Professional Documents
Culture Documents
مالحظة هامة
ّ
َالت منذ مدّة في نشرات األخبار وعلى مواقع األنترنيت ...وصار هذا ...حديث الطامة -تَت ْ نماذج للمقدمة
ْ
لفتت ساحة إذ نتجول في ال ّ
ّ والعامة في ك ّل مكان وآن واليوم وبينما كنتُ صحبة صديقي كريم
لكن صديقي انتباهنا معلّقات لــ ...على سبّورة التالميذ وعلى أعمدة األروقة تدعونا إلى ّ ...
ي جميل رفض ذلك متعلّال بـــ ...فضربتُ له موعدا للتالقي ظهيرة يوم األحد في مقهى سياح ّ
وهناك حاولت تعديل موقفه ...
... -لقد عاينتُ هذا الضغط ال ُمسلّط على أ ّمي وألنّني كنتُ األثيرة عندها فقد كانت تبُثّني
المرة وبعد أن خلد أبي للنوم مب ّكرا ،طلبت منّي بعض أسرارها وأفكارها وظنونها وفي هذه ّ
ت بنا إلى الوقوف قُبالة البحر وهناك حيث النسيم مرافقتها في جولة مسائيّة عبر السيّارة آلَ ْ
عليل فاتحتني في فكرة اِعتقدت أنّها .......كان ذلك ما اقترحته من فكرة متو ّهمة إيّاها حالّ
المتخرجة
ّ لـــــ ....في الحقيقة هالني هذا التفكير الذي ال يتناسب مع مستواها الثقافي وهي
ودعوتُها إلى التفكير معي ْ من أرقى جامعات الحقوق التونسيّة .فعارضتُ رأيها بك ّل أدب بل
في ....
-صديقي خليل ....ولكنني في المدة األخيرة افتقدته في ...وحينما لذت إليه أستنجد به وجدته
فرط في ...لم أكم أتوقع هذا التغيير الفادح فيمن هداني إلى هو اآلخر قد تخلّى ع ّما يجمعنا فلقد ّ
ي وأعيده إلى سبيل الصالح ثم زاغ عنه وتركني أعزل من عناصر قوتي .فقررت أن أستردّه إل ّ
ي ويجب أن أنتصر فيها. رشده بعيدا عن لوثة ...تلك معركتي الحقيقية فُرضت عل ّ
هاتفته مسا ًء بعد الدوام أسأل عنه فخاطبني ضاحكا نشوانا واستدعاني إلى مق ًهى يُطل على
البحر .لملمت أفكاري وأسرعت إلى حيث وجدته في ركن قصي ...وحينما رآني أقبل عليه،
أشرقت عيناه بشرا ووقف متعثرا يستقبلني باألحضان.
تلف الكون وتحضنه سبت الماضي ،عندما أخذت أجنحة األصيل الحمراء ّ ... -وفي مساء ال ّ
ي ألحاوره سكينة دعوتُ ( ُمحاوري) إلى جلسة صفاء و ِو ّد صادق في حديقة الح ّ وتنشر الهدوء وال ّ
في قضيّة ...
ساحرة الربيع المنعشة إلى حديقة عموميّة بخضرتها ال ّ -اصطحبته في أمسية من أمسيات ّ
وهدوئها الفتّان ألفاتحه في موضوع ...
... -فاتّخذتُ لي مكانا لصيقا من (محاوري) وانبريْتُ أقول في حماس واتّقا ٍد مشوب بو ّد ومحبّة:
والتفوق! إنّي أل ُ ْشـ ِف ُق عليك وعلى أمثالك من الشباب الذين
ّ ي صديقي ...يا رفيق درب الدراسة"أ ْ
تاهوا عن الجادة وغابت عنهم ...ذلك أنّهم لم يستوعبوا بع ُد "...
-أخذت أتفرس مالمح وجهه أبحث في قسماتها عن مرفأ لحيرتي ،ولكن ابتسامته الساخرة انتشلتني
من واقع الحيرة لتلقي بي في ي ّم الضياع وما وجدت غير السؤال أداة أجذّف بها نحو شاطئ الجواب
فانبريت أقول عازما على إخراجه من الضاللة إلى النور
-ساءتني كلماته كثيرا ووقعت في نفسي وقع السهام في جسم الفريسة ولكنها لن تشل عقلي ولن تكبح
لجام لساني ولن تغنيني عن طريق عزمت على السير فيه فانبريت أقول بكل ثقة في النفس
أفوت على نفسي هذه الفرصة حت ّى ال تغمر موجة الضالل (أخي ،صديقي) ويجرفه تيار
... -لن ّ
الجهل فهممت بمخاطبته كاتما في صدري كل رغبة في الغضب واالنفعال محاوال التكلم برصانة
وهدوء عساي أجد منه أذنا صاغية:
-لبثتُ أف ّكر في قوله فبدا لي أنّه منطق معكوس ال يد ّل على فكر متماسك وموقف صلب بقدر ما يشير
إلى تهاوي حججه وانهيار أحكامه فابتسمت ابتسامة ِو ٍ ّد ال ُ
سخريّة ث ّم وضعت يدي على كتفه ونحن
نمشي الهوينا في طريقنا إلى المنزل:
-لم أشأ أن أستسلم .صحيح أن عقل صديقي قُـ َّد من صخر ولكن ذلك لن يُثنيني عن عزمي تغيير
موقفه فلن أتركه يتخبط في بحر الجهالة ولن أترك األوهام تتالعب به بل سأنتشله من هذا الغرق وألقي
به على شاطئ العقل فراحت الكلمات تنساب من بين شفتي هادئة مطواعة كالماء ونور الفجر:
ثائرا أتسخط ،حاقدا أغلي ،وبنيت عزمي على أني ال
ي هذا النبأ نزول الصاعقة ،ووجدتني ً
-فنزل عل ّ
ولكن التعقّل واجب والرزانة أجدى فتمالكت نفسي
ّ بد ناقض ما أبرم (محاوري) من عسف وعدوان
وقلت له بلهجة هادئة ونبرة عميقة:
أن (رجال المال واإلعالمأتصور ّ
ّ -أنهى صديقي كالمه ولكنّي بقيتُ مشدوها مستغربا ،ما كنتُ
والسياسة) استطاعوا أن يبثّوا أفكارهم السامة إلى عموم النّاس ويجعلوا منهم أبواق دعاية للباطل والظلم
والزيف والبهتان فعقدت العزم على أن أستر ّد صديقي من براثنهم وال ب ّد إذن من ترتيب أفكاري
وتصفية ذهني قبل أن أخاطبه في هدوء ورصانة
ي نظرة المنتصر الذي رماني بسهامه وبقي متأ ّمال نتيجة انتصاره في قسمات وجهي فلم ينل -نظر إل ّ
قررتُ أن غير مالمح االستغراب واالستنكار وعدم االستسالم ففي جرابي الكثير والكثير من حجج ّ
أعالج بها فساد رأيه وانحراف موقفه فقلت له في نبرة ال تُخفي ثقة في النفس وحماسة ظاهرة:
أن من الصعوبة إقناعه بخطإ تصوره وغفلته عن الحقيقة -أدركت أنّي في موقف حرج وأيقنت ّ
ولكنّي ص ّممت على المض ّ
ي قدما في الدرب الذي تخيّرته بك ّل عزيمة وثبات وإن مألته األشواك
وشابته العثرات فقلت بك ّل هدوء ورصانة:
وحوله من سيّد
ّ ي تيّار جرفه إلى مستنقع التخلّف
ي رياح عصفت بفكره وأ ّ
-نظرت إليه في وجوم فأ ّ
يظن أنّه أقنعني فأعربت بالقول
ّ إلى عبد لهذه األفكار البائدة ولم أطل الصمت خشية أن
-لبثت برهة أنظر إليه ووقع المباغتة يرسم في نفسي طعم المرارة والخيبة لكنّي ما لبثت أن استعدت
تو ّهج نار الحماسة فصحت:
ي بريق األمل
أجش تملؤه الثقة وفي عين ّ
ّ -التقطت أنفاسي واستحضرتُ حججي وتو ّجهتُ إليه بصوت
في أن أجعله يُغيّر رأيه وقلتُ
-استمعتُ إلى صديقي جيّدا وعلمتُ أنّه يسبح في بحر من الجهالة فرددتُ في صوت متّزن يُخفي
جراء ما ذكره ...
مرارة ّ
حق ما طرق مسامعي من استخفاف بـــ ...ولكنّي تمالكتُ نفسي حتّى ال يعلُو هتاف الحناجر
-أغضبني ّ
على هتاف العقول فقلتُ في هدوء ورصانة
-بعد أن أتم صديقي كالمه أدركت دوافعه والتمست له األعذار ولكن ...ال يجب أن يحجب عني ما
في موقفه من ّ
تجن على ...وتعد على ...فقلت له بهدوء واحترام:
أنصت إلى (محاوري) بك ّل انتباه واحترام ،وأنا ّ
أهز رأسي بالموافقة في انتظار أن يُدلي بك ّل ما في ُّ -
دلوه ،وحتّى ال تبقى له بعد ذلك ح ّجة ،ث ّم عدّلتُ جلستي ،ونظرتُ في عينيه مباشرة وقلت في نبرة ..
تصوره وغفلته عن الحقيقة،
ّ يصعب إقناعه بخطإ
ُ -حينها أدركتُ أنّني في موقف حرج وأيقنتُ أنّه
ي قُدما في الدّرب الذي تخيّرته بك ّل عزيمة وثبات وإن مألته األشواك وشابته
ولكنّي ص ّممتُ على ال ُمض ّ
العثرات .فأردفتُ قائال
أن إقناعه بخطإ نظرته ليس باألمر الهيّن ،فحججه -كنتُ أنصت إلى كالمه مذهوال متع ّجبا وقد أيقنتُ ّ
ال تخلو من وجاهة ورؤيته تد ّل على رجاحة فكر وإدراك لجواهر األمور وإن كان يُغالي في ...ويُنكر
فضل ...فقلتُ بصوت مفعم بالثقة واإليمان بتغيير موقفه
-فظللتُ أُنصتُ له خافض الرأس صامتا ،أحاول أن أستبقي في سريرتي ما يشغلني ،ولكني ما
ت في كياني شجاعة واقتدار ،والتمعت س َر ْ
عتمت أن ألفيتني صادحا بمكنوني نافضا دخيلة نفسي /و َ
عيني التماعة التأهب والتدبير /صدمني ما سمعته لكنّي تمالكت نفسي فقلت مؤنّبا:
-أحزنني تخبّطه في الجهالة فعزمت على إخراجه من الظلمات إلى النّور وقلت في نبرة ملؤها
عبارات صالحة * الدّحض الكلّي:
ي صديقي ...يا رفيق درب الدراسة! ما ُكنتُ أحسبك ال تنتبه ...أو تغفل عن ... يف خطاب
-أ ْ
األطروحة
ي أبي العزيز ،أعرف جيّدا مدى حبّك لـ ...وحرصك الشديد على ...واسمح لي رغم ذلك أن -أ ْ المدعومة
الطين بلّة ويُفاقم أزمة ...
أعارضك الرأي فما تفضّلت به من ...ال يُمكن أن يكون ...بل سيزيد ّ
والمطلوب منّا هو ...فليس صحيحا ّ
أن ...بل على العكس تماما ...
-رويدك يا ( ُمحاوري) فهالّ تم ّهلت في إصدار أحكامك جزافا دون تفكير وال رويّة !...ذلك أنّك فهمت
الواقع على غير حقيقته والمست ظاهره وأغفلت حقائقه الكامنة في باطنه ...
ظتَ شَيئًا،لمن ي َّد ِعي في العل ِم فلسفة ،ح ِف ْ
فقل ْ -يا صديقي أنا ال أشاطرك الرأي وإنما أعتقد ّ
أنْ /...
ّللا أنت الصحيح /هداك ّ صواب /أرى أنّك تحيد عن النّهج ال ّ وغابَ ْ
ت عنك أشيا ُء /...أنت تجانب ال ّ
الحق وتحيد عنه /حججك واهية كبيت العنكبوت /أنا أدعوك إلى أن تُعمل عقلك /لقد ّ ترى طريق
أن ...ولكنّك لمست ظاهر األمور وغفلت عن جوهرها /يا فهمت الواقع على غير حقيقته /إنّك تزعم ّ
خيبة المسعى أن أراك تسلك مثل هذا السلوك /وأسفا عليك وأنا الذي كنتُ أعدُّك من حصيفي الرأي
* الدّحض الجزئي:
فيخلص
ُ والغث بالسمين ويُخالط فيه الصواب الخطأ َ ّ -أي صديقي ّ
إن خطابك يمتزج فيه الحابل بالنابل
أن ...ورغم إلى نتائج ومواقف مجانبة للحقيقة .فلستُ أخالفك الرأي في الكثير م ّما عرضته من ذلك ّ
ذلك فاسمح لي أن أعارضك وأعدّل رأيك حول ...إذ أنّنا رغم ذلك نظ ّل في أش ّد الحاجة إلى ...على
سأستحث فطرت َك اإلنسانيّةَ لتكون عينا ُمبْصرة ً وشاهدة ً
ُّ أنّني وقبل أن أدعوك إلى تحكيم بصيرتك،
على هول ...
ثير -رغم ما في خطابك من حجج وجيهة ّإال ّ
أن رفضك القاطع للــ ...وتركيزك فقط على ُ ...م ٌ
لالستغراب ويفتقر إلى المعقوليّة ورجحان العقل
-لم يكن مخفيا عني ما في كالم ( ُمحاوري) من نقائص وشوائب وحاجة الى التعديل واالضافة مما
جعلني اندفع ألعالج هذا الراي بمنطق بليغ ولسان فصيح وأدب َجـ ٍّ ّم:
انا ال أنكر يا ...اال اننا نجانب الصواب ان اعتقدنا ّ
أن ...
-إنّي قد أشاطرك الرأي في بعض الذي قلته وخاصة فيما يتعلق بــ ( ...المسايرة) غير أنّني ال أرى
أن / ...ال ب ّد من اإلذعان إلى بعض رأيك بيد أنّك تغافلتَ عن /...أوافقك في بعض ما ذهبت إليه ّإال
أنّه /...صحيح ما ذهبت إليه ولكن لو أمعنت النظر في األمر برويّة لوجدت/
** يف بداية األطروحة المدعومة:
-فرسمتُ على وجهي ابتسامة و ّد حتّى يُعيرني انتباهه ويتي ّ
سر إقناعه ث ّم قلتُ في لهجة الواثق
ّللا يسبح في مستنقع من الضالل لكنني -شعرت بالغيظ من تفاهة ما سمعت وعرفت أن ...هداه ّ
ازددت تح ُّمسا إلقناعه بـــ ...ثم قلت وعالمات التفاؤل بادية على ُمحيّاي ..." :وهذا لعمري خطأ
فظيع يخفي وراءه فكرا غثّا ومنطقا رثّا مازال سائدا في مجتمعنا وحكم علينا بالتخلف "...
أن ِ ... /لـتُـؤْ ِم ْن أصدق اإليمان ّ
بأن / ...خذها -ولش ّد ما تـتجنّى على الحقيقة إذا ذهب بك ّ
الظ ّن إلى ّ
ّث إليك حديث تجربة في هذه الحياة ،عسى منّي كلمة مخلص يم ّحضك النّصح /لستُ ّإال أخا لك ،يتحد ُ
الطريقوميض تتل ّمس به ّ
ٌ أن يكون في كالمي
** ربي عنارص األطروحة المدعومة:
-نظرت إلى ...فإذا هو ُمنصت بكل اهتمام وأحسست أن في نظراته اقتناعا بحديثي .فواصلت أقول:
المرة بحجج أقوى من سابقاتها /:ل ّما الحظتُ عليه التردّد والحيرة أضفتُ -استأنفت القول ّ
لكن هذه ّ
قائال
الرشيد فقلت وقد تهلّلت أسارير وجهي بعد أن -أدركت ّأال صوت يعلو على ّ
الرأي السديد والموقف ّ
ّ
الحق: أشرقت شمس
قررت إنهاء ما بدأت به:
-عندما ازداد يقيني من تداعي صرح اإلباء والرفض الذي كان يحتمي به ّ
أن هذه الجولة هي األخيرة من هذا الحوار فقلت وكلّي أمل في نصر قريب:
... -حينئذ أدركتُ ّ
-بدت على وجه صديقي عالمات الحيرة والقلق ولم يجد ما يقوله حينئذ أيقنت ّ
أن هذه هي الجولة
األخيرة من الحوار حيث أفحمته بح ّجة دامغة قائال:
-ولما رأيته يستزيدني بعينيه طفقت أخاطبه وقد سرى الحماس في جسدي سريان النار في الهشيم فقد
اطمأنت نفسي قليال بعد كدت أفقد األمل في إقناعه بوجهة نظري وحينها أخذت أخاطبه بصوت دافئ
-الحظتُ انشداده إلى فكرتي ومتابعته لي بك ّل اهتمام ،فواصلت حديثي بعزم وإصرار
-اعتراني إحساس بالظفر والثقة بالنفس ألنّني على استعداد تام لمنحه الجرعة الثانية من العالج حتّى
يهتدي إلى ...
قصية لصاحب األطروحة المدحوضة
ر ** ربي عنارص األطروحة المدعومة :مداخلة
-قال صديقي وقد بدأ يتأثّر بخطابي ولكن ّ
عز عليه أن يتراجع عن موقفه فقال في لهجة ال تخلو من
ُمداراة الرتباكه وتصنّع للتماسك
-قال وقد بدأ كالمي يفعل فعله في نفسه /قال وقد بدأ يلين تحت ضغط أدلّتي المقنعة
-حملق في وجهي وكأنّه قد تفاجأ لما سمعه منّي ،صمت برهة ،صمت من ي ُْلم ِل ُم شتات أفكاره عساه
س قيادي ث ّم قال وقد أشرق وجهه متو ّهما أنّه سيُفحمني بح ّجة دامغة
يُضعف موقفي ويُس ِل ُ
-تغيّرت مالمح وجهه واجتاحت عينيه نظرات غريبة ت َـ ِشي بما يجول في رأسه من أفكار ،كانت
سس قصور موقفه وحدود نظرته لكنّه استجمع آخر خواطره تبدو عليه عالمات االرتباك فقد بدأ يتح ّ
وعاد ليقول في محاولة أخيرة لإلقناع بموقفه:
-وفجأة قطع صديقي خطابي وزال عن صوته التكلّف وبان على وجهه التعقّل وسألني في حيرة :فعال
أيّها الطيّب للــ ......مخاطر ج ّمة ونتائج كارثيّة ولكن ال ح ّل أمامي مادام األمر مست ْشريا أيّما
قوة لنزاله ...
استشراء وال حيلة لنا أمامه وال ّ
شة النّجاة وقال بصوت مرتعش:
سك الغريق بق ّ
سك برأيه تم ّ
-تم ّ
-نظرتُ إلى صديقي فلمحتُ على محيّاه عالمات التردّد وسيماء االرتباك وكشفت نبرات صوته عن
مغالبة لضعفه وتستّر على خجله .لقد كان يقول متلعثما:
-ظ ّل واجما من هول ما سمع من حجج لكنّه حاول التّظاهر بالثبات قائال:
-بانت على محيّاه عالمات العجز وكأنّني قد ضيّقت الخناق عليه فبدأت حججي تنهش أسس رأيه
أحس أنّي لمست فيه االنعطاف عن أطروحته استجمع ما بقي في أركان عقله ال ّ
شارد من حجج ّ وحين
ور ّد صارخا:
-ابتسم ابتسامة تد ّل على السخريّة لكنّني قرأت في عينيه ضعفا وعجزا فأدركت ّ
أن أسلحته
أوشكت على النّفاذ ث ّم لم يلبث أن قال بصوت مرتبك يد ّل على قرب هزيمته:
-أخذت عيناه الجاحظتان ترمقانني بنظرة أفصحت عن حيرة ال يعرف لها هوادة ،كانت شفتاه ته ّمان
ولكن شيئا ما كان يمنعه وحين استجمع شتات شجاعته وما بقيّ بالتحرك علّهما تسحقان جدار الصمت
ّ
من أشالء خواطره أطلق العنان للسانه فأعرب بالقول:
-فلبث يصوب في نظره ويصعد ،وهو في وقفته يتلوى على نحو أثار بين جوانحي غرائب إحساس،
ثم قال في تؤدة المترفع /وتردد لحظة ولكنه رفع يسراه محتجا وقطب استياء ثم قال /بعد أن ألقيت
ّ
وكأن عينيه مدوية مجلجلة ،وبسطت له من األمثلة ما يشفي الغليل ،فغر فاه من عجب كلمتي ّ
تنتهبانني (تغزوانني)في تساؤل ،وما عتّم أن (ما عتّم أن فعل :ما لبث أن) صدح قائال / :فقال بصوت
مضطرب وهو يزدرد ريقه /فالحت شبه ابتسامة في عينه وقال /فابتسم ابتسامة مرة وتمتم ثم اندفع
إلى السؤال بغير روية /فآلمه ذلك وقال مداريا عواطفه باالبتسام /فقاطعني بصوت متقطع غامض
وبلسان ثقيل وقد ازداد صدره انقباضا
-تع ّجب صديقي من كالمي وقد بدت عليه عالمات الحيرة والتّوتّر .ت َـأ ْت َـأ َ قليال ث ّم قال:
أحس
ّ -بانت أخيرا على ُمحيّاه عالمات الضعف والتّداعي فلقد بدأت حججي تنهش أسس رأيه وحين
طرحه ،استجمع شتات شجاعته وما بقي من شالء خواطره وأطلق أنّي لمستُ فيه االنعطاف عن ْ
ّ
ولكن ....التكلفة الضروريّة (أو المسلك الوحيد في هذا العنان للسانه فأعرب قائال " :قد أ ُ ّ
قر لك بـ ...
الواقع التعيس) ...فال خيار إذن ،ال خيار "...
*ف نهاية خطاب األطروحة المدعومة :مداخلة قصية لصاحب األطروحة المدحوضة (ليست رض ّ
ورية) ر ي
قت في عين ْي أبَـتِي ابتسامةٌ عارمةٌ وامت ّد ساعداه نحو عنقي ليحتضنني والفرحة ال تسعُه -فجأة بَ َر ْ
وهو يقول " :حقّا إنّك ابنة أبيك ..وها قد آن األوان لتُعدّلي بوصلتي وتُنيري بصيرتيّ ..
إن ما
عـش ْ
َـت عرضتيه هو عين الصواب و ِنعم الح ّل .ولقد بات واضحا عندي استفحال ...في عقولنا حتّى َ
سخ ...ال في مستوى بصائرنا عن إدراك حقيقة ...فال سبي َل للتخلّص من ...إالّ بالتأسيس لــ ...تر ّ
ُ
...فقط بل وخاصة في مستوى "...
در حجج تجيء بها ...ما أحكم أصولها وأحسن فصولها وأق ّل عيوبها ... -هلل ّ
درك وهلل ّ
المتمردة ،كان في صراع مع عواطفه يجاهد إلخفاء
ّ -نظرت إليه فإذا عيناه تصارعان لحبس دموعه
استقر فؤاده على رأي
ّ حزنه أحسست وكأنّه يتخبّط بين شعلة كبريائه وألم خاطره المنكسر وأخيرا
فرفع رأسه المطأطأ وهمس بنبرة خافتة:
سهام وقال بنبرة المنهزم بعد أن أفاق من غفوة الغضب:
-نفذ كالمي لعقله نفاذ ال ّ
ي مباشرة كأنّما ينفُذُ إلى قلبي:
بحنو رائع وهو ينظر في عين ّ
ّ ي بامتنان جارف وقال لي
-نظر إل ّ
-فألقى قياده لحجج سطعت كعمود الفجر ثم ل ّم أطراف شجاعته وقال بصوت مضطرب وهو يزدرد
ريقه /قرأت على مالمح وجهه مخايل ال ّ
ش ّك وبدا كالطفل المرتبك ثم قال كالمعتذر /فهاله رأيي وابتسم
ابتسامة باهتة وقال بأسف ظاهر /فانبسطت أساريره ،وتبسم ضاحكا ثم مال على أذني هامسا
يقول /غمغم بصوت خافت وتكلم بصوت متحشرج متقطع المخارج قائال /فأجفل وهو يقرض أظافره،
ويقول
بالتحرر من ...فهل
ّ عبارات صالحة -بعد تفكير عميق في ....بات اليقين عندي أن ال خالص من ...إالّ
تُشاطرينني ّ
الرأي بُنيّتي؟ يف االستنتاج
يجب أن
ُ -صفوة ُ القول إذن أنّه إذا كنّا فعال مؤمنين بقضيّة ...وصادقين في الدّفاع عن ...فإنّـه ال
ي قُـ ُد ًمـا في تغيير ...عبر
ـضـ ُّ
بمجرد ...بل علينا ال ُم ِ
ّ ننتظر من هذه العقليّات أن تتغيّر لوحدها
ي شامل ليست غايته النهوض بالــ ...فقط بل أساسه النّهوض بالمجتمع بأسره إرساء مشروع وطن ّ
ّ
ي والرفاه لجميع مواطنيه ولن يتأتّى ذلك إال باإلمساك بزمام األمور في قطاعات حيويّة وتحقيق الرق ّ
مثل التعليم واإلعالم والقضاء مدخال نحو االستقالل والسيادة لباقي القطاعات في وطننا الحبيب.
-صفوة القول إذن أنّ ...ال فائدة منها ترتجى بل هي مضيعة وقت ومال وطاقة.
شك ّ
أن +... -بعد ك ّل ما سبق أليست الحقيقة ال ُم ّرة واضحة أمام ناظريك وضوح اليقين :ما من ّ
اإلضافة :فمتى تفُ ُّ
ـك ع ْنكَ أغال َل العبوديّة وتعتنق معي مذهب العُقالء األحرار؟!
-صفوة القول إذن أنّه يستحيل أن +...اإلضافة :ودورنا جميعا أن نرتقي بذواتنا وبأوطاننا ولن
يتأتّى لنا ذلك بـــ ....فـهيّا بـنا صديقي يـدًا بيـ ٍد نلتزم جميعا بــ ...ونُ ْعلي مـعًا راية الوطن خفّـاقة
بين األمـم‼
-بناء على ما سبق فإنّه من غير المقبول أو المعقول أن نُـنَغّص على أنفسنا ...بعوالق ...
ي قيد أو شرط +اإلضافةْ :
ولـتَـحْ َذ ْر أن ّ
تفرط فيها وضغوطاته .إنّها ال تكون ّإال ّ
حرة تماما من أ ّ
مبرر حتّى ال تُحْ َ
ـر َم من متعة الحياة ي ّ تحت أ ّ
أن ال انفصام بين ...ولذلك فمن المفيد لك ولك ّل الشباب ...حتّى ال تبتلع ك ّل ما
-لقد بات جليّا إذن ْ
حقّـقـناه من جهد وك ْس ٍ
ب.
-منذ ذلك اليوم صار ...مبعث فخر لي ولكثير من ...ولستُ أنسى أبدا هذا الحوار الذي دار بيني نماذج للخاتمة
وبينه فقد كان البارقة األولى والمنارة الكبرى التي أضاءت درب ...وصرنا جميعا خليّة واحدة
ملؤها التعاون والمحبّة والتآزر ونجحنا في تكوين نواة صلبة تد ُُّك جدران الصمت وتخترق األبواب
ي ووسائـل ـر بالتغيِـير في الملتـقيـات والمنتـديات وجم ِعـيّـات المجتمع المـدن ّ
ش ُالخرساء ...وتُـبَـ ّ
ق
تشـو ٍ
ُّ التواصل االجتماعي وصحافة المواطنة وقنوات صنّاع المحتوى ..ك ّل ذلك في تـش ّ
َــوفٍ و
لوطن يستفيق من إغماءته ويستر ُّد حلمه بغد أفضل ومستقبل أَسْـنَـى.
ت صدري كلماتُه التي َوافَقَ ْ
ت ُمقاربتي لـــ ...لق ْد بات صحْ َوتُه وحماستُه وأثْلَ َج ْ
-لَـ َك ْم أسْعدتني َ
أن تلك القضيّة ال يُمكن معالجتُها إالّ عبر ...ومنذ ذلك اليوم الت ّم شملنا وتو ّحد جمعنا واضحا عندي ّ
تحت راية ...وانض ّم ك ّل واحد منّا إلى ...يحدوه عزم مكين على أن ...
بأن فرحتي بإقناع صديقي كريم حاصلة ال محالة وال ي :كنتُ على يقين ّ -في إطار دحض جزئ ّ
يحتاج األمر منّي إلى غير الح ّجة والبرهان لتقريب المسافة بيننا في مقاربة األفكار على قاعدة
المشترك بيننا في العقل والوجدان .فلـم يكن غريبا أن ألمح على شفتيه ابتسامةً واسعةً وفي عينيه
قوة وعنفوان وشرعنا نسير معا على ُخطى واحدة، شعلةً بارقةً ث ّم امتد ْ
ّت راحتُه إلى كفّي تشدُّها في ّ
ط لبرنامج ال يقف عند ح ّد ،....بل يتعدّاه إلى توعية الشباب وك ّل النّاس ال بضرورة االنخراط نُ ّ
خط ُ
فحسب في ...بل وأيضا في ...فال حياة على هذه األرض دون ،...ودون ...بين جميع البشر.
-بعد أن أنهيتُ خطابي ران بيننا صمتٌ ثقيل لكنّه سرعان ما قطعه بنظرة خاطفة أثارت حيرتي ث ّم
مـ ّد كـفّه ببطء فوق الطاولة يمسكُ بظاهر يدي ُمشـدّدا عليها ّ
بقوة وقد علت ُمحيّاه ابتسامة بارقة
شى على شاطئ البحر ترافقنا نُسيمات لطيفة ي انتشا ًء وفخرا .ث ّم نهضنا معا نتم ّ
انتقلت عدواها إل ّ
سستنا الحكوميّة) .صرنا منذ ذلك اليوم الوليد
وهو يُحدّثني عن آماله (في تطوير أساليب العمل في مؤ ّ
سسة ناجحة وقويّة شعارها اإلخالص في العمل واإليمان بالوطن). صلبةَ في (مؤ ّ
(أو السعيد) النواة َ ال ُّ
-ما إن ألقيتُ بآخر كلماتي حتّى نظر إل ّ
ي جاري نظرة عميقة وكأنّه بيّت على أمر لم ي ّ
ُصرح به ث ّم
ربّتَ على كتفي مبتسما واستـأنف طريقه نحو البيت ولَــكم تعاظم سروري عندما علمتُ أ ّنه أصبح ...
-صمت صديقي وأصبح هادئا تلتمع على شفتيه ابتسامة تُفصح عن اإلعجاب ث ّم أغضى عينيه خجال
شك ّ
أن خطابي قد نفذ إلى عقله وصافح وجدانه دون أن يُعبّر عن ذلك فلغة النفوس أبلغ وفي وال ّ
الروح أوقع وفي العقل أنجع وما لبث أن ش ّد على يدي واعدا بتغيير سلوكه وعازما على ...
ّ
-أنهيت حديثي ونظرت إلى ( ُمحاوري) بجانبي مطأطئ ًا رأسه وقد شعر بالخجل من صنيعه .ولكن
سرعان ما برقت عيناه وهو يبتسم ابتسامة توحي بالرضا فربّت على كتفي ومنذ ذلك اليوم تغيرت
تصرفاته .فصار ...وعادت إليه تلك االبتسامة الرائعة و ...وحظي بحب الجميع واحترامهم،
صغارا وكبارا .فابتسمت له الحياة مجددا و ...و ...وصار مضرب األمثال في ...حتى أنه ...
فكان فخرا ألسرته ولمجتمعه.
-عندما أكملت كالمي لم يقل لي ....أخطأتَ أو أصبتَ ...كالّ ...ولم يُعقّبْ على ما بدر منّي بل
كان يصغي إلى ك ّل ما أقوله وكأنّه قد شرع في تدبّر معانيه وتقليبه على مختلف وجوهه ث ّم نظر إل ّ
ي
نظرة دافئة ملؤها الو ّد واالمتنان ودّعني بابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيْه وغادر المنزل بهدوء
وبعد يوميْن كان ....وكم كانت دهشتي كبيرة وفرحتي عارمة عندما لمحت ...
-ما إن أنهيتُ كالمي حتّى ابتسم( ُمحاوري) بعد طول تج ّهم وعبّر عن إعجابه بقدرتي على
وصرح باقتناعه بوجهة نظري وأعلن أنّه غفل عن حقائق ثابتة ماثلة أمامه مثولّ المحاورة واإلقناع
سماء .واتّفقنا أن ...
شمس في كبد ال ّال ّ
-في النّهاية استطعت أن أقنع صديقي بص ّحة ما ارتأيته ألنّه ال إقناع إالّ بالح ّجة .عندئذ طأطأ رأسه
وقد الحت عليه عالمات الخجل فأمسكت بيده وخفّفت عنه وطأة اإلحساس بالخجل وأ ّكدت له ّ
أن ...
-أ ْغـضى عيْنيْه وقد أُثْ ِقـلَتا خجال واعترافا وحيا ًء وامتنانا وتب ْع ْ
ثرت الكلمات ولم ي ْق َو سوى على
عبارات الشكر والثناء .ففهمت أنّه إلى رأيِـي أميل وإلى نصائحي أكثر انجذابا .وافترقنا على أمل
اللقاء ثانية لنخوض في ...
ت وغوغاء ال جدوى مجرد صرخة في وا ٍد ال ت َ ْس َم ُع لها سوى صدى باه ٍ
ّ -أ َ َم ْـلتُ ّأال تكون كلماتي
ولكن كلماته المض ّمخة باالعتراف واالمتنان أثلجت صدري وأدخلت البهجة والسرور في قلبي ّ منها
للتو
تشربها ّ ّ
ووعدني بأنّه صار متح ّمسا لــ ...ث ّم ودّعني وكله إيمان بما اعتنقه من أفكار ومبادئ ّ
منّي.
فألـفيتُ خطابي قد تم ّكن منه وعرفتُ حينها أنّي قد أثّرتُ فيه أتفرس سحنته ْ
-أنهيْتُ كالمي وأنا ّ
الروح أوق ُع ،وفي العقلألن لغة النّفوس أبلغ ،وفي ّ
وغيّرتُ موقفه دون أن يُعبّر عن ذلك صراحة ّ
أ ْن َج ُع ،وابتسم والشفاه تعلوهما رعشة ت َـ ِشي بالشكر واالمتنان ث ّم ش ّد على يدي ُمصافحا واعدا إيّاي بــ
...
-نزلت حججي النفّاذة وعباراتي األ ّخاذة على صديقي بردا وسالما فربّتَ على كتفي وأثْنى على
براعتي في الحجاج فكانت االبتسامة التي تمأل وجهه المشرق داللة على االقتناع التام ولَـ َك ْم كانت
فرحتي كبيرة حينما رأيتُه ...
-لقد أ َ ْلـفيْتُ البسمة تلتمع على شفتيْه كأنّها تُفصح عن إعجاب بما قُلتُ ،وال ِم َ
ـرا َء في أنّه قد اقتنع
سعادة بعد أن نجحتُ في (تعديل أو تغيير سعادة وأحسستُ بال ّبموقفي فقد أصبح ...فغمرتْني ال ّ
موقفه) ...
التقطيب وقد بدا على وجهه التأثّر وما ُ -الن وجه (محاوري) ورقّت نبرة صوته وزال عن حاجبيه
لبث أن شكرني ُمعبّرا عن اقتناعه بــ ...ولــ َك ْم كانت سعادتي عارمة ل ّما رأ ْيتُه بعد أيّام ...
فسرت في جسم (محاوري) قُشعريرة وعجب
ْ أرق من النّسيم وأضوع من العبير
-كانت كلماتي ّ
لهول ما كان غافال عنه وقد علم اليقين ّ
أن ...ومنذ ذلك اليوم ...
-كان خطابي مؤثّرا وحججي دامغة فل ّما أكملتُ خطابي طأْطأ َ (محاوري) رأسه خجال وبعد فترة لم
ت ُ
ط ْل عبّر لي عن اقتناعه بــ ...ووعدني أن ...واكتملت فرحتي ل ّما علمتُ أنّه صار ...
-ما إن أنهيتُ كالمي وأمعنت النظر في ...حتّى استقام في جلسته والحت على ُمحيّاه عالمات
وأقر بص ّحة ما قدّمتُه وهو ما أ ّكده لي سلوكه إ ْذ بات ...
ّ االقتناع واإلعجاب ث ّم اعترف بخطإ ...
يرف جفنك لــ / ...حقّا إنّه أن ...ال يمكن أن / ...أفـال ي صديقي ،أ ولم يعُ ْد واضحا لديك ّ ّ
ُّ األعمال اللغوية -أ ْ
حرك ساكنا أمام /آآآآه كم ذرفت عيناي لـــمشهد يُدمي القلب أن ترى / ...ال أعتقد أبدا أنّك لن ت ُ ّ
ّ
تستحث فيهم إنسانيتهم قطع مثل هذه المشاهد الفاجعة نياط قلوب النّاس وال دما حينما /...فكيف ال ت ُ ّ
ي أن ورأفتهم ...؟! /ذلك ن َْز ٌر ضئيل من أنين الوجدان أ ّما إذا ُر ْمتَ صوت العقل ،فمن اللّ ِ
ـزام عل َّ
قر بأنّه /....ال أظنّك بعد اآلن تمضي في صلفك أكثر وتتجاهل ّ
أن /... أُ ّ
أن /...لعلّك تفهم بعد ك ّل شك ّوماذا لو وضعتَ نفسك موضع هؤالء؟ أفـال تُدرك وقتها ودون أدنى ّ
وتعززت لدى ...وتع ّمق لديه ...وأيْنع ّ هذا أنّك /...وعلى هذا األساس فإنّنا كلّما ر ّ
سخنا ّ ...إال
طنِبْ فيّللا ورعاك /ومهما نستطر ْد أو نُ ْ فيه أكثر فأكثر الشعور بــ /...و ...يا صديقي – هداك ّ
الرأي في فـإن ذلك ال يُثنينا عن /...ولسنا ننسى أيضا ضرورة /ولـعلّك توافقني ّ ذكر محاسن ّ ...
نستغرب أن يكون ...
ُ أن / ...أ مازلنا ّ
/...فقذ كان بك حريّا أن تتفطن إلى /...وال أحد منّا ي ُ
ُنكر ّ
أن /...وما بالنا نبخس ّ
حق ْأم ًرا مقضيًّا ونتيجة منطقيّة لـتلك /...فهل مازلت ال ترى حتّى اآلن ّ
...فنَـ ْقـ َم ُع ...ونقصي ...وما بالنا نستهين بالـــ ....؟ أ ألنّـه ...ويَـ ْشغَـف بــ ...؟ أنحن في ذلـك
مر التاريخ
إن ...هو واقع وحقيقة على ّ كال فــ ّ /... نُجافي الحقـيقة ونَـ ِهي ُم بعـيدا عن الـواقع؟! ّ
ـس
س ُ نـشعر بــ ...وال نـتح ّ
ُ ي وال أحد يستطيع إنكار ذلك فلماذا تُنكر على /...فكيف ال البشر ّ
حقيقة مشاعرنا النقيّة التي /...يا صديقي التمعن التمعن واياك والنظر إلى ظاهر األمور بل وجب
عليك النفاذ الى جوهرها لتكتنه حقيقتها وتصبح ماثلة للعيان يشار اليها بالبنان /...وإنه لَمن الحياد
أن /...أبعد هذا كلّه مازلت تنكر فضل ...؟/ عن الموضوعية أال نذكر /...فمن البديهي االّ ننكر ّ
صواب /تم ّهل قبل أن تُصدر رأيك /كن راشدا /ال تنجرف وراء األوهام /ما حاذر أن تحيد عن ال ّ
ص ْر قبل أن أن /تب ّالحق وتحيد هنه /أليس حريّا بك أن تدرك ّ ّ أش ّد عنادك /سبحان ّ
ّللا كيف ترى
تُصدر حكمك الجائر /حذار أن تنساق وراء ثقافة القطيع واإلجماع الفاسد /أما آن األوان بعد لتُدرك
/ال تنجرف وراء أوهام وأضغاث أحالم
* ح ّجة الواقع: أنواع الحـجج:
فمتى ألقيت نظرة الى ما حولك في مجتمعنا وجدت /ولنا في واقعنا اللصيق أمثلة شتّى ال تُحصى
وال تُع ُّد /ولماذا ال تعتبر من التجربة القاسية التي يعيشها ابن جارنا المسكين /...ولو انتبهنا إلى ما
يحصل بيننا لرأينا في جالء /...وماذا لو لُ ْذنا بالواقع لنرى في وضوح /...ليس عصيّا على أحد أن
يُالحظ على أرض الواقع انتشار /...ولنا في جارنا ....أسوة (خير قدوة ومثال) /هل نسيت ما
حدث لــ /...برهان ذلك ما وقع لــ / ....وفي حكاية ....برهان صارخ
قر األحداث التاريخيّة ّ
أن لُـ ْذ بصفحات التّاريخ تج ْد مصداق قولي في /...تذ ّكر سير األمم ال ّ
سابقة /ت ُ ّ
تطلع على تاريخ األمم السابقة /عليك بصفحات التاريخ اإلنساني تج ْد /...ألم ّ
* ح ّجة المقارنة:
شتّان بين ...وبين /...لَــكم البون شاسع والفارق واضح بين /...ولو قارننا بين ...و َ ...لـالحظنا
المسافة شاسعة بين ...وبين /...وكيف ال ترى الفارق جليّا بين ...وبين /...وما لك ال ترى
الفارق هائال بين ...وبين /...ما أبعد ...عن /...
* ح ّجة المـماثلة:
ّ
إن مثله كمثل /وكذا الشأن مع /وذلك شبيه بــ /مثل /كـــ /يضاهي في ذلك /يماثل /يُحاكي
* ح ّجة المنطق:
سـسْتَ أعماق ذاتك ونقاوة سريرتك َل َـو َج ْدتَ ...قيمة ثابتة -ولو أنّك ُ
ع ْدتَ يا كريم إلى فطرتك وتح َّ
ي ٍ كان .وأنا على يقين بأنّك ال ّ
شك ســ ... ي دليل أو برهان من أ ّ
صلة فيك ال تحتاج إلى أ ّ ومتأ ّ
تكن المصلحة الوطنيّة رايتنا ولن نقطف بعد ذلك ّإل النجاح والتقدّم ومادام يكن األمر كذلكْ ،
-ومتى ْ
سن حتما ...ويزداد ... ...سالحنا في مواجهة أزماتنا االجتماعيّة واالقتصاديّة وحتّى ...فـسيتح ّ
-وما دام المجتمع يتغافل عن األسباب الحقيقية ولم يعالج قضايا ...ولم يو ّجه أصابع االتهام لـ ...
فيُح ّملها مسؤوليّة ...فإنّ أرقام ...ستزداد يقينا ارتفاعا أكثر فأكثر وليس بمقدور ...أن توقف هذا
ي أبدا ما لم تتوقّف ...
االنهيار المدو ّ
النظر وتُح ّك ْم العقل والمنطق ت ُ ْ
درك هذه الحقيقة البديهيّة والنتيجة الحتميّة: َ إن ت ُ ْ
معن ْ -
أمرا مقضيّا ونتيجة حتميّة ال يرقى إليها ّ
شك أو بهتان/ -أما زلنا نستغرب بعد هذا كلّه أن يكون ً ...
الشك أن ...صارت ...وذلك سيؤدّي بالضرورة إلى /... ّ وهذا يُفضي بالضرورة إلى حقيقة بديهيّة/
ْ
ومادام قد ،...فـســـ ....حتما ....والنتيجة المنطقيّة هنا هي /...وهذا ما يُفضي بالضرورة إلى /
ليس غريبا أن يؤدّي ذلك حتما إلى /...ويترتّب على هذا ضرورة /...منطقيّا ال ب ّد أن يُ ْفضي ذلك
إلى /...ال مراء /ال جدال /ال ريب /لنفترض /...
ي:
* ح ّجة الشاهد القول ّ
وما أصدق من يقول /وقد أوجزت اإلنسانيّة هذه الحقيقة الكبرى ،في الحكمة البالغة التي تقول/
يعرف بـــ ...قائال /ولم يكن عبثا إجماع األولين على ...وعنوان ذلك
وذلك ما ذهب إليه ...وهو ّ
واضح في المثل السائر /...ومصداق ذلك قول /...ولك في قول ...خير دليل وبرهان /استمع إلى
ُقر بـ /وفيك يصدق قول /على ح ّد قول الشاعر أو األديب /...
صوت الحكمة ي ّ
ّللا بقوله /حثّنا ج ّل جالله بقوله في سورة /...أمرنا ّ
ّللا في قال تعالى في محكم تنزيله /دعانا ّ
سالم صادق األمين ،عليه الصالة وال ّ محكم آياته /قال ال ّ