You are on page 1of 2

‫)بسم الله الرحمن الرحيم(‬

‫تقرير عن ادارة المراسيم‬

‫) للطالب سلطان عدي (‬

‫عن مفهوم المراسيم وا اصول المجامله‬

‫‪:‬مفهوم المراسم‬
‫إن المفهوم العلمي للمراسم يعني‪ :‬مجموع اإلجراءات والتقاليد وقواعد اللياقة التي تقوم على قواعد دولية أو عامة أو بناء على‬ ‫ّ‬
‫العرف الدولي االجتماعي وكلمة مراسم التي يتم التعامل بها في الحقل الدبلوماسي عادة تأتي مرادفة لكلمة بروتوكول وتعني‪ :‬نظام‬
‫التشريفات الدبلوماسية والعسكرية‪ .‬بل هي البروتوكول‪ :‬وكلمة بروتوكول لفظة التينية‪ ،‬مشتقة من الكلمة اليونانية‪ ،‬وتتألف من لفظين‪،‬‬
‫األول ‪: Protos‬هما‬ ‫ّ‬ ‫ومعناها لصق‪ ،‬وكانت تطلق على الورقة األولى الملصقة على العهود والمواثيق‪ .‬وبما ويطلق ‪، Kolla‬ومعناها‬
‫على المراسم بأن ّها السلوك بالغ التهذيب‪ ،‬وهي إشارة إلى شدة التمسك بالتقاليد واألعراف في اتباع قواعد السلوك المهذب الصارمة‪.‬‬
‫فيما تعني المراسم على الصعيد اإلداري بأنها‪ :‬علم تنظيم العالقات االجتماعية سواء في محيط العمل‪ ،‬أو داخل األسرة‪ ،‬أو بين‬
‫المجموعات االجتماعية المختلفة الرسمية وشبه الرسمية‪ .‬ومن أبرز وظائف المراسم إجراء عقد االجتماعات‪ ،‬والمؤتمرات‪ ،‬واألنظمة‪،‬‬
‫واألعراف والتقاليد الواجب مراعاتها والتقيد بها في المناسبات الرسمية التي تقام خاللها االستقباالت والزيارات والحفالت واآلداب‬
‫داخل البالد وخارجها في العالقات الدولية والدبلوماسية‪ .‬وتشمل إدارة المراسم التصرفات والمراسالت الرسمية والوثائق الخطية‪،‬‬
‫وإجراءات المرافقة والداللة والترجمة للوفود األجنبية‪ .‬ويمثل عمل مسؤول المراسم والمالك المرافق له أحد الفنون الذوقية‬
‫والدبلوماسية المغرية لآلخرين إن كانوا أفرادا ً أم جماعات‪   .‬تاريخ المراسم والتشريفات في العالقات االجتماعية والدولية‪ :‬نحتاج‬
‫أن نعطي لمحة تاريخية عن البدايات األولى التي ظهر فيها الموضوع لكي نتلمس مستويات النهوض الذي مرت به فنون البروتوكول‬
‫بأن مبدأ‬
‫واألتيكيت والذي يعكس طبيعة الحياة اإلنسانية عبر أزمنة مختلفة‪ ،‬حيث كشفت طبيعة الحياة البشرية في العصور القديمة ّ‬
‫العالقات االجتماعية قائم بين األقوام والشعوب وصوال ً إلى العالقات الدولية‪ ،‬وبحكم التطور في صيغ التواصل يفرض على الدول‬
‫والجماعات التعامل بثقافة التشريفات والبروتوكول واألتيكيت بعيدا ً عن مستويات تطبيقها إن كانت بدائية أو متطورة بحكم النضوج‬
‫الفكري والثقافي والذي تفرضه مسألة التطور في مستويات الحياة األمر الذي فرض وجود عالقات كانت تنظمها مجموعة من القواعد‬
‫واألصول والضوابط والتي هي نتاج للتفاوض عن طريق مبعوثين يتبادلون الرسائل الدبلوماسية واتسمت حياة الشعوب والبلدان التي‬
‫تنظ م إجراءات العالقات‪ .‬وهنالك نماذج من قواعد المراسم والبروتوكول واإلتيكيت‬‫ِّ‬ ‫‪:‬تملك حضارة باتباع هذه القواعد البروتوكولية التي‬

‫ارتبطت حضارة بابل بمصر بدبلوماسية بدأت عام ‪ 1450‬ق‪ .‬م وطبقت في ذلك قواعد البروتوكول والمراسم واألتيكيت أثناء ‪1-‬‬
‫‪.‬فعاليات االستقبال للوفود واالحتفاالت التي كانت تحصل آنذاك‬

‫انتشار قواعد المراسم والبروتوكول واألتيكيت‪ ،‬وخاصة القواعد المتعلقة بحصانة السفراء وأصول معاملتهم واستقبالهم في عهد ‪2-‬‬
‫المدن اليونانية القديمة‪ ،‬ثم في عهد الرومان‪ ،‬سواء في عهد اإلمبراطورية الرومانية الغربية في روما‪ ،‬أو اإلمبراطورية الرومانية الشرقية‬
‫‪.‬في القسطنطينية والتي سميت بالدولة البيزنطية‬

‫وتميزت المراسم عند العرب وخاصة في زمن الدولة األموية وبعد ذلك بفاعلية لتنظيم صيغ التعامل بين الخلفاء والوزراء‪ ،‬وفي ‪3-‬‬
‫العصر العباسي وضع الجاحظ مؤلفه الشهير "التاج في أخالق الملوك" وهو مكون من عدة فصول‪ ،‬تنظم الدخول على الملوك وتحيتهم‬
‫‪.‬وتناول الطعام معهم وكيفية الجلوس والتحدث معهم وآداب الرسل والمبعوثين واستقبال الخلفاء والوالة للشعب في األعياد‬

‫وتمسكت الدول األوروبية والواليات المتحدة األمريكية بالتقاليد السابقة عندها في ما يتعلق بالمراسم والبروتوكول‪ ،‬حتى اتفقت ‪4-‬‬
‫كل‬
‫دول العالم على عقد اتفاقية فيينا للعالقات الدبلوماسية عام ‪ ،1815‬وبروتوكول أكس الشابيل عام ‪ ،1818‬والتي تضمنت ّ‬
‫كل ما ورد في اتفاقية فيينا األولى سنة ‪ ،1815‬ثم‬‫ثم جاءت اتفاقية فيينا عام ‪ ،1961‬لتؤكد ّ‬ ‫القواعد التي جرى العمل عليها‪ّ ،‬‬
‫عقدت اتفاقية فيينا للعالقات القنصلية ‪ ، 1963‬لتنظيم تبادل العالقات القنصلية بين الدول وبيان واجبات وحقوق المبعوثين القنصليين‬
‫‪.‬وأسبقياتهم ومزاياهم وحصاناتهم‬

‫تميزت قواعد البروتوكول واألتيكيت في الوقت الراهن بطابع البساطة وعدم التكلف والتقيد المطلق بأنماطها السابقة‪ ،‬مع ثبات ‪5-‬‬
‫قواعدها األساسية التي تهدف إلى االرتقاء بمستوى التعامل الدبلوماسي واالجتماعي‪ ،‬وازدادت ممارسات التعامل مع هذه القواعد مع‬
‫‪.‬مختلف المجتمعات دون االقتصار على الدبلوماسيين‬

‫‪:‬أصول المجاملة‬
‫المجاملة ليست قواعد مكتوبة بل هي إحساس الشخص بأن ما يأتيه من تصرف ‪ ،‬سيدخل السرور والشعور بالرضا إلى نفس الغير ‪،‬‬
‫فالمجاملة هي فن إرضاء الغير ‪ ،‬وهي الصفة التي تجد ‪ -‬دائما ً ‪ -‬طريقها إلى كل قلب ‪ ،‬وتعطي فكرة حسنة عن صاحبها ‪ .‬وتعد‬
‫المجاملة شعورا ً نابضا ً بالحب تجاه اآلخرين ‪ ،‬ومشاركتهم في أفراحهم ‪ ،‬ومواساتهم في أحزانهم ‪ ،‬وتأخذ المجاملة إما شكال ً رسميا ً‬
‫عندما تتم على المستوى الرسمي أو أخر اجتماعيا ً عندما تتم بين األفراد العاديين ‪ ،‬وهي غير ملزمة إال في النطاق الرسمي‬
‫‪ . ‬والدبلوماسي ‪ ،‬إذ ترتقي وقتها لتصبح قاعدة من قواعد المراسم البروتوكول " الواجبة االتباع‬
‫‪: ‬مثال لمخالفة قواعد المراسم ( البروتوكول )‬
‫إذا دعا ملك أو رئيس نظير له لزيارة دولته رسميا ً ‪ ،‬ولم تتبع اإلجراءات المراسمية الواجبة في استقباله ‪ ،‬مثل عدم وجود الملك‬
‫أو الرئيس الداعي أو من يثيبه ‪ ،‬في المطار الستقباله ‪ ،‬أو يكون موجودا ً لكن ال يكون هناك حرس شرف ‪ ،‬أو ال تطلق المدفعية‬
‫‪ 21 . ‬طلقة ‪ ،‬فإن هذه المخالفات يمكن أن تؤدي إلى توتر العالقات بين الدولتين‬
‫‪  ‬مثال لمخالفة آداب اللياقة ( اإلتيكيت )‬
‫تشمل أداب اللياقة ‪ ،‬أداب التحية والتقديم والمصافحة والزيارة والحديث والطعام وغيرها من اآلداب المماثلة ‪ ،‬وكلمة إتيكيت هي‬
‫كلمة فرنسية تعني آداب التهذيب في التعامل ‪ .‬فإذا فرض ودخل عضو دبلوماسي أو شخص مسئول بالدولة المعتمد لديها حفال ً ‪،‬‬
‫وصافح بعض الحاضرين ‪ ،‬وتخطى أحدهم ‪ -‬دون سبب ‪ -‬فإن هذا األمر أما أن يحدث أزمة بينهما ‪ ،‬وبالتالي بين بلديهما ‪ ،‬أو يتم‬
‫التسامح فيه بعد االعتذار ‪ ،‬ويترك الرد المطلق حرية الشخص الذي ارتكب الخطأ في حقه ‪ ،‬فإن شاء عامله بالمثل في مناسبة‬
‫‪ .‬مماثلة أو تركه‬
‫‪ .  ‬ويفضل هنا ‪ -‬عادة ‪ -‬مبدأ المعاملة بالمثل ‪ ،‬لتجنب كثير من التصعيد في المخالفات التي تقع من هذا القبيل‬
‫‪ :‬مثال لمخالفة أصول المجاملة‬
‫تقوم المجاملة على العبارات الطبية من شخص نحو اآلخر إما في مناسبة خاصة كتهنئة بترقية أو بمولود أو بمناسبة عامة كاألعياد‬
‫‪ ،‬فإن لم يقم شخص بمثل هذه المجاملة على المستوى الشخصي ‪ ،‬فال أثر لها إال بالمعاتبة ‪ ،‬لكنها إن كانت على المستوى‬
‫الرسمي أو الدبلوماسي ‪ ،‬فإن مردودها يكون ذا أثر مختلف ‪ ،‬ال تكفي فيه المعاتبة أو المعاملة بالمثل ‪ ،‬لتحول المجاملة إلى‬
‫قاعدة مراسم ملزمة ‪ ،‬ما دامت تتم بين أشخاص رسميين أو دبلوماسيين ‪ ،‬وال تكون ‪ -‬كذلك ‪ -‬بين األشخاص العاديين ‪ ،‬وتبقى‬
‫‪.‬في حدود المجاملة‬
‫‪: ‬مثال للمجاملة الشخصية‬
‫إذا رقي شخص ‪ ،‬فإن أصدقاءه يقومون بتهنئته بالطريقة التي يرونها مناسبة ‪ ،‬لكن لو فرض وتخلف صديق عن أداء هذه التهنئة ‪،‬‬
‫فإن موقفه يتحدد على مدى عالقته بالشخص المهن َأ ‪ ،‬فإن كانت حميمة فإن عدم المجاملة تزعجه ‪ ،‬إن لم يعتذر الصديق‬
‫‪.  ‬المتقاعس ‪ ،‬أما إن كان التقصير متعمدا ً ‪ ،‬ربما كان العتاب هو الذي سيحدث‬
‫وتراعي ‪ -‬في ذلك ‪ -‬الظروف المحيطة بكل تصرف وتفسيره بما يتفق مع هذه الظروف ‪ .‬أما إذا كان للمجاملة طابع دبلوماسي ‪،‬‬
‫كان تفتح بعثة دبلوماسية سجال بأسماء المهنئين بعيدها القومي في يوم ووقت محددين ‪ ،‬وتتقاعس إحدى البعثات عن التوقيع‬
‫بالتهنئة في ذلك السجل ‪ ،‬فإن هذا األمر ينطوي على تصرف يتوقف تفسيره على مدى ما يربط الدولتين التي تتبعهما هاتان‬
‫‪.‬البعثتان من عالقات‬
‫ولكنه يكون ‪ -‬على أي حال ‪ -‬خطا ً بروتوكوليا ً ‪ ،‬قد يؤدي ‪ -‬عند تعمده ‪ -‬إلى تأزم العالقات بين الدولتين اللتين تتبعهما هاتان‬
‫‪. ‬البعثتان‬

‫المصادر‬
‫‪.١‬كتاب فن االتيكيت في بناء العالقات العامه‬

‫‪.٢‬كتاب اسس وقواعد البروتوكوالت واالتيكيت في التعامل مع الشخصيات‬

‫‪.٣‬موقع نور العلم لفنون ادارة المراسيم‬

‫ضاري عجران مساعد وزير الخارجيه لشئون المراسيم‬ ‫‪.٤‬تقرير لسعادة السفير‬

You might also like