بحث عن الحضارة المينوية أو الكريتية أو اإليجية ،بحث علمى كامل جاهز عن الحضاره المينويه
الحضارة المينوية أو الكريتية أو اإليجية
سميت بالمينوية نسبة ً إلى الحاكم مينوس وأوالده من بعده الذين حكموا جزيرة كريت في بحر إيجة ,وسميت بالكريتية نسبة ً إلى جزيرة كريت التي كانت أكبر جزر بحر إيجة والتي كان يحكمها المينويين ,وسميت باإليجية نسبة ً إلى بحر إيجة بأكمله ,وأنا شخصيا ً أفضل مسمى الحضارة اإليجية عن بقية المسميات لشموليته على مامضى . ُمكتشف الحضارة اإليجية اإلنجليزي آرثر إيفانس عام 1900م ,وقام آرثر بنشر أبحاثه عن الحضارة اإليجية في عام 1922م أي بعد اكتشافه لها بعامين في أربع مجلدات أسماها ب قصر مينوس بكنوسوس عصور الحضارة اإليجية العصر اإليجي (الكريتي المينوي) األول :من عام 2600ق.م وحتى عام 1800ق.م العصر اإليجي (الكريتي المينوي) الثاني :من عام 1800ق.م وحتى عام 1600ق.م العصر اإليجي (الكريتي المينوي) الثالث :من عام 1600ق.م وحتى عام 1400ق.م فترات االزدهار اإليجية فترة االزدهار األولى :من عام 1800ق.م وحتى عام 1700ق.م ,وفي عام 1700ق.م دُمر قصر مينوس في كنوسوس , وذهب العلماء إلى أن السبب وراء ذلك هو أحد ثالثة أسباب أوالها أن ذلك حدث نتيجة هزة أرضية ألمت بالمدينة ,وثانيها أنها تعرضت لغارة من خارج البالد ,وثالثها أن ذلك حدث بسبب ثورة داخلية أطاحت بالقصر فترة االزدهار الثانية :من عام 1600ق.م وحتى عام 1400ق.م ,وقد كانت فترة االزدهار الثانية أشمل وأعم وأرقى بكثير من فترة االزدهار األولى . نظام الحكم في الحضارة اإليجية في بدايات هذه الحضارة كان الحكم إقطاعيا ً بأيدي رؤساء القبائل ورؤساء األسرات الكبيرة ,ولكن في الفترات المتأخرة استطاع مينوس وأوالده من بعده أن يفرضوا سيطرتهم على مدينة كنوسوسفي جزيرة كريت ,ومن ثم على الجزيرة الكريتية ,حتى استطاعوا السيطرة على جزر بحر إيجة بالكامل ,وقد كان حكمهم حكما ً مطلقا ً ,وكانوا يصدرون أوامرهم باسم اآللهة مدعين أنها هي من تُصدر األوامر ,كما أنهم كانوا يجددون سلطتهم اإللهية ُكل تسع سنوات. الحياة االجتماعية في الحضارة اإليجية للمرأة في المجتمع اإليجي مكانة خاصة ,إذ أنها مساوية للرجل ,بل تفوقه في أحايين كثيرة ,فبجانب أنها تقوم باألعمال المنزلية في البيت من طبخ ومراعاة ألوالدها وشؤونهم كانت تخرج للفالحة مع الرجل بل وتشارك بصنع األواني واألدوات التي اشتهر بصناعتها سكان بحر إيجة ,حتى وصل األمر بالنساء اإليجيات آنذاك الخروج للصيد تتبعها كالب الصيد ,كما أن المقاعد األمامية في مضمار مصارعة الثيران وهي اللعبة المحبوبة والمقربة لسكان بحر إيجة خصصت للنساء دون الرجال ,وهذا يدل على ماوصلت إليه المرأة اإليجية من مكانة في ذلك الوقت ,والمجتمع اإليجي بشكل ٍعام كان مجتمعا ً يستهوي األلعاب بشتى أنواعها خصوصا ً لعبة المصارعة ومنها مصارعة الثيران اآلنفة الذكر ومايلحقها من حركا ٍ ت بهلوانية يقوم بها الرجال والنساء على السواء ,كما كانت لديهم لعبة شبيهة بالشطرنج يستهوون لعبها الحياة االقتصادية في الحضارة اإليجية اشتهر أصحاب هذه الحضارة بالزراعة والصناعة ,وقد كانت أهم محاصيلهم الزراعية هو الزيتون والكروم ,كما أنهم اشتهروا بتجارة وتصدير النبيذ المستخرج من الكروم ,وكانوا يحتفظون بهذه المحاصيل في جرار كبيرة للغاية أثناء استخراجها من األرض ,أما في مجال الصناعة فقد اشتهروا بصناعة األدوات واألواني والخزف ,وكذلك السفن الصغيرة لتسهل عليهم عملية التنقل بين الجزر المتناثرة في بحر إيجة. الحياة الدينية في الحضارة اإليجية كان أصحاب هذه الحضارة أناسا ً يؤمنون بوجود األرواح في كل شيء ,يعبدون الجبال واألحجار واألشجار والقمر ,كما كانوا يؤمنون بوجود الجن والعفاريت ,وكانوا يرون باألم سر الطبيعة إذ أنها الشيء الوحيد الذي يستطيع الوقوف في وجه الموت من خالل التناسل وإيالد البشر ,كما كانوا أيضا ً يضعون موتاهم في توابيت بعد فقدانهم للحياة ويضعون بتوابيتهم طعام وشراب ولعبة شطرنج وتماثيل نساء ظنا ً منهم بأن هذه األشياء ستسليه في تابوته أسطورة بحر إيجة يقال بأن مينوس حاكم مدينة كنوسوس في جزيرة كريت كان له من األبناء ثالثة ,أكبرهم يسمى أندروجيوس وقد كان أندروجيوس قويا ً ذكيا ً محبا ً لأللعاب الرياضية بأنواعها ,واألخرى فتاة جميلة تسمى أريادني ,وقد كان ابنه الثالث واألخير غريبا ً وعجيبا ً ومغايرا ً عن بقية الجنس البشري ,إذ كان له جسد إنسان ورأس ثور ,وقد كان هذا االبن يسمى المينوتوروس ,ويقال بأن كان نهما ً بافت راس البشر ,ولخوف والده منه وعليه قرر حبسه في ممرات قصره ,ذلك القصر المسمى بقصر (التيه) نظرا ً لكثرة ممراته ودهاليزه ,استمر الحال على ماهو عليه حتى سمع أندروجيوس بمسابقة رياضية كبيرة يقيمها حاكم أثينا أيجيوس في مدينته ,فذهب إليها وفاز في جميع األلعاب ,فاغتاض الحاكم أيجيوس من ذلك وقرر قتله ,وبالفعل انتهت حياة أندروجيوس إثر مؤامرة دُبرت له من ِقبل الحاكم أيجيوس وأعوانه ,وعندما سمع والده الحاكم مينوس بما حدث البنه قرر االنتقام من أثينا ومن حاكمها ,وبالفعل سار إليهم بجيوشه وقام بأكل األخضر واليابس ,وليس هذا فحسب بل وصل األمر بمينوس أن فرض على أيجيوس أن يُرسل قربانا ً ُكل تسع سنوات إليه مؤلف من سبعة شبان وسبعة فتيات من أجل تقديمهم وجبة غذائية دسمة البنه المحبوس في القصر المينوتوروس ,حتى أتى الدور على أن يصبح أحد الذاهبين كقربان إليه من الشبان السبعة ابن الملك أيجيوس ثيسيوس ,وقد كان ثيسيوس يفكر باستخراج أهالي مدينته من هذا الذل وهذه المهانة التي فرضها عليهم الملك مينوس بأن يقتل ابنه الوحشي ,وعندما علم والده أيجيوس بنيته على قتل الوحش أعطاه األشرعة البيضاء وقال له وأنتم عائدون من البحر ارفعوها ألعلم بأنك قد نجحت وحييت ألن الشبان والشابات الماضين كانوا برحلتهم إلى حتفهم يرفعون األشرعة السوداء تعبيرا ً عن الحزن والحداد ,وهناك قابل ثيسيوس أريادني ووقعوا بغرام بعض ,فقررت أريادني مساعدة عشيقها على أخيها ,فأعطته كرة من الخيط ربطت أولها بباب القصر حتى يستطيع ثيسي وس معرفة طريقه وأن اليتوه أثناء العودة ,وبالفعل استطاع ثيسيوس قتل المينوتوروس والعودة لبقية الشبان والشابات الذين ماأن علموا بانتصاره حتى قاموا بالرقص واحتضان بعضهم بعضا تشاركهم الفرحة أريادني ,وهم في غمرة الفرحة أثناء عودتهم نسوا أن يرفعوا األشرعة البيضاء بدل السوداء ,وقد كان أيجيوس ينتظر مجيء ابنه على شاطئ البحر ,وماأن رأى األشرعة السوداء حتى تبادر إلى ذهنه بأن ابنه الحبيب لقلبه قد قتل ولم ينجح فقام برمي نفسه في البحر من شدة حزنه على فراق ابنه اآلتي للقياه ,ومذ ذلك الوقت تقول األسطورة بأن البحر (بحر إيجة) سُمي بهذا االسم نسبة ً إلى أيجيوس الحازن على ابنه. عاصمة إيراكليو المقاطعات خانيا اليونان وإقريطش ت (باليونانية )Κρήτη :هي أكبر الجزر اليونانية وخامس أكبر جزيرة في البحر األبيض المتوسط .وموقعها إقريطش أو كري ِ كيلومترا مربعًا وعدد ً تقريبًا °35ش °24 ،ق .وهي تطل جنوبًا على بحر إيجه وعلى رغم أن مساحتها ال تزيد عن 8336 سكانها أقل من نصف مليون نسمة فهي من أهم جزر اليونان من حيث أهميتها الحضارية .تنتصب فيها سلسلة جبلية ممتدة مترا من الشرق إلى الغرب وتحدها شواطئ صخرية .وأعلى قمة فيها هي قمة بسيلوريتيس التي يصل ارتفاعها إلى ً 2456 فوق سطح البحر .وعلى هذه السلسلة تنتشر بساتين الزيتون والكرمة وتزرع فيها الذرة والتبغ. التاريخ منذ زمن بعيد تشأت في هذه الجزيرة الحضارة المينوية نسبة إلى الملك األسطوري مينوس الذي أسس الحضارة والعمران في تلك الجزيرة منذ ما يقارب من 4000سنة وما لبثت هذه الحضارة المتميزة بجمال قصورها وروعة مبانيها أن سبطت سيطرتها على كامل بحر إيجه .وال تزال هذه المعالم بارزة في آثارها التاريخية. وقد ظلت الجزيرة تابعة لإلمبراطورية البيزنطينية حتى فتحها على يد أبو حفص عمر البلوطي األندلسي الذي أقام إمارة فيها ثم مالبث أن أستعادها منه اإلمبراطور البيزنطي نقفور الثاني سنة 960ثم سقت بيد البنادقة عام 1204خالل الحملة الصليبية الرابعة ،ضمت الجزيرة إلى اليونان عام 1913بعد قرون من الحكم العثماني. األرض عرفت عند العرب باسم "إقريطش" وعرفها األتراك باسم "جزيت" .وهي عبارة عن جزيرة مستطيلة الشكل كيلومترا ،وترتفع ً كيلومترا ،وتبلغ مساحتها 8331 ً كيلومترا ،وأكبر عرض لها يبلغ 50 ً طولها بين الغرب والشرق 255 مترا ،حيث أرض إقريطش في الوسط حيث تنتشر الجبال في خط يمتد من الشرق إلى الغرب ،وأعلى قممها تصل إلى ً 2456 جبال أيدهي أوروس .وتحاط سواحل الجزيرة بسهول ساحلية ،وتنحدر إليها أنهار قصيرة سريعة الجريان ،وتمتع سواحل الجزيرة الشمالية بعدد من الخلجان تصلح كموانئ طبيعية ،ومعظم مدنها موانئ على الساحل الشمالي. المناخ في إقريطش منطقتان مناخيتان ،المتوسطية وشمال األفريقية .مناخ إقريطش معتدل في األصل ،ولكن تزداد رطوبة الجو أحيانًا اعتمادًا على مدى قرب البحر .الشتاء لطيف ومعتدل ،ويهطل الثلج في المناطق الجبلية .في الصيف يتراوح معدل درجة الحرارة بين 20و 30درجة سيليزية ،عدا الساحل الجنوبي ،والذي يتضمن غابة ميسارا وجبال أستيروسيا، والتي تقع في المنطقة المناخية شمال األفريقية التي تتميز بأيام شمسية أكثر ،ودرجة الحرارة فيها تكون عالية في الصيف. قد يكون أفضل وقت لزيارة إقريطش هو فصال الربيع والخريف. السكــــان يسكن إقريطش حوالي 800ألف نسمة وينتمون إلى عناصر متعددة أغلبهم من اليونانيين ،ثم جالية تركية وصلت الجزيرة إبان الحكم اإلسالمي لها .ويعمل سكان الجزيرة في الزراعة ،وينتجون القمح والذرة والزيتون والعنب والحمضيات ،كما يعمل قطاع منهم في الحرف البحرية كصيد األسماك واإلسفنج والتجارة خارج جزيرتهم ،وهناك عدد آخر يعمل في الرعي والصناعات التقليدية. الحضارة الموكينية هي الحضارة الثانية التي قامت مع الحضارة اإليجية في بالد اليونان ,وقد سُميت بالحضارة الموكينية نسبة ً إلى مدينة موكيناي التي قامت بها هذه الحضارة ,وهي تختلف عن الحضارة اإليجية كونها أتت من أصل يوناني بحت على عكس الحضارة اإليجية التي كان أصلها من خارج اليونان ,ويُرجع المؤرخين ظهورها إلى عام 1600ق.م ,أي أنها عاصرت الحضارة اإليجية مايقارب المئتي عام إن علمنا بأن الحضارة اإليجية انتهت في عام 1400ق.م ,واستمرت الحضارة الموكينية حتى عام 1100ق.م ,حين سقطت ودُمرت على أيدي القبائل الدُورية تلك القبائل التي اجتاحت بالد اليونان من شمالها وحتى جنوبها ,وإن أردنا التحدُث عن النواحي الحياتية في الحضارة الموكينية فهي شبيهة جدا ً بالنواحي الحياتية في الحضارة اإليجية سوا ًء من الناحية السياسية أواالجتماعية أواالقتصادية أوالدينية ,غير أن أصحاب هذه الحضارة كانوا يتميزون بحبهم للحرب والحروب ,وفي عصرهم وقعت أحداث حرب طروادة الشهيرة بينهم وبين الطرواديين ,وإن قلنا بأن ُمكتشف الحضارة اإليجية هو اإلنجليزي آرثر إيفانس عام 1900م ,فإن ُمكتشف الحضارة الموكينية هو األلماني شليمان والذي اكتشفها في عام 1870م. ُمكتشف الحضارة الموكينية األلماني شليمان والذي قضى فترة طفولته يستمع لقصص والده المتخصص بالتاريخ القديم عن اإللياذة التي تحدثت عن حرب طروادة واألوديسة التي تحدثت عن مغامرات أوديسيوس بعد انتهاء حرب طروادة والتي كتبها الشاعر اإلغريقي هوميروس ,وقد كانت ملحمتي اإللياذة واألوديسة عند معاصريه من الناس في ذلك الوقت ضربا ً من ضروب الخيال ,ولكن شليمان آمن بصدقها ولذا ماأن أنهى فترة دراسته اإلعدادية وهو في سن الرابعة عشر حتى قرر السفر إلى أمريكا الجنوبية بقصد جمع ثروة تساعده على التنقيب الكتشاف حقيقة طروادة وماورائها ولكن الباخرة التي كانت ستنقله إلى أمريكا الجنوبية غرقت في البحر فنقلته األمواج إلى شواطئ هولندا التي استمر فيها أربعة سنين انتقل بعدها إلى روسيا التي استمر بها عشرين عاما ً واستطاع في خالل هذه العشرين عاما ً أن يجمع ثروة ً هائلة ً وقراءة ُكل ما ُكتب عن طروادة بعد أن تعلم أربعين لغة ً أثناء إقامته في روسيا ,وبعد انقضاء هذه العشرين عاما ً وتحديدا ً في عام 1870م سافر شليمان إلى المكان الذي يقال بأن طروادة كانت تقع فيه وهو الجزء الشمال غربي من آسيا الصغرى ولكنه بقى سنة ً كاملة ً ينقب فيها ولم يعثر على شيء حتى استدعاه أحد عماله بعد أن عثر هذا العامل على إناء نحاسي يحوي من الذهب والفضة الكثير ,هنا فقط سعد شليمان واستدعى ُكل أصحابه المنقبين في أوروبا ليساعدوه على اكتشاف البقية ,وبالفعل استطاع شليمان وأصدقائه أن يعثروا على تسعة مدن مدفونة تحت األرض كانت طروادة هي المدينة السادسة من أسفل إلى أعلى . كنوسوس جزء مما أعاد تشييده أرثر إڤانز من القصر المينوي في كنوسوس .هذه هو المعقل Aفي المدخل الشمالي ،الشهير بجصية الثور فوقه. أمير الزنابق أو نقش الملك الكاهن ،نقش جصي في نهاية ممر المراسم ،الذي رممه گييرو ،ويعتقد أرثر إڤانز أنه كاهن- ملك ،يرتدي تاجا ً مزينا ً بريش الطاووس وعقدا ً عليه زنابق ،مقتادا ً حيوانا ً غير ظاهر إلى التضحية. كنوسوس (باليونانية ،)Κνωσός :وتعرف كذلك باسم البيرنث ،Labyrinthأو قصر كنوسوس ،هي أكبر موقع أثري من العصر البرونزي في كريت وربما كانت المركز المراسمي والسياسي للحضارة والثقافة المينوية .وهي مدينة ملكية قديمة تقع في شمال إقريطش (كريت) بالقرب من كاندية (إراكلو) ،ازدهرت فيها الثقافة في العصر البرونزي بين عامي 2000و 1400قبل الميالد .وهي موقع متاهة دايدالوس األسطورية وقصر الملك مينوس .كانت عاصمة الملك مينوس ومركز الحضارة المينوسية .في األلفية السابعة قبل الميالد استقر فيها مهاجرون من األناضول مما أدى الزدهارها في ذلك الوقت. ويعود تاريخ كنوسوس إلى سنة 4000ق.م تقريباً .وفي القرن الثامن عشر قبل الميالد دمر زلزال أول قصر ضخم شيد في المدينة في نحو عام 2000ق.م .وفي القرن الخامس عشر قبل الميالد احترق قصر آخر وتهدم .وكانت كنوسوس أهم الدول ـ المدن اليونانية في جزيرة كريت ،إلى أن غزا الرومان الجزيرة عام 67ق.م .وظلت محتفظة بمركزها دولة مهمةً حتى القرن الرابع الميالدي .وفي القرن العشرين الميالدي بدأ السير آرثر إڤانز ،وهو عالم آثار بريطاني ،التنقيب عن اآلثار في قصر كنوسوس .وقد أضافت أعماله الكثير من المعلومات عن منطقة بحر إيجة في العصر البرونزي. الفن والعمارة وصف القصر بني فيها قصران رئيسيان في الفترة المينوية الوسطى وفي حوالي العام 1720قبل الميالد بعد حدوث زلزال في المدينة .في عام 1580قبل الميالد تقريبا ً بدأت الحضارة المينوسية باالمتداد لكامل اليونان حيث أثرت بشكل كبير على حضارة ميكناي. في عام 1400قبل الميالد دمر قصرها بواسطة النار ،ففقدت المدينة بعضا ً من أهميتها السياسية ،فتحول المركز السياسي األيجي إلى مدينة ميكناي. الجصيات جص القفز فوق الثور ،في باحة الصنبور الحجري ،قصر كنوسوس غرفة العرش العرش الذي سميت على اسمه غرفة العرش .Griffin couchant facing throne سقوط كنوسس إذا ما رجعنا إلى ما قبل هذه الحضارة الباهرة نبحث عن اصلها ،وجدنا أنفسنا تتقلب بين آسيا ومصر .فالكريتيون يبدون من جهة شديدي الصلة بالشعوب الهندوربية التي تسكن آسيا الصغرى؛ ففي هذه البالد كما في كريت تستخدم ألواح الصلصال للكتابة ،وكان فيها الشاقل وحدة الموازين .وفي كاريا من أعمالها كان يعبد زيوس لبرنديوس Zeus Labrandeusأي زيوس ذو البلطة المزدوجة ،Labrysوفيها كان الناس يعبدون األعمدة والثور واليمامة ،وفي فريجيا كانت سيبيل العظيمة الشبيهة كل الشبه باألم اإللهة في كريت حتى لقد أطلق اليونان على هذه األم اسم ريا سيبيل Rhea Cybeleوعدوا األثنتين إلهة واحدة!. ومع هذا كله فإن الشواهد الدالة على أثر مصر في كريت كثيرة في كل عصر من عصور تاريخها .وقد بلغ تشابه الثقافتين في أول عهديهما حدا ً جعل بعض العلماء يظنون أن موجة من الهجرة قد حدثت من مصر إلى كريت أيام االضطراب الذي وقع في عهد مينا .فاآلنية الحجرية التي كشفت في مكلوس واألسلحة النحاسية الباقية من الطور األول من العصر المينوي القديم ،تشبه ما وجد من نوعها في مقابر األسر المصرية األولى شبها ً يثير العجب ،والبلطة المزدوجة تظهر على شكل تميمة في مصر بل يظهر فيها كذلك "كاهن البلطة المزدوجة" .والموازين والمكاييل الكريتية مصرية في شكلها وإن كانت آسيوية في قيمتها؛ واألساليب المستخدمة في النقش على الحجارة الكريمة ،وفي فن الخزف والتصوير تتشابه في البلدين تشابها ً جعل شپنگلر يعتقد أن الحضارة الكريتية ليست إال فرعا ً من الحضارة المصرية. ولكننا لن ننهج اسينجلر ألننا ال يجوز لنا أن نتغاضى عن فردية األجزاء في كلتا الحضارتين ،فالصفة الكريتية واضحة في حضارتها كل الوضوح مميزة أشد التمييز ،ولسنا نجد في العالم القديم شيئا ً آخر امتاز بالرقة في دقائق الفن وبالرشاقة المركزة في الحياة والفن .ولنسلم جدالً بأن الثقافة الكريتية آسيوية في نشأتها العنصرية ،مصرية في كثير من فنونها ،غير أنها في جوهرها وفي كليتها تبقى حضارة فذة ،وربما كانت تنتمي إلى خليط معقد من الحضارات شأن جميع البالد الواقعة في شرق البحرالمتوسط ،حيث ورثت كل أمة فنونا ً وعقائد وأساليب متماثلة متقاربة نشأت من ثقافة تنتمي إلى العصر الحجري الحديث كانت واسعة االنتشار في تلك البالد وقامت عليها حضارتها. ومن هذه الحضارة المشتركة أخذت كريت في شبابها وأمدتها بقسط بعد نضجها .وبفضل حكمها ساد النظام في الجزائر المجاورة لها ودخل تجارها في كل ثغر من ثغورها ،ثم استقرت مصنوعاتها وفنونها في جزائر سكلديس وعمت قبرص، ووصلت إلى كاريا وفلسطين ،ثم سارت شماالً إلى آسيا الصغرى والجزائر المجاورة لها حتى بلغت طروادة واجتازت في ناحية الغرب إيطاليا وصقلية إلى أسبانيا ،وعمت بالد اليونان حتى تساليا ،وبقيت في تراث اليونان عن طريق ميسينس وتيرنز ،وبذلك كانت كريت في تاريخ الحضارة الحلقة األولى في سلسلة الحضارة األوربية. ولسنا نعرف أي طرق االضمحالل الكثيرة هي الطريق التي سلكتها كريت في اضمحاللها ،أو لعلها سلكت هذه الطرق الكثيرة كلها ،فقد اختفى ما كانت تشتهر به من غابات السرو واألرز ،وأضحى ثلثا الجزيرة اليوم صخورا ً حجرية صماء ال تستطيع االحتفاظ بمياه األمطار الشتوية .ولعل أهلها هي أيضا ً قد أسرفوا في تحديد النسل كما تسرف سائر الحضارات في عصور اضمحاللها ،وتركوا اإلكثار للعجزة والضعفاء .ولعل ازدياد الثروة والترف وما أعقبه من انهماك في الملذات الجسمية قد أضعف ما في السكان من حيوية ،وأضعف إرادتهم في أن يعيشوا ويدافعوا عن أنفسهم ،ذلك أن األمم تولد رواقية وتموت أبيقورية .ولعل انهيار مصر بعد موت إخناتون قد أحدث اضطرابا ً في التجارة التي كانت قائمة بين مصر وكريت ،وقلل من ثراء الملوك المينويين؛ وغير خاف أن كريت ليس فيها موارد داخلية واسعة ،وأن رخاءها إنما يعتمد على التجارة وعلى األسواق الخارجية لتصريف مصنوعاتها ،ولذلك أصبحت كإنجلترا في الوقت الحاضر تعتمد اعتمادا ً شديد الخطورة على سيطرتها البحرية .وربما كانت الحروب الخارجية قد قضت على الكثيرين من شبانها األقوياء ،وتركت الجزيرة منقسمة مفككة ال تستطيع صد الغزاة األجانب .وربما كانت الزالزل قد دكت قصورها ،أو أن أهلها قد انتقموا ألنفسهم في ثورة عنيفة مما قاسوه من ظلم واستبداد قرونا ً طواال. ذلك ما ال نعلمه علم اليقين ،وأما الذي الشك فيه أن قصر فستوس قد دمر مرة أخرى في عام ،1450وأن قصر حاجيا تريادا قد التهمته النيران ،وأن بيوت األثرياء في توليسوس قد اختفت من الوجود .ويلوح أن كنوسس كانت في الخمسين سنة التي تلت ذلك العهد تستمتع بأعظم ما وصلت إليه من ثراء ،ومن سلطان ال ينازعها فيه منازع في جميع أنحاء بحر إيجة .وفي عام 1451التهمت النيران قصر كنوسس نفسه ،فقد عثر إيفنر في كب مكان فيه على شواهد دالة على اندالع اللهب الذي لم يقو األهلون على حصره -من كتل خشبية وأعمدة محترقة ،وأسوار مسودة ،وألواح طينية قد جمدتها حرارة النار حتى استعصت على أنياب الزمان ولقد كان الدمار شامالً ،وكان اختفاء المعادن حتى من الحجرات التي غطتها األنقاض وحمتها من النيران كامالً ،مما جعل كثيرين من العلماء يظنون أن هذا الدمار من فعل الغزاة ال من فعل الزالزل. ومهما يكن سبب هذه الكارثة فإن الجزيرة قد أخذت بها على غرة ،ذلك أن بأماكن الفنانين وحوانيت الصناع شواهد كثيرة على أن أصحابها كانوا منهمكين في أعمالهم حين حل الموت بهم؛ وفي هذا الوقت عينه دكت قواعد جورنيا ،وبسيراً، وزكرو ،وبليكسترو. وليس لنا أن نظن أن الحضارة الكريتية قد انمحت في يوم وليلة ،فقد أعيد بناء القصور ،ولكنها بنيت متواضعة ،وظلت لمنتجات كريت الفنية الغلبة على الفن اإليجي جيالً أو جيلين من الزمان .وفي منتصف القرن الثالث عشر قبل الميالد نجد آخر األمر شخصية كريتية بارزة -هي شخصية الملك مينوس التي تقص الرواية اليونانية عنها كثيرا ً من القصص المرعبة. من ذلك قولها إن عرائس الملك قد ضايقتهن كثرة األفاعي والعقارب في نطفته ،ولكن زوجته بسفائية Pasiphaeتخلصت منها بطريقة خفية عجيبة ،وأفلحت في أن تلد له كثيرا ً من األبناء ،منهم فيدرا ) Phaedraزوجة تسيوس وحبيبه هبوليتوس (وأريادنه Ariadneذات الشعر األشقر) .ولما أغضب مينوس بوسيدن Poseidonسلط هذا اإلله على بسفائية هياما جنونيا ً بثور مقدس ،وأشفق عليها ديدلوس ،وبفضل صلته حملت في مينا ثور الرهيب؛ وسجن مينوس ذلك الحيوان في التيه الذي شاده ديدلوس إطاعة ألمره ،ولكنه كان يسترضيه بالضحايا البشرية من حين إلى حين .ولعل أظرف من هذه القصة قصة ديدلوس الخرافية رغم خاتمتها المخزية ،ألنها تفتتح ملحمة من أعظم المالحم وأشدها افتخارا ً في التاريخ .فقد مثلته األقاصيص اليونانية في قصة أمير أثيني حسد ابن أخيه لمهارته ،فقتله في ساعة من ساعات غضبه ،ونفي القاتل نفيا ً أبديا ً من بالد اليونان عقابا ً له على قتله .فلجأ ديدلوس الطريد إلى قصر مينوس ،وأدهش الملك بمهارته في اختراع اآلالت وغيرها مما ال عهد له به فقر به وجعله كبير فنانيه ومهندسيه .وكان ديدلوس مثاالً حاذقاً ،وقد استخدمت األقاصيص اسمه فجعلته رمزا ً على انتقال فن النحت من األشكال الجامدة الميتة ،إلى صور األناس األحياء .ويحدثنا القصاصون بأن التماثيل التي صنعها كانت شديدة الشبه باألحياء ،حتى لقد كانت تقف على أقدامها وتمشي إذا لم تشد إلى قواعدها .ولكن مينوس غضب على ديدلوس حين علم بما كان له من يد في عشق باسيفائية ،فحبسه هو وابنه إيكاروس Icarusفي تبة الالبرنث ،فما كان من ديدلوس إال أن صنع له والبنه إيكاروس أجنحة استطاعا بها أن يقفزا من فوق الجدران ويطيرا فوق البحر المتوسط ،غير أن إيكاروس لم يأبه بنصيحة أبيه فاقترب من الشمس أكثر مما ينبغي ،وأذابت أشعتها الحارة ما على جناحيه من الشمع فغرق في البحر ،وتلك خاتمة تزدان بها القصة وتكسبها مغزى أخالقياً .وأصبح فؤاد ديدلوس فارغا ً بعد موت ولده ،فنزل في صقلية ،وبعث في هذه الجزيرة حضارة عظيمة بعد أن نقل إليها ثقتفة كريت الصناعية والفنية. وأشد من هذه القصة إثارة للشجن قصة تسيوس وأريادنه .وخالصتها أن مينوس بعد أن انتصر في حرب على أثينة الناشئة الفتية ،فرض على هذه المدينة أن ترسل إليه كل تسع سنين جزية من سبع بنات وسبعة شبان ،يلتهمها الميناتور ،فلما حل الموعد الثالث للوفاء بهذه الجزية المذلة عمل تسيوس الوسيم على أن يكون هو من بين السبعة الشبان ،ورضي أبوه الملك إيجبيوس بذلك على كره منه شديد؛ وكان نسيوس قد صمم على قتل الميناتور والقضاء بذلك على هذه التضحية المتكررة. وأشفقت أدريدني على األمير األثيني ،وأحبته ،فأعطته سيفا ً مسحورا ً وعلمته حيلة بسيطة هي أن يفك خيطا ً مطويا ً على ذراعه حين يدخل التيه .وقتل تسيوس الميناتور وسار متتبعا ً الخيط حتى جاء أدريدني وأخذها معه حين هرب من كريت. فلما وصال إلى جزيرة نكسوس Nexosتزوجها وفاء بوعده ،ولكنه غدر بها فأقلع هو ورفاقه ،من الجزيرة في أثناء نومها. وبعد أدريدني ومينوس تختفي كريت من التاريخ وتظل مختفية حتى يأتي ليكرجوس Lycurgusإلى الجزيرة ،ولعل ذلك كان في القرن السابع قبل الميالد .وثمة شواهد على أن اآلخيين قد وصلوا إليها في أثناء غارتهم الطويلة على بالد اليونان في القرنين الرابع عشر والثالث عشر؛ ولقد استوطنها الغزاة الدوريون في أواخر األلف السنة الثانية قبل الميالد .ويقول كثيرون من الكريتيين وبعض اليونان إن ليكرجوس وجد فيها أمثلة يحتذيها في قوانينه ،كما وجد صولون أمثلة لقوانينه هو أيضا ً وإن لم تبلغ من الكثرة مبلغ ما وجده ليكرجوس .وكانت الطبقات الحاكمة في كريت بعد أن سيطر الدوريون على الجزيرة ،تحيا حياة البساطة والتقشف في الظاهر إن لم تكن في الواقع ،شأنها في ذلك شأن إسبارطة .وكان الشبان يربون تربية عسكرية ،وكان الكبار من الرجال يأكلون مجتمعين في بهاء كبرى معدة لهذا الغرض . وكانت البالد يحكمها مجلس من شيوخ المدينة ويصرف أمورها عشرة مؤمرون Kosmciيشبهون اإلفورين Ephorفي أسبارطة واألركونين Arckonsفي أثينة .وليس من السهل علينا أن نحكم هل أخذت إسبارطة ذلك النظام عن كريت أو أخذته عن إسبارطة؛ وربما كان النظام في المدينتين نتيجة محتومة لظروف متشابهة -هي الحياة المزعزعة التي كانت تحياها طبقة عسكرية أرستقراطية من غير أهل البالد بين أهلها األفنان المعادين لها .ويلوح أن قوانين جورتيانا Gortyanaالمستنيرة نسبياً ،والتي وجدت على جدران تلك المدينة الكريتية ،قد وضعت في بداية القرن الخامس؛ وليس ببعيد أن تكون هذه القوانين ،في صورة لها أقدم منها ،قد أثرت في المشترعين اليونان .وكان ثاليتاس Thaleyasالكريتي يعلم الموسيقى في إسبارطة في القرن السادس قبل الميالد ،كما كان ديبونس Dipoenusوسكليس المثاالن الكريتيان يعلمان فناني أرجوس Argosوشيسيون Sicyonومالك القول أن الحضارة القديمة. أشهر من أقام بها انسيدموس ( )1st century BCفيلسوف شكاك خرسيفرون (6th century BC) architect إپيمنيدس (6th century BC) seer and philosopher-poet Ergoteles of Himera (5th century BC) expatriate Olympic runner Metagenes (6th century BC) architect مينوس (أسطوري) أبو المينوتور