You are on page 1of 57

‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٔ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫اشتياق‬
‫خواطر‬

‫إيمان بلمداني‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٕ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫العنواف‪ :‬اشتياؽ‬

‫النوع األدبي‪ :‬خواطر‬

‫المؤلف‪ :‬إيماف بلمداني‬

‫قوة السرد‪ :‬كتابات إبداعية‬

‫المدقق اللُغوي‪ :‬الكاتب بنفسو‬


‫ُ‬
‫اللغة‪ :‬فصحى‬

‫التنسيق الداخلي واإلخراج الفني‪ :‬رمضاف سلمي برقي‬

‫تصميم الغُبلؼ‪ :‬الكاتب بنفسو‬

‫سنة النشر‪2020 :‬‬

‫الحالة‪ :‬حصريا‬

‫رقم الطبعة‪1 :‬‬

‫رقم الكتاب بالدار‪70 :‬‬

‫_________________________________________‬

‫تم النشر بواسطة دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‪2020‬‬

‫الدار غير مسؤولة عن أفكار ال ُكتّاب الواردة بإبداعاتهم؛ ال ُكتّاب وحدىم المسؤولوف‬
‫عنها‪.‬‬

‫الموقع الصفحة الجروب‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٖ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫الفهرست‬

‫انكسار ‪ٛ ..........................................................‬‬
‫احتياج ‪ٔٓ .........................................................‬‬
‫ىل تعلم من أنت !؟ ‪ٕٔ ............................................‬‬
‫يا ليتك تعلم ‪ٔٗ ............................................... ...‬‬
‫ىل تعلموف ‪...‬؟ ‪ٔٚ ...............................................‬‬
‫حب زائف ‪ٕٔ .....................................................‬‬
‫خذالف‪ٕٖ .........................................................‬‬
‫عابرا! كاف روحي‪ٕٙ .............................. !..‬‬
‫لم يكن ضي ًفا ً‬
‫الحاضر الغائب ‪ٕٛ ................................................‬‬
‫لماذا ىو !؟ ‪ٖٓ ....................................................‬‬
‫لما كاف علينا الفراؽ ‪...‬؟ ‪ٖٕ .......................................‬‬
‫البدايات كذبة ‪ٖ٘ ..................................................‬‬
‫وداع ‪ٖٚ ...........................................................‬‬
‫ليالي ‪ٗٓ ..........................................................‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٗ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫ذكراه ‪ٕٗ ..........................................................‬‬


‫كنت ومازلت أحبك ‪ٗٗ ............................................‬‬
‫ياليت الليت يكوف ‪ٗٙ .............................................‬‬
‫سلب الجميل مني وغادر ‪ٗٛ .......................................‬‬
‫تريد أف ترى القسوة ‪٘ٓ ............................................‬‬
‫عنك؟ ‪ٕ٘ ........................‬‬
‫َعلك تسأؿ عن سبب عدـ عفوي َ‬
‫وعود زائفة ‪٘ٗ .....................................................‬‬
‫نبذة عن المؤلِّفة ‪٘ٚ ................................................‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫٘‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫إىداء‪:‬‬

‫إلى سندي وبهجة قلبي إلى المرأة الكريمة واألـ الحنونة‪..‬‬

‫إلى من يزرع البساتين النظرة في قلبي ببل كلل‪..‬‬

‫إلى أمي‪.‬‬

‫إلى ذلك الشخص الذي يؤكد لي دائما أف االشياء الجميلة تشبهني‬

‫وأف الزماف ال يقف فرحا إال معي‪.‬‬

‫إيماف بلمداني‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٙ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫متى ستسقط راء حربنا؛ ليلتقي ُحبنا؟‪ ،‬ومتى ستُبدؿ ميم الجمر بباء؛ لتهدأ قلوبنا بعد‬

‫بدال من شين الشقاء؛ لتستقم حياتنا ويُكتب لها البقاء‪ ،‬متى‬


‫العناء‪ ،‬ومتى ستُوضع الباء ً‬
‫جلبت ِ‬
‫لك الورد‪ ،‬وأُنتظر وردؾ‬ ‫ْ‬ ‫ستُصبح الهاء داؿ؛ لن ُكف عن ىروبنا‪ ،‬ونُػ َو ِحد دروبنا‪،‬‬

‫دوف راء‪ ،‬بدونك سينتهي األمر بي إلى غيابات الجب‪ِ ،‬‬


‫ومعك ستُحذؼ غيابات وتُبدؿ‬ ‫ُ‬

‫الجيم حاء‪.‬‬

‫إيماف بلمداني‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٚ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫انكسار‬

‫أشياء ال تأتي؛‬
‫منذ ذاؾ الوقت اللعين‪ ،‬نعم إنو اإلنكسار األوؿ ‪ ،‬سئمت إنتظار ً‬
‫برمتو كذبة تعلقنا بأبوابها الدنيوية ومن ثم تزوؿ و يتبقى لك اإلحتياج األعوج و‬
‫فالحياة ّ‬

‫اإلشتياؽ المميت‪.‬‬

‫لقد أُىتكت روحي ضرراً بالفقد مئات المرات ‪ ،‬تتساقط مني أجزاء كلما مر عابراً بي ‪،‬‬

‫فباللّو ما مر علينا أمر من تلك األياـ العصيبة ‪.‬‬

‫إف العقل يأبي اإلعتراؼ باالنهزاـ ‪ ،‬أما ما يُدعي بالقلب فإنو أصبح يشبو لوحة نشاف‬

‫لبلعب محترؼ لم يخطئ مرة واحدة‪.‬‬

‫*صباح أمس الثبلثاء الساعة الثالثة تحدي ًدا من السنة السابعة عشر بعد األلفين‪.‬‬

‫كنت أشاىد أمطار ديسمبر الغزيرة من نافذة المقهي أثناء إحتسائي القهوة ‪ ،‬ظللت‬

‫بخير حتي رأيتك ‪ ،‬إختلج قلبي من مكانو‪.‬‬

‫أطلت التحديق بك لم يكن يُهيئ لك‪ ،‬ولكن كاف عقلي غائب الوعي ؛ يستعيد ذكرنا ‪،‬‬

‫يستعيد تلك اللحظة التي تغير من بعدىا كل شيء‪.‬‬

‫لست مثلك فَػ ْوُر ما فصلتني عنك ذىبت تعبث و تعبث حتى أفقدتني أعز صديقاتي ‪.‬‬

‫ضا ‪،‬‬
‫سهبل كما تتوقع‪ ،‬لقد مررت بنوبات إكتئاب‪ ،‬لقد لجئت لئلنتحار أي ً‬
‫لم يكن األمر ً‬

‫لكن ال بأس أنا ىنا اآلف أرى كل ما كنت أملك يمر أمامي كعابر سبيل وال تهتز‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٛ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫خصبلتي حتى‬

‫لم يكن إنكسار فقط بل كانت ندبة مؤلمة حد الموت‪.‬‬

‫بإمكاني رؤية صديقة عمري و حقيقتها السوداوية‪ ،‬تُسيء بي و بإسمي‬

‫و سمعتي‪ ،‬لعلها تسعد ىكذا‪.‬‬

‫معا‬
‫يوما‪ .‬اآلف ىما ً‬
‫قائبل إنو لم يحبني ً‬
‫ىباء ‪ً ،‬‬
‫أيضا رؤية حبي األوؿ يذىب ً‬
‫و بإمكاني ً‬

‫تماما‪.‬‬
‫و أنا وحدي‪ ،‬وحدي ً‬

‫مختبل بأعين الناس‪.‬‬


‫لقد جعلوا مني ً‬
‫بأي ٍ‬
‫شيء أخطئت ؟!‬

‫بأي ذنب قُتلت برائتي؟!‬

‫يمكنك أف تراني إنساف بارد المشاعر‪ ،‬جاؼ الطباع‪ ،‬ولكن ماال تعلمو أف قلبي يعتصر‬

‫كثيرا من الخذالف ‪ ،‬التدري إف كنت‬


‫ألما ‪ ،‬وأف كل ىذا الحزف و الجفاء نتج عن ً‬
‫ً‬
‫رويت لك الحقيقة كاملةً أـ ال؟!‬

‫أىذا ىو ما يحزنني ح ًقا أـ أنو نصف الحقيقة فقط؟!‬

‫دعني وشأني فحسب‪ ،‬فأنا ال أمتلك شيءٌ ؛ ألعطيو لك ‪ .‬وال يوجد المزيد لقولو أو‬

‫شرحو ‪ ،‬رغم اف داخلي مزاؿ يطالب بك‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٜ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫احتياج‬

‫عندما يحتدـ النهار عليك تود لو أنك تمتلك مظلة لتحتمي بها‪ ،‬وسط تعثرات الطريق‬

‫تتمنى أف تجد من ينتشلك من ضياعك ويأخد بك للطريق الصواب‪ ،‬وعندما يعلو أديد‬

‫وضوضاء الحياة ستحتاج لمن يجفل بك إلى السكوف‪.‬‬

‫دائما تحتاج إلى من يكوف بجوارؾ‪ ،‬يساعدؾ في تعثراتك‪ ،‬يدرؾ تقلباتك‪ ،‬يكوف‬
‫ً‬
‫مرصاد لك‪ ،‬يفهم سكونك قبل كبلمك‪ ،‬يوبخك عندما تخطئ‪ ،‬ويساعدؾ في تنجب‬

‫األخطاء‪ ،‬يجاىد معك لتصل لمبتغاؾ‪ ،‬تنثر عليو إنجازتك التافهة دوف الحرج منو‪،‬‬

‫وتنتظر لتسمع مدحو الذى يجعلك تشعر وكأنك أعظم العظماء‪.‬‬

‫ولكن بوجودؾ وحي ًدا ىكذا فأنت تؤذي نفسك فقط‪ ،‬تحكي أشياء داخلك البد من‬

‫دائما بأف ىناؾ نقص ما بشخصيتك‪ ،‬ينقصك وجود من يحاوؿ تنمية‬


‫خروجها‪ ،‬تشعر ً‬
‫ثقتك بنفسك‪ ،‬من يمكنك اإلعتراؼ أمامو بكل ما يمتلئ بو صدرؾ وإنتظاره ليشاركك‬

‫في صنع بعض الحلوؿ لها‪.‬‬

‫تكشد على نفسك بأف تناؿ بعض الهدوء؛ لوجود من تتقاسم معو حزنها وفرحها‪ ،‬من‬

‫شخصا يزيل نضو حياتها ويحولها لحياة‬


‫ً‬ ‫المرة‪ ،‬وجود‬
‫يساعدىا في إرتشاؼ أيامها ُ‬
‫خصبة تتقبل اآلتي لها‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٓٔ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫شخصا يساعدني على فهم شفرات عقلي‪ ،‬يصنع من ثقوب قلبي نوافذ تضيء عتمتو‪،‬‬
‫ً‬

‫يتقبّل تلك التشوىات المتبقيّة من روحي‪ ،‬يصنع لِي ذكريات ُمبهجة تطغَي على حزني‪،‬‬

‫المفقودةُ وتكو َف لِي فلِينراي َدر‪ ،‬أو‬


‫يأتي كضماد لما حل بي من جروح ‪ ،‬أ ُكوف األميرةُ َ‬
‫أيضا‪،‬‬ ‫ندريبل بِجمالِها ِ‬
‫وعطفها وربُما ُحبها ً‬ ‫فقوداتِي فأ ُكوف لَك ِس َ‬
‫أحد َم َ‬
‫حتّى تَعثُر َعلَى َ‬

‫ذىب‬ ‫ِ ِ‬ ‫لقضاء علي فتأتِي لِ ِ‬


‫تنقذني ُ ِ‬ ‫أو حتّى يتِم اختِطافِي لِ َ‬
‫وتأخذني َعلَى حصانك و نَ ُ‬ ‫ّ‬
‫لِنح ُكم ممل َكتنا ِ‬
‫الصغيرة َؾ سنُووايت‪ ،‬أو ربما يجب َعلينَا أف نَصنع قِصتنَا ِ‬
‫بأنفسنا وال‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫قليبل‪ ،‬فِي ِ‬
‫الحقيقة ال أُري ُدؾ أف‬ ‫يالية‪ ،‬سأ ُكوف واقِعيةً َمعك ً‬ ‫وحها ِمن قِ ٍ‬
‫صص َخ ٍ‬ ‫نَست ِ‬
‫َ‬

‫اح ِة‪ ،‬وال أ ِري ُد‬


‫كوب سيارة "بِي إـ َدبليو" ف َقط ألشعُر بالر َ‬ ‫تأخذنِي َعلى ِحصانِك أف ّ‬
‫ضل ر ِ‬ ‫ُ‬
‫أف أس ُكن فِي قص ِرؾ ألح ُكم ممل َكتنا‪ ،‬ف َقط أري ُد أف أس ُكن إح َدى ِعمار ِ‬
‫ات اإلسكن َدرية‬

‫عليك‪ ،‬فبل تَكن‬


‫َ‬ ‫تعلم أنِي ال أ ِريد أف أُكثِر‬ ‫المطلّة علَى البح ِر ُمباشرًة‪َ ،‬ىذا َ‬
‫وأنت ْ‬ ‫ُ‬
‫وعجل باإلتيَاف‪..‬‬ ‫ِ‬
‫ساذ ًجا ِّ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٔٔ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫ىل تعلم من أنت !؟‬

‫المحب يرى حبيبو قطعة من الجنة‪ ،‬يراهُ ويكتمل بو كاكتماؿ البدر‬


‫في قانوف األحباء‪ُ ،‬‬
‫ليلة تمامو‪.‬‬

‫لِذا ياعزيزي أخبرؾ ومن كل قلبي‪ ،‬أنني أراؾ كل الكوف‪ ،‬وكل الكوف أنت‬

‫حينما أفتقدؾ ‪ ،‬أنظُر إلى السماء وأرى نَجمك الجميل يوحي لي بكل ٍ‬
‫أمل وإشراؽ‪،‬‬

‫يحدثني بريقك عن اقتراب اللقاء‪ ،‬أنظُر إليك وأنت بقلبي أثر لكل ٍ‬
‫نقاء وبقاء‪.‬‬ ‫ُ‬

‫أعلم أف كل الرسائل التي تحدثنا بها ‪ ،‬لم تعوض أب ًدا نَظرة إلى وجهك الجميل ‪،‬‬

‫قليبل كيف يكوف لقائنا بعد ىذا الفراؽ !‬


‫أتخيل ً‬

‫حسنًا فؤلُخبرؾ ياعزيزي؛‬

‫سيطفو على وجهي كل عبلمات الخجل‪ ،‬وتَحمر وجنتاي ويتلعثم لساني وأقوؿ لك‬

‫ٍ‬
‫بصوت خافت مرحبا‬

‫المزعج أب ًدا‪،‬‬
‫حينها ستتعجب من تلك الفتاة التي ال تستطيع أف يتوقف حديثها ُ‬
‫وتضحك حينها لتبادر بنفس القوؿ «مرحبًا» ‪..‬‬

‫ولكن حروؼ تلك الكلمة تخبئ ورائها كل جميل ياعزيزي‪ ،‬ىل تعلم كيف ؟!‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٕٔ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫ومررت أنت محوت خريفي‪ ،‬فربيعي‬


‫َ‬ ‫فبدايتُها ميم‪ ،‬ويكوف حينها قولي لك‪َ ،‬مر الزماف‬

‫يح يوسف قد‬


‫خجبل من جماؿ عينيك التي أراىا فتخبرؾ‪ ،‬ر ُ‬
‫أنت ويعقبها راءٌ تختبئ ً‬

‫بشرت‪ ،‬بريح البشائر قد َىللت!‬

‫نيت لك‪،‬‬
‫ييت بك‪َ ،‬ح ُ‬
‫ويعقبها حاءٌ أصل كل أساطير العشق والبقاء‪ ،‬فتكوف بدايتها‪َ ،‬ح ُ‬

‫فلك كياني‪ ،‬يا ُحبي أنت‪.‬‬

‫خجبل ياعزيزي‪ ،‬تختبئ وراء كل أسطورة ُحب قد‬


‫ثم الباء التي تشاكسك‪ ،‬وتتغزؿ بك ً‬

‫ُكتب بقائها ألجلك وتخبرؾ ‪-:‬‬

‫بك أكتفي‪ ،‬لك أنتمي‪ ،‬بك أرتوي ‪ ،‬بديعي وبداية ربيعي أنت!‬

‫ويعقبها تلك األلف التي تُبين لك مدى إستقامتها ولكن عندما تلتقي بعيونك يخير‬

‫قواىا وتقوؿ لك‬

‫أميري أنت‪ ،‬أشتاؽ لك‪ ،‬أكتمل بك ‪ ،‬وبكل ٍ‬


‫شوؽ قلبي لك‬

‫رحبًا أحبُك‪.‬‬
‫فوراء ُكل ُمر حبًا أشتا ُؽ لك‪ ،‬ووراء كل َم َ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٖٔ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫يا ليتك تعلم ‪...‬‬

‫أنك الوحيد الذي‬ ‫وما أشعُر بِو نحوؾ‪ ،‬لَيتَ َ‬


‫ك تعلم َ‬ ‫ك تعلم َما بِداخلي تجاىك ُ‬
‫لَيتَ َ‬

‫اِستثناه قلبي عن الجميع وظل ينبض لو والوحيد الذي جعل عقلي ال يُجيد التفكير في‬

‫ك تعلم كيف تراؾ عيناي وحينها فقط ستعلم أنك لست وحيد و‬ ‫ٍ‬
‫شخص غيره‪ ،‬لَيتَ َ‬ ‫أي‬

‫أنو يُوجد شخص يفكر بك طيلة اليوـ و يفكر كيف يجعلك سعي ًدا‪ ،‬لَيتني استطيع‬

‫ك تعلم أف ابتسامتك ىذه عندما ترتسم على شفتاؾ‬


‫جعلك سعي ًدا طيلة حياتك‪ ،‬لَيتَ َ‬

‫تجعل عدد نبضات قلبي تزداد تدريجيًا حتى أشعر أف قلبي سوؼ يخترؽ جسدي‬

‫ك تعلم أف ُحزنك ىذا‬ ‫ٍ‬


‫سنوات وأنت ال تعلم‪ ،‬لَيتَ َ‬ ‫لِيبوح َ‬
‫لك بِما يحملوُ تجاىك منذ‬

‫يجعل قلبي ُمفتتًا من الحزف‪ .‬حبك بمثابة أبجدية ُشكلت؛ لػتشعل فتيل الوفاء‪ ،‬وتمحو‬

‫عتمة قلبي‪ ،‬وإف كاف حبك حلم؛ فأنا يا سيدي أقبل ذاؾ الحلم الجميل‪.‬‬

‫بربك أخبرني‪..‬‬

‫من منا ال يستسلم لؤلحبلـ ويتمنى أف يعيش بحب يزوؿ بو ُمر الحياة‪ ،‬من منا ال يتمنى‬

‫أف يكوف كفراشة تمتلك جناحين؛ لتحلق بهما في عالم الخياؿ‪ ،‬من منا ال يشعر‬

‫بالحب إال في القصص والروايات واألفبلـ ويخفق قلبو؛ ليسمع نبض حب بداخلو ال‬

‫يفقهو إال من ىواه‪ ،‬من منا ال يطلق عناف خيالو إلى المحاؿ؛ ليجعل في حياتو فرح ولو‬

‫حتى مجرد حلم‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٗٔ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫أشياء نصنعها في مخيلتنا؛ لنعيش بها ونكمل بها رحلة‬


‫يا عزيزي‪ ،‬نغلق أعيننا لنرى ً‬
‫الحياة القاسية‪.‬‬

‫جماال‪ ،‬أذبنا الصلب وأثلجنا السائل‪ ،‬حلقنا حد السحاب‪.‬‬


‫نحن صنعنا من الخياؿ ً‬

‫لذا‪ ،‬دعني ألثمل من حدقات عينيك التي ترمقني وتجذبني لصراع مع روحي حد‬

‫الممات‪.‬‬

‫يحيرني أف لعينيك صوت‪ ،‬ولملمس قلمك حين يكتب مذاؽ‪ ،‬ولكل كلمة تلفظها لوف‬

‫وعطر‪.‬‬

‫لقد سقطت أماـ قلبك يا عزيزي وال سلطة لي بذلك؛ فلينقذني اهلل أو فليمعن في‬

‫سقوطي بك‪.‬‬

‫وفي النهاية‪ :‬يسعدني تواجدؾ بين أضلعي‬

‫ُكنت ذات يوـ ‪...‬‬

‫يكمن في كونك ُىنا واآلف‬ ‫ٍ‬


‫بعد فراؽ من الروح داـ لعاـ تنهدت اآلتي "قد كاف كوني ُ‬
‫سيكمن في رحيلي إليك فيا موطني رحب برحابي" ثم أسدلت عيناىا لترحل إليو فلم‬

‫تكن الحياة بدونو ولن ت ُكن أو تكتمل" ُمخلدين إثر حبهما في بواطن القلوب وإف‬

‫غابوا فلذكراىم ذكرى توطدت فينا‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫٘ٔ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫كنت فيما مضى تقوؿ ألحبابك الخير عني تقوؿ رمادا كاف قلبك استصلح وانا اقطن‬

‫أصبحت في ِ‬
‫عشقها متيماً مبلكاً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫كنت من الجن فارتقيت‪،‬‬
‫بو ُىديت حبها فاىتديت‪ُ ،‬‬

‫أىواىا وأجتنب ما يبعدني عن فردوس قربِها‪ ،‬ىكذا يَحوؿ الحب فلو من المعجزات‬

‫آيةٌ ِ‬
‫فيو ولو بها آيات‪ ،‬كاف لي األلم فسحر وجودىا الكلمات فبات األمل في وجداني‬

‫كياف‪،‬حولت ندوب الفؤاد لبنود تفاصيلِها‪ ،‬غيرت حشر انعزالي عن البشر لشرح‬

‫الصدر بلقائها‪ ،‬كظل ٍ‬


‫مبلؾ وجد بين البشر‪ ،‬حالت الخلق المهترئة بصدري لخبلئق من‬

‫حولت‬ ‫ٍ‬
‫ورود تنمو وزقازؽ طيوٍر تشدوا‪ ،‬وإف ُسئِ ُ‬
‫لت ما رجائي قبل وصولها لرجوت من َ‬
‫بداخلى قابيل لهابيل‪ ،‬قيل أف"الصدؼ حياة"‪ ،‬وأقوؿ" بعض الصدؼ حياة واألخرى‬

‫جحيم وتمحو لحظة حياة جحيمها"‪ ،‬فلقد وجدت حلو الحياة بعد علقمة حلقي‬

‫بمرىا‪ُ ،‬خلِقت من يسار أضلُعى وظنوىا قطعة من أ ُِمها‪ ،‬فلقد التأمت جوارحي منذ‬
‫ُ‬
‫ظهرت بكمالها‪ ،‬لي بها يسار صدري ولها بي والء االمتبلؾ لها‪ ،‬ىي موطني وسنوف‬

‫وسلطا ُف عرشي‪ ،‬ىي كما لم تكن المخلوقات فجميعُها‬


‫عهدي ىي شعب مملكتي ُ‬

‫وجل ُملكي‬ ‫ٍ ِ‬
‫بروح و ُخلقت تملك روحي وروحها‪ .‬ىي فطنة تأنى الفؤاد لنيلها‪ ،‬مبلكي ُ‬

‫ىي‪.‬‬

‫بهذا الشكل كنت تخاطب الناس ومن يسأؿ عني اين وعودؾ اليوـ واين ىو حبك ىذا‬

‫‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٔٙ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫ىل تعلموف ‪...‬؟‬

‫نفر ُمهرولين‪ ،‬من‬


‫يبحث معظمهم عن الحب ُ‬
‫ُ‬ ‫ىم ال يعلموف الصراع داخلنا‪ ،‬فبينما‬

‫الركن األمن تلك البقعة من منزلنا إنها‬ ‫ٍ‬


‫ُمجرد نظرة أو دقة قلب غير معهودة إلى ذلك ُ‬
‫غُرفنا المظلمة التي نرى في عتمتها نوراً وضوء يحمي من شرور القاع‬

‫ىم ال يشعروف بحجم أالمنا وخوفنا من أف تُصيبنا تلك الشقوؽ التي تشقق ِ‬
‫الشق‬

‫ٍ‬
‫أشبلء ُمدماه‪،‬ىم ليسوا سحرة لِيُنجموا بما يختلج أفئدتنا من أمان ٍي نخشي‬ ‫األيسر إلى‬

‫الحلم بها أو السعي لتحقيقها‪،‬ىم لم يعوا بعد أنني كتِلك الشمعة التي إف ٱشعلت‬
‫ُ‬

‫أضائت وٱضيأت حتى تذوب في تلك التفاصيل ومن ثم تنطفئ بنفحة ىواء أو من ثم‬

‫يذىب الضوء الجاذب لها ‪،‬ال أطلب منهم شيء فقط لينتهوا عن تلقيبهم لي بصاحبة‬

‫ينبض خافقها أو الصلبة التي ال تُبالى فوربي إف ىشاشة فؤادي‬


‫الفتور أو تلك التي ال ُ‬

‫التي تسبب فيها عشقي تصل لهشاشة تلك القشة التي قسمت ظهر البعير‪..‬‬

‫أتألم حين ال يستطيع أحد فهم ما يجوؿ بخاطري رغم وضوح تعبيري وعدـ مقدرتي‬

‫على اإلخفاء أو التبلعب باألمور‪ ،‬رغم عفوية كلِماتي التي تستغربُها نفسي أحياناً‪،‬‬

‫يِ‬
‫صفونني بالغموض بينما شفافيتي تجعلهم قادرين على معرفة جل ما بداخلي‪ ،‬إف‬‫َ‬

‫صمت قالوا كئيبة وإف شكوت للقبوني بالثرثارة وإف غفوت عن أنظارىم قالوا غامضة‬
‫ُ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٔٚ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫تبحث عن الفضوؿ لها‪ ،‬ىم ال يعلموف ال يعلمونني رغم علمهم بجل أمورى الظاىر‬

‫فشلت فهم أقرب البشر كيف اعلم ما يجوؿ بهم وبخواطرىم حتى في‬
‫ُ‬ ‫منها والباطن‬

‫سكوف الصمت وال يشعروف بي في ضجيج الكلمات األمر أصعب مما يُمكن شرح‬

‫وصفو فهم ال يعلموف بذالك الصراع الناشب ‪!...‬‬

‫يب منو؟ أف تتمحور‬


‫ىل تعلموف معني أف تحب أحد فيصيبك عشق كل ماىو قر ٌ‬

‫الآلمبالي المتبلد للمشاعر!‬


‫حياتك حوؿ التفاصيل بعد أف كاف لقبك ُ‬

‫تأخذؾ اللحظات للجنوف‪ ،‬الشغف‪ ،‬لتكتشف أنك تحب!‬

‫وأف أعراض عدواؾ حد ىيمنة العشق!‬

‫ترتشف القهوة بتمعن‪ ،‬تمسك القلم لتخط أوؿ مراسيل ُىيامك‪ ،‬تُسكب األحرؼ من‬

‫القلب لتُغرؽ القارئ بعبق ماتشعر‬

‫سبلـ لك منو وبعد‪:‬‬


‫عزيزي يا أوؿ واطئ للفؤاد‪ٌ ،‬‬

‫لم أكن أنوي أف أسقط في تلك الدوامة‪ ،‬بل كنت شديدة الحرص لبلبتعاد عنها‪،‬‬

‫وجدتها تنتشل كل من حولي يافعي الشباب فتُعيدىم وقد تمكنت الكهولة من‬

‫أرواحهم‪ ،‬اقتصت منهم البهجة و منحتهم العبوس‪،‬جعلتهم من ُمقبلي للحياة بكل‬

‫اندفاع بالطاقة واألحبلـ ٍ‬


‫وأمل في الغد‪ ،‬ألشخاص كل ما يشغل فكرىم أف يمضي اليوـ‬

‫دوف أدني تفاصيل تذكرىم بما مروا بو‪ ،‬أف ينقضي الليل دوف ألم دوف تلك العبرات‬

‫البركانية‪ ،‬يبيت الفرد منهم كل ليلة على أنو سيصبح بخير‪ ،‬فيصبح مهشم القلب‪،‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٔٛ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫ُمهمش الوجود‪ ،‬متورـ العينين‪ ،‬يمكنك قوؿ أنني تلك التي ترى األحداث خلف‬

‫الكواليس‪ ،‬من باتت ترى السيناريو كامبلً ما أف يبدأ المشهد األوؿ بالتصوير ‪ ،‬تبكي‬

‫وتضحك إثر مرور األحداث بعقلها‪ ،‬تدور األحداث حوؿ قصص قد مرت بأبطالها من‬

‫قبل‪،‬فإف أبدع المؤلف اقتُطف بعض الحلقات لتكوف مختلفة عما مر‪،‬ولكن ما إف‬

‫تتصل الحلقات يصل لنفس المصير المحتوـ المجهوؿ‪ ،‬فما ذُكر الحب أمامي إال‬

‫واعتصر قلبي ألماً لِما رآهُ من قصص واقعية باتت في ُمذكرتو ولم تكتمل أصيبت‬

‫بالعجز‪ ،‬والبعض منها قد انتهى وماتت أحداثو ودامت ذكراه ولم ترحل برحيل وافتراؽ‬

‫األبطاؿ‪ ،‬منهم من تعمق فغرؽ ولم ينجو منذ ذلك الحين ومنهم من تعمق فأسعفتو‬

‫قدرتو على الرجوع متهالك القوى ليتعافى ويبدأ من جديد ومنهم من يطفو من تحتو ماء‬

‫وفوقو سماء وال يوجد بر من حولو‪،‬تشابهت النهايات باختبلؼ البدايات واأللم في‬

‫الموضع ذاتو ‪.‬‬

‫ال أريد أف أصل ٍ‬


‫ألي من تلك النهايات وال أُريد سيناريو مليء باألحداث أو مؤلف‬

‫مبدع في خلق شيء جديد‪،‬فقط أريد السبلـ‪،‬الطمأنينة‪،‬االستقرار والثقة‪.‬‬

‫أريدؾ عوناً لي ال علي‪،‬أريد ما أف نزداد عقوداً نروي ألحفادنا نفس القصة‪ ،‬ال مفترؽ‬

‫طرؽ نتبلشى ذكره‪،‬ال أريد أف يتألم أحد أللمي كما تألمت لمن مروا بو‪ ،‬ال أريد لخاء‬

‫الخذالف أف تدلف لقاموس عبلقتنا‪،‬أريد وطناً ومسكناً فلقد ولدت غريبة تائو بين‬

‫القلوب والنوايا ىل لي ما أطلب!‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٜٔ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫إف وجدت إجابتك ب "نعم" فهلم واقتص الفؤاد وأوشم أحرفك عليو ليدوـ لك‪.‬‬

‫وإف كانت اجابتك ب "ال" فدعني أرحل في صمت فلم أصل لذروة دوامتو بعد‪.‬‬

‫وتيقن أني لست للعبث؛ وأجابتك ستحسم نهاية القصة‪.‬‬

‫إنتهت القهوة وكذلك المرساؿ‪.‬‬

‫ىا أنا أىم إلرسالو وفي تلك اللحظة تذكرت أف الحب مغامرة فهل للمغامرة أف تُحسم‬

‫نهايتها ب ٍ‬
‫نعم أو ال!‬

‫قررت الصمت واالحتفاظ بو حين إشعار أخر فَفي الصمت لغة ال يعلمها إال القليل‬

‫فعلوُ منهم!‬

‫واآلف احاسب نفسي ألني لم أرسل ذلك المرساؿ ‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٕٓ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫حب زائف‬

‫نحن ال نرفض الحب كمضموف أو فكرة‪ ،‬نحن نتجنبو خشية الوقوع بِاألشخاص‬

‫الخاطئين نخشى ذاؾ الشعور الذي ال يهنىء نوـ أصدقائنا بسببو نحن نختبئ خوفاً من‬

‫أف نُغرـ بأحد المارة فيُكمل الطريق دوف ُمباالة بقلوبنا الراحلة إثر مروره‪.‬‬

‫الحب ليس على نفس المضموف ىذه األياـ فلقد تم بواسطة جيلنا العظيم اختراع‬

‫جديد لم يكن منتشراً باألجياؿ السابقة ومكوناتو ىي" ٕاالنحبلؿ‪ ،‬إ نعداـ األخبلؽ‬

‫والضمير‪ ،‬التبلقي‪ ،‬الخيانة‪ ،‬الكذب‪ ،‬النفاؽ‪ ،‬التزيف‪ ،‬التسلية‪ ،‬التبلعب بالقلوب‬

‫المزاح‪ ،‬ملىء أوقات الفراغ‪ ،‬ىشاشة العبلقات‪ ،‬الرقص علي‬


‫الهدايا والماديات‪ُ ،‬‬
‫األوتار‪ ،‬التمني‪ ،‬اإلعجاب بالشكل وإىماؿ الجوىر‪ ،‬الكر والفر‪،‬الفراؽ‪ ،‬الذكرى‪،‬‬

‫المطباطئ والموسيقى واألغاني‪..‬‬


‫األلم‪،‬الحزف‪ ،‬الذبوؿ‪ ،‬وبعض من سم الموت ُ‬
‫وقد تم اإلطبلؽ عليو ُمسمي "الحب" بل وقد تطور أسمو إلى "العشق" عند البعض‪،‬‬

‫وينتهي بتلك الجمل المماثلة التي ٔاصبحت معهودة في نهايات معظم العبلقات" نحن‬

‫لم يسطرالقدر إكماؿ عبلقتنا‪ ،‬لسنا ُمناسبين لنستمر‪ ،‬أخطأنا منذ البداية باألستمرار‪،‬‬

‫تستحقين من ىو أفضل ‪" .....،‬‬

‫ال أدري إلى أي حد عقولهم ُمغيبة ليكتشفوا تلك النهايات بعد مرور كل ىذه األوقات‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٕٔ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫المجريات‪ ،‬ولكن حقاً يناموف ىانئين بعد أف يتسببوا في‬


‫أو ربما ىم على دراية بكل ُ‬
‫ٍ‬
‫وبشكل ُمفرط معظمها نقى!‬ ‫إتبلؼ تلك القلوب والتي‬

‫عليهم اللعنة إلى يوـ الدين لقد تسببوا في تشويو أسمى شيء أوجده اهلل‬
‫ُ‬ ‫ُسحقاً لهم‬

‫بالكوف والذي إجتمع عليو جميع الخلق‪ ،‬حولوه من ٍ‬


‫أماف إلى ُزعر‪ ،‬جعلوا من يُفكر‬ ‫ُ‬

‫كذب بو تركوا مكاناً لتزيفو‪ ،‬ولكن كل ما يجوؿ بخاطري األف ماىو‬


‫بخوضو رحلتو يُ ُ‬

‫ربحهم من ىذا‪!.‬‬

‫لقد أوجد اهلل شرعوُ للسير على نهجو ال إخبلفو‪ ،‬أتسأؿ عن نهاية كل شخص تسبب‬

‫في إذاء قلب أتساءؿ عما سيشعُر بو حينما تدور دائرة األياـ عليو لتضعو في نفس‬

‫الموقف ولكن ىذة المرة مجن ٍي عليو ال الجاني‪..‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٕٕ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫خذالف‬

‫فربطت قلوبنا‬
‫ىونا فهونا‪ ،‬تمسكنا فتُركنا‪ ،‬محونا فمحينا جبرنا فتجبروا علينا‪ ،‬ربتنا ُ‬
‫َ‬
‫الخذالف‪ ،‬ساندنا فماؿ الدىر علينا وانحنت الظهور‪ ،‬ساعدنا فبُذلت سعادتنا‬
‫بجمرات ُ‬

‫ألجلهم فهجروا حاملينها معهم‪ ،‬ولم يرأفوا ‪ ،‬وكأف الجحود قد تجسد بهم‪ ،‬تحولوا من‬

‫المبلئكة ذات األجنحة المفقودة إلى ذا القرنين‪ ،‬أبليس في ابهى صور تحولو اصبحت‬

‫اخاؼ من العبلقات اتهرب منها قدر المستطاع من كثرة الخيبات‪.‬‬

‫تفكير يُزى ُقني‪ ،‬أنو وكلما وجدت شخصاً أقترب‬


‫األمر ىذا ليس بهين‪ ،‬شعور يُرىقني‪ٌ ،‬‬
‫منو يوماً تلو اآلخر أجدني تُحتبس أنفاسي وأبتعد كغر ٍ‬
‫يب لم يسبق لو اإلقتراب‪ ،‬واقسم‬

‫أنني أنتفض‪.‬‬

‫حيث انك ما إف تجد وطناً ِ‬


‫تعتمره وتُعمره ثم تقرر الوقوؼ على أشواؾ سياج حدوده‬

‫دوف الرحيل أو الدخوؿ‪ ،‬تتألم دوف البوح‪ ،‬تريد معجزة أو برىاف على الترحيب‬

‫بوجودؾ‪ ،‬أف يتمسك الوطن بمستوطنو حتي يشعر باإلنتماء‪ ،‬أف يعترؼ أحدىم بأحقية‬

‫وجودؾ على متن سفينتو‪ ،‬أف يجعلك رباناً ال ِغنى عنك‪ ،‬أف يتمسك بك كأخر ِ‬
‫قشة‬ ‫ُ‬
‫نجاة‪ ،‬تكره التهميش‪ ،‬تريد التمركز‪ ،‬االحتواء‪ ،‬االطمئناف‪ ،‬االنتماء واألماف‪ ،‬كل ما‬

‫ِ‬
‫الوىلة األولى‪ ،‬ال أف تكوف كلغز وجب حلو‬ ‫تُريده أف تُعامل كل لحظة بِإىتماـ كما‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٖٕ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫والرحيل‪ ،‬أف تُعامل برفق كطفل‪ ،‬تُحدث كعاقل‪،‬تُحب كأخر من على األرض‪.‬‬

‫ينبت ُحب اإلىتماـ‪،‬‬


‫لم يكن االىتماـ يوماً منبع العقل‪ ،‬ولم يكن إلنتظار مقابل‪ ،‬بل ُ‬

‫ليس واجباً إجبارياً‪ ،‬بل فطرة القلب ما أف يعشق‪ ،‬يتحوؿ الواجب لفطرة وعادة غير‬

‫روتينية‪ ،‬متجددة ال تملل وإف دامت عقود ىكذا القلب‪ ،‬تُريد أف يقسم أحد بالوفاء‬

‫لك ماحييت وحيا‪ ،‬ال تغنيك الحشود من حولك‪ ،‬تكره االزدحاـ ببل تقدير أو معنى‪،‬‬

‫ىكذا انت‪ ،‬يكفيك فرد يملئ فراغ األفراد‪ ،‬لكن تصعق عندما يقابلونكبالخذالف‪.‬‬

‫االنتهاء من كل ٍ‬
‫شيء‪ ،‬ال نحتاج إال أنا نسمع لو‪،‬‬ ‫مؤلم حين يشبعنا حد األلم‪ ،‬حد ِ‬

‫نسمع صوت ذاؾ الذي سبّب حقنة األلم بداخلنا‪ ،‬صوتو ال يزاؿ يدوي؛ ألنو من‬

‫الصعب عليك النسياف‪.‬‬

‫الخذالف يتمثل في من وىبتهم قلبك‪ ،‬وروحك؛ غدروا بك‪ ،‬وخانوؾ‪ ،‬أعطيتهم ثقة‬

‫زائدة؛ ولم يفوا بهذه الثقة‪ ،‬فلم يخذلك أحد‪ ،‬بل أنت من خذلت نفسك حين راىنت‬

‫على أنهم أوفياء‪ ،‬واآلف أنت تقف بين النيراف التي أشعلتها بنفسك‪ ،‬وتريد أف يأتي‬

‫أحدىم لينتشلك منها؛ ولكن ال جدوى الجميع تخلی عنك‪ ،‬وىجرؾ‪ ،‬وخذلك الذي‬

‫ظننت بأف الحياة معهم ستكوف أفضل‪ ،‬اصطفوا خلفك ليتقاسموا ظهرؾ بطعن‬

‫خناجرىم المسمومة فيو‪ ،‬أنت من جئت بنفسك إلى ىذا الحاؿ‪ ،‬كانت كلماتهم‬

‫مدثرا بالحزف‪ ،‬لم تعد تلك المضغة‬


‫البذيئة‪ ،‬وسخريتهم منك كفيلة أف تجعل قلبك ً‬
‫وتحمل ما بدر منهم أكثر من ذلك‪ ،‬واآلف‬
‫الكامنة يسار صدرؾ قادرة على الصمود‪ّ ،‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٕٗ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫مبعثرا كالحبيبات الصغيرة‪ ،‬كيف لو أف يكوف على ما يراـ‪ ،‬وبداخلو‬


‫أصبح القلب ً‬
‫خذالف يكاد أف يفتكو‪ ،‬يبدو من الخارج باالمباالة‪ ،‬ولكن من الداخل ضجيج ال يهدأ‬

‫كأنو بركاف ثار‪ ،‬الخذالف مؤلم حين تشعر بعدة مشاعر داخلية تعصف بك مثل‪ :‬خيبة‬

‫األمل‪ ،‬لم يعد القلب كما كاف ساب ًقا‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٕ٘‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫عابرا! كاف روحي‪!..‬‬


‫لم يكن ضي ًفا ً‬

‫يسري في دمي حبُّو‪ ،‬أراه في كل الوجوه وأسمعو في كل األصوات‪ ،‬أحس بو يهوف‬

‫علي إف مس الحزف قلبي أو أصاب منو‪ ،‬أشعر بتربيتة كفو على ظهري ومسحتو اللطيفة‬
‫ّ‬
‫على شعري‪ ،‬أبوح لو بخوفي وقلقي فيمد ذراعيو الستقبالي‪ ،‬يكوف أوؿ ما يتلقطني عند‬

‫دائما ىناؾ؛ تنتظرني!‬


‫السقوط‪ ،‬يداه ً‬
‫كنوزا للدنيا! غنائي واستغنائي عن العالمين‪.‬‬
‫ت بينو وبين كنوز الدنيا الخترتو ً‬
‫لو ُخيِّػ ْر ُ‬

‫ىباء‬
‫في كل مرة أحدث نفسي «لن أعود» أراه يبتسم لي؛ فتتهشم كل قراراتي وتصير ً‬
‫تذروه الرياح!‬

‫ىو المتنفس في ىذه الحياة!‬

‫متنفسي الوحيد من ضغط العالم وضيقو‪ ،‬عندما أخبرني مرةً عن انشغالو بالتفكير بي‬

‫كثيرا! لكنني أخفيت وتعاليت! علقت عليو‪« :‬ىكذا األصدقاء‪،‬‬


‫علي سعدت ً‬
‫والقلق ّ‬
‫ممتنة» فابتسم لي وأماء برأسو مواف ًقا ورحل! ولم يعُد من حينها!‬

‫غبي! ىل الحب المفضوح بالعينين يحتاج اللساف إلثباتو!؟ وىل كذب نزار حين‬

‫قاؿ》؟‬
‫تموت حين تُ ُ‬
‫ُ‬ ‫الحروؼ‬
‫َ‬ ‫الحب تقتُ ُل ُحبَّنا؛ إف‬
‫ِّ‬ ‫قاؿ《كلماتنا في‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٕٙ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫إف كاف الحبيب يفهم حبيبو فهو لم يحب! وإال لكاف ابتسم لي وأماء برأسو مواف ًقا ثم‬

‫أخذني بين أحضانو!‬

‫عابرا أب ًدا! كاف ُروحي‪.‬‬


‫لكنو لم يكن ضي ًفا ً‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٕٚ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫الحاضر الغائب‬

‫إليك أيها الحاضر الغائب دائما عن القلب والباؿ‪ ،‬إليك يا من لم تسمح لي بالغرؽ‬
‫َ‬

‫يوما في وجودؾ الذي كاف ِشبوَ دائم‪َ ،‬‬


‫إليك يا من لم التفت لوجوده في حياتي قط‬

‫إليك وإلى ُك ِّل حاض ٍر عز عليو ترُكنا رغم علمو بما يخفي القلب تجاه غيره‪،‬‬
‫أبداً‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫القلوب الرقيقة واألحبلـ البعيدة‪ ،‬إليكم يا من نحن شذى أعمارىم‬ ‫أصحاب‬
‫َ‬ ‫إليكم‬

‫كل من تحمل الكثير للبقاء بالقرب منا‬


‫أشخاص غيرىم إليكم وإلى ِّ‬
‫ٌ‬ ‫وشذى أعمارنا‬

‫السبُل " ‪:‬‬


‫حتي ولو تحت مسمي "عابري ُّ‬

‫فلتبقوا بالقرب منا قليبلً بَعد‪ ،‬فنحن مجرد أشخاص مشوشين ال نعلم من ىو األقرب‬

‫إلينا‪ ،‬نتعلق بمن يتجاىلنا دائماً ونسير خلف من يُحطم قلوبنا إلي أشبلء غير ابهين‬

‫بمن يجمع شتات تلك األشبلء في كل مرة‪.‬‬

‫ابقوا قليبلً بعد علّنا ندرؾ أنَّنا على خطأ في وقت أبكر قليبلً و لو لمرة واحدة‪ ،‬ال‬

‫تسأموا منا فأنتم بحالنا أعلم من المقربين واألحباب بل واألىل أيضاً‪ ،‬فلتجعلوا عزاءكم‬

‫فينا أفكارنا المشوشة‪ ،‬حياتنا التي أمست أشبو بالمتاىة‪ ،‬أحبلمنا الوردية التي لم تعد‬

‫تناسب واقعنا‪ ،‬ال أقوؿ ذلك تبريراً لموقفي أنا والمشوشين من أمثالي فنحن على رأس‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٕٛ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫قائمة المذنبين ولكني أؤمن أننا كبشر البُد وأف نستيقظ يوماً من تلك الغفلة ونفتح‬

‫أعيننا جيداً و ٍ‬
‫حينئذ لن نرى سواكم أمامنا‪.‬‬

‫ٍ‬
‫حينئذ قد نبكي أسفاً أو نموت قهراً‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫حينئذ ستكشف بعض الحقائق أو ربما كلها‪،‬‬

‫ٍ‬
‫حينئذ يجب أف تكونوا ىنا كما كنتم طيلة الوقت فليس‬ ‫ٍ‬
‫حينئذ قد نخسر أنفسنا‪ ،‬لذا‬

‫من العدؿ أف نخسر الجميع ونخسركم أنتم أيضاً فبل أحد يستحق أف يحدث معو ىذا‬

‫أشر من على وجو األرض‪ ،‬الجميع يستحق فرصة أخرى‪،‬‬


‫حتى وإف كاف َّ‬

‫و ال بأس لمن أعطونا يوماً فرصتين‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٕٜ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫لماذا ىو !؟‬

‫تهضم آثار اكتئابي‬


‫َ‬ ‫ألترؾ مساحةً أكبر للمعدةِ كي‬
‫نزع قلبي َ‬
‫قررت َ‬
‫ُ‬ ‫لقد عاد‪ ،‬بعدما‬

‫ِ‬
‫األعضاء المجاورة‬ ‫كل‬
‫والقلب و َّ‬ ‫عاد‪ ،‬لِ ْيرُك َل المعد َة‬
‫َ‬

‫{ فأنا ال أحتاج في ِ‬
‫حبو قلبًا فجوارحي في ىواهُ َم ْؤلي}‪.‬‬ ‫ُ‬

‫يوما سعيدةً قبلوُ‬ ‫َِ ِ‬


‫كنت ً‬
‫عيني‪ ،‬عاد ليُخبرني أني ما ُ‬
‫وم ْن ّ‬
‫من قلبي َ‬
‫عاد ليَهبَني حبًا يفيض ْ‬

‫كذاؾ الذي بين‬ ‫سمعت أُذُ َّ‬


‫ناي لحنًا َ‬ ‫ْ‬ ‫جماؿ كالذي في ِ‬
‫عيونو وال‬ ‫نامت عيني عن ٍ‬
‫وال ْ‬
‫ُ ِ‬ ‫عاد لِيُحيي َّ‬
‫رغم أنها كانت تأبي إال أ ْف‬
‫حاولت لسنين دفنها َ‬
‫ٍ‬
‫ذكريات‬ ‫في‬ ‫ىمساتِِو لي‪َ ،‬‬

‫في بهذا القد ِر حتى‬


‫أعلم أنك َّ‬
‫كنت ُ‬‫يم ُّر اسموُ بمسمعي‪ ..‬ما ُ‬
‫حين ُ‬
‫تظهر علي وجهي َ‬
‫َ‬
‫أعلم أني ممتؤلةٌ بك ىكذا‬
‫كنت ُ‬
‫ٍ‬
‫عذاب داـ سنتين‪ ،‬ما ُ‬ ‫أوؿ مرةٍ بعد‬
‫التقت أعيننا في ِ‬
‫ْ‬

‫قلبك ىو‬ ‫ِ‬


‫بنبضات َ‬ ‫تزيينك إلصبعي‬
‫َ‬ ‫لحب شيء آخر ىا ىنا سواؾ ولذا؛ كاف‬
‫وال سبيل ِّ‬

‫يوما‪..‬‬
‫أجمل ما فعلت ً‬
‫ُ‬

‫والسبعين من العم ِر‬ ‫ِ‬


‫الخامس‬ ‫ؼ‬ ‫ضا قريبا قبل أ ْف نَ ِ‬
‫ص َل مشا ِر َ‬
‫َ‬ ‫األيسر أي ً ً‬
‫َ‬ ‫تزين‬
‫عسى أ ْف َ‬

‫اخترتك انت لتزينو و للناس التي سألت‬

‫لماذا ىو؟‬

‫الحب وأنو كياف أو شعور يبدأ بالعين‬


‫ال أعرؼ ُربما ألنو وحده من جعلني أدرؾ قيمة ُ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٖٓ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫ثم ينزؿ إلي صميم القلب وإف نزؿ إلى القلب ال يستطيع إخراجو إال الموت‪.‬‬

‫ُربما أحببتو ألف كل من يراه يُسرؽ قلبو‪ ،‬و كل من يرى ضحكتو يقع في غرامو‪ ،‬حتى‬

‫طلتو فيها شيئًا من العظمة‬

‫وألف األزىار تتراقص كلما مر بجانبها‪.‬‬

‫أحببتو كحب ورؽ الشجر للندى ال أراه إال في الصباح فاشتقت للصباح من أجلو‪.‬‬

‫فكل من يراه يقوؿ‪ :‬سبحاف من س َّواه‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٖٔ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫لما كاف علينا الفراؽ ‪...‬؟‬

‫أياـ ُمتتاليةً ان َقطع َحديثُنا فِيها‪..‬‬


‫ٍ‬

‫ٍ‬ ‫وحيدةٌ بِ ِ‬
‫ث‬
‫أفع ُل‪ ،‬اتح َد ُ‬
‫لم أكن َ‬ ‫اتحدث فيِهم إلَى أحد قَط‪َ ،‬‬
‫أسهر اللَيل َكما ْ‬ ‫لم َ‬‫الفعل‪ْ ،‬‬ ‫َ‬
‫انقضائِهم ما يقرب ِمن ِ‬
‫األلف رسالةً‬ ‫ألجد بع َد ِ‬
‫تمضي الثّبلثةُ أياـ‪ِ ،‬‬
‫ُ‬
‫مع ِ‬
‫نفسي َكثيرا‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫أتمسك‪ ،‬وإف َمضى‬
‫ميع فأنَا َ‬
‫الج ُ‬
‫تخلى َ‬
‫فيها‪ :‬إف َ‬
‫أقوؿ لك َ‬
‫ِ‬
‫المراسيل كتبتها ُ‬ ‫ثير ِمن‬
‫وال َك ُ‬
‫اؿ الجميع فأنا ِ‬
‫أحبُك‪..‬‬ ‫ميع فأنَا أب َقى‪ ،‬وإف ز َ َ ُ‬
‫الج ُ‬
‫َ‬

‫متى ستسقط راء حربنا؛ ليلتقي ُحبنا؟‪ ،‬ومتى ستُبدؿ ميم الجمر بباء؛ لتهدأ قلوبنا بعد‬

‫بدال من شين الشقاء؛ لتستقم حياتنا ويُكتب لها البقاء‪ ،‬متى‬


‫العناء‪ ،‬ومتى ستُوضع الباء ً‬
‫جلبت ِ‬
‫لك الورد‪ ،‬وأُنتظر وردؾ‬ ‫ْ‬ ‫ستُصبح الهاء داؿ؛ لن ُكف عن ىروبنا‪ ،‬ونُػ َو ِحد دروبنا‪،‬‬

‫ِ‬
‫ومعك ستُحذؼ غيابات وتُبدؿ‬ ‫الجب‪،‬‬
‫دوف راء‪ ،‬بدونك سينتهي األمر بي إلى غيابات ُ‬

‫الجيم حاء‪.‬‬

‫الفراؽ؟ لِما تَحتّم علَينَا التّخلِي؟‬


‫لما َكاف َعلينَا ِ‬
‫َ‬
‫أتذكر ليلة من ليالي شجارنا‬

‫بب حبِي ِ‬
‫لديسمبِر أخبرتُك‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫لَيلَةٌ قَا ِرسة من لَيالي ديسمبِر التي أحبُها‪ ،‬سألتَني ً‬
‫يوما عن َس ِ ُ‬

‫كريات ِمن ينَاي ِر إلَى ديسمبِر‬


‫الذ ُ‬‫يلة فِيو‪ ،‬تمر َعلى َذاكِرتِي ِ‬
‫لَيلتَها أنَنِي أستَمتِع بِكل لِ ٍ‬
‫ُ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٕٖ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫أنت اآلف؟‬
‫أين َ‬ ‫ِ‬
‫ومرىا لكن َ‬
‫لوىا ُ‬
‫العزيز‪ُ ،‬ح َ‬
‫َ‬
‫عنك أيها ِ‬ ‫عرت بأنّو ِ‬ ‫ِ‬
‫الساذج؟ إف‬ ‫أيضا‪ ،‬فَما َذا َ ُ‬
‫يحبنّي ً‬ ‫الزاؿ ُحبّي لديسمب ِر ىنا لطَ َ‬
‫الما َش ُ‬ ‫َ‬

‫الذي ارتَكبتُو فِي َحياتِي ىو أنّني قَد َو ُ‬


‫قعت بِك أو أنّك قَد أوقعتَنِي َ‬
‫بك‬ ‫الخطأ الوحي َد ِ‬
‫َ َ‬
‫بك‪،‬أرى أنّو ق ُد‬
‫َ‬ ‫الزلت واقِعةٌ‬
‫ُ‬ ‫ولعلك تَقرأ فَبل تظُن أنِي‬ ‫المهم أنَنِي أحبَ ْ‬
‫بتك‪َ ،‬‬ ‫هم ُ‬‫ال يُ ْ‬
‫ِ‬
‫الماضي‪.‬‬ ‫األحمق من فضلِك َركِز َعلى ِ‬
‫الفعل‬ ‫َ‬ ‫ليبل أيُها‬
‫ضعُف نظُرؾ قَ ً‬

‫حتما ال‬ ‫ولم ِ ِ‬


‫التق بها بعد‪ ،‬أنَا ً‬ ‫ينتهى ْ‬
‫زيز َ‬ ‫اد ديسمبِرىا َ‬
‫الع ُ‬ ‫‪-‬أشتَا ُؽ إلَ َيها تِلك َ‬
‫البلهاء‪ ،‬ي َك ُ‬

‫أفعل اآلف؟‬
‫الحمقاءُ‪َ ،‬ماذا َ‬
‫أنساىا َكي أتذك ُرىا تلك َ‬
‫أتَذ َكرىا أنا ال َ‬
‫كيف التقي بِها؟ علي أف ِ‬
‫أعيد ُكل ِذكرياتِنا‬
‫عر‬
‫الش ُ‬ ‫والمراسيل التِي ُكتبت َلها َ‬
‫وىذا ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ّ‬
‫ازرعها َكي‬ ‫الذي قرأتّو ً ِ ِ‬
‫ِ‬
‫الورود أنا َ‬
‫َ‬ ‫وردة ُزرعت َلها أنا ال أشتَري َلها‬
‫كل َ‬‫يوما وىي ببَالي‪ ،‬و ُ‬
‫ب إلَيها ىي‬ ‫ِ‬ ‫أريها أنَني مع ُكل نُقطة ِمياه ِ‬
‫اذى ُ‬
‫الورود‪َ ،‬كاف ُحبّي َلها يُزىر‪ ،‬غَ ًدا َ‬
‫ُ‬ ‫أسقي بها‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الطقس‬ ‫لتتحدث معوُ فِي ىذا‬
‫البحر َ‬ ‫حتما حم َقاء ال تَعتنِي بصحتِها ُ‬
‫وتذىب إلى َ‬ ‫ً‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫من البح ِر وتحب اإللتقاء بو ال أعلَم إف َكانت َ‬
‫متوحدة أـ َماذا؟‬ ‫خاؼ َ‬ ‫ِ‬
‫القارس‪ ،‬تَ ُ‬

‫الحب سكارى‪ .‬سكارى ِمثلُنَا؟‬


‫‪َ -‬ىل رأَى ُ‬

‫بالسك ِر يَا َ‬
‫بلهاء‬ ‫ِ‬
‫_تنعتينى ُ‬
‫بك إلى ُىنا أيها ِ‬
‫الساذج؟‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬ماذَا أتَى َ َ‬
‫_ديسمبر‪...‬‬

‫‪ -‬ماذا؟‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٖٖ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫حب ديسمبِر‪.‬‬
‫_أقصد َمن تُ ُ‬
‫ُ‬

‫منها؟‬
‫‪ -‬وما َذا تُري ُد َ‬

‫غيب عن عقلِي أب ًدا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫_ ماذَا سأ ِري ُد من حم َقاء مثلها تظُن أنَني نسيتُها وىي ْ‬
‫لم تَ ُ‬
‫‪ -‬عقلُك ف َقط يَا أبلو؟‬

‫شيئ أنَا ىنا ِ‬


‫فق فِيها عقلِي وقلبِي َعلَى ٍ‬
‫ألعي ُدؾ إلَى‬ ‫َ‬ ‫المرة األولَى التِي يتَ ُ‬
‫_أتعلمين َىذه َ‬
‫التم شملُنا‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ذكرياتِنا‪ ،‬لِيجمعنا ديسمبِر ويشهد علينا فِي ِ ِ‬
‫كل يوـ من كل عاـ أنّو قد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أحمق أف تَب َقى‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -‬عدني يَا َ‬
‫لم ِ‬
‫رساؿ؟‬ ‫ِ‬
‫الماضي في ا ِ‬ ‫_ وماذا ع ِن ِ‬
‫الفعل‬

‫الصورة‪.‬‬
‫َ‬ ‫حاض ًرا لِيدؿ َعلَى التَجد ْد واالستمرار واستِحضا ِر‬
‫‪ -‬نُعي ُده ِ‬

‫قت لَ ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫_حمقاء لَكن اشتَ ُ‬
‫َ‬

‫أحبك‪.‬‬ ‫‪ِ -‬‬


‫ساذج لَكن ْ‬

‫اـ اليوـ ياعزيز القلب اين ىي وعودؾ تلك‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٖٗ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫البدايات كذبة‬

‫في بداية األمر يتزالف الطرفاف وتجمعهم عبلقة ما يحاولوف استخداـ إختبلفاتهم‬

‫كبل منهم يحاوؿ إظهار حبو ومشاعره دوف‬


‫وتشابهاتهم في صنع عبلقة متجانسة‪ً ،‬‬

‫التفكير في الكم الذي يعطيو‪ ،‬كل ما يشغلو ىو أف يغمر طرفو اآلخر في كلماتو‬

‫المعسولة وأفعالو الطيبة‪ ،‬ليكسبو لجانبو‪.‬‬

‫دائما ما تكوف البدايات جميلة‪ ،‬يكمن اللُطف بها‪ ،‬ومهما مر الزمن‬


‫وكالمتعارؼ عليو ً‬
‫على العبلقة ستسترجع ذكريات البداية اللطيفة وتحاوؿ إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها‪،‬‬

‫دائما ما تكوف مليئة بأحداث تود لو أنها تظل ثابتة وال تتغير بمرور الوقت‪.‬‬
‫ً‬
‫لم ال‬
‫دائما؟ َ‬
‫لم تكوف البدايات أفضل ً‬
‫ولكن ىناؾ شيء بسيط‪ ،‬ىل خطر في بالك مرة َ‬
‫تظل العبلقة في ود وتفاىم كالسابق منها؟‬

‫ببساطة ألنها البداية‪ ،‬فقط كل ما تعرفو عن الطرؼ اآلخر لعبلقتك مجرد قشور من‬

‫شخصيتو‪ ،‬يظهر لك ما يجب إظهاره فقط‪ ،‬يحاوؿ أف يبين نفسو في أبهى صورة‪،‬‬

‫نفسك أولويًا عند‬


‫َ‬ ‫يلفت إنتباىك بلُطفو الشديد‪ ،‬وانو استثناؾ في حياتو أف تظن‬

‫ٍ‬
‫شخص ما ال تعلم عنو شيء سوى ما يريدؾ معرفتو؛ سذاجة‪ ،‬يا أبلو قم بإيقاؼ قلبك‪،‬‬

‫وشغل عقلك ٍ‬
‫لثواف ستعلم أنك لم تكن أولويًا ولن تكوف‪ ،‬ال تثق‪ ،‬ال تتعلق‪ ،‬ال تحب‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٖ٘‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫بطفولة‪ ،‬ال تقف عن الحديث عندما يقوـ صديقك المفضل بتوبيخك‪ ،‬وبخو كما‬

‫فأنت ال تعني لو يا أحمق‪ ،‬ومن الحماقة أف تظن أنك لن تُترؾ ولو بعد حين‪،‬‬
‫يوبخك؛ َ‬

‫وأيضا من الحماقة أف‬


‫عاجبل غير آجل‪ً ،‬‬ ‫ٍ‬
‫بأشخاص راحلين ً‬ ‫ومن الحماقة أف تعلق ذاتك‬

‫عليك‪ ،‬ال أحد يحبك‪ ،‬وال أحد سيحبك‪ ،‬فقط‬


‫َ‬ ‫تصدؽ كلمة أحبك من صديق عزيز‬

‫أنت تعيش في ٍ‬
‫وىم‪ ،‬من صنع خيالك ليس إال‪" ،‬لم تكن أولويًا عنده" اكتب ىذه‬ ‫َ‬

‫دائما‪ِ ،‬عش لنفسك ومن أجل‬ ‫ٍ‬


‫الكلمات في ورقة وعلقها على الحائط أمامك‪ ،‬وتذكرىا ً‬
‫ٍ‬
‫لشخص ما‬ ‫سعادتك‪ ،‬ال تحاوؿ مع أحد‪ ،‬كن على علم تاـ‪ ،‬أنك حينما تمتد يداؾ‬

‫مثلك؛ فبل‬
‫لك األعذار مثلما تفعل‪ ،‬لن يكوف َ‬
‫لتلتقطو من الهبلؾ‪ ،‬سيهلكك‪ ،‬لن يضع َ‬

‫أحد يحمل جماؿ ونقاء قلبك‪ ،‬اجتمع الجميع على خطأؾ؟ ال تستمع‪ ،‬اىرب منهم‪.‬‬

‫حطاما يشعلوا عليو نار حزنهم‪ ،‬اضرب واشتم واىجم‬


‫ً‬ ‫انفذ بما تبقى منك‪ ،‬ال تكن‬

‫حراما؟ ال‪،‬‬
‫واقصف وتنمر عليهم‪ ،‬ىل رأيت مرةً التنمر على الحيواف وقوؿ أنو حيواف ً‬

‫فقم بأخذ حقك في فور حدوث شيء يزعجك‪ ،‬لن تعيش أكثر مما عشت وكلنا‬

‫فانيوف؛ فبل تحزف‪.‬‬

‫فقط كن منصتًا لعقلك لن يخذلك أب ًدا‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٖٙ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫وداع‬

‫زلت في كل لحظة أتذكرؾ تدمع عيناي شوقًا‬ ‫مرت أعواـ عديدة على تر ِ‬
‫كك إياي وما ُ‬

‫‪،‬أصبحت في حالة يُرثى لها‪ ،‬الوجوه المشفقة تحاوطني من الجهات األربع‪ ،‬لم‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫لك‬

‫أستطع التحرر من ذاؾ الحزف المتقوقع بداخلي تَرؾ بي بعض الندبات والجروح‬

‫كفيل أف يجعل قلبي يتوقف‪،‬‬


‫معادا للعودة‪ ،‬فكاف ىذا ٌ‬
‫بصميم القلب‪ ،‬ذىب ولم يترؾ ً‬

‫تَرؾ بي ما ال استطيع معالجتو عند األطباء‪ ،‬فلم يكن ىناؾ طبيب في أنحاء الببلد‬

‫ٍ‬
‫لحظة من‬ ‫سليم من الخارج ومهدد بالتوقف في أي‬
‫أجمع يداوي صميم القلب ألنو ٌ‬
‫الداخل‪.‬‬

‫لك أليس‬
‫المحب‪ ،‬وصفتو َ‬
‫لك قبل ىذا أنني أعلم أثر الفراؽ على قلب ُ‬
‫إليو‪ :‬قُلت َ‬

‫وصفت‪ ،‬فواهلل ما أشعر بو اآلف ال يحمل ذرةً من وصفي‬


‫ُ‬ ‫انس ُكل ما قُلت وما‬
‫كذلك؟ َ‬
‫شعورا عجز الجميع عن وصفو! أأنا من ستصفو اآلف؟ كيف‬
‫لو‪ ،‬ال أعلم كيف أصف ً‬
‫والحزف ولكنو‬
‫للقلب أف يخرج من بين أضلعك ويبقى أماـ عينيك تراه ينبض باآلسى ُ‬

‫ىو مازاؿ بداخلك؟ األمر أشبو بمرأةٍ يوـ عُرسها ىجرىا زوجها بعد عقد القراف وكتب‬

‫علي الرحيل" دوف سابق إنذا ٍر أو دوف ترؾ أسباب‪،‬‬


‫لها في ورقة‪" :‬آسف كاف يجب ّ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٖٚ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫تركها وباتت ال تعلم ماذا ستفعل‪ُ ،‬محطمة القلب وتكاد من فرط البُكاء تجن‪ ،‬مثلك‬

‫تماما‪ ،‬رحلت دوف ترؾ ٍ‬


‫رسالة حتى‪.‬‬ ‫ً‬

‫نت عندما رحلت أنا‬


‫أتراني وأنا عاجزة عن وصف ما أنا بو؟ اآلف فقط علمت كيف ُك َ‬

‫لك أني لن أىجرؾ مرًة أخرى‪ ،‬عُ ّد وأكتب لي ما تريد‬


‫إلي وأقسم َ‬
‫للمرة األولى‪ ،‬عُ ّد ّ‬
‫أيضا‪،‬‬
‫بك منو ً‬
‫لك أني ال أحب الشعر الجاىلي‪ ،‬وسأتغزؿ َ‬
‫وسأقرأ ولن أتذمر وأقوؿ َ‬

‫لك‪ ،‬ولكن عُ ّد‪.‬‬


‫سأفعل ُكل ما تريد وُكل ما يحلو َ‬
‫لك عني أليس كذلك؟ أخبريني ماذا قاؿ ِ‬
‫لك‪،‬‬ ‫إلى مذكراتو التي تركها لي‪ :‬كاف يحكي ِ‬
‫ُ‬

‫المدللة مع ترؾ ُرباعية لقيس وليلى بآخر الكبلـ‪،‬‬


‫ىل قاؿ أني جميلة؟ أـ أني صغيرتو ُ‬
‫كاف يحبهم أليس كذلك؟ أعلم ىذا ولكن أنا لم أكن أحبهم‪ُ ،‬كنت اقرأ وأنا ُمبتسمة‬

‫الثغر وقلبي يرقص فرحا أف ىناؾ من يحبني ىكذا‪ ،‬في ُكل ٍ‬


‫ورقة أطويها بعد اإلنتهاء من‬ ‫ُ‬ ‫ً‬

‫قراءتها تذرؼ دموعي لتغطي عُنقي‪ ،‬عيناي في ىذه اللحظة ُمنطفئة‪ ،‬أما كاف ال يحبها‬

‫أف تنطفيء؟ يداي ترتجف وأقدامي ال تتزف‪ ،‬فأين ىو من بين ُكل ىذا؟ أين ىو اآلف من‬

‫أنت من تبقى لي منو‪ِ ،‬‬


‫فأنت من اليوـ صديقتي‬ ‫حزني؟ سأغلقك اليوـ ولكن تذكري ِ‬

‫المقربة‪.‬‬
‫ُ‬
‫عندؾ ألراه‬
‫طرقت إليك في الغسق ُكنت أرجو أف يكوف َ‬
‫إلى صديقو الوحيد‪ :‬عندما َ‬
‫للمرة األخيرة‪ ،‬لم يتسلل إلى ُمخيلتي أنو رحل إلى األبد ولن يعود‪ ،‬أتعلم يا ىذا؟ لم‬
‫أكن أحبك في ٍ‬
‫يوـ من األياـ‪ ،‬فقد ُكنت تراه أكثر مني وتتحدث معو أكثر مني وتكاد‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٖٛ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫تكوف تبيت َمعو في منزلو يوميًا‪ ،‬كانت الغيرة تشعل في قلبي النيراف وال تهدأ‪ ،‬كاف‬

‫السمور يبيت معي في ُكل ٍ‬


‫ليلة حتى الجهيم‪ ،‬أفكر ىل ىو معو اآلف؟ يراه ويبتسم لو‪،‬‬

‫وكأنك زوجتو الثانية وليس صديقو‪-‬وىنا ابتسمت أنا وىو‪-‬ولكن اآلف ستجدني عندؾ‬

‫علي ما كنتم تفعلونو‪ ،‬لتخلد ذكراه في ىذا الذي باألعلى وال‬


‫بين الحين واآلخر لتقص َّ‬

‫وداعا يا صديق من كاف يملك سرد المدامع وفؤادي‪.‬‬


‫يريد الوقوؼ عن التفكير‪ً ،‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٖٜ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫ليالي‬

‫تماما‪ ،‬مجردة من الشعور بالحب‬


‫المظلمة بدونك‪ ،‬وحدي ً‬
‫أمسيت في أوؿ ليبلتي ُ‬
‫تجاىك‪ُ ،‬كنت أحبك وال جداؿ في ذلك‪ ،‬ولكن أضحيت ال أشعر تجاىك بأي شيء‪.‬‬

‫الليلة حالكة الظبلـ‪ ،‬تنتظرني عيناي لكي أعطي لها إشارة ببدء ىبوط الدموع‪ ،‬سأنفجر‬

‫من الحزف وحدي‪ ،‬عودتني أف تكوف بجانبي في ٍ‬


‫وقت كهذا‪ ،‬فأين أنت‬ ‫ُ‬

‫اآلف من حزني؟‬

‫الليلة الثانية‪:‬‬

‫ناقصا في بُنياف القلب‪ ،‬قابلت‬


‫كامبل في البُنياف ً‬ ‫قلب ٍ‬
‫وبعقل ُمكتمل‪ً ،‬‬ ‫أصبحت بنصف ٍ‬

‫يوـ دونو أو باألحرى بعد ٍ‬


‫يوـ دوف نوـ و راحة ىجرني؟ ىجرني من قلت‬ ‫وسادتي بعد ٍ‬

‫إلي قبل رحيلك‬


‫أماـ الجميع أنو مهما حدث لن يهجرني أسعيدة اآلف! علك استمعت َّ‬

‫لؤلبد‪ ،‬ولكن ال يهم‪.‬‬

‫الليلة الثالثة‪:‬‬

‫قابلت فتى يشبهك في بعض الصفات؛ فهجرتو‪.‬‬


‫ُ‬

‫الليلة الرابعة‪:‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٓٗ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫إلي من اآلف‪ ،‬وكما تعلم أنا ال أحب‬ ‫أحببت ِ‬


‫غيرؾ لو تعلم‪ ،‬لم تعود مهم بالنسبة َّ‬

‫الكذب ولكن أكذب‪.‬‬

‫الليلة اآلخيرة‪:‬‬

‫خمس ليال ٍي من الحزف ىنا ىبل قرأتها؟ لم تفهمي!‬


‫ُ‬ ‫َكتبت لك‬

‫إ ًذا اقرأ من ىنا‪.‬‬

‫ٍ‬
‫ندبات لم أستطع معالجتها‪ ،‬كنت ال أقدر على الحديث‬ ‫حين ىجرتني عم ًدا تركت بي‬

‫وأتصنع أني بخير‪ ،‬كل من يسألني ىل ِ‬


‫أنت بخير؟ أقوؿ بصد ٍر رحب‪ :‬نعم أنا بخير‪.‬‬

‫الليلة األولى والثانية لم أقدر على استيعاب ِ‬


‫أنك لم تعد ىنا‪ ،‬فما كاف بيننا ليس ٍ‬
‫قابل‬

‫للهدـ‪ ،‬ليس بهذه السهولة‪ ،‬لم أنم في الليلتين األولى والثانية‪ ،‬ففي الليلة الثالثة قُمت‬

‫باحتضاف السرير حتى اليوـ الرابع وفي بدايتو قابلت من ىو مثلك‪ ،‬فهجرتو قبل أف‬

‫يهجرني ىو مثلك‪ ،‬واآلف وفي اليوـ الخامس أقدر أف أقوؿ أنني نجحت في تخطيك‬

‫سهبل ولكن عزمت أف‬


‫وتذكر الجيد فقط من عبلقتنا وتذكرؾ بالخير‪ ،‬لم يكن األمر ً‬

‫أتخطاؾ في نفس الفترة التي أخذتها ألف تقوؿ لي أنك ما عدت قادر على اإلكماؿ‬

‫في ىذه العبلقة‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٔٗ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫ذكراه‬

‫عيني‪ ،‬الموج يتبلطم داخل البحر والهدوء يحتل‬


‫َسجى فؤادي عند مرور ذكراه من أماـ ّ‬
‫المكاف كهدوء ما قبل العاصفة‪ ،‬أمامي مباشرًة أورا ٌؽ كثيرة قمت بالتقاطها وكتبت‬

‫عليها‪ :‬اسقيتني البعد ٍ‬


‫بكأس من خيبات األمل‪ ،‬بعدما ُكنت أبكي من الرياؼ إليك‪،‬‬

‫بك‪.‬‬
‫أصبحت أكره التفكير َ‬

‫األزىار أمامي ذابلةٌ‪ ،‬ولكني مازلت محتفظةً بها؛ فبداخلها رائحتو عندما أىداني إياىا‬

‫وحل الجهيم وأنا أجلس أماـ البحر استنشق‬


‫بعد احتضانو وتشبثو بها‪ ،‬وبكى ثُم رحل‪َ ،‬‬

‫قدما فوؽ قدـ‪ ،‬وأدندف مع الموسيقى التي قمت بتشغيلها‪ ،‬نهضت‬


‫الهواء النقي وأضع ً‬

‫شخص يدعوني للرقص أماـ تلك الموجات‬


‫ٌ‬ ‫من مكاني عندما أتى من وراء ظهري‬

‫المتراطمة‪ ،‬فقمت بالموافقة؛ ال أعلم ما السبب ولكنني كنت حزينة فبل بأس من بعض‬

‫الرقص‪ ،‬بدأت بالرقص ورحل الشخص ومازلت أرقص‪.‬‬

‫أتى اليوـ الثاني وأنا لم أ َِمل من الرقص‪ ،‬اليوـ الثاني لي ىنا‪ ،‬قررت أف أرسل لو رسالةً‬
‫لة فالتقطت األوراؽ وبدأت بخط أوؿ ٍ‬
‫كلمة‬ ‫مع ساعي البريد الذي يمر من ىنا كل لي ٍ‬

‫لو‪ :‬أنا مريضة ُحبك ىل تتذكرني؟ ىل أخطر على بالك وأجوؿ بخاطرؾ!‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٕٗ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫لك على األذى الذي تركتو بي ولي‪ ،‬لست حزينة مما سببتو لي من أذى‬
‫تحيةٌ طيبةٌ َ‬

‫فلك مني ُكل‬


‫درسا ال يُنسى‪َ ،‬‬
‫بجرح في قلبي أتعلم بعدىا ً‬
‫ٍ‬ ‫كل مرةٍ تتسبب‬
‫ألنك في ِ‬

‫أيضا أنت ال‬


‫معلما جي ًدا في التعليم السيء‪ ،‬بعد التحية ً‬
‫كنت ً‬‫الشكر والتقدير لكونك َ‬

‫تجوؿ في خاطري بين الحين واآلخر أب ًدا‪ ،‬وال أتمنى أف يرؽ قلبك وتسأؿ عن كيف‬

‫أب تنظر ألبنة زوجها‪،‬‬ ‫ِ‬


‫كزوجة ٍ‬ ‫حالي وأختطف نظرةً لعينيك؛ التي تحتلهما القسوة‬

‫إليك قط فقط أذكرؾ بما‬


‫وتقوؿ لها اذىبي للعمل في المنزؿ لمدة طويلة‪ ،‬لم أشتاؽ َ‬

‫منك كل ما تملك من‬


‫وأنت ىناؾ واألياـ بيننا سآخذ َ‬
‫كنت تفعل قبل رحيلك‪ ،‬أنا ىنا َ‬

‫وداعا‪.‬‬
‫مشاعر‪ ،‬ولكن ليس إلي كل ىذه المشاعر‪ ،‬بل سأقتلها أماـ عينيك الجميلتين‪ً ،‬‬

‫دائما عندما كنا نتخاصم‪ ،‬أذىب‬


‫ُكنت أتذكر كل ىذه الكلمات التي كنت أقولها لو ً‬
‫ٍ‬
‫مشكلة بيننا‪ ،‬وكاف يأتي لمصالحتي وىو‬ ‫مرارا مع أوؿ‬
‫للبحر وأكتب ىذه الكلمات ً‬
‫يسج قلبي‪.‬‬
‫مجددا ولم يعد ُ‬
‫ً‬ ‫يضحك‪ ،‬أين ىو اآلف؟ أضعتو من بين يدي‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٖٗ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫كنت ومازلت أحبك‬

‫والدـ يسيل منها‬


‫ُّ‬ ‫الوصاؿ صعبًا للغاية‪ ،‬الطريق شائِك ويجعل أقدامي تتمزؽ‬
‫ُ‬ ‫بات‬
‫َ‬

‫وصلت إليو‪،‬‬ ‫كالدموع الفارة من عيناي أثناء سيري عليو‪ ،‬أقسم أنني ُكل ٍ‬
‫يوـ ألعن ما‬
‫ُ‬ ‫َْ‬

‫ض!‬
‫كيف وصلت لهذه المرحلة من األلم؟ كيف أصبح الطريق بهذا البُػ ْغ ُ‬

‫عض السعادة التي ْتو ِش ُ‬


‫ك على‬ ‫البؤس يَ ْك ُم ُن ُىنا‪ُ ،‬ىنا بأسفل قلبي‪ ،‬فعلى حافتوُ يوجد بَ ُ‬

‫الخوض‬ ‫ِ‬
‫بالمائة‪،‬‬ ‫المستحيل‪ ،‬فنسبتُو ال تَػتَجاوز الواح ُد‬
‫ُ‬ ‫الوصاؿ أصبح كالشيء ُ‬
‫ُ‬ ‫االنتهاء‪،‬‬

‫علي في ٍ‬ ‫في ٍ‬
‫وقت‬ ‫أصبح ُم ِم ًبل حد الثَمالة‪ ،‬فواهلل إف ىذا الوقت سيقضي َّ‬
‫َ‬ ‫شيء جديد‬

‫سألقاؾ ح ًقا في دار‬


‫َ‬ ‫نت على صواب‪،‬‬
‫سألقاؾ عما قريب‪ُ ،‬ك ُ‬
‫َ‬ ‫أقل‪ُ ،‬كنت أظن أنني‬

‫اآلخرة‪.‬‬

‫أخبروه أني قَ ْد ِم ُّ‬


‫ت من ِ‬
‫فرط البُكاء‪ ،‬وأني تاهلل ألقسم بجميع القسم أني اشتقت إليو‪،‬‬

‫ِ‬
‫وثانيتاف فقط‪ ،‬وبضع ُخ ٍ‬
‫طوات بيني وبينو‪،‬‬ ‫س دقائق من الزمن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫متُػ ٌر من المسافة‪َ ،‬خ ْم ُ‬
‫ور عازؿ للرؤية‪ ،‬اسمع صوتو ولكن ال أراه؛ يسمع صوتي ولكن ال يراني‪ ،‬ماذا‬
‫يفصلنا ُس ٌ‬

‫دىاكم أيها البَشر‪ ،‬أتقفوف وأنا أبكي؟ أليست دموعي أحق بالبقاء في عيناي!‬

‫"إف اللقاء كاف عما قريب‪ ،‬انتظرت القريب ولم ِ‬


‫يأت فقررت أف أذىب إليو‪ ،‬وعند‬

‫مزدحما بالمعضبلت فعدت من حيث جئت‪ ،‬عُدت وأنا‬


‫ً‬ ‫سيري في الطريق وجدتو‬

‫أحمل ما تبقى من قلبي على كفي‪ ،‬وتجرني قدماي لكي أصل‪ ،‬ولكن في المنتصف‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٗٗ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫فرارا وىربًا بعد تيقني من أف ال جدوى من الحياة بدونو وال نَفع بها‬
‫ت ً‬ ‫المميت‪ ،‬قد ُم ُ‬
‫ُ‬
‫بك بعيدةٌ عني‪ ،‬أعلم علم اليقين‬
‫بغيره‪ ،‬وال حيا َة بها والحياة بذاتها‪-‬التي كانت تتمثل َ‬

‫أنك تحبني‪ ،‬وأعلم أنك ستبكي عندما تراني ضعيفةً ىكذا وال يوجد للفرح مكا ٌف‬
‫َ‬

‫أيضا أنك ال تبكي إال عزيزؾ الغالي وأنا ىي عزيزة قلبك الغالية‪ ،‬ولكني‬
‫داخلي‪ ،‬أعلم ً‬

‫لم أعد أحتمل‪َ ،‬مر الكثير وتبقى القليل‪َ ،‬مر الكثير وتبقى القليل‪َ ،‬مر الكثير وتبقى‬

‫كنت تحبني فادعُ لي‪ ،‬وإف‬


‫علي‪ ،‬فإف َ‬
‫وليس َّ‬
‫المرةُ َمر من خبللي َ‬
‫القليل‪ ،‬ولكن ىذه َ‬
‫دائما وتذكر أنك كنت‬
‫كنت تريدني بخير فبل تجعلهم يعارضونني فيما سأفعلو‪ ،‬تذكرني ً‬

‫نت وِز ُ‬
‫لت وسأظل أحبك بشدة"‪.‬‬ ‫ومازلت صديقي الوحيد‪ ،‬ولكن أنا ُك ُ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫٘ٗ‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫ياليت الليت يكوف‬

‫يستوطن في عقلي‪ ،‬ويأبى الخروج من قلبي‪ ،‬أما لهذا القلب أف يأخذ ىدنةً من العالم‬

‫ُكلو‪ ،‬ومنو ىو األخر‪.‬‬

‫الكتماف‪ ،‬أما آ َف اآلواف أف أصرخ وأقوؿ لمرةٍ واحدة‪.‬‬


‫تاهلل يكفيني ىذا القدر من ِ‬

‫"يكفيني ىذا القدر‪ ،‬ال أقدر على التحمل‪ ،‬لم أعد أتحمل"‬

‫كلهم يحملوف نفس المعنى‪ ،‬ولكن أريد أف أقولهم في ٍ‬


‫آف واحد‪.‬‬

‫خصيصا في‬
‫ً‬ ‫أستجير بِكم من لهيب َجهنم الموجودة في الشق األيسر من الجسد‪،‬‬

‫ب النار بِو ويتصاعد الدخاف كتصاعد الغاز في التفاعل‬


‫شُ‬‫القفص الصدري‪ ،‬ت ُ‬

‫الكيميائي‪.‬‬

‫راغمني عقلي بعدـ النسياف‪ ،‬وكأنو يعاقبني لعدـ االختيار المثالي‪ ،‬وألني ال أصيب‬

‫اإلختيار‪.‬‬

‫مهجورا من الدماء؛ التي تجعلو‬


‫ً‬ ‫ينتشر بو الرغاـ‪ ،‬من كثرة توقفو عن التفكير‪ ،‬أصبح‬

‫افض للتفكير بغيره‪.‬‬


‫يقوـ بدوره األساسي‪ ،‬أال وىو التفكير‪ ،‬ولكنو ر ٌ‬

‫تتدجى الغرفة التي أسكنها ليل نهار‪ ،‬يصبح النهار كالليل‪ ،‬ال يفرقو عنو شيء بتاتًا‪،‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫لبلحتماء بو‪.‬‬ ‫أجاىد نفسي على االضطبلع من سريري الذي أصبح كموط ٍن ألجأ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٗٙ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫قصصا من وحي الخياؿ‪ ،‬تأبى عيش الواقع‬


‫ً‬ ‫فتاةٌ شاردةٌ في أفكارىا‪ ،‬تقص على نفسها‬

‫المرير فتدخل نفسها في واق ٍع ْأم ٍر‪ ،‬تضطلع على نفسها فالمرآةُ فتجد الهاالت‬

‫السوداء تنتشر أسفل عينيها‪ ،‬ال تعي ما تفعل وال ما تقوؿ‪ ،‬السيما أنها مريضةٌ بمرض‬

‫ماض لها يسوده الحزف‪ ،‬وحاض ٍر تبنيو‬


‫الخياؿ‪ ،‬فيا أسفاه على تخيلها ويا أسفاه على ٍ‬

‫بدال من ىذا الجحيم اللعين التي‬


‫فيشتعل‪ ،‬فياليتها تفيق من تخيلها وتعدؿ في حياتها ً‬

‫تقحم نفسها بو‪ ،‬فيا ليت الليت يكوف‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٗٚ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫سلب الجميل مني وغادر‬

‫في طليعة األمر ُكنت ونعم الصديقة والحبيبة‪ ،‬ولكن في نهاية األمر أصبحت كالبيداء‬

‫الخالية من ُكل شيء‪.‬‬

‫لفحت النار الزىور التي كانت في قلبي‪ ،‬أصبح لظى النار يخرج من ُكل مكاف‪،‬‬

‫ٍ‬
‫شخص أبلو مختاؿ‪ ،‬يظن نفسو ال‬ ‫ونضبت مياه الحب‪ ،‬حدث ُكل ىذا أثر خذالف من‬

‫مؤخرا أني ُكنت أسير على سياج‬ ‫ٍ‬


‫مثيل لو‪ ،‬دخلت إلى عالمو برغبة منو‪ ،‬ولكن علمت ً‬
‫الورود‪ ،‬ال الورود قط‪.‬‬

‫معي ال يكف عن التغزؿ بي‪ ،‬وبين ٍ‬


‫ليلة وضحاىا لم يعد ىنا‪ ،‬تركني ورحل‬ ‫كاف مهذارا ِ‬
‫ً‬
‫ىذا المعتوه‪.‬‬

‫اجتث مني ُكل جميل‪ ،‬ورحل دوف ِ‬


‫سابق إنذار‪.‬‬

‫جعلني أفقد الثقة في ُكل شيء‪ ،‬أنا ح ًقا أكره ذاتي وأنبذىا ُكل ٍ‬
‫ليلة ألنني سمحت‬

‫لنفسي بالدخوؿ إلى عالمو‪.‬‬

‫عليك السبلـ‬ ‫السبلـ عليو ِ‬


‫ومنوُ وإليو‪ ،‬أما بعد السبلـ فبل يوجد شيء ألقولو‪ ،‬ألقيت َ‬

‫أنت‪.‬‬
‫فكيف حاؿ النكس؟ وأقصد بو َ‬

‫نفعا‪ ،‬كما جلب لي‬


‫أتمنى من صميم قلبي أف يأتيك الضني وال تجدي األطباء معك ً‬

‫مفرا منو أب ًدا‪.‬‬


‫ليبل‪ ،‬جعلتني أسكن البيت الدجوجي وال أجد ً‬
‫السهاد ً‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٗٛ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫علك عبرت دوف ترؾ أثر ٍ‬


‫سيء بي‪ ،‬حتى جعلتك المسود‬ ‫ٍ‬
‫شخص عابر‪َ ،‬‬ ‫ُكنت مجرد‬

‫الذي ال يوجد مثلو أحد‪ ،‬ألعنني على فعلتي السوداء‪.‬‬

‫سأمزؽ ىذه الرسالة بعد اإلنتهاء من تفريغ طاقتي بها؛ ألنك لن تهتم ألمري كالمعتاد‪،‬‬

‫لك‪:‬‬
‫أريد فقط أف أقوؿ َ‬

‫نفسك الجحجاح الذي ال يضاىيو شيء في الكوف‪ ،‬وأنك في حين‬


‫َ‬ ‫إف ُكنت تظن‬

‫كثيرا‪ ،‬ولكن ليس لمفارقتك؛ بل‬


‫فأنت على حق ألنني حزنت ً‬
‫ابتعادؾ عني سأحزف؛ َ‬

‫ٍ‬
‫مخصص للخنازير‪ ،‬ظننت أنني سأستطيع أف أنظفك من‬ ‫ألني أقحمت نفسي في ٍ‬
‫مكاف‬

‫وحلك الدنيء‪ ،‬ولكني لم أستطع ألف ُكل خنزي ٍر يظن ذاتو نظي ًفا‪ ،‬وما ىو إال حيوا ٌف‬
‫َ‬

‫أنت‪.‬‬
‫متسخ يتبلعب في الوحل ليستحم بو‪ ،‬وأقصد بالحيواف َ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪ٜٗ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫تريد أف ترى القسوة‬

‫تعامل معي لفترةٍ وجيزة ومن ثَم أىجرني وعد مرًة آخرى لتطالبني بالم ِ‬
‫كوث بجانبك‬ ‫ُ‬
‫وأف نعود كما كنا‪.‬‬

‫حينها فقط ستجد آمانًا ليس ِ‬


‫آمنًا‪ ،‬وقلبًا ليس ليِنًا‪ ،‬ولسانًا ليس لطي ًفا‪ ،‬وي ًدا ال تكتب‬

‫ٍ‬
‫بلطف‪ ،‬وأعينًا تنظر بكره‪ ،‬ستجد آمانًا تكره اآلماف‪ ،‬وتحب ال ُكره والقسوة‪ ،‬ستجد قلبًا‬

‫تبلد وأصبح كالحجارة ال ينبض إال بالبغض‪ ،‬لن تجدني كما أنا‪ ،‬ستتعجب ألف مرةٍ‬
‫ُ‬

‫وتقوؿ ما ىذا بحق الجحيم!‬

‫أىذه آما ُف ال ُكل واآلما ُف اللطيف الذي يهروؿ لها األصدقاء ليقصوا ما يحدث لتهوف‬

‫عليهم؟‬

‫ُح ِط ُمها فوؽ رأسك‬


‫علي‪ ،‬ستجدني أ َ‬
‫َجرب فقط أف تلعب معي وأف تقلب اللعبة َّ‬

‫لك أنك ستعيش‬


‫وال أبالي بحزنك؛ ألنك ال تستحق أف تشعر بالسعادة ىنا‪ ،‬أقسم َ‬

‫بجحيم أفكارؾ المتتالي‪ ،‬وستغرؽ في دموعك التي ستنهمر كالسيوؿ المدوية‪ ،‬فقط‬

‫حساب غضبي‪.‬‬
‫َ‬ ‫تحسب‬
‫ُ‬ ‫ألنك لست تدرؾ حجم ما ستفعلو وال‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٓ٘‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫أنا ألطف اللطفاء‪ ،‬وأقسى القساة‪ ،‬أنا أجيد لعب كل األدوار ال يعيقني شيءٌ؛ ألنني‬

‫ٍ‬
‫رسالة نصية قصيرة لتلك‬ ‫العبةٌ ماىرة‪ ،‬أجيد حب ىذه والسؤاؿ على ىذا‪ ،‬ترؾ‬

‫لتستيقظ مبتسمةً‪ ،‬ووضع صورةٍ لهذا وفوقها بضع الكلمات الرقيقة ألكوف لطيفة‪.‬‬

‫وفي الجانب اآلخر‪ ،‬أجيد جعل ىذا يبكي ومن فرط البُكاء يفقد بصره‪ ،‬وأجيد جعل‬

‫ٍ‬
‫ترجمة لكبلمي‬ ‫يبيت الليل باحثًا عن‬ ‫تلك تكره ذاتها وتسبها وتلعنها ُكل ٍ‬
‫ليلة‪ ،‬وذاؾ ُ‬

‫بناء على‬
‫القاسي وطريقتي المتعجرفة‪ ،‬فأنا الشيء وعكسو أجيد فعل كل شيء؛ ولكن ً‬
‫أقسو على اللين وال ألين على القاسي‪ ،‬جرب فقط أف‬
‫من أتعامل معو أمامي‪ ،‬ال ُ‬
‫ٍ‬
‫بسبلـ بعي ًدا عني‪.‬‬ ‫تفهمني وستعيش‬

‫أنا ىي القاسية ذات القلب المتحجر الباكية لكسر قلب أحدىم دوف ٍ‬
‫قصد المتعجرفة‬

‫لك‬
‫السم في جسدؾ ومن ثَم تعطيك الترياؽ خائفةً من زوالك‪ ،‬اآلماف َ‬
‫التي تبُخ ُ‬
‫قليبل عن القراءة وركز معي‪.‬‬
‫الضاـ‪ ،‬توقف ً‬
‫ُ‬ ‫والمنزؿ‬

‫أنا آماف ال ُكل ومأمن ذاتك‪ ،‬أنا من ينفر منها الجميع ومن ثَم يجدوف أنفسهم بين‬

‫أحضاني‪.‬‬

‫دعوة مظلومة‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٔ٘‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫عنك؟‬
‫َعلك تسأؿ عن سبب عدـ عفوي َ‬

‫لك‪ ،‬معاذ اهلل أف‬


‫لك ُكل ما أحملو في قلبي َ‬
‫دعني أجيبك في بعض األسطر وألخص َ‬

‫عنك عند استطاعتي‪ ،‬أعلم في ديني جي ًدا وال أنتظرؾ لتخبرني‬


‫أخالف أوامره وال أعفو َ‬

‫أيضا من لم يعفو فليس عليو‬


‫أجرا عظيم‪ ،‬ولكن ياصديقي ً‬
‫أف من عفى عند مقدرتو ناؿ ً‬
‫إثم‪.‬‬

‫إثر كبريائك وعدـ تقبل اإلعتزار مني‪ ،‬أصبحت متعبة‬


‫تماديت في كسري وتمزيق قلبي؛ َ‬
‫الفكر من الحزف الذي تسببت فيو أيها ِ‬
‫الحمار ذو النعلين‪.‬‬ ‫القلب ومنهكة ِ‬

‫وأنت ظننت أنني نسيت ُكل ما فعلتو بي وارتكبت األخطاء‬


‫أنا أتناسى ولكن ال أنسى‪َ ،‬‬

‫الجديدة‪ ،‬وأنا جعلت نفسي ال أرى وأتظاىر بالنسياف ولكن ُكل ىذا كاف بأم ٍر مني‬

‫لنفسي أف أتناسى ما تفعلو‪ ،‬استغللت نقطة ضعفي ومزقت فؤادي بكبلمك الذي كاف‬

‫كالسم الذي ال يوجد لو تريا ٌؽ على مر العصور واألزماف‪ ،‬تماديت وتماديت حتى لم‬
‫ُ‬
‫يعد للصبر مكاف عندي‪.‬‬

‫لك؟‬
‫ماذا تظن نفسك يا ىذا لتجرؤ على تخطي الحد الذي وضعتو َ‬

‫لك لتخربها وتهروؿ من أمامي؟‬


‫فاعبل بي؟ أتظن أف حياتي تتسخر َ‬
‫ماذا تظن نفسك ً‬

‫ال‪ ،‬لقد أخطأت في اختيار الشخص الذي تخرب لو حياتو‪ ،‬فأنا الشوكة التي ستقف‬

‫لك إخراج ألمها من حلقك أيها‬


‫في حلقك ولن تستطيع التعافي منها‪ ،‬وأرني كيف َ‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٕ٘‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫لك رأس‬
‫أنك ببل رأس أو وضعوا َ‬
‫الشيطاف ذو القرنين أعلى رأسك‪ ،‬ولو أني على يقين َ‬

‫أثر‬
‫مار عليها‪ ،‬وأنو ليترؾ ٌ‬
‫عقل يفكر ماذا يفعل بحياة البشر وىو ٌ‬
‫حمار‪ ،‬ال يوجد بها ٌ‬
‫سيء بها قبل رحيلة‪.‬‬

‫منك‬
‫كنت وبئس الصديق‪ ،‬ولكن تاهلل سأقتص َ‬
‫مثلك‪َ ،‬‬
‫أنا ُمسالمةٌ وال اتسبب بالخراب َ‬

‫عليك مظلوـ‪ ،‬انتظر وانتظر ومن ثَم انتظر‬


‫بدعائي فقط‪ ،‬وياؿ سوء حظك عندما يدعو َ‬

‫لحين الوقت المناسب؛ ستجدني أقف بعي ًدا وأنا أضحك‪ ،‬وستجد نفسك تبكي‪ ،‬ال‬

‫تتعجل فأنا السياج الموجود بالورود التي تسير عليها لتمزقها‪ ،‬أرني كيف ستتخطاني‬

‫بعدما ألمتني‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٖ٘‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫وعود زائفة‬

‫مجددا‪ ،‬كاف ىو أخر‬


‫ً‬ ‫ينقطع النور المنبعث داخل قلبي مرةً واحدة‪ ،‬ليحل الظبلـ بو‬

‫شيء‪.‬‬ ‫ُكل‬ ‫ينقطع‬ ‫كما‬ ‫انقطع‬ ‫ولكنو‬ ‫لدي‪،‬‬ ‫األمل‬ ‫من‬ ‫ٍ‬
‫بصيص‬

‫الفراغ ساد بداخلي من جديد‪ ،‬فراغ‪ ،‬فراغ‪ ،‬فراغ‪ ،‬ال يوجد غيره‪ ،‬ال ال يوجد القليل من‬

‫ممزوجا بالذكريات التي ألعنها في كل يوـ أكثر من ذي قبل‪ ،‬مضافًا إليهم‬


‫ً‬ ‫الحزف‪،‬‬

‫بعض البُكاء‪.‬‬

‫فعلي االعتياد‪ ،‬يتكرر ُكل شيء‬


‫لم أعد أكترث لؤلمر ح ًقا‪ ،‬فهذا ىو الروتين اليومي ّ‬
‫بفرح شديد‪ ،‬وينتهي بفراغ يسود أنحاء القلب‪.‬‬
‫بكثرة‪ ،‬يبدأ ٍ‬

‫ىذا يقوؿ لي أنو سيبقى‪ ،‬وسيدوـ ولن يرحل‪ ،‬وأنا أعلم جي ًدا أننا كلنا فترات‪ ،‬وأننا كلنا‬

‫زائلوف‪ ،‬ولكني أحاوؿ التشبت بأي شيء يجعلني سعيدة‪ُ ،‬كنت ح ًقا سعيدة بوجوده‬

‫وبوعوده‪ ،‬ولكن كما اعتقدت وظننت‪ ،‬ىي وعود زائفة‪ ،‬ليس لها من األصل شيء‪.‬‬

‫كثيرا أنو سيجعلني سعيدة‪ ،‬لن يترؾ للحزف مكاف في قلبي‪ ،‬وأنا بسذاجتي‬
‫كاف يعدني ً‬
‫سمحت لو باإلقتراب‪ ،‬ولكنو انتظر اللحظة المناسبة وطعنني في ظهري‪ ،‬ورحل حتى‬

‫دوف أف يقوؿ أسباب لرحيلو‪ ،‬رحل واختفى أخر شعاع للنور في قلبي‪ ،‬وعم الفراغ‬

‫مجددا‪.‬‬
‫ً‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫ٗ٘‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫أيضا تقوؿ لي أني جميلة‪ ،‬وأنها تحبني وأنها ال تقدر على العيش بدوني‪،‬‬
‫وتلك كانت ً‬

‫وكانت تقوؿ من ُكل الكبلـ أجملو‪ ،‬تصفني بالجميلة‪ ،‬كلماتها كانت تمس قلبي من‬

‫خنجرا في قلبي من كذبها‪ ،‬لن أحب أح ًدا بعد‬


‫ً‬ ‫لطفها‪ ،‬وىا ىنا أنا اآلف‪ ،‬كلماتها تطعن‬

‫اآلف‪ ،‬سأرجع كما كنت‪ ،‬ال أعرؼ أحد وال أحد يعرفني‪ ،‬ولكن ىنا المختلف أف الحزف‬

‫أمبل في أف أتعافى من جديد‪ ،‬في أف‬


‫بداخلي سأسرده في نصوصي وأحتفظ بها لذاتي؛ ً‬

‫أرجع على ما يراـ وكما كنت بعيدةً عن الجميع‪،‬‬

‫لم أكن أريد أف أتعرؼ على ُكل ىؤالء الناس وال أف يدخل حياتي ال َكم الهائل من ىذه‬

‫البشر‪ ،‬سمحت لنفسي فقط لكي أجد بينهم رفي ًقا يرافقني وقت حزني‪ ،‬ونفس الرفيق‬

‫يكوف معي وقت فرحي‪ ،‬أشاركو كل شيء دوف ملل‪ ،‬ولكني فشلت كالمعتاد وىذا ليس‬

‫بجديد‪.‬‬

‫ممزوجا بالحزف مراف ًقا للبكاء‪ ،‬فيا حبذا عندما‬


‫ً‬ ‫كما قلت لكم ساد الفراغ بداخلي‬

‫مجددا إال عند التعافي من كل ىذا‪ ،‬ولكن عند عودتي ستروف‬


‫ً‬ ‫معا‪ ،‬لن تروني‬
‫يجتمعوف ً‬

‫فتا ًة أخرى‪ ،‬لن تكوف ىي أنا وال أنا ىي‪ ،‬سيكوف ىناؾ شتاف ما بيني القديمة و‬

‫الجديدة‪ ،‬سأتغير لؤلفضل بالنسبة لي ولؤلسوء بالنسبة لكم‪.‬‬

‫فأنا رفيقة نفسي في البُكاء ورفيقة نفسي في السعادة ورفيقة نفسي في ُكل شيء‪ ،‬حتى‬

‫وإف وجدتم في بعض األحياف أشكركم على تضييع بعض الوقت من وقتكم الثمين‬

‫ألجلي‪ ،‬فأنا وحيدة نفسي‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫٘٘‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫***‬

‫عليك عدـ االشتياؽ عدـ البدأ في الحديث والتفريط في كل‬


‫وفي النهاية؛ كاف يتوجب َ‬

‫ٍ‬
‫شخص ال يستحق منك التضحية‪ ،‬قف مكانك‬ ‫ما تملك؛ أال وىي كرامتك من أجل‬

‫استرد‬
‫َ‬ ‫ليضخ فقط للقلب وليس للشخص‪،‬‬
‫َ‬ ‫عالج أمور قلبك واضبط مجرى الدـ لديك‬

‫كرامتك وال تتهاوف مرًة أخرى فيها ألنك ال تملك غيرىا‪ ،‬انظر حولك وأمعن النظر‬

‫ٍ‬
‫بهدوء يتخطى ىدوء الجو في‬ ‫ستجد أنك لست أولويًا في ىذا المكاف؛ فارحل عنو‬

‫أيضا فقط‬
‫تبك وال تفرح ً‬ ‫ٍ‬
‫شتوية بعد توقف نزوؿ المطر‪ ،‬ال تحزف وال تجزع وال ِ‬ ‫ٍ‬
‫ليلة‬

‫كافة أمورؾ وضع األمر يسير بمجراه الطبيعي ال أكثر وال أقل‪ ،‬وفي مرةٍ‬
‫وازف بين ِ‬

‫حجرا على قلبك وابتعد وال تلتفت للخلف‪ ،‬اعلم عزيزي‬


‫واحدة دوف سابق انذار؛ ضع ً‬

‫أنك ستكوف حزينًا ج ًدا ولكن بعد فترة سيزوؿ الحزف وسترجع كما كنت وستعيد ال َكرةَ‬

‫مرةً أخرى فاحفظ ىذه الخطوات‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪٘ٙ‬‬


‫إيماف بلمداني‬ ‫اشتياؽ‬

‫نبذة عن المؤلِّفة‬

‫ايماف بلمداني‬

‫الدولة‪:‬‬

‫الجزائر‬

‫‪ -‬سنة ثانية ليسانس علم النفس‪.‬‬

‫اعماؿ سابقة ‪:‬‬

‫‪ -‬كتاب نرجسية الهوى‪.‬‬

‫‪ -‬مشاركة في كتب جامعة الريمار ‪ ،‬شرايين حروؼ ‪ ،‬فيلودوكسيا ‪ ،‬أنطولوجيا الشباب‬

‫المبدع في اوؿ نوع لو في الجزائر مدونة في مجبلت الكترونية وورقية‪.‬‬

‫دار قصص وحكايات للنشر اإللكتروني‬ ‫‪٘ٚ‬‬

You might also like