Professional Documents
Culture Documents
اعتىن به حفيده
أدمه وايقوت العريش تلميذ ابن عباس وغريمه ،مفعناه التتكربوا أن
تأخذوا العمل واحلمكة عهنم ،وهل معان أخرى ظاهرة والنطول بذكرها لهنا
واحضة .
وأما أصل لقامن ونس به عليه السالم وذكر مبتدأ أمره فقيل هو :
لقامن بن ابعوراء بن انحور بن اترج ،وهو أزر أبو اإبراهمي عليه السالم
أومعه ،وقال السهييل :هو ابن عنقاء بن رسون من أهل اإيةل .قال
وهب :اإنه ابن أخت أيوب عليه السالم .وقال مقاتل :ذكر أنه اكن ابن
خاةل أيوب عليه السالم .
قال الواقدي :اكن لقامن قاضيا يف بين إارسائيل ،واتفق العلامء
عىل أنه اكن حكامي ومل يكن نبيا اإال عكرمة فاإنه قال :اكن لقامن نبيا ،وتفرد
هبذا القول ،وقال بعضهم :خري لقامن بني النبوة واحلمكة فاختار احلمكة .
وروي أنه اكن انمئا نصف الهنار فنودي :ايلقامن هل كل يف أن
جيعكل هللا خليفة يف الرض فتحمك بني الناس ؟ فأجاب الصوت فقال :
اإن خريين ريب قبلت العافية ومل أقبل البالء ،وإان عزم عيل فسمعا
وطاعة ،فاإين أعمل أنه اإن فعل يب ذكل عصمين وأعانين ،فقالت املالئكة
بصوت يسمعهم وال يرامه :مل ايلقامن ؟ قال :لن احلامك بأشد املنازل
وأكدرها ؛ يغشاه الظمل من لك ماكن ،إان يعن فاحلري أن ينجو ،وإان
أخطأ أخطاه طريق اجلنة ،ومن يكن يف ادلنيا ذليال خريا من أن يكون
عزيزا رشيفا ،ومن ختري ادلنيا عىل الخرة تفته ادلنيا واليصيب الخرة ،
فعجب املالئكة من حسن منطقه ،فنام فأعطي احلمكة وهو يتلكم هبا .
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
5
مث نودي بعده داود عليه السالم فقبلها ومل يشرتط مبا رشط به لقامن فهو
يف اخلطيئة غري مرة ،لك ذكل يعفو هللا عنه ،واكن لقامن يوازر داود
حبمكه .وقال خادل الرحبي :اكن لقامن عبدا حبش يا جنارا .وقال سعيد ابن
املسيب :اكن خياطا .وروي أنه اكن يرعى غامن فلقيه رجل وهو يتلكم
ابحلمكة فقال هل :ألست فالن الراعي ؛ فامب بلغت مابلغت ؟ قال :
بصدق احلديث ،وأداء المانة ،وترك ما اليعنيين ،والوفاء ابلعهد .وقال
جماهد :اكن لقامن عبدا أسود عظمي الشفتني مشقق القدمني .
ويف بعض الكتب املعمتدة :نزل جربيل عىل لقامن عليه السالم
وخريه بني احلمكة والنبوة فاختار احلمكة ؛ مفسح جبناحه عىل صدره فنطق
ابحلمكة ،فلام ودعه قال :أوصيك بوصية فاحفظها ايلقامن :لن تدخل
يدك يف مف التنني خري كل من أن تسأل فقريا قد اس تغىن .
قلت :وهذا مشاهد كثريا ،فاإن الغالب فمين اكن كذكل أن
يكون حريصا عىل املال حشيحا به ،يؤثره عىل ما توجبه املروءة والنخوة
من البذل والعطاء ،كام أن الغالب فمين اكن غنيا مث افتقر أن يكون مسحا
ابملال ؛ ذا عزة وخنوة ومهة ،يؤثره عىل نفسه من عمل منه احلاجة ،وذكل
لبقاء أثر لك من احلالني يف نفس صاحبه زمنا طويال الإعتياده اإايه .
وأما امس لقامن ونس به فهو :لقامن بن عنقاء بن رسور ،وهو نيب
من أهل الية ،عاش ألف س نة ،وأدرك داود عليه السالم وأخذ عنه
العمل ،واكن لقامن يفيت قبل أن يبعث داود ،فلام بعث قطع الفتوى ،
فقيل هل يف ذكل ؟ فقال :أال أكتفي اإذا كفيت !!
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
6
واكن لقامن عليه السالم كثري الفكر حسن اليقني ،أحب هللا
فأحبه هللا .انهتىى .
قال أبو ادلرداء :رمح هللا لقامن ؛ أما أنه ما أويت ما أوتيه عن
أهل والمال وال جامل وال حسب والنسب بل اكن عبدا حبش يا ؛ موىل
دلاود عليه السالم أعتقه ،واكن رجال سكيتا طويل الصمت مليح
السمت معيق النظر بعيد الفكر ،مل يمن هنارا قط ،ومل يره أحد يبول وال
يزبق وال يتنخع ( يعين يتنخم ) ومات هل أوالد فمل حيزن علهيم .
واكن يأيت أبواب احلكامء ليتفكر وينظر ويعترب ،فذلكل أويت ما
أويت من احلمكة .
{ حمكة لقامن }
وقد تكون مثرة اإلهام اإلهىي ،وفيض رابين وعمل دلين ،وتصدر
يف لكتا احلالتني عن ذوي الفطر السلمية واملواهب العظمية ،اذلين
اصطفامه هللا لرسالته ،واجتبامه محلل أمانته ،أو اذلين ساروا عىل قدم
النبوات واس تضاؤا بنور الرساالت ،وتذوقوا احلقائق والرسار ،فأهلموا
احلق والرشاد ،وقاموا مقام صدق يف العباد ،ومن هؤالء لقامن احلكمي
اذلي أثىن هللا عليه يف كتابه الكرمي { ذكل فضل هللا يؤتيه من يشاء
وهللا ذو الفضل العظمي } .
تراب مث قال هل كن فيكون } { اإن أكرممك عند هللا أتقامك } { اإن هللا
علمي خبري }
قال وهب بن منبه :تلكم لقامن وقال :ايبين :عرشة أالف ابب
من احلمكة أدخلها الناس يف الكهمم وقضاايمه ،ولنقدم ماقصه ربنا الرمحن
عىل لسان صديقه لقامن ،فامي أنزهل من القرءان عىل نبيه املبعوث أخر
الزمان ،قوهل عز وجل { ولقد أتينا لقامن احلمكة أن اشكر هلل ومن
يشكر فاإمنا يشكر لنفسه ومن كفر فاإن هللا غين محيد * وإاذ قال لقامن
الإبنه وهويعظه ايبين ال ترشك ابهلل اإن الرشك لظمل عظمي } [ الايت -12 :
المور ،قوهل { وإاذ قال لقامن الإبنه } وإامسه أنعم ،وقيل مشمك بن
لقامن { ايبين الترشك ابهلل اإن الرشك لظمل عظمي } وهو اذلي اليغفر
لصاحبه واليقبل هللا منه رصفا وال عدال .
وقد روى ابن مسعود ريض هللا عنه قال :ملا نزلت { اذلين
أمنوا ومل يلبسوا اإمياهنم بظمل } شق ذكل عىل املسلمني وقالوا أينا مل يظمل
نفسه ،فقال رسول هللا صىل هللا عليه وأهل وسمل :ليس ذكل اإمنا هو
الرشك ،أمل تسمعوا قول لقامن الإبنه { ايبين ال ترشك ابهلل اإن الرشك
لظمل عظمي } أخرجه الش يخان والرتمذي .
ويف معىن الول ما س بق اإليه فهم املتأول ؛ نقل البغوي عن من
سامه يف تفسريه أنه قال :امحلد هلل اذلي قال { والاكفرون مه الظاملون
} ومل يقل والظاملون مه الاكفرون .
قلت :واملرشك هو عابد الصمن اذلي يزمع أنه ينفع ويرض ويقربه
اإىل هللا تعاىل كام حىك هللا عهنم بقوهل { واذلين اختذوا من دون هللا أولياء
مانعبدمه اإال ليقربوان اإىل هللا زلفى اإن هللا حيمك بيهنم } { واذلين اختذوا
} من دون هللا قرابان ألهة بل ضلوا عهنم وذكل اإفكهم وما اكنوايفرتون
اإىل قوهل { يأت هبا هللا} مائة مرة رد هللا عليه ضالته وحفظها ،قال
وهوحصيح جمرب .
ايبين أمق الصالة وأمر ابملعروف وانه عن { قوهل عز وجل
املنكر واصرب ما أصابك } يعين من الذى { اإن ذكل من عزم المور
} يريد المر ابملعروف والهنىي عن املنكر والصرب عىل الذى فهيام من
المور الواجبة اليت أمر هللا هبا ،ويه من المور اليت يعزم علهيا لوجوهبا
يف العني عىل لك عني .
وحقيقة } رسول هللا لووا رءوسهم ورأيهتم يصدون ومه مس تكربون
النفاق التكرب مع التكذيب .
قال الربيع بن أنس وقتادة :معناه الحتقر الفقراء ليكن الفقري
والغين عندك سواء .
اإن أنكر { وقال جعفر الصادق رمحه هللا يف قوهل تعاىل
الصوات لصوت امحلري } قال يه العطسة القبيحة .انهتىى التفسري .
وقال لقامن الإبنه :ايبين التدخل يف ادلنيا دخوال يرض بأخرتك
،وال ترتكها تراك تكون الك عىل الناس ،وقال :بع بأخرتك دنياك تربـحهام
مجيعا .
وقال :كام تنام فكذكل متوت ،وكام تستيقظ فكذكل تبعث ،
فامعل معالصاحلا تمن وتستيقظ اكلعروس ،والتعمل سوء فتنام وتستيقظ
مرعواب اكجملرم اذلي يطلبه السلطان لسفك دمه .
وقال لقامن :من اجمتعت فيه مخس :ادلين ،واملال ،واحلياء،
وحسن اخللق ،والسخاء فهو نقي تقي ،هلل تعاىل ويل ،ومن الش يطان
بري .
وقال لقامن الإبنه :ايبين اإين موصيك خبالل اإذا متسكت هبن مل
تزل س يدا :أبسط حلمك للقريب والبعيد ،وامسك هجكل عن قول
الكرمي واللئمي ،واحفظ اإخوانك ،وصل أقاربك ،وأمهنم من قبول ساع
أو سامع ابغ يريد فسادك ويريد خداعك ،وليكن اإخوانك ممن اإذا فارقهتم
وفارقوك مل تعهبم ومل يعيبوك .
وقال :ايبين اجعل عقل غريك كل فامي تدعوك احلاجة اإىل فعهل ،
فقال اي أبت :كيف اجعل عقل غريي يل ؟ فقال :تشاوره يف أمرك فامي
حتب .
وقال :اإذا اس تخار الرجل ربه ،واستشار حصبه ،واجهتد يف
رأيه فقد قىض ما عليه ،ويقيض هللا يف أمره ماحيب .
وقال :رضب الوادل للودل اكلسامد للزرع .
وقال :لن تكون أخرس عاقال خري كل من أن تكون نطوقا
جاهال ،وللك يشء دليل ؛ العقل دليهل التفكري ،ودليل التفكري الصمت
،ومن نطق يف غري خري فقد لغا ،ومن نظر يف غري اعتبار فقد سهىى ،
ومن سكت يف غري فكر فقد لها .
ايبين :لو قرأت حصيفتك لمغدت صفيحتك .
ايبين :لو رأيت ما يف مزيانك خلمتت عىل لسانك .
وحيك أيضا عن لقامن احلكمي رمحه هللا قال الإبنه :ايبين اإفعل ما
يصلحك يف دينك ودنياك ،وامض يف مصلحتك حىت تنهتىي مهنا ،
والحتفل ابلناس وال تصغ اإىل قوهلم وعذهلم ؛ فالسبيل اإىل رضاهئم والحيةل
يف اجامتع قلوهبم .
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
16
ايبين :اإذا اكن العمل يكتب ابملداد فاكتب هذه الوصية مباء
اذلهب :العقل ملن ال عصمة هل ،والمروءة ملن ال صدق هل ،وال أمانة
ملن ال رس هل ،وال عمل ملن ال رغبة هل ،وال مال ملن ال رفق هل ،والكزن
أنفع من العمل ،وال مال أرحب من احلمل ،وال حسب أرفع من الدب ،
وال كرم أعىل من التقوى ،وال قرين أزين من العقل ،وال غائب أقرب
من املوت ،وال يشء أنفع من الصدقة ،وال جيفة أننت من احلرام ،وال
عبادة أفضل من الصمت ،وال سيئة أسوأ من الكذب ،وال احنة
لصاحهبا أاحن من الكرب ،وال مغ أمغ لصاحبه من احلسد ،وال عار أقبح
من البخل ،وال ذل أذل من الطمع .
ايبين :من نظر يف عيب نفسه اش تغل عن عيب غريه ،ومن
اس تخف زلته اس تعظم زةل غريه ،ومن اس تغىن برزق هللا مل يمتىن ما يف
أيدي الناس ،ومن سل س يف البغي قتل به ،ومن حفر لخيه حفرة
سوء وقع فهيا ،ومن تعرض لهتك مسمل كشفت عورته ،ومن اكبد
المور أخطأ ،ومن اقتحم اللجج غرق ،ومن محل ما اليطيق جعز ،
ومن أجعب بنفسه هكل ،ومن تكرب عىل الناس ذل ،ومن مل يشاور ندم
،ومن مل جيرب المور خدع ،ومن جالس العلامء عمل ،ومن جالس
السفهاء ندم ،ومن قل الكمه دامت عافيته ،ومن اتبع نفسه يف شهواهتا
افتضح ،ومن أبدأ رسه اإىل غري صديق أمشت بنفسه ،ومن اصطنع اإىل
غري أهل الصنائع فقد أبطل صنيعه ،ومن ترك الظمل فقد أعز نفسه .
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
21
ايبين :ألكت مجيع الطيبات فمل أجد شيئا أذل من العافية ،
وذقت مجيع املرارات فمل أجد شيئا أمر من احلاجة اإىل الناس ،ومحلت
الصخر واحلديد فمل أجد شيئا أثقل من ادلين واذلنب .
ايبين :هجد البالء يف ادلنيا مخس خصال :سلطان أرض برعيته
،ورجل أرضت به امرأته ،وكرثة العيال مع قةل املال ،وصديق يلقاك
مرحبا وهو مييش يف هالكك ،وجار سوء يدفن حس ناتك ويفيش
سيئأتك .
ايبين :ال تظن يف النساء خريا ،و التركن اإلهين ،واخش
رشارهن ،وكن من خيارهن عىل حذر .
ايبين :اإذا جاورت قوما فغض برصك عن احارهمم .
ايبين :من أسأ اإليك أحسن اإليه .
ايبين :اإزرع امجليل حتصد اجلزيل ،وصاحب الرشاف وجتنب
الطراف ،فرشيف النفس والقدر اإن صاحبته نفعك ؛ وإان اإطلع عىل
رسك سرتك ،والطرف ادلاين اإن سايرته وضعك ،وإان أمنته خدعك ،
وإان رأى يف يدك شيئا حسدك ،وإان اس تغىن عنك تركك .
وقال ابن لقامن لبيه :اي أبت من حييط بلك العمل ؟ فقال لك
الناس .
وعن لقامن عليه السالم أنه قال الإبنه :االإنسان ثالثة اإثالث :
ثلث هلل ،وثلث لنفسه ،وثلث لدلود ،فأما ما هو هلل فروحه ،وأما ما
هو لنفسه فعمهل ،وأما ما هو لدلود جفسمه .
وقال لقامن الإبنه :اإذا امتلت املعدة ابلطعام انمت الفكرة ،
وخرست احلمكة ،وقعدت العضاء عن العبادة .
وحيك عن احلسن أن لقامن قال الإبنه :ال تكونن أجعز من ادليك
يصوتك ابلحسار وأنت انمئ عىل فراشك .
( فائدة ) قال النووي يف كتاب الذاكر :أن لقامن ومرمي ليسا
بنبيني ،ونقل ذكل عن جامهري العلامء ،مث قال :وال اإلتفات اإىل من شذ
وقال اإهنام نبيان .
ونقل عن بعض العلامء أنه قال :اكن لقامن ومرمي صديقني لهنام
يرتفعان عن حال من يقال فيه ريض هللا عنه وعهنا ،ويزنالن عن مرتبة
من يقال فيه صىل هللا عليه وعلهيا ،يعين ملا يف القرءان العزيز مما يرفعهام ،
مث قال :واذلي أراه هذا البأس به وإان مل يكن الراحج ،بل الراحج أن يقال
ريض هللا عنه وعهنا ،لن هذه املرتبة لغري النبياء ومل يثبت كوهنام نبيني ،
مث قال :ولو قال عليه السالم وعلهيا فالظاهر أنه ال بأس به .انهتىى .
( خامتة جليةل ) اإعمل وفقك هللا وأهلمك ،ونور قلبك وفهمك ،
وفتح عليك من أنواره وعلمك ،اإن احلمكة الصلية يه عبادة هللا عىل
اخلوف والتقوى ،وقد قال صىل هللا عليه وأهل وسمل :رأس احلمكة خمافة
هللا .
وقال الش بيل :ماخفت هللا يوما اإال رأيت اباب من احلمكة والعربة
ما رأيته قط .
وقال رسول هللا صىل هللا عليه وأهل وسمل :أيمك عقال أشدمك هلل
خوفا ،وأحس نمك فامي أمر هللا به تعاىل وهنىى عنه نظرا ،فاإذا اجمتع يف
قلب مؤمن الرجاء هلل واخلوف هل مع التقوى والشكر والصرب وغريها من
مقامات االإميان فقد متت فيه احلمكة ،فاس توجب صاحبه أن يسمى حكامي
،ويدعى ممن أويت احلمكة ،ويه املشار اإليه يف قوهل عز وجل { ومن
يؤت احلمكة فقد أويت خريا كثريا } وقوهل تعاىل { ولقد أتينا لقامن احلمكة
} قال بعض العلامء :احلمكة حتقيق العمل واتقان العمل ،واخلري الكثري
هو خري ادلارين .وقالوا أيضا :احلمكة يه العدل ،لنه مينع صاحبه من
اجلهل كحمكة ادلابة لهنا تردها من اإفسادها ،واحلكمي عند هللا العامل
العامل ،والمر ابملعروف والنايه عن املنكر ،وحقيقة املتعمل العامل
العامل املعمل ،قال الشاعر :
هال لنفسك اكن ذا التعـلمي اي أهيا الرجل املعــــــمل غريه
فاإذا انهتت عنه فأنت حكمي اإبدأ بنفسك فاهنها عن غهيا
عار عليك اإذا فعلت عظــمي ال تنه عن خلق وتأيت مثهل
وقال عيىس :من تعمل ومعل وعمل فذكل يدعى عظامي يف ملكوت
السموات والرض .
وقال بعض العلامء :احلمكة نباء عظمي حتتوي عىل احاسن
الصفات ورشائف العلوم ،وذكل اإن احلمكة عظمية ،واملتصف هبا يسمى
حكامي ،قال :ويه عبارة عن معرفة احلق مبا هوعليه من الكامل واملقال
وحسن الفعال ،وتزنهيه من صفات النقص ،ومعرفة اخللق ومجيع ما
تقتضيه أحواهلم ،فاإذا مكلت النفس مبعرفة احلق ومعرفة السمت اإتصفت
مبعرفة حمكه .
فأما ما يتعلق مبعرفة احلق وهو معرفة ذاته وصفاته وأسامئه
وأنبيائه من تلقهيم الويح من هذا املبدأ الفياض ،قال :والوصول اإىل هذه
املعرفة من طريقني ؛ أما من طريق الربهان كام هو طريق املتلكمني وأما
من طريق العيان كام هو طريق املقربني واملاكشفني ،فهذا واحد من
أقسام احلمكة املتعلقة ابحلق .
وأما الشطر الثاين من احلمكة املتعلقة ابخللق فهىي تنقسم اإىل
قسمني :أما علمية أو معلية كعلوم الس ياسات االإلهية الواردة عىل لسان
النبياء علهيم الصالة والسالم وتدخل يف هذا علوم الكتب املزنةل اكلتوراة
واالإجنيل والزبور والفرقان ،وعلوهما كثرية مكعرفة أس باهبا وأوقاهتا
وأسانيدها واحمكها ومتشاهبها وعلوم حقائقها وجمازها ،وتدخل حتت
الس ياسة االإلهية سائر سنن النبياء وأخبارمه وأاثرمه وعلوم أحاديهثم
ورواهتا وما يتفرع عهنا من الحاكم الفقهية من عبادات أو عادات .
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
26
أعطي احلمكة ،وقد قال تعاىل يف مدح احلمكة { ومن يؤت احلمكة فقد
أويت خريا كثريا } وهللا أعمل ،فهذه أعداد عددها .
ويف بعض املساطري سودها بعض العلامء ،نقلناها كام ذكرها ،
لرتاها كام زبرها ،وقد قال هللا تعاىل { وفوق لك ذي عمل علمي } وقال
{ وما أوتيمت من العمل اإال قليال } وقال { وقل رب زدين علام } وقال
تعاىل { رب هب يل حكام وأحلقين ابلصاحلني * واجعل يل لسان صدق
يف الخرين * واجعلين من ورثة جنة النعمي } وقال { رب قد أتيتين
من املكل وعلمتين من تأويل الحاديث فاطر السموات والرض أنت وليي
يف ادلنيا والخرة توفين مسلام وأحلقين ابلصاحلني } وهللا أعمل .
{ فتزنه وتدبر والتنكر فتنكر ،والتس هتزي وال تتكرب خترس
فاذلين ال يؤمنون ابلخرة قلوهبم منكرة ومه مس تكربون * ال جرم أن هللا
يعمل مايرسون وما يعلنون اإنه ال حيب املس تكربين }[ الايت 23 – 22 :
ويف تفسري االإمام البغوي عند قوهل تعاىل { ربنا وابعث فهيم
رسوال مهنم يتلوا علهيم أايتنا ويعلمهم الكتاب واحلمكة } قيل احلمكة فهم
القرءان ،وقيل مواعظ القرءان وما فيه من الحاكم ،وقيل العمل والعمل
،واليكون الرجل حكامي حىت جيمعهام ،وقيل يه الس نة ،وقيل يه
الحاكم والقضاء ،وقيل الفقه ،وقيل لك لكمة وعظتك أو زجرتك
أودعتك اإىل مكرمة أو هنتك عن قبيح مالمة فهىي حمكة احلامك .وقال
يف معىن امس هللا احلكمي :احلكمي هل معنيان :أحدهام وهو القايض العدل
،والثاين احملمك للمر كيال يتطرق اإليه الفساد .وقيل اإن احلمكة يعين
احلس ية نزلت من السامء عىل ثالثة أعضا :عىل أدمغة اليوانن ،وأيدي
الصني ،وألس نة العرب .
فقال قد فعلت اي أبت ،قدمحلت عىل دوايب وشددت عىل ثيايب فأوصين
،قال نعم :اي بين اإن يف طريقك مفازة فأبكر فهيا ادلجلة ،وإاهنا س تعرض
كل جشرة واسعة الظل حتهتا عني ماء قريبة من الشجرة فال تزنلن حتهتا ،
ايبين :اإين أرجو أن خيرجك هللا مهنا ساملا ،فتأيت يح بين فالن وهبم لنا
صديق وقد أعمل أهنم س يكرمونك ايبين ،وفهيم اإمرأة شابة كرمية احلسب
كثرية املال ،وقد أعمل أهنم س يعرضوهنا عليك فال أعمل ما حتهتا وال ظننت
بيشء من أمرها ،ايبين أرجو أن يسلمك هللا منه .وإان رجال يسكن
ساحل كذا وكذا وقد أاتين منذ حني واقتطع من مايل كذا وكذا وذكر هل
اإمسه وامس أبيه ومزنهل ،فأته واقتض ما عليه وال تبيت عنده ليةل ،ايبين
أنظر اإىل اذلي أوصيك به فافعهل ،قال الفىت نعم .
قال ايبين :اإن من أفضل ما أوصيك به اإن حصبك يف طريقك
هذا رجل هو أكرب منك فال تعصه حىت ترجع اإيل ،قال اإفعل ،فسار
ابن لقامن حىت اإذا انهتىى اإىل املغارة فأبكر فهيا ادلجلة ؛ فاإذا هو بعيد من
ذكل وأحسق ،فقام قامئ الظهرية واش تد احلر وهو يف وسط مهنا ،فبيامن
هو يسري اإذ عرضت هل الشجرة ،فلام نظر اإلهيا عرفها بنعت أبيه ،فاإذا
حتهتا ش يخ جالس فعدل عهنا ،فقال هل الش يخ :ما اذلي تريد ايفىت ؟
قال أريد أن أسري ؛ قال فالتفعل فقد قام قامئ الظهرية واش تد احلر ،
ولكن أنزل واس تقل يف ظل هذه الشجرة ،وضع عن دوابك وارشب من
املاء ،فاإذا أبردت فارحتل ،قال الفىت يف نفسه هذه الشجرة اليت هناين
عهنا أيب ما أريد أن أفعل !! قال هل الش يخ :أقسمت عليك أن تزنل ،
قال ووافق ذكل منه هوى ،وفكر أن أابه قد قال هل اإن حصبك رجل هو
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
32
أكرب منك فال تعصه ،فزنل الفىت ووضع عن دوابه واس تظل وألك
ورشب ؛ ورقد وأىب الش يخ أن ينام ،فلام انم ابن لقامن اإحنطت حية من
رأس الشجرة ،فلام نظرها الش يخ رماها فقتلها ،مث قطع رأسها جفعهل يف
جراب وغيب محلها حىت اإذا أدبر الهنار أيقظ ابن لقامن فقام ،فمل يشك
من نفسه شيئا ،حفمل عىل دوابه وقال هل الش يخ أين تريد؟ فقال أرض
كذا وكذا ،قال وأان أريدها فهل كل يف حصبيت ؟ قال ابن لقامن أحب
صاحب ،فلام نزلوا ابحلي اذلي سامه هل لقامن ؛ قالوا ابن لقامن !! فأنزلوه
وأكرموه ،فبيامن مه يألكون ويرشبون عنده اإذ قال رجل مهنم :اي بن لقامن
هل كل يف اإمرأة شابة كرمية احلسب كثرية املال تنكحها ؟ قال ابن لقامن
يف نفسه :هذه املرأة اليت نعهتا يل أيب ،مايل حاجة ابلناكح ،قال الش يخ
ماتعرضون عليه ؟ قالوا نعرض عليه شابة حس ناء مجيةل كرمية احلسب
كثرية املال ،قال الش يخ :ش باب وجامل ما يرتك !! هذه أنكحها ايبين ،
فقال ابن لقامن :ما أريد الناكح ايمع ،وإاين لعىل رحيل ،قال أقسمت
عليك لتفعلن ،فوافق ذكل منه الهوى ،وذكر اذلي عويف منه يف الشجرة
،وإان أابه قال :اإن حصبت رجال هو أكرب منك فال تعصه ،فنكحها ،
فلام مكل عصمهتا أاته صديق لبيه فقال :بئس ما صنعت ! هذه اإمرأة قد
نكحت من قبكل تسعة ليس مهنم رجل اإال يصبح ميتا عىل فراشها وأنت
العارش ،فدخل الش يخ عىل ابن لقامن وهو همموم حزين ؛ فقال هل
ماحيزنك ؟ فقال :املرأة اليت أمرتين أن أنكحها نكحت قبيل تسعة ليس
مهنم رجل اإال يصبح ميتا عىل فراشها وأان أكره املوت ،قال انتظر اذلي
أمرك به فافعهل ،فاإذا دخلت عليك فال تقرهبا حىت تأتيين ،فأقبلوا هبا
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
33
حىت أدخلوها عىل الزوج ،ومن عادهتم اإذا أدخلوها عىل الزوج حلقوا
ابلبيت ،فاإذاصاح اكنت عالمة موته ،فدخلوا واحمتلوا صاحبهتم وما معها
وتركوه ،حففوا ابلبيت كام اكنوا يصنعون ،فقال ابن لقامن للمرأة اإن يل
حاجة ؟ خفرج اإىل الش يخ وقال هل املرأة يف البيت وأان عندك ،فقال هل :
اإيتين مبجمرة فهيا مجر ،فأاته هبا ابن لقامن ،فعمد الش يخ اإىل رأس احلية
اليت قتلها عند الشجرة جفعلها عىل اجملمرة ،مث قال :انطلق هبا فاجعلها
حتت املرأة ،فاإذا برد فأتين به ،ففعل هبا ابن لقامن ،فقال لها اجعيل هذه
حتتك ،ففعلت ،فلام انطفأ امجلر ذهب ابجملمرة اإىل الش يخ فاإذا ش به
ادلودة احرتقة يف اجملمرة ،فقال اإذهب اإىل أهكل فال بأس عليك ،فاإن
هذه اليت اكنت تقتل الرجال ،فانطلق اإىل أههل فأصبح قرير العني ،
وأصبحت املرأة فرحة ،وتفرق اذلين اكنوا حافني ابلبيت ،فلام أراد ابن
لقامن أن يرحتل قال هل الش يخ أين تريد ؟ قال غرميا لنا يف ساحل كذا
وكذا أريد أن أتيه فاقتيض حقنا ،قال هل هل كل يف حصبيت ؟ قال أحب
صاحب ،فانطلق معه حىت قدما الساحل ،فسأال عن غرميهام فقال أهل
البدل ذاك لص فاجر ،واكن قد معد اإىل قرص بناه عىل ساحل البحر ،
حفني ميد اليرتك حول القرص شيئا اإال احمتهل ،والخيلص اإىل القرص وال
اإىل مافيه ،فأاته ابن لقامن فقال هل :اإين ابن لقامن وحقنا عليك ؟ فقال :
بيتا الليةل مث اغدوا عىل مالكام ،قال ابن لقامن هذا اذلي منعين منه أيب ،
ما أريد أن أبيت الليةل ،قال الش يخ ماذا تعرض عليه ؟ قال أعرض
عليكام أن تبيتا الليةل مث تغدوا عىل مالكام ،قال الش يخ اإفعل ايبين ،قال
ما أريد ذكل ،قال الش يخ :أقسمت عليك لتفعلن ،قد أنسأته أكرث من
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
34
ليةل أفال تنس ئه ليةل ! فوافق ابن لقامن ،وذكر اذلي عويف منه يف الشجرة
واملرأة ،فلام فرغا من عشاهئام معد اإىل وطاء حتت القرص ففرش هلام عىل
رسيرين ،وقد عمل أن املاء اإذا جاء احمتلهام ،ومعد اإىل ابن هل فأجضعه عىل
رسير فوقهام يف ماكن قد عمل أن املاء ال يبلغ اإليه ،فرقد ابن لقامن وأىب
الش يخ أن ينام ،فلام اكن يف جوف الليل أقبل البحر ،فلام رأه الش يخ
أيقظ ابن لقامن ومحال رسيرهام جفعالهام ماكن رسير الغالم ،ومحال رسير
الغالم وهو انمئ فوضعاه موضع رسيرهيام أوال ،فأقبل البحر واحمتل الغالم
برسيره ،فذهب به ومل خيلص هلام ،فلام اكن الصبح طلع صاحب القرص
ينظر ما فعل غرمياه ،فاإذا هام انمئان وإاذا ابنه قد ذهب ،فناداهام وقال :
اإين مكرت بكام وحاق يب املكر ،فاغدوا عىل مالكام ،فغدوا عىل ماهلام
فانتقداه ،مث انرصفا اإىل املرأة فأمرها ابن لقامن ابلرحيل فارحتلت مبال عظمي
من أصناف الموال ،وأقبل معه الش يخ حىت شارفا مزنل لقامن ،قال
الش يخ الإبن لقامن :أي صاحب وجدتين يف سفرك ؟ قال خري صاحب ؛
كفى هللا بك ورزق ،قال مفايل فامي أصبت ؟ قال بىل ؛ نصفه طيبة به
نفيس ،قال الش يخ :فاإما تقسم وختريين وإاما أقسم وأخريك ؟ فعرف
الش يخ هوى ابن لقامن يف املرأة ،فعمد اإلهيا وإاىل يشء من مالها فعزهل ،
ومعد اإىل عظمي املال فرتكه ،وقال الإبن لقامن :اإخرت ؟ فقال ابن لقامن :
أما أنت عدلت وأنصفت حني خريتين ،وإان كنت فعلت اختار املرأة وما
معها ،فارحتل ابن لقامن وما معها ،وقام الش يخ يف عظمي املال ،فلام سار
ابن لقامن واكد أن يغيب عن الش يخ أدركه وقال أعطيتين ماكل فمب ذكل
؟ لعكل ختوفت مين شيئا ؟ قال ابن لقامن :وماعسيت أن أختوف منك
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
35
،ولكن اليذكر من صاحب أفضل مبا أذكر منك ،فقال :تعطيين ذكل
طابت به نفسك ! قال نعم ،فقال الش يخ :اإذهب فكل أهكل وماكل
يبارك هللا كل فهيام ،لست أان من البرش اإمنا أان أمانة أبيك اليت اكن يأمتن
هبا الناس ،بعثين هللا لحصبك يف طريقك ،مث أدرك أابك صاحلا فاطمنئ
يف ماكل املبارك فيه ،انهتت احلاكية ويه مما أورده الش يخ االإمام جامل
ادلين :محمد ابن موىس بن معر ادلوايل الميين يف كتابه املسمى ( حبديقة
الذهان يف أحاديث الخالق احلسان )
قلت :وهذا ماذكره االإمام احيي ادلين وإامام املسلمني حيىي
النووي يف كتابه ( هتذيب السامء واللغات ) يف حرف الالم ،وهو
ترمجة لقامن احلكمي من الكتاب املذكور ،ونقلناه بكامهل يف هذا ورمبا تقدم
يشء منه ولكن تكرار املليح مليح ،لن املقصد اإن شاء هللا حصيح .
قال ريض هللا عنه :لقامن احلكمي عليه السالم مذكور يف
املهذب يف ابب االإس تطابة ،قال هللا تعاىل { ولقد أتينا لقامن احلمكة }
الايت .قال االإمام أبو اإحساق الثعليب يف كتابه (العرائس ) يف القصص :
اكن لقامن مملواك ،واكن أهون مملوك س يده عليه ،قال :وأول ماظهر من
حمكته أنه اكن مع مواله ،فدخل مواله اخلالء فأطال اجللوس ،فناداه
لقامن :أن طول اجللوس عىل اخلالء تتجمع منه الكبد ،ويورث البأسور
،وتصعد احلرارة اإىل الرأس ،فاجلس هوينا ومق ،خفرج مواله وكتب
حمكته عىل ابب اخلالء .
وروي أنه اكن عبدا حبش يا جنارا ،قال :وقال أبوهريرة مر
رجل بلقامن والناس جممتعون عليه ،فقال هل :ألست العبد السود اذلي
تراعينا مبوضع كذا ،قال بىل ؛ قال مفا بلغ بك اإىل ما أرى ؟ قال صدق
احلديث وأداء المانة وترك ما ال يعنيين .
قال :وعن لقامن أنه قال :رضب الوادل لودله اكلسامد للزرع .
وقال لقامن البنه :من يقارن قرين السوء ال يسمل منه .
وقال :من الميكل لسانه يندم .
ايبين :كن أمينا تكن غنيا والتكن خائنا تكن فقريا ،لن من
خان الاكن .وجالس العلامء وزامحهم بركبتيك وال جتادهلم ؛ خذ مهنم
اإذاماأولوك ،والطف هبم يف السؤال وال تضجرمه ،اإن تأدبت صغريا
اإنتفعت كبريا ،كن لحصابك موافقا يف غري معصية ،والحتقرن من المور
صغارها فاإن الصغار غدا تصري كبارا ،اإايك وسوء اخللق والضجر وقةل
الصرب ،اإن أردت غىن ادلنيا فاقطع طمعك مما يف أيدي الناس .
وحمكه كثرية مشهورة .انهتىى ما أورده االإمام عايل املقام قدوة
الانم ،النووي يف كتابه الهتذيب ابلسلوب العجيب والنظم العجيب .
ايبين :كن عىل حذر من الكرمي اإذا أهنته ،ومن العاقل اإذا
أجهيته ،ومن المحق اإذا مازحته ،ومن اجلاهل اإذا صاحبته ،ومن
الفاجر اإذا خامصته ،ومتام املعروف تعجيهل .
ايبين :ثالثة حيسن ابالإنسان :حسن احملرض ،واحامتل االإخوان
،وقةل امللل للصدق .
ايبين :أول الغضب جنون وأخره ندم .
ايبين :ثالث فهين الرشد :مشاورة الناحص ،ومدارة العدو
واحلاسد ،والتحبب للك أحد .
ايبين :املغرور من وثق بثالثة :اذلي يشهد مبا اليعمل ،واذلي
يركن اإىل من ال يوثق به ،واذلي يطمع فامي اليناهل بيشء .
ايبين :اإحذر من احلسد فاإنه يفسد ادلين ويضعف النفس
ويعقبه الندم .
ايبين :اإذا خدمت واليا فال تمن اإليه بأحد فاإنه اليزيده ذكل منك
إاال نفورا ،وإانه اإذا مسع منك البد أن يسمع من غريك فيك ويكون قلبه
خائفا منك أن تمن عليه كام منمت هل بغريه ،وال يزال احرتسا منك ،وكن
ايبين أقرب الناس اإليه عند رضاه ،وأبعدمه منه عند غضبه ،وإان ائمتنك
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
38
فالختنه ،وإان أانكل يسريا خفذه واقبهل تنل منه كثريا ،وأكرم خدمه ،
والطف بأحصابه ،وغض طرفك عن احارمه ،واقرص لسانك عند حديثه
،واكمت رسه يف اجملالس ،واتبع ابللطف ما هيواه ،وانصح يف خدمته ،
وامجع عقكل يف خماطبته ،والتأمن ادلهر من غضبه فاإنه ليس بينك وبينه
نسب ،ويف لك وقت يرسع اإليه الغضب ووثبته كوثبة السد اإذا وثب .
ايبين :اإن أردت أن تقف عىل احلمكة فالمتكل نفسك للنساء ،
فاإن املرأة حرب ليس فيه سمل ،ويه اإن أحبتك ألكتك وإان أبغضتك
أهلكتك .
ويف كتاب الشعب ل إالمام البهيقي كام نقهل ادلمريي يف كتابه حياة
احليوان عن احلسن أن لقامن قال الإبنه :ايبين :محلت اجلندل واحلديد
ولك محل ثقيل ،فمل أجد شيئا أثقل من جار السوء ،وذقت املر لكه فمل
أذق شيئا أمر من الفقر .
ايبين :ال تألك عىل ش بع فاإنك اإن تلقيه اإىل الالكب خري من أن
تألكه .
ايبين :اإايك والكذب فاإنه شهىي لكحم العصفور وعام قليل هيكل
صاحبه .
وفيه عن احلسن أن لقامن قال الإبنه :ايبين :اعمل أنه اليطأ
بساطك اإال راغب فيك أو راهب منك ،فأما الراهب اخلائف فأمن
جملسه وهتلل يف وهجه ،وإاايك والغمز من ورائه ،وأما الراغب فيك
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
39
ويف كتاب التوبة من االإحياء ل إالمام جحة االإسالم الغزايل قال :
قال لقامن الإبنه :زامح العلامء بركبتيك وال جتادهلم فميقتونك ،وخذ من
ادلنيا بالغك ،وأنفق فضول كس بك لخرتك ،وال ترفض ادلنيا لك
الرفض فتكون عياال وعىل ظهور الرجال الك ،ومص صوما يكرس شهوتك
والتصم صوما يرض بصالتك ،وال جتالس السفهاء وال ختالط ذا الوهجني .
ايبين :التضحك من غري جعب ،وال متيش من غري أرب ،وال
تسأل عام اليعنيك ،وال تضيع ماكل وتصلح مال غريك ؛ فاإن ماكل
ماقدمت ومال غريك ما تركت .
ايبين :من اليرمح ال يرمح ،ومن يصمت يسمل ،ومن يقل
اخلري يغمن ،ومن يقل الرش يندم ،ومن ال ميكل لسانه يعرث .
ايبين :ال حتتقرن أحدا اإذا رأيته خلق الثياب فاإن ربك وربه
واحد ،والتعظم أحدا حلسن ثيابه فاإهنا ليست من ذاته وصفاته يف يشء
.
وقال الإبنه :اخرتت من الكم النبياء مثان لكامت :اإذاكنت يف
الصالة فاحفظ قلبك ،وإاذاكنت يف بيت الغري فاحفظ عينك ،وإاذاكنت
بني الناس فاحفظ لسانك ،وإاذا كنت عىل املائدة فاحفظ حلقك ،واذكر
اثنني وانىس اثنني ؛ فأما الذلان تذكرهام فا هللا س بحانه وتعاىل واملوت ،
واما الذلان تنساهام فاإحسانك يف حق الغري وإاساءة الغري يف حقك .
ايبين :الترغب يف رد اجلاهل فريى أنك ترىض عنه .
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
43
ايبين :اإنك منذ نزلت اإىل ادلنيا اس تدبرهتا واس تقبلت الخرة ؛
فدار أنت اإلهيا تسري أقرب من دار أنت عهنا ترحتل .
ايبين :عود لسانك أن يقول :اللهم اغفريل ،فاإن هلل ساعات
اليرد فهيا ادلعاء .
ايبين :اإايك وادلين فاإنه ذل ابلهنار ومه ابلليل .
ايبين :أرج هللا رجاء ال جيرئك عىل معصية ،وخف هللا خوف
اليؤيسك من رمحته .
ايبين :من اكن هل من نفسه واعظ اكن هل من هللا عز وجل
حافظ ،ومن أنصف الناس من نفسه زاده هللا تعاىل بذكل عزا ،واذلل
يف طاعة هللا أحق من التعزز ابملعصية .
ايبين :من كذب ذهب ماء وهجه ،ومن ساء خلقه كرث مغه ،
ونقل الصخور من مواضعها أيرس من اإفهام من ال يفهم .ايبين :ال تكن
حلوا فتبلع ،وال مرا فتلفظ .ايبين :أنزل نفسك من صاحبك مزنةل من
الحاجة هل بك وال بد كل منه .
ايبين :اإمتنع مبا خيرج من فيك فاإنك ما سكت سامل ،وإامنا ينبغي
كل من القول ما ينفعك .
ايبين ال يألك طعامك اإال التقياء ،وشاور يف أمرك العلامء .
قال مؤلف هذا الكتاب :العبد الفقري اإىل هللا :عيل بن حسن
بن عبد هللا بن حسني بن معر بن عبد الرمحن بن عقيل العطاس بن سامل
بن عبد هللا بن عبد الرمحن بن عبد هللا بن الش يخ عبد الرمحن السقاف
بن الش يخ موىل ادلويةل محمد بن عيل بن الش يخ علوي ابن الش يخ الفقيه
املقدم محمد بن عيل ابعلوي ،عفا هللا عنه ،هذا أخر ما يرسهللا يل
مجعه وسهل وضعه من كتاب ( مزاج التسنمي وأفواج النس مي ابلنعمي من
حمك لقامن احلكمي ) وقد فصلت عن ذكل يف الزمن القدمي ،س نة مثان
ومخسني ومائة وألف ،ونية التأليف ابقية ،لكن جيوش التاكليف
ابلتخاليف مل تزل مالقية ،وعىس هللا يسهل لك عسري ،ويتفضل
ابالإعانة والتيسري ،فاإن هذا الفن من بني سائر العلوم اكالإكسري ،وهو
ابب عظمي ،وخطاب جس مي ،أصهل من القرءان العظمي ،والايت واذلكر
احلكمي ،مما قص اذلي قص أحسن القصص احلكمي ،من حمك لقامن
احلكمي ،وصىل هللا عىل س يدان محمد وأهل وحصبه وسمل .
مت نقل هذه النسخة من نسخة بقمل املعمل سعيد بن معر بن فرج
بن س باح ،اترخي نساخهتا 13 :من شهر رجب س نة 1335ه ونسخة
اثنية بقمل الس يد علوي بن احسن بن حسني بن سامل العطاس ،اترخيها
22ربيع الول س نة 1377ه ومت مراجعة النسختني عىل النسخة
املطبوعة مبرص س نة 1386ه ،واكن االإعامتد يف النقل عىل النسخة اليت
بقمل احملب بن س باح ومت مراجعة النسخ اخملطوطة ومطابقهتام عىل النسخة
املطبوعة ومت التعديل وإاضافة النقص يف النسختني ودجمهام مع بعض بعناية
رايج عفو هللا امحد بن معر بن أمحد بن عبد هللا بن طالب العطاس ،
مزاج التسنمي يف حمك لقامن احلكمي
46
عفا هللا عنه وعن وادليه ،وذكل ببدلالحساء واكن الفراغ من املراجعة
ليةل االإثنني 1418/6/12ه ،هذا وصىل هللا عىل س يدان محمد وعىل
أهل وحصبه وسمل وامحلدهلل رب العاملني .
أعيدت الطباعة مرة اثنية ابلحساء واكن الفراغ مهنا صباح الربعاء
1433/1/5ه