Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
الحمد ﵀ رب العالمين حمداً كثي اًر طيباً مباركاً ،والصالة والسالم عمى أشرف
أدى األمانة ونصح ليذه األمة حتى قيام الساعة المرسمين سيدنا محمد بمغ الرسالة و َّ
وعمى آلو وصحبو أجمعين ،ومن اىتدى بيديو إلى يوم الدين ...أما بعد :
ان كتاب ا﵀ تعالى فيو الدواء لمن أراد الشفاء ،والعموم لمن رام المعرفة .من حفظ
وتدبر معانيو ،وعمل بما فيو كان في الدنيا من عممائيا ،وفي
حروفَوُ ،والتزم حدودهّ ،
اآلخرة من سعدائيآ
ٍ
عظيمة في معانييا؛ فييا حديث عن سورة من سورة العظيمة ،قميمة في حروفيا، ٌ وىذا
العبرة والعظة ،والترغيب والترىيب ،والتذكير بيوم الوعيد .
ت بو ،فيي السورة الجامعة التي جمعت أسباب صْاختَ َّ َّ
فإن ليذه السورة العظيمة فضالً ْ
ت عميو ،والشر فحذرت منو ،فمن أخذ بيا فقد أخذ باإلسالم كموَّ ،
إن ىذه الخير فحثَّ ْ
ت آيتين جمعتا عمل الثقمين من خير وشرٓ السورة ُوصفت بأنيا الجامعة؛ ألنيا َح َو ْ
َّإنيا تَتَ َح َّد ُ
ث عن يوم القيامة وما َي ْج ِري فيو من أىوال وعظائم ،تبدأ ىذه األىوال بزلزلة
األرض؛ أي :اىتزازىا واضط اربِيا .والزالزل :ىي ُّ
أشد ما يشيد العالم من حركة ،وقد
قصورا ،وأىمكت جسورا ،وحطمت ت زالز ُل حدثت في َّ
أقل من ربع ثانية فأطاحت شوِى َد ْ
ً ً
مدنا كاممةٓ
كثيرا ،ودمرت ً
بشر ً ًا
َّ
إن ىذه السورة الشاممة الجامعة ترشد المسمم إلى الخير ،وتحذره من الشر ميما كان
فأي دين
كثيرا ،حتى الذرة ليا وزنيا عند رب العالمينُّ ،
ال ،فالقميل مع القميل يصبح ً قمي ً
عمّم أتباعو ىذه المعاني العظيمة ،ورّباىم عمى ىذه الدقة المتناىية ،وفي المقابل يجب
عمى المسمم أال َي ْحتَِق َر قميل الشرٓ
1
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
شيئا يذكر عند زلزال اآلخرة الذي وصف بالعظمة داللة ال الدنيا ليس ً فإن ِزلز َ
ومع ىذا َّ
عبر عن ذلك يم ﴾ [البقرةّ .]ٔ : ِ عمى قوتو وشدة دماره ﴿:إِ َّن َزْل َزلَةَ الس ِ
َّاعة َش ْي ٌء َعظ ٌ
َ
إيذانا بأن العقول قاصرة عن إدراك ُكْن ِي َيا ،والعبارة ال تحيط بيا إال عمى بالشيء العظيم ً
وجو اإلبيام .
ومن تمك االىمية البالغة كان موضوع بحثي (سورة الزلزلة – دراسة تحميمية) وقد
قسمتو الى مقدمة ومبحثين وخاتمة وىي عمى النحو االتي:
وأما الخاتمة فقد تضمنت خالصة البحث ،وما تم التوصل إليو من نتائج مفيدة .
وا﵀ أسأل أن يكون ىذا البحث خالصًا لوجيو الكريم ،وأن ينفع بو الناس أجمعين ،
وا﵀ ولي التوفيقٓ
2
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
المبحث األول
المطمب األول
سورة الزلزلة ويقال اذا زلزلت وىي مكية في قول ابن عباس و مجاىد وعطاء ومدنية
في قول قتادة ومقاتل و استدل لو في االتقان بما اخرجو ابن ابي حاتم عن ابي سعيد
الخدري (رضي ا﵀ عنو ) قال لما نزلت
قمت يا رسول ا﵀ اني لراء عممي ؟ قال << نعم >> قمت :تمك الكبار الكبار ؟ قال
<< نعم >> قمت :الصغار الصغار ؟ قال << نعم >> قمت :و اتكل امي ؟ قال :
ابشر يا أبا سعيد فان الحسنة بعشر امثاليا )ٔ( .
بإخراج االثقال وبحديث االخبار وما في االخرة بان االيمان بالبعث الذي قررتو ىذه
السورة ربع االيمان في الحديث الذي رواه الترمذي ( ال يؤمن احدكم حتى يؤمن بأربع :
يشيد ان ال الو اال ا﵀ واني رسول ا﵀ بعثني بالحق ،ويؤمن بالموت ،ويؤمن بالبعث
،ويؤمن بالقدر ) (ٕ)
ٔ -روح المعاني في تفسير القرآن العظيم –السبع المثاني شياب الدين محمود بن عبد ا﵀
الحسيني اآللوسي (ت ، ) ٕٔٚتحقيق .عمي عبد الباري عطية – دار الكتب العممية – بيروت ،
ط (٘ٔٗٔ)
ٕ -الجامع الكبير ،محمد بن عيسى بن موسى بن الضحاك ،الترمذي ،أبوعيسى ( ت :
ٕٜٚىـ ) ،تحقيق بشار عواد معروف – دار الغرب اإلسالمية – بيروت – ط ٜٜٔٛم (ٖٖٓ)
باب (القدر) برقم (ٓٔ)
3
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
سورة الزلزلة مدنية واياتيا ثماني ايات وتسمى سورة الزلزلة لوجود لفظ الزلزال فييا وىو
قولو – اذا زلزلت األرض زلزاليا – واشتيرت بسورة الزلزلة .ورد انيا تعدل ربع القرآن
او نصف (ٔ)
ض ِزْل َزا َل َها) أي اذا حركت الرض تحريكا عنيفا واضطربت التفسير ( :إِ َذا ُزْل ِزلَ ِت ْاأل َْر ُ
اضطرابا شديدا واىتزت بمن عمييا اىت از از يقطع القموب ويفزع االلباب كقولو تعالىَ ( :يا
يم ) ( الحج . ) ٔ : ِ اع ِة َ اس اتَّقُوا َرَّب ُك ْم إِ َّن َزْل َزلَ َة َّ ُّها َّ
ش ْي ٌء َعظ ٌ الس َ الن ُ أَي َ
قال المفسرون انما أضاف الزلزلة الييا (زلزاليا ) تيويال كانو يقول :الزلزلة التي تميق
بيا عمى عظيم جرميا وذلك عند قيام الساعة تتزلزل تتحرك تحريكا (ٖ)
سورة الزلزلة مدنية وقيل انيا مكية اياتيا ثمان ايات وفييا اثبت ا﵀ ان الخير ميما كان
سيجازى عميو صاحبو وان الشر ميما كان سيجازى عميو صاحبو كل ذلك يوم القيامة
،والمعنى حينما يريد ا﵀ انقضاء الدنيا وقيام الساعة يأمر األرض فتتزلزل وتيتز
ٔ -ايسر التفاسير لكالم العمي الكبير ،جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري
– مكتبة العموم و الحكم ،المدينة المنورة المممكة العربية السعودية – ط ٘ (ٕٗٗٔىـ ٕٖٓٓ -م
)
ٕ -صفوة التفاسير ،محمد عمي الصابوني – دار الصابوني لمطباعة والنشر والتوزيع – القاىرة ،
ط ٔ ( ٔٗٔٚىـ ٜٜٔٚ -م ) ٖٖ٘ٙ/
4
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
اىت از از عنيفا لم يكن مألوفا ويخرج دفائنيا واثقاليا من نار وماء و معادن وما بقي من
جثث (ٔ)
سميت سورة الزلزلة الفتتاحيا باالخبار عن حدوث الزلزال العنيف قبيل يوم القيامة وىي
سورة مدنية وقال ابن كثير :ىي مكية فقال :اذا زلزلت األرض زلزاليا أي يكون يوم
زلزلت األرض ثم انو تعالى أراد ان يزيد في وعيد الكافر فقال اجازيو حينما تزلزل
( آل عمران : ) قولو (يَ ْوَم تَ ْب يَض ُو ُجوهٌ َوتَ ْس َود ُو ُجوهٌ األرض فمثل
ٖ )ٔٓٙ/ثم ذكر ما لمطائفتين فقال :فاما الذين اسودت وجوىيم واما الذين ابيضت
وجوىيم ثم جمع بينيما ىنا في اخر السورة بذكر الذرة من الخير و الشر (ٕ)
وردت عقب سورة البينة ليبين بيا حصول جزاء الفريقين ومأل الصنفين المذكورين في
َّ ِ ِ (إِ َّن الَّ ِذين َك َفروا ِمن أَ ْى ِل ال ِ
اب ) الى ( َشر الْبَ ِريَّة) وقولو تعالى (إِ َّن الذ َ
ين ْكتَ ِ َ ُ ْ
خ ْي ُر الْبَ ِريَِّة) الى خاتمة السورة ولما كان الصالِح ِ
ات أُولَئِ َ
ك ُى ْم َ ِ
آمنُوا َو َعملُوا َّ َ َ
حاصل ذلك افتراقيم عمى صنفين ولم يقع تعريف بتباين احواليم اعقب ذلك بمأل
َّاس الصنفين واستيفاء جزاء الفريقين المجمل ذكرىم فقال تعالى ( :يَ ْوَمئِ ٍذ يَ ْ
ص ُد ُر الن ُ
أَ ْشتَاتًا لِيُ َرْوا أَ ْ
ع َمالَ ُه ْم) )ٖ( .
ٔ -صفوة التفاسير ،محمد عمي الصابوني – دار الصابوني لمطباعة والنشر والتوزيع – القاىرة ،
ط ٔ ( ٔٗٔٚىـ ٜٜٔٚ -م ) ٖٖ٘ٙ/
ٕ -التفسير الواضح ،الحجازي ،محمد محمود (د ،ت ) دار الجيل الجديد – بيروت ،ط ٓٔ
(ٖٔٗٔ ىـ )( ٖٜٕٛ /
التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنيج ،وىبة بن مصطفى الزحيمي – دار الفكر المعاصر –
دمشق ،طٕ (ٖ٘/ٖٓ )ٔٗٔٛ
ٖ -البرىان في تناسب سور القرآن ،احمد بن إبراىيم بن الزبير الثقفي الغرناطي ،أبو جعفر (ت
ٚٓٛىـ) –تحقيق محمد شعباني – و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية – المغرب (ٓٔٗٔ ىـ -
ٓ ٜٜٔم ) ٖٚٗ/ٔ ،
5
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
لما ختم تمك بجزاء الصالح والطالح في دار البقاء عمى ما اسمفوه في مواطن الفناء ،
ذكر في ىذه اول مبادئ تمك الدار و أوائل غاياتيا ،و ذكر في القارعة ثواني مبادئيا
و اخر غاياتيا وابمغ في التحذير باالخبار باظيار ما يكون عميو الجزاء فقال معب ار
باداة التحقيق الن االمر حتم البد من كونو (اذا ) .ولما كان المخوف الزلزلة ولو لم
يعمم فاعميا وكان البناء لممفعول بدل عمى سيولة الفعل ويسره جدا ،بنى لممفعول قولو
ض) أي حركت و اضطربت زلزلة البعث بعد النفخة الثانية بحيث
ْاْل َْر ُ ( ُزلْ ِزلَ ِ
ت :
يعميا ذلك )ٔ( .
ختمت سورة البينة قبل ىذه السورة بما يمقى الكافرون من عذاب خالدين في النار و بما
يمقى المؤمنون من نعيم خالدين فيو خمود مؤبدا في الجنة وجائت سورة الزلزلة محدثة
بيذا اليوم يجزى فيو كل من الكافر و المؤمن ىذا الجزاء الذي يستحقو كل فريق منيم
فكان عرض ىذا اليوم ،و اخراج الناس فيو لمحساب من قبورىم كان عرض األرض
ىذا اليوم منظو ار اليو من خالل صورتي النار و الجنة المتين تحدث عنيما السورة
السابقة كان ابعث المرىبة منو والخشية من لقائو )ٕ( .
ٔ -نظم الدرر في تناسب ا آليات والسور ،إبراىيم بن عمر بن حسن الرباط بن عمي بن ابي بكر
( ت ٘ ٛٛىـ ) – دار الكتاب اإلسالمي – القاىرة ٕٕٕٕٓ/ البقاعي
ٕ -التفسير القرآني لمقرآن ،عبد الكريم يونس الخطيب (ت ٓ ٖٜٔىـ ) دار الفكر العربي –
ٜٔٙٗ /ٔٙ القاىرة
6
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
المطمب الثاني
ِزل َ
ْزالَ َها) وأبو بكر الصديق ض عن عبد ا﵀ بن عمر قال :نزلت (إِ َذا ُزلْ ِزلَ ِ
ت ْاْل َْر ُ
(رضي ا﵀ عنو ) قاعد فبكى أبو بكر فقال لو الرسول ( صمى ا﵀ عميو وسمم ) ما
يبكيك يا ابى بكر ؟ قال :ابكاني ىذه السورة ،فقال رسول ا﵀ (صمى ا﵀ عميو وسمم )
( :لوال انكم تذنبون لخمق ا﵀ خمقا يذنبون فيغفر ليم) )ٔ( .
ٔ -الجامع الكبير – سنن ال ترمذي ،محمد بن عيسى بن سؤرة بن موسى بن الضحاك الترمذي
أبو عيسى (ت ٕٜٚىـ ) ،بشار عواد معروف ،دار الغرب اإلسالمي – بيروت ( ٜٜٔٛم )
ٖٜ٘ٗ/
ٕ -أسباب نزول القرآن ،أبو الحسن عمي بن احمد بن محمد بن عمي الواحدي ،النيسابوري ،
الشافعي ( ،ت ٗٙٛىـ ) تحقيق عصام بن عبدالمحسن الحمداني ،دار اإلصالح – الدمام ،طٕ
(ٕٔٗٔ ىـ ٜٜٕٔ -م ) ٕٔٗٙ/
7
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
واشباه ذلك ،و يقولون انما وعد ا﵀ النار عمى الكبائر فانزل ا﵀ تعالى ( :فَ َم ْن يَ ْع َم ْل
ال َذ َّرةٍ َخ ْي ًرا يَ َرهُ (َ )7وَم ْن يَ ْع َم ْل ِمثْ َق َ
ال َذ َّرةٍ َ
ش ًّرا يَ َرهُ ()ٔ( . ))8 ِمثْ َق َ
وذكر ان سبب نزوليا ان الكفار كانوا كثي ار ما يسألون عن يوم الحساب ومتى ىو
فيقولون ايان يوم القيامة ويقولون متى ىذا الوعد وما اشبو ذلك فذكر ليم الخالق في
ىذه السورة عالمات ذلك اليوم فقط ليعمموا انو ال سبيل الى تعيين ذلك اليوم الذي
يعرض الناس فيو عمى ربيم ليجازى كال بعممو ويعاقب المذنبين و يثيب المحسنين وانو
تعالى سيجازي عمى اصغراالعمال وان خي ار فخير ان ش ار فشر (ٕ)
ٔ -لباب النقول في أسباب النزول ،عبد الرحمن بن ابي بكر ،جالل الدين السيوطي (ت ٜٔٔ
ىـ ) ،تحقيق أ .احمد عبدالشافي ،دار الكتب العممي – بيروت – لبنان ٕٔٔ٘/
ٕ -تفسير حدائق الروح والريحان في روابي عموم القرآن ،الشيخ العالمة محمد األمين بن عبدا﵀
االرمي العموي اليرري الشافعي ،اشراف و مراجعة د .ىاشم محمد عمي بن حسين ميدي ،دار
طوق النجاة – بيروت – لبنان طٔ (ٕٔٗٔ ىـ ٕٓٓٔ -م ) ٕٖ ٕٖٔ /
8
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
المطمب الثالث
اهداف السورة
اثبات البعث وذكر اشراطة وما يعتري الناس عند حدوثيا من الفزع وحضور الناس
لمحشر وجزائيم عمى أعماليم من خير او شر وىو تحريض عمى فعل الخير واجتناب
الشر)ٔ( .
وقال صاحب الظالل عن ىذه السورة انيا ىزة عنيفة لمقموب الغافمة ىزة يشترك فييا
الموضوع و المشيد و اإليقاع المفظي وصيحة قوية مزلزلة لألرض ومن عمييا ،فما
يكادون يفيقون حتى يواجييم الحساب و الوزن و الجزاء في بعض فقرات قصار )ٕ( .
والسورة الكريمة من اىم مقاصدىا اثبات ان يوم القيامة حق وبيان ما اشتمل عميو من
اىوال وتاكيد ان كل انسان سيجازى عمى حسب عممو في الدنيا )ٖ( .
أسموب ىذه السورة المدنية و موضوعيا يشبو أسموب وموضوع السورة المكية الخبارىا
عن اىوال يوم القيامة وشدائدىا ،ببيان حدوث الزلزال واالضطراب الشديد الرض يوم
القيامة ،فينيار كل ما عمييا ،و يخرج الناس الموتى من بطنيا من قبورىم وتشيد
حينئذ عمى كل انسان بما عمل عمى ظيرىا (اذا زلزلت األرض زلزاليا ) (اآليات -ٔ :
ٔ -التحرير والتنوير ،ت حرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد ،
محمد الطاىر بن محمد بن محمد الطاىر بن عاشور التونسي (ت ٖ ٖٜٔىـ ) – الدار التونسية
لمنشر – تونس (ٗ ٜٔٛم ) ٖٜٓٗٓ/
ٕ -األساس في التفسير ،سعيد حوى (ت ٜٔٗٓىـ) – دار السالم – القاىرة ط ٕٔٗٗ( ٙىـ)
ٔٔ ٖٕٙٙ/و ظالل القرآن ،سيد قطب ،تحقيق عمي بن نايف الشحود – دار الشروق لمنشر
(الطبعة الوحيدة) ،طٖٔ ٜٗ/ٗ ،
ٖ -التفسير الوسيط لمقرآن الكريم ،محمد سيد طنطاوي – دار نيضة مصر لمطباعة والنشر و
التوزيع – الفجالة – القاىرة ،ط ٔ ٗٚ٘/ٔ٘ ،
9
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
ومن أىدافيا قرع القموب الغافمة لميقين بالحساب و الحصاء الدقيق )ٕ( .
ٔ -التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنيج ،وىبة بن مصطفى الزحيمي – دار الفكر
المعاصر – دمشق ،ط ٕ ( ٔٗٔٛىـ) ٖ٘ٙ/ٖٓ ،
ٕ -المختصر في تفسير القرآن الكريم ،جماعة من عمماء التفسير – مركز تفسير الدراسات
القرآنية ،ط ٖ ( ٖٔٗٙىـ) ٜٜٔ٘/
11
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
المبحث الثاني
اذا في موضع نصب ظرف زمان .والعامل فييا زلزلت زلزاليا مصدر كما قال :
اكرمتك اكراما والمعنى كرامة و وكذا المعنى زلزلت زلزاليا وحسنت اإلضافة لتتفق
ض أَثْ َقالَ َها) جمع ثقل و الثقل في االذن َ ( .وقَ َ
ال ت ْاْل َْر ُ اآليات (.وأَ ْخرج ِ
َ ََ
سا ُن َما لَ َها) ما في موضع رفع باالبتداء وىو اسم تام ( .يَ ْوَمئِ ٍذ تُ َحد ُ
ِّث ِْ
اْلنْ َ
ارَىا ) قال أبو جعفر :الن معنى تحدث وتخبر واحد و دل ىذا عمى ان معنى أَ ْخبَ َ
ك أ َْو َحى لَ َها) ويقال وحي لو واليو فييما ( .يَ ْوَمئِ ٍذ حدثنا واخبرنا واحد ( .بِأ َّ
َن َربَّ َ
شتَاتًا لِيُ َرْوا أَ ْع َمالَ ُه ْم) يومئذ يصدر الناس اشتاتا نصب عمى الحال َّاس أَ ْ
ص ُد ُر الن ُ
يَ ْ
)ٔ( .
ِزل َ
ْزالَ َها) العامل في (اذا) جوابيا وىو قولو تعالى ض (إِ َذا ُزلْ ِزلَ ِ
ت ْاْل َْر ُ قال تعالى
ِّث ) او (يصدر) .و (يومئذ) بدل من (اذا) .وقل :التقدير :اذكر اذا زلزلت ،
(تُ َحد ُ
فعمى ىذا يجوز ان يكون (تحدث) عامال في يومئذ ،وان يكون بدال والزلزال بالكسر :
ٔ -اعراب القرآن ،أبو جعفر النحاس ،احمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحوي ،
(ت ٖٖٛىـ ) ،تحقيق محمد عمي بيضون – دار الكتب العممية – بيروت ،ط ٔ (ٕٔٗٔ ىـ ) ،
٘ٔٚٔ/
11
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
أَ ْع َمالَ ُه ْم) قولو تعالى (بان ربك) الباء تتعمق ب (تحدث) َّاس أَ ْشتَاتًا لِيُ َرْوا
الن ُ
األرض بما أوحى الييا .وقبل :زائدة )ٔ( .
و (ان ) بدل من اخبارىا ز (ليا) بمعنى الييا و قيل :أوحى يتعدى بالالم تارة وبعمى
أخرى ( .ويومئذ ) الثاني :بدل او عمى تقدير اذكر او ظرف ( .يصدر) و يق أر
بتسمية الفاعل وبترك التسمية وىو من رؤية العين ،أي ليروا جزاء أعماليم .قال
ال َذ َّرةٍ َخ ْي ًرا يَ َرهُ (َ )7وَم ْن يَ ْع َم ْل ِمثْ َق َ
ال َذ َّرةٍ َش ًّرا (فَ َم ْن يَ ْع َم ْل ِمثْ َق َ تعالى
يَ َرهُ)
قولو تعالى ( :خي ار ) ،و (شرا) :بدالن من (مثقال ذرة ) ويجوز ان يكون تمي از وا﵀
اعمم )ٕ( .
ُزلْ ِزلَ ِ
ت) اذا ظرفية شرطية غير جازمة وماضي ض ِزل َْزالَ َها) (إِذَا (إِذَا ُزلْ ِزلَ ِ
ت ْاْل َْر ُ
) مفعول مطمق و الجممة في محل ض) نائب فاعل ِ ( ،زل َْزالَ َها
مبني لممجيول ْ ( ،اْل َْر ُ
جر باإلضافة .
أَثْ َقالَ َها) ماض و فاعمو ومفعولو والجممة معطوفة عمى ما قبميا ض (وأَ ْخرج ِ
ت ْاْل َْر ُ َ ََ
( .وقال االنسان ) ماضي و فاعمو والجممة معطوفة عمى ما قبميا ( ،ما ) اسم استفيام
مبتدا ( ،ليا) متعمقان بمحذوف خبر المبتدا والجممة االسمية ( ،يومئذ) ظرف مضاف
الى مثمو وىو بدل من اذا ( ،تحدث ) مضارع فاعل مستتر ( ،اخبارىا ) مفعول بو
( بأن والجممة جواب اذا ال محل ليا من االعراب ( .بأن ربك أوحى ليا )
ربك) الباء حرف جر و أن واسميا (أوحى ) ماضي فاعمو مستتر ( ،ليا) متعمقان
ٔ -التباين في اعراب القرآن و أبو البقاء عبد ا﵀ بن الحسين بن عبدا﵀ العكبري (ت ٙٔٙىـ )
تحقيق عمي محمد البجاري ،عيسى البابي الحمبي – ٕ ٕٜٜٔ/
12
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
بالفعل والجممة خبر ان والمصدر المؤول من ان وما بعدىا في محل جر بالباء والجار
والمجرور متعمقان بتحدث )ٔ( .
أَ ْع َمالَ ُه ْم) (يومئذ) ظرف مضاف الى مثمو وىو َّاس أَ ْشتَاتًا لِيُ َرْوا
ن
ُ ُ ال ر د
ُ ص
ْ ي
َ
(ي ومئِ ٍ
ذ َْ َ
( يصدر الناس ) مضاف وفاعمو ( اشتاتا ) حال ( ،ليروا ) بدل من سابقو ،
مبني لممجيول منصوب بأن مضمرة بعد الم التعميل و الواو نائب فاعل ( ،أعماليم)
مفعول بو والمصدر المؤول من أن وما بعدىا في محل جر بالالم والجار والمجرور
متعمقان بالفعل يصدر ( ،فمن ) الفاء حرف استئناف (من) اسم شرط جازم مبتدأ ،
(يعمل ) مضارع مجزوم النو فعل الشرط و الفاعل مستتر ( ،مثقال ذرة ) مفعول بو
مضاف الى ذرة (خيرا) تمييز ( ،يره) مضارع مجزوم النو جواب الشرط ال محل ليا
وجممتا لمشرط والجواب خبر مبتدا وجممة من مستأنفة ال محل ليا ( .ومن يعمل مثقال
ذرة ش ار يره ) معطوف عمى ما قبميا من االعراب واضح )ٕ( .
والزلزال ىاىنا :المصدر ،والزلزال االسم مثل القعقاع و القعقاع وىو صوت ،والقمقال
فيذا النوع المكسور منو :مصدر ،والمفتوح منو :اسم فاذا جئت الى تفعال و تفعال ،
فالمكسور منو االسم ،اال حرفين وىما تبيان وتمقاء والمفتوح منو المصدر فيذا متمئب ،
واالسم مثل تعصار و تمثال وما اشبييا و والمصدر مثل تسيار و ترحال وما اشبييا .
(ٖ)
ٔ -اعراب القرآن الكريم ،احمد عبيد الدعاس ،احمد محمد حميدان ،إسماعيل محمود القاسم –
دار المنير ودار الفارابي – دمشق ،ط ٔ (ٕ٘ٗٔ ىـ ) ٖٕٗٙ/
ٖ -ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن ،محمد بن عبد الواحد بن ابي ىاشم أبو عمر الزاىد
المطرز الباوردي ( ت ٖ٘ٗ ىـ) حققو وقدم لو محمد بن يعقوب التركستاني – مكتبة العموم و
الحكم – السعودية – المدينة المنورة ،طٔ (ٖٕٗٔ ىـ ٕٕٓٓ -م ) ٜٔ٘ٓ/
13
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
المطمب الثاني
زلزاليا اإلضافة لمتيويل ،وزلزلت بينيما جناس االشتقاق ،و أخرجت األرض إظيار
في مقام االضمار لزيادة التقدير والتوكيد .وقال االنسان :ماليا ؟ استفيام لمتعجب
واالستغراب او االستيجان فمن يعمل مثقال ذرة خي ار يره ومن يعمل مثقال ذرة ش ار يره
بينيما مقابمة ،زلزاليا ،اثقاليا ،أوحى لحا ،اخبارىا ،ماليا سجع مرصع من
المحسنات البديعة ،أوحى ليا تضمين ،ضمن ذلك معنى االذن واالمر ليا )ٔ( .
السجع المرصع كأنو الذىب السبيك او الدر والياقوت مثل (زلزاليا ،اثقاليا ،أوحى ليا
،اخبارىا ،ما ليا) وىو من المحسنات البديعة ،وسمى رسول ا﵀ ىذه اآلية (فمن
يعمل مثقال ذرة ) الجامعة الفاذة حين سئل عن زكاة الحمر فقال ما انزل ا﵀ فييا شيئا
اال ىذه اآلية الفاذة الجامعة (فَ َم ْن يَ ْع َم ْل ِمثْ َق َ
ال ذَ َّرةٍ َخيْ ًرا يَ َرهُ (َ )7وَم ْن يَ ْع َم ْل
ال َذ َّرةٍ َش ًّرا يَ َرهُ ()8ِمثْ َق َ
) )ٕ( .
في السورة إنذار بيوم القيامة وىول وحسابو وحث عمى الخير والتحذير من الشر بصورة
عامة وقصد ىذه السورة لمتذكير باىوال يوم القيامة والحث عمى الخير واجتناب الشر .
(ٖ)
والذرة :النممة الصغيرة حمراء رقيقة ،ويقال انيا اصغر ما تكون اذا امضى ليا حول .
ٔ -التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنيج ،وىبة بن مصطفى الزحيمي – دار الفكر
المعاصر – دمشق ،ط ٕ ٔٗٔٛ( ،ىـ ) ٖ٘ٛ/ٖٓ ،
ٕ -صفوة التفاسير ،محمد عمي الصابوني – دار الصابوني لمطباعة والنشر والتوزيع – القاىرة ،
ط ٔ ( ٔٗٔٚىـ ٜٜٔٚ -م) ٘ٙ٘/ٖ ،
ٖ -التفسير الحديث ،دروزة محمد عزت – دار احياء الكتب العربية – القاىرة ،ط ٔ (ٖ ٖٔٛىـ
) ٔٔٛ/ٙ ،
14
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
أَثْ َقالَ َها) جعل ما في بطنيا اثقاال ،وقال النقاش و الزجاج ض (وأَ ْخرج ِ
ت ْاْل َْر ُ َ ََ
والقاضي و منذر بن سعيد ،اثقاليا :كنوزىا و موتاىا ورد بان الكنوز انيا تخرج وقت
اْلنْ َ
سا ُن ال ِْ
الدجال ال يوم القيامة ،والزلزال يكون في الدنيا وىو اشراط الساعة َ ( ،وقَ َ
َما لَ َها ) يعني معنى التعجب لما يرى من اليول ،والظاىر عموم االنسان ،وقيل ذلك
الكافر النو يرى ما لم يقع في ظنو قط وال صدقو ،والمؤمن و ان كان مؤمنا بالبعث
) بسبب ايحاء ا﵀ ليا )ٔ( . ك أ َْو َحى لَ َها فانو استيوى المرأى ( .بِأ َّ
َن َربَّ َ
ٔ -البحر المحيط في التفسير ،أبو حيان محمد بن يوسف بن عمي بن يوسف بن حيان اثير
الدين االندلسي (ت ٘ٗ ٚىـ ) ،تحقيق صدقي محمد جميل – دار الفكر – بيروت ،ط ٔ
(ٕٓٗٔ ىـ ) ٕ٘٘/ٔٓ ،
15
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
المطمب الثالث
أَثْ َقالَ َها) اذا كان الميت في بطنيا فيو ثقل ليا و اذا كان فوقيا ض
ت ْاْل َْر ُ (وأَ ْخرج ِ
َ ََ
حى لَ َها) قال العجاج ( :أوحى ليا فاستقرت ) ( ،مثقال
ك أ َْو َ فيو ثقل عمييا (بِأ َّ
َن َربَّ َ
ذرة ) أي زنة ذرة )ٔ( .
اثقاليا جمع ثقل اذا كان الميت في بطن األرض فيو ثقل ليا واذا كان فوقيا فيو ثقل
عمييا ،و اوحى ليا واوحى الييا واحد أي ليما وفي التفسير ( أوحى ليا :امرىا ) .
(ٕ)
ٔ -التبيا ن في تفسير غريب القرآن ،احمد بن محمد بن عماد الدين بن عمي ،أبو العباس شياب
الدين ابن اليائم (ت ٘ٔ ٛىـ ) ،د .ضاحي عبد الباقي محمد – دار الغرب اإلسالمي – بيروت ،
ط ٔ (ٖٕٗٔ ىـ ) ٖٗٛ/ٔ ،
ٕ -معاني القرآن ،أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبدا﵀ بن منظور الدليمي الفراء (ت ٕٓٚىـ ) ،
احمد يوسف النجاتي ،محمد عمي النجار ،عبد الفتاح إسماعيل الشمبي – دار الكتب المصرية
لمتأليف والترجمة – مصر ،طٔ ٕٖٛ/ٖ ،
ٖ -معاني القرآن واعرابو ،إبراىيم بن السري بن سيل أبو إسحاق الزجاج (ت ٖٔٔىـ ) ،تحقيق
عبد الجميل عبده شمبي – عالم الكتب – بيروت ،طٔ ( ٔٗٓٛىـ ٜٔٛٛ -م) ٖٕ٘/٘ ،
16
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
17
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
المطمب الرابع
وروى كعب االحبار انو قال :لقد انزل ا﵀ عمى محمد آيتين احصتا ما في التوراة و
ال ذَ َّرةٍ َخيْ ًرا يَ َرهُ (َ )7وَم ْن يَ ْع َم ْل ِمثْ َق َ
ال (فَ َم ْن يَ ْع َم ْل ِمثْ َق َ االنجيل اال تجدون
يَ َرهُ) قال جمساؤه :بمى ،قال فانيما احصتا ما في التوراة واالنجيل ،وذكر َذ َّرةٍ َش ًّرا
الحديث ،وقد نقد حديث ابي ىريرة عن النبي (صمى ا﵀ عميو وسمم ) (الخيل ثالث :
لرجل اجر ولرجل ستر و عمى رجل وزر) فسئل رسول ا﵀ (الحمر ،فقال :ما انزل
(فَ َم ْن يَ ْع َم ْل ِمثْ َق َ
ال َذ َّرةٍ َخ ْي ًرا يَ َرهُ عمي فييا شيء اال ىذه اآلية الجامعة الفاذة
يَ َرهُ) وقد اتفق العمماء عمى عموم ىذه اآلية (َ )7وَم ْن يَ ْع َم ْل ِمثْ َق َ
ال َذ َّرةٍ َش ًّرا
القائمون بالعموم ومن لم يقل بو ،وقد بين ما فسرناه بو ان الرؤية قد تكون في الدنيا
بالبالء وكما تكون باآلخرة بالجزاء ،وقد بينا ذلك في كتاب المشكمين )ٔ( .
و يجوز ان يحيي ا﵀ الموتى بعد وقوع النفخة األولى ثم تتحرك األرض فتخرج الموتى
وقد أروا الزلزلة وانشقاق األرض عن الموتى احياء فيقولون من اليول (ما ليا) ومن
يع مل من الكفار مثقال ذرة خي ار يره في الدنيا وال يثاب عميو في االخرة ،ومن يعمل
مثقال ذرة من شر عوقب عميو في االخرة ،مع عقاب الشرك ،ومن يعمل مثقال ذرة
ٔ -احكام القرآن ،القاضي محمد بن عبدا﵀ أبو بكر بن العربي المعافري االشبيمي المالكي (ت
ٖٗ٘ ىـ ) -دار الكتب العممية – بيروت – لبنان ،ط ٖ (ٕٗٗٔ ىـ ٕٖٓٓ -م ) ٗٗٓ/ٗ ،
18
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
من شر من المؤمنين يره في الدنيا وال يعاقب عميو باآلخرة اذا مات ،ويتجاوز عنو ،
وان عمل مثقال ذرة من خير يقبل منو ويضاعف لو في اآلخرة )ٔ(.
اثبت ا﵀ تعالى في ىذه اآلية ان الخير ميما كان سيجازى عميو صاحبو وان الشر
ميما كان سيجازى عميو صاحبو كل ذلك يوم القيامة ،وكل ما يحصل في الكون فيو
من قبيل االمر التكويني من ا﵀ .اال ان ىنالك أمور تحصل بال سبب ظاىر فتسند
لال مر التكويني وما يحصل بسبب عادي ال يسند اليو وان كان في الواقع منو ،يومئذ
يخرج الناس من قبورىم متفرقين كل عمى حسب عممو ليروا جزاء أعماليم ونضع
الموازين القسط ليوم القيامة ،فال تظمم نفس شيئا وان كان مثقال حبة خردل اتينا بيا
وكفى بنا حاسبين )ٕ( .
ٔ -الجامع الحكام القرآن ،أبو عبدا﵀ محمد بن احمد بن ابي بكر بن فرح االنصاري الخزرجي ،
شمس الدين القرطبي (ت ٔ ٙٚىـ ) ،تحقيق احمد البردوني و إبراىيم اطفيش – دار الكتب
المصرية – القاىرة ،ط ٕ (ٗ ٖٔٛىـ ٜٔٙٗ -م) ٔ٘ٓ/ٕٓ ،
ٕ -التفسير الواضح ،الجازي محمد محمود – دار الجيل الجديد – بيروت ،ط ٓٔ (ٖٔٗٔ ىـ )
ٜٖٛ/ٖ ،
19
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
الخاتمة
الحمد ﵀ الذي ىدانا ليذا الدين القويم وما كنا لنيتدي لوال أن ىدانا ا﵀ الذي تتم
بفضمو الصالحات والصالة والسالم عمى رسولنا الحبيب محمد وعمى آلو وصحبو ومن
استن بسنتو واىتدى بيديو إلى يوم الدين أما بعد :
قبل الختام لخالصة الكالم في بحث عنوان ( :سورة الزلزلة -دراسة تحميمية) فقد تَ َّم
التوصل إلى أىم النتائج وىي كالتالي :
-1سورة الزلزلة مدنية واياتيا ثماني ايات وتسمى سورة الزلزلة لوجود لفظ الزلزال
فييا وىو قولو – اذا زلزلت األرض زلزاليا – واشتيرت بسورة الزلزلة .ورد انيا
تعدل ربع القرآن او نصفو0
-2من اىداف السورة اثبات البعث وذكر اشراطة وما يعتري الناس عند حدوثيا
من الفزع وحضور الناس لمحشر وجزائيم عمى أعماليم من خير او شر وىو
تحريض عمى فعل الخير واجتناب الشر ،ومن أىدافيا قرع القموب الغافمة لميقين
بالحساب و الحصاء الدقيق0
-3اثبت ا﵀ تعالى في ىذه السورة الكريمة ان الخير ميما كان سيجازى عميو
صاحبو وان الشر ميما كان سيجازى عميو صاحبو كل ذلك يوم القيامة ،وكل
ما يحصل في الكون فيو من قبيل االمر التكويني من ا﵀ .اال ان ىنالك أمور
تحصل بال سبب ظاىر فتسند لالمر التكويني وما يحصل بسبب عادي ال يسند
اليو وان كان في الواقع منو ،يومئذ يخرج الناس من قبورىم متفرقين كل عمى
حسب عممو ليروا جزاء أعماليم ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ،فال تظمم
نفس شيئا وان كان مثقال حبة خردل اتينا بيا وكفى بنا حاسبين0
وصمى اهلل عمى سيدنا محمد وعمى وصحبه اجمعين
21
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
المصادروالمراجع
ٔ -احكام القرآن ،القاضي محمد بن عبدا﵀ أبو بكر بن العربي المعافري االشبيمي
-دار الكتب العممية – بيروت – لبنان ،ط ٖ المالكي (ت ٖٗ٘ ىـ )
(ٕٗٗٔ ىـ ٕٖٓٓ -م ) .
ٕ -األساس في التفسير ،سعيد حوى (ت ٜٔٗٓىـ) – دار السالم – القاىرة ط ٙ
(ٕٗٗٔ ىـ) .
ٖ -أسباب نزول القرآن ،أبو الحسن عمي بن احمد بن محمد بن عمي الواحدي ،
النيسابوري ،الشافعي ( ،ت ٗٙٛىـ ) تحقيق عصام بن عبدالمحسن الحمداني
،دار اإلصالح – الدمام ،طٕ (ٕٔٗٔ ىـ ٜٜٕٔ -م ).
ٗ -اعراب القرآن ،أبو جعفر النحاس ،احمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس
المرادي النحوي ( ،ت ٖٖٛىـ ) ،تحقيق محمد عمي بيضون – دار الكتب
العممية – بيروت ،ط ٔ (ٕٔٗٔ ىـ ) .
٘ -اعراب القرآن الكريم ،احمد عبيد الدعاس ،احمد محمد حميدان ،إسماعيل
محمود القاسم – دار المنير ودار الفارابي – دمشق ،ط ٔ (ٕ٘ٗٔ ىـ ) .
-ٙايسر التفاسير لكالم العمي الكبير ،جابر بن موسى بن عبدالقادر بن جابر أبو
بكر الجزائري – مكتبة العموم و الحكم ،المدينة المنورة المممكة العربية
السعودية – ط ٘ (ٕٗٗٔىـ ٕٖٓٓ -م ).
-ٚالبحر المحيط في التفسير ،أبو حيان محمد بن يوسف بن عمي بن يوسف بن
حيان اثير الدين االندلسي (ت ٘ٗ ٚىـ ) ،تحقيق صدقي محمد جميل – دار
الفكر – بيروت ،ط ٔ (ٕٓٗٔ ىـ ) .
21
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
-ٛالبرىان في تناسب سور القرآن ،احمد بن إبراىيم بن الزبير الثقفي الغرناطي ،
أبو جعفر (ت ٚٓٛىـ) –تحقيق محمد شعباني – و ازرة األوقاف والشؤون
اإلسالمية – المغرب (ٓٔٗٔ ىـ ٜٜٔٓ -م ) .
-ٜالتباين في اعراب القرآن و أبو البقاء عبد ا﵀ بن الحسين بن عبدا﵀ العكبري
(ت ٙٔٙىـ ) تحقيق عمي محمد البجاري ،عيسى البابي الحمبي .
التبيان في تفسير غريب القرآن ،احمد بن محمد بن عماد الدين بن ٓٔ-
عمي ،أبو العباس شياب الدين ابن اليائم (ت ٘ٔ ٛىـ ) ،د .ضاحي عبد
الباقي محمد – دار الغرب اإلسالمي – بيروت ،ط ٔ (ٖٕٗٔ ىـ ) .
التحرير والتنوير ،تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير ٔٔ-
الكتاب المجيد ،محمد الطاىر بن محمد بن محمد الطاىر بن عاشور التونسي
(ت ٖ ٖٜٔىـ ) – الدار التونسية لمنشر – تونس (ٗ ٜٔٛم ) .
التفسير الحديث ،دروزة محمد عزت – دار احياء الكتب العربية – ٕٔ-
القاىرة ،ط ٔ (ٖ ٖٔٛىـ ) .
التفسير القرآني لمقرآن ،عبد الكريم يونس الخطيب (ت ٓ ٖٜٔىـ ) دار ٖٔ-
الفكر العربي – القاىرة .
التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنيج ،وىبة بن مصطفى الزحيمي ٗٔ-
– دار الفكر المعاصر –دمشق ،طٕ (. )ٔٗٔٛ
التفسير الواضح ،الحجازي ،محمد محمود (د ،ت ) دار الجيل الجديد ٘ٔ-
– بيروت ،ط ٓٔ (ٖٔٗٔ ىـ ) .
التفسير الوسيط لمقرآن الكريم ،محمد سيد طنطاوي – دار نيضة مصر -ٔٙ
لمطباعة والنشر و التوزيع – الفجالة – القاىرة ،ط ٔ .
تفسير حدائق الروح والريحان في روابي عموم القرآن ،الشيخ العالمة -ٔٚ
محمد األمين بن عبدا﵀ االرمي العموي اليرري الشافعي ،اشراف و مراجعة د.
22
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
ىاشم محمد عمي بن حسين ميدي ،دار طوق النجاة – بيروت – لبنان طٔ
(ٕٔٗٔ ىـ ٕٓٓٔ -م ) .
الجامع الكبير ،محمد بن عيسى بن موسى بن الضحاك ،الترمذي ، -ٔٛ
أبوعيسى ( ت ٕٜٚ :ىـ ) ،تحقيق بشار عواد معروف – دار الغرب
اإلسالمية – بيروت – ط ٜٜٔٛم .
الجامع الحكام القرآن ،أبو عبدا﵀ محمد بن احمد بن ابي بكر بن فرح -ٜٔ
االنصاري الخزرجي ،شمس الدين القرطبي (ت ٔ ٙٚىـ ) ،تحقيق احمد
البردوني و إبراىيم اطفيش – دار الكتب المصرية – القاىرة ،ط ٕ (ٗ ٖٔٛىـ
ٜٔٙٗ -م) .
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم –السبع المثاني شياب الدين ٕٓ-
محمود بن عبد ا﵀ الحسيني اآللوسي (ت ، )ٕٔٚتحقيق .عمي عبد الباري
عطية – دار الكتب العممية – بيروت ،ط (٘ٔٗٔ) .
صفوة التفاسير ،محمد عمي الصابوني – دار الصابوني لمطباعة ٕٔ-
والنشر والتوزيع – القاىرة ،ط ٔ ( ٔٗٔٚىـ ٜٜٔٚ -م ) .
ظالل القرآن ،سيد قطب ،تحقيق عمي بن نايف الشحود – دار ٕٕ-
الشروق لمنشر (الطبعة الوحيدة) ،طٖٔ . ،
لباب النقول في أسباب النزول ،عبد الرحمن بن ابي بكر ،جالل الدين ٖٕ-
السيوطي (ت ٔٔ ٜىـ ) ،تحقيق أ -احمد عبدالشافي ،دار الكتب العممي –
بيروت – لبنان .
مجاز القرآن ،أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري (ت ٕٜٓىـ ٕٗ-
) ،محمد فؤاد سزكين – مكتبة الخانجي – القاىرة ،ط ٔ (ٔ ٖٔٛىـ ) .
المختصر في تفسير القرآن الكريم ،جماعة من عمماء التفسير – مركز ٕ٘-
تفسير الدراسات القرآنية ،ط ٖ ( ٖٔٗٙىـ) .
23
سورة الزلزلة -دراسة تحليلية -
معاني القرآن ،أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبدا﵀ بن منظور الدليمي -ٕٙ
الفراء (ت ٕٓٚىـ ) ،احمد يوسف النجاتي ،محمد عمي النجار ،عبد الفتاح
إسماعيل الشمبي – دار الكتب المصرية لمتأليف والترجمة – مصر ،طٔ .
معاني القرآن واعرابو ،إبراىيم بن السري بن سيل أبو إسحاق الزجاج -ٕٚ
(ت ٖٔٔىـ ) ،تحقيق عبد الجميل عبده شمبي – عالم الكتب – بيروت ،طٔ
( ٔٗٓٛىـ ٜٔٛٛ -م) .
نظم الدرر في تناسب اآليات والسور ،إبراىيم بن عمر بن حسن الرباط -ٕٛ
( ت ٘ ٛٛىـ ) – دار الكتاب اإلسالمي – بن عمي بن ابي بكر البقاعي
القاىرة .
ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن ،محمد بن عبد الواحد بن ابي -ٕٜ
ىاشم أبو عمر الزاىد المطرز الباوردي ( ت ٖ٘ٗ ىـ) حققو وقدم لو محمد بن
يعقوب التركستاني – مكتبة العموم و الحكم – السعودية – المدينة المنورة ،طٔ
(ٖٕٗٔ ىـ ٕٕٓٓ -م ) .
24