Professional Documents
Culture Documents
ااااه يا أبي
سنه جديدة أتت وسينفطر فيها قلبي على فراقك ..
سنه جديده أقبلت ولن أقبل فيها جبينك،
سنه جديده أتت وسيتضاعف حنيني وشوقي إليك ،سنه جديدة أتت ولكن
رضيت بقضاء Eوقدر ربي
رحلت وما زلت متعرشا قلبي ،رحلت وما زال حنينك يسكن فؤادي،
رحلت ومازال صدا صوتك في مسمعي ،رحلت ومازالت صورتك
محفورة في عقلي ،رحلت وما زالت بسمتك في مخيلتي..
آ ٍه والف آ ٍه يا أبي
ليتك بقيت يا أبي ليتك لم ترحل ،ال نحتاج شيء كان وجهك المنير
بإبتسامتك المالئكية يكفينا ،كان صوتك يمأل علينا البيت ،كانت دخلتك
علينا تكفينا كان وجودك في المنزل يساوي الدنيا وما فيها.
ُ
كنت عندما أدخل المنزل وأجدك سعادة الدنيا كلها تغمرني،
اما اليوم كل شيء تغير يا أبي كل شيء في بيتنا فقد جزء كبييييير من
جماله وحيويته لم يعد مثل الماضي ،ليتك كنت موجودا وأتحدث إليك لعلك
تسمع أهاتي وآلمي ووجعي عليك..
أبي
فارقتني جسدا ولم تفارقني روحا………
فروحك ما زالت تعيش معي وما زلت اعيش بها ولها …
فارقتني جسدا وما زالت صورتك امام ناظري
اه يا حبيبي كم كنت عطوفا وحنونا آه ما اقسي فراقك ..
ابي...
ٌ
مشتاق ألحضانك الدافئه أن تحتضنني وتضمني بين ذراعيك واتوسد إنني
بحنانك واقبل يدك كل يوم.
بفقدك أبي قد فقدت أشياء كثيرة.
أبي!..
كم أشتاق لكلمة أبي حتى فمي متعطش لنطقها لم يبقي سوى صداها في
داخلي يحتضر حزنا ً كم هي غالية هذه الكلمة ال تقاس بثمن …
أبي...
افتقدتك في فرحتي وحزني وحيرتي افتقدتك في حديثي وبكائي وضحكي.
رحلت يا والدي دون وداع….
رحلت في صمت وهدوء كما كنت دائما….
فارقتنا ويا له من فراق مؤلم وقاسي….
آه يا والدي…..
ال استطيع التعبير عن كل ما يجيش بصدري من حزن واشتياق هناك
المزيد والمزيد من األحاسيس التى لن تعبر عنها الكلمات Eكيف ارثيك يا
والدي وماذا اقول عنك؟ فقلمي لن يجيد وصفك فانت اكبر بكثير من ان
توصف بالكلمات المجردة……
فبرحيلك ياأبي انهار العامود واختفى السند وظل اسمك يتبع اسمي فقط ،،
أبي سوف تبقى ذكراك ترفرف في سماء حياتي في كل لحظة وحين ..
ولن يغيب وجهك الجميل عن مخيلتي ..ولن تغيب روحك الطاهرة عن
كياني ،،
أبي..
أيها السامق في قلبي رغم الغياب..يا روحا أحببتها وما كفاني فيها
العشق..
أبي..
يا نورا وهبني بعض ضوءه وبعضا من بركاته ..
ال أكتب لك اآلن ألبني عوالم من البالغة والبيان ،ال استطيع في مقام
الحزن عليك أن أفعل ذلك ،فذكراك أكبر من الكلمات Eواللغة ،كل اللغات
على اتساعها تضيق بكلمة أبي يا أبي..
كل الحزن أقل من وقع فقدك وسطوة رحيلك..
ليس رثاء متأخر ما أكتبه اآلن ..ليس تمجيدا أو بحثا عن أمثالك E،بل أكتب
سعيا وراء التخلص من صيحات حنين ال تسأم من الفقد في دمي كلما
خطرت في بالي..
مرت شهور لم أبكيك فيها ،الليلة بكيتك ملء عيني وقلبي ،وكأنك غادرتني
الليلة ،فهل تسلل شبح النسيان ألروقة الذاكرة؟ هل عشش في ضفاف
الجرح نبضه ،وأورقت على غصن الفقد أوراقه؟
هل تجرؤ الذاكرة أال تتذكرك؟
كنت أظن االفتقاد أصعب في بدايته ،ألكتشف بأن ألمه وحرقته ووجعه
تتصاعد وتتفاقم بمرور الوقت E،إنه أشبه بجرح مفتوح مستعصي على
الشفاء..
كم أفتقدك يا بعضا مني ،في كل زاوية من حياتي ثمة صوتك ،في كل
ركن من عمري نبضك ،وعلى ضفاف سنواتي شذاك ،ال زلت ال أصدق
كيف لحضورك الباهر أن يحكمه الغياب األبدي!..
لقد بت أعي يا والدي أن للحزن درجات Eومراحل ،وحزني عليك سيظل
العمر بأكمله ،يشرب واأليام في مجرى واحد..
حزن مقيم يجاور قلبي ،ينبض بنبضه ،يتدفق في الشرايين متزامنا مع
أنفاسي..
حزني عليك يا أبي ال ينام ..ال يهادن..ال يهدئ وال يشيخ ..
كل ذكرياتي معك تأسرني وتقيدني بك ،تجذبني مداراتك ،تستبيحني
وتعتقلني مثل لحظة هاربة من زمن األوجاع..
ذكراك يا أبي تتوغل في رسم شوقي كنهر جارف يغرقني ..
ذكراك مدينة حزن أشد الرحال Eإليها كل ليلة ،أسكنها وأتجول في شوارعها
وأتقصى أثار خطاك فيها..
أنت يا والدي عوالم من الدفء ،ال تعوضه شمس تحترق ،لذا ما عدت
أطيق كلمات الرثاء E،ولم أعد أملك تعازي أقدمها في محراب اللغة،
وهشاشة المعني وأنا أقف على ذكراك ،فا أنت يا والدي أكبر من النسيان،
وذكراك أقوى من الحياة E،ومن سيل اللحظات ،وفيض العمر الخاوي من
حضورك..
أبي :
سامحني يا ربيب روحي إذا أوجعتك برسالتي هذه ،فأنا احتاج Eعمرا آخر
كي أبكيك ،وسأظل عمري أبحث عن حزن يليق بك يا أبي ..
يا لهذا الحزن الذي يغرس مخلبه عميقا في قلبي..
هو الموت الذي يعرف كيف يختار فتصبح الخسائر ال تحتمل ويحق للقبر
أن يهنأ فقد جاءه خير الرجال..
لك من قلبي الدعوات الطاهرة ،بأن تحفك رحمة هللا الواسعة ،ويسكنك
جنانه ،ويجعل الفردوس األعلى مثواك..آمين..