Professional Documents
Culture Documents
-1المقدمة
-2الفصل االول :اساس الحب
-3الفصل الثاني :لماذا نحب
-4الفصل الثالث :لماذا نحب شخص معين
-5الفصل الرابع :لماذا نشتاق لمن نحب
-6الفصل الخامس :االشتياق لشخص في علم النفس
-7الفصل السادس :الحب من طرف واحد
-8الفصل السابع :نسيان الحب من طرف واحد
-9الفصل الثامن :الحب في اورقة الفالسفة
-10الفصل التاسع :الحب االفالطوني
-11الفصل العاشر :الحب وعلم النفس
-12الفصل الحادي عشر :الحب من نظرة واحدة في علم النفس
-13الفصل الثاني عشر :الحب في زمن الفراعنة
-14الفصل الثالث عشر :الحب الحقيقي
الحب ومشتقاته
المقدمة
يعتبر الحب واسطة العقد والرحمة في العالم اإلنساني،
فهي الصفة التي ميز هللا بها اإلنسان عن باقي خلقه بأن
جعلهم قادرين على التناغم فيما بينهم ليكونوا جنسا
متناغما قادرا على الوصول إلى أعلى درجات التوافق
فيما بينهم .الحب كلمة صغيرة بسيطة ال تحتوي أكثر
من حرفين ،ولكنه سر الوجود اإلنساني وهو الصواب
المتراكم على قلوبنا فيهدينا سبيل الرشاد ويقدم لنا الحل
الدائم ليتمم الحياة بكافة ألوانها ،ويتميز الحب إلى كثير
من التصنيفات والدوائر ،فمنها ما كان األشد واألقوى
وهي حب هللا لعباده وخلقه وحبهم له فهي األقصى
واألعلى واألسمى شرفا ،فهو السر الكامن في وجود
هذا الكون العظيم ،فقد خلقه هللا بجزء الرحمة األعلى
وأوجده بإبداع عجز عن فهمه خلق كثير إلى يومنا هذا،
ثم يتدرج الحب فيكون حب الوالد لولده وحب األم
لولدها فكان من الحب الثاني سموا وعلوا في هذا الكون
العظيم ،فهي التي تحملت وال يكون لها أن تبغض أو
تخذل ابنها وال والده كذلك فهو حب فطري فطر هللا
الناس عليه .كذلك من الحب الذي انتشر صيته بين
الناس حب الرجل لزوجه وحبها له فإنه حب لطيف
السيرة حسن البقاء يقوم على مود ورحمة بينهما تتسامى
الحب ومشتقاته
يوما بعد يوم ،فهي تقدم له قلبها وعقلها وجسدها وهو
يفعل المثل بتواضع وتحمل لكل ما ظهر من السوء،
ومتفاعلين في الخير والسعادة يقدمان للدنيا أسرة
متماسكة ينبني عليها مجتمع بأكمله ،فإن كان الحب
صوابا صحيحا وقلوب متآلفة فهو مجتمع سليم متماسك
قادر على إصالح الكثير في المجتمع .فعليا الحب عبارة
عن شجرة يتكون جذرها الذي يغذيها من الوفاء
واألمانة والراحة للمحبوب ،يليه ساق اإلهتمام والرعاية
والحنان ،ثم أغصان المودة والرحمة التي تفيء على
األوراق وهي الثقة في البيت ،واألمان والراحة
واإلطمئنان والعشق وكل تعابيره في تلك األوراق
والكلمات الجميلة ،فاألوراق ال تستطيع العيش بدون تلك
األطراف من الجذر والساق واألغصان ،فإن لم تتوافر
العناصر السابقة فإن الورق سيذبل ولن يكون له أي
معنى طالما أن الغذاء الذي سيصله غير كاف ،وهو ما
وصل إليه كثير من الناس لألسف مما أرداهم في حالة
من عدم الثقة والشك الذي يقتل تلك العالقة الجميلة بين
طرفين ،ولذلك فإن على أي محب أو محبة البدء دائما
في تعزيز أواصر شجرة الحب من البداية فيبدأون
بغرس جذر سليم قادر على مواجهة الصعاب والحياة
القاسية لينمو ساق سليم ،يتبعه نمو متوازن لألغصان
التي ستحمل كل تلك المعاني الجميلة والمشاعر التي
الحب ومشتقاته
يستعجلون دائما الحصول عليها ،وال يخفى على الجميع
تلك الثمرات التي تنتج من الشجر السليم ،فالشجر العفن
ال يخرج ثمرا وهو الزواج واألبناء والعيش الطويل
ومداد الحياة بين الطرفين .يعتبر آخر أنواع الحب هو
النوع األخطر الذي بدأ في بالدنا يأخذ مناحي سيئة
تجعل من كلمة الحب مرفوضة لدى الكثيرين ،لكن يبقى
الحب رسالة هللا في األرض ،وال تمثل أولئك الصيادين
من الذكور أو اإلناث.
أساس الحب
الحب أساسا ً نابع من األخوة ،فإن أدركنا ووعينا ّ
أن ك ّل ّ
البشر أخوة فهذا سيكون سبيل الحب وطريقه الّذي ال
بغض النظر عن ك ّل االختالفات
ّ حياد عنه؛ فالبشر أخوة
التي بينهم ،فهناك من يحاول أن يفصل ما بين الناس
على أسس متعدّدة ومختلفة وبنا ًء على تصنيفات واهمة
تقبع فقط في عقله ،فهو لم يصل إلى مرحلة يصل فيها
بغض النظر عن تصنيفه ،وهذا الّ إلى اعتبار اآلخر
يتعارض إطالقا ً مع حقيقة أنّه كلّما ازدادت المشتركات
بين البشر ازداد تعلّقهم ببعضهم البعض ،ولكنّه يعني أنّه
الحب ومشتقاته
لو كان هناك ث ّمة إنسان ال تربطنا به أيّة عالقة وال ّ
يمت
لنا بصلة نهائيّاً ،فحبّه واجب من منطلق األخوة الّتي
األخوة هنا
ّ تجمع البشر مع بعضهم البعض ،ومفهوم
أخوة حقيقيّة ،ومن
ليس من باب المجاملة؛ بل هي ّ
أن البشر يش ّكك في ذلك فليعد إلى أصل اإلنسان ولير ّ
يرجعون إلى آدم وحواء فلنا كلّنا أصل مشترك واحد،
أخوتنا حقيقيّة
.وبهذا تكون ّ
فإن انتشر هذا المفهوم وع ّمم ودخل العقل والقلب لك ّل
أن الحب قد انتشر على إنسان على وجه األرض ،سنجد ّ
األرض ،وع َّم واتّجهت الحياة نحو شيء جميل بشك ٍل ال
يوصف؛ فالحياة جميلة ولكن من دون حروب ومن دون
بالحب والسالم واألمن للجميع ودون استثناء ّ كوارث،
ي محدّدات ،فمبدأ " شعب هللا المختار " في مبني على أ ّ
هذه األيّام هو مبدأ سائد بين أشخاص كثر ،فهناك َمن
يتعامل معه باسم الدين ،وآخرون باسم المصلحة ،ومنهم
إن األمراض من يتعامل معه باسم العرق ،فمن قال ّ
المجتمعيّة الّتي كانت في القرون الماضية لم تتمدّد إلى
يومنا ،فهو لم يطلع على ما تعاني منه األمم في يومنا
الحالي؛ فالعصر الحالي فيه أنواع متعدّدة ال تع ّد وال
تحصى من التفرقة والنزاعات ،وما كميّة الدم التي
تسفك في كافّة أرجاء العالم ّإال خير دليل على هذا
فرقاألمر ،وهي دليل أيضا ً على االنتشار الواسع لمبدأ ّ
تسد.
الحب ومشتقاته
الفصل الثاني :لماذا نحب
للمرة األولى فى تاريخ المركز القومى للترجمة يصدر
كتاب يكاد يكون خفيفا ،وهو «لماذا نحب ..طبيعة الحب
وكيمياؤه» للكاتبة األمريكية «هيلين فيشر» ،وترجمة
«فاطمة ناعوت ،وأيمن حامد» ،وال ُمطلع عليه سيفهم
من مقدمتيهما سبب اشتراكهما بترجمته ،حيث حرصت
ناعوت التى تعمل فى مجال اإلنثروبولوجى على ترجمة
قصص الحب عبر التاريخ ،واهتم الدكتور حامد
بالجانب العلمى الذى يفسر التغير الطارئ لإلنسان الذى
.يجعل حياته متمركزة حول محبوبه
وأجرت المؤلفة األمريكية دراسة فريدة لهذا الموضوع،
وأشركت عددا ضخما من مختلفى الهوية والجنسية
والعرق والدين والثقافة ،فى استبيان كانت نتائجه
مدهشة ،وتشابهت إجاباتهم ما يدل على أن البشر يتفقون
جميعا على مفهوم الحب ،وما يشعرون به تجاه من
.يحبونه
الحب ومشتقاته
األشياء الصغيرة األخرى التى تشاركوا فيها مع أحبتهم.
اللحظة التى توقف فيها فى الحديقة ليُريها برعم الربيع،
المساء الذى قذفت فيه إليه بحبّات الليمون وهو يعد
العصائر«:إلى حبيبى مالك مشاعرى» ،كل تلك
اللحظات العفوية العارضة تتنفس %73 .من الرجال
و %85من النساء يتذكرون تلك األمور الصغيرة التى
فعلها عشاقهم أو قالوها .و %83من الرجال و %90من
النساء يستدعون تلك الحكايات الثمينة فى عيون أذهانهم
».وهم يتذكرون أعزتهم
الحب ومشتقاته
الحب ..هذه الكلمة المرتبطة بالروح ،والمفعمة بالتألق ،أوجدها هللا في كل
القلوب اإلنسانية ،وبغير هذا الحب لن يستطيع اإلنسان الحياة ،والتعايش
مع الناس والذوبان في محيطهم.
الحب ومشتقاته
لقد طغت على زمننا هذا دوافع الكراهية ،وافتقدنا ذلك الحب الروحاني،
وحتى مدعو الحب والعشق لم يعد يجري في عروقهم ذلك اإلخالص ،ففقد
الحب عفافه ،ورقّته ،ومعانيه الجميلة ،وضاع بين أروقة الخداع
ولصوصية الشباب من الجنسين ،ودناءة الهدف ،وثورة المراهقة التي لم
تعد مقتصرة على الشباب بل تجاوزتها إلى المراهقين الكبار الذين يبحثون
عن فرصة يستعيدون فيها شبابهم فيشترون الصغيرات ومن هن في سن
بناتهم ليتزوجوا منهن بال حب ،فقط ليشبعوا غرائزهم ،دون مباالة
بمشاعر الطرف اآلخر ،ومن هنا تنمو الكراهية ،ويستبد الكره ،ويبرز
العنف ،وتتس ّيد القسوة ،وينطفئ العمر .الحب إحساس روحاني يأتي بال
موعد ،بال استئذان ،وأحيانا يأتي بال وقت ،أقصد أن الحب ال يرتبط حتى
بعامل العمر متى ما كان متبادال بين الطرفين ،فالحب ليس اختيارا بقدر ما
هو قضاء ،واإلنسان ال يختار من يحب ،فنحن ال نستطيع مثال أن نتخيل
إنسانا معينا وبمواصفات معينة لكي نحبه ،ولو كان الحب اختيارا الختار
اإلنسان لنفسه أجمل الناس خلقا ،وشكال ،ووفاء ،ولكن الحب يأتي من هللا
فيجد اإلنسان نفسه مشدودا إلنسان “ما” فيترقب حضوره ،ورؤية
وجهه ،في كل ثانية دون أن يعرف لذلك سببا ،ودون أن يفكر ،أو يمر في
خاطره ،أنه سيحب هذا اإلنسان ،ومن هنا أرى أن شاعرنا األمير بدر بن
عبدالمحسن أبرع من صور هذه الحالة إذ يقول:
الحب ومشتقاته
فالحب وقوع جميل ،ال يرتطم فيه اإلنسان باألرض أو باألشياء بقدر ما
يلتصق قلبه بالشخص ،يقول اإلمام ابن حزم األندلسي الفقيه والمؤرخ
والفيلسوف ،صاحب كتاب “طوق الحمامة”“ :ال الحب منكر في الديانة،
وال هو محظور في الشريعة ،إذ إن القلوب بيد هللا عز وجل ،وقد أحب من
الخلفاء المهديين واألئمة الراشدين كثير ،وللحب عالمات يهتدي إليها
الذكي ،أولها إدمان النظر ،والعين هي باب النفس الشارع ،وهي المنقبة
والمعربة عن بواطنها ،فترى الناظر ال يطرف ،يتنقل بتنقل
ِ عن سرائرها
المحبوب ،ويميل معه حيث مال ،ويقول وهناك عالمات متضادة ،وهذه
قدرة من هللا عز وجل تضل فيها األوهام ،فهذا الثلج إذا طال حبسه في اليد
فعل فعل النار ،والضحك إذا كثر واشتد أسال الدمع ،فنجد المحبين إذا
تكافيا في المحبة تضادّا في القول تع ّمدا ،وتتبع كل لفظة تقع من صاحبه،
يؤلها على غير معناها ،والفرق بين هذا والمضادة المتولدة عن الشحناء،
سرعة الرضا ،فال تلبث أن تراهما قد عادا إلى أجمل الصحبة ،ومن
عالمات الحب أنك تجد المحب يستدعي سماع اسم من يحب ويستلذ الكالم
في أخباره ،وال يرتاح لشيء ارتياحه لها ،وال ينهي المحب عن ذلك
تخوف أن يفطن السامع ويفهم الحاضر”.
كتب ابن حزم كتابه هذا عن الحب وهو الفقيه العالم المشهور
الموسوعي ،ويعتبر كتابه “طوق الحمامة” سيرة ذاتيه له ،ما يعني
بطالن مقولة إن السيرة الذاتية فن جديد ،أما اإلمام الفقيه ابن قيم الجوزية
صاحب كتاب “روضة المحبين ونزهة المشتاقين” ،فهو يوافق اإلمام ابن
حزم في كثير مما ورد في كتابه بل ويأخذ منه ،ثم يحدثك عن أسماء
الحب ،ويفسر معانيها ،ويورد كثيرا من األخبار عن الحب وقصصه
وغيرته وعفته وصدقه ،وهذا ما يعني لنا أن الفقهاء األوائل ،أوسع أفقا،
وأنضج فكرا ،وأغزر ثقافة ،فال يترفعون على الحب ،وال ينكرونه ،وال
يحرضون على الكراهية وال يخرجون عن الفطرة السليمة.
الحب ومشتقاته
وهذا الحب ال يخضع لمعايير الجمال أو القبح ،كما هو السر في حب
“عبلة لعنترة” ،فالرسالة هنا روحية تربط بين قلبين فينصهران من
خاللها في بوتقة واحدة ترفعهما إلى عالم الروح بعيدا عن الجسد ،الذي
أصبح هو الهدف في زمننا هذا ،أما كيف يأتي هذا الحب فهو قدر قد يأتي
حتى من خالل النفور ،أو الشجار ،أو السباب ،وهذا ما حدث مع “جميل
وبثينة” ،حيث كانت البداية معركة كالمية يؤكدها قوله:
سباب
ُ وأول ما قاد المودة بيننا***بوادي بغيض يا بثين
الحب ومشتقاته
بالقول« :شوقى ليس له وقت ليتوقف» ،الحب متوحش،
والهاجس يصبح أشد عندما تُرفض.
وفى كتابها «لماذا نحب؟» ،تلقى هيلين فيشر الضوء
على واحد من أهم االتجاهات االجتماعية الذى أصبح
كبير األثر على الحب الرومانسى ،وهذا االتجاه هو:
دخول المرأة سوق العمل.
فحصت ما بين ١٣٠و ١٥٠مجتمعًا من خالل ْ لقد
ْ
ووجدت أن سجالت السكان السنوية باألمم المتحدة،
معظم نساء العالم ليس فقط يدخلن فى سوق العمل،
وإنما فى بطء شديد يمألن الفجوة التى بين الرجال
والنساء من حيث القوة االقتصادية والصحة والتعليم.
وتستغل النساء المهارات المخية المميزة لهن فى اختيار
ما يناسب إمكانياتهن ،فاليوم ٪٥٤من الكتاب بأمريكا
من النساء ،إنها إحدى المواصفات العديدة التى يتصفن
بها ،لقد تميزن بمهارات ال تصدق وقدرة على
التفاوض ،ويتمتعن بخيال خصب ،ونحن نعلم اآلن
دورة المخ الخاصة بالخيال والخطط طويلة المدى ،فهن
يملن للعمل كمفكرات متشعبات ،وذلك ألن أجزاء المخ
الخاصة بالمرأة متصلة بشكل جيد ،فهن يملن لجمع
العديد من البيانات عندما يفكرن ،ويضعن هذه البيانات
فى أكثر من نموذج معقد إليجاد أكثر من اختيار وأكثر
الحب ومشتقاته
من نتيجة ،فهن يفضلن أن يكن مفكرات شامالت
وملمات بكل شىء.
والمأمول أن نتجه نحو مجتمع متعاون فى مجتمع أصبح
وتقديرا وتوظيفًا.
ً أكثر تفه ًما لمواهب النساء والرجال
وقد تغيرت على مدى قرون التقاليد الخاصة بالحب
والزواج ،وأصبح هناك ارتفاع فى الحب الرومانسى..
٪٩١من النساء و ٪٨٦من الرجال األمريكيين لن
صا ما لديه كل ما يشتهون فى شريك يتزوجوا شخ ً
العمر ،إن لم يكونوا فى عالقة حب مع ذلك الشخص.
الناس حول العالم ،فى دراسة لـ ٣٧مجتم ًعا ،يرغبون
فى أن يكونوا فى حب من يتزوجون ،بالطبع ،الزيجات
المدبرة فى طريقها للخروج من هذا الشريط لحياة
اإلنسان.
استقرارا بفعل
ً االتجاه الثانى الذى سيجعل الزيجات أكثر
االتجاه العالمى الثانى العظيم .وهو أن يصبح سكان
عمرا .فقد زاد متوسط عمر اإلنسان فى كل
ً العالم أطول
مكان فى العالم ،وسيصبح متوسط عمر اإلنسان أكثر
من ٧٦عا ًما.
وبالنظر إلى بيانات الطالق فى ٥٨مجتمعًا ،اتضح
لهيلين فيشر أنه كلما تقدم العمر باإلنسان يقل احتمال
الحب ومشتقاته
مستقرا فى أمريكا،
ً الطالق .لذا فمعدل الطالق أصبح
وهو ينخفض فى الواقع ،وربما ينخفض أكثر مع
الفياجرا ،وبدائل االستيروجين.
وتضحك عالمة األنثروبولجى قائلة :لم يحدث فى تاريخ
الكوكب إن كانت النساء ،متعلمات جدًا ،مثيرات جدًا،
قادرات جدًا كما هو اآلن .ولذا فبكل صراحة أعتقد أنه
إذا كان هناك أى وقت فى تاريخ تطور اإلنسان ،حيث
أتيحت الفرصة لعمل زواج ناجح ،فإن الوقت هو اآلن.
الحب ومشتقاته
واألنسان البدائي كان دائم الترحال .فكانت األم مع
اوالدها ترعاهم وتربيهم .وكان تعلقهم بها يحملهم ايضا
على ان يتعلق احدهم باآلخر .فاذا ماتت األم مثال بقى
االبناء على قواعد رفقتهم السابقة ،يترافقون و يتعايشون
ويتعاونون .وهذه األخوة بينهم هي اصل األخاء ،بل
اصل المجتمع البشري.
بل نستطيع ان نزيد هذه التميزة بان نقول انه اذا احب
الرجل المرأة حبا بشريا عميقا فان هذا الحب قد يعيق
الحب الجنسي .كأن هناك تناقضا بين األثنين :األول
كله حنان ورقة .والثاني اغلبه عنف وقسوة.
وعندما نتأمل الحب الجنسي نجد انه غريزة ذاهلة.
ولكن الحب البشري عقل وضمير.
ولذلك نحن نزداد وننمو بالحب البشري الذي نرتقي به
ونرتفع .ألن هذا الحب يستنبط هنا احسن الخصال في
الحنان والظرف والرقة والكياسة بل احيانا في
التضحية .وهذا الحب هو الذي يجعل االنسان انسانيا.
وما ندعو اليه من اخاء بشري او ما نقدره من خصال
في صديق او ما يتعلق به من آمال نرضي بأن نضحي
لتحقيقها ،انما كل هذا يعود الى الحب البشري الذي
كسبناه من عواطف األمومة والبنوة.
الحب ومشتقاته
ذكرت ان الحب البشري عقل وضمير .ولذلك نحن
نزداد فهما بالحب ،ألنه ينبّه العقل ويوقظه .وهو هنا
يناقض الحب الجنسي الذي ننساق فيه بالغريزة .ولذلك
ايضا كثيرا ما نجد ان النبوغ او بذرة العبقرية تعود الى
عاطفة الحب .ألن الصبي الذي يحب الطبيعة ويجمع
الفراشات والزهور و االصداف واوراق الشجر ،هذا
الصبي يحدوه حب بشري قد استحال الى حب للطبيعة
ينبه ذكاءه ويوسع خياله ويكبر شخصيته .وهو بهذا
االهتمام اقرب ما يكون الى النبوغ او العبقرية .ألن
المحب يرى اكثر ويفهم اكثر .كما ترى األم في ابنها
وتفهم اكثر مما يرى غيرها فيه.
والحياة الصحيحة تطالبنا بان نجعل الحب شعارنا ،ألنه،
اي الحب يمألنا تفائال ،فنبتعد عن الخوف والقلق والشك
ونستكثر من االصدقاء ونلتزم بهم ونخدمهم في سرور
واذا جعلنا الحب اساس عالقتنا بالناس ،فاننا سوف لن
نسأم الحياة يوما .بل نجد كل ما فيها يدعو الى العطف
والرحمة .والحب مثل الشجاعة يحتاج الى تدريب.
وصحيح اننا نكسب شيئا من الحب العائلي ،لكن هذا
الذي نكسبه عفوا في طفولتنا يحتاج الى الرعاية
والتنمية .اننا نستطيع ان نتعود الحب بالصداقة والتعاون
الحب ومشتقاته
والضيافة حتى ولو كانت طفولتنا قد اهملت ،وغدت
فرص تنمية الحب فيها نادرة.
والرجل الذي تنبعث فيه عاطفة الحب نحو المجتمع هو
اقرب الناس الى السعادة وهو ابعدهم عن الشقاء .وكلمة
السعادة من الكلمات التي يجب االّ نخلطها باحساس
السرور ولكن الحب يبعث السعادة الدائمة اكثر مما
يبعثها السرور الزائل.
ومن هنا تأكد األديان على الحب .اذ ال يمكن ان يتأسس
دين على غير مبدأ الحب ،ألن الدين ينشد السعادة.
والحب بجميع مركباته العقلية والعاطفية ينشد السعادة
ايضا .ذلك ان الحب يحتاج الى ثقافة التربية نظريا
وممارسة هذه الثقافة عمليا.
فنحن نعرف ان الرجل المثقف يحب ،ألنه يعرف اكثر
من غيره وقلبه اسمح ألنه اعرف .فأتساع المعرفة تقود
الى اتساع الحب ،ولهذا السبب ايضا يعد االدب في
صميمه والفلسفة في صميمها دعوة الى حب الخير و
االحسان .وعلى قدر ما يستضئ احدنا بمعارفه السابقة،
يكون طريق األخاء والمحبة اكثر انارة
قد يقنع احدنا باالحسان لمعاونة الفقراء او الصبيان
المشردين او االنضواء الى جمعية لمنع القسوة على
الحب ومشتقاته
الحيوان او نحو ذلك .ولكن من يعرف اكثر ،هو ذلك
الذي يكون انفذ بصيرة في االسباب التي تحدث للمجتمع
البؤس والمرض والجهل والرجعية .المهم اننا نميل الى
ممارسة الحب مع بني جنسنا .وهذا الحب يزيد تقديرنا
واحترامنا لهم الى جانب فهمنا للحياة.
ومن هنا يجب علينا ان نتآخئ و نتحابب فيما بيننا كي
نصل ببلدنا لى شاطئ السالم ،ال ان نتخاصم ونتحارب،
فالتخاصم والتحارب من شأنهما ان تجرنا الى الهاوية،
ونستقر في قعرها ،فعلينا اذن ان نمارس عواطف الحب
ال مع افراد اسرتنا او مجتمعنا ،او وطننا فحسب ،بل
انما مع ابناء البشرية جمعاء .فالحب الطاهر الذي يخلو
من مصلحة ذاتية ،هو صفة انسانية سامية تميز االنسان
عن بقية الكائنات في الوجود.
الحب ومشتقاته
نكن لهم بشكل طبيعي مشاعر كالحب اعتنوا بنا والذين ّ
.أي الحب الذي تلقيناه (أو لم نتلقه) في طفولتنا
وعندما يبدو شخص ما مشاب ًها لهذه الصورة تستيقظ في
نفسنا مشاعر قديمة مدفونة في أعماقنا مرتبطة بأولى
العالقات المعبّرة وبإحساس بعاطفة قوية .ومنذ تلك
اللحظة ال نستطيع أن نهمل هذا الشخص :إذ نشعر
بالفضول والتأثّر وينتهي األمر بأن نقع في حبه .ولهذا
السبب عدد كبير من الناس يقعون في حب شخص يشبه
والدهم أو والدتهم (أو أي فرد من أفراد أسرتهم) أكان
من ناحية عاداته أو حركاته أو أفكاره أو حتى شكله
الخارجي .هذا التشابه ،الذي يصعب إدراكه أحيانًا من
الناحية الواعية ،يلعب دو ًرا أساسيًا في انجذابنا لهذا
.الشخص ألنّه مرتبط به بصلة عميقة ومتينة
الحب ومشتقاته
مثال أن يكون الشخص الذي نحبّه حاز ًمامن الممكن ً
وصار ًما بينما نحن نفتقر للحزم أو قد يكون أكثر تحفّ ً
ظا
قوة ونقاطمنا ونكون نحن عفويين .لك ّل شخص نقاط ّ
.ضعف تناسب اآلخر
القيام باألنشطة
يوجد العديد من األنشطة ،واألعمال التي يُمكن القيام بها
من أجل نسيان مشاعر االشتياق ألحدهم ،مثل :المشي
طويالً ،و ُممارسة التمارين الرياضيّة ،وأخذ حمام دافئ،
والقراءة ،والكتابة ،و ُمقابلة األصدقاء ،و ُمشاهدة األفالم،
الحب ومشتقاته
واستخدام الحاسوب للترفيه واللعب ،وح ّل األلغاز،
صة ،وغيرها من األعمال، والعناية بالحديقة الخا ّ
واألنشطة التي تجعل الجدول الزمني للشخص ُمزدحماً،
بحيث ال تترك له مجاالً للشعور
المعني ،وذلك بسبب انشغال العقل ،للشخص باالشتياق
وتركيزه على إنجاز المهام هذه ،وتُعتبر هذه الطريقة
عالجا ً ف ّعاالً لالشتياق والتعلّق ،بدالً من تلقّي المشاعر،
.والعواطف ال ُمؤلمة السلبيّة
الحب ومشتقاته
ما هي مظاهر االشتياق
:من مظاهر االشتياق لشخص ما
محاولة التعامل مع ذلك الشخص بشكل مستمر
ودائ ًما ما يكون هناك اهتمام وطريقة مختلفة في
التعامل بين الحبيبين وبين باقي الناس ،ويحرص
كال الحبيبين إلى االنتباه إلى ما يحب ويكره كل
.منهما
التحدث بشكل دائم مع ذلك الشخص ،والتحدث مع
غيره عليه ووصف مدى مشاعر الحب واالشتياق
.له
التواصل البصري وإظهار الحب واالشتياق من
.خالل النظر إلى الحبيب
الحب ومشتقاته
اتصال الطرفين ببعضهم والتحدث والسؤال عن
بعضهم البعض وسؤال كل طرف لآلخر عن
أحواله وكيف كان يومه
.
عند االشتياق للحبيب ،فإنك تظل تفكر فيه ويشتت
انتباهك ،ومن المفترض أن يشعر الشخص اآلخر
بنفس الشعور ،فعندما يراك أو يُذكر اسمك أمامه
يشعر بالبهجة ويبتسم ال إراديًّا ،ويتذكر المواقف
التي تجمعكم م ًعا ،وقد تظهر عليه عالمات تدل
على ذلك سواء عند اللقاء به ،أو من خالل معرفتك
.بذلك من أحد األصدقاء المشتركين
عندما يقوم باالتصال عليك بشكل مستمر ،أو من
خالل متابعة منشوراتك واالهتمام بالتواصل معك
سواء من خالل الهاتف المحمول أو عبر مواقع
التواصل االجتماعي ،هذه عالمة قوية لشدة اشتياقه
.لك
تستطيع أن تطلب المساعدة من أحد األصدقاء من
خالل التحدث مع الحبيب وذكرك أمامه ،أو ذكر
بعض األشياء واألمور المتعلقة بك ،وفي حالة كان
الحبيب مشتاق إليك ،فسيالحظ الصديق االهتمام
.الكبير الذي سيظهر على الحبيب في هذا الوقت
عندما يتحدث معك الحبيب في وقت الليل أو في
بداية النهار ،فهي إشارة إلى شدة اشتياقه لك ،كذلك
إذا قام بإرسال بعض الرسائل سواء على الهاتف أو
الحب ومشتقاته
على تطبيق مثل الماسنجر أو الواتساب ،فهذا يشير
إلى شدة الحب والتفكير في الحبيب خاصةً في
.الوقت الذي يبقى فيه الشخص بمفرده
زيارة األماكن التي جمعتكم معًا ،تعتبر عالمة من
العالمات التي تدل على الشوق ،فمن يشتاق يريد أن
يتذكر األشياء التي قام بها مع الحبيب ،أو البحث
.عن األماكن التي قاموا بزيارتها سويًّا
شوق الحبيب عالمة من عالمات الحب ومشاعره
القوية ،ومن المستحيل أن يتواجد حب بين شخصين
دون الشعور باالشتياق ،فالمحب يريد دائما أن
يتقابل مع محبوبه ،وفي حالة كان بعيدًا عنه ومن
الصعب مقابلته فإنه يشعر وقتها بشوق شديد له،
وإذا تقابل معه بعد مدة طويلة يشعر وقتها بالحنين
له ،ويعبر عن هذا الشوق بطرق مختلفة ،ولكن في
بعض األحيان وبسبب ظروف عديدة يقل الحب
وبالتالي يقل الشعور باالشتياق ،ويتساءل الكثير عن
كيفية تجديد مشاعر الحب وجعل الحبيب يشتاق
إلينا؟
كيف يشعر الحبيب بالشوق اتجاه حبيبه؟
شخص آلخر،
ٍ تختلف طرق التعبير عن الحب من
فكل منّا له طبع مختلف عن اآلخر ،ولذلك ال يلزم
أن تقارن الفتاة عالقتها العاطفية التي تعيشها بعالقة
حب صديقتها ،وكذلك الرجل ال ينبغي أن يقارن
حياته العاطفية بحياة صديقه ،فهناك أشخاص
الحب ومشتقاته
يعبرون عن الحب للطرف الثاني ويظهر عليهم
ذلك ،عن طريق االهتمام بهم وبأمورهم والتواصل
معهم خالل اليوم ،أو أن يجلب لحبيبه هدية أو يقوم
مكان ما لتناول العشاء ،أو أن
ٍ بدعوته للذهاب إلى
يراقب حسابه على مواقع السوشيال ميديا ،وهناك
أشخاص آخرون ال يعبرون عن مشاعرهم اتجاه
الحبيب ،فال يقدم أي شئ للطرف األخر وال يقوم
باالتصال به أو التواصل معه ،وهذا ال يعني أنه ال
يحبه أو ال يشتاق له ،فكما ذكرنا أن لكل منّا
شخصيته المختلفة والتي يعبر بها عن كل ما يدور
.بداخله بطريقة مختلفة
مصدر تعاسة
الحب ومشتقاته
ونرتبط عاطفيا ً باألبطال أو بأي شخص نراه مناسبا ً وبه
.صفات رائعة كثيرة لشريك العمر
تجربة مؤلمة
تضحيات وتنازالت
مشاركة من طرفين
الحب ومشتقاته
وتبدي الفنانة واإلعالمية فاطمة الطرابلسي رأيها حول
هذا الموضوع قائلة :الحب بصفة عامة هو مشاركة بين
شخصين أما الحب من طرف واحد فهو مشاعر معينة
موجودة عند شخص ما لكن بشكل شخصي وداخلي دون
إظهار هذه المشاعر والعواطف..مضيفة :من وجهة
نظري الخاصة بأنه إذا كان الشخص مثال يعرف جيدا
أن محبوبه ال يبادله مشاعر الحب،إال أنه يصر بأن يظل
مرتبطا به ولو من بعيد ،ويمنّي نفسه لو أن قلب محبوبه
يلين في يوم من األيام،فيصبر ويطيل االنتظار..وكلما
مرت األيام والشهور والسنوات يتضاعف حجم األلم
والمعاناة وتصبح لحظات االنتظار ثقيلة أكثر،وقد تحدث
المفاجأة القاسية ،أو الكارثة،ويتزوج المحبوب،ليبدأ
.جحيم معاناة من نوع آخر
الحب ومشتقاته
تعلّم من التجربة" :من السهل أن تنظر إلى الشخص -
الذي أحببته من دون أن يبادلك المشاعر؛ كشخص ال
يمكنه أن يخطئ ،لكن من المهم أن تنظر إلى الوراء
وتدرك تلك اللحظات في عالقتك ،حيث تكون قد منحته
الكثير من اهتمامك وحبك في مقابل ال شيء منه ،ربما
تستطيع التحدث مع صديقة أو صديق شهد فترة عالقتكما
معاً ،وتخبره بأنك ال تخجل أو تشعر باألسف ..لكنك
تعلمت من هذه العالقة ،وفي المرة التالية التي تشعر فيها
أنك قد تتورط في عالقة حب من طرف واحد ،فإنك
.تمتلك آلية تحميك من الوقوع في مأزق مماثل
الحب ومشتقاته
الفصل الثامن:الحب في اورقة الفالسفة
ال تقتنع الفلسفة بالوقوف عند الجزئيات بل هي نشاط
عقلي يريدُ ربط الظواهر المتفرقة لتقديم رؤية كلية حول
الحياة واستخالص أفكار وتصورات من التجارب التي
ُ
اإلنسان .يمر بها
ُ
لذلك فإن مقاربة الفالسفة للمعطيات الوجودية تتميز
بالعمق واالبتعاد عن التبسيط واآلنية بل يؤثرون مناقشة
القضايا المختلفة على ضوء المفاهيم التي يتوصلون إليها
وما هو جوهري وثابت بنظر الفالسفة السؤال الذي
بفضله يحافظ العقل على نشاطه وال ينزلق إلى مهاوي
الركود،لذا اليستثني الفالسفة تجاربهم الذاتية على
المستوى العاطفي من مطارحاتهم الفكرية وبذلك حتى
صب ُح مسألة التخلو منالحب الذي عرفناه بسيطا ً مرحا ً ت ُ ْ
التعقيدات في الحقل الفلسفي إذ يتض ُح هذا األمر أكثر في
الحب ومشتقاته
كتاب (الفالسفة والحب .الحب من سقراط إلى سيمون
دي بوفوار) من تأليف الكاتبتين الفرنسيتين ماري
لومونييه وأودالنسوالن حيث ترجمته إلى لغة الضاد دينا
.مندور
تكمن أهمية هذا ال ُم َؤلَف في ربطه بين مذاهب الفالسفة
باديو)،يتصدر
ُ وسيرورة حياتهم على حد تعبير (آالن
الكتاب مايشبه تمهيداً لعرض تصورات الفالسفة إذ هناك ُ
اهتمام بسؤال الحب في عصرنا واالنفصال بين الحب
الجسدي والحب العاطفي ،مما أسفر عن مكننة الحب
وتشوه العاطفة على حد تعبير أدورنو ومن ثم ذكرت
المؤلفتان آراء فالسفة اآلخرين حول العالقة القائمة بين
اللذة الحسية والحب ربما أجمل ما ورد في هذا السياق
هو تفسير الفيلسوف األلماني (نيتشه) ،فاألخير يعتقدُ أن
اإلشباع الجنسي بالنسبة للعاشقين اليُعد ُ شيئًا إنما مجرد
رمز وليس أكثر
الحب ومشتقاته
يصح
ُ التي يعانيها الكائن الإنساني ،هل
تجاهل نداءات الحب خوفاً مما تنطوي عليه
التجربة العاطفية من العذاب وإذا نظرنا إلى
ُذكر
ُ الأمور من هذا المنطلق فهل يوجد فرق
بيننا وبين الأحجار والأموات التي تحظى
بالراحة والسكون على حد قول مونيك
.ديسكو
الحب ومشتقاته
العالم من خالل امرأة ،يُذكر حاله كحال هاديجر كانت له
عالقات نسائية متعددة تأتي يتفردُ هذا الكتاب في عرضه
لوجه آخر للفالسفة بحيث يصحح لك بعض تصورات
نمطية عن فيلسوف مثل نيتشه الذي لم يكن معاديا ً للمرأة
بقد ما أراد امرأة تكون ندا له في صرامة الفكر وتقديس
الحياة،كذلك بالنسبة لكيكجارد الذي عاش حياة متصوفة
باحثا ً عن لذة أبدية ألن الحب الحسي ،كما قال مثل
الموسيقى التي ليس لها أثر إال في حالة العزف .يحق أن
نتساءل بعد معرفة كل هذه المواقف المتضاربة هل
يصح أن نمشي في درب الفالسفة في البحث عن الحب
أو نكتفي بالترديد مع أندريه بريتون بأن الحب هو الحل
الوحيد أو نتبنى ما قاله نزار قباني بأنه «الغالب إال
الحب»؟
الحب ومشتقاته
قلّما نسمع عن الحب األفالطوني بالرغم من الدور المهم
الذي يلعبه في حياتنا ،فهل تعلم ما هو هذا الحب؟ وما
الذي يمكن أن يقدمه لك؟ حان الوقت ألن تغير كل شيء
تعرف على ماهية الحب ظننت أنك تعرفه عن العالقاتّ ،
األفالطوني وسبب حاجتك إليه ،وما عليك القيام به إذا
الحب شخصا ً آخر
َّ شخص ُّ
تكن له ٌ .أَحب
ما هو الحب األفالطوني؟
هو فكرة نشأت من ”الحب األفالطوني“ إن مصطلح
الفلسفة اليونانية القديمة ،عرج عليها الكاتب والمفكر
” “Symposiumالعظيم أفالطون في حواره المشهور
بالرغم من أنه لم يستخدم هذا المصطلح تحديدًا) ُ .كتب (
على شكل سلسلة من الخطابات تكشف عن مفاهيم
ب أعظم من متنوعة للحب ،ومنها يفهم القارئ أن ال ُح َّ
.مجرد انجذاب جسدي ،إنه انجذاب فكري وروحي أيضا ً
ٌ
تبسيط لفكرة أفالطون :يشير الحب الرومانسي فيما يلي
إلى االنجذاب الجنسي والحميمية الجسدية ،في حين يشير
الحب األفالطوني إلى الحب الذي ال ينطوي على ميل
.رومانسي أو انجذاب جسدي
عامةً لوصف ”الحب االفالطوني“ يستخدم مصطلح
صداقات القوية .كما يتسامى هذا الحب عن العالقة ال ّ
الجنسية أو االنجذاب أو االلتزام الرومانسي .وفي حين
أن هذا ينطبق غالبا ً على العالقات بين األشخاص من
الحب ومشتقاته
نفس الجنس إال أنه يمكن أن يقع بين أشخاص متبايني
.الجنس أيضا ً
إ ّن الحب األفالطوني يجمع بين شخصين معا ً بصرف
النظر عن الجنس والعرق والعمر والتوجه الجنسي.
واهتمام
ٍ بامتنان وولعٍ
ٍ يشعر طرفا العالقة األفالطونية
غامر ببعضهما البعض .وتتحول هذه العالقات التي تنشأٍ
من صداقات اعتيادية إلى روابط أعمق وأقوى .يتحدث
من هم في خضم عالقة أفالطونية عن توقهم الكبير إلى
أن يكونوا مع الطرف اآلخر وعن قدرتهم الفريدة على
البقاء متصلين عاطفيا وعقليا بالرغم من بعد المسافات
.الجغرافية بينهم
لماذا أنت بحاجة إلى الحب األفالطوني؟
يمكن أن نصف الحب األفالطوني كأن يكون لديك
صديق مفضل مقرب كفرد من أفراد عائلتك وأحيانا ً
.يكون االرتباط أعظم من ذلك
توجد العديد من الفوائد التي يمكن أن تجنيها من عالقة
:كهذه .فيما يلي البعض منها
:عالقة مريحة-
إن الصداقات األفالطونية ليست كالعالقات الرومانسية
التي تتطلّب عادةً الكثير من الجهد والمراعاة .ففيها يكون
طرفان منفتحين وصادقين ويشعران بالراحة من ال ّ
طرف اآلخر .كما توفر المساحة مشاركة أنفسهم مع ال ّ
الحب ومشتقاته
اآلمنة بأن تعبر عن رأيك بصراحة وأن تكون نفسك،
سكفتشعر فيها بالراحة من أن الشخص الذي تتشارك نف َ
معه لن يضغط عليك من أجل حميمية جسدية وسيحترم
.حواجزك مهما حدث
:عالقة سهلة-
إن الحب األفالطوني ال يتطلب جهدا كبيرا ،فهو عبارة
مقربين يمضيان ساعات في التحدث إلى عن صديقين ّ
بعضهما البعض أو الخوض في مغامرةٍ ما .ويحدث
ترابط كهذا في هذا النوع أكثر من غيره .فالصديق
األفالطوني الحقيقي يتقبلك كما أنت ،بغض النظر عما
أنت عليه ،وهذا يعني أنك لن تضطر إلى وضع قناع أو
.أن تكون شخصا آخر حينما تكون معه
:عالقة قوية-
إن مقدار قوة الحب األفالطوني ال يمكن وصفُها
بالكلمات .فاألمر يشبه أن يكون لديك توأم روحي ،لكنه
ليس إحساسا رومانسيا .يكون األفراد في العالقات
األفالطونية مستشعرين لمدى أهمية قضاء الوقت معا
ومقدار حاجتهم إلى أن يكون الطرف اآلخر إلى جانبهم.
لكن هذا ال ينطبق على عالقات الحب حيث يكون األفراد
شديدي التعلق ما يسبب توت ّ ًرا في العالقة .الرابط في
صداقة األفالطونية هو الحب الروحي ،إذ يكون وجود ال ّ
.الشخص اآلخر شيئا محوريّا في حياة ك ٍّل من الطرفين
الحب ومشتقاته
:عالقة خالية من الضغوطات-
ال تحدث العديد من المشاكل والصعوبات في العالقات
األفالطونية انطالقا ً من عدم وجود انجذاب رومانسي؛
فلن يكون هنالك ضغط من أجل زواجٍ أو حميمية جسدية
.أو غيره مما يحدث في عالقات الحب االعتيادية
:عالقة خالية من االلتزامات-
إن عالقات الحب تسبب حاالت من عدم االستقرار ،
انطالقا ً من الضغط لالنتقال في العالقة بالسرعة الصحية
ً
فضال والحاجة إلى أن تكون حميميا مع ّ
الطرف اآلخر
عن الشكوك والخوف من الخيانة التي تعتري هذه
صداقاتلكن أيًّا من ذلك ال يهم في ال ّّ العالقات.
األفالطونية .لعدم وجود هدف نهائي من وراءها إذ تمنح
قدرا كبيرا من الحرية ،وأن يكون الطرفان معا ً هو كل
.ما يهم
:عالقة ذات روابط عميقة-
هل سبق لك وأن فكرت بشخص ما ،ثم وجدت ذلك
الشخص يتصل بك في الحال؟ يمكن أن يُرجع البعض
ذلك إلى قوة الرابط الذي يجمعكما .وللحب األفالطوني
كبير من مشاركة اللحظات بسبب الرابط العميق
ٌ نصيب
ٌ
الذي يجمع بين الطرفين فضال عن القدرة على مشاركة
األفكار واآلراء والمشاعر بحرية وهو أمر أساسي لبناء
الثقة .فكلما وثق األشخاص أكثر ببعضهم كلما ازداد
.قربُهم من بعضهم البعض
الحب ومشتقاته
:عالقة تمنحك المزيد من الحب-
في الحقيقة ،كلما زاد مقدار الدعم الذي تحصل عليه كلما
زاد نصيبُك من السعادة .فمن المحتمل أن يكون لديك
شريك رومانسي أو أفراد عائلة يهتمون ألمرك كثيرا،
ومع ذلك ال ضرر من أن تفتح ذراعيك آلخرين يقدّرون
إن الصديق األفالطوني موجودٌ حينما يعجز وجودَكّ .
حتى الزوج أو الزوجة عن تلبية احتياجاتك طوال
.الوقت
:عالقة تمنحك شخصا يراك على حقيقتك-
العالقة األفالطونية تتطلب رابطة عقالنية وروحانية
متماسكة ليتحقق .هذا يعني أن تفتح نفسك بشكل كان
ليجعل اآلخرين يصدرون أحكاما مسبقة عليك .إذا تقبّل
شخص ك َّل ما يتعلق بك وأحبك بنفس الدرجة ،فستصبح
ٌ
صداقتكما كالمالذ اآلمن الذي يمكنك أن تكون فيه على
حقيقتك .امتالك مالذ ال توجد به أحكام مسبقة صعب
اإليجاد في وقتنا الحالي .القدرة على مشاركة ذلك مع
.شخص ما هو أمر فريد بشدة في مجتمعاتنا
أبق في الحسبان ّ
أن … لكن ِ
مهما بلغت قوة وأمان الحب األفالطوني ،فإنّه لمن
األهمية أن تستوعب ما ال يمكن أن يكون فيه .نكث ثقة
شخص يبحث فقط عن عالقة أفالطونية يمكن أن يحدث
لهم أثرا مدمرا .لهذا قبل أن تقرر أن هذا النوع من الحب
:مناسب لك ،تأكد من أنك لست راغبا فيه لألسباب التالية
ٌ
الحب ومشتقاته
:االنجذاب الجسدي
يمكن أن تظن أن العالقة األفالطونية وسيلةٌ جيدة لتعرف
شخصا ما بشكل أفضل ،خاصة إن كان لك انجذاب
جسدي له ولم تمتلك الجرأة لتصراحه بذلك .من أهم
إجبار
ٌ متطلبات العالقة األفالطونية أن ال يكون هناك
على الرومنسية ،وإن كنت تعتقد أنه يمكنك تغيير فكره
.في المستقبل ،فأنت مسبقا تكسر ثقة الشريك المحتملة
العالقات األفالطونية ليست وسيلةً ألي هدف جنسي،
وليست وسيلة إلظهار ما يمكنك عرضه على الشريك
كذلك .إذا وافق شخص ما على بناء عالقة أفالطونية
معك ،فهو ليس مهتما بأخد األمور بشكل أعمق جسديا.
أي يتوجب احترام حدودهم الخاصة وتجنب التجربة
.والتغيير
”:للـ”المساعدة
ربما يكون الشخص الذي تريد أن ترتبط معه في عالقة
حب سيئة ،أو ربما يقوم بقرارات مالية أو مهنية سيئة،
مهما كان رأيك بخصوص كيفية عيشه لحياته ،ال تجرب
أن تدخل معه في عالقة لكي تساعده في قراراته
.الحياتية
يتوجب على األصدقاء الوقوف مع بعضهم البعض ،في
حالة الحب األفالطوني األمر أعمق من ذلك .حتى
عالقات الصداقة العميقة تتطلب وقتا لتبني تلك الثقة .لذا
الحب ومشتقاته
فال تحاول القدوم كالمنقذ .عبر عن اهتمامك الشريف
.بخصوص اختياراتهم عندما يكون التوقيت مناسبا
:إذا كنت بحاجة لشخص للفضفضة
العالقات األفالطونية تستوجب االلتزام .هذا االلتزام
صافي لذلك الشخص .ال ترتبط يكون وليدَ الحب ال ّ
بشخص بمجرد أنك تشعر بالملل أو بحاجة لشخص
لتفضفض له .الصديق ليس أداة استمتاع لك .إن لم يكن
لك نية بحق في بناء عالقة عميقة ،فابق بعيدا عن الحب
.األفالطوني
هل من العادي أن يكون لحبيبي شريك أفالطوني؟
األشخاص الذين يعيشون عالقة
ِ كنقطة أخيرة ،أحباء
أفالطونية قد يتساءلون إذا كانت تصرفات أحبائهم
عادية .الشعور بالغيرة ،القلق والوحدة يمكن أن تظهر
من وقت آلخر بينما أنت تشاهد ال ّ
شخص الذي تهبه قلبك
.مع شخص آخر
ليس هنالك ال صحيح وال خاطئ بخصوص الشعور
الذي يغتمرك عندما يمتلك حبيبك عالقة أفالطونية.
ولكن يجب التأكد إن كان حبا أفالطونيا قُ ّحا ،ليس هنالك
تهديد لعالقتكما .سبب عمق الرابطة هو أن الشخص
الذي تحبه لديه حاجة لالكتمال وإال فإنه سيبقى غير
.مكتمل
الحب ومشتقاته
ربما ستعتقد أنه يجب أن تكون شخصا يستكمل كل
متطلبات حبيبك ،لكن اإلنسان معقد بشكل ال يصدق.
أحيانا ما يحقق االكتفاء الكامل ليس عالقة حب
رومنسي .إذا كنت ترغب في تعلم أساليب جديدة لتكون
موجودا ألجل شريكك المميز ،اسأله ببساطة ما الذي
يرغب به .لكي يحتضن شريكك عالقتكما مع اإلبقاء
.على عالقته األفالطونية
الحب األفالطوني معقد للغاية ،وصعب االستيعاب .ذلك
بسبب أننا ألفنا ربط الحب مع الحس الفيزيائي .إذا فتحت
تفكيرك لماهية الحب ،فسيمكنك االستمتاع بكل منافع
العالقة التي تخاطبك عقالنيا وروحيا .تذكر ،الحب
األفالطوني فريد و يستوجب االهتمام ،الثقة فيه هي
األساس .إذا كان الشريك األفالطوني لحبيبك يزعجك،
فشارك أفكارك معهما ،واعمل قُدما في فهم تعريف
”.حب“ لحدود كلمة
الحب ومشتقاته
يعرف علم النفس الحب على أنه شعور االنجذاب ّ
لشخص واإلعجاب به فهو عبارة عن كيمياء مشتركة
بين شخصين إذ يقوم الجسم بإفراز هرمون المحبة
المسمى بهرمون األكسسيتين المسؤول عن تحسين
عرف علماءالحالة المزاجية للشخص على الفور .كما ّ
النفس الحب على أ ّنه كل إحساس يشعر به اإلنسان
ويترك أثر ًا إيجابيّاً معيّناً على أصحابه ويم ّكنهم من
البقاء على قيد الحياة بصورة أفضل من السابق
اقترح روبرت ستيرنبرغ نظرية أسماها نظرية الحب
المثلثية عام 1986وتحدث فيها أن الحب يتكون من
ثالثة عناصر هي :العالقة الحميمة ،والعاطفة،
وااللتزام .بحيث تتضمن العالقة الحميمة التقارب
.والعناية والدعم العاطفي
الحب ومشتقاته
.الحب الفارغ (االلتزام فقط)
.الحب الرومانسي (الحميمية والعاطفة)
.الحب الرفيق (األلفة وااللتزام)
.الحب السمين (العاطفة وااللتزام)
.والحب الكامل (الثالثة معًا)
بالنسبة للمرأة
تحرص المرأة دائ ًما على اقتناص الفرص لقضاء أكبر
وقت ممكن مع الرجل الذي تحبه من خالل تواجدها
الدائم في المناسبات المشتركة معها ومحاولة التحدث
معه ومعرفة كافة تفاصيل حياته ولفت انتباهه إليها ،كما
أن اإلحساس بالغيرة تجاه الشخص الذي تحبه عند
تحدثه مع غيرها من أهم عالمات الحب عند المرأة،
الحب ومشتقاته
باإلضافة إلى أن المرأة عندما تبدأ في تعريف الشخص
الذي تحبه على أصدقائها وأهلها فتلك عالمة كبيرة على
.مدى حبها له ألنها ترى فيه وقتها زوج المستقبل
الحب ومشتقاته
عرض حياته للخطر ،كما أنه يكون ذا موقف صلب في
.أصعب الظروف ويحاول تسهيل المصاعب لمن يحب
يتأثر بمزاج المرأة التي يحب :قد يفعل الرجل الكتوم أي
شيء من أجل سعادة المراة التي يحب ،فإذا ما شعرت
بالحزن يؤثر عليه نفس الشعور ،كما أنه يحاول
التخفيف عمن يحب عن طريق عرض بعض طرق
.التسلية ،والتي قد تخفف من الحزن
يحسن اإلنصات لمن يحب :الرجل الكتوم عادةً ال
يتحدث كثيراً ،وال يعبر عن نفسه بشكل كامل ،ولكنه
.يتميز باإلنصات للمرأة التي يحبها بكل جدية ،دون ملل
يرتبك حين ينظر في عين من يحب :يتابع الرجل الكتوم
المرأة التي يحبها بنظراته ،وعندما تلتقي عيناهما يظهر
عليه االرتباك ويشيح ببصره ،إال أنه عادةً ال يستطيع
الرجل المحب أن يزيح نظره بسهولة عن المرأة التي
.يحبها
السؤال والغيرة :الرجل المحب يسأل عادةً عن المرأة
التي يحبها ،حتى لو أنه يطرح السؤال بطرق عادية ،أو
يحاول أن يكون سؤاله عابراً ،لكنه حين يفتقد محبوبته،
يسأل عنها وينتابه الفضول حول مكانها وأحوالها ،كما
أنه شديد الغيرة عندما يشاهد محبوبته تتجاهله ،أو
.تتحدث مع غيره
الحب ومشتقاته
مراحل الحب عند االنثى
هناك عدد من المراحل التي تمر بها المرأة أو الفتاة
عندما تبدأ في التفكير بالحب ،ويجب معرفة أنَ مراحل
الحب عند االنثى تختلف إختالفا ً جوهريا ً عن مراحل
الحب عند الرجل ،وتتعدد مراحل الحب عند االنثى قبل
أن تصل إلى مرحلة الحب الحقيقي والواضح ،وكثير
من اإلناث قد يعتقدن أنهن وقعن في حب أحدهم ،لكن
في الحقيقة قد ال يكون شعورهن الحقيقي يتعدى
اإلعجاب أو االنبهار ،لذا على األنثى أيضا ً أن تدرك
مراحل تطور مشاعر الحب لديها ،كما يجب على
الرجل أن يتفهم هذه المراحل حتى تستمر العالقة دون
مشاكل ،ومن مراحل الحب عند االنثى
الحب ومشتقاته
مرحلة التودد؛ في هذه المرحلة يتم فيها الطرف األول
أو الذي يبدأ بالحب بالتودد والتقرب من الطرف الثاني
.أو من يبادله هذا الشعور
مرحلة اإلعجاب؛ يقوم الشخص المحب باالهتمام
بتفاصيل الشخص اآلخر ويميل دائ ًما إلى االنعزال عن
.الناس حينها
مرحلة األلفة؛ يشعر المحب بمشاعر السعادة والونس
مع المحبوب أثناء تواجده معه على عكس غيابه عنهن
.والذي يشعر فيها المحب بالقلق وعدم الراحة
مرحلة العشق؛ في هذه المرحلة يصل فيها المحب إلى
مرحلة التفكير طوال الوقت بالمحبوب واالنشغال
.المستمر به
مرحلة الشغف؛ يصل المحب إلى مرحلة عدم التركيز
والتفكير بشكل عقالني حتى في أبسط األمور العادية،
كما تظهر عليه بعض العالمات التي تدل على وصوله
لهذه المرحلة؛ وهي انقطاعه وانعزاله عن الجميع
.ورفضه لتناول الطعام
دوافع الحب في علم النفس
الشعور بمدى التشابه والتقارب بين الطرفين من حيث
طريقة التفكير أو بعض األفكار والمعتقدات أو الصفات
الحب ومشتقاته
الشخصية ،وذلك من خالل التحدث معه لفترة طويلة أو
.التعامل معه بشكل دائم
الشعور باالنجذاب نحو الشكل الخارجي للشخص اآلخر
في بداية العالقة ،ثم يتم التعرف على صفاته الشخصية
.فيما بعد والوقوع في الحب
الشعور باإلعجاب المتبادل بين الطرفين؛ مما يدفعهم
.لحدوث عالقة حب بينهما
الشعور الدائم بالحاجة لتلبية رغبات واحتياجات
.الشخص اآلخر يزيد من احتمالية الوقوع في الحب
الحب ومشتقاته
الفصل الحادي عشر :الحب من نظرة واحدة
في علم النفس
عند الحديث عن الحب من النظرة األولى فإن علم النفس
يرى هذه الحالة على أنها شعور جسدي بسيط يترافق
معه مظاهر اإلعجاب عند رؤية شخص للمرة األولى
بحيث يحدث انجذاب سريع تجاه هذا الشخص بسبب
وجود صفة مميزة ومحببة ومرغوبة لدى الشخص الذي
.يشعر بالحب تجاه اآلخر من النظرة األولى
لكن إذا استمر الشعور حتى بعد زوال المؤثر والذي هو
رؤية هذا الشخص للمرة األولى فإن الموضوع يصبح
إعجابا ً وفي حال توفر باقي عناصر العالقة العاطفية
الناجحة فقد يصبح وقتها فقط الشعور هو حبا ً حقيقيا ً.
الحب ومشتقاته
دراسات علمية في موضوع الحب من أول نظرة
قامت عديد من الجهات المختصة في علم النفس بدراسة
مفهوم الحب من أول نظرة ومدى فاعليته وواقعيته
وماهية الشعور الذي يعيشه االنسان ليصف ما يمر به
.على أنه حب من النظرة األولى
الحب ومشتقاته
كما أجرت جامعة شيكاغو دراسة نفسية حول الحب من
النظرة األولى ليتبين أن الذهن يحدد انجذاب الشخص
بشكل تلقائي في فترة زمنية قصيرة وأن الرجال أكثر
عرضة للوقوع في الحب من النظرة األولى بحسب
التصوير اإلشعاعي للمرحلة األولى من مراحل
التعارف بين الرجل والمرأة بحيث يكون النشاط
الدماغي في القشرة المخية البصرية أكبر عند الرجل
منه عند المرأة .ما يجعله عرضة أكثر وبسرعة أكبر
.للوقوع في الحب من النظرة األولى
وللتمييز بين الحب من أول نظرة والشهوة الجنسية تجاه
اآلخر فقد رأى علماء وخبراء في دراسة جامعة
شيكاغو أن منطقة توجيه النظر نحو الشخص اآلخر
تحدد إن كانت المشاعر هي مشاعر حب حيث يكون
النظر بشكل مباشر إلى عيون الشخص اآلخر أما إذا
كانت النظرات محصورة باألجزاء المثيرة والحساسة
من جسم اآلخر فإن المشاعر هي مشاعر شهوة ورغبة
.جنسية بحتة وليست إعجابا ً أو حبا ً من النظرة األولى
الحب ومشتقاته
قام مجموعة من الباحثين في هولندا بإجراء اختبار على
400رجل وامرأة لدراسة أسس ومحاور تتعلق بالحب
من أول نظرة من زاوية علم النفس وكانت مخرجاتهم
كاآلتي:
الحب ومشتقاته
الحب من النظرة األولى ليس أمراً متبادالً :على عكس
ما نراه في األفالم الرومانسية والقصص والروايات
العاطفية التي تكون في الحبكة مرسومة ضمن تبادل
المشاعر بين البطل والبطلة ،إال أن األمر في الحياة
العملية ليس كذلك ،فغالبا ً يكون الحب من أول نظرة
شعوراً فرديا ً من طرف أحادي وقد ال يعرف الطرف
اآلخر عن أي شيء وال نية لمبادلة الطرف اآلخر
.بالمشاعر والعواطف واالهتمام وبوادر الحب
الحب من النظرة األولى ليس حبًا دائما ً :يرتبط مدى
نجاح العالقة العاطفية في حال الوقوع في الحب من
أول نظرة بحسب علم النفس يرتكز على عدة عوامل
تتعلق بكل من الطرفين ومدى التوافق بينهما وما مدى
صدق وعمق المشاعر والعاطفة التي يحملها الشخص
في قلبه تجاه اآلخر ،لكنه ليس من الضروري دائما ً أن
يكون الحب من أول نظرة هو حبا ً حقيقيا ً دائما ً فقد يكون
فقط عبارة عن مشاعر مؤقتة وغير عميقة لذا نجد أن
كثيراً من حاالت الحب من النظرة األولى تنطفئ
وتنتهي فور التعرف على الشخص أو التقرب منه أو
.بعد الجلوس معه لفترة زمنية قصيرة
االنجذاب للصفات المرغوبة واألشخاص الوسيمين أمر
عادي وطبيعي طالما ال مبالغة فيه ،البعض يعيش في
دوامة وحالة نفسية وهمية يقنع نفسه بصدق مشاعره
وذلك بسبب الفراغ العاطفي والحاجة لعيش تجربة
الحب ومشتقاته
عاطفية لذلك يجب أن يكون الشخص متزنا ً وواضحا ً
.مع نفسه لعدم تفاقم تبعات هذا الوهم
نصائح علم النفس للتعامل مع الحب من أول نظرة
للتعامل مع الحب من أول نظرة حسب تفسير علم النفس
فهنالك عدد من األسس العلمية منها:
الحب ومشتقاته
الفصل الثاني عشر :الحب في زمن الفراعنة
الحب ومشتقاته
أوالدهما ومزج بين مالمح وجهيهما ليظهرا كما لو كانا
متشابهين
حتشبسوت وسنموت الحب الهندسي
أكد د.حجاجى إبراهيم محمد عالم اآلثار وأستاذ اآلثار
والفنون ،أنه كانت هناك قصة حب كبيرة جمعت بين
الملكة حتشبسوت وساإنموت أو المعروف تاريخيا باسم
«سنموت» والذى كان يشغل وظيفه مستشارها
الهندسى ،والذى بنى للملكة حتشبسوت معبدها الشهير
فى الدير البحري ،ومنحته ٨٠لق ًبا ملك ًيا ،كان يتولى
تربية وتعليم ابنتها األميرة الصغير «نفرو رع» وقد بلغ
من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته ليكون
.قريبا ً منها فى الحياة األخرى كما كان فى الدنيا
الحب ومشتقاته
وأضاف ريحان أن الملك رمسيس الثاني ،بنى لها معبد
أبو سمبل الصغير ليكون بجوار معبده ،وأعد من أجلها
مقبرة بوادى الملكات من أجمل المقابر التى تصور
الملكة المحبوبة مرتدية ثياب الكتان الناعم وتتزين
بالحلى الملكية النفيسة تصاحبها اآللهة ،وكتب لها «هى
التى من أجلها تشرق الشمس كل يوم» وهى جملة فى
منتهى الرومانسية تنم عن إحساس راقى ورغم ان عدد
زوجاته كان كبيرا اال ان ذلك كان عادة عند بعض
.الملوك فى الحضارة الفرعونية القديمة
وفاء اياح حتب:
»سقنن رع«
«وحوى يا وحوى ايوحه» هذه األغنية الرمضانية ال
يعرف الكثيرون أن أصلها فرعوني ،وكشف األثرى
مجدى شاكر عن أن هذه األغنية تصف قصة حب
ووفاء «اياح حتب» لزوجها الملك «سقنن رع» الذى
لقى مصرعة فى ملحمة تحرير أرض مصر المقدسة
من احتالل الهكسوس ،لتقود بنفسها الجيش وتصبح أول
امرأة تقود الجيوش فى العالم وحصلت على رتبة
جنرال ولقبت بـ قمر الزمان وعندما كانت تعود الى
مصر كان يستقبلها المصريون بجملة «وحوى يا
وحوى ايوحه» وتعنى اشرقتى ونورتى أيتها القمر.
الحب ومشتقاته
»إيزيس» و«أوزوريس«
!حب وغدر ووفاء
«حب ووفاء وغدر» ..بهذه الكلمات وصف الباحث
األثرى مجدى شاكر قصة حب «إيزيس»
و«أوزوريس» ،مؤكدًا أنها من أشهر قصص الحب فى
مصر القديمة ،لما تحتويه من وفاء وحب وغدر،
جسدتها إيزيس مع زوجها أوزوريس بعدما قتله أخوه
الشرير «ست» لالستيالء على العرش ،وبحسب
األساطير الفرعونية قام بصنع تابوت من الذهب ووضع
فيه شقيقه أوزوريس وألقاه فى النيل للتخلص منه إال أن
إيزيس بحثت عنه حتى وجدته وقامت بإحياء زوجها
مرة اخرى ،إال ان ست عندما علم بذلك ألقى القبض
عليه وتمكن من تقطيع جثته إلى 42قطعة ووزعها فى
جميع أنحاء مصر ،إال أن إيزيس ظلت تبحث حتى
تمكنت من جمع أشالئه ودفنها.
الحب ومشتقاته
الفصل الثالث عشر :الحب الحقيقي
ال يمكن أن يحيا اإلنسان بدون أن يجد بجانبه شخصا ً
يشعره بأهميته في الحياة ،ولذلك فيظل يبحث كل
شخص عن نصفه األخر الذي سيأتي لكي يكمل ما
ينقصه ،ألن الحب الحقيقي دائما ً ما يأتي فجأة بدون أي
مقدمات ،فيجد اإلنسان نفسه منجذبا ً لشخص وقد يأتي
هذا االنجذاب من نظرة عين فقط
فمن أهم العالمات التي تشعر اإلنسان أن الذي يشعر به
هو حب حقيقي هو أن عندما ترى إنسانا ً أخر تشعر أنه
مختلف عن البقية ،فيوجد ما يجعله مختلفا ً ولكنك ال
تعرف سبب هذا االختالف .قد تكون نظرته أو هيئته
ولكن هناك أمر أخر يجعلني أنظر إلى عينيه بدقة،
وكأن كل شخص منهما يدخل إلى األخر من خالل تلك
النظرة الثاقبة .كما أن هناك عالمات أخرى وهي كثرة
التحديث والتفكير في هذا الشخص ،فقد يختفي من أمام
أعيننا ولكنه لن يختفي من مخيلتنا ،فسوف يالحقنا في
كل مكان ،وسنتذكره كلما مر أمامنا موقف ما قد حدث
في المقابلة األولى وليكن موقف تافه حتى .مالحقة
أخبار هذا الشخص ،فيريد كالً منهما معرفة كل ما مر
في حياة األخر ،فضوالً فيالحق مواقع التواصل
االجتماعي الخاصة به .وأصدقائه ويقوم بطريقة غير
الحب ومشتقاته
مباشرة بتوجيه السؤال لمعرفة ما عمله ،ما عمره ،من
يكون ،من تكون لكي يطمئن القلب إذا لم يكن مرتبطا ً
بشخص أخر .فالحب هو أجمل المشاعر التي يشعر بها
أي شخص في حياته ،فالدفيء الذي يوجد في عالقات
الحب واالرتباط ال يمكن أن يعوضه أي شخصا ً
باألموال أو حتى باألصدقاء فهذا حب وهذا نوع أخر
من الحب .ولهذا فسمعنا الكثير من كلمات الغزل والحب
في األغاني العربية القديمة ،مثل نغمات أم كلثوم وعبد
الحليم حافظ فمجرد سماع تلك الكلمات تذوب الروح
والفؤاد.
ومن أهم العالمات التي تدل على الحب الحقيقي هي
المشاعر المختلطة عند رؤية الشخص األخر في أي
مقابلة أخرى تعقد ،فيوجد توتر ،عدم القدرة للنظر في
عين كل منهما ،مشاعر ممزوجة بالخجل والجرأة
األثنان معاً .ومن العالمات التي تعد نهاية إلظهار الحب
وبداية لحب حقيقي هي لحظة االعتراف ،وهو أن يعتر
كل طرف بإعجابه وانجذابه نحو األخر ،وثم يرتقي هذا
اإلعجاب إلى مشاعر الحب الحقيقية في النهاية.
الحب ومشتقاته
إن شريك حياتنا حب حياتنا الحقيقي مثله مثل أي
شخص إذا لم يتم الحفاظ على عالقتنا معه ،فستتوتر
وستنتهي تدريجياً ،ولهذا فيجب أن تتحقق قواعد الحب،
وهي تبدأ بأهم قاعدة:-
الحب ومشتقاته
الغيرة ليست مثقلة ،بل غيرة الحب اللطيفة على القلوب،
والتي يحبها الجميع ويشعرون باالهتمام عندما تكون
موجودة في العالقات .القاعدة السادسة إن هناك الكثير
من األشخاص الذين عندما تمر سنوات على عالقة
الحب التي توجد في حياتهم ،فيلتزمون الصمت أي ال
يبوحون بالحب الذي يوجد في قلوبهم اعتقاداً منهم أن
األخر يعرف جيدا ً أنه يحبه .وبالتالي ليس من الالزم أن
يعبر عن الحب ،فإظهار مشاعر الحب يجب أن تكون
مستمرة ،وال تتوقف في أي وقت ،ألن دائما ً ستجد
طرف من الطرفين يحتاج لتلك المشاعر ولو بكلمة
واحدة فقط
القاعدة السابعة هي ال توجد امرأة على وجه األرض ال
تفضل المدح والكالم المعسول أي الغزل في جمالها،
مالبسها ،فدائما ً تقوم المرأة بالتزين من أجل أن يرى
حبيبها ويعبر عن أنه مفتون بمظهرها اليوم .ولهذا
فيجب أن يظل الرجل يتغزل في حبيبته مهما بلغ
عمرها ،ومهما زادت شيخوختها فمفتاح قلب المرأة هو
الغزل والكالم اللطيف على القلوب ،فقدموا للسيدات
أجمل الكلمات وال تخجلوا من إظهار مشاعر الحب
المكنونة في قلوبكم .أما القاعدة الثامنة فهي تتلخص في
كلمة واحدة وهي األمان ،إن ال يمكن أن تستمر عالقة
الحب ومشتقاته
حب حقيقية إذا لم يتحقق بها األمان ،وهو أن ينام المرء
وهو ال يوجد في قلبه أي مشاعر للخوف من أن يترك
من الطرف األخر ،من أن تنتهي قصة الحب ذات
السنوات الطويلة بدون أي جدوى .فاألمان هو من أعظم
األحاسيس الذي يبحث عن المرء في حياته ،فال توجد
امرأة تستعد أن تضحي بكل ما تملك فقط من أجل أن
تشعر بأن من قررت االرتباط به وإعطاؤه قلبها يتساهل
هذه التضحية الكبيرة ،ولن يخذلها طوال حياتها.
فالحب الحقيقي هو الذي ال يوجد له نسبة أو وقت ،فهو
الحب الذي لن ينتهي فيعيش لسنوات وسنوات بنفس
مقدار الحب ،فقدسوا الحب وأعطوا كل ما في قلوبكم
لألشخاص الذين يستحقوا تضحيات الحب الطويلة ،وال
تفشلوا في حياتكم بمجرد الشعور بالفشل في أي عالقة
حب ليست حقيقية وكانت مزيفة.
الحب ومشتقاته