Professional Documents
Culture Documents
ما هو الإنشاء الفلسفي؟ هو مترين عقيل ،أأي اإبراز القدرة عىل التفكري أأو الاس تدلل.
ومن مثة فالإنشاء الفلسفي كتابة منظمة ومرتابطة املراحل ،بدء من طرح مشلك ،وانهتاء
ابلإجابة عنه.
(نقدم منوذجا ممكنا لتحليل السؤال املفتوح ،يف أأفق الاس تئناس به ،عىل اعتبار أأنه ل
توجد طريقة منطية و أأحادية لتحليل السؤال ،لكن مع ذكل للسؤال املفتوح خصوصية ،متزيه
عن القوةل والنص .اإل أأنه ل جيب التبس يط من مشلكة حتليل السؤال املفتوح ،مقارنة مع
القوةل والنص .و أأمتىن من السادة أأساتذة مادة الفلسفة اذلين يزورون هذا املنتدى املشاركة
يف مناقشة أليات حتليل السؤال املفتوح ( والقوةل املرفقة ابلسؤال والنص املرفق ابلسؤال)
وإاغناء هذه املقاربة ابقرتاحات معلية ،خدمة ألبنائنا التالميذ .لهذا اعمتدت مقاربة مشولية،
وإان بدت مطوةل ،ألن السؤال املفتوح أأصعب مهنجيا من القوةل والنص) .
لفهم رهان السؤال ،حنذف لكمة وحدها ،لتصبح صيغة السؤال اكلتايل :هل للتجربة دور
يف بناء النظرية؟ يبدو أأن رهان السؤالني خمتلف ،حبيث تراهن صيغة السؤال ا ألول عىل
نفي التخصيص ،لهذا جاءت الصيغة مشاهبة لصيغة سؤال استناكري ،يرفض اعتبار أأن
التجربة وحدها يه اليت تؤسس للنظرية ،وابلتايل يراهن عىل أأن شيئا أخر ابلإضافة
للتجربة هل أأيضا دور يف بناء النظرية ،ومن مثة يس تحسن قراءة (هل) ب(وحدها) ألن يف
تعالقهام يتحدد رهان السؤال .أأما الصيغة الثانية ،فالرهان خمتلف ،ابلقول :نعم .لكن يف
الصيغة ا ألوىل الرهان هو ل.لكن جيب التذكري أأننا حنن اذلين نكتب الإنشاء الفلسفي
املعنيني ابلإجابة واملناقشة واملقارنة،
اإذ س يختلف ا ألمر لو طرح السؤال عىل نيوتن ممثل املوقف الاختباري ،وإانش تاين ممثل
املوقف العقالين التطبيقي ،س يجيب ا ألول بنعم ،والثاين بال خبصوص الصيغة ا ألوىل .كام
س يجيب نيوتن خبصوص الصيغة الثانية بنعم ،بيامن سيتحفظ اإنش تاين ألنه متيقن بأأن
النظرية العلمية تكون حصيحة أأكس يوميا دومنا حاجة للتجربة
اليت تعترب حتصيل حاصل ،مادامت حصة النظرية تس متد من العقل الراييض ل من
التجربة .مع الإشارة اإىل اختالف اإشاكلية نيوتن عن اإشاكلية وجمال اش تغال اإنش تاين).
لهذا جيب الانتباه اإىل طريقة ل
تشلك املفاهمي املكونة للسؤال.
مثال اثن :هل ميكن تأأسيس احلق عىل العنف؟
س يكون الرهان ل ،ملاذا؟
-1ألن هناك تعارضا بني مفهوم احلق ومفهوم العنف.وس يكون الرهان هو :تأأسيس احلق
عىل التعاقد .مع العمل أأننا يف التفكري الفلسفي جيب أأن ندافع عن احلق وليس عىل العنف،
ابلرمغ من وجود بعض الفالسفة اذلين يظهر أأهنم يربرون العنف ابعتباره حلظة من حلظات
الوجود الإنساين يف مسريته التارخيية املرتبطة حباةل الطبيعة( هوبز ،ماكيافييل ، )..أأو مبرحةل
الاجامتع ا ألول اذلي أأفسد حاةل الطبيعة اخلرية ( روسو) ،أأو العنف ابعتباره أأداة طبقية
للس يادة يف اجملمتع الر أأساميل( املاركس ية اللينينية) أأو العنف ابعتباره إارادة يه من مصمي
وجود اجملمتع ،ابعتباره مكيات من القوة يف عالقة توتر(نيتشه) ،أأو العنف ( العدوانية)
ابعتباره رغبة طبيعية لغريزة التناتوس (غريزة املوت) فرويد .أأو العنف املرشوع كام دافع
عنه ماكس فيرب.
2-جيب ا ألخذ بعني الاعتبار لكمة ( ميكن ) ،مع العمل أأن هل حرف اس تفهام قد حيمتل
اجلواب بنعم يف حاةل الإثبات ،وبال يف حاةل النفي .لكن س ياق السؤال هو احلق بني
الطبيعي والثقايف ،وابلتايل حنن أأمام افرتاض اترخيي اتفق لك الفالسفة عىل حصته ،واملمتثل
يف اس تحاةل اس مترار وجود الإنسان يف احلفاظ عىل حقه الطبيعي يف احلياة بواسطة
العنف ،ألن الواقع أأثبت أأن وس يةل العنف( الإفراط يف اس تعامل القوة) أأصبح يتناقض مع
الهدف اذلي هو احلق يف البقاء.اإذن هل ميكن؟ الرهان ل ،حبجة فشل العنف يف احلفاظ
عىل احلق اذلي اكن س يضيع لو مل هيتد العقل اإىل فكرة التعاقد اليت أأوجدت ادلوةل،
كسلطة تنظم وحتافظ عىل حقوق الناس.اإذن ل يمكن تأأسيس يشء عىل ما يُناقضه يف
وجوده .وحىت ادلوةل -ابعتبارها رمز النظام ،أأي دوةل احلق -ل ميكن
أأن يتأأسس وجودها عىل العنف ،بسبب تناقض التعاقد مع العنف ،ما دام التعاقد هو يف
ا ألصل بديل للعنف .من هذا املنطلق ،من ا ألفيد للتلميذ الاش تغال عىل رهان السؤال،
لس تجالء ما يرومه ويسعى اإىل التفكري فيه.
لكن املذكرة رمق 951س تجعل البحث عن الرهان أأمرا أأكرث صعوبة ،ألهنا تنص عىل أأن
تكون صيغة السؤال املفتوح( وحىت القوةل والنص) ،تنفتح عىل مفهوم أأو أأكرث ،أأو جمزوءة
واحدة أأو أأكرث ،مثال.
اإن املفاهمي املكونة للسؤال املفتوح ل قةمة لها يف ذاهتا( كام يقول هرني بينا رويز يف مقال هل
،étude d'une questionوإامنا يف الطريقة اليت تتشلك هبا تكل املفاهمي ،و اليت تؤثر
عىل نوع املقاربة ل إالشاكلية املطروحة واليت يروم السؤال دفع املرتحش اإىل التفكري فهيا .من
هذا املنطلق جيب أأن نتساءل عن ما اذلي يس تدعي ويربر طرح السؤال كام هو
مطروح؟ فبدون مربر ل معىن لوجود السؤال ،ألن البحث عن املربر يؤسس ملصداقية
السؤال الفلسفية ،ويف غياب املربر يصبح السؤال جمرد اس تفهام نس تفهم به عن مضمون
امجلةل.مثال:
-هل مت اس تدعاء الابء لالجامتع؟
-هل اهنزم الفريق الوطين لكرة القدم يف مباراته؟
-هل حمطة البزنين مقفةل اليوم؟
هذه جمرد أأس ئةل اس تفهامية ،وليست أأس ئةل اإشاكلية ،وابلتايل ل حتتاج حلظة الإجابة عهنا
اإل بنعم أأو ل ،من دون تربير الإجابة ،ألن اجمليب يصف معطى واقعيا هو يف أأساس
وجوده الزايدة يف التأأكلد من اليشء ،ل يف حتويهل اإىل قضية للتفكري ،هنا خيتلف السؤال
املفتوح الإشاكيل عن السؤال الاس تفهايم اليويم .فالسؤال الإشاكيل يُبىن من خالل وجود
مشلكة يصعب احلسم فهيا بدون اإخضاعها للفحص والتحليل واملناقشة واس تدعاء خمتلف
املنظورات وا ألطروحات ...يف أأفق اإجياد حل ممكن للمشلك املطروح.من هنا يس متد
السؤال املفتوح مربر طرحه ،أأي دعوته للتفكري وإاعامل العقل يف مشلك يفرتضه السؤال
املفتوح .
مثال :من أأين تس متد نظرية علمية ما صالحيهتا ؟ اإن مربر طرح السؤال ،انبع من كيفية
بناء النظرية العلمية ،مبعىن هل يكفي بناؤها عقليا أأم ينبغي اإثباهتا؟ اإذا اكن البناء عقليا مفا
هو دور التجربة؟ وإان وجب اإثباهتا
فبأأية وس يةل؟ وابلتايل هل هذه الصالحية تس متد من العقل أأم من التجربة؟
ابحملصةل يتعالق مربر طرح السؤال هبويته الإشاكلية ،وبدوهنا ل يعترب سؤالا اإشاكليا .لهذا
فالبحث عن املربر ،هو يف احلقيقة حلظة أأولية من البحث عن الإشاكلت املمكنة أأو
احملمتةل يف السؤال .بل يف بغض ا ألحيان عىل املرتحش أأن يعمل هو نفسه عىل أأشلكة
السؤال ،من خالل البحث عن مربرات طرح السؤال ،مثال:
هل ميكن معرفة الغري؟ يبدو من ظاهر السؤال أأنه مبارش ،و أكنه من شالكة :هل تعرف
فالان؟ لكن احلقيقة غري ذكل ،ألن معرفة الغري من املشالكت الفلسفية املعقدة ،مبعىن قبل
اإثبات معرفته ،جيب اإثبات وجوده ،ومعرفته تقتيض ادلخول معه يف عالقة ،حىت ل تمت
معرفته عىل شالكة ا ألش ياء ، Objetsومن مثة تش ييئه.مث اإن منط املعرفة ليس واحدا ،بل
هناك أأشاكل متعددة للمعرفة يتعدد املواقف واملنظورات ( السوليبسزيمية،البينذاتية،
العالقة الرصاعية يف أأفق بناء الغريية ،املعية يف الوجود ،التشارك الوجداين...اإخل )
رصح بيشء ،ويسكت عن أأش ياء . Non dit. هناك قاعدة لسانية تقول :ل
لك قول ي ُ ل
رصح يف ظاهره بيشء ويسكت عن أأش ياء ،عىل فالسؤال الإشاكيل املفتوح هو أأيضا يُ ل
املرتحش أأن يس تجلهيا من خالل قراءة تشخيصية لطريقة انبناء مفاهمي السؤال ،وذكل من
خالل الاس تعانة مبا توصل اإليه يف اللحظتني السابقتني :الرهان واملربرات .
تتجىل حلظة املسكوت عنه يف بعدين:
1-البحت وراء الصيغة الاس تفهامية للسؤال املفتوح ،عن الإشاكلت املتضمنة يف
املطلوب ،وتعريف امحلوةل احلقيقة للسؤال واملتعلقة ابلإشاكلت اليت يطرهحا.
2-حتديد ا ألطروحات املفرتضة ،ابعتبارها ما يشلك عنارص املناقشة ل إالشاكلت
املتضمنة يف
السؤال .مثال:
هل املعرفة املوضوعية للظاهرة الإنسانية ممكنة؟
يرصح هبام
املسكوت عنه يف السؤال هو اخلالف بني موقفني متعارضني ،ل ل
السؤال.موقف يرى اإماكنية املوضعة( دوراكمي ،أأوكست كونت )...وأخر يرى صعوبة
حتققها( بيايج ،جون مونرو ) لكن الرهان هو أأهنا غري ممكنة ،فلو اكنت ممكنة ملا ُطرح
السؤال ،وس يكون طرحه من ابب حتصيل احلاصل ما دامت ممكنة ،وليس من ابب
التفكري يف ما ختلقه املوضعة من مشالك ،كصعوبة الفصل بني اذلات واملوضوع ،ومشلكة
تشيئي الإنسان ،وهذا هو ما يراهن عليه السؤال .أأما مربر طرح السؤال فهو أأن املوضعة
ممكنة يف العلوم الطبيعية املادية ،ولكن حني يتعلق ا ألمر ابلإنسان – ابعتباره ذاات Sujet
وليس موضوعا – Objetفاملشلك مطروح ابإحلاح وجيب البحث عن حقيقة الظاهرة
الإنسانية خارج المنوذج العلمي التجرييب ،أأي البحث عن حل ل يفقد الظاهرة الإنسانية
خصوصيهتا ،اخملتلفة حامت عن خصوصية املادة .
ب -ا ألشلكة:
يف هذه اللحظة جيب الاش تغال عىل العمل المتهيدي(الرهان ،املربرات ،املسكوت عنه)
يف أأفق اس تجالء الإشاكلية املتضمنة يف السؤال ،وحتويلها اإىل حقل اس تفهايم ،غايته
حتديد مسار النقاش ،ورصد ا ألطروحات املمكن اس تحضارهام .مبعىن أأن ا ألشلكة قضية
اس تفهامية تتضمن أأطروحتني أأو أأكرث توجد بيهنام مفارقة أأو اختالف أأو تعارض ،وتقتيض
الإجابة عهنا اس تدعاء أأطروحة أأو أأكرث.
مثال :خبصوص السؤال ا ألول :لبناء احلقل الاس تفهايمُ ،يس تحسن أأن تمت ُمساءةل ما هذا
اذلي تسمح به ا ألخالق حىت متنعه الس ياسة ؟ ومن أأية زاوية تتعالق ا ألخالق مع
الس ياسة حىت تتدخل الس ياسة يف ما تؤسس هل ا ألخالق.هنا تظهر مشلكة حقيقة
خري كقةمة حتدد العالقة مع الخر، ا ألخالق ،مبعىن اإذا اكنت ا ألخالق الزتام ذايت مبا هو ل
فالس ياسة ل دخل لها يف حرية الشخص مبا ميليه عليه مضريه ا ألخاليق .لكن اإذا اكنت
ا ألخالق قامي اجامتعية تتأأسس بفعل مصدر خاريج ،هنا ميكن أأن تتدخل الس ياسة يف
توجيه والتحمك يف ا ألخالق ،ابعتبارها ما يؤسس لقمي مشرتكة داخل جممتع س يايس
تعاقدي.مبعىن أخر ل دخل للس ياسة فامي هو واجب أأخاليق مصدره الضمري ا ألخاليق
اكلزتام خشيص ،وحق من حقوقه الشخصية.لكن اإذا نظران ل ألخالق اكس تجابة لقمي اجملمتع،
هنا ميكن للس ياسة أأن تتدخل ومتنع ما تراه خيرج عن قاعدة التعاقد الاجامتعي ،حبيث
يصبح ما يعتربه الشخص أأخالقا تعتربه الس ياسة هتديدا لها بسبب خمالفته ملا سائد أأو
متوافق عهل .من هذه الاعتبارات تُبىن الإشاكلية .اإن اخلطأأ الشائع يمكن يف الاعتقاد أأن
السؤال نفسه مشلكة،لكن الواقع أأن السؤال معطى ،وجيب أأشلكته من خالل التفكري يف
رهاانته املمكنة .فلو افرتضنا أأن السؤال نفسه مشلكة ،س يقوم التلميذ ابلإجابة عنه
مبارشة ،وابلتايل ل حاجة هل ابلش تغال عليه وجتلية ما يرومه وما يراهن عليه وما يفرتضه.
جيب أأن يكون السؤال املفتوح فضاء للتفلسف ،وليس ل إالجابة املبارشة والفورية عن
صيغته املعطاة .فليس السؤال املفتوح من قبيل ا ألس ئةل ل
التعرفية مثل :من بىن مدينة
مراكش؟ بل السؤال املفتوح دعوة ملامرسة التفكري.
حلظة التحليل:
*-حلظة حتليل مفاهمي السؤال
1-يف هذه اللحظة ابذلات خيتلف السؤال عن القوةل والنص .مبعىن اإذا كنا يف القوةل
س نحلل حلظة التحليل أأطروحة القوةل املعطاة ،ويف النص سنش تغل عىل ا ألفاكر
ا ألساس ية يف أأفق اس تخراج أأطروحة النص ،ففي السؤال املفتوح ل توجد ل أأطروحة
معطاة كام يف القوةل ،ول أأفاكر أأساس ية كام يف النص ،يبقى اإذن الاش تغال عىل املفاهمي
املؤسسة لوجود السؤال كرهان اإشاكيل مفتوح عىل ممكنات متعددة .هذه القةمة يه اليت
تعطي للسؤال بعده الفلسفي ابمتياز ،ولهذا السبب يمت الرهان عىل السؤال املفتوح يف
امتحاانت الفلسفة بفرنسا اإىل جانب النص.
2-الاش تغال عىل مفاهمي السؤال ،ل يعين البحث عن دللهتا املعجمية ،بل ابلعكس
البحث عن محولهتا الإشاكلية من خالل طبيعة تعالقها ابلعالقة مع صيغ الاس تفهام.
فالهدف من حتليل مفاهمي السؤال ،هو حتديد القضية موضوع السؤال ،ومن مثة الانفتاح
عىل ا ألطروحات املمكنة ،اليت فكرت يف تكل القضية.
3-أأ -هل :حرف اس تفهام ،ي ُس تفهم به عن مضمون امجلةل .فيكون اجلواب بنعم يف حال
الإثبات ،وبال يف حال النفي .السؤال ما اذلي يقع عليه الاس تفهام؟ يتعلق الاس تفهام
ابلسامح واملنع .ماهذا اذلي تسمح به ا ألخالق ومتنعه الس ياسة؟ فهل متعلقة بفعلني
متناقضني ،لسلطتني متناظرتني :ا ألخالق والس ياسة .ففي حاةل اختيار نعم ،ما اذلي يربر
هذا الاختيار ،اذلي س يؤسس للرصاع بني ا ألخالق والس ياسة؟ ومن من املفكرين يدافع
عن هذا الطرح ،وما يه مربراهتم وجحجهم؟ ونطرح نفس ا ألس ئةل يف حاةل الاقتناع
ابختيار مسار ل ،مبعىن أأن ما تسمح به ا ألخالق ل متنعه الس ياسة ،هنا تتاكمل ا ألخالق
مع الس ياسة .اإذن من من املفكرين يدافع عن هذا الطرح وما يه جحجهم......اإخل .
( 4-ما تسمح به) ( متنعه) من املس تحسن حتليل الفعلني يف تقابلهام التضادي.ما هذا اذلي
يعترب مرشوعا ابلنس بة ل ألخالق ،ومن مثة فهو مسموح به يف نظرها ،لكن ابلنس بة
للس ياسة تراه ل مرشوعا فرتفضه (.نرتك للتلميذ حرية اختيار ما يتناسب مع السامح واملنع
حىت ل نصادر عىل حقه يف التفكري ،وحسبنا هنا نقدم مهنجية للتفكري ليس اإل).
5-ا ألخالق .أأحد املفاهمي املركزية يف السؤال املفتوح .لكن جيب مقاربة هذا املفهوم من
خالل س ياقه ووضعيته الإشاكلية داخل السؤال .فوضعه يتحدد من خالل وجود اإجيايب
يسمح :هذا الفعل حييل اإىل ما ميكن أأن تقدمه ا ألخالق للشخص ،من منطلق أأن
ا ألخالق بعد من أأبعاد الوضع البرشي ،واملمتثل يف البعد القةمي ،من حيث أأن الشخص يف
عالقته مع الخر حمكوم يف سلوكه بضوابط أأخالقية.عىل التلميذ يف هذه اللحظة أأن يُ لعرف
طبيعة ا ألخالق( من حيث أأهنا يف اإحدى جتلياهتا يه حرية الاختيار بني ا ألفعال املمكنة،
والقدرة عىل تقيمي السلوك ،وعىل النية يف العمل ا ألخاليق ،و أأخريا عىل الغاية من هذا
العمل .عن محمد عابد اجلابري.دروس يف الفلسفة)9191.
من حيث يه الهناية قدرة الفاعل ا ألخاليق عىل الترصف وفق ما ينبغي فعهل استنادا اإىل
الضمري ا ألخاليق ،وما لهذا ا ألخري من تأأثري عىل السلوك .فهل هذا حق للفاعل ا ألخاليق،
ابعتبار ما يسلكه واجبا ،سواء اكن نتيجة اإلزام أأو رغبة؟
6-الس ياسة :اثين مفهوم مركزي يف السؤال ،ويتعالق معه مفهوم املنع .من املطلوب
واملس تحسن من التلميذ طرح السؤال التايل :ملاذا ارتبط مفهوم ا ألخالق ابحلرية (
السامح) بيامن مفهوم الس ياسة ارتبط ابملنع؟ يظهر جليا أأن من يس تطيع املنع لبد أأن تكون
هل سلطة .فهل تأأخذ دلةل الس ياسة هنا مفهوم ادلوةل؟ من منطلق أأن الس ياسة أأحد
أليات تدبري ادلوةل لسلطهتا .السؤال ما هذا اذلي يف ا ألخالق من احملمتل أأن متنعه سلطة
ادلوةل؟ هل مجةل الصفات والسجااي ا ألخالقية اليت يمتزي هبا سلوك الشخص داخل جمال
ادلوةل ،أأم املنع يس هتدف العادات ا ألخالقية اخلاصة بلك فئة اجامتعية داخل ادلوةل؟
من بني ا ألس ئةل املُثارة أأيضا ،هل ميكن أأن تتصادم ادلوةل مع نظم من ا ألخالق قد ل
ترتضهيا ادلوةل؟ أأليس يف منعها ألخالق الخر ،دليل عىل إارادة فرض أأخالقها يه،
وابلتايل فا ألخالق املمنوعة يه ا ألخالق اليت ل تامتىش مع أأخالق ادلوةل؟ لنجد أأنفس نا
أأمام رصاع بني منظورين أأخالقيني ،أأحدهام جيد مربر وجوده خارج مرجعية س ياسة
ادلوةل ،وهذه ا ألخرية ل تقبل أأخالقا غري أأخالقها يه .هنا نفهم قوةل ماركس الشهرية:
الثقافة السائدة للطبقة السائدة .وميكن أأن نقيسها عىل ا ألخالق،مادامت يف الهناية جمرد
منظور للحياة حتمكه عوامل ذاتية واترخيية.
حلظة املناقشة:
1-ميكن للتلميذ أأن يناقش الرهان اذلي اختاره :اإما نعم أأو ل .وذكل ابس تحضار املواقف
الفلسفية املدمعة واملعارضة ،يف أأفق بناء تصور املوضوع والإجابة عن املشلك املطروح.
2-قد يكون الرهان نعم ،ويف هذه احلاةل نعطي ل ألخالق طابع النسبية ،ابعتبارها جمرد
منظور حتمكه مرجعيات فكرية أأو دينية أأو س ياس ية ...وابلتايل ما دام للك جامعة أأو طبقة
أأو حزب ...أأخالقه ،فال بد أأن تتصارع ا ألخالق بتصارع املصاحل .فتغري ا ألخالق بتغري
املصاحل ،يعطي لدلوةل مربر منع أأخالق ترى فهيا نقيضا لوجودها.
3-يتحدد منع ادلوةل لنوع من ا ألخالق بواسطة القانون ،أأو احملاس بة القانونية ،وابلتايل مل
يعد يُنظر اإىل ا ألخالق ابعتبار بعدها املعياري املمتثل يف حتديد القمي العليا املوهجة للفعل
الإنساين .فهذه ا ألحاكم ليست بريئة ،وجيب التفكري يف بعدها املثايل ،فالقمي العليا
والفضيةل والواجب ...ل معىن هلام اإل يف فضاء التعاقد والتشارك هبدف العيش املشرتك
حتت ظل القانون ،وعىل ا ألخالق -يف بعدها املعياري والقةمي -أأن ختضع للمراقبة والنقاش
والتفكري .اخلالصة اإن املنع مرشوع.
4-أأما اإذا اكن الرهان ل ،فاملوضوع س يأأخذ منحى خمالفا ،وابلضبط منحى اكنطيا ،ابعتبار
Kantيدافع عن أأخالق العقل ،اليت تتذذ من الواجب كغاية يف ذاته موضوعا لها .النتيجة
جيب اإطاعة الواجب ألنه واجب ،وهذا مطلوب من الشخص وادلوةل ،أأي طاعة الواجب
ذلاته .هنا تنتفي قضية املنع بسبب أأن العقل العميل ينص عىل رضورة ا ألوامر ا ألخالقية
القطعية .ا ألخالق هبذا املنظور ل ميكن أأن تسمح اإل مبا يامتىش مع العقل ا ألخاليق من
حيث أأنه متعال عىل الطبيعة البرشية( الرغبة واملصلحة والسعادة والذلة واملنفعة) من هذا
املنطلق يظهر أأن التعارض بني ا ألخالق وادلوةل غري منطقي ،ابعتبار اخللفية امليتافزييقية
ل ألخالق الاكنطية :تعايل وثبات ا ألخالق .مفا هذا اذلي س متنعه الس ياسة اإذا ما مسحت به
ا ألخالق ،وا ألخالق يف أأساسها أأوامر قطعية مطلقة صادرة من العقل العميل .اخلالصة
املنع غري مرشوع ،ما دامت ا ألخالق قامئة عىل العقل والعقل كوين و أأحاكمه رضورية .
5-حلظة تقيمي الرهانني مع تربير اختيار أأحد الرهانني ابحلجج .من بني ما ميكن مناقش ته،
طرح السؤال التايل :هل ميكن التنس يق بني ا ألخالق والس ياسة ،جتنبا للوقوع يف:
أأ -الفوضوية ، anarchismeوابلتايل رفض ادلوةل ( يف حاةل ما اإذا ربطنا
بني الس ياسة وادلوةل ،واستبعدان الس ياسة مبعناها العايم) والتشكيك يف وجودها ومدى
قدرهتا عىل ضامن ا ألمن والسمل ملواطنهيا..
ب -اللكبية Cynismeأأي احتقار ا ألعراف والتقاليد وا ألخالق الشائعة...
وميكن اس تحضار املواقف اليت ترى يف ادلوةل كفكرة ،حقيقة جتس يد النظام
والسالم وا ألمن ( هوبز ،اس بينوزا ،هيجل )..كبديل للفوىض والعيش وفق
الرغبة اليت أأدت اإىل حرب اللك ضد اللك .فهل التعاقد الاجامتعي يف حد
ذاته مطلب س يايس و أأخاليق ،والكهام يراهنان عىل حتقيق املصلحة العليا
للمواطنني داخل ادلوةل حيث تتضايف فيه ا ألخالق مع الس ياسة ؟
حلظة الرتكيب :يمت فيه اس تذالص نتاجئ التحليل واملناقشة .ومن ا ألفيد أأن يكون مفتوحا،
مبعىن أأن ينهتيي بطرح مشلك برز من خالل املناقشة ،يف أأفق التفكري فيه.ومن ا ألفضل أأن
يبد أأ الإنشاء الفلسفي بسؤال وينهتيي بسؤال ،جتس يدا للفلسفة ابعتبارها حمبة احلمكة.
(مع حتيني املذكرة 951ابملذكرة 71أأصبح مسموح للمرتشه أأن يُديل بر أأيه رصاحة حلظة
الرتكيب).
القوةل املرفق ابلسؤال دلى شعبة الباكلوراي أأدب ولغات ،ودلى الباكلوراي علوم اإنسانية .اإذ
الفرق يف السؤال املرفق ابلقوةل حسب املذكرة .951ا ألمر اذلي جيعل مقاربة القوةل دلى
الشعبتني خيتلف مهنجيا كام سرنى فامي بعد.
ملحوظة :خبصوص السؤال املرفق للقوةل ،اجد يف املذكرة رمق 951ص :1
1-مسكل الداب :اعامتد سؤال مركب من مطلبني ،من قبيل :أأوحض
مضمون القول مث بني أأبعاده ،أأو سؤال اإشاكيل مفتوح.
2-مسكل العلوم الإنسانية :تذييل القوةل بسؤال اإشاكيل مفتوح.
اإذن تمتزي القوةل ابلنس بة ملسكل الداب ابنفتاهحا عىل صيغتني للسؤال ممكنتني ،اإما تُرفق
بسؤال مركلب من مطلبني ،أأو ُترفق بسؤال اإشاكيل مفتوح .يف حني أأن القوةل ابلنس بة
ملسكل العلوم الإنسانية ،ل ُترفق اإل بسؤال اإشاكيل مفتوح.
عىل افرتاض أأن القوةل ُمرفقة بسؤال ُمركب ،جيب عىل التلميذ أأن ليفرق بني ش يئني:
1-املعطى :واملمتثل يف القوةل ابعتبارها أأطروحة ش به رصحية أأو معطاة ،تتضمن املشلك
وما تراهن عليه...
2-املطلوب :واملمتثل يف السؤال ا ُملًرفق للقوةل .وجيب عىل التلميذ الانتباه اجليد اإىل نوع
املطلوب اذلي عىل أأساسه سيمت حتليل ومناقشة القوةل .وقد يأأيت بصيغ خمتلفة حسب
مضمون القوةل .ونقدم خمتلف صيغ املطلوب اليت وردت يف امتحاانت الباكلوراي
السابقة :
*-حلل القول و لبني قةمته الفلسفية.
*-أأوحض دلةل القول و لبني مدى اإماكن الاعرتاض عليه.
*-ارشح مضمون القول و لبني أأ لمهيته .
*-حلل القول و لبني مدى حصته.
*-ارشح القول و لبني حدوده .
*-حلل القول و لبني اإطاره الإشاكيل.
*-حلل القول و لبني مداه.............. .اإخل.
بناء عليه ،املطلوب حلظة الاش تغال عىل القوةل ،اس تحضار معطيني ها لمني ُجينبان التلميذ
اخلروج عن املوضوع اذلي أأصبح ي ُشلك ُرعبا ابلنس بة هل ،ومط لية للمصحح اذلي يريد
التذلص من مشقة التصحيح املوضوعي واملتأأين -وهنا أأان ل عأ لمعم -و أأمتىن أأن نتجاوز اكبوس
اخلروج عن املوضوع ،أأول بتحديد ماهيته وجتلياته ....مثال :ل حيق ل
للمرتحش استبدال
سؤال القوةل بسؤال من ابتاكره هو ،أأو الرشوع يف حتليل القوةل بدون قراءة السؤال
املرفق للقوةل ألنه هو املطلوب ،ومن الواجب عىل املرتحش احرتام قراءة القوةل وحتليلها
انطالقا من السؤال املرفق لها .وجيب أأن يكون هذا تعاقدا بني املدرس والتلميذ ،حلظة
متريهنم عىل الكتابة يف القوةل داخل الفصل ،ومن أأخل هبذا التعاقد وهو مطلب اإلزايم
ومنطقي فقد أأخل بواجب رشوط الكتابة الإنشائية .ل جيوز حتليل املعطى بدون مطلوب،
فهذا عبث مرفوض ،بدليل أأنه ميكن أأن نعطي نفس القوةل ولكن بأأس ئةل خمتلفة ،جتسد
لإماكنية قراءة القوةل من منظورات خمتلفة .وبناء عليه ،ويف اإطار تاكفؤ الفرص ،جيب
عىل املرتحشني الإجابة عن نفس السؤال املرفق للقوةل بعد فهم جيد ملضمون القوةل وما
تتضمنه من أأطرحة و اإشاكل ،أأو ما تُضمره من أأطروحات وما ُحتيل عليه من اإشاكلت.
أأما خبصوص السؤال الإشاكيل املرفق للقوةل ،مفطلبه أأحادي ويس هتدف التفكري يف مشلكة
حمددة .مثال:
" إا ن مزنةل ادلوةل يف حياة الشخص من ا ألمهية ،حبيث يصعب أأن نُزحي
ادلوةل دون أأن هنُ دلد حرية الشخص ".
أأو " إان ادلوةل يف حياتنا اليومية من ا ألمهية ،حبيث يعرس أأن نزحي ادلوةل دون أأن هندد
رشوط اإماكن حياتنا "جورج بريدو .ادلوةل . SEUIL 1970ص 97