You are on page 1of 22

‫رحـــمــــة الجــمــال‬

‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬

‫إهداء‪/‬‬
‫س يف اخليال لكل من قد ارتشف من كأس احلب املشروخة وأُدميَت‬ ‫أهدي هذه األحرف املبنية على واقع غُ ِ‬
‫م‬
‫َ‬
‫شأًن يف عامل املشاعر‪ ،‬الذين اكتسبوا من الصدق‪ ،‬الوفاء‪ ،‬الشجاعة‪،‬‬
‫خصوصا أويل القلوب اليت عال امسها ً‬
‫ً‬ ‫شفتاه‪،‬‬
‫واألمانة‪ ،‬ما يؤهل حبهم للخلود‪ ،‬وأحثهم على نيل اخلتم الذي به تُسطَّر مشاعرهم على صحائفهم اليمىن فال متام‬
‫من غري‪ ..‬ختام‪.‬‬
‫‪#‬راين القامسي‬

‫أهدي هذه القصة للقارئ البطل الذي يقرأ هذه احلروف اآلن‪ ،‬نعم أنت بطل على أرض الواقع ال على شاشات‬
‫التلفاز‪،،‬‬
‫إن كنت ًأًب فأنت بطل لتحملك صعاب احلياة لتعيل أهلك‪،‬‬
‫أو ًّأما بطلة تتحمل مشقات ال يتحملها الرجال‪،‬‬
‫إن كنت األخ أو األخت الكربى‪ ،‬يكفيك من البطولة أنك حتاول محاية إخوانك الصغار من الوقوع يف أخطائك‬
‫وحيدا فأنت‬
‫محاية هلم‪ ،،‬أو كنت األصغر‪ ،‬فأنت بطل لتعلمك من جتارب األكرب وتتخطى ما وقعوا به‪ ،‬ولو كنت ً‬
‫بطل لكونك تواجه حتدايت احلياة‪....‬‬
‫أبطاال يف أعني غريًن"‬
‫"إن آمنَّا ببطولية أنفسنا استطعنا أن نكون ً‬
‫هذا الكتاب لك أيها البطل‪.‬‬
‫‪#‬رمحة_اجلمال‬
‫َّ‬

‫إىل النور الذي الزمين كلما خططت حرفًا‪ ،‬والقلب الذي احتواين بصدق دومنا ملل‪ ،‬إىل الوحيد الذي مل خيذلين من‬
‫قبل‪ ..‬إىل الكاتب واملدرب‪ /‬د‪ .‬صاحل اجلبلي ‪..‬‬
‫‪#‬إسالم_املرون‬

‫‪1‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫متهيد‪...‬‬
‫مكاًن مظلما‪ ...‬عينان ًبهتتان‪ ،‬حتدقان لألعلى من غري أي حركة‪ ،‬وكأهنما عينا ميت! جسد مد مسد ى‬
‫دتلل على بقعته‪ ،‬ركيك‬ ‫كان ً ً‬
‫البنية‪ ،‬تكفي نس د د ددمات الريح لتحريك أطرافه‪ ،‬هناك أش د د ددياء ص د د ددغرية حتوم حول رأس هذا اجلس د د ددد املنهك! تبدو وكأهنا قطرات مطر‪،‬‬
‫معلوما ما احلزينات الاليت‬
‫لكنها ال تتسد د د د دداق ! بل تبدو وكأهنا مرات غبار مىد د د د ددي ة‪ ،‬تتجلى يف سد د د د ددطح كل قطرة مكرى مؤملة‪ ،‬ليس ً‬
‫يتساقطن من عيين املستلقي‪ ..‬أهي من قطرات الندى العائم؟ أم ُك َّن املاحلات الكسريات!‪..‬‬
‫ى‬
‫هبمس يكاد ال يُفهم ‪:‬‬
‫"يبدو‪ ..‬أنه مىى عام آخر‪ ...‬هل سيحصل ملك الشيء؟‪ ..‬كصباح اليوم األول من كل عام؟‪ ..‬عن أي شيء أحتدث؟"‬
‫قليال‪ ،‬وأخرى على‬
‫"بدأت تس د ددتيق تلك اجلنيات س د دداحرات اجلمال كما يف بداية كل عام‪ ..‬أس د ددتطيع ر يتها! واحدة أمامي! بعيدة ً‬
‫مييين‪ ،‬وأخرى حتتىدن صددري‪ ،‬أشدعر بدفء اليت يف صددري يغمرين‪ ..‬ما هذه االشدياء اللطيفة اليت تتجمع حول رأسدي؟‪ ..‬يبدو أهنم‬
‫جدا‪ ،‬يبدو أهنم يالطفون وجهي‪ ..‬هل أًن يف اجلنة؟"‬
‫أصدقائي‪ ،‬فهم األقرب يل‪ً ،‬نعمون ً‬
‫الفارة من عينه الفياضة‪،‬‬
‫جمددا‪ ،‬فقد تالشت تلك األشياء اليت تداعب وجهه‪ ،‬وعاد يشعر أبهنا الدموع َّ‬
‫بدأ عقله يعود إلدراك األمور ً‬
‫وأدركت عينا ه أنه مل توجد جنيات سد دداحرات اجلمال‪ ،‬مل تكن سد ددوى جتمعات ضد ددوء الشد ددمس املتسد دربة من فتحة النافذة املكسد ددورة يف‬
‫متوجها إليه‪ ،‬واجلدار على ميينه‪ ،‬وبقعةً يف صدره‪.‬‬
‫ً‬ ‫وس الغرفة‪ ،‬فاستقرت أطراف خيوط الشمس على السقف الذي كان نظره‬

‫أبنفاس متسارعة‪ ،‬ودقات قلب تسابل الثواين‪..‬‬


‫ماما حيصل؟ ماما حيصل؟!! إهنا تعود! إهنا تعود!!! كما يف صبيحة أول يوم من كل عام!‬
‫֍֍֍‬
‫֍֍‬

‫‪2‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬

‫أ‪...‬أين أًن‪...‬؟ ما هذا املكان املظلم‪..‬؟‬ ‫‪-‬‬


‫أنت هنا حيث جيب أن تكون‪ ،‬هنا الظالم الدامس املتكون من بقاايك‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫من أنت؟؟ وما دخل بقاايي؟ عم تتحدث اي هذا؟‬ ‫‪-‬‬
‫جيدا من أًن‪ ،‬تفهم عم أحتدث‪ ،‬تعرف متام املعرفة سبب وجودك يف هذه الغرفة املظلمة‪..‬‬
‫أنت تعلم ً‬ ‫‪-‬‬
‫يبدو أين لن أحصل على معلومة منك‪ ،‬هه! هناك خيوط من ضوء الشمس تدلين على طريل النجاة من هنا‪ ،‬تدلين على تلك‬ ‫‪-‬‬
‫النافذة‪ً ،‬نفذة األمد‪...‬‬
‫حماوال اهلرب‪!..‬‬
‫تستدرجك اي هذا‪ ،‬ستتبعها حىت جتد نفسك تقفز من تلك النافذة ً‬ ‫‪-‬‬
‫اهلرب؟؟! ال يوجد ما أهرب منه ابتعد عن طريد‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكرايتك‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫ماما؟‬ ‫‪-‬‬
‫تريد اهلرب من مكرايتك‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫مهال‪ ،‬أًن ال أتذكر شيًا!! مل ال أتذكر!؟ هل فقدت ماكريت؟‬
‫وملَ قد أريد اهلر‪ً ...‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنت مل تفقدها‪ ،‬بل ال تريد تذكرها‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫هل أنت أمحل؟ من يريد العيش دون ماكرته؟‬ ‫‪-‬‬
‫حنن‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫حنن‪..‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫سأساعدك على التذكر‪ ،‬أغمض عينيك‪ ،،‬أو اتركهما مفتوحتني فداخلك وهذه الغرفة سواء‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫أ‪..‬أين أًن؟‬ ‫‪-‬‬
‫جيدا للطفل هناك‪..‬‬
‫انظر ً‬ ‫‪-‬‬
‫مهال مل ماكريت مشوشة‪...‬؟ أشعر أين أتذكر‪ ،‬لكن ال أتذكر‪...‬‬
‫مهال‪ ،‬أليس هذا الطفل‪...‬أًن!؟ ً‬
‫جمددا؟؟ ً‬
‫أنت ً‬ ‫‪-‬‬
‫֍֍֍‬
‫أمي أسرعي سنتأخر‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسنًا بين جهزت اآلن‪( ،‬ضاحكة) لو أنك تتحمس للمدرسة كما تتحمس لزايرة جارك هبذا الشكل لكنت‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمي املدرسة مملة! لكن سامح جارًن لديه ألعاب رائعة!! ختيلي حىت أنه ميلك جمموعة األبطال السبعة! املدرسة ليس فيها إال‬ ‫‪-‬‬
‫احلصص السبع‪ ،‬كم هذا ممل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫حسنًا ومن هو بطلك املفىل؟‬ ‫‪-‬‬
‫طبعا‪ ،‬ال حيتاج األمر سؤ ًاال!‬
‫قناص ً‬ ‫‪-‬‬
‫قناصا بين؟‬
‫ومل اخرتت ً‬ ‫‪-‬‬
‫دائما يساعد اجلميع‪ ،‬قوي‪ ،‬مكي‪ ،‬سريع حىت‪ !..‬هل تعلمني ماما حصل يف احللقة السادسة والثالثني حني اكتشف‬
‫حسنًا‪ ،‬هو ً‬ ‫‪-‬‬
‫القناص من السارق‪..‬؟‬
‫(حماولة إخفاء ضحكتها وهي تراقب محاس ولدها) ال أدري‪ ،‬ماما حصل؟‬ ‫‪-‬‬
‫اعرتف السارق على نفسه وقال‪ :‬أًن أسوأ شخص يف العامل‪ ،‬لقد تسببت أبمية الكثري‪ ،‬ث رد عليه قناص‪( :‬ال تقل هذا‪ ،‬طاملا‬ ‫‪-‬‬
‫عرفت خطأك واعرتفت به‪ ،‬عليك تصحيحه‪ ،‬وحينها ستغدو مواطنًا صاحلًا) رد عليه السارق‪( :‬أنت بطل خارق لن تفهم‬
‫أبطاال‪ )!..‬ث ًنداه‬
‫إحساسي‪ ،‬أًن خائف!) فهمس القناص يف أمنه‪( :‬حىت األبطال خيافون! لكننا حاربنا خوفنا حىت صرًن ً‬
‫ائعا أمي؟؟‬
‫مدافع ألن هناك مهمة أخرى عليهم حلها‪ ،‬وانتهت احللقة‪ ،‬أليس ر ً‬
‫بلى هو كذلك‪ ،‬وأنت‪ ،‬هل تريد أن تكون مواطنًا صاحلًا؟‬ ‫‪-‬‬
‫ًبلطبع ال!‬ ‫‪-‬‬
‫مدمد‪ ..‬ماما؟‬ ‫‪-‬‬
‫بطال يصنع مواطنني صاحلني!‬
‫ال أريد أن أكون مواطنًا صاحلًا! سأكون ً‬ ‫‪-‬‬
‫حسنًا‪ ،‬أرى أنك تنجح‪ ،‬فأنت بطلي الصغري ( تداعب رأسه)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لقد تعهدت حبمايتك لألبد‪ ،‬لن أتركك كما تركنا أيب!‪ ،‬انظري‪ ..‬ها هو سامح! سامح لقد وصلت أًن هنا! (يركض جتاهه)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫(أحياًن أستغرب كيف لطفل ابن السادسة أن يتحدث وكأنه رجل و ىاع عاقل‪)..‬‬
‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫֍֍֍‬
‫سألعب بقناص‪ ،‬هاته‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫مهال! أًن أريد اللعب به أيىا!‬
‫مهال ً‬
‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫ماما؟ لكنك حتب مدافع! مل ختليت عنه اآلن؟‬ ‫‪-‬‬
‫أيىا‪ ،‬لديك مخس شخصيات أخرى‪ ،‬اخرت منهم‪..‬‬
‫ختليت؟ لن أختلى! سألعب به ً‬ ‫‪-‬‬
‫أحدا منهم‪!...‬‬
‫ال أريد ً‬ ‫‪-‬‬
‫ومل ملك؟‬ ‫‪-‬‬
‫لد‪..‬ألند‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫ألهنم حفنة من احلمقى أمثالكما‪( ،‬قالتها ابنة جارهم) هههه األوالد طائشون‪..‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫ليسوا محقى‪ !..‬قناص يسعى للخري وأريد أن أكون مثله‪!!...‬‬ ‫‪-‬‬
‫قناص وأصدقا ه احلمقى‪ ،‬مجيعهم خياليون ال فائدة منهم‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتركها يف حاهلا هي ال تفهم من هم األبطال السبعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال أمسح لك أبدا أن ختط ي يف حل قناص (ميسك صخرةً)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اي فىت‪ !...‬توقف! توقف أًنديك أًن‪!!..‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪......................................‬‬
‫مهال‪ ،‬ما هذه الشرطة‪..‬؟ مل تبكي أم سامح؟ مل أشعر ًبلدوا‪...‬‬
‫مهد‪ً .‬‬ ‫‪-‬‬
‫اي فىت هل ميكنك أن حتكي يل ما حصل؟ كيف سق صديقك يف الب ر‪..‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫سق ‪..‬؟ (أتتيه الذكرايت سريعة متخبطة مشوشة‪ ،‬ث يبدأ ًبالهنيار‪ )..‬لد‪..‬لقد كنا نلعب و‪..‬وقام بسامح برمي قناص بقوة وانكسر‬ ‫‪-‬‬
‫نفسا عمي ًقا ونظر للشرطي وقال‪ :‬حني رأيته‬
‫ععععلى‪( ...‬ينظر البنة جارهم اليت تبكي ًبهنيار وكأهنا حىرت ما حصل‪ )...‬أخذ ً‬
‫يكسر اللعبة دفعته بقوة فسق يف الب ر‪..‬‬
‫‪......................................‬‬
‫توقففف‪ !..‬توقف اي جمنون!‬ ‫‪-‬‬
‫ال أحد يسمعك اآلن‪ ،‬أنت حتىر مكراك وحسب‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫أنت‪ ..‬أنت ال تفهم! ظننت أنين كنت أقوم بعمل بطويل مثل قناص إن اعرتفت‪!..‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهل كان هذا اعرتافًا؟‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫֍֍֍‬
‫أمي! أمي! هل سنذهب لسامح اليوم؟‬ ‫‪-‬‬
‫(تنظر له بنظرة حزينة بينما تتمتم يف اهلاتف) نعم‪ ،‬وهو ال يعلم أن صديقه قد مات‪ ،‬حكم علينا بدفع الدية فهو طفل‪ ،‬نعم‬ ‫‪-‬‬
‫طفال‪ ..‬حسنًا حسنًا‪ ،‬يف انتظارك‪ ..‬إىل اللقاء‪...‬‬
‫ما زال أهله غاضبني‪ ..‬ال أدري ماما أفعل مازال ً‬
‫أمي من كنت حتدثني؟‬ ‫‪-‬‬
‫قليال بين‪.‬‬
‫كنت أحتدث مع والدك فقد اشتاق إليك ويود أن تبقى معه ً‬ ‫‪-‬‬
‫ماما؟ ال أريد‪ !..‬إن أراد هو فيمكنه أن أييت ويظل معنا‪ !..‬ليس من حقه أن أيخذين منك‪ !..‬سأهرب منه إن اضطررت‬ ‫‪-‬‬
‫لذلك‪!..‬‬
‫إايك! إايك أن خترج من املنزل مهما حصل أتسمع؟‬ ‫‪-‬‬
‫لكن‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫دون اعرتاض‪ ،‬إىل غرفتك‪!..‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪4‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫֍֍֍‬
‫ال أفهم ح ًقا مل أمي غاضبة؟ مل أفعل شيًا خاطًا‪ ،‬أًن أعرف كيف أسعدها (يتسلل خارج املنزل ويقطف بعض الزهور من‬ ‫‪-‬‬
‫احلديقة اجملاورة)‬
‫بين مل خرجت أمل أقل لك ال خترج!؟ (تركض خارجة من املنزل بعد أن رأته)‬ ‫‪-‬‬
‫سرا‪ ،‬أًن مل‪...‬‬
‫أمي قطفت هذه الباقة لك وأردت أن أخربك ً‬ ‫‪-‬‬
‫ليس وقت الكالم! عليك أن تفهم أن خارج املنزل مل يعد آمنًا‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمي انتظري امسعيين‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس اآلن!!‬ ‫‪-‬‬
‫(يقاوم يدها اليت تسحب مراعه بشدة ويبدأ ًبلصراخ حىت تنتبه له وتستمع)‬ ‫‪-‬‬
‫شششششش اخفض صوتك ماما تفعل؟؟‬ ‫‪-‬‬
‫أريد أن تسمعيين فقد قمت بعمل بطويل مثل قناص!‬ ‫‪-‬‬
‫(تتنهد ًبستياء) سنناقش هذا يف املنزل‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫كال‪ ،‬اآلن وهنا وإال لن أحترك!‬ ‫‪-‬‬
‫(تلتفت بتوتر لتطم ن أن ال أحد يراها) قل بسرعة‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫ًبألمس حني سألين الشرطي عم حصل‪ ،‬اعرتفت وقلت له أين دفعت ساحمًا وسق ‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫جمددا)‬
‫أحسنت االعرتاف ًبحلل عمل بطويل هيا لنعد‪(..‬تشده ً‬ ‫‪-‬‬
‫لكين مل أدفعه ح ًقا أمي هنا يكمن عملي البطويل (يقوهلا بفخر)‬ ‫‪-‬‬
‫م‪...‬ماما؟ (تتوقف وتنظر له بدهشة) ما الذي تقوله؟‬ ‫‪-‬‬
‫سأخربك ما حصل‪ ،‬ابنة جارًن‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫(تسق والدته فجأة أمامه على األرض)‬

‫أمي‪..‬أمي‪ !.‬ما بك؟ مممممد ما تلك الدماء؟؟؟ أمي أجييب!!!‬ ‫‪-‬‬


‫بين‪ ،‬اِعلم أين لطاملا أحببتك وأين‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫و ِ‬
‫أنك ماما؟ أمي‪ !..‬ردي علي‪!..‬‬ ‫‪-‬‬
‫هلعا جتاهه) ما الذي حصل؟‬
‫ما األمر اي فىت؟ (يركض ً‬ ‫‪-‬‬
‫كنت أحتدث معها وسقطت فجأة ووو‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫تلك إصابة رصاصة‪ (..‬يتصل ًبإلسعاف) حالة طارئة‪ ،‬أصيبت برصاصة‪ ،‬نعم‪ ،‬نعم‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪5‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫أيب ما‪...‬األمر؟‬ ‫‪-‬‬
‫هل مسعت صوت إطالق ًنر؟ من أي اجتاه؟‬ ‫‪-‬‬
‫لللم أمسع شيًا‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫بكامت صوت إمًا (يعود للمكاملة) سأفحص نبىها‪ ..‬لد‪ ..‬لقد ماتت‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫مد ما الذي قاله أيب للتو؟ مل ال أشعر أبي شيء‪..‬؟ أًن ال أفهم شيًا‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫֍֍֍‬
‫مر على وفاة والديت ما يعادل األسبوع‪ ،‬عرفت أن والد سامح هو من أطلل النار‪ ،‬فنار غىبه مل تنطفئ‪ ،‬فاجلميع يعلم أن ساحمًا ابنه‬
‫البكر‪ ،‬قُبض عليه‪ ،‬ال أعرف ب حكموا عليه وال يهمين‪ ،‬منذ أن انتقلت للعيش مع أيب وكالًن ال حندث بعىنا‪ ،‬أًنم وآكل وأشرب‪،‬‬
‫قدر أحد ما فعلته إال‬‫بطال‪ ،‬ومل ي ِ‬
‫وأمهب للمدرسة‪ ،‬املدرسة حيث ينادونين ًبجملرم‪ ،‬الوحش والقاتل‪ ،‬مع أين فعلت ما فعلت ألكون ً‬
‫ُ‬
‫بطال‪ ،‬رمبا ألهنا الوحيدة اليت تعلم ما حصل‪..‬‬
‫ابنة جارًن‪ ،‬الوحيدة اليت تراين ً‬
‫֍֍֍‬
‫اآلن تتذكر‪..‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫ملك اليوم‪ ،‬أمسكت صخرًة حني غىبت منها‪ ،‬لكين متالكت أعصايب‪ ،‬صرخ سامح علي‪ ،‬مل يكن يعلم أين لن أرميها‪ ،‬ومن‬ ‫‪-‬‬
‫توتره رمى سامح اللعبة جتاهي بقوة‪ ،‬لكنه أخطأ التصويب‪ ،‬فانكسرت على رأس ابنة اجلريان‪ ،‬ومن حنقها دفعته وسق أمام‬
‫ًنظري‪ ،‬ظننت أين حني أقول أين من دفعه سأكون بط ًال‪ ،‬أردت أن أفعل شيًا مثل قناص‪ ،‬مل أكن أعي نتائج ما فعلته‪ ،‬ظننت‬
‫قناصا يف اجليش‪...‬‬
‫خريا‪ ،‬لكن األمر انتهى بوفاة والديت على يد والد سامح‪ ،‬ههههه الذي يعمل ً‬
‫دائما يلقى ً‬
‫أن اخلري ً‬
‫لكن‪ ،‬مل اخرتت أن تريين هذه الذكرى؟‬ ‫‪-‬‬
‫لست أًن من اخرتته‪ ،‬أنت من اختار‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫أًن؟ مل سأختار مكرى سببت يل ما سببت من العقد واملشاكل؟ مل سأختار مكرى دمرت يل حيايت؟ مل سأختار موق ًفا غبيًا قمت‬ ‫‪-‬‬
‫متأثرا ًبلتلفاز؟!‬
‫طفال أمح ًقا ً‬
‫به حني كنت ً‬
‫تلك الذكرى مل تدمر حياتك‪ ،‬ومل تكن غبيًا‪ ،‬بل كانت مفتاح مكرى أخرى‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫مكرى أخرى‪...‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫انظر هناك‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫مهال‪ ،‬أليس هذا الشاب‪...‬أًن؟؟‬
‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫انظر مرةً أخرى‪ ،‬لرمبا قطعت شكك بيقني عينيك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫֍֍֍‬
‫رغم كل تلك الذكرايت واملواقف البائسة‪ ،‬إال أنك قد اخرتت أن تريين هذه الفتاة!!‬ ‫‪-‬‬

‫‪6‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫أًن؟ أنت من خيتار أوجاعه‪ ،‬خيتار مكرايته‪ ،‬خيتار معارفه وأحبابه‪ ،‬ال تُ ِلل ًبللوم على احلياة عندما ميوت قلبك‪ ،‬انظر إىل‬ ‫‪-‬‬
‫نفسك! انظر إىل الشاب مو العيون الساهدة‪ ،‬انظر إليك وأنت واقف بال شعور أمام بوابة منزلك القدمي‪ ،‬يسبقك جدك‬
‫شعورا ينهش قلبك! قشعريرة ترتكز‬ ‫ى‬
‫خبطوات اثبتة ليفتح لك ًبب البيت‪ ،‬تلتفت حنو اليمني وكأن مثة ما يشدك‪ ،‬وكأن مثة ً‬
‫احد من جسدك‪ ،‬عينان ترقبانك من بعيد وكأهنما سيأكالن جزءًا منك!‬ ‫على جانب و ى‬

‫لن تفارقين هذه الذكرى وإن اُقتِلِ َع قليب من مكانه‪ ،‬لن أنسى فمها الفاغر‪ ،‬وال عيناها املفتوحتان على حمجريهما‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫لن تنساها اي فىت‪ ،‬أتذكر ما حصل لك معها؟‬ ‫‪-‬‬
‫֍֍֍‬
‫حامال يف قليب مكرى الدماء وآخر ى‬
‫صوت ألمي‪ ،‬جتاهلتها ث أين وجلت منزيل مع جدي‪.‬‬ ‫ى‬
‫ابتسامة ً‬ ‫ابتسمت نصف‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬
‫لكن جدك قد الح شرود نظراتك!‬ ‫‪-‬‬
‫سألين عن الفتاة اليت كانت مفجوعةً بنظراهتا إيل! لكين أنكرت القصة اليت دفنتها يف اعماقي‪ ،‬أيقنت أن األسرار اليت‬ ‫‪-‬‬
‫يبقيها الناس طي صفحات قلوهبم السوداء‪ ،‬ستنقل سوادها لقلوب آخرين إن خرجت‪ ،‬فتظاهرت بنسياهنا فحسب‪..‬‬
‫لكنك ال زلت تذكرها‪ ،‬تذكر خوفها‪ ،‬تذكر تىحيتك ألجلها‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫لقد كنت جمرد طفل حيلم ًبلبطولة‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫سامجا أدت بطولتك إىل مقتل أمك‪..‬‬
‫وجتد أنك كنت ً‬ ‫‪-‬‬
‫ال تقل ملك! ابد‪ ..‬ابتعد عين‪ !..‬ال أريد لقليب أن يفقد ما استعدته ًبلكاد خالل عام!‬ ‫‪-‬‬
‫ال ميكنك اهلرب من مكرايتك السوداء بينما تقعد كل يوم يف الظالم!‬ ‫‪-‬‬
‫لكن كل من قابلتهم خذلوين! كمثلها! كمثل عفاف! لقد قَدتَدلَت يف الثقة أبي أحد! لقد تعلمت منها أسوأ ى‬
‫درس يف‬ ‫‪-‬‬
‫حيايت!‬
‫فلتكن واقعيًا اي أعمى! أم حتب أن أًنديك بقناص؟ الشخصية اليت جعلتك ما أصبحته يف ملك اليوم؟ ههههه‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫(صارخا)!‬
‫ً‬ ‫دوما أن تقتلين كلما عدت للعيش؟!! اتركين وشأين‬
‫ما أنت؟! ملاما حتاول ً‬ ‫‪-‬‬
‫هههههههه‪ ...‬جتاهل وجودي فحسب‪ ..‬لتعش معي الذكرى اجلميلة اليت خلَّ َفتد َها يف قلبك تلك الفتاة‪ ،‬ستعرف معىن‬ ‫‪-‬‬
‫اخلذالن لقلبك‪ ،‬ستعرف كذلك معىن الوفاء والغباء‪ ،‬استذكر اللحظة‪ ،‬فهي إن مهبت لن تعود!‬
‫֍֍֍‬

‫‪7‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫ا‪ ..‬انتظر‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ..‬ماما؟‬ ‫‪-‬‬
‫منديل معطر ملفوف‪ ..‬وكأنه خيفي شيًا يداخله)‪.‬‬
‫م‬ ‫حسنًا‪ ،‬أ‪ ..‬أعتقد أن هذا لك! (‬ ‫‪-‬‬
‫ال أعتقد أين أملك شيًا كهذا اي عفاف‪ ،‬ال داعي للدهشة فقد تعرفت علي ِ‬
‫ك ًبلفعل!‬ ‫‪-‬‬
‫لد‪ ..‬لكن! (وقد اغرورقت عيناها ًبليتيمات) أرجوك خذه فحسب!‬ ‫‪-‬‬
‫لكين ال أعلم ما بداخله! وهو ليس يل!‬ ‫‪-‬‬
‫֍֍֍‬
‫ههههه ايهلا من فتاة خجولة! وايلك من ًبرد! لقد كنت تعلم أهنا تريد إهداءك شيًا! لكنك مل ترتدد يف مغايظتها!‬ ‫‪-‬‬
‫كثريا عن طبيعتها الطفولية! لقد رمتين به ألستعيد ما فاتين من أمل الرأس‪ ،‬مل يتغري سوى أهنا أصلحته‪..‬‬
‫مل تكن ختتلف ً‬ ‫‪-‬‬
‫أتذكر كيف كانت ردة فعلك عندما علمت مبحتوى اهلدية؟‬ ‫‪-‬‬
‫وكيف ستكون ردة فعل من يرى سبب بؤسه أمام عينيه؟!‬ ‫‪-‬‬
‫أحتاول الكذب؟‬ ‫‪-‬‬
‫ابتعد عين!‬ ‫‪-‬‬
‫لن تستطيع اهلرب من مكرايتك! من يهرب من ماضيه كمن جيري يف حلقة من أمل‪ ،‬ال حتلم أبن متر دون تعثرك ببعض األحزان!‬ ‫‪-‬‬
‫سعيدا! وشعرت ًبلفرح أهنا الزالت تذكر مجيل فعلي!‬
‫حسنًا إمًا! لقد كنت ً‬ ‫‪-‬‬
‫هل شعرت أنك بطل؟‬ ‫‪-‬‬
‫عمال بطوليًا قُتِلَت على إثره أمي‪ ،‬وعشت حيايت ً‬
‫وحشا بال أصدقاء!‬ ‫لقد شعرت أين فعلت ً‬ ‫‪-‬‬
‫بال أصدقاء؟ أمل يتغري هذا األمر بعد دخولك املدرسة اجلديدة؟‬ ‫‪-‬‬
‫لقد كانت الفتاة األمجل‪ ،‬ال أستطيع عد األشخاص الذين كانوا يالحقوهنا‪ ،‬كما ال أستطيع نسيان كم كانوا ينظرون يل‬ ‫‪-‬‬
‫ًبستحقار وغِبطة!‬
‫ابتسم اي فىت! فأنت حمبوب الفتاة األمجل!‬ ‫‪-‬‬
‫هه‪ ،‬أأبتسم على شقاويت؟ أم على خيبة أملي؟‬ ‫‪-‬‬
‫تستمر بذكر اخليبة طوال الوقت! ما هي اخليبة اليت تستمر بذكرها؟‬ ‫‪-‬‬
‫خيبة احملاولة للوصول ملا ال متلك حل الوصول إليه! خيبة السعي وراء الشمس اليت حترقك حال الوصول إليها! أحتدث عن‬ ‫‪-‬‬
‫خيبة الظن الذي تبنيه وكأنه برج عذراء يف القصص ا خليالية! تبنيه فق لتسق من على قمته إىل قعر بركان حيرقك دون بقااي!‬
‫كثريا!‬
‫ال تقسو على نفسك ً‬ ‫‪-‬‬

‫‪8‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫ابتعد أيها الوغد!‬ ‫‪-‬‬
‫أبتعد؟!! لكين جيب أن أنعش ماكرتك! أخربين كيف أخربهتا أنك حتبها؟‬ ‫‪-‬‬
‫يوما مشرقًا‪ ،‬مشرقًا حد احرتاق آمايل فيه لقريب من الشمس اليت سعيت للوصول إليها! تقدمت حنوها بينما كانت‬
‫لقد كان ً‬ ‫‪-‬‬
‫وعدا أن نتقابل يف ملك املكان‪..‬‬
‫جالسةً يف انتظاري على كرسي احلديقة‪ ،‬كنا قد قطعنا ً‬
‫وهل كان موعدكم صدفة؟ شيءم مستهلك كموعد بني فتاة وشاب بعد غياب سنوات؟!‬ ‫‪-‬‬
‫صغارا كنا قريبني من بعىنا بنقاء‪ ،‬مل أكن أعلم أن ملك النقاء الذي يف داخلي قد تلوث بقلوب من حويل!‬
‫عندما كنا ً‬ ‫‪-‬‬
‫لكن قد كنت أنشأت بقعة من نور وس ظالم قلبك! أمل يكن حبكم اجلميل ملك النور؟‬ ‫‪-‬‬
‫ًنر تكوي قلوب حبيبني ميألمها شغف اللقاء وطالوة احلديث‪" ،‬ال تدخل البقالة وأنت جائع" أتدري ملاما؟‬
‫احلب م‬ ‫‪-‬‬
‫ألنك ستشرتي ما تريده‪ ،‬وستنسى ما حتتاجه!‬ ‫‪-‬‬
‫أايما قليلةً تبادلنا فيها النظرات والرسائل‪ ،‬جتامبنا‬
‫وأًن قد كنت اجلائع للعاطفة‪ ،‬النهم للحب الذي ُحرمته طوال سنني‪ ..‬كانت ً‬ ‫‪-‬‬
‫فيها أطراف احلديث‪ ،‬أسرتين فيها حبالوة حديثها‪ ،‬ومبت يف تفاصيل اهتمامها‪ ..‬كلما أحببت أكثر‪ ،‬كلما ازداد صراخ عقلك‬
‫ساترا وحاجبًا مينع صوت عقلك من الوصول!‬
‫عليك أبن تتوقف! لكن قلبك سيبين كل يوم ً‬
‫عندما مهبت للحديقة لر يتها‪ ..‬أمل تتوقع من كل مشاعرها تلك أن تكون شفقة على حالك؟ أمل تكن تظن أن تصرفاهتا كانت‬ ‫‪-‬‬
‫بداعي الواجب واالعتذار؟!‬
‫جباال من شك! مربوطة بسالسل اخلوف القدمي‪ ..‬إال أين‬
‫رغم قصر املسافة إال أن أقدامي كانت تتحرك وكأهنا جتر معها ً‬ ‫‪-‬‬
‫حاولت كآخر خيار يل قد أفعله يف حيايت‪..‬‬
‫مجيعا يف انتظارك؟!‬
‫رغم معرفتك أن اخلذالن‪ ،‬اخليانة‪ ،‬واألمل قد يكونون ً‬ ‫‪-‬‬
‫هاما‪ ،‬العاشل سيخوض حبر اجلحيم‪ ،‬ويغوص عمقه ليستخرج لؤلؤًة من قاع بركان اثئ ىر حىت يهديها ملن‬
‫أمرا ً‬
‫دعين أقول لك ً‬ ‫‪-‬‬
‫حيب‪ ،‬قد كنت أخاطر بكل ما بقي يف قليب ألجل تلك اللحظة!‬
‫أمل يَ ُدر يف خلدك أن ما تفعله خاطئ؟! أن هذه العالقة مسمومة مامل تتوج بزواج؟‬ ‫‪-‬‬
‫زواج؟! ههههه صحيح! أنت حمل! مل يكن لدي احلل حببها! طالب يف الثانوية بدرجات سي ة‪ ،‬ال عمل يل‪ ،‬ووالدي ميت‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وأفكر ًبلزواج؟!! ال أعلم من أين أتت يل جرأة التفكري! هههههههههههههه!‬
‫ال جتن اآلن اي فىت! فالزال يف القصة بقية!‬ ‫‪-‬‬
‫لقد تقدمت خطوة خبطوة‪ ،‬حركات بسيطة تفىح ربكيت بني اجلميع! رأيتها ليخفل قليب وكأنه على وشك تدمري أقفاصي!‬ ‫‪-‬‬
‫مقابال للفتاة اليت تبتسم يل خبجل‪ ،‬لكين فعلت‬
‫أخفي بيدي وردةً محراء خلف ظهري‪ ،‬أقف جبمود قد امحرت وجنتاي أمامها‪ً ،‬‬
‫ما كان علي فعله منذ زمن !‬
‫شبحا!‬
‫رميتها ًبلوردة ورسالتك! ‪ ،‬لكنك قد أزلت كل قيود قدميك لتهرب كمن رأى ً‬ ‫‪-‬‬

‫‪9‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫ابتعد أيها الشيطان من أمامي! أتريد أن هتلك روحي معك؟!‬ ‫‪-‬‬
‫أخربين بردها عليك‪ ،‬كيف كانت رسالتها هذه املرة لك؟!‬ ‫‪-‬‬
‫֍֍֍‬
‫عد‪..‬عفاف‪ ،‬هذه لك‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجيل أحب هذا النوع من الورد‪ ،‬وما هذه الرسالة‪...‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫تلك الرسالة حتمل بعض مشاعري لك‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫أوه‪ ...‬لكن قبل أن أعلم فحواها‪ ،‬تعلم أين‪...‬؟‬ ‫‪-‬‬

‫֍֍֍‬
‫وحني علمت رميتها ًبلورد والرسالة‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال‪ ،‬ال أريد التذكر!‬ ‫‪-‬‬
‫حسنًا سأقوم أًن بتذكريك‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال تتحدث! اصمت أرجووك!‬ ‫‪-‬‬
‫جيدا! لقد ابتعدت عنها ى‬
‫لفرتة طويلة! طويلة لدرجة أن قلبها قد تعلل بغريك‪،‬‬ ‫مل تكن رسالتك معطرة‪ ،‬لكنها كانت ملفوفةم ً‬ ‫‪-‬‬
‫ى‬
‫شخص غريك! بينما كنت تبين أحالمك‬ ‫عاجزا عنه! كانت خمطوبة من‬
‫وماك الشخص الذي تعلل هبا قد فعل ما كنت أنت ً‬
‫عاليا‪ ،‬كانت هي تعيشها يف ى‬
‫بناء أعلى منك! وفور أن رأيت بناءها هتاويت!‬ ‫ً‬
‫أحدا غريي لتقتله؟! ابتعد عن رأسي!‬
‫آآآآآآآه‪ ..‬اخرسس! أال متلك ً‬ ‫‪-‬‬
‫أحدا سيقتلك‬
‫مل تتوقف طموحاتك‪ ،‬بل صرخت هبسترياي كاجملنون يف غرفتك! أفزعت جدتك املسكينة وجعلتها خائفةً من أن ً‬ ‫‪-‬‬
‫يف غرفتك!‬
‫توقففف!! أنت تصدع رأسي حبديثك!‬ ‫‪-‬‬
‫֍֍֍‬
‫مل؟؟ لقد أحببتها ح ًقا! سح ًقا‪ !...‬لن حيبها خطيبها كما فعلت‪ ،‬لن يفعل أًن أعلم هذا!‬ ‫‪-‬‬
‫جمددا كلمة من عفاف كانت كفيلة إبهنائه‪..‬؟ هل ظنت أن ابتعادي ملدة طويلة يعين أين كرهتها؟؟ مل مل‬
‫مل بعد أن عاد قليب ليدق ً‬
‫تنتظرين؟ ملاما؟ ملاما؟؟؟‬

‫عندما وصلت جدتك إليك كنت على وشك االهنيار‪ ،‬حاولت هتدئتك‪ ،‬لكنك كنت تكرر "ملاما" دون توقف!‬ ‫‪-‬‬

‫‪10‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫ملاما ال تتوقف عن اغتيال قليب؟ ملاما حيدث هذا معي فق ؟! ملاما األمور السي ة ال تتوقف عن احلصول معي! ملاماااا؟!!‬ ‫‪-‬‬
‫متالك نفسك! أنت على وشك االهنيار!‬ ‫‪-‬‬
‫حدا لتقريب‬
‫لقد كانت خائنة! ملاما مسحت يل ًبلتقرب منها وهي تعلم أنين سأُكسر من قبلها؟ ملاما ًبدلتين النظرات؟ ملاما مل تىع ً‬ ‫‪-‬‬
‫منها منذ البداية؟ أمل تكتفي ًبألمل الذي سببته يل لسنوات؟ أكان جيب عليها أن تشعرين أبمل الفراق وخيبة األمل القاتلة! آآآآآه‪...‬‬
‫ظننتك أقوى من هذه الذكرى‪ ،‬لكن‪ .....‬يبد‪..‬دو أند‪..‬دك ف دق دد‪..‬ت‪ ...‬الد‪ ..‬دوع د‪..‬دي‪. ...‬‬ ‫‪-‬‬
‫֍֍֍‬
‫سا ق على األرض مغشي عليه‪ ،‬من اجليد أن قلبه الىرير ما زال يقوى على خفل مجيع تلك املواجع‪ ،‬فشخص عادي مل‬
‫يكن ليحتمل ما يعيشه ولو امتلك قلبني‪ ،‬تتحرك عيناه وهي مغمىة‪ ،‬تنطبل شفتاه وتنبس ‪ ،‬وكأنه يتحدث إىل أحدهم‪..‬‬

‫مرحبا؟ أيها الصوت! أال أحد هنا؟! ماهذا املكان؟ إن املكان معتم ح ًقا ال أرى حىت يداي‪ ،‬ماهذا؟ هل ملك البعيد شخص؟ مل‬ ‫‪-‬‬
‫أشعر وكأنين أعرفه؟ هل هذه؟ ‪ ..‬أمي!!! إهنا أمي حقا! أًن قادم! (يركض) أمي! سآيت إليك وأمحيك! سيكون كل شيء على ما يرام‬
‫هذه املرة! سوف أخرب الشرطي ًبحلقيقة ولن أتصنع دور البطل كما يف السابل!‪ ..‬أمي أرجوك ال تذهيب‪ ،‬ال تلتفيت لالجتاه املعاكس!!‬
‫ايئسا ًبكيًا) لقد مهبت أمي بسبيب لألبد‪ ،‬أًن هو األسوأ يف العامل!‬
‫ال!!‪ ..‬ال تذهيب‪( ...‬جيثو ً‬
‫متلكه اليأس‪ ،‬واسود قلبه كما اسود عامله‪ ،‬وأضحى يف بركة من فيض عينيه‪ ،‬وإم فجأة متتد يد حانية من نور‪ً ،‬نعمة رقيقة‪،‬‬
‫ترفع برأسه لينظر إىل صاحبتها املشرقة اليت جتر من خلفها ميول نور متوهجة‪ ،‬امتزجت تنهيداته أبحرف امسها وقال بقلب خا ىو‪:‬‬
‫ع‪ ..‬عفاف هل‪ ..‬هل أنت ح ًقا عفاف؟‪ ..‬هل عد‪ ..‬عدت من أجلي؟‬
‫متسح بيدها األخرى على رأسه وتومئ برأسها بعني مألهتا الدموع‪ ،‬ما مكثت غري حلظات حىت خطت مبتعدة عنه بىع خطوات ث‬
‫توقفت‪ ،‬تبسمت ابتسامة التسليم لألمور بعني تشاهد أجلها‪ ،‬مدت يدها اليمىن يف اهلواء جتاهه‪ ،‬فمد يده جتاه يدها‪ ،‬دق قلبه بسرعة‬
‫مل يسبل هلا احلصول‪ ،‬حىت استدرك عقله ما ال تستدركه العقول‪ ،‬فأمسى يف نفسه حري ًاًن يقول‪ :‬ما الذي جيري أمامي؟ مل يتحرك وهج‬
‫عفاف بصورة أبطأ عن مي قبل؟ شعرها وطرف عينها وابتسامتها تتوسع وكل هذا حيدث ببطئ‪ ،‬حلظة! إهنا ال تبتسم يل‪ ،‬هل هي‬
‫تنظر خلفي؟ حلظة! هنالك شيء ما يف اهلواء أتى من خلفي! هذا الذي يف اهلواء! إهنا‪ ..‬رصاصة قناص! حاويل جتنبها اي عفاف!‬
‫تستطيعني! حلظة!‪ ..‬سقطت أعينها على عيين اآلن‪ ...‬إهنا تنظر يف عيين! تتحرك شفتاها ببطئ؟ ماما تقول؟! ال أستطيع مساع شيء!‬
‫‪..‬ب‪ "..‬عفاف ال تىيعي الوقت يف هذا! عفاف أرجوك تفادي الرصاصة القادمة حنوك! "‪ ..‬ك " ‪.‬‬
‫"أُ‪ِ ..‬ح ُّ‬
‫مثل الزجاج اهلش‪ ،‬الذي يتناثر وكأنه موسم الثلوج عندما خترتقه رصاصة‪ ..‬حتطمت هذه الفتاة املنرية لتلك العتمة وعادت‬
‫قادما من خلفه ممس ًكا‬
‫شخصا مىيًا يسري ً‬
‫ً‬ ‫جمددا‪ ،‬غرق نصف وعيه يف جلج األمل‪ ،‬بينما ملح بنصف وعيه اآلخر‬
‫العتمة من غري نور ً‬
‫بعيدا هوى‬
‫ببندقيته‪ ،‬يطوي ركبته إىل جانب ملك الكيان الفاقد لنفسه‪" ،‬أيها البطل‪ ،‬يبدو يل أن بطولتك قد أخذت منحى آخر ً‬
‫بك إىل األراضي املظلمة"‬

‫أخذت مين حيايت‪ ،‬فقد كنت السبب يف موت أمي‪ ،‬وها أنت ما أخذت مين حيايت‬
‫َ‬ ‫(بنربة االهتام اليائسة)‪ :‬بطوليت؟ لقد‬ ‫‪-‬‬
‫الثانية! ال أريد البقاء هنا! ال أريد هذه احلياة اليت بدوهنما! ارجوك أطلل علي!‬

‫‪11‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫قام خبيبة من أمامه وقال‪ ":‬اي فىت ليس هكذا يصنع األبطال! عليك فق أن ت‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫قاطعه وكأنه قد عاد لكامل وعيه‪ :‬حسنًا حسنًا لقد فهمت اآلن اي قناص‪ ،‬لقد جتلت يل الصورة اليت كانت لديك‪ ،‬ال أعلم‬ ‫‪-‬‬
‫كيف ولكن أشعر وكأن إطالقك عليها كان الصواب‪ ،‬ولكن لطاملا أردت االعرتاف بشيء‪ ،‬ال أقوى على قوله جهرة لذا‬
‫أود أن تقرتب ألمهس لك به‪..‬‬
‫" حسنًا‪ ،‬هاقد ظهرت بطولتك اي ما القلب القوي‪ ،‬أتيت إليك‪ ،‬امهس يل مبا تريد"‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫امتثاال لرغبته الدفينة‪،‬‬
‫رمادا‪ ،‬كان ينظر للبندقية‪ ،‬وعندما اقرتب قناص منه ً‬
‫بعني كانت ختفي هليبًا قد أضحى جبميع ما بداخلها ً‬
‫استغفله يف تلك اللحظة وقام بسحب البندقية اليت كان ميسكها بيده وفر منه بىع خطوات‪ ،‬وقال وهو حياول التقاط أنفاسه‪:‬‬
‫"ما القلب القوي؟! ال أريد قليب وال أريد شيًا آخر من هذه الدنيا! فلتذهب أنت والبطولة للجحيم!!"‬
‫جمرما أبد الزمان!!‬
‫جمددا إن أطلقت‪ ،‬ولكنك ستظل ً‬
‫تفاجأ قناص ليجيب‪ :‬لن تعود والدتك وتلك الفتاة ً‬
‫سالت الدموع الثقيلة على وجنتيه وقال‪ :‬من قال أين سأطلل عليك؟ أًن أحبك! هل نسيت؟ فق سأطلل على الشخص الذي‬
‫ال أحبه‪ ،‬الذي ينظر إليك ويتحدث معك‪" ..‬جهز البندقية لإلطالق وهو يتبسم" ويقول‪ :‬أنت من علمين كيفية جتهيز البندقية يف‬
‫احللقة الثالثة‪ ،‬متوضعت يف أعلى الربج الذي يطل على منزل اجملرمني‪ ،‬كانت املرة األوىل اليت ظهرت فيها وأنت تقوم بتجيهز بندقيتك‬
‫هنشا‪ ،‬إال‬
‫إلطالق أول رصاصة أوقعتين يف حب البطولة‪( ،‬قهقهة) ايهلا من طفولة‪ً ،‬بلرغم من كل تلك األحداث اليت هنشت قليب ً‬
‫مقدر هلا أن‬
‫أنك أعطيتين طفولة ال يستطيع أحد احلصول عليها‪ ،‬على الرغم من عيشي مبنزل وحيد ال أب فيه وال أخ‪ ،‬بوالدة كان م‬
‫بطال للناس‪ ،‬ولكن ها أًن ما‪ ،‬العدو األول لنفسي‪..‬‬
‫متوت برصاصة بينما ال أزال يف نعومة أظفاري‪ ،‬إال أنين ح ًقا متنيت أن أكون ً‬

‫ال تفعل ملك! أنت متأثر فق بعواطفك ! أنت لست خبري لذا اترك البندقية!‬ ‫‪-‬‬
‫وداعا ‪..‬‬
‫حسنًا لقد كانت طفولة سوداء‪ ،‬كان النور الوحيد فيها هو أنت‪ ،‬أًن ممنت لك من أعماق قليب املثقوب‪ً ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كان يبكي بدموع عينيه عندما مهبت أمه من غري عودة‪ ،‬ولكن أًنرت عفاف بعض العتمة ومل تلبث كثريا حىت مهب نورها‬
‫كالشمعة اليت استوفت عمرها‪ ،‬مما جعله يبكي بقلبه هذه املرة من غري أدمع‪ ،‬بظلمة استولت على مداركه‪ ،‬لقد‪ ،‬لقد مهبت عفاف‪...‬‬
‫وبينما ألقى صاحب القلب املثقوب كلماته األخرية العالقة من لسانه‪ ،‬ووجه البندقية جتاه رأسه‪ ،‬هرع قناص جارًاي حنوه‪ ،‬علم أنه‬
‫ال جدوى من احملاولة فلن يستطيع إقناع هذا الكيان الذي امتأل ًبلسواد‪ ،‬وضع سبابته على الزًند‪ ،‬أصبح كل شيء بطيًا كما حصل‬
‫يوما‬
‫مع طيف عفاف‪ ،‬تبسم وقال يف نفسه‪ :‬يراودين شعور أبنين سأمهب إىل مكان أفىل اي عفاف‪ ،‬مكان سأمتكن من ر يتك فيه ً‬
‫ما‪ ،‬مكان لن مينعنا من أن جنتمع فيه أحد‪ ،‬حسنًا ها أًن قادم!‬
‫يف اللحظة اليت تباطأ فيها الزمن‪ ،‬كانت البندقية موجهةً على الرأس‪ ،‬حاملها قد زود إصبعه الذي على زًندها ًبلعزم الكايف لإلطالق‪.‬‬
‫مادا يديه بينه وبني البندقية‪ ،‬والبسمة األخرية حمفوفة ًبلدموع‪....‬‬
‫قناص قافز يف اهلواء ًّ‬
‫صدى جمهول املصدر‪ :‬لؤي!!!‬
‫֍֍֍‬

‫‪12‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫ًنئما؟ ال يهم فيبدو أنين يف العام الثالث اآلن " قال تلك الكلمات عقب‬
‫اي إهلي ما هذا؟ أشعر ببعض الثقل‪ ،‬كم مكثت ً‬ ‫‪-‬‬
‫ى‬
‫مستلل على األرض كالعادة‪ ،‬وفجأة تذكر كل شيء‪ ،‬وكأن صاعقة قد حركت كل ما كان فيه ساكنًا‪ ،‬فتح عينيه‬ ‫استيقاظه"‪،‬‬
‫بفزع‪ ،‬وجلس على بقعته جلسة امتألت بشعور مهول‪..‬‬
‫ماما؟! ماما حصل؟! لقد‪ ..‬لقد‪ ..‬كنت على وشك! ولكنين مسعت‪ ..‬مسعت صوت عفاف!!‬ ‫‪-‬‬
‫(بدأ يصرخ وينادي ملك الصوت)‪" :‬أيها الصوت أعلم أنك ال تزال هنا! أًن متأكد من أنين مسعت صوت عفاف! أين هي؟!"‬
‫جدا لتعيش‪..‬‬
‫بدوت يل ضعي ًفا ً‬
‫مل أكن متيقنًا من عودتك‪ ،‬فقد ظننت أنك لن تنجو من نفسك‪َ ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسنًا ًبلطبع أنت املالم على كل هذا‪ ،‬فلو مل تُرين الذكرايت القدمية ملا آلت األمور لِما آلت إليه!‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬
‫أًن األعلم مبصلحتك‪ ،‬فلو مل أُرك إايها لكانت نفسك آتكلت ببطئ من غري معرفتك إىل أن تفىن‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقول أنك تعلم مصلحيت؟! (قهقهة) من أنت ًبألساس؟‬ ‫‪-‬‬
‫أًن الذي حاولت إخراجك من كل هذه العتمة‪ ،‬حاولت جبميع الطرق إخراجك من هذا املكان الب يس! فقد أعدت عليك شري‬ ‫‪-‬‬
‫دائما ما جترتك هلذه العتمة‪ ،‬إىل أن‬
‫مكرايتك األمجل من حياتك طول املدة اليت مكثت هنا فيها‪ ،‬ولكن كراهيتك لنفسك كانت ً‬
‫فشلت أًن ومتكنت هي من سحبك هلا‪..‬‬
‫ُ‬
‫أنت كامب‪ ،‬بل حىت ال جتيد الكذب! فقد كانت تلك الذكرايت أتيت مرة يف كل عام‪ ،‬وليست طوال الوقت!‬ ‫‪-‬‬
‫جيدا‪ ،‬أنت مل متكث هنا سوى ثالثة أايم‪ ،‬ولكن كنت متغيبًا عن مداركك وفقدت إحساسك ًبلزمن‬
‫حسنًا‪ ،‬أريدك أن تصغي إيل ً‬ ‫‪-‬‬
‫وأطالت آالم نفسك اللحظات عليك‪ ،‬ولكن ها أنت ما بدأت تتعاىف بعدما عدت من رحلتك مع نفسك‪ ،‬وكأن‪ ( "...‬لؤي!!!‬
‫افتح الباب!)‬
‫عفاف!!! أمسعت؟؟ إهنا عفاف! أين هي؟ مل ال أراها ؟! قدمي!! أشعر بوخز يف قدمي اليسرى! مل ال أستطيع حتريكها!‬ ‫‪-‬‬
‫هذا طبيعي‪ ،‬فقد استعدت الشعور جبسدك‪ ،‬ويبدو أنك ستعود قريبًا إىل الواقع"‬ ‫‪-‬‬
‫شخصت عيناه واعرتاه الذهول وقال‪ :‬الواقع؟ ال متزح معي! إن مل أكن يف الواقع إمًا أين أًن؟‬

‫أيىا‪ ..‬عقلك قبل‬


‫مررت بقلبك البطويل عندما أغشي عليك‪ ،‬ومررت يب أًن ً‬
‫كنت على شفا حفرة من فقدان القلب والعقل‪ ،‬لذا َ‬ ‫‪-‬‬
‫وبعد ملك‪ ...‬حسنًا يبدو أن ميعاد الرحيل قد حان‪ ،‬فقد استعدت وعيك ًبلكامل"‬

‫‪13‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫֍ يـ ـقـ ـظــة֍‬
‫صارخا‪( ،‬يتلفت حوله ويبحث بعينيه عن ظل لعفاف)‪" ،‬عفاف!؟ أين أنت؟! لقد كنت تنادينين!‬
‫عفاااف!!!" قام من مىجعه ً‬
‫ظننت؟‪ ...‬هل سيسري األمر‬
‫ال يعقل أنك غري موجودة فقد‪ ...‬ما‪ ..‬ما هذا ؟ هل هذا منديل عفاف؟ إن به رائحتها العطرة! هل ُ‬
‫هبذه الطريقة يف النهاية ح ًقا؟ ح ًقا اي عفاف؟ (حياول النهوض) اهخ قدمي!! ماما جرى لقدمي؟ هنالك بعض الزجد‪(..‬ينظر للنافذة)‬
‫هل أًن؟‪..‬‬
‫مصباح عتيل‪،‬‬
‫ى‬ ‫من شدة الذي أصاب روحه مل يعد يستطيع تذكر األمور‪ ،‬فقام من مكانه ًنسيًا املنديل املعطر على املنىدة جبانب‬
‫(يفتح الباب املهرتئ) ‪ -‬اممم تذكرت‪ ،‬هذا هو املكان الذي كنت أهرب إليه من كل شيء حينما كنت أفكر هبا!‬
‫قادرا على‬
‫جدا‪ ،‬ال أعلم إن كنت ً‬
‫كان واق ًفا متكًا على حافة العتبة أخذ حلظة من السكون ث عاد يتمتم مع نفسه "إن الشمس قوية ً‬
‫كثريا من وقت حيايت أعبث‪ ،‬علي تغيري بعض األمور‪ ،‬قاطعته طفلة‬
‫العودة للمنزل‪ ،‬ولكن سأسري ولو على قدم واحدة! أمىيت ً‬
‫قائلة‪ :‬سيدي! سيدي! هل أستطيع الدخول ألخبئ وشاح أخيت؟‬

‫ومل ختب ني وشاح أختك اي صغرية؟‬ ‫‪-‬‬


‫ألننا نلعب لعبة خبئ الوشاح!‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعيدا عن املنزل األقرب؟) ‪ -‬قاهلا يف نفسه ‪ -‬حسنًا ما دامت أختها معها فال داعي للقلل‪ ،‬ث أجاهبا‪:‬‬
‫(أليس املكان ً‬
‫حسنًا اي صغرية‪ ،‬امهيب وخب ي ما تريدين‪ ،‬ولكن أحسين إخفاءه اتفقنا؟‬
‫اتفقنا اي سيدي!‬ ‫‪-‬‬
‫مهب يف طريقه بينما هرولت الطفلة حنو الداخل مرتمنة‪" :‬سأخبئ الوشاح‪ ،‬سأخبئ الوشاح‪ ،‬أخيت ستبحث ولن تراتح ههههههه‪...‬‬
‫امممم سيدي هل ميكنين إًنرة املصباح؟‪..‬سيدي!‪ ..‬هل مهبت؟ اممم حسنًا سأنري املصباح ث أفتح النافذة‪ ،‬أستطيع الوصول‪ ،‬لست‬
‫قصرية كما يقولون‪ ،‬نعم ها أًن مي‪ ،‬كان فتح النافذة شاقًا‪ ،‬سآخذ قيلولة ث أخبئ‪ ...‬وشاح‪ ...‬أخيت"‬

‫‪........‬بعد دقائق من العرج‬

‫ما هذا‪ ،‬هل أصبح املنزل أبعد أم ماما؟‪...‬‬ ‫‪-‬‬


‫ليلى!! ليلى!! أين أنت!‪ ...‬سيدي أرجوك أخربين أنك صادفت أخيت يف طريقك! لقد خرجت من املنزل منذ نصف ساعة وال أثر هلا!‬ ‫‪-‬‬
‫أختك؟‬ ‫‪-‬‬
‫لقد كانت حتمل‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫وشاحا! أليس كذلك؟‬
‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫نعم! نعم! احلمد هلل‪ ،‬دلين على مكاهنا من فىلك!"‬ ‫‪-‬‬
‫(أشار للغرفة البعيدة) إهنا هناك‪ ،‬اطم ين إهنا خبي‪ . ..‬ومل يتم مجلته إال وقاطعته صرخات طفلة من تلك الغرفة!!‬ ‫‪-‬‬
‫‪14‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫جتري أخت ليلى ويهرول لؤي ع ِر ًجا‪ ،‬حىت إما ما اقرتًب ليفتحا الباب وجدا ألسنة هلب يف أحناء الغرفة حتي بليلى‪ ،‬تبكي أخت ليلى‬
‫وتصرخ‪ ،‬وحياول لؤي الولوج بقدمه املصابة لينتشل ليلى مما هي فيه‪ ،‬ميسك هبا ليحملها ولكنها ترفض‪ ،‬تثبت قدمها على األرض‬
‫أيىا!‬
‫وتقول‪ :‬سيدي! أرجوك أنقذ وشاح أخيت ً‬
‫ليلى ليس هذا الوقت املناسب فلنخرج ث نتحدث!‬ ‫‪-‬‬
‫فلتنقذ وشاح أخيت وإال فلن أحترك !‬ ‫‪-‬‬
‫كان ينظر إىل الطفلة ويقول يف نفسه‪ :‬ما هذا الشعور؟‪ ..‬هل رأيت هذا املشهد ساب ًقا؟ هل؟‪..‬‬
‫حلظة كانت مشبعة بشعور غريب ًبلنسبة للؤي‪ ،‬وصلت النريان إىل سقف الغرفة وبدأت تتداعى‪ ،‬محل لؤي ليلى بيديه ًبلقوة‪ ،‬بدا‬
‫يقو لؤي‬
‫أنه سيسق يف حلظة محله لليلى‪ ،‬ولكنه قام بكل ما ميلكه من قوة وانتشلها إىل حىن أختها من تلك النريان املفجعة‪ ،‬مل َ‬
‫على الوقوف بعد إخراج ليلى وجلس على األرض يتأمل من جرحه القدمي‪ ،‬فأنزلت الفتاة ليلى من أحىاهنا لتقدم للبطل الذي أنقذ‬
‫حياة أختها ما حيتاج من مساعدة‪..‬‬

‫شكرا لك‪ ،‬إنين ح ًقا ممتنة ولن يكفي لرد معروفك شيء! ما ًبل قدمك هل أستطيع مساعدتك؟‪..‬‬
‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫(صافرات اإلسعاف والدفاع املدين) " ماما حدث هل أنتم خبري؟ هل يوجد أحد ًبلداخل؟ هل من إصاًبت؟"‬
‫أخت ليلى‪ :‬نعم سيدي حنن خبري‪ ،‬ال يوجد أحد‪ ،‬أتمى فق هذا الرجل فلتؤمن له الرعاية من فىلك‪.‬‬
‫(ليلى تبكي)‬
‫أختها ‪ :‬مابك اي عزيزيت؟ لقد انتهى األمر على خري‪ ،‬كل شيء خبري فقد أنقذك هذا الرجل الشجاع‪.‬‬
‫ليلى ًبكية ‪ :‬ولكن النار قد أكلت وشاحك اي اخيت!‬
‫"قالت أختها مبتسمة‪ :‬ال يهمين اي صغرييت األهم أنك خبري‪.‬‬
‫"ولكن وشاحك!‪"...‬‬

‫هل تقصدون هذا الوشاح؟‬ ‫‪-‬‬


‫الطفلة هرعة إليه "سيدي! سيدي! لقد أنقذت وشاح أخيت! سيدي أنت بطلي!"‬ ‫‪-‬‬
‫بطل إمًا؟ ( قاهلا يف نفسه بنبض حزين ) ث قال‪ :‬وجدته ملقى حتتك عندما محلتك اي صغرية‪ ،‬فعلت ما استطعت فعله ليس إال‬ ‫‪-‬‬
‫" ولكنك بطلي!! "‬ ‫‪-‬‬
‫رجل اإلسعاف ‪" :‬علينا أخذك للمشفى فأنت تنزف من قدمك وال تبدو خبري ‪"..‬‬
‫أيىا حماولة منها يف مرافقته ورد اجلميل بقدر ما تستطيع‪ ،‬فذهبوا للمشفى‪...‬‬
‫طلبت أخت ليلى اجمليء ً‬
‫نظرا للمىاعفات اليت حصلت نتيجة قلة التغذية‪ ،‬ونقص السوائل‪ ،‬وتلوث جرح قدمه‪،‬‬
‫الطبيب‪" :‬على لؤي املبيت يف املشفى ً‬
‫ويبدو أن حالته النفسية ليست خبري‪ ،‬تستطيعان الذهاب للمنزل لآلن والعودة عصر الغد يف وقت الزايرات املسموح"‬

‫‪15‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫عصر اليوم التايل‪..‬‬

‫سيدي! سيدي! كيف حالك؟ هل تشعر بتحسن؟ مل تستطع أخيت النوم ألهنا كانت تفكر يف‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليلى!! فلتذهيب وتلعيب يف ركن األطفال ًبخلارج! كم األطفال مزعجون! ال عليك‪ ،‬أخربين كيف حالك؟ مل ختربين ًبمسك‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫هههه ال عليك أحب األطفال‪ ،‬أًن لؤي‪ ،‬احلمد هلل أشعر ببعض التحسن‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشرفت مبعرفتك لؤي‪ ،‬اًن امسي سارة‪ ،‬قال الطبيب البارحة أن حالتك النفسية ليست خبري‪ ،‬هل هذا بسبب احلريل؟‬ ‫‪-‬‬
‫ال أعلم‪ ،‬يقولون أنين كنت أمتتم ى‬
‫أبمساء عدة أثناء نومي‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫سألين ضاب للشرطة عن احلادثة‪ ،‬يقول أهنم مل يتمكنوا من فهم سبب احلريل‪ ،‬فلم يكن يف تلك الغرفة أي شيء قد يسبب حري ًقا‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كان أقرب احتمال هلم احرتاق بعض األوراق يف الداخل نظرا ألسالك الكهرًبء القدمية‪ ،‬ولكنهم مل جيدوا أثرا ى‬
‫لكتب أو ورق!‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ماما عن منديل معطر‪...‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫منديال؟‬
‫ماما؟ ‪..‬هل تريد ً‬ ‫‪-‬‬
‫منديال‪ ،‬حسنًا قد ال نعرف ما هو سبب اندالع احلريل‪ ،‬ولكن ما يهمين أن الصغرية خبري‪ ،‬مل أفهم‬
‫نعم نعم‪ ،‬هذا ما قصدته فلتناوليين ً‬ ‫‪-‬‬
‫وشاحا يف جو شديد احلرارة هكذا‪..‬‬
‫لآلن سبب محلها ً‬
‫أًن أحب هذا الوشاح فهو آخر ما تبقى يل من والديت الراحلة‪ ،‬ويبدو أن ليلى حملت على مالحمي بعض احلزن‪ ،‬وأرادت تلطيف اجلو‬ ‫‪-‬‬
‫بطريقتها‪ ،‬هكذا هم األطفال تعرف‪..‬املهم أريد أخبارك بشيء‪ ،‬يوافل اليوم يوم ميالد ليلى‪ ،‬وكنا سنجهز كعكة لوال أن حصل البارحة‬
‫ما حصل‪ ،‬سأمهب مع والدي لشراء الكعك وجتهيز الشموع‪ ،‬وأريدك أن تبقى مع ليلى فلن نطيل‪ ،‬اتفقنا لؤي؟‬
‫حسنًا سارة‪ ،‬هذا من دواعي سروري‪ ،‬قال يف نفسه (فأًن من مهبت وتركتها وحدها يف تلك الغرفة البارحة)‬ ‫‪-‬‬
‫سأمهب يف أمر طارئ ث أعود اي ليلى‪ ،‬ابقي مع لؤي وأحسين التصرف اتفقنا؟ ليلى ‪" :‬اتفقنا اتفقنا"‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫أخريا‪ ،‬إن االعتناء ًبألطفال أمر مرهل!‬
‫ليلى‪( :‬حتبس أنفاسها تنتظر سارة لتغلل الباب) أهخ و ً‬
‫لؤي‪ :‬هههه ماما تقولني؟‬
‫جدا‪ ،‬علي االعتناء بسارة طوال الوقت وهي حىت مل تتذكر أن اليوم يوم ميالدي! أليس حمزًًن اي لؤي!؟‬
‫ليلى ‪ :‬أًن حزينة ً‬
‫لؤي ‪ :‬كيف أنت تعتنني هبا؟‬
‫جيدا‪ ،‬فبالرغم أهنا أكرب مين إال أهنا‬
‫بعيدا عنها لوصية والديت‪ ،‬فقد وصتين أن أنتبه عليها ً‬
‫ليلى ‪ :‬حسنًا ال أستطيع طرف عيين ً‬
‫جدا مثل‪ ....‬امممم مثل غزل البنات‪!..‬‬
‫جدا وقلبها هش ً‬
‫حساسة ً‬
‫لؤي ‪( :‬أهذه ح ًقا طفلة؟) اممم‪ ،‬وكم سيصبح عمرك اي صغرية؟‬
‫سارة ‪ :‬تسعة أعوام اممم وتسعة أشهر‬
‫لؤي ‪ :‬وكيف تعتربينه يوم ميالدك وأنت مل تتمي السنة بعد؟‬

‫‪16‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫ليلى ‪ :‬بل أمتمتها اي سيدي! لست أًن املخط ة بل الناس هم املخط ون‪ ،‬هم من يبدأون حبساب عمر الشخص بعد ر يته‪ ،‬أال يعلمون‬
‫أنه قىى تسعة أشهر أيكل ويشرب ويلعب يف داخل والدته؟‬
‫حتما أكرب مما يظنون‬
‫لؤي‪( :‬هل هنالك فتاة ًنضجة داخل عقلها أم ماما؟) حسنًا حسنًا اي سيديت ال عليك‪ ،‬أًن أصدقك أنت ً‬
‫جدا لوجود من يفهمين اآلن!‬
‫ليلى‪( :‬تتكئ على قدمه داخل اللحاف بغري انتباه) ح ًقا سيدي!؟ أًن سعيدة ً‬
‫بعد بعض الوقت‪..‬‬

‫كثريا حىت أنين‪...‬‬


‫لؤي‪ :‬ههههه ًبلطبع أمكر دروس الرسم فقد كنت متفوقًا فيها‪ ،‬كنت أجيد رسم األكواخ ً‬ ‫‪-‬‬
‫ليلى مقاطعة‪ :‬أكواخ؟ كالذي‪..‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫لؤي‪ :‬ال عليك ال تفكري يف‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليلى مقاطعة ‪ :‬سيدي‪ ،‬ما الذي‪...‬؟‬ ‫‪-‬‬
‫"لؤي‪ :‬ماًبل نربة صوهتا أصبحت ثقيلة!؟"‬
‫ما الذي كنت تفعله يف ملك الكوخ عندما أتيت أًن؟‬ ‫‪-‬‬
‫لؤي‪" :‬هل أخربها؟" أتقصدين عندما أتيت مع الوشاح األمحر؟‬ ‫‪-‬‬
‫ليلى‪ :‬نعم سيدي‪..‬‬ ‫‪-‬‬
‫"هل أخربها؟؟؟"‬
‫لؤي ‪" :‬حسنًا سأخربك ألن نظراتك ختيفين اي سيديت" (ختفي ابتسامتها بفشل)‬ ‫‪-‬‬
‫֍اعرتاف֍‬
‫كل شيء بدأ بسبب قلب أحب برًنمج تلفزيوين لألطفال‪ ،‬هل تعرفني األبطال السبعة؟ (تومئ برأسها للرفض) حسنًا‪ ،‬كان أحدهم‬
‫شخصية أحببتها من قليب " قناص" كان يسعى للعدالة‪ ،‬وختليص الناس من شرور اجملرمني‪ ،‬كان معه بندقية حبجمك‪ ،‬ينقذ هبا‬
‫املواطنني‪...‬‬
‫متاما عندما أنقذتين!‬
‫ليلى تقاطع ‪ :‬هذا يعين أنه بطل‪ ،‬بطل! يعين مثلك ً‬
‫لؤي ‪ :‬اهخ اي ليلى‪ ،‬حسنًا كنت أراه مثلك‪ ،‬إىل أن أخذمها‪..‬‬
‫ليلى ‪ :‬من؟‬
‫لؤي ‪ :‬حصلت مشكلة ودفعت بنت اجلريان صديقي فتويف‪ ،‬تظاهرت ًبلبطولة وإخبار الشرطة أنين أًن املسؤول‪ ،‬ظننت أنين أقرتب‬
‫بطال خبطوة ولكن بسبب ما فعلته أخذ والد صديقي انتقامه من والديت فتوفيت يف مات الليلة‪( ..‬يتحدث والدموع جتري)‬
‫من كوين ً‬
‫سواي وكان حبًا منذ الطفولة‪ ،‬إىل‬
‫كان كل شيء جيري بسرعة‪ ،‬وأتى والدي الذي مل أكن أعرف غري امسه ليعتين يب‪ ،‬نشأت أًن والفتاة ً‬
‫أن أدارت ظهرها يل ورحلت قبل أن أدرك ملك‪ ،‬بعدما خسرت االثنتني اللتان كانتا تلوًنن حيايت ًبلبهجة‪ ،‬انطفأ كل ما كان يب‬

‫‪17‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫مدمرا على حافة اجلنون‪ ،‬حىت أنين كسرت زجاج النافذة كي أدخل (يشيح اللحاف‬
‫وحيدا ً‬
‫مشتعال‪ ،‬ووجدت نفسي يف ملك الكوخ ً‬
‫ً‬
‫وشاحا أمحر‪..‬‬
‫عن إصابة قدمه) ويف اللحظة األوىل من خروجي أتت أمرية صغرية حتمل ً‬
‫( تتبسم بشدة ‪ :‬إهنا أًنااا!!) ًبلرغم من خساريت لكل من أحببت حبيايت‪ ،‬إال أنين مسرور أنين استطعت إنقامك اي جاللة األمرية‪.‬‬
‫ليلى ‪ :‬إنين أعينك ويل عهدي اي سيدي!‬
‫لؤي‪ " :‬هههه حسنًا مل تصبحي ملكة بعد ال داعي للعجلة"‬
‫(يُفتح الباب‪ )..‬سارة ودموعها تسيل على الكعكة ‪" :‬أًن آسفة ولكن‪ ،‬لكن مل أرد مقاطعتك لؤي" تقاطعها ليلى متحمسة‪ :‬أخيت!‬
‫أخيت! هل تذكرت يوم ميالدي!؟ أًن أحبك ح ًقا أخيت! أنت أعظم أخت يف الدنيا!)‬
‫يوما هبذه األمهية؟ حسنًا فلتنفخي ولتتمين أمنية" نظرت ليلى للؤي ث‬
‫سارة تواري دموعها ‪ً" :‬بلطبع اي صغرييت كيف يل أن أنسى ً‬
‫لسارة أبعني المعة ث نفخت على الشموع‪...‬‬

‫֍֍֍‬

‫سارة ‪ :‬لؤي!‪ ..‬إن فرح تبتعد‬


‫لؤي ‪ :‬اي إهلي أال متل هذه الصغرية من اجلري؟ تعايل اي صغرية! (جياريها يف لعبها) سأمسك بك! سأمسك بك! "ال ال ًبًب!" بلى‪،‬‬
‫بعيدا‬
‫بلى‪ ،‬سآكلك! "الاااا! " ( تعثرت‪...‬ستسق ) أمسكت بك اي صغرييت‪ ،‬كنت ستتأمين لو مل حت يداي بك‪ ،‬ال تلعيب ً‬
‫خارج الفناء اخللفي اتفقنا؟ " اتفقنا ًبًب!" اي إهلي ما الذي جعلك جترين هبذا االجتاه؟ لقد أحىرتين إىل‪ ..‬إىل النهاية والبداية‬
‫(حيملها إىل صدره)‪ ..‬أتعلمني ما الذي حصل هنا اي صغرييت؟ لقد ختليت عن الكذبة اجلميلة املصبوغة بلون احلب‪ ،‬ووجدت‬
‫رمادا كتلك األجزاء من روحي‬
‫احلب احلقيقي هنا‪ ،‬يف مات هذا الكوخ املهرتئ ًبأللواح اليت أضحى جزء كبري منها ً‬
‫سارة قادمة ‪ :‬ما الذي أتى بكما إىل هنا؟‬
‫حالال وشريكة درب‪،‬‬
‫جدا ألن ريب عوضين بك زوجة ً‬
‫لؤي ‪ :‬هل تذكرين اي سارة؟‪ ..‬أكرب معامل حياتنا‪ ..‬والبقعة اليت مجعتنا‪ ،‬أًن ممنت ً‬
‫مبتعدا عن خالقه‪..‬‬
‫قتيال ً‬
‫بدل أضغاث الشعور اليت أردت خافقي ً‬

‫‪18‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬

‫من ظلمة إىل ظلمة إىل نور‪،‬‬


‫مضى هذا القلب يف دربه من غري انقطاع خلطاه‪،‬‬
‫خمرتقًا مجيع خماوفه بنبض ال خيلو من االستمرار‪،‬‬
‫بنَـ َف ٍ‬
‫س هادئ ختتلط فيه الكثري من العواطف‪،‬‬
‫جيرها معه أبد الزمان‪،‬‬
‫وأمحال ثقيلة حتوي مآسيه ّ‬
‫قُ ِّّدر له احلصول على فرصة أخرى ليعيد بناء ما هتدم منه‪،‬‬
‫فقد بىن طوال السنني املاضية ما قُ ِّّدر له السقوط وهو احلب غري املختوم‪،‬‬
‫فما ُختِّم من حب بسنة هللا ورسوله فقد ُكتب يف صفحات اخللود بقاؤه‪ ،‬ودوامه‪ ،‬وبركته‪،‬‬
‫هوي يف احلفرة األعظم اليت ليس هلا قاع‪.‬‬
‫وأما ما مل ُخيتم بسنة هللا ورسوله فقد َ‬

‫يف رحلة قلب تركه راعيه وحاضنه‪ ،‬ألقى بنفسه يف النار‪ ،‬ظنًا منه أهنا ستدفئ جليد قلبه‪،‬‬

‫ولكنه مل يدرك أهنا أهلكته‪ ،‬إال بعدما أهلكته‪..‬‬


‫سم اخلياط‪،‬‬
‫بعد رحلة دامت سنينًا أليمة أرغمته على التنفس من ّ‬
‫أخريا أنه هو من اختذ اخلياط السبيل الوحيد ألنفاس قلبه‪...‬‬
‫أدرك ً‬
‫أخريا أنه مل يكن سوى‪...‬‬
‫اكتشف ً‬
‫َ‬ ‫تقصي آاثر الكيان العالقة يف أروقة القلب‪،‬‬
‫ويف رحلة من ّ‬
‫رماد‬

‫‪19‬‬
‫رم ـ ـ ـ ـ ــاد ك ـ ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـ ــان‬

‫‪20‬‬

You might also like