You are on page 1of 23

‫ا ألس تاذ كامل صديق‬

‫اثنوية سد بني الويدان التأأهيلية‬


‫أأفورار‬

‫مرشوع مقاربة الإنشاء الفلسفي‬


‫من أأجل الاس تئناس‬

‫(مع اإدماج بعض معطيات املذكرة ‪)951‬‬

‫ما هو الإنشاء الفلسفي؟ هو مترين عقيل‪ ،‬أأي اإبراز القدرة عىل التفكري أأو الاس تدلل‪.‬‬
‫ومن مثة فالإنشاء الفلسفي كتابة منظمة ومرتابطة املراحل‪ ،‬بدء من طرح مشلك‪ ،‬وانهتاء‬
‫ابلإجابة عنه‪.‬‬
‫(نقدم منوذجا ممكنا لتحليل السؤال املفتوح‪ ،‬يف أأفق الاس تئناس به‪ ،‬عىل اعتبار أأنه ل‬
‫توجد طريقة منطية و أأحادية لتحليل السؤال‪ ،‬لكن مع ذكل للسؤال املفتوح خصوصية‪ ،‬متزيه‬
‫عن القوةل والنص‪ .‬اإل أأنه ل جيب التبس يط من مشلكة حتليل السؤال املفتوح ‪ ،‬مقارنة مع‬
‫القوةل والنص‪ .‬و أأمتىن من السادة أأساتذة مادة الفلسفة اذلين يزورون هذا املنتدى املشاركة‬
‫يف مناقشة أليات حتليل السؤال املفتوح ( والقوةل املرفقة ابلسؤال والنص املرفق ابلسؤال)‬
‫وإاغناء هذه املقاربة ابقرتاحات معلية‪ ،‬خدمة ألبنائنا التالميذ‪ .‬لهذا اعمتدت مقاربة مشولية‪،‬‬
‫وإان بدت مطوةل‪ ،‬ألن السؤال املفتوح أأصعب مهنجيا من القوةل والنص) ‪.‬‬

‫صيغة السؤال املفتوح ‪:‬‬

‫‪1-‬حلظة الاش تغال القبيل عىل السؤال املفتوح‪.‬‬


‫تفاداي للتحليل املترسع ملا قد يتضمنه موضوع السؤال املفتوح‪ ،‬من ا ألفيد أأن نقوم بعمل‬
‫حتضريي من خالل الاش تغال عىل اللحظات التالية‪:‬‬
‫أأ‪ -‬حتديد رهان السؤال‪ :‬اإن الاش تغال عىل اإبراز رهان التفكري ونوع الإشاكلت املتضمنة‬
‫يف السؤال‪ ،‬يساعد عىل تلمس املقدمات الرضورية للتفكري يف ما يطلبه منا السؤال‬
‫املفتوح‪ .‬وحتديد الرهان مرتبط بطريقة ل‬
‫تشلك مفاهمي السؤال‪ .‬مثال‪:‬‬

‫‪*-‬هل للتجربة وحدها دور يف بناء النظرية؟‬

‫لفهم رهان السؤال‪ ،‬حنذف لكمة وحدها‪ ،‬لتصبح صيغة السؤال اكلتايل ‪ :‬هل للتجربة دور‬
‫يف بناء النظرية؟ يبدو أأن رهان السؤالني خمتلف‪ ،‬حبيث تراهن صيغة السؤال ا ألول عىل‬
‫نفي التخصيص ‪ ،‬لهذا جاءت الصيغة مشاهبة لصيغة سؤال استناكري‪ ،‬يرفض اعتبار أأن‬
‫التجربة وحدها يه اليت تؤسس للنظرية‪ ،‬وابلتايل يراهن عىل أأن شيئا أخر ابلإضافة‬
‫للتجربة هل أأيضا دور يف بناء النظرية‪ ،‬ومن مثة يس تحسن قراءة (هل) ب(وحدها) ألن يف‬
‫تعالقهام يتحدد رهان السؤال‪ .‬أأما الصيغة الثانية‪ ،‬فالرهان خمتلف‪ ،‬ابلقول‪ :‬نعم‪ .‬لكن يف‬
‫الصيغة ا ألوىل الرهان هو ل‪.‬لكن جيب التذكري أأننا حنن اذلين نكتب الإنشاء الفلسفي‬
‫املعنيني ابلإجابة واملناقشة واملقارنة‪،‬‬
‫اإذ س يختلف ا ألمر لو طرح السؤال عىل نيوتن ممثل املوقف الاختباري‪ ،‬وإانش تاين ممثل‬
‫املوقف العقالين التطبيقي ‪ ،‬س يجيب ا ألول بنعم‪ ،‬والثاين بال خبصوص الصيغة ا ألوىل‪ .‬كام‬
‫س يجيب نيوتن خبصوص الصيغة الثانية بنعم‪ ،‬بيامن سيتحفظ اإنش تاين ألنه متيقن بأأن‬
‫النظرية العلمية تكون حصيحة أأكس يوميا دومنا حاجة للتجربة‬
‫اليت تعترب حتصيل حاصل‪ ،‬مادامت حصة النظرية تس متد من العقل الراييض ل من‬
‫التجربة‪ .‬مع الإشارة اإىل اختالف اإشاكلية نيوتن عن اإشاكلية وجمال اش تغال اإنش تاين‪).‬‬
‫لهذا جيب الانتباه اإىل طريقة ل‬
‫تشلك املفاهمي املكونة للسؤال‪.‬‬
‫مثال اثن ‪:‬هل ميكن تأأسيس احلق عىل العنف؟‬
‫س يكون الرهان ل‪ ،‬ملاذا؟‬
‫‪ -1‬ألن هناك تعارضا بني مفهوم احلق ومفهوم العنف‪.‬وس يكون الرهان هو‪ :‬تأأسيس احلق‬
‫عىل التعاقد ‪.‬مع العمل أأننا يف التفكري الفلسفي جيب أأن ندافع عن احلق وليس عىل العنف‪،‬‬
‫ابلرمغ من وجود بعض الفالسفة اذلين يظهر أأهنم يربرون العنف ابعتباره حلظة من حلظات‬
‫الوجود الإنساين يف مسريته التارخيية املرتبطة حباةل الطبيعة( هوبز‪ ،‬ماكيافييل‪ ، )..‬أأو مبرحةل‬
‫الاجامتع ا ألول اذلي أأفسد حاةل الطبيعة اخلرية ( روسو)‪ ،‬أأو العنف ابعتباره أأداة طبقية‬
‫للس يادة يف اجملمتع الر أأساميل( املاركس ية اللينينية) أأو العنف ابعتباره إارادة يه من مصمي‬
‫وجود اجملمتع‪ ،‬ابعتباره مكيات من القوة يف عالقة توتر(نيتشه)‪ ،‬أأو العنف ( العدوانية)‬
‫ابعتباره رغبة طبيعية لغريزة التناتوس (غريزة املوت) فرويد‪ .‬أأو العنف املرشوع كام دافع‬
‫عنه ماكس فيرب‪.‬‬
‫‪2-‬جيب ا ألخذ بعني الاعتبار لكمة ( ميكن )‪ ،‬مع العمل أأن هل حرف اس تفهام قد حيمتل‬
‫اجلواب بنعم يف حاةل الإثبات‪ ،‬وبال يف حاةل النفي‪ .‬لكن س ياق السؤال هو احلق بني‬
‫الطبيعي والثقايف‪ ،‬وابلتايل حنن أأمام افرتاض اترخيي اتفق لك الفالسفة عىل حصته‪ ،‬واملمتثل‬
‫يف اس تحاةل اس مترار وجود الإنسان يف احلفاظ عىل حقه الطبيعي يف احلياة بواسطة‬
‫العنف‪ ،‬ألن الواقع أأثبت أأن وس يةل العنف( الإفراط يف اس تعامل القوة) أأصبح يتناقض مع‬
‫الهدف اذلي هو احلق يف البقاء‪.‬اإذن هل ميكن؟ الرهان ل‪ ،‬حبجة فشل العنف يف احلفاظ‬
‫عىل احلق اذلي اكن س يضيع لو مل هيتد العقل اإىل فكرة التعاقد اليت أأوجدت ادلوةل‪،‬‬
‫كسلطة تنظم وحتافظ عىل حقوق الناس‪.‬اإذن ل يمكن تأأسيس يشء عىل ما يُناقضه يف‬
‫وجوده‪ .‬وحىت ادلوةل‪ -‬ابعتبارها رمز النظام‪ ،‬أأي دوةل احلق‪ -‬ل ميكن‬
‫أأن يتأأسس وجودها عىل العنف‪ ،‬بسبب تناقض التعاقد مع العنف‪ ،‬ما دام التعاقد هو يف‬
‫ا ألصل بديل للعنف‪ .‬من هذا املنطلق‪ ،‬من ا ألفيد للتلميذ الاش تغال عىل رهان السؤال‪،‬‬
‫لس تجالء ما يرومه ويسعى اإىل التفكري فيه‪.‬‬
‫لكن املذكرة رمق ‪ 951‬س تجعل البحث عن الرهان أأمرا أأكرث صعوبة‪ ،‬ألهنا تنص عىل أأن‬
‫تكون صيغة السؤال املفتوح( وحىت القوةل والنص) ‪ ،‬تنفتح عىل مفهوم أأو أأكرث‪ ،‬أأو جمزوءة‬
‫واحدة أأو أأكرث‪ ،‬مثال‪.‬‬

‫‪*-‬هل معرفة التارخي جتعلنا أأكرث حرية؟‬


‫‪*-‬هل احلرية حاجة أأم حق اإنساين؟‬
‫ابلنس بة للسؤال ا ألول‪ ،‬املفهوم ا ألسايس يف السؤال هو مفهوم التارخي‪ ،‬ألنه منطلق‬
‫تأأسيس املشلك‪ .‬ولكنه يتعالق مع مفهوم احلرية‪ .‬هنا تتضايف جمزوءة الوضع البرشي مع‬
‫جمزوءة ا ألخالق‪ .‬ويصبح البحث عن الرهان متعلق بطريقة تركيب مفاهمي السؤال‪ .‬مع العمل‬
‫أأن مشلكة احلرية وردت كقضية يف مفهوم الشخص‪( ،‬الشخص بني الرضورة واحلرية)‬
‫وكذكل وردت يف مفهوم التارخي نفسه‪ ،‬من خالل مشلكة من يصنع التارخي؟ وهل الناس‬
‫أأحرار يف صنعه( سارتر‪ ،‬مريلوبونيت) أأم أأنه هو من يصنعهم مبكره أأو ببنياثه الاقتصادية‬
‫التحتية‬
‫(هيجل‪ ،‬ماركس)‪ ،‬وكذكل سيتكرر نفس املشلك يف مفهوم احلرية مضن جمزوءة ا ألخالق‬
‫(حرية ا إلرادة‪ )..‬لكن املفهوم الناظم للسؤال هو مفهوم املعرفة ‪ .‬مبعىن أأن الرهان هو حتقيق‬
‫حرية أأكرث‪ ،‬لكن برشط معرفة التارخي‪ .‬هنا تمكن املشلكة‪ :‬يتعالق مفهوم التارخي مع احلرية‬
‫بواسطة املعرفة‪ .‬فرشط حتحق احلرية رهني مبعرف التارخي‪.‬لكن هذا يس تدعي مشلكة‬
‫سنتحدث عهنا ابلتفصيل يف حلظة املسكوت عنه‪ ،‬ويه هل معرفة التارخي ممكنة؟ وعن أأية‬
‫معرفة نتحدث؟ مع العمل أأن التارخي عمل اإنساين‪ ،‬وس بق لنا يف جمزوءة املعرفة تلمس مدى‬
‫صعوبة حتقيق معرفة موضوعية ابلعلوم الإنسانية‪.‬‬
‫املهم يف املذكرة ‪ 951‬هو حترير الإنشاء الفلسفي من ا ألحادية والمنطية‪ ،‬وإاعطاء التلميذ‬
‫فرصة الانفتاح عىل ا ألشلكة املمكنة‪ ،‬من خالل تعدد مسارات الكتابة الفلسفية‪ ،‬ا ألمر‬
‫اذلي جيعل التلميذ أأمام خيارات متعددة جتنبه السقوط يف ما يصطلح عليه " اخلروج عن‬
‫املوضوع" ‪ ،‬وابلتايل اإحساسه ابحلرية يف التفكري والاس تدلل بدل التقيد المنطي بمنوذج‬
‫مفرتض عىل أأنه ما يشلك حقيقة املطلوب‪ .‬املهم الثاين يف املذكرة أأعاله أأهنا تسمح بتشكيل‬
‫السؤال انطالقا من البحث عن حل ملشلكة‪ ،‬وهذا س ي ُح لد من "تع لسف" بعض املصححني‬
‫يف تصيد" ا ألخطاء املعرفية" للتلميذ‪ ،‬ومعاقبهتم ألهنم مل يكونوا يف مس توى دياكرت أأو‬
‫هيجل أأو فوكو‪ ...‬و أكن املطلوب ليس هو تتبع مسار تفكري التلميذ يف حل مشلكة بل يف‬
‫اس تعراض معارف فلسفية ذلاهتا‪.‬‬

‫‪2-‬حلظة حتديد مربرات طرح السؤال ‪:‬‬

‫اإن املفاهمي املكونة للسؤال املفتوح ل قةمة لها يف ذاهتا( كام يقول هرني بينا رويز يف مقال هل‬
‫‪ ،étude d'une question‬وإامنا يف الطريقة اليت تتشلك هبا تكل املفاهمي‪ ،‬و اليت تؤثر‬
‫عىل نوع املقاربة ل إالشاكلية املطروحة واليت يروم السؤال دفع املرتحش اإىل التفكري فهيا‪ .‬من‬
‫هذا املنطلق جيب أأن نتساءل عن ما اذلي يس تدعي ويربر طرح السؤال كام هو‬
‫مطروح؟ فبدون مربر ل معىن لوجود السؤال‪ ،‬ألن البحث عن املربر يؤسس ملصداقية‬
‫السؤال الفلسفية‪ ،‬ويف غياب املربر يصبح السؤال جمرد اس تفهام نس تفهم به عن مضمون‬
‫امجلةل‪.‬مثال‪:‬‬
‫‪-‬هل مت اس تدعاء الابء لالجامتع؟‬
‫‪-‬هل اهنزم الفريق الوطين لكرة القدم يف مباراته؟‬
‫‪-‬هل حمطة البزنين مقفةل اليوم؟‬
‫هذه جمرد أأس ئةل اس تفهامية‪ ،‬وليست أأس ئةل اإشاكلية‪ ،‬وابلتايل ل حتتاج حلظة الإجابة عهنا‬
‫اإل بنعم أأو ل‪ ،‬من دون تربير الإجابة‪ ،‬ألن اجمليب يصف معطى واقعيا هو يف أأساس‬
‫وجوده الزايدة يف التأأكلد من اليشء ‪ ،‬ل يف حتويهل اإىل قضية للتفكري ‪ ،‬هنا خيتلف السؤال‬
‫املفتوح الإشاكيل عن السؤال الاس تفهايم اليويم‪ .‬فالسؤال الإشاكيل يُبىن من خالل وجود‬
‫مشلكة يصعب احلسم فهيا بدون اإخضاعها للفحص والتحليل واملناقشة واس تدعاء خمتلف‬
‫املنظورات وا ألطروحات‪ ...‬يف أأفق اإجياد حل ممكن للمشلك املطروح‪.‬من هنا يس متد‬
‫السؤال املفتوح مربر طرحه‪ ،‬أأي دعوته للتفكري وإاعامل العقل يف مشلك يفرتضه السؤال‬
‫املفتوح ‪.‬‬
‫مثال ‪:‬من أأين تس متد نظرية علمية ما صالحيهتا ؟ اإن مربر طرح السؤال‪ ،‬انبع من كيفية‬
‫بناء النظرية العلمية‪ ،‬مبعىن هل يكفي بناؤها عقليا أأم ينبغي اإثباهتا؟ اإذا اكن البناء عقليا مفا‬
‫هو دور التجربة؟ وإان وجب اإثباهتا‬
‫فبأأية وس يةل؟ وابلتايل هل هذه الصالحية تس متد من العقل أأم من التجربة؟‬
‫ابحملصةل يتعالق مربر طرح السؤال هبويته الإشاكلية‪ ،‬وبدوهنا ل يعترب سؤالا اإشاكليا‪ .‬لهذا‬
‫فالبحث عن املربر‪ ،‬هو يف احلقيقة حلظة أأولية من البحث عن الإشاكلت املمكنة أأو‬
‫احملمتةل يف السؤال‪ .‬بل يف بغض ا ألحيان عىل املرتحش أأن يعمل هو نفسه عىل أأشلكة‬
‫السؤال‪ ،‬من خالل البحث عن مربرات طرح السؤال‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫هل ميكن معرفة الغري؟ يبدو من ظاهر السؤال أأنه مبارش‪ ،‬و أكنه من شالكة ‪:‬هل تعرف‬
‫فالان؟ لكن احلقيقة غري ذكل‪ ،‬ألن معرفة الغري من املشالكت الفلسفية املعقدة‪ ،‬مبعىن قبل‬
‫اإثبات معرفته‪ ،‬جيب اإثبات وجوده ‪ ،‬ومعرفته تقتيض ادلخول معه يف عالقة ‪ ،‬حىت ل تمت‬
‫معرفته عىل شالكة ا ألش ياء‪ ، Objets‬ومن مثة تش ييئه‪.‬مث اإن منط املعرفة ليس واحدا ‪ ،‬بل‬
‫هناك أأشاكل متعددة للمعرفة يتعدد املواقف واملنظورات ( السوليبسزيمية‪،‬البينذاتية‪،‬‬
‫العالقة الرصاعية يف أأفق بناء الغريية‪ ،‬املعية يف الوجود‪ ،‬التشارك الوجداين‪...‬اإخل )‬

‫‪3-‬حلظة املسكوت عنه يف السؤال ‪:‬‬

‫رصح بيشء‪ ،‬ويسكت عن أأش ياء ‪. Non dit.‬‬ ‫هناك قاعدة لسانية تقول‪ :‬ل‬
‫لك قول ي ُ ل‬
‫رصح يف ظاهره بيشء ويسكت عن أأش ياء‪ ،‬عىل‬ ‫فالسؤال الإشاكيل املفتوح هو أأيضا يُ ل‬
‫املرتحش أأن يس تجلهيا من خالل قراءة تشخيصية لطريقة انبناء مفاهمي السؤال‪ ،‬وذكل من‬
‫خالل الاس تعانة مبا توصل اإليه يف اللحظتني السابقتني‪ :‬الرهان واملربرات ‪.‬‬
‫تتجىل حلظة املسكوت عنه يف بعدين‪:‬‬
‫‪1-‬البحت وراء الصيغة الاس تفهامية للسؤال املفتوح‪ ،‬عن الإشاكلت املتضمنة يف‬
‫املطلوب‪ ،‬وتعريف امحلوةل احلقيقة للسؤال واملتعلقة ابلإشاكلت اليت يطرهحا‪.‬‬
‫‪2-‬حتديد ا ألطروحات املفرتضة ‪ ،‬ابعتبارها ما يشلك عنارص املناقشة ل إالشاكلت‬
‫املتضمنة يف‬
‫السؤال‪ .‬مثال‪:‬‬
‫هل املعرفة املوضوعية للظاهرة الإنسانية ممكنة؟‬

‫يرصح هبام‬
‫املسكوت عنه يف السؤال هو اخلالف بني موقفني متعارضني‪ ،‬ل ل‬
‫السؤال‪.‬موقف يرى اإماكنية املوضعة( دوراكمي‪ ،‬أأوكست كونت‪ )...‬وأخر يرى صعوبة‬
‫حتققها( بيايج‪ ،‬جون مونرو ) لكن الرهان هو أأهنا غري ممكنة‪ ،‬فلو اكنت ممكنة ملا ُطرح‬
‫السؤال‪ ،‬وس يكون طرحه من ابب حتصيل احلاصل ما دامت ممكنة‪ ،‬وليس من ابب‬
‫التفكري يف ما ختلقه املوضعة من مشالك ‪ ،‬كصعوبة الفصل بني اذلات واملوضوع‪ ،‬ومشلكة‬
‫تشيئي الإنسان‪ ،‬وهذا هو ما يراهن عليه السؤال‪ .‬أأما مربر طرح السؤال فهو أأن املوضعة‬
‫ممكنة يف العلوم الطبيعية املادية‪ ،‬ولكن حني يتعلق ا ألمر ابلإنسان – ابعتباره ذاات ‪Sujet‬‬
‫وليس موضوعا – ‪ Objet‬فاملشلك مطروح ابإحلاح وجيب البحث عن حقيقة الظاهرة‬
‫الإنسانية خارج المنوذج العلمي التجرييب‪ ،‬أأي البحث عن حل ل يفقد الظاهرة الإنسانية‬
‫خصوصيهتا ‪ ،‬اخملتلفة حامت عن خصوصية املادة ‪.‬‬

‫أأول ‪ :‬الفهم‪ (5‬ن)‬

‫حلظة التأأطري الإشاكيل‪.‬‬


‫أأ‪ -‬التأأطري‪ :‬حتديد اجملال التداويل للسؤال‪ ،‬وقد يشمل مفهوما واحدا أأو أأكرث‪ ،‬كام قد حييل‬
‫عىل جمزوءة أأو أأكرث‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬هل ما تسمح به ا ألخالق متنعه الس ياسة؟‬


‫هل احلرية حاجة أأم حق اإنساين؟‬
‫يف السؤال ا ألول‪ ،‬تتداخل جمزوءة ا ألخالق مع جمزوءة الس ياسة‪ ،‬ابعتبار ا ألخالق الزتاما‬
‫جيد أأفقه يف الواجب‪ ،‬ومن مثة ‪ ،‬فاخلري ا ألمسى اذلي من أأجهل يبحث الإنسان اإمنا هو‬
‫اإسعاد النفس ‪ ،‬كام أأن احلرية مطلب اإنساين ضد لك أأنواع القهر والاستبداد‪ .‬أأما‬
‫الس ياسة فهيي تدبري للسلطة من قبل ادلوةل‪ ،‬والتدبري فعل تنظةمي للمواطنني‪ ،‬وابلتايل ل‬
‫وجود للواجب والسعادة واحلرية اإل يف دوةل احلق والقانون‪ .‬ولهذا ليس هناك من مربر‬
‫للقول بأأن ما تسمح به ا ألخالق (الفضيةل والكرامة والاحرتام) متنعه الس ياسة‪ ،‬فواجب‬
‫الس يايس‪ -‬حسب فالسفة الس ياسة وا ألخالق – هو احرتام كرامة املواطنني ابحرتام‬
‫حريهتم ابلقانون ‪.‬هذا هو ما جيب أأن يكون‪ .‬لكن هذا ل مينع من اس تحضار موقف‬
‫الس ياسة الواقعية‪ -‬الربجامتية‪ ،‬اليت قد تفصل بني الس ياسة وا ألخالق من أأجل حتقيق‬
‫مصلحة ادلوةل كدوةل‪ ،‬ول هيم اإن تعسفت عىل مواطنهيا‪ ،‬ابس تعامل القوة أأو العنف‪.‬يف‬
‫هذه احلاةل‪ ،‬حني تتعارض ا ألخالق مع الس ياسة‪ ،‬حيصل املنع‪ .‬اإذن اجملال التداويل للسؤال‬
‫هو طبيعة العالقة بني الس ياسة وا ألخالق‪ ،‬أأين يلتقيان و أأين يفرتقان‪.‬‬
‫أأما يف السؤال الثاين‪ ،‬فهو ينفتح عىل مفهومني‪ :‬احلق( وهو من جمزوءة الس ياسة) واحلرية‬
‫(ويه من جمزوءة ا ألخالق)‪.‬اإذن فاجملال التداويل للسؤال ( وهو من نوع السؤال التناويب‬
‫)هو مدى ريق احلرية اإىل مس توى احلق‪ .‬لكن املشلك متعلق ابحلرية مكفهوم مركزي يف‬
‫السؤال‪ ،‬والرهان هل يه جمرد حاجة أأم حق؟ وابلتايل وجب المتيزي بني احلاجة واحلق‪.‬‬

‫ب ‪-‬ا ألشلكة‪:‬‬
‫يف هذه اللحظة جيب الاش تغال عىل العمل المتهيدي(الرهان‪ ،‬املربرات‪ ،‬املسكوت عنه)‬
‫يف أأفق اس تجالء الإشاكلية املتضمنة يف السؤال‪ ،‬وحتويلها اإىل حقل اس تفهايم‪ ،‬غايته‬
‫حتديد مسار النقاش‪ ،‬ورصد ا ألطروحات املمكن اس تحضارهام ‪ .‬مبعىن أأن ا ألشلكة قضية‬
‫اس تفهامية تتضمن أأطروحتني أأو أأكرث توجد بيهنام مفارقة أأو اختالف أأو تعارض‪ ،‬وتقتيض‬
‫الإجابة عهنا اس تدعاء أأطروحة أأو أأكرث‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬خبصوص السؤال ا ألول‪ :‬لبناء احلقل الاس تفهايم‪ُ ،‬يس تحسن أأن تمت ُمساءةل ما هذا‬
‫اذلي تسمح به ا ألخالق حىت متنعه الس ياسة ؟ ومن أأية زاوية تتعالق ا ألخالق مع‬
‫الس ياسة حىت تتدخل الس ياسة يف ما تؤسس هل ا ألخالق‪.‬هنا تظهر مشلكة حقيقة‬
‫خري كقةمة حتدد العالقة مع الخر‪،‬‬ ‫ا ألخالق‪ ،‬مبعىن اإذا اكنت ا ألخالق الزتام ذايت مبا هو ل‬
‫فالس ياسة ل دخل لها يف حرية الشخص مبا ميليه عليه مضريه ا ألخاليق‪ .‬لكن اإذا اكنت‬
‫ا ألخالق قامي اجامتعية تتأأسس بفعل مصدر خاريج‪ ،‬هنا ميكن أأن تتدخل الس ياسة يف‬
‫توجيه والتحمك يف ا ألخالق‪ ،‬ابعتبارها ما يؤسس لقمي مشرتكة داخل جممتع س يايس‬
‫تعاقدي‪.‬مبعىن أخر ل دخل للس ياسة فامي هو واجب أأخاليق مصدره الضمري ا ألخاليق‬
‫اكلزتام خشيص‪ ،‬وحق من حقوقه الشخصية‪.‬لكن اإذا نظران ل ألخالق اكس تجابة لقمي اجملمتع‪،‬‬
‫هنا ميكن للس ياسة أأن تتدخل ومتنع ما تراه خيرج عن قاعدة التعاقد الاجامتعي‪ ،‬حبيث‬
‫يصبح ما يعتربه الشخص أأخالقا تعتربه الس ياسة هتديدا لها بسبب خمالفته ملا سائد أأو‬
‫متوافق عهل‪ .‬من هذه الاعتبارات تُبىن الإشاكلية‪ .‬اإن اخلطأأ الشائع يمكن يف الاعتقاد أأن‬
‫السؤال نفسه مشلكة‪،‬لكن الواقع أأن السؤال معطى‪ ،‬وجيب أأشلكته من خالل التفكري يف‬
‫رهاانته املمكنة‪ .‬فلو افرتضنا أأن السؤال نفسه مشلكة‪ ،‬س يقوم التلميذ ابلإجابة عنه‬
‫مبارشة‪ ،‬وابلتايل ل حاجة هل ابلش تغال عليه وجتلية ما يرومه وما يراهن عليه وما يفرتضه‪.‬‬
‫جيب أأن يكون السؤال املفتوح فضاء للتفلسف‪ ،‬وليس ل إالجابة املبارشة والفورية عن‬
‫صيغته املعطاة‪ .‬فليس السؤال املفتوح من قبيل ا ألس ئةل ل‬
‫التعرفية مثل‪ :‬من بىن مدينة‬
‫مراكش؟ بل السؤال املفتوح دعوة ملامرسة التفكري‪.‬‬

‫حلظة التحليل‪:‬‬
‫‪*-‬حلظة حتليل مفاهمي السؤال‬
‫‪1-‬يف هذه اللحظة ابذلات خيتلف السؤال عن القوةل والنص‪ .‬مبعىن اإذا كنا يف القوةل‬
‫س نحلل حلظة التحليل أأطروحة القوةل املعطاة‪ ،‬ويف النص سنش تغل عىل ا ألفاكر‬
‫ا ألساس ية يف أأفق اس تخراج أأطروحة النص‪ ،‬ففي السؤال املفتوح ل توجد ل أأطروحة‬
‫معطاة كام يف القوةل‪ ،‬ول أأفاكر أأساس ية كام يف النص‪ ،‬يبقى اإذن الاش تغال عىل املفاهمي‬
‫املؤسسة لوجود السؤال كرهان اإشاكيل مفتوح عىل ممكنات متعددة‪ .‬هذه القةمة يه اليت‬
‫تعطي للسؤال بعده الفلسفي ابمتياز‪ ،‬ولهذا السبب يمت الرهان عىل السؤال املفتوح يف‬
‫امتحاانت الفلسفة بفرنسا اإىل جانب النص‪.‬‬
‫‪2-‬الاش تغال عىل مفاهمي السؤال ‪ ،‬ل يعين البحث عن دللهتا املعجمية‪ ،‬بل ابلعكس‬
‫البحث عن محولهتا الإشاكلية من خالل طبيعة تعالقها ابلعالقة مع صيغ الاس تفهام‪.‬‬
‫فالهدف من حتليل مفاهمي السؤال‪ ،‬هو حتديد القضية موضوع السؤال‪ ،‬ومن مثة الانفتاح‬
‫عىل ا ألطروحات املمكنة‪ ،‬اليت فكرت يف تكل القضية‪.‬‬
‫‪ 3-‬أأ‪ -‬هل‪ :‬حرف اس تفهام‪ ،‬ي ُس تفهم به عن مضمون امجلةل‪ .‬فيكون اجلواب بنعم يف حال‬
‫الإثبات‪ ،‬وبال يف حال النفي‪ .‬السؤال ما اذلي يقع عليه الاس تفهام؟ يتعلق الاس تفهام‬
‫ابلسامح واملنع‪ .‬ماهذا اذلي تسمح به ا ألخالق ومتنعه الس ياسة؟ فهل متعلقة بفعلني‬
‫متناقضني ‪ ،‬لسلطتني متناظرتني‪ :‬ا ألخالق والس ياسة‪ .‬ففي حاةل اختيار نعم‪ ،‬ما اذلي يربر‬
‫هذا الاختيار‪ ،‬اذلي س يؤسس للرصاع بني ا ألخالق والس ياسة؟ ومن من املفكرين يدافع‬
‫عن هذا الطرح‪ ،‬وما يه مربراهتم وجحجهم؟ ونطرح نفس ا ألس ئةل يف حاةل الاقتناع‬
‫ابختيار مسار ل‪ ،‬مبعىن أأن ما تسمح به ا ألخالق ل متنعه الس ياسة‪ ،‬هنا تتاكمل ا ألخالق‬
‫مع الس ياسة‪ .‬اإذن من من املفكرين يدافع عن هذا الطرح وما يه جحجهم‪......‬اإخل ‪.‬‬
‫( ‪4-‬ما تسمح به) ( متنعه) من املس تحسن حتليل الفعلني يف تقابلهام التضادي‪.‬ما هذا اذلي‬
‫يعترب مرشوعا ابلنس بة ل ألخالق‪ ،‬ومن مثة فهو مسموح به يف نظرها‪ ،‬لكن ابلنس بة‬
‫للس ياسة تراه ل مرشوعا فرتفضه‪ (.‬نرتك للتلميذ حرية اختيار ما يتناسب مع السامح واملنع‬
‫حىت ل نصادر عىل حقه يف التفكري‪ ،‬وحسبنا هنا نقدم مهنجية للتفكري ليس اإل)‪.‬‬
‫‪5-‬ا ألخالق‪ .‬أأحد املفاهمي املركزية يف السؤال املفتوح‪ .‬لكن جيب مقاربة هذا املفهوم من‬
‫خالل س ياقه ووضعيته الإشاكلية داخل السؤال‪ .‬فوضعه يتحدد من خالل وجود اإجيايب‬
‫يسمح‪ :‬هذا الفعل حييل اإىل ما ميكن أأن تقدمه ا ألخالق للشخص‪ ،‬من منطلق أأن‬
‫ا ألخالق بعد من أأبعاد الوضع البرشي‪ ،‬واملمتثل يف البعد القةمي‪ ،‬من حيث أأن الشخص يف‬
‫عالقته مع الخر حمكوم يف سلوكه بضوابط أأخالقية‪.‬عىل التلميذ يف هذه اللحظة أأن يُ لعرف‬
‫طبيعة ا ألخالق( من حيث أأهنا يف اإحدى جتلياهتا يه حرية الاختيار بني ا ألفعال املمكنة‪،‬‬
‫والقدرة عىل تقيمي السلوك‪ ،‬وعىل النية يف العمل ا ألخاليق‪ ،‬و أأخريا عىل الغاية من هذا‬
‫العمل‪ .‬عن محمد عابد اجلابري‪.‬دروس يف الفلسفة‪)9191.‬‬
‫من حيث يه الهناية قدرة الفاعل ا ألخاليق عىل الترصف وفق ما ينبغي فعهل استنادا اإىل‬
‫الضمري ا ألخاليق‪ ،‬وما لهذا ا ألخري من تأأثري عىل السلوك‪ .‬فهل هذا حق للفاعل ا ألخاليق‪،‬‬
‫ابعتبار ما يسلكه واجبا‪ ،‬سواء اكن نتيجة اإلزام أأو رغبة؟‬
‫‪6-‬الس ياسة‪ :‬اثين مفهوم مركزي يف السؤال‪ ،‬ويتعالق معه مفهوم املنع‪ .‬من املطلوب‬
‫واملس تحسن من التلميذ طرح السؤال التايل‪ :‬ملاذا ارتبط مفهوم ا ألخالق ابحلرية (‬
‫السامح) بيامن مفهوم الس ياسة ارتبط ابملنع؟ يظهر جليا أأن من يس تطيع املنع لبد أأن تكون‬
‫هل سلطة‪ .‬فهل تأأخذ دلةل الس ياسة هنا مفهوم ادلوةل؟ من منطلق أأن الس ياسة أأحد‬
‫أليات تدبري ادلوةل لسلطهتا‪ .‬السؤال ما هذا اذلي يف ا ألخالق من احملمتل أأن متنعه سلطة‬
‫ادلوةل؟ هل مجةل الصفات والسجااي ا ألخالقية اليت يمتزي هبا سلوك الشخص داخل جمال‬
‫ادلوةل‪ ،‬أأم املنع يس هتدف العادات ا ألخالقية اخلاصة بلك فئة اجامتعية داخل ادلوةل؟‬
‫من بني ا ألس ئةل املُثارة أأيضا‪ ،‬هل ميكن أأن تتصادم ادلوةل مع نظم من ا ألخالق قد ل‬
‫ترتضهيا ادلوةل؟ أأليس يف منعها ألخالق الخر‪ ،‬دليل عىل إارادة فرض أأخالقها يه‪،‬‬
‫وابلتايل فا ألخالق املمنوعة يه ا ألخالق اليت ل تامتىش مع أأخالق ادلوةل؟ لنجد أأنفس نا‬
‫أأمام رصاع بني منظورين أأخالقيني‪ ،‬أأحدهام جيد مربر وجوده خارج مرجعية س ياسة‬
‫ادلوةل‪ ،‬وهذه ا ألخرية ل تقبل أأخالقا غري أأخالقها يه‪ .‬هنا نفهم قوةل ماركس الشهرية‪:‬‬
‫الثقافة السائدة للطبقة السائدة‪ .‬وميكن أأن نقيسها عىل ا ألخالق‪،‬مادامت يف الهناية جمرد‬
‫منظور للحياة حتمكه عوامل ذاتية واترخيية‪.‬‬

‫حلظة املناقشة‪:‬‬

‫‪1-‬ميكن للتلميذ أأن يناقش الرهان اذلي اختاره‪ :‬اإما نعم أأو ل‪ .‬وذكل ابس تحضار املواقف‬
‫الفلسفية املدمعة واملعارضة‪ ،‬يف أأفق بناء تصور املوضوع والإجابة عن املشلك املطروح‪.‬‬
‫‪2-‬قد يكون الرهان نعم‪ ،‬ويف هذه احلاةل نعطي ل ألخالق طابع النسبية‪ ،‬ابعتبارها جمرد‬
‫منظور حتمكه مرجعيات فكرية أأو دينية أأو س ياس ية‪ ...‬وابلتايل ما دام للك جامعة أأو طبقة‬
‫أأو حزب‪ ...‬أأخالقه‪ ،‬فال بد أأن تتصارع ا ألخالق بتصارع املصاحل‪ .‬فتغري ا ألخالق بتغري‬
‫املصاحل‪ ،‬يعطي لدلوةل مربر منع أأخالق ترى فهيا نقيضا لوجودها‪.‬‬
‫‪3-‬يتحدد منع ادلوةل لنوع من ا ألخالق بواسطة القانون‪ ،‬أأو احملاس بة القانونية‪ ،‬وابلتايل مل‬
‫يعد يُنظر اإىل ا ألخالق ابعتبار بعدها املعياري املمتثل يف حتديد القمي العليا املوهجة للفعل‬
‫الإنساين‪ .‬فهذه ا ألحاكم ليست بريئة‪ ،‬وجيب التفكري يف بعدها املثايل ‪ ،‬فالقمي العليا‬
‫والفضيةل والواجب‪ ...‬ل معىن هلام اإل يف فضاء التعاقد والتشارك هبدف العيش املشرتك‬
‫حتت ظل القانون‪ ،‬وعىل ا ألخالق‪ -‬يف بعدها املعياري والقةمي‪ -‬أأن ختضع للمراقبة والنقاش‬
‫والتفكري‪ .‬اخلالصة اإن املنع مرشوع‪.‬‬
‫‪ 4-‬أأما اإذا اكن الرهان ل‪ ،‬فاملوضوع س يأأخذ منحى خمالفا‪ ،‬وابلضبط منحى اكنطيا‪ ،‬ابعتبار‬
‫‪Kant‬يدافع عن أأخالق العقل‪ ،‬اليت تتذذ من الواجب كغاية يف ذاته موضوعا لها‪ .‬النتيجة‬
‫جيب اإطاعة الواجب ألنه واجب‪ ،‬وهذا مطلوب من الشخص وادلوةل‪ ،‬أأي طاعة الواجب‬
‫ذلاته‪ .‬هنا تنتفي قضية املنع بسبب أأن العقل العميل ينص عىل رضورة ا ألوامر ا ألخالقية‬
‫القطعية‪ .‬ا ألخالق هبذا املنظور ل ميكن أأن تسمح اإل مبا يامتىش مع العقل ا ألخاليق من‬
‫حيث أأنه متعال عىل الطبيعة البرشية( الرغبة واملصلحة والسعادة والذلة واملنفعة) من هذا‬
‫املنطلق يظهر أأن التعارض بني ا ألخالق وادلوةل غري منطقي‪ ،‬ابعتبار اخللفية امليتافزييقية‬
‫ل ألخالق الاكنطية‪ :‬تعايل وثبات ا ألخالق‪ .‬مفا هذا اذلي س متنعه الس ياسة اإذا ما مسحت به‬
‫ا ألخالق‪ ،‬وا ألخالق يف أأساسها أأوامر قطعية مطلقة صادرة من العقل العميل‪ .‬اخلالصة‬
‫املنع غري مرشوع‪ ،‬ما دامت ا ألخالق قامئة عىل العقل والعقل كوين و أأحاكمه رضورية ‪.‬‬
‫‪5-‬حلظة تقيمي الرهانني مع تربير اختيار أأحد الرهانني ابحلجج‪ .‬من بني ما ميكن مناقش ته‪،‬‬
‫طرح السؤال التايل‪ :‬هل ميكن التنس يق بني ا ألخالق والس ياسة‪ ،‬جتنبا للوقوع يف‪:‬‬
‫أأ‪ -‬الفوضوية‪ ، anarchisme‬وابلتايل رفض ادلوةل ( يف حاةل ما اإذا ربطنا‬
‫بني الس ياسة وادلوةل‪ ،‬واستبعدان الس ياسة مبعناها العايم) والتشكيك يف وجودها ومدى‬
‫قدرهتا عىل ضامن ا ألمن والسمل ملواطنهيا‪..‬‬
‫ب‪ -‬اللكبية ‪ Cynisme‬أأي احتقار ا ألعراف والتقاليد وا ألخالق الشائعة‪...‬‬
‫وميكن اس تحضار املواقف اليت ترى يف ادلوةل كفكرة‪ ،‬حقيقة جتس يد النظام‬
‫والسالم وا ألمن ( هوبز ‪ ،‬اس بينوزا ‪ ،‬هيجل ‪ )..‬كبديل للفوىض والعيش وفق‬
‫الرغبة اليت أأدت اإىل حرب اللك ضد اللك‪ .‬فهل التعاقد الاجامتعي يف حد‬
‫ذاته مطلب س يايس و أأخاليق‪ ،‬والكهام يراهنان عىل حتقيق املصلحة العليا‬
‫للمواطنني داخل ادلوةل حيث تتضايف فيه ا ألخالق مع الس ياسة ؟‬

‫حلظة الرتكيب‪ :‬يمت فيه اس تذالص نتاجئ التحليل واملناقشة‪ .‬ومن ا ألفيد أأن يكون مفتوحا‪،‬‬
‫مبعىن أأن ينهتيي بطرح مشلك برز من خالل املناقشة‪ ،‬يف أأفق التفكري فيه‪.‬ومن ا ألفضل أأن‬
‫يبد أأ الإنشاء الفلسفي بسؤال وينهتيي بسؤال‪ ،‬جتس يدا للفلسفة ابعتبارها حمبة احلمكة‪.‬‬
‫(مع حتيني املذكرة ‪ 951‬ابملذكرة ‪ 71‬أأصبح مسموح للمرتشه أأن يُديل بر أأيه رصاحة حلظة‬
‫الرتكيب)‪.‬‬

‫القوةل املرفق ابلسؤال دلى شعبة الباكلوراي أأدب ولغات‪ ،‬ودلى الباكلوراي علوم اإنسانية ‪.‬اإذ‬
‫الفرق يف السؤال املرفق ابلقوةل حسب املذكرة ‪ .951‬ا ألمر اذلي جيعل مقاربة القوةل دلى‬
‫الشعبتني خيتلف مهنجيا كام سرنى فامي بعد‪.‬‬

‫صيغة املفهوم الواحد‬


‫صيغة أأكرث من مفهوم‬
‫"حيامن تنجح العلوم الإنسانية يف اإاجاز معل علمي حقيقي يتقلص دلهيا المتيزي بني ما هو‬
‫اإنساين وما هو طبيعي"‪.‬‬

‫"حيامن تتأأسس ادلوةل عىل العنف يفقد ا ألشذاص كرامهتم"‬

‫ملحوظة‪ :‬خبصوص السؤال املرفق للقوةل‪ ،‬اجد يف املذكرة رمق ‪ 951‬ص ‪:1‬‬
‫‪1-‬مسكل الداب‪ :‬اعامتد سؤال مركب من مطلبني‪ ،‬من قبيل‪ :‬أأوحض‬
‫مضمون القول مث بني أأبعاده‪ ،‬أأو سؤال اإشاكيل مفتوح‪.‬‬
‫‪2-‬مسكل العلوم الإنسانية‪ :‬تذييل القوةل بسؤال اإشاكيل مفتوح‪.‬‬
‫اإذن تمتزي القوةل ابلنس بة ملسكل الداب ابنفتاهحا عىل صيغتني للسؤال ممكنتني‪ ،‬اإما تُرفق‬
‫بسؤال مركلب من مطلبني‪ ،‬أأو ُترفق بسؤال اإشاكيل مفتوح‪ .‬يف حني أأن القوةل ابلنس بة‬
‫ملسكل العلوم الإنسانية‪ ،‬ل ُترفق اإل بسؤال اإشاكيل مفتوح‪.‬‬

‫عىل افرتاض أأن القوةل ُمرفقة بسؤال ُمركب‪ ،‬جيب عىل التلميذ أأن ليفرق بني ش يئني‪:‬‬
‫‪1-‬املعطى‪ :‬واملمتثل يف القوةل ابعتبارها أأطروحة ش به رصحية أأو معطاة‪ ،‬تتضمن املشلك‬
‫وما تراهن عليه‪...‬‬
‫‪2-‬املطلوب‪ :‬واملمتثل يف السؤال ا ُملًرفق للقوةل‪ .‬وجيب عىل التلميذ الانتباه اجليد اإىل نوع‬
‫املطلوب اذلي عىل أأساسه سيمت حتليل ومناقشة القوةل‪ .‬وقد يأأيت بصيغ خمتلفة حسب‬
‫مضمون القوةل‪ .‬ونقدم خمتلف صيغ املطلوب اليت وردت يف امتحاانت الباكلوراي‬
‫السابقة ‪:‬‬
‫‪*-‬حلل القول و لبني قةمته الفلسفية‪.‬‬
‫‪ *-‬أأوحض دلةل القول و لبني مدى اإماكن الاعرتاض عليه‪.‬‬
‫‪*-‬ارشح مضمون القول و لبني أأ لمهيته ‪.‬‬
‫‪*-‬حلل القول و لبني مدى حصته‪.‬‬
‫‪*-‬ارشح القول و لبني حدوده ‪.‬‬
‫‪*-‬حلل القول و لبني اإطاره الإشاكيل‪.‬‬
‫‪*-‬حلل القول و لبني مداه‪.............. .‬اإخل‪.‬‬

‫بناء عليه‪ ،‬املطلوب حلظة الاش تغال عىل القوةل‪ ،‬اس تحضار معطيني ها لمني ُجينبان التلميذ‬
‫اخلروج عن املوضوع اذلي أأصبح ي ُشلك ُرعبا ابلنس بة هل‪ ،‬ومط لية للمصحح اذلي يريد‬
‫التذلص من مشقة التصحيح املوضوعي واملتأأين‪ -‬وهنا أأان ل عأ لمعم‪ -‬و أأمتىن أأن نتجاوز اكبوس‬
‫اخلروج عن املوضوع‪ ،‬أأول بتحديد ماهيته وجتلياته‪ ....‬مثال‪ :‬ل حيق ل‬
‫للمرتحش استبدال‬
‫سؤال القوةل بسؤال من ابتاكره هو‪ ،‬أأو الرشوع يف حتليل القوةل بدون قراءة السؤال‬
‫املرفق للقوةل ألنه هو املطلوب ‪ ،‬ومن الواجب عىل املرتحش احرتام قراءة القوةل وحتليلها‬
‫انطالقا من السؤال املرفق لها‪ .‬وجيب أأن يكون هذا تعاقدا بني املدرس والتلميذ‪ ،‬حلظة‬
‫متريهنم عىل الكتابة يف القوةل داخل الفصل ‪ ،‬ومن أأخل هبذا التعاقد وهو مطلب اإلزايم‬
‫ومنطقي فقد أأخل بواجب رشوط الكتابة الإنشائية‪ .‬ل جيوز حتليل املعطى بدون مطلوب‪،‬‬
‫فهذا عبث مرفوض‪ ،‬بدليل أأنه ميكن أأن نعطي نفس القوةل ولكن بأأس ئةل خمتلفة‪ ،‬جتسد‬
‫لإماكنية قراءة القوةل من منظورات خمتلفة‪ .‬وبناء عليه ‪ ،‬ويف اإطار تاكفؤ الفرص‪ ،‬جيب‬
‫عىل املرتحشني الإجابة عن نفس السؤال املرفق للقوةل بعد فهم جيد ملضمون القوةل وما‬
‫تتضمنه من أأطرحة و اإشاكل‪ ،‬أأو ما تُضمره من أأطروحات وما ُحتيل عليه من اإشاكلت‪.‬‬

‫أأما خبصوص السؤال الإشاكيل املرفق للقوةل‪ ،‬مفطلبه أأحادي ويس هتدف التفكري يف مشلكة‬
‫حمددة‪ .‬مثال‪:‬‬

‫" إا ن مزنةل ادلوةل يف حياة الشخص من ا ألمهية‪ ،‬حبيث يصعب أأن نُزحي‬
‫ادلوةل دون أأن هنُ دلد حرية الشخص "‪.‬‬

‫أأو " إان ادلوةل يف حياتنا اليومية من ا ألمهية‪ ،‬حبيث يعرس أأن نزحي ادلوةل دون أأن هندد‬
‫رشوط اإماكن حياتنا "جورج بريدو ‪ .‬ادلوةل ‪ . SEUIL 1970‬ص ‪97‬‬

‫هل ميكن أأن تهتدد حرية الشخص بزوال ادلوةل؟‬


‫القوةل ختتلف يف بنيهتا عن صيغة السؤال املفتوح والنص‪ ،‬ابعتبارها أأطروحة رصحية‬
‫تمتظهر عىل شلك حمك رصحي ي ُ لعرب عن موقف فلسفي جتاه قضية من مثل‪:‬‬
‫"‪1-‬سلطة ادلوةل الرشعية يه السلطة القامئة عىل الامتثال للواجبات والالزتامات املطابقة‬
‫لقوانني النظام القامئ"‬
‫‪2-‬اإن اإقامة السلطة يه اليت تُزيل العنف‪ ،‬حبيث يبدو مبثابة قوة حملو العنف عرب تأأسيس‬
‫احلق"‬
‫" ‪3-‬تنتصب ادلوةل كرضورة حتد من حرية الشخص‪".‬فهذه لكها أأحاكم معطاة ورصحية‪،‬‬
‫وما عىل املرتحش اإل حتليلها ومناقش هتا عىل ضوء السؤال املرافق لها‪.‬الفرق بني الصيغ‬
‫الثالث‪ :‬أأننا نفرتض ا ألطروحة أأو ا ألطروحات اليت قد يتضمهنا السؤال املفتوح من خالل‬
‫رصد ما يراهن عليه السؤال من خالل طبيعة مفاهةمه وكيفية تعالقها‪ .‬أأما يف النص فهو‬
‫يتضمن ابلرضورة أأطروحة( لهذا فالسؤال املرافق للنص‪ :‬حلل وانقش ‪ ،‬يعين حلل‬
‫أأطروحة النص‪ .‬لكن املشلك يمكن يف كيفية التعرف عىل أأطروحة النص‪ .‬فاإما تكون‬
‫رصحية أأي معطاة عىل شلك حمك قاطع‪ ،‬وإاما املطلوب من املرتحش اإعادة بناهئا من مجيع‬
‫جسم النص‪ ،‬وهذا معل شاق مقارنة مع أأطروحة القوةل اليت تكون ُمعلنة ورصحية‪ .‬وهذا‬
‫هو سبب اختالف سؤال القوةل عن سؤال النص‪ .‬فا ألول يكون دقيقا‪ ،‬ويس هتدف‬
‫مطلوابت ُمحددة‪ ،‬من خالل تعدد صيغ أأس ئةل القوةل ابختالف طبيعة أأطروحة القوةل‪.‬فاإذا‬
‫اكنت القوةل تتضمن أأطروحة ل ميكن ادلفاع عهنا عادة ما يكون السؤال املرافق للقوةل‬
‫يطلب من املرتحش بيان عيهبا أأو اإماكن الاعرتاض علهيا‪ ...‬أأما اإذا اكنت القوةل تتضمن قةمة‬
‫فلسفية فغالبا ما يكون السؤال‪ :‬و أأبرز قةمهتا‪....‬لكن يبقى السؤال املفتوح هو الصيغة‬
‫ا ألقرب اإىل التحليل الفلسفي‪ ،‬ألن بنيته وصيغته تدعو املرتحش اإىل اإعامل العقل يف الكشف‬
‫عن الرهان أأول‪ ،‬مث الاش تغال عىل مفاهمي السؤال يف أأفق تل لمس ما ميكن أأن يفرتضه من‬
‫أأطروحات وجحاهجا وحلولها للمشلك املطروح‪ ،‬خبالف القوةل اليت تأأخذ قةمهتا من السؤال‬
‫املرافق لها‪ ،‬وبدون ذكل السؤال ليست القوةل اإل معطى مفصول عن س ياقها الفلسفي‪ .‬أأما‬
‫النص اجلزيئ فهو كيفام اكن احلال ينطوي عىل بناء متدرج للخطاب الفلسفي ابلرمغ من‬
‫قرص جحمه‪ ،‬رشيطة أأن حنسن اختيار النص اذلي يؤسس ألطروحة ويتضمن بعض جحاهجا‬
‫مكؤرشات رضورية يرتكز علهيا املرتحش يف تلمس حتليل ومناقشة ملا تدعيه أأطروحة‬
‫النص ‪.‬‬
‫لكن أأريد أأن أأجسل مالحظتني خبصوص صيغة القوةل املرفقة بسؤال‪:‬‬
‫‪-‬ملحوظة‪ :9‬يتحفظ العديد من املدرسني والبيداغوجيني عىل اإدراج صيغة القوةل يف‬
‫الامتحان الوطين‪ ،‬بسبب أأهنا ل تتناسب مع توفري اإماكنية البحث أأو التفكري يف ما تراهن‬
‫عليه من مشالكت فلسفية مقارنة مع السؤال املفتوح والنص‪ .‬حقيقة القوةل أأو القول‬
‫الفلسفي هو يف ماهيته حمك رصحي يتضمن موقفا فلسفيا من قضية مطروحة للنقاش‪ .‬لكن‬
‫ضعف القوةل يمكن يف أأهنا ‪ -‬كقوةل ‪ -‬تصلح ل إالشتشهاد وليس للتفكري بسبب طابعها‬
‫املكشوف والرصحي ملضموهنا‪ ،‬وإال‬
‫ملاذا مسيت قوةل؟ وابلرمغ من هذا الاعرتاض‪ ،‬فالتعامل مع القوةل قد ل يقل أأمهية من‬
‫التعامل مع السؤال والنص‪ ،‬من منطلق أأهنا أأحد صيغ الامتحان الوطين يف مادة الفلسفة‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :2‬من املسكوت عنه يف اإعداد املرتحشني ل إالمتحان الوطين‪ ،‬هو قضية ‪ :‬كيفية‬
‫اختيار املواضيع‪.‬مجيع املهمتني يف فرنسا ابلإنشاء الفلسفي يولون أأمهية ملشلكة اختيار املرتحش‬
‫للموضوع‪ ،‬كام يولون أأمهية للتصممي‪ ،‬وهذه قضااي غائبة يف اهامتمات بعض مدرسينا‪.‬السؤال‬
‫ما يه املعايري اليت بواسطهتا ميكن اختيار هذا املوضوع دون الخر؟ عىل أأي أأساس خيتار‬
‫املرتحش الكتابة يف السؤال املفتوح أأو القوةل أأو النص؟فتالمذتنا جيدون صعوبة يف اختيار‬
‫الكتابة يف أأحد الصيغ الثالث‪ .‬ول زال شائعا بأأن النص الفلسفي هو ا ألسهل وتليه القوةل‬
‫مت السؤال املفتوح اذلي يُرعب املرتحشني‪.‬وعلينا حنن مدريس الفلسفة أأن نتداول يف مسأأةل‬
‫معايري اختيار املرتحشني ألحد صيغ الامتحان‪ ،‬ألننا نالحظ مع ا ألسف أأن غالبية التالميذ‬
‫يكتبون ملدة من الزمن يف صيغة النص مثال‪ ،‬مث ُحيس أأنه وصل اإىل نفق مسدود‪ ،‬لةمزق‬
‫الورقة وخيتار القوةل أأو السؤال املفتوح كبديل اضطراري لفشهل يف سوء الاختيار‪ .‬ومك من‬
‫مرتحش حيتار يف الاختيار‪ ،‬فيسأأل أأحد أأصدقائه أأي الصيغ أأسهل‪ .‬هذا اهلم اذلي يتخبط‬
‫فيه املرتحش انجت عن غياب تداول مسأأةل كيفية اختيار أأحد املوضوعات يف املامرسة الفصلية‪،‬‬
‫ألن الاختيار وإان اكن حرا فهو أأيضا مسؤولية تنتج عن مجموعة من الإجراءات عىل‬
‫املرتحش أأخذها بعني الاعتبار‪ .‬وهذا مع ا ألسف من املسكوت عنه يف ممارستنا التعلةمية‬
‫داخل الفصل‪.‬وسأأرجع لحقا لطرح رشوط اختيار أأحد املوضوعات من قبل املرتحشني‪،‬‬
‫بدل ترك املسأأةل للعشوائية وا ألهواء‪ .‬فالختيار ممارسة واعية وقصدية وليست صدفة أأو "‬
‫مقارا "كام حيلو لبعض املرتحشني تسميته‪.‬‬
‫التداول يف اختيار اإحدى ضيغ املواضيع الثالث مل يتحول بعد يق املغرب اإىل تقليد‬
‫بيداغويج ‪ ،‬حبيث مل أأعرث من خالل اطالعي عىل أأعامل السادة ا ألساتذة ‪ -‬اذلين اطلعت‬
‫عىل أأعامهلم ‪-‬عىل ختصيص جزء من الكتابة الإنشائية خاص برشوط اختيار التلميذ‬
‫ملواضيع الامتحان‪ ،‬ورمبا هناك بعض الإرهاصات يف منتدى فيلومغرب‪ ،‬من خالل‬
‫مشاركة بعض املرشفني عىل هذا املنتدى‪ ،‬و أأرجو الرجوع اإليه‪.‬‬
‫كيف خيتار املرتحش أأحد املواضيع؟‬
‫‪1-‬من ا ألفضل عدم السقوط يف الاختيار املُس لبق ألحد الصيغ قبل الاطالع علهيا‪.‬مثال‪،‬‬
‫قد ِيشاع بأأن صيغة السؤال أأصعب من صيغة النص‪ ،‬وابلتايل ينفر املرتحش من اختيار‬
‫الكتابة يف السؤال املفرتح بدعوى صعوبته حس امب ي ُشاع بني التالميذ‪.‬‬
‫‪2-‬اإذن قبل الاختيار جيب أأن يكون املرتحش ُمهيأأ من خالل ما ييل‪:‬‬
‫أأ‪ -‬أأان ذاهب ل إالختبار الوطين هبدف حتليل ومناقشة اإشاكل مطروح يف صيغة سؤال‬
‫مفتوح أأو قوةل أأو نص‪ .‬وعيل قبل التحليل أأن أأ أأطر و أأ أأشلك ما سأأقوم يتحليهل ومناقش ته‪،‬‬
‫وبعد الانهتاء من املناقشة أأكتب تركيبا ملا حللته وانقش ته‪.‬هذا الإشاكل حيرض من خالل‬
‫تقدمي أأطروحات‪ .‬اإذن التلميذ مطالب بتحليل ومناقشة أأطروحة من خالل اإشاكل‬
‫حمدد‪.‬اإذن عىل التلميذ أأول أأن يفهم ما معىن ا ألطروحة‪ .‬اإهنا عبارة عن موقف فلسفي جتاه‬
‫قضية‪ ،‬يتضمن حكام ُوجييب عن سؤال حمدد‪ .‬واحلاةل هذه جيب عىل املرتحش أأن يقر أأ جيدا‬
‫الصيغ الثالث عدة مرات‪ ،‬مث يبحث فهيا عن القضية ( موضوع التحليل واملناقشة ) واليت‬
‫تتعلق مبفاهمي اجملزوءات اليت درسها خالل الس نة‪ ،‬ويطرح عىل نفسه السؤال التايل‪ :‬ما يه‬
‫القضية الين أأمكل بصددها قابلية التحليل واملناقشة‪ ،‬مبعىن امتالك القدرة املعرفية( املفاهمي‪،‬‬
‫ا ألطروحات‪ ،‬المتيزي بني املواقف الفلسفية وبني املشالكت اليت يتناولوهنا‪ ،‬املرجعية‬
‫التارخيية‪ ،‬معرفة ابلرتتيب الزمين للمواقف الفلسفية‪ ،‬من س بق من‪ ،‬ومن يرد عىل من‪ ،‬من‬
‫يتفق مع من‪ ،‬المتيزي بني املوضوعات وس ياقاهتا‪....‬اإخل) والمتكن املهنجي من طريقة لك‬
‫صياغة من الصيغ الثالث يف الكتابة ( مبعين للك صيغة طريقة ومسكل يف الكتابة ابلرمغ‬
‫من أأهنم مجيعهم خيضعون ملراحل الإنشاء الإجبارية ‪ :‬املقدمة ‪ ،‬التحليل واملناقشة والرتكيب‪،‬‬
‫ولكن طريقة ومسار حتليل السؤال املفتوح ليست يه طريقة حتليل النص‪ ،‬فقط يف حلظة‬
‫التحليل كام سرنى)‬
‫ابحملصةل جيب أأن يتوفر رشطان ‪:‬الرشط املعريف‪ ،‬والرشط املهنجي‪.‬مع أأنه من املفروض أأن‬
‫يكون املرتحش ُمهيأأ ل لمتكل هذين الرشطني‪ ،‬ومن املطلون من املدرس طيةل الس نة تدريب‬
‫التالميذ عىل هاتني الكفايتني من خالل مقاربته للنصوص‪.‬فعادة ما نسمع بأأن التالميذ ل‬
‫يعرفون كتابة موضوع اإنشايئ‪.‬هذا الكم غري معقول‪ ،‬ألن السؤال‪ :‬ما اذلي اكن جيري‬
‫داخل الفسم طيةل الس نة‪ ،‬وتربير اإعطاء لك الوقت "لدلرو"!! غري مفبول؟ كيف اكن‬
‫التلميذ يكتب يف املراقبة املس مترة؟ أأين يه التداريب عىل الكتابة اجلزئية مكرحةل أأوىل قبل‬
‫الوصول اإىل الكتابة اللكية؟ أأليست نصوص الفالسفة و أأس ئلهتم جمال خصب للتدرب عىل‬
‫ا ألنشاء الفلسفي؟ أأليست يه ذاهتا ش به مناذج ل إالنشاء الفلسفي؟‪..‬‬
‫ب‪ -‬جيب أأن يكون الاختيار مزدوجا‪ :‬ثقة املرتحش يف أأنه ُممل ابملوضوع )‪( x‬مضن اإحدى‬
‫الصيغ‪ ،‬مث الإملام ابملسار املهنجي للصيغة اخملتارة‪ ،‬مبعىن التعامل مع السؤال املفتوح تتطلب‬
‫بعض الإجراءات اليت ل يتطلهبا النص أأو القوةل ( ومن املفروض أأن مدرس يمك اش تغلوا‬
‫معمك عىل هذا املوضوع) مكثال ‪ :‬اندرا ما اجد أأطروح رصحية يف السؤال املفتوح ( من‬
‫مثل ‪:‬بأأي معىن ادلوةل خاصية اإنسانية؟ )مبعىن الترصحي بأأن ادلوةل فعال خاصة ابلإنسان‬
‫وليس ابحليوان ‪ ،‬واملطلوب منا أأن نبني كيف أأهنا كذكل؟اإن أأغلب صيغ السؤال املفتوح‬
‫تكون مبنية عىل عدة احامتلت من خالل طريقة نظم السؤال‪ ،‬وابلتايل حيرض الإماكن أأكرث‬
‫من الترصحي‪ .‬أأكرث من ذكل مسي سؤالا مفتوحا‪ ،‬مبعىن عىل املرتحش أأن ُحيوهل اإىل اإشاكل‪،‬‬
‫وهناك من ي ُسميه السؤال الإشاكيل‪ ،‬ولكن هذه التسمية فابةل للنقاش‪ .‬أأما القوةل فأأطروحة‬
‫رصحية‪...‬وإاجراءات حتليلها خمتلفة ابلعالقة مع السؤال املرفق لها ‪.‬‬
‫هذه الفروقات املهنجية‪ ،‬جتعل التلميذ خيتار مبسؤولية انطالقا من ما ميلكه من كفاايت‬
‫وقدرات معرفية ومهنجية كام أأسلفنا ابلرجوع اإىل ا ألطروحة‪ ،‬عىل املرتحش أأن يقر أأ الصيغ‬
‫الثالث ويبحث عن القضية اليت حبدسه اخلاص أأنه ينجذب لهذا املوضوع أأكرث من‬
‫املوضوعني الخرين‪ ،‬ولكن برشط الانتباه اإىل أأن الاختيار هذا مرهون ابلمتكن املهنجي‬
‫من الصيغة اليت ااجذبت لها رغبة املرتحش يف أأنه قادر عىل العطاء فهيا أأكرث من الصيغ‬
‫ا ألخرى‪.‬‬
‫ج‪ -‬قبل الاختيار الهنايئ‪ ،‬جيب أأن ُجيرب اختياره يف تصممي مبديئ لختبار مدى قدرته‬
‫املعرفية واملهنجية‪.‬ولتدليل صعوبة هذا الاختيار أأرجو من تالمذتنا أأن ُيكرثوا من قراءة‬
‫املواضيع عدة مرات‪ ،‬ففي القراءة املتعددة يقرتب الفهم من خالل اس تحضار املادة املعرفية‬
‫والمتكن املهنجي‪.‬‬
‫مالحظان أأخريتني جيب أأن ينتبه اإلهيام املرتحش‪:‬‬
‫‪*-‬ا ألوىل‪ :‬عدم الاهامتم مبا اختاره ا ألخرون من صيغ‪.‬‬
‫‪*-‬الثانية‪ :‬من املؤكد و أأنك بصدد قراءة املواضيع ومل تمتكن بعد من الفهم‪ ،‬قد تسمع نقرات‬
‫ا ألقالم عىل الطاولت مما يعين أأن بعض التالميذ رشعوا يف كتابة اإنشاءاهتم‪ ،‬و أأنت ما‬
‫زلت يف مرحةل البحث عن نوافذ للفهم‪ ،‬وعندها تفقد الثقة يف نفسك وترتبك‪ .‬ل تُعر هذه‬
‫القضية أأي انتباه‪.‬فقدرات املرتحشني خمتلفة‪ ،‬ابلإضافة اإىل اختالف درجة الصعوبة بني الصيغ‬
‫الثالث‪.‬‬
‫رجاء لتكتبوا الإنشاء مبارشة‪ ،‬هذا انتحار‪ ،‬ضعوا تصمامي أأول تُنظمون فيه ا ألفاكر حسب‬
‫مراحلها ( الفهم والتحليل واملناقشة والرتكيب ‪).‬‬
‫ل أأدعي أأنين أأمكل مفتاحا حسراي لطريقة اختيار أأحد الصيغ‪ ،‬ولكن أأمتىن أأن تكون‬
‫اخلطوات السابقة س ندا يف الثقة يف النفس‪ ،‬فيشء أأحسن من ليشء‪ ،‬و أأرجو من ابيق‬
‫زماليئ ا ألساتذة تطوير هذا التقليد اخلاص مبشلكة التعامل القبيل مع مواضيع الامنحان‬
‫الوطين قبل الإقدام عىل حترير الإنشاء من قبل املرتحشني يف القسم حلظة الامتحان‪.‬‬

You might also like