢ اﻟﻌﺼ ﺮ اﻟﻬﻠﻴﻨﺴ ﺘﻲ إﻧﺘﺸ ﺎر اﻟﻨ ﻮادي‬
‫ﻓﻲ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب ﺧﻼل إﺣﺪى ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣًﺎ ‪.‬‬ ‫اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ﺔ واﻟﺠﻤﻌﻴ ﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ أﺻ ﺒﺤﺖ ﻓﻴﻤ ﺎ ﺑﻌ ﺪ‬
‫)*(‬
‫وﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ ذﻟ ﻚ إدﻋ ﺎء ﺑﻌ ﺾ اﻟﻤ ﺆرﺧﻴﻦ اﻟﻘ ﺪﻣﺎء‬ ‫ﻣﻌﺎهﺪ اﻟﺠﻤﻨﺎزﻳﻮم ‪.‬‬
‫واﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﺑﺒﻨﻮة اﻷﺳﻜﻨﺪر ﻟﻺﻟ ﻪ ﺁﻣ ﻮن ﻓ ﻲ واﺣ ﺔ ﺳ ﻴﻮة‬
‫وإهﺘﻤﺎﻣ ًﺎ ﺑﺎﻷﺳ ﺎﻃﻴﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ آﻤ ﺎ ه ﻮ اﻟﺤ ﺎل ﻋﻨ ﺪ اﻟﺸ ﺎﻋﺮ‬ ‫وﻗﺼﺔ إﻗﺘﺮان واﻟﺪﺗﻪ أوﻟﻤﺒﻴﺎس ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎم ﺑﺎﻹﻟﻪ زﻳﻮس إﻟﻪ‬
‫اﻟﻐﻨ ﺎﺋﻲ اﻟﻴﻮﻧ ﺎﻧﻲ ه ﻮﻣﻴﺮوس ﻓ ﻲ ﻣﻠﺤﻤﺘ ﻪ اﻹﻟﻴ ﺎدة‬ ‫اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻨﺪ اﻹﻏﺮﻳﻖ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻗﺼﺼﺎً أﺳ ﻄﻮرﻳﺔ وﺧﺮاﻓﻴ ﺔ‬
‫واﻷودﻳﺴﺎ‪.‬‬ ‫ﻻ أﺳﺎس ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ وإﻧﻤﺎ هﻲ ﻣﻦ ﻧﺴ ﺞ ﺧﻴ ﺎل اﻟﻜﺘ ﺎب‬
‫اﻹﻏﺮﻳ ﻖ ﺑﺈﻋﺘﺒ ﺎرهﻢ ﻣ ﻦ أآﺜ ﺮ اﻟﺸ ﻌﻮب اﻟﻘﺪﻳﻤ ﺔ إﻳﻤﺎﻧ ًﺎ‬
‫اﻟﻬﻮاﻣﺶ‬
‫)‪ (14‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺮازي ﻓﺨﺮ اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻄﻴﺐ اﻟﺮي‪ ،‬اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ‬ ‫)‪ (1‬ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻟﻲ ﻻﻧﻨﺞ‪ 100 ،‬ﻗﺎﺋﺪ ﻋﺴﻜﺮي وهﻮ ﻣﻦ أآﺜﺮ‬
‫اﻟﻜﺒﻴﺮ‪ ،‬ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻓﺨﺮ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺮازي‪ ،‬ﻣﺞ‪ 11‬ط‪ ،1‬دار اﻟﻔﻜﺮ‬ ‫اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮاً ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت‪1981 ،‬ف‪ ،‬ص‬ ‫ﻣﺮآﺰ اﻹﻣﺎرات ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬أﺑﻮ‬
‫)‪.(164‬‬ ‫ﻇﺒﻲ‪1999 ،‬ف‪ ،‬ص )‪.(28‬‬
‫)‪ (15‬اﻟﺤﺎﻓﻆ ﻋﻤﺎد اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺪﻣﺸﻘﻲ‪ ،‬ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻌﻈﻴﻢ‪،‬‬ ‫)*( أﺷﺘﻖ أﺳﻢ اﻟﻜﺎﺑﻴﺮي ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ )آﺎﺑﻴﺮم( أي‬
‫ج‪ ،3‬دار اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت‪1982 ،‬ف‪ ،‬ص )‪-100‬‬ ‫)آﺒﻴﺮ( ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﻘﻮي ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وهﻮ ﻣﺎ‬
‫‪.(101‬‬ ‫ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ وﺻﻔﻬﻢ ﺑﺎﻵﻟﻬﺔ اﻟﻜﺒﺎر وﻗﺪ أﻧﺘﺸﺮت ﻋﺒﺎدﺗﻬﻢ ﻓﻲ‬
‫)‪ (16‬ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ أﺑﻲ اﻟﺤﺴﻦ أﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ‪ ،‬اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﺑﻮﻳﻮﻧﻴﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻴﻼد اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ أﺳﻢ‬
‫اﻟﺘﺎرﻳﺦ‪ ،‬ﻣﺞ‪ 1‬ط‪ ،6‬دار ﺻﺎدر ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت‪،‬‬ ‫ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ )ﻃﻴﺒﺔ( ﺑﺄﺳﻢ آﺎدﻣﻮس ﻣﺆﺳﺲ ﻃﻴﺒﺔ وهﻲ ﺗﻘﻊ‬
‫‪1995‬ف‪ ،‬ص )‪.(287‬‬ ‫ﺷﻤﺎل ﻣﺪﻳﻨﺔ أﺛﻴﻨﺎ وﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺮ أﻳﺠﺔ‪ ،‬راﺟﻊ‪ :‬ﺧﺰﻋﻞ‬
‫)‪ (17‬ﺑﺴﺎم اﻟﻌﺴﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(19 - 16‬‬ ‫اﻟﻤﺎﺟﺪي‪ ،‬اﻟﻤﻌﺘﻘﺪات اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اﻟﺸﺮوق‪،‬‬
‫)‪ (18‬ﺑﻼﻧﺘﺎ ﺟﻴﺖ ﺳﻮﻣﺮ ﺳﻴﺖ ﻓﺮاي‪ 1000 ،‬ﺷﺨﺼﻴﺔ‬ ‫ﻋﻤﺎن ‪ 2004‬ف‪ ،‬ص )‪.(128‬‬
‫ﻋﻈﻴﻤﺔ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺎزن ﻃﻠﻴﻤﺎت‪ ،‬ط‪ ،1‬دار ﻃﻼس‬ ‫)‪ (2‬ﻣﺠﺪي ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ‪ ،‬ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻟﻤﺸﺎهﻴﺮ‪،‬‬
‫ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬دﻣﺸﻖ‪1988 ،‬ف‪،‬‬ ‫اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮاﺑﻊ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار اﻷﻣﻴﻦ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪،‬‬
‫ص)‪.(34‬‬ ‫‪1996‬ف‪ ،‬ص )‪.(27‬‬
‫)‪ (19‬ﺑﺴﺎم اﻟﻌﺴﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪. (59‬‬ ‫)‪ (3‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص )‪. (28‬‬
‫)‪ (20‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص )‪. (16‬‬ ‫)‪ (4‬ﺳﻤﻴﺮ ﺷﻴﺨﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ‪ ،‬ج‪ 1‬ط‪ ،1‬ﻣﺆﺳﺴﺔ‬
‫)‪ (21‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص )‪. (61‬‬ ‫ﻋﺰ اﻟﺪﻳﻦ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت‪1978 ،‬ف‪ ،‬ص‬
‫)‪ (22‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص )‪. (62‬‬ ‫)‪.(45‬‬
‫)‪ (23‬ﻋﺒﺪاﻟﻠﻄﻴﻒ أﺣﻤﺪ ﻋﻠﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص‬ ‫)*( ﻓﻴﻠﺴﻮف ﻳﻮﻧﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬ أرﺳﻄﻮ ﻋﺎش ﻋﺎم )‪413‬‬
‫)‪. (38‬‬ ‫– ‪ 323‬ق‪.‬م ( ‪.‬‬
‫)‪ (24‬ﻣﺤﻤﺪ أﺳﺪ اﷲ ﺻﻔﺎ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص )‪. (83‬‬ ‫)‪ (5‬ﺑﺴﺎم اﻟﻌﺴﻠﻲ‪ ،‬اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‬
‫)‪ (25‬ﺑﺴﺎم اﻟﻌﺴﻠﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص )‪. (69‬‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت‪1980 ،‬ف‪ ،‬ص‬
‫)‪ (26‬ﻣﺤﻤﺪ أﺳﺪ اﷲ ﺻﻔﺎ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص )‪. (87‬‬ ‫)‪.(16‬‬
‫)‪ (27‬ﺑﺴﺎم اﻟﻌﺴﻠﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص )‪. (72‬‬ ‫)‪ (6‬ﻣﺤﻤﺪ أﺳﺪ اﷲ ﺻﻔﺎ ‪ ،‬اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﻤﻘﺪوﻧﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ‪،‬‬
‫)‪ (28‬اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ ‪ ،‬ص )‪. (72‬‬ ‫ط‪ ، 1‬دار اﻟﻨﻔﺎﺋﺲ ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت ‪1985 ،‬ف ‪ ،‬ص )‪. (126‬‬
‫)‪ (29‬ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل هﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻳﻤﻜﻨﻜﻢ‬ ‫)‪ (7‬ﻋﺒﺪاﻟﻠﻄﻴﻒ أﺣﻤﺪ ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ﻣﻦ اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻷآﺒﺮ‬
‫زﻳﺎرة اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫ﺣﺘﻰ اﻟﻔﺘﺢ اﻟﻌﺮﺑﻲ دراﺳﺔ ﻓﻲ إﻧﺘﺸﺎر اﻟﺤﻀﺎرة اﻟﻬﻠﻴﻨﻴﺔ‪،‬‬
‫‪WWW.ikwanonlin. net‬‬ ‫دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت‪1988 ،‬ف‪،‬‬
‫)‪ (30‬ﺳﻴﺮ هﺎروﻟﺪ إدرﻳﺲ ﺑﻞ‪ ،‬اﻟﻬﻠﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ‬ ‫ص )‪.(40‬‬
‫زآﻲ ﻋﻠﻲ‪ ،‬دار اﻟﻤﻌﺎرف‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬ص )‪.(47‬‬ ‫)‪ (8‬أﻧﻴﺲ ﻣﻨﺼﻮر‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ )‪ (‬أﻋﻈﻢ اﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ ‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫)‪ (31‬إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻣﻈﻬﺮ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪. (14‬‬ ‫ﻧﻬﻀﺔ ﻣﺼﺮ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪ 2001 ،‬ف‪ ،‬ص‬
‫)‪ (32‬ﺳﻴﺮ هﺎروﻟﺪ إدرﻳﺲ ﺑﻞ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬‬ ‫)‪.(121‬‬
‫ص)‪.(47‬‬ ‫)‪ (9‬ﻣﺤﻤﺪ أﺳﺪ اﷲ ﺻﻔﺎ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(7‬‬
‫)‪ (33‬ﻣﺠﺪي ﺳﻴﺪ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪-37‬‬ ‫)‪ (10‬أﺑﻲ اﻟﺤﺴﻦ ﻋﻠﻲ اﻟﻤﺴﻌﻮدي‪ ،‬ﻣﺮوج اﻟﺬهﺐ وﻣﻌﺎدن‬
‫‪.(38‬‬ ‫اﻟﺠﻮهﺮ ‪ ،‬ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﻴﺪ‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫)‪ (34‬ﺑﺴﺎم اﻟﻌﺴﻠﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص )‪. (80‬‬ ‫اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﺻﻴﺪا‪ ،‬ﺑﻴﺮوت‪،‬‬
‫)‪ (35‬ﻣﺤﻤﺪ أﺳﺪ اﷲ ﺻﻔﺎ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(73‬‬ ‫‪1987‬ف‪ ،‬ص )‪.(288‬‬
‫)‪ (36‬ﺑﺴﺎم اﻟﻌﺴﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(85‬‬ ‫)‪ (11‬إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻣﻈﻬﺮ‪ ،‬ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻗﻴﺼﺮﻳﺔ اﻷﺳﻜﻨﺪر‪،‬‬
‫)‪ (37‬ﻣﺤﻤﺪ أﺳﺪ اﷲ ﺻﻔﺎ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(97‬‬ ‫ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪1937 ،‬ف‪ ،‬ص)‪.(76‬‬
‫)‪ (38‬اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ذآﺮﻩ ‪.‬‬ ‫)‪ (12‬ﻟﻄﻔﻲ ﻋﺒﺪاﻟﻮهﺎب ﻳﺤﻲ‪ ،‬دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ‬
‫)‪ (39‬هـ ‪ .‬ج وﻟﺰ‪ ،‬ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ‬ ‫اﻟﻬﻠﻴﻨﺴﺘﻲ‪ ،‬دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت‪1987 ،‬ف‪ ،‬ص‬
‫اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺟﺎوﻳﺪ‪ ،‬ﻣﺞ‪ 2‬ط‪ ،4‬اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬ ‫)‪.(70‬‬
‫ﻟﻠﻜﺘﺎب‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة ‪1994 ،‬ف ‪ ،‬ص )‪. (443‬‬ ‫)‪ (13‬إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻣﻈﻬﺮ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(35‬‬
‫)‪ (52‬ﻣﺤﻤﺪ أﺳﺪ اﷲ ﺻﻔﺎ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(125‬‬ ‫)‪ (40‬أﺑﻮ اﻟﻴﺴﺮ ﻓﺮح‪ ،‬اﻟﺸﺮق اﻷدﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮﻳﻦ‬
‫)‪ (53‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ذآﺮﻩ ‪.‬‬ ‫اﻟﻬﻠﻴﻨﺴﺘﻲ واﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ‪ ،‬ط‪ ،1‬ﻋﻴﻦ ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﺒﺤﻮث‬
‫)‪ (54‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﻄﻴﺐ‪ ،‬اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬اﻟﻤﻨﺎرة‬ ‫اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪ ،‬ص )‪.(35‬‬
‫ﻟﻺﻧﺘﺎج اﻹﻋﻼﻣﻲ واﻟﻔﻨﻲ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت‪ ،‬دﻣﺸﻖ‪ ،‬ص )‪.(277‬‬ ‫)‪ (41‬ﺑﻼ ﻧﺘﺎﺟﻴﺖ ﺳﻮﻣﺮﺳﻴﺖ ﻓﺮاي‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫)‪ (55‬ﻟﻄﻔﻲ ﻋﺒﺪاﻟﻮهﺎب ﻳﺤﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(9‬‬ ‫)‪.(35‬‬
‫)‪ (56‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﻄﻴﺐ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪. (277‬‬ ‫)‪ (42‬ﺑﺴﺎم اﻟﻌﺴﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪. (16‬‬
‫)‪ (57‬ﻧﺒﻴﻞ راﻏﺐ‪ ،‬ﻋﺼﺮ اﻷﺳﻜﻨﺪر اﻟﺬهﺒﻲ رؤﻳﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ‬ ‫)‪ (43‬اﻟﻤﺴﻌﻮدي ‪ ،‬اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص )‪. (289‬‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪،‬‬ ‫)‪ (44‬ﻗﺘﻴﺒﺔ اﻟﺸﻬﺎﻧﻲ‪ ،‬هﻨﺎ ﺑﺪأت اﻟﺤﻀﺎرة ﺳﻮرﻳﺔ ﺗﺎرﻳﺦ‬
‫‪1993‬ف‪ ،‬ص)‪.(19‬‬ ‫وﺻﻮر‪ ،‬ط‪ ،1‬دﻣﺸﻖ‪1988 ،‬ف‪ ،‬ص )‪.(30‬‬
‫)‪ (58‬إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻣﻈﻬﺮ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪. (23‬‬ ‫)‪ (45‬أﺑﻮ اﻟﻴﺴﺮ ﻓﺮح‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(38‬‬
‫)‪ (59‬ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﻄﻴﺐ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪. (278‬‬ ‫)‪ (46‬إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻣﻈﻬﺮ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص )‪. (59‬‬
‫)*( ﺳﻔﺴﻄﺎﺋﻲ إﻏﺮﻳﻘﻲ وﻣﻬﻨﺪس ﻣﻌﻤﺎري ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺄﺻﻮل‬ ‫)‪ (47‬ﺑﺴﺎم اﻟﻌﺴﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص )‪. (110‬‬
‫اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻤﻌﻤﺎرﻳﺔ أﺳﺲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻴﺮواس )ﺑﻴﺮﻳﻪ ﺣﺎﻟﻴًﺎ( ﺛﻢ‬ ‫)‪ (48‬أﺑﻮ اﻟﻴﺴﺮ ﻓﺮح‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪. (40‬‬
‫ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﺛﻮرﻳﻮن ورودس ‪.‬‬ ‫)‪ (49‬ﻟﻄﻔﻲ ﻋﺒﺪاﻟﻮهﺎب ﻳﺤﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫)‪ (60‬أﺑﻮ اﻟﻴﺴﺮ ﻓﺮح‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(41‬‬ ‫)‪.(84‬‬
‫)‪ (61‬ﺳﻤﻴﺮ ﺷﻴﺨﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪. (43‬‬ ‫)‪ (50‬إﺑﺮاهﻴﻢ ﻧﺼﺤﻲ‪ ،‬ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺒﻄﺎﻟﻤﺔ‪،‬‬
‫)‪ (62‬ﺳﻴﺮ هﺎروﻟﺪ أدرﻳﺲ ﺑﻞ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬ ‫ج‪ 3‬ط‪ ،4‬ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻷﻧﺠﻠﻮ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪1976 ،‬ف‪،‬‬
‫)‪. (48‬‬ ‫ص )‪.(26‬‬
‫)‪ (63‬أﺑﻮ اﻟﻴﺴﺮ ﻓﺮح‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص )‪.(42‬‬ ‫)‪ (51‬ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻻﻧﻨﺞ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص )‪. (27‬‬

D 101

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

D 101

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫ﺍﻷﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﳌﻘﺪﻭﻧﻲ ) ‪ ( 323 – 356‬ﻕ ‪.

You might also like