You are on page 1of 96

‫جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي – كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫جريمة التزوير في المحررات الرسمية‬

‫واإلدارية‬

‫مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر‬


‫شعبة الحقوق ‪ -‬تخصص‪ :‬قانون جنائي أللعمال‬

‫تحت إشراف األستاذ‪ :‬مراد مناع‬ ‫الطالب‪ :‬عبد الحميد بوطوطن‬

‫‪ -‬لجنة المناقشة‪:‬‬
‫رئيس ـ ــا‬ ‫الجامعة‪ ،‬العربي بن مهيدي أم البواقي‪،‬‬ ‫مساعـدا‬ ‫أستـاذا‬
‫‪ 1-‬أ‪ /‬نعيمة حاجي‪،‬‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫الجامعة‪ ،‬العربي بن مهيدي أم البواقي‪،‬‬ ‫مساعدا‬ ‫أستاذا‬ ‫م ـ ــراد منــاع‪،‬‬ ‫‪ 2 -‬أ‪/‬‬

‫عضوا ممتحنا‬ ‫الجامعة‪ ،‬العربي بن مهيدي أم البواقي‪،‬‬ ‫أستاذا مساعدا‬ ‫سفيان ناصري‪،‬‬ ‫‪ 3 -‬أ‪/‬‬

‫السنة الجامعية‪3102-3102 :‬‬


‫بسم هلال الرحمن الرحيم‬
‫ِ‬
‫"وفَوقَ ُك ِّل ذي ْعلم َعليم"‬
‫َْ ‬
‫صدق هلال العظيم‬

‫"‬ ‫"‬
‫إهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬


‫وقل اعملوا فسريى اهلل عملكم ورسوله واملؤمنون« صدق اهلل‬ ‫»‬
‫العظيم‬
-
-

-
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫تختلــف الجــرائم المخلــة بالثقــة العامــة وتتعــدد في قــانون العقوبــات‪ ،‬ورغم هــذا التعــدد تكــاد أن تتوحــد المصــلحة القانونيــة المعتــدى عليهــا أو‬

‫المعرضة لخطر االعتداء في كافة هذه الجرائم وهي حماية ثقة األفراد التي يضفي عليها المشرع أهمية قانونية والـتي تعتــبر في الـوقت ذاتـه أدواتـا‬

‫ال غــنى عنهــا في تســيير الحيــاة اليوميــة ألفــراد المجتمــع‪ .‬والشــك بــأن جريمــة الــتزوير في المحــررات الرســمية واإلداريــة من أهم الموضــوعات في‬

‫قــانون العقوبــات ومن أخطــر الجــرائم الــتي تخــل بالثقــة الــواجب توافرهــا في هــذه المحــررات وتعتــبرـ من الجــرائم الحديثــة إذا مــا قــورنت مــع جــرائم‬

‫السرقة والقتـل‪ ،‬كمـا لهـا أهميـة خاصـة بقـدر مـا صـار للكتابـة من دور أساسـي في حيـاة اإلنسـان عـالوة على كونهـا الوسـيلة الطبيعيـة لتقـدير الحقـوق‬

‫والحقائق وذلك أن الحق مسجال على الورقة أقوى منه في طيات الصدور‪.‬‬

‫ومن هنا فإن المشرع الجزائري اعتبر أن كل تغييرـ في مضمون المحرر أو أي تزويــر في محتـواه يعتــبر مساسـا بالثقــة العامــة‪ ،‬وبالتـالي‬

‫فهو اعتداء على سلطة الدولة؛ من جهة فيما يخص تعامالتها بالمحررات مــع األفـراد‪ ،‬ومن جهـة أخــرى فهــو اعتـداء على حقــوق ومصــالح األفــراد‪،‬‬

‫مما يستوجبـ معه توقيع العقاب‪.‬‬

‫وعليــه فــإن الــتزوير عمليــة ماديــة وصــورة من صــور الكــذب يقــوم بهــا الشــخص بغــرض تغيــيرـ الحقيقــة في محــرر رســمي بإحــدى الطــرق‬

‫المحددة في القانون‪ ،‬ومن شأنه إلحاق الضرر بالحقوق أو المراكز القانونية ألحد أو بعض أطراف المحرر‪.‬‬

‫ويعــرف المحــرر الرســمي بأنــه كــل وثيقــة تحررهــا وتصــدرها الســلطات العموميــة المتمثلــة في اإلــدارة المركزيــة أو اإلقليميــة‪ .‬ومن شــأنها‬

‫إثبات أي حق من الحقوق‪ ،‬أو إثبات حالة قانونية مثل رخصة السياقة المثبتة ألهلية الشخص لقيــادة الســيارة‪ ،‬أو شــهادة اإلعفــاء من الخدمــة الوطنيــة‬

‫أو األحكام القضائية أو ما شـابه ذلـك‪ .‬وبعبـارةـ أشـمل كـل المحـررات والوثـائق الـتي يحررهـا القضـاة أو الموظفـون أو المكلفـون بخدمـة عامـة مثـل‪:‬‬

‫الموثقين والمحضرين القضائيين‪ .‬وذلك أثناء قيام أحدهم بمهام وظيفته أو بمناسبتها‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫وتختلف المحررات الرسمية باختالف الجهة التي تصدرها‪ ،‬فهناك محررات سياسية تصدر من السلطات الدســتورية كــالقوانين والمراسـيم‬

‫والمعاهدات‪ ،‬ولو أن التزوير فيهـا لم يعـرض في العمـل من قبـل‪ ،‬ومحـررات قضـائية تصـدر من السـلطات القضـائية كمحاضـر التحقيـق والجلسـات‬

‫وتقارير الخبراء وعرائض الدعوى واألحكام واألوامر‪ ،‬ومحررات إدارية تصدر من السلطة اإلدارية مركزية كانت أو محلية‪ ،‬كدفاتر قيــد المواليــد‬

‫والوفي ــات وش ــهادات الميال ــد وح ــواالت البري ــد وأوراق االمتحان ــات ودف ــاتر االنتخاب ــات‪ .‬والمح ــرر الص ــادر عن الحكوم ــة يع ــد رس ــميا ول ــو أص ــدرته‬

‫بصفتها قائمة على إدارة أمـوال حكوميـة خاصـة ال بصـفتها سـلطة عامـة‪ ،‬ومن قبيـل ذلـك أوراق السـكة الحديديـة وأوراق مصـلحة األمالـك األميريـة‬

‫مثل وثائق الزواج والطالق وعقد الرهن الرسمي وسائر محررات الشهر العقاري‪.‬‬

‫إذن فقد وضع المشرع الجزائري حماية قانونية للمحرر أو للكتابة بوجـه عـام‪ ،‬باعتبارهـا تعـد من أهم وسـائل اإلثبـات‪ ،‬وكـذا لكونهـا تبعث‬

‫الطمأنينة في النفوس لما لها من خصائص ال تتوافر في بقية األدلة‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق ذكره فإن أهمية دراسة هذا الموضوع تكمن في‪:‬‬

‫التزايد الرهيب والمثيرـ إللنتباهـ لجريمة التزوير في المحـررات الرسـمية وهـذا مـا يالحـظ في الواقـع العملي على مسـتوى المحـاكم‬ ‫‪‬‬

‫والمج ـ ــالس القضـ ــائية‪ ،‬ويرج ـ ــع ذلـ ــك في رأينـ ــا إلى االسـ ــتغالل السـ ــلبي للث ـ ــورة التكنولوجيـ ــة خاصـ ــة بالنس ـ ــبة لوسـ ــائل الطباعـ ــة الحديثـ ــة‪ ،‬وأجهـ ــزة‬

‫الكمبيوتر‪ ....‬الخ‪.‬‬

‫األهمية البالغة التي تلعبها المحررات الرسمية في مجتمعها من حيث استقرار الحقوق وحمايتها مما يجعل أي مساس بها يعتبرـ‬ ‫‪‬‬

‫تعرضا لثقة المجتمع في هذه المحررات‪.‬‬

‫‪ ‬المكانة التي تحتلها المحررات الرسمية في اإلثبات سواء كان منها المدني أو الجزائي‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ازدواجية القواعد القانونية فيما يخص هذه الجريمة‪ ،‬حيث أخضعها المشرع ألحكام جزائية وأخرى مدنية‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫ترجع دواعي اختياري لموضوع "جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية " ألسباب شخصية وأخرى موضوعية تتمثل أساسا‬

‫في‪:‬‬

‫‪ -‬الرغبة في اإلطالع على المواضيع التي يعالجها قانون العقوبات ودراسة المجال التجريمي‬

‫والعقابي‪.‬‬

‫حداثــة األنمــاط الــتي تظهــر عليهــا جريمــة الــتزوير في المحــررات الرســمية واإلداريــة تبعــا لمختلــف مجــاالت التطــور التكنولــوجي‬ ‫‪-‬‬

‫ووسائل االتصال الحديثة‪ ،‬مما أصبح يشكل هاجسا يؤرق المجتمعاتـ المتقدمة منهاـ والمتخلفة على حد السواء‪.‬‬

‫‪ -‬قلة الدراسات خصوصا الشق اإلجرائي‪ ،‬خاصة وأن هاته الجريمة تخضع للقواعد العامة‪.‬‬

‫األهداف المتوخاة من الدراسة‪:‬‬

‫يمكن إيجاز أهداف هذه الدراسة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التعرف على األركان والمبادئ التي من شأنها إعطاء الوصف الجزائي لهاته الجريمة‬

‫الوقوف على قيمة الحماية التي يوفرها المشرع الجنائي للمحررات الرسمية ومدى نجاعتها في الحد من ظاهرة التزوير في‬ ‫‪-‬‬

‫هاته المحررات‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على اإلجراءات المتخذة بشأن هاته الجريمة في كل مراحل الدعوى العمومية‪.‬‬

‫إشكاالت الدراسة‪:‬‬

‫نقص المراجع دفعني إلى االنتقال إلى جامعات أخرى للحصول على أكبر عدد منها‪ ،‬والذي في الحقيقة كان حــافز لتكــثيف الجهــد إلعطــاء األحســن‪،‬‬

‫باإلضافة إلى كون إنجاز المذكرة أمرا جديدا علي خصوصا وأنه لم يسبق لي القيام بإنجاز مذكرة من قبل‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫المنهج المعتمد‪:‬‬

‫اعتم ــدت في ه ــذه الدراس ــة على المنهج التحليلي وذل ــك من خال ــل تحلي ــل النص ــوص القانوني ــة‪ ،‬وك ــذا المنهج االس ــتقرائي ال ــذي يعتم ــد على‬

‫التركيبـ من خالل االنطالق من مجموعة من المقدمات والجزئيات للوصول إلى نتيجة نهائية والذي بدوره يعتمد على تحليــل النصــوص والــتركيبـ‬

‫فيما بينهاـ للوصول إلى النتيجة المرجوة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫لم يتم التطرق إلى موضوع التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية كدراسة علميـة أو أكاديميــة حســب علمي‪ ،‬إال أنـه هنـاك العديـد من‬

‫الكتب التي تطرقت إلى جريمة التزوير في المحررات الرسمية لكن بصفة عرضية والتي كان تأثيرها كبيرا في دعم الموضوع‪.‬‬

‫أم ــا بخص ــوص الش ــق اإلج ــرائي له ــذه الجريم ــة فلم يتع ــرض إطالق ــا للدراس ــة على أس ــاس أنــه يخض ــع للقواع ــد العام ــة ال ــتي يقرره ــا ق ــانون‬

‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫وعلي ــه وباعتب ــار جريم ــة ال ــتزوير في المح ــررات من الج ــرائم ال ــتي أس ــالت الكث ــير من الح ــبر في الفق ــه والقض ــاء‪ ،‬ارت ــأيت أن أع ــالج ه ــذا‬

‫الموضوع انطالقا من اإلشكالية اآلتية‪:‬‬

‫إلى أي مدى وفق المشرع الجزائري في توفير الحماية القانونية لضحايا جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية من خالل ردع مرتكبي‬

‫جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية من حيث الجانب الموضوعي للجريمة ومن حيث اإلجراءات المتبعة إزاءها؟‪.‬‬

‫د‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األ ول‪ :‬النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬

‫لم يتناولـ المشرع الجزائري جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية بالتعريف على غرار التشــريعات المقارنــة‪ ،‬ويعـرف فقهـاء‬

‫القــانون الجنــائي الــتزوير في المحــررات بأنــه تغيــير الحقيقــة بقصــد الغش في المحــرر بإحــدى الطــرق الــتي نص عليهــا القــانون تغيــيرا من شــأنه ان‬

‫يسبب ضررا للغـير‪ ،‬وهـو نفس التعريـف الـذي وضـعه الفقيـه "جارسـون"‪ ،‬وقـد نص المشـرع على جريمـة الـتزوير في المحـررات في القسـم الثـالث‬

‫والخامس من الفصل السابع من الكتاب الثالث من الجـزء الثـاني من قـانون العقوبـاتـ الجزائــري حيث تقتضــي هـذه الجريمـة المنصـوص والمعـاقب‬

‫عليها بالمواد ‪ 412‬إلى‪ ،412‬ومن‪ 444‬إلى‪ 442‬منه توافر أركان معينة ال تختلف عن باقي الجرائم األخرى والمتمثلة أساسا في الركنين المادي‬

‫))‪1‬‬
‫والمعنويـ باإلضافة إلى الركن الشرعي‪.‬‬

‫وبناء عليه وفي سبيل معالجة إشكالية الموضوع‪ ،‬تقتضي منا الدراسة البحثيـة معالجـة الفصـل في مبحــثين‪ ،‬حيث نخصــص األــول لدراســة‬

‫أركـان جريمـة الـتزوير في المحـررات الرسـمية واإلداريـة‪ ،‬أمـا المبحث الثـاني فنخصصـه للعقوبـات المقـررة لمختلـف الصـور الـتي قـد تظهـر عليهـا‬

‫هذه الجريمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬جندي عبد المالك‪ .‬الموسوعة الجنائية‪ .‬الطبعة األولى ‪ 4002.‬الجزء الثاني‪ .‬مكتبة العلم للجميع – القاهرة‪ .‬ص‪264‬؛ فتوح عبد اهلل الشاذلي‪.‬‬

‫الجرائم المضرة بالمصلحة العامة‪ .‬الطبعة األولى ‪ 1221.‬جامعة اإلسكندرية‪ .‬ص‪414.‬‬

‫‪6‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث ا ألول‪ :‬أركان جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬

‫للتزوير في المحررات ركنان‪:‬‬

‫ركن مــادي وهــو تغيــير الحقيقــة في محــرر بوســيلة ممــا نص عليــه القــانون‪ ،‬وأن يكــون من شــأن هــذا التغيــيرـ إحــداث ضــرر أو احتمالــه‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫وركن معنوي وهو القصد الجنائي‪.‬‬

‫وبناءـ عليه نقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬حيث نتناول في المطلب األول الركن المادي وفي المطلب الثاني الركن المعنوي‪.‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬الركن المادي في جريمة التزوير في المحررات الرسمية واالدارية‬

‫الــركن المــادي في جريمــة الــتزوير في المحــررات يتمثـلـ في تغيــير الحقيقــة بإحــدى الطــرق الــتي نص عليهــا القــانون‪ ،‬تغيــيرا من شــأنه أن‬
‫))‪2‬‬
‫يسبب ضررا‪ ،‬وسنتناول الركن المادي للتزوير في المحررات على النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع األ ول‪ :‬محل التزوير‬

‫لكي يتحقـق الـركن المـادي لجريمـة الـتزوير في المحـررات الرسـمية واإلداريـة يجب أن يتم تغيـير الحقيقـة في محـرر‪ ،‬وهـذا مـا نلمسـه من‬

‫خالل قانون العقوبات في المواد من ‪ 412‬إلى ‪ 412‬ومن ‪ 444‬إلى‪ 442‬منه‪ ،‬والـتي تقـر بحصـول الـتزوير في المحـررات الرسـمية وكـذلك بعض‬
‫)‪(3‬‬
‫الوثائق االدارية والشهادات‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬الوجيز في القانون الجنائي الخاص‪ .‬طبعة ‪ 4002.‬دار هومة‪-‬الجزائر‪ .‬ص‪422.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أحمد أبو الروس‪ .‬جرائم التزييف والتزوير والرشوة واختالس المال العام‪ .‬الكتاب الخامس‪ .‬المكتب الجامعي الحديث اإلسكندرية‪.‬‬

‫ص‪61.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪420.‬‬
‫‪7‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫من خالـل مـا سـبق نسـتنتج بأنـه حـتى يقـوم الـركن المـادي البـد أن يقـع تغيـير للحقيقـة من جهـة‪ ،‬وأن يحصـل تغيـير في الحقيقـة في المحـرر‬

‫الرسمي واإلداري من جهة أخرى‪ ،‬وعليه فالمحرر الرسمي واالداري هو محل الجريمة‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس ال تقوم جريمـة الـتزوير إذا كـان تغيـيرـ الحقيقـة قـد تم بقـول أو فعـل‪ ،‬وبغـيرـ كتابـة‪ ،‬وان جـاز أن تقـوم جريمـة النصـب أو شـهادة‬
‫)‪(1‬‬
‫الزور وان توافرت أركانها‬

‫ومن ــه تعت ــبر الكتاب ــة عنص ار جوهري ــا في تغي ــير الحقيق ــة واذا تمت هات ــه األخ ــيرة ب ــدونهاـ انتفت جريم ــة ال ــتزوير في المح ــرر الرس ــمي‬

‫واإلداري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شكل المحرر‬

‫موضوع التزوير أو المحل الذي يرد عليه تغييرـ الحقيقة يجب أن يتخذ شكل الكتابة‪ ،‬فــاألقوال الكاذبـة مهمــا يحـاول مرتكبهـا إلباسـها ثـوب‬

‫الحقيقة‪ ،‬ومهماـ كانت النتائج الضارة التي تنجم عنهـا ال تعـد تزويـرا معاقبـا عليـه‪ ،‬وان كـان يمكن أن يتحقـق بهـا جريمـة أخـرى مثـل شـهادة الـزور‬
‫)‪(2‬‬
‫أو االحتيال حسب األحوال‪.‬‬

‫وعلى ه ــذا األس ــاس ال يعت ــبر مح ــررا ك ــل م ــا ه ــو مكت ــوب‪،‬ـ كالع ــداد الحاس ــب للكهرب ــاء أو الغ ــاز أو المي ــاه أو األخت ــام المنس ــوبة إلى ف ــرد أو جه ــة‪،‬‬

‫واألسطوانات وأشرطة التسجيل مهما كانت أهميتهاـ القانونية أو درجة التشويه فيما هو مسجل عليها من أصوات‪.‬‬

‫وفي المقابل ال تهم طريقة الكتابة‪ .‬فقد تكون بخط اليد أو باآللة الكاتبة‪ ،‬أو باإلعالم اآللي أو بالطباعة أو بخليط من ذلك كله‪.‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 420.‬‬


‫‪1‬‬
‫علي عبد القادر القهوجي‪ .‬قانون العقوبات القسم الخاص‪ .‬جرائم االعتداء على المصلحة العامة‪ .‬الطبعة األولى ‪ 4010.‬منشورات‬
‫)‬

‫(‬
‫‪2‬‬
‫)‬

‫الحلبي الحقوقية‪ .‬لبنان‪ .‬ص‪126.‬‬

‫‪8‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتأخذ الكتابة معنى واسعا ليشمل كل عالمة أو رمز سواء كانت هاته الكتابة مكونة من حـروف أم من عالمــات متفــق عليهــا حــتى ولــو لم‬

‫تكن من نوع الحرف المعروفة كاألرقام ورموز الشفرة‪ ،‬وكذلك ال تهم المادة المصنوع منهاـ المحرر الـذي جسـدت عليـه الكتابـة‪ ،‬فقـد تكـون ورقـا‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫حجرا‪ ،‬خشبا‪ ،‬قماشا‪ ،‬جلدا أو صفيحا‬

‫مما سبق يتضـح لنـا أن الكتابـة ليسـت مقتصـرة على شـكل محـدد وانمـا تمتـد لتشـمل أشـكاال أخـرى كالكتابـة بواسـطة الحفـر أو النقش‪ ،‬كمـا‬

‫تتعدى ذلك لتشمل العالمات والرموز‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مصدر المحرر‬

‫يشترط في المحرر أن يكون مصدره ظاهر فيه‪ .‬فالمحرر مجهول المصدر ال يعتد به وال يعتبر تغييرـ الحقيقة فيه من قبيل التزوير‪.‬‬

‫ويكون المحـرر معـروف المصـدر حـتى يكـون مـذيال بتوقيـع لشـخص مـا أو بختم لجهـة معينـة أو على األقـل حـتى يـذكر فيـه اسـم الفـرد أو‬
‫)‪(2‬‬
‫تعين فيه الجهة المصدرة ولو لم يكن ثمة توقيع لهذا الشخص أو ختم لتلك الجهة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مضمون المحرر‬

‫والمراد به أن يسرد المحرر واقعة أو يعبر عن إرادة‪ ،‬أو بعبارةـ أخرى أن يكون بين العبـارات ترابـط فكـري يـؤدي معـنى معينـا معقـوال‬

‫)‪(3‬‬
‫هو اإلخبار بواقعة أو التعبير عن إرادة أو رغبة‪.‬‬

‫فالمحرر الذي يتضمن سوى اسم شخص معين وعنوانه أو توقيعه مجردا‪ ،‬أو عبارات أو عالمات ال تحمل معنى مترابطا ال يصلح ألن‬

‫يكون مثال لجريمة التزوير‪.‬‬

‫(‪ )1‬أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪420.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫ســليمان عبــد المنعم‪ ،‬محمــد زكي أبــو عــامر‪ .‬قــانون العقوبــاتـ الخــاص‪ .‬الطبعــة األــولى ‪ 1222.‬المؤسســة الجامعــة للدراســات والنشــر والتوزيــع‪.‬‬

‫بيروت‪ .‬ص‪222.‬‬

‫(‪ )3‬أحمد محمود خليل‪ .‬جرائم تزوير المحررات‪ .‬طبعة ‪ 4002.‬المكتب الجامعي الحديث‪ .‬دون بلد النشر‪ .‬ص‪22.‬‬
‫‪9‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ومن ناحية أخرى ال تقوم جريمة التزوير إذا انصب تغييرـ الحقيقة على أمـر متصـل بــالمحرر‪ ،‬بمعـنىـ ال ينصـب على الفكـرة المترابطــة‬

‫الــتي يعــبر عنهــا المحــرر‪ .‬كمــا هــو الشــأن لبطاقــة التعريــف الوطنيــة‪ ،‬وجــواز الســفر ورخصــة الســياقة ومــا شــابه ذلــك‪ ،‬إذ يعتــبر محــررا في الجــزء‬

‫الخاص بالبيانات التي تحملها والتوقيعاتـ وأختام الجهة التي أصدرتها‪ ،‬وهنا تقوم جريمة التزوير بكل تغييرـ للحقيقة يقع بها‪.‬‬

‫أما بخصوص الصورة الفوتوغرافية التي تحملها تلك الوثائق ال تعتبر محررا وان اتصلت به‪ ،‬وعليــه فــإن نزعهــا واســتبدالها بــأخرى ال‬

‫يعد تزويرا ألن الصورة في ذاتها ليست محررا الفتقارها للداللة التعبيرية التي تمثل مضمون المحرر‪.‬‬

‫وتطبيقـاـ لــذلك‪ ،‬فقــد قضــت محكمــة النقض المصــرية بأنــه إذا قــام أحــد بوضــع صــورته الشمســية على رخصــة ليســت لــه ال يعــد هــذا الفعــل‬

‫تزويــرا ألنـه لم يقــع على نفس المســطور ولم يحصــل بأحــد الطــرق المبينــة في القــانون للــتزوير المــادي ألن المتهم لم يمس كتابــة الرخصــة ولم يجــر‬

‫)‪(1‬‬
‫عليها أي تغيير مادي‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تغييرـ الحقيقة‪altération de la vérité :‬‬

‫يقصــد بتغيــيرـ الحقيقــة تحريفهــا أي اســتبدالها بغيرهــا‪ ،‬وذلــك بإحالــل أمــر غــير صــحيح محــل أمــر صــحيح )‪ ،(2‬وتغيــيرـ الحقيقــة هــو عنصــر‬

‫أساسي في التزوير المعاقب عليه‪ ،‬فال عقاب إن لم يقع هذا التغيير‪،‬ـ ولم تتبدل الوقائع الثابتة في المحرر‪ ،‬أو تتـأثر حقيقـة مـا دون فيـه‪ ،‬وعلى هـذا‬

‫تعتبر األفعال اآلتية تزويرا معاقبا عليه‪ ،‬النتقاء تغيير الحقيقة فيها‪:‬‬

‫من أمسك يد مريض عـاجز عن الحركـة وجعلـه يكتب في ذيـل وصـية أصـدرها من قبـل‪ ،‬عبـارة تبطـل مـا جـاء فيهـا‪ ،‬إذا لم يكن في هـذا الفعـل إال‬

‫)‪(3‬‬
‫استجابة لرغبة المريض نفسه‪.‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 421.‬‬


‫‪1‬‬
‫علي عبد القادر القهوجي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪122.‬‬
‫)‬
‫عبد الحميد الشواربي‪ .‬التزوير والتزييف مدنيا وجنائيا‪ .‬د ط‪ .‬دار المعارف‪ .‬اإلسكندرية ‪-‬مصر‪ .‬ص‪12.‬‬
‫(‬
‫‪2‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪3‬‬
‫)‬

‫‪10‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كذلك ال يعد تغييرا للحقيقة تقرير شخص أمام أحد الموظفين واقعة يعتقد أنها مزورة فإذا بما قد كتبه يوافق الحقيقة‪ ،‬وكذلك من يكتب خطابا بدل‬

‫)‪(1‬‬
‫آخر قد أضاعه‪ ،‬حتى كان الخطاب قد حرر ووقع عليه من نفس الشخص الذي كتبـ الخطاب األول‪ ،‬وتضمن محتويات بعينها‪.‬ـ‬

‫كما أنه يكفي أن يكون تغيير الحقيقة جزئيا ونسبيا‪ ،‬وفي المقابل أن يمس هذا التغيير المركز القانوني للغير دون رضائه‪ ،‬وتطبيقـا لـذلك؛‬

‫من قام بتحرير شهادة ميالـد أو شـهادة دراسـية وضـمنهاـ بيانـاتـ ولكنـه نسـبهاـ إلى جهـة تصـدرها أو إلى موظـف لم يوقـع عليهـا‪.‬فوضـع أختـام الجهـة‬

‫)‪(2‬‬
‫المختصة وتقليد إمضاء الموظف فإن ذلك مما تقوم به جريمة التزوير‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طرق التزوير‬

‫ال يكفي للقيام بجريمة التزوير أن يتم تغييرـ الحقيقة في محرر‪ ،‬وانما يلزم أن يكون هذا التغييرـ قد حدث بإحدى الطرق التي نص عليهــا‬
‫)‪(3‬‬
‫القانون‪.‬‬

‫وقد حـددت المـواد ‪ 412‬إلى ‪ 416‬من قـانون العقوبـاتـ طـرق الـتزوير الـذي يقـع في المحـررات الرسـمية‪ ،‬وعليـه قـد يكـون الـتزوير ماديـا‬

‫كما قد يكون معنويا‪،‬ـ فالتزوير المادي هو كل تغييرـ للحقيقة في محرر بطريقة تترك فيه أثرا يدركه الحس وتقع عليه العين وذلك بزيادة أو حذف‬

‫أو تعديل أو بإنشـاء محـرر ال وجـود لـه في األصـل‪ ،‬أمـا الـتزوير المعنـوي فهـو كـل تغيـير للحقيقـة في معـنى مضـمون المحـرر وظروفـه ومالبسـاته‬

‫)‪(4‬‬
‫تغييرا ال نستطيع إدراك أثره بالبصر‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الحميد الشواربي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪16.‬‬

‫(‪ )2‬أحمد عبد السالم علي‪ .‬التعليق على جرائم التزييف والتزوير‪ .‬د ط‪ .‬دار الكتب القانونية – مصر‪ 4002.‬ص‪114.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫محمد زكي أبو عامر‪ .‬قانون العقوباتـ القسم الخاص‪ .‬الطبعة الثانية ‪ 1222.‬دار الهدى للمطبوعات‪ .‬اإلسكندرية ‪-‬مصر‪.‬‬

‫ص‪262.‬‬

‫(‪ )4‬أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪ 420‬؛ محمد زكي أبو عامر‪ .‬المرجع نفسه؛ سليمان عبد المنعم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪220.‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وتتمثل أساسا في ‪ 1-‬وضع‬ ‫أوال‪ :‬طرق التزوير المادي‪Le Faux Matériel:‬‬


‫توقيعاتـ أو أختام مزورة‪:‬‬

‫يكــون بتوقيــع الجــاني على محــرر ليس لــه ســواءا اإلمضــاء لشــخص حقيقي أو شــخص خيــالي ال وجــو لــه‪ ،‬فــال يشــترط أن يكــون مقلــدا‬

‫)‪(1‬‬
‫إلمضائه‪ ،‬فالتزوير يقع ولو لم يعتمدـ المزور التقليد‪.‬‬

‫ويعتبر اإلمضاء مزورا‪ ،‬ولو كـان – في ذاتـه ‪-‬صـحيحا لمن نسـب إليـه ولكن لم تتجـه إرادتـه إلى وضـعه في المحـرر اختياريـا‪ ،‬كمـا لـو أكـره على‬
‫)‪(2‬‬
‫ذلك أو أخذه منه مباغتة‪.‬‬

‫ومعنىـ هذا أنه حتى ولو كان التوقيع صحيحا بالنسبة للشخص الموقع على المحرر لكن هذا األخير قد طرأ عليه أحد عيوب اإلرادة كــاإلكراه على‬

‫اإلمضاء دون أن يكون مخيرا في ذلك‪.‬‬

‫أما عن األختام فيالحظ أن لها في القانون قوة اإلمضاء في اإلثبات‪ ،‬ولهذا سوى القضاء بين وضع اإلمضـاء ووضـع األختـام‪ ،‬وترتيبـاـ على‬

‫ذلك تسري سائر األحكام الخاصة باإلمضاءات على األختام‪ .‬فيعتبرـ مـزورا من يوقـع بختم ليس لـه حـق التوقيـع بـه‪ ،‬سـواء أكـان هـذا الختم لشـخص‬

‫معروف لديه أو وهمي))‪ ،3‬وبناء عليه فإن األحكام ذاتها تطبق على سائر األختام‪.‬‬

‫‪ 4-‬حذف أو إضافة أو تغيير مضمون المحرر‪:‬‬

‫)‪(4‬‬
‫تنصرف هذه الطريقة إلى كل التغييرات المادية التي يمكن أن تتناول محررا‪ ،‬سواء بالتعديل أم بالحذف أم باإلضافة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫محمد علي سكيكر‪ .‬جرائم التزييف والتزوير وتطبيقاتها العلمية‪ .‬الطبعة األولى ‪ 4002.‬دار الفكر الجامعي‪ .‬اإلسكندرية ‪ -‬مصر‪.‬‬

‫ص‪22.‬‬

‫أحمد عبد السالم علي ‪.‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 112.‬‬


‫‪2‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪422.‬‬
‫)‬
‫فرج علواني هليل‪ .‬جرائم التزييف والتزوير‪ .‬دار المطبوعات الجامعية‪ .‬اإلسكندرية ‪ 4002.‬ص‪416.‬‬
‫(‬
‫‪3‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪4‬‬
‫)‬

‫‪12‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وعلي ــه ف ــإن أي تع ــديل يق ــع على المح ــرر الرس ــمي ح ــتى ول ــو ك ــان التع ــديل ال يغ ــيرـ من مع ــنى المح ــرر‪ ،‬أو يتض ــمن تص ــحيحا لبيانات ــه كي تط ــابق‬

‫الحقيقة‪ ،‬فمن يعدل في محتوى هذا المحرر دون إتباع اإلجراءات التي حددها القانون‪ ،‬فهو بذلك يكون مرتكبا لجريمة التزوير‪.‬‬

‫وكذلك يتحقق التزوير بالحذف متى قام المزور بمحو كلمة أو فقرة أو رقم أو تشطيبها أو طمسها أو قام بإزالتها بمادة كيماوية أو آلـة أو مــا شــابه‬

‫ذلك‪ ،‬كما يتحققـ التزوير باإلضافة عن طريـق زيـادة الكلمـات أو الفقـرات أو الحـروف أو األرقـام الـتي يتضـمنها المحـرر‪ ،‬كإضـافة أداة نفي أو رقم‬

‫)‪(1‬‬
‫على المبلغ الثابت بالمحرر أو إضافة عبارة "استالم المبلغ جميعه" على محضر تنازل عن شكوى‪.‬‬

‫‪ 2-‬اصطناع المحرر‪:‬‬

‫هــو إنشــاء محــرر مــزور ونســبته إلى غــير محــرره‪ ،‬دون ضــرورة تعتمــد تقليــد محــرر بالــذات أو خــط إنســان معين‪ ،‬واألصــل أال تكــون‬
‫)‪(2‬‬
‫للمحررات قيمة إال إذا حملت توقيعا من صاحب الشأن ومن ثم يقترن االصطناع في الغالب بوضع إمضاءات أو أختاما مزورة‪.‬‬

‫هــذا ويغلبـ حــدوث االصــطناع في المحــررات الرســمية‪ ،‬كمن يصــطنع صــورة حكم وينســب صــدوره لمحكمــة معينــة‪ ،‬أو كمن يصــطنع شــهادة ميالــد‬

‫حررها بنفسه‪ ،‬ووضع عليها إمضاءات مزورة باسم ضابط الحالة المدنية‪.‬‬

‫ويقــوم الــتزوير الواقــع بطريــق االصــطناع ولــو كــان مضــمون المحــرر مطابقــا للحقيقــة‪ ،‬إذ يكــون التغيــير متحققــا بنســبة المحــرر زورا إلى ســلطة لم‬

‫يصدر المحرر عنها‪ ،‬كما تقوم الجريمة ولو كانت اإلمضاءات أو‬

‫علي عبد القادر القهوجي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 121-122.‬‬


‫‪1‬‬
‫عمرو عيسى الفقي‪ .‬جرائم التزييف والتزوير‪ .‬طبعة ‪ 4000.‬البيت الفني إللصدارات القانونية‪ .‬دون بلد النشر‪ .‬دون سنة النشر‪.‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪2‬‬
‫)‬

‫ص‪112.‬‬

‫‪13‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫األختام التي يحملها المحرر صحيحة في ذاتها إذا كان التوصل إلى وضع اإلمضاء أو الختم قد تم عن طريق االختالس أو االحتيال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طرق التزوير المعنوي‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫التزوير المعنوي هو الذي يقع وقت إنشاء المحرر وال يترك أثرا ماديا في المحرر‪.‬‬

‫وتتمثل طرق التزوير المعنوي في‪:‬‬

‫‪-‬‬
‫اصطناع واقعة أو اتفاق خيالي‪.‬‬

‫)‪(3‬‬ ‫‪-‬‬
‫انتحال شخصية الغير‪.‬‬

‫‪1-‬إصطناع واقعة أو اتفاق خيالي وتضم هذه الطريقة أربعة صور وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تــدوين اتفاقــات أو أقــوال غــير الــتي صــدرت من المتعاقــدين أو أســلوبها‪ :‬ويقصــد بهــذه الطريقــة عــدم إثبــات حقيقــة مــا طلب ذووا الشــأن‬

‫إثباتــه في المحــرر‪ ،‬غــير أنــه ال يتصــور وقــوع الــتزوير بهــذه الطريقــة في المحــرر الرســمي إال من جــانب موظــف عــام مختص‪ ،‬فــإذا وقــع تغيــير‬

‫الحقيقة من جانب من قرأ البيانات على الموظف في المحرر الرسمي وكــان هـذا الموظـف حسـن النيــة يعتـبرـ من أملى هــذه البيانــات على الموظــف‬

‫هو الذي ارتكب جريمة التزوير ومثال ذلـك‪ :‬إذا طلب المتعاقـدان من الموثـق المختص تحريـر عقـد بيـع فحـرر لهمـا عقـد إيجـار أو أثبت ثمنـا للـبيع‬

‫يزد عن الثمن الذي حدده المتعاقدان‪.‬‬

‫ب‪ -‬جعل واقعة كاذبة في صورة واقعة صحيحة‪ :‬والمراد بهذه الطريقة كل إثبات لواقعة على غير حقيقتها‪ ،‬ويشمل ذلــك المــزور الواقــع‬

‫بطريقــة تــدوين اتفاقــات أو أقــوال غــير الــتي صــدرت من المتعاقــدين أو أســلوبها ألن هــذا التــدوين عبــارة عن محــل واقعــة كاذبــة في صــورة واقعــة‬

‫صحيحة‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪ :‬الموظف‬

‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 422.‬‬


‫‪1‬‬
‫محمد زكي أبو عامر‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪222-222.‬‬
‫)‬

‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪422.‬‬


‫(‬
‫‪2‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪3‬‬
‫)‬

‫‪14‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫الذي يحرر شهادة ميالد ويثبت فيها خالفا للحقيقة أن واقعة ميالد وقعت في تاريخ مغايرـ للتاريخ الحقيقي‪.‬‬

‫ج‪ -‬جعل واقعة غير معترف بها في صورة واقعة معترف بها أو وقعت في حضوره‪ :‬وهذه الطريقة ليست إال إحـدى تطبيقـات الطريقــة‬

‫السابقة‪ ،‬على أساس أن إثبات كاتب المحرر اعتراف شخص بواقعة معينة في حين أنه في الحقيقة لم يعترف بها‪ .‬والجدير بالمالحظــة أن الــتزوير‬

‫الواقع بهذه الطريقة يصح كـذلك أن يعتــبر من قبيـل كتابـة اتفاقـات أو أقـوال غـير الـتي صـدرت من المتعاقـدين‪ ،‬ومثـال ذلـك‪ :‬الموثـق الـذي يثبت أن‬

‫)‪(2‬‬
‫بائع العقار قد تسلم الثمن كامال في حين أنه لم يقم بذلك‪.‬‬

‫د‪-‬اإلغفال‪ :‬كالطرف الذي يغفل عن إثبات المبالغ التي يحصلها في دفاتره تمهيدا الختالسها‪ ،‬كما أنه ال يجــوز أن يقـال أن اإلغفــال ال يعــد‬

‫تغييرا للحقيقة‪ ،‬بدعوى أن المحرر يبقى بعد الترك كما كـان قبلـه خاليـا من كـل بيـان مغـاير للحقيقـة ألنـه يجب أال يقتصـر النظـر على الجـزء الـذي‬

‫تركه وانما ينظر إلى ما كـان يجب أن يتضـمنه المحـرر في مجموعـه‪ ،‬فـإذا تـرتب على اإلغفـال تغيـيرا في مجمـوع هـذا المحـرر اعتـبر ذلـك تغيـيرا‬

‫)‪(3‬‬
‫للحقيقة‪.‬‬

‫‪2-‬انتحال شخصية الغير‪:‬‬

‫وهي التعامل بشخصية الغير أو باسمه كما تكون هـذه الشخصــية حقيقيــة أو وهميـة‪ ،‬وغالبــا مـا يقــع هـذا الــتزوير في المحــررات الرسـمية‪،‬‬

‫كأن يتقدم شخص إلى االمتحان بدال من الشخص الحقيقي‪.‬‬

‫سليمان عبد المنعم‪ .‬محمد زكي أبو عامر‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 222-222.‬‬
‫‪1‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪) 426.‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪426-422.‬‬


‫(‬
‫‪2‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪3‬‬
‫)‬

‫‪15‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وفي جميع األحوال يشترط عدم توقيع الشخص على المحرر الذي انتحل شخصية الغير فيه واال صار التزوير ماديا بوضع التوقيع‪.‬‬

‫مما سبق نسـتنتج بـأن هنـاك شـرطا ضـروريا للتميـيز بين الـتزوير المـادي والـتزوير المعنـوي وهـو التوقيـع‪ ،‬فبمجـرد إدراج الفاعـل توقيعـه‬

‫على المحرر الذي قام بانتحال شخصية الغير فيه يصبح تزويرا ماديا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬طرق اكتشاف التزوير‬

‫تتعــدد طــرق اكتشــاف الــتزوير اعتمــادا على نــوع هــذا األخــير‪ ،‬ولــذلك يجب على خبــير الــتزوير أن يحــدد الطريقــة المســتخدمة في الــتزوير‬

‫)‪(2‬‬
‫حتى يستطيع اختيار الفحص المناسب للكشف عن التزوير‪ ،‬ومن الطرق المستخدمة في الكشف عن التزوير‪:‬‬

‫‪ 1-‬كشف التزوير عن طريق النقل المباشر وذلك بـ‪:‬‬

‫مضاهاة*الخط المدعى بتزويرهـ على خط الشخص األصلي ومالحظة مميزات كل من الخطين‪ .‬وكذلك الحصول على أكثر من نموذج ‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫كتابة بخط الشخص المشتبه فيه‪-‬في ظروف عادية ووضع نصف الكتابة األعلى أو األسفل منه على نصف الكتابة األخر من الكتابة المتنازع‬

‫عليها‪ ،‬وفحص نطاق التطابق أو االختالف‪.‬‬

‫‪ -‬استعمال أجهزة التكبير وخاصة النوع المسمى بالفوتوغرافية الميكروسكوبية ‪Photomicrographie‬‬

‫حيث تكشف الصور المكبرة عن بعض االختالفات مثل‪ :‬إختالف مواضع الوقوف ومواضع االهتزاز وأثر الكشط واختالف الحبر‪ ،‬واختالف مواقع‬

‫المد‪ ،‬ووجود ألياف من الورقة‪ ،‬وتهتكـ جزء من الورقة ‪...‬الخ ‪ -‬مالحظة أثر استعمال أدوات التزوير‪.‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 422.‬‬


‫‪1‬‬
‫منصور عمر المعايطة‪ .‬األدلة الجنائية والتحقيق الجنائي‪ .‬الطبعة األولى ‪ 4002.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪-‬األردن‪ .‬ص‪422.‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪2‬‬
‫)‬

‫‪16‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-‬‬
‫فحص ظهــر الســند‪ ،‬وذلــك ألنــه في حالــة طمس الكتابــة باســتخدام المــواد الكيميائيــة عــادة مــا يكــون بــروز الكتابــة ظــاهرة في ظهــر الســند‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فيمكن عن طريق التصوير الفوتوغرافي بأجهزته الدقيقة لظهر السند إظهار الكتابة المطموسة بوضوح‪.‬‬

‫كما يستعمل كذلك ورق النشا اليودي المبلل لمعرفة هل الكتابة محيت بمحلول قوي أو حامض أو بواسطة محلول يودي مثل محلول )أوليش(‪.‬‬

‫‪ 4-‬طريقة الكشف عن المحو اآللي وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬اللمس‪ :‬ألن المنطقة التي تعرضت لنزع الطبقة المصقولة تصبح ذات ملمس خشن‪.‬‬

‫بواسطة الضوء النافذ‪ :‬وذلك ألن الورق الذي فقد طبقة المادة الصاقلة أصبح أكثر شفافية‪ ،‬وبالتالي أكثر نفاذا للضوء عن باقي أجزاء‬ ‫‪-‬‬

‫الورقة‪.‬‬

‫بواسطة المذيبات العضوية )البنزين‪-‬الكلورفورم(‪ :‬وذلك ألن الجـزء الثـاني تعـرض للمحـو‪ ،‬وفقـد المـادة الصـاقلة عن سـطحه سـوف يكـون‬ ‫‪-‬‬

‫أسـرع وأكـثر تشـربا للسـائل العضـوي مقارنـة مـع بـاقي أجـزاء المسـتند عنـدما توضـع بعض قطـرات من إحـدى هـذه المـذيبات العضـوية على سـطح‬

‫الورقة‪.‬‬

‫وذلك لمعرقة مكوناتـ الحبر المشكوك في صحة بياناته ومدى اختالفه عن‬ ‫بواسطة الكروماتوجرفي ‪chromatographie(*):‬‬ ‫‪-‬‬

‫الحبر الذي كتبتـ به باقي العبارات والجمل‪.‬‬

‫‪ 2-‬كشف التزوير باإلضافة‪:‬‬

‫ويتم ذلك بالتحليل الكيمياويـ لمعرفة العناصر المكونة لكل من الكتابة األصلية والكتابة المضافة وكذلك يمكن االستعانة باألشعة تحت‬

‫الحمراء‪ ،‬حيث توضح اختالف مادتي الكتابة‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫طه أحمد طه متولي‪ .‬التحقيقـ الجنائي وفن استنطاق مسرح الجريمة‪ .‬د ط‪ .‬منشأة المعرف‪ .‬اإلسكندرية ‪-‬مصر‪ .‬ص‪20-21.‬‬

‫(‪)2‬‬
‫جهاز لفصل وتنقية المواد الكيميائية المختلطة وهو ما يسمى بالتحليل اإلستشرابي‪.‬‬ ‫*‬
‫‪17‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما يمكن كشف عن التزوير باإلضافة بتقدير عمر حبر العبارة المضافة وتأثيرها على ورقة المحرر‪.‬‬

‫كشف التزوير بالطمس‪ :‬ويتم استعمال األشعة تحت الحمراء أو الضوء النافذ أو استخدام الموجات الفوق صوتية وذلـك إلظهــار العبــارات‬

‫المطموسة‪.‬‬

‫كشف التزوير بالنقل غير المباشر ويتم ذلك بطريقتين‪:‬‬

‫كشف التزوير بالكربون أو الضغط أو الشق بالرصاص‪ :‬وذلك بـالفحص المجهـري وايضـاح التطـابق بواسـطة التصـوير على أفـالم شـفافة‬

‫أو تحت مقاييسـ خاصة فإذا اتضح أن هناك تطابقا كامال بين النموذجين كان معنى ذلك ان التزوير بالنقل غير المباشر وذلك ألننا ال نكتب كلمــة‬

‫)‪(1‬‬
‫مرتين وتتطابق تمام التطابق‪.‬‬

‫كشف التزوير بالزانكوغراف‪ :‬ويتم ذلك بالفحص المجهري حيث نجد نقطة أو خطوطا بيضاء واضحة في جسم الكتابة إذا كان الــتزوير‬

‫)‪(2‬‬
‫باليد وبحبر عادي‪ ،‬أما إذا كان بالطابعة وبحبر الطباعة فال يمكن محو الحبر‪ ،‬وال يظهر ضغط إطالقا بظهر الورقة حاملة التوقيع المزور‪.‬‬

‫ويتم كشف التزوير كذلك عن طريق تقدير عمر المحررات إذ تتم عملية تقدير عمر المحرر بالطرق الطبيعية التي ال تؤثر في المحــرر‬

‫أو فيمــا يحتويــه من بيانــات وأرقــام وتوقيعــات‪،‬ـ واذا تعــذر تحقيــق ذلــك الغــرض يلجــأ الخبــير إلى التحاليــل الكيميائيــة على أن يكــون ذلــك بأقــل تــأثير‬

‫ممكن على المستند‪ ،‬وذلك اعتمادا على ما يلي‪:‬‬

‫(‬ ‫منصور عمر المعايطة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪422-422.‬‬


‫‪1‬‬
‫)‬ ‫منصور عمر المعايطة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪420.‬‬

‫(‬
‫‪2‬‬
‫)‬

‫‪18‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفحص الظ ــاهري للمس ــتند من خال ــل فحص الت ــواريخ المثبت ــة في بص ــمات األخت ــام وم ــدى توافقه ــا م ــع ت ــاريخ المس ــتند‪ ،‬وفحص العالم ــات المائي ــة‬

‫الموجودة في بعض األوراق التي تحمل تاريخ إصدارها وكذلك فحص آثار ضغط القلم بظهر المحرر ووضوحه يدل على حداثة تحريره‪.‬‬

‫فحص ورقة المحرر وذلك من خالل فحص القدم الطبيعي الذي يتميزـ عادة كون الحواف غير منتظمة ومشرشرة نتيجة تفككـ ألياف الورق‪ ،‬تآكل‬

‫الورقة عند خطوط طياتها‪ ،‬لون الورقة يميل إلى االصفرار‪ .‬فحص مواد المحرر‪ :‬وذلك من خالل معرفة تاريخ ظهور وتداوله في الكتابة‬
‫)‪(1‬‬
‫وتحديد عمر الحبر المستعمل في الكتابة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضرر‬

‫وهو عنصر أساسي في جريمة التزوير‪ ،‬فإذا تخلف الضرر انتفى التزوير وتوفرت كل أركانه )‪،(2‬‬

‫والمقصود بالضرر هنا هو الضرر الفعلي المباشر الذي يتمثل في إهدار حق أو مصلحة يحميهاـ القانون‬

‫)‪(3‬‬
‫كأثر لتغيير الحقيقة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬معنى الضرر‬

‫ال يعتبر تغييرـ الحقيقة تزويرا إا ل إذا أدى إلى إلحاق الضرر بالغير‪ ،‬ولم يشترط القانون وقوع‬

‫الضرر بالفعل بل يكتفي باحتمال وقوعه )‪ ، (4‬وما دامت الغاية من العقاب على التزوير هي حماية الثقة‬

‫(‪ )1‬منصور عمر المعايطة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪420-424.‬‬

‫(‪ )2‬قــرار الغرفــة الجنائية ‪1224/10/46.‬ملــف رقم ‪ ،42122‬قــرار‪ 4‬ينــاير ‪ 1222.‬ملــف رقم ‪ 22120:‬المجلــة القضــائية العــدد‪ 4.‬ســنة ‪1222.‬‬
‫ص‪422.‬‬

‫(‪ )3‬أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪422.‬‬


‫(‪)4‬‬
‫محمد صبحي نجم‪ .‬شرح قانون العقوبات الجزائري‪ .‬القسم الخاص‪ .‬الطبعة الخامسة ‪ 4002.‬ديوان المطبوعات الجامعية‪-‬الجزائر‪.‬‬

‫ص‪122.‬‬

‫‪19‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العامــة الــتي يمنحهـاـ المحــرر الرســمي فــإن تــوافر الضــرر يســتوفي فيــه أن يكــون واقعــا على شــخص من أســند إليــه المحــرر المــزور أو أي شــخص‬
‫)‪(1‬‬
‫آخر‪.‬‬

‫كمــا أن الــتزوير في األــوراق الرســمية يعــاقب عليــه ولــو كــان حاصــال في محــرر باطــل شــكال الحتمــال حصــول الضــرر منــه للغــير‪ ،‬إذ أن المحــرر‬

‫الباطل وان جـرده القـانون من كـل أثـر فإنـه قـد يتعلـق بـه ثقـة الغـير ممن ال يتضـح أمـامهم مـا يشـوبه من عيـوب‪ ،‬ويصـح أن ينخـدع فيـه الكثـير من‬

‫)‪(2‬‬
‫الناس الذين تفوتهمـ مالحظة ما فيه من نقص‪ ،‬وهذا وحده كاف لتوقع حصول الضرر بالغير بسبب هذا المحرر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صور الضرر‬

‫)‪(3‬‬
‫قد يكون الضرر ماديا أو معنويا‪،‬ـ محققا وحاال أو محتمال‪ ،‬فرديا أو جماعيا‪.‬‬

‫الضرر المادي‪:‬‬

‫وهو الضرر الذي يصـيب الذمـة الماليـة للمجـني عليـه‪ ،‬وهـو أكـثر شـيوعا لـتزوير عقـود الـبيع وسـندات المديونيـة والمخالصـات‪ ،‬والـتزوير‬

‫المادي يعتبر قائما حتى ولو تم تزوير سند بقصد إثبات واقعـة صـحيحة أو القتضـاء حــق لكن متنــازع عليــه مــادام من شـأن ذلــك اإلضـرار بـالمجني‬

‫)‪(4‬‬
‫ومثال ذلك من يـزور عقـد إيجـار بـأن يثبتـ فيـه أن المالـك قـد قبض مبلـغ األجـرة جميعهـا مقـدما‪.‬أو من يـزور على آخـر عقـد بيـع مـنزل أو‬ ‫عليه‬

‫أرض‪ ،‬ليســلبه ثروتــه أو جــزءا منهــا بغــير حــق‪ .‬وال يشــترط أن يكــون الضــرر المــادي جســيما‪ ،‬فيكفي لوجــود الضــرر أن يقــع على جــزء يســير أو‬

‫)‪(5‬‬
‫مبلغ طفيف من ثروة المجني عليه‪.‬‬

‫(‪ )1‬أحمد عبد السالم علي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪122.‬‬


‫(‪)2‬‬
‫عزالـدين الدناصـوري‪ ،‬عبـد الحميـد الشـواربي‪ .‬الموسـوعة الجنائيـة في قـانون العقوبـات واإلجـراءات الجنائيـة‪ .‬الطبعـة الثانيـة‪ .‬منشـأة المعـارف‪-‬‬

‫اإلسكندرية‪ .‬ص‪644.‬‬

‫(‪ )3‬أحمد أبو الروس‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪22.‬‬

‫(‪ )4‬محمد علي سككير‪.‬ـ المرجع السابق‪ .‬ص‪22.‬‬

‫(‪ )5‬عبد الحميد الشواربي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪140.‬‬


‫‪20‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الضرر المعنوي‪:‬‬

‫هو الضرر الذي يصيب الشخص في شرفه أو اعتباره أو بصفة عامة في حق آخر من حقوقه غير المالية‪ ،‬ومن أمثلته ما يصــيب الغــير‬

‫من ضرر نتيجة لتزوير توقيعه على شكوى أو انتحال اسمه في عقد زواج أو في إشهار طالق أو في محضر تحقيق‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ويتحقق الضرر المعنوي كذلك إذا كان من شأن التزوير اإلساءة إلى ذكرى شخص ميت‪.‬‬

‫الضرر المحقق والضرر المحتمل‪:‬‬

‫ويقصـد بالضـرر المحقــق الضــرر الـذي حـدث فعـال‪ ،‬ويتم ذلـك باســتعمال المحــرر المـزور فيمـا زور من أجلـه‪ .‬أمـا الضـرر المحتمـل فهـو‬

‫الذي لم يقع فعال وان كان وقوعه متوقعا وفق تقدير الرجل العادي وفي هذه الصورة فإن فعل تغيير الحقيقة في المحــرر لم يحـدث ضـررا حقيقيـاـ‬
‫)‪(2‬‬
‫لكنه تضمن خطر حدوث هذا الضرر‪.‬‬

‫الضرر الفردي والضرر الجماعي‪:‬‬

‫الضرر الفردي هو ذلك الضرر الذي يصيب شخصا أو هيئة معينة بالذات‪ ،‬أما الضرر االجتماعي أو العام فهو ما يصــيب الصــالح العــام‬
‫)‪(3‬‬
‫في مجموعه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضابط الضرر‬

‫لو ترك الضرر بغير ضابط ألقتضى ذلـك أن يكـون الفصـل في تـواتره لمحض تقـدير قاضـي الموضـوع‪ ،‬ولـترتب على ذلـك االتسـاع في‬

‫نطاقه على نحو قد ال تقتضيه المصلحة العامة‪ ،‬ولذلك اجتهد‬

‫سليمان عبد المنعم‪ ،‬محمد زكي أبو عامر‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 224.‬‬
‫‪1‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪) 422.‬‬

‫فرج علواني هليل‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪421.‬‬


‫(‬
‫‪2‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪3‬‬
‫)‬

‫‪21‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفقهاء في صياغة ضابط للضرر‪ ،‬وأهم هؤالء الفقهاء "جارو" الذي تقوم نظريته الشهيرة على أن القانون ال يعتد بالضرر في التزوير إال إذا‬

‫)‪(1‬‬
‫كان من شأنه إهدار قيمة المحرر كوسيلة إللثبات‪.‬‬

‫ورتب "جارو" نتائج أربعة على نظريته‪:‬‬

‫أنه ال يتوافر الضرر إذا كان المحرر غير صالح حتى يتخذ أساسا للمطالبة بحق ما‪ ،‬وأنه ينتفي الضرر إذا غيرت الحقيقة في بيان لم‬

‫يعد المحرر إلثباته فيه‪ ،‬كما إذا وقع التغييرـ في بيانات جانبية أو إضافية لم ينشأ المحرر لها خصيصا وأنه ينتفي الضرر أيضا إذا صدر المحرر‬

‫من موظف غير مختص بتحريره‪ ،‬كما أنه ال يتوافر الضرر أيضا إذا غيرت الحقيقة في أوراق ال تصلح حجة على الغير بل على صاحبها‬

‫)‪(2‬‬
‫فقط‪ ،‬مثل‪ :‬كشف حساب أو مذكرة أو فاتورة أو ما شابه ذلك مالم تقدم مستندات مزورة تأييدا لها‪.‬‬

‫وفي ه ــذا الس ــياق اعتم ــد قض ــاء محكم ــة النقص المص ــرية على فك ــرة البيان ــات الجوهري ــة لتحدي ــد البي ــان الــذي يص ــلح موض ــوعا لل ــتزوير‪،‬‬

‫وتطبيقــا لـذلك قضـت محكمــة النقض أن تـاريخ المحـرر الرســمي هـو أحـد بياناتــه الجوهريـة‪ ،‬وقـد وضـعت مبـدأ عامـا مفــاده أنـه ال يكفي للعقــاب أن‬

‫يكون الشخص قد غير الحقيقة في المحرر‪ ،‬بل يجب أن يكون الكذب قد وقع في جـزء من أجـزاء المحـرر الجوهريـة الـتي من أجلهـا أعـد المحـرر‬

‫إلثباته‪ ،‬وعلى ذلك جاء في بعض أحكام محكمة النقض القاضي بالبراءة من التزوير‪ ،‬بأن تغييرـ الحقيقة قد وقع في بيان غير جــوهري من بيانــات‬

‫المحرر‪ ،‬فإثبات المطلقة في إشهاد الطالق من حيث الدخول بها أو عـدم الـدخول هـو بيـان غـير جـوهري‪ ،‬إذ هـو غـير الـزم في اإلشـهاد ألن الطـالق‬

‫)‪(3‬‬
‫يصح شرعا بدونه‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أحمد عبد السالم علي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪122.‬‬

‫(‪ )2‬عمرو عيسى الفقي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪124‬؛ أحمد عبد السالم علي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪122.‬‬

‫(‪ )3‬أحمد عبد السالم علي المرجع السابق‪ .‬ص‪122-122‬‬


‫‪22‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الركن المعنوي‬

‫جريمة التزوير في المحررات من الجرائم القصدية التي يلتزم لقيامها توافر القصد الجنــائي لـدى المــزور‪ ،‬كمـا أنهـا من جهــة أخـرى‪ ،‬من‬

‫)‪(1‬‬
‫جرائم القصد الخاص التي تقتضي توافر القصد الخاص باعتباره نية أو غاية يتوخاها الجاني من جراء ارتكابه للركن المادي للتزوير‪.‬‬

‫الفرع األ ول‪ :‬القصد العام‬

‫يقوم القصد العام على العلم واإلرادة‪ ،‬فهو يتطلب علم الجـاني بتـوافر جميـع أركـان الـتزوير )‪ ،(2‬وهـذا يعـني أنـه يلـزم ليتـوافر القصـد العـام‬

‫في جريمة الـتزوير أن تتـوفر إرادة المـزور في تغيـير الحقيقـة مـع علمـه بـأن هـذا التغيـير يتم في محـرر‪ ،‬وبإحـدى الطـرق الـتي نص عليهـا القـانون‬

‫)) ‪3‬‬
‫ويعـني ذلـك أن جهـل المتهم بالحقيقـة ينفي قصـده الجنـائي‪ ،‬فـالموظف الـذي يقتصـر على‬ ‫وأن من شأنه أن يـرتبـ ضـررا فعليـا أو احتماليـا للغـير‪.‬‬

‫إثبات ما أماله عليه صاحب الشأن في المحرر من بيانات مكذوبة يجهل هو حقيقتها‪ ،‬ينتفى لديه القصد الجنائي )‪ ،(4‬وقد تنتفىـ إرادة تغيـير الحقيقـة‬

‫رغم علم الفاعل بالحقيقة ذاتها وذلك إذا كان الفاعل مكرها أو محال لمباغتــة‪ ،‬كمـا تنتفى اإلـرادة إذا أجـبر الفاعـل على تقريــر غـير الحقيقة – الــتي‬

‫يعلمها‬

‫)‪(5‬‬ ‫‪-‬‬
‫بتهديده بالسالح أو بدس المحرر الذي يتضمن تغييرا للحقيقة بين األوراق التي يوقعها الموظف فيوقعها دون قراءتها‬

‫(‬ ‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪422.‬‬


‫‪1‬‬
‫محمد زكي أبو عامر‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪210.‬‬
‫)‬

‫أحمد أبو الروس‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪22.‬‬


‫(‬
‫محمد زكي أبو عامر‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪2 214.‬‬
‫)‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪422.‬‬

‫(‬
‫‪3‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪4‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪5‬‬
‫)‬

‫‪23‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القصد الخاص‬

‫ال يكفي لقيام جريمة التزوير في المحررات أن يتوافر لدى الفاعل القصد العام وحده‪ ،‬بل يلزم فوق‬

‫)‪(2‬‬
‫هذا القصد أن يتوافر لدى الفاعل القصد الخاص )‪ ، (1‬أي اتجاه إرادته إلى تحقيق غاية معينة من ارتكاب الركن المادي‪.‬‬
‫إذ يكفي لقيام القصد الخاص أن تتجه نية الجـاني إلى اسـتعمال المحـرر المـزور فيمـا زور من أجلـه‪ .‬كمـا أن جريمـة الـتزوير في المحـرر‬

‫الرسمي تقوم حتى ولو لم يستعمل المحرر المزور فعال‪ ،‬متى توفرت لدى الجاني نية استعمال المحرر‪.‬‬

‫وتقدير توافر القصد العام والخاص يرجع إلى السلطة التقديرية لقاضي الموضوع‪ ،‬كما أنه غير ملزم بــذكره في الحكم صـراحة مــادام قـد‬
‫)‪(3‬‬
‫أورد الوقائع الدالة عليه‪.‬‬

‫معنى هذا أن نية الجاني هنا ضرورية لقيام جريمـة الـتزوير إذ تقـوم الجريمــة حـتى ولــو لم يسـتعمل المحـرر المـزور‪ ،‬غــير أن تقــدير تــوافر القصـد‬

‫لدى الجاني يعود إلى القاضي‪.‬‬

‫ويعتــبرـ القصـد الجنــائي في الــتزوير أمــرا مســتقال عن عنصــر الضــرر باعتبــاره أحــد عناصــر الــركن المــادي‪ ،‬بحيثـ يتصــور تــوفر القصــد‬

‫)‪(4‬‬
‫الجنائي لدى الفاعل دون توافر الضرر‪ ،‬كمن يزور على أخر شيك ظاهر البطالن وليس من شأنه أن يخدع أحدا بقصد استعماله فيما أعد له‪.‬‬

‫أحمد أبو الروس‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 22.‬‬


‫‪1‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪426.‬‬
‫)‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص ‪426‬؛ علي عبد القادر القهوجي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪402-410.‬‬
‫(‬
‫أحمد أبو الروس‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪2 22.‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪3‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪4‬‬
‫)‬

‫‪24‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫كما يمكن أن يتوفر الضرر دون توفر القصـد الجنـائي كمـا لـو اصـطنع أسـتاذ لتالميـذه كمبيالـة متقنـة يشـرحها لهم‪ ،‬وقبـل أن يمزقهـا وقعت‬
‫)‪(1‬‬
‫في يد شخص استعملها‪،‬ـ ففي هذه الحالة ال تقوم الجريمة النعدام أحد أركانها‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العقوبات المقررة لجرائم التزوير في المحررات الرسمية واالدارية‬

‫تقتضي منا الدراسة البحثية تقسيم المبحث إلى مطلبين‪ ،‬بحيث نعالج في األول عقوبات جريمة التزوير في المحررات الرســمية واإلداريــة‬

‫أما المطلب الثاني نخصصه لعقوبات جريمة استعمال المزور‪.‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬عقوبات جريمة التزوير في المحررات الرسمية واالدارية‬

‫لم ينص قــانون العقوبــات على عقوبــة واحــدة للــتزوير في المحــررات الرســمية‪ ،‬وانمــا يفــرق بينهــا تبعــا لصــفة مــرتكب الجريمــة‪ ،‬فيخص‬

‫التزوير الذي يقع من قاض أو موظف أو ضابط عمومي أثناء عمله بعقوبة أشد‪ ،‬ال ليس إال لكونه أخل بواجبات وظيفته وخان األمانة فيمــا عهــد‬

‫)‪(2‬‬
‫به اليه‪.‬‬

‫وعليه باستقرائناـ لنصوص المواد ‪ 412‬إلى ‪ 416‬من قانون العقوباتـ نستخلص نوعين من جرائم التزوير في المحررات الرسمية‪:‬‬

‫الجرائم الواقعة من موظف عام‬ ‫‪-‬‬

‫الجرائم الواقعة من غير الموظف العام‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومنه سنقسم هذا المطلب إلى فرعين كل فرع نتناول فيه العقوباتـ المقررة لكل جريمة على حده‪ .‬الفرع األ ول‪ :‬عقوبة جريمة‬

‫التزوير الواقعة من الموظف العمومي‬

‫تعاقب مادتين ‪ 412‬و‪ 412‬من قانون العقوبات بالسجن المؤبد القاضي أو الموظف أو الضابط العمومي الذي يرتكبـ تزويرا في‬

‫المحررات العمومية أو الرسمية أثناء تأدية وظيفته بإحدى طرق التزوير‬

‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 422.‬‬


‫‪1‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص ‪422-422.‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪2‬‬
‫)‬

‫‪25‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫كما أنه تختلف عقوبة التزوير في محرر رسمي أو عمومي بحسب ما إذا كـان مرتكبهـاـ قاضـيا أو موظفـا أو قائمـا بوظيفـة‬ ‫المادي أو المعنوي‪،‬‬

‫عموميـ ــة‪ ،‬بحيث أن العقوبـ ــة المقـ ــررة قانونـ ــا في الحالـ ــة األـ ــولى هي السـ ــجن المؤبـ ــد‪ ،‬وفي الحالـ ــة الثانيـ ــة السـ ــجن من عشـ ــر سـ ــنوات إلى عشـ ــرين‬

‫)‪(2‬‬
‫سنة )المواد من ‪ 412‬إلى ‪ 412‬من قانون العقوبات(‪ .‬لذلك اعتبرت صفة الجاني في الحالة األولى كظرف مشدد للعقوبة‪،‬‬

‫إذ يشــترط لقيــام هــذه الجريمــة أن يقــوم القاضــي أو الموظــف العمــومي أو القــائم بوظيفــة عموميــة أثنــاء عملــه بتغــيرـ الحقيقــة بطريقــة من‬

‫)‪(3‬‬
‫الطرق المحددة قانونا مع علمه بأنه يغيرها‬

‫والمالحـظ أن العقوبـة المشـددة الـتي يقرهـا القـانون في حالـة ارتكـاب الموظـف لجريمـة الـتزوير أثنـاء تأديـة الوظيفـة ليسـت صـفة الجـاني‪،‬‬

‫وانم ــا إس ــاءة اس ــتعمال الموظ ــف لوظيفت ــه‪ ،‬وق ــد ورد ه ــذا ص ــراحة في الم ــادتين ‪ (412‬و‪ 412‬من ق ــانون العقوب ــات( وك ــذلك أن ال ــتزوير المعن ــوي‬

‫)‪(4‬‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ 412‬ال يتصور إال مع توافر هذا الشرط‪ ،‬وذلك كون التزوير المعنويـ يقع أثناء تحرير المحرر‪.‬‬

‫والموظــف المختص يعتــبرـ الفاعــل األصــلي في جريمــة الــتزوير المعنــوي في محــرر رســمي دون غــيره إال أن غــيره يصــح أن يكــون شــريكا فيــه‪،‬‬

‫ومن ثمــة يعــاقب بالعقوبــة المقــررة لجريمــة الموظــف طبــق للمــادتين ‪ 24‬و‪ 412‬من قــانون العقوبــات‪ ،‬أمــا الــتزوير المــادي الحاصــل من الموظــف‬

‫المختص فنــاذرا مــا يحصــل أثنــاء تحريــر المحــرر وذلــك بغفلــة من ذوي الشــأن‪ ،‬ويكــون غالبــا بعــد تحريــر المحررـ ـ وذلــك بــالمحو أو باإلضــافة أو‬

‫)‪(5‬‬
‫باالصطناع‪ ،‬وفي كل األحوال البد أن يدخل ضمن شؤون وظيفته‪.‬‬

‫(‪ )1‬أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪422.‬‬

‫(‪ )2‬قرار الغرفة الجنائية ‪ 46-10-1224‬ملف‪ 42122.‬االجتهاد القضائي في المواد الجزائية‪ .‬ج‪ 4.‬المجلة القضائية ‪1222.‬‬

‫(‪ )3‬المجلة القضائية ‪ 1222‬ص‪ 422‬قرار الغرفة الجنائية االولى ‪ 1224/10/46.‬ملف رقم ‪ 42122.‬قرار في‪ 4‬يناير ‪ 1222.‬ملف ‪22120.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪422.‬‬

‫(‪ )5‬أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪422.‬‬


‫‪26‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وال يكفي كــون المتهم موظفــا عامــا‪ ،‬ذلــك أنــه من المتصــور أن يكــون المتهم موظفــا ويــرتكب تزويــرا في محــرر رســمي يختص بتحريــره‬

‫موظفا أخـر‪ ،‬فـال يسـأل في هـذه الحالـة عن تزويـر ارتكبـه موظـف عـام في محـرر رسـمي أثنـاء تأديـة وظيفتـه وانمـا يسـأل عن تزويـر ارتكبـه فـردا‬

‫)‪(1‬‬
‫غير أن المادة ‪ 222‬من قانون العقوبات تعاقب إذا وقعت خيانة األمانة من القائم بوظيفــة عموميــة أو قضــائية بالســجن‬ ‫عاديا في محرر رسمي‪.‬‬

‫المــؤقت من ‪ 02‬ســنوات إلى ‪ 10‬ســنوات واعتبارهــا ظرفــا مشــددا‪ ،‬إال أن هاتــه المــادة تطــرأ عليهــا الظــروف المخففــة وفقــا للمــادة ‪ 22‬من قــانون‬

‫)‪(2‬‬
‫العقوبات‪.‬ـ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عقوبات جريمة التزوير الواقع من غير الموظف العمومي‬

‫لقد نصت المادة )‪ 416(3‬من قانون العقوبـات الجزائـري على معاقبـة كـل شـخص عـدا من ذكـرتهم المـادة ‪ 412‬بالسـجن من عشـر سـنوات‬

‫إلى عش ــرين س ــنة ارتكبـ تزوي ــرا في مح ــررات رس ــمية ‪ (4).‬إم ــا بتقلي ــد أو ب ــتزييفـ الكتاب ــاتـ أو التواقي ــع‪ ،‬وام ــا باص ــطناع اتفاق ــات أو نص ــوص أو‬

‫التزامات أو مخالصات أو بإدراجها في هذه المحررات فيمـا بعـد‪ ،‬وامـا بإضـافة أو بإغفـال أو بـتزييف الشـروط واإلقـرارات أو الوقـائع الـتي أعـدت‬

‫)‪(5‬‬
‫هذه المحررات لتلقيها أو إلثباتها‪ ،‬واما بانتحال شخصية الغير أو بالحلول محلها‪.‬‬

‫وباستقراء هاته المادة نجد بأن المشرع الجزائري قد حدد على سبيل الحصر طرقا لتبيان التزوير الواقع على المحرر الرســمي من غــير‬

‫الموظف العمومي‪.‬‬

‫(‪ )1‬أحمد عبد السالم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪122.‬‬

‫(‪ )2‬بن شيخ لحسين‪ .‬مذكرات في القانون الجزائي الخاص‪ .‬د ط‪ .‬دار هومة‪-‬الجزائر‪ .‬ص‪426.‬‬

‫(‪ )3‬من القانون رقم ‪ 06-42‬المؤرخ في ‪40‬ديسمبر ‪ 4006.‬القسم الثالث من الفصل السادس‪ .‬من البـاب االـول من كتـاب الثـالث في الجـزء الثـاني‬
‫من قانون العقوبات‪.‬‬

‫(‪)4‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪422.‬‬

‫(‪ )5‬قرار الغرفة الجنائية‪ .‬ملف رقم ‪ 22126.‬المجلة القضائية لسنة ‪ 1222.‬ص‪442.‬‬
‫‪27‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وله ــذا يمكن الق ــول أن ــه يجب إلمكاني ــة قي ــام جريم ــة ال ــتزوير المنص ــوص عليه ــا في الم ــادة ‪ 416‬من ق ــانون العقوب ــاتـ أن يق ــع فع ــل‬

‫التزوير بواسطة تقليد أو تزييف الكتابات أو التواقيع أو بواسطة إضافة أو حذف شروط الوثيقة موضوع التزوير أو بغير ذلك من الوســائل‬

‫)‪(1‬‬
‫المحددة في القانون‪.‬‬

‫كما تتطلب هذه الجناية باإلضافة إلى األركان العامة لجريمة التزوير في المحررات شرطان آخران هما‪:‬‬

‫‪-‬‬
‫وقوع التزوير في محرر رسمي‪.‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن يكون التزوير ماديا‪.‬‬

‫وخالصة القول في مجال تطبيق المادة ‪ 416‬من قانون العقوباتـ هو أن هذه الجريمـة ال يمكن القـول بأنهـا جريمـة قائمـة وممكن اسـنادها‬

‫إلى المتهم بها إال بعد إثبات توفر عناصرها كاملة‪ .‬ذلك ألن تخلف أحدها أو بعضها يجعــل الجريمــة منعدمــة‪ ،‬وأن الحكم الـذي يصـدر بشـأنها وال‬

‫يتضــمن ذكــر ومناقشــة كــل هــده العناصــر يعتــبر حكمــا ناقصــا في التســبيب ومخالفــا لنص المــادة ‪ 222‬من قــانون اإلجــراءات الجزائيــة‪ ،‬ويســتوجب‬

‫)‪(3‬‬
‫إلغاؤه أو نقضه كلما وقع الطعن فيه باالستئناف أو بالنقض‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عقوبات جريمة استعمال المحررات الرسمية واإلدارية المزورة‬

‫فصل المشرع تزوير المحررات عن استعمالها فجعل كل منهاـ جريمة قائمـة بـذاتها‪ ،‬وقـد نص على جريمـة اسـتعمال المحـررات المـزورة‬
‫)‪(4‬‬
‫‪412.‬‬ ‫في المادة‬

‫عبد العزيز سعد‪ .‬جرائم التزييف وخيانة األمانة واستعمال المزور‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ 4006.‬دار هومة – الجزائر‪ .‬ص‪( 42.‬‬
‫‪1‬‬
‫فرج علي هليل‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪) 222-222.‬‬

‫عبد العزيز سعد‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪20.‬‬


‫(‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪2 420.‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪3‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪4‬‬
‫)‬

‫‪28‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وقد أكدت المحكمة العليا في عدة مناسباتـ على استقاللية جريمة استعمال المحرر المزور عن جريمة تزوير المحرر‪.‬‬

‫ولما كانت جريمة اسـتعمال المحـررات الرسـمية واالداريـة المـزورة جريمـة قائمـة بـذاتها فهي بالضـرورة تتطلب أركانـا لقيامهـا وفيمـا يلي‬

‫سنعرض أركان الجريمة في الفرع األول والجزء في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األ ول‪ :‬أركان جريمة استعمال المحررات المزورة‬

‫يسـتفاد من نصـوص المـواد ‪ 412‬و‪ 441‬و‪ 444‬و‪ 442‬و‪ 442‬و‪ 442‬من قـانون العقوبـات أن جريمـة اسـتعمال المحـرر المـزور تقتضـي‬

‫توافر ركن مادي يتمثل في استعمال ورقة مزورة وركن معنويـ هو علم الجاني وقت االستعمال بتزوير الورقة ‪ (2).‬وفي هذا النطــاق وبخصــوص‬

‫المادتين ‪ 444‬و‪ 442‬فقد قضت المحكمة العليا بأنه تقتصر الجهـة القضـائية الجزئيـة على التحقيـق ممـا إذا كـانت الوقـائع المعروضـة عليهـا تحتمـل‬

‫)‪(3‬‬
‫وصفا جزائيا التزوير واستعمال المزور ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الركن المادي‪ :‬استعمال الورقة المزورة‬

‫لم يعرف القانون االستعمال المعاقب عليه‪ ،‬ولم يبين طرق التنفيذ التي يتكون منها‪ ،‬ذلك ألن هذه الطرق تختلف باختالف نــوع المحــررات‬

‫)‪(4‬‬
‫كما تختلف باختالف الغرض الذي يرمي إليه المزور بحيث يستحيل على الشارع محاولة حصرها أو عدها‪ ،‬فهو أمر متروك لتقدير القاضي‪.‬‬

‫(‪ )1‬قـــرار‪ 2-2-1221.‬ملـــف رقم ‪ 42122.‬قـ ــرارات الغرفـ ــة الجنائيـ ــة للمحكمـ ــة العليـ ــا‪ .‬الجـ ــزء األـ ــول‪ .‬ص‪ ،126‬قـ ــرار ‪ 2-14-1222.‬ملف ‪.‬‬
‫‪ 66202‬االجتهاد القضائي في المواد الجنائية‪ .‬الجزء الثاني‪ .‬ص‪124.‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪2( 421.‬‬


‫)‬
‫قرار المحكمة العليا بتاريخ ‪ 4006/02/46.‬ملف رقم ‪- 242222.‬العدد ‪1‬سنة‪ 4002.‬ص‪641.‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫محمد عبد المجيد األلفي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪ 426.‬نقال عن جندي عبد المالك‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪224.‬‬

‫(‪4‬‬
‫)‬

‫‪29‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫واالستعمال هـو اسـتخدام المحـرر المـزور في الغـرض الـذي أعـد لـه وبـذلك فـان مجـرد حيازتـه ال تعتــبر اسـتعماال لـه‪ ،‬فحـتى تقـع الجريمـة البـد من‬

‫)‪(1‬‬
‫إظهار والتمسك به كما لو كان صحيحا‪.‬‬

‫ويتعين العتبار الفعل استعماال‪ ،‬أن يكون إراديا‪ .‬فال يعد استعماال أن يكره شخص على ابراز محرر مزور‪ ،‬كما يجب أن يكون االستعمال‬

‫بإبراز المحرر المزور‪ ،‬فال يكفي مجرد ذكره واإلشارة إلى أنه يدعم موقفه‪ ،‬وعلى ذلك ال يسأل عن استعمال محرر مزور من اقتصر على‬

‫)‪(2‬‬
‫وال يشترط لتوافر‬ ‫االشارة إلى المزور في عريضة دعوى دون أن يقدمه‪ .‬ويتطلبـ فعل االستعمال االحتجاج بالمحرر المزور على أنه صحيح‬

‫االستعمال أن يكون من يحتج بالمحرر هو مقدمه‪ ،‬فيرتكبـ الجريمة من يحتج بمحرر قدمه غيره‪ .‬واالستعمال المعاقب عليه هو استعمال محرر‬

‫)‪(3‬‬
‫يكون في ذاته مزورًا تزويرًا يعاقب عليه القانون ‪.‬‬

‫كما تقوم جريمة االستعمال سواءًا استعمل الشخص المحرر ذاته‪ ،‬أو استخرج صورة مطابقـة لـه ثم اسـتعملها مـع العلم بـالتزوير الحاصـل‬
‫)‪(4‬‬
‫في األصل‪ ،‬فاستعمال الصورة هو في الواقع استعمال المحرر األصلي ذاته‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القصد الجنائي‬

‫جريمـة االسـتعمال جريمـة عمديـة‪ ،‬ولـذلك يتخـذ ركنهـا المعنـوي صـورة القصـد الجنـائي‪ .‬وقـوام هـذا القصـد علم المسـتعمل بـتزوير المحـرر‬

‫واتجــاه إرادتــه إلى دفعــه لتحقيــق غــرض من شــأنه أنــه يحققــه‪ ،‬ويجب أن يثبتـ العلم اليقيــني لديــه بــالتزوير فــال يغــني عنــه مجــرد تمســكه بالورقــة‬

‫)‪(5‬‬
‫المزورة واحتجاجه بها‬

‫(‬ ‫محمد علي سكيكر‪.‬ـ المرجع السابق‪ .‬ص‪102.‬‬


‫‪1‬‬
‫أحمد عبد السالم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪) 124.‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪421.‬‬


‫(‬
‫محمد زكي أبو عامر‪ ،‬المرجع السابق‪ .‬ص‪2 226.‬‬
‫)‬
‫فرج علواني هليل‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪224.‬‬

‫(‬
‫‪3‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪4‬‬
‫)‬

‫(‬
‫‪5‬‬
‫)‬

‫‪30‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫إذن فالعبرة هنا كون الجاني عالما وقت االستعمال أنه يستخدم محررًا مزورًا‪ ،‬حتى ولو كان يرمي إلى الوصول إلى حق ثابت شــرعا‪ .‬ولمــا كــان‬

‫اســتعمال المحــرر المــزور جريمــة مســتمرة فإنــه من تمســك بورقــة دون علمــه بتزويرهــا ثم علم بعــد ذلــك بحقيقته ـاـ واســتمر في التمســك بهــا‪ ،‬فــإن‬

‫الجريمــة تقــوم في حقــه الســتيفائهاـ على األركــان الخاصــة بهــا‪ ،‬كمــا أن العلم بــتزوير المحــرر البــد أن يكــون مثبتــا في حكم اإلدانــة واال كــان مشــوبا‬
‫)‪(1‬‬
‫بالقصور‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جزاء استعمال المحرر المزور‬

‫يع ــاقب على اس ــتعمال المح ــررات الرس ــمية الم ــزورة بالس ــجن الم ــؤقت من خمس إلى عش ــر س ــنوات وذل ــك حس ــب الم ــادة ‪ 412‬من ق ــانون‬

‫العقوبات‪،‬ـ سواءً ا حصل التزوير من الموظف المختص بالتحرير أو من غيره‪ ،‬وهذه العقوبة أدنى من عقوبـة الـتزوير الـذي يرتكبـه غـير الموظـف‬

‫المختص وهي )السجن المؤقت من ‪ 10‬إلى ‪ 40‬سنة(‪ ،‬وأدنى بكثير من عقوبـة الـتزوير الـذي يرتكبـه الموظـف المختص )السـجن المؤبـد( وتسـري‬

‫)‪(2‬‬
‫على استعمال المزور العقوبات التكميلية التي تسري على تزوير المحررات‪.‬‬

‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪( 421.‬‬


‫‪1‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪) 422.‬‬

‫(‬
‫‪2‬‬
‫)‬

‫‪31‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫مما سبق نخلص إلى القول بأن جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية شأنها شأن بـاقي الجـرائم‪ ،‬فهي تقـوم على ركـنين؛ ركن‬

‫مادي وركن معنوي‪،‬ـ باإلضافة إلى الركن الشرعي‪.‬‬

‫فيتمثــل الــركن المــادي في تغيــير الحقيقــة في المحــرر بوســيلة ممــا نص عليهــا القــانون‪ ،‬وأن يكــون من شــأن هــذا التغيــيرـ إحــداث ضــرر أو‬

‫احتماله‪ ،‬ويعتبرـ الضرر في جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية عنصرا أساسيا‪ ،‬فإذا تخلف الضــرر انتفى فعــل الــتزوير‪ .‬والمقصــود‬

‫بالضرر هنا؛ الضرر الفعلي المباشر المتمثل في إهدار حق أو مصلحة يحميها القانون كأثر لتغيير الحقيقة‪.‬‬

‫أما الركن المعنوي فيتمثلـ في القصد الجنائي ‪-‬القصد العام والقصد الخاص – فيقوم القصد العام على العلم واإلرادة‪ ،‬إذ يلزم تــوافر إرادة المــزور‬

‫في تغيــيرـ الحقيقــة مــع علمــه بــأن هــذا التغيــيرـ يتم في محــرر رســمي واداري بإحــدى الطــرق الــتي نص عليهــا القــانون‪ .‬في حين أن القصــد الخــاص‬

‫يقتصر على اتجاه نية الجاني إلى استعمال المحرر المزور فيما زور من أجله‪.‬‬

‫كما أن جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية تأخذ وصفين جزائيين؛ فقد تكون جنحة وقد تكون جناية‪ ،‬وفي هذا الصدد نمــيز‬

‫بين مــا إذا كــانت هاتــه الجريمــة واقعــة من موظــف عمــومي أو من غــير الموظــف العمــومي‪ .‬فتوصــف بأنهــا جنايــة مــتى كــانت مرتكبــة من طــرف‬

‫موظـف عمـومي أثنـاء تأديـة وظيفتـه أو بسـبب ممارسـته لهـا‪ ،‬ومفهـوم الموظـف العمـوميـ باعتبـاره فاعـال لجريمـة الـتزوير في المحـررات الرسـمية‬

‫واإلداريــة ال يقتصــر على المــدلول الــذي أتى بــه القــانون اإلــداري للموظــف العــام‪ ،‬بــل يمتــد للمــدلول الــدي جــاء بــه القــانون الجنــائي والــدي وســع في‬

‫مفهومه‪ ،‬وهذا ما كرسه المشرع الجزائري بمقتضى نص المادة ‪ 04‬من القانون ‪ 01/06‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ،‬فصـفة الفاعـل هنـا‬

‫باعتباره موظفا عموميا هي ظرفا مشددا للعقوبة‪ ،‬وفيما عدا ذلك تأخذ هاته الجريمة وصف الجنحة‪ ،‬ومثاله أن يرتكب الموظف أو القاضي‬

‫‪32‬‬
‫النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بعد عزله من مهامه تزويرا في محرر كان تحريره من اختصاصه‪ ،‬وجعل له تاريخا سابقا على تــاريخ عزلـه‪ ،‬وهنـا ال يعـاقب على أســاس جنايـة‬

‫وانما على أساس جنحة ‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن جريمة استعمال المحررات المـزورة جريمــة قائمـة بــذاتها‪ ،‬فهي جريمـة مســتقلة عن جريمـة تزويــر المحـررات‪،‬‬

‫وهذا ما نلمسه من خالل استقرائنا لنصوص المواد ‪ 442،442،442،441،412‬من قانون العقوبات الجزائــري‪ ،‬كمــا أنهــا هي األخــرى تقــوم على‬

‫ركن مــادي يتمثـلـ في فعــل اســتعمال المحــرر المــزور‪ ،‬وركن معنــويـ وهــو علم الجــاني وقت االســتعمال بــتزويرـ المحــرر حــتى ولــو كــان يــرمي إلى‬

‫الوصول إلى حق ثابتـ شرعا‪.‬‬

‫ولــو نظرنــا إلى الواقــع المعــاش لوجــدنا بــأن هــذه الجريمــة من الجــرائم الــتي بــاتت تثقــل كاهــل الســلطات المختصــة بمكافحتهــا‪ ،‬حيث تســجل‬

‫اإلحصــائيات نســبا مرتفعــة جــدا‪ ،‬ومنــه نأخــذ واليــة أم البــواقي كنمــوذج لتقــدير اإلحصــائيات المســجلة‪ ،‬حيث بلــغ عــدد القضــايا لشــهر جــانفي من ســنة‬

‫‪ 4014‬أربعة قضايا ضمت ثالث عشرة متورطا من صفات مختلفة وذلك في محررات إدارية‪ ،‬وسـوف نـدرج هـذه اإلحصـائيات في الملحـق اآلـتي‬

‫في الفهرس وذلك لسنتي ‪ 4014‬و‪4012.‬‬

‫‪33‬‬
‫إجراءات سير دعوى التزوير في المحررات السمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إجراءات سير دعوى التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬

‫لمتابعــة جريمــة الــتزوير في المحــررات الرســمية واإلداريــة البــد من الرجــوع إلى القواعــد العامــة المقــررة في قـانون اإلجــراءات الجزائيــة‪.‬‬

‫وعليــه فــإن هاتــه األخــيرة تتمــيز بأنهــا إجــراءات مرحليــة من حيث طبيعتهــا‪ ،‬أي إمكانيــة تعــدد تلــك المراحــل‪ ،‬فتوصــف مرحلــة منهــا بأنهــا مرحلــة‬

‫تمهيدية أو أولية‪ ،‬وهي مرحلة شبة قضائية يقوم بها جهاز شرطوي بوليسي يعمل تحت إدارة واشراف النيابة العامة‪ ،‬وتحت رقابة غرفة االتهام‪،‬‬

‫وتوص ــف أخ ــرى بأنه ــا مرحل ــة قض ــائية‪ ،‬وهي مرحل ــتي التحقي ــق والمحاكم ــة ال ــتي يق ــوم بهم ــا جه ــاز قض ــائي مس ــتقل‪ ،‬حيث أن ال ــدعوى العمومي ــة‬

‫باعتبارهــا الوســيلة القانونيــة الســتيفاء حــق الدولــة في العقــاب تمــر بمجموعــة من اإلجــراءات تختلــف من حيث طبيعته ـاـ ونطاقهــا‪ ،‬تســبقهاـ إجــراءات‬

‫تمهيدي ــة أو اســتداللية ته ــدف إلى البحث والتح ــري عن ج ــرائم الــتزوير في المحــررات الرس ــمية واإلداريــة والكش ــف عنهــا وعن مرتكبيهــا‪ ،‬وتعت ــبرـ‬

‫))‪1‬‬
‫مقدمة للمراحل القضائية مرحلة التحقيق االبتدائي ومرحلة المحاكمة‪.‬‬

‫واســتنادا لمــا ســبق ســوف نقســم هــذا الفصــل إلى مبحــثين‪ ،‬حيث ينقســم كــل مبحث إلى مطلــبين‪ ،‬فنخص المبحث األــول بــإجراءات التحــري‬

‫والتحقيــق في جريمــة الــتزوير في المحــررات الرســمية واإلداريــة‪ ،‬أمــا المبحث الثــاني نتنــاول فيــه إجــراءات ســير المحاكمــة في دعــوى الــتزوير في‬

‫المحررات الرسمية واإلدارية‪.‬‬

‫)‪ (1‬عبد اهلل أوهايبية‪ .‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ 2102.‬دار هومة‪-‬الجزائر‪ .‬ص‪090.‬‬

‫‪53‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إجراءات التحري والتحقيق في جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬

‫نقسـ ــم هـ ــذا المبحث إلى مطلـ ــبين‪ ،‬ففي المطلب األـ ــول نقـ ــوم بدراسـ ــة إجـ ــراءات التحـ ــري‪ ،‬في حين أن المطلب الثـ ــاني نخصـ ــه بـ ــإجراءات‬

‫التحقيق‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إجراءات التحري في جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬

‫تتنوعـ اختصاصات ضابط الشرطة القضـائية بحسـب السـلطة المخولـة لـه‪ ،‬وبحسـب مـا إذا كـان اختصاصـا عاديـا متعلقـا بـالبحث والتحـري‬

‫)‪(1‬‬
‫ال ــتزوير في مح ــرر رس ــمي أو‬ ‫عن الجريم ــة ومرتكبيه ــا‪،‬ـ أو م ــا إذا ك ــان اختصاص ــا اس ــتثنائيا متعلق ــا بحال ــة من ح ــاالت التلبس بجناي ــة أو جنحة‬

‫إداري‪.‬‬

‫وعليــه ســوف نخص هـذا المطلب بفــرعين‪ ،‬الفــرع األـول بعنـوان السـلطات العاديـة لضـباط الشـرطة القضـائية‪ ،‬والفـرع الثـاني بعنـوان السـلطات‬

‫االستثنائية لضباط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬السلطات العادية لضباط الشرطة القضائية‬

‫تنص المادة ‪ 02‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ":‬يقوم بمهمة الضبط القضائي رجال القضاء والضباط واألعوان والموظفون المــبينون في‬

‫هذا الفصل" وتنص في الفقرة الثانية " ويناط بالضبط القضائي مهمة البحث والتحري عن الجرائم المقررة في قـانون العقوبـاتـ وجمــع األدلـة عنهــا‬

‫والبحث عن مرتكبيها مادام لم يبدأ فيها بتحقيق قضائي"‪.‬‬

‫وعليه تتمثل السلطات العادية لضباط الشرطة القضائية فيما يلي‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ .‬الطبعة الرابعة ‪ 2119.‬دار هومة‪-‬الجزائر‪ .‬ص‪85.‬‬

‫‪53‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪Les Enquêtes‬‬ ‫أوال‪ :‬إجراء التحريات‬

‫يقصد بإجراءات التحري ما يقوم به رجال الضبطية القضائية عقب وقوع الجريمة من إجراءات أولية‬

‫هدفها تعقب الجناة‪ ،‬وجمع األدلة ومعاينة مكان الجريمة والمحافظة على آثارها‪ ،‬ويتم تدوين كافة اإلجراءات في محضـر يسـمى محضـر االسـتدالل‬

‫)‪(1‬‬
‫وهي ذات أهمية كبيرة‪ ،‬فبفضلها يتم التأكـد من عـدم انطـواء كثـير من البالغـات على جريمـة مـا‪ ،‬أو عـدم قيـام األدلـة‬ ‫أو محضر التحقيق األولي ‪.‬‬

‫التي تسمح بتحريكـ الدعوى العمومية بشأنها‪ ،‬أو عـدم مالئمـة تحريكهـا‪ ،‬كمـا أن جمـع االسـتدااللت قـد يـوفر عناصـر الجريمـة‪ ،‬فيسـمح بتقـديم المتهم‬

‫)‪(2‬‬
‫إلى المحاكمة مباشرة‪ ،‬أو ييسر لقاضي التحقيق إتخاذ إجراءاته‪ ،‬وهو ما يحقق سرعة الفصل في الدعوى العمومية‪.‬‬

‫والقــانون لم يــذكر إجــراءات البحث والتحــري على ســبيل الحصــر وانمــا وضــع قاعـدة عامــة تخــول ضـابط الشــرطة القضــائية أن يقــوم بــأي‬

‫إجــراء من شــأنه الكشــف عن جريمــة الــتزوير في المحــرر الرســمي أو اإلــداري ومرتكبيهــا وتعقبهم لتقــديمهم للســلطة القضــائية المختصــة‪ ،‬أي القيــام‬

‫بأي إجراء الغرض منه الكشف عن هذه الجريمة ومرتكبيها وجمع األدلة عنها‪ ،‬وهذا ما أقرته المادة ‪ 01‬من قـانون اإلجـراءات الجزائيـة بقولهـا‪" :‬‬

‫يباش ــر ض ــباط الش ــرطة القض ــائية الس ــلطات الموض ــحة في الم ــادتين ‪21‬و‪ 21‬ويتلق ــون الش ــكاوى والبالغ ــات ويقوم ــون بجم ــع االس ــتدااللت واج ــراء‬

‫التحقيقاتـ االبتدائية"‪ 3)).‬ويقوم ضباط الشرطة باختصاصاتهم بالبحث والتحري من تلقاء أنفسهم أو بناء على أمر من السلطة القضائية بوجه عام‪،‬‬

‫فتنص المادة ‪ 63‬ق إ ج‪ ":‬يباشر بنفسه – أي وكيل الجمهورية‪ -‬أو يأمر بإتخاذ جميع اإلجراءات‬

‫االلزمة للبحث والتحري عن الجرائم المتعلقة بقانون العقوبات‪ ".‬وتنص )المادة ‪ 2/31‬من قانون‬

‫)‪(1‬‬
‫سليمان عبد المنعم‪ .‬أصول اإلجراءات الجنائية‪ .‬الكتاب األول‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ .‬ص‪809-821.‬‬

‫)‪ (2‬أحم ــد ش ــوقي الش ــلقاني‪ .‬مب ــادئ اإلج ــراءات الجزائي ــة في التش ــريع الجزائ ــري‪ .‬الطبع ــة الرابع ــة‪ .‬الج ــزء الث ــاني‪ .‬دي ــوان المطبوع ــات الجامعي ــة‪-‬‬
‫الجزائر‪ .‬ص‪033.‬‬

‫)‪ (3‬عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪260.‬‬


‫‪53‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اإلجراءات الجزائية(" وله أن يكلف – قاضي التحقيق‪-‬أحد ضباط الشرطة القضائية بمتابعة تلك‬

‫اإلجراءات"‪ .‬وتنص المادة ‪ 06‬من قانون اإلجراءات الجزائية " إذا ما افتتح التحقيق فإن على الضبط‬

‫)‪(1‬‬
‫القضائي تنفيذـ تفويضاتـ جهات التحقيق وتلبية طلباتها"‪.‬ـ‬

‫كم ــا أن عم ــل ض ــباط الش ــرطة القض ــائية ب ــالبحث والتح ــري عن جريم ــة ال ــتزوير في المح ــررات الرس ــمية واإلداري ــة ال ينتهي بتحري ــك ال ــدعوى‬

‫العموميــة أو برفعهــا أمــام الجهــات القضــائية المختصــة‪ ،‬إذ يســتمرون في مباشــرة عملهم وتنفيـذـ أوامــر وتعليمــاتـ الجهــات القضــائية المختصــة وهــذا‬
‫)‪(2‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 06‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫ويحــق للضــبطية القضــائية اإلســتعانة بكافــة الوســائل والطــرق المشــروعة إلجــراء تحرياتهــا طالمــا ال يصــل إلى حــد التعــرض للحريــات الشخصــية‬

‫أللف ــراد أو لحرم ــة مس ــاكنهم‪ ،‬إذ يش ــترط أن تك ــون إج ــراءات استقص ــاء الج ــرائم مش ــروعة‪ ،‬وبالت ــالي ف ــال يج ــوز اس ــتراق الس ــمع أو التجس ــس على‬

‫)‪(3‬‬
‫األبواب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تلقي الشكاوى والبالغات‬

‫أوجب الق ــانون على ضــباط الش ــرطة القض ــائية قبــول الشــكاوى والبالغــات ال ــتي تــرد إليهم بشــأن جــرائم ال ــتزوير في المح ــررات الرســمية‬

‫واإلدارية وهذا ما أقرته المادة ‪ 01‬من قانون اإلجراءات الجزائيـة‪ ،‬فـال يحـق لهم رفض أي شـكوى أو تبليـغ يقـدم إليهم بشـأن وقـوع جريمـة تزويـر‬

‫في محرر رسمي أو إداري‪.‬‬

‫)‪ (1‬عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪262.‬‬

‫)‪ (2‬محمد علي السالم الحلبي‪ .‬الوجيز في أصــول المحاكمـاتـ الجزائيــة‪ .‬الطبعــة األـولى ‪ 2119.‬دار الثقافـة للنشـر والتوزيع – عمـان ص‪06‬؛ عبـد‬
‫اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪262.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫ممدوح خليل البحر‪ .‬مبادئ قانون أصول المحاكمات الجزائية‪ .‬الطبعة األولى ‪ 0995.‬مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع‪-‬األردن‪.‬‬

‫ص‪210.‬‬

‫‪53‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وتثمين ـاـ لســلطات ضــباط الشــرطة القضــائية في مجــال‬ ‫وقــد يكــون البــالغ أو الشــكوى شــفهيا أو كتابي ـاـ وال يتطلب القــانون أيــة شــكليات في ذلــك‪.‬‬

‫إجراء التحريات وتلقي الشكاوى والبالغات نأخذ نموذج عن تقرير إخباري أولي حول التزوير في وثـائق إداريـة صـادر عن األمن الوطـني والـذي‬

‫نجده في المالحق‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السلطات االستثنائية لضباط الشرطة القضائية‪:‬‬

‫إن قــانون اإلجــراءات الجزائيــة يســمح لضــباط الشــرطة القضــائية وحــدهم دون غــيرهم بمباشــرة بعض اإلجــراءات الــتي تتضــمن تعرضــا‬

‫للحقــوق والحريــات الفرديــة بتقييــدها أو الحــد من اســتعمالها‪ ،‬وهــذا بــالنص على تخــويلهم جــزء من ســلطة التحقيــق‪ ،‬وذلــك على ســبيل اإلســتثناءـ من‬

‫األصل خالفا للقاعدة العامة التي تقرر أن التحقيـق القضـائي من إختصـاص قاضـي التحقيـق وغرفـة اإلتهــام‪ ،‬وألن ضـابط الشـرطة القضـائية يختص‬

‫بالبحث والتحري عن الجريمة ومرتكبيها‪،‬ـ ويستمدـ اختصاصه بالسلطات من أحد أمرين؛ إما لحالـة التلبس أو البحث التمهيـدي المنصـوص عليهمـا‬

‫)) ‪2‬‬
‫في القانون صراحة‪ ،‬واما أنها تستمد من اإلنابة القضائية‪ ،‬وهي سلطة يستمدها من أمر القاضي مباشرة‪.‬‬

‫وعليه سوف نتعرض للسلطات اإلستثنائية لضباط الشرطة القضائية وفق ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬السلطة المستمدة من القانون مباشرة‪:‬‬

‫أ‪ -‬ســلطات الضــابط في حالــة التلبس‪ :‬يعــرف الجــرم المشــهود بأنــه حالــة ال تــدخل في تكــوين الجريمــة وانمــا تتعلــق بإكتشــافهاـ ألنهــا تشــمل‬

‫الجريم ــة دون فاعله ــا وتتحق ـقـ بن ــاء على مش ــاهدتها عن ــد وقوعه ــا ببره ــة يس ــيرة‪ ،‬فالمش ــاهدة الفعلي ــة للجريم ــة وم ــرور ال ــوقت اليس ــير بين ارتكابه ــا‬

‫)‪(3‬‬
‫وقد حدد قانون اإلجراءات الجزائية الصور التي تكون فيها الجريمة متلبسا بها‪ ،‬أي الحاالت‬ ‫واكتشافها هو أساس حالة الجرم المشهود ‪.‬‬

‫)‪ (1‬أحمد شوقي الشلقاني‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪035-039‬؛ محمد علي السالم الحلبي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪061.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪266.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ممدوح خليل البحر‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪213.‬‬
‫‪53‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التي تكون فيها في وضع يطلق عليه التلبس بالجريمة أو الجريمة المشهودة‪ ،‬واذا كـان المشـرع الجنـائي قـد حـدد حـاالت التلبس فإنـه تـرك تقـديرها‬
‫)‪(2‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫وهذه الحاالت أوردتها المادة ‪ 10‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬ ‫للجهة المختصة لظروف الحال ‪.‬‬

‫واذا ق ــامت حال ــة من ح ــاالت التلبس بجريم ــة ال ــتزوير في المح ــررات الرس ــمية واإلداري ــة يق ــع على ع ــاتق ض ــباط الش ــرطة القض ــائية مجموع ــة من‬

‫الواجبات‪ ،‬وتتميز هذه األخيرة من حيث قوتها الثبوتية أنها ذات طبيعة استداللية‪ ،‬ونورد هذه الواجبات فيما يلي‪:‬‬

‫إخطــار وكيــل الجمهوريــة حــاا ل واالنتقــال بــدون تمهــل إلى مكــان إرتكــاب الجريمــة للوقــوف بنفســه على التلبس بالجريمــة‪ ،‬وهــذا مــا‬ ‫‪‬‬

‫نصــت عليــه المــادة ‪ 12‬من قــانون اإلجــراءات الجزائية‪":‬يجب على ضــابط الشــرطة القضــائية الــذي بلــغ بجناية * في حالــة التلبس أن يخطــر وكيــل‬

‫الجمهورية على الفور ثم ينتقل بدون تمهل إلى مكان الجناية ويتخذ جميع التحريات االلزمة‪".‬‬

‫يجب على ضابط الشرطة القضائية فور وصوله لمكـان وقـوع جريمـة الـتزوير القيــام بجميـع التحريـات االلزمــة والمحافظـة على‬ ‫‪‬‬

‫اآلثار التي يخشى أن تختفي كآثار البصمات مثال‪ ،‬ويثبت حالة األشخاص واألماكن وكل ما يفيد في الكشــف عن الحقيقـة‪ ،‬فتنص الفقــرة الثانيــة من‬

‫المادة ‪ 12‬من قـانون اإلجـراءات الجزائيـة "وعليـه أن يسـهر على المحافظـة على اآلثـار الـتي يخشـى أن تختفي‪ .‬وأن يضـبط كـل مـا يمكن أن يـؤدي‬

‫إلى إظهار الحقيقة‪".‬‬

‫أن يسمع ضابط الشرطة القضائية لكل من يمكن الحصول منه على ما يفيد التحقيق في‬ ‫‪‬‬

‫الجريمة‪.‬‬

‫)‪ (1‬نقض جزائي ‪ 0990/12/18‬المجلة القضائية‪ .‬العدد األول لسنة ‪ 0992.‬ص‪213.‬‬

‫)‪ (2‬عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪263.‬‬

‫* وكذلك األمر بالنسبة لجنحة التزوير‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫على ضــابط الشــرطة القضــائية ضــبط مــا يوجــد في مكــان الجريمــة ممــا يمكن أن يــؤدي إلى إظهــار الحقيقــة كــاألوراق واألجهــزة‬ ‫‪‬‬

‫المستعملة في التزوير وأن يعرضها على المشتبه فيه‪ ،‬فتنص المادة ‪ 12‬ق إ ج‬

‫"وأن يضبط كل ما يمكن أن يؤدي إلى إظهار الحقيقة‪ .‬وأن يعرض األشياء المضبوطة على األشخاص المشتبه في مساهمتهم في الجناية*‬

‫للتعرف عليهم‪".‬‬

‫عنــد االقتضــاء إجــراء معاينــات في أمكنــة إرتكــاب جريمــة الــتزوير في المحــرر الرســمي واإلــداري وللضــابط االســتعانة في إجــراء‬ ‫‪‬‬

‫المعايناتـ بأشخاص مؤهلين في كشف التزوير )‪ ،(1‬وهذا ما نصت عليه‬

‫)‪(2‬‬
‫المادة ‪ 49‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬

‫والى جانب هاته الواجبات‪ ،‬هناك إجراءات على الضابط مباشرتها بناء على قيام حالة التلبس بجريمة التزوير في المحررات الرسمية‬

‫واإلدارية‪ ،‬وتتمثل هاته اإلجراءات في‪:‬‬

‫االسـتيقاف‪ :‬عـرفت محكمـة النقض المصـرية االسـتيقاف بأنه‪ ":‬مجـرد إيقــاف إنســان وضــع نفســه موضـع الريبـة في سـبيل التعـرف‬ ‫‪‬‬

‫على شخصيته وهو مشروط بأال تتضمن إجراءاته تعرضا ماديا للمتحرى‬

‫عنــه يمكن أن يكــون فيــه مســاس بحريتــه الشخصــية أو إعتــداء عليها"))‪ 3‬وهــو إجــراء تقــرره المبــادئ القانونيــة لرجــل الســلطة العامــة الغــرض منــه‬

‫التحقيق في هوية المستوقف‪ ،‬الذي يشك في أمره‪ ،‬وحتى يكون االستيقاف صحيحا البـد أن يضــع المسـتوقف نفسـه موضــع الشــبهات والـريب‪ ،‬وهـذا‬

‫ما نلمسه من استقراء‬

‫)‪(1‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪211-218.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫تنص على‪" :‬إذا اقتضى األمر إجراء معاينات ال يمكن تأخيرها فلضابط الشرطة القضائية أن يستعينـ بأشخاص مؤهلين لذلك‪.‬‬

‫وعلى هؤالء األشخاص الذين يستدعيهم لهذا اإلجراء أن يحلفوا اليمين كتابة على إبداء رأيهم بما يمليه عليهم الشرف والضمير"‪.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫محمد سعيد نمور‪ .‬أصول اإلجراءات الجزائية‪ .‬الطبعة األولى ‪ 2118.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ .‬ص‪220.‬‬

‫‪04‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نصي المادتين *‪ 30‬و‪ 81‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬فتنص المادة ‪ 81‬ق إ ج" يجـوز لضـابط الشـرطة القضـائية منـع أي شـخص من مبارحـة‬

‫مكان الجريمة ريثما ينتهيـ من إجراء تحرياته‪.‬‬

‫وعلى كل شخص يبدو له ضروريا في مجرى استدااللته القضائية التعــرف على هويتـه أو التحقـق من شخصــيته أن يمتثـلـ لـه في كــل مــا‬

‫يطلبــه من إجــراءات في هــذا الخصــوص"‪ ،‬واستخالصــا من نصــي المــادتين أعالــه فإنــه يجــوز لرجــل الســلطة العامــة ومن بــاب أولى يجــوز ألعضــاء‬

‫الضــبط القضــائي من ضــباط الشــرطة القضــائية وأعــوانهم اســتيقاف من يضــع نفســه موضــع الشــبهة والــريب للتحقــق من هويتــه‪ ،‬بســؤاله عن اســمه‬

‫وعنوانــه ووجهتــه‪ ،‬كمــا يجــوز لضــابط الشــرطة القضــائية األمــر بعــدم مبارحــة المكــان الــذي ارتكبتـ فيــه جريمــة الــتزوير في المحــررات الرســمية‬

‫)‪(2‬‬
‫واإلدارية‪.‬‬

‫‪ ‬التوقيف للنظر‪ :‬إجراء بوليسي يخول لضابط الشرطة القضائية بوضع مرتكب جريمة التزوير‬

‫لمدة ال تزيــد عن ‪ 15‬ســاعة))‪ 4‬كلمــا دعت مقتضــيات التحقيــق لـذلك‪ ،‬وقـد‬ ‫))‪3‬‬
‫في المحررات الرسمية واإلدارية في مركز للشرطة أو الدرك الوطني‬

‫نظم المشـرع الجزائـري أحكـام التوقيـف للنظـر بنص المـادة ‪ 80‬من قـانون اإلجـراءات الجزائيـة‪ ،‬فتنص الفقـرة األلى منها‪":‬إذا رأى ضـابط الشـرطة‬

‫القضائية لمقتضيات التحقيق أن يوقف للنظر شخصا أو أكثر ممن أشير ليهم في المادة ‪ 05‬ق إ ج‪ ،‬فعليه أن يطلع فورا وكيل‬

‫*)‪ (1‬تنص المادة ‪" 30‬يحق لكل شخص في حاالت الجناية أو الجنحة المتلبس بها والمعاقب عليها بعقوبة الحبس‪ ،‬ضبط الفاعل واقتياده إلى‬

‫أقرب ضابط للشرطة القضائية"‪.‬‬

‫)‪ (2‬عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪213-211.‬‬

‫)‪ (3‬دليل مركز التحضير اللمتحاناتـ والمسابقاتـ لمديرية التعليم ومدارس الشرطة‪ .‬دروس خاصة بمفتشي الشرطة لنيل صفة ضابط شرطة‬
‫قضائية – مطبعة م ت أ‪ .‬الطبعة ‪ 2119.‬ص‪68.‬‬

‫)‪ (4‬المادة ‪ 15‬من دستور ‪ " 0993‬يخضع التوفيق للنظر في مجال التحريات الجزائية للرقابة القضائية‪ .‬وال يمكن أن يتجاوز مدة ثمان‬
‫وأربعين )‪ (15‬ساعة"‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الجمهورية ويقدم له تقريرا عن دواعي التوقيف للنظر"‪ ،‬وتنص الفقرة الثانية من نفس المادة‪":‬ال يجوز أن تتجاوز مدة التوقيف للنظر ثمان و‬
‫)‪(1‬‬
‫أربعين )‪ (44‬ساعة‪"..‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪‬‬
‫لفترة محدودة تمهيدا لتقديمه لوكيل‬ ‫القبض‪ :‬هو حجز لحرية الشخص الذي قامت دالئل كافية على اتهامه بأنه فاعل للجرم‬

‫)‪(3‬‬
‫الجمهورية التخاذ ما يراه بشأنه من إجراءات‪.‬‬

‫وهذا مـا نلمسـه من اسـتقراء نص المـادة ‪ (80‬من القـانون اإلجـراءات الجزائيـة( في فقرتهـا الرابعـة والـتي تنص‪ ":‬واذا قـامت ضـد شـخص‬

‫دالئــل قويــة ومتماســكة من شــأنها التــدليل على اتهامــه‪ ،‬فيتعين على ضــابط الشــرطة القضــائية أن يقتــاده إلى وكيــل الجمهوريــة دون أن يوقفــه للنظــر‬

‫أكثر من ثمان وأربعين )‪ (44‬ساعة‪".‬‬

‫وحتى نكون أمام إجراء القبض البد من توافر ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬‬
‫أن تكون هناك جناية أو جنحة تزوير في محرر رسمي أو إداري متلبس بها‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫أن تقوم في حق المشتبه فيه في جريمة التزوير في محرر رسمي أو إداري دالئل قوية ومتماسكة من شأنها التدليل على‬

‫اتهامه *‬

‫‪-‬‬
‫أن يتم القبض على المشــتبه فيــه بشــأن جريمــة الــتزوير في المحــرر الرســمي واإلــداري بواســطة ضــباط الشــرطة القضــائية‪ ،‬ألن‬

‫قواعد االختصاص االستثنائيـ تخولها التشريعاتـ لضباط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫أال يوقف المشتبه فيه بجريمة تزوير في محرر رسمي أو إداري في مركز من مراكز الشرطة أو الدرك الوطني أكثر من‬
‫)‪(5‬‬
‫ثمان وأربعين ساعة ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪281-280.‬‬

‫)‪ (2‬محمد سعيد نمور‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪021.‬‬


‫)‪(3‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪231.‬‬

‫وبالتالي فإن مجرد الظن أو االشتباه في وقوع جريمة التزوير في محرر رسمي واداري يعد من قبيل الدالئل الكافية‪.‬‬ ‫*)‪(4‬‬

‫)‪(5‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪236-231.‬‬
‫‪05‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تفتيشـ المساكن‪ :‬متى تعلق األمر بتفتيش المساكن فإن المادة ‪ 11‬من قانون اإلجراءات الجزائية تخول لضابط الشــرطة القضــائية‬ ‫‪‬‬

‫تفتيش مساكن األشخاص الذين يكونوا قد ساهموا في جناية أو جنحة‬

‫التزوير في المحررات الرسمية أو اإلدارية أو يحوزون أوراقا أو أشياء لها صلة بهذه الجناية أو الجنحة))‪ ،1‬على أنه يجب للقيام بهذه العملية البد‬

‫)‪(2‬‬
‫من الحصول على ترخيص من وكيل الجمهورية‪.‬‬

‫أما إذا تعلق األمـر بضـرورة تفـتيش المشـتبه فيـه بجريمـة تزويـر في محـرر رسـمي أو إداري فيحـق لضـابط الشـرطة القضـائية تفتيشـه إذا‬

‫)‪(3‬‬
‫تبين له أنه يحوز أشياء تفيد التحقيق في هاته الجريمة‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بتفتيش أنثى فيجب عليه ندب أنثى إلجراء التفتيش‪.‬‬

‫ب‪ -‬سلطات الضابط المستمدة من اإلنابة القضائية‪la commission rogatoire :‬‬

‫حرصــا من المشــرع الجزائــري على إنجــاز التحقيــق بســرعة خــول جهــة التحقيــق إنابــة غيرهــا في القيــام ببعض إجــراءات التحقيــق فتنص‬

‫المادة ‪ (35‬من قانون اإلجراءات الجزائية( "واذا كان من المتعذر على‬

‫قاضي التحقيق أن يقوم بنفسه بجميعـ إجراءات التحقيق جاز له أن يندب ضباط الشرطة المنصوص عليها في المواد من ‪ 214‬إلى ‪241".‬‬

‫)‪ (1‬محمد حزيط‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪38.‬‬


‫)‪(2‬‬
‫محمد مروان‪ .‬اإلثبات في المواد الجنائية في القانون الوضعي الجزائري‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر‪ 0999.-‬الجزء‬

‫الثاني‪ .‬ص‪613.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪33.‬‬
‫‪00‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فسمح لقاضي التحقيق أن ينيبـ غيره‪ ،‬قاضي آخـر من قضــاة المحكمــة أو ضـباط الشــرطة القضــائية للقيــام ببعض صـالحياته )‪ ،(1‬وهـذا مـا‬

‫)‪(2‬‬
‫نصت عليه المادة ‪ 214‬من قانون اإلجراءات الجزائية ‪.‬‬

‫واذا صدرت اإلنابة القضائية لفائدة ضابط الشرطة القضائية ترتب عنها أن يصبح هذا األخير المندوب من قبل قاضي التحقيق يتمتـعـ في‬

‫نطاق اإلنابة بسلطة قاضي التحقيق‪ ،‬ويعتبرـ المحضر الذي يحرره محضر تحقيق ال محضر جمع استدااللت شرط إجراءه طبقا للقــانون‪ ،‬كمـا أنـه‬

‫يجب أن تكون اإلنابة القضائية مقتصرة على بعض إجراءات التحقيقـ فقط كالتفتيشـ مثال‪ ،‬كما يجب أن تكون سلطة ضابط الشـرطة القضـائية في‬

‫اإلنابـة القضــائية مقيـدةـ بالمــدة المحــددة لـه من طـرف قاضــي التحقيـق وال يجـوز نــدب غــيره فيمـا نــدب لـه‪ ،‬واذا لم يحـدد قاضـي التحقيـق المــدة الــتي‬

‫يوافي فيها ضابط الشرطة القضائية بالمحاضر التي يحررونهاـ وجب إرسـالها خالـل الثمانيـة أيـام التاليـة النتهـاء اإلجـراءات المتخـذة بمـوجب اإلنابـة‬

‫)‪(3‬‬
‫القضائية وهذا طبقا للمادة ‪ 010‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات التحقيق في جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية )إجراءات التحقيق االبتدائي(‪:‬‬

‫إج ــراءات التحقي ــق هي مجم ــوعـ األعم ــال ال ــتي ت ــرى س ــلطة التحقي ــق ضــرورة القي ــام به ــا من أجــل الكش ــف عن الحقيق ــة بخص ــوص واقع ــة‬

‫التزوير في المحرر الرسمي واإلداري واثبات التهمة ونسبتها إلى المتهم أو‬

‫)‪(1‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪290.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫تنص‪":‬يج ــوز لقاض ــي التحقي ــق أن يكل ــف بطريــقـ اإلناب ــة القض ــائية أي ق ــاض من قض ــاة محكمت ــه أو أي ض ــابط من ض ــباط الش ــرطة القض ــائية‬

‫المختص بالعم ــل في تل ــك ال ــدائرة‪ ،‬أو أي قاض ــى من قض ــاة التحقي ــق بالقي ــام بم ــا ي ــراه الزم ــا من إج ــراءات التحقي ــق في األم ــاكن الخاض ــعة للجه ــة‬

‫القضــائية الــتي يتبعهــا كــل منهم‪ .‬ويــذكر في اإلنابــة القضــائية نــوع الجريمــة موضــوع المتابعــة وتــؤرخ وتوقــع من القاضــي الــذي أصــدرها وتمهــر‬

‫بختمه‪ .‬وال يجوز أن يؤمر فيها إال باتخاذ إجراءات التحقيق المتعلقة مباشرة بالمعاقبة على الجريمة التي تنص عليها المتابعة"‪.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪11‬؛ عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪296.‬‬
‫‪03‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫))‪1‬‬
‫ـويكون التحقيق وجوبيا إذا كان وصف جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية هو جناية‪ ،‬وهنا البد أن يتم على درجتين‬ ‫نفي ذلك‬

‫األولى بواسطة قاضي التحقيقـ بعد إخطاره بالدعوى من قبل النيابة العامة بواسطة الطلب االفتتاحي‪ ،‬أو عن طريق اإلدعاء المدني بواسطة‬

‫شكوى من الشخص المضرور‪ ،‬والثانية بواسطة غرفة االتهام وذلك بمجرد إحالة القضية إليها من قبل قاضي التحقيق‪ .‬أما إذا كان وصف‬

‫)‪(2‬‬
‫الجريمة هو جنحة فإن التحقيق يكون على درجة واحدة‪.‬‬

‫وعليــه نتنــاول هــذا المطلب في فــرعين‪ ،‬حيث نخص الفــرع األــول بــإجراءات التحقيــق االبتــدائي‪ ،‬ونخص الفــرع الثــاني بــإجراءات التحقيــق‬

‫كدرجة ثانية على مستوى غرفة االتهام‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراءات التحقيق االبتدائي ‪l’instruction préparatoire‬‬

‫تقسم إجراءات التحقيق إلى قسمين‪ ،‬قسم يهدف إلى الحصول على الدليل ويطلق عليـه إجــراءات البحث عن األدلـة‪ ،‬وقســم آخــر يتمثـل في‬

‫)‪(3‬‬
‫اإلجراءات التي تمهد للدليل وهي تتعلق بالحرية الشخصية للمتهم‪ ،‬ويطلق عليها اإلجراءات االحتياطية‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫محمد سعيد نمور‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪618.‬‬

‫)‪ (2‬أحسن بوسقيعة‪ .‬التحقيق القضائي‪ .‬الطبعة الثامنة ‪ 2119.‬دار هومة‪ .‬ص‪222‬؛ عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرحع السابق‪ .‬ص‪262-‬‬

‫‪266.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫محمد سعيد نمور‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪618.‬‬
‫‪03‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إجراءات البحث عن األدلة‪:‬‬

‫باستقراء نص المادة ‪ 84‬من قانون اإلجراءات الجزائية ) )* نجد بأنها قد خولت لقاضي التحقيـق سـلطة اتخـاذ أي إجـراء يـراه ضـروريا‬

‫)) ‪2‬‬
‫ويمكن أن يجمل هاته اإلجراءات‬ ‫للكشف عن الحقيقة باستجواب المتهمين وسماع الشهود والتفتيشـ واجراء الخبرات وغيرها من االختصاصات‬

‫فيما يلي‪:‬‬

‫من اإلجـراءات الـتي أجازها القـانون لقاضـي التحقيـق اللجـوء إليهـا‬ ‫‪ 0-‬االنتقال والمعاينة‪Déplacement et constatation :‬‬

‫االنتق ــال إلى مس ــرح الجريم ــة والكش ــف عن مك ــان وق ــوع الج ــرم لتك ــوين ص ــورة واقعي ــة عن ه ــذا المك ــان ))‪ ،3‬وه ــذا م ــا أقرت ــه الم ــادة ‪19‬من ق ــانون‬

‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫ومعاينة مسرح جريمة التزوير في محرر رسمي واداري يتحدد بالنطاق أو الحيز الذي وقع عليه تغيير الحقيقــة‪ ،‬فهــو المســتند بأكملــه إذا‬

‫)‪(4‬‬
‫غــير أنــه لقاضــي التحقيــق اســتعمال‬ ‫مــا تم الــتزوير بطريقــة االصــطناع‪ ،‬كمــا قــد يكــون مســرح الجريمــة المكــان المعــد للــتزوير ومــا بــه من أدوات‬

‫سـلطاته بمـا يتوافـق وجـرم الـتزوير في المحـررات الرسـمية واإلداريـة‪ ،‬فهاتـه الجريمـة ال تحتـاج إلجـراء االنتقـال لمكـان الجريمـة ومعاينته ))‪ ،5‬وهنـا‬

‫يستلزم عرض المستند المزور على الخبير ليقرر بشأنه عما إذا كان مزورا من عدمه والمناطق التي تعرضت للتزوير‪ ،‬ألن مـا لديـه من األجهـزة‬

‫تعينه على اكتشاف ذلك التزوير ومواضعه‪.‬‬

‫تنص‪ ":‬يقوم قاضي التحقيق وفقا للقانون بإتخاد جميع إجراءات التحقيق التي يراها ضرورية للكشف عن الحقيقة بالتحري عن أدلة‬ ‫*‬

‫االتهام وأدلة النفي"‪.‬‬


‫)‪(2‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزئري‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ 2101.‬دار هومة‪-‬الجزائر‪ .‬ص‪89.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫علي وحيد حرقوص‪ .‬قاضي التحقيق في قانون أصول المحاكمات الجزائية الجديد‪ .‬منشورات زين الحقوقية‪-‬لبنان‪ 2118..‬ص‪11.‬‬

‫)‪(4‬‬
‫محمد حمار مرهج الهيتي‪ .‬الموسوعة الجنائية في البحث والتحقيق الجنائي‪ .‬دار الكتب القانونية‪ .‬دار الكتاب للنشر والبرمجيات‪.‬‬

‫مصر‪ 2115.‬ص‪52.‬‬

‫)‪(5‬‬
‫سليمان بارش‪ .‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية‪ .‬د ط‪ .‬دار الشهاب للطباعة‪ .‬باتنة‪ .‬ص‪16.‬‬
‫‪03‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫قــد خــولت المــواد من ‪ 19‬إلى ‪ 50‬من قــانون اإلجــراءات الجزائيــة لقاضــي التحقيــق االختصــاص‬ ‫‪ 2-‬تفــتيش المســاكن‪pequisition :‬‬

‫باالنتقــال إلى منــازل المتهمين أو المشــتبه فيهم أو الــذين بحــوزتهم أشــياء لهــا عالقــة بالجريمــة لتفتيشــهاـ والحصــول على األــدوات المســتعملة فيها ))‪،1‬‬

‫ومن خالل التطبيقات القضائية لم يعد مفهومـ المسـكن يقتصـر على المسـكن العـادي فقـط‪ ،‬وانمـا توسـع ليصـبح يعـني توابعـه كالفنـاء والحديقـة والقبـو‬

‫والمــرآب والســطوح والشــقة المفروشــة ومقــرات الشــركات والمحــالت التجاريــة والصــناعية والمصــانع ومكــاتبـ إدارة الشــركات والمعــدات المهنيــة‪،‬‬

‫)‪(2‬‬
‫وهذا ما أقرته المادة ‪ 688‬من قانون العقوباتـ في أحكامها‪.‬‬

‫أمــا بخصــوص تفــتيش األشــخاص فقــانون اإلجــراءات الجزائيــة لم ينظمــه في أحكامــه‪ ،‬وبالتــالي فهــو يخضــع للقواعــد العامــة‪ ،‬وعليــه فــإن‬

‫قاضي التحقيق يستطيع قانونا أن يجري تفتيشا على كل شخص وجهت له النيابة العامة اتهاما بمناسبة جناية أو جنحة الــتزوير في محــرر رسـمي‬

‫واداري في طلبها االفتتاحي أو في طلب إضافي‪ ،‬أوكل شخص يوجه له قاضي التحقيق اإلتهام‪ ،‬فإذا حصل التفتيشـ في مــنزل المتهم أو من يشــتبه‬

‫أنـه يحـوز أشـياء لهـا عالقـة بجريمـة الـتزوير‪ ،‬فعلى قاضـي التحقيـق واعمـاال بنص المـادة ‪ (52‬من قـانون اإلجـراءات الجزائيـة(‪ ،‬يقـوم بهـذه العمليـة‬

‫بحضــور المتهم أو صــاحب المســكن‪ ،‬فــإن تعــذر حضــوره أو من ينوبــه أو كــان هاربــا تعين على قاضــي التحقيــق إحضــار شــاهدين‪ ،‬ويقــوم بعمليــة‬

‫التفـتيشـ بحضـورهما‪.‬كمـا يجب أن يتم التفـتيش في األوقـات المحـددة قانونـا‪ ،‬واذا كـانت الوقـائع تشـكل جنايـة الـتزوير في المحـرر رسـمي أو إداري‬

‫)) ‪3‬‬
‫فله أن يخرج ولو ليال للقيام بالتفتيش بمنزل المتهم فقط‪ ،‬شرط حضور وكيل الجمهورية‪.‬‬

‫)‪ (1‬محمد حزيط‪ .‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪005.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪92.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪ 38‬؛ محمد حزيط‪ .‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪91.‬‬

‫‪03‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما بخصوص التفتيش الذي يجرى في مكاتبـ المحامين واألطباء والموثقين فيخضع للقواعد التالية‪ :‬عندما تجرى عملية التفتيشـ في مكتب‬

‫محامي أو حتى في منزله‪ ،‬فيباشر هاته العملية قاضي التحقيق بحضور نقيبـ المحامين أو أحد ممثليه‪ ،‬الذي يقوم بإرشاد قاضي التحقيق حول‬

‫الوثائق وطبيعة الوثائق التي يحوزها زميله‪ ،‬وقد قررت الغرفة الجنائية لدى محكمة النقض الفرنسية‪":‬أن قاضي التحقيق هو وحده الذي يفحص‬

‫الوثائق قبل حجزها‪ ،‬وما دور نقيبـ المحامين إال السهر على احترام أسرار المهنة وحقوق الدفاع وليس تولي أعمال التفتيش‪ ".‬ونفس القواعد‬

‫تطبق على عمليات التفتيشـ لدى الموثق فعلى‬

‫قاضي التحقيق قبل مباشرة ذلك‪ ،‬أن يكون مرفقا ألحد الموثقين من ممثلي المهنة‪.‬‬

‫أمــا في حالــة التفــتيش لــدى طــبيب أو مؤسســة طبيــة كالمستشــفيات والعيــادات* فإنــه ينبغي على قاضــي التحقيــق اصــطحاب عضــو منظمــة‬
‫)‪(2‬‬
‫األطباء‪ ،‬وعادة ما يصطحب معه كذلك طبيبا خبيرا ألجل إرشاده حول الوثائق التي تهمه في تحقيقه‪.‬‬

‫الغاية الوحيـدة الـتي تـبرر التفـتيشـ لشـخص المتهم أو منزلـه هي محاولة ضـبط األـوراق واألشـياء الـتي تفيـد‬ ‫‪6-‬ضبط األشياء ‪saisie:‬‬
‫)) ‪3‬‬
‫في كشف الحقيقة بشأن جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪.‬‬

‫وضبط األشياء هـو التحفـظ عليهـا وحجزهـا ووضـعها في أختـام أو أحـراز مختومـة‪ ،‬فتنص المـادة ‪ 51‬من قـانون اإلجـراءات الجزائيـة على وجـوب‬

‫إحصاء األشياء والوثائق المضبوطة فورا ووضعها في أحراز‬

‫* سواءا كانت عيادات خاصة أو عامة‪.‬‬

‫)‪ (2‬محمد مروان‪ .‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 680-682‬نقال عن ‪le secret professionnel de l’avocat G.P 1987 I.Doct page‬‬
‫‪,109, warembourgs Auque :‬‬ ‫‪" Réflexions sur le secret professionnel" RSC1978.P23‬‬
‫‪)3‬‬
‫‪ (F derria : perquisition et saisie chez les avocats.les avoués et les notaires »RSC1953.P223‬كمال كمال‬

‫الرخاوي‪ .‬إذن التفتيش فقها وقضاء‪ .‬الطبعة األولى ‪ 2111.‬دار الفكر والقانون‪-‬المنصورة‪ .‬ص‪266.‬‬

‫‪03‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مختومــة‪ ،‬واذا تم القيــام بفــك أو فض أو فتح تلــك األحــراز‪ ،‬فــإن العمليــة يجب أن تتم بحضــور المتهم مصــحوبا بمحاميــه‪ ،‬وكــذلك حضــور كــل من‬

‫ضبطت لديه تلك األشياء واألوراق أو المستندات‪.‬‬

‫‪1-‬الخــبرة‪ Expertise :‬هي استشــارة فنيــة يســتعين بهــا قاضــي التحقيـقـ لتقــدير المســائل الفنيــة الــتي يحتــاج تقــديرها إلى معرفــة فنيــة أو‬

‫)) ‪1‬‬
‫وترتبطـ مسائل الخبرة في كشف التزوير بمكوناتـ السندات المادية والظــروف الــتي‬ ‫إدارية أو علمية ال تتوافر لدى قاضي التحقيق بحكم تكوينه‬

‫تحيط بإعدادها وتنظيمها‪،‬ـ فكما أن السند يتكـون من الـورق واألحبـار والكتابـة اليدويـة أو اآلليـة فـإن مسـائل الخـبرة تضـل في نطـاق هـذه المكونـات‪،‬ـ‬

‫واإلجابـة على مختلـف التسـاؤالت المتعلقـة بهـذه المكونـات تشـكل في مجملهـا مسـائل الخـبرة الخطيـة إذ يمكن من خاللهـا إثبـات مـا إذا كـان السـند قـد‬

‫تعرض للتزوير بأي وسيلة من وسائل التزوير المختلفة ومن خاللها أيضا يمكن في بعض الحاالت إسنادها إلى فاعلها بتحليــل مــا أثبتــه على الســند‬

‫)‪(2‬‬
‫من بصمات أو طبعات أختام أو إمضاءات أو خط يدوي أو خط آلة كاتبة تعود له‪ ،‬أو أي أثر آخر يمكن أن يدل عليه‪.‬‬

‫ويعتــبرـ الخبــير مجــرد مســاعد لقاضــي التحقيــق تنحصــر مهمتــه في إنــارة الطريــق بخصــوص المســائل الفنيــة‪ ،‬وال يجــوز لـه بــأي حــال من‬

‫األحــوال أن يحــل محــل قاضــي التحقي ــق أو ين ــوب عنــه‪ ،‬وفي إطــار مهمت ــه إذا استعصــت علي ــه مس ــألة خارجــة عن اختصاصــه‪ ،‬يطلب من قاضــي‬

‫التحقيق ضم فنيين آخرين إليه‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنه ال يجوز لكل من النيابــة العامـة وأطـراف الـدعوى اإلطـالع على مجريـات عمليــات الخـبرة‪،‬‬

‫)‬
‫وبانتهاءـ عمليات الخبرة يعد الخبير تقريرا للنتائج التي توصل إليها والتي تجيب أساسا على األسئلة التي يكون قاضي التحقيق قد طرحهــا عليــه‪.‬‬

‫‪(3‬‬

‫)‪ (1‬أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬الطبعة الثامنة‪ .‬ص‪011.‬‬

‫)‪ (2‬غازي مبارك الذنيبات‪ .‬الخبرة الفنية في اثبات التزوير في المستندات الخطية فنا وقانونا‪ .‬الطبعة الثانية ‪ 2101.‬دار الثقافة للنشر‬

‫والتوزيع‪ .‬ص‪99.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫دروس خاصة بمفتشي الشرطة لنيل صفة ضابط شرطة قضائية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪58.‬‬
‫‪34‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أمـام‬ ‫‪8-‬الشهادة‪ :‬هي مجموعة من المعلوماتـ واألوصاف مجسدة في أقـوال يـدلي بهـا أشخاصـا ليسـوا خصـوما أو أطرافـا في الـدعوى‬

‫قاضي التحقيق وذلك بشأن جريمة التزوير في محرر رسمي أو إداري‪.‬‬

‫وق ــد خ ــول ق ــانون اإلج ــراءات الجزائي ــة قاض ــي التحقي ــق ص ــالحية اس ــتدعاء الش ــاهد لي ــدلي بش ــهادته‪ ،‬فتنص الم ــادة ‪ 91‬من ــه‪" :‬ك ــل ش ــخص‬

‫استدعي لسماع شهادته ملزم بالحضور وحلف اليمين وأداء الشهادة مع مراعاة األحكام القانونية المتعلقة بسر المهنة"‪.‬‬

‫ويلتزم من يستدعى لسماع شهادته بالحضور واال جاز لقاضي التحقيق بناء على طلب وكيل‬

‫الجمهورية أن يأمر باستحضاره جبرا بواسطة القوة العمومية‪ ،‬والحكم عليه بالعقوبة المقررة في المادة ‪91‬‬

‫المذكورة أعاله وهي الغرامة بين ‪ 211 - 2111‬دينار‪ ،‬واذا كان الشاهد قد صرح عالنية قبل هذا الرفض‬

‫بأنه يعرف مرتكبـ جناية أو جنحة التزوير في المحرر الرسمي‪ ،‬فإنه يجوز إحالته إلى المحكمة المختصة‬

‫والحكم عليه بالحبس من شهر إلى سنة وبغرامة من ‪ 0111‬إلى ‪ 01.111‬دينار أو بإحدى هاتين‬

‫العقوبتين وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 95‬من قانون اإلجراءات الجزائية‬

‫والى جانب هذا‪ ،‬هناك أشخاصا يمنع على قاضي التحقيق سماع شهادتهم هم‪:‬‬

‫*المدعى عليه مدنيا طبقا للمادة ‪ 216‬من ق إ ج‪.‬‬

‫*المدعي المدني طبقا للمادة ‪ 12‬ق إ ج‪.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫* األشخاص الذين تقوم ضدهم دالئل قوية على اتهام بحقهم وهذا طبقا للمادة ‪ 91‬ق إ ج‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أحسن بوسقيعة‪ .‬التحقيق القضائي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪005.‬‬

‫)‪ (2‬أحمد شوقي الشلقاني‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪ ،281-280‬عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪611-611.‬‬

‫‪34‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪3-‬االســتجواب والمواجهــة‪ interrogatoire et confrontation :‬االســتجواب يعــني مجابهة المتهم باألدلــة المختلفــة القائمــة قبلــه‬

‫ومناقشته فيها تفصيال‪ ،‬والمواجهة إجراء يجابه فيه المتهم بمتهم آخر أو شاهد آخر أو أكثر باألقوال التي أدلى بها بشأن الواقعة أو ظروفها حــتى‬

‫))‪1‬‬
‫يتمكن من تأييدها أو نفيها‪.‬‬

‫وهناك فرق كبير بين استجواب المتهم وسؤال المتهم‪ ،‬فسؤال المتهم مطالبته بالرد على اإلتهام الموجه ضده دون أي مناقشة وهو إجراء‬

‫جائز في أي مرحلة من مراحل الدعوى الجزائية‪ ،‬كما يملكه ضابط الشرطة القضائية والنيابة العامة والمحكمة في بداية الجلسة‪.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫أما استجواب المتهم فهو إجراء هام من إجراءات التحقيق يتم في مرحلة التحقيق االبتدائي من طرف قاضي التحقيق‬

‫ويجب على قاضــي التحقيــق عنــد مثــول المتهم أمامــه ألــول مــرة أن يســأله عن هويتــه ويحيطــه علمــا بكــل مــا يوجــه إليــه من تهمــة أو تهم‪،‬‬

‫وينبهه بأنه حر في الكالم من عدمه أي حريته في عدم اإلدالء بأقواله وينوهـ عن ذلك بالمحضر‪ ،‬وينبهـه بحقـه في االسـتعانة بمحـام مـتى طلب منـه‬

‫ذل ــك‪ ،‬ويجب إحاط ــة المتهم بوج ــوبـ إخط ــار قاض ــي التحقي ــق عن ك ــل تغي ــيرـ في العن ــوان‪ ،‬وه ــذا م ــا نستخلص ــه من أحك ــام الم ــادة ‪ 011‬من ق ــانون‬

‫)‪(3‬‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫)‪(4‬‬
‫ويعد استجواب المتهم إجراءا جوهريا البد منه‪ ،‬بحيث ال يمكن لقاضي التحقيق إغالق التحقيق دون استجواب المتهم ولو لمرة واحدة ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أحمد بسيونيـ أبو الروس‪ .‬التحقيقـ الجنائي والتصرف فيه واألدلة الجنائية‪ .‬المكتب الجامعي الحديث – االسكندرية ‪،2118‬‬

‫ص‪61.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫محمد صبحي نجم‪ .‬الوجيز في قانون أصول المحاكمات الجزائية‪ .‬الطبعة األولى ‪ 2113.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ .‬األردن‪.‬‬

‫ص‪211.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪615.‬‬

‫)‪ (4‬أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ 2111.‬ص‪11.‬‬


‫‪34‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات االحتياطية ضد المتهم‪ :‬وتتمثلـ أساسا في‪:‬‬

‫‪0-‬األمــر باإلحضــار ‪ mondât d’amener:‬وفقــا للمــادة ‪ 001‬من قــانون اإلجــراءات الجزائيــة هو ذلــك األمــر الــذي يصــدره قاضــي‬

‫التحقيـ ــق إلى القـ ــوة العموميـ ــة القتيـ ــاد المتهم ومثولـ ــه أمامـ ــه على الفـ ــور‪ ،‬ويتخـ ــذهـ في مواجهـ ــة المتهم إذا توصـ ــل بطلب إجـ ــراء تحقيـ ــق ولم يمتثـ ــل‬

‫)‪(1‬‬
‫وعند حضور المتهم أو إحضاره يقوم قاضي التحقيق باستجوابه على الفور بحضـور محاميـه إن وجـد‪ ،‬أمـا إذا تعـذر ذلـك‬ ‫اللستدعاء بالحضور‬

‫لســبب من األســباب كعــدم وجــود القاضــي اآلمــر باإلحضــار فيتم تقديمــه لوكيــل الجمهوريــة الــذي يطلب من القاضــي المحقــق أو من أي قــاض آخــر‬

‫)‪(2‬‬
‫استجوابه واال أخلي سبيله ‪.‬‬

‫هـو أمـر يصـدر إلى القـوة العموميـة بـالبحث عن المتهم وسـوقه إلى المؤسسـة العقابيـة المنـوه‬ ‫‪2-‬األمـر بـالقبض ‪mandat d’arrêt:‬‬

‫عنهــا في األمــر‪ ،‬حيث يجــري تســليمه وحبســه وهــذا طبقــا للمــادة ‪ 009‬من قــانون اإلجــراءات الجزائية )‪ ،(3‬واذا كــان المتهم هاربــا أو مقيم ـاـ خــارج‬

‫الــتراب الوطــني فيجــوز لقاضــي التحقيــق بعــد أخــذ رأي النيابــة العامــة أن يصــدر ضــده أمــرا بــالقبض إذا كــان الفعــل اإلجــرامي معاقبــا عليــه بعقوبــة‬

‫)‪(4‬‬
‫الحبس ويكون ذا جسامة أو خطورة كبيرة‪ .‬ويصدر األمر بالقبض إما عن قاضي التحقيق أو من القاضي المكلف بالحكم في المواد الجزائية‪.‬‬

‫‪6-‬األمر باإليداع ‪ mandat de dépôt:‬هو األمر الذي يصدره قاضي التحقيق إلى رئيس مؤسسة عقابية باســتالم وحبس المتهم‬
‫)‪(5‬‬

‫ويرخص هذا األمر أيضا بالبحث عن المتهم ونقله إلى مؤسسة‬

‫)‪ (1‬محمد حزيط‪ .‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪020.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪695.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪026.‬‬

‫)‪ (4‬دروس خاصة بمفتشي الشرطة لنيل صفة ضابط شرطة قضائية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪081.‬‬

‫)‪ (5‬أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ 2111.‬ص‪013.‬‬


‫‪35‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وقـد أجـاز المشـرع لقاضـي التحقيـق إصـدار أمـر‬ ‫إعادة التربية إذا كان قد بلغ به من قبل وهذا وفقـا للمـادة ‪ 001‬من قـانون اإلجـراءات الجزائية‬

‫اإليداع وفقا لشرطين أوردهما في المادة ‪ 005‬من قانون اإلجراءات الجزائية وهما‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫أن يقوم قاضي التحقيق باستجواب المتهم قبل إصدار األمر‪.‬‬

‫)‪(2‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن يكون الفعل المنسوب إلى المتهم يشكل جناية أو جنحة معاقبا عليها بالحبس ‪.‬‬

‫‪1-‬الحبس المـ ــؤقت ‪ détention provisoire:‬هـ ــو إيـ ــداع المتهم السـ ــجن خالـ ــل فـ ــترة التحقيـ ــق كلها أو بعضـ ــها أو إلى أن تنتهيـ‬

‫)‪(3‬‬
‫إال أن المش ــرع الجزئ ــري لم يع ــرف الحبس الم ــؤقت وق ــد جعل ــه إج ــراءا اس ــتثنائيا وه ــذا م ــا أقرت ــه الم ــادة ‪ 026‬من ق ــانون اإلج ــراءات‬ ‫محاكمته‬

‫)‪(4‬‬
‫إال أن هاتــه المــادة لم تحــدد الجــرائم الــتي يجــوز فيهــا األمــر بالوضــع في الحبس المــؤقت‪ ،‬وباســتقراء نصــي المــادتين ‪ 005‬و‪ 021‬من‬ ‫الجزائية‬

‫قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬فإنه هناك حاالت البد من توافرها حتى يطبقـ الحبس المؤقت في جرائم‬

‫التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية وهي‪:‬‬

‫‪ -‬متى كانت جريمةـ التزوير في المحررـ الرسميـ أو اإلداري تشكل جناية‬

‫‪ -‬في جنحة التزوير التي تكون عقوبتها الحبس مهما كانتـ مدته‬

‫)‪(5‬‬
‫‪ -‬وكذلك جنحة التزوير المعاقب عليها بالحبس والغرامة‪.‬‬

‫القضائية ‪le control‬‬ ‫وللتخفيف من مساوئ الحبس المؤقت استحدث المشرع الجزائري الرقابة‬

‫يمكن تكييف‬ ‫كبديل للحبس المؤقت وجعله إجراء وسيطا بين هذا األخير واإلفراج‪ ،‬كما‬ ‫‪judiciaire‬‬

‫)‪(1‬‬
‫أحمد شوقي الشلقاني‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪213.‬‬

‫)‪ (2‬أحسن بوسقيعة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ 2111.‬ص‪013.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫أحمد فتحي سرور‪ .‬الوسيط في قانون اإلجراءات الجنائية‪ .‬طبعة ‪ 0958.‬دار النهضة العربية‪ .‬ص‪61-60.‬‬

‫)‪(4‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪069.‬‬

‫) ‪(5‬‬
‫حمزة عبد الوهاب‪ .‬النظام القانوني للحبس المؤقت‪ .‬الطبعة األولى ‪ 2113.‬دار هومة‪-‬الجزائر‪ .‬ص‪59-91.‬‬

‫‪30‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الرقابة القضائية على أنها تدابير تحوطية أو أمنية الغرض منها اإلبقاء على المتهم تحت تصرف القضـاء‪ ،‬وقـد بين المشـرع الحـاالت الـتي يتم فيـه‬

‫‪la‬عن المتهم بعد حبسه مؤقتا‪ ،‬ونلخص هذه الحاالت فيما يلي‪:‬‬ ‫اإلفراج ‪liberté‬‬

‫*اإلفــراج التلقــائي في حالــة عــدم وجــود أي مــبرر في إبقــاء المتهم محبوســا كمــا أن اإلفــراج عنــه ال يــؤثر على ســير التحقيــق وهــذا حســب‬

‫المادة ‪ 023‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫*اإلفراج بقوة القانون وهذا ما نصت عليه المادتين ‪ 020‬و‪ 021‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪* .‬اإلفراج بناء على طلب وكيل‬

‫الجمهورية أو طلب المتهم أو محاميه طبقا للمواد ‪ 023-021‬من‬

‫قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫* اإلفراج تحت الكفالة‪ ،‬وهذا اإلجراء خاص باألجانب فقط ويصدره قاضـي التحقيــق بنـاء على طلب المحبــوس األجنـبي بعـد اســتطالع رأي‬

‫))‪1‬‬
‫النيابة العامة المواد ‪092‬إلى ‪ 068‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬غرفة االتهام ‪la chamber d’accusation‬‬


‫))‪2‬‬
‫في القضــايا الجنائيــة ومــا يرتبــط من جنح ومخالفــات‪ ،‬وعليــه تخطــر غرفــة االتهــام وجوبــا بكــل‬ ‫تعتــبرـ غرفــة االتهــام درجــة عليــا للتحقيق‬

‫تحقيق ينتهي إلى وجود أدلة كافية ضد الشخص بإرتكابه جناية التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪ ،‬ولغرفة االتهام وحــدها حــق التصـرف*‬

‫في مثل هذا التحقيق‪ ،‬وحتى تتأكد من سالمة الوصف الـذي تمسـك بـه قاضــي التحقيـق‪ ،‬لغرفـة االتهـام كامــل السـلطة أو الصـالحية في فحص الملـف‬

‫بكامله‪ ،‬فهي تتمتع بجميع صالحيات التحقيق‪ ،‬فإذا تبين لها أن الملف يشمل كافة العناصر فلها عندئــذ أن تتــداول في األدلـة والقــرائن الموجهــة ضـد‬

‫المتهم مرتكب التزوير‪ ،‬أما إذا تبين لها‬

‫)‪(1‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪ 129-162‬؛ محمد حزيط‪ .‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪.‬المرجع السابق‪.‬‬

‫ص‪063.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص ‪112.‬‬

‫* قرار الغرفة الجنائية ‪2111/11/00.‬ملف رقم ‪211269.‬المجلة القضائية لسنة ‪ 2110.‬ص‪053.‬‬

‫‪33‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫كسـماع شــاهد أو‬ ‫أن التحقيق غير واف فلها أن تأمر بإجراء تحقيق تكميلي وفق ما تقتضيه أحكام المـادة ‪ 091‬من قـانون اإلجــراءات الجزائيــة‪.‬‬

‫)) ‪2‬‬
‫وعمومــا تكــون قــرارات غرفــة االتهــام على النحــو‬ ‫إجــراء خــبرة دون أن يكــون لمن يكلــف من القضــاة للقيــام بــه أن يتجــاوز المهمــة المحــددة له‬

‫التالي‪:‬‬

‫‪ 0-‬إذا رأت أن الوقـائع ال تشـكل أصـال جنايـة الـتزوير أو جنحـة بحيث تصـدر غرفـة االتهـام قـرار بـأال وجـه للمتابعـة تمامـا مثـل قاضـي‬

‫التحقيق المادة ‪ 098‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫‪ 2-‬أما إذا رأت أن الوقائع المعروضة عليها تشكل جنحة التزوير في محرر رسمي أو إداري تصدر قرارا بإحالة القضية إلى المحكمـة‬

‫المختصة أي قسم الجنح وهذا تطبيقا ألحكام المادة ‪ 093‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫‪ 6-‬وأخيرا إذا رأت غرفة االتهام أن الوقـائع المعروضـة عليهـا تشـكل جنايـة الـتزوير في محـررات رسـمية واداريـة‪ ،‬تصـدر قـرار بإحالـة‬
‫)‬
‫المتهم إلى محكمــة الجنايــات‪ ،‬ولهــا أيضــا أن ترفــع إلى تلــك المحكمــة قضــايا الجــرائم المرتبطــة بجنايــة الــتزوير في المحــررات الرســمية واإلدارية‬
‫‪(3‬‬
‫وهذا طبقا للمادة ‪ 091‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫)‪(4‬‬
‫على أن يتضـمن قـرار اإلحالـة بيـان الوقـائع موضـوع االتهـام ووصـفها القـانوني‬ ‫وقد نصت المـادة ‪ 095‬من قـانون اإلجـراءات الجزائية‬

‫تحت طائلة البطالن بحيث يترتبـ على قرار اإلحالة إلى محكمة الجنايات في جناية التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية أثران هما‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪056-051‬؛ عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪.‬‬

‫ص ‪116.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪053.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫عبد اهلل أوهايبية‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪ 116-111‬؛ محمد حزيط‪ .‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪.‬‬

‫ص ‪051-051.‬‬

‫)‪ (4‬عدلت بالقانون ‪ 10-15‬المؤرخ في ‪ 23‬يونيو (‪2110‬ج ر ‪ 61‬ص ‪02).‬‬


‫‪33‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحويل قرار إحالة الشخص المتهم بالتزوير أمـام قاضـي التحقيـق إلى متهم أمـام محكمـة الجنايـات وتصـدر غرفـة االتهـام أمـرا بـالقبض‬

‫الجسدي‪ ،‬وهذا تطبيقا للقواعد العامة حسب ما جاءت به المادة ‪ 095‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫)‬
‫ب‪ -‬أمــا األــثر الثــاني يتمثــل في تغطيــة عيــوب التحقيــق القضــائي االبتــدائي أي اإلحالــة إلى محكمــة الجنايــات مــا لم يطعن فيــه بــالنقض‪.‬‬

‫‪(1‬‬
‫وفي هـــذا الصـــدد صـــدر قـــرار عن المحكمـــة العليـــا بتـــاريخ ‪ 2110/11/21‬موضـــوعه قـــرار إحالـــة في محـــرر رســـمي"‪ ....‬إن غرف ــة االتهـــام‬

‫)‪(2‬‬
‫باعتبارها درجة ثانية للتحقيق ليست ملزمة بإقامة الدليل القطعي بل يكفي وجود قرائن إلحالة المتهم أمام المحكمة‪. "...‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات سير المحاكمة في دعوى التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬

‫بعد انتهاء التحقيقـ االبتدائي في جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪ ،‬وبإحالة الدعوى العمومية إلى المحكمـة المختصــة تبــدأ‬

‫المرحلة الثانيـة الـتي تمـر بهـا الـدعوى وهي مرحلـة المحاكمـة‪ ،‬حيث تسـتقر في يـد قضـاء الحكم‪ ،‬وفي هاتـه المرحلـة يتم تمحيص األدلـة القائمـة في‬

‫الــدعوى‪ ،‬كمــا يتم االســتماع للحضــور فيهــا‪ ،‬ثم يصــدر الحكم بعــد ذلــك إمــا بإدانــة المــدعى عليــه أو ببراءتــه أو بعــدم مســؤوليته‪ ،‬ويطلــق على هاتــه‬

‫)‪(3‬‬
‫المرحلة بمرحلة التحقيق النهائي‪.‬‬

‫وبنــاءا على ذلــك نعــالج هــذا المبحث في مطلــبين؛ المطلب األــول نخصــه بــإجراءات المحاكمــة وســير المرافعــات في دعــوى الــتزوير في‬

‫المحررات الرسمية واإلدارية‪ ،‬أما المطلب الثاني نتطرق فيه إلى الحكم الصادر في دعوى التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪.‬‬

‫)‪ (1‬أحسن بوسقيعة‪ .‬التحقيق القضائي‪ .‬الطبعة السادسة ‪ 2113.‬دار هومة للطباعة والنشر‪-‬الجزائر‪ .‬ص‪261.‬‬

‫)‪ (2‬قرار قضائي رقم ‪ 238988‬صادر بتاريخ ‪ 2110/13/23‬االجتهاد القضائي للغرفة الجنائية‪ .‬عدد خاص سنة‪ 2116.‬ص‪231. 236-‬‬
‫)‪(3‬‬
‫محمد سعيد نمور‪ .‬أصول المحاكمات الجزائية‪ .‬الطبعة الثاني ‪ 2101.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ .‬ص‪111.‬‬

‫‪33‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سير المرافعات في دعوى التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪:‬‬

‫نقسم هذا المطلب إلى فرعين‪ ،‬حيث نتناول في الفرع األول إجراءات المحاكمة أمام محكمة الجنح‬

‫وفي الفرع الثاني إجراءات المحاكمة أمام محكمة الجنايات‪.‬‬

‫‪le jugement Ou l’nstruction‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إجراءات المحاكمة أمام محكمة الجنح‪:‬‬

‫‪definitive‬‬

‫تتش ــكل محكم ــة الجنح في ج ــرائم ال ــتزوير في المح ــررات الرس ــمية واإلداري ــة من ق ــاض ف ــرد ويس ــاعده ك ــاتب الض ــبط وبحض ــور وكي ــل‬

‫الجمهورية أو أحد مساعديه‪ ،‬وهذا ما قضت به المادة ‪ 145‬من قانون اإلجـراءات الجزائية*‪ ،‬ويجب أن تصـدر أحكـام محكمـة الجنح عن القاضـي‬

‫الذي يترأس جميع جلسات الدعوى واال كانت باطلة‪ ،‬واذا طـرأ مـانع من حضـوره أثنـاء نظـر القضـية يتعين نظرهـا كامـال من جديـد وهـذا تطبيقـاـ‬

‫لنص المادة ‪ 610‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫وتبـدأ المحكمــة جلسـاتها باإلعــالن عن إفتتاحهــا ثم المنــاداة على أطــراف الــدعوى والتأكـد من حضـورهم أو غيــابهم ثم يتم التحقـق من هويـة‬

‫المتهم وتبليغه بالتهمة الموجهة إليه والمواد القانونية المعاقب عليها وبأمر اإلحالة أو التكليـف بالحضــور حسـب األحــوال‪ ،‬وهــذا تطبيقــا لنص المــادة‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ 616‬قانون اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫واذا كــان المتهم محبوســا مؤقتــا ســيق بواســطة القــوة العموميــة لحضــور الجلســة في اليــوم المحــدد لهــا )المــادة ‪ 611‬من قــانون اإلجــراءات‬

‫الجزائيــة(‪ ،‬واذا حصــلت إحالــة المتهم المحبــوس مؤقتــا طبقــا إلجــراءات التلبس بجنحــة الــتزوير في المحــررات الرســمية واإلداريــة‪ ،‬أخطــره رئيس‬

‫المحكمة بأن له الحق في اختيار محام يساعده )المادة ‪ 665‬من قانون اإلجراءات الجزائية( واذا كان المتهم مصابا بعاهة طبيعية تعوق‬

‫* تنص‪" :‬تحكم المحكمة بقاض فرد‪ ،‬يساعد المحكمة كاتب ضبط‪ .‬يقوم بوظيفة النيابة وكيل الجمهورية أو أحد مساعديه‪ (2) ".‬محمد‬

‫حزيط‪ .‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزئري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪091-095.‬‬

‫‪33‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫دفاع ــه‪ ،‬وجب تع ــيين مح ــام لل ــدفاع عن ــه )الم ــادة ‪ 680‬من ق ــانون اإلج ــراءات الجزائي ــة(‪ ،‬واذا ك ــان للمتهم الحاض ــر أن يس ــتعينـ بم ــدافع عن ــه لم يقم‬

‫باختيار مدافع عنه قبل الجلسة وطلب مع ذلك حضور مدافع عنه‪ ،‬فللرئيس ندب مدافع عنـه تلقائيــا )المــادة ‪ 680‬من قــانون اإلجــراءات الجزائيــة(‪.‬‬

‫)‪(1‬‬

‫ثم يبــدأ هــذا األخــير إجــراءات التحقيــق في الجلســة باســتجواب المتهم حــول الوقــائع المنســوبة إليــه بشــأن الــتزوير في المحــررات الرســمية‬

‫واإلدارية واستفساره حول كل واقعة من الوقائع المنسوبة إليه ومواجهته باألدلة‪ ،‬ثم يتم سماع الشهود)*)‪ 2‬كما تسمع تصـريحات الضـحايا‪ ،‬وللنيابـة‬

‫أن توجــه األســئلة مباشــرة إلى المتهمين والشــهود والضــحايا )المــادة ‪ 221‬من قــانون اإلجــراءات الجزائيــة(‪ ،‬واذا مــا انتهى التحقيــق بالجلســة ســمعتـ‬

‫أقــوال المــدعي المــدني في مطالبــه المتمثلــة في التعــويض عن األضــرار الــتي قــد تكــون لحقت بــه‪ ،‬وبعــد أن يقــدم المــدعي المــدني أو محاميــه طلباتــه‬

‫)المادة ‪ 101‬من قانون اإلجراءات الجزائية(* يتقدم ممثل النيابة العامة بطلباته الكتابية أو الشـفوية الـتي يراهـا مناسـبة لصـالح العدالـة)المـادة ‪625‬‬

‫من قانون اإلجراءات الجزائية(‪.‬‬

‫وفي األخــير يــأتي دور دفــاع المتهم لتقــديم مرافعتــه‪ ،‬وللمــدعي المــدني والنيابــة العامــة حــق الــرد على دفــاع بــاقي الخصــوم‪ ،‬وللمتهم ومحاميــه دائمــا‬

‫الكلمــة األخــيرة )المــادة ‪ 686‬من قــانون اإلجــراءات الجزائيــة(‪ ،‬ثم يعلن الــرئيس انتهــاء المرافعــات‪ ،‬ويحــدد تــاريخ النطــق بــالحكم فيهــا‪ ،‬أو أنــه يقــرر‬

‫)‪(4‬‬
‫إصدار الحكم فيها في الحال‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ (688‬ق إ ج(‪.‬‬

‫)‪ (1‬محمد حزيط‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪095.‬‬

‫* تسمع شهادة شهود اإلثبات ثم شهود النفي‪.‬‬

‫* عدلت بالقانون رقم ‪ 91-21‬المؤرخ في ‪05‬غشت ‪0991.‬‬

‫)‪ (4‬أحمد شوقي الشلقاني‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪ 101-105‬؛ محمد حزيط‪ .‬مذكرات قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪.‬‬
‫ص ‪095-099.‬‬

‫‪33‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات المحاكمة أمام محكمة الجنايات ‪tribunal criminal‬‬

‫تعتبر محكمة الجنايـات الجهـة القضـائية المختصـة بالفصـل في جـرائم الـتزوير في المحـررات الرسـمية واإلداريـة مـتى كـانت تشـكل جنايـة‬

‫)‪(1‬‬
‫وكذا الجنح والمخالفات المرتبطة بها ‪ (215‬ق إ ج(‪.‬‬

‫وعليه نتعرض إللجراءات المعمول بها أمام محكمة الجنايات في جرائم التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلجراءات التحضيرية لدورة المحكمة‪:‬‬

‫وهي اإلجراءات التي تتم في الفـترة مـا بين صـدور قـرار غرفـة االتهـام بإحالـة المتهم إلى محكمـة الجنايـات ومـا بين تـاريخ انعقـاد محكمـة‬

‫الجناي ــات‪ ،‬فبمج ــرد ص ــدور ق ــرار غرف ــة االته ــام القاض ــي بإحال ــة المتهم على محكم ــة الجناي ــات‪ ،‬يرس ــل الن ــائب الع ــام إلى قلم كت ــاب المحكم ــة مل ــف‬

‫الــدعوى وأدلــة االتهــام )المــادة ‪ 239‬من قــانون اإلجــراءات الجزائيــة(‪ ،‬كمــا يتم تبليــغ قــرار اإلحالــة إلى المتهم المحبــوس بواســطة رئيس المؤسســة‬

‫العقابيــة‪ ،‬حيث تســلم لــه نســخة‪.‬أمــا إذا كــان غــير محبــوس فيبلــغ المتهم عن طريــق التكليــف بالحضــور الشخصــي طبقــا ألحكــام المــواد من ‪ 169‬إلى‬

‫‪ 110‬من قـانون اإلجــراءات الجزائيــة‪ ،‬وقبـل انعقــاد الجلسـة بثمانيــة أيـام على األقــل‪ ،‬يجب على رئيس محكمــة الجنايـات أو أحــد مســاعديه اســتجواب‬

‫المتهم ما لم يتنازل المتهم أو وكيله صراحة عن هذه المهلة‪ ،‬فإن كان المتهم محبوسا انتقل إليه الرئيس ليســتجوبه عن هويتــه وليتحقـقـ مــا إذا كـان‬

‫قد تلقى تبليغا بقرار اإلحالة‪ ،‬فإن لم يكن قد تم تبليغه به سلمت إليه نسخة منه‪ ،‬ويطلب منه اختيار محام للدفاع عنه‪ ،‬وفي حالــة عــدم اختيــار محــام‬

‫عين له الرئيس محاميا من تلقاء نفسه‪ ،‬كما يجوز له وبصفة استثنائية الترخيص للمتهم بتعيين أحد أقاربه أو أصدقائه للدفاع عنه ويحرر محضــر‬

‫الجزائية(‪‬‬ ‫لذلك ويوقع من الرئيس والكاتبـ والمتهم )المادة ‪ 172‬من قانون اإلجراءات‬

‫)‪ (1‬محمد حزيط‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪200.‬‬

‫عدلت بالقانون رقم ‪ 52-16‬المؤرخ في ‪06‬فبراير‪0952.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪34‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات سير المحاكمة‪:‬‬

‫تنعقدـ محكمة الجنايات في المكان واليوم والساعة المعيـنين الفتتـاح الـدورة‪ ،‬حيث يتخـذ القضـاة والنيابـة العامـة وكـاتبـ الجلسـة أمـاكنهم في‬

‫القاعــة‪ ،‬ثم يستحض ــر المتهم بالجلســة ح ــرا من ك ــل قي ــد ومص ــحوبا بح ــارس واح ــد )الم ــادة ‪ 296‬من ق ــانون اإلج ــراءات الجزائي ــة( ويك ــون حض ــور‬

‫محــامي المتهم وجوبيــا )المــادة ‪ 292‬من نفس القــانون(‪ ،‬واذا لم يحضــر المتهم وجــه إليــه الــرئيس بواســطة القــوة العموميــة إنــذار بالحضــور‪ ،‬فــإذا‬

‫رفض جــاز للــرئيس أن يــأمر بإحضــاره جــبرا‪ ،‬أو باتخــاذ إجــراءات المرافعــات بصــرف النظــر عن تخلفــه‪ ،‬وفي هــذه الحالــة األخــيرة تعتــبر جميــع‬

‫األحكــام المنطــوق بهــا في غيابــه حضــورية‪ ،‬ويبلــغ بهــا مــع الحكم الصــادر في الموضــوع )المــادة ‪ 291‬من قــانون اإلجــراءات الجزائيــة( وبعــد أخــذ‬

‫المتهم لمكانه في القاعة يطلب الرئيس من كاتب الجلسة أن ينادي على المحلفين المستدعين المقيدين في القائمة المعدة لهذا الغرض‪.‬‬

‫ثم يبلغ الرئيس المتهم بأنه ستجرى القرعة لسحب أسماء المحلفين الذين سيشكلون المحكمة ويخطره أن له أو لمحاميه الحق في رد ثــالث محلفين‬

‫عنـد اسـتخراج األسـماء من صـندوق القرعـة وللنيابـة العامـة الحـق في رد محلفين اثـنين‪ ،‬وبعـد ذلـك يوجـه الـرئيس الـدعوى للمحلفين المختـارين من‬

‫القرعــة للجلــوس في األمــاكن المعــدة لهم ويعلن عن اكتمــال تشــكيلة المحكمة‪ ‬بعــد أن يــدعو المحلفين اإلثــنين للوقــوف لحلــف اليمين بعــد رفــع اليــد‬

‫اليمنى وهذا تطبيقا لنص المـادة ‪ 251‬من قـانون اإلجـراءات الجزائيـة وعـدم أداء اليمين يبطـل الحكم‪ *0‬وبعـد ذلـك تقـرر المحكمـة متابعـة إجـراءات‬

‫المحاكمة أو تأمر بتأجيلها إذا تبين بأنها غير مهيأةـ للفصل فيها)المادة ‪ 616‬ق إ ج(‪.‬‬

‫تتشكل محكمة الجنايات من عنصر قضائي محترف وعنصر غير محترف يتمثلـ في المحلفين‪ ،‬فهي تتشكل من قاض يكون برتبة رئيس‬ ‫‪‬‬

‫غرفة بالمجلس القضائي عل األقل ومن قاضيين اثنين يكونان برتبة مستشار بالمجلس على األقل‪ ،‬ومن محلفين اثنين‪.‬‬

‫‪ *0‬مجلس أعلى جزائري ‪ 0935/10/26‬المجلة الجزائرية سنة ‪ 0939.‬ص‪991.‬‬


‫‪34‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وبعــد ذلــك إن تقــرر متابعــة إجــراء المحاكمــة فلــرئيس المحكمــة أن يطلب من كــاتب الجلسـة أن ينــادي على المــدعي المــدني وعلى الشــهود‬

‫ويخطـرهم باالنســحاب إلى القاعـة المخصصـة لهم )المــادة ‪ 295‬من قـانون اإلجـراءات الجزائيـة( وبعــد تـالوة قـرار اإلحالـة من طـرف كــاتب الجلسـة‬

‫يبدأ الرئيس في استجواب المتهم ليقدم هذا األخـير أدلـة اإلثبـات إن وجـدت‪ ،‬فيمـا توجـه أسـئلة المسـاعدين من القضـاة والمحلفين عن طريـق الـرئيس‬

‫ثم يفتح المجـال للنيابـة العامـة لتوجيـه األسـئلة مباشـرة على المتهم‪ ،‬كمـا يجـوز لمحـامي المتهم توجيـه األسـئلة إليـه أو إلى بـاقي المتهمين عن طريـق‬

‫الرئيس )المادة ‪ 251‬من قانون اإلجراءات الجزائية(‬

‫وبعد انتهاء مرحلة استجواب المتهم يأمر الرئيس بإحضار الشهود واحدا بعد اآلخر لسماع أقـوالهم بعـد آدائهم اليمين القانونيـة‪ ،‬بينمـاـ يجـوز لممثـل‬

‫النيابة العامة توجيه األسئلة مباشرة إلى الشهود‪.‬‬

‫وبعد ذلك يتم عرض تقارير الخبراء بشأن المحرر المزور ويتم سماع المدعي المدني ومحاميه )المادة ‪ 611‬من قانون اإلجراءات الجزائية(‪.‬‬

‫وبعــد ذلــك تفتتح المرافعــات بــدء بمرافعــة دفــاع المــدعي المــدني ثم تــأتي مرافعــة دفــاع المتهم وتكــون الكلمــة األخــيرة للمتهم‪ ،‬وبعــدها يقــرر الــرئيس‬

‫إقفال باب المرافعات‪ ،‬كما يقوم بتالوة األسئلة التي ستتداول حولهـا المحكمـة وذلـك فيمـا عـدا السـؤال الخـاص بـالظروف المخففـة وهـذا تطبيقـا لنص‬

‫المادة ‪ (618‬من قانون اإلجراءات الجزائية(‪.‬‬

‫وقبل مغادرة المحكمة لقاعة الجلسة يتلو الرئيس التعليماتـ المنصــوص عليهــا في )المــادة ‪ 611‬من قـانون اإلجـراءات الجزائيـة( ثم يكلــف‬

‫العــون المكلــف بالمحافظــة على النظــام بــإخراج المتهم من قاعــة الجلســات و بحراســة المنافــذ المؤديــة إلى غرفــة المــداوالت ومنـعـ الــدخول إليهــا إال‬

‫))‪1‬‬
‫أين‬ ‫بإذن من الرئيس‪ ,‬ويعلن عن رفع الجلسة وانسحاب المحكمة للمداولة بعد أن يكون قد أمر بنقل الملف إلى غرفة المداوالت‬

‫)‪ (1‬محمد حزيط‪ .‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزئية الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪206-208‬؛ أحمد شوقي الشلقاني‪ .‬المرجع السابق‪.‬‬
‫ص ‪692-696.‬‬

‫‪34‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يتبادل القضاة والمحلفون الـرأي بشـأن جريمـة الـتزوير في المحـرر الرســمي أو اإلـداري موضــوع االتهــام من حيث وقوعهــا ومسـاهمة المتهم فيهـا‪,‬‬
‫)) ‪1‬‬
‫وأدلة هاته المساهمة‪ ،‬ثم تؤخذ األصوات في أوراق تصويت سرية‪ ,‬يكتبـ كل عضو فيها بخط يده نعم أو ال‪ ،‬وتصدر جميــع القــرارات باألغلبية‬
‫)‪(2‬‬
‫وتعد في صالح المتهم أوراق التصويت البيضاء أو التي تقرر أغلبية األعضاء بطالنها)المادة ‪ 619‬من قانون اإلجراءات الجزائية(‪.‬‬

‫أمــا بخصــوص إجـراءات التخلـف عن الحضــور أمــام محكمــة الجنايــات‪ ،‬فهي إجــراءات تتخــذ ضــد المتهم الـذي يكــون قــد صـدر ضـده أمــر‬

‫بالقبض أثناء مرحلة التحقيق القضائي وبعـد صـدور قـرار بإحالـة القضـية على محكمـة الجنايـات بقي في حالـة فـرار‪ ،‬أو ضـد المتهم الـذي كـان في‬

‫حالة إفراج أو تحت الرقابة القضائية الذي يمتنعـ للمثول أمام محكمة الجنايات بعد تبليغه بقرار غرفة االتهام خالل ‪ 01‬أيام من تاريخ ذلك التبليغ‪،‬‬

‫وكذلك ضد الذي لم يكن محل أمر بالوضع في الحبس المؤقت وبعد مثوله يفر‪ ،‬وضد الذي كان محل أمر بالقبض وبعد القبض عليه يفر‪.‬‬

‫إذن فــإجراءات التخلــف عن الحضــور هي مجمــوعـ اإلجــراءات المتعلقــة بكيفيــة الســير في الــدعوى لمحاكمــة هــؤالء ألشــخاص غيابيــا أمــام‬

‫محكمــة الجنايــات إذ تعلــق نســخة من أمــر إتخــاذ إجــراءات التخلــف عن الحضــور على بــاب مســكن المتهم وعلى بــاب مقــر المجلس الشــعبي البلــدي‬

‫التابع له وعلى باب محكمة الجنايات)المادة ‪ 601‬من قانون اإلجراءات الجزائية(‪ ،‬ويتضمن هذا األمر هوية المتهم أو أوضاعه والجنايــة المنســوبة‬

‫إليــه واألمـر بــالقبض الجســدي‪ ،‬ويشــار فيـه على أنـه يتعين على المتهم تقــديم نفســه في مهلة ‪ 01‬أيـام اعتبــارا من تــاريخ التعليــق واال اعتـبر خارجــا‬

‫عن القانون كما يوقف عن مباشرة حقوقه المدنية وتوضع أمواله تحت الحراسة‪ ،‬وبعد فوات تلك المهلة تنعقد الجلسة بحضور القضاة المحترفين‬

‫)‪ (1‬أحمد شوقي الشلقاني‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪111.‬‬

‫)‪ (2‬عدلت باألمر رقم ‪ 39-16‬المؤرخ في ‪03‬سبتمبر ‪0939.‬‬


‫‪35‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫فقط وتصدر محكمة الجنايات حكمها في التهمة بغير حضور المحلفين‪ :‬دون أن يكون لها إفادة المتهم من ظروف التخفيف‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحكم الصادر في دعوى التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪:‬‬

‫وقد‬ ‫كما يفصل به في خصومة مطروحة عليه‪،‬‬ ‫الحكم هو نطق الزم وعلني يصدر من القاضي‪،‬‬

‫أوجب القانون أن يشتمل الحكم على األسباب التي بني عليها‪ ،‬وكل حكم باإلدانة يجب أن يشتمل على بيان واقعة الـتزوير في المحـرر الرسـمي أو‬

‫))‪2‬‬
‫كمــا يجب أن تكــون أســباب الحكم مؤديــة إلى النتيجــة الــتي‬ ‫اإلداري والظروف التي وقعت فيها‪ ،‬وأن يشير إلى النص القانوني الذي حكم بموجبه‬

‫خلصت إليها‬

‫فإذا دللت المحكمة على وقوع التزوير‬ ‫المحكمة في حكمها واال اعتبر الحكم باطال وجب نقضه‪،‬‬

‫باختالف بصمات الختم الموقع به على األوراق المطعون فيهـا بــالتزوير من بصــمة ختم المجـني عليـه المعــترف بـه‪ ،‬ولم تتعــرض للكـالم في صـحة‬

‫نسبة فعل التزوير إلى المتهمين فإن التدليل بهذا االختالف ال يؤدي وحده إلى الحكم بإدانـة المتهمين‪ ،‬بـل الـواجب على المحكمـة أن تتحـرى مـا إذا‬

‫كانت هاته المغايرة بين البصمات سببها أن المتهمينـ هم الذين اقترفوا التزوير لغرض من األغراض أرادوا الحقيقة‪ ،‬أم هم أجانب ال يدرون عنــه‬

‫) )‪3‬‬
‫شيئا ‪.‬‬

‫وعليـه نتطـرق إلى الحكم الصـادر في دعـوى الـتزوير في المحـررات الرسـمية واإلداريـة من خالـل فـرعين‪ ،‬حيث نتنـاول في الفـرع األـول‬

‫الحكم الصادر عن محكمة الجنح‪ ،‬ونتناول في الفرع الثاني الحكم الصادر عن محكمة الجنايات‪.‬‬

‫)‪ (1‬محمد حزيط‪ .‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪203-201.‬‬

‫)‪ (2‬رؤوف عبيد‪ .‬مبادئ اإلجراءات الجنائية في القانون المصري‪ .‬طبعة ‪ 2118.‬مكتبة الوفاء القانونية اإلسكندرية‪ .‬ص ‪181-136.‬‬

‫)‪ (3‬ايهاب عبد المطلب‪ .‬الحكم الجنائي شروط صحته وأسباب بطالنه‪ .‬الطبعة األولى‪ 2119.‬المركز القومي إللصدارات القانونية‪.‬‬

‫ص‪006.‬‬

‫‪30‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحكم الصادر عن محكمة الجنح‪:‬‬

‫تصدر المحكمة حكمها في جلسة علنية إمـا في نفس الجلسـة الـتي أجـريت فيهـا المرافعـات وامـا في جلسـة الحقـة‪ ،‬وفي هاتـه الحالـة يخطـر‬

‫الــرئيس أطــراف الــدعوى الحاضــرين بــاليوم الــذي ســينطق فيــه الحكم) )* وقبــل النطــق بــالحكم يتحقــق الــرئيس من حضــور األطــراف أو غيــابهم ثم‬

‫) )‪3‬‬
‫ينطق بالحكم))‪ ،2‬ومن هنا فإن األحكام تتنوعـ من حيث الحضور إلى ثالثـة أنـواع‪ :‬الحكم الوجــاهي والحكم الغيــابي والحكم الحضـوري االعتبـاري ‪.‬‬

‫فتنص المادة ‪ 111‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪" :‬كل شخص كلف بالحضور تكليفـاـ صـحيحا وتخلـف عن الحضـور في اليـوم والسـاعة المحـددين‬

‫في أمر التكليف يحكم عليه غيابيا حسبما ورد في المادة ‪ 148‬وذلك فيما عدا الحــاالت المنصـوص عليهـا في المــواد ‪140‬و‪140‬و‪ 147‬و‪ 149‬و‪".‬‬

‫‪105‬‬

‫ويعت ــبرـ الحكم حض ــوريا بالنس ــبة للمتهم إذا توص ــل شخص ــيا ب ــالتكليف بالحض ــور وامتنــعـ عن الحض ــور إلى جلس ــة المحاكم ــة بغ ــير ع ــذر‬

‫مش ــروع )الم ــادة ‪ 618‬من قــانون اإلج ــراءات الجزائي ــة(‪ ،‬على أن الحكم الحض ــوري الم ــذكور يص ــدر حض ــوريا اعتباري ــا غ ــير وج ــاهي ال تس ــري‬

‫مواعيد االستئناف بالنسبة له إال من تاريخ تبليغ الحكم المذكور إليه وليس من تاريخ النطق به‪.‬‬

‫* قرار المحكمة العليا ‪ 2110/12/21.‬غرفة الجنح والمخالفات‪ .‬القسم الرابع‪ .‬المجلة القضائية سنة ‪ 2112.‬ص ‪115.‬‬

‫)‪ (2‬أحمد شوقي الشلقاني‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪128.‬‬


‫)‪(3‬‬
‫عاصم شكيبـ صعب‪ .‬بطالن الحكم الجزائي نظريا وعمليا‪ .‬الطبعة األولى ‪ 2111.‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ .‬لبنان‪ .‬ص‪220.‬‬

‫‪33‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كمــا يعتــبرـ الحكم حضــوريا اعتباريــا أيضــا في األحــوال المنصــوص عليهــا بالمــادة ‪ (147‬من قــانون اإلجــراءات الجزائيــة( ))* وفي تلــك‬

‫األح ــوال أيض ــا ال تس ــري مواعي ــد االس ــتئناف بالنس ــبة للمتهم إال من ت ــاريخ تبليغ ــه ب ــالحكم الص ــادر في ال ــدعوى‪ .‬أم ــا في حال ــة النط ــق ب ــالحكم في‬

‫حضوره فإن الحكم الصادر يكون وجاهيا تسري مواعيد االستئناف فيه من تاريخ النطق به ال من تاريخ تبليغه‪.‬‬

‫ويحدد ميعاد االستئناف بعشرة أيام من تاريخ النطق بالحكم في األحوال الـتي يكـون فيهـا الحكم حضـوريا وجاهيـا )المـادة ‪ 105‬من قـانون‬
‫)‪(2‬‬
‫اإلجراءات الجزائية(‪ ،‬أما إذا كان الحكم غيابيا فيحدد ميعاد االستئناف بعشرة أيام من يوم التبليغ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحكم الصادر عن محكمة الجنايات‪:‬‬

‫بعد المداولة تعـود المحكمـة إلى قاعـة الجلسـة ويسـتدعي الـرئيس المتهم ويتلـو اإلجابـات الـتي أعطيت عن األسـئلة )‪ ،(3‬فـإذا مـا كـانت إجابـة‬

‫المحكمــة عن األســئلة باألغلبيــة بنعم فيصــرح بالعقوبــة مــع ذكــر النصــوص القانونيــة وينبــه المتهم المحكــوم عليــه أن لــه مــدة ‪ 15‬أيــام للطعن بــالنقض‬

‫فتنص المادة ‪ 606‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪" :‬بعد أن ينطق الرئيس بـالحكم ينبـه على المتهم بـأن لـه مـدة ثمانيـة أيـام كاملـة من النطـق بـالحكم‬

‫للطعن فيه بالنقض واذا كانت إجابة المحكمة عن األسئلة بالنفي وصرح ببراءته فإن المتهم المحبوس يفرج عنه مالم يكن محبوساـ لسبب آخر"‪.‬‬

‫* تنص المادة ‪ 611‬على‪" :‬يكون الحكم حضوريا على المتهم الطليق‪:‬‬

‫‪ -‬الذي يجيبـ على نداء اسمه ويغادر الجلسة‪،‬‬

‫‪ -‬والذي رغم حضوره بالجلسة يرفض اإلجابة أو يقرر التخلف عن الحضور‪،‬‬

‫‪ -‬والذي بعد حضوره بإحدى الجلسات األولى يمتنع بإختياره عن الحضور بالجلسات التي تؤجل إليها الدعوى أو بجلسة الحكم"‪.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪218. ،099-211‬‬

‫)‪ (3‬أحمد شوقي الشلقاني‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪111.‬‬


‫‪33‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وبع ــد انته ــاء ال ــرئيس من تـــالوة منطـــوق الحكم الص ــادر في ال ــدعوى العمومي ــة يطلب من المحلفين باالنســـحاب من التش ــكيلة للفصـــل في ال ــدعوى‬

‫المدنية‪ ،‬فيتقدم المدعي المدني بطلباته أو بواسطة محاميه‪ ،‬وبعد ابداء ممثل النيابة العامة مالحظاته يتقدم دفاع المتهم بدفاعه‪ ،‬ثم تنسـحب المحكمـة‬

‫للمداولـة في الطلبـات المدنيـة وتصـدر حكمهـا بعـد المداولـة‪ ،‬إمـا بمنح التعويضـات إلى المـدعي المـدني بحكم مسـبب وامـا بـرفض طلبـات التعـويضـ‬

‫لعدم التأسيس‪.‬‬

‫أما األحكام الغيابية الصـادرة عن محكمـة الجنايـات فإنهـا تسـقط بحضـور المحكـوم عليـه غيابيـا أو بـالقبض عليـه ويعـاد النظـر في الـدعوى‬

‫)‪(1‬‬
‫أمام المحكمة الجنائية‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫محمد حزيط‪ .‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزاائري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪210-203.‬‬
‫‪33‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تخضع من حيث سير إجراءاتها للقواعد العامة‬ ‫إذن جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬

‫يقوم‬ ‫المقررة في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬فتمر بداية بمرحلة التحري وهي مرحلة شبه قضائية‬
‫بها‬

‫ضـباط الشـرطة القضـائية تحت إدارة واشـراف النيابـة العامـة وتحت رقابـة غرفـة االتهـام‪ ،‬وتتمــيز إجـراءات هاتـه المرحلـة بأنهـاـ لم يـذكرها القـانون‬

‫على سبيل الحصر وانما وضع قاعدة عامة تخول ضباط الشرطة القضائية القيام بأي إجراء من شأنه الكشف عن جريمة الـتزوير في المحـررات‬

‫الرس ــمية واإلداري ــة ومرتكبيه ــا وتعقبهمـ لتق ــديمهمـ للس ــلطة القض ــائية المختص ــة‪ ،‬وه ــذا انطالق ــا من االختصاص ــات العادي ــة المخول ــة لهم ‪،‬كم ــا منحهم‬

‫القانون أيضا سلطات استثنائية تتمثل في السلطات المستمدة من القانون مباشرة‪ ،‬والسلطات المستمدة من اإلنابات القضائية‪.‬‬

‫ثم تــأتي مرحلــة أخــرى وهي مرحلــة قضــائية‪ ،‬والــتي بــدورها تقســم إلى مرحلــتين‪ ،‬مرحلــة التحقيــق االبتــدائي ومرحلــة المحاكمــة؛ فتعتــبر‬

‫مرحل ــة التحقي ــق االبت ــدائي مرحل ــة ج ــد مهم ــة للكش ــف عن الحقيق ــة‪ ،‬حيث يك ــون التحقي ــق فيه ــا وجوبي ــا م ــتى ك ــانت جريم ــة ال ــتزوير في المح ــررات‬

‫الرسمية واإلدارية تشكل جناية ‪،‬وهنا البد أن يتم على درجتين‪ ،‬األولى تتم عن طريق قاضي التحقيق بعد إخطاره بالدعوى والثانية بواسطة غرفة‬

‫االتهــام وذلــك بمجــرد إحالــة القضــية إليهــا من قبــل قاضــي التحقيــق‪ ،‬في حين إذا كــانت الجريمــة تشــكل وصــف الجنحــة فــإن التحقيــق يتم على درجــة‬

‫واحدة‪.‬‬

‫أما بخصوص إجراءات التحقيق فهي تقسم إلى قسمين قسم يهدف إلى للحصول على الـدليل ويطلــق عليـه إجــراءات البحث عن األدلـة‪،‬‬

‫وقسم آخر يتمثل في اإلجـراءات الـتي تمهـد للـدليل وهي تتعلـق بالحريـة الشخصـية للمتهم ويطلـق عليهـا اإلجـراءات االحتياطيـة‪ .‬وتتلخص إجـراءات‬

‫البحث عن األدلة أساسا في‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫إجراءات سير دعوى تزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫االنتقال والمعاينة‪ ،‬تفتيشـ المساكن واألشخاص‪ ،‬ضبط األشياء‪ ،‬إجراء الخبرة‪ ،‬سماع الشهود‪ ،‬االستجواب والمواجهة‪.‬‬

‫وفيما يخص اإلجراءات االحتياطية فتتمثلـ في‪ :‬األمر باإلحضار‪ ،‬األمر بالقبض األمر باإليداع الحبس المؤقت‪.‬‬

‫وبعــد انتهــاء التحقيــق االبتــدائي في جريمــة الــتزوير في المحــررات الرســمية واإلداريــة وبإحالــة الــدعوى العموميــة إلى المحكمــة المختصــة‪،‬‬

‫تبدأ المرحلة الثانية وهي مرحلة المحاكمة أين تستقر الدعوى العمومية في يد قضاة الحكم‪ ،‬حيث يتم تمحيص األدلة ثم يصــدر الحكم بعــد ذلــك إمــا‬

‫باإلدانة أو بالبراءة أو بانعدام المسؤولية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫في ختــام بحثنــا هــذا نخلص إلى القــول بــأن جريمــة الــتزوير في المحــررات الرســمية واإلداريــة شــأنها شــأن الجــرائم األخــرى‪ ،‬لهــا قواعــدها‬

‫الموضــوعية الــتي تقــوم عليهــا والــتي تتمثــل في أركانهــا العامــة‪ ،‬من ركنهــا المــادي والمتمثـلـ في محــل الــتزوير وتغيــير الحقيقــة في محــرر رســمي‪،‬‬

‫وركنها المعنويـ والذي هو القصـد الجنـائي‪ -‬القصـد العـام والقصـد الخـاص ‪ ،-‬إلى جـانب عنصـر الضـرر الـذي يعتـبر كشـرط لقيـام هـذه الجريمـة‪،‬‬

‫وال ــذي يتحق ــق إذا ت ــرتب علي ــه إه ــدار ح ــق أومص ــلحة يحميه ــا الق ــانون‪ .‬باإلض ــافة إلى الط ــرق ال ــتي يق ــع به ــا فع ــل ال ــتزوير والط ــرق ال ــتي نس ــتطيعـ‬

‫بواسطتها إكتشافه‪ ،‬وكذلك العقوبات المقررة لهذه الجرائم سواء العقوبات المقررة للموظف العمومي أو العقوباتـ المقررة لغير الموظف العمومي‬

‫كما ال يفوتني التنويـه لجريمـة إسـتعمال المـزور والـتي تعتــبر هي األخـرى جريمـة قائمـة بـذاتها‪ ،‬بمـا لهـا من أركـان تقـوم عليهـا وعقوبـات‬

‫مقررة لمن يقدم عليه‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن متابعة هـذه الجريمـة ليس لهـا من خصوصـية تجعلهـا تخضـع لقواعـد خاصـة إذ تخضـع للقواعـد المقـررة في قـانون‬

‫اإلجـراءات الجزائيـة‪ ،‬حيث تبـدأ بمرحلـة المتابعـة وتنتهي بصـدور حكم فاصـل في القضـية‪ ،‬مـرورا بمرحلـة التحقيـق التمهيـدي الـذي يقـوم بـه جهـاز‬

‫الضــبطية القضــائية وفقــا للحــدود الــتي رســمها القــانون ثم مرحلــة التحقيــق اإلبتــدائي ســواءا كــان ذلــك أمــام قاضــي التحقيــق أو غرفــة اإلتهــام‪ ،‬حيث‬

‫يتوقــف عليــه وصــف الجريمــة؛ فمــتى كــانت جريمــة الــتزوير في المحــررات الرســمية واإلداريــة تشــكل جنحــة فلقاضــي التحقيــق مباشــرة التحقيــق في‬

‫الجريمة دون الحاجة للتحقيقـ على درجة ثانية‪،‬أما إذا كان الوصف القانوني يشكل جنايـة فبالضـرورة تكـون غرفـة اإلتهـام جهـة عليـا ودرجـة ثانيـة‬

‫في التحقيق‪.‬‬

‫ثم تــأتي المرحلــة األخــيرة وهي مرحلــة التحقيــق النهــائي أو مرحلــة المحاكمــة‪ ،‬أين يتم فحص وتمحيص األدلــة واصــدار حكمــا فاصــال في القضــية‬

‫سواءا كان الحكم صادرا عن محكمة الجنايات أومحكمة الجنح‪.‬‬

‫ومن خالل هذه الدراسة أقف على عدة نتائج ألخصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫خاتمة‬

‫أن جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية أصبحت هاجسا يؤرق المجتمعاتـ ويثقل كاهل المحاكم والمجالس‬ ‫‪-‬‬

‫القضائية إذ تكاد ال تخلو أية جلسة من هذه الجريمة‬

‫أن هذه الجريمة تعد من أخطر الجرائم التي تزعزع الثقة العامة خصوصا مع تزايد وتطور وسائل الكتابة والطباعة‪ ،‬األمر‬ ‫‪-‬‬

‫الذي يسهل على مجرم التزوير القيام بهذه الجريمة‬

‫إعتبار هذه الجريمة من الجرائم التي تفتح الباب للقيام بجرائم أخرى كجرائم النصب والتهريبـ واإلختالس‪...‬إلخ‬ ‫‪-‬‬

‫أن جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية جريمة وقتية ينبغيـ لقيامها توافر شروطها ومنهاـ الضرر‬ ‫‪-‬‬

‫تعتبر جريمة دقيقة تحتاج في معالجتها إلى عناية خاصة بسبب تباين طرق التزوير وتنوع المحررات وكذلك لتشابهها مع‬ ‫‪-‬‬

‫أنواع أخرى من جرائم الكذب كشهادة الزور والبالغ الكاذب‬

‫أنها تحتاجـ إلثباثها إجراء الخبرة والتي تعتبر شرطا ضروريا إلثباث فعل التزوير‬ ‫‪-‬‬

‫كما ال يفوتني كذلك أن أشير إلى أن المحرر الرسمي يختلف عن المحرر اإلداري وذلك من عدة نواحي؛ فلو نظرنـا إلى الجهــة‬ ‫‪-‬‬

‫التي تصدر المحرر الرسمي ال وجدنا بأنه يختص بتحريره موظفا عموميا في حين أن المحرر اإلداري إلى جانب الموظف العمومي فقد يحـرره‬

‫آخر غير هذا األخير‪ ،‬كما يختلف أيضـا من حيث الشـكل فـالمحرر الرسـمي يتطلب وجـود شـكال معينـا يقـرره القـانون مسـبقا‪ ،‬أمـا المحـرر اإلـداري‬

‫ال يقتضي توفر شكال محددا بذاته‪.‬‬

‫ويختلــف كــذلك المحــرر الرســمي عن المحــرر اإلــداري من حيث اآلثــار فنجــد بــأن المحــرر اإلــداري يقــرر حقــا شخصــيا وفقــط في حين أن‬

‫المحرر الرسمي يتعدى ذلك إلى الغير وهذا شأن حق الملكيـة‪ ،‬ويكمن اإلختـالف كـذلك في طريقـة إكتشـاف الـتزوير‪ ،‬إذ أن المحـرر اإلـداري يسـهل‬

‫إكتشاف التزوير فيه‬

‫‪72‬‬
‫خاتمة‬

‫وذلك لسهولة الرجوع إلى المعلومات المدونة لدى الهيئات المختصة‪ ،‬أما التزوير الواقع في المحرر الرسمي فمن الصعب اكتشافه‪.‬‬

‫وعلي ــه واس ــتنادا للنت ــائج المس ــتقاة من موض ــوع الدراس ــة وفي س ــبيل الح ــد من هات ــه الجريم ــة‪ ،‬أرى بأن ــه على المش ــرع الجزائ ــري تع ــديل‬

‫المــادتين ‪412‬و‪ 412‬من قـانون العقوبـاتـ واللتـان تعاقبــان على الــتزوير الواقــع في محـرر رســمي من قبــل القاضـي أو الموظـف العمــومي أو القـائم‬

‫بوظيفــة عموميــة في حــاالت ذكرتهــا المــادتين أعالــه على ســبيل الحصــر ممــا يجعــل المجــال مفتوح ـاـ للتــالعب بالقــانون واســتغالل الثغــرات القانونيــة‬

‫والطرق التي قد تظهر نتيجة للتطور ومنه يفلت المجرم من العقاب‪.‬‬

‫كما أنه على المشرع مواكبة التطور التكنولوجي على أساس أن هذه الجريمة تتطلب وجود تقنياتـ ووسائل‬

‫حديثة يعتمدـ عليها المجرم للقيام بفعل التزوير وذلك من خالل وضع تعديالت جديدة أخرى لمسايرة‬

‫التقنياتـ المستعملة في الجريمة من جهة وردع المجرم المزور من جهة أخرى‬

‫وأنوه أيضا إلى التشديد من قبل السلطات المعنية في منح اإلعتماد بالنسبة لصانعي األختام ‪ ،‬سواءا من‬

‫قبل المشرع أو من قبل اإلدارة المسؤولة واجراء الرقابة وفرض عقوبات مشددة على القائمين بجريمة التزوير والمساعدين على قيامها من هذه‬

‫الفئة‪.‬‬

‫كما أحث أيضا المشرع على إعطاء تعريف للمحرر وكذا التزوير وبيان اركانه خصوصا وأن المحرر هو جوهر وقوام جريمة التزوير في‬

‫المحررات الرسمية واإلدارية‪.‬‬

‫كما ال أنسى أن أوصي بالنهوض بالسلك القضائي وتطويرهـ في سبيل مكافحة هذه الجريمة وذلك بتدعيم مخابر الشرطة العلمية وتجهيزهاـ‬

‫بأحدث التقنياتـ لكشف التزوير‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫المالحق‬
‫المالحق‬

‫قضايا التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية لوالية أم البواقي لسنة ‪3102‬‬

‫الشهر‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫الوظيفة‬ ‫نوع الوثيقة‬ ‫المتابعاتـ القضائية‬


‫المتورطين‬
‫إيداع استدعاء‬ ‫رقابة‬
‫إفراج‬
‫القضايا‬
‫مباشر‬ ‫قضائية‬

‫جانفي‬ ‫‪30‬‬ ‫‪///‬‬ ‫‪/‬‬


‫محررات‬
‫‪30‬‬
‫إدارية‬
‫‪30‬‬ ‫تاجر‪ ،‬موظف‪،‬‬ ‫محررات‬
‫مارس‬ ‫‪30‬‬
‫‪30‬‬ ‫متقاعد‬ ‫إدارية‬
‫متقاعد‪ ،‬عامل يومي‪،‬‬ ‫محررات‬
‫‪30‬‬
‫أفريل‬ ‫إدارية‪+‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪30‬‬ ‫تاجر‬
‫محررات‬
‫رسمية‬
‫محرر إداري‬
‫تاجر‪ ،‬متقاعد‬ ‫محررات‬
‫‪37‬‬
‫ماي‬ ‫متقاعد‪ ،‬تاجر‪،‬‬ ‫إدارية‬ ‫‪30‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪37‬‬
‫جوان‬ ‫موظف‬ ‫محرر إداري‬ ‫‪30‬‬
‫‪30‬‬
‫أعمال حرة‪ ،‬أستاذ‪،‬‬
‫‪37‬‬ ‫عامل‪ ،‬تاجر‬
‫جويلية‬ ‫محرر رسمي‬ ‫‪30‬‬
‫‪30‬‬
‫موظف‪ +‬بدون مهنة‬
‫محرر إداري‬
‫‪30‬‬ ‫موظف‬
‫‪30‬‬
‫أوت‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪30‬‬ ‫محرر إداري‬
‫أكتوبر‬ ‫مقاول موظف‬
‫‪30‬‬
‫نوفمبر‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬

‫ديسمبر‬

‫‪57‬‬
‫المالحق‬

‫قضايا التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية لوالية أم البواقي لسنة ‪3103‬‬

‫الشهر‬ ‫عدد‬ ‫عدد‬ ‫نوع الوثيقة‬ ‫الوظيفة‬ ‫المتابعاتـ القضائية‬


‫المتورطين‬
‫استدعاء‬ ‫إيداع‬ ‫رقابة‬
‫إفراج‬
‫القضايا‬
‫مباشر‬ ‫قضائية‬
‫جانفي‬ ‫‪00‬‬ ‫‪/‬‬
‫محررات‬ ‫‪///‬‬
‫‪04‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬
‫إدارية‬
‫‪00‬‬
‫فيفري‬
‫‪05‬‬ ‫محررات‬ ‫تاجر‪ ،‬موظف‪،‬‬

‫إدارية‬ ‫متقاعد‬
‫مارس‬
‫‪00‬‬ ‫ال شيء‬
‫أفريل‬
‫‪05‬‬ ‫‪37‬‬ ‫محرر إداري‬ ‫متقاعد‪ ،‬موظف‬
‫ماي‬
‫‪03‬‬
‫محرر إداري‬ ‫بدون مهنة عامل‪،‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪37‬‬
‫جوان‬ ‫موظف‬
‫‪04‬‬
‫محرر إداري‪+‬‬ ‫عامل‪ ،‬تاجر‬
‫‪30‬‬
‫جويلية‬
‫‪30‬‬ ‫محرر رسمي‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪30‬‬ ‫محررات‬ ‫أعمال حرة‪ ،‬أستاذ‪،‬‬
‫أوت‬ ‫‪30‬‬
‫رسمية‬ ‫عامل‪ ،‬تاجر‬
‫‪30‬‬
‫محرر رسمي‪+‬‬ ‫بدون مهنة‬
‫سبتمبر‬ ‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪03‬‬ ‫محرر إداري‬
‫‪30‬‬
‫أكتوبر‬ ‫‪30‬‬ ‫محرر إداري‬ ‫موظف‬

‫‪/‬‬ ‫محرر إداري‬ ‫‪//‬‬


‫نوفمبر‬ ‫‪30‬‬
‫‪/‬‬
‫محرر إداري‬ ‫بدون مهنة ‪ +‬عامل‬

‫ديسمبر‬ ‫يومي‬ ‫‪/‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬

‫‪57‬‬
‫المالحق‬

‫وزارة الداخلية‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫المديرية العامة أللمن الوطني‬

‫أمــن واليـة الجزائ ــر‬

‫أمــن دائـرة الرويب ــة‬

‫فرقــة الشرطـة القضائيـة‬

‫رقم‪ / :‬س م ق‪/‬ف ش ق‪/80‬‬

‫الرويبــة في‪80/80/0880 :‬‬

‫ضابـط الشرطـة رئيس فرقة الشرطة القضائية‬

‫أمــن دائ ــرة ال ــرويب ـ ــة‬

‫إل ــى السيد‪ /‬وكيل الجمهورية المناوب لدى محكمة‬

‫الرويبة‪.‬‬

‫الموض ــوع‪ :‬تقرير إخباري أولي بخصوص التزوير في وثائق إدارية‪.‬‬

‫‪--------------88 .‬‬ ‫المرفق ــات‪- :‬محضر إيداع شكوى‪.‬‬

‫‪-88 .‬‬ ‫‪ -‬نسختين من عقد فريضة‪----------- .‬‬

‫يشرفني أن انهي إليكم بهذا التقرير اإلخباري األولي المتعلق بالقضية المنوه إليها بالموضوع أعاله‪ ،‬مع موافاتكم بوقائعه كما يلي‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫المالحق‬

‫بتاريخ ‪ :0880/80/80‬وفي حدود الساعة العاشرة صباحا‪ ،‬تقدم إلى مصالحي المسمى…‪،/ .‬‬

‫من مواليـ ــد‪ …/../… :‬بـ ــالجزائر الوسـ ــطى‪ ،‬ابن …و‪ ،...‬مـ ــتزوج‪،‬ـ المقيم بـ‪ … :‬قصـ ــد التبليـ ــغ عن فعـ ــل الـ ــتزوير واسـ ــتعمال المـ ــزور في وثـ ــائقـ‬

‫ادارية )عقد فريضة(‪ ،‬ضد كل من المدعو‪ / ...‬واالستاذ الموثق ‪ ،/...‬الكائن مكتبه بحي ‪ ...‬بـ‪...‬‬

‫المعني باألمر وضع تحت تصرفنا بتاريخ ‪ ،0880/80/80‬نسختين من عقد فريضة‪ ،‬االولى مـزورة ومحـررة بتـاريخ ‪0888/80/81‬‬

‫والثانية مصححة‪ ،‬حاملة لرقم الفهرس ‪ 8021‬من طرف نفس األستاذ الموثق‪.‬‬

‫تم فتح تحقيق في القضية من قبل مصالحي كل جديد عنها نوافيكم به علما في حين ـ ـ ـ ــه‪ .‬أرسـ ــل إليكم بهذا التقري ــر لك ــل غاي ــة‬

‫مفي ـ ــدة‬

‫رئيس فرقة الشرطة القضائية بالنيابة‪:‬‬

‫تكفلت بإجراءات التحقيق في القضية مصالح امن الفرقة الجنائية للمقاطعة الشرقية للشرطة القضائية بباب الزوار وعليه أحيل إليكم‬

‫بهذا التقرير اإلخباري األولي لكل غاية ترونهاـ مناسبة‪.‬‬

‫ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫قائمة المصادر‬

‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬المصادر‬

‫القوانين‬

‫‪ .1‬الدستور الجزائري‪ .‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 67‬المؤرخ في ‪ 80‬ديسمبر ‪1997‬‬

‫‪ .2‬األمر رقم ‪ 157/77‬المؤرخ في ‪ 10‬صفر عام ‪ 1807‬الموافق لـ ‪ 80‬يونيوـ سنة ‪ 1977‬والمتضمن قانون العقوبات الجزائري المعدل‬
‫والمتمم‪.‬‬
‫‪ .8‬األمر ‪ 155/77‬المؤرخ في ‪ 80‬يونيوـ ‪ 1977‬والمتضمن قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الكتب‬

‫‪ 1-‬أحسن بوسقيعة‪ .‬التحقيق القضائي‪ .‬الطبعة السادسة ‪ 2887.‬دار هومة للطباعة والنشر– الجزائر ‪ 2-‬أحسن بوسقيعة‪ .‬الوجيز في‬

‫القانون الجنائي الخاص‪ .‬طبعة ‪ 2882.‬دار هومة – الجزائر‬

‫‪ 8-‬أحمد أبو الروس‪ .‬جرائم التزييف والتزوير والرشوة واختالس المال العام‪ .‬الكتاب الخامس‪ .‬المكتب الجامعي الحديث – اإلسكندرية‬
‫‪ 2-‬أحمد بسيونيـ أبو الروس‪ .‬التحقيق الجنائي والتصرف فيه واألدلة الجنائية‪ .‬المكتبـ الجامعي الحديث‪-‬اإلسكندرية ‪2885.‬‬
‫‪ 5-‬أحمد شوقي الشلقاني‪ .‬مبادئ اإلجراءات الجزائية في التشريع الجزائري‪ .‬الطبعة الرابعة‪ .‬الجزء الثاني‪.‬‬

‫الجزائر‬ ‫ديوان المطبوعات الجامعية‬

‫‪ 7-‬أحمد عبد السالم علي‪ .‬التعليق على جرائم التزييف والتزوير‪ .‬دار الكتب القانونية‪-‬مصر ‪2886.‬‬

‫‪ 6-‬أحمد محمود خليل‪ .‬جرائم تزوير المحررات‪ .‬الطبعة ‪ 2880.‬المكتب الجامعي الحديث‪.‬‬

‫‪ 0-‬ايهاب عبد المطلب‪ .‬الحكم الجنائي‪ ،‬شروط صحته وأسباب بطالنه‪ .‬الطبعة االولى ‪ 2889.‬المركز القومي إللصدارات القانونية‪.‬‬
‫‪ 9-‬بن شيخ لحسين‪ .‬مذكرات في القانون الجزائي الخاص‪ .‬دار هومة – الجزائر‪.‬‬

‫‪ 18-‬جندي عبد المالك‪ .‬الموسوعة الجنائية‪ .‬الطبعة األولى‪ 2885.‬الجزء الثاني‪ .‬مكتبة العلم للجميع‪.‬‬

‫القاهرة‪.‬‬

‫‪ 11-‬حمزة عبد الوهاب‪ .‬النظام القانوني للحبس المؤقت‪ .‬الطبعة األولى ‪ 2887.‬دار هومة‪-‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ 12-‬دليل مركز التحضير اللمتحانات والمسابقاتـ بمديرية التعليم ومدارس الشرطة‪ .‬دروس خاصة بمفتشيـ الشرطة لنيل صفة ضابط شرطة‬

‫قضائية‪ .‬مطبعة م ت أ‪ .‬الطبعة ‪2889.‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ 18-‬رؤوف عبيد‪ .‬مبادئ اإلجراءات الجنائية في القانون المصري‪ .‬طبعة ‪ 2885.‬مكتبـ الوفاء القانونية‪-‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ 12-‬سليمان بارش‪ .‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية‪ .‬دار الشهاب للطباعة – باتنة‪.‬‬

‫‪ 15-‬سليمان عبد المنعم‪ .‬أصول اإلجراءات الجنائية‪ .‬الكتاب األول‪ .‬منشورات الحلبي الحقوقية‪.‬‬

‫‪ 17-‬سليمان عبد المنعم‪ .‬محمد زكي أبو عامر‪ .‬قانون العقوبات الخاص‪ .‬الطبعة األولى ‪1990.‬‬

‫المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪-‬بيروت‪.‬‬

‫‪ 16-‬طه أحمد طه متولي‪ .‬التحقيق الجنائي وفن استنطاق مسرح الجريمة‪ .‬منشأة المعارف‪-‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ 10-‬عاصم شكيب صعب‪ .‬بطالن الحكم الجزائي نظريا وعمليا‪ .‬الطبعة األولى ‪ 2886.‬منشورات‬

‫الحلبي الحقوقية‪.‬‬

‫‪ 19-‬عبد الحميد الشواربي‪ .‬التزوير والتزييف مدنيا وجنائيا‪.‬ـ دار المعارف‪-‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ 28-‬عبد العزيز سعد‪ .‬جرائم التزييف وخيانة األمانة واستعمال المزور‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ 2887.‬دار هومة ‪-‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ 21-‬عبد اهلل أوهايبية‪ .‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ 2812.‬دار هومة – الجزائر‬

‫‪ 22-‬عز الدين الدنا صوري‪ ،‬عبد الحميد الشواربي‪ .‬الموسوعة الجنائية في قانون العقوبات واإلجراءات الجنائية‪ .‬طبعة ثانية‪ .‬منشأة المعارف –‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ 28-‬علي عبد القادر القهوجي‪ .‬قانون العقوباتـ القسم الخاص وجرائم االعتداء على المصلحة العامة‪ .‬الطبعة األولى‪ 2818.‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪-‬لبنان‬
‫‪ 22-‬علي وحيد حرقوص‪ .‬قاضي التحقيق في أصول المحاكماتـ الجزائية الجديد‪ .‬منشورات زين الحقوقية‪-‬لبنان ‪2885.‬‬
‫‪ 25-‬عمر عيسى الفقي‪ .‬جرائم التزييف والتزوير‪ .‬ط ‪2888.‬البيت الفني إللصدارات القانونية‪.‬‬

‫‪ 27-‬غازي مبارك الذنيبات‪ .‬الخبرة الفنية في إثبات التزوير في المستندات الخطية فنا وقانونا‪ .‬الطبعة الثانية ‪ 2818.‬دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪ 26-‬فتوح عبد الشاذلي‪ .‬الجرائم المضرة بالمصلحة العامة‪ .‬الطبعة األولى ‪ 1991.‬جامعة اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ 20-‬فرج علواني هليل‪ .‬جرائم التزييف والتزوير‪ .‬دار المطبوعات الجامعية اإلسكندرية ‪2885‬‬

‫‪ 29-‬كمال كمال الرخاوي‪ .‬إذن التفتيشـ فقها وقضاءا‪ .‬الطبعة األولى ‪ 2888.‬دار الفكر والقانون المنصورة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ 88-‬محمد حزيط‪ .‬قاضي التحقيق في النظام القضائي الجزائري‪ .‬الطبعة الثالثة ‪ 2818.‬دار هومة – الجزائر‬
‫‪ 81-‬محمد حزيط‪ .‬مذكرات في قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪ .‬الطبعة الرابعة ‪ 2889.‬دار هومة – الجزائر‬
‫‪ 82-‬محمد حماد مرهج الهيتي‪ .‬الموسوعة الجنائية في البحث والتحقيق الجنائي‪ .‬دار الكتب القانونية‪.‬‬

‫دار الكتب للنشر والبرمجيات‪-‬مصر ‪2887.‬‬

‫‪ 88-‬محمد زكي أبو عامر‪ .‬قانون العقوباتـ القسم الخاص‪ .‬الطبعة الثانية ‪1909.‬دار الهدى للمطبوعات –اإلسكندرية‬
‫‪ 82-‬محمد سعيد نمور‪ .‬أصول اإلجراءات الجزائية‪ .‬الطبعة االولى ‪ 2885.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ 85- .‬محمد سعيد نمور‪ .‬أصول‬

‫المحاكماتـ الجزائية‪ .‬الطبعة الثانية ‪ 2811.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ 87- .‬محمد صبحي نجم‪ .‬الوجيز في أصول المحاكمات الجزائية‪.‬‬

‫الطبعة‪ .‬الطبعة االولى ‪ 2887.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪-‬االردن‪.‬‬

‫‪ 86-‬محمد صبحي نجم‪ .‬شرح قانون العقوبات الجزائري القسم الخاص‪ .‬الطبعة الخامسة ‪ 2882.‬ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر‬
‫‪ 80-‬محمد علي السالم الحلبي‪ .‬الوجيز في أصول المحاكمات الجزائية الطبعة األولى ‪2889.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪-‬عمان‪.‬‬
‫‪ 89-‬محمد علي سكيكر‪ .‬جرائم التزييف والتزوير وتطبيقاتهاـ العلمية‪ .‬الطبعة الثانية ‪ 1909.‬دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‬
‫‪ 28-‬محمد مروان‪ .‬اإلثبات في المواد الجنائية في القانون الوضعي الجزائري‪ .‬الجزء الثاني‪.‬ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪1999.‬‬
‫‪ 21-‬ممدوح خليل البحر‪ .‬مبادئ قانون أصول المحاكمات الجزائية‪ .‬الطبعة األولى ‪ 1990.‬مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع‪-‬عمان‪.‬‬
‫‪ 22-‬منصور عمر المعايطة‪ .‬األدلة الجنائية والتحقيقـ الجنائي‪ .‬الطبعة األولى ‪ 2889.‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪-‬األردن‬

‫‪83‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ثالثا‪ :‬االجتهادات القضائية‬

‫‪ .1‬قرار الغرفة الجنائية ‪ 1902/18/27.‬ملف رقم ‪ ،26199‬قرار‪ 2‬يناير ‪ 1905.‬ملف رقم ‪ 89188:‬االجتهاد القضائي في المواد الجزائية‪.‬‬

‫الجزء الثاني‪ .‬المجلة القضائية العدد‪ 2.‬سنة ‪1909.‬‬

‫‪ .2‬قرار الغرفة الجنائية‪ .‬ملف رقم ‪ 88107.‬المجلة القضائية لسنة ‪1909.‬‬

‫‪ .8‬قرار‪ 9-6-1901.‬ملف رقم ‪ 25182.‬قرارات الغرفة الجنائية للمحكمة العليا‪ .‬الجزء األول‪ .‬ص‪ ،157‬قرار ‪ 5-12-1909.‬ملف ‪.‬‬

‫‪ 77688‬االجتهاد القضائي في المواد الجنائية‪ .‬الجزء الثاني‪.‬‬

‫‪ .2‬قرار المحكمة العليا بتاريخ ‪ 2887/86/27.‬ملف رقم ‪ 820009.‬العدد ‪1‬سنة‪2886.‬‬

‫‪ .5‬نقض جزائي ‪ 1991/82/85‬المجلة القضائية‪ .‬العدد األول لسنة ‪1992.‬‬


‫‪1) .7‬قرار الغرفة الجنائية ‪ 2888/82/11.‬ملف رقم ‪228289.‬المجلة القضائية لسنة ‪2881.‬‬
‫‪ .6‬قرار قضائي رقم ‪ 275955‬صادر بتاريخ ‪ 2881/87/27‬االجتهاد القضائي للغرفة الجنائية‪ .‬عدد خاص سنة‪2888.‬‬
‫‪ .0‬مجلس أعلى جزائري ‪ 1970/81/28‬المجلة الجزائرية سنة ‪1979.‬‬

‫‪ .9‬قرار المحكمة العليا ‪ 2881/82/28.‬غرفة الجنح والمخالفات‪ .‬القسم الرابع‪ .‬المجلة القضائية سنة ‪2882.‬‬

‫‪84‬‬
‫فهرس المصطلحات‬

‫المصطلح باللغة العربية‬ ‫ترجمته باللغة الفرنسية‬ ‫الصفحة‬

‫تغيير الحقيقة‬ altération de la vérité 10

‫التزوير المادي‬
Le Faux Matériel 12
‫التحريات‬ 37
‫اإلنابة القضائية‬ Les Enquêtes 44
‫التحقيق اإلبتدائي‬
la commission rogatoire 46
‫اإلنتقال والمعاينة‬ 47
‫التفتيش‬ l’instruction préparatoire
48
‫ضبط األشياء‬ Déplacement et constatation 49
‫الخبرة‬ 50
perquisition
‫اإلستجواب والمواجهة‬ 52
‫األمر باإلحضار‬ saisie 53
‫األمر بالقبض‬ Expertise 53
‫األمر باإليداع‬ 53
‫الحبس المؤقت‬
interrogatoire et confrontation
54
‫الرقابة القضائية‬ mondât d’amener 54
‫اإلفراج‬
mandat d’arrêt 55
‫غرفة االتهام‬ 55
‫أو المحاكمة‬ ‫التحقيق النهائي‬ mandat de dépôt 58
détention provisoire
le control judiciaire
la liberté
la chambre d’accusation le
‫محكمة الجنايات‬ 60
jugement ou l’instruction

définitive

tribunal criminele

85
‫فهرس‬

‫الموضوعات‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫‪...................................................................................................................................................................................‬‬
‫أ‪-‬د‬

‫الفصل األول‪ :‬النظام العقابي لجريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪...............................................................................‬‬


‫‪05‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أركان جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪.........................................................................................:‬‬


‫‪00‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الركن المادي في جريمة التزوير في المحررات الرسمية واالدارية‪...........................................................................:‬‬


‫‪00‬‬

‫الفرع األول‪ :‬محل التزوير‪..................................................................................................................................................‬‬


‫‪00‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طرق التزوير‪.................................................................................................................................................‬‬


‫‪11‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الضرر‪.......................................................................................................................................................‬‬


‫‪11‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الركن المعنوي‪.............................................................................................................................................‬‬


‫‪32‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القصد العام‪....................................................................................................................................................‬‬


‫‪32‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القصد الخاص‪...............................................................................................................................................‬‬


‫‪32‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العقوبات المقررة لجرائم التزوير في المحررات الرسمية واالدارية‪..........................................................................‬‬


‫‪35‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عقوبات جريمة التزوير في المحررات الرسمية واالدارية‪........................................................................................‬‬


‫‪35‬‬

‫الفرع األول‪ :‬عقوبة جريمة التزوير الواقعة من الموظف العمومي‪................................................................................................‬‬


‫‪35‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عقوبات جريمة التزوير الواقع من غير الموظف العموميـ‪.........................................................................................‬‬


‫‪30‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عقوبات جريمة استعمال المحررات الرسمية واإلدارية المزورة‪.................................................................................‬‬


‫‪32‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أركان جريمة استعمال المحررات المزورة‪............................................................................................................‬‬


‫‪31‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جزاء استعمال المحرر المزور‪.........................................................................................................................‬‬


‫‪21‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إجراءات سير دعوى التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪................................................................................‬‬


‫‪34‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إجراءات التحري والتحقيق في جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪...........................................................‬‬
‫‪23‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إجراءات التحري في جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪........................................................................‬‬


‫‪23‬‬
‫الفرع األول‪ :‬السلطات العادية لضباط الشرطة القضائية‪..............................................................................................................‬‬
‫‪23‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السلطات االستثنائية لضباط الشرطة القضائية‪.........................................................................................................‬‬


‫‪21‬‬

‫المطلب الثاني إجراءات التحقيق في جريمة التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية )إجراءات التحقيق‬

‫االبتدائي(‪........................................................................................................................................................................‬‬
‫‪25‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التحقيق اإلبتدائي‪..............................................................................................................................................‬‬


‫‪23‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬غرفة اإلتهام‪..................................................................................................................................................‬‬


‫‪55‬‬

‫‪87‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات سير المحاكمة في دعوى التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪.............................................................‬‬
‫‪50‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سير المرافعات في دعوى التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪...........................................................................‬‬


‫‪52‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراءات المحاكمة أمام محكمة الجنح‪..................................................................................................................‬‬


‫‪52‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات المحاكمة أمام محكمة الجنايات‪...............................................................................................................‬‬


‫‪30‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحكم الصادر في دعوى التزوير في المحررات الرسمية واإلدارية‪............................................................................‬‬


‫‪32‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الحكم الصادر عن محكمة الجنح ‪..................................................................................................................35‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحكم الصادر عن محكمة الجنايات‪.....................................................................................................................‬‬


‫‪33‬‬

‫خاتمة‪............................................. ..................................................................................70- 73 :‬‬

‫المالحق‪74-77.............................................................................................................................................................:‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‪..............................................................................................................................70-74 :‬‬

‫فهرس المصطلحات‪.........................................................................................................................78 :‬‬

‫فهرس الموضوعات‪............................................. .........................................................................78 :‬‬

‫‪88‬‬
‫ملخص الدراسة‬

‫تعتبرـ جريمـة الـتزوير في المحـررات الرسـمية واإلداريـة من أهم الموضـوعات في قـانون العقوبـات ومن أخطـر الجـرائم الـتي تخـل بالثقـة‬

‫الواجب توافرها في هذه المحررات‪ ،‬كذلك تعد من الجرائم الحديثة إذا ما قورنت مع جرائم السـرقة والقتـل‪ ،‬كمـا لهـا أهميـة خاصـة بقـدر مـا صـار‬

‫للكتابــة من دور أساســي في حيـاة اإلنســان عـالوة على كونهــا الوسـيلة الطبيعيــة لتقـدير الحقـوق والحقــائق وذلـك أن الحــق مسـجال على الورقـة أقــوى‬

‫منه في طيات الصدور‪.‬‬

‫وقــد اعتــبر المشــرع الجزائــري أن كــل تغيــيرـ في مضــمون المحــرر أو أي تزويــر في محتــواه يعتــبر مساســا بالثقــة العامــة‪ ،‬وبالتــالي فهــو‬

‫اعتداء على سلطة الدولة؛ من جهـة فيمـا يخص تعامالتهـا بـالمحررات مـع األفـراد ومن جهـة أخـرى فهـو اعتـداء على حقـوق ومصـالح األفـراد‪ ،‬ممـا‬

‫يستوجب معه توقيع العقاب‪.‬‬

‫كما أن هذه الجريمة شأنها شأن الجـرائم األخـرى‪ ،‬لهـا قواعـدها الموضـوعية الـتي تقـوم عليهـا والـتي تتمثـل في أركانهـا العامـة‪ ،‬من ركنهـا‬

‫المادي والمتمثل في محل التزوير وتغيير الحقيقة في محرر رسمي‪ ،‬وركنها المعنـوي والـذي هـو القصـد الجنـائي ‪ -‬القصـد العـام والقصـد الخـاص‬

‫‪ ،-‬إلى جانب عنصر الضرر الذي يعتبر كشرط لقيام هذه الجريمة‪ ،‬والذي يتحقق إذا ترتب عليه إهدار حق أو مصلحة يحميهاـ القانون‪.‬‬

‫وتجـ ــدر اإلشـ ــارة إلى أن متابعـ ــة جريمـ ــة الـ ــتزوير في المحـ ــررات الرسـ ــمية واإلداريـ ــة تخضـ ــع في متابعتهـ ــا للقواعـ ــد المقـ ــررة في قـ ــانون‬

‫اإلجراءات الجزائية حيث تبدأ بمرحلة البحث والتحري وتنتهيـ بصدور حكم فاصل في القضية‪.‬‬
Résumé de l'étude
Le délit de contrefaçon dans les documents officiels et la gestion des sujets
les plus importants dans le Code pénal est des crimes les plus graves qui
perturbent la confiance qui doit être respectée dans ces éditeurs, ainsi que l'un
des crimes modernes en comparaison avec les crimes de vol et assassiner,
comme une signification particulière dans la mesure où ce qui est devenu de
l'écriture d'un rôle clé dans la vie humaine tout en étant un moyen d'estimer les
droits naturels et les faits et que le droit d'enregistrer sur le papier est plus forte
que dans les plis de la poitrine.

A été considéré comme le législateur algérien que tout changement dans le


contenu de l'éditeur ou toute fraude dans son contenu est considéré comme une
violation de la confiance du public, et il est donc une atteinte à l'autorité de
l'État; main en ce qui concerne les transactions par les éditeurs avec des
personnes de l'autre côté, il est un assaut sur les droits et les intérêts des
individus, qui l'oblige peine.

Quant à ce crime, comme les autres crimes, avec ses propres règles de
sous-tendent de fond qui est dans ses coins, le général garée physique et objectif
à la place de la contrefaçon et de changer la vérité dans la langue officielle de
l'éditeur, et son pilier de morale et qui est l'intention criminelle - l'intention
générale et votre intention -, ainsi que composant dommage, ce qui est une
condition pour la mise en place de ce crime, qui vérifie si le gaspillage
conséquent de droit ou un intérêt protégé par la loi.

Il convient de noter que le suivi de l'infraction de faux dans les documents


officiels et sous réserve administrative à suivre les règles prescrites dans le Code
de procédure pénale où vous commencez la recherche de la scène et de l'enquête
et se terminant la règle de l'émission d'une pause dans le cas.

You might also like