You are on page 1of 105

‫محتويات الكتاب‬

‫‪-1‬المقدمة‬
‫‪ -2‬الفصل االول ‪:‬اساس الحب‬
‫‪-3‬الفصل الثاني‪ :‬لماذا نحب‬
‫‪-4‬الفصل الثالث‪ :‬لماذا نحب شخص معين‬
‫‪-5‬الفصل الرابع ‪ :‬لماذا نشتاق لمن نحب‬
‫‪-6‬الفصل الخامس ‪ :‬االشتياق لشخص في علم النفس‬
‫‪-7‬الفصل السادس ‪ :‬الحب من طرف واحد‬
‫‪-8‬الفصل السابع ‪:‬نسيان الحب من طرف واحد‬
‫‪-9‬الفصل الثامن ‪ :‬الحب في اورقة الفالسفة‬
‫‪ -10‬الفصل التاسع ‪ :‬الحب االفالطوني‬
‫‪-11‬الفصل العاشر ‪ :‬الحب وعلم النفس‬
‫‪ -12‬الفصل الحادي عشر ‪ :‬الحب من نظرة واحدة في علم النفس‬
‫‪-13‬الفصل الثاني عشر ‪ :‬الحب في زمن الفراعنة‬
‫‪-14‬الفصل الثالث عشر ‪ :‬الحب الحقيقي‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫المقدمة‬
‫يعتبر الحب واسطة العقد والرحمة في العالم اإلنساني‪،‬‬
‫فهي الصفة التي ميز هللا بها اإلنسان عن باقي خلقه بأن‬
‫جعلهم قادرين على التناغم فيما بينهم ليكونوا جنسا‬
‫متناغما قادرا على الوصول إلى أعلى درجات التوافق‬
‫فيما بينهم‪ .‬الحب كلمة صغيرة بسيطة ال تحتوي أكثر‬
‫من حرفين‪ ،‬ولكنه سر الوجود اإلنساني وهو الصواب‬
‫المتراكم على قلوبنا فيهدينا سبيل الرشاد ويقدم لنا الحل‬
‫الدائم ليتمم الحياة بكافة ألوانها‪ ،‬ويتميز الحب إلى كثير‬
‫من التصنيفات والدوائر‪ ،‬فمنها ما كان األشد واألقوى‬
‫وهي حب هللا لعباده وخلقه وحبهم له فهي األقصى‬
‫واألعلى واألسمى شرفا‪ ،‬فهو السر الكامن في وجود‬
‫هذا الكون العظيم‪ ،‬فقد خلقه هللا بجزء الرحمة األعلى‬
‫وأوجده بإبداع عجز عن فهمه خلق كثير إلى يومنا هذا‪،‬‬
‫ثم يتدرج الحب فيكون حب الوالد لولده وحب األم‬
‫لولدها فكان من الحب الثاني سموا وعلوا في هذا الكون‬
‫العظيم‪ ،‬فهي التي تحملت وال يكون لها أن تبغض أو‬
‫تخذل ابنها وال والده كذلك فهو حب فطري فطر هللا‬
‫الناس عليه‪ .‬كذلك من الحب الذي انتشر صيته بين‬
‫الناس حب الرجل لزوجه وحبها له فإنه حب لطيف‬
‫السيرة حسن البقاء يقوم على مود ورحمة بينهما تتسامى‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫يوما بعد يوم‪ ،‬فهي تقدم له قلبها وعقلها وجسدها وهو‬
‫يفعل المثل بتواضع وتحمل لكل ما ظهر من السوء‪،‬‬
‫ومتفاعلين في الخير والسعادة يقدمان للدنيا أسرة‬
‫متماسكة ينبني عليها مجتمع بأكمله‪ ،‬فإن كان الحب‬
‫صوابا صحيحا وقلوب متآلفة فهو مجتمع سليم متماسك‬
‫قادر على إصالح الكثير في المجتمع‪ .‬فعليا الحب عبارة‬
‫عن شجرة يتكون جذرها الذي يغذيها من الوفاء‬
‫واألمانة والراحة للمحبوب‪ ،‬يليه ساق اإلهتمام والرعاية‬
‫والحنان‪ ،‬ثم أغصان المودة والرحمة التي تفيء على‬
‫األوراق وهي الثقة في البيت‪ ،‬واألمان والراحة‬
‫واإلطمئنان والعشق وكل تعابيره في تلك األوراق‬
‫والكلمات الجميلة‪ ،‬فاألوراق ال تستطيع العيش بدون تلك‬
‫األطراف من الجذر والساق واألغصان‪ ،‬فإن لم تتوافر‬
‫العناصر السابقة فإن الورق سيذبل ولن يكون له أي‬
‫معنى طالما أن الغذاء الذي سيصله غير كاف‪ ،‬وهو ما‬
‫وصل إليه كثير من الناس لألسف مما أرداهم في حالة‬
‫من عدم الثقة والشك الذي يقتل تلك العالقة الجميلة بين‬
‫طرفين‪ ،‬ولذلك فإن على أي محب أو محبة البدء دائما‬
‫في تعزيز أواصر شجرة الحب من البداية فيبدأون‬
‫بغرس جذر سليم قادر على مواجهة الصعاب والحياة‬
‫القاسية لينمو ساق سليم‪ ،‬يتبعه نمو متوازن لألغصان‬
‫التي ستحمل كل تلك المعاني الجميلة والمشاعر التي‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫يستعجلون دائما الحصول عليها‪ ،‬وال يخفى على الجميع‬
‫تلك الثمرات التي تنتج من الشجر السليم‪ ،‬فالشجر العفن‬
‫ال يخرج ثمرا وهو الزواج واألبناء والعيش الطويل‬
‫ومداد الحياة بين الطرفين‪ .‬يعتبر آخر أنواع الحب هو‬
‫النوع األخطر الذي بدأ في بالدنا يأخذ مناحي سيئة‬
‫تجعل من كلمة الحب مرفوضة لدى الكثيرين‪ ،‬لكن يبقى‬
‫الحب رسالة هللا في األرض‪ ،‬وال تمثل أولئك الصيادين‬
‫من الذكور أو اإلناث‪.‬‬

‫الفصل االول ‪ :‬اساس الحب‬


‫الحب ومشتقاته‬
‫الحب هو تلك العالقة الوثيقة الّتي تربط ما بين البشر‪،‬‬
‫ّ‬
‫والّتي يمكن من خاللها أن يتج ّمع الناس مع بعضهم‬
‫تطوراَ‪ ،‬إذا ً الحب هو‬
‫البعض ويقوموا بأعمال أكثر ّ‬
‫سس عليها التعاون؛ فالتعاون هو الّذي‬ ‫القاعدة الّتي يتأ ّ‬
‫يجمع ما بين الناس ويعمل على استغالل المواهب‬
‫وتلبية احتياجات الناس‪ ،‬فاحتياجات الناس تلبّى على‬
‫مبدأ التعاون؛ فاإلنسان ال يمكن له أن يتعاون مع إنسان‬
‫آخر ّإال إن كان متقبّالً له‪ ،‬وتقبّل اآلخر هو أدنى درجات‬
‫بوابة الدرجات األعلى من درجات الحب‬ ‫‪.‬الحب‪ ،‬وهو ّ‬
‫م ّما سبق نرى أهميّة وجود هذا الرابط وهو الحب بين‬
‫مختلف أنواع البشر‪ ،‬ولكن ما هو األساس الّذي يمكن‬
‫أن نبني عليه حبّنا لآلخرين؟‬

‫أساس الحب‬
‫الحب أساسا ً نابع من األخوة‪ ،‬فإن أدركنا ووعينا ّ‬
‫أن ك ّل‬ ‫ّ‬
‫البشر أخوة فهذا سيكون سبيل الحب وطريقه الّذي ال‬
‫بغض النظر عن ك ّل االختالفات‬
‫ّ‬ ‫حياد عنه؛ فالبشر أخوة‬
‫التي بينهم‪ ،‬فهناك من يحاول أن يفصل ما بين الناس‬
‫على أسس متعدّدة ومختلفة وبنا ًء على تصنيفات واهمة‬
‫تقبع فقط في عقله‪ ،‬فهو لم يصل إلى مرحلة يصل فيها‬
‫بغض النظر عن تصنيفه‪ ،‬وهذا ال‬‫ّ‬ ‫إلى اعتبار اآلخر‬
‫يتعارض إطالقا ً مع حقيقة أنّه كلّما ازدادت المشتركات‬
‫بين البشر ازداد تعلّقهم ببعضهم البعض‪ ،‬ولكنّه يعني أنّه‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫لو كان هناك ث ّمة إنسان ال تربطنا به أيّة عالقة وال ّ‬
‫يمت‬
‫لنا بصلة نهائيّاً‪ ،‬فحبّه واجب من منطلق األخوة الّتي‬
‫األخوة هنا‬
‫ّ‬ ‫تجمع البشر مع بعضهم البعض‪ ،‬ومفهوم‬
‫أخوة حقيقيّة‪ ،‬ومن‬
‫ليس من باب المجاملة؛ بل هي ّ‬
‫أن البشر‬ ‫يش ّكك في ذلك فليعد إلى أصل اإلنسان ولير ّ‬
‫يرجعون إلى آدم وحواء فلنا كلّنا أصل مشترك واحد‪،‬‬
‫أخوتنا حقيقيّة‬
‫‪.‬وبهذا تكون ّ‬
‫فإن انتشر هذا المفهوم وع ّمم ودخل العقل والقلب لك ّل‬
‫أن الحب قد انتشر على‬ ‫إنسان على وجه األرض‪ ،‬سنجد ّ‬
‫األرض‪ ،‬وع َّم واتّجهت الحياة نحو شيء جميل بشك ٍل ال‬
‫يوصف؛ فالحياة جميلة ولكن من دون حروب ومن دون‬
‫بالحب والسالم واألمن للجميع ودون استثناء‬ ‫ّ‬ ‫كوارث‪،‬‬
‫ي محدّدات‪ ،‬فمبدأ " شعب هللا المختار " في‬ ‫مبني على أ ّ‬
‫هذه األيّام هو مبدأ سائد بين أشخاص كثر‪ ،‬فهناك َمن‬
‫يتعامل معه باسم الدين‪ ،‬وآخرون باسم المصلحة‪ ،‬ومنهم‬
‫إن األمراض‬ ‫من يتعامل معه باسم العرق‪ ،‬فمن قال ّ‬
‫المجتمعيّة الّتي كانت في القرون الماضية لم تتمدّد إلى‬
‫يومنا‪ ،‬فهو لم يطلع على ما تعاني منه األمم في يومنا‬
‫الحالي؛ فالعصر الحالي فيه أنواع متعدّدة ال تع ّد وال‬
‫تحصى من التفرقة والنزاعات‪ ،‬وما كميّة الدم التي‬
‫تسفك في كافّة أرجاء العالم ّإال خير دليل على هذا‬
‫فرق‬‫األمر‪ ،‬وهي دليل أيضا ً على االنتشار الواسع لمبدأ ّ‬
‫تسد‪.‬‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬لماذا نحب‬
‫للمرة األولى فى تاريخ المركز القومى للترجمة يصدر‬
‫كتاب يكاد يكون خفيفا‪ ،‬وهو «لماذا نحب‪ ..‬طبيعة الحب‬
‫وكيمياؤه» للكاتبة األمريكية «هيلين فيشر»‪ ،‬وترجمة‬
‫«فاطمة ناعوت‪ ،‬وأيمن حامد»‪ ،‬وال ُمطلع عليه سيفهم‬
‫من مقدمتيهما سبب اشتراكهما بترجمته‪ ،‬حيث حرصت‬
‫ناعوت التى تعمل فى مجال اإلنثروبولوجى على ترجمة‬
‫قصص الحب عبر التاريخ‪ ،‬واهتم الدكتور حامد‬
‫بالجانب العلمى الذى يفسر التغير الطارئ لإلنسان الذى‬
‫‪.‬يجعل حياته متمركزة حول محبوبه‬
‫وأجرت المؤلفة األمريكية دراسة فريدة لهذا الموضوع‪،‬‬
‫وأشركت عددا ضخما من مختلفى الهوية والجنسية‬
‫والعرق والدين والثقافة‪ ،‬فى استبيان كانت نتائجه‬
‫مدهشة‪ ،‬وتشابهت إجاباتهم ما يدل على أن البشر يتفقون‬
‫جميعا على مفهوم الحب‪ ،‬وما يشعرون به تجاه من‬
‫‪.‬يحبونه‬

‫تقول المؤلفة‪ :‬الشخص المأثور بالحب يُركز تقريبا كل‬


‫اهتمامه على المحبوب‪ ،‬حتى لو أوقع الضرر بكل شيء‬
‫وكل شخص حوله‪ ،‬بما فى ذلك العمل‪ ،‬األسرة‪،‬‬
‫واألصدقاء‪ .‬والرجال والنساء المفتتنون أيضا يركزون‬
‫على األحداث كافة‪ ،‬واألغنيات‪ ،‬والخطابات‪ ،‬وكل‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫األشياء الصغيرة األخرى التى تشاركوا فيها مع أحبتهم‪.‬‬
‫اللحظة التى توقف فيها فى الحديقة ليُريها برعم الربيع‪،‬‬
‫المساء الذى قذفت فيه إليه بحبّات الليمون وهو يعد‬
‫العصائر‪«:‬إلى حبيبى مالك مشاعرى»‪ ،‬كل تلك‬
‫اللحظات العفوية العارضة تتنفس‪ %73 .‬من الرجال‬
‫و‪ %85‬من النساء يتذكرون تلك األمور الصغيرة التى‬
‫فعلها عشاقهم أو قالوها‪ .‬و‪ %83‬من الرجال و‪ %90‬من‬
‫النساء يستدعون تلك الحكايات الثمينة فى عيون أذهانهم‬
‫‪».‬وهم يتذكرون أعزتهم‬

‫ويتحدث الكتاب عن عديد من حاالت الحب وما يرتبط‬


‫به من سلوك اجتماعى متغير نتيجة هذه العاطفة‪،‬‬
‫والشعور بالغيرة والحصرية واإلخالص‪ ،‬فمن يعشق ال‬
‫يرغب باقتراب شخص آخر من حبيبه‪ .‬ثم تتحدث المؤلفة‬
‫عن أهم ظواهر الحب بين الحيوانات‪ ،‬وشكل الغزل‬
‫‪.‬بينها‬

‫وأجرت المؤلفة العديد من التجارب العلمية على العشاق‬


‫وعملت على جمع المعلومات عن كيمياء المخ وروابطه‬
‫أثناء الحب الرومانسي‪ ،‬وركزت أبحاثها على مادتى‬
‫الدوبامين والنوريبنفراين‪ ،‬ومادة السيروتونين المرتبطة‬
‫بهما‪ ،‬وهذه المواد يزداد تركيزها فى المخ فى حال‬
‫العشق‪ ،‬فيسبب الدوبامين زيادة هائلة فى تركيز اإلنسان‬
‫على من يحبه كما يسبب النشوة للمحبين‪ ،‬وزيادة مادة‬
‫النوريبنفراين تساعد على فهم لماذا يتذكر المحبون‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫التفاصيل الدقيقة لكل ما فعله المحبوب‪ ،‬وزيادة هاتين‬
‫المادتين فى مخ اإلنسان تعمل على انخفاض مستوى‬
‫مادة السيروتونين ما يُسبب اضطراب الوسواس القهرى‬
‫الذى يجعل ال ُمحب ال يتوقف عن التفكير فيمن يحبه‪ ،‬لذا‬
‫تقول المؤلفة‪« :‬لهذا فأنا أعزو مثابرة المحبين‪ ،‬وفقدانهم‬
‫لإلرادة‪ ،‬والتفكير المتكرر بالمحبوب إلى نقص محتمل‬
‫‪».‬لبعض هذه المواد‬

‫كتاب «لماذا نحب» جذاب لمن يريد معرفة أسرار‬


‫الحب‪ ،‬وفسحة اللتقاط األنفاس وسط الكتب الدسمة فكريا‬
‫‪.‬وثقافيا التى يصدرها مركز الترجمة‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫الحب‪ ..‬هذه الكلمة المرتبطة بالروح‪ ،‬والمفعمة بالتألق‪ ،‬أوجدها هللا في كل‬
‫القلوب اإلنسانية‪ ،‬وبغير هذا الحب لن يستطيع اإلنسان الحياة‪ ،‬والتعايش‬
‫مع الناس والذوبان في محيطهم‪.‬‬

‫والحب في معناه العام يشمل كل المظاهر الطبيعية من حب الخير‪،‬‬


‫والجمال‪ ،‬وما يعج به الكون من تناغم جميل في البيئة األرضية‪،‬‬
‫فالعصافير تغني ح ّبا واألشجار في حركاتها وسكونها تنبت عطاء للحب‬
‫والبقاء‪ ،‬حتى الحيوانات األليفة ترتبط باإلنسان من خالل الحب المتبادل‬
‫بينها وبينه‪.‬‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫لقد طغت على زمننا هذا دوافع الكراهية‪ ،‬وافتقدنا ذلك الحب الروحاني‪،‬‬
‫وحتى مدعو الحب والعشق لم يعد يجري في عروقهم ذلك اإلخالص‪ ،‬ففقد‬
‫الحب عفافه‪ ،‬ورقّته‪ ،‬ومعانيه الجميلة‪ ،‬وضاع بين أروقة الخداع‬
‫ولصوصية الشباب من الجنسين‪ ،‬ودناءة الهدف‪ ،‬وثورة المراهقة التي لم‬
‫تعد مقتصرة على الشباب بل تجاوزتها إلى المراهقين الكبار الذين يبحثون‬
‫عن فرصة يستعيدون فيها شبابهم فيشترون الصغيرات ومن هن في سن‬
‫بناتهم ليتزوجوا منهن بال حب‪ ،‬فقط ليشبعوا غرائزهم‪ ،‬دون مباالة‬
‫بمشاعر الطرف اآلخر‪ ،‬ومن هنا تنمو الكراهية‪ ،‬ويستبد الكره‪ ،‬ويبرز‬
‫العنف‪ ،‬وتتس ّيد القسوة‪ ،‬وينطفئ العمر‪ .‬الحب إحساس روحاني يأتي بال‬
‫موعد‪ ،‬بال استئذان‪ ،‬وأحيانا يأتي بال وقت‪ ،‬أقصد أن الحب ال يرتبط حتى‬
‫بعامل العمر متى ما كان متبادال بين الطرفين‪ ،‬فالحب ليس اختيارا بقدر ما‬
‫هو قضاء‪ ،‬واإلنسان ال يختار من يحب‪ ،‬فنحن ال نستطيع مثال أن نتخيل‬
‫إنسانا معينا وبمواصفات معينة لكي نحبه‪ ،‬ولو كان الحب اختيارا الختار‬
‫اإلنسان لنفسه أجمل الناس خلقا‪ ،‬وشكال‪ ،‬ووفاء‪ ،‬ولكن الحب يأتي من هللا‬
‫فيجد اإلنسان نفسه مشدودا إلنسان “ما” فيترقب حضوره‪ ،‬ورؤية‬
‫وجهه‪ ،‬في كل ثانية دون أن يعرف لذلك سببا‪ ،‬ودون أن يفكر‪ ،‬أو يمر في‬
‫خاطره‪ ،‬أنه سيحب هذا اإلنسان‪ ،‬ومن هنا أرى أن شاعرنا األمير بدر بن‬
‫عبدالمحسن أبرع من صور هذه الحالة إذ يقول‪:‬‬

‫تصدقي ما اخترت انا احبك***ما حد يحب اللي يبي‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫فالحب وقوع جميل‪ ،‬ال يرتطم فيه اإلنسان باألرض أو باألشياء بقدر ما‬
‫يلتصق قلبه بالشخص‪ ،‬يقول اإلمام ابن حزم األندلسي الفقيه والمؤرخ‬
‫والفيلسوف‪ ،‬صاحب كتاب “طوق الحمامة”‪“ :‬ال الحب منكر في الديانة‪،‬‬
‫وال هو محظور في الشريعة‪ ،‬إذ إن القلوب بيد هللا عز وجل‪ ،‬وقد أحب من‬
‫الخلفاء المهديين واألئمة الراشدين كثير‪ ،‬وللحب عالمات يهتدي إليها‬
‫الذكي‪ ،‬أولها إدمان النظر‪ ،‬والعين هي باب النفس الشارع‪ ،‬وهي المنقبة‬
‫والمعربة عن بواطنها‪ ،‬فترى الناظر ال يطرف‪ ،‬يتنقل بتنقل‬
‫ِ‬ ‫عن سرائرها‬
‫المحبوب‪ ،‬ويميل معه حيث مال‪ ،‬ويقول وهناك عالمات متضادة‪ ،‬وهذه‬
‫قدرة من هللا عز وجل تضل فيها األوهام‪ ،‬فهذا الثلج إذا طال حبسه في اليد‬
‫فعل فعل النار‪ ،‬والضحك إذا كثر واشتد أسال الدمع‪ ،‬فنجد المحبين إذا‬
‫تكافيا في المحبة تضادّا في القول تع ّمدا‪ ،‬وتتبع كل لفظة تقع من صاحبه‪،‬‬
‫يؤلها على غير معناها‪ ،‬والفرق بين هذا والمضادة المتولدة عن الشحناء‪،‬‬
‫سرعة الرضا‪ ،‬فال تلبث أن تراهما قد عادا إلى أجمل الصحبة‪ ،‬ومن‬
‫عالمات الحب أنك تجد المحب يستدعي سماع اسم من يحب ويستلذ الكالم‬
‫في أخباره‪ ،‬وال يرتاح لشيء ارتياحه لها‪ ،‬وال ينهي المحب عن ذلك‬
‫تخوف أن يفطن السامع ويفهم الحاضر”‪.‬‬

‫كتب ابن حزم كتابه هذا عن الحب وهو الفقيه العالم المشهور‬
‫الموسوعي‪ ،‬ويعتبر كتابه “طوق الحمامة” سيرة ذاتيه له‪ ،‬ما يعني‬
‫بطالن مقولة إن السيرة الذاتية فن جديد‪ ،‬أما اإلمام الفقيه ابن قيم الجوزية‬
‫صاحب كتاب “روضة المحبين ونزهة المشتاقين”‪ ،‬فهو يوافق اإلمام ابن‬
‫حزم في كثير مما ورد في كتابه بل ويأخذ منه‪ ،‬ثم يحدثك عن أسماء‬
‫الحب‪ ،‬ويفسر معانيها‪ ،‬ويورد كثيرا من األخبار عن الحب وقصصه‬
‫وغيرته وعفته وصدقه‪ ،‬وهذا ما يعني لنا أن الفقهاء األوائل‪ ،‬أوسع أفقا‪،‬‬
‫وأنضج فكرا‪ ،‬وأغزر ثقافة‪ ،‬فال يترفعون على الحب‪ ،‬وال ينكرونه‪ ،‬وال‬
‫يحرضون على الكراهية وال يخرجون عن الفطرة السليمة‪.‬‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫وهذا الحب ال يخضع لمعايير الجمال أو القبح‪ ،‬كما هو السر في حب‬
‫“عبلة لعنترة”‪ ،‬فالرسالة هنا روحية تربط بين قلبين فينصهران من‬
‫خاللها في بوتقة واحدة ترفعهما إلى عالم الروح بعيدا عن الجسد‪ ،‬الذي‬
‫أصبح هو الهدف في زمننا هذا‪ ،‬أما كيف يأتي هذا الحب فهو قدر قد يأتي‬
‫حتى من خالل النفور‪ ،‬أو الشجار‪ ،‬أو السباب‪ ،‬وهذا ما حدث مع “جميل‬
‫وبثينة”‪ ،‬حيث كانت البداية معركة كالمية يؤكدها قوله‪:‬‬

‫سباب‬
‫ُ‬ ‫وأول ما قاد المودة بيننا***بوادي بغيض يا بثين‬

‫وقلت لها قوال وجاءت بمثله***لكل كالم يا بثين جواب‬

‫فالحب إحساس سام ال يكترث بالماديات سواء كانت جسدية أم اقتصادية‪،‬‬


‫أم اجتماعية‪ ،‬وهو شعور عام يجعلك مشدودا ومياال لبعض الناس‪ ،‬دون‬
‫أن تختلط بهم‪ ،‬أو حتى تعرفهم‪ ،‬وكذلك في حالة النفور‪.‬‬
‫ويحب الناس فى جميع أنحاء العالم‪ ،‬يغنون للحب‪ ،‬يرقصون للحب‪،‬‬
‫يؤلفون القصائد والقصص عن الحب‪ ،‬يتلون الخرافات واألساطير عن‬
‫الحب‪ ،‬يتوقون للحب‪ ،‬ويعيشون للحب‪ ،‬يُقتلون من أجل‬
‫الحب‪ ،‬ويموتون من أجل الحب‪.‬‬
‫وحال كل محب كما يقول الشاعر األمريكى‪ :‬والت‬
‫ويتمان‪« :‬أوه‪ ،‬وأود أن أجمع الكل من أجلك»‪ ،‬ال يوجد‬
‫مجتمع يخلو من الحب‪.‬‬
‫ولكن الحب ليس دائ ًما تجربة سعيدة‪ ..‬فكما تقول العالمة‬
‫األمريكية هيلين فيشر‪« :‬فى دراسة عن طالب‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫الجامعات‪ ،‬سألوا الكثير من األسئلة عن الحب‪ ،‬ولكن‬
‫أكثر سؤالين استوقفانى‪ :‬هل سبق لك أن تم رفضك من‬
‫قِبل شخص كنت تحبه حقًا؟‪ ،‬والسؤال الثانى هو‪ :‬هل‬
‫صا أحبك بحق؟»‪ ،‬وتقريبًا ‪٩٥‬‬ ‫سبق لك أن هجرت شخ ً‬
‫فى المائة من الرجال والنساء‪ ،‬على حد سواء قالوا نعم‪.‬‬
‫تقريبًا ال أحد يخرج من الحب على قيد الحياة‪.‬‬
‫ُ‬
‫كتبت ذات مرة «الفراق هو‬ ‫الشاعرة إميلى ديكنسون‬
‫كل ما نحن بحاجة لمعرفته من الجحيم»‪ ،‬فالحب‬
‫الرومانسى هو واحد من أقوى األحاسيس على وجه‬
‫األرض‪ ،‬وتعتقد «فيشر» أن الحب الرومانسى هو‬
‫إدمان‪ .‬إدمان رائع عندما تسير األمور على ما يرام‪،‬‬
‫وإدمان مروع عندما تسوء األمور‪.‬‬
‫يمتلك الحب كل خصائص اإلدمان‪ ،‬عليك التركيز على‬
‫الشخص‪ ،‬وتفكر بتعلق شديد به‪ ،‬التوق له‪ ،‬يجعلك تشوه‬
‫الواقع‪ ،‬لديك االستعداد لتحمل المخاطر الهائلة للفوز‬
‫بهذا الشخص‪ ،‬وهو أعلى بكثير من مجرد ذروة‬
‫الكوكايين‪.‬‬
‫الحب الرومانسى هاجس يتملكك‪ ،‬تفقد شعورك بالذات‪،‬‬
‫ال تستطيع التوقف عن التفكير بالشخص اآلخر‪ ،‬شخص‬
‫ما يخيم فى رأسك‪ ،‬شاعر يابانى من القرن الثامن يصفه‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫بالقول‪« :‬شوقى ليس له وقت ليتوقف»‪ ،‬الحب متوحش‪،‬‬
‫والهاجس يصبح أشد عندما تُرفض‪.‬‬
‫وفى كتابها «لماذا نحب؟»‪ ،‬تلقى هيلين فيشر الضوء‬
‫على واحد من أهم االتجاهات االجتماعية الذى أصبح‬
‫كبير األثر على الحب الرومانسى‪ ،‬وهذا االتجاه هو‪:‬‬
‫دخول المرأة سوق العمل‪.‬‬
‫فحصت ما بين ‪ ١٣٠‬و‪ ١٥٠‬مجتمعًا من خالل‬ ‫ْ‬ ‫لقد‬
‫ْ‬
‫ووجدت أن‬ ‫سجالت السكان السنوية باألمم المتحدة‪،‬‬
‫معظم نساء العالم ليس فقط يدخلن فى سوق العمل‪،‬‬
‫وإنما فى بطء شديد يمألن الفجوة التى بين الرجال‬
‫والنساء من حيث القوة االقتصادية والصحة والتعليم‪.‬‬
‫وتستغل النساء المهارات المخية المميزة لهن فى اختيار‬
‫ما يناسب إمكانياتهن‪ ،‬فاليوم ‪ ٪٥٤‬من الكتاب بأمريكا‬
‫من النساء‪ ،‬إنها إحدى المواصفات العديدة التى يتصفن‬
‫بها‪ ،‬لقد تميزن بمهارات ال تصدق وقدرة على‬
‫التفاوض‪ ،‬ويتمتعن بخيال خصب‪ ،‬ونحن نعلم اآلن‬
‫دورة المخ الخاصة بالخيال والخطط طويلة المدى‪ ،‬فهن‬
‫يملن للعمل كمفكرات متشعبات‪ ،‬وذلك ألن أجزاء المخ‬
‫الخاصة بالمرأة متصلة بشكل جيد‪ ،‬فهن يملن لجمع‬
‫العديد من البيانات عندما يفكرن‪ ،‬ويضعن هذه البيانات‬
‫فى أكثر من نموذج معقد إليجاد أكثر من اختيار وأكثر‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫من نتيجة‪ ،‬فهن يفضلن أن يكن مفكرات شامالت‬
‫وملمات بكل شىء‪.‬‬
‫والمأمول أن نتجه نحو مجتمع متعاون فى مجتمع أصبح‬
‫وتقديرا وتوظيفًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫أكثر تفه ًما لمواهب النساء والرجال‬
‫وقد تغيرت على مدى قرون التقاليد الخاصة بالحب‬
‫والزواج‪ ،‬وأصبح هناك ارتفاع فى الحب الرومانسى‪..‬‬
‫‪ ٪٩١‬من النساء و‪ ٪٨٦‬من الرجال األمريكيين لن‬
‫صا ما لديه كل ما يشتهون فى شريك‬ ‫يتزوجوا شخ ً‬
‫العمر‪ ،‬إن لم يكونوا فى عالقة حب مع ذلك الشخص‪.‬‬
‫الناس حول العالم‪ ،‬فى دراسة لـ‪ ٣٧‬مجتم ًعا‪ ،‬يرغبون‬
‫فى أن يكونوا فى حب من يتزوجون‪ ،‬بالطبع‪ ،‬الزيجات‬
‫المدبرة فى طريقها للخروج من هذا الشريط لحياة‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫استقرارا بفعل‬
‫ً‬ ‫االتجاه الثانى الذى سيجعل الزيجات أكثر‬
‫االتجاه العالمى الثانى العظيم‪ .‬وهو أن يصبح سكان‬
‫عمرا‪ .‬فقد زاد متوسط عمر اإلنسان فى كل‬
‫ً‬ ‫العالم أطول‬
‫مكان فى العالم‪ ،‬وسيصبح متوسط عمر اإلنسان أكثر‬
‫من ‪ ٧٦‬عا ًما‪.‬‬
‫وبالنظر إلى بيانات الطالق فى ‪ ٥٨‬مجتمعًا‪ ،‬اتضح‬
‫لهيلين فيشر أنه كلما تقدم العمر باإلنسان يقل احتمال‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫مستقرا فى أمريكا‪،‬‬
‫ً‬ ‫الطالق‪ .‬لذا فمعدل الطالق أصبح‬
‫وهو ينخفض فى الواقع‪ ،‬وربما ينخفض أكثر مع‬
‫الفياجرا‪ ،‬وبدائل االستيروجين‪.‬‬
‫وتضحك عالمة األنثروبولجى قائلة‪ :‬لم يحدث فى تاريخ‬
‫الكوكب إن كانت النساء‪ ،‬متعلمات جدًا‪ ،‬مثيرات جدًا‪،‬‬
‫قادرات جدًا كما هو اآلن‪ .‬ولذا فبكل صراحة أعتقد أنه‬
‫إذا كان هناك أى وقت فى تاريخ تطور اإلنسان‪ ،‬حيث‬
‫أتيحت الفرصة لعمل زواج ناجح‪ ،‬فإن الوقت هو اآلن‪.‬‬

‫قال الدكتور رضا العطار ‪ :‬كلمة ( الحب ) من الكلمات‬


‫التي تتعدد معانيها وتختلف‪ ،‬وهذا التعدد يتضح عندما‬
‫يقول احدنا ‪ :‬انا احب البرتقال‪ ،‬او انا احب زوجتي‪ ،‬او‬
‫انا احب النظام‪ ،‬او انا احب هللا‪.‬‬
‫فإننا هنا ازاء طائفة من المعاني المختلفة التي كان يجب‬
‫ان يكون لكل منها كلمة خاصة تبعث احساسا خاصا‪.‬‬
‫ونحن نقتصر هنا على معنيين ‪ :‬هما الحب الجنسي‬
‫والحب البشري‪.‬‬
‫فأن كثيرين من المفكرين يرجعون حب البشر ‪ :‬كاالخاء‬
‫والصداقة والتعاون‪ ،‬الى الحب الجنسي‪ .‬كأن هذا هو‬
‫الجذر الذي اليه ترجع عواطفنا البشرية السخية‪ .‬ولكن‬
‫الحقيقة ان كال منهما يرجع الى اصل منفصل من‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫اآلخر‪ .‬فغاية الحب الجنسي هي التناسل‪ ،‬وغاية الحب‬
‫البشري هي تكبير الشخصية والتعاون االجتماعي‬
‫والرقي العائلي والنمو الذهني‪.‬‬
‫وليس هذا الذي نسميه ( حبا جنسيا ) ضروريا للتناسل‪.‬‬
‫فإن السمك مثال يتناسل دون ان يعرف الحب‪ .‬ألن الذكر‬
‫يلقي بخالياه المنوية في الماء وكذلك األنثى تلقي‬
‫بويضاتها في الماء مثله‪ ،‬ثم يتم التالقح دون ان يعرف‬
‫الذكر األنثى‪.‬‬
‫وعندما نتأمل الحيوان وقت التالقح نجد ان العاطفة‬
‫الغالبة والتي تتضح في سلوكه هي عاطفة االفتراس‬
‫واالكل وااللتهام‪ .‬فان الذكر يفترس االنثى وليس بين‬
‫االثنين حنان‪ .‬واحيانا ينقلب التالقح الى شجار وقسوة‬
‫وافتراس‪ .‬واذا كان الحب الجنسي بين البشر قد خالطته‬
‫رقة وحنان‪ ،‬فإن مرجع ذلك الى الثقافة االجتماعية التي‬
‫ارتقت بها عواطفنا‪.‬‬
‫اما الحب البشري فمرجعه ينبوع آخر‪ ،‬هو حب األم‬
‫ألوالدها وحب هؤالء لها‪ .‬وهذه العاطفة بعيدة جدا عن‬
‫الحب الجنسي‪ .‬اذ هي تنضح حبا وحنانا ورقة‪ ،‬وهي‬
‫تحمل األم واألبناء على ان يترافقوا ويتعايشوا‬
‫ويتعاونوا‪.‬‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫واألنسان البدائي كان دائم الترحال‪ .‬فكانت األم مع‬
‫اوالدها ترعاهم وتربيهم‪ .‬وكان تعلقهم بها يحملهم ايضا‬
‫على ان يتعلق احدهم باآلخر‪ .‬فاذا ماتت األم مثال بقى‬
‫االبناء على قواعد رفقتهم السابقة‪ ،‬يترافقون و يتعايشون‬
‫ويتعاونون‪ .‬وهذه األخوة بينهم هي اصل األخاء‪ ،‬بل‬
‫اصل المجتمع البشري‪.‬‬
‫بل نستطيع ان نزيد هذه التميزة بان نقول انه اذا احب‬
‫الرجل المرأة حبا بشريا عميقا فان هذا الحب قد يعيق‬
‫الحب الجنسي‪ .‬كأن هناك تناقضا بين األثنين ‪ :‬األول‬
‫كله حنان ورقة‪ .‬والثاني اغلبه عنف وقسوة‪.‬‬
‫وعندما نتأمل الحب الجنسي نجد انه غريزة ذاهلة‪.‬‬
‫ولكن الحب البشري عقل وضمير‪.‬‬
‫ولذلك نحن نزداد وننمو بالحب البشري الذي نرتقي به‬
‫ونرتفع‪ .‬ألن هذا الحب يستنبط هنا احسن الخصال في‬
‫الحنان والظرف والرقة والكياسة بل احيانا في‬
‫التضحية‪ .‬وهذا الحب هو الذي يجعل االنسان انسانيا‪.‬‬
‫وما ندعو اليه من اخاء بشري او ما نقدره من خصال‬
‫في صديق او ما يتعلق به من آمال نرضي بأن نضحي‬
‫لتحقيقها‪ ،‬انما كل هذا يعود الى الحب البشري الذي‬
‫كسبناه من عواطف األمومة والبنوة‪.‬‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫ذكرت ان الحب البشري عقل وضمير‪ .‬ولذلك نحن‬
‫نزداد فهما بالحب‪ ،‬ألنه ينبّه العقل ويوقظه‪ .‬وهو هنا‬
‫يناقض الحب الجنسي الذي ننساق فيه بالغريزة‪ .‬ولذلك‬
‫ايضا كثيرا ما نجد ان النبوغ او بذرة العبقرية تعود الى‬
‫عاطفة الحب‪ .‬ألن الصبي الذي يحب الطبيعة ويجمع‬
‫الفراشات والزهور و االصداف واوراق الشجر‪ ،‬هذا‬
‫الصبي يحدوه حب بشري قد استحال الى حب للطبيعة‬
‫ينبه ذكاءه ويوسع خياله ويكبر شخصيته‪ .‬وهو بهذا‬
‫االهتمام اقرب ما يكون الى النبوغ او العبقرية‪ .‬ألن‬
‫المحب يرى اكثر ويفهم اكثر‪ .‬كما ترى األم في ابنها‬
‫وتفهم اكثر مما يرى غيرها فيه‪.‬‬
‫والحياة الصحيحة تطالبنا بان نجعل الحب شعارنا‪ ،‬ألنه‪،‬‬
‫اي الحب يمألنا تفائال‪ ،‬فنبتعد عن الخوف والقلق والشك‬
‫ونستكثر من االصدقاء ونلتزم بهم ونخدمهم في سرور‬
‫واذا جعلنا الحب اساس عالقتنا بالناس‪ ،‬فاننا سوف لن‬
‫نسأم الحياة يوما‪ .‬بل نجد كل ما فيها يدعو الى العطف‬
‫والرحمة‪ .‬والحب مثل الشجاعة يحتاج الى تدريب‪.‬‬
‫وصحيح اننا نكسب شيئا من الحب العائلي‪ ،‬لكن هذا‬
‫الذي نكسبه عفوا في طفولتنا يحتاج الى الرعاية‬
‫والتنمية‪ .‬اننا نستطيع ان نتعود الحب بالصداقة والتعاون‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫والضيافة حتى ولو كانت طفولتنا قد اهملت‪ ،‬وغدت‬
‫فرص تنمية الحب فيها نادرة‪.‬‬
‫والرجل الذي تنبعث فيه عاطفة الحب نحو المجتمع هو‬
‫اقرب الناس الى السعادة وهو ابعدهم عن الشقاء‪ .‬وكلمة‬
‫السعادة من الكلمات التي يجب االّ نخلطها باحساس‬
‫السرور ولكن الحب يبعث السعادة الدائمة اكثر مما‬
‫يبعثها السرور الزائل‪.‬‬
‫ومن هنا تأكد األديان على الحب‪ .‬اذ ال يمكن ان يتأسس‬
‫دين على غير مبدأ الحب‪ ،‬ألن الدين ينشد السعادة‪.‬‬
‫والحب بجميع مركباته العقلية والعاطفية ينشد السعادة‬
‫ايضا‪ .‬ذلك ان الحب يحتاج الى ثقافة التربية نظريا‬
‫وممارسة هذه الثقافة عمليا‪.‬‬
‫فنحن نعرف ان الرجل المثقف يحب‪ ،‬ألنه يعرف اكثر‬
‫من غيره وقلبه اسمح ألنه اعرف‪ .‬فأتساع المعرفة تقود‬
‫الى اتساع الحب‪ ،‬ولهذا السبب ايضا يعد االدب في‬
‫صميمه والفلسفة في صميمها دعوة الى حب الخير و‬
‫االحسان‪ .‬وعلى قدر ما يستضئ احدنا بمعارفه السابقة‪،‬‬
‫يكون طريق األخاء والمحبة اكثر انارة‬
‫قد يقنع احدنا باالحسان لمعاونة الفقراء او الصبيان‬
‫المشردين او االنضواء الى جمعية لمنع القسوة على‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫الحيوان او نحو ذلك‪ .‬ولكن من يعرف اكثر‪ ،‬هو ذلك‬
‫الذي يكون انفذ بصيرة في االسباب التي تحدث للمجتمع‬
‫البؤس والمرض والجهل والرجعية‪ .‬المهم اننا نميل الى‬
‫ممارسة الحب مع بني جنسنا‪ .‬وهذا الحب يزيد تقديرنا‬
‫واحترامنا لهم الى جانب فهمنا للحياة‪.‬‬
‫ومن هنا يجب علينا ان نتآخئ و نتحابب فيما بيننا كي‬
‫نصل ببلدنا لى شاطئ السالم‪ ،‬ال ان نتخاصم ونتحارب‪،‬‬
‫فالتخاصم والتحارب من شأنهما ان تجرنا الى الهاوية‪،‬‬
‫ونستقر في قعرها‪ ،‬فعلينا اذن ان نمارس عواطف الحب‬
‫ال مع افراد اسرتنا او مجتمعنا‪ ،‬او وطننا فحسب‪ ،‬بل‬
‫انما مع ابناء البشرية جمعاء‪ .‬فالحب الطاهر الذي يخلو‬
‫من مصلحة ذاتية‪ ،‬هو صفة انسانية سامية تميز االنسان‬
‫عن بقية الكائنات في الوجود‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪:‬لماذا نحب شخص‬


‫معين‬
‫طوال حياتنا نلتقي بعدد كبير من الناس المختلفين‪ .‬منهم‬
‫ً‬
‫جميال‬ ‫أثرا‬
‫من ال نهتم بأمرهم ومنهم من يترك فينا إما ً‬
‫أثرا مؤل ًما…وهناك أشخاص نقع بحبهم بجنون‬ ‫وإما ً‬
‫‪.‬لدرجة أنهم قد يفقدوننا رشدنا‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫سر‬ ‫بحسب عالمة النفس إيرينا شيسنوفا هناك سبب يف ّ‬
‫لماذا نقع في حب أشخاص معيّنين دون سواهم! وإليكم‬
‫ما قالته عالمة النفس عن الحب التربية الذكية من‬
‫واألسباب التي تدفعنا إلى اتخاذ ذاك القرار عندما نش ّكل‬
‫‪.‬ثنائيًا‬
‫أحيانًا من الصعب أن نحدد لماذا نهت ّم بشخص دون سواه‬
‫سر السبب الذي من أجله انجذبنا نحو هذا الشخص‬ ‫وأن نف ّ‬
‫سر البعض هذا األمر بأنه “تجاذب بين‬‫بالذات‪ .‬يف ّ‬
‫شخصين” أو “سحر الحب” ولكن هذه المشاعر ال يمكن‬
‫تفسيرها‪ .‬وبحسب عالمة النفس إيرينا شيسنوفا فإن سبب‬
‫عدم قدرتنا على تفسير وقوعنا في حب شخص دون‬
‫سواه هو بشكل أساسي ألن هذا الشعور غريزي وألن‬
‫‪.‬هذا الخيار مرتبط بشكل عميق بالالوعي‬
‫دورا‬
‫أشخاص وأشياء لعبوا ً‬
‫ٍ‬ ‫ك ّل منا يحتفظ بصورة‬
‫وتطورنا نحو النضوج‪ .‬وتكون هذه‬
‫ّ‬ ‫أساسيًا في طفولتنا‬
‫الصورة محفورة في أعماق ذهننا‪ .‬وعند معظم الناس‬
‫ضا –‬
‫تعود هذه الصور ألهلهم – وألشخاص عزيزين أي ً‬
‫طبعوا قدرنا ببصماتهم وصنعونا على طريقتهم‬
‫‪.‬وساعدونا على أن نصبح ما نحن عليه اليوم‬
‫سر عالمة النفس أن في داخل هذه الصور التي تجمع‬ ‫تف ّ‬
‫سس للغاية‪ .‬وال‬ ‫ما بين الواقع وأحالم الطفولة شيء مؤ ّ‬
‫شك في أن هذه الصور تعود لألشخاص البالغين الذين‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫نكن لهم بشكل طبيعي مشاعر كالحب‬ ‫اعتنوا بنا والذين ّ‬
‫‪.‬أي الحب الذي تلقيناه (أو لم نتلقه) في طفولتنا‬
‫وعندما يبدو شخص ما مشاب ًها لهذه الصورة تستيقظ في‬
‫نفسنا مشاعر قديمة مدفونة في أعماقنا مرتبطة بأولى‬
‫العالقات المعبّرة وبإحساس بعاطفة قوية‪ .‬ومنذ تلك‬
‫اللحظة ال نستطيع أن نهمل هذا الشخص‪ :‬إذ نشعر‬
‫بالفضول والتأثّر وينتهي األمر بأن نقع في حبه‪ .‬ولهذا‬
‫السبب عدد كبير من الناس يقعون في حب شخص يشبه‬
‫والدهم أو والدتهم (أو أي فرد من أفراد أسرتهم) أكان‬
‫من ناحية عاداته أو حركاته أو أفكاره أو حتى شكله‬
‫الخارجي‪ .‬هذا التشابه‪ ،‬الذي يصعب إدراكه أحيانًا من‬
‫الناحية الواعية‪ ،‬يلعب دو ًرا أساسيًا في انجذابنا لهذا‬
‫‪.‬الشخص ألنّه مرتبط به بصلة عميقة ومتينة‬

‫تأثير أحداث الطفولة في اختيار شريك‬


‫في علم النفس‪ ،‬يمكن االنطالق من مبدأ أننا مقادين‬
‫سن(ة)” في حياتنا‬ ‫الختيار (أو للبحث عن) “أب أو أم مح ّ‬
‫العاطفية أي أن هذا الشخص يشبه بطريقة أو بأخرى‬
‫أحد والدينا (ما يجعلنا ندرك “بديهيًا” كيف نتفاعل معه)‬
‫ومن جهة أخرى هذا الشخص مختلف تما ًما عن األبوين‬
‫في أوجه عدّة‪ .‬إنها األوجه السلبية أو الناقصة في عالقتنا‬
‫مع األب أو األم والتي نسعى إلى التعويض عنها‪ .‬على‬
‫سبيل المثال إذا كان ينقصكم شيء ما في عالقتكم مع‬
‫أبويكم في طفولتكم تسعون للبحث عن هذا الشيء في‬ ‫َ‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫عالقتكم الغرامية (بطريقة غير واعية) من أجل أن‬
‫‪.‬تعوضوا عن هذا النقص‬
‫ّ‬
‫ولهذا السبب نميل عادةً للبحث عن أشخاص نعتبر أنهم‬
‫يساعدوننا على تضميد جروحنا ومواجهة مشاكلنا وتلبية‬
‫حاجاتنا النفسية وتحقيق أمانينا وأحالمنا‬
‫وآمالنا…والحصول على شيء نشعر بأننا لم نحصل‬
‫عليه بشكل كافٍ في طفولتنا‪ :‬الحب والحماية والموافقة‬
‫واإلعجاب واالستقاللية وحب الذات والثقة والشعور‬
‫…بالفخر‬
‫”البحث عن “نصفنا اآلخر‬
‫واقع غريب آخر‪ :‬يبدو أننا نبحث عن شخص يكون‬
‫كتوأم لنا يكون شبي ًها لنا ومختلفًا عنا في الوقت نفسه‬
‫ويك ّملنا‪ .‬هذا األمر نترجمه في اللغة والعبارات الشائعة‬
‫ب”شقيق الروح” و”نصفنا اآلخر”‪ .‬حتى أفالطون بحد‬
‫ذاته يذكر في ندوته أسطورة الخنثى في تفسيره للحب‪:‬‬
‫بحسب األسطورة الرجال والنساء ال يش ّكلون في‬
‫األساس سوى كائن واحد بوج َهين وأربعة أذرع وأربعة‬
‫أرجل‪ .‬هذه الكائنات انقسمت إلى نصفين على يد اآللهة‬
‫قوتها‪ ،‬ملزمة كل نصف أن يبحث عن‬ ‫التي كانت تخشى ّ‬
‫ً‬
‫مكتمال‬ ‫‪.‬نصفه اآلخر طوال الحياة إلى أن يصبح كيانا ً‬
‫الخنثى كما ذكرها أفالطون‬
‫هذا “النصف” اآلخر يك ّملنا النه يتمتّع بقيم أقل ّ‬
‫تطو ًرا‬
‫من قيمنا وبالعكس‪ .‬وهكذا نك ّمل بعضنا البعض‪ .‬وهكذا‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫مثال أن يكون الشخص الذي نحبّه حاز ًما‬‫من الممكن ً‬
‫وصار ًما بينما نحن نفتقر للحزم أو قد يكون أكثر تحفّ ً‬
‫ظا‬
‫قوة ونقاط‬‫منا ونكون نحن عفويين‪ .‬لك ّل شخص نقاط ّ‬
‫‪.‬ضعف تناسب اآلخر‬

‫ويحتار المرء في السبب الحقيقي خلف الوقوع في‬


‫حب شريكه‪ ،‬حيث يُمكن أن ي ُبنى هذا الحب بسبب‬
‫عوامل مختلفة‪ ،‬لكنها ليست مقاييس تنطبق على‬
‫أن بعضها قد يكون سببا ً لإلعجاب‬ ‫الجميع‪ ،‬إال ّ‬
‫بالحبيب والوقوع في حبّه‪ ،‬وهي‪ :‬التوافق واإلنسجام‬
‫ب‬
‫معه يظهر التوافق بين المرء وحبيبه كنقطة جذ ٍ‬
‫رئيسيّة تجعله يقع في حبه مع مرور الوقت‪ ،‬ويكون‬
‫اإلنسجام من خالل المظاهر اآلتية‪ :‬تشابه طريقة‬
‫التفكير‪ ،‬ووجود نقاط مشتركة في شخصيّة كل‬
‫منهما تجعلهما متناغمين لدرج ٍة كبيرة‪ ،‬بالتالي‬
‫تُقربهما أكثر‪ .‬قضاء الوقت معا ً باستمرار‪ ،‬وااللتقاء‬
‫دائماً‪ ،‬إما بسبب العمل أو الصداقة بالبداية‪ ،‬أو قرب‬
‫مكان السكن‪ ،‬فهي بالنهاية أسباب تساعدهما على‬
‫قرب المسافة بين قلوبهما‪.‬‬ ‫التعارف بشك ٍل أفضل‪ ،‬وت ُ ّ‬
‫العالقات اإلجتماعيّة التي تؤثر على العالقة بين‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫المرء وشريكه‪ ،‬وقد تكون سببا ً النسجامهما‬
‫واتصالهما‪ ،‬كوجود عالقات عائليّة‪ ،‬أو امتالك‬
‫الشريك المعايير االجتماعيّة المثالية للشخصيّة التي‬
‫يرغب المرء بالدخول في عالقة معها‪ ،‬أو غيره‪.‬‬
‫الجاذبية الشخصيّة تلعب الجاذبيّة الشخصيّة للمرء‬
‫دورا ً هاما ً في الحصول على إعجاب وو ّد‬
‫األشخاص ال ُمحيطين به‪ ،‬وقد تكون سببا ً لوقوع‬
‫أحدهم في حبّه‪ ،‬ومن مظاهر الجاذبيّة الشخصيّة ما‬
‫يأتي‪ :‬العناية بالمظهره الخارجي الجذّاب‪ :‬وذلك من‬
‫خالل عناية الحبيب بنفسه‪ ،‬وامتالكه الشكل‬
‫الخارجي األنيق‪ ،‬والمزايا اآلتية‪ :‬العناية بالنظافة‬
‫الشخصيّة‪ ،‬واالهتمام بالنظافة الخارجيّة أيضا ً‬
‫كالحفاظ على رائحة الجسم الجميلة‪ ،‬واألسنان‬
‫النظيفة‪ ،‬والبشرة الصحيّة‪ ،‬وغيرها‪ .‬االهتمام‬
‫لنظام‬
‫ٍ‬ ‫بالحصول على جس ٍد ُمتناسق يدل على اتباعه‬
‫ي‪ ،‬أو ممارسة الرياضة‪ .‬ارتداء‬ ‫غذائي صح ّ‬
‫المالبس األنيقة التي تُناسب الشخص‪ ،‬أو التميز‬
‫بقوة‪.‬‬
‫بأسلوب مميّز يشد انتباه اآلخرين له ويجذبهم ّ‬
‫تصفيف الشعر والعناية به لزيادة األناقة وإبراز‬
‫جاذبيّته وجماله‪ .‬طريقة الوقوف بشك ٍل مريح‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫و ُمعتدل‪ ،‬أو السير بطريق ٍة مستقيمة وهادئة تدل‬
‫على الثقة بالنفس‪ ،‬وزيادة من الجاذبيّة‪ .‬الجوهر‬
‫ي الذي يجذب اآلخرين‪ :‬يشع الجوهر الداخي‬ ‫الداخل ّ‬
‫بوضوح ويظهر من خالل تصرفات المرء وتعامله‬
‫مع اآلخرين‪ ،‬وهو سبب لتوطيد عالقته معهم‪،‬‬
‫وكسب و ّدهم ومحبتهم‪ ،‬ويكون ذلك من خالل‬
‫المظاهر اآلتية‪ :‬احترام الحبيب لشريكه ولآلخرين‬
‫من حوله‪ ،‬األمر الذي يرفع من مكانته ويزيد من‬
‫ق ّدره أمام شريكه‪ ،‬ويُن ّمي مشاعر الحب تجاهه مع‬
‫ي بالوعي والمسؤوليّة واإلدراك التام‬ ‫الوقت‪ .‬التحل ّ‬
‫لكلماته وتصرفاته وأفعاله‪ ،‬ومراعاة مشاعر‬
‫اآلخرين‪ ،‬مما يجعل الشريك يفخر به ويحترمه‬
‫سه والتي تجعله مميّزا ً أمام‬
‫أكثر‪ .‬ثقة الحبيب بنف ّ‬
‫الشريك‪ ،‬وقادرا ً على االعتماد عليه‪ ،‬ويرغب بطلب‬
‫رأيه أيضا ً‪ .‬حس ال ّدعابة‪ ،‬وتقبل المزاح‪ ،‬والرغبة‬
‫بالمرح‪ ،‬فالشخص المرح عادةً ما يكون مصدرا ً‬
‫للطاقة اإليجابيّة لمن حوله‪ ،‬وتجعلهم يرغبون‬
‫بالتقرب منه‪ .‬وجود جزء غامض في الحبيب‪ ،‬يدفع‬ ‫ّ‬
‫الشريك للرغبة في فهمه والتواصل معه أكثر‪ ،‬وقد‬
‫ينتهي األمر بالوقوع في حبّه مع الوقت‪ ،‬عندما‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫يجذه مميّزا ً و ُمختلفا ً عن اآلخرين‪ ،‬لكن يجب أال‬
‫يُبالغ الحبيب في غموضه وعدم إظهار نفسه‬
‫لشريكه فيظنه يحاول إبعاده عنه‪ .‬أسئلة الزوار‬
‫بواسطة ما هو دعاء الزواج من شخص معين؟‬
‫الحمد هلل وحده‪ ،‬والصالة والسالم على من ال نبي‬
‫بعده‪ ،‬أما بعد‪ :‬حياكم هللا‪ ...‬ما دعاء الزواج‬
‫المستجاب من شخص معين ب ‪ 3‬آيات من سورة‬
‫البقرة؟ ‪ 0‬هل سورة البقرة تيسر الزواج من‬
‫ّاك هللا أختي السائلة‪ ،‬وأسأل هللا‬
‫شخص معين؟ حي ِ‬
‫ت من‪ ...‬االهتمام‬ ‫يؤتيك سؤلَك وييسر ِ‬
‫لك ما تمني ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن‬
‫والمعاملة الحسنة ينجذب المرء للشخص الذي‬
‫يعتني به‪ ،‬ويهتم بمشاعره‪ ،‬ويُحاول إسعاده‪ ،‬ومن‬
‫مظاهر االهتمام ما يأتي‪ :‬مساعدة الشريك عند‬
‫ي له وتشجيعه‬ ‫الحاجة‪ ،‬إضافةً لتقديم الدعم المعنو ّ‬
‫على تحقيق أهدافه وطموحاته‪ .‬الوقوف إلى جانب‬
‫الشريك والتخفيف عنه عندما الشعور بالفشل‪ ،‬أو‬
‫ّ‬
‫وبث الطاقة اإليجابيّة فيه ورفع‬ ‫اإلرهاق من العمل‪،‬‬
‫معنويّاته‪ .‬منح الشريك الوقت الكافي ومشاركته‬
‫النشاطات واألوقات المرحة‪ .‬تعزيز الثقة مع‬
‫الشريك من خالل الوفاء بالعهود والحفاظ عليها‪.‬‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫تلبيّة الحبيب حاجات شريكه‪ ،‬ومراعاة رغباته‪،‬‬
‫والعمل على تحقيقها قدر اإلمكان الحصول على‬
‫حماية الحبيب‪ ،‬وعنايته‪ ،‬ما يجعل المرء يتعلق به‬
‫أكثر ويحبه مع الوقت اإلعجاب ال ُمتبادل وإشارات‬
‫لغة الجسد يكون الحب في بعض األوقات شعورا ً‬
‫ُمتبادالً‪ ،‬حيث ينجذب المرء للحبيب عندما يشعر‬
‫بمشاعر اإلعجاب أو الحب التي يُبادر إلظهارها‬
‫له‪ ،‬وقد يستجيب إلشارات الجسد التي يُعبّر بها‬
‫ي ال شعوري‪،‬‬ ‫الحبيب عن مشاعره‪ ،‬كاعتراف جسد ّ‬
‫ومن هذه اإلشارات ما يأتي اإلبتسامة بعفويّة‪ ،‬أو‬
‫الضحك باستمرار بلُطف مع الشريك‪ ،‬ومحاولة‬
‫إضحاكه عندما يتحدثان معا ً‪ .‬اإلتصال البصري‪،‬‬
‫والنظر إلى الشريك بتركيز وتمعّن بشك ٍل جذّاب‪،‬‬
‫وقد يكون ذلك من بعيد‪ ،‬او أثناء الحديث وجها ً‬
‫لوجه‪ .‬محاولة جذب الشريك ولفت إعجابه‪ ،‬من‬
‫خالل الحركات الجسديّة المختلفة االإراديّة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫طريقة الوقوف‪ ،‬أو السير‪ ،‬أو حركة اليدين‪ ،‬أو‬
‫نغمة الصوت‪ ،‬وغيرها من إشارات لُغة الجسد‬
‫المميّزة‪ .‬عالمات تدل على الوقوع في الحب هنالك‬
‫بعض العالمات الواضحة التي تؤكد على شعور‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫المرء بالحب اتجاه الطرف اآلخر‪ ،‬ومنها ما يأتي‪:‬‬
‫التفكير الدائم بالشخص عند اختالف األماكن‪ ،‬وعدم‬
‫تواجده معه‪ ،‬واإلحساس باالشتياق الدائم له‪ .‬عدم‬
‫تذكر العالقات السابقة واألشخاص الذين سبق أن‬
‫تعرف المرء عليهم‪ ،‬وتمركز التفكير حول الشريك‬ ‫ّ‬
‫الجديد‪ .‬محاولة اختالق األعذار‪ ،‬أو تهيئة الظروف‬
‫في سبيل رؤية الحبيب و ُمحادثته‪ ،‬أو سماع صوته‬
‫على الهاتف في ُمعظم األوقات‪ .‬التحدث عن‬
‫الحبيب بشك ٍل ُمبالغ به أمام اآلخرين‪ ،‬من ش ّدة حب‬
‫المرء له‪ ،‬وقد يُكرر الحديث ذاته ع ّدة مرات دون‬
‫االنتباه لنفسه‪ .‬وضع الخطط المستقبليّة وتضمين‬
‫الحبيب فيها‪ ،‬وجعله جزءا ً أساسيا ً من مستقبل‬
‫المرء‪ ،‬وطرفا ً هاما ً في حياته‪ .‬الحب يُعبّر الحب‬
‫عن سلسلة من المشاعر الجميلة وال ُمعقّدة التي‬
‫يصعب وصفها بالكلمات بشك ٍل دقيق‪ ،‬فهو عاطفة‬
‫قويّة تنتاب المرء اتجاه شريكه‪ ،‬لكنها تختلف من‬
‫شخص آلخر في عالماته‪ ،‬وطريقة التعبير‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫والتصرف الناجم عنه‪ ،‬وكميّة الشعور الذي يتملّكه‪،‬‬
‫ّ‬
‫بنا ًء على ثقافة كل شخص‪ ،‬وشخصيّته‪ ،‬لكنه‬
‫بالتأكيد إحساس عظيم يجعله يتعلق بالحبيب‪ ،‬ويهتم‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫ألمره‪ ،‬ويعتني به‪ ،‬ويشعر اتجاهه بالمو ّدة‪،‬‬
‫واالحتياج‪ ،‬واالشتياق‪ ،‬وغيرها من األحاسيس‬
‫العميقة الدافئة‪ ،‬كما أن األشخاص اختلفوا في تفسير‬
‫الحب‪ ،‬وحول أذا ما كان اختيارا ً خاصا ً بالمرء‪ ،‬أو‬
‫شعورا ً يحدث بدون وعي‪ ،‬وال يُمكن التنبؤ به‪،‬‬
‫والسيطرة عليه‪ ،‬لكن رغم ذلك فهو سيظل عاطفةً‬
‫مميّزة تنمو مع الوقت وتُكلل حياة المرء بالسعادة‬
‫والبهجة عندما يكون صادقا ً في مشاعره‪ ،‬و ُمتناغما ً‬
‫مع شريكه‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬لماذا نشتاق لمن‬


‫نحب‬
‫يعتبر الشوق إلى الحبيب من عالمات المحبة التي تظهر‬
‫على المحب ‪ ،‬فاإلنسان يحب إنسانا ً تراه يحمل الكثير‬
‫من المشاعر واألحاسيس الجميلة اتجاهه ‪ ،‬ومن بين تلك‬
‫المشاعر الشوق وتذكر الحبيب ‪ ،‬لذلك نرى المحبين‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫دائما ً يقفون على أطالل الحبيب التي تذكرهم به‬
‫وتشوقهم إليه ‪ ،‬كما أن رؤية المحب ألشياء تعود لحبيبه‬
‫أو تلمسها تكون كفيلة بإيقاد نار االشتياق إلى حبيبه ‪،‬‬
‫والشوق إلى الحبيب يبدأ منذ لحظة غيابه عن المحب ‪،‬‬
‫فترى المحب يذكر صورته دائما ً ويتمثلها أمامه ‪ ،‬وقد‬
‫يجسد صورته ويتكلم معه ليعبر عن محبته واشتياقه إليه‬
‫‪ ،‬فللشوق حقيقة لذة في قلوب المحبين عجيبة تسمو‬
‫بنفوسهم وتعلو ويشعرون بمشاعر الشوق وكأنهم طير‬
‫يحلق حول منزل الحبيب ال يغيب عنه ‪ ،‬وقد ورى‬
‫التاريخ قصص المحبين المشتاقين وكيف كانوا يحملون‬
‫مشاعر الحب المتوقدة في نفوسهم اتجاه من يحبون ‪،‬‬
‫وإن الشوق من حيث أنه من عالمات المحبة والعشق له‬
‫أسباب يعرفها كل من ذاق طعم الحب ومر به ‪ ،‬فما هي‬
‫‪.‬تلك األسباب ؟‬

‫يدرك المحب أنه بمالقاة حبيبه ورؤيته ومحادثته تتحقق‬


‫له رغبات نفسه وشوقه إلى حبيبه ‪ ،‬فالشوق لمالقاة‬
‫الحبيب هو حاجة ال يستغني عنها المحبون ‪ّ ،‬‬
‫ألن الشوق‬
‫تصنعه مشاعر الحب والشوق ‪ ،‬ويزيد هذا الشوق عندما‬
‫يبتعد المحب عن حبيبه ‪ ،‬وال تس ّد رمق النفس وعطشها‬
‫واشتياقها للحبيب إال من خالل اللقاء ‪ ،‬فنحن نشتاق ألننا‬
‫نرغب بلقاء األحبة ‪ ،‬لذلك ترى الوالد المحب ألوالده‬
‫حين يغيب عنهم لسفر وعمل يولد في نفسه في بالد‬
‫الغربة مشاعر االشتياق الكبيرة للقاء ابنائه ‪ ،‬تراه يتنظر‬
‫بفارغ الصبر اللحظة التي يرجع فيها إلى أوالده‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫ليحتضنهم ويضمهم إليه ‪ ،‬وإن ما يحمله على هذا‬
‫اإلشتياق إداركه أن نفسه ال تكتمل بدون وجود أولئك‬
‫الناس الذين يكملون حياته ويجملونها باستمرار ‪ ،‬كما أن‬
‫اإلنسان يشتاق لحبيبه ألنه يدرك أنه أكثر الناس قربا ّ‬
‫إليه ‪ ،‬وهو أكثر الناس استماعا ّ إليه حيث يبث همومه‬
‫ومشاكله ‪ ،‬كما أن الحبيب هو الناصح األمين لحبيبه ‪،‬‬
‫وهو القادر على إعطاءه المشاعر والحب الذي يروي‬
‫ظمأ نفسه ‪ ،‬فقد يجتمع اإلنسان بأناس كثيرين ولكن ال‬
‫يشعر باالشتياق نحوهم ألنه لم يحمل مشاعر المحبة‬
‫الصادقة نحوهم ولم يتبادلها معهم يوما ّ ‪ ،‬فبإدارك معنى‬
‫المحبة بين المحبين يدرك المرء اإلجابة على سؤال ‪،‬‬
‫‪ .‬لماذا نشتاق لمن نحب‬

‫االسباب العلمية لالشتياق‪:‬‬


‫حالةً طبيعيةً‪ ،‬وي ُمر بها كل البشر لألحباء يُعتبر االشتياق‬
‫كتعبير عن تعلّقهم بأشخاص آخرين‪ ،‬فعند بداية أ ّ‬
‫ي‬
‫عالقة عاطفيّة تتوقّف كل من اللوزة الدماغيّة‪ ،‬وقشرة‬
‫الفص الجبهي عن العمل‪ ،‬م ّما يمنع األفكار وإطالق‬
‫األحكام السلبيّة على الشريك بسبب توقّف المناطق‬
‫المسؤولة عن ذلك في الدماغ‪ ،‬وبعد انفصال أصحاب‬
‫العالقة يبدء دماغ الشخص بمرحلة االنسحاب من التعلّق‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫العاطفي‪ ،‬ويزداد إفراز الدوبامين بعد تنشيط المنطقة‬
‫القطنيّة‪ ،‬مما يُسبّب مرحلةً صعبةً ومتكررةً من التفكير‬
‫الهوسي بالطرف اآلخر واالشتياق إليه‪ ،‬بالرغم من أن‬
‫الحب في األساس ليس عاطفةً‪ ،‬بل نظاما ً تحفيزيّا ً وجزءاً‬
‫من نظام ال ُمكافأة في الدماغ بحسب عالمة علم اإلنسان‬
‫‪.‬هيلين فيشر‬
‫طرق التغلب علي االشتياق‬
‫التحدث عن المشاعر‬
‫صة في‬ ‫قد يُساعد الت ُّحدث إلى اآلخرين عن المشاعر الخا ّ‬
‫النفسي الناتج عنه‪ ،‬واأللم التغلّب على مشاعر االشتياق‬
‫خاصةً عند التحدُّث إلى األصدقاء وأفراد العائلة الذين‬
‫يُمكن الوثوق بهم‪ ،‬واالعتماد عليهم‪ ،‬والتحدّث معهم‬
‫بحريّة تا ّمة من أجل الحصول على الدعم النفسي الالزم‬
‫طرق ُمحدّدة‬‫للنسيان‪ ،‬كذلك يُمكن طلب القيام بأنشطة و ُ‬
‫سن من مزاج الشخص مع األصدقاء واألقارب‬ ‫‪.‬تُح ّ‬

‫القيام باألنشطة‬
‫يوجد العديد من األنشطة‪ ،‬واألعمال التي يُمكن القيام بها‬
‫من أجل نسيان مشاعر االشتياق ألحدهم‪ ،‬مثل‪ :‬المشي‬
‫طويالً‪ ،‬و ُممارسة التمارين الرياضيّة‪ ،‬وأخذ حمام دافئ‪،‬‬
‫والقراءة‪ ،‬والكتابة‪ ،‬و ُمقابلة األصدقاء‪ ،‬و ُمشاهدة األفالم‪،‬‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫واستخدام الحاسوب للترفيه واللعب‪ ،‬وح ّل األلغاز‪،‬‬
‫صة‪ ،‬وغيرها من األعمال‪،‬‬ ‫والعناية بالحديقة الخا ّ‬
‫واألنشطة التي تجعل الجدول الزمني للشخص ُمزدحماً‪،‬‬
‫بحيث ال تترك له مجاالً للشعور‬
‫المعني‪ ،‬وذلك بسبب انشغال العقل‪ ،‬للشخص باالشتياق‬
‫وتركيزه على إنجاز المهام هذه‪ ،‬وتُعتبر هذه الطريقة‬
‫عالجا ً ف ّعاالً لالشتياق والتعلّق‪ ،‬بدالً من تلقّي المشاعر‪،‬‬
‫‪.‬والعواطف ال ُمؤلمة السلبيّة‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬االشتياق لشخص في علم‬


‫النفس‬
‫ما هو االشتياق‬
‫االشتياق هو الشعور بفقدان أحدهم والتفكير فيه‬
‫باستمرار والرغبة في رؤيته أو التحدث معه‪ ،‬والسبب‬
‫في ذلك هو عمل العقل على إظهار اإليجابيات وتالفي‬
‫سلبيات الطرف اآلخر وعدم التفكير في تصرفاته‬
‫المزعجة أو بعض العادات التي كان ال يتقبلها اإلنسان‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫في وقت ما وبالتالي يحدث الشعور بالوحدة واالشتياق‬
‫‪.‬له‬
‫أسباب االشتياق للحبيب في علم النفس‬
‫يعود االشتياق للحبيب في علم النفس إلى بعض األسباب‬
‫‪:‬منها‬
‫‪‬‬ ‫الشعور بالوحدة وعدم األمان واإلستقرار إال‬
‫بالتواجد مع بعض األشخاص وإن كانوا غير‬
‫مقربين إال أن التواجد معهم يجعل اإلنسان يشعر‬
‫‪.‬بالراحة والطمأنينة‬
‫‪‬‬ ‫الصفات المشتركة بين شخص وآخر مثل التشارك‬
‫في نفس الهواية أو االهتمامات المشتركة بينهم‪،‬‬
‫فمن الطبيعي أن كل من الحبيبين يحاوالن فهم‬
‫بعضهم البعض ومحاولة االشتراك وممارسة نفس‬
‫األنشطة واالهتمامات وبالتالي فإن فقدان أحد‬
‫الحبيبين لآلخر يجعله غير قادر على القيام بنفس‬
‫األنشطة واالهتمامات التي كانوا يمارسونها سويًا‬
‫‪.‬وبالتالي يشعر باالشتياق له‬
‫‪‬‬ ‫عدم القدرة على تجاوز فترة الفراق بين األحبة أي‬
‫أنه عند انفصال الحبيبين عن بعض قد يشعر أحدهم‬
‫باالشتياق الشديد والندم وقد يصل األمر إلى‬
‫‪.‬اإلصابة باالكتئاب‬
‫‪‬‬ ‫الحب الشديد والعاطفة القوية تجاه شخص محدد‬
‫‪.‬تخلق شعور االشتياق‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫ما هي مظاهر االشتياق‬
‫‪:‬من مظاهر االشتياق لشخص ما‬
‫‪‬‬ ‫محاولة التعامل مع ذلك الشخص بشكل مستمر‬
‫ودائ ًما ما يكون هناك اهتمام وطريقة مختلفة في‬
‫التعامل بين الحبيبين وبين باقي الناس‪ ،‬ويحرص‬
‫كال الحبيبين إلى االنتباه إلى ما يحب ويكره كل‬
‫‪.‬منهما‬
‫‪‬‬ ‫التحدث بشكل دائم مع ذلك الشخص‪ ،‬والتحدث مع‬
‫غيره عليه ووصف مدى مشاعر الحب واالشتياق‬
‫‪.‬له‬
‫‪‬‬ ‫التواصل البصري وإظهار الحب واالشتياق من‬
‫‪.‬خالل النظر إلى الحبيب‬

‫عالمات تدل على االشتياق‬


‫توجد بعض العالمات التي من خاللها يمكن االستدالل‬
‫‪:‬على االشتياق والحب لشخص ما‬
‫‪‬‬ ‫محاولة الشخص قضاء بعض األوقات مع حبيبه‬
‫وان كان لديه الكثير من األعمال والضغوطات‬
‫‪.‬اليومية‬
‫‪‬‬ ‫محاولة خلق األحاديث والمواضيع للتحدث مع‬
‫‪.‬الحبيب بأي شكل من األشكال‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫‪‬‬ ‫اتصال الطرفين ببعضهم والتحدث والسؤال عن‬
‫بعضهم البعض وسؤال كل طرف لآلخر عن‬
‫أحواله وكيف كان يومه‬
‫‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫عند االشتياق للحبيب‪ ،‬فإنك تظل تفكر فيه ويشتت‬
‫انتباهك‪ ،‬ومن المفترض أن يشعر الشخص اآلخر‬
‫بنفس الشعور‪ ،‬فعندما يراك أو يُذكر اسمك أمامه‬
‫يشعر بالبهجة ويبتسم ال إراديًّا‪ ،‬ويتذكر المواقف‬
‫التي تجمعكم م ًعا‪ ،‬وقد تظهر عليه عالمات تدل‬
‫على ذلك سواء عند اللقاء به‪ ،‬أو من خالل معرفتك‬
‫‪.‬بذلك من أحد األصدقاء المشتركين‬
‫‪‬‬ ‫عندما يقوم باالتصال عليك بشكل مستمر‪ ،‬أو من‬
‫خالل متابعة منشوراتك واالهتمام بالتواصل معك‬
‫سواء من خالل الهاتف المحمول أو عبر مواقع‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬هذه عالمة قوية لشدة اشتياقه‬
‫‪.‬لك‬
‫‪‬‬ ‫تستطيع أن تطلب المساعدة من أحد األصدقاء من‬
‫خالل التحدث مع الحبيب وذكرك أمامه‪ ،‬أو ذكر‬
‫بعض األشياء واألمور المتعلقة بك‪ ،‬وفي حالة كان‬
‫الحبيب مشتاق إليك‪ ،‬فسيالحظ الصديق االهتمام‬
‫‪.‬الكبير الذي سيظهر على الحبيب في هذا الوقت‬
‫‪‬‬ ‫عندما يتحدث معك الحبيب في وقت الليل أو في‬
‫بداية النهار‪ ،‬فهي إشارة إلى شدة اشتياقه لك‪ ،‬كذلك‬
‫إذا قام بإرسال بعض الرسائل سواء على الهاتف أو‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫على تطبيق مثل الماسنجر أو الواتساب‪ ،‬فهذا يشير‬
‫إلى شدة الحب والتفكير في الحبيب خاصةً في‬
‫‪.‬الوقت الذي يبقى فيه الشخص بمفرده‬
‫‪‬‬ ‫زيارة األماكن التي جمعتكم معًا‪ ،‬تعتبر عالمة من‬
‫العالمات التي تدل على الشوق‪ ،‬فمن يشتاق يريد أن‬
‫يتذكر األشياء التي قام بها مع الحبيب‪ ،‬أو البحث‬
‫‪.‬عن األماكن التي قاموا بزيارتها سويًّا‬
‫‪‬‬ ‫شوق الحبيب عالمة من عالمات الحب ومشاعره‬
‫القوية‪ ،‬ومن المستحيل أن يتواجد حب بين شخصين‬
‫دون الشعور باالشتياق‪ ،‬فالمحب يريد دائما أن‬
‫يتقابل مع محبوبه‪ ،‬وفي حالة كان بعيدًا عنه ومن‬
‫الصعب مقابلته فإنه يشعر وقتها بشوق شديد له‪،‬‬
‫وإذا تقابل معه بعد مدة طويلة يشعر وقتها بالحنين‬
‫له‪ ،‬ويعبر عن هذا الشوق بطرق مختلفة‪ ،‬ولكن في‬
‫بعض األحيان وبسبب ظروف عديدة يقل الحب‬
‫وبالتالي يقل الشعور باالشتياق‪ ،‬ويتساءل الكثير عن‬
‫كيفية تجديد مشاعر الحب وجعل الحبيب يشتاق‬
‫إلينا؟‬
‫كيف يشعر الحبيب بالشوق اتجاه حبيبه؟‬
‫‪‬‬ ‫شخص آلخر‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫تختلف طرق التعبير عن الحب من‬
‫فكل منّا له طبع مختلف عن اآلخر‪ ،‬ولذلك ال يلزم‬
‫أن تقارن الفتاة عالقتها العاطفية التي تعيشها بعالقة‬
‫حب صديقتها‪ ،‬وكذلك الرجل ال ينبغي أن يقارن‬
‫حياته العاطفية بحياة صديقه‪ ،‬فهناك أشخاص‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫يعبرون عن الحب للطرف الثاني ويظهر عليهم‬
‫ذلك‪ ،‬عن طريق االهتمام بهم وبأمورهم والتواصل‬
‫معهم خالل اليوم‪ ،‬أو أن يجلب لحبيبه هدية أو يقوم‬
‫مكان ما لتناول العشاء‪ ،‬أو أن‬
‫ٍ‬ ‫بدعوته للذهاب إلى‬
‫يراقب حسابه على مواقع السوشيال ميديا‪ ،‬وهناك‬
‫أشخاص آخرون ال يعبرون عن مشاعرهم اتجاه‬
‫الحبيب‪ ،‬فال يقدم أي شئ للطرف األخر وال يقوم‬
‫باالتصال به أو التواصل معه‪ ،‬وهذا ال يعني أنه ال‬
‫يحبه أو ال يشتاق له‪ ،‬فكما ذكرنا أن لكل منّا‬
‫شخصيته المختلفة والتي يعبر بها عن كل ما يدور‬
‫‪.‬بداخله بطريقة مختلفة‬

‫الفصل السادس‪:‬الحب من طرف واحد‬


‫ال يعترض أحد على أن الحب يمنح للحياة نكهة السعادة‬
‫وأمارات الفرح‪..‬ولكن عندما يكون الحب من طرف‬
‫واحد‪،‬والصبر من طرف واحد‪،‬والتنازل من طرف‬
‫واحد‪،‬فإن هذا يُنذر بتطورات ونتائج غير طيبة !! إن‬
‫الحب كما يقولون ‪« :‬نعمة عظيمة ينعم بها المحبون‪،‬لكن‬
‫هذه النعمة قد تتحول في أحيان كثيرة إلى معاناة قاسية‬
‫وعذاب بال نهاية للروح والجسد» ‪ ..‬وإن تم السؤال لم ؟‬
‫تأتي اإلجابة ‪ :‬ألن الحب من طرف واحد عذاب ودموع‬
‫وقهر‪،‬وفى حالة االعتراف به يكون محرج وجارح‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫لمشاعر الرجل‪،‬ويكون ذل ومهانة كبيرة للمرأة يقلل من‬
‫قيمتها وقدرها ! ‪«،‬الحواس الخمس» استطلع هذا‬
‫الموضوع مع مجموعة من األشخاص الذين وإن تفاوتت‬
‫آراءهم ‪،‬إال أنهم أكدوا على نقطة واحدة هي الحب الذين‬
‫يكون من طرف واحد‪،‬و من أصعب أنواع الحب التي قد‬
‫يواجهها إنسان ما بحيث يعيش في حيرة قاتلة‪،‬ال يمكنه‬
‫! أبدا التخلص منها‬

‫مصدر تعاسة‬

‫أحالم محمد آل علي ( موظفة ) تقول ‪ :‬إذا كانت العالقة‬


‫العاطفية قائمة بين طرفين يحبان بعضهما‬
‫البعض‪،‬ويتبادالن نفس األحاسيس والشعور فإنها ستتوج‬
‫بالزواج حتما‪..‬أما الحب من طرف واحد فليس سوى‬
‫مصدرا للتعاسة واأللم والعذاب‪،‬خصوصا وأن القلب‬
‫يأبى إال أن يكون سيّد نفسه‪،‬مهما بلغ عذاب ومعاناة‬
‫صاحبه ! ُمضيفة ‪ :‬وكما قرأت حول هذا الموضوع أن‬
‫الحب من طرف واحد يبدأ في مرحلة المراهقة عندما‬
‫تكون صورة الحب والترابط ليست واضحة وبسيطة‪،‬‬
‫فكل شخص يحتاج في هذه المرحلة أن يمارس مشاعر‬
‫الحب دون وجود طرف آخر‪،‬لذا نجد أنفسنا ننجذب إلى‬
‫قراءة القصص الرومانسية أو مشاهدة أفالم معينة‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫ونرتبط عاطفيا ً باألبطال أو بأي شخص نراه مناسبا ً وبه‬
‫‪.‬صفات رائعة كثيرة لشريك العمر‬

‫تجربة مؤلمة‬

‫أما الفنان اإلماراتي عبدهللا الحريبي فيوضح في قوله ‪:‬‬


‫يسمى الحب من طرف واحد باسم «الحب السلبي» حيث‬
‫إنه حب ناقص أو مبتور‪ ،‬لم يكتمل طرفاه‪،‬وهو يسبب‬
‫حيرة‪،‬أو قلقا ً لن يشعر به ألنه ال يعرف مشاعر من يحبه‬
‫! وشخصيا مررت بهذه التجربة التي سببت لي الكثير‬
‫من اآلالم‪..‬مضيفا ‪ :‬أن الحب من طرف واحد يعتبر كبتا‬
‫للمشاعر والتي إن ظهرت تعتبر أمرا جميال السيما وأنها‬
‫ستتوج في النهاية برباط الزواج والحب المستمر مدى‬
‫‪.‬الحياة‬

‫تضحيات وتنازالت‬

‫مريم حسين المازم ( موظفة) تقول ‪ :‬فمع كل تقديري‬


‫للحب‪ ،‬وقناعتي بأن السعادة التي يعيشها اإلنسان عندما‬
‫يسكن إلى من يحبه قد ال تعادلها سعادة في الدنيا‪،‬وعلى‬
‫الرغم من كل هذا إال أن ذلك الحب عندما يكون من‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫طرف واحد فإنه يتحول إلى لعنة ال تحمل لصاحبها إال‬
‫تدميرا عندما يكون‬
‫ً‬ ‫الشقاء واأللم!ثم تصبح اللعنة أكثر‬
‫ضا الصبر والتنازل من طرف واحد‪،‬فالشخص‬ ‫أي ً‬
‫الراغب باالرتباط بمن يحبها عليه أن يقبل بجميع‬
‫الشروط المادية ألهل محبوبته‪،‬ثم يقبل أن تغير مسار‬
‫حياته ويضحي بفرصة العمل في الخارج مثال ألن‬
‫محبوبته لها حياتها التي ال تستطيع االستغناء عنها‪،‬ثم‬
‫تتوالى بعد ذلك سلسلة التنازالت والتضحيات ألنه‬
‫يتعامل مع طرف يشتري ويبيع بحسابات المصالح ‪-‬‬
‫وهذا من حقه‪ -‬أما هو فإنه يتعامل بلغة القلب‪ ،‬هي لغة ال‬
‫‪.‬يعرفها الطرف اآلخر‪،‬وربما ال يعترف بها‬

‫البوح يُجنب األزمات‬

‫ويشير فاضل عبدالكريم آل علي (موظف) أن الرجل‬


‫والمرأة متساويان في نفس المعاناة إذا كان حبهم من‬
‫طرف واحد وال يستطيع الطرفان البوح لآلخر بطريقة‬
‫مباشرة خوفا ً من رفض الطرف األول‪،‬أو عدم الرغبة‬
‫في الوقوع في موقف محرج هما في غنى عنه ! متسائال‬
‫‪ :‬ما المانع من قيام الطرف الذي يحب بالبوح للطرف‬
‫اآلخر عن «بئر» مشاعره‪..‬ألنه مع اإلصرار على عدم‬
‫التصريح بالمشاعر ستمر سنوات العمر هباء‪..‬مؤكدا‬
‫على أهمية البوح فهو أنسب طريقة لتجنب األزمات‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫العاطفية والصحية‪،‬فالنصيحة هنا البوح وعدم كتم هذه‬
‫المشاعر فإخالء سبيلها أول طريق العالج من هذه‬
‫‪.‬المشاعر السلبية‬

‫من يستحق الحب‬

‫وتقول الفنانة التشكيلية الشابة مريم الحجي ‪ :‬إن جمال‬


‫الحب هو تبادل المشاعر بين الطرفين‪،‬فإذا لم يستجب‬
‫الطرف الثاني للحب وكان الحب من طرف واحد‪ ،‬فعلى‬
‫الشخص أن ينساه ويبحث عن من يقدر حبه‪،‬وال يعيش‬
‫وهم تجربة الحب إن كان من طرف واحد‪..‬مضيفة ‪ :‬قد‬
‫يكمن عالج هذا األمر بالنسيان ! ولكن حتى النسيان أو‬
‫أن يدير المحب ظهره لهذا الحب شيء أمل مستحيل‪،‬فمن‬
‫السهل أن نقول ألحد يحب حبا من طرف واحد أن عليه‬
‫أن ينسى‪،‬لكن ذلك شيء ليس بمقدوره أو حتى في يده‬
‫بحيث يستطيع التحكم به ! ولكن مع هذا يمكنه أن ينسى‬
‫! بسهولة‪،‬إنها معاناة و من طرف واحد‬

‫مشاركة من طرفين‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫وتبدي الفنانة واإلعالمية فاطمة الطرابلسي رأيها حول‬
‫هذا الموضوع قائلة ‪ :‬الحب بصفة عامة هو مشاركة بين‬
‫شخصين أما الحب من طرف واحد فهو مشاعر معينة‬
‫موجودة عند شخص ما لكن بشكل شخصي وداخلي دون‬
‫إظهار هذه المشاعر والعواطف‪..‬مضيفة ‪ :‬من وجهة‬
‫نظري الخاصة بأنه إذا كان الشخص مثال يعرف جيدا‬
‫أن محبوبه ال يبادله مشاعر الحب‪،‬إال أنه يصر بأن يظل‬
‫مرتبطا به ولو من بعيد‪ ،‬ويمنّي نفسه لو أن قلب محبوبه‬
‫يلين في يوم من األيام‪،‬فيصبر ويطيل االنتظار‪..‬وكلما‬
‫مرت األيام والشهور والسنوات يتضاعف حجم األلم‬
‫والمعاناة وتصبح لحظات االنتظار ثقيلة أكثر‪،‬وقد تحدث‬
‫المفاجأة القاسية‪ ،‬أو الكارثة‪،‬ويتزوج المحبوب‪،‬ليبدأ‬
‫‪.‬جحيم معاناة من نوع آخر‬

‫طريقة غير مباشرة‬

‫أحمد جابر عيسى ( موظف) يخالف موضوع البوح‬


‫المباشر لمن نحبه وهو يجهل ما تكنه قلوبنا له‪..‬موضحا‬
‫بأنه يمكن اكتشاف ارتياح الطرف اآلخر لنا عن طريق‬
‫التماس بعض المشاعر والعاطفة من الطرف الثاني‬
‫للتأكد من هذا الحب قبل التصريح به‪،‬ومن هنا تستطيع‬
‫الفتاة معرفة هل الطرف األخر يستجيب لها هو أيضا ً أم‬
‫ال قبل أن يتحول هذا الحب إلى حالة مرضية مزمنة ال‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫يمكن التخلص منها على مدى العمر ! ومن جانب آخر‬
‫يقول أحمد إذا كانت المرأة تحب رجال بحيث ال ترى‬
‫رجالً في الحياة سوى هذا فعليها أن تثق في إحدى‬
‫صديقاتها وتجعلها تكلمه كأنها ترشح له صديقتها للزواج‬
‫وتعرف رأيه فيها صراحة‪،‬وعليه تستطيع الحكم إما أن‬
‫يرتبط بها أو تنساه وترتاح من هذا العذاب المسمى الحب‬
‫من طرف واحد إنه انتحار باختصار‬
‫الحب من طرف واحد‪ ..‬شائع جدا ً‬
‫غالبا ً ما يكون الطرف المحبوب في قضية الحب من‬
‫طرف واحد؛ هو أحد األصدقاء أو المعارف‪ ،‬أو شخصا ً‬
‫ما تصادفه دائما ً في مكان العمل‪ ،‬أو المدرسة أو أي‬
‫أنشطة أخرى تتضمن عدداً كبيراً من األشخاص‪ ،‬كما أن‬
‫الحب من طرف واحد موضوع شائع في الكثير من‬
‫الدراما التلفزيونية أو الثقافات الشعبية أو األدب أيضاً‪،‬‬
‫مثل الرواية المشهورة (غاتسبي العظيم)‪ ..‬لكن هل‬
‫يجعله حبا ً صالحا ً وصحيحاً؟‬

‫إن الدراسات التي أجريت حول موضوع العالقات؛ " ‪:‬‬


‫تشير إلى أن األشخاص الذين ينخرطون في العالقات‬
‫بقلق‪ ،‬هم أكثر عرضة لتجربة الحب دون مقابل من‬
‫أولئك الذين يدخلون في العالقات بثقة"‪ ،‬كما تجدر‬
‫اإلشارة أيضا إلى أن األشخاص الذين يحاولون تجنب‬
‫عالقات الحب هم أقل عرضة لتجربة الحب من طرف‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫واحد‪ ،‬لكنهم يتمتعون "بالمشاعر الرومانسية المثالية"‬
‫من مسافة بعيدة!‪ ..‬وتقول الدكتورة دوفورد‪" :‬إن‬
‫األشخاص الذين لديهم أنماط تعلق آمنة؛ هم األقل‬
‫‪".‬عرضة للحب من طرف واحد‬
‫في الدفاع عن الحب من طرف واحد‬
‫ربما يكون أفضل مثال واألكثر صالحية للحب أحادي‬
‫الجانب؛ حب الوالدين وهو حب من دون مقابل وغير‬
‫مشروط‪ ،‬فالمحبة دون قيد أو شرط‪ ..‬حب الطفل بغض‬
‫النظر عما يفعله‪ ،‬ألن هذا جزء من كونهما والدان‬
‫جيدان‪ ،‬فالعديد من اآلباء يدركون أن "الحب غير‬
‫المشروط" بين أنفسهم وأطفالهم يكاد يكون إلى حد ما‬
‫أحادي الجانب‪ ،‬إنهم يحبونه حتى عندما ال يحب االبن‬
‫العودة إليهم عندما يكبر وينطلق في حياته‪ ،‬كما أنه شيء‬
‫متوقع من قبل الوالدين دوماً‪ ،‬لكن ماذا عن الحب‬
‫الرومانسي؟ هل نصف الحب من طرف واحد أفضل من‬
‫عدم الحب؟ هل هو صحيح وصحي حتى؟‬
‫ضغوط عالقة الحب من طرف واحد على الطرفين‪ :‬إن‬
‫األكثر شيوعا ً بين هذه الضغوط التي تسببها مشاعرك‪،‬‬
‫هو القلق بسبب عدم االرتياح لوجود شيء يضغط على‬
‫المحبوب‪ ،‬كما يتناقض ذلك بشكل مباشر مع رغباتك‬
‫واحتياجاتك‪ ،‬ويمكن توصيف هذا اإلحساس بدقة بالقول‪:‬‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫هذه المشاعر النبيلة واألحاسيس الفاتنة التي تمتلكها اتجاه‬
‫محبوب ما؛ مترجما ً مشاعرك وعواطفك السعيدة‪ ،‬ما هي‬
‫إال وإزعاج ضمني و"اغتصاب" لمشاعره‪ !..‬من خالل‬
‫منح اإلذن لنفسك للدخول في حالة نزاع وكأنك في‬
‫مباراة تحاول أن تكسب من خاللها!‬
‫مخاطر الحب من طرف واحد على كال الطرفين‬
‫نحن نحب قصصا عن الحب وحاالت حب من دون‬
‫مقابل؛ ألن معظمنا عانى من الحب‪ ،‬أو نتمنى أن يكون‬
‫هناك شخص ما متلهف علينا ونحب أن نشعر أنه‬
‫صادق‪ ،‬كما اعتدنا وصف الحب من طرف واحد على‬
‫أنه نبيل‪ ،‬ورغبة غير أنانية ورزينة لقبول المعاناة من‬
‫أجل المحبوب‪ ..‬لكن المشكلة هي أنه ليس عالقة صحية‬
‫‪:‬ومتوازنة‪ ...‬فمخاطر الحب من طرف واحد هي‬

‫عدم االستقرار العاطفي‪ :‬يعتقد العشاق من طرف واحد ‪-‬‬


‫أن مشاعرهم تحدد العالقة بينهم وبين المحبوب‪ ،‬حيث‬
‫يركزون على شعورهم حول المحبوب وال يفكرون أبدا‬
‫في شعوره‪ ،‬إنهم ال يتوقفون عن التفكير في مدى‬
‫التساؤل الذي ستثيره محبتهم عند الطرف رافض هذا‬
‫الحب!‪ .‬إنهم يطاردون المحبوب ألنهم دائما رافضون‬
‫بطبيعتهم‪ ،‬أو غاضبون في كثير من األحيان بسبب‬
‫الرفض التي يتلقونه ويشكل عقبة في طريق رضاهم‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫وهذا ليس حب‪ ،‬كما أن الحب بدون رعاية تجارب حياة‬
‫الشخص اآلخر ليس حب‪ ،‬إنه أنانية وسيبقى حب من‬
‫‪.‬دون مقابل‬

‫الحب من طرف واحد حالة خيالية صرفة‪ :‬هذا ما ‪-‬‬


‫يجعله يعطيك شعوراً باألمان‪ ،‬فواقعك في هذا الحب هو‬
‫الواقع الوحيد‪ ،‬لذا ال يمكن أن ينازعك أحد عليه أبداً‪ ،‬وال‬
‫يمكن أن تتعرض "لألذى" أبداً‪ ،‬وهذا ال يجعله حبا ً‬
‫بالمعنى الصحيح للكلمة‪ ،‬لذلك نقول لألشخاص الواقعين‬
‫في حب من طرف واحد عندما يقولون أنهم "مغرمون‬
‫بشخص ال يريدهم"؛ إنهم ال يحبون الشخص بحد ذاته‬
‫لكنهم يحبون حالة حبهم له والمتجسدة في خيالهم فقط!‪...‬‬
‫فأنت مغرم خياليا ً ببعض الصفات الجميلة في هذا‬
‫الشخص‪ ،‬حالة حب مجردة من األشياء التي ال تعجبك‬
‫وال تراها وتحديدا ً ال ترى حقيقة أنه ال يريدك‪ ،‬بالتالي‬
‫‪.‬أنت ال تحبه كما هو موجود واقعيا ً‬

‫الحب من طرف واحد غير جيد للصحة‪ :‬فهل يكون ‪-‬‬


‫الحب من طرف واحد‪ ...‬بعد كل ما قلنا؛ هو الحب‬
‫الوحيد الدائم؟؟!!‪ ..‬قد يكون هذا الحب مستداما ً مع وقف‬
‫التنفيذ وإيقاف تغيير وضع هذا الحب‪ ،‬لكن هذا الحب لن‬
‫يحافظ عل استمرارك وصحتك وسيبقى كما في حالة‬
‫الغاز عديم اللون‪ ،‬بالتأكيد ستستمتع بلوحة تمثل سلة‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫فاكهة متقنة الرسم؛ لكنك بحاجة للفاكهة الحقيقية في‬
‫حياتك‪ ،‬ففي حياتك الواقعية لماذا تهتم بأشخاص لن‬
‫يهتموا إن بقيت أو رحلت!!؟‬

‫شفاء الحب غير المتبادل‬


‫كيف تتجاوز مشكلة الحب من طرف واحد؟‬
‫تم وضع الكثير من العالجات على مر السنين‪ ،‬فالشاعر‬
‫الروماني أوفيد اقترح في كتابه الشعري عن الحب‬
‫عالجات مثل‪" :‬السفر ‪(Remedia Amoris) -‬‬
‫الشيخوخة – رحلة ريفية ‪ -‬السخرية ‪ -‬تجنب الشعر عن‬
‫الحب"‪ ،‬وكي نكون صادقين‪ ..‬ربما يتلخص األمر في‬
‫تقدير الذات‪ ،‬لذا قم بتطوير احترامك لذاتك‪ ،‬وسيبدو‬
‫تبديد طاقتك واهتمامك باألسباب المفقودة لمحبة شخص‬
‫ما؛ أقل جاذبية بشكل ملحوظ‪ ،‬ألن وقتك واهتمامك هما‬
‫أهم األشياء التي تمتلكها‪ ،‬استثمرها على الناس المهمين‬
‫في حياتك واألشياء المفيدة لك‪ ،‬كما إن أفضل شيء يجب‬
‫القيام به عندما تكون مشاعرك غير متبادلة هو محاولة‬
‫‪:‬تجاوزها من خالل الطرق التالية‬

‫ف ّكر‪ ..‬لماذا تريد عالقة رومانسية مع هذا الشخص في ‪-‬‬


‫المقام األول‪ :‬إحدى الطرق التي يمكنك من خاللها‬
‫التخلص من الحب من طرف واحد بسرعة؛ هي تحديد‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫أسباب رغبتك في هذه العالقة في المقام األول‪ ،‬فهل أنت‬
‫عالق مع شخص ما؛ ألنك تخاف من أن تكون وحيداً؟‬
‫حيث يحتاج األشخاص الذين يكافحون في كثير من‬
‫األحيان بسبب الحب دون مقابل؛ إلى التفكير في كيفية‬
‫تقديرهم لذواتهم‪ ،‬على سبيل المثال قد ال يرى بعض‬
‫األشخاص قيمة أنفسهم ما لم يكونوا جزءاً من عالقة‪..‬‬
‫لذلك إذا كنت ترغب في تجاوز حالة حب ال يبادلك فيها‬
‫المحبوب أي مشاعر؛ بادر إلى معرفة سبب رغبتك في‬
‫عالقة مع هذا الشخص‪ ،‬ثم اكتشف عالقتك مع ذاتك‪،‬‬
‫فعندما تحب نفسك سيكون من األسهل عليك اتخاذ‬
‫‪.‬قرارات أكثر صحة‬

‫أعطي نفسك فرصة للحزن‪ :‬عندما تكتشف أن حبيبك ‪-‬‬


‫قد ارتبط رسميا ً مع شخص آخر‪ ،‬أو أن يصارحك بعدم‬
‫امتالك مشاعر الحب نفسها؛ سينفطر قلبك من الحزن‪..‬‬
‫إن القهر الذي ستشعر به لفترة من الوقت هو إحدى‬
‫الطرق لمحاولة تحسين مشاعرك‪ ،‬فال مانع من أن تكون‬
‫‪ (Alisha‬حزين‪ ،‬وتقول مستشارة العالقات أليشا باول‬
‫من المهم اإلقرار بألمك ومنح نفسك اإلذن " ‪Powell):‬‬
‫بالبكاء أو الغضب وإعطاء نفسك بعض الوقت لتندب ما‬
‫كان يمكن أن يكون"‪ ،‬وتضيف‪" :‬قد ال تتجاوز الحالة‬
‫بسرعة كما تتمنى‪ ،‬لكن في النهاية ستتذكر أن الحياة‬
‫‪".‬تستمر بدونه‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫تعلّم من التجربة‪" :‬من السهل أن تنظر إلى الشخص ‪-‬‬
‫الذي أحببته من دون أن يبادلك المشاعر؛ كشخص ال‬
‫يمكنه أن يخطئ‪ ،‬لكن من المهم أن تنظر إلى الوراء‬
‫وتدرك تلك اللحظات في عالقتك‪ ،‬حيث تكون قد منحته‬
‫الكثير من اهتمامك وحبك في مقابل ال شيء منه‪ ،‬ربما‬
‫تستطيع التحدث مع صديقة أو صديق شهد فترة عالقتكما‬
‫معاً‪ ،‬وتخبره بأنك ال تخجل أو تشعر باألسف‪ ..‬لكنك‬
‫تعلمت من هذه العالقة‪ ،‬وفي المرة التالية التي تشعر فيها‬
‫أنك قد تتورط في عالقة حب من طرف واحد‪ ،‬فإنك‬
‫‪.‬تمتلك آلية تحميك من الوقوع في مأزق مماثل‬

‫تعرف على المميزات السلبية واإليجابية في ‪-‬‬


‫شخصيتك‪ :‬عندما يستمر الناس في الوقوع في حب من‬
‫طرف واحد‪ ،‬فإنهم يميلون إلى جعل المحبوب مثالياً‪،‬‬
‫وعادة ما تخرج جميع العيوب من حسابهم‪ ،‬لكن رؤية‬
‫شخص ما على أنه شخص "مثالي" لك يمكن أن يبقيك‬
‫في عالم خيالي‪ ،‬وأنت تعلم إن القدرة على رؤية األخطاء‬
‫والعيوب كذلك نقاط القوة والتميز لدى شخص ما‬
‫واالستعداد لها؛ هي طريقة جيدة للبقاء على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬بالتالي هذا سيجعل شوقك للحبيب أكثر واقعية‬
‫طبعاً‪ ،‬كما تدرك جيدا ً نقاط قوتك وسلبياتك ومع من تريد‬
‫‪.‬أن تكون فعالً‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫كن فخوراً بقدرتك على الحب‪ :‬إن أفضل طريقة ‪-‬‬
‫لتجاوز هذه التجربة هي أن تعترف لنفسك بأنك قادر‬
‫بشجاعة على الحب‪ ،‬بغض النظر عن المعاملة بالمثل‪،‬‬
‫وتقول مستشارة العالقات والمتخصصة بشؤون األسرة‬
‫قد ‪ (Christie Tcharkhoutian):‬غريس تشاركوشيان‬
‫"يكون من الصعب التفكير بهذه الطريقة بعد أن ت ّم‬
‫رفضك‪ ،‬لكن ذ ّكر نفسك بأن لديك الكثير من الحب‬
‫لتقديمه وأن أي شخص سيكون محظوظا ً ليلتقي بك"‪..‬‬
‫بالتالي عندما تلتقي الشخص المناسب؛ ستشكر نفسك‬
‫لعدم السماح لتجربة الحب من طرف واحد بتحطيم‬
‫فؤادك‪ ،‬لكن بدالً من ذلك افتح قلبك لتقدير كل الحب الذي‬
‫ستعطيه للشخص المناسب‪ ..‬والذي سيرعى هذا الحب‬
‫‪.‬في المقابل‬

‫في ختام الفصل ‪ ..‬أن تكون مغرما ً بشخص ال يبادلك‬


‫الحب؛ لهو أمر مؤلم حقاً‪ ،‬لكن تذكر أن الحياة لن تبخل‬
‫عليك بفرصة اللقاء مع الشخص المناسب يوما ً ما‪ ،‬وكما‬
‫قلنا إن الشجاعة التي تمتلكها كي تحب وتتحمل شخصا ً‬
‫ال يبادلك المشاعر؛ لهي مصدر للفخر بنفسك‪ ،‬لكن تذكر‬
‫أن الحب من طرف واحد يؤذي المحبوب رافض هذا‬
‫الحب‪ ،‬لذا إن كنت من ضحايا حب من طرفك فقط؛‬
‫حاول أن تتخلص منه سريعا ً ألنك تعشق الحالة وليس‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫الشخص نفسه‪ ،‬تعرف على ما تريد من عالقة كهذه‬
‫واتبع بقية الخطوات التي ذكرناها سابقا ً وستتجاوز‬
‫الحالة‪ ..‬شاركونا آرائكم من خالل التعليقات على هذا‬
‫‪.‬الموضوع‬

‫الفصل السابع ‪ :‬نسيان الحب من طرف واحد‬

‫طرق لنسيان الحب من طرف واحد المقصود بالحب من‬


‫طرف واحد هو عدم تبادل طرفي العالقة العاطفية لنفس‬
‫المشاعر واألحاسيس‪ ،‬مما يؤدي إلى انتهاء هذه العالقة‬
‫بطريق ٍة أو بأخرى‪ ،‬وهنالك عدة طرق ليتمكن فيها‬
‫الشخص من تجاوز هذه المرحلة ونسيان الحب من‬
‫طرف واحد‪ :‬عدم إخفاء المشاعر إن ما يشعر به‬
‫الشخص عند انتهاء عالقة حب من طرف واحد من‬
‫مشاعر حزن وألم وخيبة األمل وغيرها‪ ،‬ما هي إال‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫مشاعر وردود فعل طبيعية لتلك التجربة‪ ،‬فعلى الشخص‬
‫أن يسمح لنفسه بالشعور بكل هذه األحاسيس بحرية‬
‫وبدون الظن بأنها قد تنم عن ضعف منه؛ حتى يتمكن من‬
‫تجاوزها فيما بعد‪ ،‬وال حرج في التعبير عن ذلك فهي‬
‫مشاعره الحقيقية قد استمرت لفترة طويلة معه وربما‬
‫ارتبطت بذكريات عديدة أيضاً‪ ،‬ويمكن التعبير عن هذه‬
‫المشاعر عن طريق الكتابة‪ .‬تقبل حقيقة األمر تكمن ثاني‬
‫خطوة لنسيان الحب من طرف واحد في فهم اإلنسان‬
‫للتجربة التي مر بها وللمشاعر المترتبة عليها‪ ،‬ومن ثم‬
‫تقبل هذه المشاعر وحقيقة األمر‪ ،‬وال يوجد بديل عن‬
‫ذلك؛ ألن إنكار حقيقة أن الحب لم يكن متبادالً لن تساعد‬
‫الشخص على تجاوز هذه المرحلة‪ ،‬بل إنها كفيلة أن‬
‫تطيل شعوره باأللم العاطفي الناتج عن هذه التجربة‪،‬‬
‫وبالتالي فإنه من خالل إدراكه لهذه الحقيقة واتباعه لعدة‬
‫خطوات فإنه سيساعد نفسه على تخطي األمر بشك ٍل‬
‫تدريجي‪ .‬مشاركة المشاعر واألفكار مشاركة الشخص‬
‫لما يجول بخاطره قد تساعدة على التقليل من حدة األمر‬
‫الذي يمر به‪ ،‬فكبت هذه المشاعر واألفكار وعدم البوح‬
‫بها يزيد من تأثيرها السلبي عليه‪ ،‬ويزيد من عدم قدرة‬
‫األشخاص المحيطين به من فهم حقيقة ما يدور بداخله‪،‬‬
‫فحديث الشخص مع أحد المقربين منه وخاصةً ممن‬
‫خاض تجربةً مماثلة‪ ،‬سيساعده على الشعور باالرتياح‬
‫واالستفادة من نصائحهم حول هذه التجربة وكيفية‬
‫تجاوزها عدم لوم النفس يؤدي شعور اإلنسان بأن‬
‫مشاعره لم تكن متبادلة مع الشخص الذي أحبه إلى األلم‪،‬‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫والذي يؤدي به إلى أن يبدأ بلوم نفسه وزيادة شكوكه‬
‫ومخاوفه حيال هذه التجربة‪ ،‬فقد يشعر بأنه لم يكن‬
‫شخصا ً جيداً بما فيه الكفاية‪ ،‬أو أنه لم يقدم كل لديه‬
‫إلسعاد من يحب‪ ،‬أو أن هنالك سببا ً متعلقا ً بشخصيته أدى‬
‫إلى عدم تبادل المشاعر بينهما‪ ،‬مما يقلل من ثقته بنفسه‪،‬‬
‫ولكن على العكس تماما ً فإن هذا األمر ال يتعلق بصفات‬
‫الشخص أو بطبيعة شخصيته‪ ،‬بل يمكن أن تكون هنالك‬
‫أساب خاصة بالشخص اآلخر قد يجهلها الشخص‬
‫المحب‪ ،‬ولذلك عليه التوقف عن لوم نفسه أو إحساسه‬
‫بالذنب حيال األمر حتى يتمكن من تجاوز المشاعر‬
‫السلبية‪ .‬التقليل من التفكير حول هذه التجربة يساهم‬
‫استمرار تفكير الشخص بالطرف اآلخر الذي لم يبادله‬
‫مشاعر الحب‪ ،‬وإشغال الذهن بأسباب عدم نجاح تلك‬
‫العالقة العاطفية سيؤدي إلى عدم التمكن من نسيانه‪،‬‬
‫فعلى الشخص أن يتخذ قرارا ً بالتقليل من التفكير في تلك‬
‫التجربة التي أصبحت من الماضي والتركيز على‬
‫الحاضر والمستقبل‪ ،‬من خالل تجنب الحديث عن تلك‬
‫التجربة باستمرار‪ ،‬وإبقاء الذهن مشغوالً بأمور أخرى‬
‫تساعد على المضي قدما ً في الحياة‪ .‬التركيز على تعزيز‬
‫الجوانب اإليجابية تساعد هذه الخطوة على توقف‬
‫الشخص عن لوم ذاته أو التقليل من أهميته‪ ،‬وعن التفكير‬
‫بالتجربة التي مر بها ونسيان الحب من طرف واحد‪،‬‬
‫وتساعده على زيادة ثقته وإيمانه بنفسه وبقدراته‪ ،‬وعلى‬
‫التخلص من المشاعر السلبية التي يشعر بها واستبدالها‬
‫بمشاعر إيجابية تساهم في تجاوزه المرحلة بشكل أسرع‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫وأنجح‪ ،‬ويتم ذلك من خالل تعزيز الجوانب اإليجابية في‬
‫شخصيته وحياته‪ ،‬والتركيز على هواياته المفضلة‪،‬‬
‫وتطوير مهاراته‪ ،‬وتحقيق المزيد من اإلنجازات‪.‬‬
‫التركيز على المستقبل يبدأ التركيز على المستقبل عند‬
‫البدء بتجاوز مرحلة األلم‪ ،‬فمشاعر الغضب والحزن‬
‫وخيبة األمل ال تجعل األمور أفضل بل تزيدها سوءا ً‬
‫ومن الممكن أن يؤذي الشخص نفسه ومن هم حوله‬
‫ضا‪ ،‬كما أن البقاء في هذه الحالة يتسبب في إضاعة‬ ‫أي ً‬
‫الوقت والمشاعر التي من الممكن االستفادة منها لوضع‬
‫أهداف مستقبلية تشجع الشخص بشكل مستمر على التقدم‬
‫في حياته‪ ،‬ومن ناحية أخرى على الشخص أن يدرك‬
‫مكامن قوته ليغتنمها ويطورها‪ ،‬ونقاط ضعفه ليقلل من‬
‫تأثيرها‪ ،‬وذلك كله من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي‬
‫عليه وعلى عالقته بالمحيطين به‪ .‬زيادة العالقات‬
‫اإلجتماعية يساهم إنشاء عالقات اجتماعية جديدة من‬
‫خالل توسيع دائرة األصدقاء والزمالء والتعرف على‬
‫أناس جدد يشاركون الشخص االهتمامات ذاتها في‬
‫مساعدته على تخطي الوقت الصعب الذي يمر به‪،‬‬
‫خاصةً وأن المشاعر السلبية التي قد يعاني منها أثناء‬
‫محاولته لنسيان حب من طرف واحد قد تزيد من رغبته‬
‫في االنطواء والبقاء في مساحة بعيدة عن التعامل مع أي‬
‫أحد‪ ،‬إال أن قضاء الوقت مع األصدقاء غالبا ً ما يكون‬
‫مصدراً للسعادة والبهجة والترويح عن النفس‪ .‬التفاؤل‬
‫بالقادم قد يكون الحب في تلك العالقة غير متبادل بين‬
‫كال الطرفين‪ ،‬ولكن على الشخص أن يبعث في نفسه‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫التفاؤل واألمل بأنه سيحظى في أيامه القادمة بعالقة حب‬
‫تكون فيها المشاعر متبادلة‪ ،‬وأن ال يجعل هذه التجربة‬
‫مصدراً إلحباطه أو لجعله متشائما ً حول الحب‬
‫والعالقات العاطفية‪ ،‬بل إن ينظر لها على أنها تجربة‬
‫أضيفت لخبرته الشخصية‪ .‬أهمية الحب يعد الحب من‬
‫أقوى وأجمل المشاعر والتجارب التي يمكن أن يعيشها‬
‫اإلنسان خالل فترة حياته‪ ،‬وبالرغم من أن تحديد مفهوم‬
‫معين للحب أو المشاعر المرتبطة به ليس باألمر السهل‪،‬‬
‫وذلك يعود الختالف مشاعر األشخاص حول هذه‬
‫التجربة‪ ،‬إال أنه يمكن تعريفه بأنه شعور اإلنسان‬
‫شخص ما‪ ،‬كما أنه‬
‫ٍ‬ ‫بالعاطفة القوية والمستمرة اتجاه‬
‫يرتبط بمجموعة واسعة من المشاعر اإليجابية والحاالت‬
‫العاطفية‪ ،‬كالمودة والمحبة واالهتمام والتعلق واالنجذاب‬
‫والسعادة‪.‬‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫الفصل الثامن‪:‬الحب في اورقة الفالسفة‬
‫ال تقتنع الفلسفة بالوقوف عند الجزئيات بل هي نشاط‬
‫عقلي يريدُ ربط الظواهر المتفرقة لتقديم رؤية كلية حول‬
‫الحياة واستخالص أفكار وتصورات من التجارب التي‬
‫ُ‬
‫اإلنسان‬ ‫‪.‬يمر بها‬
‫ُ‬
‫لذلك فإن مقاربة الفالسفة للمعطيات الوجودية تتميز‬
‫بالعمق واالبتعاد عن التبسيط واآلنية بل يؤثرون مناقشة‬
‫القضايا المختلفة على ضوء المفاهيم التي يتوصلون إليها‬
‫وما هو جوهري وثابت بنظر الفالسفة السؤال الذي‬
‫بفضله يحافظ العقل على نشاطه وال ينزلق إلى مهاوي‬
‫الركود‪،‬لذا اليستثني الفالسفة تجاربهم الذاتية على‬
‫المستوى العاطفي من مطارحاتهم الفكرية وبذلك حتى‬
‫صب ُح مسألة التخلو من‬‫الحب الذي عرفناه بسيطا ً مرحا ً ت ُ ْ‬
‫التعقيدات في الحقل الفلسفي إذ يتض ُح هذا األمر أكثر في‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫كتاب (الفالسفة والحب ‪.‬الحب من سقراط إلى سيمون‬
‫دي بوفوار) من تأليف الكاتبتين الفرنسيتين ماري‬
‫لومونييه وأودالنسوالن حيث ترجمته إلى لغة الضاد دينا‬
‫‪.‬مندور‬
‫تكمن أهمية هذا ال ُم َؤلَف في ربطه بين مذاهب الفالسفة‬
‫باديو)‪،‬يتصدر‬
‫ُ‬ ‫وسيرورة حياتهم على حد تعبير (آالن‬
‫الكتاب مايشبه تمهيداً لعرض تصورات الفالسفة إذ هناك‬ ‫ُ‬
‫اهتمام بسؤال الحب في عصرنا واالنفصال بين الحب‬
‫الجسدي والحب العاطفي‪ ،‬مما أسفر عن مكننة الحب‬
‫وتشوه العاطفة على حد تعبير أدورنو ومن ثم ذكرت‬
‫المؤلفتان آراء فالسفة اآلخرين حول العالقة القائمة بين‬
‫اللذة الحسية والحب ربما أجمل ما ورد في هذا السياق‬
‫هو تفسير الفيلسوف األلماني (نيتشه)‪ ،‬فاألخير يعتقدُ أن‬
‫اإلشباع الجنسي بالنسبة للعاشقين اليُعد ُ شيئًا إنما مجرد‬
‫رمز وليس أكثر‬

‫هنا موضوع الحب يتم تناوله على المستوى‬


‫الأشمل ولا يكون قيد التصورات الناتجة عن‬
‫ردات فعل سريعة وتجارب عاطفية عارضة‬
‫صحيح أن آراء الفلاسفة التي يضمها الكتاب‬
‫مايميز رؤية هؤلاء هو‬
‫ُ‬ ‫وليدة لتجاربهم لكن‬
‫التحفز لتضفير الحب مع موضوعات أخرى‬
‫مثل مصير الإنسان ودور الحب في الآلام‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫يصح‬
‫ُ‬ ‫التي يعانيها الكائن الإنساني‪ ،‬هل‬
‫تجاهل نداءات الحب خوفاً مما تنطوي عليه‬
‫التجربة العاطفية من العذاب وإذا نظرنا إلى‬
‫ُذكر‬
‫ُ‬ ‫الأمور من هذا المنطلق فهل يوجد فرق‬
‫بيننا وبين الأحجار والأموات التي تحظى‬
‫بالراحة والسكون على حد قول مونيك‬
‫‪.‬ديسكو‬

‫يكشف لك هذا الكتاب عن اتجاهين أحدهما‬


‫أصحابه عن تذوق الحب لاسيما الحسي‬
‫ُ‬ ‫يزهد‬
‫ُ‬
‫أو ينسف الجسر الموصول إلى تتويج‬
‫التجربة بالعلاقة الدائمة مثل كيكجارد فهو‬
‫فضل فكره الذي بمثابة روحته وحياته على‬
‫حبيبته ريجيبن يتداخل لدى الفيلسوف‬
‫الحب مع قضايا عقائدية و يتأثر‬
‫ُ‬ ‫الدنماركي‬
‫في قراراته بهذا الشأن بما ورد في نصوص‬
‫دينية عن تضحية النبي إبراهيم بابنه‪،‬كما أن‬
‫يكون خالياً من‬
‫ُ‬ ‫كانط أيضاً سجل حياته‪ ،‬يكاد‬
‫جدير أن يوصف‬ ‫ُ‬ ‫العلاقات العاطفية‪ ،‬بحيث‬
‫بالفيلسوف الناسك إذ تعتبر الحياة الجنسية‬
‫لصاحب نقد العقل الخالص من أخطر‬
‫ويعلل‬
‫ُ‬ ‫المسائل الميتافيز يقية في الغرب‪،‬‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫كانط بقاءه عازباً بأنه حين احتاج إلى المرأة‬
‫لم يمتلك ما يطعمها وحين امتلك المال لم‬
‫يعد يشعر بالحاجة إلى المرأة بخلاف هذا‬
‫الاتجاه ثمة من كانت المرأة حاضر ًة بقوة في‬
‫حياته حيث تعددت تجاربه وأقام شبكة من‬
‫علاقات عاطفية خارج مؤسسة الزواج‪ ،‬إذ‬
‫مثل مارتن هاديغر نموذج الفيلسوف التائق‬ ‫ُي ُ‬
‫لارتياد قلب العالم النابض عبر الحب على‬
‫‪.‬حد تعبير عشيقته حنة أرندت‬

‫ل موقفه ملتبساً‬ ‫يوجد من ظ َّ‬


‫ُ‬ ‫بين هذا وذاك‬
‫المتشائم‬
‫حيال المرأة والحب‪،‬لعل الفيلسوف ُ‬
‫يكون أبرز مثال بسلوكياته‬
‫ُ‬ ‫آرثر شوبنهاور‬
‫المتناقضة عن عدم الوضوح والضبابية في‬
‫يحمل الأنثى‬
‫ُ‬ ‫علاقته بالمرأة فهو من جهة‬
‫مسؤولية استمرارية حياة خالية من المعنى‬
‫ويعتبر الحب ليس إلا فخاً ومن جهة ُأخرى لم‬
‫ُ‬
‫يزهد من إقامة علاقات حميمية مع أكثر من‬ ‫ْ‬
‫امرأة‪ .‬بجانب ذكر أطروحة نخبة من الفلاسفة‬
‫الكتاب إلى‬
‫ُ‬ ‫المحدثين عن الحب يلتفت هذا‬ ‫ُ‬
‫ما دار حول الموضوع نفسه لدى فلاسفة‬
‫الإغريق من النقاشات‪ ،‬هنا ُيشير إلى رأي‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫أرستوفان‪ ،‬فبنظر الأخير كان الذكر وال ُأنثى‬
‫متحدين في كيان واحد‪ ،‬وبما أن ذلك يشكل‬
‫مصدر خطر على الآلهة لذا عاقب زيوس‬
‫يولد‬
‫ُ‬ ‫على الجنسين بالانفصال‪ ،‬فبالتالي‬
‫إيروس من الشعور بالحاجة إلى النصف‬
‫‪.‬الآخر‬
‫وتحدثت مؤلفتا «الفالسفة والحب» عن اقتران الجمال‬
‫بالحب عند إفالطون‪ ،‬وازدراء صاحب الجمهورية للحب‬
‫الجسدي‪ ،‬واصفا ً إياه بأنه المرحلة األولى في رحلة‬
‫اإلنسان نحو عالمه الروحاني‪ ،‬وفي هذا اإلطار يتم ذكر‬
‫عالقة سقراط بزوجته كسانتيب التي ألقت بدلو الماء‬
‫على زوجها‪ ،‬ولم يس َع سقراط إال أن يقو َل «كم من مطر‬
‫خفيف غلب ريا ًحا عاتية» يعتقد ُ الفيلسوف األلماني نيتشه‬
‫أن سقراط ما كان سيصبح أكبر ُمجادل في أثينا لوال‬
‫‪.‬مناكدات زوجته‬
‫تختار صاحبتا الكتاب في لوكريس لدى الرومان قبل‬ ‫ُ‬
‫االنتقال إلى العصر الوسيط وإفراد فصل كامل لرؤية‬
‫مونتاني عن الحب‪،‬يرى الشاعر الروماني لوكريس‬
‫أن الحب ال ينفص ُل عن عذابات أبدية إذ تجسدُ‬ ‫‪55‬ق‪.‬م َّ‬
‫أسطورة تتالوس مثاالً واضحا ً عن المعاناة الناجمة من‬
‫الحب ُمضيفا ً أن «تجنب من شرك الحب أهون من‬
‫الوقوع فيه» كما يقدم حالً لتخفيف من حدة آالم الحب‬
‫بـ«محو الجراح القديمة بندوب جديدة» والبحث عن‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫يختلف تصور‬
‫ُ‬ ‫الحب الجديد لنسيان متعة قديمة‪،‬وال‬
‫الشاعر اإليطالي تيشزاري بافيزي عن رأي لوكريس‪،‬‬
‫حيث يعتقد األول أن الحب سبب لالنتحار كون الحب‬
‫يكشف عري اإلنسان وبؤسه‪ ،‬ويظهره أعزل وسط‬ ‫ُ‬
‫ينتحر‪ ،‬ويصبح إحدى‬
‫َ‬ ‫العدم‪ ،‬وهذا ماحدا به فعالً ألن‬
‫‪.‬ضحايا الحب‬
‫إذا انصرفنا إلى مونتاني المبدع في كتابه فن المقالة‬
‫والدبلوماسي المحنك نالحظ أنه أكثر اهتما ًما‬
‫باإليروتيكية‪ ،‬إذ نشأ مونتاني محروما ً من حنان األم؛ مما‬
‫جعله غير مستقر في عالقاته العاطفية‪ ،‬فهو بدالً من أن‬
‫يتباهى بالفروسية والخيل كمعظم أبناء عصره‪ ،‬فضل أن‬
‫يكون منكبا ً على تفاصيل العالقات الحميمية‪ ،‬يتسلسل‬
‫الحديث عن الفالسفة إلى أن تتوقف عند جان جاك رسو‬
‫الذي يقول في كتابه «إميل» إن ممارسة العالقات‬
‫الحسية دون وجود الحب ليست إال نوعا ً من العبودية‪،‬‬
‫واعترف في الوقت نفسه بأن الحب ال يكون دون العذاب‬
‫واآلالم‪،‬وفي الفصل المخصص لروسو يتم التطرق إلى‬
‫يفسر تفسيراً اجتماعيا ً لظاهرة‬
‫ُ‬ ‫رأي الروشفكو الذي‬
‫الحب‪ ،‬مشيراً إلى أن هناك أناسا ً ما كانوا ليصبحوا‬
‫‪.‬عشاقا ً أبدًا لوال أن سمعوا من يتكلم عن العشق‬
‫هكذا يتجول بك الكتاب في ثنايا أفكار الفالسفة إلى أن‬
‫يختم بقصة العالقة االستثنائية بين سيمون دي بوفوار‬
‫وجان بول سارتر‪ ،‬فاألخير يعتقدُ بأن الحب هو أن تمتلك‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫العالم من خالل امرأة‪ ،‬يُذكر حاله كحال هاديجر كانت له‬
‫عالقات نسائية متعددة تأتي يتفردُ هذا الكتاب في عرضه‬
‫لوجه آخر للفالسفة بحيث يصحح لك بعض تصورات‬
‫نمطية عن فيلسوف مثل نيتشه الذي لم يكن معاديا ً للمرأة‬
‫بقد ما أراد امرأة تكون ندا له في صرامة الفكر وتقديس‬
‫الحياة‪،‬كذلك بالنسبة لكيكجارد الذي عاش حياة متصوفة‬
‫باحثا ً عن لذة أبدية ألن الحب الحسي‪ ،‬كما قال مثل‬
‫الموسيقى التي ليس لها أثر إال في حالة العزف‪ .‬يحق أن‬
‫نتساءل بعد معرفة كل هذه المواقف المتضاربة هل‬
‫يصح أن نمشي في درب الفالسفة في البحث عن الحب‬
‫أو نكتفي بالترديد مع أندريه بريتون بأن الحب هو الحل‬
‫الوحيد أو نتبنى ما قاله نزار قباني بأنه «الغالب إال‬
‫الحب»؟‬

‫الفصل التاسع ‪ :‬الحب االفالطوني‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫قلّما نسمع عن الحب األفالطوني بالرغم من الدور المهم‬
‫الذي يلعبه في حياتنا‪ ،‬فهل تعلم ما هو هذا الحب؟ وما‬
‫الذي يمكن أن يقدمه لك؟ حان الوقت ألن تغير كل شيء‬
‫تعرف على ماهية الحب‬ ‫ظننت أنك تعرفه عن العالقات‪ّ ،‬‬
‫األفالطوني وسبب حاجتك إليه‪ ،‬وما عليك القيام به إذا‬
‫الحب شخصا ً آخر‬
‫َّ‬ ‫شخص ُّ‬
‫تكن له‬ ‫ٌ‬ ‫‪.‬أَحب‬
‫ما هو الحب األفالطوني؟‬
‫هو فكرة نشأت من ”الحب األفالطوني“ إن مصطلح‬
‫الفلسفة اليونانية القديمة‪ ،‬عرج عليها الكاتب والمفكر‬
‫”‪ “Symposium‬العظيم أفالطون في حواره المشهور‬
‫بالرغم من أنه لم يستخدم هذا المصطلح تحديدًا) ‪ُ .‬كتب (‬
‫على شكل سلسلة من الخطابات تكشف عن مفاهيم‬
‫ب أعظم من‬ ‫متنوعة للحب‪ ،‬ومنها يفهم القارئ أن ال ُح َّ‬
‫‪.‬مجرد انجذاب جسدي‪ ،‬إنه انجذاب فكري وروحي أيضا ً‬
‫ٌ‬
‫تبسيط لفكرة أفالطون‪ :‬يشير الحب الرومانسي‬ ‫فيما يلي‬
‫إلى االنجذاب الجنسي والحميمية الجسدية‪ ،‬في حين يشير‬
‫الحب األفالطوني إلى الحب الذي ال ينطوي على ميل‬
‫‪.‬رومانسي أو انجذاب جسدي‬
‫عامةً لوصف ”الحب االفالطوني“ يستخدم مصطلح‬
‫صداقات القوية‪ .‬كما يتسامى هذا الحب عن العالقة‬ ‫ال ّ‬
‫الجنسية أو االنجذاب أو االلتزام الرومانسي‪ .‬وفي حين‬
‫أن هذا ينطبق غالبا ً على العالقات بين األشخاص من‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫نفس الجنس إال أنه يمكن أن يقع بين أشخاص متبايني‬
‫‪.‬الجنس أيضا ً‬
‫إ ّن الحب األفالطوني يجمع بين شخصين معا ً بصرف‬
‫النظر عن الجنس والعرق والعمر والتوجه الجنسي‪.‬‬
‫واهتمام‬
‫ٍ‬ ‫بامتنان وولعٍ‬
‫ٍ‬ ‫يشعر طرفا العالقة األفالطونية‬
‫غامر ببعضهما البعض‪ .‬وتتحول هذه العالقات التي تنشأ‬‫ٍ‬
‫من صداقات اعتيادية إلى روابط أعمق وأقوى‪ .‬يتحدث‬
‫من هم في خضم عالقة أفالطونية عن توقهم الكبير إلى‬
‫أن يكونوا مع الطرف اآلخر وعن قدرتهم الفريدة على‬
‫البقاء متصلين عاطفيا وعقليا بالرغم من بعد المسافات‬
‫‪.‬الجغرافية بينهم‬
‫لماذا أنت بحاجة إلى الحب األفالطوني؟‬
‫يمكن أن نصف الحب األفالطوني كأن يكون لديك‬
‫صديق مفضل مقرب كفرد من أفراد عائلتك وأحيانا ً‬
‫‪.‬يكون االرتباط أعظم من ذلك‬
‫توجد العديد من الفوائد التي يمكن أن تجنيها من عالقة‬
‫‪:‬كهذه‪ .‬فيما يلي البعض منها‬
‫‪:‬عالقة مريحة‪-‬‬
‫إن الصداقات األفالطونية ليست كالعالقات الرومانسية‬
‫التي تتطلّب عادةً الكثير من الجهد والمراعاة‪ .‬ففيها يكون‬
‫طرفان منفتحين وصادقين ويشعران بالراحة من‬ ‫ال ّ‬
‫طرف اآلخر‪ .‬كما توفر المساحة‬ ‫مشاركة أنفسهم مع ال ّ‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫اآلمنة بأن تعبر عن رأيك بصراحة وأن تكون نفسك‪،‬‬
‫سك‬‫فتشعر فيها بالراحة من أن الشخص الذي تتشارك نف َ‬
‫معه لن يضغط عليك من أجل حميمية جسدية وسيحترم‬
‫‪.‬حواجزك مهما حدث‬
‫‪:‬عالقة سهلة‪-‬‬
‫إن الحب األفالطوني ال يتطلب جهدا كبيرا‪ ،‬فهو عبارة‬
‫مقربين يمضيان ساعات في التحدث إلى‬ ‫عن صديقين ّ‬
‫بعضهما البعض أو الخوض في مغامرةٍ ما‪ .‬ويحدث‬
‫ترابط كهذا في هذا النوع أكثر من غيره‪ .‬فالصديق‬
‫األفالطوني الحقيقي يتقبلك كما أنت‪ ،‬بغض النظر عما‬
‫أنت عليه‪ ،‬وهذا يعني أنك لن تضطر إلى وضع قناع أو‬
‫‪.‬أن تكون شخصا آخر حينما تكون معه‬
‫‪:‬عالقة قوية‪-‬‬
‫إن مقدار قوة الحب األفالطوني ال يمكن وصفُها‬
‫بالكلمات‪ .‬فاألمر يشبه أن يكون لديك توأم روحي‪ ،‬لكنه‬
‫ليس إحساسا رومانسيا‪ .‬يكون األفراد في العالقات‬
‫األفالطونية مستشعرين لمدى أهمية قضاء الوقت معا‬
‫ومقدار حاجتهم إلى أن يكون الطرف اآلخر إلى جانبهم‪.‬‬
‫لكن هذا ال ينطبق على عالقات الحب حيث يكون األفراد‬
‫شديدي التعلق ما يسبب توت ّ ًرا في العالقة‪ .‬الرابط في‬
‫صداقة األفالطونية هو الحب الروحي‪ ،‬إذ يكون وجود‬ ‫ال ّ‬
‫‪.‬الشخص اآلخر شيئا محوريّا في حياة ك ٍّل من الطرفين‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫‪:‬عالقة خالية من الضغوطات‪-‬‬
‫ال تحدث العديد من المشاكل والصعوبات في العالقات‬
‫األفالطونية انطالقا ً من عدم وجود انجذاب رومانسي؛‬
‫فلن يكون هنالك ضغط من أجل زواجٍ أو حميمية جسدية‬
‫‪.‬أو غيره مما يحدث في عالقات الحب االعتيادية‬
‫‪:‬عالقة خالية من االلتزامات‪-‬‬
‫إن عالقات الحب تسبب حاالت من عدم االستقرار ‪،‬‬
‫انطالقا ً من الضغط لالنتقال في العالقة بالسرعة الصحية‬
‫ً‬
‫فضال‬ ‫والحاجة إلى أن تكون حميميا مع ّ‬
‫الطرف اآلخر‬
‫عن الشكوك والخوف من الخيانة التي تعتري هذه‬
‫صداقات‬‫لكن أيًّا من ذلك ال يهم في ال ّ‬‫ّ‬ ‫العالقات‪.‬‬
‫األفالطونية‪ .‬لعدم وجود هدف نهائي من وراءها إذ تمنح‬
‫قدرا كبيرا من الحرية‪ ،‬وأن يكون الطرفان معا ً هو كل‬
‫‪.‬ما يهم‬
‫‪:‬عالقة ذات روابط عميقة‪-‬‬
‫هل سبق لك وأن فكرت بشخص ما‪ ،‬ثم وجدت ذلك‬
‫الشخص يتصل بك في الحال؟ يمكن أن يُرجع البعض‬
‫ذلك إلى قوة الرابط الذي يجمعكما‪ .‬وللحب األفالطوني‬
‫كبير من مشاركة اللحظات بسبب الرابط العميق‬
‫ٌ‬ ‫نصيب‬
‫ٌ‬
‫الذي يجمع بين الطرفين فضال عن القدرة على مشاركة‬
‫األفكار واآلراء والمشاعر بحرية وهو أمر أساسي لبناء‬
‫الثقة‪ .‬فكلما وثق األشخاص أكثر ببعضهم كلما ازداد‬
‫‪.‬قربُهم من بعضهم البعض‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫‪:‬عالقة تمنحك المزيد من الحب‪-‬‬
‫في الحقيقة‪ ،‬كلما زاد مقدار الدعم الذي تحصل عليه كلما‬
‫زاد نصيبُك من السعادة‪ .‬فمن المحتمل أن يكون لديك‬
‫شريك رومانسي أو أفراد عائلة يهتمون ألمرك كثيرا‪،‬‬
‫ومع ذلك ال ضرر من أن تفتح ذراعيك آلخرين يقدّرون‬
‫إن الصديق األفالطوني موجودٌ حينما يعجز‬ ‫وجودَك‪ّ .‬‬
‫حتى الزوج أو الزوجة عن تلبية احتياجاتك طوال‬
‫‪.‬الوقت‬
‫‪:‬عالقة تمنحك شخصا يراك على حقيقتك‪-‬‬
‫العالقة األفالطونية تتطلب رابطة عقالنية وروحانية‬
‫متماسكة ليتحقق‪ .‬هذا يعني أن تفتح نفسك بشكل كان‬
‫ليجعل اآلخرين يصدرون أحكاما مسبقة عليك‪ .‬إذا تقبّل‬
‫شخص ك َّل ما يتعلق بك وأحبك بنفس الدرجة‪ ،‬فستصبح‬
‫ٌ‬
‫صداقتكما كالمالذ اآلمن الذي يمكنك أن تكون فيه على‬
‫حقيقتك‪ .‬امتالك مالذ ال توجد به أحكام مسبقة صعب‬
‫اإليجاد في وقتنا الحالي‪ .‬القدرة على مشاركة ذلك مع‬
‫‪.‬شخص ما هو أمر فريد بشدة في مجتمعاتنا‬
‫أبق في الحسبان ّ‬
‫أن‬ ‫… لكن ِ‬
‫مهما بلغت قوة وأمان الحب األفالطوني‪ ،‬فإنّه لمن‬
‫األهمية أن تستوعب ما ال يمكن أن يكون فيه‪ .‬نكث ثقة‬
‫شخص يبحث فقط عن عالقة أفالطونية يمكن أن يحدث‬
‫لهم أثرا مدمرا‪ .‬لهذا قبل أن تقرر أن هذا النوع من الحب‬
‫‪:‬مناسب لك‪ ،‬تأكد من أنك لست راغبا فيه لألسباب التالية‬
‫ٌ‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫‪:‬االنجذاب الجسدي‬
‫يمكن أن تظن أن العالقة األفالطونية وسيلةٌ جيدة لتعرف‬
‫شخصا ما بشكل أفضل‪ ،‬خاصة إن كان لك انجذاب‬
‫جسدي له ولم تمتلك الجرأة لتصراحه بذلك‪ .‬من أهم‬
‫إجبار‬
‫ٌ‬ ‫متطلبات العالقة األفالطونية أن ال يكون هناك‬
‫على الرومنسية‪ ،‬وإن كنت تعتقد أنه يمكنك تغيير فكره‬
‫‪.‬في المستقبل‪ ،‬فأنت مسبقا تكسر ثقة الشريك المحتملة‬
‫العالقات األفالطونية ليست وسيلةً ألي هدف جنسي‪،‬‬
‫وليست وسيلة إلظهار ما يمكنك عرضه على الشريك‬
‫كذلك‪ .‬إذا وافق شخص ما على بناء عالقة أفالطونية‬
‫معك‪ ،‬فهو ليس مهتما بأخد األمور بشكل أعمق جسديا‪.‬‬
‫أي يتوجب احترام حدودهم الخاصة وتجنب التجربة‬
‫‪.‬والتغيير‬
‫‪”:‬للـ”المساعدة‬
‫ربما يكون الشخص الذي تريد أن ترتبط معه في عالقة‬
‫حب سيئة‪ ،‬أو ربما يقوم بقرارات مالية أو مهنية سيئة‪،‬‬
‫مهما كان رأيك بخصوص كيفية عيشه لحياته‪ ،‬ال تجرب‬
‫أن تدخل معه في عالقة لكي تساعده في قراراته‬
‫‪.‬الحياتية‬
‫يتوجب على األصدقاء الوقوف مع بعضهم البعض‪ ،‬في‬
‫حالة الحب األفالطوني األمر أعمق من ذلك‪ .‬حتى‬
‫عالقات الصداقة العميقة تتطلب وقتا لتبني تلك الثقة‪ .‬لذا‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫فال تحاول القدوم كالمنقذ‪ .‬عبر عن اهتمامك الشريف‬
‫‪.‬بخصوص اختياراتهم عندما يكون التوقيت مناسبا‬
‫‪:‬إذا كنت بحاجة لشخص للفضفضة‬
‫العالقات األفالطونية تستوجب االلتزام‪ .‬هذا االلتزام‬
‫صافي لذلك الشخص‪ .‬ال ترتبط‬ ‫يكون وليدَ الحب ال ّ‬
‫بشخص بمجرد أنك تشعر بالملل أو بحاجة لشخص‬
‫لتفضفض له‪ .‬الصديق ليس أداة استمتاع لك‪ .‬إن لم يكن‬
‫لك نية بحق في بناء عالقة عميقة‪ ،‬فابق بعيدا عن الحب‬
‫‪.‬األفالطوني‬
‫هل من العادي أن يكون لحبيبي شريك أفالطوني؟‬
‫األشخاص الذين يعيشون عالقة‬
‫ِ‬ ‫كنقطة أخيرة‪ ،‬أحباء‬
‫أفالطونية قد يتساءلون إذا كانت تصرفات أحبائهم‬
‫عادية‪ .‬الشعور بالغيرة‪ ،‬القلق والوحدة يمكن أن تظهر‬
‫من وقت آلخر بينما أنت تشاهد ال ّ‬
‫شخص الذي تهبه قلبك‬
‫‪.‬مع شخص آخر‬
‫ليس هنالك ال صحيح وال خاطئ بخصوص الشعور‬
‫الذي يغتمرك عندما يمتلك حبيبك عالقة أفالطونية‪.‬‬
‫ولكن يجب التأكد إن كان حبا أفالطونيا قُ ّحا‪ ،‬ليس هنالك‬
‫تهديد لعالقتكما‪ .‬سبب عمق الرابطة هو أن الشخص‬
‫الذي تحبه لديه حاجة لالكتمال وإال فإنه سيبقى غير‬
‫‪.‬مكتمل‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫ربما ستعتقد أنه يجب أن تكون شخصا يستكمل كل‬
‫متطلبات حبيبك‪ ،‬لكن اإلنسان معقد بشكل ال يصدق‪.‬‬
‫أحيانا ما يحقق االكتفاء الكامل ليس عالقة حب‬
‫رومنسي‪ .‬إذا كنت ترغب في تعلم أساليب جديدة لتكون‬
‫موجودا ألجل شريكك المميز‪ ،‬اسأله ببساطة ما الذي‬
‫يرغب به‪ .‬لكي يحتضن شريكك عالقتكما مع اإلبقاء‬
‫‪.‬على عالقته األفالطونية‬
‫الحب األفالطوني معقد للغاية‪ ،‬وصعب االستيعاب‪ .‬ذلك‬
‫بسبب أننا ألفنا ربط الحب مع الحس الفيزيائي‪ .‬إذا فتحت‬
‫تفكيرك لماهية الحب‪ ،‬فسيمكنك االستمتاع بكل منافع‬
‫العالقة التي تخاطبك عقالنيا وروحيا‪ .‬تذكر‪ ،‬الحب‬
‫األفالطوني فريد و يستوجب االهتمام‪ ،‬الثقة فيه هي‬
‫األساس‪ .‬إذا كان الشريك األفالطوني لحبيبك يزعجك‪،‬‬
‫فشارك أفكارك معهما‪ ،‬واعمل قُدما في فهم تعريف‬
‫‪”.‬حب“ لحدود كلمة‬

‫الفصل العاشر‪:‬الحب وعلم النفس‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫يعرف علم النفس الحب على أنه شعور االنجذاب‬ ‫ّ‬
‫لشخص واإلعجاب به فهو عبارة عن كيمياء مشتركة‬
‫بين شخصين إذ يقوم الجسم بإفراز هرمون المحبة‬
‫المسمى بهرمون األكسسيتين المسؤول عن تحسين‬
‫عرف علماء‬‫الحالة المزاجية للشخص على الفور‪ .‬كما ّ‬
‫النفس الحب على أ ّنه كل إحساس يشعر به اإلنسان‬
‫ويترك أثر ًا إيجابيّاً معيّناً على أصحابه ويم ّكنهم من‬
‫البقاء على قيد الحياة بصورة أفضل من السابق‬
‫اقترح روبرت ستيرنبرغ نظرية أسماها نظرية الحب‬
‫المثلثية عام ‪ 1986‬وتحدث فيها أن الحب يتكون من‬
‫ثالثة عناصر هي‪ :‬العالقة الحميمة‪ ،‬والعاطفة‪،‬‬
‫وااللتزام‪ .‬بحيث تتضمن العالقة الحميمة التقارب‬
‫‪.‬والعناية والدعم العاطفي‬

‫‪:‬وص ّنف روبرت ستيرنبرغ الحب إلى ثمانية أنواع هي‬

‫‪ .‬الالحب (منخفض على جميع العناصر الثالث)‬


‫‪ .‬اإلعجاب( مرتفع في العالقة الحميمة فقط)‬
‫‪.‬الحب المفتون (العاطفة فقط)‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫‪.‬الحب الفارغ (االلتزام فقط)‬
‫‪.‬الحب الرومانسي (الحميمية والعاطفة)‬
‫‪.‬الحب الرفيق (األلفة وااللتزام)‬
‫‪.‬الحب السمين (العاطفة وااللتزام)‬
‫‪.‬والحب الكامل (الثالثة معًا)‬

‫أنواع الحب في علم النفس‬


‫حب الجسد‪ :‬هو االهتمام بتفاصيل الجسد الخاصة‬
‫‪.‬بالمحبوب ومدى تناسقه وجماله وإثارته‬
‫حب العاطفة‪ :‬هو االهتمام بالحالة الرومانسية والمشاعر‬
‫‪.‬الخاصة بالمحبوب وهو حب أسمى من حب الجسد‬
‫حب العقل‪ :‬هو االهتمام بالجانب التفكيري والتواصل‬
‫العقلي بين الطرفين من أجل تقريب وجهات النظر‪،‬‬
‫وهذا النوع من الحب موجود بكثرة بين األشخاص‬
‫‪.‬المثقفين وأصحاب الفكر‬
‫حب الروح‪ :‬هو أسمى معاني الحب وأعلى مرتبة من‬
‫أنواع الحب السابقة‪ ،‬وينتشر بين األشخاص الذين‬
‫‪.‬يتمتعون بقدر عالي من التديّن أو الفنانين والشعراء‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫الحب الكامل‪ :‬هو حب يتميز بااللتزام واالحترام الكامل‬
‫من المحب تجاه محبوبه‪ ،‬باإلضافة إلى عاطفته وشعوره‬
‫‪.‬بالحب القوي تجاهه‬
‫دالالت الحب عند الرجل والمرأة في علم النفس‬
‫بالنسبة للرجل‬
‫من أهم عالمات الحب عند الرجل هو أنه دائم النظر‬
‫للمرأة‪ ،‬خاصةً وهي غير ملتفته له أو ال تراه‪ ،‬كما أنه‬
‫يميل دائ ًما لالحتفاظ بكل شئ يخص المرأة التي يحبها‬
‫مثل الصور والخطابات‪ ،‬ويشعر الرجل بأنه يريد‬
‫معرفة كل شئ يخص محبوبته سواء كان ذلك بسؤالها‬
‫مباشرةً أو معرفة ذلك بطريقة غير مباشرة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى تقديم الهدايا للمرأة كنوع من التعبير عن مدى‬
‫‪.‬إعجابه بها‬

‫بالنسبة للمرأة‬
‫تحرص المرأة دائ ًما على اقتناص الفرص لقضاء أكبر‬
‫وقت ممكن مع الرجل الذي تحبه من خالل تواجدها‬
‫الدائم في المناسبات المشتركة معها ومحاولة التحدث‬
‫معه ومعرفة كافة تفاصيل حياته ولفت انتباهه إليها‪ ،‬كما‬
‫أن اإلحساس بالغيرة تجاه الشخص الذي تحبه عند‬
‫تحدثه مع غيرها من أهم عالمات الحب عند المرأة‪،‬‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫باإلضافة إلى أن المرأة عندما تبدأ في تعريف الشخص‬
‫الذي تحبه على أصدقائها وأهلها فتلك عالمة كبيرة على‬
‫‪.‬مدى حبها له ألنها ترى فيه وقتها زوج المستقبل‬

‫عالمات اخفاء الحب عند الرجل‪:‬‬


‫هناك العديد من عالمات إخفاء الحب عند الرجل التي‬
‫يمكن تمييزها بكل وضوح‪ ،‬إذا تم اإلنتباه إلى لغة الجسد‬
‫والسلوك الذي يقوم به إلخفاء حبه‪ ،‬فمن المعروف أنَ‬
‫اإلنسان عندما يريد إخفاء شعور معين لديه‪ ،‬فإنه يقوم‬
‫ببعض التصرفات الالإرادية التي قد تكشف هذا األمر‪،‬‬
‫ومن أكثر األمور التي يمكن كشفها بيسر هي عالمات‬
‫إخفاء الحب عند الرجل‪ ،‬ألنها تظهر في سلوكه‪،‬‬
‫‪:‬وتعامله مع من يحب‪ ،‬ومن هذه العالمات كالتالي‬

‫الشعور بالمسؤولية تجاه من يحب‪ :‬يعمل الرجل الذي ال‬


‫يظهر عواطفه بالكالم على العمل بمسؤولية تجاه من‬
‫يحب؛ حيث يحرص على حماية من يحب‪ ،‬حتى لو‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫عرض حياته للخطر‪ ،‬كما أنه يكون ذا موقف صلب في‬
‫‪.‬أصعب الظروف ويحاول تسهيل المصاعب لمن يحب‬
‫يتأثر بمزاج المرأة التي يحب‪ :‬قد يفعل الرجل الكتوم أي‬
‫شيء من أجل سعادة المراة التي يحب‪ ،‬فإذا ما شعرت‬
‫بالحزن يؤثر عليه نفس الشعور‪ ،‬كما أنه يحاول‬
‫التخفيف عمن يحب عن طريق عرض بعض طرق‬
‫‪.‬التسلية‪ ،‬والتي قد تخفف من الحزن‬
‫يحسن اإلنصات لمن يحب‪ :‬الرجل الكتوم عادةً ال‬
‫يتحدث كثيراً‪ ،‬وال يعبر عن نفسه بشكل كامل‪ ،‬ولكنه‬
‫‪.‬يتميز باإلنصات للمرأة التي يحبها بكل جدية‪ ،‬دون ملل‬
‫يرتبك حين ينظر في عين من يحب‪ :‬يتابع الرجل الكتوم‬
‫المرأة التي يحبها بنظراته‪ ،‬وعندما تلتقي عيناهما يظهر‬
‫عليه االرتباك ويشيح ببصره‪ ،‬إال أنه عادةً ال يستطيع‬
‫الرجل المحب أن يزيح نظره بسهولة عن المرأة التي‬
‫‪.‬يحبها‬
‫السؤال والغيرة‪ :‬الرجل المحب يسأل عادةً عن المرأة‬
‫التي يحبها‪ ،‬حتى لو أنه يطرح السؤال بطرق عادية‪ ،‬أو‬
‫يحاول أن يكون سؤاله عابراً‪ ،‬لكنه حين يفتقد محبوبته‪،‬‬
‫يسأل عنها وينتابه الفضول حول مكانها وأحوالها‪ ،‬كما‬
‫أنه شديد الغيرة عندما يشاهد محبوبته تتجاهله‪ ،‬أو‬
‫‪.‬تتحدث مع غيره‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫مراحل الحب عند االنثى‬
‫هناك عدد من المراحل التي تمر بها المرأة أو الفتاة‬
‫عندما تبدأ في التفكير بالحب‪ ،‬ويجب معرفة أنَ مراحل‬
‫الحب عند االنثى تختلف إختالفا ً جوهريا ً عن مراحل‬
‫الحب عند الرجل‪ ،‬وتتعدد مراحل الحب عند االنثى قبل‬
‫أن تصل إلى مرحلة الحب الحقيقي والواضح‪ ،‬وكثير‬
‫من اإلناث قد يعتقدن أنهن وقعن في حب أحدهم‪ ،‬لكن‬
‫في الحقيقة قد ال يكون شعورهن الحقيقي يتعدى‬
‫اإلعجاب أو االنبهار‪ ،‬لذا على األنثى أيضا ً أن تدرك‬
‫مراحل تطور مشاعر الحب لديها‪ ،‬كما يجب على‬
‫الرجل أن يتفهم هذه المراحل حتى تستمر العالقة دون‬
‫مشاكل‪ ،‬ومن مراحل الحب عند االنثى‬

‫مرحلة التفكير‪ :‬تبدأ المرأة في هذه المرحلة بالتفكير‬


‫المفرط عن الحد الطبيعي بالرجل الذي تحبه‪ ،‬ويصاحب‬
‫هذا التفكير مشاعر مختلطة بالعواطف‪ ،‬نتيجة إفراز‬
‫‪.‬هرمون التستوستيرون واالستروجين‬
‫مرحلة االكتشاف‪ :‬في هذه المرحلة تسيطر أنواع أخرى‬
‫من الهرمونات التي يفرزها الجسم على تفكيرها‪ ،‬حيث‬
‫إنَ هرمون الدوبامين‪ ،‬واألدرينالين‪ ،‬والسيروتونين‬
‫يسيطرون عليها‪ ،‬وهذا يجعل المرأة تريد اكتشاف من‬
‫‪.‬تحب وتبدأ بجمع المعلومات‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫مرحلة التقييم والتساؤل‪ :‬في هذه المرحلة من التفكير‬
‫تبدأ المرأة في تقييم عالقتها بالرجل بنا ًء على‬
‫المعلومات التي قامت بجمعها عنه‪ ،‬وتبدأ في سؤال‬
‫نفسها‪ ،‬هل هذه العالقة ستجعلني سعيدة؟ هل سيجعل‬
‫‪.‬حياتي أفضل؟‬
‫مرحلة تقبل المحب‪ :‬هذه الرحلة تعتمد بشكل كبير على‬
‫صدق الرجل‪ ،‬فإذا كان صادق في مشاعره وكان‬
‫صريحا ً في شرح ظروفه‪ ،‬وجديته في اإلرتباط‪ ،‬فإنَ‬
‫‪.‬المرأة تشعر باألمان في هذه العالقة‬
‫مرحلة االندماج‪ :‬تعتمد هذه المرحلة على إبراز هرمون‬
‫االوكسيتوسين؛ المسؤول عن الشعود بالتوحد‪ ،‬والهيام‬
‫بالطرف اآلخر‪ ،‬وكذلك اإلحساس بالراحة في اإلندماج‬
‫مع من تحب‪ ،‬وهذا ينعكس على الشعور باإلستقالل‬
‫األسري‪ ،‬ويتم إفراز هذا الهرمون فقط عند الشعور‬
‫باألمان‪ ،‬واالستقرار النفسي‪ ،‬مما ينعكس على شعور‬
‫كال الطرفين بأن العالقة متوازنة بينهما ومليئة بمشاعر‬
‫‪.‬الود والمحبة‬

‫مراحل الحب في علم النفس‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫مرحلة التودد؛ في هذه المرحلة يتم فيها الطرف األول‬
‫أو الذي يبدأ بالحب بالتودد والتقرب من الطرف الثاني‬
‫‪.‬أو من يبادله هذا الشعور‬
‫مرحلة اإلعجاب؛ يقوم الشخص المحب باالهتمام‬
‫بتفاصيل الشخص اآلخر ويميل دائ ًما إلى االنعزال عن‬
‫‪.‬الناس حينها‬
‫مرحلة األلفة؛ يشعر المحب بمشاعر السعادة والونس‬
‫مع المحبوب أثناء تواجده معه على عكس غيابه عنهن‬
‫‪.‬والذي يشعر فيها المحب بالقلق وعدم الراحة‬
‫مرحلة العشق؛ في هذه المرحلة يصل فيها المحب إلى‬
‫مرحلة التفكير طوال الوقت بالمحبوب واالنشغال‬
‫‪.‬المستمر به‬
‫مرحلة الشغف؛ يصل المحب إلى مرحلة عدم التركيز‬
‫والتفكير بشكل عقالني حتى في أبسط األمور العادية‪،‬‬
‫كما تظهر عليه بعض العالمات التي تدل على وصوله‬
‫لهذه المرحلة؛ وهي انقطاعه وانعزاله عن الجميع‬
‫‪.‬ورفضه لتناول الطعام‬
‫دوافع الحب في علم النفس‬
‫الشعور بمدى التشابه والتقارب بين الطرفين من حيث‬
‫طريقة التفكير أو بعض األفكار والمعتقدات أو الصفات‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫الشخصية‪ ،‬وذلك من خالل التحدث معه لفترة طويلة أو‬
‫‪.‬التعامل معه بشكل دائم‬
‫الشعور باالنجذاب نحو الشكل الخارجي للشخص اآلخر‬
‫في بداية العالقة‪ ،‬ثم يتم التعرف على صفاته الشخصية‬
‫‪.‬فيما بعد والوقوع في الحب‬
‫الشعور باإلعجاب المتبادل بين الطرفين؛ مما يدفعهم‬
‫‪.‬لحدوث عالقة حب بينهما‬
‫الشعور الدائم بالحاجة لتلبية رغبات واحتياجات‬
‫‪.‬الشخص اآلخر يزيد من احتمالية الوقوع في الحب‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫الفصل الحادي عشر ‪ :‬الحب من نظرة واحدة‬
‫في علم النفس‬
‫عند الحديث عن الحب من النظرة األولى فإن علم النفس‬
‫يرى هذه الحالة على أنها شعور جسدي بسيط يترافق‬
‫معه مظاهر اإلعجاب عند رؤية شخص للمرة األولى‬
‫بحيث يحدث انجذاب سريع تجاه هذا الشخص بسبب‬
‫وجود صفة مميزة ومحببة ومرغوبة لدى الشخص الذي‬
‫‪.‬يشعر بالحب تجاه اآلخر من النظرة األولى‬

‫يوضح خبراء في علم النفس أن الحب من النظرة األولى‬


‫ال يشبه ما نراه في األفالم ونقرأ عنه في الروايات‬
‫الرومانسية فهو شعور بسيط ومرحلي ومؤقت يزول‬
‫عادة ً بعد الحديث إلى الشخص اآلخر أو الجلوس معه أو‬
‫التقرب منه‪ .‬لذا فهو انبهار مؤقت وعابر وال يعتبر حبا ً‬
‫‪.‬حقيقيا ً في كثير من األحيان‬

‫لكن إذا استمر الشعور حتى بعد زوال المؤثر والذي هو‬
‫رؤية هذا الشخص للمرة األولى فإن الموضوع يصبح‬
‫إعجابا ً وفي حال توفر باقي عناصر العالقة العاطفية‬
‫الناجحة فقد يصبح وقتها فقط الشعور هو حبا ً حقيقيا ً‪.‬‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫دراسات علمية في موضوع الحب من أول نظرة‬
‫قامت عديد من الجهات المختصة في علم النفس بدراسة‬
‫مفهوم الحب من أول نظرة ومدى فاعليته وواقعيته‬
‫وماهية الشعور الذي يعيشه االنسان ليصف ما يمر به‬
‫‪.‬على أنه حب من النظرة األولى‬

‫في إحدى الدراسات قام فريق من الباحثين بفحص ما‬


‫يحدث في الدماغ عندما يقع الشخص في الحب والشهوة‬
‫وأظهرت النتائج أن اثنتي عشرة منطقة في الدماغ تعمل‬
‫م ًعا إلفراز مواد كيميائية وهرمونات تحفز الشعور‬
‫بالوقوع في الحب ويستغرق ذلك خمس ثوان فقط منذ‬
‫لقاء الشخص ما يثير مشاعر مشابهة لمشاعر األدوية‬
‫المحفزة للنشوة‪.‬‬
‫وفي دراسة أخرى أظهرت ان حالة الشعور بالحب من‬
‫النظرة األولى مقترنة بالشهوة والرغبة والفراغ العاطفي‬
‫ما يجعل مقابلة شخص يمتلك صفات مرغوبة ومفضلة‬
‫لدى الشخص بمثابة فرصة لملء هذا الفراغ وإشباع‬
‫الرغبة والشهوة لكن الحب من النظرة األولى ينطفئ مع‬
‫مرور فترة زمنية قصيرة بعد زوال تأثير االنبهار أو‬
‫‪.‬الرغبة النابعة من الحاجة‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫كما أجرت جامعة شيكاغو دراسة نفسية حول الحب من‬
‫النظرة األولى ليتبين أن الذهن يحدد انجذاب الشخص‬
‫بشكل تلقائي في فترة زمنية قصيرة وأن الرجال أكثر‬
‫عرضة للوقوع في الحب من النظرة األولى بحسب‬
‫التصوير اإلشعاعي للمرحلة األولى من مراحل‬
‫التعارف بين الرجل والمرأة بحيث يكون النشاط‬
‫الدماغي في القشرة المخية البصرية أكبر عند الرجل‬
‫منه عند المرأة‪ .‬ما يجعله عرضة أكثر وبسرعة أكبر‬
‫‪.‬للوقوع في الحب من النظرة األولى‬
‫وللتمييز بين الحب من أول نظرة والشهوة الجنسية تجاه‬
‫اآلخر فقد رأى علماء وخبراء في دراسة جامعة‬
‫شيكاغو أن منطقة توجيه النظر نحو الشخص اآلخر‬
‫تحدد إن كانت المشاعر هي مشاعر حب حيث يكون‬
‫النظر بشكل مباشر إلى عيون الشخص اآلخر أما إذا‬
‫كانت النظرات محصورة باألجزاء المثيرة والحساسة‬
‫من جسم اآلخر فإن المشاعر هي مشاعر شهوة ورغبة‬
‫‪.‬جنسية بحتة وليست إعجابا ً أو حبا ً من النظرة األولى‬

‫فرص نجاح الحب من أول نظرة حسب علم النفس‬


‫محاور تتعلق بالحب من أول نظرة من وجهة نظر علم‬
‫النفس‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫قام مجموعة من الباحثين في هولندا بإجراء اختبار على‬
‫‪ 400‬رجل وامرأة لدراسة أسس ومحاور تتعلق بالحب‬
‫من أول نظرة من زاوية علم النفس وكانت مخرجاتهم‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫الحب من النظرة األولى ليس مجرد ذاكرة متحيزة‪:‬‬


‫يعتبر الحب من النظرة األولى نقطة جذب أولية وهو‬
‫ليس مجرد ذاكرة وأفكار مخزنة في العقل الالواعي‬
‫تجاه الصفات والرغبات واالهواء‪ ،‬فقد يكون مبشراً‬
‫بعالقة عاطفية صادقة في حال كانت باقي التفاصيل‬
‫‪.‬والعناصر حاضرة ومناسبة‬
‫الوقوع في الحب من أول نظرة عادة ً يكون مع أشخاص‬
‫وسيمين‪ :‬فالعين تحب الجمال وتنجذب له تلقائيا ً لذا قد‬
‫يكون االنجذاب جسديا ً بسبب الصفات الجمالية‬
‫والوسامة الخاصة باألشخاص الغرباء والذين قد يكون‬
‫اللقاء بهم في المرة األولى له سطوة تأثير جمال‬
‫‪.‬ووسامة شكل وجسم هذا الشخص‬
‫يبلغ الرجال عن الحب من النظرة األولى أكثر من‬
‫النساء‪ :‬بحسب الدراسات واالختبارات النفسية فإن نسبة‬
‫وقوع الرجال في الحب من أول نظرة باحتمالية أعلى‬
‫‪.‬من وقوع النساء بالحب من النظرة األولى‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫الحب من النظرة األولى ليس أمراً متبادالً‪ :‬على عكس‬
‫ما نراه في األفالم الرومانسية والقصص والروايات‬
‫العاطفية التي تكون في الحبكة مرسومة ضمن تبادل‬
‫المشاعر بين البطل والبطلة‪ ،‬إال أن األمر في الحياة‬
‫العملية ليس كذلك‪ ،‬فغالبا ً يكون الحب من أول نظرة‬
‫شعوراً فرديا ً من طرف أحادي وقد ال يعرف الطرف‬
‫اآلخر عن أي شيء وال نية لمبادلة الطرف اآلخر‬
‫‪.‬بالمشاعر والعواطف واالهتمام وبوادر الحب‬
‫الحب من النظرة األولى ليس حبًا دائما ً‪ :‬يرتبط مدى‬
‫نجاح العالقة العاطفية في حال الوقوع في الحب من‬
‫أول نظرة بحسب علم النفس يرتكز على عدة عوامل‬
‫تتعلق بكل من الطرفين ومدى التوافق بينهما وما مدى‬
‫صدق وعمق المشاعر والعاطفة التي يحملها الشخص‬
‫في قلبه تجاه اآلخر‪ ،‬لكنه ليس من الضروري دائما ً أن‬
‫يكون الحب من أول نظرة هو حبا ً حقيقيا ً دائما ً فقد يكون‬
‫فقط عبارة عن مشاعر مؤقتة وغير عميقة لذا نجد أن‬
‫كثيراً من حاالت الحب من النظرة األولى تنطفئ‬
‫وتنتهي فور التعرف على الشخص أو التقرب منه أو‬
‫‪.‬بعد الجلوس معه لفترة زمنية قصيرة‬
‫االنجذاب للصفات المرغوبة واألشخاص الوسيمين أمر‬
‫عادي وطبيعي طالما ال مبالغة فيه‪ ،‬البعض يعيش في‬
‫دوامة وحالة نفسية وهمية يقنع نفسه بصدق مشاعره‬
‫وذلك بسبب الفراغ العاطفي والحاجة لعيش تجربة‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫عاطفية لذلك يجب أن يكون الشخص متزنا ً وواضحا ً‬
‫‪.‬مع نفسه لعدم تفاقم تبعات هذا الوهم‬
‫نصائح علم النفس للتعامل مع الحب من أول نظرة‬
‫للتعامل مع الحب من أول نظرة حسب تفسير علم النفس‬
‫فهنالك عدد من األسس العلمية منها‪:‬‬

‫الحيادية في تفسير المشاعر‪ :‬للتحقق من طبيعة المشاعر‬


‫وخاصة الحب من أول نظرة يجب تحليل األمور بعيدا ً‬
‫عن التأثر المرحلي بالمؤثر الذي يتمثل برؤية الشخص‬
‫الذي يكون شعور الحب من أول نظرة تجاهه‪ ،‬فيكون‬
‫التفكير في الموضوع حياديا ً ومنطقيا ً وعاطفيا ً حيث‬
‫يجب أن يتوافق العقل والقلب بتصديق المشاعر‬
‫‪.‬وطبيعتها تجاه هذا الشخص‬
‫عدم تداخل التجارب السابقة‪ :‬في مخزون كل إنسان‬
‫مجموعة تجارب وخبرات سابقة عاشها بشكل شخص‬
‫أو أشخاص محيطين به ما قد يعيق تعامل الشخص مع‬
‫أي موقف عاطفي فقد ينفر أو يخاف من خوض تجربة‬
‫التعرف على شخص شعر بالحب من أول نظرة‬
‫‪.‬باتجاهه‬
‫عدم الحكم على المظاهر الخارجية‪ :‬فاإلنسان يبني‬
‫انطباعه األولي بنا ًء على العوامل الخارجية كشكل‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫الشخص ومالبسه ورائحة عطره ونوع سيارته أو‬
‫طريقة كالمه‪ ،‬وهذه التفاصيل قد ال تعطي تصوراً‬
‫حقيقيا ً عن الشخص‪ .‬لذا للتعامل مع الحب من أول نظرة‬
‫يجب التفكير بعقالنية وموضوعية ودراسة تفاصيل حياة‬
‫‪.‬الشخص ومدى التوافق والتناسب‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫الفصل الثاني عشر ‪ :‬الحب في زمن الفراعنة‬

‫توابيت مغلقة تحمل أسرار قادة مصر القديمة‪ ..‬يسعى‬


‫العالم أجمع حتى اليوم لمعرفة خباياها ‪ ..‬فأجدانا‬
‫الفراعنة تمكنوا من حفظ أسرارهم جيدا حتى أعتقد‬
‫الجميع أن هناك لعنة ستصيبهم إذا اقتربوا منها‪ ..‬ولكن‬
‫بالرغم من ذلك حرص المصريون القدماء على تسجيل‬
‫قصص حبهم على أوراق البردى وجدران المعابد‬
‫والمقابر الفرعونية لتكون شاهدة حتى يومنا هذا على‬
‫‪.‬قلوب نبضت بالعشق قبل آالف السنين‬
‫وكان الحب عند المصريين القدماء من أسمى العالقات‬
‫التى عبروا عنها باستخدم كلمه «مر إك» ومعناها‬
‫بالهيروغليفية «بحبك»‪ ..‬ولذلك حرص ملحق «ألف‬
‫عيلة وعيلة» على فتح توابيت األجداد لنروى لألجيال‬
‫الحالية كيف كانت قصص الحب الفرعونية وكيف كان‬
‫أجدادنا يقدسون المشاعر والعاطفة‪ ،‬فكان من أجمل ما‬
‫ورثناه عنهم احترامهم وتقديرهم للمشاعر فى كل‬
‫المواقف‪ ،‬لذا تنقلنا بين المؤرخين وعلماء اآلثار لنقل‬
‫هذه المشاعر فى أغرب قصص عرفها التاريخ‬
‫االميره والقزم‪..‬العشق رغم الفارق الجسدي‬
‫رغم ان سنب كان قزما اال ان زوجته كانت تحتضنه‬
‫بفخر وعلى شفتيها ابتسامة تنم عن حبها الحقيقى له‪..‬‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫بهذه الكلمات روت صباح عبد الرازق المدير العام‬
‫للمتحف المصرى بالتحرير‪ ،‬قصة الحب الشهيرة بين‬
‫القزم سنب وزوجته التى كانت أميرة من العائلة‬
‫الحاكمة‪ ،‬مضيفة أنه جرت العادة فى مصر القديمة على‬
‫توظيف أغلب األقزام فى وظيفتين إما العمل فى صناعة‬
‫الحلى الذهبية لدقة أصابعهم أو فى أغراض التسلية‬
‫والمرح والرقص‪ ،‬ومع ذلك نجد أيضا ً بعض‬
‫االستثناءات القليلة ألقزام تقلدوا مناصب هامة فى الدولة‬
‫ومنهم القزم «سنب» الذى تقلد منصب رئيس جميع‬
‫األقزام فى القصر الملكى‪ ،‬كما كان مسئوالً عن المالبس‬
‫‪.‬الملكية‬

‫وتزوج سنب من أميرة من العائلة الحاكمة والتى لم‬


‫تخجل من ظهوره إلى جانبها بهيئته القزمية بل رفعته‬
‫إلى جوارها وقد التقط لهما الفنان لقطة فنية والتى‬
‫صورت فى مجموعة حجرية منحوتة موجودة بالمتحف‬
‫وهى تحتضنه فى تفاخر وعلى شفتيها إبتسامة رضا تنم‬
‫عن حبها الحقيقى له‪ ،‬وحتى ال يقلل الفنان من شأن‬
‫سنب جعله يظهر فى نفس مستوى زوجته فى الجلسة‪،‬‬
‫كما راعى فى جلسته أال يفرد رجليه حتى ال يظهر‬
‫ضئيالً إلى جوارها ومأل فراغ القاعدة باثنين من‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫أوالدهما ومزج بين مالمح وجهيهما ليظهرا كما لو كانا‬
‫متشابهين‬
‫حتشبسوت وسنموت الحب الهندسي‬
‫أكد د‪.‬حجاجى إبراهيم محمد عالم اآلثار وأستاذ اآلثار‬
‫والفنون‪ ،‬أنه كانت هناك قصة حب كبيرة جمعت بين‬
‫الملكة حتشبسوت وساإنموت أو المعروف تاريخيا باسم‬
‫«سنموت» والذى كان يشغل وظيفه مستشارها‬
‫الهندسى‪ ،‬والذى بنى للملكة حتشبسوت معبدها الشهير‬
‫فى الدير البحري‪ ،‬ومنحته ‪ ٨٠‬لق ًبا ملك ًيا‪ ،‬كان يتولى‬
‫تربية وتعليم ابنتها األميرة الصغير «نفرو رع» وقد بلغ‬
‫من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته ليكون‬
‫‪.‬قريبا ً منها فى الحياة األخرى كما كان فى الدنيا‬

‫فيما أكد الخبير األثرى مجدى شاكر‪ ،‬أن قصة حب‬


‫الملكة «حتشبسوت» والمهندس «سنموت»‪ ،‬كانت من‬
‫أروع قصص الحب التى رواها التاريخ فحتشبسوت بعد‬
‫وفاة زوجها أحبت سنموت لدرجة سمحت له ببناء‬
‫مقبرته فى حرم معبدها ليجاورها فى مماته‪ ،‬وبنى لها‬
‫معبدها الشهير وهو أجمل معبد جنائزى بنى لملكة فى‬
‫التاريخ سواء القديم أو الحديث وهو معبد الدير البحري‪،‬‬
‫‪.‬الذى شيده فى حضن الجبل الغربى‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫مر إك»‪ ..‬حكايات الغرام على جدران المعابد «‬
‫والمقابر‬
‫»أمنحتب» يكسر القواعد من أجل «تى«‬
‫«امنحتب فليعط الحياة زوجته الملكة تى لتعش أمنية‬
‫صالة» بهذه الكلمات بدأ د‪.‬بسام الشماع المؤرخ وعالم‬
‫المصريات فى سرد قصة الحب التى جمعت بين الملكة‬
‫تى والملك أمنحتب الثالث‪ ،‬وقال انه لم يكن من‬
‫المتعارف عليه فى العصر الفرعونى ان يتزوج الملك‬
‫من عامة الشعب‪ ،‬ولكن هذا األمر خالفه الملك أمنحتب‬
‫الثالث ليتزوج من تى والتى كانت أبنة يويا قائد عربات‬
‫الملك وكاهن اإلله «مين» وهو رب الخصوبة بعدما‬
‫أحبها حبا جما لم ير التاريخ قبل الميالد مثله‪.‬‬
‫وأضاف د‪.‬بسام أن الملكة تى كانت تتميز بسمارها‬
‫المصرى والصرامة التى تبدو على مالمح وجهها لهذا‬
‫لقبها رواد التواصل االجتماعى بالملكة «المكشرة»‬
‫وكانت تجمع بين الجمال والحكمة‪ ،‬ومن أجلها وضع‬
‫الملك أمنحتب الثالث أسمها وأسم والدها ووالدتها على‬
‫ظهر جعارين حجرية ‪ -‬دعوات األفراح فى ذلك الوقت‬
‫‪ -‬وأرسلها لعدة ممالك فى اسيا من شدة فرحته بزواجه‬
‫منها ونحت باللغة الهيروغليفية على الجعران «أمنحتب‬
‫فليعط الحياة زوجته الملكة تى لتعيش أمنية صالة»‪..‬‬
‫وأوضح أن الملكة تى تزوجت أمنحتب الثالث فى فترة‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫اكتملت عناصر المملكة المصرية الحربية والفكرية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وهى إنجازات عظيمة خاصة أنها تمت‬
‫بعد إحتالل الهكسوس للبالد ‪ ١٠٨‬أعوام وهو ما يثبت‬
‫‪.‬بالفعل أنه وراء كل رجل عظيم امرأة‬

‫وأشار إلى أن الملك أمنتحتب الثالث أمر بنحت تمثال‬


‫كبير له وللملكة تى وهى ترتدى شعر ثقيل غاية فى‬
‫الجمال وتاج وثعبان الكوبرا على جبهتها ومحتضنة‬
‫بذراعها اليمنى أسفل ظهر زوجها الذى يظهر مبتسما‬
‫وهو يعبر عن العاطفة والمشاعر العميقة التى جمعت‬
‫‪.‬بينهما‬
‫نفرتارى ‪..‬التي تشرق الشمس من أجلها‬
‫(هى التى تشرق الشمس من أجلها كل يوم) هكذا‬
‫وصف الملك رمسيس الثانى زوجته الجميلة نفرتارى‪،‬‬
‫وحكى خبير االثار الدكتور عبدالرحيم ريحان‪ ،‬قصة‬
‫حب الملك رمسيس الثانى للجميلة نفرتارى وإطالق‬
‫أسماء عديدة عليها ووصفها بانها «المحبوبة التى ال‬
‫مثيل لها» و«النجمة التى تظهر عند مطلع كل عام‬
‫جديد»‪ ،‬و«رشيقة القوام الزوجة الملكية العظمى مليحة‬
‫‪».‬الوجه الجميلة ذات الريشتين‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫وأضاف ريحان أن الملك رمسيس الثاني‪ ،‬بنى لها معبد‬
‫أبو سمبل الصغير ليكون بجوار معبده‪ ،‬وأعد من أجلها‬
‫مقبرة بوادى الملكات من أجمل المقابر التى تصور‬
‫الملكة المحبوبة مرتدية ثياب الكتان الناعم وتتزين‬
‫بالحلى الملكية النفيسة تصاحبها اآللهة‪ ،‬وكتب لها «هى‬
‫التى من أجلها تشرق الشمس كل يوم» وهى جملة فى‬
‫منتهى الرومانسية تنم عن إحساس راقى ورغم ان عدد‬
‫زوجاته كان كبيرا اال ان ذلك كان عادة عند بعض‬
‫‪.‬الملوك فى الحضارة الفرعونية القديمة‬
‫وفاء اياح حتب‪:‬‬
‫»سقنن رع«‬
‫«وحوى يا وحوى ايوحه» هذه األغنية الرمضانية ال‬
‫يعرف الكثيرون أن أصلها فرعوني‪ ،‬وكشف األثرى‬
‫مجدى شاكر عن أن هذه األغنية تصف قصة حب‬
‫ووفاء «اياح حتب» لزوجها الملك «سقنن رع» الذى‬
‫لقى مصرعة فى ملحمة تحرير أرض مصر المقدسة‬
‫من احتالل الهكسوس‪ ،‬لتقود بنفسها الجيش وتصبح أول‬
‫امرأة تقود الجيوش فى العالم وحصلت على رتبة‬
‫جنرال ولقبت بـ قمر الزمان وعندما كانت تعود الى‬
‫مصر كان يستقبلها المصريون بجملة «وحوى يا‬
‫وحوى ايوحه» وتعنى اشرقتى ونورتى أيتها القمر‪.‬‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫»إيزيس» و«أوزوريس«‬
‫!حب وغدر ووفاء‬
‫«حب ووفاء وغدر»‪ ..‬بهذه الكلمات وصف الباحث‬
‫األثرى مجدى شاكر قصة حب «إيزيس»‬
‫و«أوزوريس»‪ ،‬مؤكدًا أنها من أشهر قصص الحب فى‬
‫مصر القديمة‪ ،‬لما تحتويه من وفاء وحب وغدر‪،‬‬
‫جسدتها إيزيس مع زوجها أوزوريس بعدما قتله أخوه‬
‫الشرير «ست» لالستيالء على العرش‪ ،‬وبحسب‬
‫األساطير الفرعونية قام بصنع تابوت من الذهب ووضع‬
‫فيه شقيقه أوزوريس وألقاه فى النيل للتخلص منه إال أن‬
‫إيزيس بحثت عنه حتى وجدته وقامت بإحياء زوجها‬
‫مرة اخرى‪ ،‬إال ان ست عندما علم بذلك ألقى القبض‬
‫عليه وتمكن من تقطيع جثته إلى ‪ 42‬قطعة ووزعها فى‬
‫جميع أنحاء مصر‪ ،‬إال أن إيزيس ظلت تبحث حتى‬
‫تمكنت من جمع أشالئه ودفنها‪.‬‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫الفصل الثالث عشر ‪ :‬الحب الحقيقي‬
‫ال يمكن أن يحيا اإلنسان بدون أن يجد بجانبه شخصا ً‬
‫يشعره بأهميته في الحياة‪ ،‬ولذلك فيظل يبحث كل‬
‫شخص عن نصفه األخر الذي سيأتي لكي يكمل ما‬
‫ينقصه‪ ،‬ألن الحب الحقيقي دائما ً ما يأتي فجأة بدون أي‬
‫مقدمات‪ ،‬فيجد اإلنسان نفسه منجذبا ً لشخص وقد يأتي‬
‫هذا االنجذاب من نظرة عين فقط‬
‫فمن أهم العالمات التي تشعر اإلنسان أن الذي يشعر به‬
‫هو حب حقيقي هو أن عندما ترى إنسانا ً أخر تشعر أنه‬
‫مختلف عن البقية‪ ،‬فيوجد ما يجعله مختلفا ً ولكنك ال‬
‫تعرف سبب هذا االختالف‪ .‬قد تكون نظرته أو هيئته‬
‫ولكن هناك أمر أخر يجعلني أنظر إلى عينيه بدقة‪،‬‬
‫وكأن كل شخص منهما يدخل إلى األخر من خالل تلك‬
‫النظرة الثاقبة‪ .‬كما أن هناك عالمات أخرى وهي كثرة‬
‫التحديث والتفكير في هذا الشخص‪ ،‬فقد يختفي من أمام‬
‫أعيننا ولكنه لن يختفي من مخيلتنا‪ ،‬فسوف يالحقنا في‬
‫كل مكان‪ ،‬وسنتذكره كلما مر أمامنا موقف ما قد حدث‬
‫في المقابلة األولى وليكن موقف تافه حتى‪ .‬مالحقة‬
‫أخبار هذا الشخص‪ ،‬فيريد كالً منهما معرفة كل ما مر‬
‫في حياة األخر‪ ،‬فضوالً فيالحق مواقع التواصل‬
‫االجتماعي الخاصة به‪ .‬وأصدقائه ويقوم بطريقة غير‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫مباشرة بتوجيه السؤال لمعرفة ما عمله‪ ،‬ما عمره‪ ،‬من‬
‫يكون‪ ،‬من تكون لكي يطمئن القلب إذا لم يكن مرتبطا ً‬
‫بشخص أخر‪ .‬فالحب هو أجمل المشاعر التي يشعر بها‬
‫أي شخص في حياته‪ ،‬فالدفيء الذي يوجد في عالقات‬
‫الحب واالرتباط ال يمكن أن يعوضه أي شخصا ً‬
‫باألموال أو حتى باألصدقاء فهذا حب وهذا نوع أخر‬
‫من الحب‪ .‬ولهذا فسمعنا الكثير من كلمات الغزل والحب‬
‫في األغاني العربية القديمة‪ ،‬مثل نغمات أم كلثوم وعبد‬
‫الحليم حافظ فمجرد سماع تلك الكلمات تذوب الروح‬
‫والفؤاد‪.‬‬
‫ومن أهم العالمات التي تدل على الحب الحقيقي هي‬
‫المشاعر المختلطة عند رؤية الشخص األخر في أي‬
‫مقابلة أخرى تعقد‪ ،‬فيوجد توتر‪ ،‬عدم القدرة للنظر في‬
‫عين كل منهما‪ ،‬مشاعر ممزوجة بالخجل والجرأة‬
‫األثنان معاً‪ .‬ومن العالمات التي تعد نهاية إلظهار الحب‬
‫وبداية لحب حقيقي هي لحظة االعتراف‪ ،‬وهو أن يعتر‬
‫كل طرف بإعجابه وانجذابه نحو األخر‪ ،‬وثم يرتقي هذا‬
‫اإلعجاب إلى مشاعر الحب الحقيقية في النهاية‪.‬‬

‫كيفية الحفاظ على شريك الحياة‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫إن شريك حياتنا حب حياتنا الحقيقي مثله مثل أي‬
‫شخص إذا لم يتم الحفاظ على عالقتنا معه‪ ،‬فستتوتر‬
‫وستنتهي تدريجياً‪ ،‬ولهذا فيجب أن تتحقق قواعد الحب‪،‬‬
‫وهي تبدأ بأهم قاعدة‪:-‬‬

‫وهي قاعدة الثقة‪ ،‬فال يمكن أن يشعر أي طرف في‬


‫العالقة بأنه يحب بضمير ويعطي كثيراً من مشاعره‪،‬‬
‫إال إذا كان هناك ثقة بين الطرفين يقدمون من خاللها‬
‫الكثير لبعضهما بدون التفكير في هل سيخذلني هذا‬
‫الشخص أم ال‪ ،‬ألن من خالل الثقة ال يوجد فراق أو‬
‫وداع بين الطرفين من األساس‪ .‬فتعتبر الثقة هي‬
‫األساس ألي عالقة حب حقيقي فإذا اهتزت تلك الثقة‬
‫بأي موقف وليكن خيانة‪ ،‬كذب‪ ،‬فال يمكن ألي شخص‬
‫يعيش في أي عالقة بدون هذه القاعدة المهمة في حياتنا‬
‫بوجه عام‪ .‬فإذا لم نثق في األشخاص الذين يعيشون‬
‫حولنا ويكنون لنا الحب فلن نستطيع أن نحبهم من‬
‫األساس‪ .‬أما القاعدة الثانية فهي قاعدة االحتواء‪،‬‬
‫فاالحتواء هو عالقة الحب الدافئة‪ ،‬أي أن يلقي كل من‬
‫الطرفين هموم الحياة على األخر‪ .‬أن يشعر بأنه عندما‬
‫يتحدث إلى الطرف األخر بأنه يتحدث مع نفسه فيتعرى‬
‫بكلماته أمامه من دون أن يشعر بالخجل‪ ،‬فيحتضنه‬
‫بكلماته وبتعابيره‪ ،‬ويالمسه بدفيء ويربط على يديه بأنه‬
‫الحب ومشتقاته‬
‫معه مهما حدث ومهما مر عليه في حياته‪ ،‬فسيكون هو‬
‫سنده الدائم‪ .‬أهم شيئا ً يجعل الحب يكبر ويزداد في قلب‬
‫األخر هو االهتمام بتفاصيله‪ ،‬أن يعرف إذا كان حزينا ً‬
‫أو سعيداً من نبرة صوته‪ ،‬أن ينظر إليه ويعرف منا‬
‫الذي يشعر به دون أن يتحدث أو ينطق بكلمة واحدة‪ .‬أن‬
‫يواصل السؤال عليه عدة مرات على مدار اليوم‪ ،‬أن‬
‫يهتم بمرضه‪ ،‬بحزنه‪ ،‬بفرحه بكل شيئا ً سيحدث له في‬
‫حياته‪ ،‬فاالهتمام أفضل شيئا ً له أن ال يطلب من‬
‫األخر‪ ،‬بل أن يكون نابعا ً من الداخل بدون أي شروط‬
‫موجهه له‪.‬‬
‫بينما القاعدة الرابعة هي الصدق وعدم الكذب فإذا دخل‬
‫الكذب في عالقة الحب الحقيقية فسيحولها إلى عالقة‬
‫مزيفة‪ ،‬خالية من المشاعر فمن يكذب مرة سيكذب ألف‬
‫مرة‪ ،‬فحتى ستكون الوعود كاذبة‪ .‬ولهذا فالصدق في‬
‫العالقة والمشاعر هو الطريق الوحيد لعالقة حب حقيقية‬
‫وليست مزيفة باألقنعة‪ .‬بينما القاعدة الخامسة واألكثر‬
‫أهمية هي التفريق بين الغيرة والغيرة الممزوجة بالشك‪،‬‬
‫فالشك إذا دخل أي عالقة حب حقيقية فسيحولها إلى‬
‫قتال دائم‪ .‬فالشخص الذي لديه متالزمة الشك في‬
‫األخرين سيكون من الصعب أن يثق في أي شخص‬
‫على وجه األرض حتى في أهله‪ ،‬ولهذا فيجب أن تكون‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫الغيرة ليست مثقلة‪ ،‬بل غيرة الحب اللطيفة على القلوب‪،‬‬
‫والتي يحبها الجميع ويشعرون باالهتمام عندما تكون‬
‫موجودة في العالقات‪ .‬القاعدة السادسة إن هناك الكثير‬
‫من األشخاص الذين عندما تمر سنوات على عالقة‬
‫الحب التي توجد في حياتهم‪ ،‬فيلتزمون الصمت أي ال‬
‫يبوحون بالحب الذي يوجد في قلوبهم اعتقاداً منهم أن‬
‫األخر يعرف جيدا ً أنه يحبه‪ .‬وبالتالي ليس من الالزم أن‬
‫يعبر عن الحب‪ ،‬فإظهار مشاعر الحب يجب أن تكون‬
‫مستمرة‪ ،‬وال تتوقف في أي وقت‪ ،‬ألن دائما ً ستجد‬
‫طرف من الطرفين يحتاج لتلك المشاعر ولو بكلمة‬
‫واحدة فقط‬
‫القاعدة السابعة هي ال توجد امرأة على وجه األرض ال‬
‫تفضل المدح والكالم المعسول أي الغزل في جمالها‪،‬‬
‫مالبسها‪ ،‬فدائما ً تقوم المرأة بالتزين من أجل أن يرى‬
‫حبيبها ويعبر عن أنه مفتون بمظهرها اليوم‪ .‬ولهذا‬
‫فيجب أن يظل الرجل يتغزل في حبيبته مهما بلغ‬
‫عمرها‪ ،‬ومهما زادت شيخوختها فمفتاح قلب المرأة هو‬
‫الغزل والكالم اللطيف على القلوب‪ ،‬فقدموا للسيدات‬
‫أجمل الكلمات وال تخجلوا من إظهار مشاعر الحب‬
‫المكنونة في قلوبكم‪ .‬أما القاعدة الثامنة فهي تتلخص في‬
‫كلمة واحدة وهي األمان‪ ،‬إن ال يمكن أن تستمر عالقة‬

‫الحب ومشتقاته‬
‫حب حقيقية إذا لم يتحقق بها األمان‪ ،‬وهو أن ينام المرء‬
‫وهو ال يوجد في قلبه أي مشاعر للخوف من أن يترك‬
‫من الطرف األخر‪ ،‬من أن تنتهي قصة الحب ذات‬
‫السنوات الطويلة بدون أي جدوى‪ .‬فاألمان هو من أعظم‬
‫األحاسيس الذي يبحث عن المرء في حياته‪ ،‬فال توجد‬
‫امرأة تستعد أن تضحي بكل ما تملك فقط من أجل أن‬
‫تشعر بأن من قررت االرتباط به وإعطاؤه قلبها يتساهل‬
‫هذه التضحية الكبيرة‪ ،‬ولن يخذلها طوال حياتها‪.‬‬
‫فالحب الحقيقي هو الذي ال يوجد له نسبة أو وقت‪ ،‬فهو‬
‫الحب الذي لن ينتهي فيعيش لسنوات وسنوات بنفس‬
‫مقدار الحب‪ ،‬فقدسوا الحب وأعطوا كل ما في قلوبكم‬
‫لألشخاص الذين يستحقوا تضحيات الحب الطويلة‪ ،‬وال‬
‫تفشلوا في حياتكم بمجرد الشعور بالفشل في أي عالقة‬
‫حب ليست حقيقية وكانت مزيفة‪.‬‬

‫الحب ومشتقاته‬

You might also like