Professional Documents
Culture Documents
هً الغطاء السطحً لمعظم مساحة األرض ،وهً عبارة عن تجمٌع لمعادن غٌر متماسكة ومواد
عضوٌة نتجت بتؤثٌر الحركة المشتركة لكل من الرٌاح والمٌاه والتحلل العضوي .وتختلف أنواع
التربة من مكان آلخر اختبلفا كبٌرا .وهنان عدة عوامل تحدد التركٌب الكٌمٌائً للتربة وبنٌتها
الطبٌعٌة فً مكان ما ،ومن بٌن هذه العوامل نوع المواد الجٌولوجٌة التً نشؤت منها التربة والغطاء
األخضر الذي ٌغطٌها وطول الفترة الزمنٌة التً تعرضت فٌها التربة للهواء وطبوغرافٌا المنطمة
والتغٌٌرات االصطناعٌة التً سببها النشاط البشري .
وفً المرن السادس الهجري /الثانً عشر المٌبلدي ،توصل علماء الفبلحة األندلسٌون إلى معرفة
أنواع التربة وأثرها فً الفبلحة .فٌإكد ابن العوام على أن" :أول مراتب علم الفبلحة معرفة األرض
ومٌزها ،وعلم جٌدها من ردٌها ،ومن لم ٌعلم ذلن فمد أضاع األصل ،واستحك فً هذه الصناعة
الجهل ".
ولمد كانت دراسات هإالء العلماء عن التربة واألراضً دراسات تنم على خبرة وتجربة ،فهم
ٌذكرون أنواع األراضً وطبائعها من حٌث برودتها وحرارتها ورطوبتها وجفافها واعتدالها وتؤثٌر
كل ذلن على كل نوع من النباتات .ولمد بٌن ابن بصال أنواع األراضً واعتبرها عشرة أصناف
هً اللٌنة ،والغلٌظة ،والجبلٌة ،والرملة ،والسوداء ،والبٌضاء ،والصفراء ،والحمراء ،والحرشاء
المغرسة ،واألرض المدكنة المائلة إلى الحمرة .أما ابن العوام فمد وصف جودة التربة باالعتماد
على ألوانها إذ ذهب إلى أن السواد دلٌل الحرارة كذلن الحمرة ،إال أن الحمرة ألل من السودة ،ثم
ٌتلوه الصفرة .وٌمول" :إن أنت مارست الطٌن بٌدٌن فؤصبته شبٌها بالشمع ٌلصك شدٌدا فاعلم أنها
أرض غٌر موافمة للبمول .وأجود األرض البنفسجٌة ثم شدٌدة الغبرة ألن فٌها تخلخبل وطعم ترابها
عذب ".
وٌشٌر ابن العوام إلى تجربته فً فحص التربة عملٌا فٌذكر أنه لمعرفة نوع األرض لام بحفر ثبلث
حفر بعمك نصف ذراع وجمع التراب فً آنٌة من الخزف بعناٌة شدٌدة ثم أخذ من أرض متخلخلة
غٌر ملتزة ووضع فً الحفائر فإن بمً شًء كانت ملتزة .
والدراسات الحدٌثة أثبتت أن أنواع التربة تختلف اختبلفا واضحا من حٌث الشكل والخصوبة
والخصائص الكٌمٌائٌة وٌعتمد هذا على المواد المعدنٌة والنباتٌة التً تشكلت منها .وٌعتبر اللون أحد
أبسط المعاٌٌر التً تستخدم فً الحكم على نوعٌة التربة .وهنان لاعدة عامة -ولكنها لٌست ثابتة
دائما -تذهب إلى أن التربة السمراء أكثر خصوبة من التربة األلل سمرة .وهذا اللون األسمر للتربة
عادة ما ٌنتج عن وجود كمٌات كبٌرة من الدبال فً التربة .وأحٌانا تكون هنان بعض أنواع التربة
ذات اللون البنً الغامك أو األسود ولكن ٌرجع لونها هذا إلى مواد معدنٌة أو إلى زٌادة نسبة
الرطوبة ،وفً مثل هذه الحاالت ،فبل ٌعتبر اللون األسمر عبلمة على خصوبة التربة .أما التربة
الحمراء أو ذات اللون األحمر البنً فإنها عادة تحتوي على نسبة كبٌرة من أكسٌد الحدٌد الذي لم
ٌتعرض لرطوبة شدٌدة .وعلى هذا ،فإن اللون األحمر فً التربة ٌدل عموما على أن التربة تتعرض
لتصرٌف جٌد وأن نسبة الرطوبة بها لٌست عالٌة جدا وأنها تربة خصبة .والتربة المائلة للحمرة
ٌكون فٌها اللون ناتجا من مواد معدنٌة لد تكونت حدٌثا إال أنها غٌر متاحة كٌمٌائٌا لكً ٌستخدمها
النبات .وبالنسبة للتربة ذات اللون األصفر أو المائل للصفرة فإنها تكون ألل خصوبة .وٌرجع هذا
اللون إلى أكسٌد الحدٌد الذي تفاعل كٌمٌائٌا مع الماء ومن ثم فإن هذا اللون عبلمة على أن األرض
ال تتعرض لعملٌة تصرٌف جٌد .أما التربة التً ٌمٌل لونها إلى اللون الرمادي فإنها لد تعانً من
نمص فً الحدٌد أو األكسجٌن أو لد ٌكون بها فائض فً األمبلح الملوٌة مثل كربونات الكالسٌوم .
وفً الطبٌعة ،فإن التغٌٌرات التً تحدث فً التربة تغٌٌرات تدرٌجٌة باستثناء تلن التً تنتج عن
الكوارث الطبٌعٌة .وزراعة األرض ٌحرم التربة من الغطاء األخضر الطبٌعً الذي ٌغطٌها ومن
كثٌر من عوامل الولاٌة ضد التآكل بفعل المٌاه والرٌاح مما ٌإدي إلى تغٌٌرات أسرع وأسرع.
وعلى علماء الزراعة تطوٌر وسائل تمنع أي تغٌٌر ضار بالتربة لد ٌنتج من الزراعة وعلٌهم كذلن
ابتكار وسائل إلعادة بناء التربة التً تغٌرت بطرٌمة ضارة
ٌعكس التنوع البٌولوجً فً التربة التنوع الموجود فً الكائنات الحٌة بما فً ذلن طائفة من
الكائنات الدلٌمة غٌر المرئٌة (مثل البكترٌا والفطر) والحٌوانات الدلٌمة( مثل البروتازوا والدٌدان)
والحٌوانات المتوسطة (مثل المراد والسبرنجتٌل )والحٌوانات الدلٌمة األخرى األكثر شٌوعا (مثل
دود األرض والسوس) .وٌمكن أٌضا اعتبار جذور النباتات كائنات التربة بالنظر إلى عبللاتها
التكافلٌة وتفاعلها مع مكونات التربة األخرى .وتتفاعل هذه الكائنات المختلفة مع بعضها األخر ومع
النباتات والحٌوانات األخرى فً النظام االٌكولوجً مشكلة بإرة متشابكة من النشاط البٌولوجً ،
وتسهم كائنات التربة بطائفة واسعة من الخدمات األساسٌة فً العمل المستدام لجمٌع أنواع النظم
االٌكولوجٌة .وهً تعمل بوصفها عوامل دفع أساسٌة لدوران المغذٌات وتنظٌم دٌنامٌة المادة
العضوٌة فً التربة ،وامتصاص التربة للكربون وانبعاثات غازات الدفٌئة ،وتعدٌل الهٌكل الفٌزٌائً
للتربة ونظم المٌاه وزٌادة كمٌة وكفاءة حصول النباتات على المغذٌات وتعزٌز صحة النبات .وهذه
الخدمات لٌست ضرورٌة فحسب لعمل النظم االٌكولوجٌة الطبٌعٌة بل وتساهم بموارد هامة فً
اإلدارة المستدامة للنظم الزراعٌة.
-وجود ظاهرة التصحر ،وٌساعد فً هذه العملٌة عدم سموط األمطار والرٌاح النشطة التً
تعمل علً زحف الرمال أٌضا إلى األرضً الزراعٌة .
االراضي والتصحر
ال ٌصلح حالٌا من المساحة الكلٌة لؤلراضً فً العالم (لرابة 23331ملٌون هكتار ،منها 23031
ملٌون هكتار خالٌة من الجلٌد) سوى 22فً المائة فمط (لرابة 27041ملٌون هكتار) فً حٌن ان
17فً المائة منها مراعً دائمة ،و 32فً المائة منها تتكون من غابات وأراضً حرجٌة 37فً
المائة منها تصنف على أنها »أراضً أخرى« وهذه تشمل األراضً غٌر المستخدمة ولكنها ذات
إنتاجٌة محتملة ،والمساحات المبنٌة واألراضً الماحلة والحدائك واألراضً األخرى غٌر المحددة
فً األنواع السابمة ولد لررت األراضً المابلة للزراعة فً العالم فً حدود 3100ملٌون هكتار،
وهً مساحة تزٌد على ضعف المساحة المستخدمة حالٌا لزراعة المحاصٌل وٌتم حالٌا زراعة
حوالً 40فً المائة من األراضً المابلة للزراعة فً البلدان المتمدمة و 33فً المائة من هذه
األراضً فً البلدان النامٌة .وتشٌر البٌانات الممدمة من منظمة األغذٌة والزراعة إال أنه فً
السنوات الخمس عشر من 2143الى 2133،زاد مجموع مساحة األرض المابلة للزراعة
واألراضً المحصولٌة الدائمة فً العالم من 2723الى 2741ملٌون هكتار (أي بمعدل 7فً
المائة) ،وإن مساحة المراعً الدائمة لد إنخفضت للٌبل من 3113الى 3121ملٌون هكتار (أي
بنسبة 0.3 -فً المائة) ،وان مساحة الغابات واألراضً الحرجٌة لد انخفضت من 7210الى
7071ملٌون هكتار (أي بنسبة 3.1 -فً المائة) ،وان مساحة <<األراضً األخرى>> زادت
من 7131الى 7333ملٌون هكتار (أي بنسبة 1.3فً المائة).
أدت األنشطة البشرٌة فً اعادة تشكٌل جذرٌة للغطاء الطبٌعً لؤلرض فً العالم فالتدمٌر
دون تمٌٌز للغابات واألراضً الحرجٌة ،واالفراط فً رعً الحشائش بزٌادة أعداد الماشٌة،
واإلدارة غٌر السلٌمة لؤلراضً الزراعٌة ،كل ذلن أسفر عن تدهور مساحات واسعة من
األراضً.
تعتمد إنتاجٌة األراضً أساسا على لدرة التربة على االستجابة لئلدارة .فالتربة لٌست كتلة
جامدة وإنما هً تجمٌع توازن بدلة بالغة لجزٌئات معدنٌة ومواد عضوٌة وكٌانات حٌة داخل توازن
دٌنامٌكً وهً تتكون على مدى فترات زمنٌة طوٌلة جدا تتراوح عادة بٌن بضعة آالف ومبلٌٌن
السنٌن وكما أن الضغط البشري الزائد أو النشاط البشري السًء التوجٌه ٌمكن ان ٌدمر التربة فً
سنوات أو عمود للٌلة دمارا كثٌرا ما ٌكون ببل رجعة.
ما بٌن جمٌع األنشطة البشرٌة كان لبلنتاج الزراعً أعظم اآلثار تدهور التربة .ومن الناحٌة
التملٌدٌة كانت الممارسات الزراعٌة جٌدة التوازن مع لابلٌة التربة لبلستمرار اال ان االدارة البشرٌة
للنظم االٌكولوجٌة والزراعٌة فً السنوات االخٌرة كانت تتكثف باطراد من خبلل عملٌات الري
والصرف ومدخبلت الطالة والكٌمٌائٌات ،وأصناف المحاصٌل المحسنة التً كانت زراعتها تتزاٌد
كمحاصٌل أحادٌة .ورغم أن هذه العملٌة حممت بعض النمو العام فً اإلنتاج الزراعً ،فإنها جعلت
النظم الزراعٌة األٌكولوجٌة بدرجة متزاٌدة نظما مصطنعة ،وغٌر مستمرة فً الغالب ،وأكثر
عرضة للتدهور السرٌع.
أدى الضغط للتوسع فً المساحات المزروعة الى االستخدام المتزاٌد لؤلراضً الحدٌة ،مما
نتجت عنه فً أغلب األحوال آثار ضارة متباٌنة .فمد نجم عن اإلفراط فً الرعً والزراعة فً
سفوح الجبال المنحدرة تعرٌة التربة بدرجة خطٌرة .كما أن الزراعة عن طرٌك "المطع والحرق"
عجلت بإزالة األشجار ،مما أدى بدوره ،الى زٌادة تعرٌة التربة وحدوث الفٌاضانات .كلما زاد
استخدام األرض ألغراض السكن والتنمٌة التجارٌة والصناعٌة والنمل تحملت مناطك األراضً
الزراعٌة نتائج ذلن .وفً بعض البلدان تتعرض المناطك الساحلٌة والشاطئٌة والرطبة بشكل خاص،
لهذه األنشطة البشرٌة.
ٌتسم تدهور التربة بالتعمٌد وٌشمل عامبل أو أكثر :كالتآكل واإلزالة الفعلٌة بواسطة المٌاه
والرٌاح والتغٌرات الكٌمٌائٌة والمادٌة و/أو البٌولوجٌة .ورغم أن تآكل التربة هً عملٌة طبٌعٌة فإن
النشاط البشري لد زاد كثٌرا من كثافتها .وٌمدر متوسط معدل تآكل التربة فً السنة بما ٌتراوح بٌن
0.1و 1طن للهكتار .حسب نوع التربة ودرجة االنحدار وطبٌعة عملٌة التآكل .ففً الوالٌات
المتحدة ٌتؤثر 77فً المائة من األراضً المحصولٌة بالتآكل .وفً السلفادور تعانً 44فً المائة
من األراضً من التآكل المتسارع ،وفً الجبال الشرلٌة من نٌبال تتؤلف 33فً المائة من األراضً
من حمول هجرت لزوال سطح التربة منها .وفً الهند تتعرض لرابة 210ملٌون هكتار من
مجموع األراضً الزراعٌة البالغ مساحتها 313ملٌون هكتار للتعرٌة بدرجات متفاوتة .وعلى
نطاق العالم ٌمدر ان لرابة 11700ملٌون طن من المواد ٌزٌله التآكل الزائد من سطح التربة كل
عام .وٌعتبر التدنً فً خصوبة التربة أو حتى الخسارة الكلٌة لؤلرض ألغراض الزراعة ،الناتج
عن زٌادة الملوحة أو الملوٌة ،مشكلة عامة فً أجزاء كثٌرة من العالم.
ٌمدر التمٌٌم العالمً األخٌر لتدهور التربة الذي اجراه المركز الدولً للمراجع والمعلومات
بشؤن التربة فً واغنٌنجن بهولندا ،إن 21فً المائة من المساحة األرضٌة فً العالم لد تدهورت
بدرجات متفاوتة بسبب األنشطة البشرٌة .ومن المساحة تدهورت 11.4فً المائة بسبب التآكل
بالمٌاه 13 ،فً المائة بسبب التآكل بالرٌاح و 21.2فً المائة بسبب التآكل بالعوامل الكٌمٌائٌة
(اإلنضغاط والتغدق وهبوط السطح) .واألسباب الرئٌسٌة لهذا التهدور هً اإلفراط فً الرعً الذي
ٌعد مسإوال عن تدهور 13.1فً المائة من المساحة المتدهورة؛ وإزالة األشجار 11.1فً المائة؛
واألنشطة الزراعٌة 13.2 ،فً المائة واإلستغبلل المفرط 4 ،فً المائة؛ واألنشطة البٌولوجٌة
الصناعٌة (تراكم النفاٌات ،اإلفراط فً استخدام األسمدة الطبٌعٌة ،استخدام الكٌمٌائات الزراعٌة ...
الخ)؛ 2.1فً المائة .وصنف التمٌٌم العالمً لتدهور التربة درجة تدهور التربة الى أربع فئات هً:
طفٌف ،معتدل ،لوي ،شدٌد .وطبما لبٌانات منظمة األغذٌة والزراعة فمد كانت المساحة الكلٌة
لؤلراضً الزراعٌة (األراضً المابلة للزراعة وأراضً المراعً الدائمة) تغطً لرابة 7334
ملٌون هكتار فً العالم فً عام .2133وتبٌن أرلام التمٌٌم العالمً لتدهور التربة إن 2130ملٌون
هكتار من هذه المساحة ( 13فً المائة) فمد تدهورت نتٌجة لسوء االدارة.
على نطاق العالم تغطً األراضً الجافة (الماحلة وشبه الماحلة والجافة شبه الرطبة أكثر من
3210ملٌون هكتار ،او حوالً 74فً المائة من المساة الكلٌة لبلراضً فً العالم .وتشكل
االراضً الجافة 31فً المائة من مجموع المساحة المروٌة من االراضً فً العالم و 33فً المائة
من االراضً المحصولٌة المطرٌة و 33فً المائة من مجموع مساحات المراعً .وٌعتبر التصحر،
الذي عرف بانه تدهور االرض فً االراضً الجافة الناتج اساسا عن االثار البشرٌة المعاكسة
وسمة عامة فً كثٌر من المناطك .وٌبٌن التمٌٌم االخٌر الذي اجراه برنامج االمم المتحدة للبٌئة لحالة
التصحر فً العالم ان 30فً المائة من المساحات المروٌة ضمن االراضً الجافة و 74فً المائة
من االراضً المحصولٌة المطرٌة و 43فً المائة من اراضً المراعً على االلل لد تؤثرت ولو
بدرجة معتدلة .كما تؤثر حوالً 73ملٌون هكتار من االراضً المروٌة فً األراضً الجافة بالعالم
بمختلف عملٌات التدهور ،التً شملت اساسا التغدق والملوحة والملوٌة .وٌمدر ان 1.2ملٌون هكتار
من االراضً المروٌة ٌفمد كل عام على نطاق العالم منها ما بٌن ملٌون و 3.2ملٌون هكتار من
االراضً الجافة .وٌتؤثر 123ملٌون هكتار تمرٌبا من االراضً المحصولٌة المطرٌة فً العالم
بالتآكل المسبب عن المٌاه والرٌاح واستنفاد المغذٌات والتهدور المادي .وٌفمد حوالً 4-3مبلٌٌن
هكتار من االراضً المحصولٌة المطرٌة كل سنة على نطاق العالم ،منها ما بٌن 3.1و 7مبلٌٌن
هكتار فً االراضً الجافة .وٌتؤثر حوالً 3333ملٌون هكتار من المراعً فً االراضً الجافة.
نتٌجة تدهور الحٌاة النباتٌة أساسا؛ كما ٌإثر التآكل فً حوالً 14هكتار من هذه المساحة .كما
ٌتؤثر درجات مختلفة من التصحر /تهدور األرض حوالً 40فً المائة من مجموع األراضً
الجافة المستخدمة للزراعة .وأشد األماكن تؤثرا هً أمرٌكا الشمالٌة أفرٌمٌا وأمرٌكٌا الجنوبٌة
وآسٌا.
بٌنما ٌعتبر البشر العامل الرئٌسً فً تدهور األراضً وتصحرها فإنهم أٌضا ضحاٌا هذا
التدهور .وعلى نطاق العالم الثالث كان تدهور األراضً هو العنصر الرئٌسً وراء هجرة مزارعً
الكفاف الى األحٌاء الفمٌرة ومدن األكواخ على أطراف المدن الكبٌرة (بحثا عن فرص أفضل)،
مكونٌن مجتمعات بائسة معرضة لؤلمراض والكوارث الطبٌعٌة ومإهلة لئلنخراط فً الجرائم
والنزاعات المحلٌة ولد زاد التدفك من المناطك الرٌفٌة الى األخرى الحضرٌة من تفالم المشاكل
الموجودة فً المدن فً كثٌر من البلدان النامٌة ،كما أعاق من الولت ذاته الجهود المبذولة العادة
تؤهٌل وتنمٌة المناطك الرٌفٌة نتٌجة لنمص األٌدي العاملة واالهمال المتزاٌد لؤلرض .وتتفالم آثار
تدهور األرض وتصحرها نتٌجة للجفاف المتكرر .كما أن الهجرة الكثٌفة التً كانت تحدث فً
أفرٌمٌا منذ أواخر السبعٌنات تعد دلٌبل واضحا على محنة الجموع التً تواجه مثل هذه األوضاع
البٌئٌة غٌر المحتملة فً لمة األزمة فً الفترة 2131/2137لدر عدد األشخاص الذٌن تؤثروا
بدرجة خطٌرة بتلن األواضع بما ٌتراوح بٌن 30و 31ملٌون فً 12بلدا إفرٌمٌا ،تشرد منهم 20
مبلٌٌن وصاروا ٌعرفون <<بالبلجئٌن البٌئٌٌن>> .وتبلحك أخطار األمراض والموت وسوء
التغذٌة المزمن والعجز هذه المبلٌٌن من البلجئٌن بسبب استمرار األوضاع المعٌشٌة غٌر المحتملة.
ٌإثر تدهور األرض وتصحرها فً لدرة البلدان على إنتاج األغذٌة ،وٌنطوي بالتالً على
تخفٌض اإلمكانٌات اإلللٌمٌة والعالمٌة إلنتاج األغذٌة ،كما أنهما ٌتسببان أٌضا فً إحداث العجز
الغذائً فً المناطك المهددة مع ما لذلن من آثار على االحتٌاطات الغذائٌة فً العالم وتجارة األغذٌة
فً العالم .ونظرا ألن التصحر ٌنطوي على تدمٌر للحٌاة النباتٌة ونمصان مجموعات نباتٌة وحٌوانٌة
كثٌرة ،فهو أحد األسباب الرئٌسٌة لخسارة التنوع البٌولوجً فً المناطك الماحلة وشبه الماحلة مما
ٌملل من إنتاج األغذٌة.
#االستجابات :
إن منع تدهور األرض وتصحرها ٌعتبر بالتؤكٌد فعالٌة والتصاد من تجدٌد األرض
المتدهورة ،فهذه األخٌرة تزداد صعوبة وتكلفة صعوبة مع ازدٌاد درجة التدهور .وٌنفذ كثٌر من
البلدان عملٌات باهظة التكلفة .ففً الفترة 2130-2143تمت حماٌة أكثر من 470000هكتار من
األرض فً بلغارٌا من عوامل التآكل وعولج أكثر من 2.7ملٌون هكتار من تلوث التربة .وفً
المجر أدى تآكل التربة الى تدهور األرض فً مساحات مجموعها حوالً 1.3ملٌون هكتار .وتبذل
الجهود حالٌا لتحسٌن الحالة .وأنشئت شبكات واسعة للصرف فً عدة بلدان لتملٌل التغدق والملوحة.
ففً باكستان إكتمل فً الفترة 2131-2130تنفٌذ 31مشروعا لمكافحة الملوحة واالستصبلح
ونتٌجة لهذه المشارٌع إنخفضت نسبة الملوحة من 70فً المائة الى .13وفً المتوسط تجرى
اعادة حوالً 32000هكتار من األراضً المتؤثرة الى االنتاجٌة الكاملة كل سنة.
تبذل فً كثٌر من البلدان جهود لتجدٌد اراضً المراعً المتدهورة .ففً الجمهورٌة العربٌة
السورٌة أنشئت تعاونٌات المراعً ،ووضعت الموانٌن إلستخدام بعض المناطك الرعوٌة ،وفً
األردن تعطى األولوٌات إللامة مستوطنات مستمرة للرعاة البدو .وٌجري تطبٌك لزٌادة لدرة
المراعً على انتاج الكؤل .فعلى سبٌل المثال ثبت من تجارب المملكة العربٌة السعودٌة والكوٌت
وباكستان إن الحشائش المماومة للملوحة تنمو بشكل جٌد عند رٌها بالمٌاه الملٌلة الملوحة .كما
استخدم الرعً بالتناوب مع الحبوب بدرجات نجاح متفاوتة فً العراق واألردن والجماهٌرٌة
العربٌة اللٌبٌة والجمهورٌة العربٌة السورٌة وأدخلت أنواع من الحشائش المراعً اإلستوائٌة الى
عمان والسودان حٌث األوضاع البٌئٌة تسمح بذلن.
تنفذ عملٌات التشجٌر وإعادة التشجٌر فً كثٌر من البلدان لتثبٌت التربة وولف زحف الكثبان
الرملٌة على األراضً الزراعٌة وولف التصحر وتحمك تمدم ملحوظ فً هذا الصدد فً الصٌن
وجمهورٌة كورٌا .كما تمارس الزراعة الحراجٌة فً بعض البلدان ،إذ ٌموم المزارعون بغرس
األشجار لتكون بمثابة مصدات للرٌاح أو أشجار الظل فً المراعً والحمول .وتوفر األشجار كذلن
حطب الولود واألعمدة والفواكه والبذور الزٌتٌة والعلف .وفً شمال افرٌمٌا وضعت خطة إللامة
حزام أخضر كجزء من الجهود الرامٌة الى ولف التصحر .وبالرغم من هذه الجهود فإن تنفٌذ خطة
العمل لمكافحة التصحر التً اعتمدها مإتمر األمم المتحدة المعنى بالتصحر لعام 2144كان بطٌئا
لغاٌة نتٌجة لعدة عوامل اهمها العوامل المإسسٌة واالدارٌة والفنٌة إضافة الى العوامل المالٌة:
وٌنشر برنامج األمم المتحدة للبٌئة تمٌٌم مفصل بتمدم المحرز فً تنفٌذ خطة العمل لمكافحة
التصحر ،وذلن ضمن وثٌمة شاملة أخرى عن التصحر أعدت لمإتمر األمم المتحدة للبٌئة والتنمٌة.
عرف مإتمر األمم المتحدة المعنى بالتصحر عام 2144مفهوم التصحر كما ٌلً:
التصحر هو انخفاض او تدهور لدرة االنتاج البٌولوجً مما ٌإدي فً النهاٌة الى خلك
اوضاع صحراوٌة .وهو احد جوانب التهدور الشائع الذي تتعرض له النظم البٌئٌة مما سبب
انخفاض او تدمٌر االمكانات البٌولوجٌة اي النتاج النباتً والحٌوانً الغراض االستخدام المتعدد فً
ولت تشتد فٌه الحاجة الى زٌادة االنتاج لتلبٌة احتٌاجات السكان الذٌن ٌتزاٌدون باستمرار وٌتطلعون
لتحمٌك التنمٌة السلٌمة.
وفً االجتماع االستشاري المخصص المعنً بتمدٌم التصحر الذي اعمد تحت اشراف برنامج
االمم المتحدة للبٌئة فً نٌروبً فً شباط 2110اعتمد التعرٌف التالً للصحرٌ :عنً التصحر
تدهور االنظمة فً المناطك الجافة وشبه الجافة والمناطك الماحلة شبه الرطبة نتٌجة آلثار بشرٌة
معاكسة .وتشمل االرض فً هذا المفهوم التربة وموارد المٌاه المحلٌة وسطح التربة والغطاء النباتً
والمحاصٌل.
وٌعنً التدهور :حفظ امكانات الموارد من خبلل عملٌة او مجموعة عملٌات تعثر فً
االرض .وتشمل هذه العملٌات التآكل بواسطة المٌاه والرٌاح والترسٌب بواسطة هذه العوامل
واالنخفاض طوٌل االجل فً كمٌة او تنوع الغطاء النباتً الطبٌعً والتملح وزٌادة نسبة بعض
العناصر الغٌر مرغوب فٌها.
-التسبب فً عدم االستمرار االلتصادي والسٌاسً فً الناطك المتؤثرة وزٌادة حدة الصراع
على الموارد والمٌاه وزٌادة الهجرة الى مناطك اخرى.
-الخسارة فً التنوع البٌولوجً وال سٌما فً المناطك التً تعتبر مراكز الصل انواع
المحاصٌل الرئٌسٌة فً العالم كالممح والشعٌر والذة.
ٌ -ساهم التصح فً تغٌر المناخ من خبلل زٌادة لدرة سطح االرض على عكس الضوء
وخفض المعدل الحالً لنتح النبات وزٌادة انبعاث الغبار وزٌادة ثانً اكسٌد الكربون فً الغبلف
الجوي.
ٌجب معالجة مشكلة التصحر كمشكلة بٌئٌة عالمٌة من خبلل جهود دولٌة منسمة لبلسباب
التالٌة :
-العتبارها مشكلة عالمٌة ذات حجم عالمً ولها اثار التصادٌة واجتماعٌة وبٌئٌة عالمٌة
كبٌرة.
-الن اكثر البلدان تؤثرا بالتصحر بلدان نامٌة بما فٌها الل البلدان نموا.
-الن مشكلة التصحر تإثر بشكل خطٌر ومباشر على المناطك والسكان والمزارعٌن وتحتاج
الى دعم كبٌر لتبمى ،وبدون هذا الدعم سٌصبح من المستحٌل مواكبة متطلبات مكافحة التصحر
واالنشطة ذات الصلة باستصبلح االراضً الجافة.
فً مإتمر االمم المتحدة الخص فً التصحر عام 2144لدمت المعلومات التالٌة لهذا
المإتمر ،بناء على دراسات مختلفة اجرٌت فً اجزاء مختلفة من العالم داخل منظمات االمم المتحدة
وخارجها:
ٌ -بلغ مجموع االراضً الجافة فً العالم ( )3.71ملٌار هكتار ،اي ( )0.73من مجموع
االراضً فً العالم .وطبما لبٌانات المناخ تبلغ االراضً الجافة فً العالم ( )1.11ملٌار هكتار اي
( )0.34من االراضً فً العالم والفرق بٌن التمدٌرٌن الذي ٌبلغ ( )0.1ملٌار هكتار اي ( )0.3من
اراضً العالم ٌمثل الصحاري التً تسبب فً صنعها االنسان.
-تبلغ المساحة المهددة بالتصحر من مجموعً االراضً الجافة ( )3.14ملٌار هكتار اي
( )41.2من مجموع االراضً الجافة فً العالم ما عدا االراضً الصحراوٌة الماحلة بشدة.
ٌ -عٌش فً المناطك الجافة فً العالم اكثر من ( )21.0بالمئة من مجموع سكان العالم.
ٌ -بلغ معدل تدهور االراضً فً المناطك الماحلة وشبه الماحلة وحدها ( )1.11بالمئة ملٌون
هكتار سنوٌا.
ٌ -بلغ التموٌن البلزم لبرنامج عالمً لولف االتجاه الى التصحر ٌستغرق ( )10عاما نحو
( )7.1ملٌار دوالر فً السنة او ( )10ملٌار دوالر فً مجموعة ،وتبلغ المساعدات المالٌة التً
تحتاجها البلدان النامٌة من مجموع التموٌل ( )1.7ملٌار دوالر فً السنة اي ( )73ملٌار دوالر
على مدى السنوات العشرٌن.
لررت الجمعٌة العامة لبلمم المتحدة بمرارها رلم 241/31تارٌخ 21كانون اول 2144ان
تعهد الى برنامج االمم المتحدة للبٌئة مسإولٌة متابعة تنفٌذ خطة العمل لمكافحة التصحر ،ولهذه
الغاٌة تم تشكٌل الفرٌك العامل المشترن بٌن الوكاالت والمعنى بمكافحة التصحر عام 134م لٌكون
اداة تنفٌذ هذه الخطة ،ولد شملت هذه الخطة
-تشجٌع العمل وتنسٌمه فً اطار المجتمع الدولٌة وال سٌما فً منظمة االمم المتحدة.
-دعم بعض المشارٌع الرائدة الختبار تكنولوجٌات مكافحة التصحر والتنمٌة المتكاملة فً
االراضً الجافة واجراء بٌانات عملٌة عن هذه التكنولوجٌات.
ان الهدف المباشر لخطة العمل لمكافحة التصحر هو منع وولف وامتداد التصحر،
واستصبلح االرض المتصحرة واستعادة انتاجٌتها حٌثما امكن ذلن.
اما الهدف النهائً فهو احٌاء خصوبة االرض والمحافظة علٌها فً حدود االمكانٌات البٌئٌة
فً المناطك الجافة وشبه الرطبة وغٌرها من المناطك المعرضة للتصحر بهدف رفع مستوى معٌشة
سكانها.
لذلن ٌنبغً ان تحتل حملة مكافحة التصحر مكان الصدارة فً الجهود التً تستهدف تحمٌك
االنتاجٌة المثلى المابلة للبماء وٌعنً تنفٌذ خطة العمل هذه بالنسبة للدول التً تؤثره بالتصحر شٌئا
اكثر من مجرد خطة لمكافحة التصحر اذ انه ٌتمثل فً تلن الدول جزءا اساسٌا من جبهة عرٌضة
للعمل من اجل التنمٌة ومتطلبات االنسان الضرورٌة.