Professional Documents
Culture Documents
اشتياق
خواطر
إيمان بلمداني
العنواف :اشتياؽ
الحالة :حصريا
_________________________________________
الدار غير مسؤولة عن أفكار ال ُكتّاب الواردة بإبداعاتهم؛ ال ُكتّاب وحدىم المسؤولوف
عنها.
الفهرست
انكسار ٛ ..........................................................
احتياج ٔٓ .........................................................
ىل تعلم من أنت !؟ ٕٔ ............................................
يا ليتك تعلم ٔٗ ............................................... ...
ىل تعلموف ...؟ ٔٚ ...............................................
حب زائف ٕٔ .....................................................
خذالفٕٖ .........................................................
عابرا! كاف روحيٕٙ .............................. !..
لم يكن ضي ًفا ً
الحاضر الغائب ٕٛ ................................................
لماذا ىو !؟ ٖٓ ....................................................
لما كاف علينا الفراؽ ...؟ ٖٕ .......................................
البدايات كذبة ٖ٘ ..................................................
وداع ٖٚ ...........................................................
ليالي ٗٓ ..........................................................
إىداء:
إلى أمي.
إيماف بلمداني
متى ستسقط راء حربنا؛ ليلتقي ُحبنا؟ ،ومتى ستُبدؿ ميم الجمر بباء؛ لتهدأ قلوبنا بعد
الجيم حاء.
إيماف بلمداني
انكسار
أشياء ال تأتي؛
منذ ذاؾ الوقت اللعين ،نعم إنو اإلنكسار األوؿ ،سئمت إنتظار ً
برمتو كذبة تعلقنا بأبوابها الدنيوية ومن ثم تزوؿ و يتبقى لك اإلحتياج األعوج و
فالحياة ّ
اإلشتياؽ المميت.
لقد أُىتكت روحي ضرراً بالفقد مئات المرات ،تتساقط مني أجزاء كلما مر عابراً بي ،
إف العقل يأبي اإلعتراؼ باالنهزاـ ،أما ما يُدعي بالقلب فإنو أصبح يشبو لوحة نشاف
*صباح أمس الثبلثاء الساعة الثالثة تحدي ًدا من السنة السابعة عشر بعد األلفين.
كنت أشاىد أمطار ديسمبر الغزيرة من نافذة المقهي أثناء إحتسائي القهوة ،ظللت
أطلت التحديق بك لم يكن يُهيئ لك ،ولكن كاف عقلي غائب الوعي ؛ يستعيد ذكرنا ،
لست مثلك فَػ ْوُر ما فصلتني عنك ذىبت تعبث و تعبث حتى أفقدتني أعز صديقاتي .
ضا ،
سهبل كما تتوقع ،لقد مررت بنوبات إكتئاب ،لقد لجئت لئلنتحار أي ً
لم يكن األمر ً
لكن ال بأس أنا ىنا اآلف أرى كل ما كنت أملك يمر أمامي كعابر سبيل وال تهتز
خصبلتي حتى
معا
يوما .اآلف ىما ً
قائبل إنو لم يحبني ً
ىباء ً ،
أيضا رؤية حبي األوؿ يذىب ً
و بإمكاني ً
تماما.
و أنا وحدي ،وحدي ً
يمكنك أف تراني إنساف بارد المشاعر ،جاؼ الطباع ،ولكن ماال تعلمو أف قلبي يعتصر
دعني وشأني فحسب ،فأنا ال أمتلك شيءٌ ؛ ألعطيو لك .وال يوجد المزيد لقولو أو
احتياج
عندما يحتدـ النهار عليك تود لو أنك تمتلك مظلة لتحتمي بها ،وسط تعثرات الطريق
تتمنى أف تجد من ينتشلك من ضياعك ويأخد بك للطريق الصواب ،وعندما يعلو أديد
دائما تحتاج إلى من يكوف بجوارؾ ،يساعدؾ في تعثراتك ،يدرؾ تقلباتك ،يكوف
ً
مرصاد لك ،يفهم سكونك قبل كبلمك ،يوبخك عندما تخطئ ،ويساعدؾ في تنجب
األخطاء ،يجاىد معك لتصل لمبتغاؾ ،تنثر عليو إنجازتك التافهة دوف الحرج منو،
ولكن بوجودؾ وحي ًدا ىكذا فأنت تؤذي نفسك فقط ،تحكي أشياء داخلك البد من
تكشد على نفسك بأف تناؿ بعض الهدوء؛ لوجود من تتقاسم معو حزنها وفرحها ،من
شخصا يساعدني على فهم شفرات عقلي ،يصنع من ثقوب قلبي نوافذ تضيء عتمتو،
ً
يتقبّل تلك التشوىات المتبقيّة من روحي ،يصنع لِي ذكريات ُمبهجة تطغَي على حزني،
لِذا ياعزيزي أخبرؾ ومن كل قلبي ،أنني أراؾ كل الكوف ،وكل الكوف أنت
حينما أفتقدؾ ،أنظُر إلى السماء وأرى نَجمك الجميل يوحي لي بكل ٍ
أمل وإشراؽ،
يحدثني بريقك عن اقتراب اللقاء ،أنظُر إليك وأنت بقلبي أثر لكل ٍ
نقاء وبقاء. ُ
أعلم أف كل الرسائل التي تحدثنا بها ،لم تعوض أب ًدا نَظرة إلى وجهك الجميل ،
سيطفو على وجهي كل عبلمات الخجل ،وتَحمر وجنتاي ويتلعثم لساني وأقوؿ لك
ٍ
بصوت خافت مرحبا
المزعج أب ًدا،
حينها ستتعجب من تلك الفتاة التي ال تستطيع أف يتوقف حديثها ُ
وتضحك حينها لتبادر بنفس القوؿ «مرحبًا» ..
ولكن حروؼ تلك الكلمة تخبئ ورائها كل جميل ياعزيزي ،ىل تعلم كيف ؟!
نيت لك،
ييت بكَ ،ح ُ
ويعقبها حاءٌ أصل كل أساطير العشق والبقاء ،فتكوف بدايتهاَ ،ح ُ
بك أكتفي ،لك أنتمي ،بك أرتوي ،بديعي وبداية ربيعي أنت!
ويعقبها تلك األلف التي تُبين لك مدى إستقامتها ولكن عندما تلتقي بعيونك يخير
رحبًا أحبُك.
فوراء ُكل ُمر حبًا أشتا ُؽ لك ،ووراء كل َم َ
اِستثناه قلبي عن الجميع وظل ينبض لو والوحيد الذي جعل عقلي ال يُجيد التفكير في
ك تعلم كيف تراؾ عيناي وحينها فقط ستعلم أنك لست وحيد و ٍ
شخص غيره ،لَيتَ َ أي
أنو يُوجد شخص يفكر بك طيلة اليوـ و يفكر كيف يجعلك سعي ًدا ،لَيتني استطيع
تجعل عدد نبضات قلبي تزداد تدريجيًا حتى أشعر أف قلبي سوؼ يخترؽ جسدي
يجعل قلبي ُمفتتًا من الحزف .حبك بمثابة أبجدية ُشكلت؛ لػتشعل فتيل الوفاء ،وتمحو
عتمة قلبي ،وإف كاف حبك حلم؛ فأنا يا سيدي أقبل ذاؾ الحلم الجميل.
بربك أخبرني..
من منا ال يستسلم لؤلحبلـ ويتمنى أف يعيش بحب يزوؿ بو ُمر الحياة ،من منا ال يتمنى
أف يكوف كفراشة تمتلك جناحين؛ لتحلق بهما في عالم الخياؿ ،من منا ال يشعر
بالحب إال في القصص والروايات واألفبلـ ويخفق قلبو؛ ليسمع نبض حب بداخلو ال
يفقهو إال من ىواه ،من منا ال يطلق عناف خيالو إلى المحاؿ؛ ليجعل في حياتو فرح ولو
لذا ،دعني ألثمل من حدقات عينيك التي ترمقني وتجذبني لصراع مع روحي حد
الممات.
يحيرني أف لعينيك صوت ،ولملمس قلمك حين يكتب مذاؽ ،ولكل كلمة تلفظها لوف
وعطر.
لقد سقطت أماـ قلبك يا عزيزي وال سلطة لي بذلك؛ فلينقذني اهلل أو فليمعن في
سقوطي بك.
تكن الحياة بدونو ولن ت ُكن أو تكتمل" ُمخلدين إثر حبهما في بواطن القلوب وإف
كنت فيما مضى تقوؿ ألحبابك الخير عني تقوؿ رمادا كاف قلبك استصلح وانا اقطن
أصبحت في ِ
عشقها متيماً مبلكاً، ُ كنت من الجن فارتقيت،
بو ُىديت حبها فاىتديتُ ،
أىواىا وأجتنب ما يبعدني عن فردوس قربِها ،ىكذا يَحوؿ الحب فلو من المعجزات
آيةٌ ِ
فيو ولو بها آيات ،كاف لي األلم فسحر وجودىا الكلمات فبات األمل في وجداني
كياف،حولت ندوب الفؤاد لبنود تفاصيلِها ،غيرت حشر انعزالي عن البشر لشرح
حولت ٍ
ورود تنمو وزقازؽ طيوٍر تشدوا ،وإف ُسئِ ُ
لت ما رجائي قبل وصولها لرجوت من َ
بداخلى قابيل لهابيل ،قيل أف"الصدؼ حياة" ،وأقوؿ" بعض الصدؼ حياة واألخرى
جحيم وتمحو لحظة حياة جحيمها" ،فلقد وجدت حلو الحياة بعد علقمة حلقي
بمرىاُ ،خلِقت من يسار أضلُعى وظنوىا قطعة من أ ُِمها ،فلقد التأمت جوارحي منذ
ُ
ظهرت بكمالها ،لي بها يسار صدري ولها بي والء االمتبلؾ لها ،ىي موطني وسنوف
وجل ُملكي ٍ ِ
بروح و ُخلقت تملك روحي وروحها .ىي فطنة تأنى الفؤاد لنيلها ،مبلكي ُ
ىي.
بهذا الشكل كنت تخاطب الناس ومن يسأؿ عني اين وعودؾ اليوـ واين ىو حبك ىذا
.
ىم ال يشعروف بحجم أالمنا وخوفنا من أف تُصيبنا تلك الشقوؽ التي تشقق ِ
الشق
ٍ
أشبلء ُمدماه،ىم ليسوا سحرة لِيُنجموا بما يختلج أفئدتنا من أمان ٍي نخشي األيسر إلى
الحلم بها أو السعي لتحقيقها،ىم لم يعوا بعد أنني كتِلك الشمعة التي إف ٱشعلت
ُ
أضائت وٱضيأت حتى تذوب في تلك التفاصيل ومن ثم تنطفئ بنفحة ىواء أو من ثم
يذىب الضوء الجاذب لها ،ال أطلب منهم شيء فقط لينتهوا عن تلقيبهم لي بصاحبة
التي تسبب فيها عشقي تصل لهشاشة تلك القشة التي قسمت ظهر البعير..
أتألم حين ال يستطيع أحد فهم ما يجوؿ بخاطري رغم وضوح تعبيري وعدـ مقدرتي
على اإلخفاء أو التبلعب باألمور ،رغم عفوية كلِماتي التي تستغربُها نفسي أحياناً،
يِ
صفونني بالغموض بينما شفافيتي تجعلهم قادرين على معرفة جل ما بداخلي ،إفَ
صمت قالوا كئيبة وإف شكوت للقبوني بالثرثارة وإف غفوت عن أنظارىم قالوا غامضة
ُ
تبحث عن الفضوؿ لها ،ىم ال يعلموف ال يعلمونني رغم علمهم بجل أمورى الظاىر
فشلت فهم أقرب البشر كيف اعلم ما يجوؿ بهم وبخواطرىم حتى في
ُ منها والباطن
سكوف الصمت وال يشعروف بي في ضجيج الكلمات األمر أصعب مما يُمكن شرح
ترتشف القهوة بتمعن ،تمسك القلم لتخط أوؿ مراسيل ُىيامك ،تُسكب األحرؼ من
لم أكن أنوي أف أسقط في تلك الدوامة ،بل كنت شديدة الحرص لبلبتعاد عنها،
وجدتها تنتشل كل من حولي يافعي الشباب فتُعيدىم وقد تمكنت الكهولة من
دوف أدني تفاصيل تذكرىم بما مروا بو ،أف ينقضي الليل دوف ألم دوف تلك العبرات
البركانية ،يبيت الفرد منهم كل ليلة على أنو سيصبح بخير ،فيصبح مهشم القلب،
ُمهمش الوجود ،متورـ العينين ،يمكنك قوؿ أنني تلك التي ترى األحداث خلف
الكواليس ،من باتت ترى السيناريو كامبلً ما أف يبدأ المشهد األوؿ بالتصوير ،تبكي
وتضحك إثر مرور األحداث بعقلها ،تدور األحداث حوؿ قصص قد مرت بأبطالها من
قبل،فإف أبدع المؤلف اقتُطف بعض الحلقات لتكوف مختلفة عما مر،ولكن ما إف
تتصل الحلقات يصل لنفس المصير المحتوـ المجهوؿ ،فما ذُكر الحب أمامي إال
واعتصر قلبي ألماً لِما رآهُ من قصص واقعية باتت في ُمذكرتو ولم تكتمل أصيبت
بالعجز ،والبعض منها قد انتهى وماتت أحداثو ودامت ذكراه ولم ترحل برحيل وافتراؽ
األبطاؿ ،منهم من تعمق فغرؽ ولم ينجو منذ ذلك الحين ومنهم من تعمق فأسعفتو
قدرتو على الرجوع متهالك القوى ليتعافى ويبدأ من جديد ومنهم من يطفو من تحتو ماء
وفوقو سماء وال يوجد بر من حولو،تشابهت النهايات باختبلؼ البدايات واأللم في
أريدؾ عوناً لي ال علي،أريد ما أف نزداد عقوداً نروي ألحفادنا نفس القصة ،ال مفترؽ
طرؽ نتبلشى ذكره،ال أريد أف يتألم أحد أللمي كما تألمت لمن مروا بو ،ال أريد لخاء
الخذالف أف تدلف لقاموس عبلقتنا،أريد وطناً ومسكناً فلقد ولدت غريبة تائو بين
إف وجدت إجابتك ب "نعم" فهلم واقتص الفؤاد وأوشم أحرفك عليو ليدوـ لك.
وإف كانت اجابتك ب "ال" فدعني أرحل في صمت فلم أصل لذروة دوامتو بعد.
ىا أنا أىم إلرسالو وفي تلك اللحظة تذكرت أف الحب مغامرة فهل للمغامرة أف تُحسم
نهايتها ب ٍ
نعم أو ال!
قررت الصمت واالحتفاظ بو حين إشعار أخر فَفي الصمت لغة ال يعلمها إال القليل
فعلوُ منهم!
حب زائف
نحن ال نرفض الحب كمضموف أو فكرة ،نحن نتجنبو خشية الوقوع بِاألشخاص
الخاطئين نخشى ذاؾ الشعور الذي ال يهنىء نوـ أصدقائنا بسببو نحن نختبئ خوفاً من
أف نُغرـ بأحد المارة فيُكمل الطريق دوف ُمباالة بقلوبنا الراحلة إثر مروره.
الحب ليس على نفس المضموف ىذه األياـ فلقد تم بواسطة جيلنا العظيم اختراع
جديد لم يكن منتشراً باألجياؿ السابقة ومكوناتو ىي" ٕاالنحبلؿ ،إ نعداـ األخبلؽ
وينتهي بتلك الجمل المماثلة التي ٔاصبحت معهودة في نهايات معظم العبلقات" نحن
لم يسطرالقدر إكماؿ عبلقتنا ،لسنا ُمناسبين لنستمر ،أخطأنا منذ البداية باألستمرار،
ال أدري إلى أي حد عقولهم ُمغيبة ليكتشفوا تلك النهايات بعد مرور كل ىذه األوقات
عليهم اللعنة إلى يوـ الدين لقد تسببوا في تشويو أسمى شيء أوجده اهلل
ُ ُسحقاً لهم
ربحهم من ىذا!.
لقد أوجد اهلل شرعوُ للسير على نهجو ال إخبلفو ،أتسأؿ عن نهاية كل شخص تسبب
في إذاء قلب أتساءؿ عما سيشعُر بو حينما تدور دائرة األياـ عليو لتضعو في نفس
خذالف
فربطت قلوبنا
ىونا فهونا ،تمسكنا فتُركنا ،محونا فمحينا جبرنا فتجبروا علينا ،ربتنا ُ
َ
الخذالف ،ساندنا فماؿ الدىر علينا وانحنت الظهور ،ساعدنا فبُذلت سعادتنا
بجمرات ُ
ألجلهم فهجروا حاملينها معهم ،ولم يرأفوا ،وكأف الجحود قد تجسد بهم ،تحولوا من
المبلئكة ذات األجنحة المفقودة إلى ذا القرنين ،أبليس في ابهى صور تحولو اصبحت
أنني أنتفض.
دوف الرحيل أو الدخوؿ ،تتألم دوف البوح ،تريد معجزة أو برىاف على الترحيب
بوجودؾ ،أف يتمسك الوطن بمستوطنو حتي يشعر باإلنتماء ،أف يعترؼ أحدىم بأحقية
وجودؾ على متن سفينتو ،أف يجعلك رباناً ال ِغنى عنك ،أف يتمسك بك كأخر ِ
قشة ُ
نجاة ،تكره التهميش ،تريد التمركز ،االحتواء ،االطمئناف ،االنتماء واألماف ،كل ما
ِ
الوىلة األولى ،ال أف تكوف كلغز وجب حلو تُريده أف تُعامل كل لحظة بِإىتماـ كما
والرحيل ،أف تُعامل برفق كطفل ،تُحدث كعاقل،تُحب كأخر من على األرض.
ليس واجباً إجبارياً ،بل فطرة القلب ما أف يعشق ،يتحوؿ الواجب لفطرة وعادة غير
روتينية ،متجددة ال تملل وإف دامت عقود ىكذا القلب ،تُريد أف يقسم أحد بالوفاء
لك ماحييت وحيا ،ال تغنيك الحشود من حولك ،تكره االزدحاـ ببل تقدير أو معنى،
ىكذا انت ،يكفيك فرد يملئ فراغ األفراد ،لكن تصعق عندما يقابلونكبالخذالف.
االنتهاء من كل ٍ
شيء ،ال نحتاج إال أنا نسمع لو، مؤلم حين يشبعنا حد األلم ،حد ِ
نسمع صوت ذاؾ الذي سبّب حقنة األلم بداخلنا ،صوتو ال يزاؿ يدوي؛ ألنو من
الخذالف يتمثل في من وىبتهم قلبك ،وروحك؛ غدروا بك ،وخانوؾ ،أعطيتهم ثقة
زائدة؛ ولم يفوا بهذه الثقة ،فلم يخذلك أحد ،بل أنت من خذلت نفسك حين راىنت
على أنهم أوفياء ،واآلف أنت تقف بين النيراف التي أشعلتها بنفسك ،وتريد أف يأتي
أحدىم لينتشلك منها؛ ولكن ال جدوى الجميع تخلی عنك ،وىجرؾ ،وخذلك الذي
ظننت بأف الحياة معهم ستكوف أفضل ،اصطفوا خلفك ليتقاسموا ظهرؾ بطعن
خناجرىم المسمومة فيو ،أنت من جئت بنفسك إلى ىذا الحاؿ ،كانت كلماتهم
كأنو بركاف ثار ،الخذالف مؤلم حين تشعر بعدة مشاعر داخلية تعصف بك مثل :خيبة
علي إف مس الحزف قلبي أو أصاب منو ،أشعر بتربيتة كفو على ظهري ومسحتو اللطيفة
ّ
على شعري ،أبوح لو بخوفي وقلقي فيمد ذراعيو الستقبالي ،يكوف أوؿ ما يتلقطني عند
ىباء
في كل مرة أحدث نفسي «لن أعود» أراه يبتسم لي؛ فتتهشم كل قراراتي وتصير ً
تذروه الرياح!
متنفسي الوحيد من ضغط العالم وضيقو ،عندما أخبرني مرةً عن انشغالو بالتفكير بي
غبي! ىل الحب المفضوح بالعينين يحتاج اللساف إلثباتو!؟ وىل كذب نزار حين
قاؿ》؟
تموت حين تُ ُ
ُ الحروؼ
َ الحب تقتُ ُل ُحبَّنا؛ إف
ِّ قاؿ《كلماتنا في
إف كاف الحبيب يفهم حبيبو فهو لم يحب! وإال لكاف ابتسم لي وأماء برأسو مواف ًقا ثم
الحاضر الغائب
إليك أيها الحاضر الغائب دائما عن القلب والباؿ ،إليك يا من لم تسمح لي بالغرؽ
َ
إليك وإلى ُك ِّل حاض ٍر عز عليو ترُكنا رغم علمو بما يخفي القلب تجاه غيره،
أبداًَ ،
ِ
القلوب الرقيقة واألحبلـ البعيدة ،إليكم يا من نحن شذى أعمارىم أصحاب
َ إليكم
فلتبقوا بالقرب منا قليبلً بَعد ،فنحن مجرد أشخاص مشوشين ال نعلم من ىو األقرب
إلينا ،نتعلق بمن يتجاىلنا دائماً ونسير خلف من يُحطم قلوبنا إلي أشبلء غير ابهين
ابقوا قليبلً بعد علّنا ندرؾ أنَّنا على خطأ في وقت أبكر قليبلً و لو لمرة واحدة ،ال
تسأموا منا فأنتم بحالنا أعلم من المقربين واألحباب بل واألىل أيضاً ،فلتجعلوا عزاءكم
فينا أفكارنا المشوشة ،حياتنا التي أمست أشبو بالمتاىة ،أحبلمنا الوردية التي لم تعد
تناسب واقعنا ،ال أقوؿ ذلك تبريراً لموقفي أنا والمشوشين من أمثالي فنحن على رأس
قائمة المذنبين ولكني أؤمن أننا كبشر البُد وأف نستيقظ يوماً من تلك الغفلة ونفتح
أعيننا جيداً و ٍ
حينئذ لن نرى سواكم أمامنا.
ٍ
حينئذ قد نبكي أسفاً أو نموت قهراً، ٍ
حينئذ ستكشف بعض الحقائق أو ربما كلها،
ٍ
حينئذ يجب أف تكونوا ىنا كما كنتم طيلة الوقت فليس ٍ
حينئذ قد نخسر أنفسنا ،لذا
من العدؿ أف نخسر الجميع ونخسركم أنتم أيضاً فبل أحد يستحق أف يحدث معو ىذا
لماذا ىو !؟
ِ
األعضاء المجاورة كل
والقلب و َّ عاد ،لِ ْيرُك َل المعد َة
َ
{ فأنا ال أحتاج في ِ
حبو قلبًا فجوارحي في ىواهُ َم ْؤلي}. ُ
يوما..
أجمل ما فعلت ً
ُ
لماذا ىو؟
ثم ينزؿ إلي صميم القلب وإف نزؿ إلى القلب ال يستطيع إخراجو إال الموت.
ُربما أحببتو ألف كل من يراه يُسرؽ قلبو ،و كل من يرى ضحكتو يقع في غرامو ،حتى
أحببتو كحب ورؽ الشجر للندى ال أراه إال في الصباح فاشتقت للصباح من أجلو.
ٍ وحيدةٌ بِ ِ
ث
أفع ُل ،اتح َد ُ
لم أكن َ اتحدث فيِهم إلَى أحد قَطَ ،
أسهر اللَيل َكما ْ لم َالفعلْ ، َ
انقضائِهم ما يقرب ِمن ِ
األلف رسالةً ألجد بع َد ِ
تمضي الثّبلثةُ أياـِ ،
ُ
مع ِ
نفسي َكثيراِ ،
ُ ً
أتمسك ،وإف َمضى
ميع فأنَا َ
الج ُ
تخلى َ
فيها :إف َ
أقوؿ لك َ
ِ
المراسيل كتبتها ُ ثير ِمن
وال َك ُ
اؿ الجميع فأنا ِ
أحبُك.. ميع فأنَا أب َقى ،وإف ز َ َ ُ
الج ُ
َ
متى ستسقط راء حربنا؛ ليلتقي ُحبنا؟ ،ومتى ستُبدؿ ميم الجمر بباء؛ لتهدأ قلوبنا بعد
ِ
ومعك ستُحذؼ غيابات وتُبدؿ الجب،
دوف راء ،بدونك سينتهي األمر بي إلى غيابات ُ
الجيم حاء.
بب حبِي ِ
لديسمبِر أخبرتُك ِ ِ ِ ِ ِ ِ
لَيلَةٌ قَا ِرسة من لَيالي ديسمبِر التي أحبُها ،سألتَني ً
يوما عن َس ِ ُ
أنت اآلف؟
أين َ ِ
ومرىا لكن َ
لوىا ُ
العزيزُ ،ح َ
َ
عنك أيها ِ عرت بأنّو ِ ِ
الساذج؟ إف أيضا ،فَما َذا َ ُ
يحبنّي ً الزاؿ ُحبّي لديسمب ِر ىنا لطَ َ
الما َش ُ َ
أفعل اآلف؟
الحمقاءَُ ،ماذا َ
أنساىا َكي أتذك ُرىا تلك َ
أتَذ َكرىا أنا ال َ
كيف التقي بِها؟ علي أف ِ
أعيد ُكل ِذكرياتِنا
عر
الش ُ والمراسيل التِي ُكتبت َلها َ
وىذا ِّ ُ َ َ َ ّ
ازرعها َكي الذي قرأتّو ً ِ ِ
ِ
الورود أنا َ
َ وردة ُزرعت َلها أنا ال أشتَري َلها
كل َيوما وىي ببَالي ،و ُ
ب إلَيها ىي ِ أريها أنَني مع ُكل نُقطة ِمياه ِ
اذى ُ
الورودَ ،كاف ُحبّي َلها يُزىر ،غَ ًدا َ
ُ أسقي بها َ َ
ِ
الطقس لتتحدث معوُ فِي ىذا
البحر َ حتما حم َقاء ال تَعتنِي بصحتِها ُ
وتذىب إلى َ ً
ِ ِ ِ
من البح ِر وتحب اإللتقاء بو ال أعلَم إف َكانت َ
متوحدة أـ َماذا؟ خاؼ َ ِ
القارس ،تَ ُ
بالسك ِر يَا َ
بلهاء ِ
_تنعتينى ُ
بك إلى ُىنا أيها ِ
الساذج؟ َ -ماذَا أتَى َ َ
_ديسمبر...
-ماذا؟
حب ديسمبِر.
_أقصد َمن تُ ُ
ُ
منها؟
-وما َذا تُري ُد َ
الصورة.
َ حاض ًرا لِيدؿ َعلَى التَجد ْد واالستمرار واستِحضا ِر
-نُعي ُده ِ
قت لَ ِ
ك. _حمقاء لَكن اشتَ ُ
َ
البدايات كذبة
في بداية األمر يتزالف الطرفاف وتجمعهم عبلقة ما يحاولوف استخداـ إختبلفاتهم
التفكير في الكم الذي يعطيو ،كل ما يشغلو ىو أف يغمر طرفو اآلخر في كلماتو
دائما ما تكوف مليئة بأحداث تود لو أنها تظل ثابتة وال تتغير بمرور الوقت.
ً
لم ال
دائما؟ َ
لم تكوف البدايات أفضل ً
ولكن ىناؾ شيء بسيط ،ىل خطر في بالك مرة َ
تظل العبلقة في ود وتفاىم كالسابق منها؟
ببساطة ألنها البداية ،فقط كل ما تعرفو عن الطرؼ اآلخر لعبلقتك مجرد قشور من
شخصيتو ،يظهر لك ما يجب إظهاره فقط ،يحاوؿ أف يبين نفسو في أبهى صورة،
ٍ
شخص ما ال تعلم عنو شيء سوى ما يريدؾ معرفتو؛ سذاجة ،يا أبلو قم بإيقاؼ قلبك،
وشغل عقلك ٍ
لثواف ستعلم أنك لم تكن أولويًا ولن تكوف ،ال تثق ،ال تتعلق ،ال تحب
بطفولة ،ال تقف عن الحديث عندما يقوـ صديقك المفضل بتوبيخك ،وبخو كما
فأنت ال تعني لو يا أحمق ،ومن الحماقة أف تظن أنك لن تُترؾ ولو بعد حين،
يوبخك؛ َ
أنت تعيش في ٍ
وىم ،من صنع خيالك ليس إال" ،لم تكن أولويًا عنده" اكتب ىذه َ
مثلك؛ فبل
لك األعذار مثلما تفعل ،لن يكوف َ
لتلتقطو من الهبلؾ ،سيهلكك ،لن يضع َ
أحد يحمل جماؿ ونقاء قلبك ،اجتمع الجميع على خطأؾ؟ ال تستمع ،اىرب منهم.
حراما؟ ال،
واقصف وتنمر عليهم ،ىل رأيت مرةً التنمر على الحيواف وقوؿ أنو حيواف ً
فقم بأخذ حقك في فور حدوث شيء يزعجك ،لن تعيش أكثر مما عشت وكلنا
وداع
زلت في كل لحظة أتذكرؾ تدمع عيناي شوقًا مرت أعواـ عديدة على تر ِ
كك إياي وما ُ
،أصبحت في حالة يُرثى لها ،الوجوه المشفقة تحاوطني من الجهات األربع ،لم
ُ ِ
لك
أستطع التحرر من ذاؾ الحزف المتقوقع بداخلي تَرؾ بي بعض الندبات والجروح
تَرؾ بي ما ال استطيع معالجتو عند األطباء ،فلم يكن ىناؾ طبيب في أنحاء الببلد
ٍ
لحظة من سليم من الخارج ومهدد بالتوقف في أي
أجمع يداوي صميم القلب ألنو ٌ
الداخل.
لك أليس
المحب ،وصفتو َ
لك قبل ىذا أنني أعلم أثر الفراؽ على قلب ُ
إليو :قُلت َ
ىو مازاؿ بداخلك؟ األمر أشبو بمرأةٍ يوـ عُرسها ىجرىا زوجها بعد عقد القراف وكتب
تركها وباتت ال تعلم ماذا ستفعلُ ،محطمة القلب وتكاد من فرط البُكاء تجن ،مثلك
قراءتها تذرؼ دموعي لتغطي عُنقي ،عيناي في ىذه اللحظة ُمنطفئة ،أما كاف ال يحبها
أف تنطفيء؟ يداي ترتجف وأقدامي ال تتزف ،فأين ىو من بين ُكل ىذا؟ أين ىو اآلف من
المقربة.
ُ
عندؾ ألراه
طرقت إليك في الغسق ُكنت أرجو أف يكوف َ
إلى صديقو الوحيد :عندما َ
للمرة األخيرة ،لم يتسلل إلى ُمخيلتي أنو رحل إلى األبد ولن يعود ،أتعلم يا ىذا؟ لم
أكن أحبك في ٍ
يوـ من األياـ ،فقد ُكنت تراه أكثر مني وتتحدث معو أكثر مني وتكاد
تكوف تبيت َمعو في منزلو يوميًا ،كانت الغيرة تشعل في قلبي النيراف وال تهدأ ،كاف
وكأنك زوجتو الثانية وليس صديقو-وىنا ابتسمت أنا وىو-ولكن اآلف ستجدني عندؾ
ليالي
الليلة حالكة الظبلـ ،تنتظرني عيناي لكي أعطي لها إشارة ببدء ىبوط الدموع ،سأنفجر
اآلف من حزني؟
الليلة الثانية:
الليلة الثالثة:
الليلة الرابعة:
الليلة اآلخيرة:
ٍ
ندبات لم أستطع معالجتها ،كنت ال أقدر على الحديث حين ىجرتني عم ًدا تركت بي
للهدـ ،ليس بهذه السهولة ،لم أنم في الليلتين األولى والثانية ،ففي الليلة الثالثة قُمت
باحتضاف السرير حتى اليوـ الرابع وفي بدايتو قابلت من ىو مثلك ،فهجرتو قبل أف
يهجرني ىو مثلك ،واآلف وفي اليوـ الخامس أقدر أف أقوؿ أنني نجحت في تخطيك
أتخطاؾ في نفس الفترة التي أخذتها ألف تقوؿ لي أنك ما عدت قادر على اإلكماؿ
ذكراه
بك.
أصبحت أكره التفكير َ
األزىار أمامي ذابلةٌ ،ولكني مازلت محتفظةً بها؛ فبداخلها رائحتو عندما أىداني إياىا
المتراطمة ،فقمت بالموافقة؛ ال أعلم ما السبب ولكنني كنت حزينة فبل بأس من بعض
أتى اليوـ الثاني وأنا لم أ َِمل من الرقص ،اليوـ الثاني لي ىنا ،قررت أف أرسل لو رسالةً
لة فالتقطت األوراؽ وبدأت بخط أوؿ ٍ
كلمة مع ساعي البريد الذي يمر من ىنا كل لي ٍ
لو :أنا مريضة ُحبك ىل تتذكرني؟ ىل أخطر على بالك وأجوؿ بخاطرؾ!
لك على األذى الذي تركتو بي ولي ،لست حزينة مما سببتو لي من أذى
تحيةٌ طيبةٌ َ
تجوؿ في خاطري بين الحين واآلخر أب ًدا ،وال أتمنى أف يرؽ قلبك وتسأؿ عن كيف
وداعا.
مشاعر ،ولكن ليس إلي كل ىذه المشاعر ،بل سأقتلها أماـ عينيك الجميلتينً ،
وصلت إليو، كالدموع الفارة من عيناي أثناء سيري عليو ،أقسم أنني ُكل ٍ
يوـ ألعن ما
ُ َْ
ض!
كيف وصلت لهذه المرحلة من األلم؟ كيف أصبح الطريق بهذا البُػ ْغ ُ
الخوض ِ
بالمائة، المستحيل ،فنسبتُو ال تَػتَجاوز الواح ُد
ُ الوصاؿ أصبح كالشيء ُ
ُ االنتهاء،
علي في ٍ في ٍ
وقت أصبح ُم ِم ًبل حد الثَمالة ،فواهلل إف ىذا الوقت سيقضي َّ
َ شيء جديد
اآلخرة.
ِ
وثانيتاف فقط ،وبضع ُخ ٍ
طوات بيني وبينو، س دقائق من الزمن، ِ
متُػ ٌر من المسافةَ ،خ ْم ُ
ور عازؿ للرؤية ،اسمع صوتو ولكن ال أراه؛ يسمع صوتي ولكن ال يراني ،ماذا
يفصلنا ُس ٌ
دىاكم أيها البَشر ،أتقفوف وأنا أبكي؟ أليست دموعي أحق بالبقاء في عيناي!
أحمل ما تبقى من قلبي على كفي ،وتجرني قدماي لكي أصل ،ولكن في المنتصف
فرارا وىربًا بعد تيقني من أف ال جدوى من الحياة بدونو وال نَفع بها
ت ً المميت ،قد ُم ُ
ُ
بك بعيدةٌ عني ،أعلم علم اليقين
بغيره ،وال حيا َة بها والحياة بذاتها-التي كانت تتمثل َ
أنك تحبني ،وأعلم أنك ستبكي عندما تراني ضعيفةً ىكذا وال يوجد للفرح مكا ٌف
َ
أيضا أنك ال تبكي إال عزيزؾ الغالي وأنا ىي عزيزة قلبك الغالية ،ولكني
داخلي ،أعلم ً
لم أعد أحتملَ ،مر الكثير وتبقى القليلَ ،مر الكثير وتبقى القليلَ ،مر الكثير وتبقى
نت وِز ُ
لت وسأظل أحبك بشدة". ومازلت صديقي الوحيد ،ولكن أنا ُك ُ
يستوطن في عقلي ،ويأبى الخروج من قلبي ،أما لهذا القلب أف يأخذ ىدنةً من العالم
"يكفيني ىذا القدر ،ال أقدر على التحمل ،لم أعد أتحمل"
خصيصا في
ً أستجير بِكم من لهيب َجهنم الموجودة في الشق األيسر من الجسد،
الكيميائي.
راغمني عقلي بعدـ النسياف ،وكأنو يعاقبني لعدـ االختيار المثالي ،وألني ال أصيب
اإلختيار.
تتدجى الغرفة التي أسكنها ليل نهار ،يصبح النهار كالليل ،ال يفرقو عنو شيء بتاتًا،
َّ
ِ
لبلحتماء بو. أجاىد نفسي على االضطبلع من سريري الذي أصبح كموط ٍن ألجأ
المرير فتدخل نفسها في واق ٍع ْأم ٍر ،تضطلع على نفسها فالمرآةُ فتجد الهاالت
السوداء تنتشر أسفل عينيها ،ال تعي ما تفعل وال ما تقوؿ ،السيما أنها مريضةٌ بمرض
في طليعة األمر ُكنت ونعم الصديقة والحبيبة ،ولكن في نهاية األمر أصبحت كالبيداء
لفحت النار الزىور التي كانت في قلبي ،أصبح لظى النار يخرج من ُكل مكاف،
ٍ
شخص أبلو مختاؿ ،يظن نفسو ال ونضبت مياه الحب ،حدث ُكل ىذا أثر خذالف من
جعلني أفقد الثقة في ُكل شيء ،أنا ح ًقا أكره ذاتي وأنبذىا ُكل ٍ
ليلة ألنني سمحت
أنت.
فكيف حاؿ النكس؟ وأقصد بو َ
سأمزؽ ىذه الرسالة بعد اإلنتهاء من تفريغ طاقتي بها؛ ألنك لن تهتم ألمري كالمعتاد،
لك:
أريد فقط أف أقوؿ َ
ٍ
مخصص للخنازير ،ظننت أنني سأستطيع أف أنظفك من ألني أقحمت نفسي في ٍ
مكاف
وحلك الدنيء ،ولكني لم أستطع ألف ُكل خنزي ٍر يظن ذاتو نظي ًفا ،وما ىو إال حيوا ٌف
َ
أنت.
متسخ يتبلعب في الوحل ليستحم بو ،وأقصد بالحيواف َ
تعامل معي لفترةٍ وجيزة ومن ثَم أىجرني وعد مرًة آخرى لتطالبني بالم ِ
كوث بجانبك ُ
وأف نعود كما كنا.
ٍ
بلطف ،وأعينًا تنظر بكره ،ستجد آمانًا تكره اآلماف ،وتحب ال ُكره والقسوة ،ستجد قلبًا
تبلد وأصبح كالحجارة ال ينبض إال بالبغض ،لن تجدني كما أنا ،ستتعجب ألف مرةٍ
ُ
أىذه آما ُف ال ُكل واآلما ُف اللطيف الذي يهروؿ لها األصدقاء ليقصوا ما يحدث لتهوف
عليهم؟
بجحيم أفكارؾ المتتالي ،وستغرؽ في دموعك التي ستنهمر كالسيوؿ المدوية ،فقط
حساب غضبي.
َ تحسب
ُ ألنك لست تدرؾ حجم ما ستفعلو وال
أنا ألطف اللطفاء ،وأقسى القساة ،أنا أجيد لعب كل األدوار ال يعيقني شيءٌ؛ ألنني
ٍ
رسالة نصية قصيرة لتلك العبةٌ ماىرة ،أجيد حب ىذه والسؤاؿ على ىذا ،ترؾ
لتستيقظ مبتسمةً ،ووضع صورةٍ لهذا وفوقها بضع الكلمات الرقيقة ألكوف لطيفة.
وفي الجانب اآلخر ،أجيد جعل ىذا يبكي ومن فرط البُكاء يفقد بصره ،وأجيد جعل
ٍ
ترجمة لكبلمي يبيت الليل باحثًا عن تلك تكره ذاتها وتسبها وتلعنها ُكل ٍ
ليلة ،وذاؾ ُ
بناء على
القاسي وطريقتي المتعجرفة ،فأنا الشيء وعكسو أجيد فعل كل شيء؛ ولكن ً
أقسو على اللين وال ألين على القاسي ،جرب فقط أف
من أتعامل معو أمامي ،ال ُ
ٍ
بسبلـ بعي ًدا عني. تفهمني وستعيش
أنا ىي القاسية ذات القلب المتحجر الباكية لكسر قلب أحدىم دوف ٍ
قصد المتعجرفة
لك
السم في جسدؾ ومن ثَم تعطيك الترياؽ خائفةً من زوالك ،اآلماف َ
التي تبُخ ُ
قليبل عن القراءة وركز معي.
الضاـ ،توقف ً
ُ والمنزؿ
أنا آماف ال ُكل ومأمن ذاتك ،أنا من ينفر منها الجميع ومن ثَم يجدوف أنفسهم بين
أحضاني.
دعوة مظلومة.
عنك؟
َعلك تسأؿ عن سبب عدـ عفوي َ
الجديدة ،وأنا جعلت نفسي ال أرى وأتظاىر بالنسياف ولكن ُكل ىذا كاف بأم ٍر مني
لنفسي أف أتناسى ما تفعلو ،استغللت نقطة ضعفي ومزقت فؤادي بكبلمك الذي كاف
كالسم الذي ال يوجد لو تريا ٌؽ على مر العصور واألزماف ،تماديت وتماديت حتى لم
ُ
يعد للصبر مكاف عندي.
لك؟
ماذا تظن نفسك يا ىذا لتجرؤ على تخطي الحد الذي وضعتو َ
ال ،لقد أخطأت في اختيار الشخص الذي تخرب لو حياتو ،فأنا الشوكة التي ستقف
لك رأس
أنك ببل رأس أو وضعوا َ
الشيطاف ذو القرنين أعلى رأسك ،ولو أني على يقين َ
أثر
مار عليها ،وأنو ليترؾ ٌ
عقل يفكر ماذا يفعل بحياة البشر وىو ٌ
حمار ،ال يوجد بها ٌ
سيء بها قبل رحيلة.
منك
كنت وبئس الصديق ،ولكن تاهلل سأقتص َ
مثلكَ ،
أنا ُمسالمةٌ وال اتسبب بالخراب َ
لحين الوقت المناسب؛ ستجدني أقف بعي ًدا وأنا أضحك ،وستجد نفسك تبكي ،ال
تتعجل فأنا السياج الموجود بالورود التي تسير عليها لتمزقها ،أرني كيف ستتخطاني
بعدما ألمتني.
وعود زائفة
شيء. ُكل ينقطع كما انقطع ولكنو لدي، األمل من ٍ
بصيص
الفراغ ساد بداخلي من جديد ،فراغ ،فراغ ،فراغ ،ال يوجد غيره ،ال ال يوجد القليل من
بعض البُكاء.
ىذا يقوؿ لي أنو سيبقى ،وسيدوـ ولن يرحل ،وأنا أعلم جي ًدا أننا كلنا فترات ،وأننا كلنا
زائلوف ،ولكني أحاوؿ التشبت بأي شيء يجعلني سعيدةُ ،كنت ح ًقا سعيدة بوجوده
وبوعوده ،ولكن كما اعتقدت وظننت ،ىي وعود زائفة ،ليس لها من األصل شيء.
كثيرا أنو سيجعلني سعيدة ،لن يترؾ للحزف مكاف في قلبي ،وأنا بسذاجتي
كاف يعدني ً
سمحت لو باإلقتراب ،ولكنو انتظر اللحظة المناسبة وطعنني في ظهري ،ورحل حتى
دوف أف يقوؿ أسباب لرحيلو ،رحل واختفى أخر شعاع للنور في قلبي ،وعم الفراغ
مجددا.
ً
أيضا تقوؿ لي أني جميلة ،وأنها تحبني وأنها ال تقدر على العيش بدوني،
وتلك كانت ً
وكانت تقوؿ من ُكل الكبلـ أجملو ،تصفني بالجميلة ،كلماتها كانت تمس قلبي من
اآلف ،سأرجع كما كنت ،ال أعرؼ أحد وال أحد يعرفني ،ولكن ىنا المختلف أف الحزف
لم أكن أريد أف أتعرؼ على ُكل ىؤالء الناس وال أف يدخل حياتي ال َكم الهائل من ىذه
البشر ،سمحت لنفسي فقط لكي أجد بينهم رفي ًقا يرافقني وقت حزني ،ونفس الرفيق
يكوف معي وقت فرحي ،أشاركو كل شيء دوف ملل ،ولكني فشلت كالمعتاد وىذا ليس
بجديد.
فتا ًة أخرى ،لن تكوف ىي أنا وال أنا ىي ،سيكوف ىناؾ شتاف ما بيني القديمة و
فأنا رفيقة نفسي في البُكاء ورفيقة نفسي في السعادة ورفيقة نفسي في ُكل شيء ،حتى
وإف وجدتم في بعض األحياف أشكركم على تضييع بعض الوقت من وقتكم الثمين
***
ٍ
شخص ال يستحق منك التضحية ،قف مكانك ما تملك؛ أال وىي كرامتك من أجل
استرد
َ ليضخ فقط للقلب وليس للشخص،
َ عالج أمور قلبك واضبط مجرى الدـ لديك
كرامتك وال تتهاوف مرًة أخرى فيها ألنك ال تملك غيرىا ،انظر حولك وأمعن النظر
ٍ
بهدوء يتخطى ىدوء الجو في ستجد أنك لست أولويًا في ىذا المكاف؛ فارحل عنو
أيضا فقط
تبك وال تفرح ً ٍ
شتوية بعد توقف نزوؿ المطر ،ال تحزف وال تجزع وال ِ ٍ
ليلة
كافة أمورؾ وضع األمر يسير بمجراه الطبيعي ال أكثر وال أقل ،وفي مرةٍ
وازف بين ِ
أنك ستكوف حزينًا ج ًدا ولكن بعد فترة سيزوؿ الحزف وسترجع كما كنت وستعيد ال َكرةَ
نبذة عن المؤلِّفة
ايماف بلمداني
الدولة:
الجزائر