You are on page 1of 2

‫السعادة ألمي‬

‫رأيت حزنا عميقا من عينيه‪ .‬عيناه القويتان يف يوم من األيام مها اآلن كما لو كانتا هشتني‪ ،‬مثل‬
‫شجرة عمرها مئات السنني‪ .‬أشعر باألسف على أمي ألنه منذ وفاة والدي ‪ ،‬كان عليه أن يكسب‬
‫لقم ة العيش بنفس ه إلع اليت وأخ يت‪ .‬نظ رت إلي ه ألنق ل أن ه ليس وح ده ‪ ،‬س نظل جبانب ه ح ىت أي‬
‫وقت ‪ ،‬لقد حزم حزنه على الفور وكذلك عزز عقله‪.‬‬

‫"األم خبري ي ا ب ين!" ح اول ص وته الن اعم أن ينق ل أن ه ك ان قاس يا وص ادقا للغاي ة بش أن رحي ل‬
‫أيب‪.‬بالطبع ال أصدق ذلك بعد ‪ ،‬ألن عينيه ال تزاالن تصفان مدى حزنه وحزنه ‪ ،‬بسبب رحيل‬
‫أيب‪ .‬اآلن م رت ‪ 14‬عام ا من ذ وف اة وال دي ‪ ،‬تارك ا دون رس الة داه فق ط ال دموع األخ رية ال يت‬
‫أظهرها‪.‬‬

‫سواء كانت الرسالة األخرية أو جمرد عالمة على االنفصال ‪ ،‬االنفصال عن املرض الذي عاىن منه‬
‫لسنوات عديدة‪ .‬الوقت وحده جعلين أنا وأخيت وأمي نتآكل تدرجييا احلزن الذي كنا نعانيه‪ .‬يوما‬
‫بعد يوم مررنا معا‪.‬‬

‫األنشطة والروتني والعمل الشاق الذي مرت به أمي ملساعدتنا مل تذهب سدى‪ .‬متكنت أمي من‬
‫إرس ايل أن ا وأخ يت إىل الكلي ة ‪ ،‬ح ىت ك ان عم ري ‪ 20‬عام ا‪ .‬مكتظ ة بأنش طيت وروتي ين يف ه ذه‬
‫احملاضرة احملمومة ‪ ،‬بالنسبة يل املنزل هو اآلن جمرد مكان للراحة وإغالق عيين‪.‬‬

‫جاء الليل ‪ ،‬حىت ظللت أفكر يف ذهين‪" .‬كيف حاهلا؟" ‪" ،‬كيف تشعر أمي؟" ‪" ،‬هل هي خبري؟"‪.‬‬

‫عالوة على ذلك ‪ ،‬مل تتمكن أخيت ‪ ،‬اليت ال تزال شابة ‪ ،‬من القيام بواجباهتا اخلاصة ومل تكن‬
‫قادرة على مساعدة أمي‪ . .‬لقد وصلت عطلة العيد ‪ ،‬وأنا وأخيت خنطط للعودة إىل املنزل للقاء‬
‫والبقاء على اتصال‪.‬‬
‫أخريا اجتمعنا أنا وأمي ‪ ،‬بعد فرتة طويلة من عدم رؤية بعضنا البعض بسبب احملاضرات‬
‫املزدمحة‪  .‬كنا منغمسني يف الدردشة ورواية القصص واملزاح مع الشبيبة لدرجة أنين نسيت كل‬
‫التعب الذي كنت أمر به بسبب جدول أعمايل املزدحم‪.‬‬

‫سألت أمي أيضا "أمي! أنا آسف ألنين ال أستطيع أن أكون دائما جبوار أمي!" ابتسمت أمي "ال‬
‫بأس يا بين ‪ ،‬أمي سعيدة بالفعل برؤيتك حىت لفرتة من الوقت!" عانقت أمي وسألت "لكن كل‬
‫ليلة أفكر دائما يف أمي !!‪ ,‬هل هناك أي شيء ميكنين القيام به جلعل أمي سعيدة؟"‪ ‬صدمت أمي‬
‫وصمتت لفرتة من الوقت ‪" ،‬ستكون أمي سعيدة إذا خترجت يا بين!‪ ،‬أنت ال تزال تبلغ من العمر‬
‫‪ 20‬عاما اآلن ‪ ،‬لذلك ال يزال األمر طويال بعض الشيء"‬

‫م رر بس رعة !" لق د ص دمت أيض ا وأجبت "لكن أمي؟" ‪ ،‬م ا زلت مل أفك ر يف ذل ك ‪ ،‬أري د أن‬
‫أجعل أمي سعيدة أوال!" قالت أمي بلطف "مع خترجك كنت سعيدا جدا ابنك األم!!"‪.‬‬

‫ما زلت أفكر يف كلمات أمي حول التخرج بسرعة حىت حيني الوقت الذي كان يف املستقبل من‬
‫النهاي ة‪ .‬لق د خترجت وخترجت بس رعة على ص لوات األم ال يت اعتنت بش ؤوين يف الكلي ة ‪ ،‬بع د‬
‫انتظار طويل كنت سعيدا أخريا ألنين متكنت من جعل أمي سعيدة‪.‬‬

You might also like