You are on page 1of 16

‫األدوار المتغيرة لممؤسسة العسكرية في الثورات العربية‬

‫الكاتب األستاذة‪ :‬بنى بيولي‬

‫‪3-8-2012‬‬

‫تتشابو الدوؿ العربية في مسألة العالقات المتشابكة والمعقدة بيف السمطة السياسية والمؤسسة العسكرية‪ ،‬إذ عرفت‬
‫أغمب النظـ السياسية العربية منذ ‪alt‬االستقالؿ تدخال لمؤسساتيا العسكرية في العممية السياسية‪ ،‬نظ اًر ألف الكثير مف‬
‫ىذه الدوؿ قد قامت مف خالؿ أدوار بارزة لمجيوشأو مف خالؿ انقالبات عسكرية‪.‬ولقد جاءت الثورات الشعبية التي‬
‫شيدتيا وتشيدىا ىذه الدوؿ في المرحمة الحالية‪ ،‬والتي لعبت بعض الجيوش العربية دو ار محوريا في إنجاحيا مف‬
‫عدمو‪ ،‬جاءت لتؤكد الدور الذي تقوـ بو المؤسسة العسكرية في معادالت السياسة العربية وفي توجيو مساراتيا‪ .‬وىذا‬
‫ما أثار الكثير مف التساؤالت التي تتعمؽ أساسا بأسباب اختالؼ األدوار التي لعبتيا المؤسسة العسكرية في الدوؿ‬
‫العربية إباف ثورات الربيع العربي‪ ،‬وكذا إمكانية تغير الدور التقميدي لتمؾ المؤسسات خالؿ المرحمة المقبمة‪ ،‬وتحوليا‬
‫إلى جيوش حارسة لمعممية السياسية مف دوف التدخؿ في توجيو مساراتيا‪.‬‬

‫لذا‪ ،‬فإف ضرورة القياـ بعمؿ تحميمي يقوـ عمى تفكيؾ األسس التي انبنى عمييا دور المؤسسة العسكرية في الثورات أو‬
‫الحراكات الع ربية‪ ،‬والفروؽ التي تمظيرت في نزوع بعضيا نحو خيارات لـ تظير في دوؿ أخرى‪ ،‬وكذا استقراء دورىا‬
‫المستقبمي مف حيث عالقتيا بالمؤسسات المدنية‪ ،‬يدفعنا – في ىذه المداخمة‪ -‬إلى تناوؿ أىـ التوجيات التي حكمت‬
‫أدوار الجيوش العربية منذ االستقالؿ وحتى اآلف مف خالؿ وقائع ومراحؿ محددة وىي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الجيوش العربية "المتدخمة" في مرحمة ما قبؿ الثورات العربية‬

‫ثانيا‪ :‬أداء الجيوش العربية إباف الثورات‬

‫ثالثا‪ :‬الدور المستقبمي لممؤسسة العسكرية في الدوؿ العربية‬

‫أوال‪ :‬الجيوش العربية "المتدخمة" في مرحمة ما قبؿ الثورات العربية‬

‫عرفت النظـ العربية أشكاؿ عدة لتدخؿ الجيش في السياسة‪ ،‬ففكرة الجيش المحايد أو غير المسيس ىو مجرد مفيوـ‬
‫دستوري أكثر منيا "حقيقة سياسية واقعة"‪ ،‬وعمى الرغـ مف أف القيادات العسكرية لـ تحؿ مباشرة محؿ الرؤساء في‬

‫‪1‬‬
‫عدد مف الدوؿ إال أف ليا مصالحيا التي تضغط مف أجؿ مراعاتيا‪ ]1[.‬وتتمثؿ الوسائؿ التي استخدميا العسكريوف‬
‫في االستخداـ المباشر لمقوة المسمحة أو التيديد باستخداميا ضد النظاـ المدني القائـ‪ ،‬فيما يعرؼ باالنقالبات‬
‫العسكرية‪ ،‬إضافة إلى التدخؿ في الشأف العاـ بصور شتى تراوحت ما بيف ممارسة الضغوط عمى النخب الحاكمة‪،‬‬
‫وتقرير السياسات والتوجيات‪ ،‬وتغيير ىياكؿ الدولة وىويتيا‪...‬‬

‫وعميو فإف مايميز المرحمة السابقة لمثورات العربية ىو ظاىرتيف أساسيتيف‪ :‬األولى ىي االنقالبات العسكرية[‪،]2‬‬
‫والثانية ىي تدخؿ الجيش في السياسة أو ما يسمى بالعسكريتارية (الظاىرة العسكرية)[‪.]3‬‬

‫‪ -1‬االنقالبات العسكرية في الدوؿ العربية‪:‬‬

‫بعيد االستقالؿ‪ ،‬حيث استيميا العراؽ بانقالب بكر صدقي في عاـ‬


‫عرفت الدوؿ العربية ظاىرة االنقالبات العسكرية ْ‬
‫‪ ،1936‬ومف بعده اليمف في عاـ ‪ 1948‬عبر محاولة عبد اهلل الوزير‪ ،‬ثـ سوريا عاـ ‪ 1949‬مع حسني الزعيـ‪،‬‬
‫سامي الحناوي وأديب الشيشكمي عمى التوالي‪ ،‬وفي مصر قاـ "الضباط األحرار" بانقالب عاـ ‪ .1952‬ليبمغ إجمالي‬
‫سجمت‬
‫االنقالبات العسكرية التي شيدتيا الدوؿ العربية بيف عامي ‪ 1936‬و‪ 1970‬فقط ‪ 41‬انقالبا عسكريا‪ّ ]4[.‬‬
‫سوريا فييا الرقـ القياسي مف حيث عدد االنقالبات بتسعة انقالبات‪ ،‬تمييا موريتانيا بستة انقالبات‪ ،‬ومف بعدىا اليمف‬
‫سجال أربعة انقالبات لكؿ منيما‪ ،‬يتبعيما لبناف وجزر القمر بثالثة‬
‫بخمسة انقالبات‪ ،‬ثـ العراؽ والسوداف المذاف ّ‬
‫انقالبات لكؿ منيما‪ ،‬أما مصر والصوماؿ وليبيا والجزائر فقد شيدت كؿ منيا انقالباً واحداً خالؿ تمؾ الفترة‪.‬‬

‫وقد شكمت تمؾ االنقالبات العسكرية بمجموعيا منعطفات تاريخية ىامة في الحياة السياسية لبمداف المنطقة‪ ،‬خصوصاً‬
‫وأف بعضاً مف رموزىا بقي في الحكـ حتى مرحمة الثورات العربية الراىنة‪]5[.‬‬

‫‪ -2‬الظاىرة العسكرية‪/‬العسكريتارية(‪:)Militarisme‬‬

‫لدى الحديث عف الجيش في الدوؿ العربية‪ ،‬فإف ّأوؿ ما يتبادر إلى األذىاف ىو تمؾ الظاىرة العسكرية التي بدت‬
‫منأبرزالظواىر في العالـ العربي‪ ،‬فغياب حدوث االنقالبات العسكرية لـ يرافقو تراجع في سيطرة العسكرييف عمى زماـ‬
‫الحكـ في معظـ الدوؿ العربية‪ ،‬حيث يتربع عمى السمطة عسكريوف أفرزتيـ المؤسسة العسكرية نفسيا‪ ،‬أو أغدقت‬
‫عمييـ بالتراضي رتبا عسكرية رفيعة‪ ،‬باإلضافة إلى الجمع بيف منصب الرئاسة والقيادة العميا لمقوات المسمحة‪ .‬وحتى‬
‫في األنظمة الممكية التقميدية يتبوأ الممؾ أو أمير البالد منصب القائد العاـ لمقوات المسمحة أيضا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫سميات‪ :‬الممكية التقميدية لألسر‬
‫وعمى ىذا األساس تبدو النظـ العربية محكومة بنوعيف مف الممكية ميما تنوعت الت ّ‬
‫الحاكمة والممكية العسكرية لألنظمة التي تطمؽ عمى نفسيا غالبا لقب جميورية‪.‬‬

‫ذلؾ أف الجيش في معظـ الدوؿ العربية يمثؿ العنصر الحاسـ في ضماف استمرار الحكـ و ميمتو الرئيسية ىي أمنية‬
‫داخمية كرديؼ قوي لألجيزة األمنية الداخمية األخرى‪ ،‬لذا تزايدت الحاالت التي يتـ فييا االعتماد عمى الجيش في‬
‫ميمات األمف الداخمي لدرجة أف طبيعة تدريبو واختيار ثكناتو و تمركز تشكيالتو مرىوف باليواجس األمنية الداخمية‬
‫وليس ليواجس المخاطر الخارجية مع بعض االستثناءات في الدوؿ التي ال تزاؿ تحسب حساب المواجية مع‬
‫إسرائيؿ‪]6[.‬‬

‫وىذا خالفا لمدور المفترض أف يقوـ بو أو المنوط بو دستوريا وىو " حماية الدولة مف االعتداء الخارجي والمحافظة‬
‫عمى الحدود البرية والمياه اإلقميمية والمجاؿ الجوي لمدولة‪ .‬كما يتدخؿ الجيش أحياناً في حالة فشؿ أجيزة األمف‬
‫المدنية في السيطرة عمى األوضاع األمنية بداخؿ الدولة"‪]7[.‬‬

‫إف عوامؿ انتشار الظاىرة العسكرية في الدوؿ العربية ال ينبغي اختزاليا في عامؿ بعينو‪ ،‬أو مجموعةمحددة مف‬
‫العوامؿ‪ ،‬األمر الذي يعني أف ىذه الظاىرة تستوجب النظر إلييا في ضوء العوامؿ البيئية المحيطة بيا‪ ،‬بكؿ ما تتسـ‬
‫بو مف تداخالت وتعقيدات‪]8[.‬‬

‫غير أف ىناؾ اختالفا حوؿ مدى تأثير كؿ واحد مف ىذه العوامؿ عند محاولة تفسير التدخالت العسكرية‪ .‬فينتغتوف‪،‬‬
‫‪Huntington‬مثالً‪ ،‬يقوؿ أف تدخؿ العسكر ال يحدث ألف المؤسسة العسكرية بطبيعتيا تميؿ إلى ىذا التدخؿ‪ ،‬ولكف‬
‫لغياب أو ضعؼ‪ ،‬المؤسسات ذات الفاعمية في المجتمع‪]9[.‬‬

‫وىو األمر الذي أكده ميمود شنوفي ‪-‬البروفيسور في العالقات الدولية بمعيد القوات الكندية بأوتاوا‪ -‬حيف ع از الدور‬
‫التدخمي لمجيش في المنطقة العربية أو ما يسميو ىو ''عسكرة السياسة وتسييس العسكر'' إلى ضعؼ الطبقة السياسية‪،‬‬
‫والعالـ العربي عموما‪ .‬مضيفا إلى ذلؾ أف الكفاح مف أجؿ االستقالؿ أضفى نوعا مف الشرعية ليذه المؤسسات‬
‫العسكرية التي تعتبر نفسيا محررة ليذه البمداف مف االستعمار‪]10[.‬‬

‫بيد أف بعض الباحثيف يروف أف العوامؿ السياسية ىي التي تقرر سموؾ القوات المسمحة‪ ،‬بغض النظر عف قوتيا أو‬
‫ضعفيا‪ ،‬لذا‪ ،‬فإف تدخؿ العسكر‪ ،‬مف حيث المبدأ‪ ،‬حاجة‪ ،‬وىي حاجة المجتمعات لقوى إنضباطية تساعدىا فيما‬
‫عجزت ىي عنو‪ ،‬خصوصاً إذا ما ربطنا المجتمعات العربية في ىذه الفترة بعميمة التحديث‪]11[.‬‬

‫المؤسسة العسكرية في الدوؿ العربية‪ ،‬ودوؿ العالـ الثالث عموما ىي‪ :‬سمطةسياسية‬
‫فالعالقة ما بيف السمطة السياسية و ّ‬
‫ومؤسسة عسكرية تػنطمؽ مف دورىا فيحماية الدولة ونظاميا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المؤسسة العسكرية الوالء ليا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تطمب مف‬

‫‪3‬‬
‫وىذا عمى أساس أف السمطة السياسية قائمة عمى "القسر"‪ ،‬كما ذكر ووديز في مؤلفو "الجيوشوالسمطة"‪ ،‬فمف ىو القادر‬
‫القوة الوحيدة‬
‫عمى تحقيؽ صيغة القسر لمدولة؟ لتطبيؽ صيغة القسر ال بدمنإستخداـ القوات المسمّحة‪ ،‬ويصبح الجيش ّ‬
‫المؤسسة العسكرية بالتالي مختمفة بطبيعتيا وبدورىا عف باقي مؤسساتالدولة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫القادرة عمى تحقيؽ ىذىالصيغة‪ ،‬وتصبح‬

‫المعدات العسكرية الموضوعةفي تصرفيا وفقاً‬‫القوة المتمثّمة في األسمحة و ّ‬ ‫فتتميز عنيا بالتنظيـ الدقيؽ وامتالؾ ّ‬
‫لمقوانيف‪ ،‬والييبة العالية الناتجة عف ذلؾ‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى توفيرالماؿ الالزـ لتأميف التسمّح وتحقيؽ األمف‪ ،‬وىو ما‬
‫جعميا المؤسسة الوحيدة القادرة عمى توفير الظروؼ الموضوعية لممحافظة عمى النظاـ السياسي القائـ أو زوالو‪]12[.‬‬

‫إف العسكر في الدوؿ العربية ‪ ،‬باإلضافة إلى امتالكيـ ألدوات القوة التي يحسنوناستخداميا ‪ ،‬يؤثروف في توجيو‬
‫السياسة العامة داخمياً وخارجياً مف خالؿ أشكاؿ مختمفةمف التدخالت العسكرية التي قد تبدأ بالضغوط اليادفة إلى‬
‫توجيػو القرار السياسيوتنتيي باالستيالء المباشر عمى السمطة السياسية ‪ ،‬خاصة في المجتمعات التي تتسمبتشوه‬

‫تكويناتيا االقتصادية – االجتماعية وضعؼ أو عدـ فاعمية مؤسساتيا المدنية ‪ ،‬فيمقابؿ الجيش األكثر تنظيماً‬
‫وفاعمية‪]13[.‬‬

‫والصور المختمفة لتدخؿ العسكر يمكف أف تمثؿ مقياساً‪ ،‬كما يري س‪.‬ي‪.‬فاينر‪ ،‬يشمؿ ثالثا مف النظـ العسكرية‪ ،‬يتـ‬
‫تصنيفيا حسب قوة سيطرة العسكر عمى صنع القرار السياسي ومدى العمنية التي تمارس بيا السيطرة‪.‬‬

‫‪ -‬النوع األوؿ‪ ،‬ويشمؿ نظـ مدنية تعتمد في بقائيا واستمرارىا عمى مساندة القوات المسمحة ليا كمصدر لمتأييد‬
‫السياسي ومف أمثمة ىذا النوع نذكر المغرب واألردف ويطمؽ عمييا فاينر " ‪. "Military Supportive Regimes‬‬

‫‪ -‬النوع الثاني‪ ،‬ويشمؿ نظـ مدنية أيضاً‪ ،‬ولكف قواتيا المسمحة ذات نزعة انقالبية بمعنى أنيا مستعدة لمتدخؿ‬
‫واإلطاحة بالنظاـ المدني إذا اقتضت مصالحيا ذلؾ خاصة وأف ليا تجارب سابقة في التدخؿ‪ ،‬وكمثاؿ عمى ذلؾ‬
‫الجزائر‪ ،‬ويطمؽ فاينر عمى ىذا النوع اسـ " ‪. "Intermittently Indirect Military Regimes‬‬

‫‪ -‬النوع الثالث‪ ،‬يشمؿ تمؾ النظـ المدنية التي وصمت إلى السمطة بفضؿ القوة العسكرية التي تساندىا وتؤيدىا‪،‬‬
‫ويطمؽ عمييا فاينر اسـ " ‪. "Indirect Military Regimes‬‬

‫‪ -‬النوع الرابع‪ ،‬ويشمؿ الحكومات العسكرية الخالصة التي تقوـ نتيجة استيالء العسكرييف عمى السمطة مف خالؿ‬
‫عمؿ عسكري انقالبي‪ ،‬وسيطرتيـ عمى عممية صنع القرار الحكومي‪ ،‬ومف أمثمتيا سوريا مف عاـ ( ‪1954 - 1949‬‬
‫) والسوداف مف عاـ ( ‪ ) 1964 - 1958‬ويطمؽ عمييا فاينر " ‪]Proper Military Regimes" .[14‬‬

‫‪4‬‬
‫ثانيا‪ :‬أداء الجيوش العربية إباف الثورات‪:‬‬
‫ً‬

‫وقفت الجيوش العربية مواقؼ مختمفة مف ثورات الربيع العربي‪ ،‬ويمكف أف نميز مف حيث أداء الجيوش العربية إزاء‬
‫الحراؾ الشعبي العربي بيف ثالثة مواقؼ‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫أوال‪:‬الموقؼ المحايد‪ ،‬وىو الذي بدا مترددا بيف الحياد السمبي والحياد اإليجابي‪ ،‬وأخي ار المتطور مف االمتناع عف‬
‫نصرة الحاكـ إلى الضغط عميو حتى يخرج‪ ،‬وفي ىذه الحالة يقع الجيش التونسي والجيش المصري‪]15[.‬‬

‫‪ -1‬تونس‪ :‬لعب الجيش التونسي دو ار مفصميا في إنجاح الثورة ‪ ،‬حيث التزـ الحياد إباف تحوؿ الحالة الثورية إلى فعؿ‬
‫ثوري‪ ،‬ولـ يتدخؿ إال لحفظ األمف والحيمولة دوف انييار الدولة‪ .‬وفي المحظات األخيرة مف عمر النظاـ‪ ،‬تحوؿ موقؼ‬
‫الجيش إلى االنحياز لالنتفاضة‪ ،‬خاصة مع موقؼ قائد الجيش البري الجنراؿ رشيد بف عمار‪ ،‬الذي حاصرت دباباتو‬
‫قصر قرطاج‪ ،‬مما أجبر الرئيس زيف العابديف بف عمي عمى الفرار‪.‬‬

‫واستند ىذا الموقؼ مف جانب الجيش عمى ركائز شتى‪ ،‬أىميا‪ :‬استياء الجيش مف سياسة اإلضعاؼ والتيميش‬
‫المتعمديف لو مف قبؿ بف عمي لمصمحة األجيزة األمنية األخرى‪ ،‬التي كاف يحتمي بيا‪.‬‬

‫‪ -2‬مصر‪ :‬سمكت األمور مسمكا مشابيا لما حدث في تونس إلى حد كبير‪ ،‬واف اختمفت كثي ار طبيعة الجيش المصري‬
‫وتكوينو وعالقتو بالسياسة‪ ،‬خصوصا في ظؿ اتصاؿ عسكر مصر بالسمطة السياسية منذ ثورة ‪ .1952‬وكاف واضحا‬
‫لمعياف منذ اندالع االنتفاضة‪ ،‬وعقب استدعاء الجيش لمأل الفراغ الذي خمفو انسحاب الشرطة‪ ،‬أف الجيش وضع‬
‫مسافة بينو وبيف القيادة السياسية‪ ،‬وحرص عمى أف يتدخؿ في لحظة احتداـ األزمة إلقناع الرئيس مبارؾ بالتنحي‬
‫لوقؼ تدىور األوضاع‪ .‬وبشكؿ عاـ‪ ،‬كاف موقفو متوازنا طيمة الوقت‪ ،‬واف ماؿ في بعض األحياف إلى الشارع‬
‫ومطالبو‪]16[.‬‬

‫ثاني ػػا‪:‬الموقؼ الثاني وىو النقيض والمتميز باالندفاع إلى حماية النظاـ والدولة في وجو المطالبيف بالتغيير‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ‬
‫الجيش السوري‪.‬‬

‫ثالثػ ػ ػ ػػا‪ :‬الموقؼ الثالث لمجيوش العربية‪ ،‬وىو الذي تميز بانقساـ الجيش بيف مؤيد لمحركات الشعبية ‪ ،‬وبيف المدافع‬
‫عف الحاكـ والمستمر بوالئو المطمؽ لو‪ ،‬وىو ما مثمتو الحالتاف الميبية واليمنية‪]17[.‬‬

‫وعمى ىذا األ ساس قسـ تقرير صادر عف مركز دراسات الشرؽ األوسط الدوؿ العربية المتأثرة باألحداث الثورية‬
‫الحاصمة إلى ثالثة مجموعات وىي دوؿ الثورات السممية (تونس ومصر)‪ ،‬والثانية دوؿ الثورات غير السممية (ليبيا‬

‫‪5‬‬
‫واليمف وسوريا)‪ ،‬والثالثة دوؿ اإلصالح الذاتي (األردف‪ ،‬الجزائر والمغرب ودوؿ مجمس التعاوف الخميجي)‪ ،‬وىي الدوؿ‬
‫التي تجاوبت مع االحتجاجات المطالبة باإلصالح والتغيير‪]18[.‬‬

‫ويرى بعض الباحثيف أف تركيبة الجيش المؤسساتية وقوتو وطبيعتو في ىذه المجتمعات ىو ما أفرز أدوار مختمفة‬
‫لممؤسسة العسكرية في الدوؿ التي تعيش الثورات واالنتفاضات‪.‬‬

‫ففي تونس ومصر حيث يتصؼ المجتمع والجيش بدرجة عالية مف االنسجاـ االجتماعي والحرفية أدركت قيادات‬
‫الجيش أف بقاءىا ليس ميددا حتى ولو زاؿ النظاـ وبالتالي لـ تكف لدييـ مشكمة في التخمي عف النظاـ والوقوؼ مع‬
‫ثورة الشعب ‪.‬‬

‫أما في الدوؿ العربية التي لـ يكف الجيش فييا محترفا ومينيا وحيث أجيزة األمف التابعة لمحاكـ وعائمتو فإف الثورات‬
‫أدت إلى انقساـ الجيش إلى فئتيف ‪ ،‬فئة مف أقرباء الحاكـ ومؤيديو وقفت ضد الثورة ‪ ،‬أما بقية أفراد الجيش انضمت‬
‫إلى المعارضة أو بقيت محايدة‪ .‬كما ىو الحاؿ في ليبيا واليمف‪]19[.‬‬

‫ففي ليبيا مثال‪ ،‬فإف غموضا واضحا يكتنؼ جيشيا‪ ،‬بدءا مف أدائو وتسميحو‪ ،‬مرو ار بتشكيالتو‪ ،‬وانتياء بتوجياتو‬
‫وعقيدتو العسكرية‪ ،‬بشكؿ كاف لو بالغ األثر في بمورة موقفو المنقسـ حياؿ ثورة الشعب الميبي ضد نظاـ العقيد‬
‫القذافي‪.‬‬

‫ففيما يخص تسميحو وأداءه‪ ،‬ورغـ أف ليبيا تعد إحدى أكثر الدوؿ إنفاقا عمى التسمح في العالـ‪ ،‬فإف أغمب الوحدات‬
‫العسكرية بيا تبدو ضعيفة التسميح والتدريب ومحدودة الخبرة‪ ،‬إلى الحد الذي قمص مف قدراتيا عمى األداء العممياتي‬
‫بشكؿ بدا واضحا في اإلخفاقات المتتالية لتمؾ القوات‪ ،‬إباف قياميا بمياـ وحمالت عسكرية في عدد مف الدوؿ‬
‫اإلفريقية‪]20[.‬‬

‫وذلؾ راجع إلى تشكيؿ القذافي لقوات بديمة أخذت عمى عاتقيا التركيزعمى الجوانب األمنية المتعمقة بالمحافظة عمى‬
‫النظاـ‪ ،‬بما فييا الدور الذي لعبتو المجاف الثورية في الدفاع عف وحماية النظاـ‪ .‬وىذا مف خالؿ تفريغ محتوى‬
‫المؤسسةالعسكرية وانشاء جيش بديؿ تمثؿ في الكتائب األمنية التي تعتبر ميميشيات عائمية بالدرجة األولى‪ .‬إضافة‬
‫إلى اعتماد التجنيد في المؤسسة العسكرية‪ ،‬والمؤسسات األمنية األخرى عمى مصادر التجنيد التقميدية‪ ،‬كالقرابة‪،‬‬
‫والوالء األيديولوجي‪ .‬وفي ىذا اإلطار يشير أحد التقارير الغربية إلى أف الرتبة في ليبيا اليمكنيا أف تؤكد شيئا فيما‬
‫يتعمؽ بتأثيرالشخص الذي يحمميا‪ ،‬فثمة مظاىر أخرى لمتأثير منيا االنتماء القبمي‪ ،‬والوالء الثوري‪ ،‬وىي مظاىر‬
‫انتشرت في السنوات األخيرة كأسس لمتجنيد في المناصب العسكرية ‪ .‬وركزت الدراسة عمى دورالقرابة في تولي تمؾ‬

‫‪6‬‬
‫المناصب منذ الثمانينيات مف القرف الماضي فيما حددتو الدراسة "بإعادة قبمنة المجتمع الميبي" أواعادة القبمية لممجتمع‬
‫الميبي“‪]Retribalisation of Libyan society”.[21‬‬

‫ولقد انعكست كؿ ىذه المالبسات مجتمعة عمى موقؼ الجيش الميبي مف الثورة ضد العقيد القذافي‪ ،‬فمـ يحسـ الجيش‬
‫موقفو باالنحياز إلي جانب الثوار‪ ،‬عمى غرار ما جرى في كؿ مف تونس ومصر‪ ،‬كما لـ يقؼ كمية في صؼ النظاـ‪،‬‬
‫مثمما حدث في حالة البحريف‪ ،‬ومف ثـ اتسـ موقفو بشيء مف االنقساـ ما بيف الوالء لمقذافي أو االنحياز إلى ثورة‬
‫الشعب‪]22[.‬‬

‫لمرئيس‪ ،‬وأبرز‬
‫وتبرز في حالة اليمف ظاىرة تعييف قيادات عسكرية وأمنية عمى أساس عائمي لضماف الوالء ال ّشخصي ّ‬
‫الخاصة‪ ،‬وخالد عمي عبداهلل‬
‫ّ‬ ‫القوات‬
‫ىذه القيادات أحمد عمي عبداهلل صالح "ابف الرئيس"‪ ،‬وىو قائد الحرس الجميوري و ّ‬
‫الرئيس" رئيس أركاف األمف‬
‫المدرعة‪ ،‬ويحيى محمد عبداهلل صالح "ابف أخ ّ‬
‫القوات الجبمية " ّ‬
‫صالح "ابف الرئيس" وقائد ّ‬
‫الخاص‪ ،‬وعمار محمد عبداهلل صالح األحمر‬
‫ّ‬ ‫المركزي‪ ،‬وطارؽ محمد عبداهلل صالح "ابف أخ الرئيس" وقائد الحرس‬
‫القوات‬
‫لمرئيس" وقائد ّ‬
‫الرئيس" ومسؤوؿ جياز األمف القومي‪ .‬ومحمد صالح عبد اهلل األحمر "أخ غير شقيؽ ّ‬
‫"ابف أخ ّ‬
‫الجوية‪ ]23[.‬وعمؿ عمي عبد اهلل صالح عمى تجييز المؤسسات األمنية التي يقودىا أقرباؤه تجيي از أفضؿ مف‬
‫ّ‬
‫تمت تقوية الحرس الجميوري الذي يرأسو نجمو أحمد‪ ،‬فقد‬
‫تجييزات فصائؿ الجيش والمؤسسات األخرى‪ ،‬حيث ّ‬
‫بغالبية المساعدات المالية األميركية‪ ،‬التي نمت مف ‪5‬‬
‫ّ‬ ‫القوة في مكافحة اإلرىاب في اليمف‪ ،‬واستأثرت‬
‫تخصصت ىذه ّ‬
‫ّ‬
‫مالييف دوالر في العاـ ‪ 2006‬إلى ‪ 155‬مميوف دوالر في العاـ ‪]24[.2010‬‬

‫وىذا األمر كاف السبب وراء انقساـ الجيش في اليمف‪ ،‬حيث كاف فرصة مواتية لقادة الجيش المنشؽ ليفرغوا عبرىا‬
‫دوافع وأسباب شخصية‪ ،‬منيا الرد عمى محاولة النظاـ استبعاد قائد الفرقة األولى مدرع عمي محسف األحمر واقصائو‬
‫إلى حد محاولة التخمص منو عبر زجو في حروب الحوثييف ومحاولة اغتيالو بإعطاء إحداثيات مقره لمطائرات‬
‫السعودية كأحد أىدافيا خالؿ حرب اليمف والسعودية عمى الحوثييف بحسب وثائؽ وكيميكس‪]25[.‬‬

‫أما في الدوؿ التي تحكميا أقمية طائفية أو عائمية تسيطر عمى القيادات اليامة في الجيش واألمف كسوريا والبحريف‬
‫واألردف ‪ ،‬فإف الجيش ظؿ حتى اآلف عمى األقؿ مواليا لمحاكـ ضد غالبية المجتمع وتحركاتو ألف القناعة لدى ىذه‬
‫الجيوش خاصة الجيش السوري ىي أف سقوط النظاـ يعني تغيير قيادات ىذا الجيش‪]26[.‬‬

‫فالنظاـ السوري منذ حافظ األسد عمؿ عمى إضعاؼ الحكـ المدني وربط توازف نظاـ الحكـ بمجموعة مف الفرؽ‬
‫العسكرية واألجيزة األمنية التي تغمغمت في أجيزة الدولة‪ ،‬وسيطرت عمى الحياة العامة‪ ،‬وقد تغمب في ىذه األجيزة‬
‫العنصر العموي‪ ،‬حيث تقدر المصادر أف نسبة العموييف في الجيش السوري تصؿ إلى حوالي ‪ %80‬أما ‪ %20‬الباقية‬
‫فيي مقسومة بيف سائر طوائؼ المجتمع األخرى‪]27[.‬‬

‫‪7‬‬
‫أما بعض الباحثيف فقد أوعزوا سبب اختالؼ الجيوش في التعامؿ مع الثورات إلى عالقاتيا مع القوى الدولية األخرى‪.‬‬

‫وفقا ليؤالء‪ ،‬ال يمكف فيـ موقؼ الجيش في مصر وتونس مف االنتفاضة دوف أخذ البعد الدولي بعيناالعتبار‪.‬‬
‫فمعروؼ أف لمجيش المصري عالقات قوية معمراكز القرار السياسي والعسكري في الواليات المتحدة خصوصا بحكـ‬
‫المساعدات العسكريةالسنوية التي يتمقاىا مف ىذه الدولة‪ .‬والدورات العسكرية التي يذىب ليا ضباط الجيشوباألخص‬
‫كباره إلى ىذا البمد‪ .‬وىذه الحالة يمكف أف تنطبؽ عمى الجيش التونسي باألخصفي عالقاتو مع فرنسا‪ .‬لذلؾ مف‬
‫األرجح أف موقؼ الجيش الحيادي أرادتو الدوؿ الغربيةأيضا كي تكوف يده نظيفة مف قمع االنتفاضة ومف ثـ يمكف أف‬
‫يعوؿ عميو كقوة منظمةلمسيطرة عمى األوضاع خوفا مف انييارىا باألخص في مصر وما تتمتع بو مف موقعإستراتيجي‬
‫في مجاورتيا إلسرائيؿ والخوؼ عمى أمنيا‪ .‬في حيف أف ىذا الحياد لـ يحدث فيانتفاضات اليمف وليبيا بؿ حدث‬
‫انقساـ في صفوؼ الجيش حيث مالت بعض الوحدات العسكريةلالنتفاضة وأخرى لمنظاـ‪ .‬واضافة إلى العوامؿ القبمية‬
‫في حالة اليمف وليبيا والطائفية في حالة سورياالتي حكمت موقؼ الجيش مف االنتفاضة فيمكف أف يكوف غياب أو‬
‫ضعؼ عالقة الجيشبالمؤسسات الغربية عامال ساىـ في ىذا الموقؼ الذي أخر انتصار االنتفاضات في‬
‫ىذىالبمداف‪]28[.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الدور المستقبمي لممؤسسة العسكرية في الدوؿ العربية‪:‬‬

‫يرى بعض الباحثيف أف دور الجيش في األنظمة العربية سوؼ يشيد تراجعا وسيتـ تركيز ميامو عمى حماية المنشآت‬

‫الحيوية وضماف االستقرار األمني الداخمي‪ ،‬واعادة بنائو عمى أسس مينية بعيدة عف أسموب القمع الذي كاف سائداً‬
‫في الماضي‪ ،‬كما سيتـ التركيز عمى تعزيز دور قوى األمف الداخمي مف شرطة ومخابرات؛ سواء في البمداف التي‬
‫شيدت ثورات "ربيع عربي" أو تمؾ التي لـ تطميا بعد‪ ،‬باإلضافة الى التركيز عمى رفع كفاءتيا في مجاؿ التكنولوجيا‬
‫االلكترونية وشبكات االنترنت‪ .‬مستدليف في ذلؾ بأف اإلصالحات االقتصادية التي ستقوـ بيا األنظمة العربية‬
‫ستنعكس بصورة أو بأخرى عمى حالة الجيوش العربية حيث مف المتوقع أف تنخفض المخصصات السنوية التي توجو‬
‫مف أجؿ اإلنفاؽ العسكري وشراء المزيد مف العتاد العسكري‪ ،‬وتخصيص جزء كبير مف تمؾ الموازنة لخمؽ فرص عمؿ‬
‫لممواطنيف‪ ،‬وتحسيف مستوى معيشتيـ‪ ،‬ورفع مستوى أجورىـ‪.‬‬

‫وفي ىذا يرى الدكتور مصطفى العاني الخبير العسكري واالستراتيجي في مركز الخميج لألبحاث والدراسات أنو وألوؿ‬
‫مرة سيط أر تغيير عمى نمط العالقة القائمة بيف الحاكـ العربي الجديد القادـ بعد ثورة "الربيع العربي" والجيش؛ إذ كاف‬
‫الحاكـ العربي عمى مدى السنوات الماضية إما قادـ مف مؤسسة الجيش أو المخابرات‪ ،‬وينصب نفسو القائد األعمى‬
‫لمقوات المسمحة بينما سيفرز "الربيع العربي" وانتخاباتو الديمقراطية حكاما مدنييف ليسو ذوي خمفيات عسكرية‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫وبالتالي لف يكوف الحاكـ الجديد ذي سطوة عمى الجيش‪ ،‬ولف يكوف الجيش داعما لو بما يتعارض والدستور والقانوف‬
‫كما كاف عميو الحاؿ سابقا ‪ ،‬كما ولف يكوف القائد االعمى لمقوات المسمحة‪]29[.‬‬

‫وعمى كؿﱟ ‪ ،‬فإف الجيش يمعب أدوا ار أساسية في كؿ البمداف العربية لكف حسب تجربة كؿ بمد‪ ،‬فقد يساعد ىذا الجيش‬
‫عمى المرور إلى مرحمة انتقالية‪ ،‬قد تصؿ حتى إلى الديمقراطية‪ ،‬كما أف التجربة مف الممكف أف تؤدي إلى انزالقات‬
‫خطيرة في البمد‪.‬‬

‫‪ -1‬الدور المحتمؿ لممؤسسة العسكرية في تونس‪ :‬إف استقراء الدور المستقبمي لمجيش التونسي يحتّـ عمينا أف نفيـ‬
‫أوالً موقعو قبؿ الثورة وكيؼ تعامؿ معيا‪ .‬ىذه المؤسسة التي قاـ بورقيبة بتقييد قدراتيا ليعطي لمحرس الوطني‬
‫صالحية مراقبتيا في عاـ ‪ ،1968‬خالقاً بذلؾ العداوة بيف ىذيف الجيازيف‪ ،‬وذلؾ بعد محاولة االنقالب العسكري لعاـ‬

‫‪( 1962‬بقيادة الضابط لزىر الشرايطي)‪ .‬كما واصؿ زيف العابديف بف عمي سياسات بورقيبة‪ .‬وفي عيده وقعت أيضاً‬
‫أحداث ‪ 1991‬التي اتُّ ِي َمت فييا مجموعة مف الضباط باإلعداد النقالب عسكري‪ ،‬وتواصمت عمميات تيميش الجيش‪،‬‬
‫الحد مف ميزانية و ازرة الدفاع‪ ،‬وعطّمت ترقيات الضباط‪ ،‬وفُ ِرض التقاعد اإلجباري عمى العديد مف الضباط‪ ،‬كما‬
‫فتـ ّ‬
‫ُح ِّدد الدور العسكري لمجيش في مجاالت الدفاع عف الوطف والتنمية ومواجية الكوارث الطبيعية وحفظ السالـ العالمي‬
‫تحت غطاء األمـ المتحدة‪]30[.‬‬

‫لكف الدور الحاسـ لمجيش التونسي في ثورة جانفي ‪ 2011‬طرح العديد مف التساؤالت حوؿ الدور المرتقب لو في‬
‫المرحمة المقبمة‪ .‬ففيما يرجح البعض سيناريو تفعيؿ الدور السياسي واألمني لمؤسسة الجيش الوطني في تونس ما بعد‬
‫بف عمي‪ ،‬عمى أساس ترقية الجنراؿ رشيد عمار وتعيينو قائداً عاماً لمقوات المسمحة مع االحتفاظ بمنصب قائد عاـ‬
‫لقوات البر ػ‬

‫استبعد العديد مف الخبراء القانونييف والدستورييف بينيـ األساتذة‪( :‬ىيكؿ محفوظ ػ أستاذ القانوف العاـ في الجامعة‬
‫التونسية ػ ‪ ،‬والعربي عزوز ػ نائب رئيس منتدى ابف رشد المغاربي لمدراسات بتونس ػ ‪ ،‬والبروفسور عبد السالـ‬
‫مغراوي ػ أستاذ العموـ السياسية في جامعة ديكو األمريكية ػ ‪ )..،‬استبعدوا ىذا السيناريو ألسباب كثيرة مف أىميا ما‬
‫تميزت بو تونس عربياً واقميمياً مف «حياد تاـ لممؤسسة العسكرية ويقظة ووعي المجتمع المدني الذي كرستيا الحركة‬
‫السياسية التونسية المدعومة بانتفاضة عارمة ثـ بثورة شعبية غير مسبوقة في العالـ العربي»‪ .‬ويعتبر كثير مف‬
‫الخبراء القانونييف والدستورييف في تونس مف بينيـ الخبير القانوني الصادؽ بمعيد وقيس سعيد نائب رئيس الجمعية‬
‫التونسية لمقانوف الدستوري أف «الجيش يحظى بتقدير كبير مف قبؿ التونسييف ولو فضؿ كبير في إعادة األمف لمبالد‬
‫وتأميف عممية االنتقاؿ السياسي لكف المؤسسة العسكرية تمتزـ إلى حد اآلف باحتراـ دستور البالد الذي يمنع عمى‬
‫الجيش التدخؿ في السياسة مباشرة‪ ،‬وىي وفية لتقاليدىا في الحياد إزاء العممية السياسية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫كما أف المؤسسة العسكرية في تونس‪ ،‬وعمى خالؼ المؤسسة العسكرية في مصر‪ ،‬لـ تأخذ الحكـ مباشرة بعد رحيؿ‬
‫بف عمي‪ ،‬بؿ ساعدت القوى السياسية والنقابية والمدنية بتحريؾ الساحة السياسية واالنتقاؿ تدريجبيا نحو نظاـ سياسي‬
‫جديد‪]31[.‬‬

‫‪ -2‬الدور المحتمؿ لممؤسسة العسكرية في مصر‪:‬‬

‫ليس ثمة شؾ في أف الثورة المصرية ولدت فرصة ىائمة لمصر وشعبيا‪ ،‬وطرحت تحدياً ال يقؿ حجماً‪ ،‬مف حيث دور‬
‫المؤسسة العسكرية وعالقتيا بالدولة ونظاـ الحكـ‪ .‬ولكف‪ ،‬وألف الثورة في مرحمتيا األولى انتيت بتولي المجمس األعمى‬
‫لمقوات المسمحة مقاليد الحكـ‪ ،‬وتحمؿ مسؤولية قيادة المرحمة االنتقالية‪ ،‬فإف الثورة تطرح تحدياً ال ينبغي إغفالو بأي‬
‫حاؿ مف األحواؿ‪ ،‬تحدي عودة الجيش إلى السيطرة عمى الدولة بطريقة أشبو بما كانت عميو أوضاع الجميورية‬
‫المصرية منذ ‪ 1952‬وحتى بدأ مبارؾ محاولة توريث الحكـ البنو قبؿ عشرة أعواـ‪]32[.‬‬

‫غير أنو مف المؤكد أف أي ترتيبات في عيد ما بعد مبارؾ سيكوف الجيش مكونا أساسيا فييا‪ .‬ويعوؿ الكثيروف عمى‬
‫أف يمعب الجيش دور الضامف لالنتقاؿ اآلمف إلى حكـ ديمقراطي‪ .‬ويبقى السؤاؿ عف مدى استعداد الجيش لمقبوؿ‬
‫بحكـ ديمقراطي يقمص دور العسكر في السياسة ويعيد التوازف لمعالقة بيف المدني والعسكري في مؤسسات الدولة‪ ،‬وما‬
‫إذا كانت بعض قيادات المجمس األعمى لمقوات المسمحة الحالية لدييا طموحات رئاسية‪]33[.‬‬

‫يرى بعض المحمميف أف الثورة في مصر ال تعدو أف تكوف ثورة ضد السمطة كما حدث في أميركا الجنوبية حيف‬
‫تمكنت الثورات مف تغيير بعض الحكاـ المستبديف دوف أف يصاحب ذلؾ إحداث تغييرات أساسية في أنظمة الحكومة‬
‫أو البنية االجتماعية لمدولة‪ ،‬فالمجمس العسكري بعد توليو لمقاليد الحكـ في ‪11‬فبراير ‪ 2011‬جعؿ نفسو البديؿ عف‬
‫الشرعية الشعبية‪ ،‬وىنا يبرز مدى توغؿ المؤسسة وقوتيا في المحافظة عمى النظاـ القائـ واجراء عمميات إصالحية‬
‫ىيكمية مف خالؿ عمميات ترميمية مف داخؿ النظاـ ذاتو دوف إجراء تغيير كمي يضعؼ مف مكانتيا ومركزيتيا داخؿ‬
‫النظاـ‪ ]34[.‬فنوايا الجيش مازالت غير واضحة أو محددة ‪ .‬وبيذا الصدد يقوؿ مدير معيد الدراسات في " بروكينجز "‬
‫إف الجيش طرؼ قوي لمغاية في االقتصاد المصري وعمى األغمب أنو لف يكوف صاحب مصمحة في حدوث تغييرات‬
‫جذرية تيدد دوره ىو ذاتو داخؿ المجتمع "[‪.]35‬‬

‫‪10‬‬
‫فالجيش في مصر قوة كبيرة تتحكـ بجزء كبير مف االقتصاد‪ ،‬حيث يممؾ مصانع ومؤسسات وتعاونيات وأجيزة ال‬
‫تخضع لمرقابة أو لممساءلة‪ ]36[.‬كما أف رئيس المجمس العسكري المشير محمد طنطاوي يعد أحد الرجاؿ المقربيف‬
‫لمرئيس السابؽ مبارؾ والمخمصيف لو ‪ .‬وفي إحدى الوثائؽ التي نشرتيا " ويكيميكس " جاء ذكر المشير بصفتو " تابعا‬
‫أمينا " لمبارؾ ‪ .‬وكاف الرئيس مبارؾ يعتزـ أف يقؼ وراء طنطاوي ليكوف أحد المرشحيف لرئاسة مصر حتى قرر‬
‫الرئيس عاـ ‪ 2000‬أف يقدـ دعمو لترشيح إبنو جماؿ لمنصب الرئيس ‪.‬‬

‫ومف المؤكد أيضا أف العسكرييف لف يسمحوا لإلسالمييف بالصعود إلى قمة الحكـ ‪ ،‬وىو األمر الذي توافقيـ عميو‬
‫أمريكا التي سيتحتـ عمى العسكرييف المصرييف تنسيؽ خطواتيـ معيا ‪ ،‬خاصة أف الجيش المصري يتمقى مساعدات‬
‫أمريكية بنحو ‪ 1 ، 3‬مميار دوالر سنويا ‪ .‬وبيذا الصدد فقد صرح مصدر مسؤوؿ مقرب مف الخارجية األمريكية‬
‫بقولو‪ " :‬إف ميمتنا ىي أال نسمح بوصوؿ المتطرفيف إلي الحكـ ‪ ،‬وعمينا أف نميد الطريؽ لديمقراطية تتوفر في ظميا‬
‫مختمؼ الخيارات أماـ المواطف المصري "‪]37[.‬‬

‫‪ -3‬الدور المحتمؿ لممؤسسة العسكرية في ليبيا‪:‬‬

‫لقد أوضح رئيس أركاف الجيش الميبي‪ ،‬المواء الركف يوسؼ أحمد المنقوش‪ ،‬أف ىناؾ خطة لبناء جيش ليبي جديد‪،‬‬
‫تيدؼ الستيعاب ‪ 25‬ألفا مف الثوار‪ ،‬مشدداً عمى أف ال دور سياسي لمجيش الجديد‪]38[.‬‬

‫ومع ذلؾ‪ ،‬فإف التفكير في المستقبؿ السياسي لميبيا يثير إشكاليات وتحديات ال تتعمؽ فقط بكوف ليبيا ما تزاؿ تعيش‬
‫حالة ما بعد الحرب والتي تتفاعؿ فييا قوى مختمفة الطبيعة والتوجيات وتمعب فييا القوى األجنبية دو ار مؤث ار وحاسما‬
‫لدرجة واضحة‪ .‬بؿ تتعمؽ أيضا بأف ليبيا اليوـ ال تتوفر عمى سمطة فاعمة في أي جزء منيا مثمما ال تتوفر عمى خبرة‬
‫سياسية تساعد عمى استطالع مستقبؿ البالد مف خالؿ قراءة مضاميف توجيات القوى الفاعمة وخارطتيا السياسية‬
‫واالجتماعية‪]39[.‬‬

‫فسقوط النظاـ طرح مشكؿ غياب أجيزة الدولة كاممة مثمما طرح‪ ،‬قضايا القبيمة‪ ،‬والسالح المنتشر في كؿ مكاف‬
‫والمتداوؿ بيف مختمؼ الحساسيات اإليديولوجية (مظاىر العسكرة خارج مؤسسة الجيش الوطني )‪ ،‬والزعامات‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫خ ػ ػ ػػاتمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬

‫أبرز الربيع العربي دو ار جديدا لقوى جماىيرية لـ تكف فاعمة حتى األمس القريب‪ ،‬وىو ما عكس تفجر السياسة عمى‬
‫المستوى الشعبي‪ .‬ولكف بغض النظر عف حجـ االحتجاجات الشعبية السممية وتأثيرىا في رحيؿ الحكاـ‪ ،‬يبقى موقؼ‬
‫الجيوش العربية حاسما مف األنظمة السياسية العربية التي ترتكز كميا عمى المؤسسة العسكرية لمبقاء في الحكـ‪.‬‬

‫حيث لعبت الجيوش أدوا ار أساسية في كؿ البمداف التي عاشت أوتعيش الثورات‪ ،‬فوقفت مواقؼ مختمفة مف ىذه‬
‫الثورات تراوحت بيف االنحياز لقوى التغيير والتحيز لمنظاـ الحاكـ‪ ،‬واختمؼ حجـ التدخؿ في كؿ منيا باختالؼ الحالة‬
‫والدور والمكانة التي كاف يمعبيا الجيش قبؿ الثورة نفسيا‪.‬‬

‫وبما أف االنتفاضات حتى التي نجحت في إسقاط قيادات األنظمة السياسية العربية ال تزاؿ في طور الحدث غير‬
‫المكتمؿ المتمثؿ في بناء أسس دولة مدنية ديمقراطية‪ .‬إذف تبقى اإلجابة عف سؤاؿ "ما ىو الموقع الذي يمكف‬
‫لممؤسسة العسكرية أف تتخذه مف الحياة السياسية" عممية مستمرة ومفتوحة وال تكتمؿ لحظتيا إال بتعمؽ مسيرة‬
‫التحوالت السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية التي تصب في ذات اليدؼ‪.‬‬

‫اليوامش‬

‫‪ -1‬عمي الديف ىالؿ‪ ،‬نفيف مسعد‪ ،‬النظـ السياسية العربية‪ :‬قضايا االستمرار والتغيير‪ .‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.‬‬
‫ص ‪.144‬‬

‫‪ " -2‬االنقالب ىو عمؿ مفاجئ وعنيؼ تقوـ بو فئة أو مجموعة مف الفئات مف داخؿ الدولة تنتمي في معظـ األحياف‬
‫إلى الجيش ضد السمطة الشرعية فتقمبيا وتستولي عمى الحكـ‪ ،‬وذلؾ وفؽ خطة موضوعة مسبقا" انظر‪:‬‬

‫عبد الوىاب الكيالني‪ ،‬موسوعة السياسة‪ ،‬الجزء األوؿ‪ .‬بيروت‪ :‬الموسوعة العربية لمدراسات والنشر‪ .‬ص ‪.372‬‬

‫‪" -3‬الظاىرة العسكرية أو العسكريتارية "ىي نزعة واتجاه ييدفاف إلى ىيمنة المؤسسة العسكرية عمى الدولة وفرض‬
‫نظاميا الصارـ عمى الحياة المدنية وتقوى ىذه النزعة عندما تعجز المؤسسات الدستورية والييئات السياسية عف‬
‫مواجية التحديات المطروحة"‪ .‬انظر‪:‬‬

‫عبد الوىاب الكيالني‪ ،‬موسوعة السياسة‪ ،‬الجزء الرابع‪ .‬بيروت‪ :‬الموسوعة العربية لمدراسات والنشر‪ .‬ص ‪.108‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -4‬بشير عبد الفتاح‪ ،‬األدوار المتغيرة" لمجيوش في مرحمة الثورات العربية‪/http://www.siyassa.org.eg :‬‬

‫‪ -1‬نبيؿ خميؿ‪ ،‬كتاب "ممؼ اإلنقالبات في الدوؿ العربية المعاصرة" تمييد‪:‬‬

‫‪http://www.nabilkhalil.org/putches007.html‬‬

‫‪ -2‬منذر سميماف وآخروف‪ ،‬وجية نظر حوؿ الجيش والسياسة والسمطة في الوطف العربي‪ .‬في كتاب‪:‬أحمد ولد داده‬
‫وآخروف‪ ،‬الجيش والسياسة والسمطة في الوطف العربي ‪ ،‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ .2002 ،‬ص‬
‫‪.85‬‬

‫‪ -3‬جيش‪http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%8A%D8%B4 :‬‬

‫‪ -1‬محسف خصروؼ‪ ،‬الظاىرة العسكرية في الوطف العربي‪http://www.felixnews.com/news-1087.html:‬‬

‫تاريخية‪:‬‬ ‫تجارب‬ ‫المدني‪:‬‬ ‫والحكـ‬ ‫العسكر‬ ‫الساعوري‪،‬‬ ‫عمي‬ ‫حسف‬ ‫‪-2‬‬


‫‪http://tanweer.sd/arabic/modules/smartsection/item.php?itemid=91‬‬

‫‪ -3‬إبعاد السياسة عف الجيش وابعاد الجيش عف السياسة‪http://www.djazairnews.info/on-the- :‬‬


‫‪cover/122-on-the-cover/29325-2011-10-01-21-19-13.html‬‬

‫‪ -‬الدور االجتماعي لمجيش في دوؿ العالـ الثالث‪ ،‬مرجع سابؽ‪]11[.‬‬

‫‪-‬الدور االجتماعي لمجيش في دوؿ العالـ الثالث‪ ،‬نفس المرجع‪]12[.‬‬

‫‪ -‬محسف خصروؼ‪ ،‬الظاىرة العسكرية في الوطف العربي‪ ،‬مرجع سابؽ‪]13[.‬‬

‫العربي‪:‬‬ ‫العالـ‬ ‫في‬ ‫العسكرية‬ ‫الحكومات‬ ‫فرج‪،‬‬ ‫سيد‬ ‫فتحي‬ ‫‪-2‬‬


‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=169709‬‬

‫والثورات‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫الجيوش‬ ‫مبيضيف‪،‬‬ ‫ميند‬ ‫‪-1‬‬


‫‪http://www.addustour.com/PrintTopic.aspx?ac=%5COpinionAndNotes%5C2012%5C02‬‬
‫‪%5COpinionAndNotes_issue1589_day23_id394341.htm‬‬

‫‪ -2‬ىاشـ نعم ة‪ ،‬القوى االجتماعية الفاعمة في االنتفاضات الشعبية في البمداف العربية ‪:3-3‬‬
‫‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298303‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -1‬ميند مبيضيف‪ ،‬الجيوش العربية والثورات‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪ -2‬أحمد أبو دقة‪ ،‬الثورات العربية ‪ ..‬ومعادلة النجاح والفشؿ‪http://ar.islamway.com/article/9179:‬‬

‫‪ -3‬يوسؼ خميفة اليوسؼ‪ ،‬لماذا لـ تتوقع دراسات الشرؽ األوسط الربيع العربي ؟‪:‬‬

‫‪http://www.darussalam.ae/print.asp?contentId=1885‬‬

‫‪ -1‬بشير عبد الفتاح‪" ،‬األدوار المتغيرة" لمجيوش في مرحمة الثورات العربية‪:‬‬

‫‪/http://www.siyassa.org.eg/NewsContent‬‬

‫(ورقةمقدمةلمؤتمرليبيامنالثورةإلىالدولة‪:‬‬ ‫تحدياتالمرحمةاالنتقالية‬ ‫األمنالوطنيفيميبيا‪:‬‬ ‫العبيدي‪،‬‬ ‫آماؿ‬ ‫‪-2‬‬


‫تحدياتالمرحمةاالنتقالية‪ ،‬المركز الميبي لمدراسات والبحوث‪ 7-8 ،‬يناير‪–2012‬الدوحة)‪:‬‬

‫‪http://lcsr-libya.org/ar/114-2012-01-07-22-00-32/289-2012-01-07-22-27-05‬‬

‫‪ -3‬بشير عبد الفتاح‪" ،‬األدوار المتغيرة" لمجيوش في مرحمة الثورات العربية‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الجيش والثورة الشعبية في اليمف‪:‬‬

‫‪http://www.dohainstitute.org/Home/Details/5d045bf3-2df9-46cf-90a0-‬‬
‫‪d92cbb5dd3e4/2fbc8061-7206-4f8b-af70-896c8142d620‬‬

‫‪ -2‬أحمد عمي األحصب‪ ،‬ما الّذي يجعؿ األمر مختمفًا في "ربيع" اليمف؟ ‪:‬‬

‫‪http://www.dohainstitute.org/Home/Details?entityID=5d045bf3-2df9-46cf-90a0-‬‬
‫‪d92cbb5dd3e4&resourceId=ac70bfc5-310c-42ff-87ff-9522da18c008‬‬

‫‪ -3‬يوسؼ خميفة اليوسؼ‪ ،‬لماذا لـ تتوقع دراسات الشرؽ األوسط الربيع العربي ؟‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪ -‬بشير زيف العابديف‪ ،‬الجيش والسياسة في سوريا (‪ :)2000-1918‬دراسة نقدية‪ ،‬ط ‪ .1‬دار الجابية‪ .2008 ،‬ص‬
‫‪]27[.495‬‬

‫‪ -1‬ىاشـ نعمة‪ ،‬القوى االجتماعية الفاعمة في االنتفاضات الشعبية في البمداف العربية ‪ ،3-3‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الداخمي‪ ،‬مياماً وتسميحا‪:‬‬ ‫االمف‬ ‫الجيوش وقوى‬ ‫عمى‬ ‫العربي"‬ ‫‪ -2‬محمد نجيب‪ ،‬تأثير "الربيع‬
‫‪http://sdarabia.com/preview_news.php?id=25147&cat=9‬‬

‫‪ -1‬بدرة قعموؿ "الجيش سيعود إلى ثكنو"‪ :‬دور المؤسسة العسكرية التونسية في المرحمة االنتقالية إلى الديمقراطية‪:‬‬

‫‪http://arabic.carnegieendowment.org/publications/?fa=45909‬‬

‫‪ -1‬توفيؽ المديني‪ ،‬تحديات المرحمة االنتقالية فيتونس‪:‬‬

‫‪http://www.wahdaislamyia.org/issues/114/tmadini.htm‬‬

‫‪ -2‬بشير موسى نافع‪ ،‬تركيا ومصر‪ :‬المؤسسة العسكرية ومستقبؿ الثورة‪:‬‬

‫‪ -3‬تأثير "الربيع العربي" عمى الجيوش وقوى األمف الداخمي‪ ،‬مياماً وتسميحا‪:‬‬

‫‪http://sdarabia.com/preview_news.php?id=25147&cat=9‬‬

‫‪ -4‬تقادـ الخطيب‪ ،‬المؤسسة العسكرية والمسار الديمقراطي‪:‬‬

‫‪http://www.shorouknews.com/menbar/view.aspx?cdate=12022012&id=bf4eb949-d58c-‬‬
‫‪48d1-91b4-39e9edf3b6d1‬‬

‫‪ -5‬أحمد الخميسي‪ ،‬الروس يكتبوف ‪ :‬عف الجيش والثورة‬

‫المصرية‪www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=247161:‬‬

‫‪ -1‬شفيؽ الغبرا‪ ،‬صراع مصر مع الحكـ العسكري‪:‬‬

‫‪http://www.alwasatnews.com/3431/news/read/625126/1.html‬‬

‫‪ -2‬أحمد الخميسي‪ ،‬الروس يكتبوف ‪ :‬عف الجيش والثورة المصرية‪ ،‬مرجع سابؽ‪.‬‬

‫‪ -3‬أشرؼ كماؿ‪ ،‬رئيس األركاف الميبي يدعو لرفع بالده مف الفصؿ السابع لتسميح الجيش‪:‬‬

‫‪http://www.libyaalmostakbal.net/news/clicked/20789‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -4‬يوسؼ محمد الصواني‪ ،‬التحوؿ الديمقراطي في ليبيا‪ :‬تحميؿ التحديات السياسية واالقتصادية لمرحمة ما بعد‬
‫القذافي(ورقة مقدمة لمؤتمر ليبيا مف الثورة إلى الدولة‪ :‬تحديات المرحمة االنتقالية‪ ،‬المركز الميبي لمدراسات والبحوث‪،‬‬
‫‪ 7-8‬يناير‪–2012‬الدوحة)‪.‬‬

‫‪http://bchaib.net/mas/index.php?option=com_content&view=article&id=62:-r-‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪&catid=12:2010-12-09-22-56-15&Itemid=10‬‬

‫‪16‬‬

You might also like