Professional Documents
Culture Documents
إهداء/
س يف اخليال لكل من قد ارتشف من كأس احلب املشروخة وأُدميَت أهدي هذه األحرف املبنية على واقع غُ ِ
م
َ
شأًن يف عامل املشاعر ،الذين اكتسبوا من الصدق ،الوفاء ،الشجاعة،
خصوصا أويل القلوب اليت عال امسها ً
ً شفتاه،
واألمانة ،ما يؤهل حبهم للخلود ،وأحثهم على نيل اخلتم الذي به تُسطَّر مشاعرهم على صحائفهم اليمىن فال متام
من غري ..ختام.
#راين القامسي
أهدي هذه القصة للقارئ البطل الذي يقرأ هذه احلروف اآلن ،نعم أنت بطل على أرض الواقع ال على شاشات
التلفاز،،
إن كنت ًأًب فأنت بطل لتحملك صعاب احلياة لتعيل أهلك،
أو ًّأما بطلة تتحمل مشقات ال يتحملها الرجال،
إن كنت األخ أو األخت الكربى ،يكفيك من البطولة أنك حتاول محاية إخوانك الصغار من الوقوع يف أخطائك
وحيدا فأنت
محاية هلم ،،أو كنت األصغر ،فأنت بطل لتعلمك من جتارب األكرب وتتخطى ما وقعوا به ،ولو كنت ً
بطل لكونك تواجه حتدايت احلياة....
أبطاال يف أعني غريًن"
"إن آمنَّا ببطولية أنفسنا استطعنا أن نكون ً
هذا الكتاب لك أيها البطل.
#رمحة_اجلمال
َّ
إىل النور الذي الزمين كلما خططت حرفًا ،والقلب الذي احتواين بصدق دومنا ملل ،إىل الوحيد الذي مل خيذلين من
قبل ..إىل الكاتب واملدرب /د .صاحل اجلبلي ..
#إسالم_املرون
1
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
متهيد...
مكاًن مظلما ...عينان ًبهتتان ،حتدقان لألعلى من غري أي حركة ،وكأهنما عينا ميت! جسد مد مسد ى
دتلل على بقعته ،ركيك كان ً ً
البنية ،تكفي نس د د ددمات الريح لتحريك أطرافه ،هناك أش د د ددياء ص د د ددغرية حتوم حول رأس هذا اجلس د د ددد املنهك! تبدو وكأهنا قطرات مطر،
معلوما ما احلزينات الاليت
لكنها ال تتسد د د د دداق ! بل تبدو وكأهنا مرات غبار مىد د د د ددي ة ،تتجلى يف سد د د د ددطح كل قطرة مكرى مؤملة ،ليس ً
يتساقطن من عيين املستلقي ..أهي من قطرات الندى العائم؟ أم ُك َّن املاحلات الكسريات!..
ى
هبمس يكاد ال يُفهم :
"يبدو ..أنه مىى عام آخر ...هل سيحصل ملك الشيء؟ ..كصباح اليوم األول من كل عام؟ ..عن أي شيء أحتدث؟"
قليال ،وأخرى على
"بدأت تس د ددتيق تلك اجلنيات س د دداحرات اجلمال كما يف بداية كل عام ..أس د ددتطيع ر يتها! واحدة أمامي! بعيدة ً
مييين ،وأخرى حتتىدن صددري ،أشدعر بدفء اليت يف صددري يغمرين ..ما هذه االشدياء اللطيفة اليت تتجمع حول رأسدي؟ ..يبدو أهنم
جدا ،يبدو أهنم يالطفون وجهي ..هل أًن يف اجلنة؟"
أصدقائي ،فهم األقرب يلً ،نعمون ً
الفارة من عينه الفياضة،
جمددا ،فقد تالشت تلك األشياء اليت تداعب وجهه ،وعاد يشعر أبهنا الدموع َّ
بدأ عقله يعود إلدراك األمور ً
وأدركت عينا ه أنه مل توجد جنيات سد دداحرات اجلمال ،مل تكن سد ددوى جتمعات ضد ددوء الشد ددمس املتسد دربة من فتحة النافذة املكسد ددورة يف
متوجها إليه ،واجلدار على ميينه ،وبقعةً يف صدره.
ً وس الغرفة ،فاستقرت أطراف خيوط الشمس على السقف الذي كان نظره
2
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
2
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
حسنًا ومن هو بطلك املفىل؟ -
طبعا ،ال حيتاج األمر سؤ ًاال!
قناص ً -
قناصا بين؟
ومل اخرتت ً -
دائما يساعد اجلميع ،قوي ،مكي ،سريع حىت !..هل تعلمني ماما حصل يف احللقة السادسة والثالثني حني اكتشف
حسنًا ،هو ً -
القناص من السارق..؟
(حماولة إخفاء ضحكتها وهي تراقب محاس ولدها) ال أدري ،ماما حصل؟ -
اعرتف السارق على نفسه وقال :أًن أسوأ شخص يف العامل ،لقد تسببت أبمية الكثري ،ث رد عليه قناص( :ال تقل هذا ،طاملا -
عرفت خطأك واعرتفت به ،عليك تصحيحه ،وحينها ستغدو مواطنًا صاحلًا) رد عليه السارق( :أنت بطل خارق لن تفهم
أبطاال )!..ث ًنداه
إحساسي ،أًن خائف!) فهمس القناص يف أمنه( :حىت األبطال خيافون! لكننا حاربنا خوفنا حىت صرًن ً
ائعا أمي؟؟
مدافع ألن هناك مهمة أخرى عليهم حلها ،وانتهت احللقة ،أليس ر ً
بلى هو كذلك ،وأنت ،هل تريد أن تكون مواطنًا صاحلًا؟ -
ًبلطبع ال! -
مدمد ..ماما؟ -
بطال يصنع مواطنني صاحلني!
ال أريد أن أكون مواطنًا صاحلًا! سأكون ً -
حسنًا ،أرى أنك تنجح ،فأنت بطلي الصغري ( تداعب رأسه). -
لقد تعهدت حبمايتك لألبد ،لن أتركك كما تركنا أيب! ،انظري ..ها هو سامح! سامح لقد وصلت أًن هنا! (يركض جتاهه). -
(أحياًن أستغرب كيف لطفل ابن السادسة أن يتحدث وكأنه رجل و ىاع عاقل)..
ً -
֍֍֍
سألعب بقناص ،هاته.. -
مهال! أًن أريد اللعب به أيىا!
مهال ً
ً -
ماما؟ لكنك حتب مدافع! مل ختليت عنه اآلن؟ -
أيىا ،لديك مخس شخصيات أخرى ،اخرت منهم..
ختليت؟ لن أختلى! سألعب به ً -
أحدا منهم!...
ال أريد ً -
ومل ملك؟ -
لد..ألند.. -
ألهنم حفنة من احلمقى أمثالكما( ،قالتها ابنة جارهم) هههه األوالد طائشون.. -
3
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
ليسوا محقى !..قناص يسعى للخري وأريد أن أكون مثله!!... -
قناص وأصدقا ه احلمقى ،مجيعهم خياليون ال فائدة منهم.. -
اتركها يف حاهلا هي ال تفهم من هم األبطال السبعة. -
ال أمسح لك أبدا أن ختط ي يف حل قناص (ميسك صخرةً). -
اي فىت !...توقف! توقف أًنديك أًن!!.. -
......................................
مهال ،ما هذه الشرطة..؟ مل تبكي أم سامح؟ مل أشعر ًبلدوا...
مهدً . -
اي فىت هل ميكنك أن حتكي يل ما حصل؟ كيف سق صديقك يف الب ر..؟ -
سق ..؟ (أتتيه الذكرايت سريعة متخبطة مشوشة ،ث يبدأ ًبالهنيار )..لد..لقد كنا نلعب و..وقام بسامح برمي قناص بقوة وانكسر -
نفسا عمي ًقا ونظر للشرطي وقال :حني رأيته
ععععلى( ...ينظر البنة جارهم اليت تبكي ًبهنيار وكأهنا حىرت ما حصل )...أخذ ً
يكسر اللعبة دفعته بقوة فسق يف الب ر..
......................................
توقففف !..توقف اي جمنون! -
ال أحد يسمعك اآلن ،أنت حتىر مكراك وحسب.. -
أنت ..أنت ال تفهم! ظننت أنين كنت أقوم بعمل بطويل مثل قناص إن اعرتفت!.. -
وهل كان هذا اعرتافًا؟... -
֍֍֍
أمي! أمي! هل سنذهب لسامح اليوم؟ -
(تنظر له بنظرة حزينة بينما تتمتم يف اهلاتف) نعم ،وهو ال يعلم أن صديقه قد مات ،حكم علينا بدفع الدية فهو طفل ،نعم -
طفال ..حسنًا حسنًا ،يف انتظارك ..إىل اللقاء...
ما زال أهله غاضبني ..ال أدري ماما أفعل مازال ً
أمي من كنت حتدثني؟ -
قليال بين.
كنت أحتدث مع والدك فقد اشتاق إليك ويود أن تبقى معه ً -
ماما؟ ال أريد !..إن أراد هو فيمكنه أن أييت ويظل معنا !..ليس من حقه أن أيخذين منك !..سأهرب منه إن اضطررت -
لذلك!..
إايك! إايك أن خترج من املنزل مهما حصل أتسمع؟ -
لكن.. -
دون اعرتاض ،إىل غرفتك!.. -
4
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
֍֍֍
ال أفهم ح ًقا مل أمي غاضبة؟ مل أفعل شيًا خاطًا ،أًن أعرف كيف أسعدها (يتسلل خارج املنزل ويقطف بعض الزهور من -
احلديقة اجملاورة)
بين مل خرجت أمل أقل لك ال خترج!؟ (تركض خارجة من املنزل بعد أن رأته) -
سرا ،أًن مل...
أمي قطفت هذه الباقة لك وأردت أن أخربك ً -
ليس وقت الكالم! عليك أن تفهم أن خارج املنزل مل يعد آمنًا.. -
أمي انتظري امسعيين.. -
ليس اآلن!! -
(يقاوم يدها اليت تسحب مراعه بشدة ويبدأ ًبلصراخ حىت تنتبه له وتستمع) -
شششششش اخفض صوتك ماما تفعل؟؟ -
أريد أن تسمعيين فقد قمت بعمل بطويل مثل قناص! -
(تتنهد ًبستياء) سنناقش هذا يف املنزل.. -
كال ،اآلن وهنا وإال لن أحترك! -
(تلتفت بتوتر لتطم ن أن ال أحد يراها) قل بسرعة.. -
ًبألمس حني سألين الشرطي عم حصل ،اعرتفت وقلت له أين دفعت ساحمًا وسق .. -
جمددا)
أحسنت االعرتاف ًبحلل عمل بطويل هيا لنعد(..تشده ً -
لكين مل أدفعه ح ًقا أمي هنا يكمن عملي البطويل (يقوهلا بفخر) -
م...ماما؟ (تتوقف وتنظر له بدهشة) ما الذي تقوله؟ -
سأخربك ما حصل ،ابنة جارًن... -
(تسق والدته فجأة أمامه على األرض)
6
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
أًن؟ أنت من خيتار أوجاعه ،خيتار مكرايته ،خيتار معارفه وأحبابه ،ال تُ ِلل ًبللوم على احلياة عندما ميوت قلبك ،انظر إىل -
نفسك! انظر إىل الشاب مو العيون الساهدة ،انظر إليك وأنت واقف بال شعور أمام بوابة منزلك القدمي ،يسبقك جدك
شعورا ينهش قلبك! قشعريرة ترتكز ى
خبطوات اثبتة ليفتح لك ًبب البيت ،تلتفت حنو اليمني وكأن مثة ما يشدك ،وكأن مثة ً
احد من جسدك ،عينان ترقبانك من بعيد وكأهنما سيأكالن جزءًا منك! على جانب و ى
لن تفارقين هذه الذكرى وإن اُقتِلِ َع قليب من مكانه ،لن أنسى فمها الفاغر ،وال عيناها املفتوحتان على حمجريهما. -
لن تنساها اي فىت ،أتذكر ما حصل لك معها؟ -
֍֍֍
حامال يف قليب مكرى الدماء وآخر ى
صوت ألمي ،جتاهلتها ث أين وجلت منزيل مع جدي. ى
ابتسامة ً ابتسمت نصف
ُ -
لكن جدك قد الح شرود نظراتك! -
سألين عن الفتاة اليت كانت مفجوعةً بنظراهتا إيل! لكين أنكرت القصة اليت دفنتها يف اعماقي ،أيقنت أن األسرار اليت -
يبقيها الناس طي صفحات قلوهبم السوداء ،ستنقل سوادها لقلوب آخرين إن خرجت ،فتظاهرت بنسياهنا فحسب..
لكنك ال زلت تذكرها ،تذكر خوفها ،تذكر تىحيتك ألجلها.. -
لقد كنت جمرد طفل حيلم ًبلبطولة.. -
سامجا أدت بطولتك إىل مقتل أمك..
وجتد أنك كنت ً -
ال تقل ملك! ابد ..ابتعد عين !..ال أريد لقليب أن يفقد ما استعدته ًبلكاد خالل عام! -
ال ميكنك اهلرب من مكرايتك السوداء بينما تقعد كل يوم يف الظالم! -
لكن كل من قابلتهم خذلوين! كمثلها! كمثل عفاف! لقد قَدتَدلَت يف الثقة أبي أحد! لقد تعلمت منها أسوأ ى
درس يف -
حيايت!
فلتكن واقعيًا اي أعمى! أم حتب أن أًنديك بقناص؟ الشخصية اليت جعلتك ما أصبحته يف ملك اليوم؟ ههههه.. -
(صارخا)!
ً دوما أن تقتلين كلما عدت للعيش؟!! اتركين وشأين
ما أنت؟! ملاما حتاول ً -
هههههههه ...جتاهل وجودي فحسب ..لتعش معي الذكرى اجلميلة اليت خلَّ َفتد َها يف قلبك تلك الفتاة ،ستعرف معىن -
اخلذالن لقلبك ،ستعرف كذلك معىن الوفاء والغباء ،استذكر اللحظة ،فهي إن مهبت لن تعود!
֍֍֍
7
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
ا ..انتظر.. -
..ماما؟ -
منديل معطر ملفوف ..وكأنه خيفي شيًا يداخله).
م حسنًا ،أ ..أعتقد أن هذا لك! ( -
ال أعتقد أين أملك شيًا كهذا اي عفاف ،ال داعي للدهشة فقد تعرفت علي ِ
ك ًبلفعل! -
لد ..لكن! (وقد اغرورقت عيناها ًبليتيمات) أرجوك خذه فحسب! -
لكين ال أعلم ما بداخله! وهو ليس يل! -
֍֍֍
ههههه ايهلا من فتاة خجولة! وايلك من ًبرد! لقد كنت تعلم أهنا تريد إهداءك شيًا! لكنك مل ترتدد يف مغايظتها! -
كثريا عن طبيعتها الطفولية! لقد رمتين به ألستعيد ما فاتين من أمل الرأس ،مل يتغري سوى أهنا أصلحته..
مل تكن ختتلف ً -
أتذكر كيف كانت ردة فعلك عندما علمت مبحتوى اهلدية؟ -
وكيف ستكون ردة فعل من يرى سبب بؤسه أمام عينيه؟! -
أحتاول الكذب؟ -
ابتعد عين! -
لن تستطيع اهلرب من مكرايتك! من يهرب من ماضيه كمن جيري يف حلقة من أمل ،ال حتلم أبن متر دون تعثرك ببعض األحزان! -
سعيدا! وشعرت ًبلفرح أهنا الزالت تذكر مجيل فعلي!
حسنًا إمًا! لقد كنت ً -
هل شعرت أنك بطل؟ -
عمال بطوليًا قُتِلَت على إثره أمي ،وعشت حيايت ً
وحشا بال أصدقاء! لقد شعرت أين فعلت ً -
بال أصدقاء؟ أمل يتغري هذا األمر بعد دخولك املدرسة اجلديدة؟ -
لقد كانت الفتاة األمجل ،ال أستطيع عد األشخاص الذين كانوا يالحقوهنا ،كما ال أستطيع نسيان كم كانوا ينظرون يل -
ًبستحقار وغِبطة!
ابتسم اي فىت! فأنت حمبوب الفتاة األمجل! -
هه ،أأبتسم على شقاويت؟ أم على خيبة أملي؟ -
تستمر بذكر اخليبة طوال الوقت! ما هي اخليبة اليت تستمر بذكرها؟ -
خيبة احملاولة للوصول ملا ال متلك حل الوصول إليه! خيبة السعي وراء الشمس اليت حترقك حال الوصول إليها! أحتدث عن -
خيبة الظن الذي تبنيه وكأنه برج عذراء يف القصص ا خليالية! تبنيه فق لتسق من على قمته إىل قعر بركان حيرقك دون بقااي!
كثريا!
ال تقسو على نفسك ً -
8
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
ابتعد أيها الوغد! -
أبتعد؟!! لكين جيب أن أنعش ماكرتك! أخربين كيف أخربهتا أنك حتبها؟ -
يوما مشرقًا ،مشرقًا حد احرتاق آمايل فيه لقريب من الشمس اليت سعيت للوصول إليها! تقدمت حنوها بينما كانت
لقد كان ً -
وعدا أن نتقابل يف ملك املكان..
جالسةً يف انتظاري على كرسي احلديقة ،كنا قد قطعنا ً
وهل كان موعدكم صدفة؟ شيءم مستهلك كموعد بني فتاة وشاب بعد غياب سنوات؟! -
صغارا كنا قريبني من بعىنا بنقاء ،مل أكن أعلم أن ملك النقاء الذي يف داخلي قد تلوث بقلوب من حويل!
عندما كنا ً -
لكن قد كنت أنشأت بقعة من نور وس ظالم قلبك! أمل يكن حبكم اجلميل ملك النور؟ -
ًنر تكوي قلوب حبيبني ميألمها شغف اللقاء وطالوة احلديث" ،ال تدخل البقالة وأنت جائع" أتدري ملاما؟
احلب م -
ألنك ستشرتي ما تريده ،وستنسى ما حتتاجه! -
أايما قليلةً تبادلنا فيها النظرات والرسائل ،جتامبنا
وأًن قد كنت اجلائع للعاطفة ،النهم للحب الذي ُحرمته طوال سنني ..كانت ً -
فيها أطراف احلديث ،أسرتين فيها حبالوة حديثها ،ومبت يف تفاصيل اهتمامها ..كلما أحببت أكثر ،كلما ازداد صراخ عقلك
ساترا وحاجبًا مينع صوت عقلك من الوصول!
عليك أبن تتوقف! لكن قلبك سيبين كل يوم ً
عندما مهبت للحديقة لر يتها ..أمل تتوقع من كل مشاعرها تلك أن تكون شفقة على حالك؟ أمل تكن تظن أن تصرفاهتا كانت -
بداعي الواجب واالعتذار؟!
جباال من شك! مربوطة بسالسل اخلوف القدمي ..إال أين
رغم قصر املسافة إال أن أقدامي كانت تتحرك وكأهنا جتر معها ً -
حاولت كآخر خيار يل قد أفعله يف حيايت..
مجيعا يف انتظارك؟!
رغم معرفتك أن اخلذالن ،اخليانة ،واألمل قد يكونون ً -
هاما ،العاشل سيخوض حبر اجلحيم ،ويغوص عمقه ليستخرج لؤلؤًة من قاع بركان اثئ ىر حىت يهديها ملن
أمرا ً
دعين أقول لك ً -
حيب ،قد كنت أخاطر بكل ما بقي يف قليب ألجل تلك اللحظة!
أمل يَ ُدر يف خلدك أن ما تفعله خاطئ؟! أن هذه العالقة مسمومة مامل تتوج بزواج؟ -
زواج؟! ههههه صحيح! أنت حمل! مل يكن لدي احلل حببها! طالب يف الثانوية بدرجات سي ة ،ال عمل يل ،ووالدي ميت، -
وأفكر ًبلزواج؟!! ال أعلم من أين أتت يل جرأة التفكري! هههههههههههههه!
ال جتن اآلن اي فىت! فالزال يف القصة بقية! -
لقد تقدمت خطوة خبطوة ،حركات بسيطة تفىح ربكيت بني اجلميع! رأيتها ليخفل قليب وكأنه على وشك تدمري أقفاصي! -
مقابال للفتاة اليت تبتسم يل خبجل ،لكين فعلت
أخفي بيدي وردةً محراء خلف ظهري ،أقف جبمود قد امحرت وجنتاي أمامهاً ،
ما كان علي فعله منذ زمن !
شبحا!
رميتها ًبلوردة ورسالتك! ،لكنك قد أزلت كل قيود قدميك لتهرب كمن رأى ً -
9
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
ابتعد أيها الشيطان من أمامي! أتريد أن هتلك روحي معك؟! -
أخربين بردها عليك ،كيف كانت رسالتها هذه املرة لك؟! -
֍֍֍
عد..عفاف ،هذه لك.. -
مجيل أحب هذا النوع من الورد ،وما هذه الرسالة...؟ -
تلك الرسالة حتمل بعض مشاعري لك.. -
أوه ...لكن قبل أن أعلم فحواها ،تعلم أين...؟ -
֍֍֍
وحني علمت رميتها ًبلورد والرسالة... -
ال ،ال أريد التذكر! -
حسنًا سأقوم أًن بتذكريك.. -
ال تتحدث! اصمت أرجووك! -
جيدا! لقد ابتعدت عنها ى
لفرتة طويلة! طويلة لدرجة أن قلبها قد تعلل بغريك، مل تكن رسالتك معطرة ،لكنها كانت ملفوفةم ً -
ى
شخص غريك! بينما كنت تبين أحالمك عاجزا عنه! كانت خمطوبة من
وماك الشخص الذي تعلل هبا قد فعل ما كنت أنت ً
عاليا ،كانت هي تعيشها يف ى
بناء أعلى منك! وفور أن رأيت بناءها هتاويت! ً
أحدا غريي لتقتله؟! ابتعد عن رأسي!
آآآآآآآه ..اخرسس! أال متلك ً -
أحدا سيقتلك
مل تتوقف طموحاتك ،بل صرخت هبسترياي كاجملنون يف غرفتك! أفزعت جدتك املسكينة وجعلتها خائفةً من أن ً -
يف غرفتك!
توقففف!! أنت تصدع رأسي حبديثك! -
֍֍֍
مل؟؟ لقد أحببتها ح ًقا! سح ًقا !...لن حيبها خطيبها كما فعلت ،لن يفعل أًن أعلم هذا! -
جمددا كلمة من عفاف كانت كفيلة إبهنائه..؟ هل ظنت أن ابتعادي ملدة طويلة يعين أين كرهتها؟؟ مل مل
مل بعد أن عاد قليب ليدق ً
تنتظرين؟ ملاما؟ ملاما؟؟؟
عندما وصلت جدتك إليك كنت على وشك االهنيار ،حاولت هتدئتك ،لكنك كنت تكرر "ملاما" دون توقف! -
10
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
ملاما ال تتوقف عن اغتيال قليب؟ ملاما حيدث هذا معي فق ؟! ملاما األمور السي ة ال تتوقف عن احلصول معي! ملاماااا؟!! -
متالك نفسك! أنت على وشك االهنيار! -
حدا لتقريب
لقد كانت خائنة! ملاما مسحت يل ًبلتقرب منها وهي تعلم أنين سأُكسر من قبلها؟ ملاما ًبدلتين النظرات؟ ملاما مل تىع ً -
منها منذ البداية؟ أمل تكتفي ًبألمل الذي سببته يل لسنوات؟ أكان جيب عليها أن تشعرين أبمل الفراق وخيبة األمل القاتلة! آآآآآه...
ظننتك أقوى من هذه الذكرى ،لكن .....يبد..دو أند..دك ف دق دد..ت ...الد ..دوع د..دي. ... -
֍֍֍
سا ق على األرض مغشي عليه ،من اجليد أن قلبه الىرير ما زال يقوى على خفل مجيع تلك املواجع ،فشخص عادي مل
يكن ليحتمل ما يعيشه ولو امتلك قلبني ،تتحرك عيناه وهي مغمىة ،تنطبل شفتاه وتنبس ،وكأنه يتحدث إىل أحدهم..
مرحبا؟ أيها الصوت! أال أحد هنا؟! ماهذا املكان؟ إن املكان معتم ح ًقا ال أرى حىت يداي ،ماهذا؟ هل ملك البعيد شخص؟ مل -
أشعر وكأنين أعرفه؟ هل هذه؟ ..أمي!!! إهنا أمي حقا! أًن قادم! (يركض) أمي! سآيت إليك وأمحيك! سيكون كل شيء على ما يرام
هذه املرة! سوف أخرب الشرطي ًبحلقيقة ولن أتصنع دور البطل كما يف السابل! ..أمي أرجوك ال تذهيب ،ال تلتفيت لالجتاه املعاكس!!
ايئسا ًبكيًا) لقد مهبت أمي بسبيب لألبد ،أًن هو األسوأ يف العامل!
ال!! ..ال تذهيب( ...جيثو ً
متلكه اليأس ،واسود قلبه كما اسود عامله ،وأضحى يف بركة من فيض عينيه ،وإم فجأة متتد يد حانية من نورً ،نعمة رقيقة،
ترفع برأسه لينظر إىل صاحبتها املشرقة اليت جتر من خلفها ميول نور متوهجة ،امتزجت تنهيداته أبحرف امسها وقال بقلب خا ىو:
ع ..عفاف هل ..هل أنت ح ًقا عفاف؟ ..هل عد ..عدت من أجلي؟
متسح بيدها األخرى على رأسه وتومئ برأسها بعني مألهتا الدموع ،ما مكثت غري حلظات حىت خطت مبتعدة عنه بىع خطوات ث
توقفت ،تبسمت ابتسامة التسليم لألمور بعني تشاهد أجلها ،مدت يدها اليمىن يف اهلواء جتاهه ،فمد يده جتاه يدها ،دق قلبه بسرعة
مل يسبل هلا احلصول ،حىت استدرك عقله ما ال تستدركه العقول ،فأمسى يف نفسه حري ًاًن يقول :ما الذي جيري أمامي؟ مل يتحرك وهج
عفاف بصورة أبطأ عن مي قبل؟ شعرها وطرف عينها وابتسامتها تتوسع وكل هذا حيدث ببطئ ،حلظة! إهنا ال تبتسم يل ،هل هي
تنظر خلفي؟ حلظة! هنالك شيء ما يف اهلواء أتى من خلفي! هذا الذي يف اهلواء! إهنا ..رصاصة قناص! حاويل جتنبها اي عفاف!
تستطيعني! حلظة! ..سقطت أعينها على عيين اآلن ...إهنا تنظر يف عيين! تتحرك شفتاها ببطئ؟ ماما تقول؟! ال أستطيع مساع شيء!
..ب "..عفاف ال تىيعي الوقت يف هذا! عفاف أرجوك تفادي الرصاصة القادمة حنوك! " ..ك " .
"أُِ ..ح ُّ
مثل الزجاج اهلش ،الذي يتناثر وكأنه موسم الثلوج عندما خترتقه رصاصة ..حتطمت هذه الفتاة املنرية لتلك العتمة وعادت
قادما من خلفه ممس ًكا
شخصا مىيًا يسري ً
ً جمددا ،غرق نصف وعيه يف جلج األمل ،بينما ملح بنصف وعيه اآلخر
العتمة من غري نور ً
بعيدا هوى
ببندقيته ،يطوي ركبته إىل جانب ملك الكيان الفاقد لنفسه" ،أيها البطل ،يبدو يل أن بطولتك قد أخذت منحى آخر ً
بك إىل األراضي املظلمة"
أخذت مين حيايت ،فقد كنت السبب يف موت أمي ،وها أنت ما أخذت مين حيايت
َ (بنربة االهتام اليائسة) :بطوليت؟ لقد -
الثانية! ال أريد البقاء هنا! ال أريد هذه احلياة اليت بدوهنما! ارجوك أطلل علي!
11
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
قام خبيبة من أمامه وقال ":اي فىت ليس هكذا يصنع األبطال! عليك فق أن ت.. -
قاطعه وكأنه قد عاد لكامل وعيه :حسنًا حسنًا لقد فهمت اآلن اي قناص ،لقد جتلت يل الصورة اليت كانت لديك ،ال أعلم -
كيف ولكن أشعر وكأن إطالقك عليها كان الصواب ،ولكن لطاملا أردت االعرتاف بشيء ،ال أقوى على قوله جهرة لذا
أود أن تقرتب ألمهس لك به..
" حسنًا ،هاقد ظهرت بطولتك اي ما القلب القوي ،أتيت إليك ،امهس يل مبا تريد". -
امتثاال لرغبته الدفينة،
رمادا ،كان ينظر للبندقية ،وعندما اقرتب قناص منه ً
بعني كانت ختفي هليبًا قد أضحى جبميع ما بداخلها ً
استغفله يف تلك اللحظة وقام بسحب البندقية اليت كان ميسكها بيده وفر منه بىع خطوات ،وقال وهو حياول التقاط أنفاسه:
"ما القلب القوي؟! ال أريد قليب وال أريد شيًا آخر من هذه الدنيا! فلتذهب أنت والبطولة للجحيم!!"
جمرما أبد الزمان!!
جمددا إن أطلقت ،ولكنك ستظل ً
تفاجأ قناص ليجيب :لن تعود والدتك وتلك الفتاة ً
سالت الدموع الثقيلة على وجنتيه وقال :من قال أين سأطلل عليك؟ أًن أحبك! هل نسيت؟ فق سأطلل على الشخص الذي
ال أحبه ،الذي ينظر إليك ويتحدث معك" ..جهز البندقية لإلطالق وهو يتبسم" ويقول :أنت من علمين كيفية جتهيز البندقية يف
احللقة الثالثة ،متوضعت يف أعلى الربج الذي يطل على منزل اجملرمني ،كانت املرة األوىل اليت ظهرت فيها وأنت تقوم بتجيهز بندقيتك
هنشا ،إال
إلطالق أول رصاصة أوقعتين يف حب البطولة( ،قهقهة) ايهلا من طفولةً ،بلرغم من كل تلك األحداث اليت هنشت قليب ً
مقدر هلا أن
أنك أعطيتين طفولة ال يستطيع أحد احلصول عليها ،على الرغم من عيشي مبنزل وحيد ال أب فيه وال أخ ،بوالدة كان م
بطال للناس ،ولكن ها أًن ما ،العدو األول لنفسي..
متوت برصاصة بينما ال أزال يف نعومة أظفاري ،إال أنين ح ًقا متنيت أن أكون ً
ال تفعل ملك! أنت متأثر فق بعواطفك ! أنت لست خبري لذا اترك البندقية! -
وداعا ..
حسنًا لقد كانت طفولة سوداء ،كان النور الوحيد فيها هو أنت ،أًن ممنت لك من أعماق قليب املثقوبً ، -
كان يبكي بدموع عينيه عندما مهبت أمه من غري عودة ،ولكن أًنرت عفاف بعض العتمة ومل تلبث كثريا حىت مهب نورها
كالشمعة اليت استوفت عمرها ،مما جعله يبكي بقلبه هذه املرة من غري أدمع ،بظلمة استولت على مداركه ،لقد ،لقد مهبت عفاف...
وبينما ألقى صاحب القلب املثقوب كلماته األخرية العالقة من لسانه ،ووجه البندقية جتاه رأسه ،هرع قناص جارًاي حنوه ،علم أنه
ال جدوى من احملاولة فلن يستطيع إقناع هذا الكيان الذي امتأل ًبلسواد ،وضع سبابته على الزًند ،أصبح كل شيء بطيًا كما حصل
يوما
مع طيف عفاف ،تبسم وقال يف نفسه :يراودين شعور أبنين سأمهب إىل مكان أفىل اي عفاف ،مكان سأمتكن من ر يتك فيه ً
ما ،مكان لن مينعنا من أن جنتمع فيه أحد ،حسنًا ها أًن قادم!
يف اللحظة اليت تباطأ فيها الزمن ،كانت البندقية موجهةً على الرأس ،حاملها قد زود إصبعه الذي على زًندها ًبلعزم الكايف لإلطالق.
مادا يديه بينه وبني البندقية ،والبسمة األخرية حمفوفة ًبلدموع....
قناص قافز يف اهلواء ًّ
صدى جمهول املصدر :لؤي!!!
֍֍֍
12
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
ًنئما؟ ال يهم فيبدو أنين يف العام الثالث اآلن " قال تلك الكلمات عقب
اي إهلي ما هذا؟ أشعر ببعض الثقل ،كم مكثت ً -
ى
مستلل على األرض كالعادة ،وفجأة تذكر كل شيء ،وكأن صاعقة قد حركت كل ما كان فيه ساكنًا ،فتح عينيه استيقاظه"،
بفزع ،وجلس على بقعته جلسة امتألت بشعور مهول..
ماما؟! ماما حصل؟! لقد ..لقد ..كنت على وشك! ولكنين مسعت ..مسعت صوت عفاف!! -
(بدأ يصرخ وينادي ملك الصوت)" :أيها الصوت أعلم أنك ال تزال هنا! أًن متأكد من أنين مسعت صوت عفاف! أين هي؟!"
جدا لتعيش..
بدوت يل ضعي ًفا ً
مل أكن متيقنًا من عودتك ،فقد ظننت أنك لن تنجو من نفسكَ ، -
حسنًا ًبلطبع أنت املالم على كل هذا ،فلو مل تُرين الذكرايت القدمية ملا آلت األمور لِما آلت إليه! -
ُ
أًن األعلم مبصلحتك ،فلو مل أُرك إايها لكانت نفسك آتكلت ببطئ من غري معرفتك إىل أن تفىن.. -
تقول أنك تعلم مصلحيت؟! (قهقهة) من أنت ًبألساس؟ -
أًن الذي حاولت إخراجك من كل هذه العتمة ،حاولت جبميع الطرق إخراجك من هذا املكان الب يس! فقد أعدت عليك شري -
دائما ما جترتك هلذه العتمة ،إىل أن
مكرايتك األمجل من حياتك طول املدة اليت مكثت هنا فيها ،ولكن كراهيتك لنفسك كانت ً
فشلت أًن ومتكنت هي من سحبك هلا..
ُ
أنت كامب ،بل حىت ال جتيد الكذب! فقد كانت تلك الذكرايت أتيت مرة يف كل عام ،وليست طوال الوقت! -
جيدا ،أنت مل متكث هنا سوى ثالثة أايم ،ولكن كنت متغيبًا عن مداركك وفقدت إحساسك ًبلزمن
حسنًا ،أريدك أن تصغي إيل ً -
وأطالت آالم نفسك اللحظات عليك ،ولكن ها أنت ما بدأت تتعاىف بعدما عدت من رحلتك مع نفسك ،وكأن ( "...لؤي!!!
افتح الباب!)
عفاف!!! أمسعت؟؟ إهنا عفاف! أين هي؟ مل ال أراها ؟! قدمي!! أشعر بوخز يف قدمي اليسرى! مل ال أستطيع حتريكها! -
هذا طبيعي ،فقد استعدت الشعور جبسدك ،ويبدو أنك ستعود قريبًا إىل الواقع" -
شخصت عيناه واعرتاه الذهول وقال :الواقع؟ ال متزح معي! إن مل أكن يف الواقع إمًا أين أًن؟
13
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
֍ يـ ـقـ ـظــة֍
صارخا( ،يتلفت حوله ويبحث بعينيه عن ظل لعفاف)" ،عفاف!؟ أين أنت؟! لقد كنت تنادينين!
عفاااف!!!" قام من مىجعه ً
ظننت؟ ...هل سيسري األمر
ال يعقل أنك غري موجودة فقد ...ما ..ما هذا ؟ هل هذا منديل عفاف؟ إن به رائحتها العطرة! هل ُ
هبذه الطريقة يف النهاية ح ًقا؟ ح ًقا اي عفاف؟ (حياول النهوض) اهخ قدمي!! ماما جرى لقدمي؟ هنالك بعض الزجد(..ينظر للنافذة)
هل أًن؟..
مصباح عتيل،
ى من شدة الذي أصاب روحه مل يعد يستطيع تذكر األمور ،فقام من مكانه ًنسيًا املنديل املعطر على املنىدة جبانب
(يفتح الباب املهرتئ) -اممم تذكرت ،هذا هو املكان الذي كنت أهرب إليه من كل شيء حينما كنت أفكر هبا!
قادرا على
جدا ،ال أعلم إن كنت ً
كان واق ًفا متكًا على حافة العتبة أخذ حلظة من السكون ث عاد يتمتم مع نفسه "إن الشمس قوية ً
كثريا من وقت حيايت أعبث ،علي تغيري بعض األمور ،قاطعته طفلة
العودة للمنزل ،ولكن سأسري ولو على قدم واحدة! أمىيت ً
قائلة :سيدي! سيدي! هل أستطيع الدخول ألخبئ وشاح أخيت؟
شكرا لك ،إنين ح ًقا ممتنة ولن يكفي لرد معروفك شيء! ما ًبل قدمك هل أستطيع مساعدتك؟..
ً -
(صافرات اإلسعاف والدفاع املدين) " ماما حدث هل أنتم خبري؟ هل يوجد أحد ًبلداخل؟ هل من إصاًبت؟"
أخت ليلى :نعم سيدي حنن خبري ،ال يوجد أحد ،أتمى فق هذا الرجل فلتؤمن له الرعاية من فىلك.
(ليلى تبكي)
أختها :مابك اي عزيزيت؟ لقد انتهى األمر على خري ،كل شيء خبري فقد أنقذك هذا الرجل الشجاع.
ليلى ًبكية :ولكن النار قد أكلت وشاحك اي اخيت!
"قالت أختها مبتسمة :ال يهمين اي صغرييت األهم أنك خبري.
"ولكن وشاحك!"...
15
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
عصر اليوم التايل..
سيدي! سيدي! كيف حالك؟ هل تشعر بتحسن؟ مل تستطع أخيت النوم ألهنا كانت تفكر يف.. -
ليلى!! فلتذهيب وتلعيب يف ركن األطفال ًبخلارج! كم األطفال مزعجون! ال عليك ،أخربين كيف حالك؟ مل ختربين ًبمسك.. -
هههه ال عليك أحب األطفال ،أًن لؤي ،احلمد هلل أشعر ببعض التحسن.. -
تشرفت مبعرفتك لؤي ،اًن امسي سارة ،قال الطبيب البارحة أن حالتك النفسية ليست خبري ،هل هذا بسبب احلريل؟ -
ال أعلم ،يقولون أنين كنت أمتتم ى
أبمساء عدة أثناء نومي.. -
سألين ضاب للشرطة عن احلادثة ،يقول أهنم مل يتمكنوا من فهم سبب احلريل ،فلم يكن يف تلك الغرفة أي شيء قد يسبب حري ًقا، -
كان أقرب احتمال هلم احرتاق بعض األوراق يف الداخل نظرا ألسالك الكهرًبء القدمية ،ولكنهم مل جيدوا أثرا ى
لكتب أو ورق! ً ً
ماما عن منديل معطر...؟ -
منديال؟
ماما؟ ..هل تريد ً -
منديال ،حسنًا قد ال نعرف ما هو سبب اندالع احلريل ،ولكن ما يهمين أن الصغرية خبري ،مل أفهم
نعم نعم ،هذا ما قصدته فلتناوليين ً -
وشاحا يف جو شديد احلرارة هكذا..
لآلن سبب محلها ً
أًن أحب هذا الوشاح فهو آخر ما تبقى يل من والديت الراحلة ،ويبدو أن ليلى حملت على مالحمي بعض احلزن ،وأرادت تلطيف اجلو -
بطريقتها ،هكذا هم األطفال تعرف..املهم أريد أخبارك بشيء ،يوافل اليوم يوم ميالد ليلى ،وكنا سنجهز كعكة لوال أن حصل البارحة
ما حصل ،سأمهب مع والدي لشراء الكعك وجتهيز الشموع ،وأريدك أن تبقى مع ليلى فلن نطيل ،اتفقنا لؤي؟
حسنًا سارة ،هذا من دواعي سروري ،قال يف نفسه (فأًن من مهبت وتركتها وحدها يف تلك الغرفة البارحة) -
سأمهب يف أمر طارئ ث أعود اي ليلى ،ابقي مع لؤي وأحسين التصرف اتفقنا؟ ليلى " :اتفقنا اتفقنا"... -
أخريا ،إن االعتناء ًبألطفال أمر مرهل!
ليلى( :حتبس أنفاسها تنتظر سارة لتغلل الباب) أهخ و ً
لؤي :هههه ماما تقولني؟
جدا ،علي االعتناء بسارة طوال الوقت وهي حىت مل تتذكر أن اليوم يوم ميالدي! أليس حمزًًن اي لؤي!؟
ليلى :أًن حزينة ً
لؤي :كيف أنت تعتنني هبا؟
جيدا ،فبالرغم أهنا أكرب مين إال أهنا
بعيدا عنها لوصية والديت ،فقد وصتين أن أنتبه عليها ً
ليلى :حسنًا ال أستطيع طرف عيين ً
جدا مثل ....امممم مثل غزل البنات!..
جدا وقلبها هش ً
حساسة ً
لؤي ( :أهذه ح ًقا طفلة؟) اممم ،وكم سيصبح عمرك اي صغرية؟
سارة :تسعة أعوام اممم وتسعة أشهر
لؤي :وكيف تعتربينه يوم ميالدك وأنت مل تتمي السنة بعد؟
16
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
ليلى :بل أمتمتها اي سيدي! لست أًن املخط ة بل الناس هم املخط ون ،هم من يبدأون حبساب عمر الشخص بعد ر يته ،أال يعلمون
أنه قىى تسعة أشهر أيكل ويشرب ويلعب يف داخل والدته؟
حتما أكرب مما يظنون
لؤي( :هل هنالك فتاة ًنضجة داخل عقلها أم ماما؟) حسنًا حسنًا اي سيديت ال عليك ،أًن أصدقك أنت ً
جدا لوجود من يفهمين اآلن!
ليلى( :تتكئ على قدمه داخل اللحاف بغري انتباه) ح ًقا سيدي!؟ أًن سعيدة ً
بعد بعض الوقت..
17
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
مدمرا على حافة اجلنون ،حىت أنين كسرت زجاج النافذة كي أدخل (يشيح اللحاف
وحيدا ً
مشتعال ،ووجدت نفسي يف ملك الكوخ ً
ً
وشاحا أمحر..
عن إصابة قدمه) ويف اللحظة األوىل من خروجي أتت أمرية صغرية حتمل ً
( تتبسم بشدة :إهنا أًنااا!!) ًبلرغم من خساريت لكل من أحببت حبيايت ،إال أنين مسرور أنين استطعت إنقامك اي جاللة األمرية.
ليلى :إنين أعينك ويل عهدي اي سيدي!
لؤي " :هههه حسنًا مل تصبحي ملكة بعد ال داعي للعجلة"
(يُفتح الباب )..سارة ودموعها تسيل على الكعكة " :أًن آسفة ولكن ،لكن مل أرد مقاطعتك لؤي" تقاطعها ليلى متحمسة :أخيت!
أخيت! هل تذكرت يوم ميالدي!؟ أًن أحبك ح ًقا أخيت! أنت أعظم أخت يف الدنيا!)
يوما هبذه األمهية؟ حسنًا فلتنفخي ولتتمين أمنية" نظرت ليلى للؤي ث
سارة تواري دموعها ً" :بلطبع اي صغرييت كيف يل أن أنسى ً
لسارة أبعني المعة ث نفخت على الشموع...
֍֍֍
18
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
يف رحلة قلب تركه راعيه وحاضنه ،ألقى بنفسه يف النار ،ظنًا منه أهنا ستدفئ جليد قلبه،
19
رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان
20