You are on page 1of 3

‫العدالت‬

‫إن العدل من أهم المبادئ اإلسالمٌة التً تحمك سعادة الفرد والجماعة وهو من المفاهٌم اإلدارٌة العظٌمة التً ٌنبغً‬
‫تفهمها وإدران معانٌها وأهمٌتها فً نجاح العمل اإلداري سواء كــان ذلن تربوٌا ً أو غٌر ذلن ‪ٌ ،‬مول الزهرانً (‬
‫‪5849‬هـ ) ‪ (( :‬اإلنسان ٌحتاج إلى العدل فً شتى جوانب حٌاته فهو ٌتعامل مع أفراد مختلفٌن ال تجمعه بهم صلة‬
‫أو لرابة ‪ ،‬أو معرفة فإذا كان شعار أفراد المجتمع العدل ‪ ،‬فإنه سٌعٌش وهو مطمئن ألنه لن ٌظلم وسٌؤخذ كل‬
‫حموله ومطالبه بدون عناء مهما كانت منزلته ))‪.‬‬
‫الممصود بالعدل ‪:‬‬
‫ٌمصد بالعدل لغوٌا ً ما ذكره مجد الدٌن الفٌروز آبادي ( ‪ 5841‬هـ ) (( العدل ‪ :‬ضد الجور ‪ ،‬وما لام فً النفوس أنه‬
‫مستمٌم )) ‪ ،‬ص ‪ ، 5775‬أما جبران مسعود ( ‪ 5845‬هـ ) ‪ (( :‬عدل ‪ :‬انصاف ‪ ،‬وكان عادالً فً األمر ‪ ،‬استمام‬
‫فٌه )) ‪ ( ،‬جـ ‪ ، 6‬ص ‪. ) 5454‬‬
‫نال مفهوم العدل اهتمام العدٌد من المفكرٌن فصدوا لتعرٌفه وتحدٌده ‪ .‬من هذه التعرٌفات لمفهوم العدل ما عرفه‬
‫الجرمانً ( ‪ 5847‬هـ ) بموله ‪ (( :‬العدل مصدر ٌعنً العدالة وهو االعتدال واالستمامة وهو المٌل إلى الحك ) ص‬
‫‪. 581‬‬
‫ٌمول ابن لٌم الجوزٌة ( ت ‪ 991‬هـ ) ‪ (( :‬إن هللا سبحانه وتعالى أرسل رسله ‪ ،‬وأنزل كتبه لٌموم الناس بالمسط ‪،‬‬
‫وهو العدل الذي لامت به األرض والسماوات ‪ ،‬فإذا ظهرت إمارات العدل وأسفر وجهه بؤي طرٌك كان ‪ ،‬فثم شرع‬
‫هللا ودٌنه )) ص ‪، 58‬‬
‫واألمة اإلسالمٌة مكلفة بتحمٌك العدل فً األرض وأن تبنً حٌاتها كلها على أصول العدل حتى تستطٌع أن تحٌا‬
‫حٌاة حرة كرٌمة ‪ ،‬وٌحظً كل فرد فً ظلها بحرٌته ‪ ،‬وٌنال جزاء سعٌه ‪ ،‬وٌحصل على فائدة عمله وكده ‪.‬‬
‫أدلة من المرآن الكرٌم ‪:‬‬
‫العدل مما أمر به هللا سبحانه وتعالى فً كتابه الكرٌم ‪ ،‬إذ تستمٌم األمور وتسٌر فً مسارها الصحٌح ‪ ،‬وبه تطمئن‬
‫النفوس إلى نٌل حمولها واستٌفائها والوفاء بها ‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ لال تعالى ‪ ( :‬إن هللا ٌؤمر بالعدل واإلحسان وإٌتاء ذي المربى وٌنهى عن الفحشاء والمنكر والبغً ٌعظكم لعلكم‬
‫تذكرون ) سورة النحل آٌة ‪. 94‬‬
‫ٌمول المرطبً ( ‪:15‬هـ ) فً تفسٌره لهذه اآلٌة ‪:‬‬
‫(( روي عن عثمان بن مظعون أنه لال ‪ :‬لما نزلت هذه اآلٌة لرأتها على علً بن أبً طالب رضً هللا عنه فتعجب‬
‫فمال ‪ٌ :‬ا آل غالب ‪ ،‬اتبعوه تفلحوا ‪ ،‬فوا هللا إن هللا أرسله ألمركم بمكارم األخالق ( جـ ‪ ،54‬ص ‪. )549‬‬
‫ٌمول لطب ( ‪5856‬هـ ) فً هذه اآلٌة ‪:‬‬
‫(( جاء ( العدل) الذي ٌكفل لكل فرد ولكل جماعة ولكل لوم لاعدة ثابتة للتعامل ‪ ،‬ال تمٌل مع الهوى ‪ ،‬ةال تتؤثر‬
‫بالود والبغض ‪ ،‬وال تتبدل مجاراة للصهر والنسب والغنى والفمر ‪ ،‬والموة والضعف ‪ .‬إنما تمضً فً طرٌمها تكٌل‬
‫بمكٌال واحد للجمٌع ‪ ،‬وتزن بمٌزان واحد للجمٌع وإلى جوار العدل ‪ ( ..‬اإلحسان ) ‪ٌ ..‬لطف من حدة العدل‬
‫الصارم الجازم ‪ ،‬وٌدع الباب مفتوحا ً لمن ٌرٌد أن ٌتسامح فً بعض حمه إٌثارا ً لود الملوب ‪ ،‬وشفاء لغل الصدور ‪.‬‬
‫ولمن ٌرٌد أن ٌنهض بما فوق العدل الواجب علٌه الٌدوي جرحا ً أو ٌكسب فضالً )) ‪ ( ،‬جـ ‪ ، 58‬ص ‪. )6594‬‬
‫‪6‬ــ لال تعالى ‪ ( :‬إن هللا ٌؤمركم أن تإدوا األمانات ‪ ،‬إلى أهلها إذا حكمتم بٌن الناس أن تحكموا بالعدل إن هللا نعما‬
‫ٌعظكم به ‪ ،‬إن هللا كان سمٌعا ً بصٌرا ) سورة النساء آٌة ‪.95‬‬
‫وهنا فً هذه اآلٌة الكرٌمة أمر من هللا سبحانه وتعالى للحكام وكل من رعى رعٌة أن ٌحكم بٌنهم بالعدل ولد ذكر‬
‫سٌد لطب ( ‪5856‬هـ ) فً هذه اآلٌة ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫(( فؤما الحكم بالعدل بٌن الناس ‪ ،‬فالنص ٌطلمه هكذا عدال شامال ( بٌن الناس ) جمٌعا ال عدال بٌن المسلمٌن بعضهم‬
‫وبعض فحسب وإنما هو حك لكل إنسان بوصفه (( إنسانا ً )) فهذه الصفة ــ صفة الناس ـ هً التً ٌترتب علٌها حك‬
‫العدل فً المنهج الربانً ‪ .‬واألمة المسلمة لٌمة على الحكم بٌن الناس بالعدل ـ حتى حكمت فً أمرهم ـ هذا العدل‬
‫الذي لم تعرفه البشرٌة لط ـ فً هذه الصورة ـ إال على ٌد اإلسالم ‪ .‬وذلن هو أساس الحكم فً اإلسالم )) الجزء‬
‫الخامس ‪ ،‬ص ‪.:59‬‬
‫‪7‬ــ لال تعالى ‪ٌ ( :‬ا أٌها الذٌن ءامنوا كونوا لوامٌن هلل شهداء بالمسط وال ٌجرمنكم شنئان لوم على أال تعدلوا اعدلوا‬
‫هو ألرب للتموى واتموا هللا إن هللا خبٌر بما تعملون ) سورة المائدة آٌة‪.5‬‬
‫وفً هذه اآلٌة الكرٌمة بٌن هللا سبحانه وتعالى أن العدل ألرب إلى التموى ‪.‬‬
‫‪ 8‬ــ لال تعالى ‪ ( :‬وضرب هللا مثالً رجلٌن أحدهم أبكم ال ٌمدر على شًء وهو على كل مواله أٌنما ٌوجهه ال ٌؤت‬
‫بخٌر هل ٌستوي هو ومن ٌؤمر بالعدل وهو على صراط مستمٌم ) سورة النحل آٌة ‪. 1:‬‬
‫فً هذه اآلٌة الكرٌمة أشار هللا سبحانه وتعالى إلى أن من ٌحكم بالعدل وٌتوخاه فإنه على صراط مستمٌم ‪ ،‬ومن‬
‫ٌسكت عن إعالن الحك فهو أبكم ال ٌمدر على شًء وال ٌستفاد منه شًء ‪.‬‬
‫أدلت من السنت النبويت الشريفت على العدل ‪:‬‬
‫‪ 5‬ــ عن عبد هللا بن عمر رضً هللا عنهما لال ‪ :‬لال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ (( :‬إن الممسطٌن عند هللا على منابر من نور ‪،‬‬
‫عن ٌمٌن الرحمن عز وجل ‪ ،‬وكلتا ٌدٌه ٌمٌن ‪ ،‬الذٌن ٌعلون فً حكمهم وأهلٌهم وما ولوا )) رواه مسلم ‪ ( ،‬جـ ‪56‬‬
‫‪ ،‬ص ‪. ) 655‬‬
‫‪ 6‬ــ عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه عن النبً ملسو هيلع هللا ىلص لال ‪ :‬سبعة ٌظلهم هللا فً ظله ٌوم ال ظل إال ظله اإلمام العادل ‪،‬‬
‫وشاب نشا بعبادة هللا ‪ ،‬ورجل للبه معلك فً المساجد ‪ ،‬ورجالن تحابا فً هللا ‪ ،‬اجتمعا علٌه وتفرلا علٌه ‪ ،‬ورجل‬
‫دعته امرأة ذات منصب وجمال فمال ‪ :‬إنً أخاف هللا ‪ ،‬ورجل تصدق بصدلة فؤخفاها ‪ ،‬حتى ال تعلم ٌمٌنه ما تنفك‬
‫شماله ‪ ،‬ورجل ذكر هللا خالٌا ً ففاضت عٌناه )) رواه مسلم ‪ ( .‬جـ ‪ 1‬ص ‪. ) 565‬‬
‫‪ 7‬ــ عن أبً هرٌرة رضً هللا عنه عن النبً ملسو هيلع هللا ىلص ‪ (( :‬إنما اإلمام ُجنة ٌماتل من ورائه وٌتمى به ‪ ،‬فإن أمر بتموى هللا‬
‫عز وجل وعدل ‪ ،‬كان له بذلن أجر ‪ ،‬وأن ٌؤمر بغٌره كان علٌه منه )) رواه مسلم ‪ ( ،‬جـ ‪ ، 56‬ص ‪. 9 674‬‬
‫ً أبً ببعض ماله فمالت أمً عمرة بنت رواحة ‪ :‬ال أرضى حتى‬ ‫‪ 8‬ــ عن النعمان بن بشٌر لال ‪ (( :‬تصدق عل ّ‬
‫تشهد رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ‪ .‬فؤنطلك أبً إلى النبً ملسو هيلع هللا ىلص لٌشهد على صدلتً فمال له رسول هللا علٌه وسلم ‪ :‬أفعلت هذا بولدن‬
‫كلهم ؟ لال ال لال ‪ :‬اتموا هللا واعدلوا فً أوالدكم فرجع أبً فرد تلن الصدلة )) رواه مسلم ‪ ( ،‬جـ ‪ ، 55‬ص ‪) :1‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 9‬ــ عن علً بن أبً طالب رضً هللا عنه لال ‪ (( :‬بعثنً رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص إلى الٌمن لاضٌا ً ‪ ،‬فملت ‪ٌ :‬ا رسول هللا ‪،‬‬
‫ترسلنً وأنا حدٌث السن ‪ ،‬وال علم لً بالمضاء ؟ فمال ‪ :‬إن هللا سٌهدي للبن ‪ ،‬وٌثبت لسانن ‪ ،‬فإذا جلس بٌن ٌدٌن‬
‫الخصمان ‪ ،‬فال تمضٌن حتى تسمع من اآلخر ‪ ،‬كما سمعت من األول فإنه أحرى أن ٌتبٌن لن المضاء ‪ ،‬لال ‪ :‬فما‬
‫زلت لاضٌا ً أو شككت فً لضاء بعد ‪ )) ،‬أخرجه أبو داود ‪ ( ،‬جـ ‪ ، 7‬ص ‪. ) 745‬‬
‫تطبيق مفهوم العدل يف صدر اإلسالم ‪:‬‬
‫ال غرو أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص أول من ٌطبك ما ٌوحً إلٌه من ربه سبحانه وتعالى ‪ ،‬فمد روت عائشة رضً هللا عنها ‪،‬‬
‫أن لرٌشا ً أهمتهم المرأة المخزومٌة التً سرلت ‪ ،‬فمالوا من ٌكلم رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ؟ ومن ٌجترئ علٌه إال أسامة حب‬
‫رسول ملسو هيلع هللا ىلص ؟ فكلم رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فمال ‪ (( :‬أتشفع فً حد من حدود هللا ؟ )) ثم لام فخطب ‪ ،‬فمال ‪ٌ (( :‬ا أٌها الناس‬
‫إنما ضل من لبلكم أنهم كانوا إذا سرق فٌهم الشرٌف تركوه ‪ ،‬وإذا سرق الضعٌف فٌهم ألاموا علٌه الحد ‪ ،‬واٌم هللا ‪،‬‬
‫لو أن فاطمة بنت دمحم سرلت ‪ ،‬لمطع دمحم ٌدها )) رواه البخاري ‪ ( ،‬جـ ‪ ، 1‬ص ‪. ) 769‬‬
‫فكان ذلن من رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص لمة العدالة وتنفٌذ ألوامر هللا سبحانه وتعالى على الشرٌف الضعٌف وتدرٌبا ً عملٌا ً‬
‫ألصحابه على تطبٌك العدل ‪.‬‬
‫ومن صور العدل ما أورده أبن هشام ( ‪ 655‬هـ ) ‪:‬‬
‫(( عن أحد أصحاب رسوا هللا ملسو هيلع هللا ىلص ٌطلب منه المصاص ألنه ٌعرف أنه عادل وكٌف ال ٌكون كذلن وهو ٌدعوا إلٌه‬
‫(( إن رسول هللا علٌه وسلم عدّل صفوف أصحابه ٌوم بدر وكان فً ٌده لدح ٌعدل به وكان (( سواد بن غزٌة ))‬
‫خارجا ً من الصف فطعن بطنه بالمدح ولال استو ٌا سواد ‪ .‬فمال سواد ‪ٌ :‬ا رسول هللا أوجعتنً ولد بعثن هللا بالحك‬
‫والعدل لال ‪ :‬فالدنً ‪ .‬فكشف الرسول ملسو هيلع هللا ىلص على بطنه ولال استمد ( التص ) ٌا سواد ثم لام سواد ولبل بطن‬
‫المصطفى علٌه الصالة والسالم حبا ً له حتى ٌكون آخر العهد أن ٌمس جلده جلد النبً ملسو هيلع هللا ىلص )) ‪ ( ،‬جـ ‪ 6‬ص ‪) 646 ،‬‬
‫‪.‬‬
‫أورد ابن األثٌر فً جامع األصول الوالعة التالٌة عن عمر بن الخطاب ( ت ‪ :4:‬هـ ) ‪ (( :‬عن سعٌد بن المسٌب‬
‫ٌرحمه هللا (( أن مسلما ً وٌهودٌا ً اختصما إلى عمر ‪ ،‬فرأى الحك للٌهودي ‪ ،‬فمضى له عمر به ‪ ،‬فمال له الٌهودي ‪:‬‬
‫وهللا لمد لضٌت بالحك ‪ ،‬فضربه عمر بالدرة ‪ ،‬ولال ‪ :‬وما ٌدرٌن ؟ فمال الٌهودي ‪ :‬وهللا إنا نجد فً التوراة أنه لٌس‬
‫لاض ٌمضً بالحك إال كان عن ٌمٌنه ملن وعن شماله ملن ٌسددانه ‪ ،‬وٌوفمانه للحك ‪ ،‬وٌوفمانه للحك ما دام مع‬ ‫من ٍ‬
‫الحك ‪ ،‬فإذا ترن الحك عرجاء وتركاه )) جامع األصول ‪ ( ،‬جـ ‪ ، 54‬ص ‪. ) 514‬‬
‫وللعدل ثمرات طٌبة ٌوضحها الجزائري ( د ‪ .‬ت ) ‪:‬‬
‫(( روى أن لٌصرا ً أرسل إلى عمر بن الخطاب رسوالً لٌنظر أحواله وٌشاهد أفعاله ‪ ،‬فلما دخل المدٌنة سؤل عن‬
‫عمر ولال ‪ :‬أٌن ملككم ؟ فمالوا ‪ :‬مالنا ملن بل لنا أمٌر لد خرج إلى ظاهر المدٌنة ‪ ،‬فخرج فً طلبه فرآه نائما ً فوق‬
‫الرمل ‪ ،‬ولد توسد درته ‪ ،‬وهً عصا ً صغٌرة كانت دائما ً بٌده ٌغٌر بها المنكر ‪ ،‬فلما رآه على هذه الحال ولع‬
‫الخشوع فً للبه ولال ‪ :‬رجل ٌكون جمٌع الملون ال ٌمر لهم لرار من هٌبته ‪ ،‬وتكون هذه حالته ‪ ،‬ولكنن ٌا عمر‬
‫عدلت فنمت وملكنا ٌجور ‪ ،‬فال جرم أنه ال ٌزال ساهرا ً خائفا ً )) ‪ ،‬ص ‪. 655‬‬
‫العدل يف جمال اإلدارة الرتبويت ‪:‬‬
‫والمٌادة التربوٌة تتعامل مع مجموعة كبٌرة من المعلمٌن مختلفً الطباع والحاجات والرغبات ‪ ،‬وكذلن طالب‬
‫عدٌدٌن ذي فروق مختلفة ‪ ،‬فمنهم األسوٌاء ومنهم كثٌري المشاكل ‪ ،‬كما أن منهم المجتهد والمثابر ‪ ،‬هذا التنوع‬
‫الشدٌد فً طبٌعة األفراد التً تتعامل معها المٌادة التربوٌة ‪ ،‬سواء فً السن أو الرغبات أو المولع الوظٌفً ٌمثل‬
‫صعوبة بالغة فً تطبٌك مفهوم العدل بٌن هذه الجماعات المختلفة ‪ ،‬األمر الذي ٌثمل كاهل رجال اإلدارة التربوٌة‬
‫المسئولٌة عن لٌادة هذه الجماعات أو األفراد المنتمٌن داخلها ‪.‬‬
‫إن من واجبات كل مسإول تحمٌك مبدأ العدل مع العاملٌن حتى ٌمكن إشاعة الطمؤنٌنة فً النفوس وخلك روح‬
‫األسرة الواحدة المتماسكة ‪ ،‬فتختفً ظواهر الحسد والبغض بٌنهم ‪ .‬ومتى ما تمكن مدٌر المدرسة من تحمٌك ذلن‬
‫فإن أعباء المدرسة سوف ٌمكن إنجازها بسهولة وبصورة جٌدة طالما حرص على توزٌعها بشكل عادل بٌن‬
‫العاملٌن مراعٌا ً فً ذلن لدراتهم وعدم اضطهادهم أو ظلمهم فٌوزع أنشطة العمل بٌن العاملٌن بالعدل مراعٌا ً‬
‫فرولهم الفردٌة ولدراتهم العملٌة وظروفهم الصحٌة ‪.‬‬
‫المدٌر العادل ٌمٌز بٌن المعلم الكفء وغٌر ذلن وبالتالً استمرار رفع مستوى المعلم الكفء طالما شعر باهتمام‬
‫المدبر كما أن المعلم غٌر المجد ٌجد من ٌؤخذ بٌده حتى ٌرتفع مستواه ‪.‬‬
‫فمن العدل إعطاء كل ذي حك حمه ‪ ،‬فالمعلم المجتهد المثابر والمادر على التمٌز فإنه من غٌر العدل مساواته بالمعلم‬
‫الممصر غٌر المكترث بالمدرسة وأنظمتها وواجباته الوظٌفٌة ‪ ،‬وكذا بالنسبة للطالب فإنه من غٌر العدل إهمال‬
‫تمٌز بعض الطالب عن اآلخرٌن الممصرٌن ‪ ،‬فإنه من واجب المٌادة التربوٌة العمل على مكافؤة الطالب المتمٌز‬
‫المجتهد والحاصل على التفوق وكذلن متابعة الطالب الممصر والبحث على األسباب التً جعلته ٌنتمً إلى مجموعة‬
‫الممصرٌن حتى ٌمكن العمل على وضع برنامج عالجً لهم ‪.‬‬
‫والمعلم الكفء فإنه ٌلزم اإلدارة من باب العدل على مكافآته وتشجٌعه لالستمرار فً معدالت التمٌز التً هً هدف‬
‫اإلدارة التربوٌة ‪ ،‬والعمل أٌضا ً على تمصً أسباب تمصٌر بعض المعلمٌن حتى ٌمكن عالج هذه المصور فلٌس من‬
‫العدل التساوي فً مكافآتهم ‪ ،‬لهذا فإن العدل من المفاهٌم التً ٌجب إدراكها إدراكا ً جٌدا ً حتى ٌمكن ممارستها‬
‫بالشًء المطلوب حتى تتحك السعادة لجمٌع العاملٌن فً اإلدارة المدرسٌة وبالتالً تحمك أهدافها بالشكل المطلوب ‪.‬‬
‫كما ٌجب على مدٌر المدرسة الحرص على توزٌع الجدول المدرسً بالعدل فٌساوي بٌن المعلمٌن ذوي التخصص‬
‫الواحد ‪ ،‬وكذلن الحرص على توزٌع األعباء المدرسٌة األخرى من أنشطة وعضوٌة مجالس ورٌادات على‬
‫المعلمٌن بشكل عادل حتى ال ٌتسبب ذل فً وجود خالفات حادة بٌن المعلمٌن ‪ ،‬وبالتالً ٌشعر المعلم بالضٌك ‪،‬‬
‫والجور فً هذا الشعور فشالً لإلدارة المدرسٌة فً تحمٌك أهدافها التً ترمً إلى تحمٌمها ‪.‬‬
‫والمساواة فً اإلدارة المدرسٌة تكون بإتاحة الفرصة المتساوٌة للعاملٌن لإلنجاز ثم العدل فً التمٌٌم بمعنى أن‬
‫المساواة فً الحموق العامة وكذلن فإن المدرس مطلوب منه المساواة بٌن الطالب داخل الفصل وخارجه والتعامل‬
‫معهم على أنهم سواسٌة وٌكون العدل فً عملٌة التموٌم المستمر لمستوٌاتهم العلمٌة ‪.‬‬
‫ولتطبٌك مبدأ العدل وتحمٌمه فً بٌئة العمل المدرسً فإنه ٌمع على عاتك مدٌر المدرسة الحرص على أمور هامة‬
‫منها ‪:‬‬
‫‪ 5‬ــ توزٌع ممررات وحصص الجدول المدرسً بٌن معلمً التخصص الواحد بالعدل ‪.‬‬
‫‪ 6‬ــ تكلٌف جمٌع المعلمٌن باألنشطة المدرسٌة حسب رغباتهم ومٌولهم وإمكانٌاتهم المتاحة ‪.‬‬
‫‪ 7‬ــ عدم تكلٌف المعلم الواحد بؤكثر مما تحمل طالته على المٌام به ‪.‬‬
‫‪ 8‬ــ توزٌع رٌادة أعمال الفصول على المعلمٌن بالتساوي دون محاباة وإذا كان عدد المعلمٌن أكبر من عدد الفصول‬
‫الدراسٌة ‪ ،‬فإنه ٌتم تكلٌف المعلمٌن الزائدٌن على أعمال الرٌادة للمٌام بؤعمال أخرى مثل اإلشراف المدرسً ‪.‬‬
‫‪ 9‬ــ توزٌع عضوٌة المجالس المدرسٌة على جمٌع المعلمٌن بالمدرسة بالتساوي مع الحرص أن ٌكون االختٌار وفك‬
‫اهتمامات المعلمٌن وتخصصاتهم ‪.‬‬
‫‪ :‬ــ بحث أسباب المصور لدى المعلمٌن ووضع العالج الالزم لهم ومحاسبة الممصرٌن ‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ بحث أسباب لصور الطالب ومعالجته حتى ٌنالوا حمهم من الرعاٌة واالهتمام‬

You might also like