You are on page 1of 14

‫حقاً ما أروعها أُنشودة تلك التي يتغنى بها المسيحيون منذ أقدم‬

‫العصور ابتهاجاً بقيامة مخلصهم منتصراً من بين األموات ففى العصور‬


‫األولى للمسيحية حيث كانت نيران االضطهاد تحرق المؤمنين وتلتهم‬
‫كل ما لهم اتخذ المسيحيون تحية يتعارفون بها بعضهم على بعض‬
‫ويتعزون بمغزاها ويتشددون بها في ضيقاتهم ومخاوفهم‬
‫فكان إذا التقى أحدهم بآخر يقول له‬
‫خرستوس آنستي فيجيبه آليسوس أنستي‬
‫فكان هذا الشعار كلمات مضيئة تنير قلوبهم‬
‫وسط ظلمات االضطهاد وتجعلهم يقبلون‬
‫الموت بسرور قائلين مع بولس الرسول‬
‫” لي الحياة هى المسيح والموت هو ربح ”‬
‫(المسيح قام) وكان البد أن يقوم ليغسل ما لحق به من إهانات‬
‫من اليهود والرومان أولئك الذين شاطت عقولهم وصلبوه حسداً‬

‫وظنوا أن القش يمكن أن يقف أمام اللهيب فقام الجبار وازدرى‬


‫بهم ألن الغبار ال يقدر أن يقف أمام الريح‬
‫لقد صلبه اليهود لكن المحبة ال تس ّمر‬
‫والعدل ال يفنى تحت صخرة الظلم فقام‬
‫الجبار وصارت أمم تتع ّبد له وملوك تسجد‬
‫أمام صولجان مجده فيسوع الذي فضلوا‬
‫عليه باراباس ها هو اآلن أفضل من‬
‫ملوك األرض كلها والذي تركه الجميع‬
‫ساعة صلبه اآلن ماليين البشر سفكوا‬
‫دمائهم إلعالن مجد الهوته‬
‫وعندما أرادوا إعالن سبب موته كتبوا فوق الصليب بثالث لغات‪:‬‬
‫العبرية واليونانية والرومانية ” يسوع الناصري ملك اليهود ”‬
‫فصلب المخلص ِ‬
‫وعلّة صلبه فوق رأسه فلما جاء يوم الخمسين لم‬ ‫ُ‬
‫تُشهر ثالث لغات فقط بل جميع اللغات أعلنت خبر قيامته فصارت‬
‫قيامة المسيح أُنشودة المسيحية وتاجها وفخرها وهى التى حلت كل‬
‫ما لحق بالمسيح من إهانات وعذابات إلى أمجاد‬
‫(المسيح قام) هذا ما ينادي به الوعاظ في كل زمان وما يكرز به الخدام‬
‫في كل مكان وما يؤمن به شعوب على مر األجيال وما رنم به المالك‬
‫يوم القيامة المجيد ليعلن للمريمات فرح السمائيين بقيامة سيدهم‬
‫ولكي يزف لهم هذه البشرى الجميلة ” ليس هو ههنا ألنه قام ”‬
‫نعم قد قام وكان البد أن يقوم إذ‬
‫كيف للحياة أن يموت؟! والقيامة أن‬
‫يظل مدفوناً في التراب؟! ألم يقل‬
‫المسيح ” أنا هو القيامة والحياة من‬
‫آمن بي ولو مات سيحيا ” وها مجد‬
‫القيامة قد انبثق من قبره لكي تتراجع‬
‫أمواج الشر وال تغرق بهياجانها‬
‫الوجود أو تقتل الحياة!‬
‫(المسيح قام) فلنخلع عنا ثياب الحزن ونلبس‬
‫ثياب البهجة واالنتصار ألنه باألمس كان المخلص‬
‫في الهاوية واليوم هو حي و ُيحيي األموات! أمس‬
‫كان المر والخل واليوم التمجيد وترنيم المالك‬
‫ألم ينكره بطرس يوم صلبه؟!‬
‫ولكنه اليوم يسرع لينظر قبره‬
‫الفارغ وقيامته المجيدة وهكذا‬
‫الرسل الذين اختفوا يوم صلبه‬
‫خوفاً من أعدائه أسرعوا يوم‬
‫قيامته وعقدوا اجتماعهم لكي‬
‫يبشروا أحبائه بالحدث الفريد‬
‫مات المسيح فخيم الحزن على قلوب التالميذ ولكن ما أن رأوا مجد قيامته حتى‬
‫مأل الفرح قلوبهم وعالمات السرور ارتسمت من جديد على وجوههم وهكذا رأوا‬
‫قطرات الندى على األوراق وسمعوا ترنيم الجداول بين التالل وسقوط الثلوج على‬
‫رؤوس الجبال فالشجرة المدفونة في القبر أثمرت والبلبل المسجون انطلق من القفص‬
‫وحاك عشاً من ريش ح ِبه لفراخه والقيثارة التى طُرحت على أرض األلم حرك النسيم‬
‫أوتارها لتعزف لحن الخلود فهتفوا قائلين‪ :‬خرستوس آنستي آليسوس آنستي‬
‫المسيح قام فأشرقت أنوار قيامته‬
‫وسطعت على المـؤمنين وبددت‬
‫بأشعتها الظـالم الـذي خيم على‬
‫عقول وقلوب كثيرين والنورالذى‬
‫ظهر عنـد القبر فهـو بعينه النور‬
‫الذي ينير الكـون واألشـعة التي‬
‫سـطعت الزالـت قوة نور ترشد‬
‫الضالين ليصيروا شمسا ً روحية‬
‫وعموداً من نار يلتهب بمحبة هللا‬
‫فلنفرح أيها األحباء بقيامة مخلصنا كما فرح التالميذ فيوم القيامة هو‬
‫يوم فرح ولكن ليس للجميع فيه يفرح أوالد اهلل الذين قاموا مع‬
‫المسيح ويحزن الساقطون ألم يتهلل التالميذ بقيامة مخلصهم؟ ولكن‬
‫يهوذا اختنق وح ّنان وقيافا اغتما وهكذا في كل عصر يفرح األبرار‬
‫ألن مخلصهم قام ليقودهم إلى الحياة األبدية أما األشرار فيحزنون‬
‫ألنهم يجدون في القيامة عربوناً لدينونتهم وعقاباً آلثامهم وشرورهم!‬
‫جروب الراهب كاراس المحرقي‬

‫لنفرح في هذا اليوم العظيم مع مريم العذراء التى أنستها القيامة ما‬
‫عانته من آالم ومع النسوة حامالت الطيب والرسل والقديسين الذين‬
‫يفتخرون بقيامة المسيح ونقول خرستوس آنستي‪ ،‬آليسوس آنستي‬

You might also like