Professional Documents
Culture Documents
أصبحت البيئة بالمفهوم الحديث تدل على أكثر من أنها مجرد عناصر طبيعية ،بل هي رصيد الموارد المادي ة
واالجتماعية المتاحة في زمان ما وفي مكان ما إلشباع حاجات اإلنسان وتطلعاته .
وبهذا المفهوم أصبحت البيئة ال تقتصر على الظروف المحيطة بالكائن الحي فقط بل تشمل كافة الكائنات الحي ة في
عالقاتها المتشابكة مع بعضها البعض ومع الظروف المحيطة ،فعالقة اإلنسان بالكائنات الحية وغير الحي ة له ا أثره ا
على التركيب االقتصادي والتكوين االجتماعي ،لذا فإن المشكالت االقتصادية وحرك ة التص نيع والمش كالت الس كانية
جميعها ذات صلة بالمشكالت البيئية .
إن موجة التمدن السريع والهجرة الداخلية والنمو االقتصادي والتوس ع العم راني واآلث ار التخريبي ة للح روب في
ظل غياب الرقابة والتخطي ط أدت إلى ت دهور س ريع وك ارثي في الوض ع البي ئي وخلفت آث اراً س لبية كتل وث اله واء
والماء وتآكل التربة والتصحر وغيرها .
إن الوعي البيئي يجب أن يصبح طريقة عيش ،يجب أن يندمج بوعينا الع ام ،وبنظم قيمن ا وتص رفاتنا اليومي ة ،ويجب
أن ينعكس على التخطيط والتحرك في كل قطاعات المجتمع المدني والقطاع الخاص والدولة .وهو في الواق ع ،يتطلب
آليات جديدة وربما قراءة جديدة لتراثنا األخالقي والروحي لتكييفه مع بقاء الحياة على األرض.
وبذلك يتضح لنا مدى العالقة الوثيقة بين اإلنسان والبيئة ،فهي مح ددة ألنش طته ومس تويات معيش ته ،ول ذا ينبغي على
اإلنسان أن يكون إيجابيا ً في تعامله مع البيئة حتى يحافظ على ذاته ومحيطه.
عرف المؤتمر اإلسالمي الذي عقد في الرب اط ع ام 1971م مفه وم تنظيم األس رة على أنه " ذل ك المجه ود ال ذي
يرمي إلى توعية الزوجين بمسؤوليتهما الزوجية والوالدية وجعلهما أوفر احتياط ا ً إلنج اب ذري ة ص الحة ونس ل س ليم
وذلك بقيامهما بالتشاور والتراضي فيم ا بينهم ا وب دون إك راه باس تخدام وس يلة مش روعة ومأمون ة لتأجي ل الحم ل أو
تعجيله بما يناسب ظروفهما الصحية واالجتماعية واالقتصادية".
إن حكم استخدام أساليب تنظيم األسرة مس تمد قياس ا ً على الع زل ,وه و مب اح من الن وع الث اني أي أنَّه رخص ة َّ
فردية ألصحاب العالقة (الزوجان) ولهما تقدير استخدام هذه الرخصة أو عدم استخدامها ضمن الضوابط الشرعية .
ويمكن وصف العالق ة بين التربي ة الس كانية وب رامج تنظيم األس رة بأنه ا عالق ة تكاملي ة ,حيث تش ارك التربي ة
السكانية كل محتويات تعليم تنظيم األسرة ,كما تركز أيضا ً على أهدافه ,غ ير أن تص ميم محتوي ات التربي ة الس كانية
وأهدافها النوعية المحددة أوسع تنويعا ً من تعليم تنظيم األسرة ,ففي حين يهدف تعليم تنظيم األسرة إلى إيصال رس ائل
محددة حول حجم األسرة وقضايا نوعية الحي اة باإلط ار الوص في ,ف إن التربي ة الس كانية ترك ز على ت أثير اتجاه ات
وممارسات األفراد وتنمية التفكير األساسي ومهارات اتخاذ القرار .
ومن الناحية النوعي ة ف إن عالق ة تنظيم األس رة بالتربي ة الس كانية تش ترط أن يك ون تنظيم األس رة مواكب ا ً للتربي ة
السكانية التي تعتمد على وعي المستهدفين به في المجاالت الثقافية والصحية واالجتماعية .
مفـهـوم الـقـيم :
هي مجموعة القوانين والمعايير أو المقاييس التي توجه الس لوك في مجتم ع م ا ،وتك ون بمثاب ة موجه ات للحكم
على األعمال ،والممارسات المادية والمعنوية ،وتكون لها من القوة والتأثير على المجتمع بما لها من ص فة الض رورة
واإللزام والعمومية ،وأي خروج عليها أو انحراف عنها يصبح بمثابة خروج عن أهداف الجماعة ومثلها العليا .
إننا بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في مناهجنا الحالية ومسح القيم المتوفرة فيها بهدف تط وير ه ذه المن اهج وف ق
نسق قيمي يشمل جميع جوانب الحياة اإلنسانية ،وتهيئة مواقف وظيفيّ ة لممارس ة ه ذه القيم وتحويله ا إلى س لوك ينظم
عالقات الفرد مع ربه ،ومع مجتمعه ،وينظم عالقات المجتمع مع غيره ومع البيئة من حوله ،إضافة إلى ذلك فالحاجة
ماسة إلى تنمية ال وعي بمف اهيم التربي ة الس كانية ،وتنمي ة القيم من خالل إدماجه ا في من اهج المق ررات الدراس ية في
مراحل التعليم العام وبرامج التعليم العالي في الجامعات اليمنية .
مذكرات من إعداد:
د .عبدهللا محمد بن ثعلب